آخر 10 مشاركات
البــريــق الزائــف *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : عيون الرشا - )           »          18ـ بعدك لا أحد ـ كارول روم ـ كنوز احلام ( كتابة /كاملة ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          وخُلقتِ مِن ضِلعي الأعوجُا=خذني بقايا جروح ارجوك داويني * مميزة * (الكاتـب : قال الزهر آآآه - )           »          يا أسمراً تاه القلب في هواه (21) سلسلة لا تعشقي أسمراً للمبدعة:Aurora *كاملة&مميزة* (الكاتـب : Aurora - )           »          فلتسمعي أنين إحتضاري *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          600 - مع الذكريات ( عدد جديد ) - ق.ع.د.ن*** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          عذراء الإيطالى(141)للكاتبة:Lynne Graham(الجزء1سلسلة عذراوات عيد الميلاد) كاملة+الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          غيوم البعاد (2)__ سلسلة إشراقة الفؤاد (الكاتـب : سما صافية - )           »          8 - الحب الساحر - سوزان كاري (دار الكتاب العربي) (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree1634Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-03-22, 02:46 AM   #201

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,640
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي


الفصل الثامن
عزيزتي تلكx التي قبلت الزواج برجل متزوج .. هي تلك الأنثى التي قررت أن تحيا حالة النصف..
نصف رجل..
نصف قلب..
نصف حياة..!
وتلك الأولى التي قبلت بالوضع هي تلك الأنثى التي ربما ملت حياة الكمال..
وربما هي تلك المنهكة التي كرهت هذا الرجل حتى هي كرهت النصف منه..
وربما هناك أسباب أخرى , فالأقدار تخط خطاها دون أن ندرك..
نحن مجرد بيادق بالحياة فمن نحن لنحكم ونعامل تلك بدونية وتلك بالكمال!
بالنهاية من يقبل شيء فليتحمله حتى يبلغ الطريق!
كلمات قرأتها مريم مراراً على إحدى مواقع التواصل الاجتماعي..
ابتسمت بخفوت وهي تتأمل الكلمات والتعليقات وكأنها ترى العجب!
تؤمن بداخلها من صدق الكلمات وصراحة الحروف ..
تؤمن أنها يجب أن تعامل تلك الأنثى والأخرى الضد منها بمنتهى اللطافة وحقا من هي لتحكم؟!
ولكن مريم تؤمن بشيء أخر..
هي لن تقبل أبداً أن تكن أحداهن!
هي أنثى الرجل الواحد !
اغلقت الهاتف بشرود وعينيها تلتفت للفستان المعلق خلفها , فستان خطبتها من ناصر!
استقامت وهي تشعر بالضجيج المقام بحديقة المنزل استعداداً للحفل , الضجيج كان بالأسفل ولكنه كان بداخلها أولاًx يتصارع بمطارق تدب فيها وجع ماضي لم ينضب نهر جرحه بعد..
ضجيج ماضي لم يندحر مع الذكريات التي توهمت النسيان, أمامها الأن مشهد واحد يتجسد دون انقطاع للمناوشة في الأحلام واليقظة..
مشهد يامن ومن خلفه ميرال ترتدي قميصه بكل راحة وحميمة..
مشهد يشطرها..
يبترها..
يقتلها ..
ينحرها..
يدميها ويخلقها كافرة بالحب ولو صدق واقعه , عبراتها تمردت وتمردت..
والمشاهد تتوالى وتتناثر أمامها في صورة بشعة مدمجة بالوجع والمكر..
قلبها لا يتوقف عن النداء, نداء لمجهول لا تعرفه, وبجانب النداء يقسم العقل أيماناً مغلظة أن لا عودةx ولا سقوط في الهوى, جسدها يتحرك , يدور , يبكي بنشيجx يفقدها ثبات تجاهد الحصول عليه..
جسدها يهتز ويتمرد على برود المنطق القابعة فيه, ولكنها تنصر العقل , ترفع أناملها بأليه مقتضبة , تمسح الدموع بجمود حجري أفزع القلب والعقل سوياً!
عينيها التمعت بخبث وهي تمسك بهاتفها ترسل بعض الرسائل لغسان ثم بعدها كانت ترتدي فستانها بثبات!
*******************
في غرفة أخرى كانت تلك القابلة بالنصف بل هي من اختارته ورسمته وايدته بيدها, تراه من الأعلى وهو يلبسها خاتم الخطبة بابتسامة غريبة صوبت كسهم سام لقلبها في المنتصف..
تتأمله وهو يتقبل التهنئة, تزرف الدموع من القلب والعين تشارك في ذلك القطع التي تحيا به!
وهنا علمت شيء واحد لقد انتهى الزواج! انتهت قصتها من ناصر.. انتهى الحب..
سقطت ولم تعد قدمها تحملها , تستكين جوار الحائط بدموع خائفة..!
وكلمة النهاية هنا تثبت أكثر ..
انتهت القصة.
صرخة خافته خرجت منها وهي ترى مريم تقتحم غرفتها بأعين لامعة..
أعين تعلن النصر في حرب كانت هي فيها أداة فقط..
تهتف بخفوت وهي تقترب بخطوات ثابته ونظراتها تشمل جلستها بنفور:
-لقد تمت الخطبة.. لم يبقى وقت لتكوني بالخارج..
تميل برأسها .. تتلاعب بخصلاتها المصبوغة.. تنهش قلبها بتلك النظرة وهي تنحني لمستواها ببريق خذر..
خاطف..
يجب تحاشيه:
-انت على وشك النهاية..
تدب بحذائها بالأرض أمامها وهي ترسم به خط وهمي:
-انت على الحافة..
تفرقع بأصبعها ثم تعاود التحدث بهالة مختالة .. هيئةx قاتمة والشياطين تتراقص حولها ببراعة..
-فقط بقدمي وبعدها..
لم تكمل الكلمة ..لكنها بترتها ببساطة وخرجت , خرجت تاركة خلفها نار حسرة..
وموت!
صرخة كانت النصيب من جوف عاصي وهي تفتح عينيها التي استكانت في نوم هارب من واقع مرير, استقامت من مكانها والانهاك يتغلغلها يوازي هذا الوجع الباتر للقلب..


أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-03-22, 02:47 AM   #202

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,640
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي

