آخر 10 مشاركات
سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          1 - من أجلك - نبيل فاروق (الكاتـب : حنا - )           »          وَ بِكَ أَتَهَجَأْ .. أَبْجَدِيَتيِ * مميزة * (الكاتـب : حلمْ يُعآنقْ السمَآء - )           »          تشعلين نارى (160) للكاتبة : Lynne Graham .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          إلَى السماءِ تجلت نَظرَتِي وَرَنـت (الكاتـب : ميساء بيتي - )           »          492 - حبيبها - كارول مارينيلي (عدد جديد) (الكاتـب : silvertulip21 - )           »          ومازلنا عالقون *مكتملة* (الكاتـب : ررمد - )           »          أغلى من الياقوت: الجزء الأول من سلسلة أحجار كريمة. (الكاتـب : سيلينان - )           »          93 - زواج العمر - منى منصور (الكاتـب : meshomasray - )           »          حب غير متوقع (2) للكاتبة: Mary Rock *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام

Like Tree30Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-02-22, 02:43 AM   #11

Fatima Zahrae Azouz

مشرفة قصرالكتابة الخياليةوقلوب احلام وقاصةهالوين وكاتبةوقاصةفي منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية Fatima Zahrae Azouz

? العضوٌ??? » 409272
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,042
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » Fatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل الثاني: الوحش الجريح.

*في بلاد بعيدة، بنيت قصورها فوق رمال الصحراء الذهبية، زُرقة سمائها الصافية أخفاها ستار ليلي مرصع بالنجوم المتلألئة وقد اعتلى القمر الفضي عرش السماء. كانت الاستعدادات في القصر الملكي تجري على قدم وساق، فاليوم هو عيد ميلاد الأميرة، والملك دعا جميع كبار قومه ليحتفلوا معه بعيد أميرته الوحيدة.
في حجرتها كانت الأميرة جوليا تستعد أيضا، لكن حديثها كان أبعد ما يكون عن عيد ميلادها.
سرد الصوت الحزين للعجوز المرافقة لها:
"قنداليا هي أعظم مملكة في النجم الجنوبي، إنها قلبه النابض وعاصمته الأولى، كانت أرض التنانين القديمة قبل أن يغزوها آل اندريك قبل آلاف السنين ويروضون تنانينها. الليلة سأخبرك عن حاكمها أرتان اندريك، أو كما يلقبه الجميع المُلتهب، شديد البطش والهيمنة منذ طفولته، جلس على عرش المملكة منذ كان في الخامسة عشر من عمره"...
توقفت العجوز عن تمشيط شعر الأميرة "جوليا" عندما قاطعتها سائلة بشيء من الاستغراب:
"ولمَّ إمبراطورية عظيمة يحكمها طفل في الخامسة عشر من عمره؟"
جزرتها دفلارا بلطف ولين:
"لا تقاطعيني، وإلا لن أكمل لكِ القصة".
لم تحبذ جوليا أن تعرف حكاية الإمبراطور، أو الوحش العظيم كما تطلق عليه، لكنها سمعت اسمه كثيراً جداً مؤخراً وأثار ذلك فضولها.
استأنفت الخادمة العجوز سردها وقد شاب صوتها شيء من الحزن والكره، هي أيضاً لم تحب ما كانت تحكيه، لكنها الحقيقة. لاح أمام ناظريها ماضٍ ضبابي مبهم:
"لم يكن طفلاً يا صغيرتي، كان وحشًا".
"يا إلهي!"
استاءت دفلارا لمقاطعة الأميرة، ذلك يفسد عليها تسلسل الأفكار، والتي بذلت جهداً رهيباً لترتيبها فبعد كل تلك السنين الأمر ليس سهلاً.
سرح ذهنها، ويداها تمسد شعر الأميرة:
"يقولون أنه متوحش جداً، يعبر عن غضبه بالقتل، عندما يغضب، يحترق كل شيء و..."
أحست جوليا بارتجاف صوت خادمتها، ففضلت أن تصمت لتكمل دفلارا:
"الملوك اليوم ينئون بممالكهم عنه ويعيشون في قطيعة وخداع، يخافون منه بالطبع، فالموت حرقاً فكرة لا يرغبها أحد، لم أسمع يوماً أنه غزا أرضاً وسيطر عليها بقوة جيشه، رغم أنه جيش عظيم. الآن الدول تحت رحمة غضبه، مفككة أجل، لكنها تهابه، وتخشى أن يستيقظ التنين ليستعيد ملكه".
"هل هذا يعني إننا نعيش تحت رحمته؟ هل أبي تحت إمرته؟ أم لعله سرق مملكتنا مثلما فعل الجميع؟"
احتارت دفلارا كيف تشرح الأمور للأميرة الصغيرة، ما حدث في الماضي تفاقم ويله والتهم حاضرهم، فكل ملك يجلس على عرش مملكة من ممالك النجم الاثني عشر يعلم أنه لص، وأنها ليست من حقه، وإذا ما استيقظ التنين…
"عندما رحل سيدارو واختفى آل اندريك تصدع النجم وتفكك، ولو لم يحم والدك ميراسال لردمت تحت وطأة الزمن. اليوم الكره والمكائد تجري من تحت الأقدام كالمياه، وذلك التنين يحوم فوق مملكته فقط: قنداليا الأم، وليس مهتماً بأن يصلح شيئاً مما أفسدته عائلته والحرب التي قامت بينهم، على أية حال العروش تحتاج لملك يجلس عليها".
في النهاية غمغمت دفلارا يائسة
"لم يعد هناك أمان والسلام قد أصبح حُلماً صعب المنال".
توقفت عن السرد ومسحت دمعة كادت تسقط من عينيها المحاطة بخطوط خلفها الزمن، أخذت تزين شعر الاميرة بالجواهر الثمينة المخصصة لذلك
اختارت جوليا فستاناً بنفسجيًّا، لذا اختارت دفلارا جوهرة بنفسجية تشبه الزهرة ووضعتها خلف أذنها.
لم تكن جوليا فد نسيت أمر الإمبراطور فسألت من جديد:
"حسنً، ما خلفية هذا الرجل؟ ما هو ماضيه؟ من الذي أنجبه للحياة؟ ألم يجدر بهم أن يضعوا له حداً بدل تنصيبه ملكاً؟"
بشيء من الانزعاج ردت دفلارا:
"لقد كان الأمل الوحيد".
وبإصرار من أحدهم لم يستطع أن يخون أمانة مليكة، ولكم تلعنه على أمانته تلك.
"هذه أمور لا عليكِ بها أميرتي".
"من الجيد أننا بعيدون عنه، أُشفق على أولئك المحيطين به".
"لا تفكري في الأمر كثيراً. وها قد أصبحتِ جاهزة للنزول الآن أميرتي. دعيني فقط اثبت لكِ زينة شعرك".

