آخر 10 مشاركات
أمير ليلى -ج1 من سلسلة حكايا القلوب- للمبدعة: سُلافه الشرقاوي *كاملة & بالروابط* (الكاتـب : سلافه الشرقاوي - )           »          307 - اذا كنت تجرؤ ! - كارول مورتيمر (الكاتـب : سيرينا - )           »          طوق نجاة (4) .. سلسلة حكايا القلوب (الكاتـب : سلافه الشرقاوي - )           »          الهاجس الخفى (4) للكاتبة: Charlotte Lamb *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          94 - رجل في عينيها - بيني جوردان (الكاتـب : * سوار العسل * - )           »          عادات خادعة - قلوب أحلام زائرة - للكاتبة: Nor BLack(مكتملة&الروابط) (الكاتـب : Nor BLack - )           »          قيود العشق * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : pretty dede - )           »          7- جنة الحب - مارى فيراريللا .. روايات غادة (الكاتـب : سنو وايت - )           »          أطياف الغرام *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : rainy dream - )           »          409 - غدا لن ننسى - تريزا ساوثويك (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات الطويلة المنقولة الخليجية المكتملة

Like Tree63Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-02-22, 08:42 AM   #21

"جوري"

مشرفة منتدى الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية "جوري"

? العضوٌ??? » 333867
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,010
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » "جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي





١١٢
-
ناظره بصمت قبل أن يردف : كل شيء يخصك يهمني ياحرب ولو مثّلت عكس ذلك ، ناهيّك إن أحلامك تهمني وإن كان خفت بريقك وظنوا إنك أظلمت ، إشتعل نار من جديد وإحرق ظنونهم يابن عسّاف !

أبتسم في فرح بسبب تشجيع شاهييّن، اللي يااااما إشتاق له ! يالله كم كان يتلهف على حوار بسيط بينه وبين هالبارد الثلجي من سنين طويلة
والعجيّب إنه مادار غير بأكثر الليالي حلكة وأشدّها سواد من الصدمة !
بأكثر الليالي " ثقل " على عقل شاهييّن وأكثرها " خف " على قلبه !

بعد صمت بسيّط سحب فيه شاهييّن من البكت دخان ببساطة قال حرب بضيّق : من اللي أرشدك لإدمان العذاب ؟
ضحك في سخرية : خبرتك تعرف إني مغناطيس له

تنهد بضيق وبعدها فز وهبّ يقف وهو يلتفت لشاهييّن الي عقد حواجبه بإستنكار قبل أن ينحني أمامه بتوجس ووجل : شاهييّن ، أنا لي من رجوعك وأنا أعيش مواقف ماهيّب هينة ! كلما حاولت أليّن النية وأعتبرها مقلب وأعبر من جنبها ينغزني قلبي
- وش هالمواقف الي تعيشها مانيّب فاهم ؟
- الصقر المطعون بصدره...

سكت في ذهول بسبب شاهييّن اللي وقف بتعابير غير مقروءة بينما شعت عيونه بنظرات قاتمة تركته يعقد حواجبه ويناظر بصمت لملامحه المتجمدة ونبرته المتحفظ وهو يقول : وش دراك فيه ؟

ناظره بصدمة وإستطرد : يعني تعرف الي قاعد يصير حولك ؟
⁃ مانيّب غر عن الي يصير حولي ياحربّ ، وأعرف كل الي يحصل فلا تشيل هم ، وقبل كل هذا أبيك تشيل الموضوع من بالك تفهم ؟ هالمواقف بالذات لا تلوح لها حتى بيدك ! إتركها تنعاش نفس ما خُطط لها لا تطوع لك نفسك توقف بطريق تحقيقها

أسبّل أهدابه بعدم فهم وهو اللي بات هالموضوع يسرقه من نومه بخوف على أخوه يلاقي ردة فعله أساساً غير مبالية ! كان بيرد بغضب ويشرح خوفه ولكن شاهييّن رمى بعشوائية فُتات الدخان وفتح باب الجناح قبل أن يلتفت لحرب اللي قال بضحكة مكتومة : ويين ؟ تلاقين الحين بنت مهابّ كاتبة على الباب بلافتة كبيرة " غير مرحب بالقلوب الحمارية "
بعدما إستعجلت بكـ...

وقف بضحكة عجز يكتمها وهو يبّتعد بهرولة بسبب شاهييّن اللي خلع حذاءه ورماه بمنتصف ظهره وسط ضحكاته المدوية والي حاول يتحكم فيها قبل يصحى شاهِر ويقلب ليلهم الهادي لليل مابعده ليل من الغضب اللامتناهي !
يكفي إنه غير مصدق إن هذي الليلة .. إنتهت بكل هالسلام !
إنتهت بزواج الرجل الحدِيدي عاقد الحاجبين البارد المستفز بالفتاة المغرورة الطاغيّة المهلـ..
ضحك وهو يغمغم بصمت : والله لو يسمع أفكارك شاهييّن لتكون الليلة في منزلة الأموات !
-
#هوى_ديار_الليل


١١٢
-
توقفت خطواته أمام باب غرفته يدعك عيونه بإنهاك شديد كان جلياً على كل أوتار قلبه ولكنه كان ثابّت ، جامد ، بارد كالصقيع من الخارج !
رفع يده يجذب عُروة الباب بخفة وهو يمشط المكان بنظرات سريعة يبّحث عن طيفها ، دخل بهدوء لما لمحها متكورة على السرير بوضعية الجنين بعبائتها وهي تحتضن نفسها بطريقة دفاعية طفولية ، سحب نفس عميّق إرتجت بعده كل أوصاله وهو يسند رأسه على الجدار ويدك رأسه فيه دكات بسَيطة يحاول يدرك بعدها الوضع
يحلف يمين مغلظة لولا خروجه قبل لحظات من الغرفة لكان إنتهى الوضع بطريقة لا تُحمد عقابها ، بطريقة مارح يكون عقله المتحكم فيها !
حمد ربه إن العيال حضروا ونسُووه ولو للحظة وجودها هنا ، تركوا ناره المستعرة بجسده تهدأ ولو لقليل لأجل يستمر بمسرحية رح تكون نهايته فيها نوبة قلبية !

أبتعد بعد أن شعر بألم فضيع في صدغه بسبب قوة الضربّات وأخذ يجلس يستند على الجدار القريب من الباب في صمت ، يجذب قدمه اليمين له بينما اليسار ممتدة بعشوائية .. يراقب ، يتأمل ، وينهل

وكُل الواضح أمام عينيه طيفها ، وكان يكفي !
لسنوات الفُتات كان يكفي ! فكيف بكينونتها كاملة ؟ كيف بكيانها وشموخها وكلها ؟

بكل بساطة بين إسبال هدب وفتحه .. صارت له !
بعد سنوات أهلكته من شدّة الوجع والإحتراق !
صارت له بغمضة عين ، بكلمة وحدة منه بس !
وبنظرة وحدة منها إنتهت معضلة بنهاية قد يعتبرها مبدئياً رقيّقة ولكن مع الشعور هذا الي يكتسحه بحضورها ، مع حرقة قلبه ما يعتقد !

كان بينهم إحتواء ، ومعزّة وغض عين القلب
ووجع متهالك مدمي بصمت!
وهاللحين صار بينهم شيء أكبر من كل هذا
صار بينهم " قبر " مايدري كيف بينسى صاحبه لأجل تستمر النهاية برِقتها

شعر بنغزات حارقة في قلبه فضغط عليه بكل قوة حتى كاد يقتلعه وهو يغمض عينيه بإنهاك شديد ، وبرغم مرور ليالي طويلة مانامها ، إلا إن السُهاد كان رفيقه هذه الليلة ،من بيصدق إنه بالفعل قادر على النوم في هذه الليلة بالذات ! في الليلة اللي كُتبت فيها إنها أصبحت " ملكه "
ملك لشاهييّن وتنتمي له وتعود إليه وتخصه ؟

إستطرب قلبه لهذه الكلمات قبل أن تثور معدته بغثيان فضغط على نفسه وهو يفتح عينه يتأمل طيفها البعيد في صمت ، تأمل إستمر لساعات دون شعور منه ولم يقطعه سوى صوت آذان الفجر اللي يدعوه ليلبي ، فلبّى بكل طاعة

مُوقن إن بداية الحرب بتكون .. من هذه اللحظة !

--
--

بعد الفجر مُباشرة ، بوسط بقالة " هدب"
كان مائل بجذعه يلتقط بعض البسكويتات المعينة في عملية رتيّبة جداً كان قد إعتادعليها لسنين طويلة ولكن هالعادة توقفت أغلب للوقت بعد الصِبا !
#هوى_ديار_الليل


١١٢
-
وقف قدام طاولة المحاسب وضحك بخفوت وهو يلمح الأكياس المرمية بكل جهة وهو يتمتم : عليك العوض ومنك العوض يا أهداب مادام المؤتمن على بقالتك هارون ! إذا بنفسي سرقت المفتاح من جنبه ولا حس ، فكيف بالبضاعة الي رأس المال والربح ببطنه ؟

كتم ضحكة مجلجة ملحة وهو يترك الفلوس على طرف الطاولة وينسحب من البقالة بعدما تأكد من إغلاقها ، فرغ الهواء من رئتيه بعنف وهو يلمح محل الذهب المُغلق وأخذ يضغط على جبهته بتوجس بعد مواجهة العمالقة في مسجد الحي فجر هاليوم ، يذكر طريقة إنقطاع نفسه من صدره لما لمح شاهييّن يدخل عليهم بهيبته المُعتادة اللي توجبّ إحترامه يطغى عليه هدوء اللي تركه يفغر فاهه مشدوهاً من جرأته وقوته اللي تكسوه لحظة تفكيره مواجهة شاهِر بكل هالبساطة بعد كل اللي يحصل !

برغم كل شيء وتعانق أعينُهم اللي ينبأ بإنفجار قنبلة أو إندلاع حرب أهلية مخيفة والتوتر اللي يحلق بالأجواء ، كان الصمت هو الحاضر !
شاهِر كان متحكم بزمام غضبه بشكل ترك الرهبة تتسلل لقلوب أحفاده لأن مفاد صمته هو" الصمت الذي يسبّق العاصفة " أما شاهييّن فإمّا كان يدعي عدم المبالاة ويمثّلها بكل إحترافية
أو ثابت فعلاً وغير مبالي يمشي على مقولة "واثق الخُطى يمشي ملكاً" كان يحاول يلتقط منه نظرة وجل أو خوف أو عالأقل ترقب ولكن كانت نظراته هادئة صقيعية باردة لا تنُم عن أي شعور من اللي ينتظره منه ! وياكم كان هالشاهييّن محط إعجاب بنظره لأنه كان عنده قدرة هائلة من القوة اللي تتركه يعبر من المواقف " ببرود صقيعي !"

إقشعر جسده لتذكر نظراته لوهلة وأخذ يبتسم براحة وهو يتذكر ملامحه المرتخية ليلة البارحة ، بعيداً عن المجزرة الي كانت بتصير إنه تكون النهاية بكل هالألفة ماتوقع !

رفع رأسه وهو يلمح نفسه واقف قدام بوابة الجهنمية وأخذ يتملل بمشيته وهو يلفح الكيس بالهواء بحركات رتيّبة ، لحظة إستقامة جسده بوسط حوش شاهِر بدأ يُلقي نظرات تفحصية للمكان يبحث عن الطيّف اللي أنجبر يسرق مفتاح البقالة لأجله ! إرتسمت إبّتسامة عابثة على وجهه وأخذ يكمل خطواته الرتيبة وهو يلمحها مستند على طرف شجرة السدرة متلحفة كلياً بالسواد والي لحظة تهادي لسمعها صوت خطوات رفعت نقابها بكل سرعة وهي تغطي وجهها وتوقف وهي تنفض التراب عن عبايتها وتستل شنطتها بعجلة ، إلتفتت فلمحته يستند على طرف الشجرة بإبتسامة سمجّة وبيده كيس يتطاير بالهواء بطفولية ! سحبت أكبر قدر من الأكسجين من خلف النقاب وشدت على شنطتها وهي تحاول تتعداه ولكنه مد الكيس أمامها بكل قوة لدرجة توقفت خطواتها تناظره ببرود
أبتسم بضحكة خافتة وقال : ناسيّة النظام ياحلويّات العيد ؟

#هوى_ديار_الليل


١١٢
-
ناظرت له بتنهيّدة وأخذت تفتح شنطتها وتسحب الكتاب الوحيد فيها واللي كان مادة إختبار اليوم وهي تأشر بقلم على المرحلة الدراسية ، لما فهم مقصدها ضحك أكثر وهو يقول : أخبر كان أحد يقول مانكبر على الحلويات يا ياسين ؟

رجعت الكتاب بشنطتها وناظرته بجدية وهي تقول : أنا ماعدت طفلة يا ياسين لأجل تكون الحواجز بيننا غير مرئية ..

قاطعها بإبتسامة ضاحكة وهو يقول : وكبرت الطفلة وصارت تقول ماني طفلة ، يا حلويّات العيد شكلك نسيتي إنك الشخص اللي كان معك بأغلب أيان طفولتك ، ناسيةإني كنت الي أشتري لك الحلويات بكل صبح لأجل ما تبكين ، وأنتي الي كنتي تأخذين مخدتك من غرفة جدة مودة وتجين تدقين بابي بأخر الليل عشان تنامين بغرفتي لأنه جافاك النوم ، ناسية إني الي كنت أمشط لك شعرك بظفيرتين كل فجر قبل تداومين وأنتي تنتظريني كل ظهر لأجل ترجعين معي ! أنتي حتى كنتي بكل عيد تتسلين من الفجر وتجين مشدوهة تبين حلويات العيد من عندي أنا لأنك تعرفين إني خصصتها لك وتأخذين الي يخصني والي يخصك بعد، وأنا حتى الي كنت أشتري حفاظاتك وأنتي بنت السنة عن أي حدود تتكلمين ؟ أنتي أخ..

قاطعته بحدة وهي تشتعل بحرج ورأسها كان على وشك الإنفجار من الصداع ، تزاحمت معلومات الإختبار الي حفظتها طول الليلة برغم كل الضغوطات مع تزاحم الذكريات المحرجة لها كأنثى بالغة ! : ياسين !!!

ضحك بخفوت وهو يأشر على عبايتها : أنتي هذا الي تسمينه حد أنا بنفسي الي شريته لك ! أنتي أختي الصغيرة يا تناهيّد ربييتي معي وعلى يدي بعد لأجل كذا إتركي عنك حكي الكبار للكبار أنتي ربيبتي

جزت على أسنانها بغضب تحاول لملمة كرامتها الأنثوية المهدورة بسبب طفولتها وقالت بقهر وكبرياء أنثوي بحت : أنا ماني طفلة وأنا صرت طرف معلوم في معادلة الكبار هذي الي تستثنيني منها ياياسين - أكملت بقرف وهي تتذكر مواقفه المهينة والأهم إنه كان بنظرها شخص منعزل لذاته لأنه مالقى بالي حوله الي يرضيه ولكن ماتوقعت إنعزاله مقرف - وبالأخص ماني أخت لشخص مثلك يلهث ورى مشاعره الذكورية

تلون وجهه بالحرج بسبب كلامها وإندفاعها وحك أرنبة إنفه بضحكة ملحة تعاكس تماماً تكوين شخصيته الهادي والرزين ، فهالرداء ينخلع لا إرداياً معها ومع أحفاد شاهِر : إستهدي بالله ياحلويات العيد ! ترى نيتي صافية وبريئة
صحيح سرقت مفتاح البقالة بسببك بس الغاية تبرر الوسيلة !

ناظرته بإستنكار فأبتسم بعبّث وهو يمد الكيس من جديد : تظنين بنسى إنك تتوترين أول ما تدخلين المدرسة بسّبب الإختبار وتحتاجين حلويات لأجل تخفف من توترك ؟ وأنا أدري ما بيكون مقصف مدرستكم مفتوح الصبّح ..#هوى_ديار_الليل


١١٢
-
أكمل بدراما مُحببة : وأخاف تفضحينا وأنتي تولوليّن أو تستأذبين على بنات خلق الله وتأخذين حلوياتهم - ضرب صدره بطريقة مسرحية وأكمل بضحكة - لأجل كذا قطعت على نفسنا فضيحة بجلاجلها وجبت لك حلوياتك ياحلويات العيد - ناظرها ببراءة - وبعدها تهاوشين ياسين كأنه مسوي خطأ !

أخذت نفس وهي تشيّح نظراتها بصبر عنه وتشد على قبّضتها ، هي فعلاً تتوتر بشكل مُهلك بصباح كل إختبار وتحتاج كمية لا تُعد من الحلويات لأجل تهديها ، وتدري إنه يعرف بحكم الصباحات الكثييرة الي عاشتها معه وهو يترك لها الحلويات بكل مرة بطفولية وكإنه إعتاد تكون طفلة البيت يتيمة الأم من نعومة أظافرها يتيمة الحب بالأحرى والي وجبّ على الكل يداريها وأولهم هو !! ولكن الي عجز يستوعب إنه صار مُحرم عليه حتى الكلام معها أو مصافحتها أو وقوفه حولها كونه عاش كل مراحل حياتها من كونها طفلة لِ كونها أُنثى مضججة بكم هائل من الأنوثة اللي متغافل عنها كونه فعلاً مازال يشوفها طفلة العيد لذلك صبّرت نفسها وهي تمتم بالإستغفار قبلما تفقد أعصابها وتنقض عليه تخنقه
كونها صارت تشمئز منه بعد ماشافت من رسايله !

ناظرته بصمت فأبتسم ببراءة وقال بصبيانية محببة : بتأخذينها ولا ترى بأكتئب وبدخل حداد بغرفتي إن الطفلة الي كانت تبكي بالأمس لأجل أشتريها لها ، اليوم صارت تتعفف!

سحبت الكيس بغضب واضح وصريح وقالت بنظرات خطيرة : الأمس هذا كان قبل عشر سنيّن ياياسين ليتك تستوعب ، وأنا ماني بطفلة لأجل كذا لا ترخي حدودك معي ولا تحاول تتبادل السوالف من جديد - ناظرته بغضب - أنت مو كنت منعزل بقرفك وناسي وجودنا ؟ وش مطلعك من كهفك الحين ؟

إستغرب غضبها مع ذلك ضحك بشياطينه ورفع حواجبه بطفولية : يعني أنتي معصبة عشاني كنت متناسي عنك طوال الفترة اللي راحت وما أشتريت لك...

تخطته وهمسها الغاضب ب "يامعين الصابرين" وصل لسمعه فضحك ضحكة تركت الغضب يضرب بسوط من حديد على قلبها بينما هو صد بنظراته وهو يتنهد بهدوء .. يكذب لو يقول إنه يعير لكلامها إهتمام عن الحدود اللي تنطق بها ؟
أي حدود ممكن تُقام بين طفلة يعتبرها بمنزلة أخته وهو أخوها ؟
هو برغم عزلته وإنطوائيته وعدم حبه للإحتكاك بالمحيط الي حوله كان حاضر معها كل تفاصيّل حياتها، يكذب لو يقول إن حتى صوت ولادة عمته مناهل بها مازال يتردد صداه بعقله للحين ؟ كيّف يكون بينهم حُدود كيف ؟

تنهد وهو يلتفت يناظر للبيت بنظرة سريعة قبل أن يشتعل بعد لحظات ، مُستنكر كيف مرت الليلة وكل النساء اللي إنتحبوا طوال اليوم غايبين عن نظره وما إستشعروا حتى حضور شاهييّن تتأبط ذراعه " زوجته " غُرور ؟

#هوى_ديار_الليل


١١٢
-
أبتسم بعبّث وهو يتلاعب بشعر ذِقنه بعفوية يفكر في شاهييّن الي يكذب لو يقول إنه " صُعق " لما سمع الحل الي لجأ له ، تزوجها
بكل بساطـ..

قاطع أفكاره العابّثة دخول طلقة رصاص إخترقت سكُون الحوش وهبّت كإعصار غاضب مهييّب يتجه لجناح بملامح مضطربة وغاضبة والي إستغرق فيه لحظات بس لأجل يخرج منه غاضب وخايف.. رمش بذهول وهو يحك رأسه بإستنكار"شاهيّن خايف ؟؟" وقف بإضطراب وتوجس وهو يراقبه يقترب منه بغضب صريّح وقال بصوت حاد : ويين جلوي وغَرور ؟؟

رفع كتوفه بعدم معرفة وتحفز بوقوفه بوجل وقال : غرُور ماهي بجناحك ؟ جدي كان معك بالمسـ..

قاطعه تخطي الإعصار له كالمجنون وأنفاسه اللاهثة والمتلاحقة تصل لمسامع ياسين اللي تُرجمت على شكل "خوف وتوجس" صار يدور بعدها بكل زاوية بالبيت غير مهتم بنظرات الي حوله له يبّحث عنها ك شخص زاره الكمّد ، ك شخص كُتمت أنفاسه ويتخبط يبَحث عن الأكسجين ، سُكب كل ذهول العالمين بقلب ياسين وهو يلمح المُغتر الجامد يذوب جليده ولو لوهلة من الزمن ويتلحف بالنيران المسعورة خوفاً على إمرأته ! تزحزح ياسين بخوف زارّه من فكرة إن جده نفض الهدوء وقرر يخطي خطوة " العاصفة " قبل يتواجه مع شاهييّن ويفهم اللي حصل ، خاف ينعاد سيناريو الأمس لذلك تتابّعت خطواته بوجل وهو يبّحث مع شاهييّن حتى إنهم توجهوا للمزرعة الخلفية المحيطة بالبيّت ولكن قبل يخطي خطوة جديدة لداخل المزرعة ، تجمدت خطواته بسبب نظرات شاهييّن الناريّة وقبضة يده الي قبضها بكل قوة وهو يقول بحدة : لا تخطي خطوة وحدة للمكان هذا ، ارجع ورى !!

رجع بخوف قبل يفهم سبب تحوله من الخوف للغضب المخيف هذا المتلحف بشعور غريب !
شعور ترك شاهييّن يدك الأرض دكّ بخطواته يركض ك شخص ماركض طوال حياته بهالسرعة! لشيء يجهله ! لموقف مافهم وش تفاصيله بسبب غضب شاهييّن المعتاد والي يترك جزء من القصة مفقود ! ولكن ملامح شاهييّن الملتهبة من الغضب ما أخفت عن عيون ياسين
رجفة نظراته الي حاول يخفيها بغضبه بس عجز ، شاهييّن هاللحظة لِمح شيء ترك الرعب يدبّ بقلبه ولأول مرة يكون مع شاهييّن ويحضر هالشعور معه!
-
-
#هوى_ديار_الليل

١١٣
-

قبّل قليل :

صوت تنهيـدة مهيبة سطت بكل مهابة على أركان المكان ، وكأنها تنازع روحها هاللحظة !
تكورت على نفسها طوال الليل ، تخفي كل الآثار الدالة على مشاركة السُهاد ليلتها معه ، من اللحظة الي رجع فيها للغرفة وتسنّد بظهره على الجدار يراقبها وهي عاجزة عن التنفس أو الحركة ، تدعيّ النوم بشكل مُتعب ، عاجزة عن البوح باللي ينهش روحها
عاجزة عن مشاركته وجعها برغم جلوسها تحت ظله قبل ساعات قليلة مُعلن بهذا الجلوس أحقيتها الكاملة منه ، ولكن في ظل هالظروف
في ظل صراحته بأنه غير سعيد بهالخطوة ولولا جلافة الأيام والحدث المجنون الي كان بينهي حياتها كان ماترك لها فيّته ترتاح فيها ! لذلك كيف تعلن عن شروق شمس عينها على ظُلمته هذه اللحظة وتتكلم بكل بساطة عن الي يوجعها له ؟ كيف تنقل له وجعها في ظل كل هالتعقيدات المُرة ؟ في ظل ليلة كانت بتكون بقبرها ولكنها صارت بقبر يحتويه هو وإياها ؟
في لحظة خاطفة سمعت فيها صوت قفل الباب بعد تردد آذان الفجر على مسامعها فزت بكل قوتها وهي تدلك عظام جسدها اللي عُذبت بشكل مثير للشفقة هذه الليلة
وأخذت ترفع عبايتها وهي تلمح الكدمات البنفسجية اللي إنتشرت بساقها وتورمت بكل عُنفوان وهي تعض على شفايفها بضيّق ، كون هالكدمات مُضاعفات لعدم مقدرتها على التعبير عن وجعها ، مضاعفات لعدم رغبتها بالبكاء !
تنهدت وهي توقف وتنقل نظرات سريعة لغرفته ، واللي أول ليلة لها كأنثى تخطي خطوة لها وتتأملها بكل بساطة ! يالله كانت الغرفة تمثله بكل تفاصيلها " قمة في الكئابة والنكد" كما جاء ببالها أبتعدت عن السرير وهي تتنهد بصعوبة كمن يسرق من ذرات الهواء بتوسل مطالباً بالحياة!
أخذت تتجه لدورة المياة بذات التحفظ والتوجس من المكان في ظل حضورها الأولي له
وبعد إنتهائها من الوضوء وإستحضار كل قوتها لوقوف جسدها لأداء الصلاة وقفت وهي تسحب حجابها وتلفه بعشوائية على وجهها
وهي تبتعد عن هالغرفة ، تبتعد بكل ضيّقها اللي عجزت هالجدران تحتويه

إستطعمت طعم المرارة بوسط فؤادها وهي تستشعر فرااغ عميق بصدرها ، فراغ لأول مرة تستفرد بها وحوشه ، كانت كمن فقد عموده الفقري وبقي بلا شيء يسنده .. وكل هالخواء الي تعيشه كان بسبب " نظرات غالِب " فقط !
فكيف بعدم حضوره ، كيَف بغضبه منها ؟ وكيف بإبتعاده عنها وبالأحرى كيف بتصديقه فيها ودهسّه على غرورها الأنثوي اللي لطالما زرعه فيها ؟
تأوهت بوجع وهي تطلق " آه" عنيفة من صدرها و ترمي حجابها على وجهها بعشوائية وتبتعد عن جناح آل عسّاف الكبير والي يحتوي على غرف خاصة لعياله ..
#هوى_ديار_الليل


١١٣
-
تخطي خطواتها من غير تفكير متناسية تماماً البارحة ووجعها
كانت غافلة عن كل شيء إلا بالنار الي تشتعل بصدرها وبالخواء الي بروحها

تحتاج مُتنفس ولا سُتردى قتيلة هذه الليلة ، والسؤال هو أتقتُل المشاعر صاحبها ؟

توقفت خطواتها أمام البركة بمزرعة شاهِر الخلفية تنقل نظراتها المتفحصة للمحيط حولها ، برغم إن الشمس بدت خجولة اليوم وهي تُلقي بأشعة بسيطة في فجر طويل ولكن الرؤية كانِت واضحة لها ، ماكانت تحس بلفحات البرد البسيطة دلالة على قُرب دخول فصل الشتاء
النار الي بقلبها كانت كفيلة بجعلها تهبّط بكل قوتها على سطح البركة اللي تقفلتها بإستمتاع
أخذت نفس بكل قوة وهي ترفع رأسها وتمسح الماء عن وجهها وتكح بشّدة بسبب الماء الي تسرب لحنجرتها !
رجعت تغرق نفسها مراراً وتكراراً بلا كلل أو ملل
متجاهلة هبوب البرد ومدركة تماماً إنها مهما حاولت تتناسى بهاللحظة ما بتنسى ، لا النار طفت ولا الخواء إمتلأ

أخذت نفس بصعوبة لما بدأ النور ينتشر بسطوة على المكان مُعلنة الشمس تخليها عن خجلها وناشرة أشعتها بكل جرأة على المكان ، كانت غرُور قد تخلت عن حجابها وبقت بعباتها اللي صارت غريقة هذه اللحظة معها !
بعد محاولة جديدة في الغوص لعمق البركة رفعت رأسها وهي تتنفس بكل قوة وتمسح الماء عن وجهها ، ولكن يدينها توقفت على حدوده النيّرة وجحظت عينها بينما الدهشة علقت بأهدابها اللي عجزت تسبّلها ..

هل هالرجل يتلبس رداء عزرائيل هاللحظة ؟ وإلا ليه هو مخيف للدرجة اللي ماعهدتها من قبل ؟

بلعت ريقها بصعوبة وهي تحرر وجهها من يدينها بينما تلمح نظراته الـ.. يالله هالنظرات وش معناها ؟ عجزت تفسرها وعجزت تفهم نواياه ودواخله بسبب إرتخاء ملامحه وإيماءات جسده الهادئة ! هل هذا الرجل الي كان بيقتلها البارحة ؟ ماباله يدعييّ الهدوء هذه...

قطع هدوءها صوته الحاد كحِدة سكين وهو يدّك الأرض بعصاته الخشبية بحزم ويقول : تبيني أدخل أسحبك مع شعرك ؟ ولا تخرجين أنتي ؟

أسبّلت أهدابها بخفوت وهي تتأمل شعرها الملتف حول جذعها بتملُك وأخذت تمسح عليه برقة ، هي حريصة عليه ل درجة ترفض رفض قطعي أحد يلمسه ، تذكرت هاللحظة كم رفضت طلب غُفران بأنها تمشطه لها أو تكويه من شدة تعلقها وحبها له ، وشاهِر يبي يسحبها منه ؟
إنتفضت للفكرة وهي تخرج بكامل جسدها من البركة وبرغم الرعشة اللي يهتز لها جسدها بسبب هبوب البرد الي ترتطم في جسدها المبلل
والي العباية إلتصقت فيه لدرجة فصّلت كُل أجزاءها ،رفعت عينها وهي توجهها لعينه بالتمّام بغير خوف أو رعب ، بكل برود العالمين وعنفوانهم ،بغرورها المعتاد!
#هوى_ديار_الليل


١١٣
-
أبّتسم شاهِر بسخرية وقال : ماعدتِ تخافين يابنت مهابّ !
- علمتنا ما نخاف ياجد ، نسيت ؟
- منتي بخايفة أقتلك هاللحظة وأطهّر الشرف اللي لوثتيه ؟ واقفة قدامي بكل قوة عين وكأنك الطاهرة الزكية من غير خوف وما كأني ذبّاحك البارحة !
- لو لك نية لذبحي ياجد ماجيتني خالي يدين من سلاحك ، وأنا مانيّب خايفة ولا أدل دروب الخوف ولا تعلمت وجهتها ولا حتى عندي لها خريطة ، أنا تعلمت أحط العين بالعين وأكسّرها
- ونيتك بنظراتك لعيني بتكسريّنها يابنت مهابّ !
- بعد اللي حصل البارحة ياجد ، لو لي قدرة على كسّرها .. كسرتها بدون رحمة ولكن يبقى الإحترام لك يفوق الكُسر والنية حتى القدرة

إردتدت للخلف بصدمة بسبب الكف اللي طُبع على خدها البارد واللي رمشّت بذهول من سرعة جدها ومن عظام يده الي فتت عضلات وجهها
تفتيت من غير شفقة ، ناظرته بغضب وهو رفع عصاته وأشر عليها بغضب : ماهو بأنا الي تتطاول عليه حفيدته ، إن كانوا علموك الغرور فأنا تعلمت كيف أكسره ، عينك لا تشهرين نظراتها لعيني مرةٍ ثانية وذنبك للحين ما بحته لأجل تغتريّن بنفسك ، أنتي منتي ببريئة وهالكف ماهو إلا بداية طريق عقـ...

دهشتها من كف جدها ، كانت لا تساوي دهشتها للفيّ الي شغل حيزاً محترماً بهالكون والي إنزاحت خلف ظهره بكل بساطة وغاصت فيه وكإنها ما أنوجدت ، بلحظة خاطفة لمحهم فيها شاهييّن مُقابلين لبعض إنطوت الأرض تحت أقدامه وهو يتوسط وقوفهم ويرجع خطوة لورى يسحبها من خصرها لخلفه ويثبت ذراعه عليها بكل قوة ودقات قلبه متواثبة بجنون بينما أنفاسه المتلاحقة تُسمع من على بعد أمتار

توقفت نبّضاتها لوهلة لدرجة توقعت إنها غابّت عن الدنيا وهي تُدرك موقفها هاللحظة ، هو أمامها وكأنه يسّد عنها أي وجع أو مواجهة ممكن تضّرها من جديد!!"وكأنه يقول عمودك ما زال موجود أنتي بس إرخي ظهرك!" بلعت ريقها بصعوبة وهي تناظر لطرف جسده المُلاصق لجسدها تماماً وكأنه ناوي فعلاً يدخلها بداخله بينما عيونها تعانق ذراعه اللي تمتلك خصرها بكل ثبّات ، أخذت نفس بصعوبة تشد على عبايتها بيدها برجفة بسبّب البرد الي عجز جسدها يصمد أمامه بينما شاهييّن ظن إن رجفتها اللي تسللّت لجسده من شدة إلتصاقها به خوف ووجل لذلك قربها منه أكثر وهو يربت بأصابعه بحركات رتيّبة على خصرها زادت من رجفتها ، بينما عيُونه تنطّق شرر مخيف وملامحه إشتدت بكل عنفوان وهو يتأمل جده المبتسم بهُدوء وبالأحرى بسخرية قبل ما يقول : تخاف على حفيّدتي مني ياشاهيّين ؟
#هوى_ديار_الليل


⁃ مهب بأنت اللي أشهرت مسدسك بوجهها بالأمس ؟ ولكن من ناحية الخوف مانيّب بخايف ، لأنها معي وأنت تعرف لامن صار الشيء لي ومعي ما أخاف عليه
⁃ يعني منت بنادم على سواياك البارحة ، ماعلمك شروق شمس جديدة عليك وعليها إني تنازلت عن غضبي البارحة برضا مني وقناعة ولا كانوا رقدتوا بقبوركم؟

تأمل شاهييّن ملامح جده اللي غامت بكل غضب بينما نبرته تحولت من السخرية للحِدة كدلالة على عدم تحكمه بأعصابه ، تنهد وهو يقترب منه ولكن غرُور شدت على ثوبه بكفوف يدينها بكل قوة فتجمّد بمكانه وتغيرت ملامحه لشيء يفوق الوصف ، تعابير عجز شاهِر يميزها غير إنها زادت من غضبه وهو يقول بغضب جامِح : ماربيّتكم عالقوة لأجل تمارسها علي ياشاهييّن ، من متى وكلامي ينعصي ؟ من متى وكلمتي الي كانت مثل حدّ السيف تصير ثنتين ؟ من متى وأنت توقف ضدي يا شاهييّن؟

⁃ ياجلوي مادامت كلمتك هي السيّف كيف منتظر مني أشوفها تقطع بنت عمي وأناظرها بصمت ؟
⁃ بنت عمّك مصيرها للقتل يا شاهييّن ، سكوتي عنك وعنها البارحة كان صبر وحُلم بس الليـلة ينتهي عهدها هالعاهـ...

قاطعه شاهييّن بغضب : لا تخطي بخطواتك على شيء ينتمي لي ياجلوي

رفع شاهِر حاجبه وهو يضغط على عصاته بكل قوة : ما فيه شيء ينتمي لك قبل أقرر ياشاهييّن !

ضحك وهو يشيّح نظراته للمزرعة بصبر بينما عُقدة حاجبه إنشدت بشكل مُخيف وبدأ غضبه يسدل ستاره على ملامحه حتى تحولت للوجوم وهو يقول : ماهو بأنا اللي يسّمح لأحد يتدخل بقراراته وأنت بنفسك تعرف ياجلِوي ، ماهو بأنا اللي أنحني وأترك غيري يركب على ظهري ويوجهّني ولا هو بأنا اللي أنتظر كلمة لأجل أمشي وراها ، أنا أقدم لقدام قبل أفكر حتى - أكمل بتشديد بنبّرة خطيرة تركت شعور غريب يتوسد قلب الطاغييّة الملتصقة فيه- غرُور بنت مهابّ زوجتي يااجلوي ، يعني تنتمي لي وملك أنكتب لـ شاهييّن بن عساف .. يعني كل الطُرق لها مغلقة ، يعني بحضوري وحتى بغيابي شوكة وحدة ما تمسّها ، أنت بنفسك تعرف ياجلوي
وش ممكن يسوي شاهييّن لو مسّ شيء يخصه ضر - تحول صوته لنبرة مختلفة ولكن مازال يلتمس الغضب فيها- فتخيل هالضر بإمرأتي
يمكن أحرق هالمكان عن بكَرة أبيه !

إشتدت ملامحه بغضب جامح وغامت عينه بإعصار مخيف وهو يسمع صوت جده المتهكم : يعني سترت على فضيحتها بزواجك منها ؟ يعني أنت مصدق فيها وإخترت خيارين من خيارات حفظ الشرف وهو الزواج منها وسترها ؟ ..

قاطعه شاهييّن .. والمخيف إن " شاهييّن لأول مرة يقاطع شاهِر ، برغم الثلاثين سنة الي عاشها تحت ظله ومصايبها ومشاكلها


١١٣
-
كان يستمع بإحترام ولكِن هالمرة كانت غير ؛ بكل حذافيرها- لدرجة شاهِر بقى مشدوه بلحظة مقاطعة شاهييّن له وصوته الهادر بعنف وملامحه المخيفة لدرجة إن صوته أخترق كيان غرُور بصدمة ورجفة وكأنه نسي المتحدث أمامه ، نسى أُسس الإحترام الي تربى عليها -على يد شاهِر - : أقطع لسان كل شخص يتكلم بعرضي ، أهيينه وأهيَن كرامته وأنتزع روحه من صدره بدون رحمة وأقسم بمن خلقها سبّع لأخليه يتمنى الموت وما يلقاه ولأعيشه الضيّم بأنواعه المُرة
غَرور زوجتي .. وصارت عرضي وشرفي وشعر وجهي وأدعس على كرامة كل رجل يقرب من شرفها

لملم شاهِر صدمته وذهوله وهو يضغط بيده المرتجفة على عصاته اللي قال بعدها شاهييّن بنفس غضبه : ولا تنسى ياجد إني عصاتك اللي تِتكي عليها ، لا تنسى وش بيدي !

ناظر شاهِر لعصاته نظرة طويلة يتذكر فيها شاهييّن إبن الإثني عشر سنة واللي صنعها بيدينه الثنتين بكل عنفوان كان يمتلكه من صغره ، صنعها بكل قوة وكأنه يصرح لجده من صغره بأن هالعصا هي " أنا " لذلك توكأ عليها وكأنك تتوكأ علي ، عاجز عن تخيل إن شاهييّن ممكن يتخلى عن كونه مُتكأ لشاهِر ، لمجرد مسّه لغرور!

هز رأسه بصمت وهو يشيّح بنظراته بجمود وكأنه يمسك نفسه بالقوة قبل ما يترك هالعصا تنهال على هالضخم بكُل سطوة بينما شاهييّن الغاضب بشِدة بدأ يستوعب نفسه ويُدرك حجم المصيبة اللي أفتعلها بسبب ثوبه المشدود للخلف بكل قوة بسبب غرُور اللي تشده من شِدة رجفتها
بدأ يستوعب فداحة فعلته بسبب ملامح جده الجامدة بغضب فحرر يدينه من على خصرها بكل صعوبة وهو يمسح على وجهه بإِنهاك
لمجرد توقعه إن جده ممكن يمسّها بضر أو يمس نفسيتها حتى .. غارت عليه طيارات الغضب لدرجة هدمت كل ذرة تعقُل برأسه ونسّته عن كيان الشخص الي يقصفه بغضبه ، تنحنح وهو يشتت نظراته للمكان ويقول بصوت متزن عكس الحُمم الي كان يقذفها قبل لحظات : ياجد إمسحها بوجهي ، أعرف إني تعديت حدودي بس مانيّب بوعيي ، تعرف.. كل شيء ولا ..

قاطعه شاهِر بهدوء : وظنّك سهل تأخذ حفيدة من حفيدات شاهِر بكل هالبساطة؟

إنفغر فاه شاهييّن بصدمة من كلمته للحظة قبل يلملم صدمته ويقول بهُدوء مماثل : لو تبي وزنها ذهب ، ولو كان مهرها موتي

- مانبي وزنها هي ياشاهييّن ، أبي وزنك أنت ذهب ، ماهوب بس كذا أبي صك تنازل ونقل لكل محلاتك بديرة الليل سواءً النسيّج أو الذهب وللمحمصة الي بالعاصمة ولا تسهى بيتك الي هناك !

أبتسم شاهييّن بخفوت ومازاره الإستنكار عن معرفة جده لكل أملاكه اللي محد يدري عنها غير شاهييّن نفسه "وسابقاً صقر" لأن كيف يستنكر وجده هو"شاهِر بن جلوي ؟" قال بهدوء : قلت لو فيها موتي يا جـ..
#هوى_ديار_الليل


١١٣
-
قاطعه بجمود : والنُوق الحمر الي تحت عهدتك كلللها ياشاهييّن !

عمَ الصمت أنحاء المكان بشكل مهيّب ، شاهِر لوى يمينه بأكثر الطرق الممكنة ولوى قلب الطاغيّة وهي تغمض عيونها بكل قوة غير مستوعبة القسوة اللي تأججت بقلب جدها بشكل مُفاجىء

مابال هذه الحنون تحول لشيطان عندما لمس الموضوع " الشرف " لهذه الدرجة لايوجد تهاون ؟ حتى وهي في عهده حفيده شبيهه !
إستشعرت العلقم بحلقها ، هي البعيدة بأقصى حدُود العاصمة وبينهم آلاف الكيلومترات والسنوات ورغم البعد هذا كانت تعرف قيمة"النوق الُحمر" عنده ، القيمة المعنوية اللي تفوق المادية بأطنان .. يحبّها لدرجة عزلها بأبعد مكان عن الأعين ،يحبها لدرجة قربّها منه وتركها قريبة بمكانه الخاص بينما رفض قُرب أحد غيرها .. "هه تتوقعين ياغرُور يتخلى عن هالثورة لأجلك؟ يتخلى عنها عشان يستر بنت عمه الي لقوه بسيارة صاحبه بوسط الفجر بدون تنطق أي مبرر وتسرد الحكاية الحقيقة اللي حتى ماطلب منها تسّردها ، يتخلى عنها لأجلك وأول إعتراف بينكم إنه غير سعيد بهالخطوة ويعتبرك حِمل تكفل فيه لأجل"الإنسانية ؟ يا مكبّر ظنونك فيه ياغرور"
عُقدة الثوب الرمادي اللي كانت تِشد عليها بكفوف يدينها بدأت تِرتخي بشكل تدريجي وهي تغمض عيونها بخفوت بعدما رُميت بدوامة ال" وش الخطوة الجديدة بهالدِين اللي مالي فيه ريال" موقنة إنها ماترجح بكفة النُوق الحُمر اللي تتعدى قيمتهم ملاييّن مادياً وأطنان معنوياً

بعد لحظة بسّيطة .. أنبّلج النور عن سوادها وشع منه الدهشّة والذهول وهي تسمعه يقول بهدوء والبسّمة ماتلاشت عن وجهه حتى بعد تطُرق جده لأكبر أمواله : لو فِيها موتي يا جلوي

أبتسم شاهِر بسخرية من بسمة شاهييّن الهادئة واللي ماكان بها أدنى تردُد أو إرتبّاك ، اللي ماغابت ولا تلاشت ولا إنطفأت حتى بعدما لوى يمينه لذلك قال بتهكُم : ليه بعتها في الأواى وشريتها في الثانية يابن عسّاف ، لو ما تركتها لغيرك ماكان كنا هنا

قبل يكمل كلامه الجارِح ويدك حصُون شاهييّن لمح تحول ملامحه للجمُود وإشتداد عقدة حاجبه ف كتم تنهيدته وألتفت وهو يعطيه ظهره ويقول بهُدوء وهو مقفي عنه : مادامك خايّف عليها لدرجة من لمحت غيابي في المسجد ركضت وراي ناسي حتى نعالك(حذاءك) فـ كمّل جميلك يا بن عسّاف

كمل خطواته بهدوء بينما شاهييّن أستوعب حضوره فعلاً بدون حذاء اللي ما لحق يفكر فيه أصلاً فتنهد وهو يستشعر البرودة اللي تسري بعظامه وظهره خصوصاً وأنتبه للدفء الي يتسرب بينه إستوعب إلتصاقها فيه بسبّب دقات قلبها العنيفة اللي إستشعرها ؛ فأنتفضت كل أوصال جسده وكأنه أُلتمس بأقوى طاقة من الكهرباء#هوى_ديار_الليل



١١٤
-
أنتفضت كل أوصال جسده وكأنه أُلتمس بأقوى طاقة من الكهرباء وفز من مكانه وهو يبتعد عنها بحركة تركتها تشهق بخوف وتلّم يدينها حولها بإرتبّاك ، بلع رِيقه بصعوبة وهو يشتت نظراته للمكان ويمسح على وجهه في محاولة لجمع شتات أعصابه
إستدرك نفسه وأخذ يتمتم بغيظ : وش تسوين هنا بهالوقت ، وبهالشكل ؟

كانت أنفاسها متلاحقة ودقات قلبها متواثبة بجنون مازالت تحت تأثير إختيارها على أعز أملاكه وأغلاها ، ك تائه يتمرغ برمال بصحراء من شدة العطش يلفظ آخر أنفاسه فتتفجر العيون في لحظة غير متوقعة فيرتوي ! ولكن إرتجافه ونفضه لها من خلفه لما أستوعب إلتصاقها فيه
وإشاحة نظره عنها وهو يرمي بصره في كل مكان إلا في سواد عيونها وكأنه يشمئز من النظر لها زاد عليها الضيق بسبب صُوته افكتمت ضيِقها بصعوبة وهي تعصر نفسها بيدينها بسبب البرد اللي دمّر موازينها ورأسها اللي بدأ يوجعها وأخذت تمتم : كنت تائهه !

- والخريطة الي بعقلك قالت لك إن البركة بأول اليوم هي الوجهة لأجل ترمين نفسك فيها مثل الغبية ؟

فغرت فاهها وهي تسبّل أهدابها بذهول بسبب كلامه فشّعت عينها بالغضب وكانت بترد لولا إنها أنحنت تعطس وهي تغلق فمها بيدينها
تأفف بعصبية وهو يسحب غترته من على رأسه ويقترب منها وهو يغطي شعرها فيه بصمت مُبجل وبنظرات مشتتة .. وبُقرب مُهلك !
بلعت رِيقها بصعوبة لما إستشعرت دفء قربه منها بوسط البرد المعذب اللي تتلحف به وأخذت ترفع رأسها له وهي تلمحه يرتب الغترة على أطراف شعرها ويكمل سيمفونية الغضب بصوت مقتضب : لا يتكرر هالجنون ولا تكررين حركات الأطفال وكأنك بنت السبّع ، شوفي غباءك تركك تمرضين وكأني ناقص زوجة طفلة ومريضة بعد -شّدد عالكلام وتلاعبت نبرته على خيوط الغضب- ولا تطلعين بهالشكل من جديد ولا بيكون فيها موتك تفهمين ؟ أنتي صرتي شيء يمسّني فلا تفتحين على رأسي أبواب بصير بعدها قاتل ، لا تسوين العـ..

أُلجم بصدمة لما رجع خطوة لورى بسبب يدينها الناعمة اللي مايدري كيف إمتلكت القوة الكافية لزحزحة الجبل هذا ولكن برغم صدمته كان يشيّح بنظراته وهو يتنفس بهدوء يحاول يستدرك نفسه ويلجم جماح غضبه وما يأذيها فيه ، أما هي كانت تحترق من الغضب وتِتفتت لطريقة كلامه ومعاملته لها وأخذت تناظره بأنفاسه متلاحقة وتقول برجفة: أنا ماني بجارية عندك وظنّك إنك تمتلكني لأجل تتكلم معي بالطريقة ذي ، أنا غرور أخت غالِب !

تلاشت الدهشة فثبَت يدينه بطرف جيبه وإعتلت بين قسمات وجهه إبتسامة ساخِرة إشعلت في خواء روحها نار تلظى عثت وأفسدت ،وكأنه ببسمته هذي يؤكد لها إن غالب تخلى عنها لحِمى شاهييّن وإن هالتصرفات بتصير روتين بالنسبة لهم..
#هوى_ديار_الليل



١١٤
-
تناست تنازله قبل شوي عن كل أملاكه لأجلها وكونه أفلس بسببّها
وأنتبهت للنار بس .. النار الي حولتها لرماد
واللي بسببها إقتربت بكل غضب منه ودفعته على عين غُرة منه بكل جموحها وغضبها وجنُونها هذه اللحظة وفي حضرة البرد المهيَب اللي نخر ضلوعها حتى تهادى للسمع صوت سُقوط جسده الضخم في البركة الصغيرة واللي تناثر الماء بالجو بسبب إرتطام جسده العنيف بقاع البركة

أنفاسها المتواثبة الحارة واللي رغم برودة جسدها وإرتجافة تتقاتل بشراسة مع ذرات الهواء الباردة
وهي تناظره بنظرات غاضبّة نال منها التشفي الكثير والكثير ، صوت إرتطامة ، قطرات الماء اللي تراشقت على وجهها وجسدها ودهشته اللي شُلت بسببها حركتها فنالت منه!!.
-
-
#هوى_ديار_الليل🎬!

كالعادة ، التكملة متى ما أخذت هالبارتات حقها !🤍






"جوري" غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-02-22, 07:06 AM   #22

"جوري"

مشرفة منتدى الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية "جوري"

? العضوٌ??? » 333867
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,010
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » "جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




كانِت تبتسم بتشفي بنظرات ناريّة وبغير جرام واحد من الندم
كانت موقنة إنه يستاهل ترميه بفوهة بركان مهب بس بركة ماء صغيرة ، تراقب جسده المقلوب اللي أستقر على سطح البركة وسكون تحركاته بشكل ترك الوجل يزور قلبها ، إقتربت برجفة وهي تحاول معرفة سبب توقف حركته
حاولت تقترب ولكن خطوة زيادة بإتجاهه رح تقفز للبركة من جديد ، وهي بهاللحظة تستشعر إن عظامها تجمدت وأي ماء زيادة رح يهلكها ، إرتجفت أوصالها بخوف وبدأت تسب تسرعها وغضبها اللي يعمي عيونها عن تصرفاتها الهمجية ، وأخذت تنادي عليه بصوت بالكاد يظهر من البرد ومن خوفها .. كانت أشبّه بقطة مرتجفة بأحد الشوارع من البرد وصوت مواءها الباكيّ بالكاد يسُمع ، قالت برجفة بصوت حاولت يكون مسموع: شاهييّن ، وش صار ليه بقيت هنا ؟ البركة ماكانت إلا بمقاسك بالحقيقة كيف قدرت تغرق فيها ...

شهقت شهقة عنيفة دمرت كيّانها من شدة الرعب وهي تشوفه يرتفع كتسونامي بكل قوة من أقصى البركة ويسحبها من يدها حتى سقطت بالمكان الي كان مرمي فيه قبل لحظات ، كانت تتنفس بصعوبة وتضرب يدينها بالبركة برعب وجفنها مِنسدل عن عيونها رافض يتزحزح من شدة الرهبّة والموقف الي ماقدرت تستوعبه !
أيقظها من رعبها لما سحبها من عبايتها من الخلف ورفعها بيد وحدة من البركة اللي تتخبط فيها وصدى صوت ضحكاته يرهب المكان من علُوه ، فتحت عيُونها بصدمة والذهول زلزل أركانها وهي تستمع للنغمات اللي رقص لها قلبها بكل سطوة ، تزلززل وإنهدم على ضلوعها لدرجة نست المكان والزمان وتناست وجودها ك كُليتها بين أصابع يدينها يرفعها عن ماء البركة بكُل بساطة وكأنه يأكد لها إنها كعُقلة الإصبَع بالنسبة له فلا تتمادى ، وكأنها تؤكد له إنها قادرة على إطفاء كل غضبه بتصرف واحد منها
فكيف قبل لحظات يشتعل من غيظه وبهاللحظة يضحك وصوت ضحكاته وصل لمسامع ياسيّن اللي فغر فاهه بصدمة
١١٤
-
توقفت خطواته عن المجيء والذهاب بعدما أشتعل خوفه بعد خروج جده من البيت وتجمع النسوة بجنبه ولكنه رفض يتدخلون ويتوجهون له، رفض وهم بكلهم ما يدرون عن اللي حصل .. كل الي وصل لسمعهم إن شاهييّن حضر وهو بالمزرعة الخلفية ! ولكن إن يحضر صوت ضحكته معه؟ كانت هذه الطامة الي عجزو يستوعبونها .. كان يشّح عليهم بضحكة والحين بوسط هالمصايب يضحك بكل هالكثرة ؟ ياقوتك يا كاييّدة !

كانت ترمش بذهول وكل أجزاءها ترتجف من البرد .. "هه ترتجفين من البرد ياغرُور ؟ والله يا أسباب رجفتك تنحصر حول اللي يزلزل صدى سمعك .. يالله ! فِيه ضحكة تشابه ضحكته بالعذوبة ؟ ليه بسببها نسيت كل شيء لدرجة ماني قادرة أتذكر اللي حصل قبل ثانية وحدة بس ؟ الله يقوي حيّلك ياغرور وش قاعدة تقولين أنتي ؟ هذا وقت إنهزامك في سبيل ضحكة؟ لا ياغرور أنتي بمصيبة مابعدها مصيبة "

فكت أحجية أفكارها بسبب شاهييّن اللي خرج من البركة ومازال جسدها الرقِيق يتدلى بين كفوف يديه وكأنه طفلة ويطيرها كحمامة صغيرة
يشيَح بنظراته حتى قوام جسدها المنحوت أمامه بكل تفاصيله ، عن شعرها الملتصق بجسدها وكأنه يعايره بإقترابه منها بينما هو برغم كل هالقرب عاجز يلتصق فيها ، عنها .. عن غرُور!

عاجز عن النظر ؛ لأن الوضع مارح يُقتصر على نظرة وبس بحضرة هالأنوثة الفاتِنة وبعدها بتكون العواقب وخيمة لها .. وله !!

تركها تستقيم، شفايفها ترتجف بشكل صريح وواضح وبرغم ذلك كان صاد عن كل تفاصيَل وجهها،ضمت نفسها لها وهي تغمض عيونها للحظة وتِتذكر إنه من ليلة البارحة برغم كل شيء ،برغم كل فضاعة المواقف ما نظر لعيونها ، ما إلتقت عينها بعينه إلا مرة وحدة بس، بوسط الظلام وعلى ضييّ شمعة وماكانت النظرة واضحة .. باللحظة الي طلبّ منها يحتويها
وبعدها كان يشيَحها بكل براعة لدرجة ما ألتقت عينه بعينها أبد !

كان مازال شبّح البسمة مُعلق على وجهه قبل أن تستقر نظراته على يدينها اللي ترتعش وتطبطب على كتفها وقبل يخطي خطوة وحدة نطق بصوت عالي جهوري وصل لأعتاب مستقبليه بكل وضوح : يااا ياسييّن ، خذ حِمل جسدك وجسد كل أحفاد شاهِر الي بتلاقهم بطريقك وأنقله لبرى البيت هاللحظة !

ناظرو ببعض بإستنكار وعلامات الخوف تتمرد على ملامحهم ، وعلى وجهه تساهيّل المتورم من شدة بكاءها طوال الليلة حاولت تفهم الموضوع ولكن ياسيّن نفذ الأمر وهو يقفي بالمكان بصمت
ويخطي خطوات صريحة لخارج البيت وبطريقه لمح حرب يخرج من جناحهم يفرك عيونه بنُعاس فألتفت بصدمة لياسيّن اللي سحبه من إذنه وأخذ يمشي يجره وراه قبل أن يتسائل بذهول عن سبب جنونه من صبَاح الله ألتفت له ياسيّن وهو يكتم ضحكة مُلحة ..
#هوى_ديار_الليل


١١٤
-
همس له بنبرة عابّثة : شاهييّن يعوض ليلة البارحة بوسط البركة ، والله ياحرب إني درسّتكم كل شيء بحذافيره وخفت يروح تعليمي لكم على الفاضي بعد ليلة أمس-غمز له- بس أبشرك شاهييّن طلع تلميذ نجيّب قدر يعوض درجاته بكل سهولة

حرب كان يمشي وراه بصدمة وعدم فهم وغير مستوعب سبب ضحكات ياسيّن الي علت بالمكان ولا مستوعب ليه يسحبه لبرى البيت حتى!
بينما شاهييّن مشى لخارج المزرعة بخطوات بطيئة يحاول يستشعر تحركها وراه ، ومن لمح طرف عبايتها تتحرك تنهد بهدوء وهو يمشي لخارج المزرعة يحاول يسيطر على إنفعالته وصدمته للـ موقف الي عاشه معها قبل لحظات ، المُفترض يغرقها ويكتم أنفاسها بطريقته كتأديب ولكنه بكل بساطة-ضحك- "وش اللي أخل وزن المعادلة ياشاهييّن !"

لمح تجمهر النسوة حول باب المزرعة ولكن إنه يوقف يشرح ويبرر هاللحظة؟ كان من سابّع المستحيلات لذلك كمّل طريقه لجناحه بعدم إكتراث لنظرات الصدمة اللي تخترق لثيابه المُبتلة ولشعره الي يقطر ماء على أطراف وجهه
والصدمة اللي كانت أكبر للكائن الرقيّق الي يتهادى من خلفه بخطوات رتيّبة مرتجفة بسبب البرد تناظر لطرف ثوبه وتّتبعه بغير هُدى غير مستوعبة للي يحصل حولها وكأنها بمكان ثاني تماماً وغير مدركة لأي شيء غير إنها تمشي خلفه بصمت تحاول تلقى الدفء ، غير منتبهه إنها تخطت وقوفهم وإنصعاقهم بوجودها مع شاهييّن بهالمنظر المفضوح والمبتل مثله وكانت تشاركه الضحكات قبل لحظات بسيطة بعدما كانت البارحة بتموت قِبال عينه ، غير مستوعبة لتهاوي ساق أمها وإنفجارها ببكاء صامت وهي تغطي وجهها بكفوف يدينها تنتحب من قلبها بكل راحة لوجود هالطفلة أمامها ،بكامل صحتها ولكن ماتدري هل بقى فيها عقل بعد الي حصل؟
أما البقية كانوا جامديّن ، صامتين ، ومصعوقين
لدرجة عجزوا يتحركوا ، عجزوا يفهموا الموقف أو يحلوا أطراف المعادلة المجهولة
ومن بين إندهاشهم إرتسمت إبتسامة عابّثة على تجاعيد وجهها الوقور وأخذت تمتم بهمس وهي تخطي لداخل عشتها : ما خبت لما سميّتك كاايدة يابنت مهابّ ، نذر علي ماخبت جبتي رأس أعند القوم وسيدهم !
-
-
إنتهت خُطواته أمام دولاب ملابسه العتيّق والصغير وأخذ يسحب المنشفة منه على مُضض ويتركها على شعره الأسود بعشوائية وهو يبّحث له عن ملابس ولكن توقف عن الحركة عاقد جبينه وهو يلمحها تدخل خلفه ، لغرفته
تأمل تحركها بإستنكار ، كان منتظر تِتجه لجناحهم الخاص أو عالأقل تبّقى مع أمها بعد يوم أقل مايقال عنه"مسروقة من جحيم الوجع" من شدة سططوته ولكن إنها تِتبع خُطاه بكل هالإنهاك ما تخيّل !

#هوى_ديار_الليل


١١٤
-
تسحب اللحاف وتخبّي أنوثتها الرقيقة بداخلها وهي تتلحف بلحافه وتغطي كل كينونتها ، إشتدت عقدة حاجبه بعدم فهم لتحركاتها ولكنه هاللحظة كان " شاهييّن الجامد" فمن لحظة دخوله لغرفته تغيرت كل ملامحه وتلحف بالبرود بكل إحترافية، إدعى عدم المبالاة وهو يكمل خطوات تغييّر ملابسه ولا كأنها موجودة بالغرفة
ولا كأنها هنا، قريبة للحد لو رفع اللحاف غمّرها باللي فقده لسنين ولكن على كثر قُربها .. ياااابعدها!
تأفف بضجر بسبب زر الثوب وكانت أعصابه منتهية لدرجة ماعنده قدرة إحتمال كافية فسحب الزر بأصابعه وقطعه من الثوب بكل بساطة ورماه على الأرض في لحظة غضب منه وبعد لحظات وهو يعدل شِماغه عطس بكل قوة
فأخذ يتشمت وبعدها تأفف بعدما أيقن إنها مسيرة مرض بعد اللحظات الحافلة بالبِركة
وقبل يكمل خطواته سمع صوت سُعالها الحاد من تحت اللحاف وتأمل رجفة جسّدها الرقِيق فحاول يكمل إدعاء اللامبالاة ولكنه عجز فقال بهدوء : كان تركتي لعب الأطفال مادمتي بالنهاية بتنتظرين أمك لأجل تغير لك ملابسك ، ماعدتي صغيرة يا طاغية والدليل تركتيها وراك ولحقتيني لأجل كذا إعتقيني من هالحركات !

مالقى منها إستجابة ومازالت ممدة بكل أريحية على سريره فتأفف بضجر وأخذ يجر خُطاه بعدم مبالاة لخارج الغرفة في عجلة بسبب الإجراءات الي وجب عليها ينهيها قبل نهاية هاليوم ، لأجل يترك لشاهِر علم من جديد إنه ماهو بشاهييّن الي ينلوى يمينه ولو بأملاكه كلها ولكن توقف بمكانه لما سمع صوت سُعالها من جديد وأخذ يسبّ ويشتم بنفسه ورجع خطوة للخلف ضارب بعدم المبالاة عرض الحائط ، لإن هالكذبة ما تلحف بها قلبه اللي يشتعل وجَل هاللحظة
أقترب منها يسحب اللحاف عنها فشهقت بخوف وأرتفع رأسها عن المخدة تُلقي نظرات تائهة للمكان غير قادرة على الإستيعاب حتى هذه اللحظة ، ترك المنشفة على أطراف شعرها وأخذ يمسح عليه بكل هدوء يجففه بصمت حتى لامست أصابع يدينه الخشنة خُصل شعرها المببلة فإستوحشت روحه ، وجهها النيّر الرقيق أنفها المُوردة بشدة بسبب الرد وجنتها المُحمرة والمشتعلة بسبّب الحرارة وشفاهها المرتجفة تأملها بتعب ، فتركت هاللمسات والتأملات بروحه شعُور ترك كُل المرارة تستقر بحلقه هاللحظة قبل ينزع يدينه بسبّب ضميره الي بدأ يصرخ من وسط جوفه كان صوت سُعالها المتعب يتهادى على وتر قلبه فأنتفض بجزع بسبب عقله الي يشد وقلبه الي يرخي ، ولكن كالعادة في حضرّة الطاغية .. ينتهي عهد التعُقل ويُسلك درب الجنون في حبور ! أخذ يمسح وجهها المرتخية ملامحه بإِرهاق وكأن البرد ضرب أقصى خلايا عقلها ففقدها قدرة إستِيعاب الموقف وإستيعاب شخصه ك " شاهييّن "
#هوى_ديار_الليل


١١٤
-
مسح أطراف وجهها بالمنشفة برقة كانت غريبة على يدين إعتادت على الخشونة وأخذ يرجع شعرها للخلف بكلتا يدينه اللي إعتقد لوهلة إنها ترتجف بسبب إلتفاف خُصل شعرها على أصابعه! بلع رِيقه بإنهاك من هالشعُور اللي يييالله كم يلزمه من رباطة جأش لأجل يكبّح جنونه ، وأخذ يدفيها من جديد يلف اللحاف على كتوفها بحركة هادئة قبل أن يجر خطواته المتعجلة من جديد لخارج الغرفة ، بالأحرى للحوش الي يضم فريق النِسوة اللي مازالو على ذات الهيئة ، جامِدين في طُور الصدمة حتى حقهم بالتحرك تنازلوا عنه في سبيّل عيش هالصدمة بحذافيرها !

تقدم خطوة واحدة فقط أمام جناحه وهو يتأمل وجيه عماته كيف شاحبّة ، ونظرات بنات عمه المخطوفة بينما بسمة عابثة وملامحه مرتخية لصاحبة الوجه الوقور أجبرته يبتسم لها لما ضحكت له بينما قال بصوت رخيّم تغلب عليه الهداوة : عمة تساهيَل !

إنتبهت من بين نوبة بكاءها وإنهيارها لصوته وحضوره ، وقفت بصعوبة وهي تِتسند على غُفران الشاحبة بجانبها وقالت بصوت مبحوح مو شدة البّكاء لعدم إستيعابها لسلامة بنتها ولحضورها مع شاهييَن بهالهيئة؛ برغم إنه غالب بالأمس طمنها بأن"غرور بخير ونامي قريرة عيّن" وأكتفى بهالحكي ولكن هالحروف القليلة ما بتقر قلب أم ضناها خصوصاً بعد ملمحة تاريخية : سم يا شاهييّن !

أرخى يدينه بطرف ثوبه ومال بوقفته وهو يستند على طرف الجدار يداري شعور بالحرج : سم الله عدوك ، لا هِنتي ملابس لغرُور ؟

جحظت عيونها بينما غُفران ألتفت له في صدمة وأهدابَ تمتمت بذهُول: على الله صدقنا إن هالضحكة كانت بسبايّب غُرور ولأجلها لأجل نصدق طلبك لملابس لها ، ردوا لنا أخونا من بدّله ؟

وكزتها عفراء بغضب من كلامها وقالت بصوت مصدوم : علامك ياشاهييّن ودعت العقل ؟ وش قاعد يصير هنا ؟ بنت تساهييَل ليه بغرفتك وليه ما حشمتنا وتعبت نفسك ووقفت لأجل تشرح لنا هالجنون الي قاعد يصير ؟ أبوي وينه عن هالأفعال الرديَة، من متى وبناتنا يدخلون لغرف عيالنا بكل هالأريحية والقلة الحياء، يعني ما قتلها أمس تبيه يقتلها اليوم ؟ لا تشوفنا واقفيَن بهالمكان حنا نداريّ صدمتنا بس ولا كان دخلت أجّرها من شعرها ...

قاطعه ببرود وبصوت يقطع الحكي بسيَف الحدة : أي يد تنمد على " زوجـتي " مصيرها تنقطع على يديني

قبل لحظات يدارو صدمتهم من تجمع شاهييّن وغرُور وصوت الضحكات اللي لازمنها ولا ومكانها مناسب والآن حجم الصاعقة الي أنهالت عليهم كانت أكبر من إنهم يستوعبوا إن بكل بساطة كان سبب هالتجمع" زواجهم "
أسبّلت أهدابها عفراء بصدمة وضربت صدرها بسخط وهي تقول بفجيعة : تزوجت الناقصة ؟

#هوى_ديار_الليل



١١٥
-
عمّ الصمت المكان بعد صوته السااخط المعترض اللي رجَ قلبها بكل عنف من شدة الخوف اللي تأجج بداخلها نتيجة غضبه : ما يرتبط النقص فييها يا أم ياسيّن ، هي كاملة من كانت بمهدها وللحيّن كاملة ، هي طاهرة لدرجة تغسل الماء بيدينها

هزت رأسها بإيجاب من شدة خوفها تداري غضبه إلي تناست إنه يتفجر بلحظة لمسهم لشيء يخصه فأعتدل بوقفته وقال بغضب وهو يأشر بسبابتها : لا يمّسها ضر من هالبيت بالذات ، ولا أنا بنفسي ما أعرف وش بسوي !

أكملت عفراء برغم قلبها الي يهتز : والنناس ياشاهييّن ؟ إذا قفلت حلقنا من بيقفل حلق الناس ؟

ناظرها بصمت للحظات وبعدها قال بهدوء بعكس العاصفة قبّل لحظات ينطق بالكلمة اللي تلحق بإسمها بكل شعور يتملكه ، كم مرة نطقها من ليلة البارحة؟ ما يدري !
ولكن الشعور بكل مرة يأكد على إنها شيء ينتمي له .. ما ينوصف !: غرُور زوجتي ..من له شوق لشوفة أحبابه المرحومين يحكي عنها بسوء
وأنا قتاّله

أُلجمت الأفواه بذهول من صوته الهادي الي يناقض حدة أفعاله وأستطرد بذات الهدوء : وهالكلام ماهو بوقته ، الملابس ياااعمة!

فزت تساهيّل من فيضان المشاعر الي اختلطت مابين صدمة ومابين بُكاء ودهشة وألتفت لغُفران وهي تقول بإهتزاز : الملابس ياغُفران
إركضي وأناأمك لا تتعب أختك
قالت غُفران بفجعة : وبتتركينها معه يايمة لوحدها ؟
غمضت عيونها تساهيّل وهي تطبطب على قلبها بصمت بأنها تكون زوجة بيوم وليلة ولا تموت
كل شيء يهون إلا موتها : شاهييّن زوجها ياغُفران ، لبيّ طلبه لا ينفض غبار غضبه علينا
جحظت عيون غُفران وقالت بصدمة : يايمة كذا بالسّاهل ، مانرفع طرف أصابعنا ومانقدر نقول لا ؟ غرُور طفلة يايمة للآن ماشافت شيء من دنياها لأجل تكون زوجة ،كيف بترضيّن..

قاطعتها نظرات أمها الحادّة : ولد عمك ينتظر !
كبحت قهرها وغيّظها وإتجهت لجناحهم الخاص وهي تسحب لغُرور ملابس ودموعها تسلك مسارها الطبيعي وتغرق طرف نقابها ، من ليلة البارحة هالدموع ما جفت ، وبعد هالخبر ؟ ما ظنتي بتجف !

أخذت الملابس وهي تتقدم لشاهييّن وتمدها له بينما هو سحبها بكل صمت ودخل للغرفة يقفل الباب بوجه عدم إدراكهم ، بوجه صدمتهم وذهولهم
وبهدوء وقور على ملامح مودة إللي إلتزمت الصمت المحايد تستمع لكلامه ، وقلبها يتراقص بفرحة بسبب دفاعه عنها قلبها يشتعل فرحة إن هالكايّدة وأخيراً إستقرت بمكانها الصحيح ، صحيح الدرب كان عسّر ولكن بوجهة نظرها الوجهة تستحق لذلك بقت مبتسمة بغير احتجاج وبهاللحظة غير مستمعة لغضب عفراء الي تسكبه على مسامعهم ولا لبكاء تساهيل وكلام البنات المصعوق!#هوى_ديار_الليل



١١٥
-
دخل الغرفة بهدوء يقترب من جسدها المرخي بذات الوضع الي تركها عليه بذات الإرهاق اللي إختار ملامحها المغرورة
أخذ يناظر لخصل شعرها الي تمردت وأستقرت على حدُود وجهها فداعبَت بسمة ثغره تسربت من بين كل المشاعر الغليظةوأخذ يزيحها عن وجهها بكل رِقة ويثبتها خلف إذنها ، أزاح اللحاف عنها يغمض عيونه بتنهيّدة ، وين بتوصل ياشاهيييّن ويين ؟ هذي الحدود يابن عسّاف الي رسمتها؟؟
كان بيبعد يدينه عن عباءتها ولكن إستدرك نفسه بفجعة بسبب فزّتها المصعوقة ورعشة جسدها وهي تلمحه منحني لها ويزحزح عباءتها عن جسدها فتنفست بخوف وإستقر الوجل بصدرها وهي تدفعه عنها بطرف يدها فأستقام بوقوفه وهو يرمقها بنظرات باردة بينما هي لفت يدينها حول جذعها بحركة عفوية بينما كان فهمها غير تماماً لعقل شاهييّن
ناظرها بطَرف عينه وهو يكتف يدينه بغيظ بينما هي رمقته بكل غضب وهي تقول : لا تقترب مني من جديد يا شاهييّن !

