آخر 10 مشاركات
أنثى من ضوء القمر **مميزة ** (( كاملة )) (الكاتـب : هالة القمر - )           »          أنات في قلوب مقيدة (1) .. سلسلة قلوب مقيدة *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Asmaa Ahmad - )           »          الآتية من بعيد - مارغريت روم - ع.ج** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          خلف الظلال - للكاتبة المبدعة*emanaa * نوفيلا زائرة *مكتملة&الروابط* (الكاتـب : Just Faith - )           »          رواية أنت لي للدكتورة منى المرشود النسخة الأصلية الكاملة (الكاتـب : مختلف - )           »          253- لعبة الحب - بيني جوردن - دار الكتاب العربي- (كتابة/كاملة)** (الكاتـب : Just Faith - )           »          71 ـ طال إنتظاري ـ ع.ق ( كتبتها أمل بيضون)** (الكاتـب : Fairey Angel - )           »          عندما تنحني الجبال " متميزة " مكتملة ... (الكاتـب : blue me - )           »          حبي المستحيل(85) -قلوب نوفيلا-بقلم الرائعة {الأسيرة بأفكارها} *مكتملة&الــروابط* .. (الكاتـب : الأسيرة بأفكارها - )           »          رجفة قلوب اسود الصحرا ..رواية بدوية رائعة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree14649Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-09-22, 09:22 PM   #1451

Maha bint saad

? العضوٌ??? » 437412
?  التسِجيلٌ » Dec 2018
? مشَارَ?اتْي » 4,265
?  نُقآطِيْ » Maha bint saad has a reputation beyond reputeMaha bint saad has a reputation beyond reputeMaha bint saad has a reputation beyond reputeMaha bint saad has a reputation beyond reputeMaha bint saad has a reputation beyond reputeMaha bint saad has a reputation beyond reputeMaha bint saad has a reputation beyond reputeMaha bint saad has a reputation beyond reputeMaha bint saad has a reputation beyond reputeMaha bint saad has a reputation beyond reputeMaha bint saad has a reputation beyond repute
افتراضي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 35 ( الأعضاء 10 والزوار 25)
‏Maha bint saad+, ‏ام ريتاجو, ‏yasser20, ‏السدره, ‏جوديلين, ‏عمرااهل, ‏إلهام م, ‏سما المجد!, ‏هتاف عبدالله, ‏هضاب

منورين جميعاً ……


Maha bint saad غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-09-22, 10:21 PM   #1452

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,341
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته جميعًا
دقائق وينزل الجزء الاول من الفصل السابع والعشرون
والجزء الثاني يوم الثلاثاء إن شاءالله



الريم ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-09-22, 10:27 PM   #1453

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,341
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

،
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
استغفرالله وأتوب إليه
،
،

الفصل السابع والعشرون
الجزء الأول
(1)