ارتدت لخلف بفزع وهي تجدها تقتحم غرفتها بملامح غامضه , يصعب التنبؤ بها ..
تواجهها بغموض حالك.. قاتمة في كل ما يخصها الآن..
تقترب منها وهي تغلق الباب بجبين متغضن , تردف ببرود:
-لم أتوقع انك وصلت لتلك المرحلة..
ناظرتها بحيرة كحيرة روحها , خيرة انتهت وتلاشت وهي تلوح بجواز سفر أمام عينيها ..
تقترب عاصي بتوجس وحذر, تهمس بضعف:
-لمن هذا..
وضعته بحقيبة صغيرة تحملها على كتفها هاتفة بملل حقيقي:
-هذا جواز سفرك عزيزتي أليس كذلك!
نظراتها الكسيرة تجرحها, تلكx النظرات التي صوبت لها الفترة الأخيرة..
تلك العبرات التي تكويها هي قبل صاحبتها, تتأملها بثبات لا تملك منه شيء ولو مثقال ذرة!
يخرج صوتها بحشرجة متأثرة رغم القوة والادعاء:
-تنوين الهرب.. تنوين الاختفاء..
شهقات عاصي تتعالى بطريقة مؤلمة بينما مريم تضيف بحدة , لا تراعي ما هي فيه, تجلدها بسوط من نار يفتك بقلبها ويذبح مشاعرها.:
-تريدين التنازل عاصي..
خرجت من صمتها بصعوبة , تهتف بارتعاش يوازي اهتزازها .. ثباتها هنا مفقود .. مقتول..
قلبها ينزف .. يقطر دماً .. نبرتها مفقودة منها في ثبات زائف دُفن في أعماق وجع يحيا بداخلها..
تخبط على صدرها تسكت هذا النبض الهادر:
-انا اضحي.. انا احبه فأضحي..
تصرخ الأخرى بطريقة أفزعت الاخيرة وهي تمسك بها من ذراعها , تهتف بنبرة مدموغة باليأس:
-ما انت فيه تنازل عاصي..
تتوقف عن الحديث وهي تتركها , تبتعد عنها مكملة بألم:
-تنازل عاصي, وشتان بين التنازل والتضحية..
ترمقها بحيرة وقلبها يهدر بصخب, صخب بحر هائج تلاطمت أمواجه بصخر قاسي لا أمل في تفتته..
يأتي صوت مريم وكأنه من وادى أخر , من عالم أخر.. صوتها بملامح شاردة .. تتحدث لنفسها قبل القابعة أمامها:
-التضحية قوة عاصي.. أما التنازل
تحني كتفها ورأسها يرتج بيأس تضيف بخفوت وهي تعانق نظرات الاخرى:
-ضعف, التنازل ضعف عاصي..
تتوسلها عاصي بكلمات متقطعة ونبرة مشتتة ... تلمس يدها بارتعاش..:
-لا تخبريه أرجوك.. هو لن يسمح لي بالسفر..
تنهرها مريم بحدة.. تبتعد عنها بخطوات سريعة, تهتف بقوة وقهر غريب:
-وان كان يحبك لما لا تحاربي من أجله ألا يستحق..
تبتر الحديث , تلتقط أنفاسها بعنف هادر , صدرها يعلو ويهبط ..:
-الا يستحق الحرب عاصي!
نطقتها بنبرة منهكة, نطقتها والأخرى صامته لا تتحدث ..
صمت طال والقلوب تضج بالصراعات.. صراعات حب..
عشق..
بتر.. فقد..
صراعات عبثية لم يخلقها أحد سوانا نحن , عبث يدمر ويفتك بكل بساطة.. هكذا بكبسة زر!
التفت مريم توليها ظهرها قائلة :
-ارتدي ملابسك وهيا سأٍساعدك من أجل السفر..!
الصدمة شلت الأخرى وعينيها تتسع, أنفاسها تتسارع.. ولكن في تلك اللحظة ألقت مريم كلمتها الأخيرة أعقبتها بالخروج:
-هيا سأنتظرك بالسيارة..
بالأسفل كان عاصم يصل لمنزل صديقه بغضب يفور بأوردته , تلك ال..
توقف عن سبها بلسانه .. يسترجع مشهد لقائه بها صباحاً بمكتبها..
لقد واجهته بصرامه أثارت غضبه, بل أثارت قلقه وحيرته..
تلك الأنثى أثارت كل مشاعره السلبية.. كلها!
مسح رأٍسه وصورتها القوية .. الثابتة تبتر كل ما يفكر به!
كانت من الخارج ماسة معتمة بلون قاتم.. بدت كحجر نفيس يصعب الوصول له..
ماسة يجب الخوف من كسرها !
ولكنه يشعر أنها من الداخل انها رخوة.. محطمة.. بائسة..
هز رأسه , هو لا يهمه كل ذلك , كل ما يهمه أن يخلص صديقه منها..
ركن سيارته بالداخل ولكنه لمحها وهي تسير بخفة, تلتفت حولها بتوتر ..
اختبئ في إحدى الزوايا متربصاً, يشاهد اقترابه منه بأعين صقر, تخطوا خطواتها بثبات غير مدركة لوجوده ..
وفجأة!
كانت تقبع هي بالجدار خلفه.. بعد أن امسك بذراعها يحشرها بين جسده وبين الجدار..
هنا كانت حرب نظرات ..
نظرات باردة.. وأخرى نارية, نظرات قوة ونظرات غضب!
رفع أنامله يلمس خصلاتها القصيرة , يحتل عينيها ولا يحررها..
جسدها يتشنج , تتمرد عليه فتحاول الحركة والتخلص منه!
يهتف بخفوت بنبرة لا تعرف التردد:
-هل قررت أن تنسحبي بعد زيارتي لك لذا تخرجين بتلك الطريقة..
رفعت حاجبها الأيسر باستخفاف, تطلق تأفف حقيقي..
تشعره أنها سيدة نفسها هنا وقرارها بيدها وحدها..
ترفع يدها , تمسك بيده الملاصقة لخصلاتها بعبث, ترد نبرته الخافتة بشبيهتها:
-سيد عاصم مفاجأة أن اراك صباحا بمكتبي والأن !
عبث بنظراته اللاهية بملامحها يحافظ على حصارها الذي تتيحه !
-مفاجأة سارة أم..
تطلق ضحكة قصيرة .. ناعمة وكأنها أنثى تعرف متي الدلال..
انثى باتت تعلم كيف تستخدم أنوثتها!
تبعد جسده عنها هاتفة بتحديزسمج وعينيها لا تحاول التحرر من عينيه.. ترفع أناملها تنظر به بملل زعزع ثقته للحظه :
-بل مفاجأة غير سارة, لا أعرف ما هذا الحظ السيء الذي جمعني بك لمرتين..
تتوقف عن الحديث وهي تبعد جسده كليا , تقف في مقابلته بثباتx وبنبرة ماكرة خرج صوتها الجاف:
-الا تخاف ان يراك صديقك وانت في هذا الوضع مع خطيبته..
صفق بيده وابتسامة لاهية تتغلغل بملامحه , يقترب الخطوة التي أجبرته عليها.. يركز بها , يحاول أن يعرف دوافعها..
يود معرفة مقدرتها ورغبتها على التضحية التنازل!
يبحث عن ضعف بها ولكن لا يوجد!
-من دواعي سروري مريم, سيكن هذا سبب يجعله لا يكمل الزيجة من انثى تشبهك..
ارتدت للخلفx تشعر بسور أنوثتها يرتج .. يتشقق ,لكنها تماسكت سريعا وهي تشير لنفسها بخيلاء :
-انثى تشبهني يسر أي رجل أن يرتبط بها..
تعجبه الثقة وإن نفر منها, وتعجبه هي وان أنكر!
الحقيقة هنا أنها تؤثر به , تثير غضبه وتعجبه, تثير حنقه واستمتاعه ..
-ولكن أنا لا يسرني أبداً..
اراد كسر مقدار ولو صغير , أراد أن يحطم تلك الألوان المبهجة التي تحيطها مشكلة سياج ثقة تغيظه للغاية!
ولكن ردها كان الصدمة والقصف, ردها كان لون أسود صوبته لقميصه الأبيض تاركاً أثره الواضح ببشاعة خسارة الجولة!
-وأنا لا يليق بي رجل مثلك..
تتألق عينيها ببريق سعادة وملامحه تمتقع.. ملامحه تبهت وابتسامتها تزداد..
تضيف بعدx أن خطت بعض خطوات بعيدا عنه :
-انا يليق بي رجل ينظر للأمور بطريقة مختلفة , لا كطفل يذهب لطرف غريب يهدده !
تغمز بعينيها بإيحاء قبل أن تضيف بتلاعب:
-مازال لقائنا الصباحي يثير ضحكي وسخريتي مدمجين معا داخل سوء التصرف لشخص لا يقدر أن يحسب أموره جيداً..
تجاهلت نظراتx المشتعلة .. نظرت لساعة يدها ثم أردفت ببرود أصابه بصقيع يخالف حقيقته المشتعلة :
-سأذهب الان وليلاً بالتأكيد سنتقابل في حفل خطوبتي!
انهت الحديث وتركت خلفها رجل يقسم أغلظ الايمان أن قصته معها قد بدأت..
ركبت السيارة وتحركت أخيراً بينما عاصي المختبئة بالمقعد الخلفي رفعت رأٍسها أخيراً, التفتت لها مريم نصف التفاته قبل أن تقولx وهي تعاود النظر أمامها .. تخبرها بواقع مفرداته قاسية.. حادة:
-عاصي أعلم جيداً ان النساء يملكن قدرة جيدة للعطاء, هل تعرفين شيء؟
زفرت بعمق واكملت بشرود:
-انا لا ألوم ما فعلتيه عزيزتي , اعلم كيف أن الانثى قد تقف وتحارب العالم أجمع عندما تعشق, بل وتحارب حبها نفسه..
تقود السيارة بسرعة منتظمةx تضيف بخفوت :
-ولكن اياك والدخول ٍفي حرب مع روحك المنحدرة في عشق يلفها كلها بل ويتملكها.. لا تحاربي انفاسك مرة أخرى..
لم يتحدث أي منهم طوال الطريق حتي توقفت السيارة أخيراً أمام المطار فترجلوا سوياً,
عاصي هنا مرتبكة .. خائفة..
عاصي تشعر بسكين بارد يشطر القلب والجسد, عاصي تشتاق منذ الآن! يتملكها خواء لفراق زوجها!
تنظر لمريم بأعين دامعة .. تتشبث بيدها ,تهتف بنبرة متألمة:
-اخبري ناصر أني احبه, بل اعشقه.. اخبريه انني هربت من نفسي قبل الهرب منه..
اومأت مريم وبعدها هتفت لها بثبات وهي تدخل معها المطار..
-هيا عاصي بالمناسبة لو سنحت لي الفرصة أن اخبر زوجك بشيء سأخبره أنك مجرد غبيه!
امسكت يدها تجرها مكملة بجملة صادمة:
-هيا عزيزتي لقد حجزت تذكرتين للقاهرة..
تقف عاصي بجسد متخشب, تحرر يدها من مريم.. تشهق وتكتم الشهقة , تصرخ:
-انت لن تحضري الخطبة..
هزت رأسها وهي تميل بها يمينا ويساراً, ترسم البرود تكمل اللعبة:
-لا , تلك اللعبة كانت انتقام..
رددت بصمة :
-انتقام..
تهز رأٍسها إيجاباً , تمسك بيدها مرة أخرى , تسير معها بخطوات هادئة:
-اجل انتقام منكم ولكم..
تصمت وعينيها تشرد بذكريات ضعفها الذي يصهرها بالنفور..
تخرج منها كلمات حادة:
-العذاب لا أن تصلي قاع الجحيم عاصي.., بل العذاب هو تلك النار التي نشبت داخل قلبك عزيزتي..
تلمس موضع قلبها, ونظرات أنثى لأنثى, نظرات تتأرجح بين القوة والضعف..
نظرات مضطربة..
واهية..
مروعة في قلب كل منهن .. تهتف مريم مرة أخيرة:
-انا لست الأنثى التي تتشارك مع أخرى عاصي والا كنت قبلت بزوجي الذي كان قطعة مني..
تهدأ وتمنع نفسها من الانجراف.. تعاود الحديث وعبراتها تقتلها, قلبها ينبض..
عقلها يتمرد :
-يامن كان قطعة من روحي.. كان قلبي
قالت كلمتها الأخيرة وهي تضغط بقوة على قلبها, تضغط بعنف , تؤلم نفسها رغم ان اثار الوجع ..الفقد .. الخيانة قائم بروحها:
-يامن كان كنجمة ساطعة , تومض بسمائي , نجمة تزرع بي الطمع أن امتلكها , ترسل لي شعور الاقتراب من الهدف! الاقتراب من امتلاكها..
تمسح وجهها براحة يدها , تغمض عينيها لثواني ثم تفتحها ببطيء, تكمل بثبات ونظرات تستوحش وهيئته تطاردها :
-ولكن ..
تهز كتفيها ..تعاودx الحديث:
-تلك النجمة لم تكن سوى حجر معتم ..قاسي.. قاتم.. مجرد حجر لا حياة فيه ولا أمل منه..
سردت حديثها بسلاسة لم تخلق داخلها لحكايتها المفقودة من الحب..
سردت وشردت برجل احتلها..
دمغها..
امتلكها , ذلك الرجل الذي كانت ترهبه بجوارحها.. تنتظر منه عشق تمنته وعبثاً كان الحصول عليه!
أغمضت عينيها وهي تثني الصور والمشاهد , تعلم أن الرجوع لمصر هو بداية لصندوق أسود أغلقته دون الخلاص مما فيه..
يغمرها الاختناق .. تشعر بتلاشي الهواء, وكأن فضاء العالم لا يسعها هي أو أوجاعها التي خلقت داخلها ندبة ربما لا سبيل للخلاص منها!
**********************


أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-03-22, 02:48 AM   #203

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,640
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي

يقف أمام المرأة وعيناه تتوزع بين الحيرة والشرود ... شتات يحتله ويقاومه, قلبه يضج بانفعال يبتر به كل شعور!
يتساءل داخله.. هل تتألم هي مثله؟
هل تشعر بتمزقه ونزفه؟ هل تلمس مثله وجع صارخ يفور بجسده؟!
يغمض عينيه يستحضر هيئتها بالفترة السابقة وهي تذبل..
وهو يتجبر..
هي تموت..
وهو يتجبر..
هي تنزوي وتختفي..
وهو يتجبر..
بل هو يرسم التجبر .. الجمود.. البرود.. القسوة فربما هي تثور..
تصرخ..
تحارب!
هتف صديقه الجالس على المقعد خلفه بنبرة عاتبة يتغلغل الغضب بحروفها ويموج اللسان بمرارتها:
-وان كنت لا تقدر الابتعاد عن عاصي لما كل هذا..
ينظر ناصر لانعكاسه دون الالتفات له بشرود, يرفع حاجبه ولا يجد جواب..
يضعx يده أسفل ذقنه وهو يتكئ على مرفقه بانحناءة جسده للأمام..
بينما اليد الاخرى تحمل قداحته .. يتلاعب بها يشعلها مرة..
يطفئها مرة!
يقابل عين صديقه المفقود في رحلة حيرة تمزقه بلا رحمة:
-تراجع عن تلك الخطبة حتى لو كنت لا تنوي الاستمرار..
مع ذكر الخطبة يتذكرها وهي تتحداه بقوة منطق يحيا داخلها..
منطق لوثه العشق والهوى, يتذكر تلك الانثى الفائرة بحيرة بنظراتها المصوبة كسهام مشتعلة بنار قادمة من سعير ماضي مخلوق داخلها بندوب حرق لم يشفى بعد!
يزفر بعمق ويعاود الضغط بسؤال يحمل اللوم :
-هانت عاصي.. هان عشقها..
يبتر الحديث وهو يستقم من مكانه , يضيف, ويزيد الضغط أكثر :
-انت تؤذيها ناصر تؤذيها..
التفت الاخر له بنظرات معذبة .. نظرات تخوض صراع مع حياة لا أمل فيها..
يستحضر صورتها أمامه وهي تهتف بحبه مع كل صباح ومع كل نفس تأخذه من الحياة..
يتذكرها تبتعد عنه, يتذكرها تغضب منه..
يهتف وهو يشير لقلبه بوجع, يغرز أنامله بجسده في جدة مؤلمة:
-عاصي لا تهون..
يحني كتفيه والانهاك يحتله دون مقاومة .. يزفر وكأنه يجاهد شيء ما:
-عاصي جزء من هذا القلب..
قالها وهو يشير لقلبه ثم أكمل وهو يشير لباقي جسده:
جزء من هذا الجسد..
يلمس صدره وملامحه تنهي القصة بعذابه القائم:
-عاصي هي الروح.. هل يمكنك أن تحيا دون روحك..
هتف الاخر بنبرة صارخة وهو يواجه صديقه:
-اذا لما , كيف هانت؟ , هل تلك..
يصمت يداري انفعال من نوع أخر فيكمل :
-مريم تلك أثرت عليك ..
ابتسامة ساخرة ناوشت فم ٍالاخر وهو يجلس على المقعد بإنهاك في تلك الغرفة الذي اعتزل فيها الجميع حتى هي..
يهتف بنبرة فاضت عاطفة .. نبرة غمست بعشق يستحيل تلاشيه ولا خلاص منه:
-هل تعرف من هي عاصي..
تشرد عيناه بابتسامة وبريق انثى ساكنه بنظراته لا تفارقه.. انثى تخللت لقلبه وعقله وكله , تختبئ بين ثناياه بخبث مرض لا يمكن الخلاص منه سوى بالموت..
-عاصي هي عمري الحلو, عهدي الابدي..
يتنهد امام نظرات عاصم المتعاطفة .. المتأثرة بطريقة حديثه..
-عاصي.. هي أملي وألمي,x هي صبري على الحياة وصفائي بها...
يضحك بوجع ويده تلوح في الهواء :
-هي يأسي ! هي كل شيء..
ساد صمت طويل وعين كل منهم تذهب لوجهتها..
أحدهم رجل غرق بالحب وتاب في العشق دون انذار.. دون رجعة..
واحدهم تاه في حالة الاخر وتمنى لو يملك قطعة من هذا الشعور النافذ للروح بألم يجبرك على التحمل من اجل ان تجد احدهم بالنهاية!
اقتحمت في تلك اللحظة جدة ناصر الغرفة بأعين جاحظة..
جسدها يهتز بارتعاش , نبرتها تلتهب بتوتر حقيقي..
تقترب من حفيدها بخطوات مهتزة تكاد تترنح من رخوة أقدامها:
-مريم غير موجودة بالمنزل , مريم هربت !
انعقد حاجب الرجلين بدهشة واستنكار بينما هي تضيف :
-غرفتها فارغة.. هاتفها مغلق ..
حاول ناصر تهدئتها وهو يقترب منها بينما هي لا تقوى على الثبات وهي تنهار بتعب على المقعد.. تحني جسدها وهي تكمل :
-لقد قمت بدعوة الجميع ممن أعرفهم, الجميع يعلم أن خطبتك لمريم اليوم..
تهز رأٍسها وهو تهتز بجسدها للأمام والخلف :
-تلك فضيحة لي.. الجميع الان سيتحدث عن العروس الهاربة!
يلمسها بحذر واحتواء , يردف بنبرة هادئة:
-اهدئي جدتي أرجوك!
لم تهدأ وهو تزيد من الحديث بقساوة تشع بها للحظة:
-بالتأكيد عاصي زوجتك المصون من حرضها.. هي ايضاً غير موجودة بالمنزل..
ارتد هو في تلك اللحظة للخلف بصدمة وقدمه تسارع الخطوات , يخرج من الغرفة باتجاه غرفتهم .. خطواته منهكة بالسرعة وقلبه منهك بنبضه الصارخ..
وصل للغرفة.. فتحها على مصرعيها, يتخيلها هنا تجلس تنتظره كما كانت دائماً..
يتذكرها وخصلاتها الناعمة تموج كرمال ناعمة حول بحر نقي هادئ في صورة خلابة...
يدخل الغرفة يدور فيها بجنون .. خزانة ملابسها فارغه.. وهي ..
هي رحلت!
الكلمة قتلته .. يهوى بقدمه على سريرها يلمسه بشغف , يحاول أن يجدها رغم استحالة الأمر..
تغيم عينيه بوجع وقلبه يصرخ بألآم تحكمت به!
يهز رأسه بيأس يتوه بشتات روحه ..
ولكن..
صوت هاتفه برسالة جعله يخرج من حالته بتلهف .. عسى ان الرسالة منها, يخرج هاتفه.. يلمس شاشته بارتباك وتلهف ..

