آخر 10 مشاركات
جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          همسات حروف من ينبوع القلب الرقراق..(سجال أدبي)... (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )           »          ثمن الخطيئة (149) للكاتبة: Dani Collins *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          الهاجس الخفى (4) للكاتبة: Charlotte Lamb *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          عشيقة الإيطالي (1) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          بين أزهار الكرز (167) للكاتبة Jennie Lucas .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          409 - غدا لن ننسى - تريزا ساوثويك (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          في أروقة القلب، إلى أين تسيرين؟ (الكاتـب : أغاني الشتاء.. - )           »          95 - عاد بلا قلب - ليليان بيك ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          معلومة بتحكيها الصورة (الكاتـب : اسفة - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات الطويلة المنقولة الخليجية المكتملة

Like Tree63Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-02-22, 03:47 AM   #11

"جوري"

مشرفة منتدى الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية "جوري"

? العضوٌ??? » 333867
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,010
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » "جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



٩٩
-
أبتسم بسخرية وسط شهقة جدتها وضربها على كفها وكأن هالإسم بات محظور بسبب الفاجعة ناظرته ببكاء وهي تغطي ثغرها بيدينها بخوف
كونها تقريباً رشت الملح على الجرح بدون وعي منها،لطالما إعتادو على مناداة شاهين"بأبو صقر"من الصغر مثل ما إعتاد صقر على كونه"أبو شاهين"
ناظرها بإبتسامته الساخرة وقال بخفوت : ما أختفلنا يا أهداب،مازلت أبو صقر لو حصل وصار لي ولد
ناظرته مودة بعتب وقالت بقهر : يعني بتحرق قلبي وبتخليني أموت بدون ما أشوف عيالك ؟

تلاشت البسمة وقال بهدوء:ماهو بموضوع ينفتح بهالمكان ولا رح ينفتح ياجدة-ألتفت لأهداب ومسح على شعرها وهو يقول بهدوء-الله يسلمك يابنت عسّاف ولا تترددين وأنتي تنطقين إسمه،طواري صقر حاضرة وما بعمرها بتغيب

أبتسمت له بخفوت وكتمت شهقتها بصعوبة لما إستشعرت يدينه على رأسها،كانت أول مرة يمسح على شعرها فيها بعد سنين طويلة،كانت هذي طريقته البسيطة بالتربيت على وجعها وهو بادلها البسمة بهدوءه المعتاد،مازالت هالة البرود تحيط فيه ومازالت الأفئدة اللي إعتادت على بعده ترتجف من هيبته الي تُحيط بالمكان، ألتفت بإلتفاتة تساهيل للدرج وهي تلمح غرُور تنزل من على درجاته بشموخ وكاسيها السواد بينما بنظرات عيونها طغيان شديد تلحفت فيه بسببه ناظرها بغضب للحظات ولكن قابل غضبه هدوء مهيب أنجبر يبتسم بسخرية بسببه ويقول بصوت هادي : عظم الله أجرك بزوجك يابنت العم إعذرينا على التعزية المتأخرة ولكن الظروف تحكم وأنتي تعرفينها
-أنت لو ودك كسرت ظهر الظروف ياحفيّد شاهِر ماهي بهي اللي تحكمك ،وأجرنا وأجرك ولكنك تعرف إن صقر ماهو بزوجي كان خطيـ..
-خطيبك أو زوجك نفس المنزلة أنا بالنهاية قتّال فرحتك بمهدها،لا يكون بنيتك تتحمدين لي بالسلامة يا طاغـ..

بتر اللقلب بحدة وهو يشتت نظره للمكان بغضب مفاجىء بينما هي سكتت وهي ملاحظة شرارات النار الي تطير من عيونه والصمت المهيب المحيط بالمكان وكأن جميع الحاضرين تركو لشاهين المساحة لأجل يتفنّن بتجريحها
وقبل ترد أسعفها صوت جدتها : لا ينعاد هالحكي يا شاهين ، أنت ما قتلت فرحة أحد ولا سلبتها من أحد، هذا قضاء وقدري يا ولدي ولا أحد يرد قدر ربي ، ولا عندك إعتراض على حكم الله ؟

رفع كفوفه بنفي شديد وهو يقول بهدوء : حاشى اللهم لا إعتراض ، ولكن هذا ما يغير حقيقة اللي صار يا جدة

عم الصمت للحظات قبل يستمر نقاشهم البسيط تسببت أصواتهم بحجب صوت خطوات غالب المتجهة لهم ، من بين الجموع المتجمعة على شاهيّن
تثبّتت نظراته على الشخص المُستقر بجسده أمامه برِقتها المعهُودة تبتسم لكل كلمة يقولها شاهيّن وكأنها طفلة تراقب أبوها !
#هوى_ديار_الليل


١٠٠
-
تنهد بصعوبة وتقدم بدون ما يزيّح نظراته عنها حتى حست وألتفت بخوف ومن لمحته توسّعت حدقات عيُونها بذهول ، غالِب يتجه لهم وهو يراقبها بكل بجاحة بالرغم من إنه عارف بأنها بدون حجاب أو خرقة بالية عالأقل تستر شعرها ووجهها أو حتى جسدها ، إرتجفت أوصالها وغمضت عيُونها بفجعة وسط إبّتسامته الساخِرة وبعد لحظات إستوعبت مدى غبائها فلقت نفسها تتّخبى أمام جسد شاهيّن اللي فعلاً حجب عن غالب كل تفاصيلها بسبب ضخامته مُقارنة بصغر جسدها
-شاهييّن ، أهل صاحبك ينتظرونك لأجل يوادعونك

ألتفت لحضور غالب وهز رأسه بصمت وهو يلتفت عنهم بهدوء شديد ويتجه بخطواته المُتزنة لمجلس شاهِر بذات الهيّبة اللي زعزعة الأيام ما هدتها ، بينما أهداب بقت متجمدة بمكانها بصدمة وبذهول شديد ، شاهيّن يدري إن غالب موجود وإنها غير متحجبة ومع ذلك واقفة قدامه وكان الصمت هو الجواب على كل هالتصرفات ، معقولة اللي يصير ؟
بدستور ثاني كان المفترض إن غالب مشنوق ومعلق على بوابة الجهنمية ليه هالمرة تغاضى ؟ معقولة التعب والفرحة حجبت عن الكل رؤية وقوفها قدام هالشخص الوقح اللي أحرق جسدها بثواني بسيطة بسبب نظراته ، تداركت نفسها وركضت بكل سرعة لداخل الجناح وهي تتنفس بصعوبة ، غالب صار يهزّها بكل قوة يسبب الرجفة لكل جسدها ، غالب يتعدى الحدود معها بشكل صريح وواضح مع ذلك ليه تحس إن الوضع عاجبها ؟
رغم إنها تجهل مضمون نظراته إلا إن تعديّه للحدود ما يضايقها كثير ؟ وهي الي ما أعتادت على هالشيء أبداً ، هي اللي تغربّلت وزارها ضيم ووجع قلب وروح بعد موقفها معه بآخر الأيام قبل موت صقر وأعتزلت بسببه أي مكان يحتويه لشهور طويلة ، وما تبالغ لو تقول إن هالمرة أول مرة يلمحها بعد هالموقف وبذات الطريقة ، بدون حجاب يواري عن عيونه حُسنها وبدون صد يواري عن قلبها نظراته ! متجاهل كل اللي حوله ويتأملها وكأنها تخصه وهالشيء أربّكها ، معقولة الموقف صغير بس هي كبرته ؟ وهو نسى نفسها وشاهيّن ما أنتبه للوضع ؟ معقولة كل شيء كبر لأنها كبّرته هي ؟؟
أخذت نفس بصعوبة وهي تبعد عن خاطرها كل هالتُرهات وتستعيد وعيها من جديد وهي تذكر نفسها إن هاليوم لشاهيّن ولفرحتهم فيه وبس
بعد شهور عجاف مُوجعة مُهلكة قضت على كل فرحهم , اليوم غير واليوم خييّر, اليوم شاهيّن هنا
-
في ربُـوع آل جلِوي ..
وعلى مقرِبة من بوابة الجهنميّة ، مِتكي بطرف جذعه على طرف الجدار ويتأمل البوابة بإبتسامة خافتة شعت وإزدادت باللحظة اللي تهادى لبصره هيبة شاهيّن ، أستقام بطوله وتنحنح وهو يلتفت ويناظر لسيارات أهله وربعه اللي تنتظره وهو منتظر شاهيّن بصبر
#هوى_ديار_الليل

-
وقف قدامه وناظره بهدوء بينما زِناد تبّسم بخفوت وقال : ركضت ركض يوم قال لك ولد عمك صاحبك ينتظرك صح ؟

ناظره شاهيّن بنصف عين وقال بهدوء : لا تكبّر العشم يا عقيق ، بتهبط من فوق سابع سحاب

تبَسم وقال بلا مبالاة : لا هبّطت لأجلك ف تستاهل ، محد صار يخبرك كثري

ضحك بلا صدق وتنهد وهو يمسح على طرف ذِقنه الأشعث بلا وجهة : آخر من يخبرني توفى على يدي ، ظنك أنت كم بتطول حياتك ؟

ضحك من قلبه وهو يغمز له : عاد الله الله ، عالأقل أنا خله يجيني وريّث ، يأخذ حلالي الي تاركه وراي وبعدها الرأس وراعيه فدااك

تنهد وهالمرة تنهيّدته من قلب ، وعجز بكل ما أوتي من قوة يفهم سبَب تعلق هالرجل فيه ، برغم محاولاته العديدة والي تعب يعدها من كثرها ما طاح عن كتفه ، مازال متعلق فيه بكل قوة ! ، غير دفة الحديث وقال بهدوء : كثَر الله خيركم وأبيض وجهك أنت وهلك وراعين جمااايل

سكت لبُرهة قبل أن يكمل فأستغل زِناد سكوته وقال بخفة : عاد نخبرك ما يبقى جميل بوجهك إلا ترده صح ولا لا ؟
- أفااا يالعلم وش هالسؤال ، أرده ولو فيه موتي يا عقيق
- أجل يا بن جلوي ، جميلي بيبقى برقبتك لين أطلبك فيه ولين ذاك الوقت ببّقى معك يمكن بأي لحظة يخطر على بالي الرد وأطلبه
- لا تلعبها على راعي طويلة يا عقيق

ضحك زِناد لما فهم مقصده وأردف شاهيّن وهو يناظر للسيارات بهدوء : الله يستر عليك ومع السلامة
- مع السلامة إن شاءالله وخلها تصحبني لأني راجع لك يا شاهييّن ، إعتبرني من أهل الليل لين ترد لي جميَلك ، يعني لا توادعني الحين لأن لقاءاتنا ما أنتهت هنا أبد

ما رد عليه شاهيّن وأكتفى بالصمت ، بعدها رفع يده لأهل زِناد وتبّسم بهدوء وهو يقول بصوت جهُوري عالي قرع مسامعهم بهيَبته المعتاد : كثَر الله خيركم وطول الله بأعماركم ، أتعبتكم معي

أشر له أبو زِناد بيده وتبّسم بهدوء وهو يقول : الطّيب بعيال الكِرام ما يضيع يا حفيّد شاهِر

أبتسم بخفوت بينما زِناد ربت على كتفه وتوجه بعدها للسيارة وهو يركب ويعُود المركب لديرتهم ، بعد صمت قصير بالسيارة وصل صوت أبوه الجاد : آخر خطوة تخطيها لديرة الليل يا زِناد

ناظره زِناد بصدمة وتقدم وهو يدخل نصف جسده من المرتبة الخلفية وهو يقول : ياا شيّب رأسك ياعقيق ، قبل لحظات بسيطة كنت بتتقطع لأجل أهل الليل ، وش صابك يُبة ؟
- ماصابني ضر ، وهم أهل طيب وكِرام وراعيين أصول بيض الله وجيههم وجمَل الله حالهم مالحقني منهم سوء ؛ ولكن لهنا وبس ما عاد ودنا بالوصل يا زِناد ، تفهم ولا لا ؟
#هوى_ديار_الليل


-
- لا والله مانيّب فاهم ولا ودي أفهم ، رجال طيَب وبشهادتك ، ليه تقول هالحكي وتطلبني التنفيذ على عماييَ ؟ من متى يا يُبة كنت الي ينفذ بصمت ؟
- هذا بلاء أبوك يا عقاب ، ما وصل حالك لهالمكان إلا بسبب تمردك يا زِناد ، دامك ضيعت سنتين من حياتك لأجل رجال ماهم كفو ، ماني بمنتظر تضيع باقي حياتك مع رجال قتل أقرب أخوياه له الله أعلم وش بيسوي فيك لامنك قرّبت ، خلك بعيد تبقى سالم وبخير لا تقرب ويقتّص منك
- أفااااا يا يارجال ، هذا حكيي يايبه ، هذا حكي يا ضلعي ، تشمت وتهزأ بصاحبي قدام عيني وتطلبني الصمت ، أعقببب وأنا عقيق وهذا الشنب ماهو بعلى رجال إن عدى هالموضوع بالسّاهل ، ياا شيب عينك يا عقيق دام هذا حكي أبوك برجال الكِرام
- هذي الحقيقة يا زِناد ، هالرجل مابه عيب وأخلاقه عالية وراعي طيب ، ميّر خلك بعيد عنه وخلني طيب وسالم من التفكير فيك

أكمل أخوه الي كان صامت طوال الطريق وهو يلمح إشتعال زِناد من شدة غضبه ، والشّرر الي يتطاير من عيونه من القهر وقال ببرود : إسمع كلام أبوي يا زِناد وخل عنك كثر المرجلة

ما رد عليه وبقى صامت ، حتى إنه رمى بظهره للخلف بكل قوة وهو يشّد على قبضة يده بصرامة ، يحس نفسه ثققيل وقلبه يوجعه من القهر ، هالكلام سمعه من لسان شاهييّن وهان عليه ، ليه لما سمعه من شخص غيره تراكم كل هالضيق والوجع ، سنة ونص بس كانت كفيلة بجعل هالشخص جزء منه، يجهل شاهيّن هالتعلق من زِناد ولكن المواقف كفيلة بالتوضيح ، والوقت وأسوار السجن والسرير وحتى جدران الزنزانة شاااهدة على هالمواقف
شاهدة على جعل مرتبة شاهيّن تعلى بين السحاب والغيّم ، ومن شدة حرصه عليه مايقبل بالكلمة عليه ولو هي من ثغر أبوه ، لذلك القهر اللي بقلبه هاللحظة يعجز عن وصفه، بالحيل يعجز !!!
-
-
مسَاء رجُوع شاهييّن لديار الليل .. بالوقت اللي الفرحة تتعالى والضحكات تنبّسط هالوجيه الرحبة
متناسين وجعهم ، زارعين بدل العبُوس بسمة ترجع أمانيهم ، مقفين بظهورهم عن الوجع ومتوجهين بوجيههم للفرح
ناسيّن كل شيء .. إلا صقر ! ولكن الوقت كفيل بمداراة وجعهم عليه
يدرون بشاهيّن والأهم يدرون إن المسدسات وجع ولحظة غفلة بسيطة كفيلة بسلب روح وسلبّت فعلاً
ما نسوه .. ولكن مُجبرين يكملون من بعده، ومُجبرين يرحبون بالعفو عن قاتله؛لأن القاتل منهم وفيهم والأهم من صقر نفسه !
القاتل قطعة منه ، وما قتله إلا بالخطأ والعمَد ماترجح كفته عندهم ،وهذا تفكيرهم !

حرب اللي إنتهى مع بقية الرجال من توزيع النذر على فقراء الدِيرة
#هوى_ديار_الليل


-
مِتجهه برزانته المُعتادة
بهيبته الجِلويـة ، المتوارثة من عشرات السِنين
بهامته العالية ، والأهم بضحكة تتمايَل بخجل على خطوط وجهه
شااهييّن رجع ! حلم كان بطي النسيان قبل يومين ، كيف صار اليوم واقع ؟ ياصغر أمانينا عند كبر رحمة الله ياصغرها !
يكسُو جسده البياض ، جسده الي يشابه بالشيء الكثير شاهييّن ، كونه هو رياضي ومهنته تحتم عليه الرياضة العنيفة
وكون شاهييّن بطبعه شخص صقل جبال بجسده اللي بدوره أنصقل بشكل مُثير وقوي !!
مِتجه بهدوءه للبيت ، بحكم إجتماعهم هالليّلة لأجل فرحتهم بشاهييّن
وبوقت وصوله للباب الصغير اللي بالقُرب من الجهنمية توقفت خُطواته بإستنكار مهيَب وجفل فؤاده ، وعقد حواجبه برهبة وهو يرجع خُطوة لورى ويحاول يتدارك الموقف اللي فاجأه وصدمه بعُنف بلحظة بسيطة !!
رجع خطوة لورى بعدما تناثر الدم على ثوبه بكثرة ، ولطخ بياضه بالدم الأحمر الموجوع وتركه يبقى أسير لذهوله للحظة !
أسبّل أهدابه بعدم فهم وتسلل الوجل لقلبه وهو ينحني مصعوق أمام الطائر الميت قدام عيونه
واللي رُمي عليه بدون أدنى تفكير واللي ترك الصدمة تتعالى وتنتشر على كل تفاصيله
لما تبيّن له نوع الطير وماكان إلا " صــقر شاهيّـن "
مسُفوك دمه بلا رحمة ، ومرمي على بيت شاهِر بن جلوي ، في ليلة رجُوع شاهييّن !