،
حديث موسى كأنه سكاكين تقطع قلبه إلى أشلاء ، صوته الحاقد يموج في إذنيه ويجعله يود إن يتقيأ ، قلبه يأن وجعًا ، نبرته موسى مؤلمة مؤلمة ..
دّخل إلى جناحه وهو مستنزف المشاعر ووجدها جالسة تنتظره والرهبة تظهر بملامحها سألته بقلق " ماجد فيك حاجة ؟"
" حاجة ؟"
بل هي حاجات تموج بصدّري وتخنق أنفاسي ، بلل شفتيه وقال وهو واقفًا " تعالي "
فاتحًا ذراعيه لها ، وقفت على استحياء وتقدمت بخطوات هادئة حتى أصبحت بين أحضانه
هي هُنا يا ماجد . . بين أحضانك وقريبةً من قلبك المضطرب ، هي هُنا حتى لو كُنت وجلًا بما تحمله في قلبها ، هُنا . . مستكينة بانفاسها الهادئة
رنين هاتفه بدد سكون جسديهما ، أبعدها بلطف وعقد حاجبيه وهو يجيب بكلمات مقتضبة على " سيف" الذي يخبره بضرورة حضوره إلى العمل
أغلق بضيّق أكبر ، سيضطر إن يغيب يومين . . كيف يتركها هُنا ؟
وهي ما بين " والدتها " و " موسى "
أجلسها على السرير وجلس بجانبها وقال " أنا مضطر أمشي للشغل "
قالت باستغراب " الشغل هالوقت ؟"
" ايه .. يمكن أستلم يوم أو يومين بالكثير "
عبست وقالت " يومين ؟ "
أنظر يا ماجد بعينك وبقلبك ، هذه الفاتنة لا تريد غيابك !
ألم يكفيك . . ؟
بلل شفتيه ، وهو يودّ إن يسألها سؤال يدور في عقله كـ مطرق من حديد ، ولكنّه تماسك وقال بابتسامه " قلت لك ودي ما أقوم من جنبك بس وش أسوي ؟"
وتابع " لا أوصيك يابتول ماتطلعين مكان ماتقولين لي ولا تطلعين مكان بدون موافقتي .. الشغل تروحين وترجعين مع السواق والعاملة لحد ما أرجع ويمكن يوم ونص وأنا جاي "
وحاوط وجهها وهو يشدد على كلامه " وأخوي موسى ما تجلسين معه مكان واحد ! "
تشتت ناظرّيها بتوتر ، يجعل قلبه على صفيح ساخن من الشك القاتل
قالت بصوت شائب" وموسى إيش يخليه يجلس هنا"
نطقها لأسمه يحرقه ، يُصيره إلى رماد متناثر
قال بجمود " يمكن يجلس فترة لحتى ما مرته تخلص الأربعين ، وصيتك يابتول لا تخبين ظني "
" حاضر "
وابتلع ريقه وقال وهو يمسك كفيّها " ولا تنسين صلاتك .. وحجابك ماوصيك عليه" وصمت للحظة ومن ثم قال برجاء " تكفيييييين"
ابتسمت " حاضر "
وقف وترك يديها حرةً ، وتوجهه لارتداء ملابسه وأخذ حاجياته وّودعها وخرج متوجهًا إلى مكتب والده ووجدّ موسى برفقته ، عاد ألم نبرته الحاقدة يغزو كل ذرة من كيانه
وعندما شاهد موسى دخوله ، وقف متجاهله خارجًا للخارج
قال ماجد بنبرة موجعة " يبه أنا بستلم يومين الله الله في بتّول .. ومثل ماوصيتك مرتي ماتجلس بمكان أخوي فيه ! أنت رجال البيت وكلمتك تمشي على الكل حط نظام عشان قلبي يرتاح"
قال سامي " أرتاح من الحين .. موسى بيسكن شقة لحاله لمين يلقى له بيت"
هدأ اضطراب قلبه وانتظمت أنفاسه وحمدّ الله بسّره ، لم يسأله عن السبب وقال بعد صمت " قال لك عن ملايينه اللي ربحهن ؟"
قال سامي بعد صمت" قال لي .. "
تكتّف ماجد وقال " وش قلت له ؟"
وتابع بتحذير " ولدك لعاب يمكن بيوم وليلة تطير من عنده "
قال سامي" ماعليك أنا وراه ومعه لا تنسى أن أبوك تاجر !"
أومـأ برأسه بصمت وتابع والده وهو يراه خارجًا " استودعك الله "
.................................................. ............
،
،
تشعر بفراغ يطبق روحها دون وجوده ، لم تخرج من جناحها طيلةً البارحة . . وهي الآن مضطرة للذهاب إلى العمل ، ارتدت عباءتها وحجابها وطيفه تشعر انه حولها يهديها ابتسامته المُعتادة !
تنهـدت بعمق من هذه المشاعر التي داهمت قلبها دون سابق إنذار !
لا تعرف هل هي مشاعر حُب ؟
ولكن ماتعرفه عن الحب أنه مؤلم .. يفتك بالقلب حتى يصبح موجوعًا ، بينما مع " ماجد " قلبها مرتاح ومطمئن !
أكملا شهرًا منذ يومين .. خلال هذا الشهر عاشت أيام سعيدة لم تعشها طوال حياتها
دخلت المصعد وهي تتنهد بضيّق . . فجأة فُتح المصعد وتشنجت أعصابها وهي ترى موسى دالفًا
متشاغل بهاتفه ، وعندما رأها قال بابتسامه " وشلونك بتول ؟"
لو كان قبل شهرًا من الآن فقط . . وموسى يقف قبالتها يهدي لها ابتسامه جميلة ويسألها عن حالها
لكان قلبها يقفز فرحًا تارةً ومن ثم يسقط تارةً بألم . . لو كان قبل شهرًا من الآن فقط !
أمًا هذه اللحظة تشعر .. بانزعاج من وجوده ، وتشعـر إن ماجد موجود معهم ينظـر لها بحدة !
" الحُمدلله"
قالتها بهدوء وهي تتشاغل بهاتفها والمصعد ينزل إلى الطابق السفلي
" ماباركتِ لي بالمولود "
لو كان شهرًا من الآن لكان قلبها يتأوه ألمًا ، أم الآن تشعر بحياد تام " مبروك والحمدلله على سلامه ريما"
" الله يسلمك " وصمت للحظة وهو يتمعن فيها " مرتاحة مع ماجد ؟"
جفلت من سؤاله وقالت " ايوا "
" بتول .. أخوي وأعرفه إذا مانتي مرتاحة معه بس أشر لي والله ثم والله إني لا أقوم الدنيا وأقعدها"
انتفضت بجّزع ، وهي تتذكر أخر مكالمة جمعتهما عندما أقر انها تُحبه !
فتح باب المصعد ، وجف الحديث بحلقها وموسى يتابع " ترى محد يهمني عند سعادتك تفهمين ؟"
خرجت هيّ أولًا . . للخارج قبل إن تتناول فطورها حتى !
واتصلت بالسائق .. أتى سريعًا وركبت معه
وهي ترتجف . . وعبرة تسد مجرى التنفس
..............................
،
،
عدم تناولها الفطور صباحًا أثر عليها بنفسه كبيرة خصوصًا انها لم تأخذ أبرة الصباح . . كان ترتجف وزميلاتها حولها يحاولن إسعافها . . وهي تشعر إنها مُغيبة تمامًا
بالسابق كثيرًا ما كانت تذهب دون إفطار وتهمل أبرتها ، ولكن يبدو إن مرضها المزمن أعتاد على الإهتمام لذلك أصبح لا يحتمل إن تهمله لو يومًا واحدًا !
أخبرتها المديرة إن تذهب إلى المنزل . . ولكن لا تريد .. كيف تعود وهو فارغًا بدونه ؟
ماذا لو قابلت موسى مرةً أخرى ؟
" بتول عطيني جوالك اتصل على زوجك يجي ياخذك !!"
"زوجي مو فيه اتصلي على ماما "
