آخر 10 مشاركات
254 - أين ضاعت إبتسامتى ؟ - كارول مورتيمر ( تصوير جديد ) (الكاتـب : marmoria5555 - )           »          251 - زائر الليل - كيم لورنس (الكاتـب : PEPOO - )           »          378 - جراح تنبض بالحب - ساره وود((تم إضافة نسخة واضحة جداااااااا)) (الكاتـب : أميرة الورد - )           »          1051 - العروس الاسيرة - روزمارى كارتر - د.ن (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          أغنية التمنيات -إيما دارسي - عبير الجديدة(عدد ممتاز) (الكاتـب : Just Faith - )           »          74 - زهرة النسيان - مارغريت بارغيتر (الكاتـب : فرح - )           »          أمِـير الأحْـلَام - فانيسَا غـرَانت - عَدَد ممتاز (الكاتـب : Topaz. - )           »          أيام البحر الأزرق - آن ويـــل -عبير الجديدة -(عدد ممتاز ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          اقوى من الحب - ازوكاوود - عبير الجديدة(عدد ممتاز) (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree145Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-01-22, 10:58 PM   #31

سارة منصور دوار الشمس
 
الصورة الرمزية سارة منصور دوار الشمس

? العضوٌ??? » 473504
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 396
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » سارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك fox
¬» اشجع ahli
افتراضي


القبلة العاشرة
تابع سلطان تفاجئ أماني وهى تنظر اليه بعيون جاحظة ، فأردف قبل أن تنفجر أمامه بكلمات عنيفة فبريق عيناها لا يطمئن .
_ لا تردي امانى ... بعدين اسمعج .. فكرى في كلامي زيين واعلمى ...أنت كسبانة مو خسرانه أي شيء
_ موافقة .
دهش سلطان من ردها المقاطع لكلماته، فلم يصدق ما تسمعه أذناه ولا ما تراه عيناه من تحولها الغريب بتلك النظرات الغامضة .
_ موافقة ؟؟؟
_ ايوة موافقة ..بس بوسة مفيش حاجه تانية ..
تهتف بها امانى الى سلطان التي ارتسمت ابتسامة النصر على شفتاه امامها والتي تعلم نواياها جيدًا .
مال سلطان رأسه بايجاب وهو يتصفحها بعيناه التى لمعت بوهجها الساحر مع اضاءة الغرفة الخافتة .
فأردفت امانى ..
_ كلام رجالة ..
_ زيين على رقبتي قبل راسي ..
يقولها سلطان بثقة وتنظر اليه بنفس الطريقة الخبيثة .. فقد عزمت على الانتقام منه بجعله يحاول فى الوصول اليها .. ومن ثم تتركه يشتهي بلا مقابل ..فلا يوجد أسوء من هذا كاعقاب .
_ تعالى قربي أذوق طعم الشفاه الحلوين .
يقولها سلطان وهو يقترب منها ويجلس مقابلا لها على الفراش بعد ازاحته لعمامته البدوية.. مما جعل شعره الثقيل يسقط على رأسه ويخفى نصف جبهته..
عضت أمانى على شفتاها بضيق من طريقة تحديق سلطان بها.. مما جعلها تتوتر أكثر..وهى تراه بدون عمامة.. .
وخاصةً بعد أن بسط يده على وجهها ويمررها على وجنتيها الباردة..فصاحت ..
_ لااا .. بوسة بس ..
_ مثل ما تريدي..
يهمس بها سلطان وهو يقترب منها في غمضة عين خاطفا شفتها العلوية ..تحت نظرات أمانى المتفاجئة .
حاولت أن تتماسك ولا تركز مع طريقته في تقبيلها لكن.. عندما توقف فجأة وظل يراقبها علمت انه ليس بصبي هين... ربما عقلها نائما عن تلك الحركات ، لكن قلبها يدرس الأمور جيدا، فجأة لم تشعر بنفسها وهى تغلق عيناها رغما عنها فكيف لملمس شفاه رطبة ان ييقظ ذلك الإحساس الداخلي الذي يهجم على قلبها ويمر عبر عروقها بنبض غامض يخبرها أن تلك القبلة بها حلاوة السكر وكم يتلذذ القلب بها.
ارادت أن تأخذ نصيبها من تقبيله ....لكن فجأة... ابتعد ..
قبلة واحدة لم تتخطي سوي دقيقة حتى قام بدفعها برقه عنه..وعيناه تراقبها وهى مغلقة العينان ، ظل مقربا من عيناها ويلثم أنفاسها المشتهية الي شفتاه حاول بأقصي قوته أن يكون متماسكا ، فهو يخوض الان حربا بجعل قلبها ملكا له ..
يعلم أن وعيها غاب عن عقلها ، فتأكد أنه نجح بخطوة عندما رأى عيناها تنفتح أمامه بتلك الطريقة ،فرمقها بنظرة جعلتها تكره نفسها مئة مرة وخاصةً بعد أن علمت أنها الضعيفة والتي لا تتحكم بنفسها .. فكيف لشخص يبدو في عيناها أنه رثًا قذرًا ان يستحوذ عليها فقط بدفء عناقه ..
_ اليوم قبلة واحدة فقط ...سلام أمانى .
تابعته أمانى بذهول وكره حاد .. فصاحت وهى تمسك شعرها القصير تجذبه بعصبية ، وتنظرت حولها تبحث عن شيء تقذفه وتحطمه به ، فكم شعت بالإهانة أمام ذلك المحتال .
تحول الخوف الذي تكنه لسلطان الى نفسها التى تشتهي الحب وتأبي الحرمان .
ذهبت لتقف امام المرآة وتقول بغضب وصياح مهزوم..
_ هتفضلي طول عمرك فاشلة ..مش عارفة تحكمي نفسك قدام اى حاجه ..
هنا اختفت صورتها في المرآة وظهرت صورة تلك الجنية ذات الشعر الأبيض تنظر اليها بغضب كبير ..
وتهمس لها بكلمات غريبة ..
_ لو قبلك مئة قبلة راح تموتين أمانى ..هذا هو نصيبك ..ابعدي عنه .. أحسنلك ..
جحظت عيناها وهى تنصت الى كلمات ذلك الشبح..فارتعشت شفتاها وهى تقول
_ أنت مين ..وليه بتظهرى هنا ..
_ أنا أنت ..أنا مستقبلك ..
جحظت عين أمانى من رؤية تلك الفتاة حولاء العين مثلها ، تعرف جيدا أنها شبح ..لكن لم تشعر ابدا بالخوف منها ..
فظلت تنظر اليها ..حتى عبرت تلك الفتاة من المرأة ووقفت أمامها ..فابتعدت أماني خطوتين بحذر وهى تقول
_ ابعدي عني .. انا مريت ببلاوي كتير.. مش انت اللى هخاف منك..
مرت الفتاة عبر جسد أمانى في ثوان ولم تخرج ..فظهرت صورة امانى في المرآة مجددًا ..لكن... بشعر أبيض قصير .
_ مش هسيبه يموتك ...هكون معك ..
صعقت أمانى مما تراه ..فصاحت بصوت مرتفع وهى تشعر بذلك الالم الرهيب بقلبها وكأنه بين يد تعتصره بقوة.. وصاحت أكثر عندما تحدثت الفتاة بصوت يخرج من شفتاها مما زاد الوجع اكثر حتى سقطت فاقدة الوعي .
****
علت الدهشة على عيون جيهان وتدلى فكها السفلى الى أسفل وهى تستمع الى عرض يونس لها ،فبقت متجمدة في مكانها لا تتحرك.
فأردف يونس اليها وهو يتابع صدمتها القوية .
_ أنا مش هتجوزك فعليا
ومتقلقيش هخل ماهر يركع قدامك ..
فاقت جيهان من شرودها وابتلعت ريقها من كلماته ، نعم.. تكره وتمقته .. لكن لا تريد ان تخسره ..فهو سيكون رابط لبداية تعرفها على أب طفلها.. فهو يعمل مع حسام المشفى.
فقالت بتوتر وهى ترفع رأسها الى جانب أخر لكي لا تنظر إلى عيناه الجريئة.
_ يا أستاذ يونس ..اولا عيب على حضرتك تقف قدامى بالشكل ده ..ثانيا بأي حق أتجوزك .. ومن كلامك ده يدل انك عاوز تستغلني ..
رد يونس عليها مقاطعا ..
_ كنت فاكرك ناصحة يا جيهان ..انت ليك مصلحة مع ماهر
وأنا ليا معاه مصلحة ..
تابع يونس بعد أن رأى انتباهه ..
_شهر واحد بس وهطلقك ..وهديك المبلغ اللى انت عوزاه ..
ده غير ان ماهر هيبوس رجلك عشان ترحميه لو مشيتي ورى كلامي طبعا ... متفتكريش إنها حاجه كبيرة عليا . ..
المستشفى دي كلها بتاعتي
انا جيبي مليان ..
تنصت اليه جيهان بغرابة فقد كان يونس الرجل المغرور الذي يرفع رأسه دائما.. فلما الان تراه منكسرا بعض الشئ ولا يتوقف عن الالحاح عليها.. حتى وان كان لايبدو عليه.. الا ان عيناه بها الكثير من الرجاء، تأكدت ان يونس عبارة عن لغز محير.
لا يعلم يونس ماوراء صمتها فأردف بثقه كبيرة..
_اسمعي ...
اللى بطلبه منك ده في صالحك .. ففكري كويس ..
بكرة بليل هستني رأيك .. لو اتاخرتى ..هشوف غيرك ..
وغيرك كتير .
شعرت جيهان بتوقف عقلها من كم هذه المعلومات التي تعرفها من يونس ومن كذب ماهر الذي استمر اعواما عليها .
ساد الصمت لثوانى تراقبه بانتباه.. حاجظة العين من رؤيته بتلك الثقة ، وبأنه يعلم كافة الأمور ..
خرج يونس من الغرفة امام عيناها التي تنظر اليه بولع غامض ..
الأن تحول تجسيد يونس في عيناها انه هو من سينقذ موقفها ..
حاولت ان تخرج وراءه لكى تخبره بكل شيء ..لكن فجأة قدماها توقفت عن الحركة وعقلها يسرد اليها و يعطي الافكار...
فظلت تراقبه بعيون جامدة مع هدوء نبضاتها الساكنة والابتسامة تأخذ وضعا جديدا على شفتاها رغما عنها.. والتى لم تستمر طويلا
فأخبرتها نفسها المتألمة والتى تعذبت طويلا داخل عقلها
((كفايا ياجيهان.. كفايا خبطات مش كل مرة هتبقي المسكينة كلهم شبه بعض واكيد بيستغلوكِ.. خليك المرة دي انت التعبان وسمميهم كلهم.. بعد ماتاخدي اللى عوزاه اطعنيهم قبل ما حد يفكر يأذيك.. )))

سبنا 33 likes this.

سارة منصور دوار الشمس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-01-22, 11:00 PM   #32

سارة منصور دوار الشمس
 
الصورة الرمزية سارة منصور دوار الشمس

? العضوٌ??? » 473504
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 396
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » سارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك fox
¬» اشجع ahli
افتراضي