نهضت ووقفت أمام المرآة. صدرت منها ابتسامة رضا عن فستانها البنفسجي ذي الأكتاف المكشوفة والخصر المزين بحزام حريري ناعم.
قالت بإعجاب، ونظرها معلق بصورتها في المرأة:
"سلمت يداكِ دفلارا، أشكركِ".
عادت للجلوس في مكانها، أشارت لجارور صغير في طاولة زينتها:
"أحضري لي قلادتي من فضلك".
فتحت دفلارا الدُرج الصغير، تناولت منه قلادة ناعمة ورقيقة، كانت عبارة عن سلسلة تعلق بها عصفور أبيض يفرد جناحيه، تأملته دفلارا قليلا، ثم قدمته لجوليا.
"تفضلي".
ارتدت قلادتها الثمينة، ثم أمسكت التعليقة الجميلة وراحت تمرر إبهامها على جناحي العصفور.
ابتسامة، فشرود، ثم غرق في بحر الذكريات.
أخذتها ذكرياتها لصاحب القلادة، الرجل الذي سكن روحها وسكنت روحه. سمعت صوته الذكوري الحنون، وكان الحنان في صوته يخصها هي فقط. سمعته يقول لها: "أحضرت لكِ هدية. إنها تليق بك، وتشبهك جدا".
ألبسها القلادة في ذلك اليوم، لتكون رمزاً للحب الذي ينمو بينهما سراً.
اليوم عيد ميلادها، يفترض بحضوره أن يكون هدية عيدها الأجمل فالشوق إليه يقتلها ببطء.
أقلقها أنه لم يرسل إليها ليخبرها بعودته حتى اللحظة.
أخرجتها دفلارا من حلمها الجميل حين هتفت تستعجلها:
"أميرتي، عليكِ النزول الآن لابد أنهم في انتظاركِ".
نزلت جوليا تتقدم وصيفاتها الأربعة، اللواتي ارتدين ذات الفساتين المتشابهة في لونها وتصميمها.
تعلقت بها الاعيُن طوال هبوطها عن الدرج، وتهامست الألسن مبدية إعجابها بجمال أميرة مملكة ميراسال، فتاة لم ترث سمرة الميراسليين قط؛ بيضاء ناعمة لها عينين صغيرتين كل براءة العالم تلخصت فيهما، لهما لون الرماد، يتقلب لونهما مع ما ترتديه، ومع مزاجها أحيانا، ورغم اختلاف لون جميلتيها عن أهلها، ورثت منهم الشعر الحريري الطويل، أسود كأنه الكحل، كما كانت ناحلة الجسد طويلة القامة.
رؤيتها في مناسبة عامة شيء نادر جدا، لذا التهمتها الأعين الشغوفة بنهم، فيما راحت عينيها الجميلتين تبحثان عنه بين الحضور، أهدت ابتسامتها الرقيقة للحاضرين وهي تتفحص وجوههم واحداً تلوا الآخر، لكنه لم يكن معهم. تهافتت عليا الهدايا، وكلمات الإعجاب والتهنئة بعيد الميلاد الذي فقدت رغبتها في إكمال حفلته.
الجميع هنا: الوزراء، الشيوخ، كبار المقام، كلهم هنا ما عداه هو! وما حاجتها لكل هؤلاء وهو غير موجود؟ ما قيمة هذا الحفل؟ عبست مستاءة وهي تتجرع كأس الشوق والحنين إليه. مرت ستة أشهر منذ آخر مرة رأته فيها، المدة كافية لقتلها لكنها صبرت، فرغم كل شيء حبه يمدها بالقوة لتقاوم مرارة الأيام، ولم تعلم أنها تربي في قلبها جرحاً بنكهة الحب.
بعد نزول جوليا بقيت دفلارا وحيدة ترتب ما بعثرته أثناء تجهيزها للأميرة.
"أنهيت أعمالي الآن، وتلك المجنونة لم تأتي لتهنئة الأميرة حتى! سأبحث عنها لأرى أين هي؟ هذه الفتاة ستفقدني صوابي يوماً ما".
جرت خطاها بين الأروقة الطويلة. ابنتها لا تقيم في القصر، رغم أنها ألحت عليها أن تفعل لتطمئن عليها، لا تعلم ما الذي حصلت عليه بحياتها خارج أسوار القصر؟ في ماذا نفعتها حريتها التي لم ترضى التنازل عنها للعيش في مكان آمن وبعيد عن قنداليا؟
مضت ساعات الليل التي امتزجت فيها الموسيقى مع دق الكؤوس والضحكات الحاضرين وهمسهم. عيناها لم تفتر عن البوابة طوال الوقت.
كانت تنوي أن تغادر، حين دخلت القاعة فرقة راقصة، توزعت فتياتها وسط القاعة والحضور يصفق ويهتف. دوى صوت لرجل ما: "على شرف الأميرة جوليا".
ثم بدأن الفتيات بالرقص الجميل، تنانيرهن الفضفاضة تدور دون توقف، وتسمع صوت خلاخيلهن وأساورهن، يا له من عرض مبهج!
في تلك الضوضاء، والتركيز كله على الفرقة الراقصة، سمعت جوليا همساً قرب أذنها:
"عيد ميلاد سعيد".
كان ذلك صوت إحدى صديقاتها وزوجة أحد مساعدي محبوبها القائد ماكسينال، التفتت إليها لكنها كانت قد وضعت الظرف الصغير في حجرها وغادرت.
أخفت جوليا الظرف وأطبقته في يدها وقبل ذلك لمحت ما كتب عليه، لم تملك الوقت للقراءة لكنها عرفت خطه. وبذلك زال الحزن الذي لازمها طوال الحفل، شدت قبضتها على الرسالة مسرورة بها، والآن تستطيع التركيز مع الجميع.
انتبهت الآن أن الفرقة الراقصة تجيد عملها حقاً، رقصهم مبهج وحيوي جداً والموسيقى رائعة.
كأن رسالته أعادتها للحياة قبل أن تقرأها حتى.
بعد الليلة الطويلة، صعدت إلى غرفتها. لقد غادر الجميع بحلول هذه اللحظة.
لم تستطع فتح الرسالة قبل أن تهدأ الأجواء، لها طقوسها بعد كل شيء، وهكذا صعدت إلى حجرتها مستأذنة من والدها الملك وضيوفه الكرام.
تساءلت لماذا لم يأتي هو؟ لماذا أفشى بسرهم الصغير لأحد؟ هي كانت تعرف الفتاة التي أعطتها الرسالة، وتعرف زوجها أيضاً وتعرف أن والدها يثق به، إن أفشى أحد الزوجين بما يعرفه لوالدها…لا تستطيع التفكير في عواقب ذلك، بالقدر الذي تحب به والدها، هي تخشاه أيضاً.
في نهاية المطاف، قررت أن ماكس لن يضع ثقته بمن ليس أهلاً لها.
اطمأن قلبها. وأخيراً ستفتح هديته إليها، لقد حضر وهو غائب وهي تقدر ذلك كثيراً.
استنشقت عبير الرسالة، إنها تحمل رائحته ولمساته.
الآن لديها رغبة عارمة برؤيته، بعناقه، بلمس شعره، بالنظر في عينيه، لكنها مجبرة على الرضا بالكلمات التي أرسلها فقط.
حررت شعرها الطويل وتخلت عن زينتها ثم ارتدت ثوب نومها الخفيف، ولجأت لشرفة جناحها.
جلست في ركنها المفضل، الهواء يداعب خلاياها ببرودته اللطيفة.
ضمت ركبتيها وقبضت يدها على قلادتها وراحت تقرأ بعيون ترغرغ فيها الدمع:
"جولياي العزيزة، يا ابنة القلب كل عام وأنت بخير. لا اخفيكِ سراً الشوق إليكِ لا يرحمني، أراك في أعين الجميع، وأسمع صوتكِ حتى في هدير المياه. حبيبتي أعتذر لأنني لم أكن معكِ، لقد كبرتِ عاماً، ونصف ذلك العام بدوني. أعتذر عن كل ما سببته لكِ من ألم، عندما أعود سيتغير كل شيء أعدك، وتلك ستكون هديتك مني، فاصبري إلى حين عودتي. لا تخافي من الفتاة التي سلمتك الرسالة. إنها زوجة صديقي وهو مثل أخي.
المكان هنا موحش والمسؤولية كبيرة، طيفك فقط هو ما يهون عليَّ كل ذلك.
مهمتي هذه في غاية الأهمية، عليَّ أن أكون مسؤولاً في عيني والدك حتى يسلمك لي بقلب مطمئن.
ملاحظة: أنظري إلى القمر الآن، أنا أنظر إليه أيضاً.
أحبكِ جداً).
انتقلت عينيها من الرسالة إلى القمر الذي كان يلمع ببريق أنيق وكأنه يؤكد ما قاله ماكس.
احتضنت الرسالة واستلقت في مكانها إنها سعيدة، رغم أن شعورًا داخليًّا سيئًا يحاول تهشيم سعادتها تلك، رغماً عنها أسدلت جفنيها عن القمر وسبحت في نوم هادئ.
عيد ميلادها في نهاية الصيف وبداية الخريف رغم ذلك كان الصيف يعطيها أمان هي في أمس الحاجة إليه. على أية حال لقد كان صيفها الأخير في خانة الصيف الآمن...
* * * * *