وقف وهو يتلفت بغضب العالمين لعله يلمح طيّف الي تجرأ على هالفعل ولكن الإضاءة الخافتة ما أسعفته
المسألة واضحة مثل وضُوح نوع هالصقر وتوقيته رمييّه، العفُـو عن شاهييّن ما أسعد بعض سُكان هالديـرة .. ولكـن من !!!

والأهم وش مقصده من إختياره لهالنُـوع بالذات ، معقولة يفكرون بأذية بن عسّاف !!
أبعد هالأفكار عن رأسه وهو عاقد النية ما يترك الوجل يتسلل أكثر لقلبه ويفرح قلب اللي يبي يسكنهم بخوف؛ لأن الخوف ماهو ثوبهم
هم كانوا شُجعان من المهد، ما تعودو على هالخوف !
وإن كان بنيته يُوجع ، يفكر يقرب بس من شاهييّن لأجل يتركون أحفاد شاهِر الوجع بيت له ومسكن !
تجاهل الموقف ودخل للبيت وقبل يتوجه لجلستهم نزع ثوبه عنه وتقدم وهو يتِجهه للتنُور ويفتحه بهُدوء وهو يدخله فيه ويشعل السعف الصغير المتواجد حوله ويرميه بجنب الثوب
اللي أشتعل بثواني بسيطة، مثل قلبه بالضبط !
-
بظهر اليوم الجـدِيد ، بعد أُمسية سعيدة
قضُوها بالفرح برغم هالة البرود العنيّفة الي تحيط بقلب أساس الفرح ، إلا إنه ماكسر بخواطرهم أبد
ما تركت فرحها لخروج إبن عمها يمنعها من الحضور للمدرسة وأخذ الدروس كعادة كل يوم !
وهذا هو موعد رجوعها من المدرسة الي بوسط الدِيرة، ثالث ثانوي،أصعب مرحلة ولكنها تعتبرها لعبة بين يدينها، كعادة كل شيء يكون بيدها !
#هوى_ديار_الليل



-
دخلت وهي تمُر من أطراف الحوش ، ولكن صوت ضِحكات جدتها مودة أجبرها تلتفت لها ، ناظرتها بإستغراب وتقدمت للحظات وهي تُقبل رأسها بتحنُن وهي تقول بهدوء : مسّاك بالخير يا يمة ، عسى ما ضحكاتك علي ؟

الجدة القابِعة في تحت شجرة السدرة كتغيير لها " ناظرت لتناهيّد وهي تقول بضحكة : علامك يا بنيتي قلبتي طِفلة ، قلتي على كبر أرجع بزر ؟

ناظرتها تناهيّد بإستغراب ورمشت بعدم فهم ، بينما مودة ضحكت وهي تأشر على رأسها
وهي بدورها رفعت رأسها ومن لمحت البالونة الي تطفو بالهواء وتتحرك وكأنها تسخر منها حتى أشتعل رأسها غضب وقهر
أنحنت وناظرت لجدتها وهي تقول : الغبية كوكب ، ربطتها وأحنا بالشارع وأنا اللي كنت أتسائل ليه الناس يناظرون فيني كأني كائن فضائي ، غبية وتفكيرها محدود وهذي ماهيَب سوايا وحدة عاقلة لأجل تتركني فُرجة للناس

ضحكت مودة وهي تتناول فنجان القهوة وتقول : سهالات يا نور عيني، كلها بالونة وأنتي طفلة لا تفكرين إنك كبرتي

ناظرتها بصمت للحظات وتنهدت وهي ترفع كتوفهابهدوء ، نزعت شنطتها عن ظهرها وأخذت تفك ربطة الحبل المتعلقة بطرف شنطتها وهي تقول بإبتسامة عذبة :نرجع أطفال لعيون أمي مودة ونلعب بالبالون بعد وكله لأجل ضحكتها

-ياجعل هالمنطوق ما يبلى يانظر عيني

شهقت بضيق لما أفتلت الحبل من بين أصابعها وطارت البالونة وتعلقت بأطراف شجرة السِدرة
ناظرتها بتنهيدة وهي تقول : شكل الحياة ناوية تكبّرنا ياجدة ، مالنا خيار نبقى صغار أبد

ناظرت مودة للبالونة وقبل تتكلم لمحته يخرج من جناحهم وعينه بالأرض وناوي يخرج من البيت لولا صوتها الي أجبره يلتفت ،لمحها تناديه وأستغرب نداءها خصوصاً بجنبها تناهيد واقفة !
ما ترك للتساؤل باب بعد إلحاحها بالتالي تقدم وهو يناظر للأرض تارة ، ولهم تارة بإبتسامة خافتة ومن أقترب منها قال بهدوء : سمي يا جدة

- سم الله عدوك يا ولدي،شمَر وأنا أمك وأعرض لنا عضلاتك وأنت تتسلق الشجرة

ناظرها بإستغراب وهي أشرت بعيونها للبالون وهو بدوره أسبّل أهدابه بإستنكار وهو يرفع عيُونه لتناهيد الساكتة واللي قالت بعد صمت بإحراج أنثوي:ماكان له داعي يا جدة تتعبينه،كلها ثواني وتنفقع من نفسها
- لا لا هو هالحين بيطلع مثل البرق ويأخذها قبل تنفقع ، بسرعة يا ولدي دامها بخاطر بنت خالك !

كتم ضحكته بصعوبة ، وشمّر طرف ثوبه وهو يتجه لجذع الشجرة وتسلقها بسهولة شديدة كونها لعبتهم أصلاً من صغرهم ، بعدما وصل لسيقان الأوراق العريضة واللي ثبت قدمه على أحدهم لأجل يلتقط البالونة القريبة منه
سحبها بكل بساطة وهو يمسك الحبل ويناظر بفرحة لجدته وهو يقول : أبشرك مسكتها قبل تنفقع ، وش لي ياجدة ؟
#هوى_ديار_الليل

-
- لك رأس من الغنم
- أووووه ياكبرها عند الله ، رأس من الغنم لأجل بالونة ؟
- ماهو بلأجلها ، لأجل ضحكة تناهيّد يا ياسيّن
ضحك بهدوء وألتفت وهو يناظر لتناهيّد اللي لمح بيدها ورقة بيضاء ونظرات سخرية تلوح من عيونها ، عقد حواجبه بسببها ومن تأكد من الي تحتويه كفوفها نزل بعجلة شديد وبسبب عجلته طارت البالونة من يده وهالمرة حلقت للسماء
على صرخات جدته العاتبة والمقهورة وغضبها عليه " والله إنك التيس أنت يا ياسين طارت البالونة وحنا محتزمين فيك ، أمحق محزم "

بلا شعُور دفعت فنجان القهوة وإحترق طرف يدها فصرخت بجزع وألتهت بكفها بعيداً عن الموقف المشحون أمامها

كان يناظر للورقة المنتمية له والواقعة بين كفوفها الصغيرة ، جن جنونه للحظة وتقدم بجزع وهو يسحبها من يدها بكل قوة وهو يناظرها بغضب : ما عودتك على كسّر خصوصية الغير وتعديها ماعادك بطفلة لأجل أغض الطرف ببعض الأمور يا تناهيّد

ناظرته تناهيّد بسخرية للحظات ، وسكتت وهي تشيّح نظراتها للحوش ببساطة وكأنها ماسوت شيء وما تعدت على خصوصيته أبداً
تُقر إنها ما تهتم أبداً ولا هي بالشخص الفضولي ، ولكن لما لمحت الورقة تسقط من جيبه حتى ماقدرت تقاوم وما تفتح وتقرأها
عجزت تكبح جمُوح فضولها وماتروي عطشه
وفعلاً من تناولت الورقة حتى حلقت نظراتها على كل الحروف بلحظات بسيّطة بس ، الكلام كُتب بخط اليد والواضح إنه خط ياسـين المعروف بـروعته .. ولكن الغير معرُوف هو هوية المُستلم
" نُـوران " من هذي الشخصية اللي غزت حياة ولد الـعمة ؟
شدتها الكلمات والجمُل لدرجة ثواني بسيطة أخذتها من نفسها ، مُتسائلة بغير إدراك عن مدى عُمق هالكلمات وعن جدية ياسين في كتابتها ؟
( اليوم وصلت لمنطق صحيح ، بعد ليالي طويلة كنت بعيداً فيها عن المنطق بسبب تفكيري بك
وصدقاً لا أعلم هل ما توصلت له منطقياً بالفعل ؟
اليوم علمِت أنك الكُل ، لمع ذلك الوميّض بلا هوادة بأقصى فؤادي
أنتي كُل ما حولي ،حِين تسكنين عقلي وُيثرثر قلبي عنك يصمت الكون أجمع وتنحني جميع الخلايا لتستمع لهذه الثرثرة المُثيرة
أنتي الصمت الرقِيق المُحبب للقلب والزارِع بالروح السكينة في حين كان الكون كله عبارة عن - ضوضاء مُزعجة -
أنتي نموذج لرواية وجبّ على حرُوفها أن تُكتب لأجلك
أنتي مدينة جميع ساكنيها يقفون تبجيلاً لك لأنهم ينتمون لك وحدك
أنتي الكُل،ووداعاً للمنطق إن كان لا يحتويك !
إن كان من يحبك ليس بعاقل ، فأهلاً بي في ساحات الجنُون ..!)
#هوى_ديار_الليل


١٠١
-
نوران .. ألم تُخبريني في أحد المرات أنني " ليل ؟ "
وها أنا اليوم أُخبرك أنك تنتمين لي،أوليّس القمر جُزء من الليل ؟ إذاً نُورك وبهاءك مني
أحُبك،ليس بقلة حرُوفها ،ولكِن بكثرة الشعور بين إتصالها ببعضها
أحُبك ليس كما يقولها كل العاشقِين ولكن كما يقولها الذي صُنف مجنوناً بسببك )

دفع الورقة بكل هدوء لجيبه وأخذ نفس بضيق وهو يتصدد وبعد لحظات قال بإحراج : معليه أعذريني يا "حلويات العيّد" ، لحظة غضب وما أنتبهت على نفسي ، أنا آسف وإمسحي تهوري بوجهي
وبخصوص البالونة اللي طارت بسبب تهوري أبشري بمية بالونة غيرها

ناظرته بعدم إهتمام للحظات وبعدها قالت بهُدوء واضح : حصل خير

تخطته بعدها وهي تنتبه لملامح جدتها المتوجعة وأنحنت بخوف لها وهي تقول : عسّى ماشر يُمة وش صابك

رفعت كفها وهي تطبطب عليها بشيلتها تمسح آثار القهوة وقالت : ولا شيء يا نظر العين لاتخافين ، تعالي إجلسي بس وأنا أمك وعلميني وش صار معك اليوم ،أعرفك ما تقدرين ما تعلميني

أبتسمت بهدوء وألتفت بجسدها لتراقب ياسيّن الذي بدأت خطواته تتلاشى عن الوجود جلست بالفعل بجانب جدتها وبدأت تتبادل أطراف الحديث بلا حواجز كما إعتادت من صغر سنها ، لا ملجأ ولا للهموم سوى صدرها ، ولا مسكن لثرثرتها اليومية إلا مسامعها،جدة بثوب الأم
لا أرق ولا أحن من فؤادها .. يالله كم تحبها !
-
المُضحك المُبكي .. أن تثبت لنفسك ولمن حولك أنك قوي
وتبني نفسك طوبة طوبة، لتأتي ذكرى بسيطة
فيتهاوى كل ما بنيته ولايبقى سوى رُكام
لا يُسمن ولا يُغني من جوع ، ذكرى واحدة
كانت كفيلة بإوجاعك..لما تلتزم القوة ؟
ألا يحق للإنسان أن يضعف ولو لوهلة ؟ ألا يحق له أن ينهار أو تسقط عبراته وجعاً وضعفاً ؟ ألا يحق له ولو لوهلة أن يظهر ضعفه ؟ لما لا بُد أن يبّقى بهذا الثبات بيّنما كل خلاياه تود لو تنهار لأسفل قاع لعلها تستريح من كل التـعب .. تباً لوجع قابـع خلف الضلوع عجز عن أن يبرأ أو يتلاشى

في أركان مكانه الخاصة .. المغارَة
اللي لطالما أمضى جُل أيامه بين أركانه
نصيبه الكبير من هوايته ، ومن أيام مراهقته
وصِباه ، المكان اللي صُقل بكفوفه وهُييأ لأجله
تنهيدة عميقة تتصادم مع ذرات الهواء المُحيطة بها ، يلتقف الوجع تباعاً بكرم شديد ،إعتاد ولاا يعترض لأنه بنظر نفسه أنه يستحق !
تبّسم إبتسامة ساخِـرة : وين نهرب يا صقر منك ؟ أثرك بيّن الضلوع وين ما وجهت وجهي دمرتني ذكرياتك،وأنت تتنفس نفس الهواء ووأنت موادعني تحت التراب موجعني يا صقر في كل الحالتين،الله يرحمك يا ضلع من ضلوعي
#هوى_ديار_الليل


-
جر خطواته الثابَتة بإتجاه المغـارة .. توقف على مدخلها للحظة وهو يرفع رأسه ويلمح الذيّب- الي نحته بيدينه .. تسللت بسمة ذابـلة على وجهه وهو يتذكر آخر موقف لصقر بهالمكان وضحك وهو يمسح على ذقنه ويتمتم بالرحمة لروحه الليّنة السمحة والي كل شقاها بهالحياة إنه صاحب لشخص مثل شاهييّن،ماكانت الذكريات تمر مرور الأثير على قلبه كانت تستقر وتنزع مكانها بكل قوة
كان هذا الذيّب المنحوتة الوحيدة اللي بقت من منحوتاته اللي كانت تعب سنين وسهر ليالي طويلة ووقفة إمتدت لساعات ما تنقطع من شدة الشغف ، كان يِحن كل قطعة منها وكأنها من كبده يِحنها أكثر من روحه وأكثر بشوي ولكنها دمّرها بلحظة دمّرها بدون ما ينهز له رمش

لحظة غضب بسببها دمر كل الي بناه ولا لقى بعدها ملامة، هو كذا طبعه لا غضب سلاماً على الدنيا ومافيها !!
فكيف لو كان غضبه .. بسببها ولأجلها !!
يدمّر ما دونه وما تحته ولا تنحني له هامة
مادام دمّر تعبه اللي أشقاه ليالي طويلة فهو قاادر يدمر اللي أصغر منه واللي ما أتعبه أبـ..
"ياااه يا بن عسّاف .. ما أتعبتك ؟
تكذب على من يالأجودي ؟ ماذقت من التعب الشيء الكثير إلا بسببها ما ذقت الشقاء والعناء إلا بسببها ...!"

إكفهر وجهه للحظة ، وأخذ عدم الإطمئنان ينتشر على صفحة وجهه بكل سرعة ، إتزنت خطوته وأستقام بعد ذكرياته وهو ينقل نظراته المُتفحصة للمكان اللي لمّس فيه التغغير .. "ماهو على حطة يديني!!" هالمكان بعيد عن حدود أي بني آدم ممكن يخطو خطوة وحدة بس له .. هالمكان مُلكية شاهينية خاااصة مسجلة بإسم شاهييّن بن عسّاف آل جلوي ولا يحق لأي شخص غيره دون علمه الولوج له

حتى الرااعي المسؤول عن الإبل عنده أمر لو يشوف المغارة تحترق بمن فيها ممنوع عليه يخطي خطوة لها.. لذلك من تجرأ وتعدى حدود حفيّد شاهِر !!

دخل بملامحه المتجهمة وهو يُلقي نظرات شاهينية بإمتياز للمكان اللي فعلاً .. تغير !
المكان إنقلب لمكان ما يعرفه .. إنفغر فاهه بدهشة وهو يلمح اللي تمُر من أمامه بترنُح
وصوت رجُولي بحت من خلفها : وضضحى ، تعالي ياعييين أبوي وين رايحة ؟
-
#هوى_ديار_الليل
🎬





زمردانكا likes this.

"جوري" غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-02-22, 06:43 AM   #12

"جوري"

مشرفة منتدى الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية "جوري"

? العضوٌ??? » 333867
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,010
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » "جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



-
جر خطواته الثابَتة بإتجاه المغـارة .. توقف على مدخلها للحظة وهو يرفع رأسه ويلمح الذيّب- الي نحته بيدينه .. تسللت بسمة ذابـلة على وجهه وهو يتذكر آخر موقف لصقر بهالمكان وضحك وهو يمسح على ذقنه ويتمتم بالرحمة لروحه الليّنة السمحة والي كل شقاها بهالحياة إنه صاحب لشخص مثل شاهييّن،ماكانت الذكريات تمر مرور الأثير على قلبه كانت تستقر وتنزع مكانها بكل قوة
كان هذا الذيّب المنحوتة الوحيدة اللي بقت من منحوتاته اللي كانت تعب سنين وسهر ليالي طويلة ووقفة إمتدت لساعات ما تنقطع من شدة الشغف ، كان يِحن كل قطعة منها وكأنها من كبده يِحنها أكثر من روحه وأكثر بشوي ولكنها دمّرها بلحظة دمّرها بدون ما ينهز له رمش

لحظة غضب بسببها دمر كل الي بناه ولا لقى بعدها ملامة، هو كذا طبعه لا غضب سلاماً على الدنيا ومافيها !!
فكيف لو كان غضبه .. بسببها ولأجلها !!
يدمّر ما دونه وما تحته ولا تنحني له هامة
مادام دمّر تعبه اللي أشقاه ليالي طويلة فهو قاادر يدمر اللي أصغر منه واللي ما أتعبه أبـ..
"ياااه يا بن عسّاف .. ما أتعبتك ؟
تكذب على من يالأجودي ؟ ماذقت من التعب الشيء الكثير إلا بسببها ما ذقت الشقاء والعناء إلا بسببها ...!"