فعلت ما أخبرتها به ، وبعد نصف ساعة أتت والدتها لإخذها مع السائق
ركبت ووالدتها تقول " اش فيكِ ؟؟ وربي خفت قلت لايكون حااامل ؟"
تغضن جبينها بانزعاج " لا ياماما مو حامل بس السكر عشاني ما أخذت أبرتي "
تنهـدت رحمة براحة " الحمدلله هدي سهلة "
لم تلقي لها بالًا . . وعندما وصولهما إلى المنزل و أسرعت إلى جناحها لأخذ أبرتها وهي تتصل بالخادمة لتحضر لها طعامًا يسدّ رمّقها
دخلت والدتها عليها بعد نصف ساعة وقالت " كيفك الحين ؟"
" كويسة"
مد إليها كيس وقالت " جبت لك حبوب منع حمل "
عقدت حاجبيها ووالدتها تتابع " خوذيها بدون لا يدري ماجد شكله هوا يبغى تحملي الحين ! وطيعي كلام أمك ولا تحملي إلا بعد سنة أو سنتين !! الرجال مالهم أمان بكرى تدّبسي بولد ولا بنت ويطفش ماجد ويطلقك "
هذا ماكان ينقصها . . حديث والدتها الذي يرمي بها إلى هاوية عميقة .. عميقة !
" كل يوم كولي حبة .. ولا يدري انتبهي !!!!!"
وضعت الحبوب فوق الطاولة المتوسطة ، وتابعت وهي تجلس بجانبها " تبغي نروح المستشفى ؟"
" لا أكلت والحمدلله كويسه الحين "
تنهـدت والدتها " الحمدلله وربي خفت عليك "
" ماجد مو موجود ؟"
" لأ عنده استلام "
" طيب فين المقايس نقوس السكر ؟ يمكن تحتاجي مستشفى ولا حاجة "
" بالدرج "
اخرجته والدتها ، وتمت عملية القياس وهي تقول " لا الحمدلله كويس "
وضيقت عينيها " لو أعرف متى جاكِ السكر ! أحسك صايرة تغبي عني أشياء كتيرة من يوم ما رجعتِ من السفر "
تابعت والدتها " لايكون ماجد مزعلك عشان كدا السكر ارتفع ؟"
" لا ياماما ماجد مايزعلني "
" مايزعلني .. ليش أنتِ واثقة كدا !"
تنهد بضيّق و لم تتجاوب معها ، ووقف والدتها وهي تقول " نامي أنتِ الحين وارتاحي وحطل عليكِ كل شوي"
..................:.........
.
،
استيقضت على جُلبة غريبة . . رأته وشهقت بفرحة " ماجد ؟؟؟"
كان يُلقيها ظهره وعندما سمع صوتها استدار وهو يهديها ابتسامته المعتادة ، شعرت برغبة كبيرة بالبكاء فهي نامت وهي تشعر بغصة مكتومة بقلبها ، وهاهي الآن تنذر بالخروج تماسكت وهي تبتلع ريقها وقالت " مو قلت لي يومين ؟؟؟"
تقدمها وقال ببساطة " خلصت شغلي .. وجيت "
تلئلئت عينيها بسعادة ، والتقطت عينيه الحبوب التي فوق الطاولة وقال بجمود " وشو هذا ؟"
كانت نظراته مُحرقة تختلف عن نظراته منذ ثواني ، طـال صمّتها وقال " أنا ماني ضد فكرة تاكلين حبوب منع حمل .. بس ليش ماقلتِ لي ؟؟؟ ليش ؟"
كانت هي مستنزفة المشاعر نبرته الشديدة أخر ما تتمنى سماعه قالت بتنهيدة" ماما جابتها اليوم "
وياليتها لم تذكر اسم والدتها ، لاح الغضب على ملامحه القاتمة ، ووضع الحبوب جانبًا وجلس قبالتها على السرير وقال وهو يجاهد إن يهذب كلماته " بتول .. من اليوم ورايح .. حطي في بالك أمك مالها دخل في حياتنا !!!!!! "
لم تجادل وهي تتمنى إن يعطف على مشاعرها ويحتضنها " حاضر حاضر "
هدأ وهو يراها مُتعبة . . اقترب نحّوها أكثر وقال " وش فيك ياقلبي تعبانة ؟"
وكأنه اهداها مفتاح لتنفجر باكية . . تلقفها بين احضانه وهو ترتجف سألها بقلق " بتول وش فيك ؟"
قالت من بين بكاءها " اليوم تعبت بالدوام ارتفع السكر وخرجت بدري "
ابعدها وقال باهتمام رفرف قلبها من أجله " بسم ربي عليك ! ليش ما اخذتِ ابرتك ؟؟ "
قالت " ايوا نسيتها ولا افطرت "
تأفف وقال " ليش ليش يا بتول !! تدرين إن السكر يبي له مدارة وأهتمام "
وتابع وهو يتنهد " بس مو برر هالصياح .. وشبك تصيحين ؟"
مسحت دموعها وعلقت الحروف في حنجرتها ، ماذا تقول إنها قابلت موسى اليوم ؟
شدها من عضدها وقال بإصرار " قولي لي يابتول أنا اسمعك "
نظرت لعمق عينيه مطولًا ، وشعّرت بفيض من حنان يلتف حول قلبها ، حنان أسر
قال بحزم " بتول صار شي بغيابي ؟"
ابتعدت عنه برجفّة وقال " ماصار حاجة .. بس كنت أنا تعبانة شوي "
كانت عينيه تراقب أدق تفاصيلها ، وقال بعد صمت "مو علي هالكلام من وش تعبانة"
وتابع بحنان ممسكًا كلتيا كتفيها " أنا هنا بتول أسمعك وأفهمك .. قولي لي .. "
ذاب قلبها بين اضلعها ، وتنهدت تنهيدات متفرقة وقالت وهي تشعّر بألم ينخر قلبها الذائب ولكن قالت " مافيه شيء" "
طال الصمت بينهما ، لا تعلم كيف تنمق الكلام لتصف ماتشعر به ، هي مجروحه من والدتها حتى الامتلاء ، ومرعوبة من نظّرة موسى لها . . هل يظن إنه لا تزال تحبه
أتى صوته هادئًا حازمًا وحنونًا " تدرين مايمشي على كلام مافيه شيء .. لكن بمشيها هالمرة .. لكن أعرفي أني أنا هنا موجود أسمعك وأساعدك وأنا هنا بجنبك "
حديثه هذا كافٍ بالنسبه لها ، شعرت أنه بلسم على جراحها المتجذرة بعمق روحها
وقف فجأة وقالت " البسي عبايتك خليني نطلع"
" هالحزة ؟"
" ايه .. بكرى لاتروحين للدوام وأنا بكرى مو رايح .. وبعد ناخذ موعد نتطمن على السكر"
دب الحماس في عروقها وقالت " فين حنروح ؟"
" البحر "
.....................................
،
،
جالسان أمام البحر الهادئ في ليله زينها نور القمّر ، يمسك بكفيّها بحب لم تستوعبه لهذه اللحظة ، ويتمعن بعيّنيها التي تلمع بسبب ضوء القمّر . . قال " وش سويتي بغيابي "
نظرت له .. للحظة .. ومن ثم شتت ناظّريها وقالت " ماسويت حاجة .." وسألته باهتمام " دايم حتصير تجلس يومين ثلاثه بالشغل ؟"
" ويمكن أسبوع أسبوعين ثلاثه على حسب الشغل "
عبست " الله !!!"
ابتسم ورفع كتفّيه " هذا شغلي "
استوت جالسة أمامه على البساط الذي وجده بسيارته وّ قالت " ماقُلت ليشششش دخلت العسكرية ؟ ليش ؟"
نظر لعُمق عينيها وقال بتلاعب " ماقلت لك هاوي العيون الذابحة"
ضربته بخفة وقال " تستهبل إيش دخل ؟؟"
ضحك بصوت عالي وقال " اسمعي يابنت الحلال أنا ربي عطاني أني اعرف الرجال من نظّرة ! من يومي صغير !!! هي فراسة من الله "