عشقي بيتي likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة Fatima Zahrae Azouz ; 07-03-22 الساعة 04:51 PM
Fatima Zahrae Azouz غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 22-02-22, 02:44 AM   #12

Fatima Zahrae Azouz

مشرفة قصرالكتابة الخياليةوقلوب احلام وقاصةهالوين وكاتبةوقاصةفي منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية Fatima Zahrae Azouz

? العضوٌ??? » 409272
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,042
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » Fatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

عادت دفلارا متعبة إلى حجرتها المظلمة، انتظرت قدوم آسيلا إلا أنها لم تأتي، إنه شيء متوقع، متى فعلت آسيلا شيئًا تريد امها أن تفعله؟ ارتمت منهكة على فراشها وكل ما يجول في فكرها: آسيلا الطائشة.
"آسيلا، آه يا آسيلا، أين انتِ؟ لماذا لا تكفين عن التخبط في كل مكان؟"
مسح دمعات حارقات غدرت بصبرها وكتمانها الطويل. تصبر على كل عذاب لكن ليس نفور آسيلا منها، لقد فعلت كل شيء لتكون ابنتها آمنة وبعيده عن مصيرها الأسود.
هي لا تبدي نفورها، بل العكس إلا أنها تحس بأن ابنتها تتجنبها، لقد كبرت بعيدا لعل هذا هو السبب.
تلك الفتاة تحب أن تكون حرة، لا يمكن تقييدها أبداً وهذا أكثر ما يخيف الأم الحزينة.
حرقة قلبها تستع، حنين وشوق ممتزجان بالغضب الحزن والخوف، كل تلك المشاعر اجتمعت في صدرها المشتعل من ضرب السنين العاتية. العالم لا يفهمها، إنها تحاول جاهدة أن تنسى لكنه يذكرها دوماً.
على حالتها تلك نامت دون أن تدري ودمعها على خدها. تائهة ولا تجد سبيل النجاة.
أثناء نومها رأت صورة قديمة لشجرة كبيرة أمام منزل صغير، يلعب أمامه أطفال صغار، الصورة مبهمة، لكنها أحست بالمنزل الدافئ ولُجة الأطفال وصياحهم، أحست بالسعادة تغمرها وقلبها يعود حيا من جديد بعد موت لسنوات.
في أغصان تلك الشجرة ذات الجذع الغليظ عُلق بخيوط رفيعة قطع زجاجية شفافة مستطيلة الشكل، تهتز متناغمة كلما هبت نسمات الهواء، لتصدر صوتًا جميلًا ورنانًا.
تحتها يجلس أحدهم يضم رأسه بين يديه وينظر للأسفل، اختفى شعورها السعيد والمطمئن، وراح قلبها ينتفض من شدة الخوف.
"لا، لا، لا، لن يتكرر الماضي، دعهم أحياء أرجوك أرجوك".
هل يسمع توسلها؟ هل يسمع صرخاتها الموجوعة؟ أم أنها لم تخرج من جدران صدرها؟
فجأة ودون سابق إنذار تحول المنزل لِكومة من الرماد والأخشاب المحترقة، عانقت النار أجساد الأطفال وكل شيء تفحم، إلا ذلك الولد أسفل الشجرة.