أبتسم بسخرية من غيظها ونفورها منه وقال بإمتغاض : لا تنسين إني رجل تنازلت عن كافة الحقوق الي تفكرين فيها يابنت الناس ، فإقترابي منك ما يشكل لك أي مشكلة كوني ما أنظر لك نظرة الرجل لزوجته .. لا تخافين !

لحظة ، هذا الي ينزف ويئن بكل وجع وش هو ؟
كبريائها ، أو قلبها ، أو حتى أنوثتها
قبل يئن قلبها اللي طُعن بسكين الغدر بسبب كلامه عن نفوره منها وهي اللي، يالله هي اللي ... عجز ينطقها قلبها حتى من شدة ضيقه
أنت أنوثتها اللي سفكها بكل برود وبكل صراحة إنها ما أثرت فيه بمقدار ذرة !
وقبل ينتثر كبريائها على أرض الغرفة الي تخصه وقفت بغضب فبّان كل قوامها الممشُوق بسبب إلتصاق العباءة بجسدها ذا التفاصيّل الأنثوية القاتِلة وقالت بغضب : كونك قررت تتّبع رُكب الملائكة مايعني إنك مابتكون بيوم من الأيام بهيـم...

سكتت وهي تعض على شفايفها المرتجفة بغضب وأخذت تنزل من على السرير تُلقي كل سبابها الداخلي على عقلها اللي أستراح قبل لحظات وتركها تتحرك بدون وعي منها حتى وصلت لمكانه ، كانت بتخرج من الغرفة ولكنه سحبها من الطرف الخلفي للعباءة وكأنها طفلة مُذنبة حاولت الهرب بس كشفها أبوها وتركها توقف قدامه وهو يقول بصوت شبِة ساخر : ووين رايحة بهالشكل ؟

ناظرته بحنق وهي تنفض يدينه عنها : تقول ما تشكل أي خطر وأنت تستغل كل فرصة لأجل تقترب

الإبتسامة الساخرة لاحت وتركتها تشتعل غضب من جديد ، ليه يعاملها وكأنها تلقي النكات كمهرج مبتدئ حتى نكاته صارت قديمة ، أكملت بغضب وهي تقول : بروح أعتقك ياشاهييّن ، مهب هذا طلبك ؟

#هوى_ديرة_الليل



١١٥
-
ناظر للمكان بصمت وملتزم بقاعدة إشاحة النظر لعيونها في حدُود رسمها على قلبه وأجبر نفسه بعدم إختراقها وقال بهُدوء متحفظ : خليك هنا ، ما يصير تخرجين لهم من جديد بهالشكل ، تركتهم يجيبون لك ملابس لأجل كذا البسيها و لا تنسين إن الفأس طاح عالرأس وصرتي زوجتي وخروجك بهالشكل قدامهم ...

سكت بصدمة بسبب المنشفة الي رُميت على وجهه بكل غضب فسحبها في لحظة خاطفة عصرها بين قبضته بكل قوة بينما هي قالت بصوت حاد مُدعم بالغضب المتهالك : أنا ماني قرار أنجبرت عليه ياشاهييّن ، لا ترمي كلامك علي وكأنك تفضلت علي وتزوجتني وسترتني مثل مايقول جدك ! أنا ماني فأس وطحت على رأسك ونزفت بسببه ، أنا لو بطيح بطيح على قلبك وبهشمه لين ينتهي عهده فلا تعاملني بهالطريقة وتنتظر مني الصمت !

لأول مرة .. شاهييّن يحكم جماح غضبه وما ينقض ويخنق اللي تسبب بهالغضب !

دارى نفسه للحظات وهو يكتم إبتسامة ملحة إستنكر إرتسامه على أطراف وجهه بهالوقت بالذات ، إستنكر في ظل وحشية الرقيّقة واللي تخلت عن رداء هالرقة بكُل سهولة لما خطى لها على طرف .. ويكذب ؟ إنه هالمواقف تغضبه منها ؟ وإنه هالوحشية تسبب له نفور ؟ وإنه وجبّ عليَه يعاقبها بسببها ؟ يكذب وهو الي مابعمره كذب إلا بسببها فتنهد بسبب قلبه اللي ينفي كل هالإتهامات وأخذ يرمي المنشفة على السرير بعشوائية ويقول بهدوء متغافل عن كلامها : خليَك هنا ، بعطيهم علم يرسلون لك ملابس

ترك لها هالكلام يمر لسمعها وجر خطواته بثبّات لخارج الغرفة بينما هي ضربت الأرض بسخط وغضب تركها تمسك رأسها بتعب ، موقنة إن الحياة معه على هالوتيرة رح تكون صعبة ، صعبة حيييل !

بها رِقة غزال بكل الأحوال .. ولكن يتملكها وحشية لبؤة في أي لحظة يمّس أحد كبريائها الأنثوي .. بينما هو أسد غاضب في كل الأحوال دون تطرقه للرقة أو لليونة لذلك الموضوع بات معقد بشكل مخيف !

وإن كانت هذه بدايات الإرتباط برغم الشعور العفيّف والبريء الي بقلبها له .. فكيف لو كانت تكرهه ؟ يا مُعين الصابرين ..

خرج من الغرفة غير مهتم بالصمت المهيّب الي حل بالمكان الي خطت فيه خطواته بعدما كان يشتعل بسبب صدمتهم ، وخرج من البيت غير معير لنظراتهم الي مازالت مصعوقة أي داعي

لمح جُبران متسند على طرف الجدار ويناظر بملل للمكان ومن أنتبه لخطوات شاهييَن أعتدل بوقوفه ورسم إبتسامة بلهاء على وجهه حتى أبتسم شاهييّن بضجر وقال : وش صاير ؟ ليه هالبسمة الغبية تزين وجهك؟

ضحك ياسين وقال بعبّث : المهم إنها تزيّن ولايهم وصفها !
#هوى_ديار_الليل



١١٥
-
- رفع يده وهو يلعب بحركات وقحة على صدر شاهييّن ويأشر على الزر بخبث - المعركة كانت على أشدها ؟ يارب لك الحمد ما تعبت على الفاضي وأنا أعلمكم؟
دفع يده بقرف عنه وهو يقول ببرود : لا تمد يدك من جديد عشان ما أقصها

ضحك ياسين أكثر وهو يغمز له : قل صار هالمكان ملك حصري لبنت مهابّ ومالنا أي حق فيه

ناظره بإشمئزاز : من متى كان له حق فيه أصلاً - سكت للحظات وإستطرد بهدوء - سيارتك هنا ؟

هز رأسه ياسين فحك طرف جبينه وهو يقول : تحتاجها هاليومين ؟
سحب مفتاحها من طرف جيبه وهو يرميه على شاهييّن ويقول له بعدما غمز له : يارجل فدى مواطي رجولك ، وركّز أنا ما أشح عليك بأملاكي
بينماأنت الي ظنينا إن الثقل منبّعك صار صدرك ملكها بليلة وحدة بس .. ياخف قلبك!

ناظره بعيون ضاحكة وهز رأسه بآسى بينما ياسين تبسم بهدوء ولكنه ضرب الأرض برجله بكل قهر وهو يناظر لسيارته تبتعد مرأ عينه : كنت بسأل عن الي حصل لأجل يضحك بهالطريقة-رفع يده وثبّتها على طرف وجهه كعلامة تفكير-معقولة طبّق أفكاري المراهقة بهالسن الي بيوصل فيه للمشيّب ؟

ضحك بهدوء وهو يجر خطواته للبيت : يا عجايّب هاليوم اللي بدأ بضحكة شحّ علينا كثير فيها! يا قوتك يابنت مهابّ بساعات قليلة هديّت حصون قضى يبنيها سنين عمره كلها!


بينما غرُور كانت هاللحظة تغوص بحضن أمها اللي تبّكي بقهر على حال بنتها واللي تبّدل بين ليلة وضحاها.. تاركه عتابها وغضبها لوقت ثاني
ومسخرة خوفها وحنانها فقط هاللحظة ، موقنة إن لغرور تبرير منطقي لأن ماهي بغُرور الي تخون التربية.. لاوالله ماهي بغرور !
-
-

بوسّط السيارة اللي تُضم جسد شاهيّن ، متكىء بذراعه اليسار على الشباك وبين أصابعها تترنح حبة الدخان وكأنها تراقص أصابعه بنغمة معينة!
يِتجهه للمغارة بعد يومين من بعده عنها بسبب الي حصل ، خرج منها بشعور ورجع بشعور مختلف تماماً !
بعدما أنتهى من نقل جميع الممتلكات الي تخصه هو ل " غرُور بنت مهابّ" حتى تراكم بقلبه شعور غريب ، كان يظن إنه عاشر كل مشاعر هالحياة بس معها الظنون تخيّب دائماً !
وصل للمغارة ونزل يُلقي نظرات خافتة على قطيع الإبل وأخذ يتنهد يكمل خطواته للمغارة ! دخل بخطى ثابتة ولكن ثواني بسيطة قبل أن تُختل والسبب معروف - محد يقدر يهزه غير شيء واحد - عقد حواجبه بعدم فهم وهو ينتقل بالمكان كمن يبحث عن شيء ولكن كأنه سراب عجز يلقاه ، لمح وضحى الغزال تقترب منه وأخذ يمسح على ظهرها وهو يقول بدهشة دمرت خلاياه : هي زارت هالمكان ياوضحى؟شفتيها؟ لمحتيها ؟ ولا وش هالوسوسة اللي بديت أعيشها ؟ ليه رائحتها منتشرة بالمغارة ياوضحى؟

#هوى_ديار_الليل



١١٥
-
تنهد بعد لحظات وهو يدلك مقدمة رأسها وأخذ ينزع شماغه عنه موقن إنه بدأ يهلوس كالعادة ، شمّر عن كفوف يدينه بنية إنه يُكمل ما بدأ من أعماله وقبل يلطخ يدينه عقد حواجبه وهو يلمع شيء أشبه بالخيط يلمع بوسط المنحوتة اللي كانت في طور الجفاف بعدما إنتهى منها قبل يومين ، أقترب يتسائل عن ماهية هالخيط اللي كان بيشوهه عمله ولكنه عقد حواجبه وهو موقن إنها " شعرة" أبشع شيء بعيون الفنان اللي يبذل كل جهده في عمله هو مثل هالتخريب ، ولكن كان تخريب من نوع مختلف ! تخريّب آدى إلى بسمة خافتة رُسمت بكل سطوة على تقاسيم وجهه وأجبّره قلبه يمسح على أطراف الشعرة وكأنه جبل وطاح عن قلبه ، وقف وهو يمسح على وجهه وأخذ ينقل نظراته للمغارة بعيُون ضاحكة إقترب بعدها ينحني لوضحى ويداعب جلدها بعشوائية بعدما فهم كل الموضوع ، من رائحتها اللي داعبت أنفه بوسط سيارته ومع ذلك كان موقن إنها مجرد هلوسة وبقى طوال الطريق غاضب من ذاته ، لحضورها مع زِناد اللي أساساً كان معه والي بقى طوال الطريق يتبعه ، ولرائحتها اللي تطفو بهالمكان عقبها ولخصلة من شعرها تركتها كدليل لبراءة عجزو يلمحونها بلحظة غضب : كنت داري يا وضحى ، حفيَدة شاهِر ما تنحني للعيّب
كنت موقن إن بهالموضوع سر عجزنا نكشفه ، أنا أجهل الأسباب ولكن كل الي كان يهمني نظرة البراءة بعيونها، هي الي تركتني أحكم عليها
للحظات عجز يرسي على ميناء ، تارة تتفجر ألعاب نارية بروحه بعدما لقى الدليل ، وتارة يستشيط غضب عن كونها تخلت عن رداء الحياء وغامرت وركبت معه، ووصلت للمكان هذا بعد !
تنهد وهو يمسح على ظهر وضحى ويقول بهدوء : أربكتني يا وضحى ، أحد يميل لشيء ولا مال يقول والله إنها إستقامة؟ يوم بس وأنا ماعادني بذاتي وإعداداتي أنتهت صلاحيتها وصارت أفعالي تناسب قيس بالجنون، وش..

سكت بسبب إبتعاد وضحى خطوة عنه تاركه يده معلقة بالهواء فعقد حواجبه بعدم فهم وأخذ يقترب منها يحاول يعاود الكرة ولكنها أبتعدت عنه تحاول تدفن وجهها برقبتها في حركة أذهلت شاهييّن وتركته يقف في صمت يحاول يفهم أسبابها ، أقترب من جديد بعد لحظات يبلع رِيقه بصعوبة وأخذ يتمتم بِـ : تذكرت هاللحظة وقت كنا نلعب حنا وصقر بوسط الحي..

رفعت رأسها بحركة أوتوماتيكية بينما هو جحظت عيونه في صدمة وأخذ يكمل : وكنا دائماً نتقاتل من يكون حارس برغم إن مهاراتنا الهجومية كانت أفضل ، ولكن لأننا كنا ندري أنا وهو إن بعد لحظات من لعبنا رح تجي هي وتسيطر على عقولنا وتجبرنا نخليها مهاجمة ولأجل كذا كنا نبي نحمي مرماها حنا ، كان يحبها و..

غمض عيونه وهو يشيّح وجهه للخلف ويمسح على أطرافه بذهول أعجز كل أركانه !
#هوى_ديار_الليل



١١٥
-
غمض عيونه وهو يشيّح وجهه للخلف ويمسح على أطرافه بذهول أعجز كل أركانه ، وضحى رجعت تحاول تدفن وجهها برقبتها بمجرد تطرق شاهييّن لغرور ! أخذ يناظرها من جديد وهو يجلس بتعب : ماهوب يكفي سبّع سنين والذنب يسلخني بسوط من نار ياوضحى ، ماهوب يكفي سنة ونص وأنا في عقر دار الجحيم أتقلب بين نار تلظى تكويني بجمر الذنب كل ليلة؟ للحين العذاب مستمر ؟ وأنتي بتمشين على خطى صاحبك ياوضحى؟ بتوفيّن للي عجزت أوفي له يوم صار بقبره؟

أخذ نفس بصعوبة يستشعر نار حارقة بجوفة ووجع قطع أحشاءه أجبره يوقف بكل عجلة وهو يخرج من المغارة ويتقيأ كل اللي بمعدته بكل تعب ، بعدما غارت عليه مشاعره وضغطت عليه لدرجة جلس بمكانه ينهت بتعب وكأنه قطع أشواط في الماراثون بينما هو ما تزعزع خطوة وحدة .. يا مرارة هالشعور الي عجز يتخلص منه ، سنين وهو يحتجزه وإن فرح لحظة غار عليه الندم عقبها لأيام طويلة !
-
-

بأركان آل جلوي ..
كانت تحكم زِمام نقابها بعدما نفضت عن روحها رماد الكئابة اللي تلحفت المكان هالأيام لأسباب كثيرة تركت تساهيّل تنتحب بكل ليلة على مصير بنتها اللي صاروا يتكلمون فيه بالهمس في بيوت أهل الليل ، نقلت أنظارها لأمها اللي تربط رأسها بحبل دلالة على صداع فتك برأسها ويدينها على خدها وساهمة بالبعيد ، بينما غُفران كانت مرخية برأسها على طرف الشبّاك تتأمل العمال الي أنتهوا من ترتيب غرفة شاهييّن بأمر من شاهِر نفسه ! تأففت بنفسها وأبتعدت عن الجناح تنقل نظراتها للحوش الفسّيح تبحث عن شخص بهالبيت غير مكتئب أو عالأقل وسيع صدر ، ومن أقتربت من العشة مكان جدتها المُعتاد اللي الضيق يبقى خارج إطاره ومودة تتوسطه وجنبها أعشاب ونجر وكيّسات زرقاء
وعلى مُحياها يرتسم الهدوء ، إقتربت وهي تنزع حذاءها وتتركه بجنب حذاء جدتها ومن إستقامت أمام مودة حتى رفعت رأسها وتأملتها ببسمة مختلسة عن الأعين المكتئبة وهي تقول بضحكة : هلا بالعروسة!

تنهدت بضجر وهي تجلس بجنبها وأخذت تقول بقهر : أي عروسة ياجدة هدّاك الله ؟ أنتي بنفسك تعرفين في أي ظروف تزوجت ومع ذلك مستانسة ، علميني بس ياجدة أنتي منتي من عصر القديمين ؟ أهل التقاليد والعادات وذبح البنات كنهم شاهة لمجرد لمحو بس حرف ت من كلمة تقصير ؟

ضحكت بهدوء وهي تكمل دق الأعشاب بالنجر وأخذت تقول : اي بالله أنا من عصرهم ومنهم ويااكم سمعنا وشفنا بنات ادفنوا وهم بريئات بس لأن أهلهم شكوا كان مصيرهم الموت يا بنيتي ، ميّر حنا ناس نفكر قبل نخطي خطوة
كنت تظنين إن مصيرك بي..

قاطعتها بشهقة عنيفة وهي ترفع يدينها وتأشر بها كشكل مسدس بطريقة مسرحية !
#هوى_ديار_الليل


١١٦
-
- ومن رفع المسدس علي وكان بيقتلني قبل عشرةًأيام؟ لايكون كان حلم؟ولا بتوقفين بصف زوجك ؟

- لا مانيب بموقفة بصف الفعل الي سواه ، مير وقفت بصف نواياه الي تركته يقدم على هالفعول ، وعلميني ليه تفتحين هالمواضيع الحين وحنا كتبنا خاتمتها بنهاية سعيدة ؟
- أي سعادة الله يرضى عليك ياجدة ؟ هو يا أنتي خرفتي جعل يومي الأول ، يا أمي مكبرة المواضيع عالفاضي
- يا ويل حالي يا بنت مهاب ، لا تخليني أهف عقلك بهالنجر لا تطرين طاري الخرف عادني ماشفت شيء من الدنيا ، وبعدين الوضع راكد ...
- ياجدة أنتي بتسببين لي جلطة دماغية والسبب عدم مبالاتك ، ليه أنتي منتي بمثل الجدات الي مثل عصرك؟ هاللحين مفروض إنك تنتقلين من بيت ل بيت بالديرة تعلمينهم إن حفيدتك بريئة وبنت كِرام من الإتهامات الي يرمونها بسمعتي وكأني بنت شوارع ، ناهيّك إن لهم يومين كل حكيهم عن حفيدة شاهِر الي كشفوها أهلها بسيّارة رجل غريب بوسط الليل وأجبر شاهِر حفيده لأجل يستر عليها وهو تزوجها بنفس الليل وهرب لأنه ماكان يبيها وأنغصب عليه وفؤاده معلق ببنت ثانية وعاد الله أعلم من هي هاللي يقصدونها ، هذا بكفة وإن أخوها تقاتل مع هالرجل وكان بيذبحه وهاللحين هو بالمستشفى بسبب طعنات كان بسبب القتال الي بينهم ، وهذا كله وما نعرف من نقل كل هالأخبار رغم إن حنا بس يالأهل اللي حضرنا الموقف ، يعني أكيد أحد يكرهني منكم يآل جلوي حتى ركبتوا سالفة من أول حرف لآخر حرف ، وبعد هذا كله غياب غالب ، وحفيدك الغالي العريس المبجل اللي هرب من تالي يوم دعّم خزعبلاتهم ومحد أكلها غير غرور البريئة الي كل ذنبها بهالحياة إنها صارت حفيدة شاهِر

قالت آخر جملة وهي تقوس شفايفها بحزن درامي بين مودة تستمع بحرص وفعلاً كل هالأمور لها نصيب من جهة الحزن من قلبها مع ذلك هي تدري .. كل هالكلام "بكلمة وحدة" رح ينتهي بس الصبّر هو الحل ، مادام شاهِر مقفل إذنه و يكمل باقي نواياه بصمت ممُيت ترك أهل الليل مذهولين عن عدم قدرته لسد الأفواه بينما هو كان غير مهتم .. ولأول مرة وكأن هالموضوع مايخصّه ، موقن إن الي يمسّهم الموضوع مصيرهم يرجعوا يلملمون أطرافه .. كانت مودة تستمع بضيق حتى وصلت لآخر جملة ضحكت بسبب تعابير غرُور وضربت على فخذها وهي تقول بقصد : محد ضربك على يدك وقال إركبي سيارة خوييّ شاهيّن يا غرُور !

عضت على شفايفها وهي تصد بضيق بينما مودة أكملت بهدوء بعيداً عن العبّث : وأنا أمك أنا وأنتي وشاهييّن وكل أهل البيت ندري ببراءتك ولو ما كنا نعرفها ماكان بقينا ساكتين طوال هالفترة وما سألناك حتى كيف وصلتي لسيارة هالرجال بوسط الليل ، صح ولا لا ؟

#هوى_ديار_الليل


١١٦
-
كتمت مودة ضحكتهاعلى صمت شاهييّن عن تصرفها رغم إنه لو كان شخص غيرها كانت النتيجة بتكون غير وقالت بغضب مصطنع وهي تقرص كتفها : لا تعلي صوتك قدامه تحشّمي ، وبعدين قومي إستقبلي زوجك بأدب يا قليلة السنع ، أيامنا لاجاء الزوج بعد غياب ولو إنه يومين نقوم نستقبله من عند الباب بالبسمة الزينة والريحة الحلوة ونهمز له ونضحك له ولو بقلبنا عتبنا له ، كذا ربونا أهلنا لأجل كذا قومي سلمي عليه

تلقى شاهييّن كلامها بصمت بينما غرُور ترك مستوى الغضب يوصل لأعلى مستوى فقالت بسخرية : تبيني أستقبله بالأحضان بعد كل الي حصل؟

هزت رأسها بإيجاب وتمتمت على مُضض : هذا زوجك جنتك ونارك يا بنيتي ، مهما حصل لازم تعفيّن وتسامحين عشان تحافظين على بيتك

ناظرتها بإستنكار بينما مودة ناظرت لشاهييّن بحدة ، بينما هو يتأملهم بإستنكار فضربت مودة كتف مودة بإبتسامة : قومي يا بنيتي ، الوكاد إن عنده عذر يجمل غيابه

كتمت غيظها بصعوبة وحتى شعورها البريء اللي بقلبها ما يجمَل غيابه أبد ، بالعكس حتى هو وقف ضد هالتصرف ، دامه رضى يكون لها فيّ
ليه بأول شمس تركها؟ وقفت وهي تعض على شفاهها بغضب وهو صامت تماماً ومن أقتربت منه ناظرها بهدوء وهي تمد كفُوفها الصغيرة بإتجاهه فلانت ملامحه وأخذ يمد كفه لها مستنكر إنها فعلاً عفت عندغيابه ولكنه عقد حواجبه وهي تستولي على كفه بكفوفها الثنتين وتضغط عليها بكل قوة وهو غير فاهم تصرفها
بينما مودة من لمحت الي بكفوفها ضحكت وصدت عنهم وهي تكمل دق أعشابها
بينما غرُور قالت ببسَمة ساخِرة : علامك ياولد العم ، الخطوة كانت كبيرة عليك وأنت طلعت منت بقدها لأجل تتركني بوجه الناس وأنت تهرب عن عيونهم؟

ضغط على كفها بقوة اللي يحتضن كفها فتوجتر ولكن ما أظهرت وجعها بينما هو همس : مهب بأنا الي يتوارى ورى مرأته يا طاغـية

زمّت شفايفها بغضب وسحبت يدها وهي تدسها ورى يدها وكأنها تنفي فعلتها وقالت بسخرية : زين،بعد كل هالغياب ما تواريت ، لامنه صار شيء أكبر وش بتقول ياشاهييّن ؟ دامنا بأول الطريق وباقي حنا على بر الأمان ووضح النقا خل الدرب ينتهي هنا ، دام منت بقدي ياولد العم إعف نفسك من مهمتك اللي لبَستها غصب عنك

تجمهت ملامحه من حكيها ومن صمت جدته ولكنه مارد عليهم بسبب الرائحة اللي تسربت لخشمه وتركت ملامحه تميل للإشمئزاز ، بدأ يشم نفسه وثوبه حتى غترته سحبها من على رأسه ونظرات غرُور الضاحكة بشماتة تتبعه ، ومن قرب كفه من خشمه حتى نفضها بقرف وناظرها بإشمئزاز وهو يقول بنبرة تركت ضحكتها تعلى بكل قوة : ثوم يا مقرفة؟
-
-
#هوى_ديار_الليل 🎬





"جوري" غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-02-22, 09:44 AM   #23

"جوري"

مشرفة منتدى الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية "جوري"

? العضوٌ??? » 333867
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,010
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » "جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



١١٦
-
هزت رأسها بصمت فإستطردت مودة : وشاهييّن تطرق للموضوع هذا معك؟ قال كيف ركبتي سيارة خويي ؟ لمّح لك إنك لاسمح الله رخيصة أو خسيسة؟

تجهمت ملامحها بغضب من هالألقاب مع ذلك نفت بإصرار وهي تقول : قال بكون أنا قبّرك ، أظنه إختصار لكل هالحكي صح ولا لا ياجدة؟ والدليل تركه لي بمدفع أهل الليل بدون سند وهو بنفسه يدري بإيش ضحيت لأجل أكون ورى ظهره .. مادام مايعتبرني مثل الي تقولينه ليه له أيام غايّب بدون خبر ياجدة؟ تاركني بوجه شاهِر اللي نظراته تنبأ بقتلي وبين عيون نسوان هالديرة الي كل عصر جايين بسبب وبغير سبب يتهامسون بصمت وحنا ياغافلين لكم الله ولو أم صقر ماقالت لنا عن سبّب حكيهم ماكان درينا إنهم يحكوون بعرضي أنا ياجدة ، صحيح سكت عن اللي حصل معي ولكن أنتوا ما سألتوا ياجدة-تغيرت نبّرة صُوتها فجأة- حتى هو ياجدة ، حتى غالب ماكان بعيونه سؤال كانت عيونه تنطق عتاب وغضب هو لو قال ياغرُور كيف آل بك الوضع بهالمكان كان قلت له إني ..

سكتت بسبب ربتة كفوف حنيّنة على ظهرها وقالت ببسمة مُنهكة : معليك وأنا أمك ، من يجي أول حفيد لنا من صلبّك بننسى كل هالحكي

شحبت ملامحها وقالت بذهول : أحنا ويين ياجدة وأنتي ويين ، صدق يا وسّع صدرك!

ضحكت مودة وهي تقطف من الريحان المصفوف خلفها وتقترب منها وهي تثبته خلف إذنها وتقول بهدوء : بتنسين وأنا أمك ، ماسكتنا من فراغ وما ضحكنا من وجع ، مهب حنا كبار ؟ أجل سكوتنا حكمة .. كل شيء بينجبر أنتي بس إنتظري !

سكتت بهدوء وغيرت الموضوع على عجل وهي تسحب النجر وتأخذ عشبة وهي تدقها بكل قوة قاطعتها مودة بضحكة : هذا ثوم وأنا أمك ، وزوجك يكررهه ويبغض ريحته ويمكن يذبحك لو جاء وشمّها فيك ، خليه عنك وقومي شوفي جناحك الي فرشه لكم جدك

بقت تدق عشبة الثوم بغضب وني تناظرها بسخرية : وينه العريس المبجل لأجل نقرر بيشم الثوم أو لا ، بعدين الجناح يشبع فيه جدي أنا ما أبيه ومارح أجر خطوة وحدة له

قبل تنطق مودة ، رفعت رأسها وأبتسمت بكل إشراق وهي تلمحه يشد الخُطى له ، بثبّات ماهزه أعتى الجبابرة بيدين تترنح بكل قوة بسبب خطواته الكبيرة وبوجهه تعابيره كانت هادئة ولا كأنه كان بمعركة مع أهل الليل قبل لحظات !

إستقر أمامهم بالعشّة ومن أول خطوة له وقبل يميز جلوس جدته ميّزها هي ، وميّز حتى إيماءات جسّدها الغاضبة مع ذلك أقترب بصمت ووقف قدامهم بهدوء بعدما سلّم

ردت مودة السلام بينما غرُور إستمرت بالدق بغير رد حتى وكزتها مودة وهي تقول بغضب : ردي السلام على زوجك يابنت

توقفت عن الدق ورمت يد النجر بوسطه بغضب وهي تقول : رديته بنفسي ، ما يستاهل يسمع صوتي

#هوى_ديار_الليل


١١٦
-
كتمت مودة ضحكتهاعلى صمت شاهييّن عن تصرفها رغم إنه لو كان شخص غيرها كانت النتيجة بتكون غير وقالت بغضب مصطنع وهي تقرص كتفها : لا تعلي صوتك قدامه تحشّمي ، وبعدين قومي إستقبلي زوجك بأدب يا قليلة السنع ، أيامنا لاجاء الزوج بعد غياب ولو إنه يومين نقوم نستقبله من عند الباب بالبسمة الزينة والريحة الحلوة ونهمز له ونضحك له ولو بقلبنا عتبنا له ، كذا ربونا أهلنا لأجل كذا قومي سلمي عليه

تلقى شاهييّن كلامها بصمت بينما غرُور ترك مستوى الغضب يوصل لأعلى مستوى فقالت بسخرية : تبيني أستقبله بالأحضان بعد كل الي حصل؟

هزت رأسها بإيجاب وتمتمت على مُضض : هذا زوجك جنتك ونارك يا بنيتي ، مهما حصل لازم تعفيّن وتسامحين عشان تحافظين على بيتك

ناظرتها بإستنكار بينما مودة ناظرت لشاهييّن بحدة ، بينما هو يتأملهم بإستنكار فضربت مودة كتف مودة بإبتسامة : قومي يا بنيتي ، الوكاد إن عنده عذر يجمل غيابه

كتمت غيظها بصعوبة وحتى شعورها البريء اللي بقلبها ما يجمَل غيابه أبد ، بالعكس حتى هو وقف ضد هالتصرف ، دامه رضى يكون لها فيّ
ليه بأول شمس تركها؟ وقفت وهي تعض على شفاهها بغضب وهو صامت تماماً ومن أقتربت منه ناظرها بهدوء وهي تمد كفُوفها الصغيرة بإتجاهه فلانت ملامحه وأخذ يمد كفه لها مستنكر إنها فعلاً عفت عندغيابه ولكنه عقد حواجبه وهي تستولي على كفه بكفوفها الثنتين وتضغط عليها بكل قوة وهو غير فاهم تصرفها
بينما مودة من لمحت الي بكفوفها ضحكت وصدت عنهم وهي تكمل دق أعشابها
بينما غرُور قالت ببسَمة ساخِرة : علامك ياولد العم ، الخطوة كانت كبيرة عليك وأنت طلعت منت بقدها لأجل تتركني بوجه الناس وأنت تهرب عن عيونهم؟

ضغط على كفها بقوة اللي يحتضن كفها فتوجتر ولكن ما أظهرت وجعها بينما هو همس : مهب بأنا الي يتوارى ورى مرأته يا طاغـية

زمّت شفايفها بغضب وسحبت يدها وهي تدسها ورى يدها وكأنها تنفي فعلتها وقالت بسخرية : زين،بعد كل هالغياب ما تواريت ، لامنه صار شيء أكبر وش بتقول ياشاهييّن ؟ دامنا بأول الطريق وباقي حنا على بر الأمان ووضح النقا خل الدرب ينتهي هنا ، دام منت بقدي ياولد العم إعف نفسك من مهمتك اللي لبَستها غصب عنك

تجمهت ملامحه من حكيها ومن صمت جدته ولكنه مارد عليهم بسبب الرائحة اللي تسربت لخشمه وتركت ملامحه تميل للإشمئزاز ، بدأ يشم نفسه وثوبه حتى غترته سحبها من على رأسه ونظرات غرُور الضاحكة بشماتة تتبعه ، ومن قرب كفه من خشمه حتى نفضها بقرف وناظرها بإشمئزاز وهو يقول بنبرة تركت ضحكتها تعلى بكل قوة : ثوم يا مقرفة؟
-
-
#هوى_ديار_الليل



١١٦
-
ابتلع ريقه بصعوبة لما تهادى صوت ضحكاتها على وتر قلبه و مودة كانت تراقب هالعلاقة الي تصنفها ضمن العلاقات الغريبة الي تعرفها
لقاء جبابرة تظن إنه بأي لحظة بينتهي بموت أحدهم ولكن بكل مرة يفاجؤك بنهاية غريبة ؟
كإنك كنت تنتظر دموع ولكن تظهر الضحكات

حافظ على رباطة جأشه الي ظل يستمدها من غيابه طوال هالوقت ، ياكبر هالضحكة يابنت مهابّ ، دمرت الي أنبنى لأيام طويلة .. ياضحكة تهز أكبر الجبابرة فكيف بـ..

تنحنح يبعد كفه عن وجهها ويناظرها بقرف بينما هي رمشت بعيونها مرات عديدة تقترب منه وتأشر بكفوفها له وهو يتراجع للخلف يناظرها بغضب ما أهتمت و كان هذا عقاب غيابه ، يسمع ضحكاتها ويتحسر
يتلوى من الحسرة إنه ما يقدر يُقبل منبع الضحكة الرقيقة هذي ، ما أقساه من عقاب يابنت مهابَ وما أقساك

أبتعد عنها بخطوات عجولة فتوقفت بمكانها تلتفت وتناظر لجدتها اللي كاتمة ضحكتها بصعوبة وغمزت لها بضحكة : ها ياجدة ، وش رأيك بإستقبالي ، حنون صح؟

فجّرت ضحكاتها المكتومة بينما غرُور شاركتها الضحك وجلست جنبها وهي تلمح شاهييّن يقول بصوت جهُوري: عممة عفراء !

خرجت من المطبخ بربكة بسبب صوته وحضوره وتوقفت على بعد خطواته منه وقبل تتسائل عن سبب نداءه قال يقطع الأمر : دلات قهوة توصل لمجلس شاهِر ياعمة ، ضيوفي بعد قليل بيقبلون
وعقيق ضيفي هاللحظة ، إستعجلي !

قال هالكلام وشد الخُطى لشاهِر اللي خرج من جناحه بينما عفراء إنتفضت بقهر وهي تتكتف وتناظر لغرور الي تضحك مع جدتها : ياحسرتي عفراء بهالبيت خدامة وعروسته تتضاحك مع أمي ولا عليها من أحد،والله معد أحد يعرف وش يقول ووش يحكي من هالزواج اللي الكل درى به وأنفضحنا بسببه ولا من هالشاهييّن اللي يمشي وكأنه ملك الليل

لمحته وهو يقبل رأس شاهِر بكل صمت ويبتعد عنه بينما شاهر ألتزم الصمت وجر خُطاه للمجلس وبجنبه شاهييّن ، ورغم خطاه اللي ماله رقعة كان يوازن خطواته بخطوات جده، مابعمره تنحى خطوة وحدة للخلف وهالشيء الي يترك عفراء تصد بقهر وعدم إعجاب،خصوصاً بعد الفضيحة اللي إنتشرت على لسان أهل الليل في ظل صمت أبوها! وهو اللي كان بيقتل غرور بأرضها لولا جنون شاهييّن وإختطافها من أمام فوهة المسدس ! مستحيل يتصدى لشاهر وأهل الليل غيره ، وهذا الشيء الي برغم حبّها لشاهييّن تبغضه!إن له قوة على كل شيء

بينما تساهييَل وغفران وحتى أهداب من تهادى لسمعهم صوته الجهوري إنفضوا من عقر دارهم وأتجهوا لمصدر الصوت ، لمحت تساهيّل غُرور جالسة تنشر عبير ضحكاتها بالمكان برغم ذبولهم فأقتربت بغضب وهي تتقدم منها وتضربها بكل قوة على كتفها مما أجبر غرُور تتوجع وتلتفت بغضب لضارِبها #هوى_ديار_الليل


١١٦
-
زمّت شفايفها بوجع لما لمحت أمها بينما تساهيّل كان صوت أنفاسها المتلاحقة واضح من الغضب : أنتي ما تدلين دروب الحياء فهميني يا آدمية ؟ ما تحسين على دمك ياغرور
ناوية تذبحيني من لامبالاتك هذي ؟ قبل عشرة أيام كنتي بتموتين وبعدها بساعات بس راجعة لي وأنتي متزوجة ولد عمك وأخوك رافض لا وبعد كنت تتسحبين معه بالبركة بفجر الخير ؟ وهاللحين سيرة سواياك على لسان الي يسوى والي ما يسوى بأهل الليل وأخوك غايّب
وزوجك توه يجر خطاه بعدما هجرك عشرة أيام وجالسة تضحكين ياغرور؟تضحكين ولا كأن عندك هم بينما وزعتي همومك علينا؟ أنا أرثي صبَاك ليل ونهار وأختك جافاها النوم من البكاء وأخوك من الضيقة هج وهرب ، وأنتي مرتاحة ؟

ناظرتها بصمت للحظات بعدما قبّضت على يدها بكل قوة وهي تفرغ غضبها فيها وقالت بهدوء تداري غصّة تملكتها : يعني عشانك ما شفتي بكاي وما أنهرت من الوجع قدام عينك صرت ماني بمهتمة يمة ؟ ودك أقوم أقطع نفسي لأن أهل ديرة الليل أرخصوني ؟

قاطعتها مودة تحتضن غرُور بغضب وتناظر ل تساهيَل بحدة : لا يطري لك تمدين يدك عليها من جديد يا تساهييّل ، هي غلطها كان بسيّط لولا إنكم كبرتوه كلكم ، والنتيجة إنها صارت لولدنا وين المشكلة ؟

تساهيّل كانت بتموت من الجلطة الدماغية بسبب لامبالاة مودة والي كان يهمها من هالمصايّب كلها إن " شاهييّن أرتبط بغرور " الأسباب والوسائل ماكانت تهمها وغاضة الطرف عنها وكإن زواجهم كان معضلة مستحيلة ولولا هالسبب ماصار ! «وهذي الحقيقة»
وقبل ترد حل الصمت بسبب هارُون اللي دخل من البوابة يتقافز بالحوش ويتقدم لهم وضحكاته تملأ المكان يأشر بأصابع يدينه دلالة على حدث صادم : ياوويل حالي فااتكم
الأعاصير الي نفضت الديرة ، ورب العباد أول مرة أشوف أهل الليل صغار بحضرة كبيرهم!

ناظروه بإستنكار بينما هارُون ألتفت للمكان بكل عجلة وقال بإستغراب : مامركم إعصار نفضكم وكان سبب دموعكم ولا وش الوضع

قالت أهداب بعدم صبر وهي تمسح دمعتها بسبب كلام تساهيّل : هارُون إترك عنك الحكي الي ماله داعي وإختصر الوضع ، وش الحاصل؟

هارُون أبتسم إبّتسامة واسعة ونفخ صدره وهو يقول : تعرفون حكي أهل الليل اللي بدأ يطولنا يا آل جلوي وتعرفون إن جدي راعي طويلة وصدره وسّيع

ناظروه بغضب فإستطرد بعجلة : شاهييّن بن عساف وصل لسمعه حكي أهل الليل عن زوجته ، وشد الخُطى بنفس اللحظة وجاءهم بوسط مسجد الديرة وهم خارجين من صلاة الظهر ووقف بوسّط المكان وهو ينادي بكل غضبه عن اللي حاول يتكلم عن عرضه وسمعته ، ورب العبَاد ياجدة ترك قلبي ينتفض نفض وأنا ولد عمه فكيف باللي حكى ؟ !
#هوى_ديار_الليل


١١٦
-
- ابتلع ريقه وهو يضرب صدره ويعقد حاجبه ويرسم الغضب على ملامحه و يترك الغلاظة تمر على نبرته- (هذي حفيَدة شاهِر آل جلوي حفيدة الكِرام ، بنت عمي وشعر وجهي وعرضي ، هذا كله بكفة وإنها صارت زوجتي -يعني زوجة شاهييّن بن عساف- بكفة ثانية يا أهل الليل حرام حُرم الدم لأكون قتّال الحاكي بنا بكلمة والهامس بعرضنا ، لو كنتوا رجال ومتبجحين ما كان كلامكم بالدس مثل النسوان ، إن كان بكم رجال يقدم ويحكي الحكي الي ينقال خلف ظهري )

عقدت حواجبها غُفران وقالت في ذهول : معقولة محد حكى بعد كلامه؟جالس يستنقص منهم وهم ساكتين؟

هز رأسه بإيجاب وقال بحماس : هم يحترمونه لأنه حفيّد شاهِر ما أختلفنا بس لاتنسي إنه فرض لنفسه هيّبة ياغُفران وخصوصاً بعد سالفة صلح القبيلتين الي كانت بسببه والله ياصارو يهابونه وكل الألسن تنخرس في حضوره ، بس مع ذلك ما يمانع إن فيه متزفلكين كبّروا السالفة وسألوه وعارضوه " مادام حكيك صحيح يابن عسّاف ليه متزوجها بالدس وكأنها سوت العيّب وجاءت ؟ مادامها طاهرة ليه جدك ناكس رأسه ويمشي بدون صوت بالديّرة ؟"

شهقت أهداب في ذهول وقالت بتوتر : ومحد ألزمه حده ؟ يحكي عن جدي شاهِر بهالحكي بوسط أهل الديرة والأهم بين أحفاده ، شاهييّن ظل ساكت؟

ضحك هارُون وهو يشمّخ برأسه ويقول بفخر : مهب يقولون" إتِق شر الحليم إذا غضب؟" حرب ما ترك لشاهييّن فرصة فجأة شفنا سلمان معلق بالسّماء أول مرة يوصل الغضب لحرب للتعدي على غيره ، ما أهتم حتى لسمعته كلاعب مشهور ، كل شيء ولا شاهِر عنده ! وعُقبها رد عليه " مهب بحفيد شاهِر اللي يأخذ منكم الأمر لأجل يتزوج أو لا ياسلمان ، وبن جلوي دايم الدوم رأسه مرتفع وهامته عالي ما يدنسها حكي ولا يدني منها قلة شرف ، شاهِر وإن سكت سكت تعظيم لأهل ديرته الي ولد وتربى وعاش وأكل من خيراته ، سكت لأنه ظن إنه بين هله وربعه وإن غلطوا مصيرهم يستسمحون منه ويرضى عليهم لإنه بحسبة أخوهم الكبير ، مير تصدق ياسلمان إنكم ما تستاهلون أنتوا جحودين وما تصدقون على الله تسمعون كلمة تقلبونها ضدكم ، ولا حنننا بيت الكِرام يقربنا العييب ياسلمان فهمنني؟"
وطبعاً سلمان هذا صار ورقة يرتجف بين يدين حرب الي بقينا مصدومين نناظره وجدي ساكت طوال الوقت ، صاحبّ شاهييّن عقيق كان حاضر معه وغالب خرج لنا من العدم ووقف بجنب شاهييّن وبكذا دحضوا كل الأقاويل بحق حفيّدة شاهر ، مهب بس كذذا قال شاهييَن" مادام الزواج إشهار وخذيتو بخاطركم علينا للدرجة الي وصلناها ذي ، حياكم الليلة عشااكم في مجلس شاهِر بن جلوي اللي يوجبّ حتى المخطين بحقه ، حييياكم على عشاء زواجي من بنت عمي مهابّ بنت الكرام"#هوى_ديار_الليل


١١٧
-
غُفران كانت تستمع بصمت مذهول بينما مودة مبتسمة براحة كون اللي تنتظره فعلاً حصل ، تساهيّل فز قلبها من وصل طاري غالِب وأعلن حضوره بينما أهداب مذهولة بسبب تصرف حرب اللي تركها تلتزم الصمت بينما هي .. غرُور
بقت صامتة تفرك يدينها بضيق غير واضح مصدره ، أخذت نفس بصعوبة ووقفت تبتعد عنهم وتسجن نفسها بجناحهم غير عابئة بكلام جدتها الي قالت فيه" وبعد هالنيّران الي أشعلت المكان وش هاللي طفى غضب شاهييّن قبل يقبل علينا؟"

رفع كتوفه بعدم معرفة يقول بإستغراب : عليّم الله لين آخر خطوة في غير دار شاهِر كان يدك الأرض من غضبه لدرجة رحت أقلط عقيق بنفسي عشان ما أتلاقى معه بالبيت !

أبتسمت مودة وهي موقنة إن أحاسيسها صح والي بقلبها أكيد بينما تلاشت بسمتها بوجل وهي تقول : وغالب ولد خالك وينه؟ ليه للحين ماظهر؟

هارُون أتجه للمطبخ وهو يقول : بمجلس جدي عند عقيق ، وأنا جيت لدلة قهوة
سكتت مودة بينما تساهيّل جلست جنبها تضغط على رأسها بتعب ، ضربت مودة على كتفها بحنية وهي تقول : هونيها وتهون يا أم غالب !

تنهدت بتعب وهي تمسح دموعها وقالت بإنهاك : ماتهون والله ياعمة ، من صغرها هالبنت وهي متعبتني ليّن صباها ، هالدلال اللي دللها فيه غالب أنقلب عليه هو يا عمة ، جازته بدلاله أضعافه من التعب ياعمة ، وين يودي وجهه من الرجال علميني ؟ آه صحيح من قال هم البّنات للممات ياعمة قلنا بيكبروا ويطيح همهم لين زادونا هم فوق الهم

تنهدت بضيق مودة من كلامها وغُفران صدت بقهر تهز نفسها بعصبية ، قطعت نفسها نصييّن ، مرة توقف بصف غرُور برغم إنها ما سألتها حتى وش هاللي حصل ولكنها موقنة بقلب أختها، ومرة توقف بصف غالب وهجرانه لهم ظناً منهم إنه بسبب أفعال غرُور لذلك ما قدرت تنصف أحد وبقت بضيقها!

بينما أهداب شدت الخطى عنهم من لحظة سمعها لإسمه الي صار يربّكها حتى بأسوء الأوقات ، موقنة إن ورى نبضات الربّكة هذي شعور لأول مرة تعيشه والسبب تصرفاته معها اللي عجزت تحددها ! وعجزت تفهم مقاصدها
موقنة إن شعور الإنتماء الي إستشعرته بأول لحظة من رجوعه للديرة بعد إنقطاع سنة مازالت تعيشه وتحس فيه بكل مرة يطري فيها طاريه !
غير قادرة على تفسير معناه!
-
-
ساعات قليلة وينتهي هالمساء الثقيل ، ثقيل بأفكارهم بنواياهم بخطوايّهم الي شدُوها لأجل المصالح ما تنقطع بس ، تحملهم بصعوبة فاقت كل توقعاته ما يكسر قلوبهم وينهي عهد نظراتهم اللي يلمح فيها تقليل لشيء يخصه ، ولكن كونهم ضيُوف شاهِر تقصلت رغبته ، وقف بعدما بدؤو يرجعون بيوتهم وهو يتجه لجناح جدته بعدما أرسلت له خبر مع هارُون!#هوى_ديار_الليل



١١٧
-
توقف عند باب غرفتها وهو يرفع كفه إللي إبيّضت مفاصلها وتحول باقي الكف لدرجات الأزرق ، تجمدت عروقه وكأنه نزع جلده عن كفه من شدة غسله له ، كانت بس رائحة الثوم ممكن تسبب له قشعريرة مقرفة لكل جسده فكيف بأنه يتواجد بكفه؟ لو ماكانت هي
لو كانوا بموقف غير موقف كانت ضحكاتها فيه حاضرة ، كان ممكن يكسر يدها اللي فكرت تقرب منه الثوم هذا !

تنهد بهدوء وهو يستمع لصوتها بغرفة جده وغمض عيونه بهدوء يستند على الجدار القريب من الباب ، سِمع صوت إسوارات تصادمها ببعضها يحدث نغمة معينة تركته يرفعه رأسه ويفتح طرف عينه وهو يلمح جدته مودة بسمتها تزيّن وجهها ويدينها المزينة بالحناء الأحمر تدخل إسوارات الذهب بكفوف غُرور اللي تاركه الحجاب بأريحية على كتفها وتناظر لجدتها بصمت واللي بدورها نطقت وهي تقول بفرحة نابَعة من أقصى جوفها : تعرفين يا الكايّدة ؟ هذي الإسوارات لها بدرجي من أول ما ولد فيها شاهييّن وعُقبه غالب بعد ، كنت أقول أول حفيد بيتزوج بتكون هالإسوارات نصيب زوجته ، وهالليلة علميني كم كبر فرحي يومّنك أنتي هالزوجة المنشودة ؟ ياكبر فرحتي يا بنيتي
وهذا هو نذري وفيته ، وهذي الإسوارات نصيّبك
وقليل من قدرك !

رفعت كفها تحرك الإسوارات بعشوائية محدثة هالصوت المعروف لتصادم الذهب واللي ترك تنهيّدة غااضبة تحرق جوف شاهييّن ويصد عنهم بغضب بعدما أعتدل بوقوفه ! ولكن قبل يشَد الخُطى لمح غالِب مرتخي بوقفته وينقل نظراته بين جدته وأخته وبين شاهييّن وتعابير وجهه والكلام اللي تِسلل لسمعهم !

لمح الغضب اللي يشتعل بعيُون شاهييّن وضحك بسخرية بينما شاهييّن من فهم المعنى المبطن من ضحكته سحبه من ذراعه بكل قوة عن جناح جدته وأخذ يدفعه بكل قوة على الجدار يتنفس بصعوبة ، بينما غالب تحفز بوقفته بعدما رُض كتفه بسب بالضربة القوية بالجدار ، بادله النظرات الغاضبة وهو يقول : أوجعك الحكي ؟ لييه يا بن عسّاف باقي قلبك البارد عنده القدرة على الشعور ؟ مهب خذيت إنتقامك على طبق من ذهب !!

ضربه شاهييّن بطرف كفه على كتفه بكل غضب وهو يهمس بحدة : إقصّر الشر يا غالب ، لي سنين أروض شياطيني وأهديهم الصبر لأجل ما أفتعل فضيحة وتكون سيرتنا على كل لسان
لي سنين ساكت على مهزلة وظلم فلا تهديني القهر لأجل ما ينقطع لجام هالشياطين

شعت عيونه بغضب مخيف وهو يزمجر بقهر : الفضيحة حصلت ياولد العم ، وأنت بنفسك الي تلقيتها بكل فرحة لأجل تكسر ظهري وتلوي ذراعي وترد لي سواتي ، علمنييي مانال الفرح قلبَك ؟

أشاح ببصره عنه يستغفر بهمس ويمسح على وجهه #هوى_ديار_الليل



١١٧
-
غالب ضرب الأرض بقهر وقلبه يشتوي على نار الوجع والغيظ وأكمل بقهر رجولي على صغيرته : علمني ما رقصت شياطينك هذي شماتة وغيظ علي وعلى أختي وأنت تلقي نصيبكم يرجع بكل بساطة ، علمني ماضحكت وأنت توقع على هالزواج وثاني يوم رايح ومخليها سيرة على لسان كلاب الليل ؟

غامت عيون شاهييّن بغضب مفجع فإستطرد غالب بذات النبرة : لا تناظرني وكأني كذوب ، مهب أنتي الي شحيّت عليها بفستان أبيض وعرس يضحك فيه قلبها ؟ مهب بأنت اللي رضيت بعشاء لكلاب الليل لأجل بس تريّح رأسك من حكيهم ؟وغُرور ؟ للنار هي وأحلامها ورضاها
وتحمد ربها إن شاهييّن المبجل حفيد السلاطيّن بمقامه السامي تنازل ورضى يتزوج بها بعد سواد وجهها ، غرُور الحقيرة الي دنست إسم آل جلوي بترضى بالفُتات وزواج على ورق وزوج يهرب منها بأول يوم برضا كل أهله والله أعلم تاليها وش بيكون لاكان هذا أولها ومهب من حقها مطالب أكثر ولا إعتراضات ، لييه ؟ فهمني لييه ؟
مهب بأنت الي تكره الظلم وتبّغضه ؟ لييه ظلمتها ؟ - تحولت نبرته للسخرية - لأنها بنت ليل صح ؟ عاهـ..

جحظت عيونه بصدمة لما إنقض شاهييّن على ياقة ثوبه ورفعه بكل قوة للأعلى وهو يضغط عليها بغضب يكاد يفتت عظام غالب ينطق بصوت غائم من شدة الغيظ : إية ، لأنها حقيرة وبنت ليل ما تستاهل تتحقق أحلامها يا غالب ، ما تستاهل الأبيض لأنها لو لبستها بتندسه بأفعالها وسواياها ! ما تستاهل أكون موجود معها من أول ليلة ولا أمتلكها لأنها كانت لغيري ، لأنها ...

سكت وهو يبتلع ريقه وكأنه جمرة غصّ بها وأشاح بنظره يفلت غالب من يدينه ويبّادر بضربة عنيفة على حدود وجهه بغضب أعمى بصره وهو يكمل ويزعزعه بغضب : رضيت ياغالب ؟ سمعت اللي ودك تسمعه يا تافه ؟ ياصغير العقل ؟ ريحت قلبَك وسعدت روحك لما سمعت الي يفكر فيه عقلي ؟؟

كانت عيون غالب شديدة الإحمرار من قوة غضبه والقهر اللي أحرق جوفه ويدينه مربوطة عاجز عن رد الضربات الي يتلقاها من شاهييّن وكأن كلامه ينخر ضلوعه بيّنما شاهييّن تدمر صبره يضربه أكثر وغير قادر على الحد من ضرباته وهو يمسك ياقة ثوبه من جديد ويهزه بعنف : ودامك تظن بكل جنون إن هذا تفكيري وينك عنها ياغالب ؟ وينك عن بنتك الي ضليت تتبّجح بأبوبتك عليها سنين ودهر ؟ دامك تعرف إنها بتنظلم ليه هربت ؟ ليه مابقيت تسندها مثل كل مرة كانت تخطي فيها ؟ ليه رضيت بمسدس ينرفع بوجهها ؟ ليه رضيت لها بالبكاء ياااغالب لييه فهمني ؟ ليه صدقت فيها ورضيت لها بالوجع ؟ليه ما بقيت هنا معها تظلم الي يظلم بنتك ياغالب ليه ؟
-
-
#هوى_ديار_الليل


١١٧
-
رفع رأسه بتعب وقال وهو يفلت منه بصعوبة عاجز عن البوح إنه " كان خايف عليها لدرجة شُلت كل أطرافه خايف عليها من جدها ومن تهورها وجموحها ، خايف من الظروف ومن الوضع اللي أنحطت فيه وهالخوفً كان أكبر من غالب " نطق ببحة موجوعة وهو يناظره بغضب مكبوت : لأنها إختارت فيّ شاهييّن رجعت خطوة لورى ياولد العم

جحظت عيون شاهييّن صدمة وضربه بعنف وهو ينهت بدهشة : لا تجبرني على الردى ، أنت أخترت الغريب علي ، فضلته على ولد عمك ياغالب

أنتزع نفسه من جديد موقن إنه عاجز عن مقاومة ضربات شاهييّن الي أهلكته وخصوصاً إنه ما ردها له بقى ساكن يتلقاها بترحاب بس ، لأن من عشرة أيام جوفه يحترق وكبده تنشوي وقلبه يتقلب على جمر الغضى لأنه تركها لشاهييّن ، لإنه رضى لصغيرته الوجع وهو الي رباها على الدلع والدلال ! : لأني خايف عليها منك ياشاهييّن ، لأنها صغيرة على رد الظلم
ولأنك بتقتص وجع غيرها منها

وصل شاهييّن لأعلى مراحل الجنون من الغضب ونزع شماغه ناوي يخنق غالب حتى يفقد حياته ويتلاشى صوته عن هالكون لأجل ينتهي هالجنون اللي يتلفظ فيه ولكنه رجع خطوة لورى يحاول يكبّح شياطين الغضب الي بدأت تنزع الأصفاد وتحاول تتحرر لما لمح وجه غالب الملطخ بالدم وثوبه اللي تلطخ بالتراب مع الدم وجسده الي يرتجف من الغضب والقهر والوجع وأيقن إنه ماهو بوعيه لذلك أعتق نفسه من لقب "قاتل" من جديد ورجع خطوة للخلف يدك الأرض من تحته من شدة الغضب والخطوة تبّعتها خطوات مِنذهلة بسبب النغمة الفرِيدة للإسوارات الذهب واللي تعلن إبتعاد صاحبتها عن المكان
مُعلنة بذلك زيادة غيظه كونها شهدت هالموقف كانت نيته يبتعد عن دار شاهِر
ويتِق شر هالغضب بسواد هالليل .. ولكن !
ضرب الأرض وهو يتأمل يده الي تنازع لأجل يبّقى بها حياة ورجع خطوة لورى
يِتجه لجناحه آمِل إنها ما تكون إتجهت له لعلها تنتهي هالليلة على عقله بسلام وعليها بعد ، بينما غالب أسند ظهره للخلف يتنفس بصعوبة من ضيّمه ووجعه ، عشرة أيام وروحه منزوعة من جسده بسبب بعده عنهم وعنها خصوصاً
ولكن له وجه يقابلها ؟ وله قلب يعفو عنها لما أختارت ظهر غيره لأجل يسندها ؟
قبض على يده بكل عنف يستشعر حرقان قلبه وأيقن إنه عند هالسطر ،رح تنحط النقطة الفاصلة لكل هالفصول الي أبتدأها هو بسبب شاهِر !
-
وقَف على حدود غرفته يعصر كفوفه بكل طاقته كأنه يحاول يبدد ولو جزء من نيران الغضب الي تكوي رُوحه هاللحظة بسبب غالب وظنونه ، كان يأمل إنها غير متواجدة ورجوعه لأجل يتطمن عليها ماكان إلا بعدما أيقن إنها سمعت كلامه وبتفهم غير مقصده الي تفّوه به
#هوى_ديار_الليل



١١٧
-
تنهد بضجر يمسح على وجهه ويصد عن باب الغرفة وهو يتسائل " من متى كان يهتم بخاطر أحد هالكثر ؟ من متى كان شاهييّن بين نيران غضبه يعرف طريق للتفكير بأحد بكل هالرجاء ؟"
تأفف بقهر يحاول يزيح بزفراته هالغضب من روحه ، وكان بيبتعد ولكن رنين إسواراتها أجبره يفتح الباب بكل غلاظة ويدخل يبّحث عنها بأرجاء الغرفة ومن لمحها مِنحنية بجذعها على طرف الشباك وتفاصيل جسدها الغض مرتسمة بأرّق وأدق التفاصيل أمام مرأ عينه حتى صد بتعب يشد شعره للخلف، سِمعت باب الباب ينفتح وخطاويّه تتقدم بإتجاهها حتى سحبت الحجاب عن شعرها ورمته بكل قوة على الأرض تحرر شعرها من شدة الحرارة اللي تستشعرها بجسدها وكأنه يفور ويغلي ، رفعت رأسها وهي تأخذ نفس بصعُوبة وأخذت تقول بنبرة هادئة متحكمة بكل مشاعرها هاللحظة : شاهييّن ؟

نبّضات متلاحقة بجنون ولكن الجواب كان صامت مُنهك وأصوات تنفسه العالية جرّاء المعارك اللي عاشها اليوم وآخرها معركته مع غالب ، رفع رأسه ولكن كالعادة ماكان يناظرها لعيونها كان يشيّح بنظراته عنها ويتأمل كل بقعة بالمكان إلا عيونها ، وهذا الي ترك النُقاط على الحروف بكل بساطة بنظرها !

تذكرت حكي لـ أهداب بالأيام اللي مضت واللي بقت فيها تحكي عن شاهييّن عندها كان من بيّن الحكي اللي قالته " شاهييّن غضبه يوجع يا غرُور يهدم ويكّسر ويوجع قلب و يعلي صُوته وينهرك وعينه بعينك ! ولكن عِتابه وزعله وجعهم أضعاف أضعاف غضبه
طريقته بالعتاب والزعل أعتبرها إنتقامية جداً " يتوقف عن النظر بعيوننا ويتجاهل وجودنا" وكأنه يدرك إن حتى النظرة لك شيء قيم جداً وما تستحقينه، وأنا ودي والله يعصب علي ولا يزعل مني "

أيقنت بعد كُل هاللحظات إن شاهييّن طوال هالوقت عاتِب وشارِهه وماهو بس كذا ، شاهييّن مستكثر عليها البيّاض لأجل ما تِدنسه ! وهي أكبر ذنوبها إنها تِبعت شعُور بريىء كان ينبّض له وتمنت تتأمل النجوم بحضُوره،كانت تستاهل هالعقاب كله لأجل بساطة ذنبها ؟
يشوف البياض كثير عليها ؟ على غرُور الي كل غالي يرخص لها ؟
أخذت نفس بصعوبة لما ما لقت منه رد وأخذت تعد الأرقام بصوت مسموع تركته يقول بإستنكار: وش تسويين ؟

أبتسمت بسخرية وهي تثبت كفوفها على المزهرية الجديدة اللي كانت ضمن الأثاث الجديد اللي أشتراه شاهِر لهم ظهر اليوم : لو كان لك القدرة على النظر كان عرفت بدون تسأل

إشتدت عقدة حاجبه أكثر بغيظ يتمتم بالإستغفار بنفسه يحاول يهدأ أعصابه بينما هي ضاقت روحها أكثر ، هالي يحصل كله كثير عليها
هالوجع والتعب وهالضيّق اللي يوسع مجرة كثير على قلب صغير مثل قلبها #هوى_ديار_الليل


١١٧
-
هالمصائب اللي توالت عليها عقل داهية مثل عقلها توقف عن إستيعابها ! غيّرة ولدت صِدفة ولدت نبّض مرتعش ولدت مصيبة ولدت كارثة وإنتهت بقبر وخيانة ثقة وإنكسار ظهر وشروق شمس حارِقة على مكان إعتادت تجلس بفيّه !
كل هذا وما بِكت ، ما أنهارت ، وما أنكسرت
ظلت شامخة ، ظل غرُورها وجمُوحها يطغى على وجعها ظلت حادة طِباع لأجل تداري ضُعفها !

ظلت جامِحة وصامدة بكل هالتعب بدون دمع لدرجة إن أمها كانت تظنها بلا قلب لأنها ما بكت !
جاهلة إن البكاء ماكان طبعها لاحزنت
هي كتومة وشحيحة حتى بدمعها! والمُحزن إن حتى أمها مابذلت جهد لأجل تفهمها ولو هالمرة
كانت دائماً تعيشها تأويل ! أخذت ترفع المزهرية بكل قوة وهي ترميها على الأرض وسط ذهوله وتفجر الصدمة من كل خلاياه يحاول يقترب منها ولكنها زمجرت بغضب وهي تناظره بحدة : لا تقترب مني!
توقفت خطواته يتنفس بإضطراب ويناظر حولها بوجل ، يخاف تخطي بغير وعي منها وتدوس على الزجاج المتناثر وتنجرح أقدامها ولكن ماكانت مهتمة حتى لخوفه وهي تتخطى الزجاج وتكمل مسيرة التكسير لكل اللي تطاله يدها تتنفس بصعوبة ، أخذت ترفع الكرسي الصغير وتضرب فيه مراية التسريحة بكل قُوتها ،كان ثابّت بمكانه وثباته ذهول وعدم إستيعاب للإعصار اللي هدّ الغرفة بكل أركانه رمت كل اللي إستقر على التسريحة وشتت شمل كُل العطورات وحتى عِلب الريحان الصغيرة الي من صُنع يدين مودة والي تركتها معلقة بالشبّاك رمتها وتناثرت تُربتها على الأرض بكل قوة

غمض عيونه بكل قوة وشد على قبّضة يدينه يستجمع طاقة الصبر عنده وأخذ يفتح عيونه يلمحها تتقدم من الزجاج المتناثر وكانت بتخطي من عليه لولا إنه تقدم بكل غضب وعانق خصرها بيده اليمين وهو يجذبها له بكل قوة وبيده اليسار يحكم زِمام يدينها العابثة وهو يقول بصوت هادِر : يكفي جنون يا غرُور !

كانت فِعلا مودعة للعقل بهاللحظة ، الغضب دمّر أصغر خلايا عقلها ،كلامه عنها إستناقصة منها قدام غالِب وكأنه يتشمت فيه وكأنه ناويه يعذبه عن طريقها لسبب هي تجهله ، والأهم نظرة غالب لها اللي ما تزحزت برغم كل شيء
كل شيء تجمع بهاللحظة ، حزنها ضِيقها غضبها
وسبب هالإعصار الهائج اللي أستمر يقاوم شاهييّن بكل قوة وهي تزمجر بغضب وتضربه بأقدامها بكل طاقتها حتى فللتت من بين يدينه تتنفس بصعوبة وتناظره بحقد وغضب
ما شفعت له نبّضات قلبها أبداً ، وهالقُرب منه اللي زعزعها بأوج وجعها مازادها غير غضّب تركها تقترب منه وهي تضربه بكل قوتها على صدره وتناظره بغيظ : مادمت مُدنسة لدرجة كنت بلطخ البيّاض ليه ابتليت فيني ؟ ليه توجع نفسك بهالدرب معي ؟ ليه ما تركتني لصاحبك ؟

#هوى_ديار_الليل


١١٨
-
كان ساكِت طوال الوقت وتاركها تحرر غضبها على صدره ولكن بلحظة نطقها لآخر جملة نفضها بكل قوة لدرجة إلتصقت بالجدار وهو يضغط على يدها بكل قوة : لا تجيبين هالطاري من جديد على لسانك ، أقسم بالله لأقصه لك
تفهمين ولا لا ؟

- ليه ؟ أوجع كبريائك الرجولي هالطاري ؟ إني أجيب طاري رجال ثاني وأنا على ذمتك ؟ ليه وش كنت تظن من بنت ليل ووقحة ؟ تصونك مثلاً ؟
- كم مرة فهمتك ؟ كم مرة قلت لك لا تقولين هالحكي عنك ؟ لا تختبري آخر ذرة صبر مني يا طاغيّة يكفي جنون هالليلة ، يكفي جبهات الحربّ من كل ديرة لا تجين تفتحين جبهة حرب بهالغرفة بعد !
- ليه وش كنت تنتظر مني ياشاهيّن ؟ السمع والطاعة ؟ بعد كل هالحكي منتظر مني أخضع وأنحني لك وكأني عاهـ..

قطعت هالكلمة وهو يجذبها من ذراعها بكل قوة حتى غرز أظافره فيها وهو يصرخ بغضب : أقولك لا ينجاب هالطاري من جديد

نزعت ذراعها من كماشاته البشرية بكل صعوبة تناظره بحدة : لو سألتني ؟ لو قلت وين كنتي يا غرُور كان قلت لك بكل رحابة صدر لأني ما سويت خطأ ياشاهييّن ، كل هاللي حصل كان صِدفة سيئة تركتني أكون بالمكان الخطأ مع شخص ما يستاهل أتواجد معه،شخص يشوف البياض كثير علي ، مادمت تكرهني هالكثر ياشاهيّن مادمت تبغضني لدرجة تعجز تناظِر بعيوني وتستكثر علي حتى عن السؤال وين كنت ليه رضيت تنتزعني من حياة كانت مكتوبة لي ؟ ليه دورت علي ؟ ليه ما تركتني أغرق بالظلام وأموت من الخوف وأريّح قلبي من هالتعب كله ؟ ليه أنقذتني من هالغرق ليه ؟

جزّ على أسنانه بكل قوة وهو يجذبه شعره للخلف حتى خُيل له إنه بينتزعه وأخذ يراقب يدها اللي تضغط عليها بكل طاقتها لدرجة إبيّضت مفاصلها وقال بصُوت مشحون بالغضب وهو يحاول ينهي هالجنون اللي ما توقعه يصدر من هالجسد الرقيّق والوجه البريىء : إعتقيني من هالظنون يا طاغيية أنا ماكنت طوق نجاة لك
أنا مثلك غرييييّق !

أبتسمت بسخرية تحرر يدينها من الضغط الهائل عليها وتمسح على وجهها وصدى صوت إسوارتها يرنّ على أوتار قلبه المنهك وأخذت تقول بغضب : صحيح يا شاهييّن ، منت بطوق نجاة كنت أظن لا تمسكت فيه حميّت نفسي من الغرق بالوجع ، أنت قبري يا شاهييّن بكل مرة تغرقني بتراب الوجع أكثر وأكثر ، تدفِني بعمق الظلام بوسط النور بكل بساطة وكأني شيء محتوم عليك وما تمسكت فيه أنت ..

قاطعها بغضب وهو يقترب منها بكل عنف : أسكتي يا طاغية لا نوجع بعض أكثر !

ضحكت ضحكة هادئة من تعب أعصابها وحاولت تستدرجه يقول الحكي الي طالها من لسانه قدام غالب لعلها تفرغ باقي غضبه على وجهه : ظنك لا سكت هالجروح اللي كانت بيدينك بتسكت ؟
وأصلاً بقى مكان للوجع لأجل توجعه ؟ #هوى_ديار_الليل


١١٨
-
تلاشت الضِحكة وحل محّلها العبُوس المتهاوي وهي تقول : أنهيّت كل شيء بيدينك يا شاهييّن ! لما إستكثرت علي فرحة لأني بنظرك وحدة واطية وما أستاهلها أنهيتها ، لأنك تنتظر مني أخضع لك طوال عمري لأنك تفضلت علي وسترتني بزواجك مني ..

- أسكتي يا غَرور !

إستطردت بعدم مبالاة لتهديده وهو يتقدم منها حتى لاصق جسدها الجدار من خلفها وهي تتأمل تقدمه لها بعدم إهتمام : لأنك رفضت يمّن أحد على غالب بستره هالفضيحة ورضيت إنك أنت الي تمنّن وتكون الشماتة عليه من نصيّبك ، لأنك رضيت توجعه عن طريقي بعدما أخترتك عليه لأني ...

إنتزع باقي كلماتها من ثغرها لرئتيه بكل شدة لدرجة تجمدت مصعوقة وأرتخت كل أعصابها بذهُول وهو يقبّلها بكل قوة كـ محاولة أخيرة لإسكاتها

محاولة مجنونة من شخص يغادره كل التعقل لما يكون بحضرتها!


-
#هوى_ديار_الليل 🎬 ..

نتوقف هنا للـ يوم .. علماً بأن التكملة تعتمد على تفاعلكم 🤍




"جوري" غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-02-22, 04:09 PM   #24

"جوري"

مشرفة منتدى الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية "جوري"

? العضوٌ??? » 333867
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,010
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » "جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



١١٨
-
تلاشت الضِحكة وحل محّلها العبُوس المتهاوي وهي تقول : أنهيّت كل شيء بيدينك يا شاهييّن ! لما إستكثرت علي فرحة لأني بنظرك وحدة واطية وما أستاهلها أنهيتها ، لأنك تنتظر مني أخضع لك طوال عمري لأنك تفضلت علي وسترتني بزواجك مني ..