إكفهر وجهه للحظة ، وأخذ عدم الإطمئنان ينتشر على صفحة وجهه بكل سرعة ، إتزنت خطوته وأستقام بعد ذكرياته وهو ينقل نظراته المُتفحصة للمكان اللي لمّس فيه التغغير .. "ماهو على حطة يديني!!" هالمكان بعيد عن حدود أي بني آدم ممكن يخطو خطوة وحدة بس له .. هالمكان مُلكية شاهينية خاااصة مسجلة بإسم شاهييّن بن عسّاف آل جلوي ولا يحق لأي شخص غيره دون علمه الولوج له

حتى الرااعي المسؤول عن الإبل عنده أمر لو يشوف المغارة تحترق بمن فيها ممنوع عليه يخطي خطوة لها.. لذلك من تجرأ وتعدى حدود حفيّد شاهِر !!

دخل بملامحه المتجهمة وهو يُلقي نظرات شاهينية بإمتياز للمكان اللي فعلاً .. تغير !
المكان إنقلب لمكان ما يعرفه .. إنفغر فاهه بدهشة وهو يلمح اللي تمُر من أمامه بترنُح
وصوت رجُولي بحت من خلفها : وضضحى ، تعالي ياعييين أبوي وين رايحة ؟

غزال تترنّح بحرية تامة بإنسايبية شديدة .. بشمُوخ مهييَب بالمكان وكأنه منزلها وإعتادت عليه طول وقتها !
يناظر بدهشة ل " هارُون " اللي يلحقها وبسمة ضاحكة على وجهه ومن ناظر لشاهييّن تسلل الخوف بقلبه ومن شدة خوفه تبّسم بورطة وقال وهو يرفع يدينه بإستسلام : تكفى يا ولد خالي أنا بوجه شيبّانك لا يصيب وضحى ضر
-
#هوى_ديار_الليل


-
سرت الدهشة بملامح وجهه ووضحت بنبرته وهو يقول بذهول : وش تسوي هنا يا هارُون ، ناوي على موتك ؟ من علمك بالمكان علمني ؟؟ وهالغزال اللي يترنح بالمكان وكأنه بيت له من هو له ؟

نزل يدينه وهو يناظره بوجل وتبّسم أكثر وهو يقترب بخطوات ودية ويقول : أبد طال عمرك
بجاوب على أسئلتك بالدور ، إما موتي فلا والله ودي أكمل حياتي وأعرس وأشوف عيالي
وإذا على علمي بالمكان فلا يكون سهييّت عن جيتي مع حرب و... المهم جيتي لهالمكان قبل سنة ونص وعرفت مكانه وما سهيته من ذاك اليوم ، وهالغزال بعد ما تجهلها صيد الغالي

ناظره بصبر وهارُون أكمل بورطة : وخالقك يا شاهييّن ماكان ودي أطب هالمكان ، بس ياخوك ضااقت علينا والله مالقينا مكان نسد فيه حلق جروحنا
يارجل كل مكان به طاريك وطاريه ، دِيرة لعينة كل الي فيها يذكرني فيكم .. وين أرمي بروحي غير بمكان ماحضرت فيه كثرة تفاصيلكم؟؟

تنهد بعد صمت بسيط وألقى نظرة سريعة للمكان بينما هارُون أردف : وإمسح تطفلي بوجهي بس تعرف أحفاد شاهِر وسيعين وجه
خذيت كل الي تكسر بهالمكان ورميته بأبعد مكان ما يقدر أحديشوف له أثر، وسلكت لك كهرباء على مولد طاقة صغير وعاد تركت حرب يبني لك طاولة خشب وكراسي بدل طاولات الحجر الي من صنع يدينك
لا تنسى حتى حنا أحفاد لشاهر والي تربيت أنت عليه ربانا حن بعد عليه

ناظره شاهيّن للحظات بهدوء وهو يتذكر طريقة بناء جده لشخصياتهم وصقلها ، كونهم من عُِمر السبّع بدؤو يشتغلون بالتتابُع بدون أُجرة وعند كل دكاكين الدِيرة .. إشتغلوا مع الكهربائين ، النجارييّن ، السباكييّن ، والوحيد الي مر على كل هذا مع " النحاتين " كان شاهييّن
البقية إكتفوا بالي فرضها عليهم جدهم ، سواءً هارُون اللي صار معلم بالكهرباء ولا حرببّ الي برغم هوايته كان نجار مُمتاز أو ياسين برغم إنعزاله كان يلين الحديد تحت يده حتى غالب الي أغلب وقته غايّب بمراهقته كان ما يجهل بالسبّاكة والنِجارة،وأشياء كثيير ما تنعد مرو عليها أحفاد شاهِر بدون إستثناء لذلك مُميزاتهم ما تنعد ! تنهل من بحر ما ينضب !

جلس شاهييّن بمكانه المعتاد بصمت يراقب الغزال بنظرات خافتة بينما هارُون تبّسم وهو يقترب منها ويمسح على ظهرها وهي لانت وأستقرت بلحظات بسيطة وهو يتذكر بالوقت اللي فنى فيه صقر ، كانت الشادِن تحتضن صدره وهو لاف ذراعينه عليها
يذكر إنه من شدة خوفه وصدمته كانت هالشادِن بين ذراعينه حتى بوقت رجوعه مع جثة صقر للديرة ولا أستوعب إلا لما صرخت عليه أمه !!
#هوى_ديار_الليل

-
بعد هاليوم حلف ما تبتعد عن عينه ، وفعلاً كانت معه ما يسهى ولا يغفل عنها ،رائحة آخر يوم لصقر وآخر عتب وحزن لقلبه،الي تيّتمت بسببه عُقبها يتمهم كلهم منه !
الشادِن صارت غزال تنتمي للمكان الي صنعه بيدينه،والمكان صار مُوحش برغم كل المقومات ينتظر عودة صاحبه !

رفع رأسه لهارُون اللي مازال واقف بمكانه يرتجي عفوه وتنهد وهو يرفع يدينه ويأشر له وهو يقول : طيّح العتب وجودها هي يا هارُون،وإلا أنت تعرف لأي قاع بطيح الي يتعدى على حدود شاهييّن

ضحك ضحكة مُجلجلة من شدة فرحته ومسح على ظهر وضحى وهو يتحرك بسرعة ويقبل على شاهيّن وهو يقبل رأسه : ياجعل ذا الوجه السمُوح ما يزوره عبُوس

ناظره بنصف عينه وضحك هارُون وهو يجلس قدامه ويقول بعد لحظات بسيطة من هدوءه : ليه كنت مخاصم الدنيا بذيك الأيام ياشاهيّن ؟

عمّ الصمت للحظات إلا من تلاطم الأنفاس مع ذرات الهواء وناظره ببرود لبرُهة قبل يوقف وهو يدخل لأقصى جزء بالمغارة غير مُعير لسؤاله إهتمام في ظل تنهيّدة هارُون ومسحه على وجهه بربكة : سهالات ، عالأقل خرجنا من مصيبة قتله لي ودخوله للسجن من جديد بتجاهل بسيط
ينببلع تجاهلك يا ولد الخال دامك عفيّت عن تخطي لحدودك ووجودي هنا بالمكان الي حذرني راعيي إبلك لدرجة ظنيت بموت لو شفتتني فيه

ضحك من إقتربت وضحى ومسحت ظهره برأسها وأخذ يتنهد وهو يتكي برأسه على جذعه وهو يقول : عسّى صاحبك الأساسي ما يمره ضيق يا وضحى ، أظن إمتلأ مخزون ضيقه وماعاد فيه مكان له أكثر لأجل كذا أتمنى من الضيق يستحي على وجهه ويبتعد عن الوجه السمُوح

ناظر نظرة سريعة للمغارة اللي كانت مرتبة ونظيفة بعد الحالة العصيبة الي مرت فيها بسبب غضب شاهيّن واللي دمرها عن بكرة أبيها كيف رتبّها ونظفها وصار ما يحتاج للسِراج لأجل يبّقى فيها،إضافة لوجود " وضحى "
أفضل صاحب له هالفترة .. الشادِن اللي ضاق صدر صقر عليها وأحتواها شاهييَن لأجل ما يضيق له خاطِر !!
-
-
لـم يتراجع أبداً عن حُلمه
ولكن يعتبـر فترة إنطفاءه " إستراحة مُحارب "
بعد سيَل الوجع كان صعب عليه يكون بأوّج قُوته
حـرب .. قوة إسمه تتهاوى إذا صاب أحبابه ضر
فكيف بمن هو أقرب من الـوريد،كيف لو كان " شاهيّن "
أيُلام لو تلاشى الحُلم وأقتص التعب من عُنقه لأجله ؟

تدارك تدريبه بعد رجوع شاهييّن ، ولأن إستئذاناته كثرت خاف كثير،يكون بخانة الإستغناء ب قائمة النادي !
لذلك اليومين اللي راحت كان يُنهك نفسه بالتدريب ويرجع بوقت متأخر جداً ، متعب لدرجة يعود بقميص الفريق الخاص يتهاوى من فُرط الإنهاك
ولكن الليلة عاد للبيت ومازال بجسده بقايا طاقة ولو كانت بالحجم الضئيل #هوى_ديار_الليل


-
بسبب عشاء الفريق المقدم من الطاقم الإداري أُجبر يلبس الثوب الأبيض وينسّف شماغه ، وبعد إنتهاء العشاء
تكفلوا بتوصيل اللاعبين بعد يوم مُهلك للجميع !

يتهادى بخطواته بإتجاه البيت ، وهو يتنهد بهُدوء ويتسائل بكثرة " هل عادت الحياة للحياة فعلاً ؟ "
قبل ينهي سلسلة التساؤلات اللي مرت مرور الأثير على قلبه تجمّد بمكانه بصدمة والموقف يُعاد بنفس الطريقة،وكأن أحد ضغط على زر التِكرار ليُرمى الصقر بذات الطريقة ، بنفس المكان،وعلى المنوال نفسه
اللي يجبر جسد الصقر ينزف بكل بشاعة فيتطلخ كل جزء قريب منه،وكمَا هو متوقع " تلطخ البّياض بالدم "
وكأن سيل التهديدات ماكان من فراغ أبداً !
أنحنى وهو يلمح الصقر وكان مُختلف تماماً عن هيئة الصقر اللي رُمي عليه الليلة اللي مضت
ولكن نفس النُـوع " صقر شاهييّن "

تورمت أوداج عُنقه ووجهه من شدة الغضب وهو يوقف ويُنقل نظراته الي تأجج القهر فيها ينفث نفس حااار من وسط روحه ، من إللي يتلاعب فيهم ؟ من إللي تهادى لعقله هالفعلة لأحفاد شاهِر ؟ من إللي يفكر يرمي تهديداته بوسط ليل مُظلم ما يوضح به معالم وجهه وكأنه جبان لابس ثوب الشجاعة وماهو بثوبه !

زفر وهو يمسح على وجهه وكالعادة الشارع المُظلم حتم عليه عدم رؤية الشخص أو البُقعة الي رمى منها الصقر عليه ، واللي يعرفه إن المسألة ماعادت صغيرة أبداً لأجله يتجاهلها
ولكن الي يجهلها، ليه الصقر ينرمي عليه هو ؟
معقولة الموضوع فيه لبّس ؛ ولكن المقصد واااضح ؟
هالمرة ما تجاهل الوضع،وقرر يحطه بين أركان مُخه
كالعادة دخل ورمى الثوب بوسط التنور وأشعل النار فيه وهو يدخل بغضبه الجامح والي ألجمه بصُعوبة وحاول يفكر بالشخص اللي ممكن يلبس ثوب الجسارة ويقدم على فعله ممكن تكون آخر أفعاله بهالدنيا!



بحُـوش شاهِر بن جلوي الداخلي .. وتحت العريش الدافئ واللي ينتثر فيه عبّق الريحان والحبّق والنعناع الشتلات الصغيرة الموزعة في المكان من يدين الجدة مودة واللي تحبّ يحوف الخضار المكان اللي تمضي فيه أغلب أوقاتها
كانت تنقل أنظارها لغُـفران الجالسة بهدوء كعادتها وترتشف كوب الشاهي بصمت وهي تحرك أصابعها المُعتقلة بخواتم من عقِيق على طرف الكوب
بينما بجانبها تناهيّد اللي تنقل أنظارها على صفحات الكتاب بتركيز وبجانبها غرُور اللي بيدها كوب النسكافية وعلى وجهها بسّمة لعُوب وهي تناظر جدتها بشيطانية جعلت مودة تكبّح ضحكتها وتقول : اكبحي شرك عنك يابنت مهاب ، ياويلي هالحكي ماهو بحكي ، حنا بسلومنا هالي تلطخون به وجيهكم عيييب ، شفت أحفادي يالكايدة وما بعمره طب بوجهيي أبد وهاللحين تبيني أراهق مثلكم وأصير سيرة للي يسوى والي ما يسوى ؟#هوى_ديار_الليل




زمردانكا likes this.

"جوري" غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-02-22, 11:08 PM   #13

"جوري"

مشرفة منتدى الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية "جوري"

? العضوٌ??? » 333867
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,010
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » "جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



-
ضحكت غرُور بخبث : تقنعيني يا جدة إن شاهِر بن جلوي طاح على وجهه بدون ما ينشاف على وجهك ولو أثر روج
- أعقبي يالبزر ، حنا راعيين سنع وعقولنا كبار ورجالنا ماهم قليلين عقل لأجل يكون أكبر همهم لا لطخت وجيههنا هالبوييات ، يدورون للحرمة السنعة الي تمسك زمام بيتها وتحافظ عليه وتصون زوجها ، لامنه رجل دور على الجمال وترك الروح وش الفايدة ؟
- يا جدة بس من يقول لك إنك شينة لين تقولين إن جدي لامس روحك بس ؟ والله والله يا زين عيالك الثلاثة ماكان غير منك ولا جدي ؟ ماطلع عليه غير أبوي الله يرحمه بس
- إعقبي يالكايدة ، مهاببّ كله زين وحلى وقبلة والله يجعل وجهه الطاهر بالجنة ، قومي بس عن وجهي ، أنتي وش مجلسك عندي أصلا أنتي ورائحة قهوتك اللي صدعت برأسي ، ولكن من يشرب هالعصر قهوة الكفار هذي

غرقت بضحكاتها وهي ترفع كوب النسكافيه وتقول : ياجدة هذي نسكافيه الله يهديك ، ليه تسمينها حقت كُفار ؟

ناظرتها بطرف عينها وقبل تتكلم لمحت تساهيّل تتقدم وبيدها دلة قهوة ووقفت قدامهم وهي تقول : هالدلة للرجاجيل اللي بمجلس عمي يا عمة ، من يوديها ؟

تنهدت مودة وهي تنقل نظراتها على تساهيّل وتقول بصوت هامس : الرجاجيل جايين وفرحانين يبون يتحمدون لشاهيّن بسلامته وهو من جاء هاج عننّا ولا لمحناه غيّر مرتين ، علميني هذا حال يا تساهيّل ؟

تغيرت تعابير وجهه غرُور وتصددت بنظراتها وهي تناظر لتناهيّد بينما تساهيّل قالت بضيق : ماعليه ياعمة ، الله يلوم من لامه بحاله والله لو شخص غيره كان طار عقله وأنهبّل الحمدلله الي رجع لنا بعقله وبصحته ، وهالرجاجيل عمي يكفي ويوفي وغالب بعد موجود والله يطول بأعمارهم

هزت رأسها بصمت ومن لمحت ياسين يخرج بعجلة من جناحهم نادته بأعلى صوت فألتفت وهو يناظرها بإستغراب ، رفعت يدها وأشرت له يتقدم لها وفعلاً ثواني بسيطة وكان واقف قدامهم كابّح نظراته عن كل الي متوسطين الجلسة وعيونه مرتكزة على جدته : سمي يا أم عسّاف
- الدلة وأنا أمك خذها معك لمجلس جدك الرجاجيل ينتظرون
- ولكن يا جدة عندي شغل ضروري ولامني دخلت مسكوني أجلس عندهم ولاني بقادر أخرج ..
- رح وأنا أمك الرجال بالمجلس لا يقولون تأخرو بالقهوة وينكسي وجهه عمك بالفشيلة .. هذولا ضيفان الرحمن ياياسين ونكرمهم ولو بنقطع من وقتنا لأجلهم

تنهد بصمت وتقدم يأخذ الدلة وكان بيمشي بس قالت مودة : هات امسك اللي بيدك لين ترجع

ناظر للدفتر الي بيده بإستغراب وضغط عليه وهو يقول : لا ماهو بلازم ياجدة بناولهم الـ...
#هوى_ديار_الليل


-
قاطعته وهي تدري إنه إذا مارجع لها يعني إنه بيعطي ياسين الدلة بجنب الباب ويهرب دون يدخل ويوجبّ الضيوف ، ماهو بتقصير فيه ولكن ياسين شخصية فرض على نفسه ما يستقبل ضيوف جده ببيت خواله بكثرة،لأسباب تخصه على رأسها كثرة السواليف بدون فائدة "والمهم مايعرف شاهِر عن هالسبب لأجل ما يكسر عصاته برأسه وهو يهتف-أنا مجالسي سوالفها بدون فائدة؟؟؟"
لذلك لو رجع يأخذ الدفتر بيضطر يدخل ويسلم ويجلس لأجل يتأخر ولو دقايق وما تثور عليه : هات وأنا أمك ، أفا يالعلم لو فيه حروف من ذهب ماخفت عليه كذا

أبتسم بخفة وأقترب وهو يناولها الدفتر فاهم قصدها وقال بضحكة : أفا عليك ياجدة ماهو بخوف ولكن حرص على أوراقها

هزت رأسها بإبتسامة وهو توجه للمجلس بصمت وأنشغلت مودة مع تساهيّل في تبادل الحديَث
بينما الدفتر أنسل من حُضن مودة وأنتقل ببراعة قناص ليدين غرُور اللي ساورها الفضول من حرص ياسين على أوراق دفتر !