والصدمة لم تكن عاصي بل مقطع فيديو صغير والمرسل كان مريم!
فتحه سريعاً يستمع لها بجسد متشنج .. بينما ملامحها تهتف بابتسامة منتصرة!
(ناصر..
كيف حالك عزيزي؟ اتمنى ان تكن بخير؟!
يراها تتوقف عن الحديث وهي تطلي أظافرها بملل.. تنفث بها الهواء ثم تعاود الحديث بنبرة ثابته:
(أعلم انك الان تتساءل أين انا ؟
تضحك باستمتاع بينما تكمل وهي تنظر لأناملها بتأمل:
(وربما تتساءل أين عاصي؟..
تهز رأٍسها .. تشير لنفسها بخيلاء وهو ترفع كتفها بلا مبالاة ووجهها يُغمر بابتسامة عريضة:
(لا تقلق , عاصي معي , وهذا الفيديو أرسله لك بعد ان وصلت مطار القاهرة
يرتد هو للخلف بعنقه من الصدمة.. يتشنج جسده , يلتفت حوله فيجد صديقه يراقبه بحذر بينما صوتها يكمل ثرثرته:
(ربما تسأل لما هربت اليس كذلك؟
تهز رأٍسها وتكمل بحيرة مصطنعة..
(انا اعلم انك لم تكن لتفعلها وتكمل الزواج بي.. ولكن ناصر أنا لست لعبه, كيف سولت لك نفسك أن تتلاعب بي وبزوجتك هكذا, من انت ؟ من تحسب نفسك؟!
تنفعل بملاحهاx ونبرتها تحتد ,يراقبها أحدهم بانهيار وشيك والاخر بانبهار واقع لا محالة
(كيف تؤذي زوجتك بتلك الطريقة ولو طلبت هي ان تفعلها الف مرة ومرة ؟ يجب عليك في كل مرة ترفض الف والف ومليون! لكنك بالنهاية رجل داخله تعنت تلتزم به في حقبة شرقية!
تسكن قليلاً .. تفرقع بأصبعها فجأة وتضيف أخيرا
(عاصي معي .. ستعمل هنا بمصر.. ستتغير.. ستترك لها مساحة اما ان تكمل معك او تقرر الانفصال!
اضافت جملتها الاخيرة بابتسامة متسعة .. تحولت لضحكة صاخبة..
(وبالنسبة لجدتك أعتقد ان ما سيحدث الليلة سيكن شيء مثالي لفضيحة صغيرة لها بالأوساط المخملية التي أوجعت رؤوسنا بها.. سلام أراك على خير اخي ناصر)
الكلمة الاخيرة خرجت بتهكم و.. انتهى المقطع!
وانتهت الصدمة رغم أثرها الذي ربما لن يزول!
خرج صوت عاصم متأثراً وعينيه تلمع بإعجاب لا يملك اخفائه أبداً, بينما قلبه ينسج تفاصيل دون أن يشعر..:
-يا لها من أنثى نارية لا يمكن الخلاص من اثرها!
في مطار القاهرة الدولي كانت تخرج برفقة عاصي مبتسمة باتساع وشعور النصر يتراقص بعينيها ..
تسألها عاصي بتلعثم :
-اذا كنت تنوين المساعدة لما..
لم تكمل السؤال تبتره مريم تكمل وهي توقف عن السير:
-لما تلك الكلمات والاهانات المبطنة اليس كذلك؟
هزت رأٍسها ايجابا فتكمل بهدوء وهي تعاود السير تجر امامها حقيبتها :
-ما فعلته وما قلته كل ذلك كان جزء من حقيقة بشعة تنتظرك عزيزتي..
تنظر لعينيها بتركيز وتشرد .. ثم تعود بانتباه :
-لو تزوج ناصر كان سيلتهي بعروسه الجديد ولو كنت انت العشق والمراد..
تسير بضع خطوات ..تضيف بجمود:
-ربما سيأتي لك ليلا من اجل ليلة وردية مشبعة بعبق عشق يتهالك وتتهالك معه كرامتك.. لقاء يتبعه لقاء سيستنزف قلبك ومشاعرك
تنظر لها تتأملها وملامحها تتحول للوجع من تخيل كلمات تطلقها فماذا عن واقع:
-ستأتي زوجته تخبره بحملها.. وحينها ستتملكه السعادة.. مع بعض شعور ذنب يخلق تجاهك وهو يتعذر زيارتك يوماً بعد يوم..
تصل للخارج أخيراً وهي ترى من بعيد هيئة غسان المبتسمة لها, ويده يرفعها للأعلى ملوحاً لها ..
تغمرها سعادة بوجوده , يبهجها أن تجده ينتظرها بتلك الطريقة..
تضيف أخيراً قبل ان تصل له:
-وعند أول طفل ستتلاشى من قلبه.. سينفرك عقله, وببعدها ستختفى للنهاية عاصي! ستذوبين مع الايام ..
وهنا كانت نهاية حديثها بينما غسان يهتف بإشراق :
-نورت مصر يا مريم.. نورت مصر يا بنت عمي..
واجابتها كانت ابتسامة سعيدة حقيقة لم تحظر بها هي منذ زمن, تشعر هي الان بالراحة وهي تنقذ عاصي من مصير قاتم ينتظرها اسفل مقصل العشق بمسمى تنازل يتخفى بالتضحية..
هنا مريم تركض وتركض في صحراء نحو سماء احلامها وأمالها ولا يعركلها شيء!
ولكن اسمه هنا بتر الابتسامة .. هنا قلب يصرخ, هنا قلب يناضل للحب..
وهنا عقل كفر بالعشق ودروبه!
فمن هي !
هل هي تلك الأنثى التي نجت من مقصلة جزت قلبها فأدمته حتي مات ودفن في قاع سطوة خيانة للابد!
أم هي تلك الأنثى التي حملت أحلامها الوردية في صندوق ماسي مشع. صندوق يظهر ما فيه بأضواء أمل لا غبار عليه ولا يلمسه عكر!
وبين تلك الانثى وتلك.. كانت هي تمزق بل هي تقف على الحافة أما العودة وإما السقوط وفي الحالتين هي ترحب!
**************************************


أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-03-22, 02:50 AM   #204

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,640
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي

هناك شيء غامض بالحياة, شيء يتركنا بلا هوية وان امتلكنا الجذور, شيء يرسخ بنا معني الفقد والتيه بينما الواقعx احيانا يفرض دنيا مبتهجة برداء وردي اللون وخيوطه فضية.. بيضاء.. ذهبية..
خيوط لامعة تطفئ في حين وتشتعل بضيائها في حين آخر..
وبناتها كان الشيء الذي نفى الغموض وتبت الجذور, واهداها تذكرة للحياة الملونة..
تتأملهم بحنان لا تخطئه عين الناظر لهم , تتأملهم كعاصي طرد من الجنة فيتسلل لها ربما يحظى بوهج جمالها..
خديجة الأم الهاربة من قانون الغابة الذي قذفها داخل دهاليزه بسطوة قسوة مفروضة .. إما أن تصبح فردا منهم والا الموت!
مرت أمام عينيها لحظات الوجع والانكسار, لحظات السقوط والنهاية, لحظات الحزن بلا فرح..
ولحظات كانت هي فيها محاربة تستل سيفها المسنون تقاتل به اشباحها السوداء المتشحة برداء قهر أسود..
همهمة من ابنتها وعد أجفلتها بعد أن شردت وهي تمشط خصلاتها .. هزت رأسها تنفض الشرود والشتات .. تكمل ما تفعله بعد أن البستهم بيدها..
منذ ليلة الأمس وهي تتشبث بهم وكأنها لو أغمضت عينيها سيختفون..
تنظر لها بعينيها تملئ قلبها وجسدها صورتهم , تطبع ملامحهم داخل شرايينها بألوان لا يمكن محوها ولو بعد ألف عام..
انتهت مما تفعله .. لملمت ألعابهم الذي أحضرها يوسف بل وأصر اللعب معهم كطفل متحفز لتجربة كل لعبة, تلمع عينيه مع كل علبة يفتحها , تثار ملامحه بسعادة توازيهم يتعامل وكأنها غير موجودة !
امسكت بيدهم ثم خرجت من الغرفة .. تهبط للأٍسفل وهو بيدها ..
يراها هو وهي مقبلة عليه ومعها توأمه , يبتسم وهو يقترب يردف حاملا علا بيده .. وأنامله تتلاعب بخصلاتها ..
علا شبيهة خديجة , صورة مصغرة بخلاف وعد صورة من أبيها!
-انت برده رافضة المربية تساعدك..
حملت هي الأخرى عهد وهي مبتسمة فتجاوبه دون النظر اليه:
-لا , انا مش محتاجة حد معايا , انا معاهم كفاية..
حنانها يقتله وقلبه يؤلمه , يود لو يملك قدرة تحمله على السفر عبر الزمن فيجدها هو قبل الجميع, يسرقها في هذا الحين, يمنع عنها وجع مقروء مع كل نظرة..
كلمة..
همسة..
ضحكة..
مع كل صباح يشرق بشمس ربيع وسماء متوهجة..
فتأتي الذكريات كمارد يغيم الشمس فتذبل وتتوارى خلف سحابة كثيفة ملبدة بغيوم طغيان وفقد لف عالمه كسور عالي يصعب هدمه .

تخرج والدته في تلك اللحظة من غرفة الطعام هاتفة :
-يوسف دنيا عازمانا النهارده على العشا..
ثم التفتت لخديجة توليها اهتمام حقيقي:
-وانت كمان معزومة ياخديجة..
تركتهم والدته بعد أن أخبرتهم أنها لا تستطيع الخروج متعللة بأنها تشعر بالإنهاك وتود الراحة والنوم..
بعد دقائق كان يجلس يوسف وبجانبه خديجة بينما التوأم بالخلف مثبتين برباط الأمان..
كانت تسير في سكون الحي القاطنين به.. وزخات المطر تتساقط قطرة .. قطرة..
تريح رأسها على زجاج النافذة المجاور لها , تشرد بالسيارات والشجر, تستمتع بقطرات المطر المنسابة على الزجاج المتكئة عليه ينساب أمام عينيها .. ترفع أناملها تتابع وتلاحق القطرات المنسابة حتي تختفي..
-خديجة ممكن اسأل سؤال..
اهتز جسدها من صوته الذي فاجئها , تلتفت اليه قائلة بنبرة هادئة وهي تلقي نظرة على التوأم الملتهين بفيديو خاص بالأطفال..
-اسأل يا يوسف..
بتابع الطريق والقيادة ونظراته تتوزع بينه وبينها..:
-انت ممكن ترجعي لغسان..
ترمقه بحيرة مدمجة ببعض التعجب فيكمل هو مبررا لسؤاله:
-قصدي في امل لرجوعكم..
ساد الصمت بالسيارة عدا صوت ضحكات صغيرة خافته من بناتها بالخلف , ضحكات تخرجها من قوقعة حزن تريد الخلاص منه:
أجابته وعينيها معلقة بالطريق :
-امل في الرجوع..
تنفي برأسها أو تستنكر وهو لا يعرف ما تقصده ..
-تداهمه بنبرة شاردة.. وكلمات اغنية تمر بسيارة توازيهم.. تحكي بكلماتها تفاصيل اللقاء الثاني..
-عارف لما تبقى مستني تشوف حد .. تبقي مستني اشارة.. علامة..
تشرد والكلمات تتردد بأذنيها بصوت خافت متباعد..( تخبرها أن اللقاء الثاني لا تتعرف فيه الأرواح كأول مرة..

تكمل وهي تتلاعب بطرف حجابها تبرمه حول أصبعها .. تشده .. تجذبه:
-بس اول متقابل الحد ده متلاقيش علامة, متلاقيش ولا أي اشارة..
ترفع كتفيها لأعلى وهي تلتفت بجسدها تبتسم لملامح أطفالها.. تضم ثغرها .. ثم تنفرج شفتيها بالحديث:
-اول ماقابلت غسان قعدت ادور جوايا على أي حاجة.. أي صورة تجمعني بيه جوا عقلي..
تلمس قلبها .. تنكمش يدها فوق موضعه.. :
-كنت مستنية اشوف القلب الي دق اول مرة ممكن يدق تاني..
ضحكة خافته تطلقها وهي ترفع حاجبها ملتفته له وهو يقود بتركيز:
-قلبي مدقش ولا لقيت ذكريات.. ملقيتش غير حاجة واحدة بس..
باغتها سريعا يتساءل عن هذا الشيء:
-ايه هي الحاجة دي..
ارتدت برأسها للخلف ويدها ترسم على الزجاج قلب من أثر المطر ..وهمسها يصله كوصلة ايقاع ملهمة:
-عهد وعلا!
نطقتهم وهي على يقين أنهم خلاص المها من الوحدة والشتات في دروبها..
نطقت حروفهم بلسانها وقلبها مع كل حرف يرتج.. ينبض.. يهتز.. تضعهم بيده ملحمة عشقها ..
عشق لا خلاص منه ولا رغبه بالهرب بعيداً عنه..
-خديجة..
خرج اسمها منه دون أن يشعر.. تلتفت لهx تهمس بخفوت لمسه بدفئ:
-نعم..
واجابته خرجت كاسمها دون أن يشعر, دون أن يدرك تحت وطأة عينيها الخضراء المموجة بزرقة تقتله في كل موجة بهياج رياح عبراتها..
عينيها التي هبت رياحها وهاج شاطئها بحنان دافئ ..
يخرج صوته بحشرجة متأثرة بها:
-انت حلوة اوي!
تصلب جسدها ليس مما قاله بل من طريقته فيما يقول..
اعترافه أنها حلوة أخجلها ولكن طريقته بنطق الاعتراف صدمها!
تقضب ملامحها فجأة وهي تتباعد بجلستها , تلتصق بالنافذة ويبقى بعدها صوت المطر وهمسات الصغار..
أما هو كرجل فغرق ربما في لجة مبادئ العشق وربما دون أن يشعر بعثره الشغف بقربها..
قلبه ينبض وعقله يثور .. يوبخه, يعاتبه على رغبة تقتله أن يزأر بها يطالب بها..
يطالب بالزواج منها!
ولكنه نسيٌ أنها أنثى بات العشق عندها توأم وكان الشغف لها حركتهم.. ورغبتها باتت محصورة ببهجة ابتسامتهم..
فهل يقدر أن يجهر بتفاصيل عشق في بدايته.. أن تصدح خلجاته بتأثيرها عليه..
أم سيحرر كل ما سبق خارج نطاقه والأمل أمامه يقع اسفل خانة المستحيل!
********************************


أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-03-22, 02:51 AM   #205

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,640
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي

المدار الذي ندور به هل خلق لنا هكذا عبثاً بطريق القدر ؟!
أم نحن من نخلقه قصدا وعمدا مع توازي خطوط القدر؟!
قلبها وعقلها.. جسدها يشترك وكل ماسبق يؤلمها..
يخبرها أنها على الحافة لجبل من وهم سيتساقط مع بزوغ حقيقته في شمس واقع مفقود من حياتها!