مع صرخات الأطفال، ونشيج روحها الباكية، صدرت عنها صيحة مكتومة ثم استيقظت مرتعبة، ترتجف كما العصفور في أوج الشتاء القاسي.
تأوهات غير واعية لحالها وهي تنتفص من فراشها، وكأن النار قد طالتها في مكانها هذا، مسحت وجهها بكفها، تحسست جسدها خوفاً أن النار قد مسته.
زفرت بارتياح عندما تأكدت أن هذا مجرد حُلم مزعج وأن الماضي لم يتكرر، ولن تعيشه مرة أخرى، وكأن ذلك سيهون ألمها.
تناولت من جانبها قدح الماء تجرعت منه بشره. جف حلقها كأنها لم تشرب الماء منذ أيام.
* * * * *
أخذت العُتمة تطفو بأجنحتها الباردة حول آرتان وهو جالس على ضفة البحيرة في هدوء وسكينة تامة، كما أعتاد أن يفعل طوال السنوات الماضية، الهدوء حوله والعواصف الهوجاء في داخله.
الآن يشغل باله أمر ما، لكنه صامت لا يتحدث، حتى وإن تحدث فمن ذا الذي سيسمع؟
"السلام!"
رددها متلذذاً بحروفها يحاول أن يلمس تلك الكلمة الأشبه بالحلم المستحيل.
تنهد بعمق، زفر نفسه ببطء، بما ينُم عن حمل ثقيل. لطالما شكلت كلمة السلام لآرتان لغزاً يسعى دائماً ورائه، لكن ما نفع هذه الكلمة في أعقاب مملكة غابرة؟ أصبح القتل فيما بينها فيها سنة الحياة؟
قنداليا آمنة، أجل، لكنها ليست كاملة.
الجميع مرعوبون، خائفون، والاقبح أنهم مجرمون، حتى أكثر منه هو. كأنهم لم يكونوا يداً واحدة في يوماً ما! كيف فعلها أسلافه؟ كيف حكموا اثني عشر مملكة كمملكة متحدة تدعى النجم الجنوبي؟ فعلوها هم، وهو منهم تجري فيه دماؤهم.
لم يتقبل يوماً كونه بذرة السوء التي زُرعت في هذه الأرض الطيبة فدمرتها، كان آباؤه من أسسوا الحياة الآمنة للجميع هنا، في حين يقال إنه دمرها.
الآن وبعد أن غدا رجلا بالغا أصبح يمتلك فكرة ما عن نفسه، لكنها ضبابية مشوشة ويصعب الوصول إليها في خبايا عقله.
منذ بعض الوقت وهو يفكر في قنداليا، ليس التي يراها اليوم، بل التي كانت في الماضي. قنداليا عاصمة النجم الجنوبي الذي تدمر يوم مولده.
فكر جدياً في تغيير الوضع كليا، لكنه ابن الظلام التخطيط لنور ليس موهبته البتة، سيكون السعي لسلامه صعباً جدًّا.
ربما لذلك الذنب الذي عوقب عليه دون أن يتذكر عنه أي شيء، وربما لأنه قد قُدم إليه وعلى طبق من ذهب لعنة أبدية يعانيها ما دام قلبه ينبض بالحياة.
لم يغفل يوماً عن نظرات الكره والحقد والخوف التي كان يُرمق بها، حتى من شريكة حياته، لازال يشعر بقشعريرة أطرافها كلما دنا منها، أو عبر من جانبها، مثل الجميع، وكأنه هو من أختار أن يولد هكذا.
هذه الليلة رفع ناظريه لهدف سامٍ، قرر أن يعمل عليه، ليثبت لنفسه قبلهم أنه لم يشأ أن يكون ملعونًا، وأنه يستحق القبول، قرر أن يجمع قطع مملكته، ومملكة آبائه من قبله، قطعة قطعة.
يفكر في سلام النجم ولا يدري بتلك النار التي نشبت في قصره، لا يعلم أن محنة أخرى بانتظاره...
لقد حان الوقت. ثبت السيف العريض [فالور] على خصره، ثم وثب بخفة على ظهر كارلوس، مشى ببطء حتى ابتعد عن الأشجار الشائكة، وتخطى القمم ليأتي جزئه الأفضل: سهول قنداليا الشاسعة ولا شيء آخر. أرخى لجام "كارلوس" لينطلق كالبرق بلا هوادة، هدوء الليل ونسماتهِ الباردة وحصان كـ كارلوس يشبه السهم في اندفاعه، وفارس لا يمكن كبح جماحه إنه المشهد الأفضل في سهول قنداليا.
بعدما قطع نصف المسافة توقف، قارن بين موقع الحفر في السور الذي وجده قبل فترة، وموقعه الحالي، إنها الجهة ذاتها؛ من كان يحاول ثقب السور سيعبر من هذه النقطة بلا ريب.
اندس بكارلوس بين الأشجار مترامية الأغصان الكثيفة، مكث هو وحصانه ينتظران القادم بهدوء وسكينة، كأنهما غير موجوديْن بالفعل.
أصغى جيداً للوقع البعيد لحوافر الخيل القادمة، أنهم يقتربون. أغمض عينيه يخمن العدد، ولو أن ذلك لن يشكل فرقاً، سبعة أو ثمانية جياد.
عندما أصبح الصوت واضحاً، تحفز وسحب رأس ڤالور استعداداً.
ولما حانت اللحظة المناسبة قفز معترضا لطريق الفرسان السبعة، ممتشقاً السيف ذي الهالة المخيفة.
صدمهم الفارس الغامض الذي اعترض طريقهم، كل شيء كان يسير بسرية تامة، كيف علم بقدومهم؟
عندما رفع السيف المتوهج بعنف عالياً، وميزوا رمز التنين على صدر عباءته بفضل ضوء القمر، وهذا الحصان الشهير… حينها صرح أحدهم بما توصل إليه من جمع العلامات السابقة:
"الملك أندريك".
هوى السيف الفولاذي على عنق الرجل الذي كان في مقدمتهم، بالكاد امتلكت الجياد وقتاً كافياً لتثب مبتعدة عندما طار رأس الرجل وتدحرج أرضاً.
لو أنه رجل مجهول، ولم يعرفوا هويته، لكانوا -على الأقل- حاولوا قتله. لو كان أحداً آخر لرجحت كفة العدد على الأقل.
ومض سيفه بلون النار، ومثل عينيه التي راح لونها الأزرق تحت وطأة اللون المتقد.
جرت الخيول بكل سرعتها، لكنها لم تكن شيئاً أمام الظاهرة: كارلوس.
تخطى كارلوس الجياد، فقفز ارتان عن ظهره في الهواء، ليصبح بين مجموعة الرجال المذعورين، بسرعة البرق وقبل أن يجد أحد الوقت لفعل شيء، فُصلت الرؤوس عن الأجساد، وارتان ينتصب بين الجثث وصهيل الخيول المذعورة وسيفه قد استحم بالدم، إنه ڤالور أغنية الدم بعد كل شيء.
يحاولون أذية جوهرته الغالية، أنه يحكم قبضته على قنداليا، ويحميها كأنها ابنته الصغيرة، إنها المكان الذي يفترض به أن يكون وطنه والوحيدة التي قبلت به حين نبذه الجميع، قنداليا لم ترفضه يوماً، بل أحبته دائماً.
دنا كارلوس من آرتان الذي احمرت عيناه واصبحتا كاللهب المشتعل وتمسح به، استيقظ الملك من غفوة وعيه، أعاد ڤالور إلى غمده بعدما أدى مهمته كما يجب وامتطى الحصان مغادراً...
* * * * *

عشقي بيتي likes this.

Fatima Zahrae Azouz غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 22-02-22, 02:45 AM   #13

Fatima Zahrae Azouz

مشرفة قصرالكتابة الخياليةوقلوب احلام وقاصةهالوين وكاتبةوقاصةفي منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية Fatima Zahrae Azouz