بدأت تقلب أوراقه الفارغة بترقب ومن لمحت ظرف مطوي وبداخله ورقة بيضاء حتى سحبتها بكل فضول العالمين وبدأت تلقي نظرات مذهولة لصفوف الحروف المُتناثرة بحرفية على سطور الورق !

تقرأ وتغرق ، وتحاول النجاة فتغرق من جديد
إن لم تكن هذه الكلمات لعاشق مجنون فليُضرب بالعشق في جدارن الحياة !

دفعت كتف تناهيّد المنتبهة بشّدة لكتابها واللي دفعت غرُور كانت قوية فأجبرتها تلتفت لها بوجع ليُقابلها تساؤل غرُور : لأهل الليل بنت إسمها نهر ؟

ناظرتها تناهيّد بإستغراب وصمتت للحظات حتى رفعت كتوفها بعشوائية : مابعد سمعت بهالإسم هنا عندنا ، غريب علي،ولكن وش الطاري ؟

مدت لها الرسالة وقالت بصوت هامس لعُوب : طحت على مشاعر ولد عمتنا المصُون ، وياويليي شوفي الحكي يتّل ربوع القلب من أقصاه ، يعترف بوجعه من هاللي يسميها نهر ، الواضح طايح على وجهه بحُبها ...

قاطعها إندّماج عيون تناهيّد بحروف الرسالة وعلامات التهكُم والسخريةالتي تغزو وجهها أجبرت الإستنكار ينتشر بصفحة وجهه غرُور ، أتكون ملامح السخرية ردة فعل لحرُوف تنعش القلب حُباً !

عاودت تقرأ الرسالة لعلها تلقى الثغرة الي تركت ملامح تناهيّد تميل للسخرية !
( في شريعة الحب، الوجع واجب والأرق فرض
والسهر شعيرة والنسيان كُفر وذرف الدُموع سنة !
وفي شريعتي ،تنسف كل هذه الشعائر وتستقيم شعيرة وااحدة تأبى الميّلان "كل السقم يتلاشى إن كنتي هنا" كنت أتسائل عن تشبث الوجع بي لتعتريني كل هذه الشقُوق المُهلكة،فأتيتي لحياتي ليأتيني الجواب الذي لطالما قضيت حياتي في سبيل إيجاد إجابته ،أتيتي ببذخ الإجابة بعد شحها !..)
#هوى_ديار_الليل


-
"إعترتني الشقوق ليدخل النور عبرها ،وأنتي النُور .. الذي عبر على ظلامي وأنار مابقى مظلماً قبلك"
برغم كل هذه الإعترافات الرقِيقة ولكن ،قد أنسى إنك الدواء ولكن عندما لا تكونين يكون السقم !
لطالما كانت محاولاتي إليك تؤذيني .. ورغم ذلك حاولتك
أنا مشتت وجع فإذا كانت عندك القدرة لإستجامعي،فإستجمعيني !
أنا معتم،وأنتي النور فأضيئيني
أنا جاف،وأنتي كمـا سماك والداك " نهر "
فأروي جفافي يا نهري !
أريد أنا أحيا بّك، بدون أنا أحاول
أريد أن أحياك، فأزيلي السقم عني وكوني هنا لتكوني الدواء لقلب مُعتل بغربته عنك، كوني هنا يا نهر ..! )

كانت كلمات مُتشبعة حب تركت غرُور تبتسم بهدوء بينما سحبت تناهيّد الدفتر بقوة تركت غرُور تغفر فاهه مصعوقة : يالمجنونة جدتي ماتعرف إني خذيـ..

أشرت بصمت على ياسين اللي تتقارب خطواته ليقترب منهم فقالت تناهيّد : ياجدة ياسين يأشر يقول نعطيه دفتره وأنا بعطيه

أشارت لها بإيجاب فتقدمت بفم مُطبق تحت نظرات غرُور المستنكرة للوضع، ونبضات قلبها الفضُولية ، من تكون نهر !
لتكون حباً لشخص قضى جُل وقته بين أركان غرفته ، معتزلاً لما حوله إلا بأوقات إجتماع بقية الأحفاد !

قطعت تناهيّد طريق ياسين مما أجبره على التوقف وإلقاء نظرات مستنكرة لها، رفعت طرف الدفتر وهي تمده له وقبل يحتضن كفوفه قلبته بحركة سريعة لتسقط الرسالة من بين أوراقه فتُرمى على الأرض
عقد حواجبه وأنحنى بعجل يسحبها لكفوفه ويدسها بأطراف جيبه و يستل الدفتر من يدها بهدوء ، عجزت تكبّح لجام كلماتها فقالت : أنتم الرجال،كلكم تمتلكون نفس نوعية القلب ؟
عاجزين تكونون أوفياء لشخص واحد ؟

ناظرها بإستنكار لوِهلة وبعد لحظات فهم مقصدها ورميّها للكلمات الدالة على أنها قرأت مابين سطور الرسالة الخاصة به !
نفث نفس حار للحظات وأبتسم بمودة يتمتم وهو يرجع طرف شماغه للخلف : كل شخص وله مساحته الخاصة ياحلويات العيّد .. لأجل كذا لازم يكون عندك خبر عن الحدود الي مفروض تتوقفين عندها لأنها حدُود حمراء ممنوع عليك تعبرينها

أبتسمت بسخرية وألقت جملتها بنبرة مُتهكمة : بهالزمن ، خاف من الشخص المنطوي المنعزل
بلاويّه تسابق خطاه ويصير شهريّار زمانه، عزتي لهم بس !

ناظرها للحظات بنظرات هادئة وعزّ عليه يغضب عليها وقبل ينطق ألتفت وصدت عنه وهي تمشي راجعة للجلسة بينما هو تأمل طيفها المكسو بالسواد التام وأخذ نفس وهو يزفره بصعوبة ..
شد بعدها خُطاه وهو يبتعد عن البيت،لتنتقل الرسالة لمكانها الأساسي ..!
-
#هوى_ديار_الليل


-
بصبـاح اليوم الجِديد .. بين أركان الجهنمية
المستولية بجدارة على البوابة ولم تكتفِ
فكانت مستولية على كل الجدار الذي على يمينها مما جعل حوش شاهِر يلامس القلب بسبب تفرع أوراقها الدافئة على برودة الجدار الإسمنتي

توقفت الخُطى وهي تجلس خلفها وهي تضحك وتقول بتعب : تكفيّن يا غُفران، وأقسم بالله لو هالي فيك كثرة دين لأوقف لك تمجيد بس هذا كله خوف بس

ناظرتها غفران اللي تتنفس بسرعة بسبب جر غُرور لها هي وأهداب وقالت بغضب : إية خوف ، وربي لو أحد يشوفنا بهالمكان لتكون نهايتنا ، ناهيّك إنك ما تركتينا نأخذ حتى حجاب واحد

تنهدت غرُور وهي تدعك مؤخرة عُنقها بخفُوت وناظرتها وهي تقول : يا غُفـران ، الحياة الهاديّة مملة وأنا أختك،المشاكل حلاة الدنيا ..

قاطع كلامها غُفران اللي ثبتت يدينها على رأسها بعجز : والله محد يسلب مني هدوئي غير هالمجنونة، أحد حياته راكدة ويتمنى حجر ينرمي له لأجل يبعثرها،محد بيبقى عاقل مع هالمجنونة

تسللت ضحكة لعوب لثغر الغرُور بينما أهداب اللي تنقل أنظارها بتوتر للمكان قالت بخوف : شاهييّن هنا، بتكون نهايتنا لو لمحنا وحنا ندري إن هالمكان يمرون منه ضيوف جدي والله نهاية هالحركة وجع يا غرُور

قبل تتكلم غرُور المنحنية بجذعها على طرف الجدار واللي أتخذت هالمكان لأنها مأمن أصلاً
يستحيل أحد يلمحهم بين ربوع الجهنمية حتى لو مر بمقربة منهم ولكِنها شهقت بصدمة وهي تلمحه يتقدم لهم بخطوات غاضبّة ، إعتدلت بوقفتها وناظرته بتوتر بينما غُفران من لمحت توترها ألتفت وناظرته وشهقت وهي تناظره بصدمة قالت بهمس غاضب: هذا جزى جنونك يا خبلة ، ولا وش حركات البزران هذي ؟

غرُور اللي عجزت تتحكم بنظراتها قالت : والله العظيم مليت من الحجاب وكأنني بسجن قلت نغامر مادريت من أول خطوة لقانا الحارس

وصل كلامها لسمعه وواللي وقف قدامهم وقال بغضب : دامك مليتي الحجاب كان قلتي لي نرجع للعاصمة وحنا سالمين عقل وقلب يا غرُور ، ياخوك هالمكان ألغاام كل مكان بيطلع لكم شخص وجب عليكم تتغطون عنه ، لا تجبريني عالردى

برغم إن الغضب دك حصونه دك ، والدليل أودداج عُنقه المتورمة ، إلا إن كلامه مغاير تماماً لملامح وجهه الغاضبة ، كانت هادية تماماً وكأنه يستدعي الحلم لأجل ما يجرحهم .. لأنه بنفس يعرف " جنُون غرور العابّث " واللي حاول يكبح جماحه ولكنه بكل مرة يفشل من حنيته عليها

أكمل بنفس الوتيرة الهادية المغلفة بحدة مصنطعة : آخر مرة تنفلتين ورى هالشيطانة يا غُفران ، أخبرك العاقلة ياخوك لا تطلعون من الجناح بدون العباية والغطاء،يكفي إننا ضيوف ليومين لا نكون ثقال بقل العقل
#هوى_ديار_الليل



-
ناظر للي تخصرت وناظرته بطرف عينها : قصدك إني قليلة عقل ؟
- وسواتك يوم جريتيهم وراك سواة عُقال لأجل تكونين منهم ؟ ولا تكذبين تراني شفتك وأنتي تسحبينهم وهم مثل المغلوب على أمرهم وراك

ناظرته بصمت للحظات ثم أطلقت ضحكة عابّثة وقالت بنبرة متلاعبة : سامحنا يا أبو غرُور وأعذر جنون أختك اللي بحسبة بنتك، والله مليت من الهدوء تعرفني

تنهد وهي أقتربت وقبّلت كتفه وقالت ببسمة عذبة : والله ما أعودها ، بس والله يا تمنيت نبقى هنا كم ساعة نتأمل السماء وتلفح النسّمات شعرنا بدون حارس ،ولكن الله يحفظك متواجد كل وقت

أبتسم لها بتنهيّدة وتبددت ملامح الغضب على إثر قُبلتها مما جعل أعصابه تلين ونقل بسمته لغُفران اللي قبلت رأسها وسحبت غرُور بعدها بعصبية بينما غرُور سحبت الشماغ من على كتفه وهي تضحك : لأجل يكون لنا حِمى ، تعرف بعض العمات مجانين

ضحك من كلمتها وهز رأسه بإيجاب وبعدما تلاشى طيفها عن نظره تنهد تنهيّدة عمييقة

يااااكم إشتاق لعبثها هذا ! وتصرفاتها الطفولية واللي ما تنقص من كمية شموخها ومهابتها ولو درجة بسّيطة بنظره !
هو عفى ببساطة لأنه أشتاق لجانبها هذا ، كرِه صمتها طوال الشهور اللي مضت واللي فسّره على إنه وجع على موت خطيبها

حرره من هلوسة تفكيره صوت الأوراق العابـث
واللي تركه يدرك إن كانوا هنا ثلاث نساء .. فأين الثالثة إختفت عندما إقترب منهم ؟
توجهت خطواته لخلف الجهنمية ولمحها واقفة وهي مغطية وجهها بالورق وتحاول تكبّح صوت تنفسها العالي من شدة خوفها

ودموعها شقت مسارها الطبيعية تبّعها شهقات رقيّقة من خوفها .. ماتدري كيف تداركت وضعها وسحبت نفسها للخلف بصعُوبة شديدة وهي تختفي من أمام أنظاره

كانت بالفعل ترتجف وهي تمتم بالدعوات بأنه يختفي بدون يلمحها ، يكفي المواقف الي مرت
والي تجعلها تشعر بصغرها ودونيتها بسبب تهكمه بنظراته لها !

ولكن سيران القشعريرة بجسدها والرجفة اللي لامست فؤادها بسبب صوته أيقنت بعدها إن أمنياتها ما تحقتت بهذه اللحظة : وش تنتظرين هنا يا أهداب ؟

حررت صف الرمش القتّال وأسبلته بنفس اللحظة تحاول طرد دموعها من مجال رؤيتها ولمحه ، وفعلاً كان واقف أمامها بالضبط
ينقل نظراته الهادية على كل تفاصيلها بتعابير غير مقروءة لها
شعرها اللي إزداد طوله من آخر مرة تأمله فيه ، نُضج جسدها أكثر والأنوثة التي تصرخ من كل أطرافها حتى من إنحناءة خصرها المُهلكة !
وجنتيها المُحمرة بعبّث بسبب خوفها وبكاءها الحاد المكتوم!
وشفتيها المزمومة بطفولية وكأنها تكبّح
بكاء عنيفة من تواجده أمامها
#هوى_ديار_الليل



-
كل خلاياها تنتفض بسؤال يتيم " كيف طوعت له يتناسى الدين والعُرف ويبّقى هنا وتبقى نظراته على جسدها ؟"

إلتفت بيدينها حول جسدها وقالت بغضب رقيق يُمثل كينونتها : تعلمنا إن للبصر حُرمة وإن ما غضيته كنت بالنار

قاطعها بضحكة مُتهكمة : النظرة الأولى حلال !

"ناظرته بذهول وهي بالفعل مصعوقة من شخصية هالرجل .. أليس المعروف بـ " رجاحة العقل " مابالي لا أراه سوى مُراهق عابث بثوب رجل عاقل ! وماذا يقول " نظرة أولى " إن كانت هذه نظرة فقط ففضلاً ليلغي أحدكم مصطلح "التأمل" من قاموس اللغة العربية !"

إبتعدت عن مكانها وهي تحاول أن تحرر نفسها من حضوره وتهرب قبل رؤية أحد لها ، فإن كان آخر موقف عدّى على غرُور بظلم فكيف بهذا الموقف وهذا الرجل يُعريها بنظراته !

توقفت خطواتها بسبّب صوته الحاد : لا تطوع لك نفسك تكررين هالجنون من جديد يا أهداب ، مانتي بصغيرة لأجل تتبّعين جنون غُرور
آخر مرة تكونيّن بهنا - رفع إصبعه وأشار على شكلها - وياويلك أحد يشوفك بهالشكل هذا وأنتي راجعة

إمتزجت نظراتها بغضب وهي تستدعي الصبر ، مابال عذا المجنون ، يظن إني سبيل حلال له ولغيره مُحرمة ؟تباً له من يكون !!
لم ترد عليه بل إكتفت برمي سهام نظراتها الغاضبة له من تصرفه وكلامه والأهم تجرئه وعدم وقوفه عند حده،وهي الي عاجزة تشكيه لأحد لإنها بسهولة " خائفة "

بينما هو تنهد بصمت ومسَح على وجهه بإنهاك حينما تذكر أنه لمحهم من لحظة خروجه من الجناح ، ولولا لحاقه بهم لما رآهم خلف هذه الجهنمية العظيمة، ولكن الفضُول المغلف بشعوره الفظ أجبره يتبع خُطاها هي بالذات
شد الخُطى لمجلس جده كالعادة،فضيوف شاهِر اللي ما إنقطعو على وشك الوصول !