انكشمت وقالت " عشان كدا احسني كتاب مفتوح قدامك"
زادت ابتسامه وقال " وعشان كذا ولا شي الي قلتيها ماتمشي عليه "
زاد انكماشها ولم تقل شيئًا . . وتابع هو " أعرف الرجال اللي قدامي كذاب ولا صادق ، وراها نية خبيثة ولا لا .. صالح ولا طالح "
وابتلع ريقه وهو ينظر لها ، ومع معرفتي لكِ يابتول
اخترتك . . متأمًلا على تغيير جذري على يدي !
وأردف وهي توترت من نظرته " خبيث ولا طيب .. ويوم جيت الشرقية .. أبوي طرح علي أدخل طيران ولا هندسة وحتى الطب ولا أدرس برى .. ولا عمره قال لي صر معي بالتجارة .. بس أنا اخترت أدرس تخصصي هذا .. وبعدها قدمت على العسكرية وتوظفت "
" هاه ارتحتِ وأنتِ تسمعين القصة كاملة ؟"
ابتسمت وقالت " لا مارتحت .. ايش دخل العيون الذباحة"
ضحك مرة أخرى وقال " هذا شي بعدين تعرفينه "
" ماااااااااجد حرام عليك شوقتني "
رفع كلتيا حاجبيـه لأغاضتها ولم يعلق . . وهي لا تزال الابتسامة تزين ملامحها وقالت بهدوء " ماتبين تقولين لي وش فيك ؟"
ابتسمت " مافيه حاجة لا تشيل هم "
تنهد وقال " مايمشي علي كلامك "
قالت بتردد" ماجد أنت زعلت عشان ماما جابت ليّا حبوب منع حمل ؟"
نظر لعمق عينيها وقال " تبين الصراحة أيه .. ما أبي أمك تتدخل في حياتنا .. بس بنروح للمستشفى نراجع نشوف هي تناسبك مع السكر ولا لا "
قالت بخيبة أمل " أنت تبغاني أكلها ؟ "
" هالفترة ايه .. تونا في بداية حياتنا .. أنا ماني مستعجل"
هي حقيقةً لا تفكر بالحمل ، وليس مستعدة إن تجلب طفل للحياة لتعتني به . . قد تكون أم فاشلةً وتبصم على ذلك ، ومع هذا شعرت بخيبة أمل . . غريبة
قالت بعد صمت " أنا أحس مو مستعدة أصير أم "
ابتسم" متأكد بتصيرين أحلى أم"
شعرت بدغدغة في أعماقها وقالت " أنت تقول كدا !!!! مو مصدقة ! "
" ليش ؟؟؟"
مد شفتيها بتفكير ، مع إن ماجد يُعاملها معاملة تفوق الخيال ، ولكن مدركةً إن هُناك فكرة سيئة في رأسه !
فكرة تكونت خلال تجربتها السابقة عندما كانت بالخارج !
قالت بصدق " أنت تعرفني ياماجد .. مستحيل راح أكون أم مثل ما تبغا صح ؟"
" وش الأم تتوقعين ابيه؟ "
صمتت ولم تجد جوابًا ، وقال هو " أعرفي يابتول إني ما تزوجتك إلا وأنا . . راضي بعيوبك قبل حسناتك"
ألجمها حديثه . . رفعها حتى أصبحت بين السحب من وقوعه كلماته على قلبها !
ورفع يديها وقبلها بتمهل . . وقالت والخجل يغطي نبرة صوتها " يعني متقبلني وأنا كاشفة وجهي ؟ "
"هذا شي بينك وبين ربك يابتول أولًا .. وثانيًا أكيد الود ودي محدن يشوفك وجهك إلا أنا "
حديثه كفيل بجعلها تقرر تغطيه وجه حالًا بالًا ، ولكن نفسها الأمارة بالسوء لها بالمرصاد ، وتابع بجدية" وأبيك لو قررتي تغطين وجهك عشان رضى ربك "
تنهـدت بصمت . . وقال بحذر " والود ودي تحافظين على صلاتك عشان رضا ربي"
ضيّق هجم على قلبها وملامحها ، وقالت " أحاول .. بس .."
قال بإهتمام " بس إيش "
تنهـدت وقالت بغصة" يمكن ربي ماراح يقبل صلاتي يعني أنا طول حياتي مو محافظة عليها أجي بيوم وليلة أقول يلا بصلي "
" ربنا يابتول أعظم وأجلّ من تفكيرك هذا . . ربي أكرم وأرحم من أنه مايقبل توبتك .. أنتِ لو رجعتِ تصلين وتحافظين عليها ونيتك خالصة لوجهه ربي بعزته وجلاله يفرح لرجوعك .. ربي يابتول مايعاملنا على هالمبدأ هذا .. ربي كل ليلة ينزل بالسماء الدنيا يقول هل من داعي استجيب له .. هل من مستغفر أغفر له .. كل ليلة يابتول "
" وقال رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم : ( يا أيها الناس ، توبوا إلى الله واستغفروه ، فإني أتوب في اليوم مائة مرة )"
" وربي قال بكتابه (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) "
وتابع وهو يرى تأثرها " هذا من الشيطان عشان مايبك ترجعين لربي .. خلي اليوم هو بداية عزمك .. يوم نروح مكة قلتها لك .. ولا بغيت أضغط عليك بعدها .. يوم أقولك تصلين وأيام لا .. عشاني مابي اضغط عليك .. بس كل يوم يوم وأنتِ بعيدة عن ربك هو يوم من حياتك .. يقربك من النار ويبعدك عن الجنة .. وعشاني أبيك تكونين زوجتي بالجنة .. لازم أعاونك على رضا رب العباد"
أنهى محاضرته التي هدمت معتقدات تحتل جزء وافر من عقلها طول سنواتها ، وقالت بصدق " والله أنا أحب ربي .. بس أخجل منه .. ماقدر رفعت يديني أدعي عشان .. اعرف أني مقصرة "
رق قلبه وقال " هذا من الشيطان .. ربي حتى لو كنت أشر الخلق هو اللي يبقى معك لأخر يوم بحياتك .. كل اللي حولك راح يجي يوم ويموتون .. راح يجي يوم وتنتهي قصتهم بحياتك .. إلا ربي .. ربي يرعاك .. ويحفظك ويسهل أمورك وييسرها .. وأنتِ مو حاسه .. بس انتبهي .. شلون حياتك لولا لطف الله "
قالت بغصة" تدري المرةّ اللي حسيت الله معايا .. ودعيته من كُل قلبي .. لمـ...ـا كنت بالسجن .. كنت مرة خايفة وأجى واحد بيكمل عليا ضرب .. بس قلت يارب ابعده عني .. كان شويا ويقرب منّي .. كان معـ...ـ"
وبترت عبارتها وهي تجهش بالبكاء ، تلقفها بين احضانه . . وهو يشعر بوجع في منتصف صدره
تابعت " فجأة .. ابتعد عني وخرج بدون كلمة .. فجأة كدا "
انتفضت بين احضانه بسبب وقع الذكرى عليـها . .و شدّها قائلًا بحزم " ربي معك يابتول .. إيقن هذا الشي .. يقول الله سبحان الله وتعالي " إذا تَقَرَّبَ العبدُ إليَّ شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إليه ذِرَاعًا، وإذا تَقَرَّبَ إليَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا، وإذا أتاني يمشي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً» بس قربي شبر واحد وحافظي على صلاتك بس . . وربي راح يعينك على طاعته بإذن الله "
وابعدها وقالت بإصرار " وأبدي من صلاة الفجر اليوم "
...............
يتبع