*****
غاب القمر وتلاشي ضوئه مع نجوم السماء خلف السحب الثقيلة التي تتصارع بملحمة تصادم كبيرة مع المطر مما يبرق البرق ويخرج الرعد بأسلحته التى ترتسم بالسماء وتشعل الاجواء بذاك الصوت المخيف..
تململت ذات العيون البنية اللامعة الممزوجة بالعسل الابيض المنقى من الشوائب على مضجعها برهبة من صوت البرق، تضم جسدها بذراعيها المرتعشة وتتحامي خشية منه بعناق طفليها النائمان بجانبها بقوة، تنهدت وهى ترى ان حياتها كئيبة ووحيدة برغم كثرة الاشخاص حولها والذين يقومون بتعذيبها كل يوم الا انها تشعر ان حياتها خالية من كل شئ..
تعلم ان الحياة مهما امتلأت بالبشر سواء الاخيار او الاشرار لن يملأ فراغ القلوب سوي تلك اللمسة الحانية وهى فقدتها منذ الصغر..
أغمضت عيناها بقوة وهى تضع يدها فى أذناها حتى سقطت قطرة من المطر على جفنيها ..وما ان فتحتهما حتى سقطت خمس قطرات داخل عيناها.
تمازج المطر المتسرب من سقف غرفتها العلوية مع دموعها التي تنهمر بضغوط السنين وبحياتها المليئة بالوجع..فقد كانت فتاة صغيرة تنمو بداخل أحضان اختها في ذلك الدار الخاص بتكافل اليتامى،رغم أنهم كانوا يعانون معاناه صعبة الا ان شقيقتها كانت درعها الوحيد في ذلك العالم حتى ظهرت تلك العائلة وقاموا بتبنيها من ذلك الملجئ.
شعرت أن العالم كله بعد ان بترهما عاد من جديد يضمهما كالأم الحانية .. اعتقدت ان تلك الاسرة ستأخذ شقيقتها.. ولم تعلم انهم أخذوها هى لبعض الوقت..نعم شعرت بالألفة والمعاملة الحسنة التى لم تستمر طويلا فبعد ان حصلت الاسرة على طفل بعد معاناة قاموا بالتخلي عنها وقاموا بتزوجيها بعمر الحادية عشر لشاب يكبرها بثمانية عشر سنة ،لا تنكر انها عندما رأته للمرة الأولى أحبته حبا لو جفت بحار العالم لوضع مكانهم قطرات دموعها التى تتدفق من عيناها اشتياقها له فقط، لكن.. كانت طفلة صغيرة تعيش فى كهف الاسود.. ربما لو سُألت عن أجمل يوم عاشته فى حياته لقالت يوم تم زواجها .. لم تنسي أنفاسه الدافئة ولا عناقه.
فمن لا يجد الحب منذ الصغر سيكون دائما ضحية لأى يد تربت عليه ولو كان مقصدها خبثا..
ليلتان فقط على ممر ست سنوات وحصلت على طفلين.. وبرغم انها دائما ما تتعرض لتنمر من عائلته الا ان رؤيته فقط تمدها بالأمان..
ولكن فجأة تغير كل شئ وانقلب الوضع أكثر مما هو عليه.
صعدت الشمس الى الشروق وشهدت اول دمعة تنسكب من عيناها اشتياقا...
قامت من فراشها كالمعتاد فى الساعة السادسة، ربتت على ظهر طفليها الصغار ودثرتهما جيدا وذهبت لبدأ عملها اليومي من اشغال متعبة..
دخلت الى الحزيرة الخاصة بالأبقار وقامت بحلب احدي عشر بقرة جميعا وقامت بتوزيع الحليب بالتساوي فى قنينة مُعدة للبيع،
وبعد ذلك دخلت الى المطبخ لإعداد الفطور ..فقامت بسلق عشرون بيضة وقلي عشرة، وقامت بسلق الفول واعداده بطريقة شهية وبعض الاطعمة الفلاحي بكميات هائلة..
وبعد ساعة كامله خرجت سيدات وفتيات والرجال من كل مكان فى السرايا وجلسوا على طاولة الطعام متجمعين..
واصلت بوضع الاطباق على الطاولة امامهم وهى صامتة جامدة الملامح..
وبعد أن انتهت من تجهيز الفطور تذهب الى المطبخ لتناول الطعام بمفردها..
_أنت خابر يابوي ان جبل جاي اليوم
تهتف بها إحدى بناته بصوت مرتفع حتى وصل الى اذنها وهى بالمطبخ، لتجحظ عيناها ويسقط بعض الطعام من ثغرها وهى تهرول الى حافة المطبخ لكي تنصت الى باقي الكلمات، فأردفت تلك الفتاة
_ طبعا يابوي لازمن نجيب له عروس حلوة.. كيف بنات مصر..اكيد معايره ارتفعت ده بجاله خمس سنين هناك..
رفع كبير العائلة بصره الى ابنته وقال بصوت رنان.
_ جبل يتكلم معاك انت بس يابدرية وما فاكر يكلم ابوه
_ ابوي.. اسمع لو تتهرب من كلامي.. انا ما راح اخل جبل يقعد مع التيييت اسراء.. هو دكتور ولازمن ياخد بنت حلوة تليق بيه.
_اسمعي يابت.. جبل يعمل اللى يريده ما حد له دخل..
لا انت ولا امك.. واجفلى خشمك..
نظرت تلك الفتاة بخشونة الى ابيها ووضعت بيضة كاملة داخل فمها بشراهة..وبعد ثوانى شهقت بسبب صفار البيض .. وبحثت بعيناها عن قنينة ماء على الطاولة، فلم تجد اي ماء ..
فوقفت الام تصيح
_ فين المي يا مجصوفة الرجبة، حاتيه دلوجت.
تعلم اسراء جيدا انها مقصوفة الرقبة فذلك الاسم يطلق عليها فى تلك السرايا منذ ان جاءت.. فذهبت مسرعة وقلبها يدق بقوة من الخوف وبيدها ابريق الماء الى الفتاة والتى هى اخت جبل.
_سامحيني يا بدرية نسيت..
قامت بدرية بصفع اسراء على وجهها بقوة وقالت بعصبية بعد ان تجرعت الماء.
_ هتموتى محروقة يا بجرة وعلى يدي..
مالك.. متبصيش اكده يا مجصوفة الرجبة. اوعاك تفكرى انى ممكن اعاملك زين لما توريني دموع التماسيح دي وجبل اخوي انسيه..مستحيل اخليه يفضل مع وحدة تخينة زي الطور.. ابعدي عن وشي..
تهتف بها بدرية بغضب وترفع يدها لتضرب ظهر اسراء بقوة بمعصمها العريض حتى تردد صوت الضربة فى اذن الجميع، لم يؤلمها سوى أطفالها وهما ينظرا اليها ويبكيا عليها..
خطت اسراء منهزمة من أمامهم والدموع تنهمر من عيناها تحت نظراتهم اللاذعة..
وخرجت لتكمل باقي عملها خارج السرايا.. خطت بخطوات منكسرة والدموع تعرف مصارها جيدا فى طريق طويل مليئا بالأشجار تحدق يمينا ويسارا وعيناها عمياء عما حولها ترى فقط الماضي وهى بجانب شقيقتها .
_ياست اسراء..ياست اسراء....
انتبهت اسراء الى صوت الشاب الذي يهتف باسمها ويشير اليها من الخلف ليخرجها من شرودها المؤلم فمسحت دموعها لتبقي عيناها رطبة بالاوجاع وهى تقوم بالرد عليه بصوت باكي.
_نعم...
_ياست اسراء.. الرقم اللى بتتصلي بيه رن من شوية..
يهمس بها عامل يبدو انه فى منتصف العقد الثاني فى مثل عمرها ويرتدي ملابس مهترئة خاصة بالعمل بالزراعة .
_بجد....دي إختى جيهان...
تقولها إسراء وهى تسحب الهاتف من يد الشاب وتهرع الى وراء شجرة كبيرة مليئة بثمار التين .. وتقومي الاتصال بشقيقها ،
ولم تنتبه الى الذي يراقبها من أمام السرايا بسيارته.
****
استيقظت مونى فى الصباح الباكر لترى انها قد نامت فى وضعها على الارض منذ الليلة الماضية فوقفت وخطت الى الفراش وقامت برمي نفسها عليه بإنهاك..
لمحت بطرف عيناها وجود طعام على الارض بقرب الباب ،انتفضت اليه مسرعة وحملته على فخذيها وتأكل منه بنهم شديد..
_يابوووي ايه الاكل الجميل ده.. وكمان بيبسي..
تهتف بها مونى وهى تنظر الى الاكل بشهية كبيرة وتتجرع المشرب الغازي فى آن واحد..وبعد ان انتهت..خطت الى الباب ووضعت يدها عليه تجذبه لكى يفتح.. لكنه كان مغلقا من الخارج..
_يووووه
جحظت عيناها عندما أتتها فكرة.. فأخرجت الدبوس الخاص بملابسه الضخم.. ووضعته داخل المكان الخاص بالمفتاح.. وبدأت فى تحريكه يمينا ويسارا وتقوم بلوية بمهارة ، وما ان فتح الباب.
هتفت بأعلا صوتها دون وعي
_الله عليك يا موني.. يا جشطة..
ومن ثم تهمس بصدمة..
_غبية.. اسكتي..
وااه فاكرنى ايش يعني يازياد... هبلة..
تهمس بها مونى وهى ترفع صدرها بثقه ومعنويات مرتفعة وتخرج خارج الغرفة على اطراف رجليها.. وتنظر الى تلك الشقة الساحرة..
التقطت رائحة بأنفها فعلمت ان المطبخ فى الجهة اليسرى، فأسرعت بخطواتها بحذر..
وصمتت قليلا لتنصت الى ما حولها.. لكن كان الصمت يعم المكان.. علمت ان الشقة خالية.. فقفزت عدة قفزات كالأرنب وهى تسرع الى المطبخ، قامت بتصفح الثلاجة.. لتجد المأكولات السريعة.. فانفتحت عيناها بدهشة.. وتجمع اللعاب داخل ثغرها من رائحته بشهية
_ كل ده بيبسي.. يابوووي..
تهتف بها موني وهى تلتقط الطعام وتأخذ اكبر قنينة المشروبات الغازية وتذهب الى باقى الغرف وهى تتناول الطعام...
فلمحت صورة فخمة معلقة على الجدار تضم مجموعه شباب مع ابائهم يرتدون ملابس رسمية ذو بزلات فخمه.. وبجانبهم يقف زياد ويبتسم.. ظلت تحدق بها لدقائق طويلة وفكها السفلي يتدلى لأسفل..
_ مين المززز دوول .. ده عمر حبيب الجلب.. والله ملاك ... انا مابصدق عيني انا اعيش مع الجمر ده فى بيت واحد.. والله مااسيبك بيدي واسناني يابن جلبي...
انا تزوجت من مزز... مابصدق والله.. ومن هذا
تهتف بها مونى وهى تقبل الصورة على الجانب الخاص بزياد.. فجرت عيناها على الشباب الاخرون..
فلمحت شابا ذو عيون براقة واسعة كالمحيط بها أمواج بحرية و سماء صباحية ترعد وتبرق من يراها
_اول مرة اشوف هذا اللون. جمييل جووي هاااه. ياترى مين الحليوة ده كمان
اقتربت من الصورة وهى تردف
_ شكله رجولي زيين هو ده يلي يتجال عليه شيخ الشباب...
ساد الصمت قليلا وشعرت بالغربة لتهتف بتأنيب ضمير.
_فوجي يابت فوجي انت دلوجتي متزوجة زينة الشباب زياد.. فوجي..
وما ان تنتهي من الكلام تصفع وجنتيها بهدوء وتهز رأسها..بطريقة لطيفة..
أكملت المشي داخل الغرف فلثمت عطر حبيبها فتأكدت ان تلك هى غرفته.. فهرولت مندفعة الى فراشه بعد ان تركت الطعام على المكتب.
وجرت مندفعة مرتمية عليه ، قامت ببسط يديها الاثنان وقدميها بنعومة على الفراش وبقت تتمسح فيه براحة.
ظلت تلثم رائحه الفراش بقوة .. واتجهت صوب اغراضه الموضوعة على المرآة، فرأت جهاز محمول قديم.. فرفعته الى بصرها.. وقالت
_ده موبايل.. زي اللى كان مع أللى مايتسمي اللى كنت ماشية معاه...
قامت مونى بفتح ذلك الموبايل وتصفحت مابه .. لتجد صور لفتاة جميلة للغاية..
فمال وجهها الى العبوس وبدأت تضغط على الشاشة بعصبية وتقبل كافة الصور .. فتعجبت...
_ايه اللى جابك هنا...
يهتف بها زياد وهو يدخل إلى غرفته، بعد أن بحث عنها فى جميع أركان الشقة.
*****
استيقظت أمانى من فقدان وعيها لترى انها على الارض وجسدها ثقيل للغاية، حاولت ان ترفع نفسها بصعوبة.. وظلت تحاول حتى رفعت جسدها ووقفت أمام المرآة تتصفح نفسها وعيناها الذابلة، تأكدت عندما رأت بعض الشعيرات تحولت الى الابيض انه لم يكن حلما بل كان واقع تعيشه..
التفت وهى تزفر بشدة على بؤسها... لتشهق وهى ترى أمامها جدتها لأبيها
_ستي.. حفيظة..!!
ظلت أمانى تحدق بجدتها وهى تحدق بها بعيون جاحظة بصمت مخيف فكم تغيرت كثيرا وتقدمت بالسن فلم تراها منذ سنوات طويلا، لاتزال الارانب معها واصوات البوم تنتشر مع خروجها من غرفتها...
_جنية عاشجة غيورة . موجودة اهنه... يابتي..
دهشت أمانى وهى تنصت الى جدتها ، ومما سمعت من والدتها انها قد فقدت عقلها فى الايام الاخيرة، ولكن رأت انها تتحدث بغرابة، فقالت برجاء وهى تمسكها من يديها الاثنان...
_ستى انت حاسة بيها..مين دي.
رمقتها حفيظة بغضب وهى تقول...
_ لساته ما جرب منك....!!
لازمن اربع ليالي تنامين فيهم مع سلطان لازمن يلمسك.. والا يموت احد الغاليين عندك...
.... يتبع

سبنا 33 likes this.

سارة منصور دوار الشمس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-01-22, 02:53 AM   #33

غدا يوم اخر

? العضوٌ??? » 5865
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,156
?  نُقآطِيْ » غدا يوم اخر is on a distinguished road
افتراضي

صعبعليها تجمع بين 100قبله واربعة ايام كلام جداتها بس امالا اتب جدتها لابوها ام لامها
انا راحمة اخت اليتيمة مش اختها رفعت قضية علي زوج اختها


غدا يوم اخر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-01-22, 05:17 PM   #34

سارة منصور دوار الشمس
 
الصورة الرمزية سارة منصور دوار الشمس

? العضوٌ??? » 473504
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 396
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » سارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك fox
¬» اشجع ahli
افتراضي

أيوة رفعت قضاوى مش واحدة 🌹
حياة أمانى هتتغير بعد الكلام ده
ستك أماني أم أمها إسمها سناء وام آبيها إسمها حفيظة


سارة منصور دوار الشمس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-01-22, 10:47 PM   #35

سارة منصور دوار الشمس
 
الصورة الرمزية سارة منصور دوار الشمس

? العضوٌ??? » 473504
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 396
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » سارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك fox
¬» اشجع ahli
افتراضي

الحلقة الحادية عشر
جحظت عيناها وهى تنصت بصدمة الى جدتها لأبيها التى تتحدث بطريقة غريبة تختلط نبرتها مع أصوات طائر البومة خارج السرايا.
_ ستي انت بتقولي ايه؟
_جنية عاشجة... اربع ليال يا أمانى بعد ما الجمر يطلع.. والا الجنية تدمر حياتك عاد...
تنصت أمانى والغضب يملأ وجهها حتى صبغت وجنتيها بالحمرة البركانية..
ولم تشعر بشفتاها التى تنطق وتتحدث دون وعي منها على لسان الجنية
_ما تسمعيش كلامها أمانى هى العجوز قتلت أخوك وقتلت كتير... هى عاوزة تدمر حياتك أكثر عشان تنتقم من ابن أختها...
اتسعت عين العجوز وهى تستمع الى الكلمات التى تخرج من شفاه أمانى... تعلم انها الشبح من تسلط عيناها بذلك الجمود والتحدي...
لكن يختلط عليها من هي تلك الجنية .. فهناك الكثير من الجان يكرهها بعد ان كانوا تحت ذراعيها ...
_ يا ملعونة.... انت مين
_ انت اللعنة بحد ذاتها يا حفيظة؟
بسطت العجوز ذراعيها حول كتف أمانى وتقوم بهزها لكي تفق من دوامة الجنية التى وضعتها بها..
_ أمانى فوجي.. فوجي يابت.. ما تخليها تضحك عليك
.. هذي جنية عاشجة... اسمعي الى جولتلك عليه.
لم تنصت أمانى الى كلام جدتها فقد طار وعيها الى ماقبل ثلاثين سنة...تري بأم عيناها انها واقفة فى نفس تلك الغرفة وترى أناس ليس غريبي الهيئة، وصوتا يردد داخلها يقول
_ شوفى أمانى هى العجوز هى خالة ابوك... قتلت الذكر اخوك وتركت البنات...
هى تريد تقتل كل واحد فى السرايا..لان ابوك قتل ولادها اللى هما اخوات ابوك من جدك...
جحظت عين أمانى وهى ترى جدتها تقف بجانب الداية وهى تقوم بتوليد زوجات ابيها وعندما ترى ذكر تقوم بقتله...
وتدفنه فى التراب داخل المقابر بعد خنقه .
استمرت الجنية في التحدث داخل جسد أمانى تريها ما رأت من بلاء في تلك السنوات ولم تهتم بنبضات امانى التي كانت على وشك التوقف من هول ماتراه .
_ فى منهم واحد لسة عايش... لو مشيتي وراي راح اخيلك تعرفيه.
رجعت أمانى الى وعيها بعد تصلب شريانها مما ترى من عجب وهى بين ذراع جدتها.. فنظرت اليها بعيون حمراء تتصارع مع ما رأته.. وساد الصمت لدقائق حتى صاحت وهى تقول ...
_ ابعدي عني... ابعدي.. ليه قتلتى اخواتى... منين جبتي القوة دي.... انا هفضحك... وهوديك فى داهيه...
شعرت حفيظة بثقل فى عظامها فخطتها المحكمة طوال تلك السنوات انهارت عند موت مالك حفيدها الى معرفة اماني حقيقتها البشعة .. فحاولت ان تتمالك اعصابها وهى تقول
_ لاااه... ما تخليها تضحك عليك... اللعنة تقع عليك يابتي... كيف اقتل ولاد ابني...
_ مش ابنك.... مش ابنك..... اطلعى بره بره
تهتف بها أمانى بصرع وهى تدفع جدتها العجوز من كتفيها لترجع الى الوراء خطوة..
صمتت الجدة وهى تنظر الى عين أمانى طويلا وترجع الى الوراء.. حتى خرجت من الغرفة... ووقفت امام امانى تعطي لها نظرات متوعدة مريرة...
أغلقت أمانى الباب صافقه اياه بقوة فى وجه حفيظة وصدرها يعلو ويهبط من كثرة التوتر..فما رأته ليس هينا، فلم تكن تعلم بأن جدتها بقلب اسود قاتل.
جزت على أسنانها وهى تستعيد مشهد الاطفال وهم يصرخون بأصوات ضعيفة عقب ولادتهم ومشهد قتلهم بقسوة .
رفعت يدها على صدرها فقد اعتصر قلبها حين شهدت من ابيها ظلما لنساء القرية وباقى الزوجات التى لم يلدنا ذكور...
وكل ذلك بسبب جدتها حفيظة ..
وفجأة شعرت بذهاب تلك الجنية، فوقفت امام المرآة بعيون مات بريقها وظهرت علتها السوداء الباهته..
غفلت عيناها واغمضت وهى ترى ان الحول بعينها اختفى...
فأغلقت عيناها مرة اخرى بقوة عدة مرات وتقترب من المرآة وتعيد فتحهما.
التفتت برأسها عندما شعرت بيد الجنية على كتفيها...
_ انا بأيدي أكلك دهب كل ليلة....
تابعت الجنية عينان أمانى التى تنظر اليها بحماس..
تعلم الجنية نقطة ضعفها وما بداخلها من كلمات واحلام... فأردفت..
_ عارفة انك عاوزة تِخفى اللى عرفتيه عن جدتك لحد متاخدي الورث
اسمعي انا هحقق كل احلامك بشرط واحد...
اكون بجسدك لما يجي سلطان..
ابتلعت امانى ريقها..وساد الصمت لعدة دقائق وبقت تنظر امانى الى الجنية التى تشبهها الى حد كبير ...وقالت وهى تتنهد
_ اتفقنا.. واللى شوفته محدش يعرفه غيرى انا وانت
_ ما تخافى احنا الجان مش زيكم .
اختفت الجنية فجأة وبقت أمانى بمفردها في غرفتها التي أصبحت سوداء داكنة من كثرة الشر والظلام القابع في قلبها ..
رفعت يدها الى قلبها وهى تقول بحسرة
_ أبويا وبعدين مالك ويجي سلطان وبعده زياد ..وكمان يطلع لي أخ الله أعلم هو فين ..
ولو دورت عليه هيبقي همه الورث وهيرمينا كلنا ..
تنفست الصعداء وأنزلت يدها من على قلبها وأردفت ..
_ أنا لازم أحقق أحلامى ..اللى استحملت كتير عشانها ..
ومش هعمل لحد حساب غير نفسي ..
أنا ذنبي ايه أشيل هم أختى اللى اتخطفت دي هما عملولى ايه ولا هستفاد منهم في ايه ؟؟
أنا هختار الحياة اللى بحلم بيها ،
سمحونى آنا تعبت عشان أوصل للى أنا فيه .