بيّنما أهداب لمحت غُفران وغرُور واقفين على باب الجناح ويناظرون لوصولها بخوف وترقُب
ناظرتهم بغضب بينما غُفران تقدمت وهي ترتجف : وأقسم بالله من الخوف إني نسيتك آسفة يا أهداب وربي ما أعرف وش صار بعقلي علميني وش سويتي ؟

غرُور قالت ببسمة مُحرجة : والله غُفران الي سحبتني وأنا أحاول أعلمها إنك باقي موجودة بصوت هامس عشان ما يسمع غالب بس هي غبية

تنهدت وهي تبدل نظراتها للسكون وقالت بعد صمت خافت : ماصار شيء ، تخبيّت لما راح وجيت بدون ما يشوفني

ضربت غرُور كتفها بضحكة وقالت بعبث : نعم ياسادة يا كِرام ، هذي بنت العم الذكية

أبتسمت لها بهدوء وسحبت خُطواتها لجناحهك وهي تستشعر إن جسدها يحترق من آثار نظراته اللي مازالت عالقة على جلدها وكل جزء منها
والأهم تشعر إن قلبها على وشك الإنهيار والسقوط بأقصى معدتها من شدة رجفته وتسابّق النبضات بداخله،ماهذا الشعور المُتعب!!
#هوى_ديار_الليل


-
غُفران اللي أستلت يدين أهدابّ وأخذتها لجناحهم الخاص وسط غضبها على غُرور اللي تداركت نفسها وكتمت ضحكتها بصعُوبة على
أشكالهم الغاضِبة والعاتبّة،الحقيقة إنها تستشعر أن جبل كبير هبّط مرة وحدة على قلبها
وحارِمها لذة التنفس الطبيعي ، والجبَل بوزنه
الكبير معروف من هو صاحبه !
لذلك كانت تدور على أي موقف ممكن ينفس عليها ، وهذا فعلاً نفس عليها ولو القليل !
قبل تجر خطاويّها لجناح جدتها مودة ، توقفت هالخطاوييّ وهي تعقد حواجِبها للحظات لما تِسلل لمسامعها صوت ما تجهله أبداً ، لفت الشّماغ على وجهها بعجلة وتوارت عن أنظارهم لما سمعت صوت هارُون معه،كانت تتأمل حضوره الهاديّ،هادي فعلاً يا غرُور ؟
وهالزلزلة العظيمة اللي بقلبك وش سببها ؟
حضوره الهادي الي تقولينه ؟ لاوالله إنه حضور مهيّب طاغي،زلزل جبل عجزت أنفاس تزعزعه
كانت تمسّد صدرها بطرف يدينها بطريقة لاشعورية ، لسعة نار بداخله ولا تعرف أسبابها
توقفت خطاويّهم أمام أنظارها بالتمام مما سبّب لها رعشة سريعة سرت بأوردتها !
بلعت رِيقها بصعُوبة لما تهادى لسمعها صوته الهادييّ واللي ماخلت نبراته من " السُخرية " اللي باتت تتلون بصوته : يا هارُون ، ماودك تنسى بنفسك،ولا أخليك تنسى بطريقتي ؟

رجع هارُون خطوة لورى خائفة ولكنه يمثل الشجاعة وهو يرسم بسّمة متوترة على وجهه : يارُجل ليه ما تتعامل بالحسنى ، شفني كفو وراعي طويلة ومضبط أمورك مع وضحى أم العيون الكحيلة

ألقى عليه نظرة بطرف عينه فتعالت ضحكات هارُون المرتبكة وقال بعدما مسح على رأسه بحركة عشوائية : أبشر ولا يهمك طال عُمرك
أنسى المكان والطريق وإن كان ودك أنسى وضحى نسيتها بعد دامك حبيبها الأساسي
ولكن علمني يا أبو صقر أنت رايح لوضحى اللحين ؟
أخبر يوم شفناها ليلة البارحة كانت متوحشة لأنها لوحدها ، تكفي يالعضيّد لا تهجرها واجد
تراها بتكون قطعة منك ومحد بيغليك كثرها

أبتسم بهدوء وهنا تراقصت الفرحة بقلب هارُون اللي تسبّب ببسمته فقال بسعادة : يالبييه يا طواري الحبيبة الي تخليك تضحك وتبتسم ، والله ماهي بهييينة أم عيون كحيلة .. ودامك رايح لها بلغها سلامي ولا أقولك خلاص خلها تنساني أعرفك غيُور الله لا يبتلينا بغضب غيرتك

مازال على بسمته وأخذ يقول وهو يأشر على مجلس شاهِر : الله الله في ضيُوف شاهِر يا هارُون ، العمد عليكم

كتم تأففه وقال من بين إستنكاره : الضيوف مقصدهم أنت ، ليه تحرصّنا عليهم وتختفي ؟

رسم بسمة ساخرة على وجهه وقال بإستهزاء : جايين يتحمدون بسلامتي بعد صقر ، أي سلامة هذي بالله عليك ؟
#هوى_ديار_الليل



١٠٣
-
تنهد وهو يشيح بنظراته للمكان بضيق بعدها نفضه عن صفحة وجهه وتبّسم بحماس وقال : معليك الضيوف برعايتي وشاهر ماعليه قصور من هالناحية لا تخاف،أنت توكل على الله لعيون وضحى ومن تتمايل بغنج قدامك والله غير تنسى كل هالضيق

تلاشت السخرية عن وجهه وإنبسطت ضلوعه بضحكة هادية وهو يقول : ياكثر لعبك ياهارون،رح بس لاحد يسمعك وينهبل

رفع كفه وهو يسحبها بطريقة مسرحية على ثغره وهو يقول بضحكة : سرك في بير أفا عليك،محد بيسمع ولا أحد بيدري، وأنا أصلاً من هاللحظة نسيت،وضحى ؟ ما أعرفها تعرفها ؟

أبتسم له بضحكة وهز رأسه بيأس وهى يربّت على كتفه ويبتعد عن هالمكان وهو يشد الخطى لخارج البيت بإتزان بينما هارون تبسم بخفوت وهو يتنهد ويتجه لمجلس شاهر!

غافلين تماماً عن الشخص القابع خلفهم بخطوات قليلة،حجم عن رئتيه الهواء لأجل ما يلمحونه !
تخاف وحيل من العقاب والحرام ، لذلك كانت دائماً تنظر لوجوه الناس بإهمال ويمرون من أمامها مرور الأثير ولكنها عند وجهه ؛ تتلاشى الحُدود ! ولكن من لمحته بدأت تتفحص وجهه،ركزت بتفاصيله حفظته كما لو كانت بتجيب عن سؤال وكل هالتصرفات ماكانت بيدينها
ليه بعمر القلب حس بشيء وكان بيدينا قدرة على ردّعه ؟ الأكيد إن الجواب بيكون "لا!"

أخذت نفس ولكنها إستشعرت كما لو كان في حلقها شوك كبير يجرح كل جزء فيه، كما لو كان بقلبها جمرة مشتعلة تتقلب على مشهاها وتحرق كل وريد تقترب منه،يالله هالحريق
اللي بقلبها واللي تشم رماده وش سببه؟
رفعت كفوفها وبدأت تضغط على صدرها بكل قوة لعل هالشعور يخف،ولكنها عاجزة !
إستولى هالشعور عليها وقبض على أنفاسها بطريقة عنجهية مرعبة تركت جميع خلاياها تنتفض من..؟كيف تكون قادرة على وصف هالشعور
هي ما بعمرها عاشته ولا صادف ومر لصدرها
سوى هاللحظة،يالله كيف توصفه ؟
وكأن أحد رمى قلبها على حفنة جمر
وبدأ يشويه بكل برود،أو وكأنها سدة فوهة بُركان وهو على وشك الإنفجار وألسنة ناره تشعل كل جسدها،هالشعور مقيت مهلك
قلب مثل قلبها ما أعتاده كيف بتتوالف معه وتكمل باقي يومها طبيعي بسببه ؟

ضغطت على قلبها بكل قوة وهي تستشعر إن عيونها تلتهب من شدة الغضب : وضحى،والله ما تذوقين الراحة على هالشعور اللي مرني بسببك
ضحكت بقهر وهي تفلت الغترة عن وجهها وشعرها وتحرره بعصبية لما أيقنت إن كل هالشعور ماكان غير" غيرة"
كيف؟ومتى بدأت تغار وتتصادم هالنيران بفؤادها؟ما تعرف !
كل اللي ما تجهله إن روحها تقلصت من اللحظة الي لمعت بسمة هادية على وجهه لأنه سمع بس إسم وضحى!

"اللعنة عليك يا شاهين ذوقتني الهم من صغر سني،وتضحك لإسم وحدة غيري؟ والله ليكون مردود هالضحكة شيء يبرد نيراني"



-
تتـهادى خُطواته على عتـبات " ديـرة الليل "
ينتقل من المُر للوجع ، ينقل نظراته المُتوجعة
لزوايا الدِيرة بنفس ضيّق مُختنق .. يستشعر إن قلبه يتفتت من شدة ضربه بسوط الوجع
"ياااصـقر .. ياا مُر غيابببك ياخوي ! مبّطي عن الحياة بسببّ غيابك.. ويلك من الله دمّرتني عقبك "
كان يتمم بالوجع ويهمس لنفسه إنه عااجز يكون كامل بدون صقر ، هو شخص يكون كامل بنصف منه بس ؟

تراكمّت الغصات بوسط قلبه وأخذ يتنهد وهو يمسح على وجهه بكفوف يدينه المرتعشة ، لأول مرة يتمشى بالديرة بعد فقدانه صقر ورجُوعه للديرة
ولا يدري .. زوايا الدِيرة ترثي صقر وتعاتبه ، ولا ترحب فيه ويحتضن ثراها خطواته !

بوسط زوبّعة المشاعر الُمهلكة ، صوت ضوضاء شديّدة إنتشلته من عُمق وجعه وأجبرته يتّبع أثرها وهو يعقد حواجِبه بشدة بسبب تجمّع أهل الديرة الكثيَف على شكل مجموعة والواضح مُلتفين حول شخص ، تقدم منهم ومن توغل بداخلهم والبعض أبتعد عن طريقه ولمح " زِناد " يتوسطهم وضحكته المُجلجلة تزعزع ذرات الهواء وهو يتأمل ملامحهم المنّدهشة وهم يتأملونه وكأنه مخترع الذرة ، وكأنهم مُنقذهم
توقفت ذبذبات ضحكته من لمح شاهييّن وبوسط إندماج الناس معهم ، رفع قدمه اليمين وضرب بها الأرض بقوة وتوسطت كفه رأسه وهو يدّق التحية لشاهييّن وعلى مُحياه بسمة ضاحكة : حييّا الله سيد رجال الليل ، صباح الخير يالوجه الصبُوح

ناظره بإستغراب والدهشة تعتلي وجهه ، لوجوده ولتصرفاته وهو اللي شدّد عليه ماعاد يتقابلون ولكن الواضح إن زناد له رأيي ثاني !
قبل يتكلم شاهييّن تقدم زِناد وهو يرفع " الجوال " له ويقول ببّسمة وبصوت عالي : وهذا الجوال هدية لبن عسّاف يستاهل

نقل نظراته المنّدهشة لصراخ أهل الدِيرة وهو عاجز عن إستيعاب تصرفاتهم ، ومن أكمل زِناد ب : هذا جوال إيي واحد وخمسين أول جوال ينزل بالأسواق عندنا ، وعاد نصيب بن عسّاف
وأنتوا يا أهل الليل أعتبركم أهلي لأجل كذا محلي تحت أمركم ، وعاد أنتوا بنفسكم أدرى بمميزات الجول هذا وكلكم شفتوه يومني فتحته لأجل كذا أنتظركم حياكم كلكم

وافقوه كلهم مذهوليّن من الجوال وطريقة تشغيله ووصول الصوت بسرعة شديدة بدون إنتظار ورغم إن بعضهم شافوا إعلاناته بالتلفزيون بس رؤيته على أرض الواقع لها طعم مُختلف !
إستأذن منهم وهو بدورهم تفرقوا وأقترب وهو يوقف قدام شاهييّن وعلى مُحياه بسمة عذبة قال من بينها : أشتقت لي صح ؟ والله إني داري لأجل كذا جيتّك بنفسي وهدية لأنك أشتقت لي
عاد أستغليت الوضع شوي وسوّقت لمحلي بطريقتي الخاصة

#هوى_ديار_الليل


-
تنهد شاهيييّن بصوت عالي وناظره بنظرات غريبة : ماقلت لك لا ترجع ؟ والحين مالك خمسة أيام مختفي وراجع تلّم أهل الليل عليك ؟

ضحك زِناد وهو يسحب كفوف شاهييّن ويثبت الجوال بوسطها وهو يقول : وسّع صدرك
وإستمتع بهديتك ، خاف ربك يارجل والله سافه هلي وربعي كلهم وجاييّك مخصوص أعطيك جوال مابعد نزل بالأسواق زيين لأجل تكون الأول بكل حاجة ، مايكفيك لأجل تستقبلني إستقبال يليّق فيني ولو شوي ؟

ناظره بطرف عينه وهو يقبض على الجوال بيدينه للحظات ثم رسم بسّمة هادية على وجهه وقال : تسّلم وجعل عمرك طويل ، ولا تكسيني جمايّل لأجل تحملني الحمل يا عقيق

تبّسم براحة وقال يربّت على كتفه : يارجل أنا مشتري بسمتك والله يهد حيل الجمايّل وجعله بألف عافية ، دور لك حبيبة تكلمها تالي الليل عالأقل تستغل كونك الوحيد اللي معه هالجوال بديرة الليل

قبل يرفع الجوال ويرميه بوسط رأسه هرب بنفسه للبعيد وهو يضحك من قلبه على ملامح شاهييّن اللي إحتدت من هالطاري وشاهييّن زفر وهو يرفع الجوال ويقلبه ببيدينه بعشوائية ولما لمح إن زِناد مسجل رقمه بـ" عقيق" حتى تنهد وهو يدخله بطرف ثوبه بعبّث وكمّل مشواره وهو يتـجه للمغارة، بعدما بدأ منحُوتة جديدة تشاركه رثـاءه على صـقر!


بين زوايا الـمغارة اللي شهِدت اللوعة وعانت صخُورها الشوق لهالـرجُل !
سنين عاصرها معها وعجنها بين يدينه ك صلصال حتى تعودت عليه كل صخرة منها وأشتاقته وصار وُجوده الفارِق والمهم سنة ونص بعيّد وهالمكان طافي نُوره
وهاليوم ،النُور على نُور بوجوده !
كان بمكانه المُعتاد على كُرسيه الخشب ومشمّر أكمام ثوبه الأسود ويدينه تطفُو بين أركان المنحُوتة وهو يغرقها بإبداعه اللامُتناهي وكأنه يرسم بلوحة،كان له القدرة على تشكيلها ببساطة لذلك المنحُوتة أخذت منه يومين فقط !
أنتهى منها وغسّل يدينه وهو ينقل نظراته للمكان بتنهيّدة تبّسم بضحكة لما خرج من المغارة وتأمل منحوتة الذيّب الي مازالت معلقة وهو يتذكر موقف صقر معها !
سحب علبة الدخان من طرف جيبه ، الشيء اللي لازمه سنة ونص أخذ يحرقها بيّن شفايفه ومن لمح وضحى حتى تقدم وهو يبتسم بهدوء ويمسّح على وجهها : كيفك اليوم ؟ عسّانا ماكدرناك بوجودنا ؟ نخبر كل الي يحبون صقر صارو يكنُون لي الكره،الجماد والبشر نبذوني،وأنتي وش تقولين؟

توسّعت حدقات عيونه بصدمة لما سمع

" تقول الله يهديك ياشاهيّن تتكلم مع حيوانة ماتقدر ترد عليك وتترك خويّك الطيّب المسكين وراك منبُوذ صدق وهو يداريك كأنك عيونه !"

تحولت ملامحه للغضب الشديد وإحتدت نظراته وهو يلتفت بعجل وتستقر نظراته الغاضبة على وجه زِناد المنبسطة ملامحه ببراءة..
#هوى_ديار_الليل


-
تمتم بِضيق وإقتضاب: أنت تجهل اللغة اللي أتكلم فيها معك يارجل ؟ أنت من بني الإنسان يومنّك منت قادر تفهمني ؟ أقولك إبتعد ، فارق ، رح عني تقوم تلحقني بدون علمي لمكان ماودي تخطيه خطاويك ، ماتفهم أنت ؟

بسمته ماغابت وهو مُدرك سبب غضب شاهيّن وأخذ يقترب وهو يقول ببسمة : يارجل أنا أسميك سمح المحيّا ، خلك على إسمك ولو قليل

ضغط على الدُخان بقوة وكان بيرد ولكن حكّم لجام غضبّه اللي زاد بشكل مو معقول ، يستشعر إن قلبه هاللحظة بينفجر من ضيقه كان يتأمل زِناد اللي من لمح الذيّب المعلق تعالت صوت شهقاته ورجع بخطوات مذعورة للخلف حتى إن توازنه اُختل بسبب الصخور الصغيرة وأرتد جسده للخلف وتوسط الأرض بكل قوة ، الموقف مُكرر ولكن الشخص مُختلف والوجع أعمّق وأكبر
شاهيّن وإن كان غاضب قبل لحظات ، هاللحظة تراكم الغضب مع الوجع لدرجة أنتهى المنطق عنده ، تقدم بخطوات جامِحة من زِناد اللي يئن من الوجع وينفض التراب عن جسده وهو يتمتم بـ : ويلك من الله ياشاهييّن ، هذا ذيب حقيقي اللي معلقه على هالمدخل ، والله إنه العجب والعُجاب

تأمل شاهييّن اللي أنحنى منه وعينه تقذف حُمم بركانية غاضبة وكأنه لوهلة بينفجر فيه ، الأوداج المتورمة بعُنقه ووجهه دليل على وصوله لأعمق نقطة من غضبه .. وهالنوع من الغضب ما عاشه مع شاهيّن أبداً لذلك تمّلكه الخُوف لوهلة وخوفه كان بمحله ،جفل فؤاده لما إنحنى أكثر منه بصمت وغضبه اللي يحركه وأخذ يطفي الدُخان بوسط كف زِناد اللي إكفهر وجهه ووقف مشدوهاً وهو يكتم صرخته بصعوبة والوجع يتملّك كُل كفه ويستشعر إن يدها كلها أحترقت من فُرط الوجع،ولا يدري هو وجع حرق ولا من حر الموقف ؟
يناظر لشاهيّن مصعوق بينما هو يتأمله بتهكم ممتزج بغضب : وقف بالمكان اللي تركت الحدود عنده،لا تتعداه لأجل ما أوجعك ياعقيق