- أسكتي يا غَرور !

إستطردت بعدم مبالاة لتهديده وهو يتقدم منها حتى لاصق جسدها الجدار من خلفها وهي تتأمل تقدمه لها بعدم إهتمام : لأنك رفضت يمّن أحد على غالب بستره هالفضيحة ورضيت إنك أنت الي تمنّن وتكون الشماتة عليه من نصيّبك ، لأنك رضيت توجعه عن طريقي بعدما أخترتك عليه لأني ...

إنتزع باقي كلماتها من ثغرها لرئتيه بكل شدة لدرجة تجمدت مصعوقة وأرتخت كل أعصابها بذهُول وهو يقبّلها بكل قوة كـ محاولة أخيرة لإسكاتها

محاولة مجنونة من شخص يغادره كل التعقل لما يكون بحضرتها!

إرتخت كل أعصابها المشدُودة وإنصهرت ، بل ذابت وإنتهت هاللحظة
كانت تحاول تُقاوم ، كانت تحاول تنتزع نفسها منه ولكنها غير قادرة .. كل هالقُرب مُهلك
وكثير بالحييل على قلب يهوَاه ! للأسف تعترف بهاللحظة إنها ضعيفة وجداً ناحيته وإن هالشعور اللي يسكن فؤادها لشهور طويلة وهي عاجزة تفهم ماهيته ماكان غيّر " الحُب "و فعلاً هاللحظة تعترف بحُبها له ، وكيف مايكون حُب و بإوج غضبها وقهرها منه لما إقترب منها
نزعها من مرارة هالشعور وتركها تحلق بيّن الغيوم !

كانت تعيش بالإجبار شعور التلذُذ والتحليّق ، وإخترقت الفراشات قلبها الغبي عِنوة وهالتقلصات الغريبة سكنت بمعدتها ، كانت تتخبّط وتحاول تنزع نفسها من هالشعور ، قاومت بكل ضعُف ولكن قدام شاهييّن كله هل كان لها فرصة أصلاً ؟ لوهلة قررت تستلم وترضي قلبها الغبي اللي أكتشف هاللهفة عليه بهاللحظة بالذات ، قررت تغرق وتوصل للعمق معه
قررت وهي تغمض عيُونها وتحاول تترك دفاعاتها
ولكنها شهقت بكل عُنف وهي تسترد نفسها بصعوبة وتناظره لما حرر يدينه من على أطراف وجهها وحرر نفسه منها بأنفاس لاهثة ووجهه متجهم وجسد ينتفض ! كانت تناظره وقدرتها على التنفس ضئيلة جداً تتأمل ملامحه اللي تحولت للجمود والغضب الشنيَع وكف يده المتعب الي أرتفع ومسح شفايّفه بكل قوة وكأنه ينزع طعم اللذة منها ، كان يهمس بكل الشتائم اللي تعلمها وعرفها خلال حياته يهمس بها بكل قهر وهو يبتعد عنها بكل غضب ويخرج من الغرفة يرمي الأغراض المرمية من جنب رجله بكل عشوائية وقهره يناطح السحاب والدليل الباب اللي قفّله بكل قوة لدرجة ظنَت لوهلة إنه بينكسر على رأسها ، موقنة إن بُعد جناح عمها عسّاف عن بقية الجناحات كان إصطفاء وخيّرة لأجل مايكونون فضيحة جنون هالليلة !

-
#هوى_ديار_الليل


١١٧
-
خارت قواها ، وتهاوت ساقها من فرط الوجع
لأول مرة تشعر بشعور " التقزم" لأول مرة تشوف نفسها ضئيلة وصغيرة جداً برغم كل هالمصائب اللي أوجعتها ولا مرة هزت بقلبها شعرة كثر هالمرة ، شعور مُوجع لدرجة ودك إنك تترك هالحزن بين المقاعد ترجوه أن يُسرق ويُنهب لأنك عاجز عن حمله !

رفعت كفها تمسّح شفايفها بكل قوة لدرجة خُيل لها إنها بتنتزعها من فُرط القهر ، تحاول تمحي آثاره وتنهي هالتقزم اللي تعيشه ولكنها عاجزة ! يالله .. ليه لما إعترفت لذاتها بكل تبجُح إنها " تِحبه " بكل غباء العالمين تِحب شخص جامح يرفض الحب وخصوصاً لا كان منها نحرها من وريَدها اللي ينبض له ؟ ليه لما صارت تنافس الطيور بالتحليق بين أرّق الغيوم رماها بكل عُنف لأعمق قاع بدون رحمة !

أخذت نفس وحاولت تقاوم هالشعور ، ولكن كالعادة كل شعور يجي من طرفه تكون ضعيفة جداً إتجاهه، ولكن مهب بعد هاللحظة أبداً !
كانت غرُور ، اللي لقبّها هو بالطاغييّة
كان الإستسلام مرة ، ومُر لدرجة أن عقابه بيكون قاسِي جداً ! هي إعتادت تكون جلادَة نفسها ، لطالما هذبّت قلبها بيدينها لأجل ما ينحني لذات الخطأ من جديد !
وهي تدري ! إن هالعقاب الي تفكر فيه مُهلك
قاسي جداً ومُوجع ، ولكنها ما تجهل إنها تستحقه !
لإنها أهانت نفسها وفرشت له كبريائها الأنثوي ورِقتها حتى داسّ عليها بكل تبجُح بدُون مبالاة !
داسّ بخطواته على أهم ما تملكه غرُور! على غرُورها !

خطت على الزجاج بعدم مبالاة للزجاج الي إخترقت طرف قدمها وتقدمت للشمعة المرمية على الأرض مع بقية الأغراض وهي تشعلها بالولاعة الي ماعادت تفارق أبداً هالغرفة بسبب عادة صاحبها بالتدخيّن وأخذت تُطفي زر إضاءة الغرفة ليسندل ستار الظلام على كل أطرافها ويخيم الرعُب على كل ركن بقلبها وهي تتأمل الشمعة اللي تنازع لأجل تبًّقى مشتعلة في ظل رجفتها ورعشة كل جسدها المُرتعب من الي تِقدم عليه !

هي تعرف إن كل هالقُرب منه مباح قلباً ولكنه محرم عقلاً ، وكل هالعقاب لإنها فكرت تتخلى عن كبريائها في سبيل حُبها له ، إعتدلت بجسدها على حافة السرير تترك الشمعة على الكُومدينا وتتنهد بتعب ، تنهيّدة تهد الضلوع بعد كمية مشاعر عنيفة أهلكتها
أخذت ترفع حريرها الأسود الطويل للأعلى بيدينها وهي تضغط على رأسها بإنهاك ، حررته على أطراف السرير وأرخت رأسها على طرف ورفعت طرف إصبعها المرتعشة وهي تقترب من فِتلة الشمعة المشتعلة وبدون تردد ضغطت عليها بإصبعها فتلاشى الضيّ وإنسدل الظلام
وإنتشر الخوف والوجع بكل أطرافها لدرجة عجزت تِتحمل!
كان لديّها غرُور أنثوي عنيف،لدرجة كانِت مستعدة تضر كل شخص يلمسه ولو كان هالشخص غرور بذاتها!
#هوى_ديار_الليل



١١٨
-
بين أركان حوش شاهِر الخلفي ، كان يمشي كالمجنون يشبّر المكان بأقدامه وكأنه يحاول يتخلص من هالرداء اللي يخنقه ، كانت عادِته الي كبّر عليها من صغر سنه وأكتسب الحلم بعد الغضب منها ! يمشي بلا هوادة بلا وجهة وبأي مكان
كان هالتصرف يخفف من الضغط على رأسه ويمنحه القليل من السلام لأجل يفكر بمنطقية ويحل المشاكل بعقلانية مثلما تعود !

ولكن هَيهات ، هالمرة كان الضغط أكبر لإنه جاء من أضعف النقاط الي كانت تِنتمي له وبإراداته أنتمت لغيره !
أخذ نفس بصعوبة يمسح على وجهه ، وأخذ يشّد الخُطى لأطراف المزرعة لعله يلاقي المتنفس بأرضها ! وأول خطاوييّه لها أُنتزعت عن الأرض وهو يتراجع للخلف ويغمض عيونه بكل قوة يقبض على قبضته بعُنف ! يحلف إن نيته قبل لحظات كانت مختلفة تماماً عن نواياه الي تبّدلت بلحظة وحدة بس !

لِمح جسدها الرقِيق يتهادى بكل أنوثة على طرف المرجيحة المصنوعة من خيوط منيعة ، لمح شعرها يتراقص بكل طرب على أنسام ليّلة باردة
وجسدها مُلتف بالسّواد تتحرك بكل طفولية تِدندن بكل رِقة ، وصوتها الي يهلك القلب من عذُوبته ترقص نغماته على نسمات الهواء فيتهادى لسمعه بكل رِقة ، لطالما كانت العنصر الشاذّ بآل جلوي ، كانت كُتلة أنوثة بملامح رقيقة تختلف تماماً مع خشونة وحِدة إخوانها وإن تشابهت أُنوفهم الحادة وسواد شعورهم الحالِكة إلا إن رِقتها وطفوليتها البريئة تختلف تماماً عنهم ! كانِت رِقيقة جداً وحساسة بالنسبة لآل جلوي الجادييّن والأقوياء نسائهم ورجالهم !

أخذ نفس وشد بكل قوة على شعره للخلف يحاول يفكر بعقلانية ، يحاول ينتزع نفسه من هالأفكار اللي ما تليق ولا بتليّق أبداً فيه ! ولكن شاركوا بالضغط على وتر الجنون بعقله ! وكان معهم للأسف

تِقدم بخطوات يسكنها التردد ولكن يدفعها الغضب بإتِجاهها ، وكالمرة الماضية رفع يدينه وأستقر حبل المرجيحة بكفه وسط شهقتها الخائفة والي أتبعتها نظرات مرتجفة ونبّضات قلب عنيفة بعد معرفة هيئة الشخص !
بدأت أنفاسها تِشتد وخوفها يتعاظم من الجروح الي تملأ تقاسيم وجهه الوسيم ، وثوبه الأبيض اللي تلطخ بكل عنف ! والأهم من وقوفه جنبها بهالشكل ! حاولت تنِطق وتتكلم ولكنها كالعادة لما تخاف ما تقوى على نطق كلمة وحدة

بينما هو بدأ يأرجحها بكل صمت بخفة للحظات قليلة يستشعر خوفها اللي ينزع القلب ولكنه ما أنحنى ! لطالما كانت فكرة وجودها تقهره وتزعزع شعور غاضِب بصدره ، شعور بالنّقص !
دفعها بكل قوة نتيجة تصاعد هالصعود وضربه لقلبه بكل غضب فحاولت تنتزع نفسها حاولت تتكلم أو تصرخ ولكن صوتها تلاشى ! #هوى_ديار_الليل



١١٨
-
غمضت عيونها وإنسابت دموعها برعب ! هذا الشخص صار مصدر شعورين متناقضة تماماً بقلبها ! تهابّه بالحييل
إستدرك نفسه وبدأ يخفف السرعة وقلبه يتهاوى من الغضب وأخذ يوقف قدامها وهي ترتجف مثل عصفور صغير أمامه ، رفعت يدينها الصغيرة تسحب الحجاب عن رقبتها وترفعه بكل عجل وتغطي أطراف شعرها تحاول تهُرب
ولكنها للحظة .. تِجمدت مكانها لما إستقرت بحُضنه بكل إحتواء لجميع أطرافها ، تركها هالقُرب تدفعه بجنون عنها وتحاول تِتحرر ودموعها تتناثر بُرعب على أطراف وجنتيها المُحمرة من تساقط الدموع الحارة على وجهها ولفح النسمات الباردة ، أخذت تصرخ تحاول تفلت منه ولكنه كان بإوج غضبه ، الغضب الي دائماً يكون بسببها وبسبب نوايا شاهِر وخطواته الي يظنها مدروسة ولكن كانت دائماً تفشل بسبب مشاعر أحفاده ! من بين لحظات جنُونها المُهلكة إستقرت بذهول لدرجة شحبّت كل أطرافها وأُنتزع الأمان من قلبها !
أسبّلت أهدابها برعشة وهي تحاول تِبتعد عنه وتتبيّن صِدق الكلام الي تفوه به ولما لمحت السخرية تملأ وجهه ، هزت رأسها بالنفي
بينما هو ! قرر يكمل الخطوة اللي أبتدأها بكل بساطة !
-
كان واقِف بوسط الحُوش ، ينفث دخانه الحارِق لجوفه بكل عنجهية وقلبه يشتعل نار !
قبل لحظات بس ، عرّف وش كانت نتيجة تهوره ليلة البارحة ! عرّف إن عدم قدرته على كبّح المارد الي بقلبه سبّبت إعصار هائج للآن يجهل تِبعاته ! أيقن إن عدم قدرته على المقاومة في ظل كل هالظروف رح تكلفه الكثير والكثيير !
وهالشيء الي يهرب منه رغم غياب شاهييّن الطويل لسنين وشهور وأيام حتى ماغااب !
تنهد وهو مُوقن إنه رغم التحضُر بيظل معها بدائي ووحشي والدليل حالتها الي لقاها عليها فجر هاليوم! وكأن شخص إنتزع روحه منه!

للآن عالِق بقلب مُلتهب عجز يسكن ، وعدد الدخان الي حرقها طوال الليل وهو بوسط المغارة لا يُقارن أبداً بالي حرقه بهالساعة بس !
لمح تناهييّد وهي تخرج من جناح جدتهم مِتجهة للمطبخ وهي تتلتفت بربكة ومن وصلت بقت لحظات وأتجهت لجناح عمهم مهابّ ! ثم للمزرعة وآخر وِجهة كانت الجناح الي واقف شاهييّن بجنبه ورغم فضاعة شعوره كان موقن إن كل هالربّكة وراءها .. خوف !

وماكانت من عاِدة تناهيّد تخاف إلا من كايدات لذلك إنتظرها تِحكي وما بادر بالسؤال أبداً حتى تقدمت منه وقالت بصوت هادىء:أهداب ،هنا !

عقد حواجبه وأخذ يرمي الدخان بعشوائية وسط ذهُول تناهيّد المصعوقة من كمية الدخان اللامحدود الي بجنبه وإرتبكت لما قال بإستنكار : أهدابّ !! مهي بهالوقت تكون بجنب جدتي بعدما تجهز قهوتها والتمر!شلون جاية تدورينها بزوايا البيت بهالصبّح!ومكانها معروف!
-
-
#هوى_ديار_الليل


١١٨
-
بعيداً دهشتها عن حفظ شاهييّن لتفاصيل يوم أخته فركت يدها بخوف تقول : هنا المشكلة ، جدتي إنتظرتها وهي ماجاءت لها ساعة فخافت عليها وتركتني أجي أدور عليها ! لا تكون مريضة !

ميّل شفايفه بعدم فهم فضِيع : وليه ماجيتي تدورين لها بجناحنا على طول ؟ ليه رحتي حتى للمزرعة قبله !

- لأن أهداب لا تعبّت أو مرضت ماتبقى هنا ، ياتكون بالمزرعة يا بجناح عمي مهابّ ! تقول تخاف تمرض بهالجناح تخاف من تخيلها بأن عمتي سُكينة ممكن تجي وتمسح على رأسها وتداريّها!

فز من مكانه بسبب حكيها وهو عاقِد الحاجب الي طوال عمره معقود أصلاً ! وأخذ نفس وأبّتعد عنها يدق باب غرفتها البعيدة عن غرفته ولما مالقى رد فتح الباب وأستنكر خلوها منها ! تِقدم من غرفة حرب وفتح الباب بدون إذن ولمح حرب نايّم على طرف السرير بطريقة غير مُريحة ، أقترب ودفعه بغلاظة فِفز حرب بإستنكار من مكانه وأخذ يناظره بقهر وهو يتمتم بنعاس : يعني ليلة البارحة ماكفتك أنت وبنت العم ماتركتوني أرقد ؟ وهاللحين بتكمل ؟

ضربه على كتفه وقال بصوت حاد وجِدي : لما رجعت من الصلاة شفت أهداب ؟

فتح عيونه بنعاس وهو يفركها بإستغراب وتذكُر : لا ! غريبة كنت دائماً أشوفها بالمطبخ وهاليوم ماشفتها !

لحظة بس ، قبل ينتفض حرب من مكانه بصدمة من نظرات شاهييّن الغاضبة وخروجه العنيّف من الغرفة وكأنه تحول لشخص ثاني بلحظات بس !

ولا توقفت هالخطوات الناريّة إلا أمام جناح عمه مهابّ واللي أشار لتناهيّد الصامتة بكل هُدوء وهو يقول : إسألي عمتي تساهيّل عن غالب !

أستنكرت كلامه وحرب وقف جنبه مصعوق وأنتفض برعب : ليه تسأل عن غالب في نفس اللحظة اللي تسأل عن أهداب فيها ياشاهييّن ؟ ليه فهمني ؟ وش مقصدك من هالحكي؟ أهداب وييّنها!

ألتفت بكل عجلة لتناهيّد وكأنه بنظراته يكرر السؤال لها فتنهدت ورفعت كتوفها بعدم معرفة : ما أدري ، دورت عليها ومالقيتها ومن الفجر ما دخلت علينا غرفة جدتي !

ألتزم شاهيّين الصمت بعد جوابها وحرب زاد جنونه من هالسؤال وبدأ يسأل بصوت أجبّر نفسه مايكون عالي لأجل مايقلل إحترامه لأخوه الكبير
وسط دخُول ياسيّن لدار شاهِر ومن سمع صوت حرب توجه لهم وهو يتمتم بإمتغاض مُتهكم : يا مشاكلكم وبلاويّكم يا آل جلوي اللي لها توقيت واحد بكل يوم ، معقولة المشاكل تعتبر نفسها مداومة بمدرسة ودايم تلتزم ببعد الفجر لأجل تظهر ؟ عجيب !

توجه لهم وهو يلمح ملامح شاهييّن الواجمّة ونظراته الي تنبأ بغضب عاِرم وأيقن إن هالصبح من ضمن الصباحات الي بتنتهي بكارثة ، ولكن يأمل إن هالكارثة تشبه كارثة شاهييّن وغُرور !
-
#هوى_ديار_الليل



١١٩
-
تململت بجلوسها وهي تحاول تنظيم أنفاسها المُبعثرة من لِيلة البارحة ! كل جزء بجسدها ينتفض بوجع ، وكل جزء بجسدها يستمع هاللحظة لصوته العنيّف وكأنه يدمر كل شيء قدامه ! تنهدت بتعب وأيقنت إن هالصُوت ماكان إلا هلوسات أنتجها عقلها من شدة غيّظها منه !
رفعت رأسها بإنهاك وأخذت تفرك عيونها تُلقي نظرة سريعة للمكان ، كل شيء مُبعثر وكأن عاصفة هوت ليلة البارحة هِنا !
كل شيء مُبعثر .. عداها !
تذكرت عقابها ليلة البارحة وعقدت حواجبها تحاول تِتذكر آخر خطاويها ولكن أبت !
كيف صارت مُمدة على السرير بكل لُطف ، وقدمها الي كانت تِنزف الدم الموجوع صارت ملفوفة بالشاش ؟ حتى إصبّع يدينها الي بدد الظلام كان معقم ؟ ضغطت على رأسها بوجع وصوته الحاد ينخر خلايا مخها وعاجز يبتعد أو يتلاشى عن مُخيلتها، ولكن برغم شدة الضغط كان هالصوت باقي ويتجدد ! أيقنت بعد هاللحظة إن صدى صوته ماكان هلوسات كثر ماكان حقيقة وواقع ! فزّت بكل خوف تنتزع حجابها الأسود ولما ضغطت على قدمها كتمت صرخة عنيّفة بكل وجع وهي ترفعها عن الأرض
جعدت وجهها بألم وأخذت تلف حجابها بعجلة وتمشي بحذر لمصدر صوته الحاد ، كمُوج هائج
والأكيد إنه ماكان على هالقدر من الشراسّة إلا لما كان يهزأ أهدابّ بأول لقاء معها ! معقولة إنه يعيد الكرة من جديد ؟ عاصِفة هوجاء جامحة بوجه فراشة رقِيقة كانت تحتاج نسمة باردة بس لأجل تكسر حيلها؟
تقافزت قفز من الجناح تحاول تلحق قبل يكسر أجنحتها فعلاً ولكن من توسطت الحوش ، إشتدت عقدة حاجبها بعدم فهم ، تراكم ذهُول عنيف لخلاياها وهي تِلمح آل جلوي جميعهم على قدم وسَاق يستشيطون غضب ، حتى إن أمها منحنية ببكاء وتحاول تخبي عيُونها عنهم ك شخص يداري خيبته !

تسلل الوجل لفؤادها الموجوع وأخذت تتأمل تحفز حرب الغاضب برغم طبيعته المُسالمة ، ياسين الي تعابيره غير واضحة وهارُون اللي يمشي بالمكان بالغضب أما شاهييّن فحدث ولا حرج ! وكأنه نار ينتظر إشارة بس لأجل يحرق هالمكان عن بكرة أبيه الجوال بيده وبكل لحظة يعيد الإتصال بدون كلل أو ملل وكلما مالقى رد بدأ يكيل السبّ بكل غضب ، بينما الجد شاهِر
كان هادىء على نحو غريّب !
-
الصوت إحِتد والكلمات المُوجعة بدأت تستل عرُوق القلب ! والبيت خلى من حِس بنت عسّاف
في ظل غياب غالِب الي رفض يرد على إتصالات حرب وحتى شاهييّن والبقية!
الغضب وصل لحد الجنُون بسببه ضرب حرب باب جناح مهابّ بكل قوته لدرجة خُيل لهم إنه بيسقط لقطع صغيرة من شدة الضرب على أخشابه ! تلاه وقوف ياسين المفجوع والي قال بصدمة : حرب ! إستهدي بالله يارجل علام جنون شاهييّن أنتقل لك !
#هوى_ديار_الليل



١١٩
-
رفع رأسه وأندهش ياسين من عيونه المُحمرة بغضب مُهلك وهو يلقي نظرات على جموعهم وقلقهم الواضح وشاهييّن الي مُصر يتصل على غالب وكأنه متأكد إنها معه وما ترك للخيارات الثانية أي مجال وهذا الي حارق قلبه فضرب صدره بكل قوة لعله يخفف شدة وطأ الشعور على روحه : قلبي يحترق يا ياسين ، أختي تختفي من وسط البيت وأخوي العزيز والغالي مُصر إنها هربت مع ولد عمَها ، أسألك بالله هذا حكي عُقال ؟ هذا كلام من شخص صحيح ؟ وباقي تقول أنتقل جنُون شاهييّن لي ؟ لا ياياسين جنوننا وراااثي ، كلنا يا أحفاد شاهِر مجانين والدليل المصايّب الي تصير كل يومين !

أسبّل أهدابه بصدمة وأخذ يربت على كتفه وكأنه يحاول يسكته قبل تزيد النار حطب ولكنه إستطرد بغيظ وهو يقبض قبضته بعنف : شلون فهموني ؟ أهدابّ أرّق من غلاظة هالإتهام شلون رضيت عليها يا شاهييّن ؟ شلون فضحتها بوسط دارها بتهمة ماتنزل لمستواها ، ظنّك لأن غُـ...

شحبّ وجهه بصدمة ورجع خطوة لورى وهو يلمح العقال اللي مر من على حدود وجهه ولو أقترب مقدار شعره بس كان طبعت آثاره على وجهه ! عمّ الصمت المكان بوجل وأنتشر الخوف بسبب شاهييّن اللي تقدم خطوة من حرب وهو يناظره بغضب : ماتعرف تلتزم الصمت بالوقت الي نطلبك العتق من ظنونك ؟

- شلون يا شاهييّن فهمني ؟ كيف تبيني أسكت والموضوع يلمس أهداب ؟ كيف أهدأ كيف يرتاح فيني نبّض ؟ أختي مختفية وأنت..

ضربه على فخذه بطرف قدمه فأنحنى حرب بوجع وهو يمسك رجله بينما شاهييّن ناظره بغضب وقال بصوت هادِر : متى تعلمت ترفع الصوت علي يا حرب ؟ متى خرجت نبرة صوتك عن سيطرتك ؟ متى وقفت عن الثقة فيني ؟ إن كانت هذي أختك وبس فهي أمانة عسّاف وسُكينة برقبتي اللي لآخر نفس كانوا يوصوني فيها ، إن كنت مقهور فالقهر بقلبي أضعافه
وماني ساكت من فراغ ، تعلم توثق فيني ولو شوي ياحرب وأترك عنك التشكي مثل البنات !

رفع رأسه وأشاح بنظراته بضيق مقهور بينما ياسيّن وقف بتوتر وهو يقول لجده : ماودك تتدخل يا جد ؟ هذا وقتك !
ناظره بصمت وقال بهدوء : وش بيديني ؟

ناظره بصدمة ورفع يده وهو يحك طرف ذِقنه ويقول بذهول : مهب أنت رفعت السلاح بوجهه بنت خالي بنفس هالموقف!

- الموقف سوى ، بس إختلافاته ما تنحسب يا ياسين .. خلك منطم بس !

رمش بذهول وهو يحك جبهته وتنهد وهو يثبت جسده على طرف الجدار وينقل نظرات صامتة لشاهييّن والي بعد لحظة أعتدل بقلق لما تحفز جسد شاهييّن وأخذ يضغط على جواله الصغير بكل قوة وهو يسمع صوت تنفس غالب ،قال بصوت هادِر بجنون:بنت عسّاف ويينها ياغالب!

- أهداب بخير،وهي معي هاللحين!لا تسأل عنها وهي معي ياشاهييّن لأن ماعاد لك سلطة عليها
#هوى_ديار_الليل


١١٩
-
قالها بصوت مُتهكم هادىء وأغلق التلفون بعدها بكل برُود ، وكأنه رش البنزين على حفنة نار ! وكأنه رمى تعويذة على مجنون فأنتشر جنون بالمكان ! شاهييّن هاللحظة ماعاد شخص طبيعي أبداً ، لطالما كان عنده القدرة الكبيرة على التعُقل بمواقف تطلب الجنون بسبب غضبه .. ولكن كانت أهدابّ ! أضعف ضِلع بقلبه وأمانة بقت معلقة بروحه من سنين طويلة حاول بكل قدرته مايفرط فيها .. بس بالنهاية فرط وهذا اللي دمّر موازين تركت أعين كل الواقفين على أرض شاهِر تجحظ بصدمة وتتجمد أجسادهم بذهول
يراقبُون الموج الهائج كيف دمّر كل شيء طالته يدينه غير مهتم بالوجع اللي يسببه لنفسه ، حتى إنه ماترك لهم فرصة يستوعبون كلام غالب ويحللونه ويفهمون تفاصييله ! كان يدمر كل شيء يحاول يحرر الغضب اللي لو بقى بروحه بيقتله ! بيكون اليوم ميت لامحالة ضحية لغضبه ! يحلف لو كان غالب قدامه هاللحظة كان قِتله بدون أدنى تردد ، وهذا الي يترك الموج الثائر يركد ولو بالقليل لما يتسلل القلق لقلبه بإنه ممكن يوصل لنقطة مالها رجوع ! توقف بمكانه بأنفاس لاهثة وجسد الخدوش تعلو كل أركانه وقلب ينتفض من شدة سطوة الغضب ! يلتقط أنفاسه بصعوبة وكأنه يتمسك بآخر ذرات الأكسجين على هذا الكوكب وينقل نظرات على ملامحهم المذعورة ، على عيونهم البّاكية بوجل وصدمة ، على وقوفهم البعيّد وكأنهم خايفين يأذيهم بسبب جنونه !
والأهم على شاهِر .. الي كان صامت بهدوء !
أشتعل غضبه من جديد وتقدم بخطوات مجنونة بإتجاه شاهِر أنجلط بسببها حرب وأيقن إنه بيتعدى الحدود على شاهِر لامحالة فكان بيتحرك لولا إن شاهييّن وقف على بُعد خطوة ودّك الأرض بجنون وهو يناظره بكل جمُوح ومازال يتنفس بصوت عالي ومسموع أبتسم بعدها شاهِر ومال بوقفته بهدوء وقور : كنت بتكمل جنونك وتتعدى حدود شاهِر ياتربية يديني ؟

أخذ نفس بصعوبة وهو يضرب الأرض بكل قوة ، أخذ يرفع يده ويأشر بسبابته ويتمتم بخفوت قاسي : أنت السبب ، أنت الي دمرت حياتها ورضيت لها بكل هالوجع ، علمني وش بيديني الحيين ؟ علمني ياجلوي هاللحين فرحتك تناطح السحاب يوم قدرت تربّط شاهييّن ؟ علمني صرت بأعلى مكان لما خذيت كل أسلحتي من يديني ورميتني أتلوى من غضبي وهي على بعد أمتار مني وما أقدر أخذها منه ، علمنييي كيف بقابل عسّاف بالآخرة وأنا فرطت بأمانته ياجلوي ، لويت يميني بأحقر طريقة اي بالله ، والله يا وجعها لما راحت معه وهي تجهل إنها زوجته وكل نظرة يرميها لها بكل تبجح وهي تنكمش بخوف إنها من رقبتك بتقتص يوم القيامة ، والله يا خوفها وهي تركب معه وعدم فهمها لكل هالمهزلة مايكون عذابها إلا من صدرك أنت

#هوى_ديار_الليل


١١٩
-
تنهد شاهِر وناظره بضيّق وكان بيقترب يربّت على كتفه ولكنه رجع خطوة لورى بغضب : إلا هالنقطة ياجلوي ماكان المُفترض نوصل لها ، أسامح وأعفو عن الي ما دوني وتحتي إلا هي ، إلا أهداب يا جلوي

مازال بإوج غضبه ولكنه من بين أركانه أنتبه للآستيعاب الي بدأ يشمل أطراف المكان والسبب سؤال حرب الهادي : أهداب وش تسوي مع غالب يا شاهييّن ؟ وليه ما في يدنا شيء لأجل نروح ونكسر عظامه ونعلن موته هاللحظة ؟ ليه أنت بكلك متربطة يديّنك ؟ من قدر على تكبيلك يا شاهييّن من ؟

أشاح بنظره عنهم وهو يمسح على وجهه بتنهيَدة طولها مئات الكليومترات وبقى صامت بدون رد ! بينما الجنون الوراثي تراشق بالمكان على كل خليفة شاهِر وبدأت الأصوات تِعلى وحرب يدق كتف شاهييّن وهو ينتفض بجزع : شاهييّن أهداب معه صدق ؟ تكذبون علينا صح؟

غمض عيونه بضيق من صوت حرب المرتعش وتذكر قبل سنين ، لحظة رجوعه من أبشع الحوادث بحياته لما سأله حرب بذات النبرة " يعني صدق الي يقولونه عيال الحارة ، صرنا أيتام ياشاهييّن؟"

وهنا تِخر قوى شاهييّن المنيعة ومالها على هالوجع قُوة ، أبتعد عن حرب وتقدم يجلس على طرف الكرسي المكسور ويثبت يدينه على ركبته وهو يشتت نظراته للمكان حتى لمحها واقفة بجنب جناحه ، تراقبه بتوجس وعيونها تنطق خوف وقلق عليه ولما إنتبهت إنه يراقبها تحولت نظراتها للقوة واللامبالاة فأبتسم من بيّن ضيقه وهو يلمح حرب يشّد الخُطى مع ياسيّن لخارج الدار والي توقفت هالخطى بسبب سؤال شاهييّن الحاد : على وين أنت وياه ؟

ناظره ياسيّن بصدمة وهو يجذب شعره للخلف ويقول في ذهول : علامكم ياشاهييّن أنهبلتوا ؟ غالب تعدى على حد فيها رقاب ودم شلون تجلس ؟ شلوه موجك الهائج يهدأ ؟ شلون يستريح مركبك فهمني ؟

ناظره بصمت وهنا أحرقت دمعة محجر عيون حربّ فضرب الأرض بكل قوة سخط وقهر وغيَظ وهو يضرب صدره بعُنف : والله لأخذ رقبته بيديني هذي وأخنقه لين تنتهي أنفاسه عن هالكون والله لأكسر يدينه وأحملها على رقبته
مالقى يعتدي إلا على حرمة عيال عسّاف ؟ على قرة عيونهم ؟ على صغيرتهم أهداب ؟ ويلك مني ياغالب إذا ما شفت الموت بسببي ما أكون حرب !

رجع خُطوة لورى وكان بيكمل طريقه لولا شاهِر الي قال : إرجع ياحرب أنت وياسيّن ، طريق العاصمة بعيد

ألتفت حرب صدمة بسبب برود جده اللي يحرقه حرق وضرب رأسه بيدينه وهو يقول بغضب : ليه البرود ؟ ليه الصمت علمنيي؟؟ أنا أحترق هنا - صرخ بكل قوة متجاهل جده وحتى شاهييّن وملتفت لضيقه-
#هوى_ديار_الليل


١١٩
-
غير قادرة على النُطق بكلمة واحدة أو حتى التحرك خطوة صغيرة ! تتأمل رجوع أنفاسه لوضعها الطبيعي وركود جسده الي كان ينتفض من فرط الغضب !
تتأمله وهو ينزع يدينها من على أطراف صدرها يتأمل جنونها البارحة بإصبعها الصغير بالنسبة لكفه العريض مسح عليه برقة بعدها ميل شفايفه بخفوت و تسللت يدينه لجيبه وسحب طرف العلبة الصغيرة وأخذ يفتحها ويدهن بالكريم الأبيض مكان الجرح بحنية تناقض تكوين شاهييّن الصلب،بل تناقض الموقف بأكمله ! غاضب بجنون لدرجة نسى حتى جده قبل لحظات قليلة،والآن حنون لدرجة تركتها تلجم بصدمة وهي تتأمل إصبعه كيف تدهن الكريم بكل رقة وكأنها تحاول ما تجرحها أكثر!أسبلت أهدابها بصدمة وقبل تسحب كفها من على كفوفه حررها بكل هدوء وهو يرجع العلبه بجيبه ويبتعد عنها بكل صمت،بلعت ريقها بصعوبة وأستوعبت الموقف فحررت أنفاسها وهي تتنفس بصعوبة وأخذت تقول"هه وكأني بتأثر بتصرفات المجانين هذي؟أكرهك ياشاهيّين وأي تصرف منك ما بينسيني سواياك أبد،حتى قلبي -سكتت وهي تستشعر نبضاتها المجنونة وقلبها الي ينتفض بأقصى ضلوعها وتأفتت بغضب وهي تأشربسبابتها بغضب وكأنها تكلم شخص واقف قدامها-وأنت تعرف تنطم وتسكت!وقسم بالله إذا ماسكت لأشيلك من هالمكان المقدس وأرميك بمكان مهجور لأجل تعرف كيف تنبض لجلمود من جديد،تفهم ولا لا؟خل ولائك لي أنا صاحبتك مهب هو ياغبي !"

حررت نفسها من هالجنون تتذكر الي حصل والي تصرف شاهييّن نساها كل شيء ورفعت رأسها تتأمل إنهيار قوة أمها بعدم فهم وغفران الي تسندها بينما حرب الي خرج من المكان يتبع خطى شاهيين والي تخطاها بغضب واضح،تنهدت وهي تمسح وجهها بضيق وتقدمت لهم بصمت،بينما ياسين يتأمل وقوف جدته الهادىء بجنب جده وهي تمسح دموعها بكل رقة بطرف شيلتها السوداء وتقول بعتب : كذا يعني ياشاهر؟تخبي علي كل هالفرحة؟

ضحك ضحكة صغيرة وهي ضربت على كتفه : يعني أحترق عليهم وهم من سنين لبعض دون علمي ؟ خاف ربك أنت قلت مايخرجون حفيدات شاهر لغير أحفاده مير سواياك ردية
واحد زوجته بالسِر والله أعلم حال أهداب،وواحد أجبرته بالسلاح والتهديد!

أبتسم بضحكة وقال وهو يهرش ذقنه الأبيض الي يتخلله شعرات سود قليلة : حدوني على افردى فيهم يا مودة،ولا أنا رجل راكد وعاقل جيته بكل عقلانية وقلت خذها قبل يأخذها غيرك وقال ما أبيها وشوفي وش نهاية قراره موت وفواجع
ما أستوعب إنها مكتوبة له من صغرهم إلا لما أشهرت سلاحي بوجهها لما حدني أخرج جنونه وعصيانه لي ويرضخ لأفكاري دون علمه!

أنصعق ياسين وهو يحاول يمثل الهدوء ولكنه عاجز قدام إتقان شاهر للتمثيل بكل هالجدارة !
-
-
#هوى_ديار_الليل


"جوري" غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-03-22, 12:47 AM   #25

"جوري"

مشرفة منتدى الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية "جوري"

? العضوٌ??? » 333867
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,010
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » "جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



١٢٠
-
الموقف الي زعزع فيه عقولهم بسلاحه وغضبه ماكان إلا لأجل يتحرك شاهييّن ويقدم على هالخطوة ؟ يعني ماكان بيأذي غرُور أبداً وما شك فيها ولو بمقدار ذرة ؟ معقولة كل الي حصل لأجل تكون زوجة شاهييّن بس وكلامه المُوجع لها نظراته للطاغيّة الي أرهقتها ؟ من وين له كل اليقين إن شاهييّن ماكان بيعطيها لصاحبه ؟ ووش هالمعضلة اللي أحتاجت كل هالخطط لأجل تتم!
وكأنه جدته قرأت أفكاره فسألت نفس السؤال وكان جواب شاهِر : تركت هالموضوع لحِكمة تربية يديني ! وإن سوى غير هالفعل ف دريت إني ربيّت رخمة وبدون عقل ، شلون بعد كل هالي حصل يترك بنت عمه للغريب ؟ وأنا ماصدقت ألقى الموقف الي بيخليني أربطها فيه وللأبد بدون عناد التيوس الي فيهم

تنهدت مودة وقالت بضيق : يعني كذا لا فرحنا بالأول ولا بالثاني ؟ وأنا الي كنت أنتظر ألعب بعرسهم وأزفهم بيديني وألبسهم الأبيض

وكزها بهدوء ضاحك : لا أقبّلوا أحفادك الجديدين بتنسين كل هالتفاهات الي تناسب صغار العقول بس يامودة ، المهم إن هالخطوة تمت وأنا سنين أنتظر متى بيوفي غالب بوعده ويكمّل هالزواج وخذى عهده مني ومن شاهييّن لو أخذها وأعلن زواجه ما نخطي خطوة لهم ولا نأخذها بالقوة! باقي بس غُفران والمهم تناهيّد وأغمض عيوني بسلام !

ناظرته بإستغراب وتوجس وقالت بخوف : باقي مكمل؟ خُبرك إن هارُون توه ورع!وتناهيّد أكبر منه
- وإن كان الي تقولينه صحيح ، تناهيّد أكبر منه بسنين قليلة بس وماهو بعيب لامنها أعرست برجل أصغر منها المهم يكبر وينضج بعدها يصير خير ، أما غُفران فهي لياسيّن بس أنتظر تهدأ هالعواصف

تأملت إنهياراتهم المصعوقة بتوجس وتنهدت بضيق وهي تمتم على مضض : المفترض كان عندنا خبر ياشاهِر ، ماني بناسية هالخيانة منك

أبتسم بهدوء غير مستوعبين للمصعوق خلفهم يناظرهم بصدمة إخترقت أجزاءه الصغيرة حتى ، " يفصلون وحنا نلبس بكل غباء وكُنا نظن إننا الخياطين لحياتنا وطلعنا مثل المانيكان الجامد نلبس الحياة الجاهزة بكل غباء ! وآثاري خطواتنا مكتوبة وجاهزة ومطلوب مننا نمشي بكل صمت ! حتى شاهييّن الموج الهائج تعركلت خطواته الشخصيّة ورضى يمشي على درب شاهِر ؟"

هز رأسه بصدمة وهو يشد الخُطى لخارج البيت بعدم إستوعاب " صدق من قال كلاً على همه سرى ! الناس بهم المصايب الي يرميها شاهِر على رؤوسهم وجدتي همها مالعبت بزواجاتهم ! هه ولا يهمك يا أم عسّاف بتنتظري زواجي كثير وتلعبين فيه بحق الإنتظار ! ماني بشاهه يضربني جدي على ظهري وأقول أبشر ، ماني بمنتظر يفرض علي غُفران وأنا الي منتظر ملمحة أسطورية ! "
-
-
#هوى_ديار_الليل



١٢٠
-
لساعات طويلة تِتأمل إنهيارهم إثر الخبر وعدم تقبلهم له أبداً ، ولاكان عذر صغير أو كبير بيشفع لشاهِر والمتعاونين معه بسبب هالفعلة! ولكن المخيف إنه كانوا يدرون إن محد بيلتفت لعتابهم وضيقهم وقهرهم ! ستّ سنين وغالب ولدها متتزوج ببنت عمه وبدون علم أحد غير جدها وأخوها !
كان هذا أكبر من قدرة إستيعابها مع ذلك كان الصمت هو التعبير الوحيد عن صدمتها بيّنما إستولت عفراء على كل التعابيّر الجامحة !
تنهدت بضجر غرُور وهي توقف وتبتعد عن جلسة العريش بعد ساعات من الولولة وعدم الإستيعاب من قِبل الكل ، بينما هي كان قلبها ممتلي ضيّق لدرجة ماعاد له قدرة يستوعب كل هالكمية الهائلة !

إنتزعت خطواتها من على الأرض تِتأمل جدها اللي جالس برزانة ، بهُدوء العالمين
بهالة مهيّبة ترمي الوجل والخوف بقلب كل شخص يرتمي أمامه ! كانِت موقنة إن شاهييّن ما أُقتبس له أول حروف إسمه عبث ! كان شبيه ولو إنه تخطااه بكثير ولكن يبّقى مأخذ كل هالهيبة منه ! تخطته بصمت لأنها مازالت متضايقة منه
وخصوصاً إنه يضحي بهم بكل هالدهاء وعدم الحنية ، ولا كيف يكون حنون وهو الي رمى أهداب الرقيقة بمخالب أحفاده بدون مايكون عندها علم أو طرف خبر ؟ لما تفكر كيف ممكن يكون شعورها لما يقول لها غالب ينحني لِقلبها ضيق مخيف !
توقفت خطواتها بغضب وأتجهت له بعدم صبر وهي تتخصَر بقهر : أرضيت قلبك ياجد شاهِر ؟ يعني صرت سالي وبدون ضيق لما صدّرت همومك من قلبك الشايّب لقلوبنا الصبية؟ ما تحس إن هالهم الي كبر ونضج وشاب كبير على قلوب توها صغيرة ؟

تِسللت إبتسامة ملحة على وجهه ، هَالجاامحة !
محد يتصدى لأفكارهم الشيطانية غيرها وبرغم إنها كبرت بعيد عن عينه وبقية حفيداته كانوا تحت ظله طوال الوقت إلا إنهم ما يتجرئون يجادلوا أو يوقفوا حتى هالوقفة قدامه! مُوقن بقرارة نفسه إن كل هالطُغيان يلييّق بالموج الجامِح وما تلييّق بأي شخص غيره أبداً ، مع ذلك تصنع الغضب ورفع عصاته وهو يأشر لها بحدة : إلزمي حدودك يابنية قبل أقوم أصفصف عظامك بالترتيب ! أصغر ورعانك أنا ؟ تعدلي بوقفتك

تنحنحت تستقيم وتنزل يدينها وهي تنفض عبايتها بحركات طفولية كتم بسببها ضحكة عميقة وناظرته ببراءة قوية وهي تقول : ودامني هاللحين عدلت وقفتي ، أقدر ألقى جوابي ؟

-من يقول لك إني رضيت لكم بالوجع ؟ وصدّرته لأجله تستلمه قلوبكم ؟ أنتوا أمانة برقبتي لين يوم الحساب يا بنت عسّاف ، أنتوا أمانة عيالي وبحسبتهم شلون أوجعكم ؟

ناظرته بذهول وهي تأشر بحركة درامية على رأسها وكأن بكفوفها مسدس وقال بصدمة : كنت بموت على يدينك ياجد ! رضيت لي بالوجع ضربتني على وجهي #هوى_ديار_الليل



١٢٠
-
ناظرته بذهول وهي تأشر بحركة درامية على رأسها وكأن بكفوفها مسدس وقال بصدمة : كنت بموت على يدينك ياجد ! رضيت لي بالوجع ضربتني على وجهي ، زوجتها لغالب ست سنين ومالها علم وش باقي من الوجع؟ خذاها بوسط الليل وأنت رضيت بفعلته !

أبتسم بعبّث وهو يوقف ويضغط على عصاه : الضربة الي جاءتك تستحقينها كأنك قللتي أدب يا غُرور ، أما أهداب هي كفيلة بأوجاعها هي أقوى من ظنك وظنونهم وما أرتضيت لها الوجع أنا حطيتها بالخانة الي تليق فيها ، صحيح طريقة أخوك بأخذها خطأ وكنت أنتظر منه بعد هالصبر عرس وفرحة دامه قرر يشهر زواجه ولكن النتيجة ذاتها ، صارت زوجته ومعه ومتأكد إنها بتكون سعيد بظله ، وأنتي حيّة وتتقلبين على ضلوع صدر شاهييَن بسبب هالمسدس ، مايكفي لأجل ترضين على جدك ؟

ناظرته بصدمة ووجهها تلون بالإحراج حتى إن وجنتها تغرقت بالإحمرار بحياء مذهول من طريقة كلامه قالت بغضب أنثوي : عيب عيب ياجد هالحكي ، شلون تحكي مع حفيدتك بهالطريقة وتعلمها الحكي قليل السنع؟

ضحك ضحكة وقورة من قلبه كونها تخطت غضبها الي وقفت بسببه قدامه وهو يضيق عيونه وينحني منها وكأنه يهمس لها : أجل أحكي لك الحكي كثير السنع ، أوراق ملكيتك لأملاك بن عسّاف صارت بالتجُوري الي بغرفتي ، كأنك تبغينها تبقى معي آمنا وكأنك تبين تحفظين ملكك لك فخذيها!

جحظت عيُونه بصدمة وأشرت على نفسها بكل مسرحية وهي مصعوقة : أملاك شاهييّن الي طلبتها منه صارت لي ؟

أشر برأسه بإيجاب فأكملت بصدمة : حتى النُوق الحمر ؟

كرر إيماءة برأسه بإيجابه فضحكت بصدمة من أقصى قلبها وهو ناظرها بإستنكار أكملت ضحكها وهي تنحني على ركبها ، وبعد لحظات رفعت رأسها من جديد وقالت بطفولية : يعني صرت غنية؟

ضحك بهدوء بينما هي إستطردت بضحكة متناسية غضبها خوفها قهرها منه : لما رجعت أعيد ثالث ثانوي من جديّد بعدما رسبت غُفران هاوشتني وهي تستهزأ بحلمي إني بصير غنية بدون تعب ! كانت تقول مابتصيرين إلا بشهادتك وتعبك ! ماتدري إنه إذا تقفل باب إنفتحت بداله سبعين باب وما تضيق من كل الجهات إلا لأجل تنفرج بكل قوة ، أنا أكره الدراسة ياجد تصدق ؟ وعاد شف رغم هذا أنا حالياً متربعة على عرش الثرااء !

أكملت تضحك في ذهول وتقول بإبتسامة : حتى محلات الذهب والنسيّج صارت لي صح ؟

هز رأسه بإيجاب وهو يضحك على ردة فعلها بينما بداخله مرتاح كُلياً ، لأنه آمن مستقبلها بكل زوايااه وحتى مستقبل أهداب بذاتها ما رضى لها بالقليل أبداً والي يجهلونه إن حتى بيت غالب بالعاصمة كان بإسم أهداب وملك لها !
كان ودّه يحفر برؤوسهم إن حفيداته أغلى من كل ما جنوه طوال حياتهم وكل اللي سعوا وتعبّوا عشانه#هوى_ديار_الليل



١٢٠
-
وكل الي سهروا عشانه لأجل يستوعبون إن كل أملاكهم وقوتهم وقدرتهم تخر صاعقة لحفيدة من حفيداته
ولكن للآن تحفر بقلبه جملة غالب بيوم كتابة أملاكه بإسم أهداب كمهر لها لما قال له من حُر جوفه " ربطتني فيك بأبشع طريقة ياجد ، هالبنيّة بعتبرها طوق من نار برقبتي ، طوق متى ما سليت سحبتني به لين رجلك بسببها ! قاطعتكم وكان عقاب هالقطاع زواج أجبرتني عليه وكسّرت هامتي بسببه ، ولا فيه رجل تقوله إن لو يبي خواته يبقون معه يتزوج بالي تجبره عليها وهو مطأطأ رأسه بخنوع ! والله نار هالقلب ما بينطفي ياجد وأنت تكسر جناحي وكأني بنية ، علمني بس ياجد وأنت تهيأ لها هالأموال وتفرش لها الدرب فلوس كيف بتقدر تهيأ لها مكان بقلبي علمني ؟ كيف بتقبلها وأرضى فيها وأنت ساومتني بسببها على خواتي ؟ كيف بتشتري قلبي ياجد علمني؟"

للآن يذكر كُل هالحكي ولما أعترض إنه يأخذها معه أو يشهر زواجه فيها وحلفه بإيمان مغلظة لو أحد يدري عن هالزواج لاتكون طالق بذات اللحظة لذلك سكت شاهِر لأن مناه تحقق والباقي عليهم، وجنون شاهييّن و لويّ ذراعه لما علمه عن الزواج بعد يوم واحد ولازال يذكر الإعصار اللي هدّهم هد وكان ناوي بالأفضع لولا إن شاهِر علمه إنه ماكان زواج بالإجبار بكل الأحوال أخذ رأيها وكانت موافقة ولكن الي تجهله هوية العريس بل إللي تجهله ويهمها إنها ماكانت نكتة ولا مقلب من جدها كثر ماكان واقع ، شاهييّن بعد تلك الليّلة كان مُصر على طلاقها منه ورفضه لزواجها بالطريقة هذه لولا إن جده حلّق بكل غلاظه لو تطلقت لتـبقى طوال حياتها ببيت شاهِر وما تعرف للزواج درب .. وهذا الي لوى ذراعه ،شاهِر عرف ينزع نقطة الضعف من عمقها لذلك أجبّر غالب يعلن الزواج ولكنه رفض بتلك الفترة ورفض تعرف هي بذاتها كونه ماكان بيكمل الخطوة أبداً بل كان مجاراة لجده فقط وحلف لو أحد يدري إن يكون طلاقها بذات اللحظة ، وهنا إلتوت ذراع شاهييّن الثانية الي سكت بسببها طوال هالسنين يتلوى من القهر والغيظ .. شاهِر عرف كيف يكبّل نيران وجبل ! شاهييّن عاش مع الإحتمالات طوال هالسنين وهو الي ماكان يرضى إلا بالأكيد بس لأجلها ، لأجلها ما تتوجع كان قلبه يئن لها ويقول بكل مرة بعلمها ولكن خاف تقع عليها يميّن الطلاق وعقبها يلوي ذراعه شاهِر ويتركها بهالبيت طوال حياتها ، خاف تعاتبه بيوم من الأيام عن كونه سلبّها حقها بعيش هالتجربة ولو دخلت فيها دون علمها خاف يكون غالب فعلاً الشخص اللي بيداريّها برغم الوسائل والخيارات الخطأ الي مشوا بنهجها لذلك بكل مرة سكت! يتذكر الحرب الي تنشب بينهم والضرب الي يدمي وجه غالب بكل مرة كان يرمي نظرة ولو عابثة لأهداب ..#هوى_ديار_الليل



١٢٠
-
بكل مرة يتفنن بضربه بكل قوة لما يحسسها بهالتخاذل والخوف سواءً من قربه أو من نظراته لعله بضربه له يجبّره يشهر الزواج وتتقِ أهداب هالوجع ، بكل مرة يأذيه ويتقبل غالب كل هالأذى بصمت مخيف وواعي ! حتى آخر مرة ضربه كان بيوم خروجه من السجن
بالوقت الي ظهر قدامها وهي بكامل بهاءها بدون يعذر جهلها بحلها له ! وإن النظر كان مشرع له بدون ذنب على رقبتها ورقبته ! ولكن نظرة الخوف الي تعلو عيونها ورجفتها الي لاحظها شاهييَن وإدعى عدم ذلك تركته يفرغ كل غضبه بذلك اللحظة على عظام غالب اللي قاوم ودافع عن نفسه هالمرة وما فك هالإعصارين الهائجة سوى وجود الضيوف ! أهداب لطالما كانت نقطة حساسة بحياة شاهييّن وبنظره إستغلها شاهِر بطريقة عابثة لأجل تربط غالب بعالمهم ! لأجل يكون له جزء ينتمي له هنا يجبره بكل مرة يرجع ومايغيب بعد سنين قطع فيها تواصلهم معه ! حتى لو على حساب قلب أخته الي تركها حبل وصل لحفيده وهذا كان الي يوجعه من غالب والي يتركه يتمرد على شاهِر ويرجح البُعد عن هالمكان لأجل ما يتراكم الذنب على قلبه ويهلكه!

تنهد وهو ينتزع نفسه من داره وينتقل بالعصا اللي صُقلت بيدين هالحفيّد المتمرد والي أهداه إياها قبل ثمانية عشر سنة ! لما كان بعمر الإثني عشر سنة وقت حفر إسم شاهِر بن جلوي على أعلاها وقال له بكل رجولة كانت بقلبه الطفولي " أنا عصّاك لو هدّ الزمن حيلك ياجد ، توكأ بي والله ما تخيب" وماخاب .. برغم كل شيء !
-
كم ساعة مرت ؟ وكم تتضمن هالساعة أفكار ومشاعر متخبطة وغير واضحة ؟ كيف وصلت هنا وبأي طريقة مُرة عرفت سِر أنبنى على شعورها بكل وحشية وبدون رحمة ؟ سِت سنين عابثة عاشتها بين خوف من نظرات وإحساس بالذنب من الشعور له ، من وجع يدك ضلوع صدرها بكل مرة تتذكر شعورها بالإنتماء له ، بالنهاية تكون له أصلاً !
كيف بتستوعب ؟ وكيف بتكون لها القُدرة من الأساس وهي بهالمكان مرمية من ساعات طويلة ، تجهل مصيرها تجهل شعورها وكل هالعالم تجهله !

كل اللي تِتذكره بكل هالزوبعة " شعُورها " لما إحتضنتها فدمّرها التناقض ! شعور الإنتماء اللي يرفرف بين ضلوع صدرها فيتركها تتشبّث فيه بكُل طاقتها وشعور يناقضه تماماً الوِحشة وعدم الرضا والذنب القاتِل ! بعد لحظة فقط فقدت معنى الإنتماء هذا الشعور البسّيط والمعقد في آن واحد لما كانت ترتعش بين ذراعينه بسبب هالموقف المهلك والعاري عن العقل فتخاله للحظة مجنون لما أقدم على هالفعلة من جديد
لما قال لها بكل صراحة وبخشونة تناقض تماماً رِقتها الهشّة " لا ترتجفيّن وكأني مذنب وأنتي لي ما تحليّن ! أنتي زوجتي من ست قاهِرات ياهدب !"
#هوى_ديار_الليل


١٢٠
--
كيف فهمت هالكلام وكيف عقلها البسيط قدر يفكك هالرموز المعقدة ؟ كيف إستلها بكل قوة من يدينها وأخذها مع مُودع للعقل ومُرحب بالجنون بإوج غضبه وهي بإوج صدمتها وعدم قدرتها على الإستيّعاب ؟ كيف مضى الطريق وكيف عدّت الساعات وهم بالسيارة يدارون صدمة قبل تنفجر بالبكاء بعدما أستوعبتها ، بكاء عنيّف تركه ينتفض بجزع لما أدّرك فداحة فعلته ! ولكِن بوقت متأخر جداً كونه تعدى على الحد الي بيجبّره يحكم الطُوق على رقبه بكل قوة ! إستوعب إنه بِقى على إنهيارها لحظة بس فسحب المحفظة الصغيرة من جيبه وأخذ يِستل منها بكل هدوء الورقة الي تثبّت إنها عائدة له واللي من لمحت تاريخ حصُولها تزعزعت أركانها بتعب أكثر ، يستحيل يكون الموقف حقيقي ؟ للآن تِتذكر لما كان يُلاطفها جدها بتلك الفترة بكلمات تنُم عن عدم رغبته بزواجها كونها قريبة من قلبه ولما كانت ترضى وتتشبّث فيه
ولما قلب الموضوع ب " لو قلت لك عندي رجل واحد بهالحياة بس يستاهلك وبيقدرك مثل نظر عينه بترضين بشوري ؟ بترتضين فيه عريس" إكتفت بضحكة كونها مافهمت معنى كلامه المُبطن فأكمل يسأل ويؤكد " بترضين باللي أختاره لك يا بنت عسّاف وما بتعاتبين ؟" أبتسمت من جديد وأكتفت بإيماءة خجولة فهو أخذ البسمة على محمل الرِضا وأعطاها هالرجل بكل بساطة ! ندبّت حظها باللحظة الي هزت رأسها بتلك اللحظة بدون ما تعرف هوية العريس
"لو كنتي تدرين إن العريس الي أرتضاه لك جدك هو غالب يا أهداب كان ،كان رفضـ..
كان رفضتي يا أهداب؟؟ معقولة؟؟ ولا كان الرضا هو الجواب الوحيّد والمتكرر .. بذات البسمة ولكن ماهو بنفس الطريقة أبد أبد!!!"

كيف مر الوقت بين بكاءها وتغريقها للورقة الي كانت تلازم غالب بكل وقت وبين تركه لها ببيت شعبي قديم جدرانه تحكي قصة توالت عليها السنُون وأتعبتها ، إستنكرت الوضع ، خافت ، سخطت ، وإرتجفت بلا هوادة ولكن من دونه !
لأنه تركها بوسط البيّت وأخذ يُلقي نظرات سريعة للمكان الي زاره قبل فترة بسيطة تأكد من بعض الأشياء بنظرة قبل أن يغادره ويتركها بكل بساطة فِيه لساعات ! بدُون كهرباء ولولا شُعاع الشمس لماتت من الظلام الي كسّى كل حياتها .. بلحظة وحدة بس !

أخذت نفس بصعوبة وهي ترفع يدينها المُرتعشة وتمسح قبائل الدموع من على وجنتها وهي تُضم يدينها لجسدها بكل قوة ، تحتضن نفسها لعلها تخفف شدة البرد اللي أهلك ضلوعها !
بذات المكان واقفة ، بجنب الشُباك الي بالغرفة الصغيرة تراقب الشمس وهي تحجب أشعتها عن الأرض بكل شح وقلبها يتراعد بين أضلعها
إن ما قتلها الخوف من هالمكان بتكون ضحية الرعب من حالة آل جلوي لاعرفوا بفقدانها !
#هوى_ديار_الليل



١٢١
-
كم بكت؟وكم قبيلة من دمعها مسحتها؟ما تدري
كل الي تعرفه إنها بلا شعور وتملكها غباء عنيف وسذاجة غريبة كونها تنتظر هالشخص يرجع ويطمنها بعد كل هالخوف !
والأهم إنها بلاعقل كونها تِبعته بكل غباء وبدون إحساس إثر تعرضها لصدمة كلامه وعدم إستيعابها إلا بعد وقت طويل جداً !

شهقت بكل عُنف تسترد نفسها بصعوبة لما ضغطت على زر الإضاءة وكانت الكهرباء مقفلة !
الشمس غابّت وخيوطها الصغيرة بدأت تتبدد بين الظلام الحاِلك والمكان جديد عليها والأهم قديم بشكل يترك الخوف يدبّ بقلبك بدون رحمة أبداً حاولت تنزع أقدامها وبكل صعوبة تقدمت لباب الغرفة الي قفلته قبل ساعات بسبّب هبوب البرد العاتية ولكن رمشت بصدمة لما كانت عُروة الباب منزوعة بحيث ماينفتح هالباب إلا من الخارج وبس ! مما يرجح فكرة حبّسها بالغرفة الصغيرة بدُون كهرباء وبدون على أهلها وبغياب سجانها !
إحتلت قبائل جديدة وجنتيها المُحمرة من شدة البكاء وكانت عنيفة لدرجة أحرقته ، وش اللي تغير بيوم وليلة؟ وش صار لأجل بلحظة تكتشف إنها زوجة لولد عمها من سنين وتخرج من بيت أهلها بوسط الليل بدون إستيعاب لفِعلتها ويتركها في بيت شبة مهجور بدون ضييّ يرشدها للمكان ؟
وش الذنب الي كلفها تبدُل كل حياتها بغمضة عين ؟ كانت تِرتعش كل خلاياها وجسدها الرقِيق يهتز بلا هوادة تحارب بإهتزازه الخوف الي يكسر ضلوع صدرها ، أخذت تِقترب من الشباك وهي تدفع أطرافه بكل قوة فأنفتح من جديد وإنتشر البرد الغدار بكل أطرافه ولكن زار المكان ضييّ القُمر خالطه بعض من مصابيّح الجيران
أخذت نفس بصعوبة وهي تِمسح على صدرها بكل هُدوء وتحاول تنزع نفسها من هالة الخوف مثلما إِعتادت ، يشارك وِحدتها صُوتها ويُؤنسها بكل بساطة لذلك مسحت دموعها بطرف كمها الي يعلن إنهزامه بسبب الفياضانات الي أبت تجّف وأخذت تِدندن بصوتها العذبّ على وتر خوفها ! لدقائق طويلة يشارك هالعتمة صوتها
غير عابئة بأصوات الحشرات الي تنافس صوتها ولا بصوت الغُراب اللي يعلو الشباك الي تقف وراه والي ميزته بكل بساطة فإرتدت للخلف بكل قوة وهي تجلس بجنب الباب وتسند رأسها بإنهاك ، كانت مُتعبة لدرجة الإنهيار وقلبها ماعاد يضخ الدم وبس كان يضخ معه خوف وعتب وتعب وعدم إستيعاب حتى ! وآلاف الأسئلة والإتهامات ..

لحظة .. هل نامت بين كل هالخوف ؟ لاجديد على أهداب اللي بإوج الصدمات والمصائب والفجائع تغيب عن وعيّها سواءً بالنوم أو بأي سبب تسحب نفسها له ! ولكن إنها تنام بالعاصمة الكبيرة في بيت طِين شبة مهجور مقطوعة عنه الكهرباء بعد ساعات من معرفتها بخبر غير حياتها وفي ظل غياب أهلها وبكل هالبساطة ؟كانت تُحتسب كارثة بحقها!
#هوى_ديار_الليل



١٢١
-
ماكان نومها عدم خوف ، هي هشّة لدرجة صرخة عابثة من هارُون تهز أركانها ولكنها كانت مُتعبة ومُنهكة وكان بإمكانها إنزال علم الإستسلام لبعض الوقت وترجع تعيش هالرُعب من جديد بعد ما تريّح قلبها للحظات ! كانت تشكيلة شخصيتها غريبة للحد الي يجعل الشخص يقف مذهول من تكوينها ! مذهول ومُعجب جداً !


أما غالب فكان مدفعية من الخوف ، يرتجف أقصى ضلع من قلبه باللحظة الي تركها بهالبيت كان بقلبه غضب مُوحش جرده من غالب نفسه !
غضب مُهلك وموجع حمل به جسده لوسط العاصمة لبيته اللي بإسمها من ست سنين طويلة ! باللحظة اللي خطت فيها خطاويه لداخل البيت أعلن شاهييّن حضور طواريه ! كان موقن إن هالإتصالات المُزعجة من طرفه بعد معرفته بغياب أهدابّ لذلك أول مارد كان بيتكلم لولا وصول صوت غليّظ أدرك بعدها إنه ماكان صوت شاهييّن ولكنه صوت مديره في المكتب والي يطلب حضوره بكل غضب كونه إنتهت إجازاته قبل أيام طويلة وكونهم يحتاجونه اليوم بكل قوة لوصول وفد سياحي كبير أجبر المكتب على حضور كل المرشدين القِلة بالأساس ، إرتدى بدلته على عجل وقبل خروجه إستوعب إكمال دورة الرنين على الهاتف ولكن هالمرة كان متيقن من هيئة المتصل فرد وبكل بساطة ألقى قنبلته وقفل التلفون وأتجه للمكتب مع بقية المرشدين ببال مرتاح وهانىء بعدما برر فِعلته البشعة على إنها ردّ دين لإعتبار أخته بعدما مزقه شاهييّن بكل برود وقبل كل هذا خطوة كان لازم يخطيها قبل سنوات طويلة ، مهب كانوا يلحّون عليه لأجل يخطيها!هذا خطاها ليه العجب !

ساعات طويلة كان واقف على قدمه بدون وقت مستقطع للراحة يركض بهالإتجاه وعكسه لدرجة نسى نفسه في ظل هالزوبعة العنيفة ونسى حتى اللي سيرتها رقِيقة لدرجة ما أستولت على مكان بعقله في ظل الزحمة الي متراكمة فيه ! ساعات يركض فيها بكل بقعة ولكن بلحظة دخوله لأحد الغُرف وقبل يرفع يده ويضغط على زر الإضاءة شُلت كل أطرافه وبقي جامد يحدق بالفراغ وقلبه كان فقط الي له قدرة على الحركة ، قدرة مخيفة نتيجة النبّضات شديدة السرعة اللي تضرب ضلوعه !

تِذكرها !
من بين كل هالتعب وآخيراً طرت الرقِيقة على باله ، شهقته العنيّفة نتيجة إسترداده لنفسه ونُطقه لإسمها بكل وجل : هدبّ !
كان النقطة الحاسمة لأجل يترك كل شيء وراه ويركض لها ، يركض بكل ما تبّقى بجسده من طاقة غير عابىء هالمرة بصراخ مديره من وراه
كان الندم يأكل عضلات قلبه ويفتتها لدرجة تجهمت ملامحه وضاق نفسه وكل خلاياه أعلنت الحرب ضده ، كيف يتركها بذاك المكان بدون رحمة وكله معرفة إن الكهرباء مقطوعة بسبب عدم تسديدهم للفاتورة من سنين طويلة؟
#هوى_ديار_الليل



١٢١
-
المشهد الي تركه يطوي الطريق تحت عجلاته سيارته كان " مشهد غرُور قبل سنين طويلة "لما كانت بذات المكان والحالة الي لقاها فيها لما تذكروها ! يالله .. العاقل جن جنونه فعلاً !
ووراثة الجسد والطِباع ماكانت الوحيدة الي تركها لهم شاهِر ! ولا غالب العاقِل من متى كان يخرج رأسه من السيارة ويلقي الشتائم للي يتعرضون طريقة بكل بذاءة !

أو إن كان الأمر يمسّ حفيدات شاهِر يهوون كل أحفاده للجنون فعلاً

كيف وصل ؟ يجهل الطريقة ولكن كل الي يعرفه إنه لو مالقاها هاللحظة بخير رح ينهي هالمهزلة كلها بطريقة سيئة جداً بالنسبة له ، كان يلهث بجنون وقلبه ينتفض ويده الي ترتعش وهو يفتح الباب المغلق خير دليل على رعبه وخوفه !
دخل للبيت وهو يناديها بكل رجفة ، وكان الغراب وحشرات الليل الرادين على نداءه لها لدرجة تصلبّت عضلات جسده وعجز حتى عن بلع ريقه !
أخذ نفس بصعوبة وهو يلمح الغرفة الصغيرة ، ذات الغرفة الي أبتدأ منها الكابُوس لصغيرته ، شد الخُطى المرتجفة وهو يتحسس عروة الباب بيدينه بتوجس والرعب خيّم بكل قوة على قلبه وهو يستشعر البرد العنيّف اللي شرع بالغرفة بأكملها فأخذ يبّحث عنها بعيونه على ضي القمر العفيف وشح أنوار الجيران .. ولقاها !
متكورة على ذاتها بكل وجع ومغطية رأسها بيدينها وكأنها تحافظ على نفسها من شر الوجع والخوف بطريقة أدّمت قلب غالب البارد والشري إتجاهها ! كان ندم وقهر نابع من إنسانيته البحت
لذلك تقدم بوجل وهو ينحني ويجلس جنبها ويهز جسدها بترجي وهو يناديها بصوت مبحوح من الخوف: هدب ، أنتي بخير ؟

سمع تمتمات خفيفة وتغير بحركاتها ، فآرتخت كل أعصابه وتسللت راحة غريبة لكل خلايا جسده اللي تصالحت معه بذات اللحظة الي تيقن قلبه إنها بخير ، أخذ نفس بصعوبة لما لمس يدينها ولقاها باردة فنزع جاكيته من على جسده وغطى أركان جسدها بكل إحكام وهو يرخي بجسده المنهار من التعب على الجدار ، كان مُنهك .. لدرجة ولا أي قوة بالعالم قادرة على زحزحة جسده من على..

فز من مكانه بكل خوف لما سمع سعالها وأخذ يبحث بعيونه عن أي رداء ثقيل ممكن يدفيها ولكن السبب الي يتركها يعض على لسانه قهر كان تذكره إن هالبيت خالي من أي أُسس للحياة حتى بطانية صغيرة ما بيلقى ! إشتد سُعالها فأغلق الشبّاك الصغيرة بكل قوة وأخذ ينحني وهو يتحسس جسدها المُلقى على الأرض
أخذ نفس بصعوبة وإستشعر إن الطوق الي يلف رقبته يخنقه بكل قوة لما أقترب منها مع ذلك قاوم هالشعور ،قاومه بشدة وهو يحتضنها له ويضغط على أطرافها بيدينه لعلها تلقى الدفء اللي ضيّعه عليها بسبب تهوره #هوى_ديار_الليل



١٢١
-
إحتضنها وهو يستشعر إن جسده يتهالك بسبب عقله الي يرسل إشارات غبية كلها تُنم عن ضعفه وجُبنه ورضوخه لجده بعد كل هالمقاومة والعصيان ! ذات الإشارات الي تجبره على كُرهها بالرغم من إنها تِتوسد حُضنه هاللحظة ، الحُضن الي حجب عنها أي برد ممكن يدك حصونها بكل بسالة
الحُضن الي طبطب على نفسه غالب وسماه " حُضن إنساني" لأنه هو الي تسبب بمرضها وبرعبها الي عاشته بساعات غيابه ، ومن شدة تعبه وعدم نومه لساعات طويلة وطريق السفر الموجع والمشاعر الي دمرت أقصى كيانه من معركة شاهييّن البارحة لخوفه على أخت شاهييّن هالليلة أرخى رأسه بلا وجهة وأغمض عيونه بلا شعور وهو يرسي على ميناء الراحة بوسط هالمكان المُوحش !