? العضوٌ??? » 409272
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,042
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » Fatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الليل البارد شارف على الانتهاء حين عاد آرتان للقصر. إنهم معتادون على غيابه، وأوقات عودته. عبر إلى الداخل من وسط صفي الجنود الذين يحملون السيوف والدروع مستعدين دائماً، انحنوا له برتابة.
قصر مظلم وبارد، ليس كله، فقط ذلك الجناح الخاص به. ولج إلى جناحه وقبل أن يدلف من البوابة الخارجية ويغلقها خلفه استوقفه الوزير بايكال، ذراعه اليمنى:
"جلالة الملك!"
توقف للحظة:
"ماذا هناك؟"
"السيدة أدلين جلالتك".
استدار إليه بعد أن كان يعطيه ظهره، لقد أتى على ذكرها وهذا ليس من عادته البتة:
"ما بها؟"
"انتحرت، لقد أحرقت..."
علم فحوى الكلام دون أن يكمل، ولم يعد يملك المشاعر اللازمة ليشكل رد فعل مناسب، لم يتعلم ذلك قط.
"أنظر في حراسة الحدود الجنوبية، ذاك المكان ليس آمنا. قطاع الطرق يستغلون ضعف حراسته".
استفاق الوزير على صوت صفق الباب.
"متوحش! عديم القلب! كيف لا يأبه بموت زوجته؟ فعلاً أنه تنين بلا قلب".
تمتم الوزير في غيض من تصرف أرتان لكنه سكت بعد أن لاحظ الحرس بجواره.
وضع سيفه على السرير الكبير، نزع عباءته الملكية عن كتفيه، ثم نزع سترته الجلدية وما تحتها، ليبقى عاري الصدر. جلس على حافة سريره.
انحنى واتكأ بجبهته على يديه المتكورتين حول بعضهما. تدلت من عنقه قلادة بلورية حمراء.
لم يملك شعور حقيقي نحو موت آدلين.
لم يستفسر ولم يعنيه ذلك، فهي كغيرها تخافه وتهابه مثل الغرباء بل أكثر، كرهها له فاق كرههم جميعاً، ولو أنه كأي رجل يرغب بأن تكون زوجته مختلفة عن البقية. لم تتصرف يوماً على أنها زوجته رغم مطارحته فراشها احياناً. مزق قلبه فكرة أن خوفها منه دفعها لأنهاء حياتها، لكن اعتاد الأمر ولم يعلق. عاد بثقل جسمه على السرير، أغمض عينيه وغفا...
* * * * *
"لا، لا أريد الدخول! أرجوكِ سيدتي".
توسلت الخادمة ببكاء لسيدة التي دفعت في يديها صينية الطعام فوبختها السيدة المسؤولة عن جاريات القصر:
"جارية خرقاء، أنا اقول لكِ اذهبي لجلالته، وقدمي له الطعام، وتوددي له بلطف".
"سيدتي أنا خائفة".
خائفة أجل، تعلم أن الأمر لن يتوقف عند تقديم الطعام وقضاء ليلة عادية، لأنه ليس برجل عادي، ولو كان عاديًّا هل ستقدم له فتاة في حين لم تدفن زوجته؟
ليس وكأنه طلبها لكن على أحدهم أن يتحمل غضبه.
"ممَ تخافين؟ ليس هناك ما يُقلق".
قالت وهي تعلم أنها تكذب كذبة واضحة كوضوح الشمس في كبد السماء. دفعت بصينية الطعام لِيدي الجارية لتأخذها، ففعلت وقصدت جناحه ودموعها تنهمر بسخاء، ترتجف يداها ويكاد الطبق يقع منها.
أغلقت بوابة الجناح، ثم نزعت الرداء الذي تستر به جسدها، ليظهر فستانها شبه العاري الذي اختارته لها السيدة. الملك انتحرت زوجته، يعلمون أنه لن يتأثر بموتها، لكنه سيكون غاضباً لسبب ما.
جففت دموعها جيداً قبل أن تدلف إليه وستحاول أن تعود حية.
"طعامك سيدي".
غمغم دون أن ينظر إليها:
"احضريه".
"حاضر".
تقدمت نحوه بتردد، هل سيحرقها مثلما سمعت أنه فعل مع جارية أخرى ذات ليلة؟
وضعت الطعام على حافة السرير فعدل هو من جلسته، مما جعلها تشهق بقوة مذعورة، لقد حاولت، حقا حاولت ألا تخاف، حانت لحظة موتها.
تراجعت للوراء وسقطت على الأرض مرتجفة، ظهر جلياً خوفها منه.
أغضبه خوفها وأخرجه عن طوره
لماذا يخافه الجميع؟ لماذا؟ هو لم يفعل شيئاً، لم ينظر إليها حتى.
اندفع إليها يعميه غضبه، سحبها من يدها ثم قذف بها على السرير ممزقاً ثوبها الخفيف، رمى بأطباق الطعام بعيداً عنه، جثا فوقها يخنقها بقوة وهي تصارع لتأخذ نفسًا يبقيها حية، قال مزمجراً:
"تخافين مني؟ انتظري لم تري الخوف الحقيقي بعد".
خوفهم منه يجعله يجن ويفقد صوابه، ربما هم أنفسهم كانوا سبب قسوته عليهم، كره أن يتم رفضه من قبل مجتمع بأكمله، المُحزن في الأمر أنه لم يقدم لهم سوى التضحيات، عمره، شبابه، طاقته، كل شيء كرسه لأجلهم اذاً أين الخطأ؟
ما الذي يدفعهم لكرهه؟ لربما هناك صدع عظيم بين هذا الإمبراطور وشعبه بالإضافة لأقرب ناسه، ويزداد الصدع اتساعاً مع مرور الوقت.
بدت الصدمة جلية على وجهه وهو يستوعب ما يفعل بالجارية الصغيرة، فأرخى قبضته عن عنقها وابتعد من فوقها.
لماذا لم يدعها تذهب وحسب؟
أخذت الجارية تشهق الهواء لرئتيها واستندت وهي تسعل بشدة، سحب أرتان غطاء السرير من تحتهما، ثم نهض وأمسك بذراعها أوقفها على قدميها ووضع الدثار على كتفيها يستر جسدها المرتجف وتمتم قائلاً:
"أخرجي".
كانت أفضل كلمة سمعتها الجارية طوال حياتها، أن تخرج من عرين التنين المُلتهب حية تُرزق دون أن يمسها ضرر، إنه فوز عظيم، برفقة دعاء والدين، وحظ لا عطب به!
مشت بخطوات سريعة واختفت بلمح البصر.
كاد يجن، إنهم يثبتون له أنه مجرد وحش، وجد في الحياة فقط ليبث فيهم الهلع ليس إلا.
عندما صفى ذهنه، خطر في باله سؤال واحد: لماذا فعلت آدلين ذلك؟ هل لأنها خائفة من إكمال الحياة برفقته؟ أم أن هناك سبباً آخر؟
أتته الإجابة سريعاً، إذ انتبه لوجود لفافة حمراء بجانب السرير، عندما فتحه علم إنها من الطبيبة سيلفيا، طبيبة القصر.
(من الطبيبة سلفيا إلى سيدي الملك آرتان اندريك،
اضطررت للمغادرة قبل عودتك، كنت أرغب برؤية ردة فعلك عندما تخبرك جلالتها بالخبر السعيد.
حزينة لأنني لن أكون موجودة في ذلك الحين. أردت أن أطلب منك الاعتناء بـآدلين، إنها حساسة جداً، اعتني بها أرجوك إن لم يكن لأجلها فلأجل طفلك الذي تحمله بين أحشائها الآن.
أعتذر إليك عن الاطالة).
كل ما أرادته سلفيا أن تبث الأمل في قلبه، إنها من جذبته من رحم أمه وتعلم أنه كان إنسانا يوماً ما، ولربما ما زال ذلك الإنسان حيا، ويحتاج للمساعدة فقط.
أتت كلمات سيلفيا الغافلة عما فعلت، كـسكين حاد مزق أضلاعه وصولاً إلى قلبه، أهذا ما أخافها؟
أهذا ما دفعها لإحراق نفسها؟
كادت نوبة غضب مدوية أن تفجر أركان الجناح لكنه كتمها بين أضلع صدره.
قتلت آدلين نفسها لأنها حامل! ليس هناك تفسير آخر.
قُتل ابنه فقط لأنه هو أبوه!
قبض بقوة على اللفافة ثم قذف بها للأرض، بدأت القلادة التي يرتديها تتوهج بلون أحمر قان، نهض كـعاصفة عاتية يكتم غيضه داخل صدره وصريف أسنانه يُسمع من البُعد، خرج كما هو دون دثاره الملوكي أو شيء يستر به باقِ جسده لم يأخذ سوى ڤالور، وقبض عليه بقوة ولو أن غمد السيف كان عاديًّا لتفتت تحت قبضته. اندفع كأسد جريح يحمل ملامح انطوى الألم يفتك بها فتكاً.

أعين حزينة غاضبة لتنين تنشق النار من حوله. بدأت حرارة جسده ترتفع حتى لا تكاد تطيق لمسه، وصوت تنفسه يعلو، والقلادة تزداد توهجاً، وتنفض كأنها تشعر بالحرارة التي تحرق جوفه. شق طريقه في الرواق الحجري البارد، وذهب حيث يذهب دائمًا عندما يكون في هذه الحالة، إلى مكان بعيد عن الجميع.
بينما الملك الغاضب يهبط الدرجات الرخامية، أدار جسده بخفة ودفع بيده جسداً كان قريباً منه، فانقلبت العجوز على الأرض وأفلتت من يدها خنجراً ذي نصل معقوف، يشع نصله بمادة خضراء سامة.
لم يشدد آرتان ضربته بل لطفها قدر ما يستطيع في تلك الحالة الذهنية المشوشة.
كانت تلك والدة آدلين تحاول أن تخترق بخنجرها المسموم ظهره، وقد أنساها حزنها، ورغبتها المستميتة بالانتقام من يكون الملك آرتان أندريك؟ نسيت أن السم كالماء بالنسبة له.