أخذ نفس بصعوبة ونفثه وهو يستشعر إنه نار من شدة غضبه وضيقه،يحلف يمين مغلظة لو كان شخص غير شاهييّن ليكون قتّاله ! ولكن اللي حكّم غضبه ودمح خطاه إنه كان شاهييّن،سكت للحظات وهو يرجع كفه لخلف ظهره لأنها بدأت ترتعش من الوجع وقال بصوت يحاول ماتوضح نبراته غضبه : ياشاهييّن بسط المواضيع لأجل تعيش بلين وتترك هالغضب اللي بينهيك،لا تظن إني سهل لأجل تحرقني مثل ماتحرق هالدخان،أنا رجال عديتك مكسّب ووجب عليك تعدني رأس مال

- يارجل لا تحسبني فرض وماني بحاسبك سنة ، إقطع خطاويّك عني وهالمكان لا تخطيه من جديد لأجل ما نوجع بعض -صدقني أنا رجل أفهمك ، و أنت ملزوم تفهمني ، أنا عقيق ماني بصقر ولا أبي أجي بمنزلة صقر عندك واللي أنت جالس تحميها بكل طاقتك ! ولا أدري خوفاً على المنزلة مني ولا خوفاً علي !
#هوى_ديار_الليل



-
تنفس بعمق وهو يكمل بهدوء : أنت جالس تنبّذ نفسك عن الناس من خوفك عليهم منك وتقول وجع قليل هاللحظة ولا الويّلات بعدين ! ولكن أنا غريّمك يا بن عسّاف ، حرام حرم الدم ما أتركك لو فيها موتي لو المرة الثانية فيها موتي ولا حرقي حي ماا رف لي جفن ، لأجل كذا وفر غضبّك وأعصابك لأن مشوارك طويل لأجل تتقبلني وترضى بوجودي جنبك وإن ماكان بالطيب ... أنا عارف مافيه شيء يمشي بالغصب عندك لأجل كذا تتقبلني بالطيب ولا بالطيب مالك حل ثاني

ناظره شاهييّن ببرود العالمين ، بجزء من الثانية تحول غضبه الجامح والمُخيف لبرد قارص مُوحش تُرجم بنظراته وإيماءات جسده وصمته البارد ، تنّحى عنه وتخطاه وهو يدخل المغارة بصمت بينما زِناد وقف عند الغزال ومسح على ظهره وهو يبتسم بوجع : والله حرقني هالي مايخاف الله ، الله يستر مرة ثانية لا يتركني مربوط عند هالإبل ويخليهم يدعسوني ، يسويها والله

أبتسم بخفوت وأستقام بوقفته وهو يناظر لمكان دخول شاهيّن وقال بصوت عالي : حتى الرشاوي اللي جبتها ما نفعت معك يا الرجل الحجري ، لا جمايل ولا جوال جديد أنت أول شخص يملكه من ديرتك ولا حتى جيتي وكلامي ينفع معك ، ولكن ماعليك أنا لك بالمرصاد والأيام بينا يا أبو صقر والله وخالق هالسّماء ما أخليك تنسى ملامح وجهي

ضحك بصمت لما ماسمع رده وهالنوع من الغضب عاشره كثير مع شاهييّن ويبغضه وجداً ولكنه يقدر يتعايش معه عكس غضبه الجامح اللي يتصرف بسببه شاهييّن بعكس شخصيته
ضغط على كفه بوجع وأتجه لسيارته وهو يتمتم بالوعيد لشاهييّن!
-
بوسَط مجلس شاهِر آل جلوي
يتأمل جده ببسّمة خافتة ، لطالما كانت تبهره هالة الهيبة الي تحيط فيه ومن قدم الأزل وهو يحب تأمله،وبرغم كل العوائق اللي بينهم
برغم الُركام الموجع اللي تركته الأيام بينهم وأحرقت كل المودة الكبيرة وتركت رُفات بسيط إلا هالرُفات كان بحجم الدنيا،هالرجل بيظل بعيونه عظيم!

أنتشله من عظم تأمله صوت أحد الزوار اللي بجنبه واللي كان غاضب بصمت على عدم حضور شاهييّن وتقديره لجيتهم وقال وهو يهمس لغالب : أنت منت بشارِهه على شاهييّن الي قتل زوج أختك قبل يوم من تمام الزواج يومنك تستقبل ضيوفه الي جايين يزورونه بعد العفو ؟

ناظره غالب بصمّت والرجل أردف بصوت مُتهكم : علموني ، هالي مات ماتعدونه أخ لكم
زد عليها إنه كان بيكون نسيّبك وولده أنت خاله؟ ليه فرحانين بخروج شاهييّن وهو قتاله وبدم بارد والله أعلم وش السبب،لا تقول لي إنك مصدق كذبة إنه قتل غير متعمد أنا وأنت ندري بغضب بن عسّاف أكيد إن صقر قال كم كلمتين خلته يعصب وهو سحب المسدس ورماه بدم بارد
وآخر شيء سنة ونص وخرج ويا دار مادخلك شر!
#هوى_ديار_الليل


-
إستطرد بخيبة متهكمة :أنت بالذات ياغالب ماهقيت إنك تعفي عنه بسهولة،أمه وتهون وندري مرة لحالها وبنص عقل وأكيد جاءها ضغط وماقدرت تتحمل وعفت
بس أنت رجال ولك كلمتك ، لو قلت خلوه كان خذى جزاته ولو قلت كفُو زياراتكم لرجل قتل نسيبي كان وقفنا ..

سكت بصدمة بسبب غالب اللي قبض على كفه وشد عليه بكل قوة وهو يناظره بغضب : ناسي إنك تتكلم عن ولد عمي ، حفيّد شاهِر ناسي إنك تتكلم عن رجال من صلب جدي ، والله لو قتله بيدينه الثنتين وقدام عيني لأشيل الحمل معه وأوقف ورى ظهره وأسنده ، هذا أخوي كأنك ماتفهم ، أما القتل العمد فتخسى وتعقب ويهبّى أكبر شنب يظن فيه هالظن ، صقر أخو شاهييّن وجلده وشنبه ما يضره لو فيها موته

سحب كفه بضحكة متهكمة وهو يقول : لو فيها موته ماكان صقر في قبره ياغالب ، لا ترخي الحبل لقاتل لأنك إبن عمه

أخذ نفس ونفثه بغضب وهو يوقف ويبتعد عن المجلس يدور بالحوش ويحاول يصغّر غضبه ويحكمه وهو المعرُوف بحكمته ورجاحة عقل ولا هو برجل كلمتين تمشيّه غصب عنه ! هو رجال يحكم عقله ويعرف الصح والخطأ
والصح هاللحظة يكبّح غضبه عن رجال شيبه أكثر من سواده لأجل كذا كان يمسح على وجهه بين كل لحظة وينفث نفسه الحار وهو يتمتم : آه يا شاهييّن ، كأنك صاد عنهم وأنا أتصدى لضيوفك اللي جايين يشبُون الفتنة بيننا !
-
-
مساءً ..
بوسط حُوش شاهِر ، ملتفين بإنبّهار على شاهيّن إللي كاتم ضحكته بصعوبة بسبب أشكالهم المندّهشة ونظراتهم اللي تنطق فضول وذهول
يترقبون كل تصرف له ، وهو كان يضغط بعشوائية على الجوال ويراقبهم مع كل ضغطة كيف ينبّهرون ، لأول مرة يلمحونه على أرض الواقع وهذا أول جوال نقال يقدرون يمسكونه بيدينهم لذلك كان شيء كبيير بالنسبة لهم
يتناقلونه بين يدينهم ويتفحصونه بكل إنبّهار وسط ضحكة جدهم اللي قال : والله ماسوت فينا خير ذي الشركات كأنهم بيأخذون عقول رجالنا بهالجوالات ، الواحد ماعاد بيقدر يسوي شيء وهالبلية بيده

أبتسم بضحكة شاهييّن وقال بهدوء : خلهم على هواهم يا جد ، مالهم غير اللحظات الأولى ينبهرون ومن يتعودون راح صيته

هارُون اللي يقلبه بين يدينه وعيونه تنطق حب قال برجاء : هذا الي ببيع الدنيا عشانه ، لو هو معي لأبدأ أغازل كل بنات خلق الل..
سكت بوجع وأصوات ضحكاتهم إنتشرت بالمكان بسبب دبة العصير اللي رمتها مودة عليه : ما تستحي على وجهك أنت؟ بنات خلق الله لعبة
وبعدين من هو العاقل والرجال الي بيعطي هالبلية لبناته ، اللي يسوي هالسوايا مابه عقل برأسه ، هذي سوايا الكفار يبون يخربون بنات المسلمين ومحد يتبّعهم إلا اللي بيتشبّه فيهم

ضحك غالب على ملامح شاهييّن المدهوشة!
#هوى_ديار_الليل


١٠٤
-
غمز له هارُون وهو يقول بضحكة : تسمع ياشاهييّن ، والله زوجة شاهِر رمتك بالنخاع بدون رمشة عين

قالت بعجل وهي تناظر شاهييّن : لا عسى يومي الأول يا قرة عيني ، ماهو بأنت المقصد أنت سيّد الرجال ولكن ..

أبتسم بخفوت وربت على كتفها وهو يوقف ويقول : داريي بقلبك ياجدة لا توجعين نفسك بالتبرير

وقبلما تتكلم تخطاهم ومشى وسط ضيقها وهي تقول : جعل لساني القص كاني قلت هالحكي وفهمني خطأ ، والله ماودي به غير سالي ويضحك

ضغط على كفها شاهِر وهو يناظر لشاهييّن بنظرات متفحصة بينما هارُون الضاحك وقف وهو يقول : ولا يهمك ياجدة ، رايح أطيب خاطره
وأعطيه جواله اللي من كثر الضيّم بسبب كلامك نسااه

ناظرته بضيَق وهارون ضحك من قلبه بسبب جده اللي كان بيضربه بعصاته لأنه زاد ضيق جدته وركض بأقصى طاقته وهو يتبّع خُطى شاهييّن ويتخطاه حتى أستوقفه أمام باب غرف مهابّ وهو يقول بضحكة : يارجل كان خاطِرك وسيع ، هاللحين من تسمع كلمة تنقلب ملامحك ويضيق صدرك علامك ؟

شاهييّن واللي وقف متجاهل الجلسة بسبب حاجته للتدخين ولا أعطى كلام جدته أهمية وحتى إنه نساه قال : خاطري للحين وسيّع ، بس لو وقفت قدامي زيادة الله أعلم لأي درجة بيضيق

شهقَ هارُون بصدمة وضرب صدره بمسرحية وهو يقول : يا نهار أسود ، وجهي اللي كأنه فلقة قمر يضيَق الصدر ؟ خاف ربك

ضحك بهدوء وهو يقول : بعد عن طريقي يا هارُون أنت ووجهك اللي ظلمت القمر بسببه

أبتسم بسبب ضحكته وقال وهو يرفع جواله : وناسي جوالك بعد ، أنت مجنون ؟ هذا لو أحد يشوفه ينهبه بنفس الدقيقة ولاعاد تشوفه
ماتقدر النعمة أنت ؟ شكلك ماتدري إنك حدث أهل الديرة بسبب هالجوال ويتكلمون عنك بكل جلسة

- متى ما كنت محتوى سواليفهم يا هارُون ؟
- الله أكبر يا مستوى الثقة الي عندك ، عاد علمني رايح هاللحين تطيّب القلب وتواسيه عند وضحى صح ؟ أخبّرها تلين المواقف وتخليك تنسى همومك ، عادها على خبري ؟
- يا رجل والله إنك نشبة ، خاف ربك ووخر عن وجهي قبل أخلي وجهك فلقة قمر صدق

كتم ضحكته ومسك كفوف شاهييّن بدرامية وهو يقول بضيق : أنا حبيبها الأولي تكفى لا تخليها تنساني بسهولة ، عالأقل لا لامس كفي جلدها تفز أو تحسسني إني تعبت عشانها ، أخبرها بتنساني لامنها كانت معك بس تكفى يا ولد خالي إلا الحب اللي بيننا خل منه ولو قليل

رفع كفه وهو يسحبها على رقبته ويقول بصوت ذابل : ولا بذبح نفسي وبكتب على قبري مذبوح من روح الروح

كتم بسمته بصعوبة للحظة بس ملامح وجه هارون الدرامية أجبرته يضحك من قلبه وينفغر ثغره بضحكة رجولية عميقّة وسط مشاركة هارون للضحك معه #هوى_ديار_الليل


-
إنفجرت أسارير قلبه وهو يراقب شاهييّن اللي لملم شتات ضحكته وأنهاها ببسمة عذبة أخذ يقول على إثرها هارُون : مبببطييّن عن ضحكة سهلة

قبل ينتهي عهد البّسمة بغضب ترك الجوال بيده وهو يبتعد عنه براحة عميَقة بينما شاهييّن تبّسم بضحكة على ملامح وقال بصوت مسموع : آه من هالـ وضحى الي أهلكته ثم أهلكتني وتركتني أشتاق لها وأنا هنا

سحب علبة الدخان من جيبه وهو ناوي يخطي الخُطى لخارج البيت ولكنه تجمّد بمكانه وتوسّعت حدقات عيونه بذهول تركه يبّقى ثابت بمكانه بدون ما يتزحزح إِنش واحد ، رفع كفوفه وهو يمسح الماء اللي غرق رأسه ووجهه والغضب كوى صدره وهو يرفع رأسه يتأمل مصدر الماء اللي أنسكب عليه بكل برُود ، وأرتفع مستوى الذهُول وأخترق كل أجزاه لما لمحها تناظره بنظرات ناريّة وصحن الماء بجنبها وقبل ينطّق بحرف واحد قالت ببرود يعكس النار اللي تشوي قلبها : نعيماً ، عاد أخبّر إن الماء يلين حتى الحجر ، عسّى له قوة عليك ويلينك ولو شوي يا ولد العم وتصير إنسان طبيعي من تراب بدلاً من تشدقك بكونك من حجر..!
-
#هوى_ديار_الليل
🎬🤍



زمردانكا likes this.

"جوري" غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-02-22, 04:25 AM   #14

"جوري"

مشرفة منتدى الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية "جوري"

? العضوٌ??? » 333867
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,010
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » "جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


-
إنفجرت أسارير قلبه وهو يراقب شاهييّن اللي لملم شتات ضحكته وأنهاها ببسمة عذبة أخذ يقول على إثرها هارُون : مبببطييّن عن ضحكة سهلة

قبل ينتهي عهد البّسمة بغضب ترك الجوال بيده وهو يبتعد عنه براحة عميَقة بينما شاهييّن تبّسم بضحكة على ملامح وقال بصوت مسموع : آه من هالـ وضحى الي أهلكته ثم أهلكتني وتركتني أشتاق لها وأنا هنا

سحب علبة الدخان من جيبه وهو ناوي يخطي الخُطى لخارج البيت ولكنه تجمّد بمكانه وتوسّعت حدقات عيونه بذهول تركه يبّقى ثابت بمكانه بدون ما يتزحزح إِنش واحد ، رفع كفوفه وهو يمسح الماء اللي غرق رأسه ووجهه والغضب كوى صدره وهو يرفع رأسه يتأمل مصدر الماء اللي أنسكب عليه بكل برُود ، وأرتفع مستوى الذهُول وأخترق كل أجزاه لما لمحها تناظره بنظرات ناريّة وصحن الماء بجنبها وقبل ينطّق بحرف واحد قالت ببرود يعكس النار اللي تشوي قلبها : نعيماً ، عاد أخبّر إن الماء يلين حتى الحجر ، عسّى له قوة عليك ويلينك ولو شوي يا ولد العم وتصير إنسان طبيعي من تراب بدلاً من تشدقك بكونك من حجر..!
عجز عن بلع ريقه حتى من شدة غضبه وهي شدت اللثمة على وجهها واللي حتى ماقدرت تتدارك نفسها وتتنقب من شدة قهرها وضيقها من طواري هالـ وضحى الي صارت تلسعها وكأنها نار مُهلكة ، تنزعها عن إطار التعقُل ، وترميها لدار الجنُون والغضب اللامتناهي الي يتركها تتصرف تصرفات لا تمد للعقل بصلة ، كتصرفها هاللحظة وتغريقها لشاهييّن بدم بارد ووقوفها بوجهه بثبات وكأنها تتحداه بتصرفها وهو عاجز عن فهمها وعن سبب تصرفها الماء لو نُثر على حفنة جمر طفاه ! ولكن الماء الي نزل على شاهييّن مازداه غير نار فوق ناره ! الحقيقة لو درى أحد عن تصرفها غير شاهييّن نفسه كان كانت بخبر كان ولكن لحُسن الحظ ما شِهد عليه غير الموج الغاضِب والطاغية !

قبل يجن جنونه ويصعد لها ويكسّر عظامها ويخترق دماغها لأجل يعرف إن كان تملك عقل أو لا لأجل تتجرأ على هالتصرف اللي ماله منطق ولا حكمة أختفت عن أنظاره بلمح البصر وهو مسح على وجهه للمرة العاشرةترك الجوال على الشباك ونزع ثوبه اللي تغرق بأكمله وهو يتمتم بكل شتيمة قدر يتذكرها ويحاول يتمالك أعصابه اللي ماباقي على تحولها لرماد إلا القليل كان يحترق من فُرط غضبه وهو يهمس بـ : وقسماً باللهه محد بيوردني الجنون غير هـالطاغية !