حُضن إنساني كان بمعنى " الإنتماء " بالنسبة لها بينما له طُوق يخنقه بكل ثانية تتوسد هالحُضن
ولا قوة كانت قادرة على زعزعته.. ولكنها كانت أهداب وماكانت أهداب وبس ! كانت حفيّدة لشاهِر ! واللي ما يجهله غالب إن ولا قوة تعلو على قوة حفيدات شاهِر !
-
إحساس الدفء اللي يلتف حوله مثل الوِشاح أجبّره يطول بالنوم والإغتناء بهالشعور أكثر ، ولكن شعور بغِيض بقلبه تركه يتقلب على جمر الغضى بوسط أنسّام البرد العاتِية ، رفع رأسه بإنهاك شديد يستشعر هاللحظة إن كل عضلاته تقلصت وإشتدت عُقدها بدون حل من سوء نومته ، ولكن الي تركه يتعدل بجلسته برهبّة لما لاحظ خُلو حضنه من دفاهَا وقبل يفكر يبّحث عنها لمحها جالسة بجنب باب الغرفة ، تتأمله بصمت شديد بنظرات ذابِلة ووجهه شاحِب خلى من أي توُرد كان يخيم على وجنتها ! تنحنح بتعب وهو يمسح وجهه ويلمح جاكيته الي صار مُلتف حوله والجمّر الي بوسط الغرفة والي كان سبب الدفء الي يغمُر المكان ، أخذ نفس بصعوبة لما قالت بصوت خافِت يشبه هدُوءها الرقِيق : البيّت خالي من أي أُسس للحياة ، كنت بسوي قهوة بس المطبخ حتى الغاز مافيه ومابيني وبين الجيران معرفة لأجل يكون بيينا حقوق ، بس لقيت بالتنور القِديم الي بالحُوش هذا الجمر المطفي فأشعلت بعض الكراتين لأجل تِدفى

عقد حواجبه بتساؤل مُلح ودهشة عميقة تنخر ضلوعه " هالبنت أكملت حياتها بشكل طبيعي ؟ لا وتدور على قهوة بعد عشان تسويها ؟ لايكون أحد متلبّسها أو ضاربها ؟ صحت بحُضن شخص المفترض تعتبره غريب ولكنها أكملت حياتها بشكل طبيعي ؟ لاحول ولاقوة الا بالله وش هالمصيبة الي بليت نفسك فيها ياغالب ! مايكفي شعور النقص الي يتملكك بسببها؟مايكفي إنها طوق برقبتك ؟ وشاح من جمر على عنقك؟ وبعد بتبتلي بجنونها؟ هي وإن ماورثت من أطبّاع شاهِر شيء ، فالجنُون يسري مسرى الدم بعروقنا وهذا الأكيد!"#هوى_ديار_الليل



١٢١
-
قطع عليه أفكاره الغليظة عنها صوت سعالها المتواصل فعقد حواجبه وتِذكر كيف إنها تسعل بحضنه البارحة بأوقات متفاوتة ولكِنها تستمر لدقائق ! ما علقّ ولكنه بقى يتأملها بينما هي وقفت وهي تستند على الباب بتعب وما طوعت له نفسه يوقف ويربت ولو على طرف كتفها !
كان جالس بالقُرب من الجمر الي جهزته حتى إستشعر جلوسها أمامه وتثبيت يدينها على ركُبها وهي تراقب النار بعيونها بصمت شدِيد ترك ضيقّ عظيم يستوطن روحه وسؤال واحد ينازع بداخله " وش الخطوة القادمة بعد كل هالجنون ياغالب؟ من متى كنت ظلام لأجل تعيش معها وأنت بالأساس عايّفها؟" كتم تنهيّدة مُلحة وأخذ يتأملها حتى نفد سؤال من حنجرته بدون شعور : علامك تراقصيّن الضوء ؟

رفعت رأسها بحركة هادئة تلِيق بكينونتها وأخذت تناظره بإستفسار : ودك أسوي شيء ؟

جحظت عيونه ورمش بعدم فهم وكان بيقول لها " كنت منتظر منك تحطين هالجمر فوقي أنا وتراقبيني وأنا أحترق مهب تحرصين على دفاييّ !"ولكنه ظل ساكِت وهو يتذكر إن هالتصرف بهالقدر الكبير من الجنون ما يليّق إلا بمجنونته غرُور ! بالتالي كان يجهل أهداب تماماً
ويجهل ردات الفعل الي ممكن تصدر منها في هالموقف ، لما بقت تتأمله بإنتظار هز رأسه بالنفي وهو يمسح على وجهه بتخبُط ، تصرفها الهادىء هذا هزّ أعمدة عقله وهو بالأساس مهزوز ومهب ثابت !

أفترشوا الصمت لدقائق طويلة كانت قاتلة بالنسبة لغالب بينما ساكنِة لأهداب حتى تلاشى الصمت بسبب كلمتها الي تركته يفز من مكانه بكل قوة..
-
-
#هوى_ديار_الليل 🎬




١٢١
-
قطع عليه أفكاره الغليظة عنها صوت سعالها المتواصل فعقد حواجبه وتِذكر كيف إنها تسعل بحضنه البارحة بأوقات متفاوتة ولكِنها تستمر لدقائق ! ما علقّ ولكنه بقى يتأملها بينما هي وقفت وهي تستند على الباب بتعب وما طوعت له نفسه يوقف ويربت ولو على طرف كتفها !
كان جالس بالقُرب من الجمر الي جهزته حتى إستشعر جلوسها أمامه وتثبيت يدينها على ركُبها وهي تراقب النار بعيونها بصمت شدِيد ترك ضيقّ عظيم يستوطن روحه وسؤال واحد ينازع بداخله " وش الخطوة القادمة بعد كل هالجنون ياغالب؟ من متى كنت ظلام لأجل تعيش معها وأنت بالأساس عايّفها؟" كتم تنهيّدة مُلحة وأخذ يتأملها حتى نفد سؤال من حنجرته بدون شعور : علامك تراقصيّن الضوء ؟

رفعت رأسها بحركة هادئة تلِيق بكينونتها وأخذت تناظره بإستفسار : ودك أسوي شيء ؟

جحظت عيونه ورمش بعدم فهم وكان بيقول لها " كنت منتظر منك تحطين هالجمر فوقي أنا وتراقبيني وأنا أحترق مهب تحرصين على دفاييّ !"ولكنه ظل ساكِت وهو يتذكر إن هالتصرف بهالقدر الكبير من الجنون ما يليّق إلا بمجنونته غرُور ! بالتالي كان يجهل أهداب تماماً
ويجهل ردات الفعل الي ممكن تصدر منها في هالموقف ، لما بقت تتأمله بإنتظار هز رأسه بالنفي وهو يمسح على وجهه بتخبُط ، تصرفها الهادىء هذا هزّ أعمدة عقله وهو بالأساس مهزوز ومهب ثابت !

أفترشوا الصمت لدقائق طويلة كانت قاتلة بالنسبة لغالب بينما ساكنِة لأهداب حتى تلاشى الصمت لما قالت بهُدوء : راحت عليك صلاة الفجـ..

فزّ من مكانه بصدمة وقال في ذهول وكأن حياتهم ما بدأت ليلة البارحة بقنبلة وبكاء : أنا ماصليت الفجر ؟ ليه ما صحيتيني بوقت الصلاة ،غبية أنتي؟تجهليّن أهميتها ولا كيف ؟

أسبّلت صف أهدابها الكثيّف بخوف وبان على أطراف ملامحها وهي تقول بصوت مهتز : ماكنت أدري والله ، أنا خفت أصحيك و..

تخطاها بغضب فأكملت بهمس محرج : ومافيه ماء أصلاً !

توقفت خطواته بإستنكار بينما هي أشاحت بوجهها بإحراج تركه يعقد حواجبه بعدم فهم ويقول بإستغراب : ماصليتي للحين ؟

هزت رأسها بالنفي وهي تقول بضيق طفولي مُحرج : لا ما صليت

سكتت وهي تدفن وجهها بين ذراعينها فرمش بعدم فهم للحظات قبل أن يتسلل الإستيعاب لعقله ، ناظرها لوهلة قبل أن ينتزع نفسه ويخرج من البيت بصمت شديد ، يتهادى بخطواته بدون وجهة وهو عاجز يحدد مصيره معها ، خصوصًا بعد حالتها المُسالمة والي يعتبرها"مصيبة" بعد حالات خواته الي تتفاوت بيّن الجنون والصمت الي يسبّق العاصفة!

#هوى_ديار_الليل



١٢٢
-
أشاحت وجهها أهداب بضحكة هادئة لما لمحت وجهه غالب الشاحب من الصدمة بسبب ملامح الطفلة الممتعضة قبل أن تشد خُطاها بعجل لخارج البيت بسبب صوت جدها الي فجر طبلات إذنهم وأغلقت الباب خلفها بكل بساطة

قبل أن يوقف غالب وهو يتنحنح ويقول بصدمة : هذا ظلم بحق جيناتي الجلوية الي يتمارون بها أهل الليل!

أستوعب الموقف وأشر على المكان الصغير وهو يترك قدر الماء بجنبه ويتفقده قبل أن يقول لها : روحي توضي وأنا بنتظر..

رمش بإستغراب لما صدت بوجهها عنه وإنتفض جسدها فأيقن إنه تملكها الحرج تنهد بعدها وشد الخُطى بعيد عنها بصمت وهو يفرش البساط ويجلس عليه بجنب الجمر يتأمل الفطور البسّيط والي الواضح إن جيرانهم كانوا بوقت فطورهم وأزاحوا لهم بعض منه ، تبّسم بهُدوء بسبب هالحفاوة الي ماكان ينتظرها أبداً وأشاح بنظره وهو يناظر للباب الي تقفل بتنهيّدة ، الواضح إن حياته بتكون صعبة .. صعبة جداً !

خصوصاً بعد قراره هاللحظة ، إنه بيعيش بهالبيت هو وإياها وبس ! بدون سبب ولكنه ينتظر نتيجة من كل هالقرار ، ما يعرف وش هي بس يدعي إنها ترضيه لأجل ما يظلمها فوق ظلمها بوجودها مع شخص يعتبرها طوق ..
-
بعدما قضى صلاة الفجر ، شرع بقراءة الأذكار بعد الصلاة وهو ينقل نظراته لها خِلسة بين كل لحظة والثانية ! إنتهى وطوى السجادة وأتجه يجلس بالقُرب منها لصغر مساحة البِساط الصغير ، سمّت بالله وصبت له القهوة وأنتشرت رائحتها المخملية بأرجاء المكان فأرتخت أعصابها المشدودة والي كانت تحتاج هالرائحة لأجل تستريح ، تركت له الفنجان بجنبه وقدمت له الخبز وإنتظرت حتى بدأ يأكل فأكلت من بعده من غير ما ترفع بصره لها لأجل تتأمل إندهاشه حتى بالنفس الهادىء اللي تتنفسه !

رمى الخبز على طرف الصحن بغضب وتوتر شديد فإستنكرت فعلته ورفعت رأسها تتأمل نظرات التوجس الي بعيونه والغضب الي بسببه تجعدت ملامح وجهه الوسيّم ! أرجحت الصمت والإنتظار فبادر بسؤاله الغاضب : أنتي آدمية مثلنا ؟

ميَلت شفايفها الصِغيرة بإستغراب فرفع كفه وثبتها على جبهتها كدلالة لقياسه حرارته وكانت ثابتة مكانها لولا من شهقة صغيره كتمتها بصُعوبة : حتى حرارتك طبيعية إلا أنتي منتي بطبيعية أبد يابنت عسّاف ، معقولة ماتحسين مثل باقي البنات؟ من البارحة ومنتي بعقلك

- كنت تنتظر مني جنون عيال عسّاف ؟

بادرت بسؤاله بصوتها الهادىء فإمتعض وجهه وأومئ بالإيجاب وهو يستطرد : كنت أنتظر منك ردة فعل تناسب عظم الموقف ، أنتي بهالهدوء تزرعين الشك بقلبي بأنك إنسانة سويّة وعندك عقل ! كنت أنتظر منك ثورة أو بوادر إنتقام !
#هوى_ديار_الليل



١٢٢
-
أكمل بحاجب معقود إستغراب ودهشة ..ووجل!:لست سنين كنتي مستضعفة ومخدوعة لساعات من الخوف لوحدك ببيت مهجور ولوجودك معي بدون أدنى إذن منك ، أنتي هادئة لدرجة ودي أفجر وجهك يا أهداب

ناظرته بصمت فإشتدت ملامحه وإمتقع وجهه لما لمح شبَح الدموع الي سكن محاجرها وتعلق بصف أهدابها بكل ثورة ، جاهل غالِب ! إن أقوى إنتقام لها كان بكاءها ! لهالدرجة كانت رقِيقة !

شحبَت ملامحه وهو يتأملها تفرك عيونها بطريقة طفولية وشفايفها ترتجف بجزع ، يعترف إنها ماكانت ردة الفعل المُنتظرة ! هو متعود على ردات الفعل المتمردة على الجنون على الإوجاع سواءً بالحكي أو بالأفعَال على رد الصاع بمية صاع ! متعود على ماهو أدهى وأمّر والدمع عندهم ماكان هييّن لأجل ينزل بسهولة .. يعزُونه بكثرة !
ولكنها دمرت الموازين عنده لما شرعت ببكاء عنيّف مُتعب ، حاولت من ساعات طويلة كتمه ، تنازع من اللحظة الي إستيقظت وهي تتِوسد حضنه على أن لا تبكي ، تنازع بكل قوة ولكن خدشه لها بكلامه كان فوق طاقة تحملها، فبّكت بكاء الساعات الي تحملت فيها بدون ما تحتفظ بدمعة وحدة بس في ظل صمته المصعوق وشحوب ملامحه وعدم مقدرته حتى على التحرك أو نطق حرف واحد ، كان شحيح حتى بمراضاتها

بلع رِيقه بصعوبة وأشاح بنظره عنها لما لمح حجابها يِنسدل من على شعرها الحرِيري وتمسح عيونها بطرف كُمها بكل شقاوة وسط تنهيدته الهادئة ، كان بيتكلم ويوضح وجهة نظرة ولكنها إسترسلت بكلامها بشهقة خافتة : مر يوم بليلته ياغالب ، ساعة تضرب دقايقها وثوانيّها وأنا هنا معك وما أهتزت القاع الي تمشي عليها بسبب عيال عسّاف تعرف ليه ؟

ناظرها بفضول فأبتسمت بضيّق وهي تبادله نظرة حزينة خائبة تركته يشيح بنظره من جديد : لأنهم راضيّن ، ولأنهم يعرفون باللي كنت أجهله!
ظنك شاهييّن الي كان يخاف حتى على إسمي بس لا ينقال بمجلس هو فيه بيتركني معك للحظة وأنت تتنفس بدون مايكون راضي وغاض الطرف ؟ - سكتت تبتلع غصة عنيفة تسلطت عليها - ودام آل جلوي من بينهم شاهييّن راضين بأني أكون مع شخص خدعني لست سنين وعرّاني بنظراته وتعدى على حُرمة قلبي وش السلطة الي عندي لأجل أعترض ياغالب ؟ أي قوة عندي ممكن أستخدمها ضِدك وأحرر نفسي من نظراتك المهينة لي ؟ أنا أدري إن الدمع والصمت والتغاضي عن كل هذا مايفيد بس وش أسوي إذا كان هو سلاحي الوحيد ضدك بعدما تفجر مخزون دفاعاتي؟

الكلام ؟ لا لا ماكان بمحله ولا بمكانه الصحيح أبداً والدليل وقوفه المنتفض وإنتزاع جسده بصعوبة عن الأرض الي يجلس عليها بالقرب منها ! كان يرتعش عن حق وحقيق بسبب صراحتها القاتِلة!
#هوى_ديار_الليل



١٢٢
-
بالرغم من رِقتها وتصرفاتها العفوية وطفوليتها كانت صرِيحة بشكل مُوجع ، وش كان منتظر منها والكُل معه واقِف ؟ إذا كان هو ربّى غرُرور وغفران على الشراسة والقوة ، فهي ماكان عندها شاهييّن طوال الوقت لأجل يعلمها أساليب التمرد والغضب ! هي بنّت نفسها بنفسها على أن تكون " حساسة ورقيقة" كشيء يسهل خدشه وإوجاعه ! تركها خلفه وضيق عنيّف يلتف على قلبه مع ذلك ما ألتفت له مبرر فعلته بأن عنده مشكلة أكبر من دموع أهداب
تارِكها في البيّت لوحدها ، ينتظر الخطوة الجاية
والي ما يعرف وش آثارها أصلاً !

دخل المكتب المتوسط وهو يستقبل غضب المدير بكل صمت كون باله مشغول وصدره برغم عدم إلتفاته ضايق وبعدما مرت دقايق طويلة شرع فيها بنشر كل غضبه أتجه فيها لمكتبه الصغير الي ضمن المكاتب ولمح زميله ملامحه ممتعضة يقول بعدم صبر : يارجل وآخيراً شرفت ، بالله عليك رد على هالتلفون وفكنا من هالإزعاج

أبتسم بهدوء وهو يهز رأسه وأخذ يرفع سماعة التلفون ويقول بعملية : مكتب شمس للسياحة كيف أقدر ..

قاطعه الصوت الغليّظ المُتزن والي يحمل سِهام التهديد بكل نبراته : بنت عسّاف لا يمسها ضر ياغالب ، حرام حرم الدم لو ينحني الضيق لقلبها لأذوقك من المر أضعافه ولأوجعك وأنا متغافل عن كونك ولد عمي ، لا تظن سكوتي ضعف ولا تقليل من قدرها ولكنه حِرص على الدم الي بيننا يا غالب سكت بالأولى لأجل ما ألبّسها لقب ما يزهى عليها بعد مصيبتك أنت وجدك سكت من حر وجعي وضيقي عليها ، وسكت بالثانية لأني أصون العهد ، لذلك لا تتِركني أصير قتّال ولد العم
لا تترك الدم يسيل للركب ، ولا تتركني أعض أصابع الندم لأني وفيّت بوعدي وتركتها تبّقى معك ، تراها أغلى من العيّن وماءها لا تنعمى العين من البِكاء يا غالب

قبل يرد غالب سكت بصدمة لما قفل شاهييّن بوجهه وتحولت ملامحه للهدوء بعد الغضب لما لمح زميله يراقب شحوب وجهه بإستغراب ، عدل جاكيته وكان بيتجه لمكتب المدير يكمل سلسلة الغضب ولكن صوت التلفون علّى من جديد فتنهد ورجع يرد وهو يقول : خلاص فهمنا يارجل..

سكت لما قاطعه حرب : ماخبرتك خسيس ياغالب ولا خبرت النذالة لها مكان بدم أحفاد شاهِر ، توجعنا بأضعف النقاط لنا وتقطع الإتصال معنا وتأخذ شاهِر حليف بصفك يحلف علينا ما نخطي للعاصمة بخطوة وتنتظر منا حفاوة وصبر ؟ من متى تعلمنا قلة السنع هذي ياولد العم ؟ ست سنين نأكل سوى ونضحك سوى وهمومنا نفس الهموم ولامرة طرى ببالك تعلمنا وتشهر هالزواج الكئيب ، ولابنت عسّاف ماتستاهل ؟ كبيرة بحقنا هالخطوة يا غالب
كبيرة ومالها عفو لو بكت بأسبابك
#هوى_ديار_الليل



١٢٢
-
تنهد غالب وقال بتعب فِعلي من كل هالمصائب الي جمعها على رأسه بلحظة غضب : كنت منتظرمنك أنت تفهـ..

- لا تنتظر مني تنازل عن أي شعور يزور قلبها يا غالب ، والله لأنسى إنك تنتمي لنا لو عرفت إنها بكت بسبايبك ، هي حساسة ورقيقة وقسماً برب العزة ما تستاهل القساة الحجر عيال آل جلوي بس وش نسوي هذا النصيّب ، لذلك لا أشوف آثار خدوش على قلبها ياغالب ، بأوجعك والله العظيم بأوجعك بأشنع طريقة ممكنة تفهم ولا لا ؟ لا تظن لأن ما بخلف أيمان شاهِر الي حلف بها علينا لأجل ما نجي نأخذها من وسط بيتك إن لك القدرة على إوجاعها ، والله لأستّل قلبك من صدرك بيديني يا غالب ولا ألتفت

ألتزم الصمت للحظات قبل أن يقفل التلفون بغضب مضاعف لما قفل حرب بوجهه وأخذ ينزع جاكيته بغضب ويرميه على الكرسي وهو يثبت جسده المُنهك عليه : لأي وجهة أنت مِتجهه ياغالب ؟ وش هالجنون الي تلبّسك وبتضيع نفسك بسبب هالبنت ؟
-
-

في عُقر دار شاهِر .. وبمكانه المُعتاد ببدايات الشتاء في بيّت الشعر وأمام مجلسه مرتخي بجسده الثابّت على طرف المركاد وملتف بالفروة البُنية وبين يدينه تتراقص السِبحة البُنية اللي مضت سنين وهي تحتضن كفوفه في أُلفة أبّت أن تنتهي !

مشهد معتاد بكل الليالي الباردة ولكنه غير عادي ، لأن ماكان شيء يخص آل جلوي يتصف بالعادية أبداً ! تراقص عيونه الضيّ وقلبه يناجي إن القريبة منه بخير بهاللحظة وإنه ما أخطى لما لوى يمين إخوانها وما لحقوها من فورهم لأجل يردونها لأحضان هالدار ! مُوقن إن غالب أعقل أحفاده وحكمته مأخذوة من شاهِر ولذلك ما بيخذله في حفيدته .. على أمـل !

أبتسم بهُدوء لما لمح طيف يتسلل من بين ضي النار ويقترب خِلسة لأجل يقبل رأس جده في محاولة لإسترضاءه بعد يوم يأكله الندم : كللني بالعذر يا عصبة رأسي

تلاشت إبتسامته وتصنع الجمود وهو يضم السِبحة لكفوفه وكان بيعتدل بجلسته لأجل يصب له قهوة ولكن حرب فز من مكانه بجسده العريض وكأنه إبن الخامسة وأخذ الدلة يصب لجده وهو يقول : عنك ياطويل العمر

أخذ الفنجان بصمت بينما حرب تنهد ونكس رأسه وهو يقول في ضيّق : لحظة غضب ياجد ، يعني حتى العذال يعذرون بلحظات الغضب وأنت الحنيّن الوقور ماتعذر أنت تدري وش هي أهداب عند عيال عسّاف يمكن يظنون الناس كلهم إننا غافلين عنها وما نحنّها ، لكن قسماً بربي العظيم ياجد إننا نداريها وكأنها عيوننا ونعزّها وكإنها الأنثى الوحيدة على وجه الأرض ، حنا تربينا على الصلابة والجفاف لذلك ما تظهر مشاعرنا لا بكلامنا ولا بملامحنا ولكن هي تدري ويكفينا بالكون إنها تدري إنها لو تِشتكي لـ يهدّون عيال عساف الأرض بالشخص الي أوجعها #هوى_ديار_الليل



١٢٢
-
أكمل بخفوت هادىء يحاول يكبّح الغضب من جديد : هي نقطة ضعف من بين قوتنا كلها ياجد ، ولامسّ هالنقطة وجع ظنك كل قوتنا بتسكت؟ بتندثر؟آه لولا حلفك وأيمانك ما بقى به عظم صاحي وما قر قلبي غير وهي هنا ، تحت ظل إخوانها
ولكن أنا متسّلح بحكمتك ياجد،أنت رجل عاصر وعاش وتلاحم مع مشاعر ماهيّب هينة وكل ثقتي بحكمتي ويارب ما تخذلنا ، وبعد هذا كله كيف تبينا نتجمل بالصبر عُقب هالخبر ؟ أنا أعرف إن الصوت ما ينعلى بحضورك والمُفترض نحكم زِمامه ولكنها ساعة الشيطان حاضر فيها ، لذلك أنا طالبتك تمسح خطايي بوجهي هالمرة وتعفو ، العفو من شيّم الكبار وأنت كبيير ولا يا جد شاهِر ؟

ناظره وكتم تنهيدة مُلحة يضغط على كتفه لأجل يرفع رأسه ، لطالما كان هالحفيد يضني روحه ويهلكها من شدة حبه ، الحفيد الوحيد الي يشري رضااه لدرجة لو باع روحه يعتبرها رُخص في سبيل شاهِر ، أبتسم في حبور لما تذكر النقيض له " شاهييّن " والي بلحظة تذكره تهادت الخطوات الثابتة تدك الأرض بذات الهيّبة الجلويّة ، ألقى السلام في هدوء وهو ينحني ويُقبل رأس جده بتبجُل ويجلس على يمينه وهو يناظر لحرب بطرف عينه وقال بصوت حاد: إرفع رأسك ياحرب

تنهد حرب ورفع رأسه وقال بضيق : ياعالم يكفي ضيق أهداب ماودي يزاحمه ضيق زعل جدي ، إن نكست رأسي له فعِز ماهو بمذلة ليه مكبرين الموضوع ؟

كتم تنهيدة شاهِر وأكمل شاهييّن بصوت رخِيم وهو يأشر بيده : سامحه ياجلوي ، أكبر ذنوبه إنه خاف على أخته ونسى نفسه

ناظره بطرف عينه وقال من بصوت ضاحك : يارجل تدور على العفو لي وأنت ؟ الله أعلم من هو صوته الي طيّر الحمام من فوق السِدرة ، والله أعلم من الي كسَر كل شيء قدامه !

أشاح بنظره وهالخِصلة تهلكه بس ماهو بيدينه ، غضبه مخيف وجاِمح ، حتى هو بنفسه مايقدر يسيطر على نفسه ! ميّل شفايفه بخفوت وقال : مامن خلاف أجل لا تعفي عنه ياجلوي دامه يزاحمني على الرحمة الي بصدرك لي
- والرحمة الي بصدره تتطلب العفو عنك بدون حد ؟ حتى بأسوء حالات غضبك ؟

أبتسم بضحكة شاهِر لغيرة حرب بينما شاهييّن رفع حاجبه وقال : وأنت وش الي حارق قلبك ؟ جلوي يغليني أكثر منك وش بيدي يعني ؟ أخرج قلبه وأغسله من حب شاهييّن ؟

ناظره حرب بإمتعاض وقال بعدم إعجاب لطالما إعتاد عليه شاهِر بحضورهم وروقانهم : كل البلاء والسبب باللي سمّاك شاهييّن لأجل تشابه إسمه
ولا ترى لو ما إسمك كان حرب متربع على عرش قلبه ومرتوي من حنانه أكثر منك !

إعتدل شاهيين بجلوسه بحمائية مصطنعة متناسي جنونهم البارحة كالعادة بعد كل ثورة جنون يرجعون يتلاحمون من جديد وكأنهم موقنين محد بيحتويهم بجنونهم المتوارث غير بعض ! #هوى_ديار_الليل



١٢٢
-
قال بصدمة وذهول مصطنع ورائق : تسمعه ياجلوي ؟ يقول البلاء باللي سماني يعني كل البلاء فيك أنت ! أفاا يا رجاجيل والله إنها بحق ، إقتصه منه ياجلوي

شهق حرب بصدمة : تبتليني يا شاهييّن

بينما شاهِر أنفجر بضحكة مجلجلة بسبب تعابيرهم وشاهييّن أبتسم إبتسامة رزينة بينما حرب بدأ موال الظلم الي يتعرض له : ما تخافون الله في اليتيم ؟ ماتعرفون إنه الرسول وصى عليه ؟ والله إنها بحق ما ...

قاطعه شاهييّن لما رمى عليه الفنجان الفارغ فتركه حرب يمر على صدره وقال بوجع مصطنع: وش هالظلم الي أتعرض له بدار شاهِر ؟ أشكيكم لله ، يعني عشانه حفيَدك العود توقف معك ضدي ؟ ما تشوفه كان ناوي يكسر ضلوعي منكم لله

تلاشت تدريجياً ضحكة شاهِر ورفع عصاه بإتجاه شاهييّن بضحكة : إعقب عن أخوك ياشاهييّن

تنهد بضجر وهو يعتدل بجلسته ويسند جذعه على طرف المركاد وهو يقول بملل : سمفونية حرب المُعتادة ما يمل هالرجال ، من يوم هو طفل وهو يستغل كونه يتيم لأجل ترفع هالعصاة برأسي يعني ما كأني بيتيم مثله

رمش بطريقة مستفزة وهو يزحف ويدخل تحت فروة جده مثلما إعتاد وهو طِفل بينما شاهييّن قال : ويل حالك ياشااهييّن لايدرون العرب إن هالبزر أخوك ، قم تعدل بجلستك لا يشوفونك إدارة الفريق وتملاهم الحسرة على الفلوس الي أستثمروها فيك !

ضحك شاهِر وهو يضغط على كتف حربّ وكأنه يجبره يبقى جنبه بينما حرب أحتضن طرف جده وهو يقول : يالله من حكي العذال..

عض طرف شفايفه بحذر وألتفت ببسمة خافِتة ناحية شاهييّن الي ناظره بطرف عينه وقال : تعديت حدودي دريت والله بس عاد شنسوي تعزويت بجدي وزاد هياطي ..!

صدت ضحكة شاهِر المزلزلة بالمكان ، على إثر دخول ياسيّن وهارُون للبيت بعدما إنتهى عمل هارُون بالبقالة والآخر بمحل الذهب والي مر بعدها يشتري الحلويات الي إعتاد يشتريها لها
قبل ما يتجهون لبيّت الشعر توقفت خطاوييّ ياسيّن وهو يأشر لتناهيّد الجالسة بصمت تحت شجرة السِدرة ، تقلب صفحات دفتر بدون وجهة ولما لمحت طيفه يتهادى لعينها ميّلت شفايفها بخفوت ووقفت وهي تِتجه له وتناظر لهارُون الي شد الخُطى لبيت الشعر بينما ياسيّن على وجهه بسمة هادئة إعتاد يرسمها لها هي بالذات ، أشار بالكيس وهو يرمش بطريقة مُضحكة فتنهدت وهي تسحب الكيّس بضحكة مكتومة وتناظره بضجر مصطنع : كبرت ونسيت عقلك وراك صدقني يا ياسين

أبتسم بضحكة من كلامها فرد إعتباره ب : وأنتي نسيتي تكبرين يا حلويات العِيد !

ناظرته بطرف عينها وأبتعدت عنه وهي ترجع لمكانها بينما هو أكمل مسيرة خطواته لولا صوت أمه الهامس بحدة : متى بتلتزم بحدك يا ياسيّن ؟
#هوى_ديار_الليل



١٢٣
-
ناظرها بإستغراب وحك طرف ذقنه بعدم فهم وهو يقترب منها ويقول بهدوء : علامك يا أم ياسين عاقدة الحاجب هالليلة ؟
- تظل تنسى ، وهالشيء يخرجني عن طوري يا ياسين بنت مناهِل خل بينك وبينها سبعين خطوة .. مهب لأنك بنفس البيت ترخي الحبّل معها ! أعرفها خليفة أمها بتتسلق على رقبتك

تنهد وهو يشيّح بنظره للحظات وأخذ يقول : ياما تسلقت على رقبتي ولقيتي مني ومنها الضحكات وأستقبلتيها بصمت يايمة ، وش هاللي تغير ؟
- الي تغير إنها كانت طفلة وأنا كنت أسكت خوفاً من جدك لايقول فرقتي بين أحفادي من صغرهم ، ميّر هاللحين صارت كبيّرة وماهي بهينة أبداً يا ياسين هالبنت عفريتة

تسللت إبتسامة مُلحة على طرف ثغره فهز رأسه بضحكة : عفريتة اي والله ، تربية يديني يا يمة
لاتنسين إنها كبرت معي خطوة بخطوة وضحكة بضحكة ، هالبنت مثل أختي علامكم كلكم شابيّن نار وترقصون من الغضب حولها ؟ إن ضحكت لها فيحق لها كل الضحكات هي أخت ياسيّن وإن تسلقت ف على عيني ورأسي ياما سمحت لها تتسلق وأنا أشجعها بعد .. يايمة فتحنا هالموضوع مرات ما تنعد ولا ودي ينتهي بنفس الطريقة بكل مرة الله يرضى عليك ، هالبنت مابيني وبينها حاجز والله أعلم بالي بالنوايا هي بحشمتها وأنا بإخوتي لها...
- وإن تزوجت بكرة وقال زوجها إمتنع من هالحبل الي تخطي عليه بدون وجه حق ، وش بتقول ؟ أختي ؟ يحق لي أضحك لها وأركض بوسط الشارع لأجل البي طلباتها ؟

تنهد وهو يمسح على وجهه بشعور مخيف من هالطاري ، فعلاً ممكن يجي يوم ومايقدر يقول لها " حلويات العيد " حتى ؟ هالشيء بس أستفزه فكيف بباقي الأفكار ، عقد حاجبه بغضب واضح وقال بصوت هادي : قفلي الموضوع يايمة ماهو بوقته ، البيت مشتعل من غير تزيدين رمي الحطب علي بعد يكفي الهموم المتراكمة
- أي هموم ياحسرتي عليك ؟ كل واحد خذى بيدينه حرمته وريّح رأسه معها على مخدته بدون يرفع طرف إصبّع أو يدفع ريال واحد بس ، وأنت مثل البهيمة واقف ! راحت بنت حتى عسّاف الي كنت أتمناها لك وأنت ..

سكتت بغضب لما تخطاها بكل صبر ويتجه لبيت الشعر بينما هي ضربت يدها ببعض بحسرة تتأمل تناهيّد الي إحتضنت كيس الحلويات بعفوية وأكملت تقليب صفحات دفترها بكل صمت ، فعضت شفايفها بقهر وأبتعدت عن المكان تتجه لغرفتها !

بينما ياسين نفض عنه هالغضب المُزعج والي ما يستهويه أبداً لبس وشاحه وأبتسم إبتسامة تملأ ثناياها الراحة وهو يسمَع صوت ضحكاتهم تتعالى بكل بهجة ، يتذكر يوم أمس كيف كان مأساوي بما تعنيه الكلمة حتى بداية هاليوم كانت كئيبة جداً بدُون أهداب وبمشاعرهم الغاضبة الي ما هدأ جموحها إلا بإجتماعهم هاللحظة #هوى_ديار_الليل


١٢٣
-
دخل بيت الشعر ولمح حرب تحت فروة شاهِر ويحتضن كتفه وهارُون حاول يقلدهم ولكن شاهييّن رماه بنظرة تركته يوقف وهو ينحني بإحترام مُضحك تركهم يضحكون على تعابير وجهه المجعدة ، ناظرهم ببسمة هادئة وهو يجلس على بُعد منهم في هدوء إعتاد يلبسه بحضور شاهِر : ضحكة دايمة يا آل جلوي !

شهق هارُون وقال بصدمة مُضحكة : وولد آل فزاع المسكين الصغير المهدود حيله ببقالة أهداب وهي بشهر العسل تتقلب بين قشـ..

تأفف شاهييّن وقال في ضجر : بدأ سيناريو هارُون الي تعلمه من حرب ، أنتو متى تطلعون من هالشخصيات المسكينة ؟

تنهد هارُون وجلس بالقُرب من الجمر يقول بضيق مصطنع : ما يكفي إنك الي بقرب وضحى كل يوم ؟ آخرها تحسدني على الدعوة ؟

ناظره شاهييّن بطرف عينه بينما عمّ الصمت المكان حتى قال حرب بذهول : من أولها ياشاهييّن ؟ لاتكون الي أقفيت عن بنات حواء لأجلها ؟

ياسين كان عنده تعليق وقح ولكنه إدّخره بكل قوة وهو يكتم ضحكته بصعوبة بسبب حضور شاهِر بينما شاهر بذاته رفع عصاه بغضب لما تبّدلت ملامحه للجدية المُطلقة : من هالـ وضحى يا بن عسّاف ؟ حفيّدات شاهِر ما يكون لهم ند ولا تدخل عليهم مرأة ثانية لين مماتها أو مماتك !

أرتبّك هارُون لما تحول الموضوع للجدية والغضب ، وقذف جده بحُمم بركانية لاذِعة بإتجاه شاهييّن البارد الساخِر والي ألتزم الصمّت وكأن الموضوع ما يعنيه ولا هالغضب يشمّله هو ، ضغط حرب على كتف جده وكان يقصد يهديه ولكن العصا ضربت نص رأسه فصرخ بصدمة وهو يمسك جبهته بذهول ، همس بوجع وهو يفرك مكان الضربة : علامك علي يا عصبة رأسي
شاهييّن الي لعب بذيله مع هالوضحى وأنا الي ينكسر رأسي ؟

ضربه مرة ثانية على كتفه وهو يقول بغضب : قم قم عني لابوكم لابو الي جمعكم أحفاد الفلس ، أسنّعكم وأضبط أموركم مع الثقيل وأنتوا تدررون للرخيص

وقف حرب بوجع وهو يمسك كتفه ورأسه بينما ياسين كاتم ضحكته بصعُوبة وهارُون ساكت بفجعة بينما شاهييّن يراقب الموقف ببرود كالعادة ، وقف شاهِر وهو يأشر لشاهييّن بغضب ويقول بأمر واضح : من كانت هالوضحى فتكون ، حرام بالله ما تعرف لك درب ..

قاطعه شاهييّن ببرود : لا تحلف ويكون هالإيمان ديّن برقبتك لأنه ما بينوفى
-
-
#هوى_ديار_الليل 🎬



"جوري" غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-03-22, 06:26 PM   #26

"جوري"

مشرفة منتدى الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية "جوري"

? العضوٌ??? » 333867
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,010
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » "جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي





-
جحظت عيونهم كلهم ، بينما هارُون وقف بإرتباك لما إشتدت ملامح شاهِر بغضب ما يزوره إلا بسبايب شاهييّن وبروده وكان بينفعل وتنتهي الضحكات بهوشة يضحك عليها كل أهل الليل
لولا إن هارُون مسك رأسه وضغط على غُترته وهو يقول بصوت عالي مفجوع : وضحى هي الغزال حقت شاهييّن ...

عمّ الصمت المكان ، وأرتخت عضلات وجهه شاهِر بإحراج أول مرة يعيشه قدام أحفاده بينما حرب ألتفت بوجهه للخلف وهو كاتم ضحكته بصعوبة ولما لمح ياسين يشد على قبضته بكل قوة يغطي فمه حتى غروقوا بضحكاتهم بذات اللحظة ، أبتسم بسبب ضحكتهم شاهييّن وصد عنهم يناظر لجده الي أمتقع وجهه ورجع يجلس يتنحنح بهدوء بدون ما يعلق ، دقائِق طويلة مرت وهم يضحكون وكلما حاولوا يلتقطون أنفاسهم ويتلزمون الصمت إحترام لجدهم ، لمحو ملامحه المجعدة بحرج وتعالت ضحكاتهم بكل عنُف حتى تململ شاهييّن وقال : الله لا يحط نكتة بين عينك أنت وياه !

سكت حرب وهو يشيح بوجهه عن ياسين الي يجبره يضحك ، بينما هاُرون لملم ضحكاته يجلس بجنب جده ويضغط على كفوفه بإعتذار
حتى قال بصوت واضح ظن إنه خافت : معليك ياجد دامني ضحكتك عليهم بضحكك على شاهييّن ، هذا ياطويل العمر ذوب السُكر والشاهي بقدر كبير وقال إلزم ياولد العمة وغرق بنت مهابّ الصغيرة بكل هالشاهي بكل بجاحة
وعاد أنا لبيت بكل بسالة ولما تحركت قرون إستشعاري وبحثت بالموضوع إكتشفت إن المهيّب الكبير شاهييّن تغرق بقدر كبير من الماء على يدينها والله سوتها بنت العمة ونسف...

صوت صرختها المدويّة علت بالمكان وسط الضحكات المجلجلة لما ضرب الفنجان ظهره بكل قوة وتركه ينهار بوجع بينما شاهييّن يناظره بحدة : ما تعلمت تلزم السر بحلقك أنت ؟

تلاشى صوته يتأوه بوجع بينما شاهِر إرتسمت على ثُغره إبتسامة خافتة قبل يضرب بعصاه الأرض ويقول بغضب : أنتوا تنسون إن بينكم حدود ! قبل يومين تقولون حن نحسبهم بمقام خواتنا ، بس هذا هم اليوم بين يدينكم زوجة !

حل الصمّت للحظات وهم يتنبأون بخطأهم قبل يكسر ياسين حاجز الصمت ولأول مرة ويقول بصوت هادي به لذعة سخرية فهمها شاهييّن: بس والله ياجد إنك داهييّة ومالك مثيل كأنك حبّست هالصقر في القفص الذهبي بكل قوة بعدما قال إنه مقفل وأسواره من حديد ما تلائم قوته!

أبتسم شاهِر ورفع كتوفه لما شيّد حرب لكلام ياسين : إي بالله ياجد الي ما توقعناه صار بسبب يدينك،منت بهين!

ناظر لشاهييّن الصامت بينما نظراته ساخِرة وقال بضحكة هادئة على لذوعة سخرية أحفاده لبعضهم بطريقة مُبطنة هو بذاته ماغفل عنها : أنا ما بيدي عصا موسى ، ويديني لحم وعظم ماهي جناح وريّش لأجل أروض الكايدات وغيري رافض ترويضها!




-
غمز له حرب بطريقة كوميدية وهو يقول بضحكة : يعني شاهييّن كان راغب ، هو بس كان يبي أحد يفتح له الباب صح ؟

كتم ضحكته شاهِر بسبب تعابير شاهييّن الجامدة ولكن يخفي خلفها غضب بارد بينما ياسين همس لحرب : لو إنه يبي ماكان مطرود كل ليلة ويصلي الفجر في الصف الأول قبل حتى جدي وهو الي كان يحضر بعدنا ، صدقني بنت الخال مهيّب هينة وكل ليلة تستقبله بالعصا
وهو المسكين صار يهرب

أكمل حرب بذات الهمس وهو يضحك : لاتنسى صوت تكسير الغرفة على رأسه الي أستمر طوال الليل وبعدها طردته !

كتم ضحكة مُلحة وأخذ يقول : وأنا الي كنت بستفسر منه عن بعض الأسئلة كنت بأخذ إجابتها من خبير جديد ، ولكن شكلي بعرف بنفسي قبل يعرفها هالثقيل !

ضحك من قلب حرب وهو يدفعه عنه بإشمئزاز : قم عني بس ، أنت تدور للوقاحة من تحت الأرض وتستمع لها بكل جوارحك ، منتظر شاهييّن يعطيك هو الخبرة بعد ؟ ناسي الدروس النموذجية الي كنت تشرحها لنا من قلب ولا أذكرك ؟

تنهد بضحكة كبَحها بصعوبة بسبب نظرات شاهييّن الي تنُم عن معرفته بمحتوى حديثهم وقال وهو يخطف فنجان الشاي من يد حرب ويشربه مرة وحدة : ماسمعت بالي يقول إن التمليذ ممكن يتغلب على معلمه؟ الوكّاد إني ناوي أذهل زوجتي من أول يوم عشان كذا ..

سكت لما ضربه حرب على وجهه وهو يناظر بطرف عينه : لا تأخذ فنجاني من يدي مرة ثانية عشان ما أكسر خشمك الي تماري به هذا !

ياسين ناظره بغضب وكان ناوي يكمل الهوشة لولا نظرات شاهِر لهم لذلك أعاد لبس الهدوء رغم إن وجود حرب بجنبه وشاهييّن أمامه يجبره على خلعه بكل قوة لذلك أستدرك هارُون الموقف وقال بإبتسامة خافتة بعدما تحرر من وجع ظهره: مواويلك ياجد ودنا بها الليلة !

ناظره شاهِر ببسمة هادئة وبدأت تتراقص حبات السِبحة بيدينه يلقي نظرات مرتاحة على أحفاده ، أو كما يقول نوره لامن الليالي شحّت بنورها ، الي كل شخص منهم يتفرد بطبعه الخاص سواءً معه أو مع غيره !
لبّاس البرود والسخرية الي يحيط وحدة أطباعه بشاهييّن والي تحميه من نقطة ضعف مخيفة لو ظهرت لأحد ممكن ينتهي عهد كل هالبرود خصوصاً تغاضيه وتناسيه حياته بدون صقر ! حربّ وبسمته العفوية وقلبه الوسيّع الي يحاول يلاطف فيه كل الي يحوله ويكسب ودهم وبهالوجه البريىء قادر على إخفاء همومه عن عيونهم ..ياسين ووشاح الهدوء الي يتوشح به طوال وقته والعزلة الي يتجه لها في ظل غياب أحفاد شاهِر وتعامله الرسمي والعملي مع الكل عدى أحفاد شاهِر يخفي وراه وجع بقى من الطفولة ولكنه للآن طازج ! أما هارُون فهو الصغير الكبير بذات اللحظة ! رغم صغر سنه إلا إنه كسَب أفعال جلوية كبيرة حيل !




١٢٣
-
أبتسم للغائب المتمرد عنهم والي يتصِف بالحكمة بأوقات كثيرة ويعتبره العاقل بشدة بينهم ولكن يبقى الجنون خصلة جلوية مستقرة بعروقهم ، إشتدت إبتسامته وهو يبادر بالقول : سمعتوا الي يقول"
العباة الرهيفه فوق ذيك الردايف
خلت القلب يرجف غصب ماهو بكيفه"

أبتسم بـخفوت لمّا شاركوه بأصوات خافتة فأكملوا وهو معهم "من ردى الحظ قلبي طول الأيام خايف
خايفٍ والليالي ما تجي له بكيفه"

ضحك ضحكة خافتة لما نسوا الموال وبدؤوا يدندوا بلا وِجهة وسط إبتسامتهم اللي تخفي مافي صدورهم هاللحظة
-
-
إبتسامة رقِيقة تعلو ثغرها وهي تتأمل الطِفلة الصغيرة الي سيّطرت على المكان من اللحظة الي غادر فيها غالب ، تحلف إيمان غليظة لو ما تواجدت هالطفلة لكان أنتهى مخزون دموعها من شدة بكاءها رثاءً على حالها الي تبدل بساعات بسيطة وعلى روتين إعتادت عليه لثلاثة وعشرين عام وتغير بدون رغبة منها ! أخذت تضحك تخفي ثغرها بطرف كفها بحركة عفوية لما أخذت حُسن الصغيرة كوب الحليب المزخرف بطريقة لطيفة وقالت بقهر : هذا كوبي الخاص يا هدهد لا تعطينه الغليظ الي معك طيب ؟

هزت رأسها بضحكة بينما حُسن تنهدت تُدخل يدينها بصدرها بطريقة معروفة لأهداب تركتها تضحك من قلبها لما أخرجت حُسن الفلوس اللي كانت محافظة عليها طوال الوقت ومدتها بطريقة مضحكة لأهداب وهي تقول بهمس : خذيها ولا تعلمي أحد طيبّ ؟

أومأت في صمت عاجزة تكتم ضحكاتها بينما حُسن ناظرتها بإستغراب وأغاظتها للحظة فقالت وهي تِتخصر : إذا أنتي تضحكين علي بأخذ الفلوس هذي وأتركك تعيشين لحالك مع الوحش الي معك

إنقال كلامها على مسامع غالِب الي أنهى يوم مُنهك ، وما أكتفى بس بالتعب الي دمر ضلوع ظهره بالمكتب وبس كان تعب من نوع آخر الي تركه يوصل لبيته بوسط العاصمة ويستريح بجسده على الفراش الطري الناعم ويتقلب بكل راحة قبل ينتزع نفسه بكل قوة لما تِذكرها ، تذكر وجودها بحياته وإلتزامه بكونها بخير وماعاد يدري هاللحظة بُعده الخير لها وإلا قُربه المزعوم ؟ طوى أرض البُعد بدقايق بسّيطة بكل عجل متناسي إن البيت خالي من أي مُقومات وملتفت لكونها بتبّقى وحدها بعدما نسى حتى يعيد إشتراك الكهرباء !

جعد وجهه بغيظ لما سِمع كلام الطفلة وتقدم يقول بغضب : أنا اللي تسمينه الوحش؟

أبتسمت ببراءة تناظره بطفولية وتقول : جدتي تقول أي بنت حلوة دايم يكون الي معها وحش

ناظرها بقهر ولأهداب الي تلاشت ضِحكتها وألتزمت الصمت ترفع كفُوفها وتدفِيها على منقل الجمر قبل يقول بإمتغاض : وماقالت لك جدتك إن البنات ممكن يكونون وحوش ؟ يعني ليه ما أكون أنا الحلو وهي الوحش؟




-
جحظت عيونه أهداب بصدمة عفوية فتسللت إبتسامة مُلحة على وجهه أخفاها بصعوبة قبل توقف حُسن وتناظره بعدم إعجاب وهي تتخصر وتقول : جدتي لما جاءت الظهر قالت هالبنت تشبه الأميرات بهالقصص القديمة حتى البيت هذا ما يليق فيها ، وبعدين الأميرات إذا عاشوا بقصر يعني هم مع أمراء وإن عاشوا ببيت قديم يعني هم مع وحوش

تأفف يدفعها من كتفها بخفة : روحي لجدتك بس أنتي ولسانك الي سابقك بالسنين ، خليني آكل الأميرة وأرتاح منها

قبل تِحكي حُسن قفل الباب خلفها وألتفت يلقي نظرات متفحصة للمكان قبل يعقد حواجبه بإستنكار ، يذكر إن الفوضى كانت تعمه والغبار منتثر على كُل أركانه يذكر إنه تركه مهجور بما تعنيه الكلمة فكيف تحول لكل هالدفء بلحظات ؟

تأمل جلوسها العفوي بفُستانها الصوف العشبي وتحت فرش أحمر يتيزين بوردات بُنية وبجنبها فوانيّس كانت على إثر تشغيلها بسبب بدء إنسدال الليل ، جلس جنبها بصمت وأخذ يتأمل الجمر بسكون بدون ما يحكي أبداً وهالموقف أشعلها حرج وحياء
كانت تتجنب الوقوف معه أو تبادل الحديث أو حتى السلام بالكلام لأنها تستحي منه بعكس عيال عمتها عفراء الي تربّت معهم بينما هو كان أغلب وقته بعيد ، فكيف إنها معه هاللحظة " لوحدهم " بدون حجاب يواري وجنتيها المُتفجرة بحُمرة بسبب شعور الحرج هذا ؟ وهي لا زارها هالشعور تنتهي أعصابها وتنهي الصمت بكلام خارج عن إرادتها فقالت وكأنها تحاول التنفس : أول مرة أشوفك بالبدلة الرسمية !

عقد حواجبه من إنتهاء الصمت عن طريقها ورفع رأسه لما لمحها متلاشية من الحرج والحياء متفجر بوجهها بكل وضوح وأيقن إن هالصمت مُحرج لها مع ذلك ما إهتم ولا رد على كلامها وأخذ يناظر للسماء الي بدأت تظلم وأيقن إن آذان المغرب ما بقى له غير دقايق معدُودة فوقف ينفض التراب عن بدلته الي ما لقى الوقت الكافي حتى يستبدلها لما إنزرع شعور المسؤولية إتجاهها وأنجبر يترك الراحة خلفه ويتجه بكُل طواعية للوجع الي هيأه بنفسه ، قبِل يتجه للباب تاركها خلفه متضايقة وملتف حولها وِشاح الضِيق كونها عالأقل كانت تأمل حوار بسيط يشرح فيه حالتهم المادية الي تركت جيرانهم يساعدونهم بهالأشياء البسيطة ! وقبل يفتح الباب سمع صوت بكاء طفولي عنيّف ودق باب قوي على بابه مما تركه يفتحه بإستنكار ولما لمح الشايّب وأحفاده الخمسة والصغيرة متوسطة حضنه وتبكي بكل إنهيار خرج بخوف وهو يقول بشجن : علامك يا أبو طالب ؟ عسى ما مر كم شر ؟

أشرت له بكل بكاء تشهق بعنف وقالت من بين شهقاتها : شفت قلت لك ياجد إنه أكلها
مثلما قالت لنا صفية إن الوحوش يتحولون بالليل ويآكلون الأميرات ، حتى هو طردني قبل شوي عشان يأكلها




-
بكل بساطة نزعت نفسها من حضن جدها وأخذت تضرب بطن غالب بكل قوة وهي تخرج صوتها مبحوح ببكاء : خرجها من بطنك ، يا أميرة أنتي تسمعيني؟

ألتفت لجدها تشهق بطفولية وتقول : نقدر نقطع بطنه ونخرجها ونملأه بدالها بالحجر مثل ليلى والذيّب ؟

الصمت حاضِر ، والتأمل منتشر بالمكان يلاحظ تصرفات الطفلة العفوية وتصديقها لجملته لا وحضور كل حرسها برئاسة جدها لأجل تنقذ أهداب ، لوهلة صدق نفسه إنه ماكان إلا وحش ببساطة وهي أميرة تحتاج الي يحميها من مخالبه ! ناظر لجدها الي ضحك بكل وقور والحرج يملأ تقاسيم وجهه وهو يهرش لحيته الطويلة البيضاء ويقول بملأ فمه الضاحك : إعذرني وأنا أبوك ، هالبنية جننتنا رجعت تبكي وتقول بتموت بتموت ، وحنا ما درينا وش تقصد وجدتها خافت على البنية الي معك

رفع رأسه ولمح الجدة الي فعلاً واقفة بجنب باب بيتهم وتترقب بوجل ، فتنهد بضيق محرج ومسح على وجهه وهالشعور الي ضغط عليه كان مُرهق للطوق الي على رقبته فقال بضيق : مامن خوف يا أبو طالب ، كنت أمزح مع بنتكم بس واضح فهمتني خطأ ، زوجتي بخير وما بها ضر

إبتهجت أسارير أبو طالب وأبتسم بحرج وهو يأشر لأحفاده يدخلون للبيت : بالمبّارك ياولدي ماكان عندي علم إنها زوجتك أخبّرها أختك الصغيّرة ، وأعذرنا والله خفنا عليكم لأجل كذا جيت أتطمن

أومئ برأسه بإيجاب بكل صمت بينما أبو طالب همس له بإبتسامة ودودة : ولاتخاف ضيافتكم هاليومين منّي أنا وأم طالب ، إنتظر عشاكم يجي لين بابكم دامكم للآن عرسان وأنا بنتظر علمكم الي تركك ترجع لهالبيت بعد هالسنين

كان ينوي يعترض ولكن أبو طالب أقفى ومشى عنه يتجه للمسجد بيّنما الجدة إنتظرت حُسن الي أشرت لغالب يفتح الباب تتأكد إنها بخير وفعلاً من لمحت أهداب واقفة عند الباب بوجل وبلل الدمع صف أهدابها أبتسمت لها وهي تحتضنها بلهفة : الحمدلله للآن ما أكلك
وأنتي بخير

أبتسمت لها تمسح دموعها بطريقة طفولية وقالت بضحكة هادئة : لا تصدقينه ، هو مهب وحش ومارح يأكلني روحي أنتي لجدة طيب ؟

بلعت ريقها وهزت رأسها بإيجاب بيّنما ناظرت لغالب الي يناظرهم بطرف عينه وغير مستوعب بكاء أهداب هاللحظة ؟ تشارك الطفلة يعني ؟
فبادلته النظرة الحادة وقالت وهي تمسح التراب عن فستان أهداب : معليك أنا بالليل بجي بعد أتطمن عليك

ضحكت بخفوت بينما حُسن رجعت لجدتها الي تنتظرها والي كانت تراقب من رأسه لأخمص قدميه بنظرة أستفزته وتركته يدفع أهداب بطريقة سريعة لداخل فتوجعت ولكن كتمت شهقتها بينما قال بصوت غير مبالي : شبي نار الفوانيس لا أرجع بعد الصلاة وأنتي ميتة علي وتبّقين بذمتي




ناظرته بضيّق صريح بينما هو أغلق الباب بتنهيّدة تحت نظرات الجدة المغتاظة مع ذلك أكمل طريقه بشعور غريّب ، يُناقض تصرفاته تماماً الي يرميها على اللي إنسابّت دموعها بدون إذن ومسحتها بطرف كمها وهي تتنهد بتعب ، لِـ وين الوجهة ؟ تِجهل
ولكن كل الي بيدينها ، تتحمل هذا كل الي تعرفه !
أخذت تشعل الفوانيّس تشعل الدافور وتعيد تدفئة الحليب وتنتظره بكل ضيق ، إن كانت نظرة قادرة على خدشها بكُل بساطة، فكيف بكل هالخشونة ؟ وإن كان شاهييّن أخشن شخصية تعرفها إذا أذاها بنظرة أهلك نفسه لأجل يرضيها بطريقة تناسب تكوين شخصيته
فكيف بغالب.. اللي الحنيّة تناسب من بين أصابعه ومنبعها صدره والي ياما تأملتها مع خواته بغبطة وبضيّق
ليه لما صار المفترض ينهل لها من هالنبع شحّ عليها حتى بنظرة دافيّة ؟ وش كان أكبر ذنوبها
إنها رضت تبّقى معه بدون تمرد وعصيان ؟ كان منتظر منها سخط وغير الرضا وهي الي ماتعلمت القنوط والسخط طوال حياتها ؟

تنهدت تزيح دمعتها اللامعدودة وأخذت تستريح بظهرها على المِركاد الصغير وبطرف الحُوش تتأمل السماء ونجومها المتناثرة بكل كرم على أرجاءها إبتسمت إبتسامة مُضمرة لأشكال النجوم وأيقنت إن هالنجوم ماكانت إلا نساء أصابهم الأرقّ فشعُوا ضييّ ! بقت ساهِمة للحظات قبل أن ينطفي ضيّها ويغادرها الأرق ويزورها النوم بعد يوم مُرهق قضت تنفض كل التراب الي بأطراف هالبيت وتضع بصمتها فيه بكل بساطة ؛ بصمة تركت كل خلايا غالب تستنفر بشعور مُستفز تركه يتصرف على غير طبيعته ويتناسى كل شيء إلا هالـ طُوق .. !
-
تنفس الصُبح ، وإنسدل ستار النور وأشرقت الشمس، أخذت تلف جسدها بالوشاح الأسود تقفل باب غرفتها بملل ما إعتادته كونها مع أهلها بنفس البيت ولكنها تعيش بهالغرفة الي تعتبرها كئيبة مع شخص حجري ، مكان قلبه صخرة وما تعرف كيف للآن عايش بما إن الصخر ما ينبض ؟ تأفتت بضجر تلقي نظرات سريعة للحوش لعلها تِلمح طيفه ، ناظرت لقلبها وهي تأشر بغضب " ماعندي شيء يعز علي كثرك ، فلا تكون معه ضدي وتنبّض بكل هاللهفة بس لإنها عدت أيام وما شفته فيه ، هو ما يستاهل حتى براءة هالشعور ليه مُصر تخليني أتركك حتى أنت وراي وأمشي بدون شعور؟"

قاطع عليها عتابها لقلبها ضحكة ساخرة من هارون الي كان خارج من جناحهم : عزتي لك يا غُرور ، من أبتليتي بالموج الجامِح وأنتي منتي بطبيعية .. قلت له والله محد بند له بس يقول خلك خارج المعادلة

ناظرته بطرف عينها ومشت عنه تِتجه لجناح جدتها ، إستقبلتها رائحة القهوة العربيّة العذبة إمتزجت بالبخُور ورائحة الفحم اللي تركت عظامها تتجرع الدفء



ابتسمت بخفوت وهي تلمح أمها وجدتها وحتى تناهيّد وغُفران مجتمعين بجلسة هادئة
جلست عندهم مُمتنة لغالب إنه فعلاً تركهم هنا هالفترة ، كونه عريّس
ضحكت على هالفكرة "عريس؟" حنا يا أحفاد شاهِر نعرف هالمصطلح أصلاً ؟
بقت لساعات تستمتع للسواليّف وتراقب إنعزال تناهيّد وردودها المتحفظة وبسماتها الهادئة لجدتها بينما تتأمل هُدوء ورزانة ردود غُفران
وأيقنت إختلافهم الحتمي لأن مستحيّل هي تشببهم بهالتصرفات ، هي عُرفت بالجموح والطُغيان فقط ! على حدّ علمها يعني !
لذلك ما أستهوته أبداً هالجلسة وبما إن مكانها صار هنا " بِـ ديرة الليل " اللي ياما كرسّت ساعات بحياتها لأجل تشتمتها وتدعي ينهار الطريق الي يوصل لها فلابُد من جعل هالديرة سبيّل لودها
بالرغم من وجود السبّب الأعظم ولكن كبريائها وغُرورها أقوى من إنه ينحني لشخص مثله !

وفعلاً بدون علم أحد سوى غُفران اللي تمنّت إنها ماعلمتها ، غادرت دار شاهِر وأخذت تتنقل بأنحاء الدِيرة تتأمل كل شِبر منها بنظرات متفحصة حتى مرت من الشارع اللي على أركانه اللوحة الكبيرة "آل جلوي للذهب "

أبتسمت إبتسامة واسعة تتنحنح بفخر وتشد الخُطى له بفرحة وهي تشوف الذهب يلمع وتلمع نظراتها بشقاوة ، أخذت تدخل المحل وتنتقل عيونها لكل جزء بالمحل بتفحص كبير الحقيقة ما زيّنه بعيونها كونه ضريبة وجعها ولكنها كانت تحاول تِسلي خاطرها المذبوح بمعادلة الزواج هذه!تنهدت لوهلة وهي تهمس بإمتعاض " هالذهب ضريبة تقلبك على الجمر كل ليلة يا غُرور ، وما ينقاس وجع كلمة منه بكل هالذهب والله "

مع ذلك ما قصرت على نفسها أبداً أخذت كل ما دنى منه قلبها الإسوارات الكبيرة والي كانت واسعة جداً على يدها النحيلة العقُود الضخمة وحتى كل الخواتم الي نالت إعجابها ، أبتسمت بسرور لما لمحت ياسيّن المحاسب بالمحل والي أصلاً هو المسؤول عن محل الذهبّ بالديّرة ومع ذلك ما عرفها لأن المحل كان مُكتظ بالزبائن !

تركت الي أختارته على الطاولة وهو ناظر للعلب الكثيرة فحك طرف ذقنه بإستغراب وأبتسم إبتسامة عملية يقول : أختي هذي ثورة ، أنتي بتقيسين ولا أبدأ أوزنه لك ؟

أبتسمت ساخرة فصغرت عيونها وقالت بصوت رزيّن هادىء : ما يحتاج تقيّسها ، أنت بس جهزها لي بالعلب وهاتها

ناظرها بطرف عينها وإرتسمت ضحكة هادئة على وجهه وهو يأشر على الباب : تفضلي بارك الله بعقلك بابّ الخروج من هناك ، ماني بناقص مجانين والله

تكتفت بعدم إعجاب وغير مهتمة بالي بالمحل وقالت بغضب : تقول لمديرتك مجنونة؟

عقد حواجبه بضحكة وأيقن هاللحظة إنها معتوهه وقبل يطلب من العامل يرجع الذهب ..



-
زمّت شفايفها بغضب وتقدمت من الطاولة وهي تقول بقهر : ياسيّن رجع الذهب وحطه بالأكياس ، ولا تخليني أخذ المحل حتى بجدرانه بالكيس هذا

سكن للحظات حتى جحظت عيونه بصدمة وقال بذهول غاضب : غرُور ؟ وش تسوين هنا إنهبلتي يابنت الخال؟ تدرين لو يجي شاهييّن ويشوفك تهاوشين وتتكتفين بوسط محله ؟

رمشت بكل براءة وقالت بضحكة : بيحرقك أنت والذهب والمحل فوقكم وأنا بنثر رمادكم للهواء

ناظرها بغضب واضح من إشتداد ملامحه وأخذ يناظر للعلب الي كانت هائلة فعلاً مع ذلك هالذهب أهون من حضور شاهييّن وتقابلها معه هاللحظة هي بجنونها وهو بجموحه والضحية " ياسيّن المسكين "
رتب العلب بالكيس ومدّها له وهي أستقبلتها بفرحة وحفاوة وقبل تنقطع خُطاها قالت بهدوء : وأبيّك بموضوع بعد بس تلبيه هاللحين ، تقدر ؟

حوقل بنفسه وأخذ يتشهد وهو يأشر لها بعيونه تخرج فتأففت بضجر وخرجت بصمت بينما هو أشر للعامل المستغرب ينتبه للمحل وأخذ يمر على بقالة هدبّ ويترك لهارون خبر ويشد الخُطى خلفها بكل غضب ولكن مهما زاد عيار غضبه مارح يستفيد إلا إتلاف إعصابه ، هالبنية من صغرها تِتفنن بحرق أعصابه مع ذلك ماله عليها سُلطة .. من صغرها خلفها حاميّها !

بعد ساعة ، تهادت خطواته لداخل المحل يلقي السلام بمهابّة فأستقبله العامل بحفاوة ورحبّ فيه وإستقبل سؤاله ب " وين ياسيّن "
بإنه مايعرف لذلك شد الخُطى لهارون بإستغراب كونه ما إعتاد من ياسيّن يترك المحل بهالساعة أبداً ! دخل ولمح هارُون منحني على الكُرسي وأكياس البساكيت المأكولة مرمية بإهمال جنبه والواضح صابته تُخمة من شدة ما أكل ، تنهد بضحكة وهو يتمتم بهمس " حاميّها حراميّها "
فتسلل الهمس لمسامع هارُون وفتح عيونه بتوجس ومن لمح شاهييّن وقف وهو يمسح فمه بطريقة مُضحكة ويقول بدفاع : ما أكلت شيء صدقني هذا كله من ياسيّن

ضحك بخفوت وهز رأسه بآسى وهو يقول : وياسيّن وينه هاللحين ؟

فرك عيونه بنُعاس وأشار برأسه وهو يقول بدون تفكير مضيف بعض البهارات الي يحبها : قبل ساعة المجنونة غُرور جاءت وأخذت المحل كله بكيس بعدما جننت ياسيّن وصرخت إنه محلها وهي المديرة وهو صار عامل عندها والزبايّن عرفوا إنها الزوجة المبّجلة اللي تكلموا بها إسبوع وجاء بعدها ياسيّن لأجل يسكتهم بعدها طلبّته يروح معها السُوق وهو لبّى طلبها وشكلهم رجعوا هاللحين للبيت وقال لي ...

سكت بإستغراب لما تخطاه شاهييّن بسرعة البّرق وحك طرف شعره بإستغراب : علامه أشعل الأرض بخطواته ؟ بالهُون كلها روح..

شهق بخوف وهو يجلس على الكرسي ببراءة : ويّلك يا ياسيّن من مصير هالك ، تعاونت مع المجنُونة وأتلفتوا أعصابه
-




-
كانت تساهيّل تتأملها بإقتضاب وغضب واضح بينما هي مُدركة لذلك وحاولت يتلاشى عن الأجواء فحركت يدها وأهتزت أسوارها بكل غلاظة فضحكت مودة وقالت : علامك يمك أخذتي محل زوجك كله بيدينك؟

أبتسمت بعدم مبالاة للقلب شاهييّن وقالت وهي تأشر على الذهب الي يملأ يدين تساهيّل واللي لبستها إياه مُجبرة وكذلك الهدايا الي بيدين غُفران وتناهيَد وحتى العقد الكبير الي يعلو صدر جدتها والي ماكانت أصلاً تحتاج عقد زيادة مع عشرات العقود الي معها ، ولكنه كان غيّر
كانت هدية الكايّدة والأكيد مانست عمتها عفراء من عقد كبير ولا حتى أهداب ، بعد لحظة ملأ الضيّق عينها ورسمت على وجهها ملامح الوجع وهي تقول بتهدج : مايكفي ظروف الزواج ياجدة ؟ ماقالوا صغيرة خلونا نحتويها قالوا هذا شرف ومصيرنا نقتلها ، مايكفي إني تزوجت بأكثر شخص حجري بالكون زائد إنه تزوجني رحمة وكرامة لـ آل جلوي ؟ لا فستان لا صديقات ولا حتى رجل يحبني حتى فرحة كبيرة تجمعنا مالقينـ..

سكتت بصدمة لما إنفجرت تساهيّل بالبكاء ، فشحبت ملامحها وهي الي سوت هالتمثيلية عشان تستعطفها بس ولكن نست إن الموضوع حساس فعلاً لأمها ، هي الي تعرف كل هالظروف إضافة إن زواج بنتها ماكان زواج حقيقي وما أمتلكها بن عسّاف ولا ليه كلما حاولت تتطرق للموضوع مع غرُور تغيره بكل بساطة ؟ هذا الي ينخر ضلوعه ومُوجعها فوق وجع ظرف زواج غالب الغريّب والي دون علمها والي ما برر لها حتى مع ذلك تشكر جهوده بإنه تركها هنا عند صغيرتها ، تحاول تلملم وعثاء حياتها وترشدها للطريق السليّم؛ لأن زواج على ورق ماهو بزواج عندهم ! وزوج يختلي بنفسه طوال الليل ومايرجع إلا بعد صلاة الفجر عايّف وكاره وهي ما رح ترمي كل هالغُرور لـ مثل هالحياة !
إحتوت كتوفها بيدينها وهي تضغط عليها ببكاء وتقول بقهر : ويحي عليك يابنيتي وعلى حياتك الي ألزموك فيها بدون ذنبّ ، ماعليك والله إن الغالي يرخص لك وفدى لعيونك وهاللي جبتيه كله أقل من قدرك هذا حقك وأنا أمك وماهو بتبذير أبد

رمشت بإنتصار تكتم ضحكتها لأنها وصلت لمرادها من هالتمثيلية كلها بيّنما بصدرها ضيق على الحالة الي وصلت لها أمها بسببها ! بينما من لمحت جدتها عيونها الضاحكة أشاحت بوجهها تكتم إبتسامتها على تصرفات حفيدتها الي ما تسميها غير ذكية ، أخذت الموقف بصالحها رغم غضب تساهيّل على خروجها وكل هالبلبلة الي أحدثتها من بينها ياسيّن الي يصارخ بأعلى صوت من سطح البيت ، تأفتت بضجر ووقفت تثبت الإسوارات بيدينها وتربط حبال النِقاب وأخذت تقول لغُفران الي تناظرها بطرف عينها : تعالي سانديني ، أبتلينا بأهل الليل والله العظيم




-
وقفت غُفران تقرص كتفها بضحكة مقهورة : مامشت علي التمثيلية يكون بعلمك ، إستعطفتي أمي بس أنا لا ، ياويلك من غالب لو يدري وخليك من غالب ياويلك من شاهييّن برأسه - سكتت لوهلة تلمح غرُور تمشي بعد مبالاة وأبتسمت بهدوء - شاهييّن من عندك ياغرور علميني ؟

أتبعتها وهي تِلمح ياسيّن الي ينفض التراب عن ثوبه بكل عجلة والغضب يعتريه والإرتبّاك يتلبسه يتمتم بشتائم متحفظة لوجود بنات خاله بينما غرُور ناظرته بطرف عينها وقالت بعدم إعجاب : لاتنسى إني مديـ..