ضغط على حروفه وهو يكبح نفسه ويسيطر عليها بقدر ما يستطيع:
"اغربي عن وجهي".
أدار وجهه يستكمل طريقه.
وقفت العجوز على قدميها بصعوبة التقطت الخنجر وسارت خلفه مجدداً:
"سأنتقم لابنتي منك ايه التنـ..."
التفت إليها ورمقها بنظرة جعلتها تبتلع ما تبقى من كلامها، وقال بهدوء:
"لم أقتلها، هي اختارت الموت".
بالفعل كان يقصد كل حرف، هي من اختارت أن تقتل نفسها مع ابنها، حرمته منه حتى قبل أن يعلم به، لعلها حكمت عليه بأنه سيكون وحشاً حتى مع ابنه.
خرج صوت العجوز، محطماً يغص بين كل كلمة وأخرى:
"اختارت؟ اختارت ماذا؟ أن تموت حرقاً؟ أنت من قتلتها، أنت السبب، لقد زرعت بذرتك السوداء في رحمها، وصغيرتي لم تحتمل ذلك".
نظرت إلى يديها وأردفت تعاتب ذاتها وهي تشهق باكية وقد اسكرها خمرها:
"كانت تأتي إلي تقول:
أمي أنقذيني!
أمي لا تتركيني بين يديه
أمي أنه يقتلني رعباً".
تساقطت دموعها على صدر ثوبها الأسود، واتبعت وهي تنظر في عينيه:
"وفي النهاية قتلت نفسها
لقد أحرقت نفسها خوفاً من أن تنجب لهذا العالم نسخة أخرى منك!
هي لم تحتملك أنت، كيف لها أن تنجب روحا منك؟"
كانت كلمات العجوز سامة جداً، ووقعت وقعاً شديداً في نفسه. لكن ملامح القسوة واللامبالاة لم تختفي من وجهه وهو يهدر بكلماته:
"لا بأس إذاً، لقد نجحت فيما أرادت، الآن لن تنجب نسخة أخرى مني".
برودة كلماته لم تعكس أبداً غضب واشتعال احاسيسه، أنها لا زالت موجودة. مارلين التي ثملت للحد الذي انساها أنها أمام الملك، كانت موجودة هنا دائماً، يعلم يقينا إنها تكرهه، كما تكره الموت، لكنها رمز للماضي الذي نسيه، يحتاج وجودها، يحتاج كرهها هي من بين الجميع.
انهارت العجوز على الأرض بأعين جاحظة ملأتها الدموع:
"لقد أخذ مني زوجي وعائلتي والآن ابنتي. هذا الرجل لعنة، لعنة".
صرخت بما تبقى لديها من قوة، في الحقيقة كرهها له فاق كل حد، إنها تكرهه منذ ولد، كيف لا وقد كانت ولادته أقسى ضربة حطمتها.
"لا يمكنني مسامحته لا يمكنني".
بقيت تهذي إلى أن أتت خادمتها وأخذتها إلى حجرتها.
انهارت العجوز، لكن ليس لوقت طويل، إنها كالافعى التي تشكو سمها.
مضى ارتان في طريقه، خرج من القصر واتجه نحو الجبل الذي بُني القصر في سفحه.
قلبه يكاد ينفجر غضباً، أوشك أن يدمر كل ما حوله في ثانية، لكن رغبته بألا يؤذي أحد كانت أقوى من غضبه.
القلادة في عنقه تُشع بقوة وهي متصدعة بالكاد تتماسك، إنها تكبح طاقته، تساعده على الصمود، تساعده ليبقى حبيس نفسه.
فكرة أن ابنه قتلته والدته بسببه وخوفاً منه كانت تمزق فؤاده، وتعمي بصره، أجل كانت ترى جميع حالاته، لأنها أقرب الناس إليه، حتى لو لم يرد هو ذلك لكنها كانت شاهدة على كل شيء،
ممَّ خافت؟
رغم وضعه إلا أنه لم يؤذيها يوماً.
امتشق ڤالور والذي كان يتوهج بقوة هو الآخر كأنه يستمد شعاعه وطاقته من غضب صاحبه، أخذ يصعد الجبل وهو يمزق كل ما تقع عليه عيناه.

حتى وصل قمة الجبل الباسق، لا زال غضبه الحزين في أوجه، كانت أمامه شجرة كبيرة ليس حولها شيء فقط شجرة وحيدة، أغصانها متشابكة تظلل من يجلس تحتها. الشمس تطل بأول خيوطها.
أخذ آرتان يقترب من الشجرة ببطء، الرياح تعصف به، شعره الاسود يتمايل بعشوائية، بينما عيناه الزرقاوان تتوهجان مثل اللؤلؤتين حزينتين، زخات مطر خفيفة بدأت بالهطول، وكأن غيوم السماء علمت بالنار المشتعلة بداخله فأرادت إطفائها.
بيد مشدودة أعاد ڤالور إلى غمده، رفع وجهه للسماء يستقبل الرذاذ.
فتح عينيه بينما المطر لا زال ينساب على وجهه ويتخلل لحيته الخفيفة.
"إن كانت أدلين قد ذهبت، فقد فعلت بخيارها، لا شأن لك ايه الوحش». همس لروحه مذكرًا.
وهو ليس غاضبا لأجلها، إنما أسفه لأجل تلك الروح الصغيرة.
تقدم نحو المقدمة حيث تظهر قنداليا بأكملها تحت ناظريه. التفت للوراء، فوجد كارلوس يقف خلفه متحفزا بنشاط، لقد قطع لجامه ليلحق بسيده، ليشاركه ألمه، غضبه، وحزنه، وخزي روحه.
أقترب من آرتان ثم وقف أمامه، حمحم وهو يشم كف ارتان الممدودة له، ابتسم له ارتان وكأنه ليس الرجل الذي كاد أن ينفجر قبل قليل.
وجه نظره للأفق حيث ترامت أطراف قنداليا. بدت مملكة يطغى عليها الحزن والألم، أوجعته فكرة أن ذلك بسببه هو، وليد الحرب، قنداليا عانت الكثير منذ شُيدت، لكنه عاهد نفسه أن يفعل كل ما يلزم ليلم شتاتها ويعيد السعادة والأمان إليها. كان يشعر بأنها ناقصة، ففي نهاية الأمر قنداليا جزء من شيء آخر أكبر بكثير، هي جزء من إمبراطورية ضخمة، تصدعت وتصدع معها ناسها، ولن يدوم ذلك طويلاً.
يثق بأن ظلامه الدامس سيستحيل نوراً ساطعاً يوماً ما... إن لم يكن له، فعلى الأقل لهم هم.
* ** * *
نيران مشتعلة في كل مكان، تلتهم كل شيء تلمسه بينما وتجأر بجوع.
أناس فزعون، يصرخون صرخات ألم لا تفقه منها مطلبهم، لكن الفطرة تخبرك أنهم يستنجدون بينما يحترقون ولا سبيل لنجاة، لا ماء يطفئ هذه الحمم، وذلك الفتى يحترق أيضا كأنه هو مصدر النار ورغم ذلك يقف ساكنا لا يأتي بأي حركة.
لا يجري، لا يصرخ، لا يستغيث، فقط يراقب بعينيه الهادئتين بغرابة النيران وهي تشتعل فيه وتفتك به، لم يكن ذلك صحيحاً إذ أنه لم يتأثر بحرها، بل يتلذذ به.
صرخة مكتومة صدرت من جوف دفلارا المرتعبة، ينتفض الهواء في صدرها بخوف جراء الحلم الذي رأته قبل قليل. هذا الكابوس يتكرر منذ سنوات، الناس المحترقون صرخاتهم، حتى ذلك الشاب صاحب النار، والشجرة والبيت، لكن في كل مرة تخاف وكأن هذا الحلم يزور لا وعيها لأول مرة في كل مرة!
نهضت واهنة من فراشها ترتجف والعرق يتصبب من جبينها.
"النيران، تلكما النيران لن تتركني أبداً. ألا يكفي ما أخذته مني حتى الآن؟"
غمغمت مختنقة بينما تستند على الحائط بظهرها، كرهت النوم بسبب هذه الكوابيس، كوابيس بشعة ومرعبة، وما يزيدها بشاعة فوق بشاعتها أنها ذكرى عاشتها يوماً ما....
* * * * *

عشقي بيتي likes this.