***
التفتت مونى الى زياد بصدمة وهى على الفراش، فانتفضت جالسة واخفت جهاز المحمول بجلبابها الاسود وقالت بصوت رفيع
_ زياد..
عض زياد على شفتيه بغضب واقترب منها وقام بسحبها من معصمها... وادخلها الى تلك الغرفة المظلمة مرة اخرى.. وأغلق عليها الباب...
جلست مونى على الارض تفكر طويلا ثم اخرجت الهاتف من جلبابها...
ونظرت اليه بصمت طويلا حتى بدأت الافكار بالمرور بعقلها..مرة أخرى
وبدأت تتصفح الهاتف بعيون واسعة متحمسة..
_ تايه ومش واخد باله من اى حاچة.. لاما هو معتوه لاما دماخه مشغولة بحد. تاني..
انا وراك يازياد مانشوف اخرتها..
تهمس بها مونى وهى تتصفح جهات الاتصال الخاصة بالهاتف.. لترى كلمة حبيبتي ..
اشتعلت عيناها بالنار تريد حرق ما حولها، علمت أنها صاحبة الصور في الهاتف ،فضغطت على ذر الاتصال.. وانتظرت الاجابة.. بحماس قاتل .
تحاول حسابة بعض المخططات لتحصل على نتيجه سريعة وتنكشف الامور أمامها.. وحين سمعت صوت راقى من فتاة..تأكدت من شكوكها..
_زياد انت فين..
_ زياد دلوجا اتجوز وما عتي يا مرة تتصلي عليه .. لان لو حصل هچيلك واجطع خشمك بسناني
سمعت موني أنفاس الفتاة تتسارع بطريقة لا تقل عن نبضاتها .
ـ ايييه... مستحيل ..
جاء الرد معارض على كلامها فارتسمت ابتسامة انتصار على شفاة مونى وهى ترى غضب الفتاة من نبرتها وشدة تنفسها واغلاقها للهاتف ...
علا اسارير وجهها وهى ترى ان المتعة الخاصة بها قد بدأت الان فودعت الملل وهى تقوم بمسح جميع صور الفتاة من الهاتف ..
(وفى مكان أخر في أنحاء الصعيد عند سرايا السيد نصير )
تجلس منى زوجة السيد نصير الأولى وتندب حظها وحظ بناتها ، فالأولى تغامر ويدها من زجاج والأخرى لا تعلم أين هي .
دخلت عليها الزوجة الثانية السيدة حلويات بايتسامة شامتة فكم تكون سعيدة عندما تراي مني تبكي بقهر .
جلست بجانبها وربتت عليها وهى تقول بلسان لاذع
_ ما تزعلى نفسك يا بت عمى اكيد هربت مع راجل تعرفه ..أنت اكيد تعرفي بتك واصل وتفكيرها اللى موديها في داهية ..أكيد راح ترجع باكية بس يا عيني ...بعد فوات الأوان .
أنزلت منى يدها من على وجهها والتفتت اليها بعيون دائرية تحمل غضب السنين وترد عليها بصياح .
_ وأنت مالك ومال بتي خليك في ولادك اللى ماشافوا نص تربية قومى يامرة سبينى في نارى ..جبل ما اطلعها عليك واصل .
نفرت حلويات من منى وابتعدت عنها وهى تتحدث بالوعيد هامسة بينها وبين نفسها ..
_ والله يامني لأقطم ظهرك ..تريدي تاخدي الورث وتحرمي ولادي .. يبقي هتقرأي الفاتحة عليهم عن جريب .

****
عقلها لايتوقف عن سرد الماضي أمامها وعيناها تأبي ان ترى وان تسمع، فلما كل ما يؤرقها يغزو كيانها ؟
لا تتوقف عن التنهد بضيق تحاول ان تطرد ماتفكر به وتبدله بعرض الزواج الذي قام يونس بطلبه منها.
تعلم ان زواجها منه فرصة كبيرة فى الحصول على مُرادها وتحقيق ماتسعي اليه.
لكن هل تستطيع حقا ان تثق بيونس ؟
وهل هو اهلا لتلك المسؤولية.. وترى ما الذي يسعي اليه من هذا الزواج؟ وما هى المصلحة التى له مع ماهر؟
كل تلك التساؤلات تغزو عقلها بنهم تريد الحصول على اجابة تطمئنها ولو قليل..
تنهدت وهى تنقل بصرها الى هاتفها الجوال وهى جالسة على كرسي فى غرفة الاستقبال ، لتشهق وهى ترى ان الساعة قد تجاوزت التاسعه مساء .
_ يانهار اسود الوقت عدي بسرعة كدا ليه...
انتفضت واقفة من الكرسي وذهبت لترى ان كان يونس قد خرج من مكتبه ، جحظت عيناها وتوقفت اقدامها عن الخطى وهى ترى نفس المرأة التى تلقب بأسماء تقف بجانب أطباء القسم الخاص بالولادة ومعها ماهر..
_ الدكتورة اسماء هتبقي رئيسة القسم الخاص بيكم ومن بكرة كله هيبقي تحت ايدها.
يهتف بها ماهر أمام الجميع بشموخ وهو ممسك بيد أسماء بقوة.. وعين أسماء تتابع انفعال حسام الذى يقف بالقرب منها.
راقبت جيهان الجميع فنظراتهم لاتختلف عن نظراتها لماهر.. لكن تحول بصرها على يونس الواقف بصمت وينظر اليهما بملامح جامدة..
انتفضت جيهان مسرعة عندما رأت يونس ينظر الى ساعته ويخرج من امامهم الى الخارج..
تحت همسات الجميع التى لم تفهمها جيهان..
أشارت الى سيارة اجرة لكى تسبق سيارته..
ولكن عندما وصلت رأت حذائه الجلدي أمام الشقة فعلمت انه قد وصل..
فتنهدت وهى تدخل الى الشقة وتابعها الصغار وهم يحملون طفلها الصغير مستقبلين اياها ، فأخذته منهم وذهبت الى غرفتها ووضعته على الفراش وهمست له
_ انا هعيش ليك وبس يا حبيب قلبي وهحاول على قد ما اقدر اخذلك حقك ..
وبعد أن انتهت من كلامها ذهبت الى باب غرفة يونس بحذر تقدم رجلا وتأخر الأخرى ،وبعد أنا وصلت شعرت بالتردد وهى تطرق الباب ولكن سرعان ما جاءت اجابته .
_اتفضلي..
تنصت الى صوته فيرتعد قلبها بخفقان جنونية تشعر انها ستخرج من صدرها.
تدخل الى الغرفة فتلثم عطرا فواحًا ترك فى نفسها اثر غريب..
فابتلعت ريقها وقالت
_اللى بتطلبه منى اسمه زواج بشرط وده حرام وباطل .
_ يعني ايه؟؟
_ يعنى لو وافقت هيكون شرعا باطل.. يعني مفيش حقوق بينا.. وانت فى اوضه وانا فى اوضة تانية.. عشان اكون واضحة وصريحة .
_ ومالك شاغلة نفسك بالحاجات دي.. انا اتكلمت معاك بوضوح فى البداية..
وهقولك على حاجه بلاش سقف طموحك يعلى لان انت مش في خريطتي .
شعرت جيهان بالإهانة من طريقة تحدث يونس المبتذلة ونظراته المهينة لها فقالت بثقة ودون الاهتمام بغروره..
_ تمام .
رفع يونس هاتفه المحمول وطلب اتصال أمام جيهان..
_جيب المأذون وتعالي حالا انت ووليد..
دهشت جيهان مما تسمعه.. فخرج من ثغرها كلمه دون وعي
_ دلوقتي ؟؟
ابعد يونس الهاتف عن اذنه وقال لها متسائلا.
_واية الفرق انهاردة من بكرة ...
_ ولا حاجه
تقولها جيهان بعد تفكير ، خرجت من غرفته لترى ان الاطفال خلفها.. يهتفون
_ يعني انت هتتجوزي بابا..
لم تعلق جيهان على اسئلة الاطفال وابتعدت بعد ان حملت ابنها من الاولاد الصغار وذهبت الى غرفتها..وعقلها غائب فى اللا مكان
...
وبعد عدة دقائق
ظهر صوت طرق لباب غرفتها بصوت دقيق يحمل الكثير من الاندفاع والمثابرة مهما مر الوقت ..
ظلت جيهان تستمع الى صوت طرق الباب وعيناها تنظر اليه وتتساءل داخل عقلها
((انت شايفة اللى بتعمليه ده صح ياجيهان ، انت بتدمرى نفسك
وهتدمرى ابنك بسبب تفكيرك الغلط ، انت اية اللى ضمنك ان يونس ممكن يساعدك فى انك تعرفي ابو ابنك ...
بلاش تتصرفى دون تفكير ...))
اخرجت جيهان تلك الكلمات المحبطة الأتية من ضميرها وعزمت على ان لا تفكر سوي فى نجاح خطتها ..
فهى لم تعد ستتقبل الخسارة والهزيمة من جديد ..
فى تلك اللحظة فتح باب الغرفة ليخرج من وراءها يونس وملامحه العصبية البارزة على وجهه بطريقة غريبة ..يعلم انها مترددة لكن لن يسمح لترددها ان يوقفه عن خطته ..فقال بهدوء متحكمًا فى انفعاله الداخلى
_ المأذون وصل ..
وقفت جيهان على أهبة الاستعداد بعد أن تنفست الصعداء وقامت بوضع ابنها النائم على الفراش .
خطت وراء يونس وهى صامته جاحظة عن اى حركة بعيناها ..
جلست أمام المأذون وكيلة نفسها ساخرة على حالها ...
فالدوام على بؤسها لا يزال قائما على خيباتها ...
حمدت الله أن وليد لم يأتي فهى تمقته ولا تريد أن تنظر الى وجهه فألم يكفيها وجود يونس في حياتها .
ها هى تقف أمام الخطر بمفردها دون نقابها الذي هو حياتها.
وكل ذلك حتى لا يتم التعرف عليها انها نفس جيهان التى تعمل فى المشفى ..
تحدث نفسها بكلمات حارقة وكلمات المأذون تردد فى أرجاء المكان ولا تنتبه لها.
(( طول عمرك وحيدة ياجيهان.. جوازتك اللي فاتت كان اللى متبني اختك الشراني هو وكيلي ودلوقتي انا وكيلة نفسي ....
هااااه نفس الاحساس بالظبط
كانوا مش موجود
ايه اللى فرق فى وجوده يعني يوميها
الوكيل مفروض يكون هو اللى هيقف مع البنت طول عمرها وسندها لاما اب، اخ ، قريب ..جار ..
ومكنش ليا حد غيره
كنت فكراه هيخاف عليا .. انما هو نفسه مخفش على اختي لما رماها لواحد كبير عنها
هو مجرد شئ اتحط فى مكان فاضي عشان يمنع الفراغ ..
انما لا سد ولا اخد مكان فى حياتي .
ولا عمرى هسمح لحد ياخد مكان فى حياتي غير ابني
..ابني وبس ))
_موافقة يابنتي ...
رفعت جيهان بصرها الى المأذون بدهشة فقد اخرجها بكلماته من شرودها بحزنها والتقت عيناها بيونس ..
مالت برأسها ايجابا ..وسحبت العقد وقامت بالبصم عليه حتى تمنع أفكارها المهاجمة علي خطتها وبقي بصرها على العقد حتي شهقت وهى ترى الاسم الموضوع تحت صورة يونس ..
(حسام يونس العتابي )
فهمست بعجب
__حسام !!!
رفعت بصرها الي يونس الاخر وهو يمضي على عقد الزواج ويبصم عليه بحماس غريب .
أما هي شعرت بنوبة خوف من نظراته لها وكأنها قطعة من اللحم قدمت الى كلبا جائع .
خرج الجميع ..وجلست هى والجدة بمفردهما مع الأطفال ، أخبرتها الجدة بكل حب انها بمثابة ابنتها وهى أم حنونة منذ تلك اللحظة لتلك الأطفال و التى ستقوم براعيتهم ..
_ أنا وصيتي ليك أنك تربي العيال الغلابة دول يابنتي ، أنا مش هعيش ليهم ، أنا بحملك امانة كبيرة أووى .. ومتأكدة أنك هتعرفي تحافظى عليهم وتقدمي ليهم المحبة .
تنظر جيهان الى الجدة بغرابة وتميل بعيناها الى نظرات تلك الاطفال البريئة لها وخاصة ذلك الطفل الذي هو أكبرهم سنا ..
فالتفتت الى الجدة وردت عليها متسائلة بانتباه شديد
_ ايه اللى يخل حضرتك تثقى فيا لدرجة الكبيرة دي .
_ عشان فاقد الشيء يعطيه ..أنا مؤمنة بالمقولة دي أووى .
تقولها الجدة وهى تربت على كتفي جيهان بحنان ..
تنفست جيهان الصعداء وأطلقت بعدها تنهيده فهي تريد أن تحصل على اجابات كثيرة لكى تخرج التساؤلات من عقلها الذي بات على وشك الانفجار ، فقالت للجدة متسائلة بغرابة.
_ هو يونس اسمه حسام ياحجة ؟
التفتت اليها ورقتها بتعجب ثم ردت عليها وهى شاردة
_ ايوة يا بنتي هو يونس مقلش ليك ...
هو بيحب ان الناس المقربين له ينادوه باسم ابوه .. اصله كان بيحبه اووى الله يرحمه ..
تقولها الجدة وهى ترفع يدها لاعلى السقف وتشير الى تلك الصورة لذلك الرجل الوقور .. والتى لم تنتبه لها جيهان من قبل ...
فارتعدت وهى تنظر الى الصورة بعيون جاحظة ..وتقول فى نفسها
_ يونس العتابي !!
افتكرته تشابه اسماء ... .. هو ابو يونس اقصد حسام وزوج الحاجة الطيبة دي ...!!!
فى تلك اللحظة عادت ذاكرتها الى الوراء الى تلك السيدة التى اخبرتها من قبل ان الذي يمكن ان يساعدها هو الطبيب حسام فى التجارة بالحيوانات المنوية ... فهو من يكون بالمعمل معظم الوقت .
فالتفتت جيهان الى يونس الذي هو حسام والذي هو ايضا من تبحث عنه منذ دخولها الى المشفى .. وبعض الصور المفرقة تركب فى ذهنها ليظهر اليها بعض الاحداث ..
فالتمع الامل من جديد فى عيناها ،وشئ ما بداخلها يخبرها انه لم يعد هناك الكثير من الوقت فى الكشف عن والد طفلها الصغير ، فابتسمت بانتصار وهى تهمس وماتزال تنظر الي حسام
_مكنتش اعرف ان القدر هيسهل طريقي لدرجة دي
بادلها حسام نفس النظرة ولكن بابتسامة تختلط بالخبث .
****
لم يزور غبار النوم عين هنادي منذ تلك الليلة التي رأت بها زوجها عند مكتب مديرها ، فهل هو يعلم شيء عن تجارتها الصغيرة ويريد تدميرها ؟
رفعت يدها الاثنان على وجنتيها وتضغط عليهما بقوة بعصبية وغيظ ، فبداخلها نار تريد أن تنتقم منه ..
الم يكفيه انه دمرها نفسيًا وجسديا ؟
أيريد تدمير مستقبل أولادها معها أيضا ؟؟
ذلك الشئ الذي لن تسمح به أبدا.
تنهدت بحسرة على نفسها .. فحاولت أن تهدأ من روعها وهى تقول ..
_ الماضي هنساه وهبدا حياة جديدة ..
حياة بعيدة عن كل آلم ..
قامت من فراشها وعزمت على الذهاب الى عملها فقد غادرت منذ أنا رأته هناك ولم تعد هناك مرة أخرى.
ارتدت ملابسها وخرجت مسرعة بكل ثقة ..
جلست أمام المدير بعيون جاحظة تبحث فيهما عن أي شر، لكن رأت أنه رجل شديد الاحترام يظهر بعينيه أن العمل رقم واحد لديه.
_ أستاذة هنادي ..أنا مش هسألك أنت مشيتي ليه من اخر مرة .. بس اتمني الموقف ده ميتكررش.
تنهدت هنادي وقالت له متسائلة لو أنه يعرف زوجها ..فأنكر ..
فأخبرته هنادي كل شيء ببرائة طفلة بعد ان شعرت بالاطمئنان من أسلوب كلامه البسيط والراقي فقال لها .
_ انا مش بهتم أبدا بالحياة الشخصية ..أنا الحاجة الوحيدة الى تهمنى أنك تكوني متفرغة لشغلك ..
_ متقلقش .. والشركة جربت شغلى قبل كدة ..
_ عشان كدة سبت مكانك فاضي لحد ما ترجعي..
شعرت هنادي بالرحة من تحدثها مع المدير وشعرت بالامان بأنه لا يعرف زوجها، ندمت على تصرفها الضعيف في ذلك الموقف .. فحرصت على تشجيع نفسها وذهبت الى المكان الذي ستعمل به مع مديرها ..
نظرت هنادي باستحقار الى ذلك الرجل والمرأة التي رأتهما من قبل في وضع رديء ، وها هما الان يقفا مجددا بجانب بعضهما أمام جهاز الخاص بالمصنع فى وضع مخجل .
فقالت هنادي بداخلها :
_ أنا لازم ابعد عن الاثنين دول بأي طريقة .. شكلهم بتوع مشاكل
أزاي تبقي رخيصة البنت دي لدرجة أنها تقف مع راجل بالمنظر الحقير ده ومش مهتمة ان حد يشوفها ..
_ أستاذة هنادي ده مكانك .. واستاذة نادين هتساعدك وهتعرفك على كل كبيرة وصغيرة ..
يقولها المدير لهنادي التي كانت شاردة في وجهه نادين الفتاة التي رأتها مع رجل أمام سلم المكتب وهى بأحضانه ..
فانتبهت هنادي الى المدير وعبس وجهها عندما علمت أنها ستلازم نادين ،تريد ان تهرب من تلك المرأة لكنها لا تستطيع أن تخبر المدير بذلك الشيء فيمكن ان تضع نفسها في موقف محرج، فاستسلمت هنادي لأمرها وقالت أنها ستتكلم في أمور العمل فقط .
ابتسمت نادين لهنادي بعد ان أشار لها المدير بالذهاب معها لتقم بتعريفها خصوصية العمل وطريقته، وبالفعل أخذت نادين هنادى الى المكينات الخاصة بالتطريز ، فشردت هنادى مع المكينات الحديثة التي كانت تراها فقط في الهاتف .
_ انا بجد مش مصدقة عنيا أنتوا بتشتغلوا بالأجهزة دي.
لم تكمل هنادي كلامها بسبب تفاجئها من اقتراب ذلك الرجل السيء منهما وتطاوله في النظر اليها بطريقة غير محببة .
_ مش تعرفينا يانادين
شعرت نادين بالضيق من صديقها وهو ينظر الى هنادي بتلك الطريقة ومن اسلوبه فى الحديث ، تعلم انه لعوب مهما قدمت له فردت عليه بضيق وسخرية
_ هنادي ..جديدة هنا ..
نظر الرجل السيء الى هنادي عن قرب ..فتضايقت بشدة وابتعدت خطوة ..فرفع يديه اليها لكي يصافحها ..
لكنها رفعت بصرها اليه بحنق فبرغم ردائة ملابسه الى أن وجهه وملامحه تظهر انه ولد بمعلقة من ذهب و مدلل ولا يستهان به
فقال الرجل متسائلا بخبث ساخر
_ ثوانى !! مش انت اللى وقعتي على السلم ...
ردت عليه هنادي مهاجمة .
_ متتكلمش معايا خالص ابعد ...
تهتف بها هنادي وهى تبعد عنهما الاثنان بنفور ..
فقال بعد أنزاله ليده وعيناه تلمع بالخبث لنادين .
_ ايه المعقدة دي ..
عضت نادين شفتاها غيرة .. فهى تعلم أن صديقها ذئبا تهتاج عيناه أكثر عندما ترفضه فريسته ..
فردت عليه ناديت كثعلبة ماكرة تريد ان تحطم أماله الفارغة على كل خيانته لها والتي تعلمها جيدا ..
_ وانت فاكر ان أي واحدة تتنازل زيي انها تمشي مع واحد بيلم زبالة الشغل ..!!
ابتسم ذلك الرجل بخباثة وقال لها بكل ثقة .. وهو يلقى اليها ذلك الخاتم الذي قدمته له من قبل بطرف أصابعه ..وولاها ظهره .
_ وتتنازلي ليه
جحظت عين نادين ندما وهتفت بحسرة وهى تهرول وراءه
_ رحيم ..!!!,, انا .. مقصدتش
***
مرت ليلتان على قلبها بثقل شديد وعلى عيناها الحمراء بسبب تدفق الدموع باستمرار حزنا على حالها وعلى حال ولديها .
تنهدت وهى تمرر اطراف يدها على جفنها تمسح قطرات الدموع وتنظر الى سقف غرفتها فلا تستطيع التقلب على أحد جانبيها بسبب الوجع الشديد بظهرها إثر ضرب عائلة زوجها عليه دائما .
التفتت عيناها الى اليسار عندما سمعت صوت باب غرفتها ينفتح رويدا ، لا تستطيع الحراك حتى تلمح من هناك .
تابعت بعيناها الجاحظتين تحرك اقدام الرجل بدبته المعهودة والتي تعرفها جيدًا .
_ عمي !!
قالتها إسراء ومن ثم تأوهت بألم وهى تحاول أن ترفع ظهرها من على مضجعها .
لا تعلم لما يراقبها اب زوجها (حماها ) دائما في الليل .
شعرت بالسكينة حين ابتعد وعادت الى اراحة جسدها على الفراش ، فلمحت طيف يدخل مجددا الى غرفتها البالية بعد عدة دقائق، رفعت بصرها لترى من... لكن الخطوات مختلفة تلك المرة ..
وفجأة أنطفئ النور الخارجي الذي يصل الى غرفتها بإضاءة قليلة لكن الظلام دامسا يمنعها من رؤية أي شيء ،أذناها تلتقط أنفاس لاهثة تقترب، لم يمر ثوانى حتى لاح شبح اضاءة قمرية على وجهه تنبثق من اهتراء سقف الغرفة البالي وهو يضع يعتصر رقبتها ويقرب منها سكين حاد..
_ ضربتي امى يا اسراء ..؟؟
جحظت عيناها لتعود الإضاءة الخافتة الى الغرفة وترى زوجها ..فقالت متألمة من عصر رقبتها بيديه الجافة ..
_ جبل؟؟ حرام عليك ...معملتش حاجة أنا مظلومة ..!!
_أخرسي متنطقيش الاسم ده على لسانك ..
طول السنين دي ومعيشك وسط اهلى .. وببعتلك فلوس ..وأنت تضربي أمى .. بتستقوي عليها عشان مريضة ..
يتبع..