تسير بالغرفة حافية القدمين بخطوات لاهية.. تنظر للجدران .. تتصورها جدران سجن خلق لها من حرية مبطنة .. زائفة..
تشعر انها تدور بمدارهx وتحيا بثنايا قصره وجسده..
تشعر أنها مفقودة في بحره العميق في سواد ليل حالك.. مهلك..
أغمضت عينيها وقلبها يضخ قلقاً.. قلبه يضج بصخب عالي ..
تراهن أنه لن يفعلها .. هو لن يقترب من شقيقها..
تعيد خصلاتها السوداء خلف اذنها..
خرجت من غرفتها تجاه الحديقة.. تجلس بها ربما تنعم ببعض الهدوء..
ملامحها كانت جامدة.. بلا تعبير وعينيها خاوية.. زجاجية ؛ زجاج معتم.. قاتم.. اسود كليل تاهت فيه الملامح.. وماتت فيه الروح..
جلست على ارجوحة بإحدى جوانب الحديقة دون حركة..
سكون تركن له كما تركن روحها..
ارجعت رأسها للخلف .. تغمضها .. يتلاعب الهواء بخصلاتها..
يبعثرها..
يشتتها..
تتطاير كثورة هائجة بلا ترتيب.. ثم تركن بسكون أعلى وجهها،x أعلى عينيها..
تبتسم بفتور وحالتها مشابهة لتلك الخصلات الناعمة.. تثور وتصرخ وفجأة تركن هكذا دون مقدمات..

شعرت بمن يحركها، شعرت به هو ورائحته تحفظها ببساطة،x تكمل كما هي .. تغمض عينيها وتتلعثم داخلها المشاعر وترتبك!

داخلها حطام ونور يتوازيان في مسار واحد.. مسار يضج بانفعالاتهم ويثور أحدهم على الآخر..

الحطام يود البقاء والاحتلال والنور يود فقط أن يبقى هكذا..
هتف و هو يؤرجحها بهدوء.. ونظراته مثبته أعلاها:
_فريدة..
نطق بحروف اسمها وسكن.. لم تجيبه ولكنها همهمت منزعجة ربما من عدم اكماله الحديث:
_امممم..
تشعر به رغم عدم رؤيتها لها.. تتخيله يرتبك.. يتوتر..
تتخيله يرفع يده،x يمسح خصلاته،x تتلعثم الكلمات بفمه..
يتأرجح كما يؤرجحها بين البقاء والهروب..

تخرج كلماته أخيرا بنبرة سريعة.. وكأنه يخشي التراجع والصمت:
_وحشتيني..
تصلب جسدها ورغم تلك الرغبة التي تنهشها وتجبرها على أن تلتفت له وتتمعن بملامحه .. كان هناك رغبة اخرى تجبرها بالبقاء كما هي ، مغمضة العين .. شاردة الذهن هكذا!

جاء صوته وهو يعاود تحركيها بخفة:
_مريم وصلت مصر باليل و معاها ضيفة.. وعازمهم النهارده ع العشا..
هزئت بابتسامتها التى ظهرت له وهي تلتفت لعينيه بالأعلى.. تردف بحدة يراها هو غير مبررة:
_والمفروض اعمل ايه..
دار بخطواته يقف أمامها وهي تستريح كما هي.. يهدر بحدة.. وصوابه يتسرب منه ومن طريقتها
_انا بقلك المفروض انتي مراتي.. ولازم تعرفي كل حاجة..

ضحكة صاخبة هو ماناله وهو تهب من جلستها.xx تلوح بيدها امام نظراته.. تقترب منه.. ترفع اناملها.. تلمس رابطة عنقه ،تهمس بخفوت دون سقوط أو ارتباك

_من امتى الكرم ده..
يرفع حاحبه وطريقتها لا تعجبه.. يمرر الأمر ينطق بصبر

_فريدة انت عاوزة ايه..
لا يكمل مايقول يبتلع ريقه.. يلتقط انفاسه ، هي انثى تثير به كل شيء وضده.. تحاربه وتهديه سلام..
ترهقه وتمنحه الراحة..
تنظر له بجمود وبوجودها تخلق دفء لا يريد الفكاك منه أو الخلاص!
يشير إلى نفسه وهو يبتعد عنها خطوة..
_انا مبقتش فاهمك.. بحاول والله بحاول ابدأ معاك صح..

صرخت به بطريقة أجفلته .. خصلاتها تثور ويدها تلوح بهوجاء،x جسدها متحفز..
_بدايتنا غلط.. غلط..

يدلك صدغه ، يتهدل كتفه باهمال،x يمسح وجهه مرة تلو مرة..
يقاطع تحفزها وثورتها بانهاك:
_طب ايه الصح وانا اعمله.. قوليلي دليني انت ابتدي ازاي..

عبراتها تفور تناصر الثورة المقامة على بترها الموجع..
تبتعد عنه.. تبكي ولا تتوقف عن الترديد:
_انا معرفش.. معرفش..
تبتعد بخطواتها.. وهو لا يلاحقها،x يتأملها تتعثر في السيرx ويتوقع أنها تنهمك في البكاء كوجبة دسمة تلتهمها ليلا .. نهارا.. ومع الوجبات!

فريدة أنثى كضوء الغسق.. لجة السلام ودهمة الأمل.. !
هي نهار كساه غيوم ديسمبر وثلوج اوروبا في ليلة باردة!
وهو..
هو اصابه الانهاك!
هو رجل اجاد القسوة وهي ثورية ترفض الحرب والمواجهة!
*********************


أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-03-22, 02:52 AM   #206

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,640
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي

الخيبة رواية اشترك فيها الجميع،x دوامة كبيرة وفلك لايكف عن الدوران والحركة بتروس الحياة.. هناك من يتشبث بالامل وهناك من يقع في قاع الفقد.. يتعثر للنهاية..
ولأنها استيفظت على كابوس فقصتها لم تحتمل التشبث بل ان التشبث في حالتها محض فكرة نسجت في خيوط كوميديا سوداء!

وهي فقدت الأمل وانكسرت بلا طريق رجوع وجبر..
هي لم تولد حاقدة..
ثائرة ضد تيار استقام يعاكسها..
سوداء بنعومة افاعي تخلصوا من جلودهم مرة تلو الأخرى دون أن ترمش العين..
هي قاست.. تعبت.. ملت.. وكان رونق حياتها وترياقه كفر بحياة لم تعد تؤمن بها ..

في زواجها الأول احبت..عشقت.. ونزف القلب حبا وهوى له.x
في زواجها الأول ارادت الأنا تنصهر وتتفاعل فتتحول لنحن..

وفي زواجها الثاني كانت البداية لانثى اتقنت فنون اللعبة.. لعبة الحياة..

وفي زواجها الثالث كانت تبحث عن هدوء مع رجل تقليدي اراد دفنها ككنز يجب مواراته..

_

ومع يامن كان مروان!
عينيها منذ الصباح تغيم.x
تشرد..
تحتار..
تحيا شتات يلملم جوانبها ويأسرها بقيوده.. تشعر أن نصرها السابق عبث..

نامت على سريرها و الانهاك يتغلغلها بل يسكن ثناياه باتقان..
قلبها ينبض بألم يشق صدرها..
الفقدان هو كل مايشملها.. شعور الخيبة والوجع بكتب نهاية مؤلمة لطريق أخره قريب!

كان يامن يدخل الغرفة بخطوات بطيئة،x يلاعب صغيره القابع بين يده..
يقترب منها، ينحني ويضعه بجانبها هاتفاًx ويده تتلاعب بنعومة خصلات الصغير:
_جبتلك مروان زي ماطلبتي... عاوزة حاجة تانية..
واجهته بملامحها الشاحبة.. عينيها الغائرة في عتمة سقوط اصابها بحده..
تبتسم بيأس ..تهمس بخفوت:
_تعالي جنبي يايامن..
طلباتها غريبة.. تثير حيرته وقلبه يتصدع شفقة عليها..!
يومئ برأسه ولا يرفض طلبها،x يجاورها في السرير وهي تمد اناملها تتحسس بشرة الصغير بشغف اضاء نور عينيها الباهت..
تهمس بشرود:
_هو انا وحشة..
باغتها بجوابه الحائر ولا يعلم كيف يتعامل يواجهها بحقيقة هو مؤمن بها
_يمكن انت وحشة.. بس محدش فينا بيجي الحياة وحش..
ترتاح بجلستها للخلف.. تتكيء على وسادة صغيرة..
تبتسم وتكمل همسها:
_عندك حق.. كان نفسي الاقي حد يحاول عشاني.. بس احلامي سراب..
لا يجيبها فقط يستمع لثرثرتها ويدها كما هي تتلاعب بطفله.. تكمل الحديث وتتابعه باختناق جاف.. ورهبة وليدة تلاحق روحها بطوق من حطام:
_قول لمروان انه احلى حاجة حصلت ليا..
ألم حاد يفتك بجسدها وروحها.. التعب يقسوا عليها.. تحاربه وتجاهد أن تكمل كلمات خرجت ثقيلة على لسانها :
_اديله كل يوم بوسة وقله دي ماما..
ضحكة خافته لم تملك القدرة على إخفائها وهي تقول بنبرة توشك على الانهيار والبكاء:
_ويوم فرحه ابقى تعالى عند قبري انت وهو.. وشاركوني الفرحة دي..
مع كل كلمة تنطقها يصيبه وجع غريب،x يحاول أن يواسيها و لا يجد الطريق..
يلتزم الصمت ..وهذا مايقدر عليه!