قاطعها بقهر وهي طوال الطريق تستغله بهالمسمى بشقاوة محببة تقبلها بصدر رحب لأجل يلبيّ طلباتها بينما هو ساكت : مديرتي ، فهمنا يابنت الخالة وشكل موتي اليوم بسبب إنك مديرتي منك لله يابن عسّاف الي مالقيت غير المحل الي أنا مسؤول عنه ، تركتني تحت يدين طُغاة ما يرحمون

قبل تنفث فيه نيّران حامية وتكويه بغضبها قال بعجلة : ماعليه يهون لأجل بنت الخال ، بس علميني أعطيتي الحلويات الي تستاهله ؟

هزت رأسها بعدم إعجاب وهي تقول : حلويات العيد لو تسمع كيف تنطق هاللقلب بتغرق نفسها ببركة جدتي صدقني ، وإية عطيتها الخاتم الي أخترته من بين الهدايا نشبّت بحلقي فيه وأعجبها بس لا تنسى إنه مني ولولا مفهوم الإخوة هذي الي ما أدري كيف تمشي عليه ما أعطيتها !

ناظرها وعلى وجهه ترتسم تعابير غريبة ، تحولّت للجمود بشكل مخيف وهو يتعرف على هيئة غُفران بعدما لاح بباله كلام جده ، نفض نفسه من جديد وقال بكل تحفظ : أنا ولد الديرة مالي علم بخزعبلات العواصم ..

وقبل يكمل إنتزع نفسه بكل عجل يبتعد عن البيت في ظل تأفُفها منه ، إستنكرت غُفران فعلته مع ذلك ألتفت لمصيبة غُرور الي أعطتها أوامرها وأتجهت للسطح بكل غضب من ياسيّن وهي تِتمتم " رجال آخر زمن مامنهم فايّدة ، لا بالحـب..." تأفتت بغضب أكبر " رجعنا ل طير ياللي ياغرُور ؟ ماقلت لك تنسي هالمصطلح الي ما يناسبك أبداً !!"

في تهادي خطواته قهر عظيم وضيّق خيم على ضلوع صدره وهزّها ، ما تجاهل نظراتهم مثل كل مرة لأن كان عنوانها " الإستنكار " لحضوره
كان محط أنظارهم بمشيّه الرزين بأنحاء سوق الدِيرة لأن ماهي ليلة ولا حتى شهر الي مفقود حسه بهالمكان كانت سنة وأتبعها أشهر
وماكان خطواته فردية .. كانت آخر الخطوات زوجية مع شخص كان يعده بمثابة روحه أو هو أقرب !
وماكانت زيارة عادية لأجل تُنسى أصلاً، كانت زيارة تركت شعور الحِقد والبغض يبّقى بقلوب لحتى هذه اللحظة !
لذلك زيارته هذه جدَدت شعور سيء بروحه ، شعور مؤذي ويأكل من قوته بدون مايكون بيده شيء ، بحثّ عن ياسيّن بأركان السوق وهو جامد تماماً



١٢٥
-
حاول يصيّر نظراته للبحث عن الجسد الي يميزه ولو كُسي بكل سواد العالمين حاول تكون النظرات تبحث عنها وبس ، ما تفتش بين أركان الديرة وتعبث بقلبه فساد وشوق !
إنتهت خطاويه بعيد عن السوق بعدما ما لقى لهم أثر ، وأخذ يتجهه للبيت بعدما تراكم السُوء بقلبه
ماكان لهالدرجة مِشتعل كان هادىء ورائق بل كان يبي يشوف وش إحتياجاتها الي إضطرت تخرج لها بنفسها ! ولكن هالزيارة كلفته الهدوء المتبقي بشخصيته!

بوسط الطريق صدح صوت النغمة الخاصة جواله فأستله من جيبه بكل سرعة ومن لمح إسم أحد معارفه بالعاصمة حتى رد بصوت لا ينُم عن أي شعور : حيَاك الله ، أخبارك ؟ وطمنييًّ!

كان الرد سريع وبذات الهدوء والعملية وبرغم إندهاشه من طلب شاهييّن إلا إنه لبّى بدون كثرة أسئلة: طيّب يا شاهييّن أبشرك ، وبخصوص ولد عمك غالب البارحة مريَت بيته بالعاصمة ولقيته نازل من سيارته ومعه كيس بيده الواضح راجع من الشغل ، طيّب وبخير وما حوله سوء وهيئته مهندمة وما لمحت به ضيق

أستكن بمكانه للحظات يكبَح جماح قلقه الي كان يعثى في روحه فساد ولأن أيمان شاهِر طالته ماكان عنده قدرة للروحة لأجل يتأكد بنفسه على سلامتها وحتى لو كلمته ما بيطّمن كون غالب بيكون حاضر وقت المكالمة وكونه يعرفها أكثر من ذاتها يستحيّل تعترف بوجعها له لذلك إستعان بأحد معارفه بدون ما يوضح له والي أكد له إن غالب بخير وراجع من الشغل لـ بيته فـ يعني إن أمورهم أمانها مستتبب فأرتاحت أحد القبائل الثائرة بروحه بينما باقي القبائل مازالت محتجة وغاضبة

أتجه لدار شاهِر ولما توقفت الخطاوي لمح سيارة ياسيّن تخرج من الحوش الداخلي وقبل يهرب من قدامه نزل الشبّاك وقال بصوت عالي ضاحك : إستعن بالله على الشقاء ياولد الخال والله إنك أبتلييّت باللي ما بترحم غضبك أبد

أقترب منه ولكن ياسيّن ضحك وهو يقفل الشبّاك ويصرخ : مالي دخل أنا عبد مأمور محد قالك تتركنا تحت رحمتها!

تركه بعدها وهو يهرب فعلياً من ملامح شاهييّن المتفجرة من الغضب،والي توعد فيه وبعدها شد الخُطى لداخل البيت وقبل يفكر حتى ينادي عليها أو ينفث نيران غضبه الجام منها ، تهادى لسمعه صوتها الرقيق غاضب بشكل شقي جداً
تركه يرفع صوته لمصدر الصوت حتى جحظت عيونه بصدمة وهو يلمحها متسلقة جدار السطح وبيدها سلك أسود وتحرك سطح دائري بحركات عشوائية تصرخ بغضب :هاه وصلت الإشارة ؟

إذا كان إنحناءها على جدار السطح ترك كل خلية من خلاياه اللي تصلي لأجل البُعد مِنها تستنفر بطريقة أرهبته وبشدة، فكيف باللي ممكن يهتوي قربها ؟ يا وقوفها هذا اللي أحرقه حرق
وهي تتمايّل بجسدها المهلك هذا أمام كل شيء يطل عليه بيت شاهِر!


١٢٥
-
مالقى نفسه إلا يطير من على عتبات الدرج وكل نواياه مسلطة على إنه " بيطلع يرميها من على هالسطح ويريّح قلبه من هالطاغيـة ، اللي البُعد عنها يبعد عنه الراحة والقُرب منها مهُلك حد الوجع الجنوني "ركض وهو غير عابىء بغضب غُفران الجنوني وهي تضرب طرف التلفزيون وتقول بقهر : أقولك مشوش ما تفهمين ، مافي إشارة حركيه يمين أو يسار !

شدت على شفايفها بكل غضب ترفع طرف عبايتها وتمسكه بيدينها وكانت ناوية تِتسلق الجدار الثاني ولو الوضع بيدينها لطلبت من الغيمة تنزل لها لأجل تتسلقها بعد ! المهم تلقى هالإشارة
ولكنها جمّدت بصدمة تسمع خطوات تهد الأرض تِتجه لها ، عضت على شفايفها بكل قوة تضغط على الحبل الي بيدها تتمتم " يارب لا يجي وأنا بهالمكان ، أنا بحضوره تعلمت ما أتزن وأخاف هالمرة أطيح وأتكسر فعلاً"

يممّت وجهها شطره تسمع أصوات الأنفاس المتلاحقة من الركض ومن الغضب ، ومن لمحت وجهه المتجهم أبتسمت بشقاوة لما أيقنت إنها تورطت ورفعت يدها وهي تثبتها على طرف رأسها بكل براءة وكأنها تضرب تحية عسكرية : أهلاً وسهلاً !

كانت تنتظر على الأقل بسمة خافتة ولكن الي أذهلها إن غضبه زاد وتضاعف بشكل مُخيف وهو يتقدم نحوها واللي قرأته بعيُونه إنه بيرميها من على هالسطح بكل دم بارد ! ابتلعت ريقها بصعوبة ورفعت السلك تأشر به بيدينها البيّضاء الصغيرة وتقول بتبرير بريىء : أكل الفراغ قلوبنا يا شاهـ..

شهقت بصدمة وتسلل الذهول لقلبها لما إختطفها لـه بكل قوة من على الجدار وكأنها رِيشة خفيفة من جنَاح شاهييّن مهيّب !

كانت بين ذراعِينه لجزء من الثانية فقط قبل أن يدفعها عنه بكل غضّب ولولا نباهتها كان وصلت لسابّع قاع بعد دفعته القوية ! تحولت نظراتها من الذنب لِلغضب وهي تمسك خصرها بوجع فتحركت الأسوار بذات النبّرة المُهلكة الي تركته يصعد دون وعي كانت أنفاسه اللاهثة أكبر دليل إن الغضب حطم كل توقعاتها الي ما ظنت إنه بيوصل للمرحلة المخيفة هذي !

زمّت شفايفها بغضب تقول : لو رميتني من فوق ماكان أسهل لك من كل هالعناء ؟

رفع سبابة يدينه يأشر لها بغضب ونبرته الحادّة إخترقت كل خلاياها كأنه حِدة سكين أر هي أعمق : لا تتماديّن مرة ثانية وتسهيّن إن وراك رجل ، تفهمين ولا لا ؟

جحظت عيونها بصدمة وقالت بعدم فهم : وش تقول أنت ؟ وش إشارات الإتهام الي ترميها علي ؟ تمادييّت ؟ لأني أخذت شيء يخصني ومن حقي ؟ لأن روحي هلكت من هالحياة الفارغة ووفرت لي سُبل الحياة الي عجز المُلقب بزوجي يوفرها ؟


١٢٥
-
أسبّل أهدابه يشد على قبّضته بكل قوة ، ما تعود أبداً يُجادل بأي موضوع كان ، وخصوصاً مع أنثى كانت حِدة صوته تكفي وتوفي لأجل يتعلق الدمع بالرمش وينتهي الحوار بضيق منه وبدمع من الي قدامه ولكن هذي الطاغية ناوية تهلكه فعلاً ! ولا كلها خطأ وباقي لها وجه تجادل ؟ وترمي بالنقص علي ؟ مايكفي إني تارك كل شيء لها ومبتعد لأجل ترتاح ؟

جزّ على أسنانه بكل قوة وهو يقول بغضب : ياسيّن .. لا لا كل أحفاد شاهِر خط أحمر تفهمين ولا لا ؟ مهب بس كذا عيال آدم كلهم تتركين بينك وبينهم مئة كيلو متر إن أمكن ، ماني بجالس أطارد وراك من سوق ل سوق يا طاغية لأجل توفرين لك هالسُبل اللي لو قلتي لي عنها صارت عندك بلمح البصر ، ولكنك تحبين التمُرد تحبين تطيرين وأنا أحب أقص الجناح فلا تحدّيني !

أشاحت ببصرها بكل ضيّق تستمع لتهديده وعينه بعيد تماماً عن مدى عينها ! كالعادة كانت شيء صغير لدرجة مالها ثقل لأجل يرتفع بصره لبصرها ! هي تعودت على الطيّران والحرية يبي يلزمها حياة القفص الي يسمونه قفص ذهبي ؟
" هه أي ذهبي يا غرور ؟ هذا حديد مصدي من زمن جدي"رجعت خطوات بعيدة عنه وكانت تقترب من الجدار المقابل والي كان أقصر من البقية بحيَث كان وقوفها على مرأ عابرين الطريق ، ناظرها بصدمة وقال بقهر : أنتي ما تفهمين ولا لا ؟ لا تحديّني أكسر هالجناح وأنتهي من حرق الأعصاب الي أعيشه معك ، تعالي وإتركي عنك حركات الأطفال الي كبرتي عليها كثير يا طاغية

تخصّرت ورنت هالإسوارات وقالت بقهر طفولي و بصوت عابّث : مهب أنت قلت إتركي بينك وبين أبّناء آدم مئة كيلو ؟ إن سويت الي تبيه إتهمتني بالطفولية وأعترضت وإن ما سويته عثت فيني فساد - مالت نبرتها للدلال بعفوية كانت تعيشها مع غالب - علمني شلون نرضيك ياشاهييّن ؟

بلع رِيقه بصعوبة وأخذ يشيح بجسده بالكامل عنها ويمسح على وجهه بتنهيّدة ، حتى الغضب ما يتلاقى معها بنفس الطريّق !
وهي كل نواياها تستفزه وهذا الحاصل ! أقترب منها أكثر وهو يقول بغضب : إنزلي وإتركي عنك هالجنون ياطاغية ، أقسم بالله إنك ناوية على هلاكك بهالتصرفات ، لا تفضحين عمرك قدام أهل هالحي وإنزلي

صرخت بصوت متحفظ وهي ترفع يدينها بطريقة عفوية وكأنها تعترض وقالت وهي ترجع أكثر لورى : لا تخل الإتفاق ! مئة كيلو إن أمكن بعد
لا تقترب لأجل ما أرمي نفسي عشان ألبي طلبـ..

أقترب بغضب وهي أبتسمت بضحكة طفولية ورجعت خطوة لورى أكثر حتى وصلت للحافة وهي غير منتبهه ولما وقف بجانبها وضغط على كتفها رجعت خطوة كبيرة للخلف وشهقت بصدمة بينما هو شحبّت ملامحه وتقافز الرُعب لقلبه والرهبّة أخذت منحناها بطريقة سيئة جداً



١٢٥
-
الرهبّة الي عاشها مرتين بحياته، وتركت أثر غائر للآن يترجع مرارته ! مُوجع وكأن قلبه الثابّت والصامد
زعزته قوة هائلة وتركته أخفّ من رِيشة، شعُور يجرده من قوته ويبقى هزيلّ قوة كثير خوف !

شعُور الفقد ..!

أخذ يتنفس بكل قوة وتوقف مجرى الدم بعروقه وتجمد بمكانه بلا حركة ، لما إستدركت إختلال توازنها بسبب الحجر الصغير الي داسّت عليه بدون إنتباه وكانت بتطير بالمعنى الواقعي للطيران وبتهوي لسابع أرض بينما روحها بتودع بكل بساطة ! لولا إنها إلتصقت فيه بكل قوة وأحكمت إغلاق يدينها على خصره بينما قدرتها على التنفس تلاشت تماماً من شدة الخُوف وعدم إستوعابها مصير عبّثها لأي درب بينتهي !

عدم قدرتها على التنفس تناقضت مع أنفاسه اللاهثة بفجعة بينما تشاركت قلوبهم نبّضات القلب المتواثبة يجنون ! رأسها الي أستقر من الرعب على صدره كان أول المكتشفين إن هذا الجامد الحجري طوال حياته كان له قلب نبضاته هادِرة بشكل مهيّب ، كان ينبض وكأنه يرتجف فعلاً تحت رأسها !

ثواني بسيَطة .. عجز فيها يخطي خطوة وحدة الموقف كان أكبر من إستيعابه وهو الي تعود تكون كل زمام الأمور بيدينه !
أما هي كانت أسرع منه بالإستيعاب فأبتعدت عنه تخطي خطوات مرتجفة ولكنها مُقاومة تبتعد فيه عن هذا المكان اللي فعلاً كان سبب رعبهم هاللحظة !

إستدرك الوضع بعدما لفحته البرودة بعد دفء إحتضانها اللي فوّته على نفسه بسبّب مرارة الشعور المقيت هذا وأخذ يلتفت بجنون يلمحها منحنية على طرف ركبها وتتنفس بشكل سريع بينما هو أقترب منها غير عابىء بالحدود الي رسمها بينهم ، رفع رأسه وهو ينتزع هذا النقاب بكل غلاظة يحتضن وجهها الشاحب بخوف ويتحرر من صمت رعبه بعد مقاومة مع شياطين الرعب : أنتي بخير صح ؟ ماصابك ضر ؟
علميني؟

من بين رعبها كانت مصعوقة تناظره بدهشة نهشت عظامها وهي تلمح الرعب يسيطر عليه واللهفة تتضح من صوته وكأنه..كأنه يعيش مواقف تجددت بهاللحظة! أومأت برأسها بإيجاب بفجعة بسبب إرتعاش يدينه الباردة الي تحتضن وجهها الدافي،كان حتى بلع ريقها صعب جداً بهالإقتراب المهلك منها فكيف بعد موقف مؤذي؟تحررت من هالة الخُوف ببساطة ونزعت عنها رداء الرُعب وهي تحاول تهدييّه فقالت بعفوية وهي تِبتسم بشقاوة وما كأنها الي كانت بتموت قبل لحظات:وين الإتفاق يبقى بيننا مية متر ، ولا أنت ما تنعد من أبناء آدم ؟

تنفس للحظات ببطء لما تهادى لسمعه صوتها العابثّ وبعد لحظة حررها بإنتفاضة وكأنه لُسع وأبتعد عنها يمسح على وجهه ويسترجع شاهييّن الحجري الي سُلخ عن جلده بكُل وحشية وبدون سابّق إنذار وتركه عُرضه لهالنوع من المشاعر المُؤذية ..مؤذية جداً



١٢٥
-
بعد لحظات كانِت تنتظره بملل وهي تحرك حجر بأقدامها بعشوائية وتِتأمل ظهره العريض بلا شعور بينما هو إستجمع طاقته وإلتفت لها بالجمُود المعتاد الي قابلته بالغُرور الي يجتمع معه ، إنحنى وهو يلتقط نقابها ورماه على وجهها بكل غضب وهو يقول : تغطي ولا يطيح من جديد

جحظت عيونها بصدمة وكانت بتدخل يدينها بخلايا مخه وتستكشف طريقة عملها لأجل ينسى إنه هو اللي نزعه عن وجهها ! ما أكتفى بصدمتها بنسيانه رجع بخطواته للخلف وهو يناظر للصحن الدائري والكاميرا وحتى الأسلاك اللي بقى ياسيّن يركبها لدقائق طويّلة وبقت هي تنتظرها لسنين بهالمكان ، نزعها بكل غلاظة وبعدم إهتمام ورماها من على السطح ، وأخذ يسحب الصحن الدائري ويضربه بالجدار بكل بساطة حتى تعوجت وتلفت كل أطرافه .. ألتفت لها وهو يناظرها ببرود ويقول : عسى تهيأت سبُل الحياة الي تنتظرينها هاللحين ؟

بغير إعتياد وبلا جمُوح قابلته ببرود أنثوي ينافس الجليد ، وهي فعلاً ما تأثرت بفعايله هاللحظة كثر ما تأثرت بتحوله من شخص كان بيموت لو غزّتها إبرة قبَل لحظات إلى شخص جبّلي مبدأه الجمود والغضب الي أمتزج بنقيضه " البُرود "

حتى لما أحكم إمساك معصمها بكل قوة بكماشات البشرية وتأذى معصمها وإشتدت حُمرته ما نطقت بحرف واحد ، كانت مستسلمة لثورة غضبه على غير عادة ! شدّها تحت أنظارهم المفجوعة بوجوده والأهم برضوخها له ! وتركها أمام جناحهم قبل ينفضها بجمُوح وهو يزمجّر بغضب : لا تتركيني أجن ياطاغية ، عيشي بهدوء يا آدمية ما تقدرين ؟ ليه لازم أعيش معك بحذر وبحدة دائماً !

كتفت يدينها بغضب غير مبالية بمعصمها الي كل وريد فيه ينبّض بوجع مُهلك وأخذت تقول بقهر : ليه أنت لما تزوجتني أشتريت صمتي عن حياة مميتة بقضيها معك ؟

أبتسم بسخرية وهز رأسه بقهر وهو يلتفت عنها : أنتي للآن ماعشتي شيء معي ، أنتي ماشفتي حتى الحياة المميتة كيف تكون لأجل أشتري صمتك عنها .. حتى يكون بعلمك أنتي الي بعتي كلامك وأشتريتي صمتك بهالي في يدينـ..

قُطع الكلام بإستنكار وذهول تفجرت بملامح وجهه لما تحركت هالإسوارات برنّين ماكان مُغري أبداً كثر ماكان غاضب ، نزعتها من يدينها بحركة جنونية سريعة وهي ترميها على صدره بكل قوة
وتناظره بغضب ، ماكانت توصل لهالمرحلة أبداً من القهر إلا معه .. يتفنن في قهرها : خذ سند بيعك أجل يا شحييَح ، أنا أدري إنها لي ومن حقي الي مالك أدنى كلمة فيه ولكني عِفتها لو بتشتري سكوتي بها يا متخلف

نطقت آخر كلامها ودخلت غرفتهم وهي تقفل بابها بكل قوة ، بينما هو أسبّل أهدابه بصدمة يناظر للباب الي أُغلق في وجهه



١٢٥
-
حك طرف ذقنه وهو يتسائل ، هل يدخل ويكسر عظامها ويفتتها ويحولها لرماد ويرتاح ؟ أو يفجر رأسها الجامد الطاغي ويريّح نفسه بعد ؟

ولكن هالخيارين كان لهم ثالث وهو الإبتعاد والوقاية من هالأفكار الكارثية وقتل هالجنون في مهده
خرج من الجناح يُنازع وما كأنها بدايات الشِتاء الباردة إثر وجهه المُتعرق بشدة والحرارة الي تحتضن ضلوعه ، لمح تساهيّل واقفة وتناظره بنظرات عتبّ واضحة مع ذلك ما أعارها هالوقت إهتمام لإنه بالكاد يتصارع مع شياطينه هاللحظة ! خرج من البيت ولمح حرب يستقر بسيارته بجنب الباب مع ذاك كمل طريقه يسحب الغترة البنية الي تلازمه أغلب الوقت وتخصه من على رأسه الي يحترق وماكان بحاجة شيء يغطيه هاللحظة ورماها على طِبلون السيارة تحت ظل إستنكار حرب وإستغرابه الي تركه يسحب الغترة بيده ويناظره بغرابة !

بينما هو كمّل خُطاه مشي ينازع رُوحه حتى تهادى لسمعه صوت جواله يرن ، والمُتصل واحد لا ثاني لهما فرد بدون يقرأ حتى الإسم وإنتشر صوت زِناد على سطح صمت شاهييّن : عقيق يتكلم حول حول هل تسمعني ؟

مالقى رد غير الأنفاس الغاضبة فأيقن إنها ساعة حضور الغضب فقال ببسمة هادئة : أشتقنا والله يا بن عسّاف ، قطعت الود بيننا ولا تركتني حتى أجيك لأجل أوصله ؛ ماتحس إن إسبوعين كانت طويلة حيل ؟

تمتم بسخرية لاذعة : حتى زوجتي ما تعاتبني كثرك يا عقيق !

ضحك ضحكة مجلجلة : يارجل هي أبتلت فيك وأكبر مُناها تفارق من بين عيونها وتبيها تعاتبك ؟

تنهد بضجر وهو يقول بإمتغاض : أكبر غلط والله هو حضورك ظروف هالزواج يا ياعقيق صدقني

- إحمد ربك كنت الحاضر ، طبعاً أنا شخص مارح يبتزك ويقول المكان الي أنت قاصده هاللحين تأخذني معك له ولا ترى بنشر قصة هالزواج على أهل الليل كلهم..
- يا بلاي بهالحياة عقيق ، كيف دريّت إني قاصد..

رفع رأسه لما سمع صوت البُوري العالي وضحكة زِناد العالية تدمر طبلة إذنه : تعال تعال أنا مراقبك على مدار اليوم ، وصدقني إن ما خذيتني للمجلس الي تقصده بعلمهم على أشياء أكبر وهذي فيها فضيحتك بعد سنين من كونك شاهييّن الحجري !!

ناظره بغضب فأشر له وهو يخرج رأسه من السيارة ويضحك : ولاتنسى إن سيارتك للحين على مدخل الديرة تحتضر ، فتعال وإحفظ سمعتك وإجبرني أنسى الي شفته قبل أعلن فضيحتك

أبتسم بضحكة هادئة تلاشى بسببها بعض غضبه وقفل بوجهه يتجه له ويسمع شهقته العنيفة : وتقفل في وجهي بعد ؟ بكتبها على الحساب يا شاهييّن
ركب بجنبه وهو يقول بغيظ : حرّك حرّك بس والله إنك مصيبة وطاحت على رأسي


١٢٦
-
ضحك بخفوت وهو يشغل السيارة ويلاحظ أوداجه الي مازالت تنبّض بعنف رغم تلاشي بعض غضبه وقال ببسمة ماكرة : والله مالحد قدرة على هزّ جبل غير هالنساء .. وآه من كيّد النساء !

ألقى عليه نظرة تركته يكتم ضحكته ويتحرك بصمت ممُتن لغضبه من شخص غيره إلي تركه يركب السيارة بدون مواويل كل مرة الي تنتهي ب"إقطع خطاويّك عن ديرة الليل " بينما شاهييّن غاص بعُمق آخر جملة لزِناد لما وصل لقاع ذكرى له مع صقر لما قال "يا شاهيّن محد بكاسر هالرأس الي مبني من حجر غير مرأة ومحد هاد حيلك غيرها ، حنا ما قوينا وهي بتقوى
"
برغم كل شيء ظل موقن إن ثبّات الجبّل الي زل لمرة وحدة فحسب بيبقّى يضرب فيه المثل بالقوة ! محد بيقوى عليه .. ولو كانت الطاغيّة غُرور !
-
بعد خروجهم من دِيرة الليّل بوسط توسط الشمسّ لمُحيط السماء الأزرق ، كان زِناد يُلقي النكات بكل بساطة وينفجر بالضحك بدون تحفظ ويفتح عشرات الأحاديث بلحظة واحدة ويخلط كل الشخصيات بذات السالفة مما ترك شاهييّن يضرب طبلون السيّارة بغضب فأنفجع زِناد وسحب الفرامل بكل قوة فأرتد وجهه لعجلة قيادة السيارة وضرب جبهته فتأوه بوجع ، وهو يلتفت لشاهييّن بخوف : علامك يارجل ؟

شاهييّن الي ثبت نفسه بالمقعد ألتفت بقهر يأشر على رأسه : وهذا ترى عقل الي برأسي ماهو بآلة لأجل أبتلي بشخص بحلقه راديو ساعتين كاملة عجز يقفل الشريط أو ينتهي ، يارجل إعتقني وخاف ربَك بهالآدمي

ناظره بطرف عينه وهو يحك جبهته بوجع ويرجع يكمل طريقه بقهر : الشرهة ماهي بعليك ، على عقيق الرجل الطيّب المسكين الي سخر كل كلمات وجمل هالعالم لأجل ينسيك غضبك ، ما دريت إني ببتلي بغضب جديد وبيكلفني ناصيتي

- والله يا هالناصية اللي تستاهل كف يعدل تقاسيمها ، من هو اللي طلب منك تسلب حقي بالغضب ؟ وبعدين وش دخلك بنفسياتي فهمني ؟
- يارجل دخلني إني كنت بشتعل من الشرارات الي ترميها كل شوي أنا شخص توني ببداية شبابي ماودي أموت محروق بسبب غضبك !

ناظره بطرف عينه وهو يعتدل بجلوسه ويقول : كمل وأنت ساكت الله بلاني بناس أرميهم بكلمة يردونها بعشّر !

ضحك بخفوت وهو يرفع حواجبه بطريقة مُستفزة ويغمز له بعبّث : علمني عن هوية هالناس ، لايكونون أصحاب السطح ..

قاطعه بكل هدوء وبكل بساطة : كنت أقصد صقر

عض على طرف شفايفه بضيَق وأشاح بوجهه بندم على طريقة تسليته لشاهييّن بعد غضب مخيف والي أنقلب لفتح مواجع ، وشكله بينتهي بالجمل المعتادة " إقطع خطاويّك عني ولاعاد توريني وجهك" لذلك قبل ينسحب الموضوع لهالطاري قال بعجلة : علمني وش تبي بديرتي الي أنا هاربّ منك بسببك ؟



١٢٦
-
ناظره بإستغراب مع ذلك قال بهدوء : رجل من الجبري ناشدني أجيه لأجل قضية مع عيال الصانع !

لما تهادى لسمعه اللقلب كُسي وجهه بتعابير غريبة وتحول للوجوم ومع ذلك أكمل الطريق بصمت في ظل إستنكار شاهييّن لصمته ولكنه كان راضي كون خلايا مخه إرتاحت من إزعاجه ولو لدقايّق !

بعد حوالي ساعة كانوا بوسط مجلس الصّانع ، يتوسد المركاد بصدر المجلس شاهييّن حفيد شاهِر وعلى يمينه زِناد صاحبه بينما على يساره إبن الجبَري الي إستقبل شاهييّن بمجلسه ورحبَ فيه بكل حفاوة وشكى له همه وعن الديّن الي على عاتق الصّانع له والي أنكرُوه برغم وجود أسناد بقو يقولون إنها سُددت وقديمة !
كانت القضية بالنسبة لشاهييّن بسيطّة ، ولولا إنه كان يحتاج يبَتعد وبطبعه ما يرد حتى أتفه القضايا قِبلها بكل ترحاب !
رفع رأسه يتأمل ربّ أسرة الصّانع جامد الوجه والي تركهم نصّف ساعة بالمجلس بدون ترحيّب أو إستقبال مما أغاض شاهييّن وتركه يوقف يسّلم عليه بهدوء يقول : نخبّر الكرام ما يتركون ضيوفهم بوسط المجلس بدون إكرامهم ، ولا لهالديرة سُلوم غير سلومنا ؟

ناظره بجمود وكسَى الحرج وجهه بسبب إبتسامة زِناد الساخرة والي تركته يقول بإقِتضاب : جاي مجلسي لطواري تغيظني يا حفيَد شاهِر وتبي مني الإكرام ؟

رسَم إبتسامة هادئة على وجهه : ودام صيتي وصل لبابك ، وتعرف إني شخص ما أرجع إلا لما أخذ غايتي ليه تعرفّ بنفسك بهالقلة يابن الصّانع ؟

أردف زِناد بإبتسامة ممتعضة : دامك تعرف حفيَد شاهِر وجب عليك تعرف مقام إكرامه ، إنكتب بكتابك السوء زيادة على سيئاتك !

تلون وجهه بالقهر وسحب يده يجلس بغضب واضح وقال بدون مقدمات : فلوس وماعندي وهالجبري كذاب وسُروق يبي ينهبني بوضح الصبح وتبي مني أسكت وأرضى !

إستشاط الجبري غضب وسحب الأوراق من جيبه وهو يرميها بقهر واضح :شلون تنكرني ياعم وأنت الي مأخذ من مال أبوي مال ماهو بهيّن لأجل أغض الطرف عنه ؟ لأن أبوي مات يعني إنتهى الدين والعهد وماله ورثة يأخذونها منك وهو بنفسه وصى نأخذها منك؟ أنا رجل محتاج وأنت مقتدر وبتقدر ترد لي فلوسي برفع إصبع منك فلا تبخسني حقي خاف ربّك!

قال بإقتضاب وملامحه على ذات الجمود : هالمسألة حليناها مع أبوك ولقينا العفو منه ، لو كنت راعي طِيب كان دلك أبوك على ديونه الحقيقة!

قاطع الحكي شاهييّن يقول بهدوء : دام إنحلت ليه الأسناد الي عليها توقيعك الخاص بوسط تجُوري أبوه؟ليه ما تقطعت لمية قطعة؟ليه ما إنكتب عليها إنها تسّددت؟وليه ما أنكرتها إلا بعد موت أبوه ؟ دامك رجل مسلم وتشهد إن الله حق فإحلف إيمان مغلظة إنك ما نهبّت ريال
وإن أبو هالرجال سامحك فيها على سمع هالشهود !


١٢٦
-
بهاللحظة دخل ولد الصّانع وجلس بجنب أبوه بصمت وكان محتمي وغاضب ولكن الحاضر أجبره يسكت بتحفظ ، فقال أبوه بضحكة مقهورة : أحلف إيمان مغلظة قدامكم أنتوا ؟ واحدٍ ناهب مال أبوه في حياته ، وإثنين خريجيَن سجون واحد قاتلٍ خويه وواحد بلاياه ماهي بهينة ، تعرفون الله أنتوا لأجل أقطع نفسي أيمان عندكم ؟

لاحظ تجهمهم وتحول نظراتهم للغضبَ وقرر ينهي الحديّث بشرارة نار شبّت بضلوع كل الي يسمعونه : وأنت علامك يالجبرَي جايب لمجلسي قاتل وخريج سجون وتظن إن لهم سلطة علي ؟ أنا رجل مالي عند أحد شيء وهالي معك ما يرتفعون بعيني بمقدار ذرة ، فقم تلفلف أنت وإياه قبل تصير مذبحة هالليلة ! وش تظن بيّبقى صيتك نفسه بعد قتلك لخويك ؟ أنت حتى عزوتك والناس الي كبّرت من قدرهم وأصلحت بينهم نسُوك وتركوك ورى ظهورهم ينتهي عهدك في السجن ، والرجال الي سهرت لأجل تحل قضاياهم وتفك أسرهم ما درو عنك لأنك ما تستاهل وجاي لأجل تملأ عيني بعد لأجل أتنازل عن ثروة لهالصعلوك ؟

جحظت عيون زِناد من الصدمة ، بينما الجبّري تشعب الحرج والقهر بقلبه من إهانة وُجهت له ولشخص يعتبره بمقام كبير عنده ، بيّنما المقصُود كانت ملامحه هادئة تماماً وعضلات وجهه منبّسطة بكل برود ونظراته مستهزئة تركت الصّانع يناظره بغضب كونه ماقدر يهز فيه شعرة حتى ! مهب هذا المعروف بغضبه الشنيّع الحارق ؟ ماباله أبرد من الثلج هالللحظة ؟

ناظره الجبري برجفة يشد على قبّضة يده بخوف ، الي يتوقعه من بن عسّاف إن أنهان بمجلس يحرقه عن بكرة أبيه بدون يرجف له هدب ، مع ذلك كان باقي مكانه مبتسم بسخرية
قال بهدوء بعيداً عن فضاعة مشاعرهم ورجفتهم من كلام أبو الصانع : يعني تفهمني إن هالسند باطل ، وأبو الجبريّ أعتقك من حمّل هالدين
وكان بينكم لقاءات ودية ؟

أنذهل إنه مازال مكمل للقضية بكل وسّع صدر وما إنهزت له طرف شعره من كلامه قبل لحظات وهو الي نوى يهينه لأجل يقوم من مجلسه وينهي الموضوع : إيوة أعتقني ما تفهم ؟ وهالسند ما يمد ولا يكفت ولا له أي منفعة ولا كان بيني وبينه أي لقاءات
- يعني تفهمني إن لقاءكم لأجل أرض العامرية ماينحسب ؟ والي شراها هو بإسمه بكامل أشبارها ؟

لوهلة وكأن شاهييّن لمح الغضب يضرم نيرانه بوسط عين الصانّع والي وضحت مشاعره بكل بساطة على تقاسيم وجهه فأبتسم أكثر لما أيقن إنه بدأ يستفزه : ماكان ودك يعني بأرض العامرية؟تجهل إن إسمها مأخوذ من عمارها وشاريّها كاسب ماهو بخسران!ليه فرطت فيها وما شريّت وده لأجل تكسب معه؟

- إلا أعرف وأنا أكثر من يعرف،لا طيّب الله ثراه الجحودي الهالك ولا ذاقه نعيم بقبره كأنه حرمني من هالأرض العامرة لأجل سواد قلبه



١٢٦
-
أكمل بحقد أسود :- هالصعلوك رفض أدخل معه شراكة ودخل مع عدوي الي أبغضه ، فضّل صعاليك الديرة علي الله لا يسامحه وكله لأجل كم ألف ما سددتها له جعله ما يهتني

قال هالكلام بكل قهر وبصوت مرتجف من الغضب الواضح والمخيف متناسي تماماً هالقضية من أساسها وكأن شاهيّن لمس عرق حساس جداً ، عرق ترك الصانّع ينفصل عن واقع هالمسألة ويغرق بين حقده فقال شاهييّن بذات الهدوء وبصوت جامد : وكأنك ساهِي هالأرض شراها الجبّري رحمة الله عليه قبل يموت بأيام قليلة وكتب الشراكة بينه وبين عدوك ورفض دخولك بسبب الديّن الي برقبتك له ، صح ولا لا ؟

نفث نار حارقة أحرقت جوفه لما رسم شاهييّن بسمة ساخرة على وجهه لما أيقن إنه سحبه بكل بساطة وتركه يعترف بالدين بلسانه وما كأنه اللي يصرخ ويهييّن قبل لحظات ، شحب وجهه وإسود بشكل مخزي يشيّح بنظراته ويقبض على كفه بكل قوة لما أكمل شاهييّن : وهالكلام كان على مشهدي ومشهد خوييّ ومشهد الجبري وضيوفك الباقين الكِرام الي ما حشمتهم ، وهاللحظة أبيك تحشم شيب رأسك وتصون باقي ماء وجهك وترد دين هالرجل لأنها ماهيّب بكم ريال يتغافل عنها - تحول صوته للحدة فجأة - تفهم ولا لا يالصانّع ؟

وقف الصانّع بعدما رجفت عظامه بسبب حكمته الي أُبيدت عن وجه الأرض وسويّت بالقاع بسبب إستدراج بسَيط من رجل يصغره بسنين وسنين
وقدر يرميه بقاع حقده ويفضح نفسه عن دين رفضه وكان بيحمله معه لقبره متناسي كرم الجبري الي حشم العشرة وإنتظره كل هالسنين ولكنه كان غدّار وحقود !

قبل يخطي خطوة وحدة وقف شاهييّن بكل رزانة وكأن الثبّات ماكان إلا مرادف لإسمه وأخذ يتمتم بهدوء : وعلم يوصل لأصغر أحفادك ، ماهو بإبن عسّاف الي ينهان في مجلس ويبّقى ساكت وصامت ، عندي القدرة الكافية على حرقك وحرق هالمكان بلحظة وحدة من لحظات غضبي ، مير أنا رجال الطيّب أصلي وحاشم اللي دنى مني وجاء لين وسط ديرتي لأجل أرد ديّنه
دامه تعنّى ليه ما أغض الطرف عن -بنبرة مستهزئة -صعاليّك الديرة ؟

ناظره بوجوم وكان بيرد لولا إن شاهييّن تخطاه بكُل بساطة وخرج من المجلس بينما أكمل نصيَبه من الكلام زِناد الي وقف بغضب كتمه حشمة لبن عسّاف وقال بوجع على إهاناة ماكانت بحقه : تعرف وش القهر ياعم ؟ - ضرب صدره بوجع - إني أنهان ببيت صاحب العمر الي من مهدنا وحنا اخوياء وعلى مشهد منه
والي يدك القلب أكثر إني وصلت لين القاع بسببه وإني رقدت في السجن سنتين بسببه هالخسيس مع ذلك بادلت الطعنة الي بوسط ظهري بتذكري لحسن العشرة وحفظي للسنين الي قضيتها مخدوع به لين كسر عظم ما له جبر فيني لأجل كذا صرت خريّج سجون ياعم بسبب كثيّر الردى ولدك


١٢٦
-
رفع رأسه بإباء وإستطرد بنبرة تقطر فخراً ومحبة : أما حفيّد شاهِر الي صيته وااصلك من أدنى ديرة الليل والي أشهر من النار على علم حولنا بطيب أصله ومعدنه فسبّبه غير العمد ، تعرف صح ياعم وش يعني بالخطأ ؟
يعني مانهبّ من مال أحد وقال أنا بريء ولا طعن خويّه وتسبب بسجنه وقال أنا صاحبه الطيّب
كان متسبب بالخطأ بقتل صاحبه مع ذلك مارضى بأي وساطة بينه وبين أهل الضحية
تعرف إنه رد أكبر الشيوخ ورفض أي أحد يتدخل بقضيته ، عندك علم إنه رفض أي عفو وقطع سبيّل أم صاحبه بس لأجل ما تترك العفو يقرب من رقبته ؟ أنت من لأجل تهينه بوسط مجلسك وقدام رجال نشهد له بأصالته ؟ إلا والله تخيّب ويخيّب أكبر شنب فيكم يا هالديرة تجيبون ربع شاهييّن بن عسّاف ، والكلام الي تسبَبت بإهانته فيه والله ما أنساه لك مثل مالي قدرة على نسيان سوايا ولدك والطعنة الي بظهري للحين تنزف !

ألتزم الصّانع الصمت في قهر واضح بإحمرار عيونه بينما ولده تلون بالإحراج والضيَق رغم إنه فضَل إلتزام الصمت بوجود زِناد الي تعجب جدا لما لمحه بوسط مجلس أبوه برغم إللي حصل بينهم ، والعجب الأكبر والي تركه يسكت ذهول وصدمة هو إرتبّاط جيته بجية بن عسّاف !
وقف بقهر وخرج بخطوات مختلة من المجلس ولمح شاهييّن مرتخي على مقدمة السيارة وينفث نيران الدخان ببرود يلقي نظرات مستصغرة للمكان بسبب أفعال أصحابه صد بقهر وأبتعد عنه بينما شاهييّن لمح زِناد يخرج ومن خلفه الجبري الي بسمته تتراقص على وجهه وأقترب يشكر ويكرر إمتنانه لشاهييّن الي سأله : متى بتستلم فلوسك ؟

أبتسم الجبري لثقة بن عسّاف بكلمته ووعده وقال : نهاية هالإسبوع بيسلمها بيدي !

فأكتفى بإيماءة رأس بسّيطة دلالة على رضاه وأخذ يلتفت ناوي يركب سيارته بس توقف بسبب زناد الي قال : إدمح خطاهم وإمسح زلة رجال قبيلتي بوجهي يابن عسّاف ، أخطوو والله ولكّنك راعي الصدر الوسيّع !

أبتسم بخفة وأخذ يفتح الباب وهو يقول ببرود : أنا قلبي أضيّق من خرم إبرة يالـ عقيق لا تلبسني طبع ماهو بطبعي !

ميَل شفايفه بخفوت يبّتسم: أنت والله الي ودك تخفي الي بصدرك وتبيّن شيء ماهو بسلمك

ناظره بطرف عينه بينما زِناد راقص حاجبه بضحكة فأبتسم وهو يركب السيارة بينما زِناد من لمح أبوه يشد الخُطى له وملامحه تنبأ بخطر قريّب ركب بكل عجلة السيارة غير عابىء بإبن الجبري الي كان بيكمل مواويل يحلف إنها ما بتنتهي غير بعدما يمرغ أبوه رأسه بالتراب لذلك طوى الطريق بين عجلات سيارته وهو يهرب بكل بساطة وسط إبتسامة شاهييّن الهادئة الي لاحظ الموقف بكل بساطة : بتخسّر كثير ياعقيق لأجل تكون عن يميني ، وأخاف تخسر حتى روحك !#



١٢٦
-
ناظر لأبوه الي توقفت خطاويه بقهر وأخذ يستفسر عن الوضع من الجبري وألقى نظرة خاطفة للساخِر شاهييّن وهو يقول بإبتسامة مضمرة : تعرف يابن عسّاف ، برغم كل خساراتي بهالدنيا ، ليه أحس الخسارة معك تعتبر فوز ؟

ناظره بهدوء بينما زِناد ضحك بإستفزاز وأكمل الطريق بدون يكمل الإجابة تارِك شاهييّن في حيرة من أمره وغير قادر على السؤال ، زِناد كان يدري إن شاهييّن ماكان من النوع الي يفصح عن فضوله أبداً وبيبقى يلتهمه في صمت ، ولكنه بينبّسط لا أشغل ولو ربّع من تفكير شاهييّن بجوابه ! مع إنه ما يظن إنه حاز على مكانة بقلب شاهييّن توصل لهالمرحلة !

ومثل ما توقع .. أكملوا طريقهم للمغارة بعدما أعطاه شاهييّن الخبر عن رغبته بعدم العودة لديرة الليّل في صمت !
-
-
تيّك .. تاك !

يراقب الساعة على مُضض وتنهيدات باردة تتسلل من طرف فؤاده ، صبَاح هاليوم حدثت معجزة غيرت تكويّن حياته تماماً !
كان في القاع مع حلم رثّ تكابدت عليه السُنون من الصغر !
تزعزت شرارة من فتلة شمعة وأضائت له بداية الطريق ، صبّح هاليوم كان أكثر وقت تلهف فيه على لقاء شاهييّن كعادته كلما حصل له شيء يبّهج الخاطر يركض يبحث عن أخوه لأجل يكون أول المبشرين ولكن .. ! غضب شاهيّين وآه من غضبه
دمّر لحظة حانية بينهم وتركه ينتظره على مقربة من دار شاهِر بترقُب شديد، يكذب لو يقول إن كل خلاياه ماهي بمستنفرة هاللحظة ! كل شيء فيه يرتجف من اللحظة الي لمح فيه مدير الكورة للفريق والي طلبه بالإسم ! كان بالقاع لدرجة ناديه الي ماكان بالمستوى المطلوب تخلى عنه فكيف بفريق من الدرجة الأولى ، وأشهر من نار على علم؟كل هالدنيا تتأرجح بين كفينه هاللحظة ويحتاج شاهييّن لأجل يتحول كل شيء للثبات ، يحتاج يبّث هالخبر له بالأول لأجل يعلنه للبقية .. ولكن وييين شاهييّن هاللحظة !

الساعة بدأت تشير للـعاشرة مساءً ! وهذا الوقت كان يعتبر متأخر بديرة الليل لِذلك تأفف بغيّظ وهو يلقي نظرات سريعة للشارع وقال بضيّق : كنت أحتاج أنام وأنا زارع البسّمة على شفاتك ياشاهييّن !

أخذ يسحب الغترة البنية الي أستلها من على مقدمة سيارته ظهر هاليوم ويلفها بطريقة شاهييّن المعتادة على رأسه وهو يتجه لباب البيّت بعدما ملأ خزان التعب وداعب النعاس عينه إنتظاراً لصبح حافل بإجراءات النقل !

خطوة تتبّعها خطوة ، قبل يتوقف ويعقد حاجبه بتوجس ! وكأنه يسمع صوت خطوات خلفه تمتزج مع حفيف أوراق الشجر وصوت حشرات الليل !


١٢٧
-
توقع لوهلة إنه يتوهم فأكمل بحذر بدون يلتفت
حتى أقترب بخطوات قليلة من البوابة ولما إستشعر الخطوة اللي إستفزت كل خلاياه وبقى يترقبها طوال هالثواني ، إلتفت بكل قوة بجسده العريض تصادمت بسبب عجلته ذرات الهواء الباردة فإحِتدت ، كمن يهجم على فريسة !
وكانت إلتفاتة موفقة ، لطالما كان شديّد الدقة بكل شيء مهب بس بالكورة !
كان يراقب بنظرات حادة اليد المرتفعة والي تحتضن الخنجر والي تجمدت بالهواء بفجعة وعدم فهم ، بعدما كانت هذه اليد المُسيطرة بكل ثبات وقوة و حقد ! أصبحت ترتجف بذهول وصدمة لما باغتها !

يتأمل السواد المُلتف بهذا الجسد والي يخفي تفاصيل كثيرة عجز يتبين بها هيئة الواقف أمامه أو حتى جنسه !القلنسوة السوداء الي لمحها بآخر مرة والي طار صاحبها مثل الرِيشة .. الخنجر الي يملأه قهر وهو مطعون بوسط صدر الصدر كل ليلة يبّقى فيها هنا، صاحِبها اللي سلب لُب عقل حرب وسرق نومه من وسط عينه
وجرعه مرارة السُهاد خوفاً على شاهيـّن من متربص مجنون مجهول الهوية حتى !

شهر كامل ، عذاب التفكير وعذاب المشاعر يعانيها بسبب هالمُرتجف أمامه !
بلحظة خاطِفة سحب الخنجر ورماه على الأرض بكل قوة وهو يدفع الجسد الي كان ضئيل جداً بالنسبة لضخامة جسد حرب وثبّته على الجدار بكل بساطة وهو يرتجف من فُرط القهر ، كل ليلة كان الصقر المطعون، واليوم كان بيكون شاهييّن !

ضغط على رأسه وهو يحاول ينزع القلنسوة ولكنه عجز بسبب دفاع هذا الشخص وهو يتلوى بوجع أذهلّ حرب لأنه حتى ما أستخدم ربع قوته نطق بصرامة وبصوت حاد : من أنت علمني ياغدّار ؟ من أنت ياخاييّن لأجل تكيّد لإبن عسّاف ؟ والله لأذوقك المُر والله على هالشهر الي عشت فيه بأرق بسببّك !
الليلة كنت مترصد له ، علمني وش هي نواياك
وش مقصدك من هالفعول الرديّة وأنت تقنص الصقور من سماء ربي كل يوم ياخايّن !

مالقى جواب وهالجسد الصغير اللي ما قدر يستكشف هويته ويحدد نظراً لهزالته وضُعفه وكون بعض عيال الليل بذات الحجم ، هالجسد الضئيل مازال يُقاوم بكل غضب وجمُوح ، فإضطر إنه يثبّته بكل قوة إنتهت بسبب المقاومة وهمس بأنفاس حارة من الغضب : وش الفعل الي سواه لأجل يستاهل الموت بيدينك علمني ؟ من أنت يامجهول الهوية؟ من أنت وموتك على يديني هالليلة !


١٢٧
-
مالقى جواب وهالجسد الصغير اللي ما قدر يستكشف هويته ويحددها نظراً لطبيعة جسده الهزيلة والضعيفة اللي يتسّم بها بعض عيال الليل ، هالجسد الضئيل مازال يُقاوم بكل غضب وجمُوح ، فإضطر إنه يثبّته بكل قوة إنتهت بسبب المقاومة وهمس بأنفاس حارة من الغضب : وش الفعل الي سواه لأجل يستاهل الموت بيدينك علمني ؟ من أنت يامجهول الهوية؟ من أنت وموتك على يديني هالليلة !

نزع القلنسوة بكل حدة وعقد حواجبه بصدمة وجفّ رِيقه بذهول وهو يظن إنه يتوهم فعلاً هاللحظة أو إن إضاءة الحي كالعادة تخونه مع هذا الشبّح !
كيف ممكن تحمل هالعيون الرقيقة نظرات الحقد والرغبة بالقتل !
عجز يستوعب الموقف فسحب اللثمة السُوداء الي تخفي باقي التفاصيّل ، وتأملها بدهشة حتى شحب وجهه
هالجسّد الضئيل الُمرتعش بين ذراعينه والمُكبل بكل وحشيّة كان .. لأُنثى !

شحيحة النوم وكريمة الأرق .. كانت أُنثى

-
-




"جوري" غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-03-22, 09:49 PM   #27

"جوري"

مشرفة منتدى الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية "جوري"

? العضوٌ??? » 333867
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,010
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » "جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



١٢٧
-
مالقى جواب وهالجسد الصغير اللي ما قدر يستكشف هويته ويحددها نظراً لطبيعة جسده الهزيلة والضعيفة اللي يتسّم بها بعض عيال الليل ، هالجسد الضئيل مازال يُقاوم بكل غضب وجمُوح ، فإضطر إنه يثبّته بكل قوة إنتهت بسبب المقاومة وهمس بأنفاس حارة من الغضب : وش الفعل الي سواه لأجل يستاهل الموت بيدينك علمني ؟ من أنت يامجهول الهوية؟ من أنت وموتك على يديني هالليلة !

نزع القلنسوة بكل حدة وعقد حواجبه بصدمة وجفّ رِيقه بذهول وهو يظن إنه يتوهم فعلاً هاللحظة أو إن إضاءة الحي كالعادة تخونه مع هذا الشبّح !
كيف ممكن تحمل هالعيون الرقيقة نظرات الحقد والرغبة بالقتل !
عجز يستوعب الموقف فسحب اللثمة السُوداء الي تخفي باقي التفاصيّل ، وتأملها بدهشة حتى شحب وجهه
هالجسّد الضئيل الُمرتعش بين ذراعينه والمُكبل بكل وحشيّة كان .. لأُنثى !

شحيحة النوم وكريمة الأرق .. كانت أُنثى

أسبّل أهدابه بعدم إستيَعاب ولا قدر يتحرك خطوة وحدة من مكانه أو حتى يضم يدينه له الي مازالت تكبّلها عن التحرك ! كان يتنفس بإضطراب ونظراته الشاخصة شاهِدة على صدمته وعدم قدرته على التزحزح من مكانه

من هي ؟ وما الذنب الذي أقترفه حفيّد شاهِر بحقها لتقتص منه بقتله ؟ وتُعلن أخذها بثآرها قبل شهر من إقدامها عليه !

إستغلت صدمته ودفعته عنها بكل قوة وهي تتنفس بغضب وتناظره بحدة مخيفة عجز يصدق إن هذه النظرات ممكن تكون لأنثى بيوم من الأيام !
إنحنت تلتقط الخنجر ورفعت عيونه تكمل مسيرة النظرات الحافلة بالحقد والغضب الأسود وهي تتمتم بكل ما أوتيت من كُره بجوفها : شاهييّن أكثر شخص يستحق الموت على وجه هالأرّض ! والله ما يبرد لي جوف لين يسيل دمه بين كفوف يديني مثل ما سال دم الصقر عليها !

إرتجافة صوتها الخائف برغم قوتها وإنكشافها أمامه وإحتجازها القريب منه كان دليل إنها موجوعة بشدة ، ولكن من صاحبة هالوجع المخيف عجز يحدد؟

كيف إختفت أمامه وهو عاجز حتى ينطق بحرف واحد أو يتزعزع ولو بمقدار إنّش بسيط ؟ كيف طارت وكأنها فعلاً من فصيلة الطيور وشاهييّن كان طرف بقضية معها ؟ معقولة شاهييّن له دين وثأر عند طيور فعلاً ؟ ولا كيف عندها القدرة على التلاشي بلمح البصر ؟

ابتلع بقايا رِيقه يمسح على وجهه يداري صدمته وذهوله الي أخترق جوفه وتركه حائر ، مذهول ، ومصعوق
-
#هوى_ديار_الليل



١٢٧
-
أخذ يجلس على عتبّة بوابة الجهنمية يوزع النظرات للمكان حتى لمح سِوار أسود مُلتف بلؤلؤ أبيض تذكر إنه سمع صوت صدى إرتطامة بالأرض لما كانت تقاومه بكل قوة ، ملأ العتب والندم فؤاده على عدم إدراكه إنها أُنثى من اللحظة الي أستقر فيها جسده الضخم عند جسدها الضئيل جداً و وأنقهر إنه أقترب منها للدرجة ولكن يبّقى جاهل بهويتها فما كان عليه عتبّ !

خطفت الوسّن من عيونه ، وتكللت مهمتها بنزع الأمان من صدره بنجاح ! أيقن إن النوم بعيد جداً عن جفونه هاللحظة .. ف من الي بيقدر ينام بعد هالموقف الي بيورده السهر لشهور وشهور !
حتى يكتشف هويتها ، حتى يعرف سِرها ، حتى يفهم وش المعضلة الي بينها وبين شاهييّن ووصلت لكل هالحقد والرغبة بالقتل الي تركها تصتاد كل ليلة صقر ولا وقفها شيء ! برغم إنها أُنثى وضعيفة جداً بالنسبة لضخامتهم ولكنها غامرت بكل قوة وبعدم ضعف ورمت نفسها بين نيرّان بس لأجل تقتله ! متناسية فرق البُنية ، كونها صغيرة بالنسبة له وكونها أنثى مُكبلة بحدود لاحصر لها! أي وجع بصدرها تركها تجازف للدرجة المخيفة هذي ؟

عاجز يخطر بباله هوية معينة كونه لا يعرف أنثى تحمل كل هالكراهية والحقد اللي لمحها ، كل اللي عرفهم من صغره لهذه اللحظة كانوا أرّق من إنهم يفكرون بالقتل ، حتى لو تكابدت عليهم الهموم الكِبار وزارهم الجنون !

مسح على وجهه بإضطراب وهو يدس السِوار بجيبه وأخذ يتنهد بزعزعة : لـ وين بنوصل بهالدرب ؟ وش النهايّة لهالجنُون يارب !
-
-
تنهيّدة رقيقة كانت صادِرة من عُمـق فؤادها تِتأمل مُحيط إلتقائها معه بليلة البارحة ، آخر طواري ذكراها مداعبة النُعاس لعيونها الحور
وإنسيابها للنوم بشكل تلقائي تحت ضييّ القمر
وزعزعة فتلة النوارة متناسية تماماً المكان والشخص المجاور لها ! من شِدة إنهاكها ما فارقها النوم إلا بعد تسلل خيُوط الشمس في مُحيط السماء بالتالي إستيقظت بضجر وضغطت على ظهرها بوجع وهي تلمح خلُو المكان من وجوده ، تشعبّ الضيّق بداخلها بعد صبح جديد في حياة خالية من أي معالم للحياة !
ماكانت تدري هي فعلاً عايشة ؟ برغم إنها حاولت يكون هالمسكن دافيّ وشيّدت كل إمكانياتها سواءً بترتيبتها للمطبخ اللي عتّى على كل أغراضه الزمن الدافور بفتحاته الثلاث والي متراكم عليها الغُبار حتى يمكن سُدت فتحات الغاز والدرج البالي المهشمة بعض أطرافه وحتى طاولات الطيّن الملاصقة للجدار ذات الصنع !
ما تنكر تعبها في محاولة بناء هالحياة حتى لما أزاحت كل الدخِيلين بأركان هالبيت من عناكب وحشرات !
وحاولت تضع بصمة ولو صغِيرة بأركانه ، ولكن كيف تشيّد حياة زوجية بأكملها لوحدها ؟ #هوى_ديار_الليل



١٢٧
-
برغم إنها العنصر الي المفترض معترض وذابّل وصاد ومبتعد لإنها إنخدعت وإنوجعت وذاقت مُر الأرق لسنين طويلة بسببه لكنها رضت وإقتنعت بواقعها معه برغم كل شيء ! ليه ينتزعها من حضن آل جلوي ويرميها بعُقر دار الذكريات بدون ما يمد لها يده حتى ؟ كان ودها تسأله
" ليه بقيّت طوال السنين متدثر بالصمت ومكتفي بالبعد والنظر وبطلة قمر فجأة إنتزعتني؟"
" ليه حنا هنا ، وكأننا رُمينا في خريطة ركام ذكريات بائسة ضاعت وجهتنا بسبب ذرات الغبار المتناثرة ؟"
" ليه إحنا أطراف في علاقة غامضة ، صعبة ، هشّة برغم إن الوجع بقلبي ولكن الصدّ والغضب منك ؟"
" ليه تُركت بلا جبل أُرخي عليه بثقلي في حِين أنا حفيّدة شاهِر! "
وأسئلة كثير وتساؤلات لاحصر لها كان ودها تطلق العنان لها ولكن لا جسارتها تتحمل كل هالقوة لأجل تنطق فيها وتبوح لها له ، ولا تعابيّر وجهه الجامدة وحضوره الغاضب طوال الوقت يهيأ لها الطريق !

ألف رغبة ، وألف مانع !

تكذب لو تقول إنها ماتعيش في زوبعة موجعة تماماً مُستنكرة تماماً الشخص الي تعيش معه وكأنها تجهله وما كأنه غالب ولد عمها من قبل عشريّن سنة ! ما كأنه الشخص اللي كانت عاطفة العالم كلها تشع من بين حنايا وجهه لخواته
ماكان غالب غُرور وغُفران الي كانت تغبطهم على حنيته عليهم ، كان غالب مختلف تماماً شخص يثير فيها القلق ويتركها متحفزة مرتبكة طوال الوقت !
كإكتشافها شخصية غير الي إنتظرتها بعد شغفٍ جامحٍ لمعرفته
وهذا كان أكثر شيء يوجعها وتكرهه جداً، إنها تبقى مع شخص يتركها دائماً على حذر !

إشتعلت حواسها ضيق ووقفت وهي تنفض التراب عن فُستانها الملتف حول جسدها من إسبوع كامل غير قادرة حتى على طلبه لملابس بديلة برغم إنه كل يوم كان يرجع بملابس غير !
إتجهت للمطبخ وهي تلمح قِدر الماء الكبير اللي وهبته لها أم طالب وتبادرت تنهيدة ضيق لقلبها
برغم إنها بتكون راضية ومقتنعة لو بقت بهالبيت ، ولكن ما بيتسلل الرضا لقلبها أبداً لو بقو يتسولون حتى الماء من الجيّران برغم إنهم مقتدرين ، حتى مقتدرين جداً !

وقفت بشبّاك المطبخ الصغير والي كان مغطى بشبك يحمي المطبخ من دخول الحشرات والي مسحته صبح أمس بحجاب بالي ، وأخذت تنقل أنظارها لشارع الحي وهي تبتسم لما لمحت أطفالهم يجوبون بهالحي ويتناقلون الكورة ويصنعون لهم ألعاب تنقذهم من الفراغ ، من بيّنهم حُسن الطفلة الي إخترقت أقصى فؤادها وتركتها تضحك وسط كومة عبوس !

كلما تذكرت موقفها وضربها لبطن غالب وطلبها الغريب بإنهم يفتحوه تتراكم ضحكات رقيقة لثغرها البّاهي مثل هاللحظة الي ضحكت فيّها بهدوء #هوى_ديار_الليل



١٢٧
-
أخذت تدندن بصوت عذبّ
وهي تراقب حُسن القريبة منها جداً والي سمعت صوتها وأبتسمت لها بفرحة طفولية وهي تلبّى نداء صوتها تتهادى بخطواتها وتكرر وراها بصوت طفولي شقي : سيّر علينا ياهوى سيّر علينا

برغم إقترابها من أهدابّ وتعالي صوتها العذب فرحة بسبب ضحكة حُسن الطفولية إلا إنها من سمعت حُسن تصرف النظر عنها وتصرخ بفرح : بابا !

إنتزعت نفسها من على الشبَاك وأغلقته وهي تبتعد عنه وتتنهد بقهر كونها وآخيراً لقت مُسلي لها ولكنهم سلبوه بكل بساطة من جديد

أما حُسن الي كانت غارِقة بأحضان أبوها بكل لهفة وشوق والي كان بعيد تماماً عنها حاضر الجسد غائب العقل وكأنه إختلط بمُسكر سلبه لبُ عقله ، كان يتمتم بهمسات غريبة من شدة إعجابه وصدمته من عذوبة الصُوت الي دمر كيانه !
كان واقف تماماً بجانب الشبّاك ولو إقترب خطوة بس كان قدر يلمح صاحبة الصوت العذبّ ولكن صرخة بنته دمّرت كل شيء وإضطر ينحني لها ويحتويها على مضض ، بعد لحظات من العتاب والشوق ألتفت لأبوه الي دك الأرض بعصاه وناظره بطرف عينه وهو يقول : وش تسوي هنا ياطالب !

إستقام بطوله المتوسط وهو يناظر أبوه بإستغراب مصطنع : جاي لبيتي يُبة ولعيالي وش هالسؤال !
-وتذكرت عيالك بعد شهر من غياب الله أعلم وين أراضيه بدون إتصال واحد حتى !
-شغل يايبة مهب أنت تبي فلوس لأجل تأكل بها؟ ولا بتأكل الهواء يعني ؟

ألقى عليه نظرة غاضبة وأنحنى وهو يأخذ حُسن بحضنه ويبتعد عنه بعدم إهتمام بينما طالب كان غير مبالي وهو يلقي تنهيدات عميّقة ويراقب الشبّاك الي أُنتزع بسبب صاحبته هالقلب بلحظة من الوقت ، إعجاب ؟ أو هيئة الصوت كان يسكنها مارد سحري تسلل لقلبه وأغراه بكل بساطة ! أو هو كان هذا النوع من الأشخاص اللي أبسّط شيء للمرأة يغريه ولو كان ظفر ملون ، فكيف بصوت عذبّ ينافس عذُوبة الماء ؟
-
-
صبَاح هادىء من ضمن الصباحات الغير حافلة بمصائب غريبة بعضها متراكمة من سنين وبعضها خُلقت من العدم ! كانت تستمتع ببدايات الفجر تحس بحرية تتفجر بكل فؤادها وكأنها من الفجر خُلقت من شدة الإنتماء الي تستشعره له
كانِت موقنة إن بداية كل يوم هي الي تحدد مصير باقي ساعاته لذلك كل صبّح كان مكانها مُعتاد ، بعدما يبدون بفنجان قهوة مع جدتهم كانت تتسلل لتجلس تحت السِدرة تتفيأ تحت أوراقها الي تنسدل بعض أشعة الشمس بين أطرافها ، وهالمـرة كانت بسماتها كثيّفة على غير عادة ، من لحظة إستلامها لشهادة نجاحها وهي تستلذ بالفرحة ، فنتيجتها ماكانت هيّنة ! مرت ساعات الصُبح الأولى بكل رِقة ، بعيداً عن غضب غُرور الي وكأنها ورثته من زوجها وبعيداً عن خُططها كانت باقية بنفس المكان#هوى_ديار_الليل



١٢٧
-
تحت نفس الشجرة حتى ميّلت شفايفها بإستغراب وهي تلمح طرف رأس يتدلى من فوق الجدار الفاصل بينهم وبين بيوت جيَرانهم ، إستنكرت ووقفت وفعلاً تأكدت من وجود رأس مغطي بالسواد يحاول الرؤية ، تخبّت خلف جذع الشجرة الكبير والي بالأساس يغطي عليها بقية الشجر الي تحوف الحوش وأخذت تسترق النظر للكائن المغطي بالسواد وبيدينها أوراق بيّضاء تركتها على طرف الجدار وجمعت عِدة حجر صغار ونثرتها فوقها لأجل تثبّت الورقة ، وأختفت لوهلة قبل ترجع وبيدها كومة ورد نزعته من شجرة الجهنمية ونثرته على الورق وكأنها تتوج إنجازها وأختفت بعدها حتى مرت دقايّق بدون عودة ، دبّ الفضول بجسدها كدبيَب النمل على الأرض المليئة بسُكر وأخذت تتسلل وهي تتسلق الجدار بكل براعة بدون حتى ما تستند على شيء كونها إعتادت على مثل هالتسلق وماكان هواية بس أخذت تتأمل الورقة للحظة قبل تتحول ملامحها للإشمئزاز وهي ترمي الورد بقرف عن الورق الأبيض المطبوع عليه قُبلة بالروج الأحمر وأخذت تتمتم بقرف : علام هؤلاء القوم جُنوا ؟

سحبت الورقة بطرف يدها وأستقرت بقفزة سريعة على الأرض وهي تنفض عن ثوبهاا الفضفاض باللون الأسود الحالِك ذرات غبار علقت بسبب الجدار وأخذت تفتح الورقة وهي فعلاً مستنكرة ، من هالبنت اللي نزعت ثوب الخوف والحياء وتسلقت الجدار بوضح النهار لأجل تترك ورقة وقُبلة مطبوعة ! بالأساس لمن تركتها ؟
نفضت ورقة القُبلة من يدها بقرف وأخذت تفتح الورقة الثانية وهي تِتأمل الكلمات باللون الأحمر ، جُمل غزل إعتبرتها بدائية وعيّب بحقها تُكتب حتى إنها ضحكت بسخرية لما تأملت" أكتب لك بالمقلوب علامة الحب بالقلوب "
تجعدت ملامحها بإشمئزاز وهي تِلمح إسم توقعته تماماً فلا ذيّل أعوج بهالبيت غيره
تلاه إسمها قالت بعدم إعجاب : علامهم عجائز هالزمن قليلات سنع فاسخين عنهم ثوب الحياء والخوف ؟ هذي مهيّب الإستاذة نوف أخت حيدر الي لو لمحها فتحت الغطاء عن عينها قتلها بأرضها ؟
علامها تمردت زود ، ولكن الشرهة مهيّب عليها على الي ترك لها مجال تنحني له وتكتب هالقرف الي سبَب صداع لعيني!

إرتبكت بإمتعاض لما تِسلل لسمعها صوته الهادي ، ونبرة تنبأ إن بسمة ملحة تكسو ثغره : أخبّر المجانين بس يكلمون نفسهم يا تناهيّد !

خبّت الورقة بدون تفكير خلف ظهرها ، وأخذت تناظره بصمت من خلف النِقاب وتقول بهدوء : أرجح فكرة إن الي يتكلم مع نفسه إنسان واعي وحكيم مالقى حوله شخص يرقى لمستوى تفكيره غير ذاته ! لذلك لاحرج لو صرت مجنونة بعينك بينما أنا عاقلة بعين نفسي
#هوى_ديار_الليل



١٢٨
-
صفر بإعجاب فإنكمشت بحنق على نفسها وأخذ يتمتم بضحكة : الشمس من وين شرقت هاليوم ؟ تناهيّد تحاورني بحوار من عشرات الكلمات بعدما كانت تختصر ردودها بكلمة بسبب مليون سبب !

تأففت بعدم رضا وأشاحت بوجهها بينما هو تبّسم بهدوء وأقترب وبيده كيسة كبيرة وأخذ يقرب لها وهو يسحب أحد الكراتين الصغيرة وهو يأشر لها ويقول بضحكة : هديتك حقت النجاح هالمرة من شختك بختك ، إفتحيها خلينا نشوف حظك لأي غصن يميلّ !

هل تأخذ هالكيس وتخنقه به ؟ أو تكسر هاللعبة فوق رأسه لأجل يستوعب إنها " كِبرت " هالفكرة الي كلما تموضعت بعقله بعد جهد جهيد محاها بكل بساطة وبعدم إعجاب لإنه يدري، إن ترك بعقله إنها كِبرت وأقتنع بهالشيء ، بُنيت الحدود الي ما يحبها أبداً !