سبنا 33, duaa.jabar and lilwom like this.

سارة منصور دوار الشمس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-01-22, 12:21 AM   #36

غدا يوم اخر

? العضوٌ??? » 5865
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,156
?  نُقآطِيْ » غدا يوم اخر is on a distinguished road
افتراضي

انارمايضايقنيدالا اليديرسلزالفلوس لاحد ويقول عطوه زوجتي ويحاسبها انها اخذت الفلوس وهو حتى ماتاكد من انها استلمت الفلوس
واللهرحاسه بهنادي فيدسالفه وجع الظهر


غدا يوم اخر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-01-22, 10:00 PM   #37

سارة منصور دوار الشمس
 
الصورة الرمزية سارة منصور دوار الشمس

? العضوٌ??? » 473504
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 396
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » سارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك fox
¬» اشجع ahli
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غدا يوم اخر مشاهدة المشاركة
انارمايضايقنيدالا اليديرسلزالفلوس لاحد ويقول عطوه زوجتي ويحاسبها انها اخذت الفلوس وهو حتى ماتاكد من انها استلمت الفلوس
واللهرحاسه بهنادي فيدسالفه وجع الظهر
ألف سلامه عليك ربنا يشفيك


سارة منصور دوار الشمس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-01-22, 01:44 AM   #38

سارة منصور دوار الشمس
 
الصورة الرمزية سارة منصور دوار الشمس

? العضوٌ??? » 473504
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 396
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » سارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك fox
¬» اشجع ahli
افتراضي