وهي هي باتت منكسرة كغصن لفظته شجرة بعد أن اتعبها الحمل.. غصن ثقيل زائد لا تقدر على حمله.. وضعيف بائس لا يقاوم الرياح..
نهايتها هشة.. !
يسود الصمت لدقائق.. تبتره واختناقها يتمكن منها.. تشعر بوغز حاد بقلبها..
تنام بمستوى صغيرها، تحتويه بجسدها،x تشتمه بجنون..
حالته هستيرية.. وقلبها يطرق كالطبول..
_احضني..
تصلب جسدها يعيد استفسار للطلب :
_احضنك!
يشعر بها تهتز.. جسدها يرتعش.. صوتها يرتعش

_احضني يايامن.. انا بردانة اوي..
يتأملها من ظهرها وتلك الخصلات القليلة الباقية على رأسها تتناثر بعشوائية..
تكرر الطلب:
_احضني..
توسلها مثير للوجع ولو أنكر..، ينحني بجسده،x يستريح جانبها،x يمد ذراعه الأيمن اسفل جسدها،x فيضمها هي وطفله بحركة واحدة..
بينما ذراعه الأيسر يحاوطها من الامام..
يشعر بارتعاشها وتشنجها،x عبراتها يعلم أنها تنهار الآن..
يربت على يدها بحركة لا إرادية.. تهمس مرة أخرى بنبرة تحمل ألم مدمج بوجع:
_قولي بحبك..
قالتها ببكاء.. تشهق بصوت عالى قليلا.. تعاود الطلب،x ويدها ترفع يده لفمها،x تلثم ظهرها.. تهمس بتعب :
_ابوس ايدك يا يامن قلي بحبك.. قولها..
لا يقدر على قولها.. لسانه وفمه لا يستسيغ الكلمة ولو كذبا،x لا يقدر على تلبية طلبها..
تعاود التوسل بنبرة متقطعة.. يشعر أنها تلتقط أنفاسها بصعوبة:
_وحياة مروان قلها.. انا عمر ماحد قالهالي قلها..
يرتعش جسده ، يحارب نفسه، يبحث في دجنته عن منفذ .. وأخيراx يلفظها باضطراب وجمود:
_بحبك..

تزفر براحة.. وتضحك ضحكة قصيرة ..
_حاسة اني على البحر ورجلي بتلمسه.. وبابا..

تلتقط أنفاسها...تكمل بحنين:
_بابا بيشارولي..
تضحك وكأنها طفلة .. تكمل وهي في عالم آخر حيث شاطئ بحر بنسيم دافيء يتلاعب بها:
_ماما بتضحكلي.. جاية تاخدني..
انفاسها تتثاقل.. ويدها تتجمد تحت يده.. تهتف باهتزاز:
_ قول لمريم تسامحني..
تشير بيدها لدرج الكمود الملاصق للسرير:
_هنا هتلاقي سي دي اديهولها..
يسود الصمت للحظات.. لحظات ثقيلة وهي بين يده ترتعش.. يزيد من عناقها..
يلقي نظرة على صغيره الغارق في نوم خطفه من دفيء والدته..
يشعر بها تهدأ رويدا..
تسكن..
انفاسها تهدأ..
انفاسها تتلاشى..
يتجمد بجسده.. يفتح عينيه ويغمضها.. يرتعش رغما عنه..
يحاول أن يكذب حدسه.. ربما نامت..
يهتف
_ميرال.. ميرال..
يصمت لثانية ويكررها مرة تلو مرة..
_ميرال..
يطرق قلبه.. تزأر الحقيقة المجسدة امامه لكل نهاية..
_اصحي.. ميرال اصحي...
يغمض عينيه.. والحقيقة تقف امامه عارية..
الحقيقة تهدر به..فلتستيقظ على نهار مشرقx لواقع افضل..

سكنت ميرال.. نامت ميرال.. طلبت عناقه.. اقتنصت كلمة الحب.. صارعته لمشهدx مثالي تمنته لنهاية ناوشتها بالقرب..

لقد استجابت لنداء والدها وقفزت لعناق والدتها..
تركت عالم ضج بالسقوط والخسارة..

لقد ماتت ميرال...
انتهت هنا القصة!

نهاية الفصل


أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-03-22, 08:21 AM   #207

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,559
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي

مرحبا.صباح الجمال حبيبتي أسوم

☆الضرب في الميت☆

لم أقتنع منذ البداية أن مريم تفعلها
وتشطر قلب عاصي كما شطر قلبها

من ذاق القهر والظلم والذل لايذيقه لغيره
وما الذى كانت ستجنيه مريم من مثل تلك الزيجة؟
سوى مزيدا من الألم من زوج قلبه ليس في جيبه

مريم فعلت ما لم يفعله أحدا معها ليفيق يامن من غيه
فقد أعطت درسا عمليا لناصر وعاصي معا

فلو لم توافق مريم كانت ستوافق غيرها لكنها وضعت الصورةالمريرة جلية واضحة امام كليهما

فلن يعيدها ناصر ثانية ولن تكرر عاصي تنازلها الأحمق
هي حكمة الله في عدم انجابها وكان بمقدورهما التعامل معها بتبني طفل بدلا من تبني حل سيشطر ثلاثة قلوب معا

لكن ما يترائي لي هنا أن عاصم لن ينسي مريم ولن تخرج لا من عقله ولا عينيه
وأننا سنرى في الاحداث القادمة قاسما كبيرا يجمعهما معا

مشكلة مريم برأيي أنها لم تجرب أن تكون محبوبة
هي أحبت فقط بكل الوفاء ولم تنل مشاعر حب لذاتها هي مريم

وأعتقد أنها لو جربت ذلك الإحساس بأن تكون هي المعشوقة لبرأت من جراحها ولندمت علي سنين عمرها التي منحت فيها حبا لمن لا يستحق

يامن كانت علاقته بها حسية فقط وما أتعجب له أيضا أن يامن وصل لتلك الحال لظنه بخيانة شهرزاد والتي ما اظنها خائنة وقد تزوج مريم وهو يعلم انها إبنة عمه في حين تجهل هي ذلك

لم يرى منها سوى الوفاء والحب والبذل والعطاء
فلماذا لم يحبها ويجعلها ترياق لقلبه المجروح؟

وحتي وقتنا هذا وبعد رحيلها وإحساسه بالذنب
وبعد زواجه ثانية من ميرال التي تحتضر أى عبرة لمن لا يعتبر
أيضا يريد إستعادتها كجزء من أملاكه المدموغة بخاتمه دون افتقار لمشاعر أو حب وخلافه

بتلك الملحمة التي أدت مريم دورها فيها ببراعة ككاتب للسيناريو والحوار ومنتج ومخرج له

أشهد لك حبيبتي بمنتهي النضج والتطور في أسلوبك الروائي الذى خرج عن الصندوق في النمط المعتاد لتناول قصة ناصر وعاصي لتخرجي لنا بشكل مغاير تماما فاق حد الابداع وتجاوزه في السرد والحوار والإثارة والتشويق

فتح الله عليكي وزادك ألقا حبيبتي


shezo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-03-22, 11:00 AM   #208

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,559
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي

مرحبا.ثانية احلي أسوم

☆نقطة المنتصف☆

ظننت فريدة انتقلت إلي مرحلة اخرى تعرف فيها ما تريده حينما هاجمت غسان وخيرته بينها وبين سلامة أخيها

ولكنها لا تلبث تعود ثانية لتتربع في منطقة المنتصف لا تنتحي يمينا أو يسارا لتحددx وتقرر مصيرها
ربما اعذرها في بدايتها مع غسان وانها كانت بداية خاطئة كما تقول لكنها بقيت معه رغم انه اعطاها حرية إتخاذ القرار