هالمرة قررت تماشي عقله الي برغم إنها تشوفه غير متزن عقلياً إلا إنه مع الكل العاقل الهادىء !
أخذت الكرتون وهي تفتحه وهو يناظرها بترقُب ولما ظهرت اللعبة صرخ بقهر يقول : شيول ؟ هذا الحظ الي طلع معك يعني ؟ شيول وأنتي بنت ؟

ناظرته بقهر وهي ترميه عليه : يعني أنت الي جايبها وأنا الي حظي غصنه مايّل للدرك الأسفل مانيب فاهمة؟

أبتسم بإحباط وأشر على كرتون ثاني وهو يقول : سهالات ياحلويات العيّد لا يتكدر خاطرك ، خذي خلينا نشوف هالمرة لأي درك بيوصل

ناظرته بطرف عينها مع ذلك أخذته وهي تفتحه وهالمرة كان الترقب من نصيَبها ، وتنتشي الحماس بفضول وهي تراقب تارة الكرتون الي تقطعه بيدها وتارة تعابير وجهه المتحمسة : وكأن الهدية لك بتكون

ضحك وأرتخت ملامحه المشدودة بحماس وقال بقهر مصطنع : أخاف يخرج لك هالمرة كريك " أداة حفر " ثم أبتلش ببّكاك وأروح أشتري كل شختك بختك حقت البنات

تنهدت وهي تقول بضجر : كبّرت على البكاء يا ياسين
-محد يكبّر عليه ياحلويات العيد ، الفرق إن الأطفال قلوبهم سمحة وتفكيرهم بسيط ويكرهون تعقيد الأمور فالبكاء عندهم سهل وأداة تعبير عن مشاعرهم بينما الكبار من محبين تعقيد الأمور وربط قضية البكاء بالكبرياء والضعف والقوة ، البكاء ماهو بدليل على الضعف أبد أحياناً يبكي الإنسان لأنه كان قوي لفترة طويلة جداً وأنتهت مقاومته
بينما هو فِطرة بكل البشر ما إنخلق الدمع عبّث صح ؟ ولا ماعاد صرتي تبذرين بالسكر؟
-ياحبك للفلسفة

شحب وجهه من ردها الي دمَر كل جهوده بإنه يمهد لها إن البكاء ماهو ضعف بكل بساطة وكان بيرد بقهر ولكنه غير الموضوع بضحكة فرح : الحمدلله حظك وصل لعنان السماء هالمرة !
#هوى_ديار_الليل



١٢٨
-
ناظرت لطرف الشعر الأصفر والي كان لعروسة صغيرة شعرها أصفر وأبتسمت بفرحة وهو تنهد براحة : الحمدلله كنت خايّف تنتهي فلوسي ويعايرني هارُون وأنا مشتري كل الألعاب من عنده ! وجاءتك دمية تشبّهك بالضبط

سحبت بيدها الثانية الكرتون الكبير لحضنها فسقطت الورقة من يدها وأنتبه لها ياسين فعقد حاجبه بعدم رضا وهو يقول : فوبيا الرسائل إنتقلت لك وأنتي الي كنتي تعايريني بسببها ؟

قبل ترد ناظر للورقة الي بجنبها وطبعة القُبلة الحمراء وإشمئز وهو يقول بصدمة : وهذا اللي بالورقة لايكون سوايا ثغرك ؟

ناظرته بذهول وقالت وهي تخطي من على ورقة القُبلة وهي تحتضن كرتون اللعبة بقهر : يعني وش هالتفكير الي حلل لك الي تبي وحرم علينا إحنا ؟ يعني وبنات العالم مالهم رجال مثلك يدقون الصدر و بكل بيت لهم فيه بنت مضحوك عليها

أسبّل أهدابه وناظرها بإِقتضاب وهو يقول : أنتي تفهمين الحكي ولا لا ؟ لايكون هذا لك ...

- هذا لك ، لا تدثرني بثوب ماهو بِسلمي ولا طبعي وأنت أكبر العارفين نهجي الي أتبعه يا ياسيّن، ولا صرت تجهله ؟ وبعدين ناسي إن لك نهر وبحر ونور وسحاب بعد والله أعلم إن المجرة كلها صارت في طرف جيّبك ، ماهو ببعيد بعد يكون فيها نوف صح ولا لا ؟

قالتها بنبرة ساخِرة فتأمل وقوفها المتدثر بالسواد والمتلاشية عن نظراته حتى عيونها فتنهد بضيَق لما تخطته ووأخذ ينحني وهو يلتقط الورقة ولما قرأ مضمونها ، تأفف بضجر وأخذ يدس الورقة بجيَبه يقول بصوت شبّة مرتفع : ماربيتك إنك تتعدين على حدود غيرك يا تناهيّد ، هالمرة الثالثة الي تسوينها فلا تنعاد!

ألقت عليه نظرة ممتعضة وأكملت طريقها وهي تتمتم بكلمات ساخرة غير مفهومة بينما هو تنهد وهو يلتقط ورقة القُبلة ويتأملها في دهشة : الله أكبَر على هالثغر الي بيطوف فيه جمل من كبره !

ناظر نظرة سريعة حوله وقطعها لقطع صغيرة وهو ينثر قطعها من على الجدار اللي توقع إنها تسلقته : لو كان أصغر كان بها ، بس والله كبير جداً يانوف الله يصلحك

أخذ يرجع بخطواته للخلف ويناظر لطيف تناهيّد وهو يتأفف بضجر : عالأقل شكراً ناشفة على الهدية الي بقى هارُون يضحك علي بسببها ساعتين والله أعلم بيفضحني عند أحفاد شاهِر أو لا ، ماربيتك هالجحُود ياحلويات العيد !

الأفكار اللي تدور بخلايا مخه كانت قادرة بكل بساطة تجرده عن بشريته وآدميته وتتركه وحش ، الإنسان بفطرته لو ترك نفسه لجروحه تقرر عوضاً عنه رح يُدمي قلوب كثير كثيير !

إنتزع رأسه بصعوبة من على عجلة القيّادة وأخذ يزفر تنهيَدة مُتعبة من جوفه #هوى_ديار_الليل



١٢٨
-
تأمل البيّت الطين القديّم اللي واقف قدامه تماماً ، للباب الحديد البني واللي مابقى إلا بعض الرتوش الي تدل على لونه ! المنصف لإنسانيته إنها ماكانت الوحيّدة الي تعاني؛ كان يعاني الضِعف حتى يمكن إنه يعاني بشكل ما مر عليها طوال حياتها بكل مرة يبّقى فيها بأركان هالبيت ، ولكن رأسه العنيّد ، آه منه !

ترجّل من السيارة بفُتور وهو يتأمل السماء الي بدأت تغزل ألوان غروب الشمس بكل إتقان وأخذ يشَد الخُطى لداخل البيت ، دخل وهو يلقي نظرات سريعة ليعرف مكانها ولكن ما لمحها فـ توقع إنها بدورة المياة ، وقبل ينحني لأجل يجلس بوسط الحوش عقد حواجبه بإستنكار شدِيد وهو يلمح الفُستان العشبي مرمي بإهمال بجانب أحد الجدران وبعض أطرافه تلطخت بالطيّن ! توقف بمكانه للحظات وهو يسترجع نفسه بإن هالفستان ماكان غير الفستان الي كان يكسو جلدها ! كيف بينساه وهي بقت عليه طوال إسبوع كامل دون يتزعزع من على جسدها !
إنتفضت جوارحه بخوف وهو يلقي نظرات تفصحية مثل المجنون وكان بيشد الخُطى لدورة المياة لولا إنه سمع صوت إرتطام بالمطّبخ فإشتدت أعصابه بشكل مخيف وقلبه بدأت نبّضاته تضرب بعض بلا رحمة وهو يتقدم من المطّبخ ويلمح من الشباك الصغير المطل على الحوش طرف ثوب أبيض .. لرجل !

يالله ، هل ساقه ينتفض وكأنه بيهوي فيه للقاع بدون رحمة ؟ الأفكار ولعنة الأفكار اللي ممكن تقتله بمكانه بدون قطرة دم حتى !
مية فكرة ، لالا بل ملايييّن الأفكار الشنيعة اللي توسطت عقله بلحظة وحدة بس ، كان يقترب ويفهم وينقض ! ولكنه بقى مكانه يصارع شياطين أفكاره ونبَضات قلبه المجنونة ومية شعور شلوا حركته وأردوه قتيل بمكانه !
-
-
#هوى_ديار_الليل 🎬



١٢٨
-
ليلاً ..
بوسط دِيرة الليل، تحديداً أمام دار شاهِر
وبسيارة زِناد اللي كان يضرب الطّارة بضجر كبير : يارجل إترك عنك عناد التيُوس هذا وأنزل

رفع طرف حاجبه وأخذ يتمتم بخشونة : يعني حنا على كيَفك ؟ الوقت اللي تبي تركبّنا ...

سكت بصدمة لما قبّل خشمه وهو يقول برجاء : تكفى يارجل إنزل وخلني ألحق ولو ربع المباراة ، كسرت عظامي بمشاوريك يومين كاملة لا رحمتني ولا رحمت سيارتي ، عاد أكبر الشرهات علي الي فزعت لك ، بس معليه لأجل عين تكرم مدائن ماهو ببس مدينة بس يا شاهييّن
وهاللحين وصلتك لين بوابة جدك الثميّنة حتى وردها أنحنى يستقبلك فإنزل بارك الله فيّك

ناظره بطرف عيّنه وهو يفتح الباب ويقول بامتعاض : والله أكبر الشرهات علي اللي بقيت ساكت على كلامك الي يهز جبال من الصداع يا آدمي ، شبية بالراديو قسم بالله

ضحك زِناد وهو يأشر بعجلة : قفل الباب بس ، صدقني ماصبّرني عليك غير وضحى ولا كان تركتك بوسط جبّلك وبين النيّاق ولحقت على المباراة من أولها ، إستفتاحية موسم يارجل أهم مباراة عندي وتعرف لعيّبة جدد ولازم نعرف مستواهم..

سكت للحظة قبل يضحك ضحكة مجلجلة لما قفل شاهييّن الباب بكل قوة وهو يتمتم بإقتضاب : ويشره علي لامنيّ لمته على كثرة هرجه على قل سنع !

قال زِناد بغيظ : بالهون على بنت عقِيق يا شاهييّن تراها حساسة

ألقى عليه نظرة ساخِرة قبل يشد الخُطى لداخل بيت جده ، يوميّن مرت على آخر مواقفهم الي ظن إنه شهِد عليها كل أهل الليل بسبب رنة إسوارات ذهبّها ، تنهد تنهيّدة عمـيقة وهو يرخي أهدابه بِثقل لطالما لازمه من اللحظة الي تِزوجها فيها ! بكل لحظة يرجع فيها لدار شاهِر وهو يدري إنه بيقابلها بكل الطُرق الممكنة والغير مُمكنة .. عِشرتها موجعة وشعُورها ثقيل على قلبه بشكل ما يخطر على قلبّ بشر !
تثاقلت خطواته لوِهلة وكان بيبتعد عن البيت بقية الأسبوع لولا الأصوات الي شدِت إنتباهه !
وكأنها قريبة من الصالة الصغيرة بالحوش الداخِلي ، تجعدت ملامحه بإستغراب وهو يلمح جمُوع آل جلوي مجتمعين على بعض بالصالة الي ما تتعدى أمتار قليلة وكأنهم في حضرة شيء مُدهش تركهم يبترون المسافات بينهم !
أقترب بإستغراب وهو يدقّق النظر حتى وقف بالقُرب منهم ولمح الإضاءة العالية والملونة والي تِتحرك بتحرك المُمثلين بالقناة !
عقد حواجبه بإستنكار من لمح التلفزيون الصغير وجده شاهِر جالس بجنبه على طول وحوله ياسيّن وهارُون حتى عمته عفراء وتساهيّل وبنات عمه !
وكأنه الذرة أخترعت أو مجرة هبطت على الأرض وهم يحاولون يستشكفونها !

قال من بين صدمته : علامكم كأنكم أول مرة تلمحون تلفزيون !
#هوى_ديار_الليل



١٢٨
-
من بين ضوضاءهم ما أنتبهو لصوته الي غلبت على نبراته الدهشَة ومن بين الأصوات كان هارُون يقول بقهر : ياسيّن خل على المباراة أقولك مهمة ما تفهم ؟

ناظره بطرف عيّنه وهو الي قطع عليه هدوءه وعزلته وسحبه بالغصب لأجل يشوف التلفزيون قال : تبي المباراة ؟ شد خطاك للقهوة في الحيي لا تنشب بحلقي ، كلنا نبي نشوف الحلقة..

ضربه شاهِر على فخذه وهو يقول بغضب : نعنبو حيَك لي ساعة أقول دور على قناة الأخبار خلنا نشوف العالم وش صار فيه وأنت تدور على المسلسلات ؟ حشّى ماكأني الي تعلقت برأس السطح لأجل أعلق هالأسلاك وأنت وياه الي تتقاتلون - ألتفت لغرُور الي واقفة وتناظرهم بصمت وقال بضحكة - تعالي وأنا أبوك علميني على أي قناة ودك نستمر ؟

رفعت كتوفها بعشوائية وهي تلمح نظرات الترقُب بعيون ياسيّن وأخوه وكأنهم على محك الحياة وقالت : الي بخاطرك ياجد ، علماً بإن التلفزيون طوال ما الشمس شارقة فتراه لييي أنا
ومن بعد المغرب خذوه والي تبونه حطوه ، هذا الشرط الي أتفقنا عليه صح ياجد ؟

أشر على خشمه وقال بضحكة : أبد ولا يهمك ، أنتي الأساس ومتى ما ودك تلفلفنا من قدامه

ناظروها ياسيّن وهارُون بحسّرة وتساهيل بإبتسامة ضاحكة لنظراتها المغرُورة والي بعدها ألتفت بجسدها تبّتعد عنهم وقبل تشد الخُطى لجدتها لمحته واقف يناظرهم بذهُول ، وتعابير الدهشة تخترق وجهه ، هذا الي قطّع أسلاكه قبل يومين متى جاءتها الجرأة تضمدها ؟

لمح نظرة معروفة بعيونها ، نظرة الغُرور الي إعتادت تلقيها عليه من اللحظة الي أرتبطت فيه
نظرة بها شيء غريّب ، شيء رغم إنه يستفزه لكنه يترك وريد ينبّض بشكل مخيف بصدره !
تخصرت للحظات تناظره وكأنها تستفزه "بإن كل أبواب الغضب الي شرعتها بوجهي لأجل تمنعني من شيء ودِي به ، قفلتها بطرف من أطراف أصابعي "
وهو تلقى رسالة نظراتها بكل بساطة مما ترك ملامحه تِنشد بينما إبتسامة عابّثة تعلو تقاسيم وجهها وهي تتخطاه بخُطوات متمايلة تركت كل خلاياه تستنفر بشكل واضح مما تركه يتمتم بهمس خشّن : تعدلي بمشيتك !

ألقت عليه نظرة ساخِرة وهي تكمل خطواتها بذات الدلال مما تركه يناظرها بصدمة وهو يخطي وراها بغضبّ ، قبل يتكلم ويبدأ موال الكلمة وردها بمية كلمة إقتربت من أركان المطبّخ وهي تلمح جدتها جالسة على الأرَض وبيدها صحن كبير بوسطه طحييّن بُر وصحن ماء ، ناظرتها بعتب وهي تقول : لعبتي بعقولهم بسبب إختراع الكفار هذا وبالأخير راحو وخلوني هنيّا أتلاعب مع حبات هالطحين ، ويلك من الله ياكايّدة !
#هوى_ديار_الليل



١٢٨
-
ضحكت غرُور بخفوت وهي تقول بضجر : دخيّل عينك ياجدة ، ماتشوفيني شوي وأشق ثيابيّ من شدة الطفش الي أنا عايشه فيه ؟ ناهيّك إن أمي وغُفران متحملين هالحياة الفارغة بسبب ترك غالب لهم ، صعب تتركين أهل العاصمة بوسط ديّرة نائية حتى شبكة التلفون بها مرة تتدلع وتهبّط أبراجها ومرة تعتلي فوق السحاب وتطلبين منهم يتعودون بسهولة ، لزُوم نوفر ولو شيء من الي نستخدمه هناك ياجدة ولو شيء يشغلنا!

ناظرتها بطرف عينها تقول بغيظ : تعالي إشغلي عمرك بوسط هالطحين وإعجني لنا لقمتين عشاء ، صرتي مسؤولة عن رجل وأنتي ماتعرفين حتى ترشين الطحين بالماء !

ناظرتها بضيّق وقبل تعبر عن عتبها وصلها صوت ضاحِك بنبراته تتمايّل السخرية العظيمة وهو يقول بدهشة مُضحكة : الله يامكبّر طموحك يا بنت مطلق كأنك منتظرة من هالدلوعة تعجن هالعجين بيدينها ! هذي مكانها بوسط المطاعم بس والسبّب دلال غالب لها ، ماهيّب متعودة عالسناعة، رفلة مثل ما يقولون أهل الليّل

جحظت عيونها بقهر من كلامه بينما مودة كتمت ضحكتها من غرُور اللي شمّرت أكمامها بغضب وناظرته بغيظ وهي تجلس بجنب جدتها وتسحب الطحين لها بكل غلاظة و تسكبّ الماء كله دفعة وحدة وسط صرخة مودة المفجوعة : لا يا خفيّفة العقل ما ينصب كله مرة وحدة

نشر ضحكاته العابّثة بكل تبجل مما تركها تستشيّط غضب وتقول لجدتها بإمتعاض : معليك ياجدة ، إتركيني أتصرف معه أنا حتى الحجر يليّن تحت يديني فما بالك بطحين ؟

أبتسمت لها بعدم رجاء بينما غرُور بدأت معركة حامية من جبّهتين مختلفة ، جبّهة بها نظرات حادة أهلكت عيونها وهي تِوجهها للساخر العابّث الي جلس بالقُرب منهم ويتأملها بضحكات هادئة وكأنه ينتظرها تستسلم ، وجبهة الطحين اللي خلع كتفها وهي تحركه بحركات عشوائية تضرب هنا وتضغط بالجنب الثاني وترفع كمها الي كل دقيقة يطيح وتتنفس بصوت مسموع غير عابئة بصوت جدتها الي ينبّهها والي تقول " هاتي بأخذه عنك ، خلاص يا بنيتي إعتقيه ، لو كان آدمي كان مات بين يدينك " لأنها صارت تعتبر هالمعركة معركة كبرياء حتمي بيَنها وبين الغائب لأيام .. لا عفواً الغائب طوال الأيام وليّا حضر وزع الأوجاع بكل كرم وأختفى من جديد !

بعد ربع ساعة من العجن والي أذهل مودة كونها لأول مرة تحضر معركة أحد أطرافها عجين ؟؟
ناظرتها غرور وهي تتنفس بصعوبة وتقول بفخر : خلاص ياجدة صار جاهز للخبّز ؟

أبتسمت مودة وهزت رأسها بإيجاب وقبَل تكتمل سلسلة إبتسامات إنتصاراتها وصل صوته المتهكم : يعني قويتي على عجن وما بتقويّن على خبزه بالتنور ؟ تهابيّن النار ياطاغية؟
#هوى_ديار_الليل



١٢٩
-

نفثت نفس حار من غضبّها وإستخفافه بقُدراتها بشيء هي ما أقدمت على فعله من قبّل مع ذلك نفضت يدينها من العجيّن تناظره بإمتعاض وقالت بغيظ : بلاك تجهل يابنّ عساف إني أنا النار ، كيف أهابّني !

إرتسمت بسمة هادئة على وجهه من غرُورها وطُغيانها الكبير وردودها الي ماتحسب حساب قوتها المهم ما ينداس لها على طرف وأكملت تناظر لجدتها بكبرياء : العشاء اليوم من يديني ياجدة ، روحي ريحيّ إنتظري عندهم

كتمت ضحكة مُلحة وهي تراقب كل تفاصيّل الموقف وهزت رأسها بإعتراض على ذهابها فأكملت غرُور طريقها للتنور الطيّن غير عابئة بوقوفه بالقُرب منها يراقب كل تصرف وكل نظرة غاضبة ترميَها عليه ، كل تأفُف ترميه على سمعه بكل مرة ما تشتعل بها النار وتقاوم هبّات النسيّم

أبتسم بإستخفاف بوسط تنهيّدتها اليائسة والي بعدما لمحت إبتسامته إشتدت رباطة جأشها من جديد .. يالله
يستفزها ، بكل جوارحها الجامحة والحارّة يستفزها
هي شُعلة نار لا تنطفأ أصلاً .. فكيَف بمن ينفخ عليها ؟
أخذت تشعلها من جديد بكل عزم حتى إشتعلت وجلست بجنبها حتى تكِل ويبّقى بس الجمر الي بينضج بسببه العجين !

جلست بجنب التنور الي بّث الدفء بالمحيط حوله ، بينما هو يراقبها بصمت بنظرات ما خُفي على مودة معانييّها قالت بصوت هامِس بضيّق : علامك يا يمة وكأنك ولد البارحة مالك والي ؟

ناظرها بإستغراب من هجومها وقال : لا إله إلا الله ، وش سوت يديني هالمرة ؟
- ماهيَب يدينك ، خطاويّك يايمة لازم تعودها على هالمكان بكثرة ! أنت ماعدت وحيد لأجل تغيّب بالأسابيع والأيام أنت لك مرأة تبقى تنتظرك ساعات طويلة لأجل تبيّن ولأجل تتطمن ! أنت مسؤول عن زوجة عن قلقها وخوفها وحتى عن سمعتها يا وليدي ! مهب سنع يمرون نسوان الدِيرة بكل يوم ويرمونها بنظرات أنت وأنا ندرييّ بمعانيها تعرفهم ما يخفى عليهم خافِي ، حتى حضورك وغيابك معروف بهالديرة ، لأجل كذا أمط الأذى عن طريق بنت عمك يا وليدي
- ياجدة هي طاغية ما يمسّها أذى ، ظنك وجودي وعدمه يفرق عندها ؟ أنا إن تواجدت سبّبت الوجع بس لأجل كذا أنا بكل مرة أكف الأذى عنها بغيابي ، إذا هي قوية لدرجة إنها ما تنزل دمعة بحضوري فأنا أترك لها فرصة للضعف بغيابي !
- دامك تدري إن وجودك يقويّها ليه تسلبها هالقوة يا وليدي ؟ أنت جاهل بأمور النسّاء والأهم جاهل بالكايّدة ، هي ما تنهار لابحضورك ولا بغيَابك وأقوى كثير من ظنونك فيها ، هي لو تبي تطيح كان طاحت وقت إتهمها جدك بشرفها ووقت فرضت نفسك عليها لأجل تعتق رقبتها ووقت تحملت نظرات وكلام أهل الليل الي وصلها بعُقر دارها !#هوى_ديار_الليل



١٢٩
-
ناظرته بهدوء وهي تكمل بذات الصوت الحنون المعاتب : - لا تضيّف حمل على أحمالها بغيابك وتزيد من وسّع الفجوة بينكم يا وليدي ، صن بيتك أنت ماعدت وحيّد، أنت شريّك لها بحياتك بكرة أو بعده بيصير لك من صلبها ولد تماري به !

بسمة ساخرة رُسمت على وجهه فهمت مغزاها مودة فقالت بفتُور تضرب على فخذه وبالها بعيد تماماً عن باله ومقصده : خلك أكبرك من ظنونك وأنا أمك ، بنت عمك بنت كِرام ما يبان منها العيّب وبُعدك حتى عن النوم معها وبذات الغرفة يفتح لها أبواب موجعة ويكسر صورتها قدامنا ، أنت تحسب محد يدري بس ياوليدي البلاء إن بهالبيت ما به شيء يتخبّى ، بالديرة هذي بكبَرها ينعرف أتفه سر فمابالك بأن ببيتنا عمتك عفراء ؟ كل من سألها عن حفيّد لها قالت خلوه بالأول يدخل الغرفة عندها لأجل يفكر يكون لها ولد منه
- قالت هالكلام بحُضور غرور ؟
- بحضورها وحضور أمها بعد يا وليدي ، لاتتعود تكسّر بها ، بكرة لانويت تكون ضماد ما بتلقى مكان لأجل تضمده من كثرة الكسُور

قبّض على كفه بكل قوة وهو يتأملها وهي تشمّر يدينها بكل هدُوء وتأخذ قطعة صغيرة من العجين تكورها بيدينها وتضغط عليها لأجل تستطيل من بعدها تخبزها بالتنور بشكل مستقيم ، خبزة طاحت وخبزة مالت وخبزة ثقيلة
أشكال غريبة صنعتها بس مع ذلك كانت فخورة بنفسها كأول تجربة وبالأخص إنها رمت بيدينها بين النار بإرادتها ولا تسمح لنظراته تعريّها من قوتها وكأن في العاصفة وحدها يتعرف الطير على قوة جناحيّه ولولا عاصفة نظراته المُستخفة لها ما عرفت كيف حتى تشعل طرف حطبة !

تركت المطرح المصنوع من الخصف والملىء بأشكال وأنواع من خبز التنور أمام جدتها وهي تقول بهدُوء : خذه وإسبّقنا بجلسة شاهِر !

رفع رأسه وناظرها بعدم فهم فألقت نظرات ساخِرة وأبتعدت بينما مودة ضحكت بهدوء وهي توقف بصعوبة تِتكأ على كتف شاهييّن وتقول : ويلك من شر قد إقترب ياشاهييّن ، قم خذ الخبز وهي بتلحق بالسمّن والعسل

تنهد وهو يوقف ويأخذ المطرح بيدينه و يناظر للخبز بنظرات غريبّة : المهم ما تنكسر لها نظرة حتى هياطها على قل سنع هي والأشكال الفضائية الي خبزتها

قطع كلامه يراقبّها تأخذ المدهن الحار بيدها بصعوبة وألقى تنهيّدة عابرة بضيق ، معقولة تحملت كلام عمتهم بوسط المجلس وبيّن نسوان الديرة وهم يعايرونها بهروب زوجها منها و باقية بهالثبّات ؟ هل فعلاً وجوده ما يقدم ولا يأخر عندها ولايهز بها أطرف شعره ؟

ترك المطرح بوسط الصالة الصغيرة وأول ما لمحه هارُون تجعد وجه بقرف : من الي يبي يسمم عيوننا قبل بطوننا بالخبـ..
#هوى_ديار_الليل


١٢٩
-
رفع رأسه شاهييّن بلمح البصر وهو يشوفها تتقدم منهم فقاطعه بصوت محذر : كل وأنت بالع لسانك ياهارُون ، نفس واحد لا أسمعه منك

ناظره بإرتبّاك من نبرته الحادة في غير موضع يتطلبها بينما هو راقب غرُور الي تركت المِدهن عندهم وقبل تختفي سمعت صوت جدها شاهِر يقول بإبتسامة : الليلة ، ليلة سعيّدة دام الخبز من يدين بنت مهابّ ولا ياغرور؟

ناظر ياسيّن بنظرات عابّثة لشاهييّن لما فهم مقصده ، وشاهييّن تأفف بضجر فتسلل تأفُفها لسمعها وقالت بإِقتضاب : الليلة تشبه ليالي صعبّة ياجد ، حنا ودنا نسهلها بس

ألقى شاهِر نظرة عاتبة على شاهييّن الي بدوره حوقل بهمس وهو يشيّح نظراته عنه ويناظر لطيفها بغيّظ ، هو أبتعد لأجل مايحرقها بباقي جمره المشتعل ليه ترمي عليه الملامة ؟ هي أصلاً تبيه يقرب لأجل يكون بينهم هالنوع من العتب ؟
الي يجهلونه آل جلوي ، وأهل الليل كلهم إن شاهييّن وغرُور حتى لو تقفل عليهم سبعيّن باب
بأعتى الأقفال وأقواها صعب يتعدون الحُدود صعب يمتزجون ببعض ، صعب يكونون شيء واحد ! وهذا كان الي يظنه شاهييّن ..

بعد لحظات بسّيطة سمع صوت جواله يهتز بطرف جيبه فـ سحبه ولما إحتضن كفوفه بدأت محاضرة جدته عن ضرر الجوالات وإنها إختراع الكفار وخططهم بضياع المسلمين حتى كان بينتهي الإتصال وهي مازالت تنصحه ، رد على آخر لحظة فـ وصله صوت لاهث وأنفاس متلاحقة بتعب : شفتوها ؟

عقد حواجبه بعدم فهم ، ووقف بإضطراب وهو يناظر للرقم الغريّب بجواله وللصوت الي ما ميّزه بسبب لهاثه : نشوف إيش ، وأنت من أصلاً ؟

تزايَدت حِدة الصوت اللاهث بوهن..
-
#هوى_ديار_الليل
نكمل بوقت ثاني يحدد قُربه تفاعلكم على هالبارتات🤍



"جوري" غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-03-22, 01:51 AM   #28

"جوري"

مشرفة منتدى الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية "جوري"

? العضوٌ??? » 333867
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,010
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » "جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



١٢٩
-
- ماشاء الله يعني حتى أنت تدري بسواياها وعنادها فيني وسـ... لحظة لحظة علمني المباراة بين من ومن ؟

وصله صوت هارُون المقهور وهو يضرب الأرض بقهر : حتى حربّ ناقد من يلومه إننا مانشوف أفضل فريق وهو يلعب بعد فترة الانتقالات الشتوية ، حتى اللعيبة اللي انتقلوا لنا ماقدرت اشوفهم بسببكم ، اليوم مباراة فريق الرعيّد ضد الفريق الي ناشب بحلوقنا

سكت شاهييّن للحظات يجمع القطع المفقودة وتحفزت خلاياه وهو يلمح بسمة شاهِر اللي وقف بجنبه بينما أكمل حرب بصرخة مقهورة : إفتحو القناة جاييَكم الحين يآل جلوي

مافهم هالنقطة مع ذلك أشر على ياسين يفتح القناة وهو يلمح حضور جدته والبنات بعد أصواتهم العالية واقفيّن يناظرون لشاشة التلفزيون الصغير بإستغراب وترقُب حتى وضحت القناة الرياضية وصرخة هائلة دمرت طبلة إذنهم بسبب هارُون الي ضرب الأرض بحماس وهو يضحك بعدم تصديق : فزنا ، ياالله وش هاليوم السعيد فزنا على هالجرابيع

ناظرته أمه بطرف عينها وهي تشدد على إحترام وجود أبوها فلملم ضحكته بصعوبة بينما ياسين قال بهدوء مستهزءا: المباراة إنتهت قبل دقايّق ، من وين بيجي حرب لايكون يبينا نكسر الشاشة وندوره وراها ؟

ناظره شاهييّن بغيظ و حك طرف جبينه بضحكة قبل يعلى صوت الجمهور بلا مُبرر ، تتصاعد فرحاتهم وتزيد أهازيجهم بشكل ترك آل جلوي يتحفزون ويناظرون للكاميرا اللي قُربت من فريق الرعيّد وفرحة اللاعبين اللي للآن بأرضية الملعب إلا من لاعب غادر بعد الصافرة بلحظات بسيطة وهو يتجه لغرفة التبديل غير عابىء بأي فرحة غير فرحة أهله ، ولكن إضطر يخُرج من جديد والجوال " الرعبوب " اللي أجبَره المُدرب يشتريه كان بيدينه من لحظة دخوله أرضية الملعب من جديد تصاعدت الهُتافات من جديد ووُجهت الكاميرا عليه وعلى اللاعبيّن اللي أتجهوا له يشاركونه الفرحة الي بتَرها من الوسط بإختفائه ، ضحك وهو يشوفهم يركضون له وركض بأرضية الملعب مبتعد عنهم ووصوت ضحكاته وصل لسمع كل آل جلوي بعدما فتح شاهييّن مكبر الصوت يستمعون لضحكته المفجوعة ويناظرون فاغرييّن فاههم مصعوقين لشاشة التلفزيون الي تبّث لهم فرحة لاعبين الرعيّد وركضهم خلف حرب .. حرب بن عسّاف

وصلهم صوت حربّ اللاهث وهو يركض بضحكة ويلوح لهم وللجمهور بيده:هاه ، شفتوني يا آل جلوي؟لمحتوني يا بعد أهلي ؟

غمغم شاهييّن ببسمة يملأها شعور أبوي ترك بقلبه بصمة ماهي بهينة:يابعد آل جلوي كلهم يا حرب بن شاهييّن،وين وصلت يا خوي فهمني!

تعالت ضحكة حرب بفرحة غابت عن مُحياه شهور طويلة وقال وهو يتذكر كلام شاهييّن بأحد الأيام:ترى البدر كان هلال يا شاهييّن،قست هالجملة على أحلامي وكبرتـ..
#هوى_ديار_الليل


١٢٩
-
إنقطعت جملته وتوجس شاهييَن ولكنه لمح هجوم اللاعبين عليه حتى سقط على الأرض وسقطوا فوقه وهو يضحك بهلع : منكم لله قوموا ، وش هالفريق العنيف هذا ؟ خرجوني خلوني أتنفس والله ماعاد أشارك معكم ، لحظة يا فواز رجلي تحت بطنك يارجل بتكسرها بعظامك ، يا نواااف رأسي جمجمتي بتكسرها بركبتك ، ياناس وخرو عني بموت ماعاد أقدر أتنفس

ولكنهم ما تزعزعو وضحكاتهم تملأ المكان وهالأحتفالية كانت كترحيب بأي لاعب جديد في الفريق يسجل أول أهدافه وماكان أي هدفّ !
ضد فريقه المنافس بالبلد ، وبصوت المعلق الي تتعالت ضحكاته على فرحة اللاعبين والجمهور الي يشاركهم الضحكات والصرخات وهم يصرخون بكلمة وحدة " الحسّم ، الحسّم ! "

كون حربّ كان بقائمة الإحتياط كأول مباراة له مع الفريق مع ذلك المدرب أقترح عليه يدخل بآخر خمس دقائق برغم إن المباراة كانت صفرية لكل الفريق ، ورغم مركزه الحسّاس الي يسبب له ضغط كونه رأس حربة ولكن مع ذلك دخل بثقة وسط نظرات الجمهور الساخطة وكلام المعلق يتردد بباله"مدرب الرعيّد أرجح مشاركة اللاعب المهاجم رقم عشرة حرب بن عسَاف بآخر دقائق وهي أول مرة له ، بوقت حساس يغير المهاجم الأساسي ياترى وش خطته ؟"

لمعت نبرته المُقللة من شأنه برأس حرب مع ذاك شد على قبضته وبدأ يناول يركض يهاجم يأخذ الكورة بشراسة حتى وصلت المباراة لآخر دقائقها ، الدقيقة ٨٩ وماباقي لصافرة الحاكم غير ثواني فاصلة قبل أن تبدأ صرخات الجمهور بحماس مُخيف وضربات القلببب تهتز بشكل هائل حتى أن اللاعبين مصدومين من حرب اللي أوهم الدفاع للحظات قبل أن يبتعدو عن مرمى عينه ويركض بالكورة وخلفه بقية لاعبين الرعيّد وكانت لحظة فاصلة بس .. لحظة الحسّم !

قبل أن يهتز الشبّاك بكل قوة وسط تصاعد الأصوات بشكل مخيف مشكلة أكبَر فرحة للنقاط الي رفعتهم للصدارة والأهم لخسارة فريق الرائد المنافس المقيت لهم بآخر لحظة وبعد لحظات بسيطة بس أُعلن إنتهاء المباراة وسط تلاشي حرب وكأنه أختفى عن طريق الضوء وبعد لحظات بسيطة يرجع وبيدينه جوال وعلى وجهه ضحكة واسّعة وصلت لقلب كل الجمهور ولكن قبلها وسط لكل آل جلوي، كانوا شاخصيّن يناظرون للشاشة ولإسم حرب الي كل دقيقة يماريّ به المعلق قبل يوصل الإستيعاب لهارون الي جحظت عيونه وقال بصدمة واضحة:حربّ بفريق الرعيّد ؟ لالاوبعد كذا هذا هو الي يسجل هدف الفوز ؟ ومهب بس كذا فواز ونواف أقوى اللاعبين عندنا يشاركونه الفرحة ، هذا واقع ولا حلم من أحلامي البائسة؟

تنحنح شاهِر ببسمة هادئة يضغط على عصاته ويراقب بنظرات فخر لفرحة اللاعبين بينما ياسيّن غمغم ببسمة محببة: هالبغل سواها والله وصار فوق ، كفو ولد الخال
#هوى_ديار_الليل



١٢٩
-
مودة كانت تكفكف دموعها بطرف شِيلتها اللي إمتزجت مع تجاعيّد وجهها تتمتم بفرحة : ياليت عسّاف موجود يشوف وين ولده ، يا بعد هالكل يا حرب يا بعد قلب جدتك ياوليدي !

أبتسمت لها تناهيّد الي إحتضنتها بكل قوة تشاركها الفرحة الي كانت بلا توقيّت وبأفضل شكل ، شكل ماكانوا متوقعينه أبداً ، إنتشل شاهييّن من صدمته صوت زغاريّد جدته وضحكة أحفاد شاهِر على حربّ الي وقف وهو ينفض قميصه الأبيض والأسود بعنجهية ويحاول يرتب نفسه وهو يضحك بهدوء ويناظر للكاميرا وكأنه لأول مرة يتواجد تحت عدستها ، ولكن هالمرة غير .. هالمرة وكأنهم رموا عليه قاطرة تراب ناوييّن دفنه ولكنه كان أقوى منهم ونفضها بكل قوة وعزيمة !

الفخر الي تمّلك قلوبهم ، البسمات المنتعشة الي طفت بشكل حنون على ثغرهم ، الضحكة الفخورة النظرات الي تحترق محاجرها من الدموع الي يجاهدون خروجها .. كل هالمشاعر كانت نتيجة فرحته قبل إنجازه
شعور إن شخص من عائلتك وصل لحلمه وإنتزعه بكل قوة شعور يتركك تبكي .. بلا وجهة !

رفع شاهييّن رأسه بحركة عفوية وهو يبحث عنها بنظراته ومن لمحها واقفة على طرف ومكتفة يدينها وتناظره بصمت ، حتى أشاح بنظره بذات السرعة وهو يسمح لبسمة راضية فخورة تتسلل على ثغره وما تلاشت رغم إن ياسيّن سحب الجواب من يده وأخذ يكتب الرد لحرب الي قفل بسبب اللاعبين اللي كتموا على أنفاسه
" يا مصدر فخـر شاهيـّن بن عساف ، بنتغاضى عن موضوع عدم معرفتنا بإنتقالك للفريق هذا بالذات وبنكسيك فرحة ياحرب ، من يومي فخور فيك ياخوك ولكن هالمرة غير ، الضحكة اللي توزعت على آل جلوي بسببك الفرحة الي تغمرنا هاللحظة لأجلك ما بنسى شعورها يا بن عسّاف ، فخور فيك "

راقبوا حرب الي كان بين اللاعبين ومن تسلل لسمعه صوت رسالة قرأها بلهفة موقن إنها من شاهييّن الي كان من المستحيل يعبَر عن مشاعره بطريقة واضحة ومن قرأها قرصت الدموع عيونه بشكل تلقائي وأخذ يشيّح بوجهه وهو يمسحها بكل عجل ويرفع رأسه وهو يبتسم بضحكة ويأشر بيدينه وسط تبادل البّسمات ببيت آل جلوي!

بينما شاهييّن ما علق على تصرف ياسين الي غمز له بإبتسامة ورجع له الجوال ، وبعد ساعات إنطفى ضيّ آل جلوي وكل شخص تجنب برد ديرة الليل وأتجه للنوم إلا هو كان مازال واقف بذات المكان يدور كل لحظة مع ذلك يرجع ويناظر للقناة الي كانت تبّث المباراة يتطلع للإعادة لأجل يملأ عيونه بشوفة الشخص الي لطالما كان يحس إنه إبنه من العاطفة الأبوية الي تملأ قلبه له رغم الفارق السني البسيّط منهم إلا إن شخصية حرب تحتم عليه هالشُعور #هوى_ديار_الليل



١٣٠
-
ودّه لو يتصل هاللحظة عليها هي لأجل تشاركه خبر فرحتهم بأخوهم وفعلاً أتصل على تلفون بيت غالب ولكن ما وصله رد فـ تأفف بضجر وكاد يتصل على مكتبه ولكن إستبعد هذه الفكرة وأدخل الجوال بجيبه على مضض بدون تفكير ، من بدأت المباراة تنعاد الساعة الثانية عشر صباحاً
حتى لونت بسّمة صريحة ثغره وكسّت تعابيره شعور غريّب أول مرة يزوره ، أخذ يجلس على طرف رجله وهو يناظر للمباراة بترقُب مُميت لدخول حرب حتى إنتهى الشوط الأول بملل وبدأ الشوط الثاني يتحرى بلهفة دخول حرب ولوهلة تسلل الإحباط لقلبه قبل ينفضه بكل عزيمة وضحكة حنونة تتأرجح على ثغره وهو يلمحه يستعد للدخول بجنب المدرب الي ملامحه كانت جديَة تماماً ، وقف بتوتر وكأنه يجهل نتيجة المباراة ولكن كان شعوره هو الي يتحكم فيه هاللحظة ، ضغط على يدينه يحاول يتحكم بنفسه ولكنه عاجز .. ياناس هذا حربّ !
قبل تخطي قدم حرب لداخل الملعب ، فجأة إنطفئت شاشة التلفزيون وناظر شاهييّن للتلفزيون بصدمة مختلطة بذهول مقهور وهو يقرب منها ويحاول يفهم سبب إغلاقها ولكنه توقف بمكانه وهو يلمحها تبتعد عن محول الكهرباء وبيدها التوصيّلة وتناظره بقهر وهي تتخصّر : لاتنسى سواياك بسّبب هالتلفزيون ، والحين تبي تتنعم بشوفته بكل بساطة متناسي كلامك ؟

ناظرها بصدمة وقال : أنتي طفيتيه؟

رفعت كتوفها بعشوائية وقالت بغضب طفولي : أيه أنا ، أنت ممنوع تناظر لوحدك بالتلفزيون
- رفعت يدينها بطريقة درامية وكأنها تسمح له - لكن لو جلست مع الباقي عادي لأن للأسف كونك من آل جلوي يشفع لك

أسبّل أهدابه بذهول وهو يلمحها تمشي بدلال عفوي وتتخطاه بصمت تحت نظراته المندهشة من تصرفها وخرسه وهو يراقب تغنج خطواتها يالله..كيف عندها القدرة الكافية على إستفزاز أصغر خلية بجسده ،
هذي البنت ! عاصمة الدهشّة لجمهورية الذهول
كل جسده يتحفز لمجرد مرورها أمام أنظاره كيف بدلال خطواتها هاللحظة؟ كيف وهي تظن إنها حفّزت أعصابه الغاضبة جاهلة تماماً إنها حفزت رغبة لطالما كان يدفنها بيد من حديد ! بلع رِيقه بصعوبة وأخذ يمسح وجهه يحاول يلملم نظراته عنها ولكن وكأنها واقفة حتى خطواتها ضده
لإنها عجزت تنتهي وعجزت تختل حتى خطواتها !

عجز يقاوم ، كان تحت ضغط قلبي ومشاعر إختلطت بيّن قديمة وبين حاضرة بين دلال خطوات فقط ! فتقدم خطوة وحدة بس تحت تأثيرها ولكن بُترت هالخطوة بسبّب صوت جده من خلفه وهو يـقول بهُدوء : علامك ما تلحق مرتك ؟ ولا عايّف؟

ألتفت بإستنكار لكون جده إلى الآن صاحي وقال بإستغراب :للآن صاحي يا جد؟

وصلته نبرة جده المتهكمة يقول : لا من يبقى صاحي وأنتوا أحفاده؟لا بالله صرت مجنون بسبايّبكم!
#هوى_ديار_الليل




١٣٠
-
كتم إستغرابه وتنهد شاهِر وهو يقول بإقتضاب : يا ولد عسّاف مهب كل شيء نتعامل معه بصلابة ، إترك الماء يمر من عليك لأجل تليّن ، ترى الي أنت تقاومها مرأة مهما تشكلت بأنواع القسوة والقوة والصلابة مرّد كلمة تهدها وتوجع كل أطرافها ، ياولدي إن أنكسر جزء فيها أقوى قوة بهالدنيا ما تقدر على ضمادها ، لأجل كذا خلك ليّن مهب كل شيء يمشي بالشّدة ، علمني يومك قطّعت الأسلاك وذليتها على إسوارتين ذهبّ وش لقيت بقلبك؟ راحة وإطمئنان ؟

ناظره شاهييّن بضيق فإستطرد : أما هي لقت بقلبها تمرد وطُغيان ، ياشاهييّن غرُور ما تجي بالغضب وضرب الكلمة بعشرة ، تراها لبسّت عبايتها من جديد وأخذت تحلف إنها بتجيب الكهربائي عواض بنفسها وهي بتخليه يركب التلفزيون بدون علم أحد ومهب بس كذا تراها باعت الإسوارات وتصدقت بفلوسها وأخذت بدال الإسوارتين عشر سوارات من محلها الي من حقها كل ريال فيه ، لولا إني ..

قطع كلامه بقهر وهو يلمح شاهييّن يحترق من صدمته وغضبه وعيونه غامت بغضب عنيّف مؤكد إنه لو تركه هاللحظة بيكسر عظامها عظمة عظمة لأجل تبّقى بمكانها ولا تتحرك من جديد وتطلع جنونه ، يعني يسلخ جلدها بمُر الكلام وترميه خلف ظهرها بعدها بدقايَق وتقرر تعانده من جديد ولا كأنها تأثرت .. ماكذب لما سمّاها طاااغية !
قال من بين غضبه الواضح للمجنون : هالبنت يبي لها تربيّة من جديد ..

سكت بصدمة لما قاطعه شاهِر بحدة : تعقب يا شاهييّن إلا والله تعقب وتخسي وتبّطي عظم بعد !

جحظت عيونه وقال وهو يقول بذهول : هالحكي يا جد لي لأجل هالبنت اللي كانت ..
- إسمعني زين يا شاهييّن أنا ما زوجتك إياها إلا لأن عندي حجة أستند عليها وأنت بنفسك تدري إن ماني مرخصها ومهرها كان كل الي تملكه يدينك، لأجل كذا ياشاهييّن عِز بنت عمك اليتيمة وأدخل ريّح عظامك بجنبها ماهو من تزوجتها هارب معها لآخر الدنيا ، تظن جاهلين بإنك ما قربت منها للحين ؟

سكت بضيَق وقهر بينما شاهِر كتم تنهيدة مُلحة وهو يأشر بعصاته بعصبية : أنا أنتظرها بس تشكيك لي والله يا شاهييّن لأكسر عصاتي بظهرك وما يردني عنك شيء تفهم ولا لا ؟

ناظره بعدم إستغراب لحمائيته على حفيداته لطالما كان متحيز لهم ولكنه تحولت نظراته للكمّد لما إستطرد شاهِر بصوت أجش وهو يبتعد : صن غُرورك عن ألسنتهم ، أوجعوها يابن عسّاف وأنا ماعاد بيدي شيء أقدمه لها ، كل شيء بيدينك !

تركه جده يصارع شياطين أفكاره بغير هُدى ، مهب معقولة جده وبذات الوقت جدته يوصونه عليها بنفس الكلام ، غرُور يا غرُور .. ماهدّ حيله غيرك ولو إنه يُقاوم !

الأكيد إنه عاجز ومايكون عاجز غير بسببها !
#هوى_ديار_الليل




١٣٠
-
عاجز يدخل هاللحظة أي مكان يحتويه جسدها ، لأن أفكاره متخبّطة ومشاعره مابين غاضبة بسبب تصرفاتها غير المحسوبة والمجنونة والي تنوي بها تطلع عن إطار التعقُل بس ومابيّن تحفز خلاياه لحضورها ومابيّن عتاب جده وجدته ودافع الشفقة اللي بيتركه يختل !

جر أذيال ضيقه لخارج دار شاهِر وسط تنهيّدة شاهِر وهو يبتعد عنه ويتجه لغرفته ، دخل بصمت وهو يقفل الباب ويستند على السرير بضيّق وسط إنتباه مودة الي قالت بإستغراب وتوجس حنون : أبو عسّاف ؟ علامك مانمت جعل يومي الأول ؟

تنهد بضيّق وهو يقول : لا تزيدين ضيقي بهالدعوة يا مودة ، علمتك لاعاد تقولينها من مبطي صح ؟

تسندت بإنهاك على طرف السرير وهي تضغط على كتفه بحنُو : علامك علمني ؟ وش هالضيق اللي دنى منك عساه يغيب ؟

غمض عيونه للحظات يستشعر دفء يدينها الي ألتفت على كتفه وغمغم بضيّق : تناهيّد .. خالها جاي العصر يقول يبي يأخذها لبيته وإنه ماعاد ينفع تبّقى هنيّا ، يبي يأخذ بنت ولدي يا مودة
- يخسى إلا يخسى أسود الوجه ، كيف يأخذ بنتنا منا ، تناهيّد بنت زايد ولدي حنا أحق فيها منه ، ليه متضايق وخايف مانيبّ فاهمة ؟
- ليه ناسية إننا مأخذين عيالهم من صغر سنهم يا مودة ؟ ياسيّن وهارُون الي ربّوا وكبرّوا عند أخوالهم وهاللحين خالها يضغط علي من هاليد ، يقول خذيتوهم وحنا من حقنا نأخذها
- هم رجال يا شاهِر ، وهي بنية كيف طوّعته له نفسه يطلبها ويأخذها من حضن أهلها عزالله ماعنده عقل !
- طلبّها لولده يا مودة !

ناظرته بوجل وإهتزت نبرتها وهو تنهد وقال : آه لولا ما ربط يديني بهالياسيّم وهارُون كان لي تصرف ثاني معه -سكت للحظات وقال- ارقدي يا أم عسّاف ومن أصبح أفلح ما ورى هواجيس الليل الا الضيق ! ارقدي وأنا خليني أريح عظامي
أتعبوني أحفادك تعب ما تعبته بعيالي اي والله

أبتسمت بضيق وأخذت ترتب مخدته وتدفيه لما أنسدح بعدها تمتمت بالإستغفار وهي تغمض عيونها بوجل وقلبها يلهثّ بالدعاء لتناهيّد وهالموضوع اللي ماكان لا على البال ولا على الخاطر !
_
_
قبل ساعات .. تحديداً بمطبخ البيت العتيّق
لحظة وحدة بس ، قدر بها يسترد طاقته وهو يلمح هيئة الثوب تقترب من الباب فـ نزع نفسه بصعوبة من مكانه وأخذ يقترب وهو ينتفض .. خايّف وحيل تكون الفكرة صحيحة ، خايّف يكون فرط وهو الي عُرف عنه الحفظ والصون !

أصوات أنفاسه اللاهثة الحَادة كانت مسموعة بكل وضوح ، لذلك شهقة رقيّقة أذهلته وتركت كل جوارحه تسترخي بشكل مخيف ! إنتفض من مكانه وهو يوقف قدام المطبّخ اللي ماله باب أصلاً ومن لمحها واقفة قدامه بتعابير وجه متوجسة ووجنة مُحمرة وشعر رطّب مازال الماء يقطر من أطرافه !
#هوى_ديار_الليل



١٣٠
-
ناظرته بوجل ، بحرج ، بحياء مخيَف ! قبل تنتتفض وتهتز جميع أركانها وهو يصرخ من عُمق جوفه بسبب الخوف الي دمر حصونه بلحظات وكان بيورده الجنون من رعبه عليها : بعتي عقلك يا آدمية ؟ هذا شكل أشوفك فيه ؟

قوسّت شفايفها ببكاء من حدة صوته المخيفة والي برغم خشونة أسلوبه ونظراته الحادة كانت هالمرة الأولى الي يصرخ فيها بهالشكل العنيّف ! تدحرجت دمعات رقيّقة من محجر عيونها وكانت بتبرر بس أكمّل بقهر يستصغر نفسه بسبب أفكاره الي كانت بتقتله بدون شفقة : أنتي بدون عقل صدقيني ، أنا إبتليت بشخص غبي مكان عقله فارغ مالقو وش يحطون فيه !

بدأت دموعها تتعلق بأهدابها وهي تلمح رعشة يدينه اللي يمررها على وجهه وكأنه يهدأ نفسه !
قالت بصوت مُرتعش تبرر وكأنها طِفلة تم تأنيبها من أحد والديها : أنا كنت .. أقصد مالقيت وش ألبّس حتى ينشف فستاني أنا صار لي لابسته إسبوع ولازم أغتسـ..
مالقيت غير ثوبك الي تركته قبل يومين عشان أبدل فيه لما ينشف فستاني وأرجع ثوبك

رفعت عيونها الملبّدة بغُيوم سوداء نتيجة تراكم الغيّث فيها ، ومن لمحت نظراته لها بدأ الغيّث يهطل بشكل عنيف رفعت طرف الثوب واللي كان أطول من إن كمه يكون على كفوف يدينها وهي تمسح دموعها بطريقة طفُولية و تبرر بكل براءة: أنت رفعت صوتك علي عشاني لبست ثوبك ؟ أنا آسفة بس والله مالقيت غيره وأستحيت أطلب من جدة أم طالب ، يكفي أعطتني الشامبّو

تنهد بضيّق من تصرفاته وأخذ يناظرها بتعب ، بملامحها الرقيقة الباكِية والي تلونت بالحُمرة ، من إنفها الي إحمر ووجنتها الي إشتّدت حُمرتها وحتى شعرها اللي يغطي خصرها ومنسدل بأريحية ويقطر بقايا الماء ، لام نفسه لوهلة وهي تكمل بضيّق عفوي : أنت لما أخذتني ما تركت لي فرصة أخذ لي ملابس أو أي من أغراضي المهمة ، حتى ما أشتريت لي بدالها وأنا إستحيت أطلبك عشان كذا لا تزعل مني عشاني لبسَت ثوبك طيب ؟

تأمل ملامحها وثغرها المائل بضيّق ، وإشتدت الملامة بخاطره ، كيف فعلاً نسى كل هالأشياء المهمة ؟ كيف ماخطر بباله بين كومة الأفكار إنها شخص يحتاج أبّسط الأشياء الي حرمها منها ؟
كيف ينسى أصلاً وهي كانت أمام أنظاره بذات الفُستان لإسبوع كامل بدون تتجرأ تطلبه ؟
قال بضيّق : زين أنتي نشفي شعرك لا يوجعك البرد هاللحين وأنا بروح سوق هالحي وأجيك ؟

ميّلت شفايفها بضيق وقالت : ماعندي شيء أنشفه فيه ، عشان كذا تركته مفتوح

نزع شماغه من على رأسه ومده لها وهو يقول : تصرفي بهذا عشان ما تمرضين ونبتلش

ناظرته بضيّق ورفضت تأخذ الشماغ وقبل يعترض ...#هوى_ديار_الليل




١٣٠
-
ناظرته بضيّق ورفضت تأخذ الشماغ وقبل يعترض ، سمع شهقتها العنيفة وشحب وجهه بخوف وكان بيتسائل لولا إنه لمح جماعات من الدمع الغزير تغزو صف أهدابها بكل جموح فناظرها بصدمة لما تلت قبائل الدموع اللي تنازلت وهبَطت على وجنتها الرقيّقة شهقات عنيفة وبكاء حاد بلا سبّب، هي أصلاً سواد الليل الحالك يجرح أهدابها ، ف وش أكبر أسباب بكاها هاللحظة ؟ قال بوجل واضح ، شِبه هامس : هدب .. !
علامك تبكين ؟ أنا آسف ماكان قصدي ..

أشرت على فُستانها وهي تبّكي بشكل موجع وكأنه صابها ضر كبير وقالت بصوت مرتجف باكِي : فستاني تلطخ بالطين ، ياربيي ليه كذا صار فيه ؟

أسبّل أهدابه بذهول من سببها الي كان بنظره صغير جداً مقارنة بطريقة بكاءها الحادة ، لأنه ماكان معتاد يشوف الدمّع بكل بساطة : لا تصيرين طفلة ، وش هالبكاء كله إنهبَلتي ؟
أسكتي لايقولون الجيران هذا وش مهببّ بزوجته !

أخذت نفس بصعوبة وإرتفع صدرها وهبَط بكل قوة وهي تمسح دموعها الي عجزت تجف وقالت بضيق واضح وصوتها مازال يتخلله الشهقات الرقيّقة:أنت ما تدري كم جلست أغسله حتى يدي تجمدت بسبب الماء البارد ، وكم جلست أنتظره ينشف وحتى أنت زعلت علي وصارخت علي بسبب إني بدلته بثوبك ..

ناظرها بصدمة لما رجعت تبّكي بذات الوجع وكأن أحد خدّش قلبها ، وماكان قادر يبّقى بذات المكان مع شكلها وبكاءها الطُفولي الرقيّق الي يضرب طبلة إذنه بكل قوة !

إنتزع نفسه يغادر البيت وسط شهقاتها الخافِتة تقدمت من فُستانها الي علقته بأحد المسامير الخارج رأسها بالجدار ولكن لإن هبوب النسيّم كانت قوية إرتمى عالأرض بكل بساطة ، أخذته وهي تناظره بضيق كبير وتنفض الطيّن منه وتمسح دموعها بين كل لحظة والثانية!

بعدما مرت ساعة على خروجه من البيت رجع وبيده كيّس كبير،إعتقد إنه أشترى بداخله كل الإحتياجات الي نِقصتها طوال الوقت ، مازال يتذكر بداية الإسبوع لما رجع متأخر وترك بجنب رأسها إحتياجها لـ الدورة الشهرية، صحى ولقاها تبّكي وهي تغطي وجهها بحرج وأيقن إن هالبنت مُتعبة .. جداً !

دخل للبيت وبيده الكيّس الكبير الي إستهلك كل طاقته وهو يبحث بكل زواية بالمحل ويشتري كل الي يشوفه قدامه وأخذ يبّحث عنها بنظراته،لمحها تخرج من المطبخ بعدما شمّرت أكمام ثوبه للأعلى ورفعت الثوب من تحت وهي تربطه بالشماغ على خصّرها،بينما شعرها شبيه الليل يتأرجح بكل جموح على ظهرها،لمحته وأبتسمت بِرقة وهي ترفع الصحن الي بيدها وتقول بإبتسامة مُذنبة : لمحت بثوبك الصبح عشرين ريال وتركت حُسن تخلي جدها أبو طالب يشتري لنا أغراض للعشاء-أسبّلت أهدابها بطريقة مؤذية له وهي تقول ببراءة-تضايقت؟ ولا صح علي ؟
#هوى_ديار_الليل




١٣٠
-
ابتلع ريقه بصعوبة وهو يشيح بوجهه عنها للحظات قبل يناظرها من جديد بجمود ويهز رأسه بعشوائية وهو يأشر على الكِيس ويقول بهدوء : إشتريت لك فساتين ، حرري ثوبي منك

أبتسمت بفرحة غير عابئة بطريقة كلامه الخشنة اللي تتعارض مع رقتها وأخذت تترك صحن العشاء على الفرش الأحمر بجانب المجمر وهي تتقافز بخطواتها للكيّس بإبتسامات تتراكم بكل عذُوبة على ثغرها ووجه بملامح رقيّقة يكسوه الفرح وعيون كادت تخرج قلوب من شدة سعادتها وبكل مرة تخرج فستان تضحك بفرحة كـ طفلة تستعرض فساتين العيد وتمطر عليه تعليقات المديّح والفرح وتشكره بين كل لحظة والثانية وكأنه تفضل عليها ! ماكأنه المُقصر بكل حاجة تخصها ، شيطان مُعذب بالنسبة لرقتها
حارمها أبسّط إللي تحتاجه ولما لبّى بعض الطلبات أمطرته بسيّل من الكلمات وكأنه قدم لها الدنيا، وش هالعذاب الي بتكمل باقي حياتك فيه ياغالب ، لك قوة تحتمل كل هذا ؟
لك قوة تحتمل براءتها وعدم غضبها منك وزعلها بعد كل الي تسبّبت لها فيه ؟ بعد تركك لها تبّكي ضيق وخروجك بسبب بكاءها الطُفولي مع ذلك رجعت ولقيتها بالتضاحيّك تستقبلك ؟ بعدما ضمّدت جرحها وطيّبت خاطرها ومسحت دمعها بنفسها ، كانت سمح محيّا وصاحبة قلب رقِيق لدرجة بعد لحظات قليلة بس تنسى الزعل وترجع تكمل باقي يومها طبيعي ، ليه مُصر تدنس براءتها بغضبك ياغالب ليه ؟
-
يوم جديد ..
في البيت العتيّق بوسط الحُوش الصغير واللي كانت تقضي لياليها معه بذات المكان على الفرش وتحت ضي القُمر دون حتى يلمس يدها أو يلقي لها نظرة عابّرة وكإنها تمثال حجري حُرم عليه حتى إلقاء نظرة له ! تململت بجلستها تحرك يدينها بطفولية على فُستانها السماوي وكأنه لونه اُقتبس من صفاء السماء وأخذت تحرك سِوار الفضة بحركات رتيّبة بإبتسامة سعيّدة نضِرة وقلبها يختض من السّعادة ، من لبستها ليلة البارحة وهي عاجزة تكبّح أجنحة فرحتها اللي لوهلة تستشعر وكأنها بتطير ! كانت بسّيطة جداً لدرجة فستان جديد وسوار كان ممكن ينسوها ضيّق ووجع !
ولكن الوجع الأكبر ما أنتسى وما بتنساه ولكنها تترك قلبها يتغافل عنه ويتناساه لأنها بقرارة نفسها موقنة لو تركت قلبها للوجع هذا .. بتموت !
بتذبل بشكل مؤذي لدرجة حتى أعذب ماء على وجه هالأرَض مارح يقدر يرويها أو يترك وردها يتفتح من جديد !
بعد لحظات رفعت رأسها تمسح بنظراتها على الثوب الأبيض المعلق بجنب فستانها العشبي بنظرات طفولية فرِحة من وقوف الثوبيّن ملاصقين لبعض ، تخضّبت وجنتيها .#هوى_ديار_الليل



١٣١
-
مالت بسمة خجولة على وجهها متجاهلة فكرة إنهم " ما إجتمعوا هي وإياه بجنب بعض ولا للحظة وحدة مثل إجتماع فُستانها مع ثوبه سوى تفصل بينهم نسمات صغيرة باردة " ومركزة على فكرة " كون فستانها ملاصق لثوبه بطريقة آسِرة " تركت وجهها يحمّر بشدة وهي تنتقل بأفكارها بلا هوادة ، أخذت تثبت كفها بعفوية على ذِقنها تتأمل الملابس بنظرات مُتفحصة و تطلق العِنان لأفكارها بصوت مسموع تتذكر بالأمس لما إنحنت تأخذ صحن العشاء وهو مّده لها ولما تلامست يدينهم سحب يده بكل عجلة كمن لمس كهرباء " غالب حتى يديني لالمست يدينه يتحّرج ويسحبها وكأني مشحونة بالكهرباء "
غطت وجهها الحار من شعورها الفض بحرج تكمل سلسلة أفكارها" حتى كان يعرف إن عندي عذر يمنع أي تواصل بيننا طوال الأسبوع مع ذلك مافكر حتى بشيء ثاني من الي كانت تحرجنا فيه جدتي ! "

عضت على شفايفها وهي تميّل رأسها بطريقة مُفكرة " بس اللحين يدري إن العذر إنتهى ، معقولة ما فكر ؟ أو ماوده ؟ جدتي كانت تقول الرجل يحب يقـر..."

جحظت عيونها لوهلة لما إستوعبت إنها لطمت نفسها بكل قوة على وجهها بعدما إستشعرت حرارة مخيفة تحتل جسدها وتلاحقت أنفاسها بنبضّات مضطربة تقول بصدمة : يا قليلة الأدب ، يا وقحة ، يا متخلفة يا أهداب
وش هالأفكار المنحرفة اللي تغزو عقلك يا قليلة الحياء ؟ أستغفر الله العظيم يارب سامحني

ماكانت تدري إن وجهها تحول لعلبة ألوان ولا منتبّه لجسدها اللي يرتعش من الحرارة الي دبّت فيه بلحظة بسبب حرجها وحياءها ، وصدمتها من تفكيّرها اللي ماكان بفلك أفكارها أبداً ولكنه غزى عليها فجأة ، تهادى لسمعها صوت خطوات غليظة فرفعت رأسها ولمحته يتهادى بخطواته والبدلة الرسمية تزيّن جسده العريض فأخذت نفس بحالميَة وهي تغمغم بِـ " أحبه بالبدلة كثير "
وأخذت توقف وهي تناظره بصمت لما لمحت الأكياس الكثيرة الي بيدينه قبل يوقف بمكانه ويحك طرف ذِقنه بشعور غريّب يملأه بالحرج قبل يرفع الأكياس ويقول : مريّت من جنب البقالة وأخذت هالأشيـ..

سكت بصدمة لما تقافزت بجسدها الرقيّق ووقفت قدامه بلمح البصر وعيونها تنطق قلُوب تناظر للأكياس بفرحة طفولية فمدها لها وتملكه شعور اللي وكأنه " عمل أكبّر إنجاز بالعالم " عيونها الضاحِكة وبسمتها السعيّدة الي كأنه قدم لها الدنيا على طبّق من ذهب تحسسه بشعور رهيّب ، شعور ماذاقه أبداً طوال حياته رغم تحمله لمسؤولية أهله من صغر سنه ولكنها من خطت خطاويّها الخجولة لحياته كانت دائماً تحسسه بأصغر الأشياء الي يتحنّن ويجيبها لها إنه محقق أكبر الإنجازات !
#هوى_ديار_الليل



١٣١
-
أخذت تدخل رأسها بالكيس الكبير ورفعته بعد لحظات بعدما تفقدت كل مكوناتها وعلى مُحياها بسمة طفولية واسعة : كلها الأشياء الي أنا أحبها ، كيف عرفتها ؟

تنحنح يستشعر إن يدين من جديد تعتصر قلبّه ولكنه تجاهله وهو يقاومه بكل صعوبة و تمتم بـخشونة : جبتها بعشوائية ماكنت أدري إنك تحبيّنها

زمت شفايفها بعفوية قبل تناظره بصدمة لما تجعدت ملامحه بوجل ورمى الكيس الثاني الي بيده اليميّن بعشوائية على الأرض وهو يرفع كفوفه الي أرتشعت أخذ يمررها على طرف وجنتها المحمّرة بشكل واضح ومبالغ فيه وأخذ يقول بصوت متوجس مرتجف وعيونه تنتقل للمكان بشكل تدريجي وهو يمطرها بالأسئلة: علامك ؟ وش صار معك ؟ أحد تواجد بغيابي ؟ أحد أذّاك وماني هنا حولك ؟ ( لما إستحكم صمتها قال بغلاظة وخشونة ) تكلمي يا بنت !

متجاهل كون حرارتها ضربت أعلى معدل وإهتزت خلايا دماغها بسبب يدينه الي يمررها برقة على وجنتها وكأنه خايّف يخدشها بيدينه الغليّظة متناسية تماماً إنها لطمت نفسها بكل قوة حتى بانت آثار أصابعها على صفحة وجهها البيّضاء والي لمسة بسيطة كانت قادرة على ترك أثر فكيف بضربة مُفجعة ؟ بلعت رِيقها بصعوبة ونفخت خدودها بتأفف للحظات قبل تقول بعفوية وصدق مبالغ فيه : هذي كانت بسبب تفكيري الوقح فيك

جحظت عيونه بصدمة من صراحتها ونفض يدينه بذهول من على وجنتها بينما هي أسبّلت صف أهدابها الكثيّف على عيونها الحوراء تعض شفايفها بكل قوة بعدما إستوعبت إندفاعها بالإجابة وتخضبَت تشيّح بوجهها وتغمغم بصوت خافت " الله يسود وجهك يا أهداب يا متخلفة "

لما إستشعرت ثباته ووقوفه قدامها وهي غير قادرة على التحرك من الحرج رفعت يدينها تغطي وجهها بكل خجل لما إستشعرت الحرارة تطفو على سطح وجهها وأخذت تحاول تخرج نفسها من هالموقف بكل يُسر ، حارمة نفسها من رؤية أول إبتسامة تشرق على وجهه بسببها ، بسبب تصرفاتها اللي تهلّكه وتجننه بعفويتها وطُفوليتها !
تملكته الشفقة على حالها الحرِج لذلك دنى يأخذ الأكياس ويبتعد للمطبخ بينما هي ألتفت بحركة سريعة لما إستوعبت إنه أخذ كيّس حلاوياتها فإنتفضت من مكانها بعجلة وهي توقف قدامه وتمد يدينها بطريقة عفوية و تأشر على الكيس ، كتم بسمة مُلحة وسحب الكيس من يدينه ومده لها بينما هي إستولت عليه بكل عجلة وكأنها تحمي غنيمتها وأبتعدت عنه تداري خجلها الي ما أنتهى بل وضح بشكل هائل على وجهها المخضبّ والي أغرى وبشدة بسماته مع ذلك كتمها بكل خشونة أتجهه للمطبخ والي من توسّطه ألقى تنهيّدة مُتعبة من جوفه ومشط المكان بنظراته بضيّق : أتعبّت نفسك يا أبـو غرُور ، ومصر تكمل هالتعب وتتعبّ غيرك معك !

-
-
-
#هوى_ديار_الليل 🎬




١٣١
-
أحكم القفل على شعوره بالذنب وأفكاره الي تجلده وهو يفرغ مكونات الأكياس قبل ما يتجه لسيارة ويفرغ الأشياء الناقصة الي توقعها بالبيّت سواءً من نوّارة" سراج "أو من بطانية ودافور صغير أخذها من بيته بوسط العاصمة بعدما أتصل على أمه وجدته وتطمنّ عليّهم وطمنّهم عليها وحتى حرب اللي أتصل وتبادل معه الأحاديث بإقتضاب وهو يعطيه خبر عن مسألة لعبه بالفريق لأجل يفتح لـ أهداب التلفزيون وتفتخر فيه ، وقبلما يطلبها هي للكلام كان صوت المدير الفني يتعالى يطلب منهم الإجتماع والحضور لذلك أكتفى ب" أنتبه لأهداب ياغالب ، وسلم عليها لولا الحياء لجيتك هاللحظة وأخذتها معي ولكن تبّقى ولد العم
وأقرب لنا من القلب والظن لذلك لا تخيبه"
شعور بقلبه أوجعه من ثقتهم اللي أودعوها فيه وقطعوا خطاويّهم عنه لأنهم موقنين إنه ما بيأذيها !
تنهد بجزع وهو عاجز يفصح بكل بساطة بأن حياته بهالبيت بعدما كانت في الماضي قاتمة،سيئة،سوداء حالكة ومخيفة
أصبحت رقيقّة بشكل يترك كل السوء القديم الي أحتل جدارنه العتيقة يتبدد ، من يصدق ؟
تنهد وهو يتذكر خواته ورغم إن شوقه دمّر ضلوع صدره لصوت صغيرته مع ذاك كبّحه بيد من حديد وهو مستمر بمسألة زعله منها كونها تخلت عنه وإلتجئت لشاهييّن الي كان يعد غريب بحضوره !
-
-

صوت تأفف مُصطنع من ثغرها المزُموم وهي تضغط بعصاتها على الأرض وسط مرورها من جنبه وهو مستند بجذعه على طرف الباب وسامح لها تمُر من جنب جسده العريّض يدلك مؤخرة رأسه بحرج : طالبّك ياجدة إعتقيني من تأففك ، يعني عشانك قمتي من جنب التلفزيون هذا اللي أهل الدِيرة كلهم سمعوا صوت عصبيتك لما ركبّه جدي واللي فضحتينا بسببه وأنتي تولولين -رفع يده وهو يثبتها على رأسه بدرامية وقال يقلد صوتها مُتهكماً - ياويلي بتجيبون الكفار وأفكارهم في بيتي الي صنته خمسين سنة ياويلي حالك يامودة ويافضحك عند هالدنيا ، خرجوه ولا كسرته على رؤوسكم - استطرد بصوته الضاحك بسبب وجهها الممتقع- والحين إن ناديناك من جنبه سببتي لنا اضطرابات من الخوف ، يالله ياجدة تكفين تحركي وراي تدريبات مهمة

رفعت رأسها بحرج وهي تأشر بها على رأسه : تعرف لو ماني بخايفة على موقعك بالفريق وش كان سويت فيك ؟

قاطعها وهو يضحك ويقبّل رأسها : بتكسرين عظامي وتخليني على عشاك هالليلة ، عرفنا الخطة ياجدة ولكن هاللحين دخيلك خارجينا وخلصي

رمقته بإمتعاض تخفي وراه ضحكة وأخذت تقترب من غرفة شاهييّن الي تبعد عن باب مدخل جناحهم أمتار طويلة وقفت خلف الباب ودقته برتابة بطرف عصاتها إنزعجت غرُور اللي إتخذت هالوقت قيلولة لها وقامت وهي ناوية نية سوداء..#هوى_ديار_الليل




١٣١
-
.. لولا إنها لمحت جدتها فقالت بهدوء : مية هلا ياجدة ، وش بدينا محاضرات بوقت بدري اليوم ؟

كتمت ضحكتها الجدة وهي تتذكر إنها كل يوم تجي وتبدأ دروس تعليمية مُحرجة لغرُور ولكنها ماكانت تلمح إحراجها ورى وجهها الجامد من هالطاري ولكن تصنعت العبُوس تقول : عطيني ثوب شاهييّن الرصاصي وغترته السوداء

رفعت حاجب تتكأ على عروة الباب وتقول ببسمة مستهزئة : صار بيننا مناديب يوصلون الثياب ياجدة ولا كيف ؟

ميلت شفايفها بضيق من حالتهم موقنة إن المرات الي دخل فيها شاهييّن لهالغرفة ما تتعدى مرتين أو ثلاث من لحظة إرتباطهم ببعض وموقنة إن غُرور مابقت فيها إلا صون لكرامتها ولا لو تمشي ورى هواها كان بقت بجناح أمها قالت على مضض : لا وأنا أمك ، حرب يبيها ماهو بشاهييّن !