القبلة الثانية عشر
شعرت اسراء بألم شديد من قبضة يد جبل على رقبتها ولا تشفع لها تأوهاتها ولا قطرات دموعها ، تعلم ان شقيقته هي من اشتعلت النار بينهما فهي لن تهدأ ابدا حتى تجعله يقوم بالطلاق .
_ جبل !! أرجوك ... انا مظلومة ..
تقولها اسراء بصوت متقطع فهي على وشك ان تفقد أخر أنفاسها .
تتدفق الدموع الساخنة من عيناها هاربة الى يديه الباردة المحيطة برقبتها ، يريد أن يقتلها فكيف لها أن تضرب المربية التي قامت بتربيته منذ الصغر واعطته حنانا لم تعطيه إياه والدته أو أي أحد من عائلته المرتبطة به بالدم وخاصة أنها قعيدة الفراش لا حول بها ولا قوة .
بقى ينظر اليها بغضب ويتذكر مشوار حياته مع تلك الطفلة التي لا تتجاوز السادسة عشر وكم كان صعبا للغاية ، كلما ينظر اليها ويتذكر اول ليلة تجمعهما وكم كانت صغيرة وبجسد طفلة ،كان الأمر سهلا بالنسبة اليه ان يقترب منها فقد كانت لا تفقه أي شيء عما تراه أو ما تمر به، وكل ذلك كان في مصلحته لكى لا يشعر بالنقص أمامها، أصبح امر اقترابه منها اصعب بكثير كلما تكبر ، يخشي أن تنظر اليه تلك النظرة التي يخشاها أكثر من أي شيء .
ابتعد عنها بعد أن شعر بالرغبة في الاقتراب منها، وخرج مسرعا وهو يقول بتهديد
_ لو قربتي من أمى تاني انا هدبحك بايدي الاثنين ..متفكريش ان ليك قيمة في البيت ده عشان انت مراتي ..
أنت مجرد مره ..وجودها زي عدمه وفى أي لحظة هتلاقى اللى واخدة مكانك .
لم تستطع أن تكتم شهقات بكاءها وبقت تبكي كطفلة يُسمع صوتها من خارج السرايا .
تريد أن تعرف لما يكرها الى هذا الحد ، اهو بسبب زيادة وزنها المفرط ؟
طوال حياتها وهي تبحث عن السعادة لكن السعادة لا تمر في طريقها ابدا .
ذهب جبل الى غرفة مربيته العزيزة وبدون أن يطرق الباب فتح باب الغرفة ليجلس بجانبها على الفراش ويراقبها وهى نائمة .
ويقول بحزن شديد
_ لو تعرفي يا امى وحشتيني قد ايه ..
استيقظت المربية فور سماع حديث جبل لها ونظرت اليه بعيون تشتاق الى كل ملامحه .
تخرج منها أصوات مبهمة لا يعرف مكنونها اي شخص يسمعها لكن ربما تترجمها قطرات دموعها المشتاقة ،أما عن قلب جبل يعرف كل حرف تحاول المربية أن تخرجه ..فبين القلوب لغة لا يعرفها الا من يحبك بقدر ارتفاع السماء عن الأرض .
تنهد بألم وهو يري أن حالتها تسوء اكثر عن اخر مرة رأها فيها ، دثرها جيدا بالفراش وخرج متحسرًا على حياته الغريبة حتى وان نجحت حياته العملية الا أن حياته الشخصية متدهورة بأن أقرب الناس له وأعزهم على قلبه قد أصابه المرض ، مرضا ليس له علاج .
وجد والدته البيولوجية تنتظره خارج الغرفة بنظرات غاضبة مليئة بالغيرة يراها كل مرة عندما يدخل غرفة المشربية، قالت والدته بعتاب.
_ جبل ياولدى كيفك وكيف الأحوال ؟
تنهد جبل وهو يقوم بالرد عليها بصوت غائب عن الدنيا .
_ بخير ..
_ يدوم ياولدى ..يدووم بالخير والصحة ..
تنهيدة خاسرة مقرونة بسحب القوة الكاذبة على اخراج الكلمات من فمها فأردفت بصوت متوتر خشية من رد فعله
_ ابوك ياولدى جبلك عروس جديد تليق بمكانتك الكبيرة ..
رفع جبل بصره الى والدته بعيون مليئة بالغضب وقال بنبرة رغم تحسرها الا أن بها شرارة نارية فوالدته تعلم حقيقة علته التي يخشي أن يكتشفها الجميع .
_ ازاى يا امي جبتي الجراءة انك تكلميني في الموضوع ده وأنت عارفة اللى فيها ...عاوزة تدمريني ..
لانت ملامحها فورا وردت عليه بعيون لامعة بالحزن .
_ بعد الشر عليك ياولدي ...ده انت ضنايا الوحيد ..كيف ادمرك ..
علمت والدته من تحدثه أنه لم يحصل على علاج بعد لعلته، فحاولت أن تلطف مجرى الحديث ..لكنها فشلت بنبرتها التي تملاها الحسرة على ابنها .
_ هي عامية .. عامية مابتشوف مثلنا .. أنت تعرفها زين ..هى بنت ..
رد عليها جبل مقاطعا
_ بس بس كفاية ... أنا متجوز واحدة .. ليه أجيب غيرها واخليها تعانى ..
يهتف بها جبل وهو يبتعد عن والدته ، يعلم انها لن تشعر به مهما قال ..فهى مثل والده تماما ،فلم يكن هناك احد يشعر به سوي مربيته التي يعتبرها والدته حبيبة قلبه .
****
تخطو فى غرفتها ذهابًا وايابًا بعقل شارد فى ذلك الطريق الذي رسمه القدر لها ،تربت على كتف صغيرها وهو بين ذراعيها وترتب افكارها وتتمتم ببعض الكلمات التى قد سمعتها من بعض الممرضات فى المشفى من قبل فالبعض يتحدث باسم حسام والبعض الاخر باسم يونس ،كانت تنصت اليهن كأنهما شخصين مختلفين ولم تعلم انه شخص واحد بعينه .
_يعني حسام هو يونس ويونس هو حسام ،حسام طليق اسماء اللى بقت مرات ماهر طليقي .
يعني يونس ..اقصد حسام كان نيته من البداية انه يتجوز طليقة ماهر اللى هو انا عشان ينتقم ...
(تنهيدة )
طب هينتقم منه ازاى ؟؟؟
انا مليش دعوة بالدوامة دي انا هدفى من كل ده اعرف مين هو ابو ابني ..ودلوقتي حسام قدامي اقدر اسأله فى اى وقت ..
تقولها جيهان وهى متحمسة برغم علمها بان حسام لن يعطي لها معلومة بتلك السهولة وبالرغم ايضا انها قد دخلت فى بئر الثعالب فكما تتذكر ان حسام قد اخبرها من قبل ان ماهر ابن عمه ف بتأكيد ان بينهما مشاكل كبيرة .
أطلقت تنهيدة بعد ان وقفت من هرولتها باحثة عن حسام حتى وجدته يجلس بجانب والدته ، فبقت تنظر اليه وقلبها يتسارع بنبضات تجعلها تلتقط انفاسها بسرعة وشيء ما داخلها يخبرها بأمل هل حان الوقت لكى تعلم أب طفلها الصغير ؟
هى لا تريد سوي ان يملك طفلها اسمًا ذاتيا مقرونًا باسم والده ،فكل خوفها ان يطلق عليه مستقبلا انه ابن حرام .
خطت اليه وكأن قلبها من يخطو بدمه ، نظرات عيناها الكاره له تلاشت وأصبحت كلها رجاء وخوف ،هى تريد الرحمة فقط ليس لها ولكن لطفلها لقطعة قلبها الصغير الذي كلما تراه يبكي يتحطم كيانها ويبكي قلبها معها كلما تنظر الي عيناه اليتيمة التي تشبهها .
_ممكن كلمة ؟
تهتف بها جيهان وعيناها منفتحة على اوسع مايكون وتخرج منها وهجا يطلب النجاة ..
التفت اليها حسام وهو يتابع نظراتها وعيناها المتصلبة عن أي حركة ،ليشعر ان هناك شيء غريب بها، فوقف من مجلسه وقال لوالدته بهدوء مع ابتسامة ساخرة محببة الى والدته.
_ ثواني يا ماما ما اشوف مراتي عاوزة ايه ..
مالت الأم برأسها إيجابا وهى تنظر اليه والى جيهان بسعادة غامرة ،فهناك شيء يخبرها أن تلك الفتاة رغم شدة حزنها الا أن بها عاطفة يمنكها أن تزيل برودة عين ابنها التي تجعلها تتألم كلما تنظر اليه ، تعلم ان ابنها به شيء كبير محطم ولكن لا يخبرها .
ذهب حسام الى مكتبه وخطت جيهان خلفة بعيون جاحظة فقلبها الوحيد هو المستيقظ الذي ينبض بإجابة ينتظرها .
قام حسام بفتح باب مكتبه وانتظرها لكى تدخل خلفه، وما إن دلفت لداخل قام بغلق الباب عليهما .
ووقف ينظر اليها والى عيناها التى تنظر اليه بغرابة، فشعر بشعور غريب فعيناها الذابلتان قد تغيرت
حتى اصبحت ملامحها مختلفة بعض الشيء، أحس ان بها كلمات برغم صمتها الذي طال، يريد ان يعلم ما سبب تلك النظرات فقال بحماس.
_ يا ترى ايه اللى يخلي مدام جيهان تطلب تتكلم معايا بلهفة دي .
فى تلك اللحظة اقتربت جيهان منه بخطوات سريعة حتى وقفت قبالته وتنظر اليه بعيناها الزرقاء بقوة.. فنظر اليها بغرابة ولم يشعر بنفسه وهو يبتعد عنها خطوة الى الوراء ،ندم على تلك الحركة التى صدرت منه امامها فكيف شعر بذلك التوتر الشديد حينما اقتربت منه بغتة ، و خاصةً بشخصيته الجريئة التي يمتلكها ،تنحنح ووقف ثابتا وعيناه بدأت بكشف توتره الغريب عن شخصيته ،خشي ان يظهر امامها ذلك التوتر ولا يعلم انها تائهة لا تعرف بما تبدأ كلامها .
اقتربت منه فازداد توتره أضعافا ،وعزمت على التحدث فتنهدت وقالت بصوت مسموع يتمازج مع بريق عيناها بأمل قد رأه داخلها .
_ انا هقولك على كل حاجة ... واسمعني للاخر ..
انا بصراحة مش عارفة ابدأ منين ..بس لازم احكي ومش هقدر اسكت ولا ثانية خاصة ان ابني .. ابني هو ....هو اللى هيضيع ..
ينصت اليها حسام وهو يبتلع ريقه من اقترابها ، لكنه رأي فى كلامها انها تحتاج الى مساعدة فاستيقظ جانبه الشيطاني وابتعد توتره رويدا .
فانفتحت عيناه واستيقظت حواسه وهو يستمع اليها ..
_تمام كملى .. ابنك ماله ...
فاردفت جيهان بعد ان رأت انه ينصت اليها ويخبرها على الاستمرار
_ انا ....يتيمة ..
مليش لا ام ولا اب اللى طلعلى من الدنيا اخت اتربت معايا فى الملجئ قالولى ان امي كانت بتشتغل فى الملجئ وماتت والملجئ اخدنا وميعرفوش اي معلومات لان امي كانت عقلها على قدها وانا مش فاكرها حتى بسبب ان حصلي حادثة وانا فى الملجىء.
ناس اتبنو اختي واخدوها مني وانا فضلت لحد مااتعلمت وخرجت وواحد شافتي وانا ماشية فى يوم وجالي واتقدم ليا واتجوزت
_ماهر ...؟
_ايوة .. وفضلت عايشة معاه بدون خلفة .. لحد ما عملى حقن مجهرى وحملت .. ويوم ماولدت قالي انه مبيخلفش .. اصلا واتهمني فى شرفي .
وانا معرفش حد فى الدنيا دي وهو عارف ..
لحد مااكتشفت ان المستشفي بتاجر بال ....
وناس قالتلي انك بتقف فى المعمل وانك تقدر تساعدني ..!!
_وبعدين !!!
_عاوزة اعرف مين ابو ابني ..؟
فى تلك اللحظة علت اصوات ضحكات ساخرة مريرة تخرج من حسام ويده تشير لها بسخرية وهو يقول بصوت ضاحك ويقوم بالتصفيق لها
_ انت..... يطلع كل ده منك ياسفروته ياصغيرة ...
انا فعلا كنت فاكرك عيلة هبلة ممكن يضحك عليها
اتارى انا اللى اضحك عليا ..
صمت قليلا ومن ثم أردف بصوت غاضب
_جبتي منين العقل والتفكير اللى يوصلك لامي .. وتوصليلي
ويحصل كل ده ..
اللى يضحك فى الموضوع انى كنت ناوي استغلك ..لكن انت سبقتيني واستغلتيني ...
واااااوو
بحى عقلك على التفكير ده .
تنصت اليه جيهان بعدم فهم الى حركاته التى انقلبت بتلك الكلمات الغريبة واتهامه لها بالاستغلال ..فوقفت تنصت الى باقى كلماته وهو يردف .
_ بس ليه ياجيهان مجبتيش قصة جديدة عشان تستعطفيني كويس
مش ممكن بعد كل ده تحكيلي تمثيلية كل الشحاتين بيقولوها ..
ردت عليه جيهان قاطعه لكلامه
_ اسمع انا حكتلك كل ده عشان تساعدني .. وأنا فعلا مكنتش اعرف انك حسام غير من يجي ساعة ومكنتش اعرف مامتك ..
... انت مصلحتك مع ماهر وانا مصلحتي مع ابني
بلاش تاخد عني فكرة مش كويسة احنا دلوقتي اصحاب مصالح .
رد عليها بصوت هادئ خبيث
_ جيهان ...جيهان ...جيهان ... انت انسانه غريبة
انا مش فاهم انت ليه بتحاولى تقنعيني بحكايتك اللى ملهاش وش دي
بس حتي لو كلامك صح ..
انت تعرفي كم واحد بيجي فى اليوم المستشفى عشان يبيع... ؟
اكتر من خمسين واحد
بنقبل منهم عشرين ..
وانت ابنك مولود من فترة مش كتير يعني اللى بتدورى عليه مستحيل يظهر ..
أخذت جيهان تسحب الهواء الى صدرها لكى تهدأ نبضاتها ،تعلم انه يتهرب ..فردت عليه وهى تدرس كل كلمة تخرج منها .
_ انت فكرني طفلة ومبفهمش حاجة ، اكيد عندكم كل السجلات الخاصة بالناس دي وابني شكله مختلف عني ملامحه مميزة فاكيد الرجالة اللى فيها صفات مميزة عن غيرها بتواظب على فعل ده ..
وانت من السهل عليك تساعدني ... ليه بترفض ..
كلمتها تظهر انها شخص فكر فى تلك الامور طويلا ،وكلامها الصريح وشده الامل المتولد فى عيناها يظهر صدقها بطريقة غريبة له .
تنهد بغرور وهو يقول باستفزاز
_ انا للاسف مش هقدر اساعدك .. انا سبت المعمل ده من فترة ..
نبضاتها ترتفع اكثر بالخوف كلما تتحدث معه تشعر انه يبتعد خطوة عن مساعدتها ..
سقطت على ركبتها وتجمعت الدموع الحارقة داخل عيناها وهى تقول له بحسرة
_ ارجوك ساعدني ... انا مليش حد ...ماهر دمرني ..وهيدمرني اكتر لو طلبتها منه مرة تانية ..
عارف...
لو وصلتني لابو ابني هفضل طول عمرى خدامه لعيالك ..
هربيهم زي اولادي بالظبط هعمل كل اللى اقدر عليه بس ابوس ايدك ..
مش عاوزة ابني يعيش بدون اسم وغلاوة عيالك عندك ..
حاول حسام ان يبتعد عنها لكنها تمسكت بيديه فحاول سحبها منها بصعوبة فتمسكت بقدميه ..
حدث نفسه وهو يراها بتلك الهيئة انه لن يثق باي امرأة طوال حياته ..
_ ابعدي ..... بقولك ... سيبي رجلى ...
مش مكسوفة من نفسك ....
علت شهقاتها وهى تمسك بقدمية بكل قوتها فعلم انها لن تصمت وخاصة انها تعيش معه فى منزل واحد ، شعر بالضيق الشديد وهو يشعر انه هو الطُعم الذي تضعه بصنارتها ... فأقسم على ان يجعلها هى الطعم وانه سيقوم باستغلالها كما فعلت هى ..
_خلاص موافق .. ابعدي بقي.
رفعت جيهان راسها اليه وهى على الارض ممسكه بقدمه اليسرى بأقصى قوتها واما هو ممسك ببنطاله الذي على وشك ان يسقط. وعيناه تنظر اليها باحتكار ..
فقالت له ووجهها ينهار من كثرة البكاء
_ قول والله هتساعدني
اتسعت عيناه بضيق اكثر وقال وهو يزفر بقوة
_ عيلة انتِ
_ مش هسيبك غير ماتحلف
لا يزال يقسم داخليه على جعلها تندم على كل افعالها فقال لكي يخرج قدمه من يديها القوية بصوت غاضب
_ماشي هساعدك ......
عض على شفتيه واردف
_ والله
ابتعدت عنه جيهان ومسحت دموعها ولكن وجهها لا يزال منهارا الى اقصي حد ..
وقفت على اقدامها، ليردف لها حسام بخبث.
_ بشرط
_ شرط ؟؟؟
_انك تتعاملى معايا كزوجة بتحب جوزها .... لا.... بتعشقه ..
ولو شفت اقل من المعاملة اللى فى دماخي يبقي لو السما اطبقت على الارض مش هساعدك ...
انت فاهمه ...؟؟
وكله بحساب...
لم ينتظر منها اجابة فهو يعرف اجابتها من شدة اصرارها على معرفة ذلك الشئ ستفعل المستحيل ..
فخرج من غرفة المكتب وهو يبتسم بخبث فما يحتاجه منها أكثر بكثير مما تحتاجه هي .
وقفت جيهان شاردة كمن تلقت الكلمات كصفعة شديدة حتى شلت شفتاها عن الحركة .
*****
استقرت اوضاع امانى وتلاشي توترها بسبب خطف زياد لأختها مونى ولكن عزمت على عدم اخبار احد حتى تثبت الملكية لها فقط .
استيقظت من نومها واستعدت لذهاب الى القاهرة لكى تكمل عملها ولكي تبتعد بعض الوقت عن سلطان وتنسي امر احتكاكه بها .
وعند نزولها الى سلم السرايا الحلزوني رأت سلطان يصعد مع زوجته ولا يشعر بوجودها مطلقا وهى بجانبه ويظهر عليه السعادة بإشراق مبهج وهو يضع يده على بطن زوجته .
نظرت اليهما باستحقار واكملت النزول علي السُلم وهى تمتمت
_أغبية ..
اوقفتها امها عن خروجها من المنزل وهى تقول متسألة بغضب
_ أمانى ... وين رايحه يابنت ...
شعرت أمانى بالتأفف وردت عليها بحنق.
_ .. هاكون رايحة فين يعني ... شغلي ..
_ جالك عين يابت تمشي واختك مانعرفوشي مكانها. من وين جبتي هالجبروت ..
_ابويا ...
تهتف بها امانى بغضب وهى تغلق باب السرايا خلفها ..وتزفر بقوة من شدة الغضب داخلها ..
ذهبت الى محطة القطار وهى تحمل حقيبتها بيديها الضعيفتين وتهتف
_ استحملى شوية وهتجيبي افخم عربية ..
فى تلك اللحظة علا رنين هاتفها فتركت الحقيبة ورفعت الهاتف الى بصرها لترى رقما غريبا
_ نعم
_ أمانى وين روحتي بهي السرعة ، كنت ادور عليك ..
علمت منذ بداية صدور صوته انه سلطان فردت عليه بغضب من كلماته التى قامت باستفزازها
_بتدور عليا ؟؟؟
ليه مكنتش شايفني وانا واقفة جنبك .. اعمى لدرجادي
_لاتزعلي حبيبتي .. ماشوفتج ...لان زوجتي ..
قامت اماني بغلق الهاتف ولم تستمع الى باقى كلماته فقد شعرت بالإهانة ..فكيف تقوم بالرد عليه بتلك الطريقة التي تظهر انها تشعر بالغيرة وممن من ...من بدوية !!
قصدت محطة القطار وأخذت تذكرة وعندما بدأت فى البحث عن محفظتها لكى تقوم بالدفع صدمت وهى تبحث بحقيبتها عنها ولا تجدها فى اى مكان، لعنت نفسها وهى تنظر الى ذلك الطريق الزراعي الذي لا يوجد به اي وسائل مواصلات سوي بالكارو ،وحتى هى لا تجدها فى ذلك الوقت .
سحبت حقيبتها وهى تخطو بين الاراضي لكي تصل الى السرايا مرة اخري ،وبعد نصف ساعه وصلت وهى تطلق صيحة مرتفعة على حظها العسر .
تنهدت وسحبت الهواء تملئ رئتيها ،
ودخلت الى السرايا لتجد سلطان امامها بعمته ،فابتسم وهو يقول
_ ليش رجعتي ..؟
لم تعلق اماني على حديثه معها وقصدت غرفتها مسرعة وعادت الى حقيبتها لتجد سلطان راكبا على الكارو مع الفلاح وينتظرها
- تعالى امانى ..
ليش واقفة يلا يلا ..
هوصلك لتلحقى المحطة ..
فجأة خرجت امانى من غضبها لتذكر انه لم يعد امامها سوي القليل لكى يغادر القطار ،فركبت على الكارو تحت ابتسامة سلطان .
ولم تتحدث طوال الطريق ،وعندما وصلت اخذ منها سلطان الحقيبة وقام بايصالها الى القطار ،وانتظرت ان يبتعد عنها ويرحل ، لكنه ظل واقفا ودخل الى القطار وجلس بجانبها ..
_ انت مجنون راكب هنا ليه القطر هيمشي ...
_ بركة يمشي ...
يقولها سلطان وهو يقوم باخراج بعض الاوراق المحفوظة فى حقيبة بلاستيكية .
ويردف تحت نظرات امانى المتسألة بخوف من انه يمكن ان يعرف انها سرقت بعض الاوراق الخاصة بالملكية .
_ نسيتى ..انا اخذت شغل اباك رحمه الله عليه ، وعليا واجبات وربي يخليك لامك محامية شاطرة تخلصلي بعض اوراق المزرعه .
_ مش فاهمة
ابتسم سلطان وقال بلهجة مصرية بصوت جميل .
_ عرفينى مكان الادارة الزراعية فى القاهرة .. عندى شوية شغل ..
شعرت امانى بالغضب ولم يكن بينها وبين نفث نيرانها سوي خطوة حتى جاءتها فكرة ، انها فرصة كبيرة لها لحتى تقوم بتخلص منه .
فقالت بابتسامة ساخرة ..
_ الادارة بس ...
لم يصدق سلطان موافقتها بتلك السهولة .. فرد بايتسامة ساحرة ..
_ايه الادارة بس ..
عقلها يفكر ويخطط بطريقة محكمة لكى تتخلص منه بسهوله ولم تنتبه الى الشباب الذين ينظرون اليها كثعالب تريد ان تنهش عظامها .
خرجت من شرودها على وقوف سلطان وخلع ذلك الشال الطويل الذي يرتديه فوق عباءته ويضعه عليها ،لتنظر اليه بتقزز وتهتف .
_ايه القرف ده ا بعده عنى ...
فابتسم الشباب وضحكوا ساخرين من كلمات امانى .لتنتبه لهم ..ولنظراتهم المقللة من شأنها ..
ظل سلطان ممسكا بشال الذي احاطه على جسدها وهو يقول
_ والله لاولع فى جسدك لو ما لبستيه ..
فى تلك اللحظة شعرت امانى بالخوف من لهجه ونظرته فاستسلمت ..وبقت على تلك الوضعية باكراه وحتى تصل الى مبتغاها فيما بعد .
انتفض سلطان من مجلسه وذهب الى الشباب الذين بنظرون اليهم بطريقة حقيرة ،تابعته امانى بعيناها الكاره له .
لم يمر ثوانى على تحدثه مع الشباب حتى قام بضرب قائدهم بضربة واحده ادت الى تحطم بعض اسنانه فصمت اصدقاء الشاب ورجع سلطان الى مجلسه بقرب امانى .
فقالت له بضيق
_ ملكش حق عليا
_ الحق ماينفع تجيبي سيرته على لسانك الزفر ..
جحظت عيناها من طريقة كلامه فلم تستطيع ان تقوم بنهره وهى بالقطار أمام الناس فظلت صامته تأكل فى شفتاها بغل واضح وتتحدث فى بالها بالقسم على جعله يندم .
وبعد ساعات وصل القطار الى محطة القاهرة فوقفت من مجلسها وسقط الشال الخاص بسلطان على الارض امامه ،فحمله ووضعه على عباءته .
وتابعها فى الخطي وهو ينظر يمين ويسارا فهذه اول مرة له فى الذهاب الى المدينة .
وكما يظهر له انها شديدة الزحام مختلفة عن الصعيد الذي يشبه نوعا ما بلدته .
أسرعت أمانى بالخطي ولم تخشي على فقدان سلطان ابدا بعكسه ،فاقترب منها مسرعا واخبرها باحراج
_الخلاء ..وينه ...؟
_الخلاء ؟؟؟ ااااه تقصد الحمام ...
التمعت عيناها بالخبث فى تلك اللحظة فمالت برأسها بالموافقة واشارت له ان يتبعها ،وعندما وصلت الى الحمام قالت له
_ قبل ماتدخل حات تلفونك ومحفظتك ... ممكن اى حد يسرقهم منك وانت جو .. احنا مش ضامنين ..
استمع اليها سلطان بحرص واعطي لها حقيبته القماشية الصغيرة من تحت شاله .
ودخل الى الحمام تحت نظرات امانى التى تلمع بوهج شيطاني ، فالتفتت وهى تسرع بخطواتها للابتعاد عنه .