-
#هوى_ديار_الليل



-
كان بإوج غضبه وطُغيانه ومافيه شيء بالكون يقدر يوصله للمرحلة المُخيفة من تدهور المشاعِر ومن إمتزاجها مع بعضها لدرجة يصعب ترجمتها .. غيـرها ! مقهور وغاضِب لدرجة لو ما كبّح جماح غضبه هاللحظة ليدمر ما دونه وما تحته ولكن ...
كان لها بصمة غير ،والي يجهله إنها بتبّقى غير ولو حاول وجاهد لأجل يزحزح صحة هالحكي ماقدر !
-
-
بعدما مرت نصِف ساعة على آخر موقف لها معه
واللي من أستوعبت فذاحة فعلتها لامت طواري هالـ وضحى اللي نزعت عنها لبّاس التعُقل
وصارت بسبـبها مجنونة ،هالشعور حارِق مُهلك ومُدمر لكل خلاياها ما تقدر تلبّس الحُلم وهو مثل جمرة يحرق صدرها !
يالله .. ماهيّب صغيرة على كل هالمشاعر اللي مايقدر قلب صغير مثل قلبها يشيلها ؟
تنهدت بإنهاك وهي تتأمل أهداب اللي تحولت ملامحها للحُمرة وتشتت نظراتها للمكان وكأنها تُدين نفسها بتهمة للآن ما أثُبتت عليها ، وكأنها منحرجة وتتخبّط لأجل تنطق حرف واحد
تمللت بوقفتها وأخذت تقول بملل وهي تعدل نقابها : أهدابّ ! بيأذن الفجر وحنا واقفين بنفس النقطة لا أنتي تكلمتي ولا فهمتيني سبب وقوفنا ساعة هنا ! تحت جناحكم وبأي لحظة بيجي أخوك والله أعلم عظم المصيبة اللي بتصير لاجاء وأنا هنا ! تخبريّن آخر سوالفنا

زمّت على شفايفها بترقُب والود ودها تفصح وتقول إن " هارُون طلب منها توقف بهالمكان بالذات مبتعدة عن غرُور بمقدار متر واحد وتاركها نصف جسدها مبتعد عن سقف الصالة بدون ما ينتظر منها الفهم كانت تنتظر منه تبرير طلبه ولكنه ركض وتركها وراه ، أعطاها الأمر وكان ينتظر منه التنفيذ بدون سؤال ويا للعجب هذا فعلاً اللي حصل " لهم ربع ساعة بهالمكان ولاهي قادرة تفصح عن السبب لأنه طلب منها تلتزم بالصمت ولاهي قادرة تتكلم معها لأنها خايفة تفرط بكلمة ! والصحيح إن الإحراج كاسيّها والذنب يأكل من طرف كبدها كونها لبّت طلب هارُون اللي ماله منطق !
اللي مبّرد على قلبها هو إنها مع غرُور هاللحظة !

شهقت شهقة عنيّفة بعدما قُطع حبل أفكارها بأكثر الطرق غرابة وصدمة وهي ترمش بذهول وتناظر لغرُور اللي تحولت نظراتها للغضب العارِم دُون ما تمر للذهول أبداً .. كانت غاضبة وفقط !

تتنفس بكل سرعة وهي تستشعر إن عظامها ذابت من فرط الصدمة والخجل الشديد ، عاجزة عن إستيعاب إن هالموقف كان من صُنع يدين المجنون هارُون ! عاجزة تستوعب إنه فعلاً هالشخص اللي غرّق غرُور بالشاي من رأسها لأخمص قدميها هو الصغير هارُون !!

رفعت رأسها لما سمعت ضحكة مجلجلة ومن لمحت هارُون ينحني بطرف جذعه يقول بتوتر : والله الأمر جاني من الجهات العليا ووجب علي التنفيذ ، سامحينا يابنت الخال

#هوى_ديار_الليل


-
ضحكت أهداب مُجبرة بسبب ضحكته حتى وهي عاجزة عن فهم الموقف ولكنها سكتت بخوف بسبب شكل غرُور وتجمع الحشرات عليها بسبب السكر المُذاب بالشاي وطنين الذباب بإذنها أشعل الغضب بقلبها أكثر
ضربت للأرض بعُنف بقدمها وصرختها العنيفة وهي تتوعدّ وتسب كل شخص يطري ببالها ولكن كان النصيّب الأعظم من نصيب شاهييّن بسبب هارُون اللي أردف وقال : ويقول صاحب الشأن " أعرف كيف أرد الصاع بعشرة أضعافه ، ولكنك تبّقين بنت والرسول صلى الله عليه وسلم قال رفقاً بالقوارير ، لأجل كذا إنتبهي مرة ثانية عشان ما نكسر هالقارورة بالخطأ " وبيني وبينك يا بنت الخال الفضول يحرق جوفي لأجل أعرف وش مقصده ووش هالصاع الي رده بس خفت منه ، كان معصب ويّل حالي لو قلت كلمة بس كان دفني بمكاني ! المخيف بالموضوع إنه ما دفنك أنتي وأكتفى بهالرد وخصوصاً إنك عصبـ..

سكت بوجع وهو يمسك رأسه بصدمة بسبب الحجر اللي رمته عليه بكل قوتها وهي تتنفس بعجلة وتقول بغضب : هييّن يا ضب الليل والله لأوريك أنت وهالدجاجة اللي يرسلك لأجل تلبي طلباته

كتمت أهدابّ ضحكتها بصعوبة وهي غير فاهمة للموضوع بتاتاً ولكنها إستوعبت بعض الكلمات وربطتها ببعض ، ضحكت أكثر لما تخيلت لو سمع شاهييّن هاللقلب له ، ماكان بيكفيه دفنها حية فعلاً ، وسكتت بخوف لما دفعتها غرُور بكتفها وهي تمشي وتترنح بغضب أشعل فؤادها لما ألتصقت عبايتها فيها بسبب الشاي، تتوعد فيه وتسّب وتشتم بالشعور اللي مازال يحرق قلبها بعد كل هالموقف ..

بينما أهدابّ كانت تناظرها وهي مكتفة يدينها برِقة وعلى مُحياها يبان التساؤل والفضول الحارِق ، شاهييّن وهالتصرفات الجنونية ؟ ما يليق ولا أحد كان يظن إنه كان فعلاً بيسويها بيوم من الأيام ،ياعجب التصارييّف الرزين الثابت مال للجنون بسبب هالـ غُرور،الله أعلم لأي درجة ممكن يميل بعد !
-
-
بوسط النادي الرياضي ..!

كان يرتدي قميص الفريق الخاص بالتماريّن واللي ألتصق بكل عنفوانية على جسده وبرزت عضلاته الثقيلة بكل وضوح ، متجهه بهيمنته الُمعتادة والهيبة المنيعة الموروثة من جينات آل جلوي تجبر اللي يمر من جنبه يقف تبّجل وإنبهار ! بسمة جلوية خاصة بأحفاد شاهِر تجبرهم على إحترامه ! ووقفه شاهِرية شامخة على أعتاب باب الإدارة بسبب بعض الأوراق اللي كان يبي ينتهي منها !
العجيّب بالأمر إن وقوفه وفتحه الهادي للباب صادفّ إجتماع مناقشه بين المسؤول عن إنتقال اللاعبين من الطاقم الإداري والمدير ورئيس النادي وموضوع الإجتماع كان نقل بعض اللاعبين بسبب إنخفاض بالميزانية كالعادة !
ما شدّه الحوار كونه شهده مرات عديدة وهالإجتماعات ح كثير بسبب ميزانية النادي المختلة #هوى_ديار_الليل



-
كان بيدلف للداخل ولكن توقفت خطواته بعجب شديد وجحظت عيّنه بذهول لما سمع الأسماء اللي أقترحها المُدير واللي وافق عليها الرئيس بنفس اللحظة !!
حتى إن المسؤول عن الإنتقال أعربّ عن تأييده بِ كلمات مُوجعة عن الكل وعنه خصيصاً " اللاعب حرب آل جلوي جاء بالوقت الصح وأثبت نفسه لدرجة لما تدهور مستواه ووصل للقاع غضينا النظر عنه لمرات ما تنعد ، ولكن هاللحين ماعاد له منفعة وعامل النظافة بالنادي مفيد للفريق أكثر منه ، أقترح نبيعه لفريّق الـ ثورة بالمبلغ اللي طلبوه "
قال المدير وهو يتنهد " صحيح والله ، حرب صار يشكل خسارة كبيرة بالنسبة لنا ، عقده ثمنه كبير وهو ما أعطى ثمار هالعقد ، ولكن تعرفون إن فريق الثورة هابّط والمبلغ اللي قدموه فيه زهييّد "

سكت حرب وهو يبَلع ضيقه بصعوبة بسبب المبلغ اللي دار على سمعه ، غصّة عميقة زلزلت أركانه لما أيقن إنه صار ينبّاع بهالرخص وكأنه ماكانت الفرق تتقاتل لأجل يضمونه لهم !
لأي حظيظ وصلت يا حرب حفيّد شاهِر !

وكم قيمة حلمك بعيونهم لأجل ينبّاع بهالزهد !

ترك عروة الباب وأبتعد بخطوات مختلة بسبب القهر وهو يخرج من النادي ويرمي القميَص على أعتابه بإنهاك .. كان لاعب للنادي بإوج خسارته وضعفه وكبر معه وكبر بسببّه النادي حتى إنه رفض ينتقل للنادي غيره بوقت ضعف الفريق بسبب ولاءه للشعار هذا،له فضل كبيير عليه لدرجة محد ينكره ، ولما صار ضعيف بسبب تراكم الظروف تخلو عنه ببساطة وبهالرخص ؟ يا للبجاحة !!
-
-
على أعتاب صبَاح الجُمعة ، وبإوج نشاط العصافير وتقاتلها لأجل يكون صوت تغريدها الأعلى ، بوسط إنهاك الديُوك وعلى أنغام أشعة شمس ديرة الليّل
كانت مستلقية بظهرها على طرف السدرة المُنزرعة جذورها على حدود الحوش مع بقية الشجر ، متلثمة بعشوائِية كعادتها كونها تتواجد بالحوش بالأوقات اللي البقية مختفين فيها تماماً كصبح يوم الجمعة وقبل إنتشارهم بالأركان
عُرفت بإنطوائيتها وعدم حُبها لمخالطة من حولها من لحظة بلوغها سن الرشد ، ولولا تحتم وجودها معهم بالأوقات الي تجبَرها فيها مودة .. ماتواجدت كونها تفضل الهدوء !
إعتزلت الناس بحثاً عن الهدوء .. ولقت بالعزلة موطن لها فأستراحت فيه !
لذلك هي هنا .. بالوقت إللي المكان خالي من أي حس غير حسّها !
أخذت نفس بهدوء وهي تزيّح طرف اللثمة وتتنفس بأريحية تناظر للمكان بخفوت شديّد ، الأسبوع القادم هو موعد الإختبارات النهائية للترم الأول ورغم ذلك ما تحس بأي شعور بالحماس أو بالخوف، لطالما عُرفت بتبلدها أحياناً ببعض المواقف الحتميّة !

#هوى_ديار_الليل



-
كان يمشي بهُدوء شديد يرتفع على أصابع قدمه لأجل ما يبّان صوت خطواته وتبدأ فصول المحاضرة المُعتادة مع عفراء أمه
يمشي كما الطير وبيدينه يحتضن أوراق كثيرة كان من ضمنها الرسالة الجديدة .. اللي قضى ليلته يكتب سطورها وأحتضن السُهاد وودع الوسن لأجل كتابتها
مُنهك بسبَب التفاصيل الصغيرة ، مع ذلك مُوقن إن صفوف كلِماته لها القدرة الكامنة على تلييّن قلوب ولو بالقليل والإنصّاف بحق حروفه اللي تعنّى فيها !
إلتقط أنفاسه المكتومة بإرتياح شديد لما أغلق باب الجناح من بعده مُعلن خروجه بسلام من غرفة الإستجواب وأخذ يتخطى المكان لأجل ينطلق برحلته للعاصمة ويرجع قبل مساء اليوم
ومن بين تعثُر خطواته وهيمنتها توقفت للحظة وهو يميّل شفايفه بخفوت ويلتفت بجسده نصّف إلتفافة وعلى مُحياه إبّتسامة يجهل سبَبها الرئيسي ،لمح طيفها لمحة خاطفة وميّزها بسرعة الضوء ، فكيف يكون عاجز عن تمييّز طفلة عاشت معه كل سنينها ! تذكر سخريتها وتهكُمها لما تطفلت وقرأت رسايله دون رضا منه
وأيقن إنها فهمت غايـته وأيقنـت مقصده من الرسايّل من كلامها بآخر موقف معه والي مر عليه أيـام رغم ذلك ما نسّاه ،لا إرادياً تراجعت خُطواته للخلف وألتف بكامل جسده وهو يتجه للشجرة السِدرة ويبتر خُطواته عند الجزء الخلفي من الشجرة وهو يستند بظهره عليها بأريحية شديدة ويستل رسالته الجديدة من بين عِدة أوراق شبيهتها ، قرأ إسم المستلم من الخلف " فَرح " وضحك ضحك مكتُومة لما تخيل ردة فعلها

بعد لحظات بسيَطة إقشعر جسدها بأكمله بعدم فهم لما تهادى صوته العميّق لمسامعها!
فزت من مكانها بعجل شديد ومن لمحته خلفها تماماً حتى كتمت تنفسها بذُهول وألتصقت بالشجرة لا إرادياً وهي تعيد تثبيت لثمتها بحرص شديد !
عاجزة عن إستيعاب حُضوره طاغي الهُدوء والأهم وقوفه خلفها وكأنه شاهِد لطيفها وقاطع لعُزلتها ومُنتهكها عن دارية ! عاجزة عن كبّح لجام تهكُمها وسخريتها من طريقة قرائته لرسالته الجديدة من بين رسائل الحب اللي إنتهك بسببها حُرمة الحب وحوله لمشروع فاشل يرضي فيه غريزته وغُروره السخيف !
صارت تستصغره ،كونه فعلاً باللحظة هذي أثبت لها إنه يبّحث عن الي يرضيه ويشبع رجولته فقط ، وهي اللي ظنت إنه غير عن بقية الرجال المعروفين بركوعهم عند صف النّساء الرخيصات واللي يرخون الحبل للرجال مثله ،اللي يزيد عن ذلك إنها ماكانت وحدة بس اللي شرع لها بيبان الحب الوهمي كانوا كثير وكانت هالـ فرح اللي تسمع إسمها من ثغره وحدة منهم ولا هي الأخيرة !
#هوى_ديار_الليل


١٠٥
-
إستمعت بصمت ساخِر لكلماته اللي يلقيها بصوت هادي أجبره يكون ليّن تماشى لينه مع رِقة كلماته وعُذوبة مشاعره اللي رسم حروفها بسهره الليل الطويل
( مرحباً ..
لا ! لحظة .. عِبارة مرحباً قالها شخص بعيد وغريب عن المكان
ولكن أنتي المكان وأنا شخص قريب للحد الذي أعتقد إني بت ضلعك الأيسر
لِذلك ليس مرحباً وحسب ، بل مُرِ حباً
مُري وأحييّني لعلي بك أستريّح من عناء السفر !
قرأت رسالتك الأخيرة والتي أرهقتني بل وتركتني أُطارد الوسن لليالي طويلة ، تركت السُهاد يتمكن مني غير عابىء بمُخلفات التعب التي إنجرفت نحوها !
فـرحي .. كيف آلت بنا الحياة لتُرهقيني بطلب إنفصالك عني ؟ إلا بِت تعلميني أنك بمنزلة عضو مني .. إن إنفصل تداعى جميع جسدي بالمرض والوجع ؟
أنتي مني وتنمتين لي وعائدة لي ، ولا يحق لك فرد يديك لتلوحي بها تلويحة الوداع لي ، أنتي إعتدتِ على البقاء وأنا إعتدت أن أكون القريب الذي يتردد لمكانه ليمُر حباً !
فـرح .. كُوني هنا لأكون حباً ولأرقص نغماً ولأهيم عشقاً .. فلولاك لما كان الحب حباً ولما كانت الحياة تتغنى بأوتار الفرح

مرحباً .. قد سمئت أن أكون مُراً فكوني حباً يداري قلبي )

كانت تستمع لكلماته وطريقة تغير صوته لُيصبح أجش حنون عندما نطق إسمها وكأنه سُكر ذاب بين شفتيه وتركته ينطقه حُبا ، إستدكرت أنه يحب فرح هذه بشكل أكبر من حبه للبقية !
إبتسمت ساخرة بعد مهية " يحبها ؟ أويسمى هذا حباً أم متعة؟"
قبل أن تزيح جسدها وقبل أن تدرك نفسها وتتكلم وتعبر عن تهكمها ألتفت لها ببسمة خافتة وصوت طييّ الورقة يتخلل مسامعها من شدة قُربه منها وهو يحرك الورقة أمام وجهه : أعتقد هالمرة كنت سبّاق ،لأجل أطلِعك على آخر مستجداتي مع آخر ماكتبت قبل يتملكك الفضول لأجل تقرينها ، هالمرة شاد حيلي بقوة، وش رأيك بالحكي يليق فيها ولا لا؟

نطق الكلمة بصوت مُتهكم ساخِر تركها تبتسم بسخرية وتقول بتشديد وهي تتأمل نظراته بلا مبالاة : إشبّاعك لغريزتك وبحقك عن الي يرضي رجولتك هذا إن سميت رجولة ما يهمني بمقدار ذرة يا ياسيّن كبرنا على التدخل وأنت تدري، لذلك لا يطرأ ببالك تلقي على مسامعي من جديد موشحاتك الي ترميها تحت مسمى الحب وأنت مجرد لاهث ورى غريزتك ، حنا أحفاد شاهِر
لا تطوع لك نفسك من جديد تتعدى حدود هو رسمها لأجل تقلل من قدرك بهالطريقة الرخيصة

سكتت بإستهزاء لوِهلة وقبل تسمع رده شدت الخُطى لداخل غرفتها وتركته يـبتسم بخفُوت لردها واللي كان يسعى له من الأساس
لردها واللي كان يسعى له من الأساس
ترنحت ضحكات خافتة على مُحياه وأخذ يدخل الرسالة بين الورق وهو يعزم الخطى لخارج المنزل!
#هوى_ديار_الليل



-
بين كل لحظة ولحظة يضحك بسخرية على طريقة تفكيرها بمقصـده ، ولوهلة كان يعتقد إنها بتنفجر فيه وتنثر أشلاءه خارج القطر بلا رحمة،ولكنها كانت تناهييّد الي تدعيّ اللامبالاة وعدم الإهتمام باللي حولها
فكيّف بياسيّن أب المهد أخ الطفولة صديق الصبا! والي رُسمت بعدها أقوى الحدود بينهم،حالت بينها وبين تدخلها بكل مرة بتصرفاته وهي بذاتها تلزم نفسها بعدم التدخل
مو هي اللي تتشدق بكل مرة بكونها كبرت والحُدود رُسمت بينهم ؟ إذاً يجب عليها تتوقف عند هالحدود!