ناظرتها للحظات بنظرات غريّبة وشدت الخطى تفتح دولابه ، للحظة سمحت لنفسها تأخذ نفس بكل قوة وهي تغمغم لقلبها بضيَق " لحظة بس بسمح لك تسحب رائحته لجوفي ، ومن بعدها تكمل الغضب ونحكم إغلاق هالباب الي حرمته عليك "
أخذت ثواني بعدها إستردت نفسها تسحب الثوب والغترة وتقفل الباب بقوة وهي ترجع لجدتها وتناولها الثوب تقول بإنزعاج : ياجدة فهميني هالصوت الي ينخر بالعقل كل صبح وش وضعه ؟ دخيل الله حتى النوم محرم علينا بهالبيت ؟

إستغربت وإلتزمت الصمت للحظات وبعدها فهمت مقصدها فإبتسمت وقالت : خابرة إنك ناسية إن الكهرباء تنقطع طوال الصبح وما ترجع إلا المغرب لين الفجر ، وهاللي تسمعينه مولد كهرباء ركبه لنا طويل العمر بن عسّاف يوم إنقطعت الكهرباء بنص الليل بذاك اليوم

ناظرتها للحظات ترتب المواضيع بعقلها قبل تراقب جدتها وهي تبتعد بخطواتها المتزنة عن باب غرفتها ، أغلقتها بصمت قبل تغمغم بإستهزاء لما تضاربت دقات قلبها ببعض بشكل مجنون " ياليتك تلتزم الصمت قبل أنفذ وعدي وأرميك من صدري ، ترااك صرت حمل ثقيل والله ، علمني من اللي وسوس لك إنه ركب بذيك اللليلة الكهرباء عشان ما أخاف ؟ الله يا مكبر طموحك
وياليتك تهجد ولا ترى بنفذ وعدي وأرميك برى"

-
بعد دقايَق قليلة،كان يُمسك بياقة ثوب حرب من الخلف ويرفعه للأعلى وهو يسحبه وكأنه يسحب طفل الخامسة ولكن بجسد عريض وطول فارِع ووجه ملتحي! قال حرب بغيّظ وهو تارك له حرية سحبه برغم مساواة أجسادهم:يعني ما تحس إنك مسحت بكرامتي الأرض وأنت ساحبني من بوابة الجهنمية لباب الجناح؟

ناظره بطرف عينه وهو يكمل سحبه : أقول أسكت يكون أفضل لك!

غمغم بحنق وبؤس: يعني ما يكفي إني نافي نفسي من فراشي الدافي وبيتي ومسكني ورايح رامي نفسي بغرفة ياسيّن المتخلف مع أوراقه الي تكسو المكان ورائحة غرفته الي تشبهه بالقرف#هوى_ديار_الليل




١٣١
-
إستطرد كلامه بحنق طفولي بائس : لا وبعد يتمنن علي بكل ليلة أنام فيها عنده ويهددني بالطرد وآخر شيء تجازي صبري بالذل هذا يا أخو حرب ؟

وقف شاهييّن بنص الجناح وهو يرمقه بإمتعاض : من الي طلب منك تتشرد من غرفتك يا كابتن حرب ؟

تنحنح حرب وحاول يعتدل ولكن يدين شاهييّن الخشنة كانت صارمة بإمساكه فتأفف بضجر : أولاً اللهم إسمع منه يارب وإجعلني كابتن بأسرع وقت ثانياً أنت السبب صحيح ما طلبت مني بس الأكيد إني ما ببقى بالجناح اللي فيه باب غرفتي مقابل لباب غرفتك لا وزيادة الخير إن زوجتك لوحدها طوال ليالي واللهم أعلم لكم بتبّقى لوحدها ، الأكيد إني رفعت عني وعنها حرج كبير

ناظره لثواني بنظرات غير مفهومة قبل يكتم تنهيّدة موقن إن آل جلوي ناوييّن يفتحون عليه جبهات حرب من كل جهة غير مستوعبين إنه شخص واحد ، أشاح بنظره بعدها وهو يرفع صوته ويقول بنبرة غليظة : غَرور ! يا غَرور !

ناظره حرب بمأساة وبؤس طفولي ولكنه ما أعاره إهتمام وهو يُكمل مناداتها ! بينما هي كانت على إستعداد للخروج والجلوس على اللي فتحت جبهة حرب بسببه ولكن إخترق سكُون غرفتها صوته الرنّان الرخيم يناديها بكل قوة ، تراقصت دقات قلبها بلا تنبيه وإشتعلت مفرقعات العيد في فؤادها وأخذت تتمتم بصدمة وحسرة " يالله ، تراه قال غرور بس !
والمصيبة ينطق إسمي بطريقة غريبة وكل هذا يصير ! عجيّب أمرك ي.."

قطعت كلامها مع قلبها وأخذت تشد الخُطى لخارج الغرفة لما إشتدت مُناداته وهو يضيف " تعالي وترى حرب عندي " وكأنه ينببّها لأجل تتغطى ، خرجت مكتفة يدينها وأغلقت الباب بكل قوة حتى غمّض حرب عيونه بسببها يغمغم : كفانا الله شركم يا آل شاهييّن !

ضربه شاهييّن على مؤخرة رأسه وهو يناظر غُرور الي إقتربت ووقفت على مقربة منهم وقال بغيظ : من اللي أعطاك الإذن لأجل تعطينه ثوبي الرصاصي هذا ؟ وغترتي بعد !

ناظرته بصدمة من سبب مناداته لها لأول مرة بعد ليالي طويلة وبعد يومين صعبة ما أقترب منها أبداً وما لمحته رغم تواجده بدار شاهِر ، رمشت بذهُول وهو تخصّر بيده اليسار وقال بقهر : هذا الثوب أنا أحبه بالحيّل ، ليه تعطينه ؟

حرب غمض عيونه بقهر وهو يتمتم : فضحتني عند زوجة أخوي يا شاهييّن منك لله ، كله على بعضه ثوب تراك كبّرتها

ناظره شاهييّن بإقتضاب وحرر ياقته فإعتدل حرب بوقفته وهو يسمع شاهييّن يقول ببرود : إنزعه عن جلدك الآن !

شهق ببؤس ويأس وقال بصدمة وقهر : شاهييّن ترفق بأخوك يالطيّب ، ولاتنسى الفرحة الي عيشتكم إياها قبل يومين ، بالله هذا رد الجميل الي أنتظره !
#هوى_ديار_الليل




١٣١
-
مازالت نظراته تتوشح بالبرود والإصرار فميّل شفايفه بقهر وأخذ يحاول ينزع الثوب لولا صوت غرُور الثابّت : خله عليك ياحرب ، مهب بأنا الي أعطيتك الثوب ؟

ناظر لوقوفها بتفاؤل وفرحة وهي أكملت بذات الهدوء : ماعليك من أخوك وأنت كمّل مشوارك اللي تنتظره أكيد فيه وراك أشياء مهمة !

ضحك لما لمح صمت شاهييّن المصعوق وأخذ يعدل غترته بعنجهية يتمتم بهمس وصل لسمع شاهييّن : الله ينصر دينك يابنت العم ، وآخيراً جاء من له قوة على هالموج الهائج !

ترك المكان بعجلة قبل يدرك شاهييّن الوضع وركب سيارته بكل سرعة وهو يخلي المكان منه بينما شاهييّن رفع رأسه وناظرها بإقتضاب وهو يقول بغضب : يعني لأي قاع بالحظيظ ودك نوصل سوى ؟

لاحت بسمة ساخرة على وجهها وهي تتمتم " سوى ؟ ليه إحنا إجتمعنا ولو لخمس دقايّق بدون ما تحدث كارثة ونسبب لبعضنا جروح ما تندمل؟" ولكنها أكملت آثار البسمة الساخرة وقالت بتهكم : ليه ماكان هذا سبب مناداتك لي ؟ أنصر حرب بثوب عتيّق ؟

أخذ نفس بغضب يدلك مؤخرة رأسه يحاول يستحضر طاقة الصبر اللي يجمّل بها قلبه وقال : ناديّتك لأجل أخرّص بإذنك فكرة إنه أغراضي الشخصية خط أحمر عليك وعلى غيرك ، لا تطوع لك نفسك تقربيَن منها مرة ثانية تفهمين ؟

تخصّرت وشعت من عيونها ألسنة نار غاضبة وقالت بقهر : أنا في أول العشريّن يا شاهييّن !

ناظرها بإستغراب من تغييرها للموضوع بشكل غريّب بينما هي أكمّلت بذات الغضب : لا تنتظر مني صبر أكثر على سواياك وكلامك ، لا تنتظر مني طولة بال ماهي بعندك ، ولا تنتظر مني أكمل حياتي وسنين عمري المزهرة تحت سطوتك وظلمك من مبدأ غبي وموقف أجبرني عليك ، أنا ماني بسهلة لا تنتظر مني السهولة ياولد العم !

جحظت عيونه من كلامها وكأنها تقول ببّساطة " لو إستمرينا على هالحال بننفصل "وكأن العصمة بيدها وهي تهدده بكل سهولة ! كان بينفثت فيها بقايا نيرانه ولكنها قالت ببساطة تأشر بيدينها بدلال غير معتمد : وبعدين إسمي غُرور بضم الغيّن ، ولا الضم عندك حرام بعد ؟

ناظرها بصدمة وهي تبتعد عنه تغادر الجناح بكل بهاء وما كأنها الشخص الي أستفز كل خلاياه
وأحرق أعصابه بجملتين على بعضها ! أخذ يمسح على وجهه وهو يستند على طرف الجدار ويراقب خطواتها الي يملأها الغنج بتمايّلها وهو يتنفس بصعوبة ، كان يجبر نفسه يبتعد عنها بكل قوة ، حتى هروبه من المكان الي يحتويها كان بالإجبار والغصب ! مع ذلك وهو على شاطيّها يغرق ، كيف لامره مُوجها ! كيف وهي بس تستفزه بكل جموحه وغضبه وهيبته بكلمة وحدة يغرق ، أجل لا دللّت إسمه بس وش بيصير ؟

مجرد التفكير بالموضوع ترك كل خلاياه تنتفض إعتراض وغضب ..#هوى_ديار_الليل




١٣٢
-
أخذ يجر خُطاه للغرفة بإقتضاب بسبب أفكاره اللي بدأت تتراشق الغضب في خلايا عقله وهو يتمتم على مضض " إهدؤو أنا مستمر بالتمسك بالحدود الي بيّننا "
ولكن رائحة عطرها الأنثوي الي يناسب غرورها وطُغيانها والي تسللت لجوفه لمجرد دخوله للجناح أجبرته يأخذ نفس بصعوبة وهو يسند برأسه على طرف الباب ويضربه بضربات رتيّبة
ضربة
ضربتين
ثلاثة وهو يغمغم بضيق وكل خلاياه تشتعل بفعل عطرها بس : يارب إرزقني طاقة التحمل دخيّلك !

" يارب هو قوي بأس لا تهد بأسه بسبب عطرها "

بعد لحظات لملم شتاته بصعوبة وأخذ يسحب ثوبه البُني وغترة بيضاء مرقطة بالأحمر و يبدل بكل عجلة يحاول يستدرك نفسه قبل تتقلص عضلات قلبه بسبب آثارها بالمكان الي زادته رِقة مناقضة تماماً لخشونتها وطُغيانها معه ! وبمجرد إنتهائه خرج بكل عجلة يسحب خُطاه سحب ويتنفس الصعُداء وكأنه يحس بالإنتصار لأنه ما أستسلم !
-
خرجت وإبتسامة واسعة متشفية تُحيط بثغرها الزاهِي وعقلها يستحضر ملامح وجهه الواجمة ونظراته المصعوقة من كلامها له ، وهو يستاهل فعلاً وكلامها حقيقي وأكيد ! مارح تنتظر ذهاب أرّق سنوات حياتها تحت ظلمه وغضبه منها وإبتعاده عنها بلا مُبرر ! والحارِق إبتعاد يعرف عنه كل أهل الحي ! جحظت عيونها وناظرت لصدرها الي يحتوي القلب الغبي العاصي اللي أرتجت نبضاته بسخط وغضب على تفكيرها وغمغمت بقهر " أنت أسكت كل البلاء والقهر الي أعيشه بسببك ، ناوي تتركني أنذل ولكن والله إنك تعقب لو تزحف زحف بالأرض ما أحنيت كبريائي لذاك المتجبر، العصبي، عاقد الحاجب طوال الوقت،الحجري،أبو نظرات غاضبة،الوسيّم،فاتن العـ.."
شهقت بسبب كلامها وناظرت بتوتر حولها وكأنها خافت يكون كلامها الباطني لقلبها وصل لسمع أحد ، تنهدت ووهي تمسح على قلبها بحركات رتيبة وكأنها أرتاحت لخُلو المكان من أحد يكتشف سر إنخلاع لُب قلبها لمجرد مروره من أمامها ولكن بعد لحظات تغضن جبينها لما تسلل لسمعها أصوات نساء إمتزجت ببعض فإختلط عليها معرفة أصحابها ، إتجهت لعريش جدتها ومن لمحت نسَاء الجيران إقتربت على مضض وهي تزيح نقابها عن وجهها وتربت عليه بحركة عفوية لعل إحمراره من غضبها قبل لحظات يتلاشى ، إقتربت وهي تلمح غُفران نازعة العباءة ومحررة شعرها فجزت أسنانه بغيظ كونهم ماعطوها خبر عن وصول ضيُوف غير معتادة عليهم!

إرتفعت الأنظار بطريقة تلقائية لطيّفها الي يتهادى ورغم بساطة عباءتها وحجابها الي يلتف بحركة رقيقة على وجهها كانت جذابة ، بطريقة تترك تراقب أدّق وأجل تفاصيِلها ! تضايقت إن بعض الجارات لأول مرة تشوفهم بعد "مصيبة زواجها" ولمحوها بهالشكل !
#هوى_ديار_الليل




١٣٢
-
أبتسمت سُهاد بإستهزاء بينما غُفران ضربت رأسها بضيّق لما سمعت صوت شاهييّن والنية كانت ترجع بعد دقايّق لأجل تعطيها خبر ولكن جاءت بنفسها !
إنتقلت بينهم بالسلام الفاتِر كونها على علم بأنهم نفس الأشخاص الي تناقلوا خبّر زواجها ونفس الأشخاص الي حظروا مجلس كان ضيقها حاضر فيه !
جلست بجنب جدتها اللي أبتسمت لها بعنفوان وهي تضرب على كتفها وتقول : وحيّا الله عروستنا

إبتسمت لها بود تخفي غيظها وهي تغمغم بهمس " أي عروسة وأنا أستقبلهم بالعباءة ياجدة ؟" ولكن صوت عمتها ماكان هامس أبداً وهي تقول بعفوية مبالغ فيها : علامك ياغُرور ، وين الكحلة وين الروج وين فستانك الي تستقبلين فيه ضيوفك يابنت ؟ لايكون نسّاك ضيقك

تجمدت الدماء بعروقها ورفعت رأسها تكتم سبة ماكانت تتوقع بيوم تطرى على بالها ، تأملت عمتها الي تبتسم إبتسامة بلهاء بغضب وإستطردت بذات العفوية : علامك يا بنت ، هذولا بحسبة أهلنا لا تستحين من كلامي وتعصبين ، بس ولو حتى حنا نبي نشوفك بفساتين ودلال العروسة من تزوجتي وأنتي بعباءتك ذي اللهم ياكافي !

قالت جارتهم أم عبدو : ويل حالكم يابناتي ، وأنتوا تجلسون بعبايتكم طوال هاليوم ؟ وش لكم بهالشقاء ؟

تساهيّل الي الضيق واضح بتقاسيم وجهها وعجزت تكبّحه مثل مقدرة غرُور على كبّحه ورسم إبتسامة باردة على وجهها ، ناظرت لعفراء بضيّق وعتب وبعدها قالت لأم عبدو بهدوء : عيال عمهم يا أم عبدو موجودين أغلب الوقت ، ومحد يدري متى يدخلون ويخرجون لأجل كذا الحرص واجب

قالت أم جليل بإبتسامة لزجة وهي تربت على فخذ غُرور بضحكة : الوكاد إن بنتك نست الحجاب وصار الي صار يومنه لمحها وشاف حسنها بدون خرابيط هالزمان

همست لها غرُور ومازالت بسمة ترطب غضبها : ماني بضاعة لأجل أعرض نفسي له يا أم جليل راقبي كلامك الله يصلحك ، علامك كبرتي وخرفتي ؟

إمتقع وجه أم جليل وأشاحت بوجهها بغضب بينما غرُور أكملت إرسال بسمات لجاراتهم راللي الواضح مابتقوم من مجلسهم الا والضيق هاجم على ضلوعها كالعادة ، أم صقر كانت مسترسلة بصدر رحب سواليفها مع مودة واللي برغم الفجوة العميقة الي تسببّ بها فقدان صقر بينهم إلا إن هالمرأة ماقدرت تسّلخ نفسها عنهم ، تعدّهم أهلها وهم أقرب من ذوي القربى ! بينما سُهاد كانت بالقُرب من غُفران وطلعت من إطار مراقبتها للمكان وقالت بصوت هادىء : أهداب ويّنها ؟ لها إسبوع ما ينسمع لها حسّ ومفقودة ؟ لايكون عاد تزوجت دون علمنا ؟ تسونها يال جلوي وتنسون جيرانكم مرةٍ ثانية !

إمتقعت وجييّهم وبردت أجسادهم لوهلة متناسين تماماً هالمصيبة اللي ما بتقفل أي باب بوجييّهم أبداً !#هوى_ديار_الليل



١٣٢
-
إشتعلت حرج مودة وإلتزمت الصمت تحاول تبّحث بين ملاييين الكلمات عن التبرير المُناسب بينما تساهيّل شحب وجهها والبقية إلتزموا الصمت بإضطراب!

تنحنت عفراء وقالت بإبتسامة صفراء : أهداب مع حرب بالعاصمة -تحولت نبرتها للزهو والتفاخر -تعرفون هو هناك لأجل فريقه الكبير
وهي أصرت تروح معه!

ناظرتها سُهاد بإستغراب وإستطردت ب : شلون راحت معه؟ حرب بيبقى طوال الوقت مع اللاعبين في مقر النادي معقولة تاركها بالشقة لوحدها طوال الوقت ؟

أكملت تساهيّل الكذبة مُضطرة لأجل ما يمسّ أهداب الي مسّ غرُور من وجع : لا وأنا أمك هو يمسي بالليل عندها وباقي اليوم يروح للنادي مع الباقين !

هزت رأسها على مضض غير مصدقة كلامهم بينما أم عبدو قالت بضيّق : يعني مابعد شفتو حرب من يوم سجل هاك الهدف ؟ والله ما أنشرح صدري مثل هاك الليلة يوم شفته ، تقل كأنه وليدي ومن صلبي على فرحتي وفرحة عبدو وإخوانه

دعت مودة بقلبها مايكونوا صادفوا حرب بطريق دخولهم وقالت بوقار متناسية فرحتهم لما وصل وكيف أمطرته بقُبلاتها وأحضانها : لاحقيّن على فرحتنا فيه يا أم عبدو والله يوسّع عليك على فرحتك فيه

أبتسمت بهدوء بينما غُفران كانت تهز يدينها بتوتر مصدومة من شدة أُلفة آل جلوي الي غزلوا خيط كذبة ونسجوها بكل إحترافية وشاركوا فيها كل الأفراد بكل بساطة ! مستنكرة نسيانهم لوضع أهداب مع غالبّ بينما غُرور كانت ملتزمة الصمت بسُخرية على طريقة دفاعهم السريعة وصمت بقية الجارات ولو كانت هي كان نفثوا النار بعجل ! مستنكرة تماماً نظرات سُهاد الحارقة لها واللي كانت موقنة إن لو كانت النظرات سِهام كان قتلتها بذات اللحظة ! ما إنتظرت كثير حتى قالت سُهاد بإبتسامة متألمة : متى بنشوف ولدك صقر يا غُرور !

رفعت طرف حجابها بكل هدوء وهي تقابل إبتسامة ألمها بأخرى هادئة قبل تتلاشى لما إستطردت سُهاد : محد يدري وين مركب هالحياة بيرميه على أي شاطىء ، قبل شهور كنا نقول زوجك صقر وهاللحين نقول ولدك صقر ، محد يبقى على حال

أشاحت ببصرها بغضب وهي فاهمة تماماً مقصد سُهاد من حضور طاري صقر المرحوم بالمجلس مع ذلك إلتزمت الصمت حتى لما قالت عفراء الي خرجت من إطار إرتبّاكها بعد كذبتها:لاركد شاهييّن وكبّر خطاويه لجناحه ذاك الساع أبشروا بصقر

إمتقع وجه تساهييّل وهالمرة كانت نيتها تقوم تسحب عفراء بشعرها ولكن نظرات غُرور الهادئة منعتها من تنفيذ خطتها، كانت مذهولة من هالة البرود الي تُحيط فيها برغم كل السِهام اللي يرمونها لها من بداية زواجها بـ شاهييّن،موقنة لو كانت أُنثى غيرها كانت طاحت من أول ضربة مع ذلك ماكانت خايفة على بنتها لأنها تدري من هي غُرور!
#هوى_ديار_الليل




١٣٢
-
وقفت غُرور بصمت تبتعد عن جلستهم وعن هالعريش اللي كانت قبل ساعات مصدر إنتعاش لها قبل تكون هاللحظة مصدر بؤس وقهر برغم الخضار الي يحيط فيها والرائحة العطرة إللي تزينها ولكنها عافتها !

أما بقية نساء آل جلوي كانوا يدارون كذبتهم ورى غطاء من بسمات مصطنعة يحاولون يفكرون كيف يكملون نسّج هالكذبة بدون ما يختلط عليهم الموضوع ! برغم إنهم موقنين بقرارة نفسهم إن لو يبغون كان أعلنوا خبر زواجها من غالب وأخذه لها بوسط الليل بكل بساطة ، ولكن الكلام الي بينقال والي بيطُول رقيقتهم كان اللي ألجمهم لأن أهداب كانت حساسة .. حساسة بالشكل اللي لو دارت كلمة مُوجعة على مسامعها أخرستها وأبكتها قهر لذلك إلتزموا الصمت !


بعيداً عن أحاديث النساء الفارغة الي ماكانت توّدها أبداً ولا تفضل الخوض فيها ولا حتى الجلوس في مجالسهم يهتويّها من قديم الأزل كانت تِقف كالعادة عند جذع شجرتها الي باتت مفضلة !
ترمق كأس الشاي بنظرات رضا للونه الأحمر الخادر ، أخذت ترتشف منه بلذة تبتسم بعذُوبة لطعمه اللي أنعشها ولكنها عبّست بغضب واضح ومقهور لما أُختطف كأس الشاي من يدها بكل بساطة من يد سمراء خشنة وهو يرجع خطوة كبيرة للخلف ويبتسم لها بغيظ و يرتشف من الشاي ، أخذت تكتم غضبها اللامتناهي من تصرفاته اللي باتت تحسسّها بعدم الراحة ، برغم إنها فعلاً كبّرت معه .. ضحكة بضحكة ودمعة بدمعة وكل تفاصيل طفولتها وصِباها إمتزجت فيه غصباً عنها إلا إنها من إكتملت أنوثتها وعرفت وين حدود الي المفروض تقف فيها معه إلتزمت فيها بكل صرامة وقطعت كل وِد ينكتب بقائمتها السوداء لو وصلته ! ولكنها عجزت معه ! عجزت تفهمه إن هالحد محظور عليك حتى لما إشتكت لجدتها كانت تتمتم لها بهدوء بإنه يعتبرك أخته وهذا اللي يزعجها ، تبّاسطه معها من مبدأ إنه يعتبرها أخته !!

وقفت بغيظ وضربت الأرض بحنق فبدت له كطفلة حانِقة تركته يبتسم إبتسامة واسّعة وهو يرتشف من الشاي بتلذذ وإغاظة : الله يسلم يدينك ياحلويات العيّد على هالطعم الي بالمخ !

شدت على قبضت يدها حتى إبيّضت مفاصلها من الغضب بينما هو أبتسم ببلاهه يتابع تصرفاتها ، عقدت حواجبها لوهلة وهي تلمح الورق الأبيض الي بيده ولوهلة تحولت ملامحها للإشمئزاز لما ظهر لها اللون الأحمر الي ميّزت تفاصيله بكل بساطة ! قُبلة نوف ! تجعدت ملامحها بـ قرف بينما هو أنتبه لنظراتها فـ رفع الورقة وهو يقول : شفتي ثغر أكبر من ثغرها وتتفاخر به بعد ! عجيب أمرها صح !

ناظرته بعدم إعجاب وبغضب وأخذت تقول : ليه جالس تنزل من مستواها الي يساوي مستواك ؟ مهب بأنت الي أرخيت لها الحبل لأجل تتواطى للدرجة هذي ؟
#هوى_ديار_الليل




١٣٢
-
حك طرف ذقنه بحرج من كلامها وكان بيعترف لولا إن نظراتها الحانقة من خلف النِقاب تركته يبتسم ويكمل : أنا حبّلي مرتخي من زمان من دونها ، مع ذلك ماكنت أنتظر كل هالوسع
ثغر صغير يكفيني والله !

ناظرته بصدمة وهو أكمل ببسمة ضاحكة يرفع رسالتها : تبغين تشاركيني قراءة رسالتي من حبيبتي رقم مئة ؟ ولا الغزل المبتلذ تكرهينه لو كان من طرف البنات ؟ معلوم قريتي رسالاتي وعرفتي مستوى الغزل العالي وماعاد بيروق لك تقرين مستوى أقل منه !

تمتمت ببلاهة : حبيبتك رقم مئة !

ضحك ضحكة مجلجلة كانت نادراً تصدر منه وهو يخبىء الورقة بجيبه ويقول وهو يترك الكأس عللى أغصان وردة الجهنيمة الي مازالت صغيرة : بحتفظ بالكلام لنفسي أجل مادام وصلتي لأقصى مراحل الصدمة بسببي ، المهم إنه إذا شفتي هالنوف عطيّها خبر بالله إنه تغير لون هالروج
لوعت كبدي بالأحمر هذا يومياً ، قولي لها تشتري من سوق الدِيرة هالألوان الرقيقة مثل الوردي ودرجاته

جحظت عيونها من وقاحته وصراحته وأخذت تقول بقهر : أكتب لها أنت ! مهب تواصلكم متاح طوال الوقت ؟

أبتسم لها بضحكة وهو يأشر لها بطريقة درامية وأخذ يبتعد عن الحوش يتجه لمجلس شاهِر بعدما عرف من هارُون عن وصول ضيوف لمجلس شاهِر ، تقدم بخطوات ثابتة يسمح لهالة الهدوء تُحيط فيه قبل يوقف أمام باب شاهِر مبتور الخُطوات ذاهِل التفاصيّل بعدما تغضن جبينه بعدم إعجاب وهو يلمح خال تناهيّد أو بالأحرى " كابُوسه " وإبنه اللزج يجلس بجنبه وهو يحاول يكون رجل ! تجعدت ملامحه بغضب وهو يتذكر لياليه المُرة الي كانت بسبب زيارات هالرجل لهم لما كانت تناهيّد صغيرة وكان كل مرة يودعها ويترك بيدينها كيسة حلاوى يقول لها " لاكبرتي جيت وأخذتك بالفستان الأبيض لـ ملفي ولدي " وهي تضحك للحلاوى بينما ياسيّن يرتفع الضغط عنده بسبب ضحكاتها لطاري ملفي وأبُـوه جاسم وبكل مرة يعرف عن زيارته لها ينسلب النوم من جفن عينه حتى صار لانام يشوف خالها بوسط حلمه لدرجة صار كابُوسه
ولكن إنه يصير الكابُوس بيوم من الأيام واقـع ! هذا اللي ما توقعه !

تنحنح وهو موقن إن هالـزيارة بتكون مثل باقي الزيارات ، يتطمن على حال إبنة أخته المرحومة ويترك بيدها بعض الحلاوى ولكن يتمنى هالمرة ما يهمس لها بخزعبلات ملفي لأجل ما يطلع مو إطار تعُقله ! دخل بصمت وهو يلمح نظرات جده المضطربة !
-
كانت تسحب كُم فستانها الرصاصي وتغطي كفوف يدينها بحركة طفولية دلالة على ضيِقها وعدم راحتها بالمكان ، تنقل نظرات متفحصة لبيت " أم طالب " وهي غير مدركة أبداً للطفلة حُسن الي كانت تِلقي عليها أحاديث طفولية ما تنقطع !
#هوى_ديار_الليل



١٣٢
-
كانت غير مرتاحة بسبب عدم معرفة غالب بوجودها بهالمكان ولكن إصرار أم طالب وهي تطلبّها من جنب الباب ، ومللها والفراغ الي يحيطّ فيها ويكاد ينهش ضلوعها أجبروها تخطي هالخطوة وتتجه لها بوسط العصر ! خصوصاً إن حُسن إنقطعت خطاويّها عنها حتى لما تناديها من طرف الشبّاك لأجل تسليها كانت ترفض تتجه لها !

أدركت موقعها بوسط مجلس أم طالب بلحظة دخولها وبيّدها دلة القهوة فإنجبرت من حياءها تقوم وتأخذ الدلة من يد أم طالب وسط دعواتها وجلوسها بإنهاك على طرف المركاد وهي تنهت بتعب : لابارك الله بالروماتيزم اللي حرمنا من الجلسة الصحيحة يا بنيتي ، إعذريني كاني ما تواضعت بجلستي بس شوفة عينك

ناظرتها بحرج وهي تصب لها قهوة بالفنجان وأخذت تقول بصدق : ولا يهمك يا جدة أم طالب لا تشيلين بخاطرك !

أبتسمت لها برحابّة صدر وأخذت تقول : وطمنيني عن أحوالك ؟ من جيتي ما عزمناك عزيمة تليق فيك ياعروس ، ولا خبري عتيّق كأنك منتي بعروسة جديدة ؟

ناظرتها وهي تخفي سخريتها على مصطلح" عروس " اللي مالقت فيه لا حرف عين ولا باقي حروفه وقالت بإبتسامة رقيّقة : إلا توقعك صحيح ياجدة ، أنا تزوجت من أيام قليلة

ناظرتها نظرة متفحصة ودقيّقة وهي تقول : وطمنيني عن أحوال تساهيّل وبنتها غُفران ، والعوبا غُرور عسّاها صارت أطّيب ومابها ضر ؟

هزت رأسها بإيجاب وإستطردت الجدة بـ : ها إقدعي( كلي من المكسرات وماشابه )يا بنتي هذي ضيافتك وإعذريني أم حُسن الليلة ممسية عند أهلها وتاركة لي هالبنية بس عندي

أخفت عدم راحتها بالجلوس بين زوايا هالبيّت وهي بين كل لحظة والثانية ترمق ساعتها الفضيّة الجديدة واللي بقت تناظرها طوال الليل بفرحة طفولية وبين زوبعة خوفها وقلقها قالت الجدة ببسمة : ويقولون صوتك حالي ( حلو) يا أهداب ، وعاد أنا بوجهك أصبّحك ليل ونهار ولا مرة أطربتي سمعي بنبّرتك يا بنيتي ، أفا وين حق الجيّرة؟

تخضب وجهها بحياء ترمق حُسن بنظرات مهددة بينما هي تهديها نظرات ضاحكة وهي تغطي وجهها بحرج : أنا دائمًا أتكلم عنك لجدة وبابا وأقولهم صوتك حلو ، ليه أنتي ما تتذكري لما تغنين لي من الشبّاك كل يوم ؟

- ودامك تشوفيني وأنا أغني لك وأناديك ليه ما تجين لي وتسليني ؟

ناظرتها بتردد قبل ترفع كتُوفها بعشوائِية بينما أم طالب إستطردت بإبتسامة : هاه يا بنيتي ما بنسمع شيء ؟

تنحنت بخجل حقيقي وهي تغطي وجهها بكفوف يدينها للحظات تستحضر نبرة صوتها اللي تلاشى من الحياء وبعد لحظات تنحنحت وهي تزيّح يدينها بإبتسامة وسط توسّع حدقات أم طالب بإعجاب وعدم قدرتها على إسبّال أهدابها أو حتى عن ترك صوتها يمر مرور الكِرام على قلبها #هوى_ديار_الليل



١٣٣
-
كانت تِدندن برقة تشبّهها تماماً
تشبه لون الورد الي يطفو على وجنتها بشكل مُعذب موقنة إن هالة الرِقة والحلاوة الي امتزجت بالخجل لو بقت قدام زوجها بهالشكل المُهلك لسقط قلبه بين رجيّله بلا رحمة
أخذت تمتم من وسط إعجابها " سبّحان الله الي أبدعك ! "

بينما بالممر القريّب من المجلس كان مِنصعق وهو يسمع صوتها ، ويحس قلبه ينوي نية صريحة يغادر جوفه ويركض لها عاري ضلوع !
إن كانت العين تقع بالحب بنظرة وحدة ، فالإذن ما تحتاج أي سبب لأجل تترك صاحب الصوت يستقر بالقلب بلا إذن حتى ! غير مستوعب إن صاحبة هالصُوت غزت على أحلامه وشاركته بصحوته بدون علم منها ! لا يخفي إنه منع حُسن من الدخول لها أو مبادلتها الكلام ظناً منه إن لامرّها ضيق أو ملل رح توسع الخطوة بإتجاههم
ولا يخفي إنه كان يصّر على حُسن تنقل خبر حلاوة صوتها لجدته لعلها تقع بالفخ وتتركها تغرد وتطربّ روحه بكل هالبّهاء !
يجهل هويتها ، ولكن برغم ذلك كانت نيته واضحة تماماً ! إحتضان صوتها بكل تملك وخصّه له لوحده !

بعدما إنتهت من عصر قلبّه برقتها وكان سامح لنفسه يرتوي من حنان هالصوت ، خرج يوسّع الخُطى لخارج البيت اللي عجز يحتويه أكثر
يقف بتوتر على طرف بابهم القريب من بيت أبوه ويضغط على يدينه بتوتر وكل خلاياه تشتعل ، ما ينسى من حُسن كلامها عن الشخص الي يعيش معها والي تهيأ له إنه أخوها بسبب وصف حُسن له وبسبب سؤاله ل أبوه وكان رده مختصر " لا تتدخل بالرجل وأهله" وكأن كلمة " الأهل"دلت له إن إرتباطها فيه يمتد للأخوة أو هذا الي كان يأمله ! ما يدري كيف سارت الأمور حسّب خطته بكل سلاسة ولكن كل الي يعرفه إنه إذا ماخطى هالخطوة الجريئة وأحتوى صاحبة الصُوت اللي نزعت عنه قشرته الصلبة وأجبرته يتخذ البيت مسكن له بعد هجرانه له شهور طويلة وعيشه بديوانية بوسط العاصمة ما بيكون طالب !

كان واقف بجنب الباب ، يتأمل الغادي والبادي
ينتظر صاحب هالبيت الي يجهل هيئته والي يأمل إنه يتعرف عليه ببساطة لأجل يسهل عليّه الكلام الي له ليالي طويلة يحضّره برأسه
بعد دقايَق ماكانت قصيرة ، رفع رأسه للشخص الي يتِجه بالشارع الي ينتهي ببيت صاحبة الحنجرة الرقيّقة وبيدينها أكياس كثيرة وعلى مُحياه تبان الحيرة نتيجة تأمله للرجل الي فارض نفسه أمام بيته ويراقب خطواته بكل تبّجح ! سكن شعور عدم الراحة قلبه وأخذ يوسّع خُطواته بإضطراب حتى توقفت أمام طالب الي سد الطريّق عليه وهو يفرك يدينه بتوتر وإبتسامة لزجة تزيّن وجهه : أنت صاحب هالبيت صح ؟

ناظره غالب بعدم راحة ، وناظر لطرف الباب بتوتر للحظات قبل تجمد تعابيره #هوى_ديار_الليل



١٣٣
-
هز رأسه بإيجاب وهو يقول بهدوء : إية بيتي ، إسلم وش بخاطرك ومن أنت لأجل تنتظرني بجنب بابي ؟

إتسعت إبتسامته وقال بنبّرة فرحة وسمجة بذات الوقت : أنا طالب إبن أبو طالب جاركم ، وجاييّكم بأمر خير إن شاء الله إن معك وقت

عقد حواجبه بعدم فهم لـ" أمر الخير" هذا وناظره وكأنه يطلب منه يستطرد كلامه وكانت نظرته كفيلة لإيصال معناها لطالب الي هرش ذقنه بحركة عفوية وهو يقول ببسمة متوترة : جاييَك أخطب أختك على سنة الله ورسوله

جحظت عيون غالب وناظر لعدم إتزانه بذهول
"هالرجل الغريّب الي لأول مرة ألمحه بحياتي جاييّ بآخر اليوم وقدام الباب يطلب أختي مني ؟ عساه صاحي بس "

إستطرد طالب بنبّرة كلها رجاء وبعقل ممتلي غبّاء وهو يقول : أعرف إنها ساكنة معك وأنتوا لوحدكم وأكيد إنك تحتاج زوجة بدال أختك الي قايمة بأمورك ولكن لا تهتم-ضرب على صدره بعنجهية-خلها على طالب ملبي كل المطالب
أدور لك على حليلة تسد فراغ أختك وغيابها

ناظره بشرود للحظات يحاول يفهم ويحل الطّلاسم اللي يتفوه بها هالمجنون على سمعه ، وقال بعدم فهم وكأنه يردد خلف سمفونية مجنونة : أنت جاي تخطب البنت اللي ساكنة معي ؟

إرتسمت إبتسامة بلهاء على وجهه وهو يتمتم : إيوة ، هي بذات نفسها اللي أبيها واللي تركت كل أشغالي هالوقت لأجل أنتظرك وأخطبها منك بأقرب فرصة!

إنفغر فاهه ووقف مشدوهاً يراقب هالمجنون اللي نسّى عقله بوسط الشارع وقرر يغامر بنفسه ويلقي الطلاسم اللي تركت كل خلايا غالبّ تستنفر بطريقة حارقة تماماً ، وكل أعصابه إشتعلت من فُرط شعور الغضب اللي تمّلك روجه هاللحظة ، كان مصعوق لدرجة سقطت الأكياس من يده وتناثرت الفواكه الي كانت تحتويّها بوسط الشارع وهو يغمغم من بيّن صدمته : أنت جاي تخطب زوجتي مني يا الكلب !
-
#هوى_ديار_الليل 🎬
-






"جوري" غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-03-22, 02:56 PM   #29

طالبة طب بشري

? العضوٌ??? » 494769
?  التسِجيلٌ » Nov 2021
? مشَارَ?اتْي » 8
?  نُقآطِيْ » طالبة طب بشري is on a distinguished road
افتراضي ديار الليل

يا فاطمة دخلت ع حسابك ب الانستا بس يقول انه حساب خاص كيه بلله اعملي لي اضافة لحسابك اسمي mimoalhag

طالبة طب بشري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-03-22, 01:12 AM   #30

"جوري"

مشرفة منتدى الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية "جوري"

? العضوٌ??? » 333867
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,010
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » "جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


١٣٣
-
هز رأسه بإيجاب وهو يقول بهدوء : إية بيتي ، إسلم وش بخاطرك ومن أنت لأجل تنتظرني بجنب بابي ؟

إتسعت إبتسامته وقال بنبّرة فرحة وسمجة بذات الوقت : أنا طالب إبن أبو طالب جاركم ، وجاييّكم بأمر خير إن شاء الله إن معك وقت

عقد حواجبه بعدم فهم لـ" أمر الخير" هذا وناظره وكأنه يطلب منه يستطرد كلامه وكانت نظرته كفيلة لإيصال معناها لطالب الي هرش ذقنه بحركة عفوية وهو يقول ببسمة متوترة : جاييَك أخطب أختك على سنة الله ورسوله

جحظت عيون غالب وناظر لعدم إتزانه بذهول
"هالرجل الغريّب الي لأول مرة ألمحه بحياتي جاييّ بآخر اليوم وقدام الباب يطلب أختي مني ؟ عساه صاحي بس "

إستطرد طالب بنبّرة كلها رجاء وبعقل ممتلي غبّاء وهو يقول : أعرف إنها ساكنة معك وأنتوا لوحدكم وأكيد إنك تحتاج زوجة بدال أختك الي قايمة بأمورك ولكن لا تهتم-ضرب على صدره بعنجهية-خلها على طالب ملبي كل المطالب
أدور لك على حليلة تسد فراغ أختك وغيابها

ناظره بشرود للحظات يحاول يفهم ويحل الطّلاسم اللي يتفوه بها هالمجنون على سمعه ، وقال بعدم فهم وكأنه يردد خلف سمفونية مجنونة : أنت جاي تخطب البنت اللي ساكنة معي ؟

إرتسمت إبتسامة بلهاء على وجهه وهو يتمتم : إيوة ، هي بذات نفسها اللي أبيها واللي تركت كل أشغالي هالوقت لأجل أنتظرك وأخطبها منك بأقرب فرصة!

إنفغر فاهه ووقف مشدوهاً يراقب هالمجنون اللي نسّى عقله بوسط الشارع وقرر يغامر بنفسه ويلقي الطلاسم اللي تركت كل خلايا غالبّ تستنفر بطريقة حارقة تماماً ، وكل أعصابه إشتعلت من فُرط شعور الغضب اللي تمّلك روجه هاللحظة ، كان مصعوق لدرجة سقطت الأكياس من يده وتناثرت الفواكه الي كانت تحتويّها بوسط الشارع وهو يغمغم من بيّن صدمته : أنت جاي تخطب زوجتي مني يا الكلب !

إنتفض جسد طالب بجزع وضاقت الدنيا عليه حتى إستشعر إن قلبه تقلّص من شدة القهر ، ماكان الضيق لأنه تطاول على زوجة شخص غيره ولكن الضيّق لأنها " متزوجة " رفع رأسه بنظرة ذابلة تحمل كم هائل من الآسى وغير مشبعة بالندم مما ترك كل ذرة تعقل بعقل هالحكيَم تطير مع نسمات الهواء البارِدة ! إنقض عليه بكل وحشية كـ مفترس ينقض على فريسته يتمتم بحنق بكل الشتائم اللي قد تطري على باله واللي ما توقع إنه يحفظها وقد يقولها بيوم من الأيام ! خرج من إطار التعقُل والتحضر ولبس ثوب البدائية والوحشية وهو يلقي الضربات بكل مكان تطوله يدينه ويتلقى ضربات الدفاع من طالب اللي ما بقى ساكِن أبداً ، حتى إنه فرغ ضيق حقيقة زواجها بزوجها !

-
#هوى_ديار_الليل 🎬
-



١٣٣
-
إشتّد القتال وكانت زمجرتهم عالية وهم يتقاتلون وكأن بينهم ثأر قديم أو مسألة دم تركتهم ينقلبون لأسود ثائرة والواقع إنهم شخصين كان هذا أول لقاء لهم طوال حياتهم !
فغالب برغم مكوثه هنا لسنين طويلة لم يسبق له التصادف مع طالب أبداً !

إنتشرت أصواتهم الغاضبة العالية بالمكان ، ولصغر الشوارع والبيوت الي تحيط بأرض الحي القديم وتسللت من بين النوافذ والأبواب وإجتمع الناس مذوهليّن بهيئة أصحاب الشجار اللي لوهلة ظنوا إن الدم بيوصل للركب من شدة ضغطهم على بعض ! وآخيراً خرجت الفراشة المنشودة واللي كان النزال على أهبة بسببها !
مصعوقة ، مذهولة ، فاغرة الفاهه لما سمعت حُسن تركض ودموعها تعانق وجنتها وهي تغنغم بـ حقد : الوحش الي كان بيآكل أهداب يأكل أبوي الحين ؟ يارب الله ياخذه قبل يقتل أبوي !

جحظت عيونها وما تعرف كيف إنتفضت وإنتزعت نفسها من مكانها وهي تطير بلا هوادة لمكان القتال المنشود !
كانت مشدوهة وهي تلمح همجية غالب ووحشيته ونظرات القاتمة السوداء وهو يضرب بلا رحمة ويتلقى الضربات وكأنه جدار لا تؤثر فيه ! وكأن غشاوة الغضب أعمت عينه عن إبصار كل الي حوله وترك نصب عينه شيء واحد " تعدي طالب على شيء يخصّه " وهذا نزع عنه أي ذرة تعقل ! غير عابىء بالرجال الي يحاولون يبعدونهم عن بعض وأي شخص يحاول ينتزع طالب من بين كماشاته يكون هدفه بدون شعور !
كان غاضب بشكل مُفجع وكل الرجال الي يحومون حولهم عجزوا يسيطروا على غضبه الأسّود ، والأكيد إن أهداب اللي ترتجف كل أعضاءها ودموعها تبّلل طرف نقابها غير قادرة على ردّه للصواب !
من بين جمود الكل وعدم مقدرتهم ، ومن بين زوبعة غضبه العنيّفة إسترد رُشده بسبب يدين صغيرة تضرب جذعه بكل يأس وهي تبّكي بطريقة مثيرة للشفقة تركته يستوعب الموقف ويوقن إنه لو بقى تحت تأثير غضبه لأنتزع روحه بكُل بساطة! لمح الصغيرة تلف يدينها بكل حمية وحمائية على عنق أبوها اللي تلطخ بدمه النازف من إنفه وشفتيه ، بينما غالب مسح السائل الدافيء اللي لطخ وجهه بكل غضب بطرف كُم قميصه الأبيض وأخذ يناظر شذرًا لطالبّ وهو يلمح العجوز اللي إرتمت عليه تدعي على غالب وتولول على ولدها ، أكمل طريقه لباب بيته غير مبالي بأهل الحي اللي مازالوا متجمعين بخوف ينتظرون أبو طالب يحضر وفتح الباب بكل قوة وهو يضربه من خلفه بعنف ، إستند على الباب يتنفس بصعُوبة وصدره العريض يعلو ويهبّط من فرط الغضب الجلي على تعابير وجهه بكل وضوح ! يحاول يستدرك نفسه قبل يفتك به هالشعور المُر اللي عجز يفهم ماهيته غير إنه حوّله لشخص همجي بدائي!#هوى_ديار_الليل



١٣٣
-
يحاول ينظم أنفاسه وطبيعة شعوره قبل يدخل ويلتقيّها وهي مُبرأة من الوقوف على فوهة مدفع غضه لأنه شخص معتوه طلبها للزواج من زوجها !

قبل يخطي خطوة صريحة لداخل البيّت تسلل لسمعه صوت دقات خجولة مرتبكة الواضح إن قبضة صاحبها ترتعش من خلف الباب تركت حاجبه يُعقد بكل إستنكار قبل يلبي نداء الطارِق ويفتح الباب على مضض ومازال غضبه حار وعالي ! تجمد بمكانه للحظات وهو يرمق الكائن المرتجف أمامه بكل إستنكار قبل أن تتحول عيونه للظلام الحالِك ووتتصف نظراته بأكثر النظرات وحشية لمحتها بكل فصول حياتها !
لوهلة ظنت إنها أقدمت على أكبر المصائب لأجل تتلقى هالنظرات الي إستشعرت إنها أصابتها بمقتل!

بلعت رِيقها بصعُوبة قبل أن تجحظ عيناها بهلع لما غرز يدينه الملطخة بدمه بوسط ذراعها وهو يسحبها بكل عنف لداخل البيت ويغلق الباب بكل غضب من خلفها ، إرتسمت علامات الهلع على وجهها لما إنتزع نقابها بكل وحشية وهو يهدر بغضب : وين كنتي يا فاضلة ؟

إرتجف فكَها لوِهلة وعجزت تتدارك نفسها أو تنطق بحرف واحد بينما هو شدد على غرز يدينه بذراعها وهزها بعنف شديد : برغم الي حصل قبّل لحظات ما لمحت باب بيتي ينفتح لأجل تخرجين وتشوفين زوجك يضرب رجل لأنه طلب ..

إبتلع الكلمات بمرارة غريّبة على حلقه بصعوبة وأخذ يهزها ويزمجر بغضب : وين كنتي إنطقي يا آدمية قبل أبعثر ملامح وجهك !

إنفجر سيَل هائل من حدقات عيُونها الحوراء بلا إنذار ، وهالتها نظراته القاتمة وزمجرته العنيّفة والأهم ذراعها الي تسمع صوت إصطكاك عظامها بسبب ضغطه عليها ، وعجزت ! عجزت تنطق بحرف واحد وهي تزدرد ريقها بصعوبة وتخفي شهقات عنيفة تكتسح حلقها ! أغمض عيونه في بادرة أولى لتهدئة النّار المستعرة بصدره واللي بدأت تنطفىء بشكل بسيط بسبب دموعها قبل ينفض عنه شعور الرحمة لوهلة ويقبض على كتفها بكل وحشية وهو عاجز يحتمل صمتها : إنطقي يا هدبّ ، السكوت ماهو من صالحك ، وش تسوين برى البيت دون علمي ؟ وين كنتي فهميني ؟ علميني قبل تخرجين السوء الي بداخلي وأهشمك بدون وعي مني ، وين كنتي يا أخت شاهييّن وين خرجتي بدون علمي ؟

أخذت نفس بصعوبة و تترك لشهقاتها العِنان وهي تقوس شفاهها ببكاء وتقول بصوت هامس بسبب تدحرج غصّة عنيفة بحلقها : كنت عند أم طالب

إزدادت شراسة عينه وإتضح غضبه العنيف من إنتفاخ أوداج عُنقه لحظة نطقها لإسم هذا الشخص الحقير بكل هالرقة والبّساطة وهو اللي كان بيقتله قبل لحظات بسّيطة! لمحت تقلص عضلة فكه من شدة ضغطه وأخذت تسبّل قبيلة هدبّها الفتّان بكل رعب وتخفي عنه قمرييّها لما ضغط بكل عنف على كتفها #هوى_ديار_الليل




١٣٣
-
ظنت لوهلة إنه بيتفتت بين عضلات كفه وهي تظن غضبه لأنها خرجت بدون إذنه لذلك إلتقطت نفس مرتعب متعب وهي تقول بصوت مبحوح من بكاءها الصامت مسلمة نفسها تماماً للوجع الي يفتك بذراعها وكتفها الي تشك إنه خُلع بسبب ضغطه عليها : أنا .. أنا آسفة لأني أعطيت نفسي الإذن وخرجت برى البيت في ظل غيابك ، ولكنك دايماً بعيد بكل وقت أحتاجـ.. أحتاج أستأذن منك أو أكلمك فيه وأبّسط وسيلة تواصل بيننا غير موجودة ، أنا أبقى طوال ما الشمس مشرقة لوحدي هنا بدون أحد ، لأجل كذا رضخت لضغط أم طالب وإصرارها على حضوري لبيتها وإتجهت له - أكملت بنبرة متحشرجة - حتى ما بقيت ساعة وحدة بس قبل تقول حُسن إنك تضرب أبوها ، أنا آسفة لو مسّك مني ضر وأدري إن الملائكة تلعني بكل لحظة لأني عصيتك وتركتك تعصب مني بس أنا .. أنا ..

إستشعرت كفه اللي بدأت تهمل القبض على كتفها بفتور وملامحه اللي بدأت تليّن بشفقة على وجنتها اللي إشتدت حمرتها من الرعب ونظراتها المذعورة وحدقات عيونها اللي ترتجف نتيجة خوفها وماغاب عن بصره إهتزاز جسّدها العنيّف وكأنها تقاوم الإنهيار من شدة الخوف .. يالله هالته نظراتها المُهلكة لقلبه اللي كان يتصّف بالحنية المطلقة وتركت سِهام العذاب تنهش ضلوعه وهو يتذكر إنه آخر مرة لمح هالنظرات بعيونها كانت تتمرغ كقطة أليفة بأحضانه !
لما شِهد على رعبها من شاهييّن وأحتواها دون علمه بصاحبة هالجسد الرقيّق ولما كانت بعيدة عنه تماماً برغم إنه ملك له !

لمح بؤسها ويأسها وهي تحاول تكتم شهقاتها الخافِتة وعيُونها مازالت تحتضن جماعات دمع وحشية،تنهد يستعيذ بالله من الشيّطان وأخذ يقول بصوت أجش مبحوح من شدة صراخه قبل لحظات : لا تبكين ..

وكأن هالكلمة كانِت تعويذة سحرية فجّرت بسببها كل ينابيّع الماء المالحة من محاجر عينها ، وترك شهقاتها تتعالى تدريجياً بكل طفولية حتى خارت قواها اللي ياللعجب تحملت كل هالدقائق ! من لمحته وهو يتقاتل مع طالب حتى سقط قلبها في أمعائها وإستشعرت تقلص مخيف بعضلاتها حتى شكت لوهلة إنها بتنفجر من شدة خوفها، عليه!
حتى إنها عاجزة عن وصف شعورها لما لمحته يمسح دمه بلا إكتراث وماتعرف كيف سحبتها أقدامها للبيت لأجل تتطمن عليه!
وأكمل عليها بغضبه اللي نفضه عليها واللي تركها تنهار بكل بؤس وتحرر كل طاقتها بالخوف عليه بأكثر الطرق اللي تدمي قلب غالب وتقهره!

كان يكره البكاء، خصوصاً إنه ما أعتاده من النساء اللي جملوا حياته لذلك ماكان يعرف يتصرف مع هذه البّكاءة طوال الوقت،إزدرد ريقه بصعوبة وهو يحك طرف ذقنه بعدم معرفة ويحاول يوصل لحل لأجل تنفض هالغيوم السوداء عنها وتشرق بسمتها الطفولية من جديد
#هوى_ديار_الليل




١٣٣
-
ما ألتقط رغبته في رؤية وجهها ضاحِك ولا سببها لأنه كان مشغول بالقلق عليها !

حاول ينحني لها ولما جلس على ركبته أمامها وقال بصوت أجش خرج منه متعب كتنهيّدة : لا تبّكين يا هدبّ !

وماكان يدري إن هالكلمة هي مفتاح البّكاء للبنات خصوصاً لها هي واللي بدأ يعلو صوت بكاءها وهي تقول من بين نشيّجها : أدري إني بنت مزعجة وأدري إنك تكرهني وما تحب تشوفني أبداً ، وما أعرف السبّب اللي تركك تنفر مني بكل هالوضوح وتهمّشني لست سنين برغم كوني زوجتك ، ولا أعرف ليه أخذتني بوسط الليل غير مراعي لصمتي ، ولا أعرف ليه بقيَنا هنا سوى برغم إننا بعيدين تماماً عن إننا نكون سوى ، مع ذلك أنا راضية وما قنطت ولا بقنط لأني إنسانة واعية وأؤمن بالقدر خيره وشره وموقنة منت بشر لي يا غالب ، وأعرف إني زوجة غير صالحة لأني طلعت عن شورك وخرجت دون إذن منك وتركت تغضب للدرجة هذي وجدتي تقول الي تغضب زوجها منها تلعنها الملائكة - قالت ببؤس طفولي وبلهجة بكاء متعبة - وأنا خائفة تلعني الملائكة الحين عشان كذا لا تغضب علي تكفى !

رقّ قلبه لـ هالطفلة المُنهكة لكل أعصابه وأخذ يرفع يدينه بلا شعور وهو يمسح على رأسها بحنيّة لثاني مرة تستشعرها منه حتى سكنت روحها وبدأ يتلاشى صوت بكاءها تدريجيًا قبل أن تبلع غصّة كالعلقم وهي ترفع عيونها المُهلكة المحبطة لكل مقاومته الرجولية و تتسائل بكل ضيق بصوت بائس رقيّق مُنهك : ليه تكرهني ياغالب ؟

شحب وجهه وإنتزع يدينه من على رأسها بكل غلاظة حتى ظنت إنه سلب مخها من وسط عقلها بسبب غلاظته ، فكتمت شهقة عنيّفة وناظرته ودمعة حارة تتدلى من بين هدبّها لتهز رجولته أكثر غمغم بصوت أجوف : قومي وإتركي عنك البّكاء مثل الأطفال وهالكلام اللي ما أدري من زرعه بعقلك !
قالت ببساطة وهي تمسح الدمعة اللي خانتها من جديد : أنت اللي زرعته بنفسك ، أنت تكرهني مع ذلك أنا هنا معك ، تحت سقف واحد وكل خطوة أخطيها بغير رضاك أحاسب عليها ، أنا هنا معك برغم معرفتي بأنك تكرهني وتبغض وجودي والدليَل بقائي طوال اليوم لوحدي !

كان مذهول إنها بإوج أوقاتها صراحة مع ذلك ما تبجحت عليه بإنه مقصر معها بأشياء لو بقت تعددتها جف ريّقها من كثرها ، كانت تعاتبه لبعده عنها برغم كل شيء ورغم كل المصائب اللي عاشتها بسببها .. لأي مدى ناوية تهز أعماقه هذه الصغيرة ؟

ناظرها بإنهاك حتى إهتزت نفس العضلة بوجهه وهي تغمغم بتعب وبإصرار: ليه تكرهني ياغالب ؟

زمَ شفايفه بحنق يشيّح وجهه بتوتر من سؤالها و يستذكر الموقف الي شهدت على إعترافه بهذا الذنب باللحظة اللي كانت يؤرجحها على كفوف النسيّم#هوى_ديار_الليل




١٣٤
-
تنهد بإضطراب يحاول يجمع شتاته ولكن إصرارها وتكريرها للسؤال وهي تهز كفوف بكل بؤس تركه يقول بغضب : لأنك طفلة وصغيرة عقل وماتقدرين تتصرفين ولا عندك وعي لأجل تفهمين العجوز أم طالب عن العلاقة الي تربّطني فيك ، قبل يجي شخص ينزع مني كل تعقلي ويحولني لهمجي ما يعرف طريقة لتفريغ غضبه الا الضرب ، إكبري يا هدبَ
أهلكتيني وأنا أنتظر منك تعقل !

ناظرته بنظرات أصابته بمقتل مع ذلك غمض عيونه يجذب شعره للخلف وفتحها بتمهل وهو يستشعر السائل الدافئ اللي مر على ثغره ، قبل أن يرفع كفه سمع شهقتها الوجِلة وإرتفاع جسدها على الأرض وهي تثبت ركبها على مقربة منه وترفع طرف حجابها تمسّح الدم اللي لطخ وجهه بكُل عفوية و تكتم شهقات مُلحة وهي تقول ببراءة : يوجعك ؟

سمعت تأوه متعب يخترق طبلة إذنها من شدته وأرجحت إنه بسبب الدم اللي ينزف من إنفه فإشتد بكاءها الموجع عليه وهي تمسح الدم بكل رِقة سامحة لدموعها تغرق الورد الي يسكن وجنتها بكل تبجل ، رفع كفه المرتعش وهو يمسح الدمعة بكل رِقة وكأنه خائف بخشونته وغلاظته يخدش وجنتها ! قال بصوت متحشرج وهو يحاول يبتعد عنها ولكن مشاعر مُلحة إشتعلت بداخله وتركت كل خلاياه ترتعد من قُربها ورقتها اللي أعترف باللحظة هذي إنها تأسره برغم مقاومته الشديدة لها طوال هالوقت : ماودي أقربّ هاللحظة يا هدبّ وأوجعك بمشاعري الثائرة والغاضبة ، لأجل كذا إبتعدي عني هاللحظة وإعفي نفسك من همجيتي !

مافهمت معنى كلامه المبّطن وقالت بحمائية متناسية جل أفعاله : أنت منت بهمجي !

لمعت عيونه بلمعة ما فهمت معناها ولا الحنية الخالصة اللي تكسوها فغمغم بصوت متحشرج مُتعب وكأنه هاللحظة يرجو بعدها بكل قوة ، لأنه يدري لو قربّ لو سمح لغرائزه تسيَره رح يوجعها ، رح يزلزل كل هالرقة ويمكن يسلبّ منها هالنظرة البريئة الطفولية اللي تسكن بعيون حوراء ذات هدبّ مُهلك وموجع لكل خلايا قلبه !
وهذا اللي ما يوّده .. برغم إنه مازال يستشعر إنها مثل الطوق تخنقه وتربطه بشيء طلب بيوم ينقطع عنه ولكنه رُفض بأسوء الطرق !

حرر نفسه من هالتها ووقف وهو يبتعد عنها بكل قوة تاركها محتارة خلفه ، قلِقة ، ومذعورة من إرتعاشة جسده الواضحة مع ذلك غمغم يداري شعور محبط بداخله : تدمر العشاء اللي كنت جايّبه لنا بسبب هالكلب ، رايّح أجيب لنا عشاء وجاي -تحولت نبرته للسخرية يحاول يغلب فيه شعور مُلح بنزع عقله للحظات وتقبيّلها بكل قوة قبل أن تتنازع أفكاره الساخطة والمعترضة من جديد وهي ذات الأفكار اللي حجمّت شعوره بالإنجذاب الفطري لها هاللحظة "وكل لحظة تمر معها" - أتمنى أرجع وأنتي قبالي بالبيت طيب ؟#هوى_ديار_الليل



١٣٤
-
هزت رأسها بإيجاب باهت وكأنه يلمحها وراقبت جسده وهو يبتعد عنها بكل إختلال تاركها تضمّد نفسها بنفسها بعد موقف شحذ كل طاقتها وأنهكها بطريقة مُعذبة جداً لشخص قلبه رهيّف وحسّاس ورقيق مثلها
-
بعد ساعة قضاها بعيد تماماً عن البيت اللي يضم بلاءه بهالحياة ، رجع خالي الوِفاض من الصبر والتعُقل وكأن البعد اللي طمح له ينهي زوبعة مجنونة بداخله .. مافاد !

تنهد تنهيَدة متعبة وهو يوقف أمام الباب ويسند رأسه بإنهاك عليه في حركة معتادة لعله كان يظن إن إستناده عليه بيريحه من حِمل صار يظن إنه أصغر من إنه يحمله ! رفع رأسه على مضض وهو يلقي نظرة على الأكياس اللي تحتوي على العشاء الجاهز وفتح الباب بكل هُدوء يحاول يستحضر طاقته الرافضة ومشاعره القدِيمة الي ترفض التنازل لأي من مغويّات هذه الطفلة !

سكن للحظات قبل ينتفض أقصى ضلع بداخله وهو يسمع صوت ضحكاتها الرقيّقة تتعالى بطريقة مُذيبة للأعصاب ولأي حاجز غبي ظن إنه رسّمه بينهم ! كان يقف مصعوق وصوت ضحكاتها ينساب كترنيّمة رقيقة لسمعه في ظل صدمته لسماعه كل هالفرحة بعدما تركه شبّه مذبوحة على يدين عاصيّة ! هـ البنت .. مُعذبة وأقر هاللحظة إنه عاجز ، بكل قوة يمتلكها على وجه هالأرض عاجز على المقاومة ، عشريّن يوم فقط كانت كفيّلة بجعله ينقلب رأساً على عقب فكيف بباقي الأيام ، لاحت له فكرة مجنونة بالهرب من بيّن براثين رقتها ولكن .. خانته أقدامه وهي تتجه لمصدر ضحكاتها الرقيّقة حتى وقف بوسط الحوش فاغر الفاهه يتأملها بصدمة وكأن الكون لوهلة توقف عن التحرك وكانت هي الشخص الوحيد اللي يتقافز بجنون ! ابتلع رِيقه بصعوبة وهو يلمحها تركض ورى تيس صغير كان باللون الأبيض بينما وجهه توشح بالسواد ، وكأنها بوسط مرعى أو غابة بلا حواجز!تركض وتنشر الضحكات المُسببة لذبحات صدرية من المقاومة ضدها!كان يحس نفسه يمشي عكس التيار وهو عاجز يتحرك من مكانه بملامحه المشدوهة وثغره المفتوح من الصدمة،تسلل الإستيعاب لعقله لما لمحها توقف قدامه وهي تنهت من التعب والركض طوال ساعة كاملة وقالت بفرحة طفولية تكتم ضحكة عفوية هالتيس يشبه تيّسك اللي بزريبة"حظيرة" جدتي

أسبل أهدابه في عدم فهم بينما هي لانت ملامحها الرقيقة بطريقة مُتعبة وقالت ببسمة هادئة:أبو طالب قبل ..

سكتت برهبة تستشعر قشعريرة مخيفة تسري بجسدها بسبب نظراته المرعبة لمجرد نطقه لإسم هذا الشخص فقالت وهي تحك جبهتها بعدم فهم لغضبه ولكنها حاولت تتجنبه : أقصد جارنا الكبير بالسن الله يطول بعمره ، جاء بعد خروجك ودقّ الباب فترة طويلة-ألقت على قلبه نظرة محملة بالذنب وتسترجي الأمان-ولما كان مُصر وينادي بإنهزامية وضيق..#هوى_ديار_الليل




١٣٤
-
-وقفت جنب الباب والله وسمعته يقول بصوت غالبه الكبر"دامه غايّب هاللحظة قولي له أبو .. "
شهقت وهي تكتم ثغرها بأصابعها الرقيّقة قبل تكمل بحذر غير منتبهه لنظراته اللي أوشكت على أكلها " المهم إنه هذا عشاء الصُلح بعد فعايل ولدي الخسيس وأعرف إنه بيرفض أدعيه لبيتي بعد كل هاللي حصل ولكن السموحة منه ويمسحها بوجهي هالمرة وهالكلب ماعاد بيوطي عتبة شارعكم ، سامحوا شيّبة وجهي تكفون يا ولد مهابّ "

رفعت له رأسها بنظرة مستائة وقالت بترجي : ما أعرف وش صار بينكم بس تكفى هالتيس لا تذبحه ، لأول مرة من تركت دار شاهِر أحس بالألفة لشيء ، فقدت الأوقات الي كنت أتسلى فيها مع جدتي وأرعى فيها غنمها بديرة الليل

غمض عيونه يخفي نظرة ضيق توحشت بكل روحه وأشاح بوجهه للحظات يضغط على الكيس و يغمغم بإيجاز وهو غير قادر على سماع هدير صوتها بكل هالرقة بدون ما تنهار حواجزه : أبشري ..

وكأنها ملكت الدنيا بيدينها أخذت تتسع ضحكتها الرقيّقة وهي تمسك يدينه بعفوية : شكراً ، شكراً كثير ياغالب - إلتفت بكل فرحة وهي تناظر للتيس وتقول - فرحان تعال بابا غالب سمح تبقى على قيد الحياة الحمدلله

تقصلت عضلة بقلبه لما نطقت بـ " بابا غالب "
برغم فضاعة نطقها للقلب " بابا " وإشارته إنه أب لتيس بكل وقاحة !!! إلا إن الكلمة كان لها وقع مختلف لما هتفت بها بكل رقة وسعادة وكأن شعور غافله لأيام طويلة بدأ ينسكب بإنهمار على روحه وهالبنت .. آه هالبنت بتنزعه من إطار التعقل والصمُود بكل بساطة وهذا اللي يقاوم لأجل ما يكون


" أقسم بالله إني ماخبت لما قال لك مرة محمد-أحد المساجين- جوكر ، شيطان شيطان والواجب رميك بعشر جمرات لعلك تعقل وتصير شخص طبيعي "

قالها بنبرة ساخِرة لزناد اللي يمارس حقه الكبير في الضحك بصوت عالي مفجر طبلة إذن شاهييّن بكل كرم : يعني ما يكفي تغيير إسمي للقلب ، لا وبعد نشبّت بلقب محمد الفاضح والي قاله مرة وحدة بس ولكنه يترك كل شخص يسمعه يظن إني وحش ، وتذلني وتبتزني بعد ؟ خاف ربك يا آدمي !

رفع الجوال بحركة غاضبة وقال وهو يضربه على جبَهة زِناد بخفة : خطواتك لو تقرب من ديرة الليل مرة ثانية قطعتها لك ، توكل لأبوك لأنه بينزع مني كل إطار للتعقل وهو كل خمس دقايق يتصل ويطلبك تحضر

تنهد بآسى وهبّطت أكتافه بضيق مصطنع : يعني مايكفي تخليت عن مكانتي في عائلة السلالي لأجلك ونقلت نفسي كلياً لأجل أكون فرد من أفراد أهل الليل ، وتجازيني بالطرد يابن عسّاف ؟

تسللت نظرة مذهولة لوجه شاهييّن البارد وهز رأسه بغضب يمسك الجوال بيده المخدوشة وواضح بها أثر الدم بجيبه: أنت مامنك خلاص ، أنت صرت بلوتي
#هوى_ديار_الليل




١٣٤
-
أكمل طريقه عائداً للبيت بعدما خرج قبل ساعة بعد إتصال أبو زِناد وضيقه من مسألة تواجد ولده معه وهو غير راضي ، برغم ذلك كان جواب شاهييَن واضح وقاطع " ولدك ماهو بأبن السبّع لأجل تختار من يعاشر ومن يقطع علاقته معه " وأنتهى الإتصال وهو يحرك يدينه على سطح الجدار المتخشب غير منتبه للمسمار المعقوف رأسه مما ترك يده تُجرح وعلى إثر بحثه عن زِناد و ماخاب لما لمحه قريب من دار شاهِر ، كان يسمع صوت ضحكات زِناد المجلجلة من خلفه وغير مدرك إن زاوية ثغره إتسعت بكل بساطة راسمة إبتسامة خافتة على وجهه ، إنتفض بمكانه بعد لحظات وهو يلمح أم صقر وبنت أرجح إنها سُهاد واقفين أمام باب بيتهم يتأملونه ب .. ضيق ؟؟ أو خيبة أمل ؟ما يدري ولكن كل الي يعرفه إن جسده المتزن أرتعش وثغره رفض الإبتسام أكثر وهو يوقف على بعد خطوة منهم لما أيقن إنهم أنتظروه قال بصوت رخيّم : كيفك يا خالة ؟ عسى ما مركم قصور ؟

تمتمت أم صقر بإبتسامة حنونة وهي تتأمل سند صقر بيوم من الأيام : ماحولي قصور وخيّرك مغرقنا يا وليدي لدرجة فاض والله فاض ، كل شيء يوصلنا بأحسن ما يكون الله يجبر بخاطرك ، والله لولا إن معزتك بمعزة صقر وأعرف إنه تعبه وتعبك - تحشرج صوتها لوهلة - ماكان قبلت شيء واحد منك !