*****
تململت اسماء على الفراش وهى بحالة ليست بجدية فمنذ زواجها من ماهر وهو لايقترب منها ابدا مثل اى عروسين .
نهضت من فراشها واتجهت ناحية الفراش الخاص بماهر ونامت بجانبه حاضنة اياه من ظهره.
فالتفت ماهر لها وقام بحضنها بقوة واستمر على هذه الوضعيه فترة ،شعرت اسماء انها يجب عليها اتخاذ خطوة فبعتقادها انه يمكن ان بكون خجول .
فوضعت يدها على وجنتيه وتحاول تقبيله لكى تقوم باثارته قليلا، لكنه قام بابعاد يدها عنه وهو بقول
_عندنا بكرة شغل ياحبيبتي ...
شعرت اسماء باحراج كبير منه ومن نفسها ،فكيف له ان يكون بذلك البرود القاتل .
_اااه شغل ...
تقولها اسماء وهى تقوم من فراشه وتذهب الى مكانها و تشعر بان كرامتها تلاشت أمامه .
بقت طوال الليل مستيقظة لا يأتى لها النوم من شدة قهرها من كثرة التفكير ،فبعد ان وافقت على الزواج من ماهر لم يزيد مرتبها مليما واحدا ولم يعطي لها سوي مركزا هاما فى المشفى .
وفى الصباح الباكر
قامت من الفراش مبكرا ،وجهزت فطورا شهيا فهي تريد ان تجعله يهيم بها عشقا حتى يعطي لها ما تريد ، دخل عليها فجأة في المطبخ مُرحبا بابتسامة لم تشعرها بالراحة .
حاولت ان تطرد افكارها التى تصور لها بان هذا الرجل ليس طبيعيًا واعطت مسمي انه لا يشعر فقط بالامان منها لانهما في بداية حياتهما ربما ان قدمت له بعض المشاعر الطيبة يثق بها .
_بس هو كان بيحبني من أيام الجامعة ايه اللى حصل ..!!
تهمس بها أسماء بينها وبين نفسها المتوترة .
جلس ماهر على الطاولة وهو ينظر الى الطعام ويبتسم ببعض الغرابة ولم يتناول اى شيء واكتفى بكوب قهوة .
_ سورى يا ااسماء مش متعود افطر .
جزت اسماء اسنانها وهى تنظر اليه يخرج من باب الشُقة ، اعتقدت أن كل الرجال مثل حسام يسهل معاشرتهم ، لكن ظهر لها أن ماهر مختلفا اختلاف تاما عن حسام .
فجاة حاصرتها ذكريات زواجها من حسام في بداية حياتهم ، فكم كان يريد أن يعطي لها كل شيء .
فهمست بسخرية
_ راجل يعطي ليك قلبه وراجل يعطي لك الفلوس .. حسام ادانى حب يكفيني عشر سنين.. ودلوقتى مش محتاجة غير الفلوس لازم أمص محفظة ماهر تكفيني عشرين سنه..
ماهو أنا متجوزتكش على الفاضى ياماهر .
*****
وقفت أمام الثلاجة تتصفح مابها بعد ان استيقظت من النوم قرب المغرب كعادتها اليومية ،رأت ان الثلاجة ممتلئة على اكمل مايكون ،لقد تناست تماما انه قد تم خطفها من احد الرجال وقام بالزواج منها وحبسها فى تلك الشقة الفخمة ذات الاثاث والديكور عالي الجودة .
بسطت يدها وسحبت المشروبات الغازية وبعض الوجبات السريعة وخطت الى الغرفة الممنوعة من دخلوها وضغطت على ذر التحكم الخاص بشاشة العرض وبدأت فى تناول الطعام بشراهة وعيناها ماتزال متعبة من كثرة النوم .
فجأة صدر صوت اغلاق باب الشقة الرئيسي وقفله بالمفتاح ، فانتفضت مسرعة تراقب من خلف باب الغرفة من يكون .
دهشت عندما وجدت انها حسنية من تدخل ،فاسرعت اليها وهى تهتف ...
_حسنية ..!!!! الحقيني ...
التفتت اليها حسنية بصدمة كبيرة وردت عليها متسالة بدهشة
_ست مونى... ايه اللى جابك اهنه ؟؟
_عمر ...اقصد زياد ...ابنك !!!
شردت حسنية في كلام ابنها من قبل وهى تنظر الى مونى بغضب كبير وقد ظهر لها نية ابنها وما يريد فعله فصاحت متحسرة في وجهه مونى ..
_كان لازم اعرف انك هتودينا فى داهيه .. ياشيخه اتجى الله ما مكفينا ابوك واللى عمله ..
_كيف !؟؟ انت مجنونة ياست انت. .. اجولك ابنك خطفني تجيبي الغلط علي ... وانى ذنبي ايه ؟؟
_ذنبك انك بنت سيد نصير ..... يلا امشي من اهنه واصل.
تهتف بها حسنية وهى تجذب مونى من ذراعيها بقوة وتخرجها من باب الشقة، لكن مونى ترفض الخروج وتسحب ذراعيها منها وتنجح بذلك ، ومن ثم تقول بضيق
_ لاااه مش هخرج من اهنه غبر لما اعرف كل حاچة ...
جزت حسنية على اسنانها وعيناها مليئة بحقد السنين وتقول بغضب
_مصلحتك انك ماتعرفي يابت مُنى ... بس عشان افك نارى هجولك ..عشان احرچك بالنار اللى ابوك رمانا فيها ..
تنصت اليها مونى بكل اذن صاغية وعيون جاحظة .
_ابوك يلي هدم ديار كتير بالبلد عشان يجيب الولد وماقدر يؤمن بقدر الله بخلفه البنات ،وبجلبة الميت راح جتل اخوه و جوزي بالسم وكان عاوز يحرمني من ابني لوله ساتر ربنا حمانا طول السنين دي كلها ،ورجعين ناخد حجنا اللى ماهنسيبه ليك ولا لامك .. تعب جوزي احنا اولى بيه، اولى بابنه .
لم تتوقف حسنية عن التحدث حتى تسحب الهواء لرئتيها فقد كان قهرها شديد يصب داخلها بمرارة الايام والسنين حتى باتت عيناها هى التى تتحدث الى مونى بالدموع الحارقة من العيون الدامية .
لم تستوعب موني بقية الاحداث ولكن قد تأثرت بكل كلمة قالتها حسنية فرؤيتها بتلك الطريقة دليل كبير على صدق حروفها فشعرت مونى ان حسنية تتحدث بقلبها المتألم فقالت لها متسألة بزهول
_مين هو ابو ابنك ..؟
رفعت حسنية رأسها الى مونى وقامت بامساك يدها اليسري وهى تقوم بالرد عليها بغضب مهزوم ثائر بالدموع
_ اخو ابوك ....
صدمت مونى والاحداث تتركب فى ذهنها ،فعندما رأت زياد للمرة الاولى علمت ان تلك العيون لم تكن المرة الاولى لرؤيتها فتأكدت من شكوكها .
فأردفت لها حسنية
_رجب
لتنطق معها مونى نفس الاسم فى نفس الوقت ولتكمل مونى بعيون جاحظة.
_ من حوالى كم سنة جه طفل عنده عشر سنين جال انه ولد عمى رجب بس احنا ما صدجنا لان مرته ما تخلف غير البنات حتى هى هربت ..
يعني ...عمر هو زياد ...يلي جالنا ...لكن امانى قالت انه .. غرق فى المصرف ...!!!!
وتقريبا جالوا انه ابن غير شرعي .
هنا أغمضت مونى عيناها فقد ركبت بعض الاحداث واتصلت بعقلها عندما تحدث زياد مع اختها على الهاتف ...
وبقت حسنية تنظر اليها بغضب هادر على نطقها لتلك الكلمة التى قتلتها بانه ابن غير شرعي .
*****
لم يتوقف سلطان عن الخطي فى الشوارع برغم دخوله تلك المدينة للمرة الاولى ولا يعلم عنها شئ ،يضحك بسخرية عن تصرف أمانى الطفولى والطائش وفى نفس الوقت يضمر لها بعض المشاعر الشريرة فهو يشك بها بنسبة خمسون بالمئة انها من تسبب بموت شقيقه .
زفر بشدة وهو يركل تلك الصخرة الصغيرة على الارض ،ويتنفس بغضب ويقول بصوت مسموع
_ حسنا أمانى .. لج يوم يا حُرمه .. مافى مشكله يكون انى يومي اليوم وانت فى الغد ...
واستمر سلطان فى المشي حتى وصل الى مكان لا يعرفه ،وجلس قليلا على الارض ينظر للبشر والى تلك الزحمة الشديدة .
فسمع فجأة صوت صراخ قوي لفتاة وقد تجمعت الناس على الرصيف حوله ،فانتفض مسرعا الى ذلك التجمع ليري فتاة ساقطة على الارض أمام سيارة وقد تمزقت بعض ملابسها ،والكل يشاهد ولا يقترب منها، فأسرع سلطان وحمل الفتاة وركب السيارة التى قامت بالحادث وذهب الى المشفى ..
دفع السائق كل التكاليف الملزمة لعلاج الفتاة ،ولم يخرج سلطان من المشفى حتى يطمئن عليها .
فى تلك الاثناء كانت الممرضات تبحث فى حقيبة الفتاة عن هاتفها ،وبالفعل تم الاتصال بأحد اقاربها.
وتم علم سلطان بهذا الامر ولم يترك السائق يذهب حتى وصول أحد اقارب الفتاة .
وبعد مرور ساعة كاملة بقي سلطان جالسا على الارض يراقب السائق فى المشفى فذهبت اليه احدي الممرضات وقالت له وهى تنظر اليه باعجاب
_ اخت البنت واقفة هناك عند الاستقبال لو حضرتك عاوز تقولها حاجة.
قام سلطان مسرعا وسحب السائق معه وخطي الى تلك الفتاة التى تقف خلفه ،صدم وهو يري انه يعرف تلك الملابس جيدا وهذا الجسد ، فتحولت ملامحه الى غضب شديد .. وهو يقول بصياح بنبرة رجولية قوية
_أمانى ...
مرت الرعشة بجسدها بالكامل عند سماع صوته يأتي من الخلف فالتفت اليه والدموع تنهمر من عيناها على تلك الفتاة التى أصيبت .
لم تتوقع يديه التى ارتفعت الى السماء ونزل بصفعة قوية على وجهها حتى أدت الى كسر نظارتها ورجوعها الى الوراء عدة خطوات .
_ كيف جالج الجراءة انج تتركيني ...؟
استمرت أمانى فى البكاء وكأنها غير واعية لسلطان فبقت تنطق بكلمه واحدة
_ هنادي ...!!
ولم تمر ثواني حتي سقطت على الارض هى الاخرى غارقة فى دموعها على شقيقتها ولم يتحرك سلطان خطوة واحدة اتجاه امانى وظل يراقبها وهى ساقطه على الارض .
أكمل اجراءات المشفى ولم يترك السائق واخبره ان لايتحرك حتي تستيقظ الفتاة فان كانت هناك اجراءات لشرطة سيقوم بتنفيذها حتي وان كانت كرها .وكل ذلك مرتبط بالفتاة نفسها .
قال سلطان لسائق بعد أن رأه يُجرى اتصالات لاحد اقاربه .
_ لا تتوقع انج تفلت من عملتك .. انا عارف عائلة البنت ..هما ماراح يسمحونك ابدا ..
قلبهم حجر ..
رد عليه السائق بصوت مهزوم يحمل هم السنين .
_ صدقني هى اللى مشت من قدامي انا مليش ذنب ... انا فجأة لقيتها فى وشي .. ودفعت مصاريف المستشفي كلها مع أن الفلوس دي بحوشها من دمي ..
تنهد سلطان ولم يقوم بالإجابة على السائق ، وبقي جالسا على الارض لعدة ساعات يفكر بأمر أمانى وهنادي .
_ ايه اللى حصل يا بني ... وليه قاعد على الارض كده .
يهتف بها رجلا في عمر الثلاثين يرتدي ملابس ليست بسيئة ولكن تظهر جد عمله .
رد عليه السائق بحزن شديد
_ مشكله كبيرة واتحطت فوق دماخي
رفع سلطان بصره الى ذلك الرجل الذي يقف مع السائق ويتحدث معه، ليرتعد مما يراه ، انتفض واقفا واقدامه لا تستقر على وضع الوقوف وعلى وشك السقوط ارضا ، هتف بشفاه مرتعشة وعيون امتلأ بها قطرات الدموع بغزارة وهو يقترب من ذلك الرجل ..
_ اخوووي .... اخوووي مالك ...
يتبع ....