الريم ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-09-22, 10:32 PM   #1454

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,341
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

(2)
,
,
،
تنتفض كورقة في فصل الخريف وهي واقفة خلفه وهو يتهيأ للصلاة ، دموعها تناسب على شكل دفعاته غزيرة ، وشهقاتها منحسبة في صدّرها . .
" الله أكبر "
قالها بصوت جهوري ورخيم ، وبعدها قرأ الفاتحة بصوت عالي وهو يرتلها وكانه يتذوقها، وّأعقبها بقراءة سورة طويلةً بعض الشيء ! وركع وسجد . . واستقام حتى انهى صلاة الفجر ! وهو يسلم
واستدار إليها وهي تبكي ، وقالت باختناق " احس صدري يوجعني "
احتضنها وهو يقرأ عليها بصوت هادئ ، حتى هدأت نفسها وقالت بذات النبرة المختنقة " حتى يوم كنت بمكة حسيت كدا .. صدري يوجعني "
ابعدها ووضع يده على صدّرها وبدأ يقرأ . . وهي تشهق مرات عدة . .
سألها وهو يتطلع بوجهها " أنتِ ماتقرين أذكارك صح ؟"
هزت رأسها بـ"لأ"
ضيّق عيّنيه وأكمل القراءة بصمت .." ماجد خلاص "
صمّت وهي تمسح دموعها ، وقالت " معرف ايش كدا اتعب اكيد ربي يعاقبني علشاني ما أصلي "
قال " ربي رحيم بعبادة يابتول ما يعجل بالعقوبة . . ربي الحين بسابع سماه يفرح بتوبتك ورجوعك له "
وعندما طال صمّتها ، قال " منّ اليوم ورايح راح نبدأ شوي شوي . . نصلي الفجر جماعة ونقرأ اذكارنا .. وبعد كل صلاة تحرصين على اذكارك "
وتابع بحزم" حطي في بالك أذكارك مثل أبرة السكر إذا ماخذيتيها راح تتعبين .. والإذكار كذا هي تحفظك من سوء ومكروه بإذن الله "
ضيقت عينيها وقالت بارهاق " ماجد كفايه اليوم أحس مو قادرة ابغا أنام "
لم يعترض ووقفت متجهة نحـوى السرير واستقلت بارهاق ، قرأ هو اذكاره وهو يراقبها . . وعندما انتهى استلقى وبدأ بقراءة ورده بصوت عالي بعض الشيء
على مسامعها .
.................................................. ......
.
.
كم مر يومًا على وفاة والدها ؟
وكم مرة ساعة على موته ؟
وكم مرت دقيقة وثانية . .على فراقه !
تشعر بفجوة في قاع روحها ، والحياة ماحولها تتلون إلى لون رمادي قاتم . . تذهب من شقتها إلى المحل . . ومن المحل إلى شقتها .. حتى ميّرال أصبحت لا تراها كثيرًا ، فحتى هي يبدو إنها لاتزال تعاني من انهيارها العصبي
وفي بعض الأحيان تدعوها عائلة عيسى للعشاء ، وتذهب لأنه تحتاج إلى ألفه تفتقدها
وتفتقد أيضًا الوليد ، ووجع كلمات الصريحة بأنها " أخت" تتوسط قلبها الرقيق
وأيضًا تفتقد صلابة ابتسام . . فحتى ابتسام تعاني في ناحية أخرى
تنهد تنهيدات متفرقة وهي ترتب الملابس على الرف . . " كيف حالكِ جيسي ؟"
أتاها صوت عيسى . . الذي اصبح يلازمها كثيرًا
ابتسمت بمجاملة " أهلا بك سيد عيسى"
" كم مرة أقولها لكِ .. عيسى فقط عيسى"
لم تتزحزح ابتسامتها وقالت " أهلًا أخي عيسى"
عبس بضيّق غير مفسر " ولست أخاكِ أيضًا"
رفعت كلتيا حاجبيها بتعجب ولم تعلق ، وقال بعدها بوجوم " هل تقبلين دعوتِ للغداء أريد أن احدثكِ بشيء مهم وخاص"
اختفت ابتسامها وقالت " وماهو ؟"
" سأمر عليكِ في وقت الغذاء .. وعندها ستعرفين"
.................................................. .
،
.
وهاهي تجلس قبالته في مطعم راقي ، تنتظر منه البدء بموضوعه ، بعدما أحضر النادل الطعام ووضعه أمامها . . لم تسأله بل بدأت الإكل على نظراته !
قال " هل أعجبكِ الطعام؟ "
" نعم انه لذيذ "
" بالهناء والشفاء "
ابتسمت وقالت " لِما لا تأكل ؟"
بادلها الابتسامه" رؤيتك وأنتِ تأكلين كافية بالنسبة له "
رفعت كلتيا حاجبيـه بخجل ولم تعلق ، وقال بعد صمت " لا أعرف كيف أبدأ بالموضوع ولكن سا أدخل في صلبه سريعًا "
نظرت له وهو يشتت ناظريها بتوتر وقال " جيسي هل تقبلين الزواج بي ؟"
.................................................. .
،
،
جالسًا مع اصدقائه والبسمة عالقةً بين شفتيه لا تتزحزح بسبب فكاهة ضاري المحببة ، وتجاوب عامر معه في كل مرةً ، نظّر إلى متعب الهادئ . . والذي يتجاوب معهم بكلمات بسيطة ، أخبره ضاري إن شخصية متعب كانت صاخبةً ومرحة بعكس ما يرونه الآن !
وإن ظروفه القاهرة هي ما جعلته هكذا ، زحف وجع إلى قلبه عندما تذكر تعاطيه بسببه !
كيف يمكنه إن يكون يائسًا لهذا الحد ؟
وكيف يمكنه إن يطيع وساويس الشيطان ويذهب لذلك الطريق ؟
أو وساويس محسن كما يقول ضاري !
تنهد بخفوت . . هل حقًا محسن هو السبب ما يعيشه الآن !
هو حقيقةً زاهد بمعرفته للحقيقة ، لن تعود حياته لسابق عهدها ، لن تعود والدته .. ولن تعود ابتسام إلى حياته !
زاد وجع قلبه . . عند ذكراها .. لذلك لن ينبش بالماضي !
وتحدّث مقررًا الإنشغال عن ذكراها " ماقلت لي يامتعب وش ذكرياتنا مع بعض ؟"
تنبه متعب وقال بابتسامه " لو أقول من هنا لبكرى ماني خالص !"
" مخالف قلها !!! وش ورانا غير التكية والذكريات !!"
ضحك بخفوت ، وتابع هو " وشلون تعرفنا على بعض "
لم يخفى عليه التوتر الذي لاح بملامحه ولكنّه قال بثبات " دافعت عني مرة المدرسة وبعده شوي شوي تصادقنا على إني كنت ما داني الدوافييير بس سبحان الله "
ضحك ملء شدقيه " كنت دافور يعني أنا ؟"
" دافور وبس !!"
وتدخل عامر قائلًا" وكل ما نتجمع عند جدتي وعمامي ياعامر ليش ماتصير زي الوليد ياعامر شف درجات الوليد ياعامر وياعامر !! عاد أنا ديني ودين الدراسة"
قال الوليد بتعجب " أجل شلون دخلت طيران ؟؟؟"
قال ضاري " هذا تسذووووووب يقول أنا ماذاكر ومدري ايش ماتدري نسبته إلا 99،99"
ضحك عامر وقال " لا والله ماني تسذوب !! بس ايام الجامعة شديت حيلي وايام الثانوي كنت كسلان "
قال ضاري " أجل أنا ومتعب كاننا نذاكر نقرأ عن تأنيب الضمير "
قال الوليد متعجبًا مرة أخرى" وشلون صرت مدرس أجل ؟ تلعبون على مخي أنتم ؟"
انفجروا ضاحكين وقال ضاري " دعوات ميمتي الله يطول بعمره "
تفرقت الأحاديث والذكريات بينهم ، حتى استأذن متعب أولًا لأنه لديه عمل بالغد وقال" توديني معك متعب ؟"
" يلا "
..........................
،