ولكنها بقيت ..كي تعذب نفسها لانها بدات تأمن في كنفه
أو تعذبه لأنه مصدر عذابها وتمسكه بها يعذبها

كل الشى وضده في إن واحد سيجعل منطقة الوسط تظلم فلا تستطيع رؤية يسارها من يمينها فهى دائرة لن تخرج منها الا بكسر جمودها او كسر غسان ونفسها معه

حاليا لا أجد لها عذرا فإما تكون أو لا تكون ولتعش وفق قرارا تأخرت كثيرا في اخذه

أوقن أنها لو أيقنت أن غسان من المحتمل أن يعيد ميرال من أجل بناته ستحزن حزنا شديدا
ولكنها ايضا ستأخذها العزة بالإثم ولن تحافظ علي حقها فيه والذى منحها هو إياه وهي تضع تلك المنحة أمامهاعلي الطاولة لا تريد أخذها ولا تريد ردها له

لا ادرى حبيبتي لكني اعتقد أن من تعرف شخصا من رائحته ..من خطواته خلفها ..من مزيح المشاعر التي ترتسم علي وجهه.. من تشفق عليه احيانا وتبغضه احيانا

هذا كله ليس سوى إنعكاسا لرفضها الاعتراف انه تسلل لقلبها رغما عنها ليخلخل كل ثوابتها ويشعرها أنها ستصغر امام نفسها لو بادلتةحبابحب
بينما تدعي الآن أنها مستقبل لمشاعره وحتي حميميته معها وليست معطيا له

هي حيلة نفسية ليحفظ الانسان علي نفسه كرامته بأنه لم يتنازل ويخضع لان البداية كانت خاطئة

ليتها تفكر أن بدايتها التي تتصورها كانت صحيحة مع موسي الي أين أوصلت الجميع وما الذى فعله موسي ليحول شقيقتها لحطام عاشقة وهو الي شخص سادى منحرف مرتكب لكل الآثام والذنوب


shezo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-03-22, 11:36 AM   #209

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,559
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي

مرحبا والباقي من خواطرى حول الفصل

☆العشق المفقود☆

قبل ان اعرف من هو يوسف حقا اجزم ان ورائه قصة حزينة يتوارى خلف الضحكات والسخريةx منها
لكن الجلي انه رغم ذلك إلا أنه أعجب بخديجة وبدأت نبتةالعشق تزهر بقلبه

ربما كان ذلك عوضا عما لاقاه قبلا
ولكن لسوء حظه فنبتته تلك لن تجد من يرويها الآن لتزهر ويرف ظلها علي خديجة الغارقة في عشق آخر لا يضاهيه اى مشاعر اخرى وهو عشقها لبناتها

وبعد تجربتها القاسية جدا أمامها وقت طويل حتي يتعافي قلبها وتستطيع أن تمنح مقاليده لشخص آخر

☆قولي أحبك☆

ميرال تنازع روحها للخروج والرحيل
تحاول تبرئة نفسها من كل ما وصمت نفسها به بسبب زيجات قهرت أحلامهاx اوصلتها إلي ما هي عليه

تحاول أن تودع الحياة بترتيب خطواتها وأحلامها
تحصل علي البراءة لانها المقهورة

ثم تحتضن وليدها كآخر خيط نقي يربطها بالحياة كحلم عاشت معذبة بسببه وبه ثم تموت تاركة حلمها صغيرا بعد

تسمع كلمة الحب الكاذبة من يامن كأملا ان هناك من أحبها هي ميرال
توصي يامن بإعلان حبها لولدها كل يوم
وتترك طلبا للسماح والعفو من مريم بسي دي

بعدها تغادر بعدما يسكن آخر نفس لها وهي تحتضن ابنها والإثنان يحتضنهما يامن الذى رغما عنه تحركه انسانية مفقودة لديه

اعتقد أن يامن بعدما احتضن الموت بيديه لابد أن يقف وقفة مع نفسه ويراجع الماضى والآتي ويقف في مرآته ويقول لنفسه كفي

بينما السبيل الوحيد الذى كانت لتسامح به مريم ميرال هو موتها

وربما يكون هذا ايضا بداية لنزع الغصة التي في قلبها وتبدأ بحق مريم بلا أحزان وبلا أحقاد حياة جديدة تستعيد مريم القديمة النقية البريئة ولكن تخلصها من شوائبها بإخراج يامن منها تماما وبدء التعامل معه علي انه ابن عمها وفقط

المشهد الأخير هذا أبكاني فعلا ولكم أشفقت علي رحلة حياة ميرال القصيرة التي عبرت من خلالها بكل تلك المراحل إنتهاءا بموتها

سلمت أناملك حبيبتي علي الفصل الرائع
بكل ما تناوله من تفاصيل وتحليل للمواقف و المشاعر باسلوب مميز بحق
بقدرة رائعة علي نقلنا لمسرح الاحداث بمصداقية تصويرك لها وكأننا نراها

إلي لقاء
دمتي بكل المودة والحب


shezo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-03-22, 11:04 PM   #210

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,640
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shezo مشاهدة المشاركة
مرحبا.صباح الجمال حبيبتي أسوم

☆الضرب في الميت☆

لم أقتنع منذ البداية أن مريم تفعلها
وتشطر قلب عاصي كما شطر قلبها

من ذاق القهر والظلم والذل لايذيقه لغيره
وما الذى كانت ستجنيه مريم من مثل تلك الزيجة؟
سوى مزيدا من الألم من زوج قلبه ليس في جيبه

مريم فعلت ما لم يفعله أحدا معها ليفيق يامن من غيه
فقد أعطت درسا عمليا لناصر وعاصي معا

فلو لم توافق مريم كانت ستوافق غيرها لكنها وضعت الصورةالمريرة جلية واضحة امام كليهما

فلن يعيدها ناصر ثانية ولن تكرر عاصي تنازلها الأحمق
هي حكمة الله في عدم انجابها وكان بمقدورهما التعامل معها بتبني طفل بدلا من تبني حل سيشطر ثلاثة قلوب معا

لكن ما يترائي لي هنا أن عاصم لن ينسي مريم ولن تخرج لا من عقله ولا عينيه
وأننا سنرى في الاحداث القادمة قاسما كبيرا يجمعهما معا

مشكلة مريم برأيي أنها لم تجرب أن تكون محبوبة
هي أحبت فقط بكل الوفاء ولم تنل مشاعر حب لذاتها هي مريم

وأعتقد أنها لو جربت ذلك الإحساس بأن تكون هي المعشوقة لبرأت من جراحها ولندمت علي سنين عمرها التي منحت فيها حبا لمن لا يستحق

يامن كانت علاقته بها حسية فقط وما أتعجب له أيضا أن يامن وصل لتلك الحال لظنه بخيانة شهرزاد والتي ما اظنها خائنة وقد تزوج مريم وهو يعلم انها إبنة عمه في حين تجهل هي ذلك

لم يرى منها سوى الوفاء والحب والبذل والعطاء
فلماذا لم يحبها ويجعلها ترياق لقلبه المجروح؟

وحتي وقتنا هذا وبعد رحيلها وإحساسه بالذنب
وبعد زواجه ثانية من ميرال التي تحتضر أى عبرة لمن لا يعتبر
أيضا يريد إستعادتها كجزء من أملاكه المدموغة بخاتمه دون افتقار لمشاعر أو حب وخلافه

بتلك الملحمة التي أدت مريم دورها فيها ببراعة ككاتب للسيناريو والحوار ومنتج ومخرج له

أشهد لك حبيبتي بمنتهي النضج والتطور في أسلوبك الروائي الذى خرج عن الصندوق في النمط المعتاد لتناول قصة ناصر وعاصي لتخرجي لنا بشكل مغاير تماما فاق حد الابداع وتجاوزه في السرد والحوار والإثارة والتشويق

فتح الله عليكي وزادك ألقا حبيبتي
حبيتي عاملة ايه وحشاني
انا سعيدة ان موقف مريم عجبك مريم حبت توري عاصي الذل الي ممكن تشوفه لو جوزها تتجوز قالتها لو بيحبك مع اول طفل هتلاقي الدنيا خلصت طبيعة الحياة..
عاصم ده بقى هيبهرنا ابهار غير عادي هو ده الي هيرجع مريم
يامن انا هقلك حاجة نهايته بحكايته مفاجأة بجد🙂🙂🙂
يامن انا خايفة يصعب عليك🙂🙂🙂
سيلك أنت كنت وحشاني وكنت مفتقدة تعليقك الفصل الي فات 😘😘


أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:44 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.