سبنا 33 likes this.

سارة منصور دوار الشمس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-01-22, 02:27 AM   #39

سارة منصور دوار الشمس
 
الصورة الرمزية سارة منصور دوار الشمس

? العضوٌ??? » 473504
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 396
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » سارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك fox
¬» اشجع ahli
افتراضي

انتظروا الفصل القادم كمان ربع ساعه ان شاء الله

سارة منصور دوار الشمس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-01-22, 02:37 AM   #40

سارة منصور دوار الشمس
 
الصورة الرمزية سارة منصور دوار الشمس

? العضوٌ??? » 473504
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 396
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » سارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك fox
¬» اشجع ahli
افتراضي

القبلة الثالثة عشر
تشنجت عينا سلطان عندما لمح هذا الوجه الذي بكى طوال الأشهر الماضية على فقدانه ، عقله يأبي ان يصدق ما يراه يخبره بأنه مخيلة دقيقة تُجسد أخاه واقفا أمامه يتحدث ، لكن قلبه يريد ان يلتمس ولو شيء بسيطا يخبره أن أخيه حيا .
تسارعت نبضات قلبه تخفق بجنون وكأنها تتحدث بكلمات ، ترسلها الى عقله حتى تتجسد على شفتاه، ولم يخرج منها سوي إسم شقيقه ، حتى شفتاه لا تصدق ماتراه عيناه .
قال سلطان بلوعة بشفاه مرتعشة وقد تجمعت قطرات الدموع في عيناه بعد محاولات كثيره.
_ أخووى ماالك ..
اخوي الغالي ..
والله قلبي ما صدق يوم انج مشيت .
يهتف بتلك الكلمات وعيناه تحصد له مشاهد طفولته معه فبرغم شدته الا أنه لم يكن له مجرد شقيق بل كان له أبا مربيا .
كان السائق والرجل ينظرا الى سلطان بغرابة ممزوجة بشفقة ،شعر ذلك الرجل ان سلطان يتحدث عن شخص اخر قد فقده فليس من العقل أنه يتحدث عنه هو.
أشار السائق الى الرجل الذي هو شقيقه لكى يتحدث مع سلطان بهدوء ، فيعلم ان أخيه صعب في التحدث وليس مرنا في المواقف الإنسانية ، فرد الرجل على سلطان وهو يتابع تأثيره الكبير الذي تولد بعيناه محاولا أن يكون رده لطيفا على ذلك المراهق .
_ أنا بصراحه مش عارف اقولك ايه ، بس أنا مش أخوك ..
ربنا يرحمه يارب ويصبرك على فراقه ..
هز سلطان رأسه بعدم تصديق وصدرت منه تنهيده متألمة بحسرة على حاله وحال شقيقه ، هو متأكد بأنه هو أخيه الكبير الذي تربي معه قرابه السابعة عشر عاما ، يراه صباحا ومساءا ويغفو بجانبه ، هل يصدق ان أخبره انه يعلم كم يتنفس في الدقيقة الواحدة ؟
برغم تغير لهجته وملابسه الا انه لا يشك بواحد بالمائة انه ليس شقيقة، فقال سلطان وقد بدأت عيناه في الابتسام من جديد بأمل
_ ... نعرف حق المعرفة انج اخوى مالك ..ما تحاول تنكر .. ...
صمت قليلا ومن ثم اردف بعد أن تذكر زوجته
_ امانى ...!!
في تلك اللحظة كانت ممرضة يظهر أنها متدربة بعمر صغير ، تقف خلفهم وتنتظر ان ينتهوا من الحديث حتى تتكلم ، لم تمر ثوان والتفت اليها سلطان لتندهش من رؤيته منهارا بتلك الطريقة ، فقالت له بتوتر.
_ حضرتك لازم تيجي معايا حالا تشوف الانسة اللى كانت معاك ..!!
لم يرد عليها سلطان بل التفت الي الرجل من جديد ويقول له وهو ممسك بكلتا ذراعيه بأمل .
_ اخووى راح أخليج تصدقج ..امانى تتذكرها ..حرمتج .
يهتف بها سلطان وهو يقوم بسحب الرجل من ذراعيه الى غرفة أمانى في المشفى .
انقلب حال الرجل الى عهدته المعروفة وتلاشي الهدوء الذي كان يحاول ان يتقنه بسبب شفقته والتي ليست من طبعه ، فقد تضايق بشدة من تصرف سلطان الطفولى .
حاول أن يمسك اعصابه لكى لا يظهر أمام المارة انه ينهر شابا مراهقا ويستقوى علي من هو اصغر منه سنًا ،فتابعه وهو يجز على أسنانه .
تركه سلطان بعد ان قام بفتح غرفة أمانى ودخل اليها وهى فاقدة الوعى تماما .تابعه الرجل وهو يراه يمسك بالفتاة ويحاول أن يجعلها تجلس على الفراش ويقوم بهزها لكى تستيقظ .
نظر الرجل يمينا ويسارا وجاء بخاطره فكرة فانتهزها ، واسرع الى أخر الرواق الذي كان يقف فيه مع شقيقه السائق وسحبه وهرب من المشفى .
لايزال سلطان عيناه تنهمر بالدموع، ينظر الى أمانى وهو يحاول جعلها تفيق بقوة ذراعيه لكنها غائبه في اللامكان، لم يعلم سلطان أن بهتفه لاسم أخيه مالك جعلها تعانى في أحلامها بتذكرها لتلك الليلة المشؤمة .
_ قومى أمانى ...اخووي مالك ... قومي قوليله أن اخويي .. وانى ماراح اتركه.
التفت سلطان خلفه لينظر الي الرجل ، لكنه رأى أن الغرفة خالية وأن رائحة العطر الذي كان يضعه لا يوجد له أثر، شعر بلوعة حارقة ، وخرج مسرعًا من الغرفة بعد أن سقطت أمانى من يده على الفراش، واسرع الى مكان السائق بخطوات لا يشعر بمجهودها الا قلبه ، فقلبه هو الذي يهرع الى صورة أخيه..
حدثه عقله أنه كان خيالا مرتسما بالوان زائفة .وقف بوضعيه ثابته ينظر الى المكان الذي كان يجلس به بجانب السائق وينظر الي الفراغ .
جاءته الممرضة مرة أخرى بالخلف تخبره أنه رجلا لايوجد به اى زوق فكيف له ان يجعلها واقفة دون أن يقوم بالرد عليها ،فالتفت اليها بوجه جامد و يقول بملامح جاءها صدمة قوية .
_ وين الرجل يلي كان معى هنا ..؟؟
_ انت ازاى كده ؟؟؟ أنت انسان قليل الادب ..
_ رد على سؤالي ..وينه ..
يقولها سلطان وهو يقترب من الممرضة بنفحات جحيمية على وشك االانفجار .
شعرت الممرضة بالخوف يسري في ضلوعها ، فقالت بتوتر خائف وهى تشير الى مخرج المشفى .
_ كانوا بيجروا من هنا ..
هرع سلطان الى خارج المشفى يبحث يمينا ويسارا وهو يخطوا بين المرة فلا يجد الا زحام السيارات وبشر بكافة الألوان .
****
رفعت مونى يدها الى سقف الغرفة شاردة في حياتها التي تغيرت مليون بالمئة ، تفكر في هدف زياد منها فكان يمكن ان يخطفها ويقوم بتعذيبها دون رحمة.
ويبقي السؤال لما قام بالزواج منها ؟ ألأجل الميراث ..أم لسبب أخر ؟
تنهدت وهى تنزل ببصرها الى الأرض وهى تتذكر كلمات حسنية القاسية لها، لا تعلم بما تفعله في تلك الحياة الان وكيف ستعيش؟
دخلت الى الغرفة التي نُهرت بسببها للمرة الألف ،تقم بالعبس بالاشياء الموجودة داخل كل درج ، لترى تلك المرة حاسوبًا في حقيبة صغيرة فقامت بأخذه ونفض التراب وتنظيف ثم قامت بفتحه ،ظلت تقلب بكل ما في داخله لكنه كان فارغا تماما .لمحت أنه مرتبط بشبكة واى فاى فلم تكن تصدق ذلك الحظ الوفير ،فقامت بتصفح الانترنت وبحثت على حسابها القديم الخاص بالمنتديات النسائية ،ابتسمت ابتسامة خبيثة وهى تنظر الى حساب شقيقتها هنادى، في تلك الاثناء سمعت صوت فتاة تصيح ببعض الكلمات خارج باب الشُقة ،فأسرعت تخفى الحاسوب في غرفتها المظلمة الخاصة بها، وعادت الى الباب الرئيسي لشقة ووضعت اذناها عليه لتنصت الى صوت الفتاة تتحدث بصياح الى زياد الذي كان يقوم بهدأتها بحب .
جحظت عيناها وهى تنصت الى تكذيب زياد بأنه قد تزوج فعلمت على الفور انها تلك الفتاة صاحبة الصور في الهاتف القديم .
حاولت ان تُهدأ من خفقان قلبها لكى تنصت الى باقي الحديث الذي انقلب الى حديث رومانسي لم يعجبها، وفجأة أنفتح باب الشقة فأسرعت الى غرفتها ووقفت خلف الباب وجعلته مواربا حتى تراقب زياد الذي دخل بمفرده .
رأته يخطوا الى طريق غرفتها فابتعدت الى أخر الغرفة تجلس على الأرض بصمت ،اعتقدت انه سيقوم بنهرها فور رؤيتها ، بسبب تحدثها مع الفتاة ،لكنه كان باردا تماما ، لا يعيرها أي أهتمام ، فبادلته نفس النظرة من بعيد وعقلها يأتى ببعض الأفكار .
*****
في سرايا السيد نصير في الصعيد..
تخطو حلويات الارملة الثانية لسيد نصير وهى تقوم بسب حماتها التي قد أتت اليها بالفقر بسبب المشي وراء خطتها السوداء الخبيثة ، ها هى حماتها تحاسب شر حساب على سوء ما فعلته في دنياها بأنها تفقد عقلها ولا يعود الى طبيعته الا بأوقات قليلة بالأسبوع وفى الليل الثقيل، فكلما تذهب اليها تراها تتحدث مع طائر البوم بأشياء غريبة أو تقوم بضرب رأسها في جدار غرفتها ، ولم تسأم بعد من التوكل على حماتها حفيظة لكى تحصل على كامل الميراث وتُلقى مُنى ضرتها وأولادها خارج المنزل ،فقد سَخرت حياتها على سماع كلام تلك الساحرة حماتها لكى تحصل على كامل الأموال ، كانت تخرج في ثلثي الليل لكى تقوم بإيذاء بعض الناس وأخذ العرق وأثر الرجال بسرقة ملابسهم لكى ينجح السحر وتسلب عقولهم ويعشقون النساء المخادعات.
حتى انها كانت تخطوا في الأراضي الزراعية في الليال السوداء لكى تقوم باصطياد الثعابين والحشرات ، فكم عانت معها .. والان بعد ما فعلته لأجلها تقوم بفقد عقلها بك سهولة،لن تسمح ابدا بالانهزام بعد ما حصل لجسدها وأجساد بناتها من تشوهات ، بسبب مبيت الجن معهن .
طرقت باب الغرفة وهى تدعوا الله أن يعود الي حماتها عقلها قبل ان تقتلها وتقوم بحرق جثتها البالية ، قامت بفتح الغرفة وهى تنظر الى الامام في ذلك الظلام ، لم تعد تشعر بالخوف كما كان قبلا فقد وضعتها حماتها في حياة صعبة برعب اكثر من رعب الظلام وما يحدث به من اسرار مخيفة، صاحت بأعلى صوتها داخل الغرفة تنادي عليها
_ وينك يا مرة ... عجلك لساته غايب ...الله يحرجك دنيا واخرة ..
بغتة صدر صوت ضحكات خبيثة في أجواء الغرفة المظلمة ليخرج دخانا أبيض متشكلا برياح دائرية حول اقدام حلويات ليرتفع وهو يحط جسدها ،ليخرج شبحا بشعر ابيض طويل وعيون بحدقة سوداء تملئ كل خلاياها بشكل مرعب
_ حلويات .. ماشفتك من يجي شهر تقريبا ..
ردت حلويات بصوت خائف بشدة فهى تهاب ذلك الشبح بكثرة .
_ مرجانة ....!!!!!
_ نعم ...ياملعونة ...أكيد جايا تشوفى حماتك .
لساتها ضايعة فى عقلها ...
عقبال عندك ..
ارتعشت حلويات وحاولت ان تخرج من الغرفة لكن مرجانة ابت أن تخرجها .. وسحبتها في أوهامها المخيفة لتتركها داخلها بعض الوقت تصرخ ، فكم تتلذذ بعذابها وخاصة انها من البشر المليء بالشر والحسد مما يسهل لمسها والاستحواذ عليها ،فزادتها قوة بخوفها فوضعتها مرجانة في دائرة خوفها داخل جدران لا تعرف الرحمة، وبعد عدة ساعات تركتها مرجانة ساقطة على الأرض فاقدة الوعي .
****
لم يتوقف عقل جيهان عن التفكير في كلمات حسام منذ تلك الليلة .رجفة ،خوف ، خجل ، جميعها مشاعر تختلط بعقلها قبل قلبها ، لا تعرف بما تفعله الشيء الوحيد الذي تعلمه انها يجب أن تصل الى اب طفلها .
تنهدت وأطلقت بعدها زفرة طويلة ومن ثم خطت الى غرفته وبقت جامدة تنظر الى الباب شاردة .
الجراءة وحدها لا تكفى لكى تتجسد بها ،فذلك الشخص الذي تعرفه في المشفى وهنا سيء لدرجة لا تعرف مقدارها بعد ، لكن تعلم انه سيء جدا، فكيف بها أن تجعله يسقط في شباكها ،تعلم انها امامه مجرد فرسة بعلقها البريء الذي حاولت مئة مرة لجعله خبيثا ، لكن كل مرة كانت تسقط بخيباتها .
ابتلعت ريقها ورفعت باطن يدها المرتعشة بتوتر بالغ تطرق الباب ، تريد أن تصل الى مبتغاها لكن تتمني لو لم يكن موجود في غرفته هذه الليلة .
طرقة خفيفة من يدها لا تصل الى المسمع ، وصلت اليه بسهولة ليخرج صوته متصدرا خارج الغرفة وهو يقول.
_ تعالى
دهشت عندما سمعت صوته اثر طرقها للغرفة طرقة خفيفة ،فتحت باب الغرفة وخطت داخلها بخطوات مرتعشة ، وكأنها غزالة تقدم لحمها الى ذئبا جائع، وجدته جالسا على الفراش وينظر اليها متصفحا من راسها الى قدميها ، فزاد توترها اكثر ، وتجمدت في وقفتها تنظر له ، واقدامها تهتز بتوتر .
_ ايه اللى انت لبساه ده ، أنت جاية تعزي
يهتف بها حسام ساخرا بملامح جادة مع شبح ابتسامه خبيثة على ثغره ، ويشير الى خزانة ملابسه ويردف اليها .
_الجزء ده فيه حاجات هتعجبك ، أختارى اللى عوزاه ..
كانت أقدام جيهان ترتجف وهى تنظر الى حسام بنظراته وتسريحه شعره الذي قام بتغيرها فقد أختار أن يكون منسدل على جبهته برطوبة على غير العادة فكان يطرحه الى الوراء مما يظهره أنه لم يمر الوقت على استحمامه ، فهل كان ينتظرها ويعلم إنها ستهرع إليه حتي يحقق هدفها من اقترابها منه ؟
حاولت أن تسحب طاقة الى رئتيها عن طريق شهيقا وخطت الى الخزانة وعقلها يخبرها كم هو خبيث فقد قام بشراء بعض الملابس متأكدا بأنها ستوافق على شرطه!.
قامت بفتح الجزء الذي أشار اليه حسام من الخزانة لترى كمية هائلة من الملابس النسائية معلقة بحافظتها البلاستيكية وعليها كرت بالثمن .
وقفت جيهان تنظر بدهشة الى كمية الملابس الموجودة ولم تنتبه الى اقتراب حسام منها وينظر معها الى الخزانة متصفحا .
_ مالك بتبصلي كده ... شوفتك حيرانه فقولت اجي اساعدك ...!!
المشاركة حلوة برضه ..!! ولا ايه ؟؟
يهتف بها حسام بعينين دائريتين بها لطافة بعض الشيء ، لكن تختفى اللطافة تدريجيا مع ابتسامته الخبيثة .
حاولت جيهان أن تخفى توترها الشديد وتبعد يدها التي ارتفعت على احدي الملابس فقد ظهر ارتعاشها أمامه ،فقالت بصوت هادئ مليء بالخوف.
_ طب ممكن تبعد شوية كده ..، وياريت لو تطلع بره الاوضة لما اخلص .
_ أنت مجنونة ..! أنت عارفة ....
حاول كتم كلماته واستبدلها بزفرة ..ومن ثم أردف ..
_ ماشي ..بسرعة ..
وخرج من الغرفة بخطوات باردة بطيئة واغلق الباب خلفه وهو ينظر اليها باستعلاء ويتمتم ..
_ من شوف اخرتها معاك .
تنهدت جيهان وهى تعيد بصرها الى الملابس وتتفحصهم جيدًا، رفعت احدي الملابس على وجهها تنظر الى السعر ، لتشهق مما تراه ..
فقد كانت قطعه رقيقة جدا لا يوجد بها أي انبهار وثمنها غالى للغاية، فهمست بحنق.
_ كان لازم اعرف ان زوقك تييييت ..
وبعد عدة دقائق ،تم فتح الباب من قبل حسام فجأة ،ليرى جيهان ترتدي قطعة من الملابس ليقترب منها بذهول وينظر اليها متصفحا ..
لتتغير ملامحه تماما .
_ كان قلبي حاسس انك هتلبسي القميص ده ... اهو ده الوحيد اللى مكنش عجبني والست دبستني فيه ..
صمت قليلا ورفع يده لكى يتحسس القمشة التي على الكتف ، لكن جيهان اسرعت وقامت بابعاد يده، ليقول لها ساخرا ..
_ تقريبا كان له طقيه ...هى فييين ..؟؟
جحظت عيناها فهى لم توافق على ارتداءها أبدا بسبب إنها تشبه اذني القطة، ألم يكفى انها ترتدي ذلك الشئ وأمامه..فقالت بهجوم وتوتر..
_ مستحيل البسها ...
_ بصي أنا عندي الطقية دي احسن من اللى انت لبساه ..
وبعدين ايه النشفان اللى انت فيه ده .. ماتهويها شوية يابت ..
يقولها حسام بصوت جريء ومن ثم يقوم برفع يده ويقوم بالضغط علي خديها الممتلئ بأصابعه بشهية .
اطلقت جيهان صيحة قوية بسبب ضغط يده الشديد ، فأسرع بوضع يده على ثغرها وهو يقول .
_ لا بقولك ايه البيت كله أطفال مش ناقصين .. هتلاقيهم هنا الثانية دي ..
أنا قعت انيم فيهم ثلاث ساعات .
يهمس بها حسام وهو يقوم بسحبها من كلتا ذراعيها الى الفراش وأجلسها عليه ، وكل ذلك وهى تشعر بالتقزز من ملامسته لها.
قام بوضع القبعة على رأسها لتظهرها بطريقة لطيفة للغاية مع عيناها الزرقاء، فنبض قلبه بخفقان فتنتها بقوة، حاول أن يقترب منها وعيناه مفتوحة بجراءة وإصرار .
خيل اليها انه يريد تقبيلها فشعرت بالخجل والخوف الشديد ، تريد أن تنتهى تلك الليلة بأسرع وقت ،فأغلقت عيناها بقوة وانتظرت لكى يبدأ هو ..
ومرت ثوانى ولم يحدث شيء فقامت بفتح عيناها اليسرى ببطيء لترى أن حسام ينظر اليها بملامح باردة لا تدل على أي شيء، ليخرج صوته عن الهدوء وهو يقول بعيون مليئة بالرغبة والغضب .
_ احنا متفقناش على كده ... هو ده منظر واحدة عاشقة ؟
لو ملكيش مزاج قولى ...ممكن ناجلها عادي .. بس كله محسوب .
_ (تنهيدة ) مفروض تقدر موقفى.. . أنا محروجة برضة ...
تهمس بها جيهان وهى تبعد عيناها عنه وتنظر في اتجاه أخر وتشعر انها على وشك ان يتوقف قلبها ، فلم تكن تتخيل أبدا أن توضع في ذلك الموقف ومع هذا الرجل الذي تكرهه .
_ هي أول مرة ؟؟... ما أنت مجربة قبل كده وفاهمة ..
يقولها حسام بسخرية، فوصل الخجل الى ذروته مع جيهان فهتفت بغضب وعيناها تنظر إلى الجهة الاخرى .
_ أنت ازاى تطلب منى أنا اللى أبدا .. أنت الراجل ولا أنا ..
ارتسمت ابتسامة على شفاه حسام ساخرة فقد نجح في الوصول الى مايريد ..
فرد عليها متعجرفا بسخرية ويعض على شفتيه وهو ينظر الى مفاتنها .
_ ما أنا يمكن بدايتي متعجبكيش .
انا بس كنت عاوز أعرف هاتبدئى ازاى عشان اعرف المرحلة اللى وصلها ماهر.
مكنتش اعرف ان كلمة واحده منك هتظهره على حقيقته ..
انت ازاى عيشتي معااه هااه ؟؟
....صمت يعم المكان فقط النظرات تتلاقى بينهما ..
استحقرت جيهان كلمات حسام لها بشدة فقد ظهر أنه سيء للغاية بدون أي خجل.
رأى حسام صمتها الطويل وشرودها فاقترب منها ببطىء واخذها بين ذراعيه يضمها بقوة تحت نظراتها المندهشة بخوف .
يضغط بقوة عليها وهو يضمها وهى تحاول أن تتمالك نبضات قلبها ، فجأة وجدته يرخى ظهرها الى الوراء لكى تكون اسفله ، حاولت أن تقاوم حركاته وتظل جالسة لكن ذراعيه واندفاعه كان أقوى، بدأ في تقبيل رقبتها بعد أن أبعدت شفتاها الى الناحية الأخرى ،
نجح في الإمساك بشفتاها بثغره عندما التفتت اليه وهى تقاوم بحرج.. حاولت أن تبعد أنفاسها وتقاوم لكنه قد تمكن منها ونجح في ايقاظ تلك المشاعر الدافئة داخلها والتى تحتاج إلى احتواء قليلا ..لتستسلم له تماما ..
وبعد دقائق توقف فجأة بعد ان سمع صوت طرق الباب من أحد ابناءه ، عاد من جديد الى عناقها ،لكن ابنه لم يتوقف عن النداء .
فقال بضيق ونفاذ صبر
_ مش هيسكتوا غير ما افتح ..
متتحركيش من مكانك ... هرجع تاني .
ابتعد حسام عنها وهى ماتزال أنفاسها متوترة ، وذهب الى ارتداء قميصه لينظر الى ذراعيه بصدمة ويقول بغضب .
_ ..شوفتي وإنت بتبعديني خربشتي دراعي إزاى.
..
بقت تنظر اليه بخجل وهو يرتدي قميصه،وتشعر بالخوف من ردة فعله نحيتها بسبب عدم تفاعلها معه.
اشعل سجار برائحة غريبة جدا واحرق منها ثلاث انفاس ومن ثم اطفئها وخرج وهو يزفر.
****
طوال الأيام الماضية لا يفعل اى شيء سوى مراقبة زوجته ،فبعد أن رأها تذهب الى ذلك المزارع وتحمل هاتفه وتتحدث مع أحد ، وصل اليه الشك بأن هناك شيء سيء ما يجمعهما .
واليوم هرع خلفها وهى تحمل بعض الخضراوات من الأرض الخاصة بهم وذاهبت في مكان ما ، حتى وصلت الى ذلك الكوخ الخشبي الصغير .
عندما وجد هذا المزارع القريب فى السن من زوجته وقف متخفيا وراء شجرة وحاول أن ينصت الى حديثهما .
_(ست اسراء أنت جيتي كنت فاكرك ماراح تيجي ابدا ..)
_(أنا جيت بسرعة لما بعتلى حد يقولى ان اختى اتصلت ... فين الموبايل اكلمها )
_ (أنا كذبت عليك ...أنا جبتك إهنه عشان اهربك من الظلمة دوول .. أنا راجل وماتخافى راح احميك منهم )
_( وأنت مالك ...هو أنا اشتكت لك )
لم يستطع جبل أن يصبر على حديثهما فقد وصل به الغضب الى الجحيم أفكاره، وظهر امامهم لتصيح اسراء بصدمة ..رفع جبل يده ليقوم بضرب اسراء كفا عصفت له الرياح وقامت بهز الأشجار .
وأمسك بذلك المزارع وقام بضربه في رأسه حتى نزف ومن أنفه بشدة ..
حاولت اسراء أن تبعد جبل عنه باقصي قوتها لكن أندفع وقوة ذراع جبل جعلها تقع على الأرض .
وبعد ان هدأ غضبه قليلا بعد فقدان المزارع لوعيه تماما ، سحب أسراء من حجابها حتى سقط وظهر شعرها فقام بسحبها منه الى السرايا وهى تبكي بألم شديد .
وبعد أن سحبها داخل غرفته والتى لم تدخلها سوي مرتان في حياتها .
، قال لها .
_ جالك الجرءة ازاى تخونيني !!
ليييه ؟
مش شيفاني راجل ؟؟
يصيح بها جبل وهو مايزال يمسك اسراء من شعرها جاذبا إياه بقسوة ودون رحمة، وهى فقط تبكي ولا تتكلم دفاعا عن حالها وتشعر بخوف شديد من نبرته الصارخة.
لا يتوقف عن نهرها والتعامل بقسوة ، يريد أن يحطمها فهل تراه ليس رجلا حقا ؟
_ انطقى مش شيفاني راجل ؟؟
هنا هتفت اسراء وصوتها شبيه بالنواح وتعطي له كلمات لا تعلم بأنها حطمت شيء دخله ..
_ وانت مش عندك ثقة في نفسك ؟؟
اعتبر جبل كلماتها شديدة السخرية برغم قوة شهقاتها ، فقام بجذب شعراها أكثر وهو يقول .
_ أومال جبت العيال دول ازاى ... بتلعبي بالكلام يااسراء عليا ..
عزم على تحطيم جسدها ببعض الضربات لكن عقله اصبح ضعيفا حساسا اتجاه كلماتها له فقد كان على وشك البكاء فتركها وابتعد عنها بحسرة على حاله فقد ضغطت على نقطه ضعفه بالقوي .