" مافكرت تشتري سيارة ؟"
قال " إلا ناوي إن شاءالله هاليومين .. شرايك نروح جميع ندور لنا سيارة بالمعارض ؟"
" أبد قدام !"
وران صمت غريب عليهما ، لا يعلم لمِا يشعّر إن هناك فجوة بينهما ، هل بسبب ذاكرته المفقودة ؟
ويبدو إن مرور السنوات كفيلة بجعلهما متباعدان هكذا
ولكن بعكس ضاري وعامر ، لم يشعّر مثلما يشعّر معه !
والجميع يخبرهما إنهما الأقرب والأقرب !
لما .. هذا التباعد إذن ؟
رجح السبب مثلما يقول ضاري ، إن متعب تغيـر
حتى قبل الحادث !
توقفت السيارة أمام البيت وقال الوليد " أقلط اشرب لك فنجان "
نظّـر له متعب بتعجب وقال بضحكة" تشوف كم الساعة ؟ "
قال الوليد بفكاهه موجعة " لا بس اشوف سلّوم العرب اتذكرها ولا راحت مع اللي راح "
قال متعب مواسيًا " تزين ماعليك يالوليد "
" الله كريم .. لولا الإيمان كان ما ردني شيء عن الإنتحار "
وضحت الصدمة على ملامح متعب واعقب الوليد " لا تنصدم والله اللي شفته كثير كثير .. بس رحمه ربك أوسع من كل شيء .. ربك ثبتني وربك هو اللي قواني " ووضع يده على كتفه وقال" ربك كريم يامتعب كريم "
وودعه وهو يدخل إلى البيت . .
................................
،
،
عند دخوله عرج إلى غرفة جدته أولًا وجدها تصلي قيامها . . جلس على السرير ينتظرها وعندما انتهت نظرت له وقالت " ياهلا ومرحبا .. ماخبرك قبل تحب السهر شنوحك هالحين "
قال" تخبرين أخوياي مايتركوني"
استندت على المنضدة التي خلفها وهي تستغفر طويلًا ومن ثم قالت " الله يجزاهم خير اللي يوسعون صدرك "
" إي والله .. أنتِ شلونتس جدتي من جاكم ماجاكم اليوم ؟"
" محد غير البنات .. وريما متى تجيبه من عند هدلاء تراني ماحب البنات ينامون بغير بيوتهم "
" بكرى إن شاءالله خليها تستانس مع البنات .. وبسمي بسجله بحدا المدراس "
" اي والله تضيق ياروحي هي "
وتابعت هي برجاء " سمعت فهد يقول ودك ترجعون بيتكم وشوله ماكفاكم جناح حسن ؟"
تنهد وقال " إلا مكفينا وزود بس ياعيني أنتِ ريما ما تاخذ راحته .. وخلاص هناك بيتنا وبسم هند تبي تجي قالت بحنّق " وهالخبلة تترك رجله وتجي عندكم ؟ من يراعي لمحمد هناك؟"
ضحك " تبي تجلس له كم شهر وترجع "
" شنوحك ياوليدي ما تعرس .. وتاخذ لك وحدةً من بنات عمامك تعرف وضعك ووضع ديما تصير لك زوجةً ولديما أخت !! والله بنات الجوهرة يهبلن وكل وحدة طيبه منه وفيه "
كتم ضيقه وقال " توي توي "
" وشلون توكم وأنت صاكًا الثلاثين !!!"
قال " أبد ان بغيت اعرس جيت وقلت لتس بعرس "
" فكر بديما ياوليدي شلون تجلس لحاله بيتكم الكبير لا حس ولا رس !! والله بتضيق عليه وهي تتذكر لولوة !!! أنت فاقدًا ذاكرتك مانت متذكر شي بس البنت تبي اللي يرد له الصوت"
" وأنا وين رحت ؟"
قال بحنقّ " هذا انت ماتجي إلا انصاف الليالي "
قال ببسمة" عشاني داري أن ديما عند عمتي هدلاء .. لاتهتمين ياجدتي ديما ماهي ضايعة"
"طيب شنوحك ماتبي العرس ؟"
" ماقصدي مابي العرس بس توي ياجدتي يبي لي استقر واشوف وضعي .. وإن بغيت العرس ابد جيت وقلت لتس"
قالت بضّيق " مدام هذا حتسيك قم عني بكمل صلاتي "
ووقفت على سجادتها ، توجه نحوها وقبل رأسها وقال " تكفين ياجدتي لا تضيقه عليتس ولا علي .. أنا العرس طايب خاطري منه مابيه .. وإن بغيت جيت وقلت لتس طالبتس ما يضيق صدرتس .. وديما بتجي عنده هند وأنا عنده مستحيل اتركه لو ماكان .. " وقبل كفيّها بحنّو وقال " طالبتس"
نظرت له بغير رضى وقالت " كيفك سوي اللي تبي "
وكبرت متجاهلته كُليًا . . تنهـد بغم هذا ماكان ينقصه !
خرج من عندها متوجهًا لجناح أبن عمه " حسن "
هاهو منبة الثقل الموجع يحط على صدره مع إسدال الليل ستاره
...........................................
،
،
انقضت عشرون يومًا وهو بين طيات الغيبوبة ، متناسيًا ما نطقه قبل سقوطه . . وجاهلًا بحديث الرسول عليه الصلاة والسلام "(البلاء موكل بالنطق )"
استفاق وهو يرى البياض يغطي المكان ، وتساؤل تبادر لذهنه اليقظ ، هل هدأ الوجع الذي يسكن طيات صدره ؟ هل استكان ؟ هل ذهب ؟
ولكن الأجوبة أتت سريعًا عندما أنهلت عليه الذكريات !
تمت معاينته تحت إشراف الطبيب . . ومن ثم تم السماح لعائلته بالدخول
دخلت أولًا والدته وهي تنتفض من شدة بكاءها ، احضتنه بصمت موجع ، لم تتركه حتى مع إصرار والده بل بقت متشبثةً به كطفلة صغيرة !
"خلوني خلوني اشبع منه خلوني "
كان الحديث صعب خصوصًا إن الغصة تخنق مجرى تنفسه ، كم يتمنى إن ينفجر ببكاء لعل مافي صدره يخرج دفعةً واحدة ، ولكنّ رجولته المبتورة تمنعه من ذلك !
ابتعدت والدته أخيرًا ، مُفسحة المجـال للبقية . . والده قبل رأسه واحتضنه ، وسليمان كذلك .. مها احتضنته وبكت طويًلا .. وكذلك بسمة .. واخيرًا ابتسام