Fatima Zahrae Azouz غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 22-02-22, 02:46 AM   #14

Fatima Zahrae Azouz

مشرفة قصرالكتابة الخياليةوقلوب احلام وقاصةهالوين وكاتبةوقاصةفي منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية Fatima Zahrae Azouz

? العضوٌ??? » 409272
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,042
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » Fatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


قراءة ممتعة
لا تحرموا كاتبتنا الجميلة من آرائكم وتعليقاتكم



عشقي بيتي likes this.

Fatima Zahrae Azouz غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 23-02-22, 11:45 PM   #15

عشقي بيتي

نجم روايتي وكنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 427263
?  التسِجيلٌ » Jul 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,408
?  نُقآطِيْ » عشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond repute
افتراضي

راااااااائعه جداجدااحب هذاالنوع من الروايات
حضوربعدغياب دام فتره لابأس بها
اعتذرفطومه كنت مشغوله بعرس بنات اختي
ماهذاالابداع شدتني الروايه من المقدمه
استمري نتالي وبأذن الله اكون معاكي متابعه
موفقه غاليتي باذن الله


عشقي بيتي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-02-22, 09:10 PM   #16

Fatima Zahrae Azouz

مشرفة قصرالكتابة الخياليةوقلوب احلام وقاصةهالوين وكاتبةوقاصةفي منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية Fatima Zahrae Azouz

? العضوٌ??? » 409272
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,042
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » Fatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مطالعة متأخرة للفصل الأول بسبب انشغالي، رغم أنني حاولت فعل ذلك منذ تدقيق الفصل الثاني، إلا أن الوقت لم يسعني.
لكن مطالعتي السريعة له قبل تنزيل الرواية كانت بمثابة لمحة ضوئية على شخوص الفصل وأحداثه.
ليصبح الأمر أعمقًا عند قراءتي الدقيقة له التي كشفت لي كثيرًا من النقاط.
وقبل أن أستفيض في التحدث عن سير الرواية، دعيني أخبرك يا عزيزتي أن أسلوبك سلس وجميل يشد القارئ ويجعله يطالع بنهم ما كتب رغم بساطته.
وهذا يدل على أن الأشياء البسيطة حتمًا، لها سحر قوي، كلغتك الحسنة التي أمتعتني أثناء التدقيق والقراءة.
ننتقل الآن لأحداث الفصل
بداية مع أرتان أندريك، امبراطور قنداليا.
شخصية كان ماضيه لعنة، فجعل ما حدث له سببًا لرهبة الجيع منه منذ أن كان في الخامسة عشر من عمره.
يبدو أن لعنته تلك بفعل فاعل، وهذا تؤكده جملة وردت في المقطع التالي المخصص لمارلين، أن ابنتها دفعت ثمن ما قامت به ماضيًّا.
لكنه كشخصية بعيدًا عن الناس يبدو غير الذي يرونه عليه، مجرد إنسان يعاني من آلام لعنة سلطت عليه، كما يحمل الكثير من الهم لوطنه.
آدلين:
ربما مشهدها يبدو كحركة سريعة، ظهرت فقط من أجل أن تموت، لكن الكثير من الخفايا لقصة الملكة خلف سطور المشهد القليلة.
تبدو أنها لم تكن قريبة من زوجها فلم تكتشف جوهره، رغم أنها عاشت معه لثلاثة عشرة سنة، إلا أنها ظلت تحمل نفس النظرة التي يحملها شعبه عنه وغرباءه.
ربما هي لم تقترب منه بما يكفي خوفًا، لكن يبدو جليًّا أنه هو الآخر كان يضع حاجزًا بينهما منعها من النفاذ إلى روحه ومعرفة حقيقته.
فكانت النهاية بتخليها عن حياتها، ومنع جنين من أن يرى النور فقط لأنه ابن آرتان.
مارلين:
أشعر أن قصة هذه العجوز أكبر من كونها والدة الملكة الراحلة، بينما تفوح منها رائحة شرور غامضة وكأنها إحدى الساحرات الشريرات في قصص ديزني.
يبدو أنها تحقد على أرتان، وأسلافه ربما. هناك فرضيات كثيرة كأسباب لذلك، سأعود لذكرها فيما بعد مع تقدم الأحداث إن كان تخميني صحيحًا.
القائد ماكس:
شجاع غائب عن محبوبته في مهمة ولا يطيق الانتظار للقائه بها...
ربما تدقيقي للفصل الثاني جعلني أعرف هوية الحبيبة، لكنني لن أعلق على هذه النقطة إلى حين عودتي بمراجعة للفصل الثاني.
آسيلا:
فتاة شجاعة كما يبدو، كما أنها تتمتع بشيء من الحرية، تحب النار رغم أنها تحمل في ذكراها حكاية من والدتها عن سوء النار.
حكاية مرتبطة بأرتان
أظن أن شيئًا سيجمعهما، ومتحمسة لهذه اللحظة كثيرًا.
لي عودة مع مراجعتي للفصل الثاني
تحياتي وودي
أمووووووووووووه

عشقي بيتي likes this.

Fatima Zahrae Azouz غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 25-02-22, 04:33 PM   #17

نتالي جواد
 
الصورة الرمزية نتالي جواد

? العضوٌ??? » 492522
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 9
?  نُقآطِيْ » نتالي جواد is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عشقي بيتي مشاهدة المشاركة
راااااااائعه جداجدااحب هذاالنوع من الروايات
حضوربعدغياب دام فتره لابأس بها
اعتذرفطومه كنت مشغوله بعرس بنات اختي
ماهذاالابداع شدتني الروايه من المقدمه
استمري نتالي وبأذن الله اكون معاكي متابعه
موفقه غاليتي باذن الله


منورة يعمري 😍
مبارك لهن إن شاء الله 💙
سعيدة بمتابعتك وانتظر رأيك بالقادم😍😍😍


نتالي جواد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-02-22, 04:35 PM   #18