*****
ذهب سلطان الى الصعيد مسرعا وقلبه يخفق بجنون على حال شقيقه ،يعلم حق المعرفة أنه هو .
عزم على الذهاب الى المقابر لكى يتفقد قبر شقيقه مالك .
فبعد أن وصل الى الصعيد وقد تجاوزت الساعه الثانية عشر صباحا ،لم ينتظر حتي الصباح ، بل هرع اليها وكانت عيناه لا ترى سوي الدخان المليء بالمقبرة .
وقف ينظر الي المقبرة والى تلك اللوحة المكتوب عليها باسم شقيقه .
لم يستطيع أن ينتظر لكى يبحث عن شيء يحفر به فانتفض مسرعا يحفر بكلتا يديه ولم يأبي الى الجروح بل لم يشعر بها ، فالشيء الوحيد الذي يأبي له هو التأكد من الجثة .
وعندما أحس باقترابه من شيء ممسوس وبدا يظهر له قمشة الكفن سمع صوت تجمع طائر البوم حوله يصيحوا بقوة بمشهد مهيب .
لم يعبئ له ولم يعبئ أيضا لتلك الرياح القوية التي تجمع غبار الاتربة وتلقيها عليه في الأسفل مع الجثة .

وبقى ينظر الى الكفن لثوان ...بسط يده التي ارتعشت بقوة ... أمسك يده المرتعشة بيده الأخرى لكى تهدأ ، وأسرع في أزاحه الكفن من على الجثة لينتفض بصدمة قاتلة مع عيناه الجاحظة .صاح بقلب متألم وهو يعاين الجثة ..
وفجأة توقفت الرياح عن الحركة وصعدت لأعلى بشكل عاصف يتسلل بداخله ويتشكل جسد انثى .
وتنزل الى اسفل المقبرة وتخطوا أمام سلطان بعيون سوداء واسعة كالمحيط وشعر منسدل طويل أملس باللون اسود وبه في المقدمة خصلة بيضاء، بها جمال يعلو بك الى السماء سحرا وينزل بك الى اسفل الأرض خضوعا له .
شعر سلطان ببعض الرهبة من رؤية ذلك التجسيد فلم يفق بعد من صدمة الكفن والجثة .
يعلم حق المعرفة أنها جنية من النوع القوي فظل صامتًا ينظر اليها وهو يحاول أن يجمع قوته كي لا يفقد الوعي من هول الموقف الذي يمر به .
فقال متماسكا طاردًا لتوتر الذي بدأ في الظهور عليه حتى تجمعت قطرات العرق على جبينه ، وشعوره بالبرد القارص .
_ وش تبي ؟ .
كانت الجنية تهمس باسمه بصوت ناعم، بلهفة، وهدوء متمازجان بقوة خفية .
_ سلطان ... حبيبي ..
ارتعد سلطان عندما سمع اسمه على لسان الجنية بهذا اللحن الخبيث، فقرر ان يذكر الله ببعض الآيات الطاردة للجان التي قام أبيه الشيخ تميم بتعليمه ، خشية من الجن الذي يستوطن الصحراء ، وبرغم خوفه من تلك الجنية الا أنه يعلم نوعها جيدا فهذه ليست المرة الأولى التي يظهر أمامه جن ، فقد كانت حياته عبارة عن خيمة تتنقل في صحراء سيناء بعرضها وطولها وليلها ونهارها والتي هي عبارة عن موطن للجان بأنواعه .
قالت الجنية مسرعة له حتى تنتشله من أن يفكر و يأذيها ،فبعد ان رأته يطرد بعضا من أجناسها الجان المتشكلين بهيئة ارانب حول السرايا بتلك الجراءة ولم يعبئ الى أشكالهم المتحولة المخيفة أعجبت به بجنون وأقسمت على جعله ملكا لها .
_ ده مش أخوك ياسلطان .. بص له تاني ..
دهش سلطان من تصريح الجنية فتوقف عن سرد الايات وبقى صامتا جاحظا لثوان ..
وحول بصره الى جثة شقيقه ليتغير شكله تماما ويظهر رجلا أخر ،فانخلع قلبه يخفق ببطء حتى شعر ان انفاسه على وشك التوقف ..
فأردفت الجنية بحماس ..
_ دي جثة مسحورة ..
أخوك لسه عايش بلحمة ودمه ..
حاول سلطان أن يتمالك نفسه برغم نبضاته التي تولد بها الامل الا أن عقله يحاول أن يجعله يفق ويحرص من تلك الجنية ..
الأمل الوحيد الذي يمتلكه هو رؤية شقيقه بالمدينة ..
فقال لها بصوت مرتعش وعيون جاحظة ملتهبة بعروق دامية .
_ مين ؟؟
مين خطط لكل ..
_ردت الجنية مقاطعة قبل أن يكمل
_ ..أمانى ..حفيدة الارنبة
_ أمانى ..!!!
..يتبع ..

سبنا 33 likes this.

سارة منصور دوار الشمس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:39 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.