كتم تنهيّدة ملحة يتأمل عيونها اللي صغِرت وترجم صغرها لبسمة حنونة يتذكرها من قديم الأزل لما كانت تفتش عليه بصغره ! هز رأسه بإيجاب وشعور بالذنب يعتصر قلبه ذاك الشعور اللي نازع عنه القدرة على الحياة وسالب منه الرغبة الحقيقة بكل شيء .. شعور فقد صقر !
أرتفع رأسه بسبب شهقة عنيفة من ثغر أم صقر وهي تتخلى عن تحفظها وتلتقط كف يدها المليء بالخدوش وتحتضنه بحنية وهي تقول : علامك ياولدي ياشاهييّن ؟

حاول ينتزع يده يقول بهدوء : شييءٍ هيين يا أم صقر

ولكنه ماكان هين على قلب أم لطالما أعتبرت هذا الضخم طفلها واللي كان جسد صغير بين كفوفها بيوم من الأيام ، أخذت تلتفت تبّحث عن شيء معين قبل تلمح المنديل الأحمر الي كان يزين شنطة سُهاد الواقفة بصمت بيّنهم وبنظرات غامضة تنقلها على تحركاتهم ، نزعته بكل عجل وهي تلفه على كف شاهييّن بكل حنية وسط جمود ملامحه وإحمرار عيونه وكأنه يطبق ويحتفظ بصعوبة على إنفعالاته هاللحظة ! إنتهت وربتت على كفه الملفوف بالمنديل وهمست بصوت أجش : الله الله بشاهييّن يا شاهييّن ! تراك أمانة صقر لقللبي يا ولدي

إرتسمت على وجهه تعابير مُعذبة ، مهلكة وتستدعي دموع أعتى القلوب من شدة الألم الي أرتسم على وجهه ، شك لوهلة إن قلبه تقلص وهو ينتزع كفه بصعوبة عن دفء كفيها #هوى_ديار_الليل




١٣٤
-
أومئ بتعب بينما هي إستشعرت حجابها الأسود الي يغطي وجهها و اللي تبّلل بدموع حارقة نتيجة تأملها لوجهه الجامد واللي أرتخى فجأة بطريقة حزينة، لأول مرة تلمح هالحزن على وجهه
لطالما حاول يحتفظ بقناع الجمود ولكن حضور طاري صقر .. يهزه بطريقة غير سهلة أبداً !

إنتزع نفسه بصعوبة من أمامهم وأتجه للبيت بخطوات ثابّتة وقناع السخرية واللامبالاة أرتسم على ملامح وجهه من جديد ، دخل وهو يلقي تنهيّدة هادئة تداعب نسّمات البرد العاتية


في الجانب الآخر من حوش شاهِر الداخلي ، كانت تقف وهي تستشعر إن بخار إحتراقها يتصاعد بلا هوادة من كل أجزاءها ، كانت كمن سكبوا البنزين على جميع أجزاءها ورموا علبة كبريت كاملة مشتعلة بلا رحمة عليّها تاركينها تحترق وهي بإوج الحياة ! ولكن هالحريق كان بقلبها ، نار مستعرة تحرق كل خلاياه وتستشعر إنها تنازع من فُرط الأذى ، هالشعور ذاقته بسبب " وضحى " الغزال اللي بسببها إنتزعت منها كل أحقيتها بالحياة وتركتها توصل للنقطة البائسة ساخرة من نفسها إنها كانت "تغار"من طاري غزال تجهله !
ولكن هالمرة كان الموضوع غير ، وأكبر بكثير من حيوان عابر وتافه بنظرها ! هالمرة النار حارِقة تركت نظراتها تتحول لحمم بركانية من شده غضبها ، مازال قلبها يعتصر كلما تذكرت جملة عمتها اللي قالتها بكل بّساطة إثر خروج سُهاد من بابهم " يالله ، رحمة الله على صقر كان دائماً يلح على شاهييّن يرضخ ويتزوج هالفاتنة أخته وكل مرة يوصيه عليها ويحاول يفتح معه موضوع خطبته لها ، الأكيد بعد موته إن شاهييّن تحمل مسؤولية كبيرة لأنها صارت أمانة برقبته "

" أمانة برقبته ، يرضخ ويتزوج هالفاتنة "
ماكانت تدري إن جمل صغيرة من بضع كلمات ممكن توصّلها لقاع مخيف للدرجة هذي ! كانت تحترق ، حرفياً تحترق ولا أحد قادر على إطفاء حريقها هاللحظة حتى هـ...

رفعت عيونها بنظراتها القاتِمة المشتعلة بعدما تسللت لأذنيها خطوات صلبة ثابتة لا تخطى تمييّز صاحبها أبداً ! كانت يمشي بإتزان بأطراف الحوش وعلى محياه يخيم الجمود ، وقفت بكل قوة بعدما تسمّرت بمكانها هذا لدقائق كان يخيَل لها فيها إنها بتموت من شدة الوجع ، وقفت بكل صلابة ترسم الهدوء على ملامحها بينما هالهدوء كان بعيداً تماماً عنها خصوصا نظراته المشتعلة ! كانت تتجه له بخطوات ثابتة كـ فرس جامحة أصيلة لا تقبل بالإهانة أبداً ، وكتطرق عمتها لأنثى ثانية لزوجها في حضورها أعتبرته إهانة مستحيل تتغاضى عنها !

كان يتأمل جموحها الهائل ، طُغيانها الكبير بتمايّل خطواتها واللي رغم إشتعال نظراتها إلا إن الدلال الي يسكن خطواتها مستحيل ينمحي #هوى_ديار_الليل



١٣٤
-
وقف بمكانه بكل هدوء لما أيقن إنها تتجه له هاللحظة وأخذ يمرر يدينه على ذقنه بحركة رتيّبة ولكنه كان غير مدرك إنه بهالحركة أشعل نار مزلزلة بكل أطرافها ، كانت تعتقد إنها تحترق قبل لحظات ، ولكنها بعد نظرتها هاللحظة أيقنت إن شعورها قبل لحظات كان ولاشيء قدام فداحة شعورها هاللحظة " منديّل سُهاد الأحمر يحتضن بحنية كف يده ؟"

ما وقفت أبداً وخطواتها الأنيّقة برأس مرفوع وهامة عالية ونظرات، مشتعلة بجنون ما أنقطعت أبداً ! بلحظة وقوفها أمامه وإستنكاره الشديد للهالة الغريبة الي تحيط فيها وكأنها لوهلة تحولت ل "لبؤة شرسة" ولا أحد عنده قدرة على ترويضها أو السيطرة عليها ، تسلل الذهول لكل أطرافه ودفء مخيف أجتاحه ، ماكان عناق كفوف وبس .. كان إكتساح هائج مخيف زلزل كل أركانه وهو يلمحها تلتقط كفه الكبيرة بكفها الصغير الناعم وتسحبه خلفها بكل قوة تركته يتخاذل بخطواته للحظات مشدوه يراقب أصابعها المدسوسة بين أصابعه بكل قوة وكأنها تنتزعه من عالمه بإجبار منها ، أسبّل أهدابه لوهلة قبل يرفع رأسه ويلمح عمته عفراء تراقبهم بنظرات متفحصة مدققة لكل نظرة من نظراتهم ، للحظة .. ودّ لو يتغاضى عن مكانتها كأخت لعسّاف وإبنة لشاهِر ويكسر لها عظامها بكل تبجل وكرم حتى إنها تسللت له رغبة شيطانية بقطع لسانها بكل برود مازال يتذكر كلامها عن طاغيته، ولكن بهاللحظة بالذات ماكان قادر يقتص لقلب طاغيته اللي رُمي بأبشع الكلمات لأنه يود يعيش هاللحظة بكامل حذافيَرها، كان هادىء تماماً بل جامد ودفء كفها يناقض تماماً برودة كفه حتى بعدما وصلت لغرفتهم الخاصة ودخلت وهو خلفها حتى بعدما أفلتت يده بكل غضب ترمي الباب من خلفها بعنفوانية شديدة وصدرها يعلو ويهبَط في حركة تنم عن غضبّها الشديد ، الغضب اللي طاله مرات طويلة بسبب تعديّه على كبريائها الأنثوي وغرورها ، ياترى هالمرة على أي بساط داس دون علمه !

رقّ قلبه وهو يلمح إرتعاشة جسدها اللي كبَحتها بكل قوة وهي تنزع نقابها وترميه بغضب على الأرض ، أتبّعته بحجابها وألحقته بعبائتها وهي تحرر جسدها الغض الطرييّ من كل مايحجب عن عيونه تفاصيّلها، بفستانها الأسود اللي يظهر كل مفاتنها لدرجة .. مُميتة !

مسحت على وجهها وهي تخطي خطوات بعيدة عنه وكأنها مغيّبة من شدة غضبها اللي إنتزع منها أي ذرة تعقل ، حتى إنها أقتربت وهي توقف قدامها بوجه واجم وبنظرات قوية مشتعلة وبقبّضة يد ثابتة ضربت فيها صدره العريض بكل قوة وسط صدمته وذهوله من تصرفاتها وعدم فهمها ..#هوى_ديار_الليل




١٣٥
-
حتى بعدما تمتمت بغضب مستعر : ما رح أسمح لك تفرط بكبريائي أكثر من كذا يا شاهييّن ، أنا شخص يرفض يمس أحد طرف كبريائه ولو بدافع المودة ، بكيف لو بدافع الإنتقام والغضب ؟

إرتفع طرف حاجبه في بادرة لعدم الفهم وهو يستشعر قبضتها الصغيرة تضرب صدره بكل جموح وعدم توقف وكأنها تنتقم منه بسبب شعور سيء زارها بسببه بينما هو كخشب كجدار خامس للغرفة برغم علامات الصدمة والذهول بوجهه إلا إنه ترك لها حرية تفريغ غضبها اللي كان جلي بشكل مفجع على ملامحها المُهلكة
حتى إنها بدأت أكثر لذة وجاذبية وهي بإوج غضبها ، إرتجت تفاحة آدم وإشتد جموح قلبه لدرجة توقع لوهلة إنه بيغادر صدره من فرط الصدمة والذهول اللي حلت بكل تبّجل على وجهه وهو يسمعها تنطق بنبرة صارمة حازمة لاتقبل أي نقاش : أنت حق مكتسب لي أنا بس يا شاهييّن بن عسّاف ، أنت تخصني وحدي وأنا غرُور ما أقبل بأي شخص - لمعت عيونها بنظرة مخيفة وكأنها جمر مشتعلة - بأي شعور بأي شيء ممكن يشاركني بشيء يخصني ولو كلفني هالشيء حرق أرواح يا شاهييّن .. تفهم ؟

مصعوق .. قد يكون التعبير الأنسب برغم قلته أمام ضخامة شعوره هاللحظة هالعفريتة الصغيرة تعلن حق ملكيته لها أمام عينه وبكل بساطة! إمّا تكون تسببّت بهذيانه وسماعه لجنونها أو إنه باتت أحلامه واقع لامحالة !

أسبّل أهدابه يتأملها في غمرة جنونها وإلتوت شفتيه ببسمة صغيرة قبل أن تلمحها فتستشيط غضب ويتعالى هدير أنفاسها وهي تضرب صدره بقوة أكبر غير مستوعبة إنه حالياً مُغيب لا يشعر بأي شيء سوى نبّضات قلب مجنونة وشعور يسّيره دون علمه متغلب على كل شعور غيره للحظة بس تخلى عن حدوده وعن رداء لبسه مجبر ومُكره وهو اللي ما أعتاد على الإكراه للحظة نزع عن نفسه كل الحواجز وأخذ يرفع ذراعينه بكل حرص وهو يلفها حول خصرها بكل رقة و يقربها له حتى دفنت رأسها في رحابة صدره الوسيّع وسط ذهول إنتزع منها كل التعُقل اللي كانت تظن إنها تملكه .. حضنه أضاع ما بقي من عقلها حرفياً !
كمن سكب ماء بارد على جملة نار مشتعلة ، كان جسدها المشتعل من شدة الغضب قبل لحظات يرتعش بجنون أمام هيّبة إحتضانه له -حُضن آسِر ، حنون ، متملك ، ودافىء .. دافىء على النحو اللي يترك وخزة بمحجر عينك ، على النحو اللي يشعرك إن رحابة هالصدر الوسيّع يضيق ويتوجع لو غادرته هالرقة ، على النحو اللي حسسّها إنها صاحبة الصدر الوسيّع ولن يكون لغيرها متسع للرحابة-
كانت تستمتع لهدير دقات قلبه العنيّفة وتستشعر تحت كف يدها المحيط بقلبه وقلبها يكاد يجن من هالشعور
قلبها كان يختض ، ووجهها محمر مشتعل #هوى_ديار_الليل




١٣٥
-
يدينها ترتعش بلا هوادة وهي تعاني من إعتصار يدينه لخصرها وكأنه يطمئنها بطريقة ما أو هكذا إعتقدت !

" للحظة بس .. للحظة بس ببقى هنا وأستريَح من عناء سفري معك ، لثواني معدودة رح أترك نفسي رهيّنة لقلبي ويسيّرني على هواه ، لثواني بس رح أنهل من ينبوع حنيته اللي لأول مرة يغمرني به .."

عند هالنقطة إنتفضت بكل قوة كمّن نفضتها كهرباء تتنفس بصعوبة والحمرة تختلط بوجهها فاضحة شعورها بالخجل هاللحظة ، ذُهلت لوهلة بل صُعقت بنظراته المشتعلة المصوبة على قلبها بالذات وكأنه .. وكأنه .. عجزت حتى تفكر بالجملة من شدة رجفتها ، رفعت أصّبعها السبّابة وهي تهدده بكل صراحة: أنا ما أنتظر منك عطف أو شفقة أو فُتات من حنية لأجل تخليني أرضخ وأغض البصر عن أملاكي يا شاهييّن ، أنت باللحظة الي تزوجتني فيها حُرمت عليك كل نساء هذا الكون ، ولو كان بعقلك ذرة تعقل فكر بس تدوس على حد هالتحريم ! ولو فكرت بس يكون بعلمك إن غُرور بنت مهابّ محرمة عليك عمرك كله
أنا ما أرضى بالوسطيّة ياشاهييّن ، إما أكون الكل أو ما أكون أنصاف حلول !

كان مُخدر ، مازال يعيش ذكرى حُضن كان قبل لحظات يغمرها فيه
مصعوق ، غير مستوعب إنه تخلى عن وجعه للحظة وإحتضنها .. إحتضن طاغيته ومجنونته !
هذا إذا ماكان يسميه إكتساح لإن بالفعل مازال أثر يدينه على أطراف خصرها ! بلع رِيقه بصعوبة وهو يسمع تهديدها ووّد للحظة لو طمنها ، ود للحظة لو إنتزع كل هالخوف عن قلبها وقال لها بكل بساطة عن اللي يخفيه .. بس صعب ! صعب جداً على رجل مثله تعود على الجفاء صعب جداً على شاهييّن صاحب صقر بالذات!

أما نظراته كانت تفضحه تماماً وتسّرب كلامه بكل بساطة ، بالأحرى تسربّ شعوره لها ، همس بشتيمة عنيفة وهو يُقر ويعترف بأنه"رغبّ بهالمراءة كما لم يرغب بإمراءة قبلها على وجه هالأرض .. بكل بساطة !"

تقدم خطوات لها وهو يراقب صدرها الي يعلو ويهبّط من فرط غضبها ، وملامحها الأنثوية الآسِرة حتى عيونها اللي تقدح بشرر مخيف كان يآسِره بشكل هائل " الطاغية تدافع عن حقها فيني بكل شراسة ! ويّل حالك يا بن عسّاف "
ماكانت جاهلة ولا غبية حتى إن دروس جدتها كل يوم أثمَرت فيها بكل نجاح وهي تلتقط إشارات جسده المنفعلة ونظراته الواضحة والفاضحة لنيته وهذا اللي إستنكرته وأشعل لهيّبها غضب وضيّق روحها ، هتفت تحت تأثير الغضب بدون ما تعييّ مضمون كلامها : لا تحاول تقترب مني بدافع الرغبة ياشاهييّن لأني مارح أسمح لك ، أنت بنفسك تنازلت عن حقوق وواجبات وحللتني من ذنبك لأجل كذا لا تحاول ، مارح تلاقي مني أي تهاون بالقرب هذا !
#هوى_ديار_الليل




١٣٥
-
قناع الجمود،السخرية،اللامبالاة اللي سقطت قبل لحظات في لحظة تهور عادت بكل حبور تعتلي ملامح وجهه،والحدود اللعيّنة اللي رسمها بكل إكراه بينها وبين واللي تلاشت للحظات خاطفة بس وضحت هاللحظة بكل خنوع ! نعم مازال يذكر.. هو الي تخلى عن هالحق ليّه هاللحظة يطالب به ؟

بينما هي تأملت نظرته لوهلة وإهتزاز حدقات عيونه ، أيقنت إنها أصابته بمقتل بذات النصل اللي أوجع قلبها وجرح أنوثتها بأول ليلة لهم سوى .. لحظة تنازله عن أي قرب منها ! إستعادت طاري الوجع فنفثت نفس حار مُوجع بينما هو تأملها لوهلة وإستوعب،إن غضبها وحنقها ماكان حباً له ، كان ثأر لكرامتها وأنوثتها المجروحة ! ماكان طلب للقُرب منه ولكن إعلان ملكيته لها طالما كان إسمه مجاور إسمها بعقد الزواج لا والأدهى إنها تتخلى عن هالملكية لو فكر يبعث بنظرة فقط لإمراءة غيرها .. غبية جداً هالبنت وكبريائها لعيّن ومقيت يكاد يسبب له طفرة جنون هي أساساً موجودة فيه !

غمض عيونه للحظات يستجمع شتاته اللي تبعثره بنظرة فقط منها ورفع رأسه بنظرة ساخرة وهو يقول بلامبالاة : وش سبّب إعلانك المبجل يا غَرور ؟

ضربت الأرض بكل حنق وهي تهتف بصرامة : غُرور ، إسمي غُرور بضم الغيّن لا غَرور ولا حتى طاغية !

كتم إبتسامة ذابلة بصعوبة وأخذ يهز رأسه بهدوء وهو يقول بعشوائية : أكرر سؤالي يا غُرور بضم العيّن !

أشاحت ببصرها بكل غضب للحظات وهي تستذكر كل النظرات ، الهمسات، التلميحات الموجعة لأنوثتها ومع ذلك ما إنهارت قاومت بكل شراسة قدامه وهي تلتفت للدولاب الكبّير وتفتحه على مضض و تسحب اللحاف والوسادة البيّضاء وترميها عليه بكل بساطة وهي تأشر على الأرضية المفروشة : سبّب إعلاني بسيط ، أنا تنازلت عن جزء ماظنتي بتنازل عنه بسبب جلستي هنا ، بهالجناح بهالغرفة -شددت على كل حرف وهي تكمل - لوحدي تحت أنظار ذئاب بشرية ما ترحم - أبتسمت بسخرية وهي ترفع رأسها بإبّاء مؤكدة إنها ما تأثرت للحظة - لذلك وجبَ عليَك تتنازل بمثل تنازلي وتبقى هنا ، واللي بيننا عيّب ومخزي يظهر للكل يا ولد العم وأنت تتهرب مني وكأني لبؤة بفترسك بأي لحظة

أيقن عبء حملها لحمل ثقيل مثل حمل"هرب زوجها عن داره" في مثل مجتمع عيونه مسلطة على كل علاقة زوجية .. وتوجّع ! فعلاً توجّع مع ذلك ما أظهر تأثره أبداً وبقى جامد ساخِر وغير مبالي ! يعرف يثّبت هالقناع على ملامحه بكل بساطة ! أبتسم بسخرية وهو يلمح الوسادة واللحاف الي إلتقطها منها وإستشعر للحظة بوخز في معتقل رجولته مع ذلك كان موقن إنه يستحق ، هو اللي فرّط في ألماسة نادرة بسبب أوجاع لعينة أبت تنفك عنه #هوى_ديار_الليل



١٣٥
-
في موقف نادر لتنازل شاهييّن وغض طرفه عن تصرف كان ممكن " تنكسر قلوب وتطّير رقاب وتنحني هامات بسببه " في موقف تترقبه و تناظره بهُدوء بعد عاصفة هوجاء من الغضب ، لما أتجه بخطوات ثابتة إلى الجهة الثانية من السرير ، ورمى اللحاف والوسادة على الأرض بكل بساطة بيّنما إندس بجهته من السرير وقال ببساطة تحت نظراتها المصعوقة : رقدتِ ليالي طويلة تحت دفاءه ، ودامك شيّدتي حواجزك علي فلا تنتظرين مني تنازل لأجل أرقد بالأرض ، أنا تعبان وحيل لذلك لا تصدرين أي صوت يسبب بإزعاجي ..

كانت بتهدر فيه بكل عنف تملكها وحنق إعتلاها هاللحظة ولكنه قال بصوت حازم قبل تنطق : الله وحده يعلم ياغَرور كيف أنا متماسك هاللحظة لأجل كذا لا تحدّيني .. لاتحدّيني على مالا يحمد عقباه هالليلة ، يكفي الي تغاضيّت عنه !

جحظت عيونها من وقاحته ولكنها إبتلعت غضبها بكل صعوبة وهي تضرب الأرض شاتمة بكل عنف تغمغم بحنق وبؤس طفولي : إسمي غُرور بضم الغين يا جاحد يا تافه يا متمرد يا شيطان يامجنون

تلفظت بكل الألقاب اللي طرت على بالها في ظل غضبها وتنفسها العالي وهي تشتعل نار ، غير مستوعبة لدقائق بسيطة قضتها معه كيف تحولت من شيء كانت تترقبه لشيء أحرقها أكثر ، أوجعها أكثر ، وأتعبها بطريقة فاقت مقدار تحملها !

زمَت شفايفها بتعب ترفع يدينها الي أخفت إرتعاشها بصعوبة من أمام أنظاره ، ولفتها بكل هدوء على خصرها اللي يعاني من تملك كفوفه له قبل لحظات بسّيطة .. هالدفء اللعين اللي عاشته بسببه
تأوهت بصمت وهي تستشعر وخزات بعيونها تنبأ بأنهار لاتنضب ولكنها أخمدتها بصعوبة وهي تذكر نفسها بأنها أقوى ، أقوى من شخص طعن أنوثتها بأول ليلة عايّف قربها وهارب منها على مرأ الكل ، أقوى من شخص هزّها بكل بساطة وهي اللي أعتادت على الثبّات والقوة ! أقوى من قلب غبي قميء نذل وقف معه ضدها وأنحاز له بكل بساطة حتى بأسوء أوقاتها معه !

ضربت صدرها بعنف وهي تغمغم بحنق بعد صعوبة كبيرة بضبطها لأنفاسها وهي تراقبه يتململ بجلوسه على سريرها " أنت السبّب بكل تخاذل يصيبني إتجاهه ، أنت الي سمحت له ينال من كرامتي ويتركني مجنونة أطالب بحق فيه وهو غير شرعي لي ، أنت الي تركتني أثأر لكرامتي بأبّشع الطرق وبكل وقاحة " كانت مازال تستشعر نظراته المشتعلة واللي ألهبّت كل جسدها ، وتناقض عنيّف يدمر كيانها بكل قوة " هو عايّف ويرفض القرب وماكانت غير نزوة للحظة هالنظرات ؟ أو فعلاً يبيها .. روحياً لا جسديًا وبس !"

أطلقت تنهيّدة عنيفة تسللت لسمع شاهييّن المحترق على طرف السرير واللي يمثل البرود لكن.. لكن الله وحده العالم أي حرب موجعة تقام بصدره هاللحظة !
#هوى_ديار_الليل




١٣٥
-
إختلّس النظرات لها من تحت اللحاف ، شعرها الأسود كليل ثائر متمرد يتدلى بكل عنفوانية على قدّها الضيّق واللي أحتجزه بكل حنية قبل لحظات بين يدينه ، ملامحها واللي أضفى عليها الغضب والضيق حُمرة رقيقة تسربت على وجنتها وخشمها ، شفتيها ..

عند هنا أنقطع التأمل وهو يلمحها تقفي به وتندس باللحاف على الأرض متخذة من القاع الباردة مأوى لها دون ما تفكر مجرد تفكير تقترب منه وتنام بالسرير جنبه ! لأن وبكل أسف وبكل غباء لعيّن على وجه الأرض" إن كانت تأمنه ما يقرب منها وهو الي وضّح عدم رغبته بالإقتراب منها ، فهيّ لها قلب ضدها مالها سلطة عليه ولا تضمنه ولا تآمنه !" وإن كانت شخصية ما يسيّرها قلبها ولو إضطرت تخسره وتعبر من عليه ولكنها آثرت تبتعد .. البُعد أسلم !

تاركه خلفها شخص كان يكبّح نفسه بصعوبة
لولا شياطين الذكريات المؤسفة ، لولا نبّرة صوت ذراعه اليمين وخليل عمره ، لولا ذكرى مُتعبة عانى منها سنة ونصف لكانت بين ذراعينه هاللحظة حتى لو أجبّرها على الرضوخ له !
ولكن كان شيء أقوى منه .. لأول مرة

وكان يظن الليلة بتنتهي عند هالنقطة ، إلا إنه أنذهل لحظة اللي أنتفضت واقفة من مكانها وتقدمت له بخطوات حارقة تركته يقول بتهكم وهو يرمقها بسخرية : لا تقتربين مني ولا رفعت عليك دعوى تحرش !!

ما إلتقطت كلماته الساخرة وماكانت بإوج روقانها لأجل تضحك على تهكمه إلا إنها بكل بساطة سحبت اللحاف بكل قوة عن جسده ولمحت المنديّل مازال ملتف على كفه ، عضت شفايفها بقوة متجاهلة صدمته وإيقانه بإنها متخلفة وغير سوية العقل ولكنها ماكانت مهتمة غير بالشعور الحارق الي يطوف بقلبها ، إقتربت بكل بساطة تنحني منه وتنزع المنديل بفظاظة وبكل غلاظة ماتوقع تسكن بيوم بكف رقيّق وناعم مثل كفها ، إلا إنه كان يجهل إن مافي شيء خطير على وجه الأرض أكثر من .. أنثى غيورة !

نزعته بكل قوة حتى إنه لوهلة ظن إنها تسبّبت بفتح الخدوش من يده وكان ناوي يوجعها ، كان ناوي يحرقها بغضبه بسبب عدم فهمه لتصرفاتها إلا إنه أنذهل وهو يشوفها تقترب من التسريّحة وتسحب المقص بكل بساطة و تقص المنديل لقطع صغيرة ، قطع لاتكاد ترى ! وكأنها تفرغ طاقة مشحونة عن طريقه ، وفعلاً ! بعدما حولته لألف قطعة بعدها رمت المقص بكل هدوء وهي ترسم إبتسامة هادئة على وجهها بينما إدنست بمكانها بكل سلاسة وماكأنها قبل لحظات كانت أنثى مجنونة وبلا عقل حتى إنها تطرقت لطرق تعذيّب وحشية بعقلها وإقتنصت أي المزهريات الي تفكر تضربها على رأسه حتى إنها جهزت أظافرها الطويلة والمشذبة بأفضل الطرق لغرزها بعيونه بكل تشفي لو فكر للحظة يعترض أو يسأل حتى ليه تطرقت لهالتصرف!#هوى_ديار_الليل




١٣٥
-
من حسن الحظ كان صامت بل مصعوق لدرجة بقى يراقبها طوال الليل ، بدون ينطق بحرف واحد لها !برغم غضبه وقدرته القوية على فهم وتحليل كل شيء حوله تتضائل بشكل كبير جداً من اللحظة الي يمس الموضوع حضرتها.. لطالما كانت طاغية بكل شيء يخصّها حتى بتصرفاتها !
-
-
على مقربة من دار شاهِر ، كان يمشي بصمت تحت هدهدة أضواء مصابيح الكهرباء الضئيلة والي تنازع بمشقة لأجل تنور أطراف الحيّ ! يتلحف بالقماش البني ويكسو رأسه غترة حالكة السواد بخطوط حمراء على أطرافها ، مُوقن بكل متأكد كل التأكيد إن هالليلة ، ليلة الإطاحة بالأنثى المتمردة !
إنتهى من التدريبات بكل عجلة ويعلم الله إنه للآن مايعرف كيف تدارك نفسه وسجّل هدف وعقله مُكتظ بالتفكير حولها ! كان شخصية تفكيرها يثبّطه عن الواقع وينتزعه ويتركه يهيّم على وجهه بدون إدراك ولكن لحُسن حظه قدر يتغلب على هالجانب ويشَرق بالنور على جمهور فريقه الجديد ! ولكن ماكان الحظ طويل لأن هالتفكير أثر على تدريبه مما تركه يقدم على هالخطوة ، يطيّح بالشخصية الغامضة الي تحاول تنهي أخوه غير عابئة بضعفها ضد قوته!
أخذ نفس طويل يتحسس الغترة اللي تغطي نصف وجهه وأخذ يوسّع الخطوات يبّحث بنظرات صقرية عن السواد ، لحظات،خطوات،وأنفاس متسارعة كانت الفارق بينه وبين ظهورها متخفية بسوادها الحالك وبيدها الصقر المطعُون كل عادة وهي تِرميه بكل قوة تحت أقدامه قبل تفكر تتبّين هويته أو تتقدم خطوة جديدة له !
كانت بتختفي ، بعدما أنجزت الخطوة المتكررة كانت بتتلاشى وتترك الوجع والخوف يدبّ بقلب ضحيتها! ولكنها تجمّدت مكانها بصدمة وهي تِلمح الجسد العريض الي يعترض طريقها من الشارع الخلفي ! من المكان الي كان المفترض تطير منه بعدما كانت تنتظره ! جحظت عيونها ورجعت خطوة مرتجفة للخلف قبل تستعيد طاقتها وتفكر تهرب سرت قشعريرة غضب عنيفة بداخلها وهي تِلمحه ينزع الغترة عن وجهه ويناظرها بهدوء قبل يتمتم : الواضح إنك شخص قريب حيّل ، للحد الي يتركك تعرفين كل ثيَابه وكل أشياءه الخاصة بما فيها موعد رجوعه كل ليلة !

كانت غاضبة ، بالأحرى تنتقض من غضبها طفح بها الكيّل وهي تزرع إنتقامها ويحصده شخص غير شاهييّن ! وبكل مرة يكون هالشخص هو " حرب !"
سمع صوت لهاثها الغاضب وتراجع خطوات للخلف قبل يوقف قدامها من جديد و يرفع إصبعه بتهديّد وهالة غضب عنيفة تحيط فيه لأول مرة برغم عفويته وتساهله المتفرد بها بشخصيته : أنا عفيّت عنك لأول مرة لأنك بنية
وعيب علينا ننحني ونوجع بنية ! ماهي بسلومنا يا بنت الأصول - إن كأنك تعرفينها ! - أنا أجهل سبايّب أفعالك ولكن أحذرك ...#هوى_ديار_الليل 🎬



١٣٦
-
- أنا أجهل سبايّب أفعالك ولكن أحذرك من تكرارها لأني إن غضيت البصّر شهور ومرات ماتنعد والله أعلم كم مرة صادفتني شاهيّين نفسه ولكن ما أضمن لك تساهلي من جديد ! وش البلوى الي عاشها هالرجل لأجل يصادف مرارة بكل طريق يسلكه
إعتقوه من الهم تراه مايحتاج هموم فوق همومه يا آدمية وإرجعي عزيَ نفسك ببيت أبوك لأنه لو درى عن فعايلك بيموت من قهره !

كانت واقفة بمكانها ، ثابّتة ولكن إختلاجات جسدها وإرتجافه الواضح تركته يُدرك إنها .. تبّكي !

بلع ريقه بصعوبة ومسح على وجهه بإرتبّاك ، صدقاً لأول مرة يسمح لنفسه يتطاول على أنثى ويبَكيها !! ولكن الموقف مختلف وغريّب ، غريب لدرجة ماعنده السيطرة الكافية على تصرفاته بما إن كل شيء يمسّ شاهييّن يتركه يغضب هالغضب ! نازع نفسه بصعوبة قبل ينطق بصوت هادىء يمثل كيانه العطوف : إسمعي يا بنت الناس ، أنا ماودي يمسّك أذى لا مني والأكيد ما بيمسك من شاهييّن ، ولكن الي تتصرفينه يفوق العقل والقدرة على الإحتمال إن كان بقلبك طلب أو ضيق تستقبلك أم عسّاف بكل رحابة صدر
مجلسها عامر وما يرد ضيّف ولا متضايق
ولكن إن إستمريتي كذا -تنهد وقال بلا قيُود بصوت خافت - تكفين يا بنت الناس لا تستمرين
لأن الله أعلم بأي نهاية بتكون عاقبتك والواضح إنك بنت عالم صالحين فما ودي لك بالمضرة - رغم إنك توديّنها لأخوي -

كانت مستسلمة لنوبة بكاءها الصامت ، ورداء القوة الي تحلَت به سقط بأشنع طريقة ، ولكن ماكان كلامه السبب ولا دفاعه ، هي حتى ما فكرت بوجوده ولا أعطت لتهديده قيّمة ! هي كانت محتجزة بوجع حالك أضفى سواد على سواد قلبها المحترق !
رفعت عيونها الثائرة وهالته نظرات عيونها المُوحشة والمحملة بأطنان من الدموع اللامعة
إرتد خطوة للخلف لسبب يجهله وإزدرد ريقه بصعوبة قبل يستدرك نفسه ويضيّع في دوامة هو في غنى عن الدخول فيها بوسط الليل !! قال بصوت مرتبّك به نبرة رجاء : إرجعي بيتكم ، ولاعاد تعيدين هالافعال ، اللي ما أرضاه على أختي ما أرضاه على بنات الناس ، إرجعي لا ترجعين هنا من جديد إنسى درب هالبيّت لأن إن لمحتك مرة جديدة مارح أمسك زمام عقلي ، تفهمين !

ما نطقت بكلمة أبداً ، كانت صامتة بطريقة مُوجعة تركت قلبه يتآكل من الندم برغم إن الخطأ منها بل هي أساسه !
تخطته بصمت حارِق وشهقات خافتة برغم ذلك كانت واضحة لسمعه
وصوت غير صوته يتردد بسمعها ، صوت بهي
سعيّد ، يشع فرحة ويترك السعادة تستقر بكل مستمعيه صُوت حنون تركها ترجع لذكرى بليلة عيّد وهو يهتف ويرفع أطراف الثوب والغترة" تشوفين ؟ هذا خذى مني ساعتين كاملة لأجل أختاره"#هوى_ديار_الليل




١٣٦
-
" أكمل بنبرة بائسة : مستوعبة إني قضيت كل هالوقت بس لأجل أقارن بينه وبين اللون البني الفاتح !!
ذوقه صعب هالشاهييّن ، بكل ليلة عيد يصعبها علي ويتركني أفكر في عيديته قبلها بأيام - هبطت كتوفه بحركة درامية بائسة - لو بس يشبهني ! يا حليلي كل هداياه أتقبلها بكل ضحكة وما أتشره
بينما هو يعلق بكل فظاظة - والله هذا اللون يشبه القنفذ ماني بلابسة ، وهالغترة ما تتناسب معه - ومدري وش ، لكن أنا متأكد هالمرة عيديتي بتعجبه يكفي إنه لون يحبَه صح ولا لا ؟"

رجعت تهز رأسها بإيجاب ودموعها تتطاير من على عيونها وكأنه يراقبها من جديد وكأنه ينتظر تأكيدها من جديد على جمال عيديته ! مازال صوته ينخر ضلوع قلبها وهالثوب بالتحديد ذو التحديد المرسوم على طرف جيبه الأمامي بخطوط سوداء هالغترة بالذات بخطوطها الحمراء مستحيّل تنساها ! لأن صقر بنفسه الي أختارها له هدية !

شهقة عنيفة دمرت صدرها وهي تستذكر هالليلة وصلت لقلب حربّ برغم كل المسافة الي قطعتها مبتعدة عنه برغم ذلك ألتفت قبل يلمحها تتلاشى من أمامها وكأنها طيّر ، نبّت لها جناحين فجأة وحلقت بها مع هبّات النسيم الباردة !

فرك ذراعيه يطلب الدفء وهو يُلقي تنهيدة حارة من وسط جوفه الي بدأ شعلات الندم تحرق أطرافه ، برغم خطأها وتصرفاتها غير السويّة ووجودها بمنتصف الليل بوسط الشارع غير مراعية لحرمة أهلها وشرفها اللي ممكن ينتهك لو كانوا المقصودين أشخاص غير عيال عسّاف ! برغم تهديدها وتصرفها الأرعن بكل مرة وهي تنتهك روح طيّر حُر وترميه بلا رحمة تحت الأقدام .. أشفق عليها !

شعور بالشفقة وهو يسترد الموقف تركه يتنهد بضيّق ويجر خطواته لداخل البيت على مضض
يشتم نفسه على فظاظته معها - برغم إنها لا تقارن بفظاظة غيره!!- ويلوم نفسه لأنه تواجد معها بهالوقت، ولكن ما كان بيدينه حل ثاني !

قبل يتجه لجناح عمته عفراء وتبدأ ليلة جديدة من تمنّن ياسيّن له بنومته بغرفته ، لمح حذاء شاهييّن منزوي بإستحياء على طرف باب جناحهم مما تركه يأخذ نفس مرتاح ويبتسم من بين زوبعة أفكاره : تواجد الكبيّر بجناحه آخيراً ، لعلي أقدر أنام الليلة براحة أنسرقت مني كل ليلة بأسباب كثير، الله يبّارك فيك يابنت العم الأكيد سحبت الجبل من إذنه لأجل يترك العناد ويرضخ

حاول يتناسى إن وجود هالغامضة كان من ضمنها لأجل ما يزيد شعوره بالندم والضيّق من نفسه ودخل لغرفة أهداب مستغني عن غرفته لقربها من غرفة شاهييّن ومقدرته على سماع أصواتهم منها،والأكيد إن ماوده يطير النوم من عينه بسبب تسريحة تنكسر مرايتها أو عطورات تنرمي على الجدار والأكيد ماوده يسمع صوت شاهييّن يحاول يفرض نفسه على أنثى جامحة#هوى_ديار_الليل




١٣٦
-
لذلك كان يدور للراحة ، الراحة اللي تنبعث بكل روحه بكل مرة تداعب أنفه رائحتها الرقيّقة
ألقى نظرات سريعة لغرفتها وتبّسم إبتسامة ذابلة وهو يغمغم : سرقك منّا ولد مهابّ ، ألا والله لولا تهديدات جدي وحرصه ما نجيّك لأجل تستقرين معه ما بقيت يوم واحد بعيد عنك وأنا أدري إنك ضايعة ، ولكن كل العمد على الشيطان غالِب وقدراته لأجل يخليك سعيدة ، وويل عينه لو فشل ! وكانت هالعشرين يوم معه صعبة
ويل عينه لو يبّان لنا إنه ما صانك برغم الست سنين اللي أكلها من عمرك بكل بجاحة يا رقيَقة !

تنهد وهو ينهي هاليوم الحافل بمشاعر متناقضة بعضها يرفضها عقله وبعضها يرحب فيها قلبه بكل سرور ، رمى نفسه على فرش أهداب الأرضي وهو يغطي نفسه ويغمض عيونه بتعب تربّص به طوال اليوم في غير عابىء بالأفكار الي خانته وحاولت تسلب نومه ولكن كان أكبر منها
-
-
لأول مرة يعترف، بل يقُر بكل جوارحه بأنه لو تكررت ليّلته هذه اللي يقضيها بالقرب منها وما يفصل بينهم غير سنتيمترات قليلة رح يفقد مابقي من عقله ، بكل بساطة رح يودّع درب العُقال اللي تشبّث به بصعوبة وينتقل للجنون!
كيف قضى هالليلة يتقلب على جمّر ؟ وكيف قضاها وهو لمرتين إستفرغ كل إللي بداخله
وكأن معدته تعاقبه بكل تبجل على مشاعره
وكأن قلبه لا فاض وعجزت مقاومته وأنثنت عن تكبيله يصرخ عقله بكل عنف " يا دنيء هانت عليك الذكرى ؟ هان عليّك صقر؟" يحلف أيمان مغلظة لولا هالوجع ، لولا الجمرة الي تحرق جوفه وتتركه يتعذب ويتلوى بطريقة شنيعة جداً ، متعبة لجبل مثله، لكانت له هالليلة
خصوصاً بعد هالقرب بينهم ! أخذ نفس ثقيل وهو يدخل دخان السيَجارة لداخل رئتيه وينفثه بكل إتقان من فتحات أنفه واقف بإنهاك على شبّاك الغرفة ، هذا الي كان يدفعه للهرب من طُغيانها ، هالشعور الي يثبّطه ويقهره وهو ما أعتاد على القهر ، هالتخيّل والهمهمات بطرف إذنه وكأنها مازالت محرمة عليه ! ماكان خايّف تطيح عزومه تحت إثر حُسنها لأنه يظن إنه أكبر من هالشعور ولكنه كان خايّف يدنس ذكرى كان خايّف يخطي من على قبر أعز الخلق على قلبه
تأوه بصمت قبل يرتد مجفلاً للخلف بينما توسّعت حدقات عيونه بذهول وهو يلمح طيّفها يتهادى بغضب أمام عينه والسيّجارة صارت بين أصابع يدينها الرقيقّة بعدما إختطفتها من ثغره بكل بساطة ، في حركة تركت كل خلاياه تُشل وهو يرمقها بعدم إستيعاب ، بل بغضب كاسّح من خطواتها الغير متزنة واللي تتركه ينتفض من شدة غضبه ! أما هي فكانت هادئة تماماً ، تتأمله بكل خفوت وعيونها تراقب الجمر الملتهبة بعيونه اللي كان يحارب لأجل ما تتلاقى بعيونها #هوى_ديار_الليل



١٣٦
-
أبتسمت بسخرية وقالت بهدوء وهي تدهس السيّجارة بإطار الشبّاك بكل بساطة : أهلكتني بدخانها ، أنا ما فرضت عليك تبّقى هنا لأجل تقتلني بدخانك بكل بساطة ، أنا للآن بزهرة شبابي - هذا إذا ماكانت الزهرة برسيم يابّسة!!-

أغمض عيونه بكل قوة يستدعي آخر ذرات الصبر ولكن بعد صوتها المتهكم فقدها بكل بساطة لذلك دفعها من كتفها بقبضته حتى كتمت شهقة إثر دهشتها من تصرفه وتراجعت خطوات للخلف وهو يتقدم لها بكل عنف حتى سمعته يتكلم من بيّن أسنانه : أنا وصلت لآخر حدود الصبر معك يا غَرور ، يكفيني منك الجنون
لا تتركيني أتصرف بطريقة غير طريقتي ، لاتتركيني أكون وحشي معك وأنتي بنت عمي !
تصرفاتك حاذريّها معي ، لا تصادف لحظة جنون مني وتنتهي حياتك على يديني ، أنا رجل أنسى العقل بحضرة الغضب لذلك إحفظي عمرك وراقبي خطواتك على أرضي قبل تدوسي بالخطأ وينفجر لغم فيك وبعدها زهرة شبابك هذي تحترق قدام عينك !

بعد تهديد طويّل يهز أعتى الرجال بنبرة صوته الصلبة الغاضبة ونظراته الحادّة اللي برغم كل شيء ما سلطها على عيونها بعد قبضته اللي ضربتها ومازالت تستقر على كتفها وووجع ضرباته يهز عظامها بكل بساطة بسبب فارق القوة بينهم، ما أنقهرت إلا لسبب نطقته بفظاظة وهي تجزّ على أسنانها : غُرور بضم العيّن ، أنت متى تستوعب ؟

يالله ، ما يعرف كيف كتم غيظه بصعوبة مايعرف كيف أتته القوة لأجل ما يتقدم ويكسر عنقها الطويل هذا أو يدق رأسها الغليظ الخشن بالجدار حتى تفقد عقلها !! كانت تستفزه بطريقة محد يقدر ينافسها فيها ، هو البارد الجامد اللامبالي لأعتى الأسباب جملة منها قادرة تنقله على جمر الغضب ، دفعها بكل غضب للجدار وهو يقول : لا تستفزيني يكفيني ماطالني منك ، يكفي إني هنا بين هالجدران الي تكتم على نفسي بسببك وبسبب هالديرة اللعينة اللي تتدخل بكل شيء ما يخصّها ! لا تتركيني أعفّ تنازلي اللي إضطريت أتنازله بسبب كبريائك الغبي هذا !

زمّت شفايفها بحنق وعيونها إشتعلت بغضب واضح ، تستشعر نصل حارق يهز عمودها الفقري من شدة غضبها ، يتساهل بكبرياء وغرُور شخص مثلها عايش لأجل هالكببرياء ويتمنن عليها لأنه ترك الهرب ونام بغرفته !! كتمت صرخة عنيفة تحاول تستدعي أقصى درجات ضبط النفس وترفع رأسها بكل مهابة وهي تدفعه عنها ، وماكان ليدها القوة الكافية لإبعاده ولكن إستيائه وغضبه هو اللي تركه يرجع للخلف خطوة ! كان يراقب تصرفاتها وهي تبتعد عنه و تفتح درج التسريحة الصغير وتنتزعه منه شيء عجز يعرفه لوهلة قبل تقترب من جديد وتفتح المتر أمام عيونه المستنكرة و تقربه من بطنه وتبتعد للخلف حتى وصلت لمتر كامل #هوى_ديار_الليل



١٣٦
-
غمض عيونه يشيّح بوجهه يكتم ضحكة مُرة ساخرة ومذهولة بوقت واحد وأخذ يفتحها من جديد وهو يهتز من فرط غضبه ، ما يعرف وش هيئة الشعور الي يخضع له قلبه هاللحظة
ولكن إنها هي الي تفرض الحدود بينهم ، وتمنعه من القرب وتحدد الخطوط . . كان شيء يمقته ويبغضه لدرجة أستنكرها ! مو هو اللي رفضها من أول ليلة ، ليه لما صار الرفض عن طريقها إهتز كبريائه !

لما لمح صمتها وكأنها تنتظر تأكيده على كلامها ، قال وهو يتأمل المتر الي بينهم بضيَق غاضب : وإن تعديّته !

- أنت فرضت قيودك وحدودك من أول ليلة يا شاهييّن وأنا ألتزمت فيها بكل قوة ، وأنا هنا أكرر وأوضح القاعدة ووجبّ عليك تمشي عليها لأني بنفسي ما أخالف أي قاعدة أتبّعها ولا برضى تخالفها أنت!
- القواعد صُنعت لأجل نخترقها يا طاغيةً!

قالها بنبّرة ساخرة غاضبة ، بينما هي تلفت أعصابها من تناقضه وضحكت ضحكة عصبية تشيَح بنظرها عنه ، بينما هو أنذهل من نفسه ومره نسيّم عذب تركه ينتهز الفرصة ويراقب تفاصيلها وهي تِضحك ، كانت طاغيَة
لدرجة كل خلاياه إنتفضت في إطار " الفتنة،لعن الله من أيقظها !!!"
لأول مرة من لحظة وقوفها أمامه يغادره الغضب ويتأمل تفاصيلها بكل كرم ، سواءً من ليلها المتمرد الثائر اللي يتأرجح على خصرها أو من ملامح وجهها الضاحكة بعصبية .. أو من الخط الرفيَع الي يظهر على طرف وجنتها أثناء ضحكة بطريقة تركت ضلع بداخله يهتز ويُنازع بكل قوة ، كان مصعوق لدرجة أشاح وجهه عنها ووقف على طرف الشبّاك يلتتقط نفس كبير وهو موقن إنه لايوجد طاغية على وجه الأرض أكبر من حلوة وتعرف إنها حلوة ! لأنها عاثت بأرض قلبه بفساد شنيّع ونقلته نقلة مخيفة من شخص يناطح شياطين رأسه من الغضب بسبب تصرفاتها لشخص مسالم دقات قلبه ثائرة بشعور مغاير تماماً ! كان لديها مفعول كالسحر ، تهدأ أعصابه بمجرد النظر لها ! كان يحتاج الخلاص هاللحظة ووكأنه دّعى وناجى لأجل يسمع صوت آذان الفجر يناديه ! لبّى بكل قوة وهو ينزع نفسه بلمح البصر من مكانه ويبتعد عنها وهي مازالت تِضحك حتى تلاشت ضحكتها وناظرته يسابق الخطوة لأجل يفارق المكان اللي يتواجد فيه معها ، كان هالتصرف أصعب من حرق قلبها على نار هادئة أو دهسه تحت حراثة بدون رحمة ! إنتفض قلبها برفض بينما تنهدت بضيَق وهي تغمغم " خذاك الرضى الحين ؟ لما تركت كل رجال خلق الله وكل قلوب حنيّنة على وجه هالأرض وحبيّت شخص غليظ قلبه من حجر مثله ؟ تنتظر منه الرحمة يعني ؟ تنتظره عالأقل ما يوضح بغضه لقربك ولهفته لأجل يبتعد عنك ؟ عسّاك سعيد وأنا بسببك أمرغ كبريائي بكل بساطة تحت لعنة حبه اللي ورطتني أنت فيها ! "#هوى_ديار_الليل



١٣٦
-
رفعت نظرها بعدما كانت تعاتب قلبها الي رماها أبشع رمية وتركها تكون شخص غير شخصّها برغم ثباتها وهي تدافع عن ماهو حق لها برغم أسلوبه الفظ الموجع لكيان أنثى تتوق له بكل لهفة برغم ستار كبريائه اللي يخفي لهفتها إلا إن كل هذا ما أوجعها كثر وجعها من رغبته بالهرب منها بكل لحظة ! لدرجة صارت تحس إنها موبوءة ! أخذت ترمي المتر بكل ضيق على طرف السرير وتتجه للحمام لأجل تتوضأ وتستعد لصلاة الفجر موقنة إن نار الوجع الي بقلبها محد بيقدر يهديّها غير سجدة على طرف سجادة !
-
-
بعدما إنبّثق نور الشمس على إستحياء وتهادى على ديار الليّل ، في جلسة دافيَة حنونة تحت السعف اليابّس في عريش أم عسّاف ، برغم النسمات الباردة اللي تخلل العظام في إشارة لإشتداد البرد إلا إنها أبّت تتخلى عن عادتها بخروجها بدلات القهوة والمجمر بوسط عشتها !
خانتها دمعة فراق كباقي الأيام الي كانت تبدأها بدونها ، أهدابَ أو وردتها مثل ماكانت تحب تسميها
الأكيد إنها أشتاقت لها والصبح الي يبدأ بدون تشربّ قهوتها صبح موجع يتطلب الدمعات الموجعة !

ألتفت ببسمة حنونة وهي تلمح تناهيّد جالسة على طرف الفرش وبيدها المسجل الكبير الأسود بعدما طلبت منها تدخل غرفة حرب وتأخذه لأجل تستمع للشريط الجديد بعدما وصَته عليه صديقتها بينما هي رفعت رأسها لعفراء الي جلست بجنبها ووجهها شاحب وعيونها متورمة والواضح إن الدمع كان له نصيَب من محجر عيونها ! كانت بتسأل لولا إن عفراء فزت على حيلها بلهفة وهي تتجه لياسيّن اللي دخل بخطوات هادئة لداخل البيت وتوقف قدام العريش على مضض بسبب أمه الي توقفت وهي تتحسس جبهته بخوف وتقول بضيق : علامك يمة خرجت من الغرفة وأنت حرارتك ماهي بهيَنة ؟ طوال الليل مانمت من الوجع وأنت تئن وتحترق من الحرارة وهاللحين راجع بهالبرد متأخر ! والله أعلم وش سبب مرضك هالغريب
بين ساعة ودقايقها تخرج وأنت تضحك وترجع وأنت تشتعل بنار ما خمدت من ساعات طويلة
رفع نظراته الهادئة وقال بصوت مبحوح : صلاة الفجر نروح لها جماعة ولو مكسريّن يايمة ، بعد الصلاة جلست أقرا الورد لين الشروق ثم جيَت
أنتهى التحقيق ؟

تنهدت بضيَق على حاله وهي تتحسس حرارته العالية واللي رفضت تنزل أبداً وكانت بتتكلم لولا صوت حرب القانط العالي والي خرج من جناحهم يقول بقهر : علموني من اللي أخذ مسجلي من جديد ؟ أنا ما برجع بهالبيت مرة وبلقى أغراضي مكانها ؟ لا عصير بالثلاجة تخلونه
لا ثوب على الحبل تخلونه حتى مسجل دسيته تحت الفرشة الحمراء لقيتوه ؟ علموني وين أرمي عمري أنا ؟

عمَ الصمت للحظات بعد سلسلة نكد صباحية من حرب #هوى_ديار_الليل



١٣٧
-
تنهدت مودة تقول : تعال إشرب فنجان قهوة يعدل مزاجك وكأن هالمسجل مصنوع من ذهب لأجل هالنكد الصباحي ياولد عسّاف !

كتم غيظه من هالعائلة الي فعلاً ما تترك شيء مكانه حتى لما أشترى آيسكريم وتركه بالثلاجة خلف علب الفاصوليا والفول إلا إنه رجع ومالقاه بكل بساطة وهالموقف بالذات ما ينساه لأنه رجع بعد يوم متعب مبّسوط لأنه بيستقبله آيسكريمه ! قبل يتكلم ويرد على جدته شهق وهو يلمح المسجل تحت يدين تناهيّد وتناظره بصمت قال بقهر وهو يأشر عليها : أنتي يا قزم الأرض الي مأخذته ؟ أنا ماقلت لك مسجلي لا عاد تأخذينه !

في حركة عفوية رفعت تناهيّد نظراتها لياسيّن الي يراقب الموقف بصمت وأخذتها الحيرة وشبح من الضيق ، لطالما كان يبّغض اللقلب الي يرميه عليها حرب وبكل مرة ينطق فيه تبدأ بينهم حرب صبيّانية تنتهي بضحكات وتعهد من حرب ماعاد ينطقه والغريب إن بكل مرة كانت تطلب سرقة مسجل حرب بالذات لأنه كبير وصوته غير مشوش كان ياسيّن يصرف نظر حرب عنه ويطلبه يخليه معها لما تمّل إلا إنه هالمرة كانت صامت ، غير مبالي ، ونظراته هادئة بشكل مريب ومغيظ !

نزلت أنظارها تسحب شريطها وتدخله بجيبها قبل تقول بقهر : خذه وأشبع فيه هالمسجل الهلكان حتى الشريط كان بيخرب بسببه ، حتى وأنت لاعب وصرت مشهور ماقدرت تغير هالمسجل وتجيب واحد يملأ العين عالأقل

ناظرها بغيّظ بينما هي أبتعدت عن المسجل وجلست عند جدتها بقهر بينما هو أتجه للمسجل وأخذه في أحضانه وهو يرمقهم بصبيانيته المعتادة بينما بعد لحظات ألتفتو لخروج .. شاهييّن
وياللفرحة كان يخرج بخطوات واثقة من جناحه وبجنبه .. الطاغية !
محد تهللت أسارير وجهه كثر مودة ، الفرحة طغت بكل وجهها ولكن شعور الإنجاز الي أجتاحها بأن تلميذتها نجحت بإختبارها كان أكبر من فرحتها !

تغضنت ملامح عفراء بقهر وأشاحت بوجهها عنه وضيقها يكبّر ويكبّر من شاهييّن ، مازالت تتذكر كلامه لما رجع بعد الصلاة ولمحها تتجه للمطبخ
وقفّها بحزم بينما كل خلاياها إرتشعت بسبب صوته " ياعمة عفراء ! "

ألتفت له بخوف ورسمت إبتسامة مصطنعة وهي تقول بهدوء : هلا ياشاهييّن آمر يا ولدي !

وصلها صوته الساخر البارد في إشارة لتلاعبها باللقلب : صدقيني لو إنك تعديني ولدك ما كان هذي سواياك

تغضن جبينها دلالة لإستنكارها وكانت بتتكلم لولا إنه قال بإيجاز وبإقتضاب : ماني من محبين كثرة الهرج الي ماله سنع يابنت شاهِر ، الوكاد إني تغاضيّت كثير لين تعديتي حدودك ، كأنك ناسية أو تجهلين بنت مهاب صارت مني وأنا منها
مسألة كلامك عنها بكل مجلس ، وحشرك لأنفك بحياتي معها صارت تغيظني #هوى_ديار_الليل



١٣٧
-
إستطرد بنبرة حادة وغاضبة بذات الوقت : وأنا والله ياعمة ماودي أقهرك أو أضيق عليك هالدنيا وأخليك تعدينها أضيق من خرم إبرة لأجل كذا إحفظي لسانك عن زوجتي ، لأن وخالقها سبّع لو يتهادى لسمعي إن الضيق زارها بسببك من جديد أو لاح على وجهها تعابير الوجع لأنسى حق القرابة وأوجعك بأشنع طريقة ، أنا أعدّها أنا ياعمة وأنا الي يوجعني أتفنن بوجعه وخصوصاً لو كان من جهتها هي ، لأجل كذا راقبي كل كلمة ، كل نظرة ، كل لفتة منك لأنها بتوصلني بذات اللحظة وبعدها بتشوفيني أنا قدامك ، تفهمين ؟

كانت جمّرات عيونه تشتعل على نحو مُربك ، برغم الإضاءة البسيطة برغم إتشّاح الجو بالبرد الهائل في الساعة الأولى بعد الفجر إلا إنها تشتعر نار بجوفها من شدة الخوف ، لثاني مرة يرمي عليها هالنظرات المخيفة وبكل المرتين كانت دفاع عن غُرور بنت مهابّ ! لوهلة كانت بتتصف بالجنون وبتعلن بكل بساطة إن كلامها واقعي وحكي نسوان وينقال كثير ولكن نظراته اللي مصوبة على نظراتها كانت كافية لأجل تخرسّها طوال العمر ، بلعت ريقها بصعُوبة وبرغم كونها عمته والمفترض إن الغلبة لها ولكن هالرجل فرض نفسه بكل جبروت عليهم كلهم لذلك إكتفت بإيماءة رأس مرتجفة قبل يقول بغضب : ماسمعتك ياعمة ؟

تنحنت لعل صوتها يظهر بعد ثواني كل جسدها يرتعش بسببه وقالت بخفوت مرتعب : تبّشر ياولد أخوي ما طلبت شيء !

رسم إبتسامة ساخرة على وجهه للتغير الملحوظ من " ولدي " ل " ولدي أخوي" بلحظات بسيطة مع ذلك ماكلف على نفسه يكمل الكلام معها ، صّد وهو يتجه لجناحه تحت نظراتها المغتاظة بخوف وتنهيدتها الغاضبّة بينما هو توقفت خطواته أمام الغرفة وأسند ظهره على الجدار ينتظر بصمت ، مسبّل أهدابه يخفي جمر عينه وينتظر خروجها وكله عزم إنه ما بيخطي هاللحظة خطوة لغرفة تحتضنها لأنه ماعاد يتحمل ، والخوف على أشده ! أنتظرها لساعة كاملة وهو يستمع لكل صوت صادر من تحركاتها بالغرفة ولما إستشعر قرب خطواتها إستقام وخرج بخطوات بطيئة حتى أستمع لصوت إغلاق الباب وتقارب خطواتهم ولما إستشعر نيتها بتساوي خطواتهم أبطأ خطاويّه بإبّتسامة خفية حتى بدأت تباريّه بخطواتها وهي تنتزعها من الأرض نزع موقنة إن هالخطوات تستفزه
لطالما كان يشدد بأن خطواتهم المفترض تكون خلفه ولكنها من متى تلتزم بتعاليمه ؟
ما ألتفت لتصرفه بكونه إختار ينتظر بمكانه ما يحتويها لأنها وعدت نفسها ماعاد توجع قلبها أكثر بلامبالاته !

وقفت بجنبه بهدوء لما توقف بسبب صوت ياسيّن وإلتفاتة هادئة منه وهو يقول بخفوت : شاهييّن ، اليوم إعفني من دوام المحل !
#هوى_ديار_الليل



١٣٧
-
ناظره بصمت للحظات وتغضنت ملامح عمته بقهر كونها كانت ترفض عمله تحت إدارة شاهييَن مع ذلك ما أهتم وهز رأسه ببسمة هادئة و يراقب تعابير وجه ياسيّن المفجوعة والأكيد إنه يعرف السبّب : ولايهمك ياجحش ، من متى وأنت تأخذ إذن دخول وخروج ؟

أبتسم بهدوء ولكن البّسمة ما وصلت لعيونه وأخذ يلتفت عنه حتى تلاقت عيونه بعيون حلويات العيّد ، هالها وجهه الشاحب والمنهلك
والأسوء فجعتها نظراته ، كانت نظرات شاحبة مفزوعة متقززة !!! أستنكرت تصرفاته بين ليلة وضحاها مع ذلك ربتت على قلبها بأن هذا الي كانت تحتاجه منه ، البُعد ورسم الحدود اللي طلبت ترتسم بكل مرة يحاول يتعداها ! لِذلك أشاحت بنظرها بعدم إهتمام وهي تتناول الفنجان من جدتها المبتسمة بحبور بينما هو تعدى جلستهم بصمت هادىء مغيظ ومقلق بملامح مُرهقة وقلب مثقل بهم موجع جداً لشخص ماكان يتوقعه تحت نظرات أمه الملتاعة على بِكرها !

بينما بالجهة المقابلة كانت غُرور واقفة بإقتضاب حتى مالت بسخرية تتِخصر بكل عفوية وقلدت صوته متهكمة : شاهين اليوم إعفني من دوام المحل - أكملت بصوتها مستهزئة-هذا ناسي إني مديرته أنا والمحل محلي أنا والمفترض يأخذ الإذن مني لأن راتبه بيديني ماهو بيدين الآنسة منشن هذا !

إنتابته ضحكة ملحة حاول يكتمها بكل صعوبة لأنه موقن لو خرجت كانت بتستمر لدقايق طويلة بسبب طريقة كلامها وحلطمتها اللي أنهكت حصونه لوهلة ورسم بسمة عصبية تداري ضحكاته الكثيفة المخفية خلفها إلا إنه فغر فاهه بسبب اللقلب ف إستدار لها بعدما تغضن جبيّنه وأشار لها بطريقة مصعوقة وهو يأشر على شنبه وذقنه بصدمة : آنسة منشن !!!

أبتسمت بضحكة بسبب تعابيره وصغرت عيونها من تحت نقابها مع ذلك أكملت سخريتها وهي تعيد تقليد صوته بكل تهكم : آنسة منشن !!-أكملت كلامها بطبيعة صوتها وهي تؤكد بكل تبَجل - إيوة آنسة منشن لأن ياللأسف تشابهون بعض بالأطباع ثقيلين ظل ودم ، وغثيثين ، وقلوبكم ياسبحان الله أكثر شيء يتشابه حجر حجر وكإن أحد نزع قلوبكم الي تشابهنا وترك بدالها حجر ، عاد المهم إن النهاية ما تكون تشاببها لإن إن عفّت سالي الغبية ، فغُرور مارح تعفي !

ناظر لميّلان جسدها اللي ما تتضح تفاصيله تحت سواد عباءتها الفضفاضة مع ذلك كان يعرف أي هلاك تحتويه هالعباءة ! زمّ شفايفه للحظات يخفي قدرتها على إستفزازه وبعدها قال ببرود : مرة ثانية إختصري محاضراتك لأن ماعندنا وقت نستمع لكل هالثرثرة - ياغَرور الطاغيّة -

إنهالت عليه قهر وغضب وهي تغمغم بطرف ثغرها : غَرور وآمنا إنك جاهل بالحركات التشكيلية ولكن طاغيية ؟ أنا ماشفت أحن مني بالحياة هذي ليه تلقبني بالإسم هذا ؟
#هوى_ديار_الليل




١٣٧
-
إلتوى طرف ثغره فهالها إنه يبتسم هاللحظة وتجمدت لوهلة وهو يقول بخفوت مستنكر : ماهو بطغيان قلب ، مقصدي كان طُغيان حُسـ..

إنتزع الكلمة من ثغره قبل يكملها وتنحنح يصد عنها ويبتعد عن مكان وقوفها وسط صدمتها من هدوءه بالحوار لأول مرة متجاهلة تماماً طريقة إقتطاعه لكلامه ومروره غير عابىء بآداب الحوار حتى ! زمّت شفايفها تخفي حنقها وأتجهت لجلسة جدتها الي تشيعه شاهييّن بنظرات راضية وألتفت لغُرور ببسمة عابّثة وهي تقول : ها بشري ؟

ناظرتها غرور وقبل تبدي إستغرابها هزت رأسها بخيبة وهي تقول : عليم الله لو أمك ياجدة عايشة كان شكيت لها قلة حياءك معي صدقيني

ضحكت بخفوت وهي تربت على فخذها وقالت بلهجة لعوب : علميني ولا تخجلين ، دروسي فادتك ونقول غزوة مباركة !

كتمت غيّظها على شاهييّن الي تركها مدعاة للقلة الأدب والأسئلة الي تخدش حياءها بل لدروس جدتها الي فجعتها فِيها وقالت على مضض تحاول تسلي جدتها وتنهي هالطاري الي صارت تشمئز منه : غزوة مباركة

كتمت صمتها بسبب زغاريد جدتها وأخذت تحتضن رأسها بفجعة وهي تغمغم : يا فضيحتك ياغرور يافضيحتك

بينما تناهيّد رمتهم بنظرات هادئة غير مبالية ولكن مبتسمة بلطف وهي متعودة على تصرفات جدتها بينما عفراء كتمت غيظها وأكتفت بنظرات غاضبة!

بعد ساعة كانت جدتها تغمغم بمرح وهي تضغط على جذع غُفران الي تضحك من دغدغة جدتها لها : الوكَاد إننا لازم ندور لك عريس عندنا لأجل تلبسين ثوبنا ، شوفي الكايّدة من كان يظن إنها بتخبز وبتعجن لا وتقوم من ضوء الفجر معنا
وأنتي باقية على خبر أهل العاصمة تصحين بعد الشروق

ضحكت غُفران وهي تزيح يد جدتها عنها بصعوبة وتمتمت وهي تناظر لغُرور وملامحها المُكتنزة بضيق : إن كان حالي بيصير كذا عُقب المرح ياجدة فما ودي والله وخليني أصحى عقب الشروق مامن خلاف !

أبتسمت لها الجدة بشرود للحظات وهي تتأمل غرُور قبل تشيّح نظرها لتساهيّل الي من دقايق طويلة تفرك يدينها بإضطراب وتشيَح بنظرها بشرود ولها ملامح متوترة أدركت حالها قبل دقائِق ولكن آثرت الصمت ولكن زارها الوجل لذلك همست لها بإضطراب : علامك يا أم غالب ، حالتك ماهي بحالة من صحيتي ؟

ناظرتها بتوجس وهي تزدرد ريقها بصعوبة وأخذت تقترب منها بتردد قبل تهمس لها بهدوء : ياعمة بقولك شيء بس لايزورك خوف الأكيد إنها بخير !

فزّت مودة بس تمسكت بها تساهيّل بإضطراب : ياعمة صلي على النبي علامك ؟

ناظرتها بخوف وغمغمت بوجل : أهداب علامها؟ #هوى_ديار_الليل


١٣٧
-
تنهدت تساهيّل وأعتدلت بجلستها وحاولت تستدعي أقصى طاقتها بالإقناع بعدما أهتزت هالطاقة بسب مكالمة جارتها أمس : ليلة البارحة ياعمة أتصلت على جارتي أم مطلق أتخبّر عن أحوالها ويوم إني سألتها عن زوجة غالب إن كأنها ألتقت فيها أو زارتها قالت لي بإستغراب إن البيت مهجور من مشيّنا لهنا قبل شهرين لا غالب ولا غيره موجود

عقدت حواجبها بعدم فهم وقالت بإستنكار : هذا مهب حكي ! مهب بأنتي تتصلين عليه وتعرفين أخبارهم ويوم أسالك عنها تقولين بخير وطيّبة وأولها مستحية ترد وتاليّها راقدة وعُقبها ماهي بفاضية ، وولدك الي يكلمك دائماً بنيتي وينها ياتساهيّل ؟

ناظرتها بضيّق والخوف يأكل قلبها أكل ، يومين بينها وبين آخر إتصال لغالب ومن ليلة البارحة تتصل كل لحظة وعجزت تلقى رد ، وكلام أم طارق ترك الرعب يتشعبّ بداخلها تستذكر أعذار غالب بكل مرة تطلب تكلم أهدابّ وهي مثل المغيبة تصدق كل كلمة يقولها !

شدّدت مودة على السؤال وهي تكرره بينما تساهيّل إلتزمت الصمت بخزي وضيق وعجزت تلاقي جواب مُناسب فإنتفضت مودة واقفة والعتب والشرهات تملأ جوفها مو لأي شخص كثر ماهي لها ! دامها تخاف على وردتها هالكثر دامها تحبّها فوق الحب حباً ليه ما أتصلت على غالب من أول الليالي بنفسها !
بعد هاللحظة وقبل تسأل تساهييّل وين بتتجه مودة بتعبها وعجزها اللي يساندها فيه عصا من خشّب كانت قد بحثت عن هارُون بنفسها ووصّته بإذنه بكل غضب بينما هو بلمح البصر أختفى عن نظرها .. في ظل خوف تساهيّل على أهدابّ الي من عشرين يوم منقطع حسّها ! وعلى الجااي لعائلة آل جلوي اللي المصائب تحب تتخبّى بجيوب حياتهم!
-
نفَس عمييييق ، تلاه زفِير من جوف متقرح من شدة الوجع ، وخطوات تتجه للأعلى لعلها تلقى بعض الراحة ، بعض الشعور بالحياة الي فقدته من شهور طويلة !
خطوة ، تلاها خطوة كبيرة تلاها بسّمة خافتة قبل تتحول الأرض من تحتها لمستراح وموطن
هنا ، المكان الوحيّد على وجه الأرض الي تلقى فيه بعض الحيّاة ، هنا تبتسم وتكون على سجيتها اللي لطالما عُرفت بها ، هنا تكون ذاتها وبس حتى برغم الصقر اللي توقفت أمام أسوار قفصه ومال ثغرها ببسمة حزينة تمشط جسده الصغير بنظرات متعبة همست بصوت خفيض وكأنها تخجل ترفع صوتها له : أنا آسفة ، ولكن اليوم صار يوم تضحيتك ، أنا قطعت وعد
حتى برغم تعلقي فيّك إلا إنك رح تأخذ درب الي سبقّوك ، رح تكون رمز للتضحية ليَن يفهم القاتل إن مصيره يموت مثل ما متوا على يديني !

#هوى_ديار_الليل 🎬







"جوري" غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:12 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.