نتالي جواد
 
الصورة الرمزية نتالي جواد

? العضوٌ??? » 492522
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 9
?  نُقآطِيْ » نتالي جواد is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fatima zahrae azouz مشاهدة المشاركة
مطالعة متأخرة للفصل الأول بسبب انشغالي، رغم أنني حاولت فعل ذلك منذ تدقيق الفصل الثاني، إلا أن الوقت لم يسعني.
لكن مطالعتي السريعة له قبل تنزيل الرواية كانت بمثابة لمحة ضوئية على شخوص الفصل وأحداثه.
ليصبح الأمر أعمقًا عند قراءتي الدقيقة له التي كشفت لي كثيرًا من النقاط.
وقبل أن أستفيض في التحدث عن سير الرواية، دعيني أخبرك يا عزيزتي أن أسلوبك سلس وجميل يشد القارئ ويجعله يطالع بنهم ما كتب رغم بساطته.
وهذا يدل على أن الأشياء البسيطة حتمًا، لها سحر قوي، كلغتك الحسنة التي أمتعتني أثناء التدقيق والقراءة.
ننتقل الآن لأحداث الفصل
بداية مع أرتان أندريك، امبراطور قنداليا.
شخصية كان ماضيه لعنة، فجعل ما حدث له سببًا لرهبة الجيع منه منذ أن كان في الخامسة عشر من عمره.
يبدو أن لعنته تلك بفعل فاعل، وهذا تؤكده جملة وردت في المقطع التالي المخصص لمارلين، أن ابنتها دفعت ثمن ما قامت به ماضيًّا.
لكنه كشخصية بعيدًا عن الناس يبدو غير الذي يرونه عليه، مجرد إنسان يعاني من آلام لعنة سلطت عليه، كما يحمل الكثير من الهم لوطنه.
آدلين:
ربما مشهدها يبدو كحركة سريعة، ظهرت فقط من أجل أن تموت، لكن الكثير من الخفايا لقصة الملكة خلف سطور المشهد القليلة.
تبدو أنها لم تكن قريبة من زوجها فلم تكتشف جوهره، رغم أنها عاشت معه لثلاثة عشرة سنة، إلا أنها ظلت تحمل نفس النظرة التي يحملها شعبه عنه وغرباءه.
ربما هي لم تقترب منه بما يكفي خوفًا، لكن يبدو جليًّا أنه هو الآخر كان يضع حاجزًا بينهما منعها من النفاذ إلى روحه ومعرفة حقيقته.
فكانت النهاية بتخليها عن حياتها، ومنع جنين من أن يرى النور فقط لأنه ابن آرتان.
مارلين:
أشعر أن قصة هذه العجوز أكبر من كونها والدة الملكة الراحلة، بينما تفوح منها رائحة شرور غامضة وكأنها إحدى الساحرات الشريرات في قصص ديزني.
يبدو أنها تحقد على أرتان، وأسلافه ربما. هناك فرضيات كثيرة كأسباب لذلك، سأعود لذكرها فيما بعد مع تقدم الأحداث إن كان تخميني صحيحًا.
القائد ماكس:
شجاع غائب عن محبوبته في مهمة ولا يطيق الانتظار للقائه بها...
ربما تدقيقي للفصل الثاني جعلني أعرف هوية الحبيبة، لكنني لن أعلق على هذه النقطة إلى حين عودتي بمراجعة للفصل الثاني.
آسيلا:
فتاة شجاعة كما يبدو، كما أنها تتمتع بشيء من الحرية، تحب النار رغم أنها تحمل في ذكراها حكاية من والدتها عن سوء النار.
حكاية مرتبطة بأرتان
أظن أن شيئًا سيجمعهما، ومتحمسة لهذه اللحظة كثيرًا.
لي عودة مع مراجعتي للفصل الثاني
تحياتي وودي
أمووووووووووووه





يسلااام حبيت تعمقك بالشخصيات رغم أننا لا زلنا في البداية 💞
ومعك حق بخصوص مارلين دورها أكبر وحكايتها أعمق 🤫


💙💙💙💙💙💙


نتالي جواد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-03-22, 12:19 AM   #19

Fatima Zahrae Azouz

مشرفة قصرالكتابة الخياليةوقلوب احلام وقاصةهالوين وكاتبةوقاصةفي منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية Fatima Zahrae Azouz

? العضوٌ??? » 409272
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,042
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » Fatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



Fatima Zahrae Azouz غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 03-03-22, 12:21 AM   #20

Fatima Zahrae Azouz

مشرفة قصرالكتابة الخياليةوقلوب احلام وقاصةهالوين وكاتبةوقاصةفي منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية Fatima Zahrae Azouz

? العضوٌ??? » 409272
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,042
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » Fatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثالث: خطة السلام.
مضت الأشهر تواليًّا، ولم يعد أحد يتذكر زوجة الملك التي أحرقت نفسها. قبل بضعة أشهر تداولوا الحكاية بنهم شكلوا فيها ونوعوا، منهم من قال أنها رأت التنين الحقيقي بأم عينيها، فلم تحتمل وأحرقت نفسها خوفاً؛ وقال آخرون: كلا، هي حملت بتنين من زوجها الوحش؛ وهي إنسانة صالحة، لذا لم ترد أن تلعن العالم من جديد بوحش آخر ولعل هذا الأقرب للحقيقة.
وهكذا كانت أحوال أهل العاصمة بخير. أما الملك اندريك فكان يفكر بعمق طوال الفترة الماضية، يفكر في وطنه، الشيء الوحيد الذي يهمه.
ولم يغفل قط عن العجوز مارلين، كان يتجاهلها، يعلم أنها تكاد تنفجر غيضاً، لكنها أفعى متربصة، تنتظر الوقت المناسب، وهو يحب أسلوبها، إنه يسليه.
في الحقيقة كانوا على حق، لقد نسي أمر آدلين أسرع مما توقع الجميع؛ ففراشه لا زال بارداً، كما كان بوجودها، وروحه لا زالت وحيدة كما كانت بحضورها تماماً؛ إذا لماذا يحزن؟
نسيها أجل إلا أنه لم ينسَ ابنه، الروح التي كانت منه، لم تبلغ به القسوة هذا الحد، أن يملك شيئاً منه، قطعه من روحه، تلك الروح التي لن تراه وحشاً بل أباً كيف له أن ينسى وجودها؟ ولو أنها لم توجد حقاً، كان ذلك يخفف قليلاً.
بعيداً عن هذا الخاطر الحزين كان هناك خاطر آخر، يقلب آرتان على نار هادئة، يجعله يفكر ويخطط بصمت.
منذ كان في الخامسة عشر، أي عندما اعتلى عرش قنداليا، لم يستشر أحد أبدا، كان يقرر ويتحمل نتائج قراراته لوحده دائماً.
وهكذا قرر هذه المرة أن يستعيد ملك أجداده، اثني عشرة جوهرة تهشمت حين مات الملك سيدارو في الحرب؛ الحرب التي ولد هو فيها وحمل ثقلها معه حتى اليوم.
قنداليا تملك قوة عسكرية تكفي لحكم مستبد. لكن لا، لن يسلك طريق الدم، قنداليا وأهلها قد نزفوا الكثير منه بالفعل. الأهالي لن يكونوا سعداء بتقديم أبنائهم لحربه اللعينة وهو لا تنقصه الأسباب ليكرهوه وهو يريد رضاهم، هذه هي الحقيقة، لا زال يرغب بأن يكون منهم، يحبونه ويحبهم، يريد أن يحكم قلوبهم، لكن كيف؟ هم يكرهونه حتى قبل أن يعي الدنيا!
بالتفكير في خطته لتجميع النجم الجنوبي، وبنيته بعدم إقامة حرب، قرر أن يصطلح مع من يرغب بالصلح.
هناك اثني عشر ملكاً على عروش الدول وكلهم كانوا وزراء أبيه، أو أعداءه، استولوا عليها عندما كان طفلاً.
الطريق صعب، لكنه كما ولد في هذه الحياة مرغماً، كان عليه أن يرغم الحياة على ما يريد بدوره.
تفحص كل التقارير التي تخص اللصوص، أكتشف أن اثنين منهما كانا من أعداء أبيه ولكنهما من أنصار أعمامه، وهكذا تركهما حتى النهاية.
أما العشرة الآخرين فهم وزراء أبيه، وجده من قبل، وهؤلاء يعون أنهم كانوا مجرد أوصياء، التعامل معهم يفترض به أن يكون سلساً.
جلس آرتان فترة يبحث ويدقق، لفتته ميراسال جوهرة الصحراء، وملكها كامال رونيار، رجل عجوز يفترض به أن يعلم حدوده.
الأهم أن هناك شيء أحس بأنه سيكون المدخل إلى شعب ميراسال.
بايكال ذاته في الماضي تنازعت عائلته وعائلة أخرى على أرض كبيرة، استغرق النزاع ثماني سنوات ولم يحل إلا حين زوج بايكال شقيقته من أحد أفراد العائلة الأخرى، وتزوج من بناتهم، وتقاسم الأرض مع تلك العائلة، إن كان قد فهم شيئاً من هذه الخلفية فهو مرتبط بسلمية كامال وحبه لسلام وإن كان الثمن تنازله عن الكثير.
* * * * *


Fatima Zahrae Azouz غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:07 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.