احتضنته بقوة ، وهي تقول " وش الحياة من دونك وش الحياة من دونك !!! "
تنفس بصوت مرتفع ، وابتعدت عنه . . وسأله والده " وشلونك الحين ؟ "
تحدث بصعوبة " طيب "
بلل والده شفتيه وقال" سألت الدكتور يقول أن كل شي تمام الحمدلله .. واللي صار لك يمكن إرهاق "
تنهد براحة خفية وقال " إيه يمكن"
قال والده " خوياه برى .. يبون يشوفونه ..اطلعن "
قالت والدته معترضة" يجون يشوفونه وأنا عنده وخل البنات يرجعن "
" يام سليمان ولدتس باتسر وهو عندتس أن شاءالله "
قالت بإصرار" اخوياه عدهم عيالي خلهم يدخلون "
تأفف عثمان . . وأشار لبناته بالخروج . . وعند خروجهن شعرت ابتسام بدوار حاد عندما رأت مازن واقف مع احد اصدقاء فارس !
ولم تفتها النظرةً خاطفةً من عينيه ، توترت أنفاسها وقالت بسمة بخفوت" ماني راجعةً للبيت نصبر لمين يطلعون "
توقفن أمام الغرفة ، وتحدث مها " وجهه يخرع ! "
وافقتها ابتسام بغصة " مرة .. ماحسبت منرهق لهدرجة! شكلي أنا مثقلة عليه "
قالت بسمة بتأفف " ترى اللي صار له مالتس دخل به .. هو يمكن دخلة السجن أثرت به كثير عشان كذا "
قالت مها " بس حنا نعرف فارس وقت الشدايد صلب وحتى بعدها صلب .. لو اللي ابتسام طاحت بالغيبوبه ماراح نستغرب بس .. فارس ؟ "
.....................
،
" الحمدلله على سلامه فارس يام سليمان"
" الله يسلمكم ويخليكم ماقصرتوا وقفتوا معنا وقفة ماراح ننساها"
قال مازن" ماسوينا إلا والواجب فارس أخونا "
كانت " نورة" والدة فارس تشعر بحسرة عالقة في حلقها وهي ترى مازن ، وتتحسر لو إن ابتسام . . وافقت عليه!
مع معرفتها السابقة له وصلة القرابه بينهما فهو رجل يعتمد عليه ، وذا أخلاق حسنة ومظهر جيـد ، زادت حسرتها أكثر وهي تتذكر زوج ابتسام السابق ، فكل المقاومات تنطبق عليه مع منصب ومال وأخلاق !
ونسفها بعرض الحائط بسبب ما فعله . . ولكن مازن مختلف ، تعرف عائلته وفارس يعرفه جيدًا !
ومع هذا كان عائلته " الوليد " رائعة ومتدينة ، تنهدّت بارهاق من المقارنات ودعت الله بسرها إن يعوض ابتسام العوض الجميل !
وجلسوا اصدقاء فارس لبعض الوقت واستئذنوا للخروج . . أمام نظرات ابتسام . . المتوترة !
..........................................
،
،
كان سليمان واقفًا ينتظر انتهاءه من ارتداء ملابسه لكي يخرجا من المشفى ركبا السيارة ، وتحدث سليمان " سالفة شوية أرهاق ماتمشي علينا يافارس .. وش بك ؟ وش اللي جاك أنا اخوك وسندك .. قل إذا أنت خايًفا على أمي وأبوي !! وش اللي صار لك اللي حتى ابتسام مستغربة "
" ماصار شيء" قالها بنبرة مختنقة
" علي ؟ على سليمان إللي يعرفك أكثر من نفسك "
" ودني البر"
انصدم سليمان للحظات وتابع" وودني أقرب بر .. أبي هواء نقي ابي اتنفس "
أستجاب لطلبه ، وتوجهت سيارة سليمان على الخط السريع نحـوى الجبال البعيدة . . واتصل على والدته يخبرها إنهما سيتأخران !
توقفت سيارة سليمان بعد مسيّر نصف ساعة تقريبًا ، في أراضي واسعة لا تحوى إلا جبالًا وّ أشجار طلح !
ترجل فارس بصعوبة ، وقدمه المعطوبة لا تساعده . . وعندما وقف على الإرض !
تعالت صرخاته بوجع . . اقشعر جسد سليمان الواقف بجانبه " فارس وش بك وش بك"
" خلني خلني يااااااسليمان خلني "
انتفض سليمان بوّجل ، وتعالت الصرخات مرة أخرى !
حتى شعر أن حنجرته ستتمزق !
وبعدها . . انفجر باكيًا . . أمام نظرات أخيه المرعوبة !
كان يبكي . . وسليمان يحتضنه حضن أخوي عميّق ، يحتضنه وهو يسأله ماباله ، مالأمر الجلل الذي يجعله يبكي كطفل صغير ؟
ولكنّ فارس لا يسمع ولا يرى . . إلا ذكرى مريرة !
أبتعد عنه سليمان وّ هزه بقوة وقال بصوت قلق " فارس فاااارس رد علي وشبك وشبك يافاااااارس !!!!! "
توقف فجأة عن البكاء ، مسح دموعه . . وقال " مابي شي"
صرخ سليمان بوجهه" شلون مابك شي .. شلوووون "
قال برجاء " تكفى لا تسألن ياخوي !!! إذا أنك تعزن لا تسألن تكفى ... تكفى ... "
ومسك لحيته " تكفى ياخوي .. !! عدك لا سمعت ولا شفت شي .. تكفى تكفى "
"طيب قل لي وش بك ؟ أنت اللي تكفى ريح قلبي .. تكفى ريح قلبك أخوك"
قال راجيًا " وإذا تبي تريح قلب أخوك لا تسأل ! تراني ماتجرأت اطلع الوجع اللي بقلبي إلا لاني داري أني أخوي بيكون سندي وبيحفظ سري "
تراخت كلمات سليمان عند عناده ، وركبا السيارة وقال سليمان بحزم " بتركك بحال سبيلك لأني داري لو ضاقت بك الليالي ماراح تجي إلا لخوك .. وهذا أخوك بيحفظ أنك صحت صياح ماصحت يوم حنا بزران ... وتأكد أخوك لو تبين عيونه والله .. ثم والله ماهي إلا فدوة لك "
نظّـر له فارس بمحبة عميقة ، واختار الصمت
فالبوح . . أشبه بسكين تذبح روحه
.......................

تم



التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 18-09-22 الساعة 07:20 AM
الريم ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-09-22, 10:36 PM   #1455

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,341
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

،

.
قراءة ممتعة
وأعذروني على قصر الفصل مع طول الغياب
انتظر تعليقاتكم . .
وموعدنا الثلاثاء بإذن الله
وراح يكون فيه ظهور مثايل عشان تتطمنون 🤣
لكن ماوعدكم يكون ظهورها مُطمن 👀
،


الريم ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-09-22, 11:20 PM   #1456

بنت الامراء

? العضوٌ??? » 420863
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 74
?  نُقآطِيْ » بنت الامراء is on a distinguished road
افتراضي

بداية مشوقة وجميلة

بنت الامراء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-09-22, 12:22 AM   #1457

Joie

? العضوٌ??? » 418560
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 162
?  نُقآطِيْ » Joie is on a distinguished road
افتراضي

فصل جميل جدا وفيه الكثير من المشاعر!!
أحببت المشاهد بين ماجد وبتول، علاقتهم جميلة وتزداد عمقا مع حكمة ماجد ورغبة وقابلية بتول للتغير.
مستغربة من حجم الألم الذي يعاني منه فارس، هل السبب ميرال؟؟
فلم تكن مشاعر فارس اتجاه ميرال واضحة بالفصول السابقة ولم تكن تبدو بالعمق الذي قد يكون سببا لهذا الألم!!
متحمسة لمعرفة الأحداث القادمة لعلها تكشف هذا الغموضى😊


Joie غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-09-22, 02:00 AM   #1458

زوايا أمل

? العضوٌ??? » 488765
?  التسِجيلٌ » Jun 2021
? مشَارَ?اتْي » 19
?  نُقآطِيْ » زوايا أمل is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
رواية جميلة شدتني بكمية الغموض الذي ينكشف شيئًا فشيئًا، ما زالت في الفصول الأولى، وإن شاء الله لي عودة بعد استكمال قراءة بقية الفصول.


زوايا أمل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-09-22, 03:52 AM   #1459

الماس لايخدش

? العضوٌ??? » 499198
?  التسِجيلٌ » Feb 2022
? مشَارَ?اتْي » 124
?  نُقآطِيْ » الماس لايخدش is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم..عوده حميده كاتبتنا الجميله❤❤
فصل جميل حتى لو انه قصير❤سلمت أناملك🌹🌹
بتول وماجد الله يديم عليهم المحبه❤
والوليد مدري احس علاجه وهو وابتسام رجوعهم لبعض مع انه شبه مستحيل
فارس معاد عرفنا الي فيه هو تأنيب ضمير والا انه حب ميرال ولاهو قادر يقول🤔
متعب الله يفرج همه ويرزقه الرزق الوفير❤


الماس لايخدش غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-09-22, 07:07 AM   #1460

قسيس

? العضوٌ??? » 391086
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 831
?  نُقآطِيْ » قسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond repute
افتراضي

زاخييييرا طال الغياب واشتقنا للبارت حييلشكرا على الجماال

قسيس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:09 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.