تأوه بضحكة مكتومة وهو يتذكر ردها الي ما يعرف كيف رتبت كلماته لأجل يكون بهالحدة وهمس بضحكة مُحببة : كبّرت حلويّات العيد فعلاً ! والأكيد كل الأكيد هالدروس ما تعلمتها غير من مودة ، شيخة الكلام القليل هالأدب بهالعائلة لله درها أخرجت طالبة نجيبة تفهم كل شيء !!
ضحك من جديد وهز رأسه وهو يتجه لبرى البيت قبل أن يُقبض عليه فعلاً من الإستخبارات الجلوية!
-
-

بجانب بوابة الجهنمية.. كانت تقِف مع غُفران المائلة بطرف جذعها بعدم إعجاب ، بعد لحظات من الصمت إلتفت لغُرور وقالت بضيق: أنا ما أدري ليه أمي وافقت على هالخطوة ، أشوفها خطأ

تنهدت غرُور وهي تكتف يدينها وناظرتها بتنهيّدة : غُفران ليه مكبرة الوضع مانيّب فاهمة ، يعني عاجبتك جلستنا بالبيت ولا شيء عدل فيه ؟ يعني عشان نرفهه عن نفسنا نخرج مع جدة مودة نرعى غنمها ، يرضيك يعني ؟

حلت عُقدة يدينها بضيق : يعني ويرضيّك نروح نمسي الليلة عند سُهاد ، اللي أخوها كان بيكون زوجك لولا إن ولد عمك قتله،وين المنطق ؟


تجهم وجهها وشتت أنظارها بعدم رضا وقالت : هذا قدر يا غُفران ، ماكان بيد أحد ولا بود أحد يصير الي صار ، وبعدين سُهاد بنفسها ماقطعت العلاقة معنا وهي اللي نادتنا وأمها اللي عفت عن ولد عمنّا لأجل كذا صغري الموضوع لأنك هولتيه بزيادة

تأفتت بِشدة وألتفت وهي تشد على نِقابها وهي تقول : أنا برجع وبنام الليلة عند أمي ، إذا أنتوا تقدرون تكملون علاقتكم معها طبيعي بصفتك أرملة وهمية والثانية أخت القاتل فكملوا ، أنا هالمسرحيات توجع رأسي

ناظرتها بطرف عينها وهي تلتفتت بعدم مبالاة لطريقة تفكير غُفران اللي تعتبرها سطحية ، الموضوع فعلاً ماكان بيد أحد منهم .. ليه يقطعوا علاقتهم بجيرانهم من الأزل وبصاحبة الطفولة وهم مالهم ذنب ؟

بعد لحظات وبغُمرة إنتظارها لأهداب اللي عقدت الصُلح مع التأخير وتركتها تنتظرها بملل
لمحت سيَارة شاهييّن تتحرك من أطراف الحُوش واللي بنُوا بطرفه عشّة تتِسع لثلاث سيارات كان من ضمنها سيارته واللي من بعدها إتجهت السيارة بإتجاهها وهي زمّت شفايفها بحنق شديد .#هوى_ديار_الليل


-
إلى هذه اللحظة تستشعر إن جسدها يغلي من فُرط القهر والغيظ والموقف اللي ما توقعت يصدر من شاهييّن يحرقها من الضيق وطنين الذباب للآن يقرع طبوله بإذنها!

بعدما إستقرت السيارة أمامها بدأ يسحب الزجاج للأسفل وهي ناظرت بعدم إعجاب وكانت على وشك إفلات سيل من الشتائم لولا إن السائق كان هارُون إللي ناظرها بضحكة وقال : أهلاً بالآنسة شاهي !

ناظرته بغضب وكانت بتقترب منه وتنزع عيونه من محلها بأظافرها لولا إنه سحب نفسه بذهول للمقعد الثاني وهو يضحك بصدمة : منتي بهينّة يابنت الخال ، حسبّناك قطة وظهرتي لبؤة والله

تنفست بحدة وهي تتكتف بغيظ : تصدق يا هارُون ، لولا إني كابّحة لجام غضبي كان هاللحظة دعستك بكفر السيارة وريحت قلبي ؟

ضحك بدهشة من كلامها وهز رأسه بإيجاب وهو يتمتم بهمس ضاحك : شبـيهة شاهييّن بكل شيء يا غرُور حتى بعظم غضبكم

قبل تتسائل عن همساته قال وهو يأشر على مقعد السايّق : تعالي تعلمي السواقة لين يشرف الأخ شاهييّن ، الواضح إنه مطول

ناظرته بإستغراب ووتحولت نظراتها للفضول والحماس وهي تقترب بترقُب وتفتح الباب بدون تردد أو تساؤل عن سبب تأخر شاهييّن : تصدق ؟ غالِب لما كنا نطلع كشتات كان يخليني أسوق سيارته طوال الوقت ، عشان كذا لا تحسبني بليّدة تراني سوااقة درجة أولى

قالت آخر جملة بضحكة فريدة وقوية فضحك هارُون وهو موقن لو خرج شاهييّن ولمحهم بداخل سيارته ليقيم عليهم الحد ويكتب على جبهاتهم الحكم " إعدام " ولكنه إستغل حماس غرُور لأجل فعلاً ما تقتله بنظراتها اللي كلها وعييّد !

رجعت للخلف بالسيارة وسط ضحكات هارُون الحماسيّة وتقدمت للأمام بإحترافية وهو ضرب الطبلون بقوة : كفففو ، هذي حفيّدة شاهِر اللي ترفع الرأس ، ويّنك يااجد تشوف حف... والله لأروح أجيبه لأجل يشوفك إنتظري بس !!

فتحت فمها بنية منعه والخروج من السيارة ولكنه كان أسرع منها نزل مثل البرق وركض بأقصى طاقته لمجلس جده بينما هي تأفتت بعدم إعجاب وبعد لحظة بدأت يقودها فضولها ويتركها تنقل نظرات تفحُصية للسيارة .. أخذت نفس عمييّق وهي تغمض عينها لبُرهة وهي تستشعر الشعور اللي مر وأجتاح صدرها بدون رغبة منها .. الشُعور الي بدأ يسكن صدرها وأستخوذ عليه قبل سنة ونص من الآن ، برغم إنكارها وغضبها ومحاولاتها بردعه إلا إنها عاجزة أمام ضخامته وقوته ، عاجزة بكل جبروتها وشمُوخها ترد قلبها عن هواه !
ماكان فضول سبب نظراتها ، كان رغبة بمعرفة كل تفاصيل الشيء الي يحتويه ! تنتقل بتمُهل على كل أجزاءها حتى إنها فتحت الدرج الصغير ومن لمحت الصورة حتى أبتسمت بضيَق وهي تتأمل وقوف صقِر مع شاهييّن وضحكة هادية ترتسم على مُحياهم!#هوى_ديار_الليل


-
كانت صورة عفوية ولكنها تحمل كم هائل من المشاعر المُهلكة !
تركت الصورة بمكانها وأغلقت الصندوق وبدأت تلتفت بجسدها للخلف حتى زارها فضولها الهائل وهي تلمح صندوق خشبي بأرضية السيارة تركها تنتقل بكامل جسدها الغض للخلف بحركة سرِيعة بسبّب خفة جسّدها ، إستقرت أمام الصُندوق وهي تتفحص أطرافه بيدينها الناعمة وسط خشونته وقبل تستقر عيونها على مكوناته كتمت نفسها بدهشّة تِسللت لأعمق ضلع من ضلوعها على شكل رجفة أجبرت جميع جسدها على الإرتعاش خوف ورهبّة !
إستقرت خلف المقعد بخوف فطري أنثوي وهي تلمحه من المرآة الجانبية يستقر بجسده الضخم على مقعد السائق بإتزان العالمين ينتشر الهُدوء على وجهه ومُلتف جسده بثوبه الرمادي وعلى رأسه شماغ أسود ترك له طابع رجولي بحت ، بدون سابّق إنذار تحركت عجلات السيارة ببساطة مُعلنة خروجها من بيت شاهِر متجاهلة القلب اللي ينازع من شدة الصدمة والرهبّة واللي أُلجمت بسببها جميع أفعالها وعجزت تتدارك نفسها وتترك لعقلها التفكير الصحيح ، كان قلبها المرتجف هو المتصرف بهذه المرحلة واللي تركها الخوف تتجمد بمكانها بلا حركة !
-
-
#هوى_ديار_الليل
🎬🤍🤍




"جوري" غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-02-22, 11:26 AM   #15

"جوري"

مشرفة منتدى الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية "جوري"

? العضوٌ??? » 333867
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,010
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » "جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




-
كانت صورة عفوية ولكنها تحمل كم هائل من المشاعر المُهلكة !
تركت الصورة بمكانها وأغلقت الصندوق وبدأت تلتفت بجسدها للخلف حتى زارها فضولها الهائل وهي تلمح صندوق خشبي بأرضية السيارة تركها تنتقل بكامل جسدها الغض للخلف بحركة سرِيعة بسبّب خفة جسّدها ، إستقرت أمام الصُندوق وهي تتفحص أطرافه بيدينها الناعمة وسط خشونته وقبل تستقر عيونها على مكوناته كتمت نفسها بدهشّة تِسللت لأعمق ضلع من ضلوعها على شكل رجفة أجبرت جميع جسدها على الإرتعاش خوف ورهبّة !
إستقرت خلف المقعد بخوف فطري أنثوي وهي تلمحه من المرآة الجانبية يستقر بجسده الضخم على مقعد السائق بإتزان العالمين ينتشر الهُدوء على وجهه ومُلتف جسده بثوبه الرمادي وعلى رأسه شماغ أسود ترك له طابع رجولي بحت ، بدون سابّق إنذار تحركت عجلات السيارة ببساطة مُعلنة خروجها من بيت شاهِر متجاهلة القلب اللي ينازع من شدة الصدمة والرهبّة واللي أُلجمت بسببها جميع أفعالها وعجزت تتدارك نفسها وتترك لعقلها التفكير الصحيح ، كان قلبها المرتجف هو المتصرف بهذه المرحلة واللي تركها الخوف تتجمد بمكانها بلا حركة !
-
على أعتاب بيّت صقر ..!
كانت تقف وهي تحتضن شنطتها بكل قوة كلها عتب على غُفران وغرُور اللي تركوها تخطي هالخطوة بدونهم !
لحظة اللي تلاقت فيها مع غُفران وأعطتها خبر عن عدم رغبتها بالمجيء معها
أخذت نفس بصعُوبة وهي تطرق الباب طرقات خفيّفة وهي تزّم شفايفها بضيق ، تكذب لو تقول إن ودها ما تخطي خطوة لداخل هالمكان بعد صقر والي حصل معه والأكيد إن السبب هو شاهييّن وأفعاله !!
إنفتح الباب بعد بُرهة ومن لمحت سُهاد تقف أمامها بهدوء وبسمة خافتة على وجهها حتى كتمت تنهيّدتها بصعوبة وهي تردلها البسمة وتدلف للداخل وسط ترحِيب سُهاد المعتاد
زاد عليه عتبها لقطع الوصال بينهم بدون سبب على حسب قولها ! وبرغم إن أم صقر وسُهاد بعد مجيء مودة وعتابها على قطع هالوصل وإنهيارها على طواري صقر قرروا يعيدون الحياة بين الأهل ، ولكن مازالوا البنات بقلوبهم شوكة توجعهم على سُهاد لذلك كانوا يتجنبونها لأجل ما يذكرونها بشيء يوجعها!

كانت تنتقل بنظراتها للمكان وغصّة عميقة تتسلل لعنقها فتجرحه وكأنها سكين من شدة حِدتها ، يالله يا صقر،ياكثر الوحشة اللي تحوف البيت بغيابك،أنا الغريبة حسيتها فكيف بهلك ؟
إلتفت بإبتسامة بسبب إحتضان غزيّل لها وهي تضحك بهدوء : يا حيا الله حبيبة القلب الرقيقة

#هوى_ديار_الليل


١٠٥
-
أبتسمت وهي تبادلها العناق وأخذت تتلقى سيل العتاب برحابة صدر وهي تناظر لسُهاد الي تبتسم بهدوء ولكن نظراتها غريـبة،بالحيل !

أخذت تقول غزيّل بهدوء بعدما صبت لها فنجان القهوة : سقى الله يوم كنتي ليل بنهار قدام عيني يا أهدابّ ، وهاللحين أنا الي أدور ورى أثرك يا بنيتي،راضية بالقطاعة هذي ؟

كسّاها الحرج وهي تفرك يدينها بقوة وتقول بضيق خفي : ماهي بقطيعة يا خالة وأنتي تعرفين الظروف ، وهذا أنتو دعيتو وأنا لبيت

همسّت سُهاد ببسمة ساخرة : سنة ونص وتقول ماهي بقطيعة ، لو هي أكثر وش بنسميها ؟

إلتفت لها أهداب بإستغراب وهي تداركت الوضع وقالت بهدوء : غُفران وغُرور وحتى تناهيَد ، ليه ماجاءو ، ليه أنتي الوحيدة الي هنا ؟

ناظرتها بصمت للحظات بعدها قالت ببسمة تخفي بين خطوطها حرجها وكأنها تتدارك الموقف وتعيش الوضع معهم زي ماكانوا قبل يحدث هالشرخ اللي ما رح يكون ضماد أبداً : تناهيّد وتعرفينها ما تخرج من عزلتها الخاصة ، وغُرور وغُفران غالب رفض لأن بكرة رح يتجهون للعاصمة

ميلت شفايفها بإستهزاء : إنتهى سبّب جيتهم وصارت الفرحة شيء معتاد لما صار يلوح شاهييّن للمكان بحرية صح ؟

جمّدت أهداب وتحولت ملامح غزيّل للضيق وهي تربت على كتفها بإبتسامة وهي تقول : سُهاد ولذوعتها الي ما تنتهي ببعض الوقت ، أظنك متعودة عليها يا أهداب وتعرفينها ؟

أبتسمت مُجبرة وهي تقول : صديقات من المهد يا خالة وما أخبّرها ؟ عيب علي

ردت لها سُهاد البّسمة وهي تأخذ يد أهداب بيدها وتستأذن من أمها وهي تتجه لغرفتها وسط تمتمة غزيل بالدُعاء إن هالليلة تعدي على خييير !!
-
-

جفَاف إمتد لشهُور طويلة .. قلب تحول لأرض قاحِلة لا زرع فيها ولا حياة
إن نزلت على ضفاف هذه الأرض قطرة مطر واحدة أُحييّت كل بُقعة فيها .. فكيف بآلاف القطرات ؟ كيف بغيّث هائل مهييّب يغطي مساحات الوجع كلها ليُروى بالحب بكل تفاصيله ؟
رُويت الأرض بأبّهى طريقة ، وزار المطر كل البِقاع الجافة لتُزهر بعدها بأرّق الألوان
كانت تستمع لحبّات المطر الساقطة على سقف السيارة وقلبها يرتجف رهبّة ، ولا تدري عن ماهية الشعور القابع في فؤادها ، وجل ؟ جزع ؟ أو شعور جديد لأول مرة يزور حناياها لدرجة عجزت عن فهم معانيه ؟
دقات متواثبة بجنون وأنفاس متلاحقة أُجبرت على كبّحها بصعوبة وهي تحاول عدم التحرك كي لا يعرف عن وجودها هنا،ويظن بها ظن هي في غنى عنه ! لا تدري لأي مصيبة هي تتجه ولكن مادامت ذاهبة لامحالة إن كانت جازعة أو راضية
فالأفضل أن يكون الطريّق في حضرتـه .. حنون !

أليس هذا سبب كافي ليرتجف فؤادها بشعور رقيّق .. هو والمطر ؟

#هوى_ديار_الليل


١٠٥
-
تِسللت بسمة خافتة خجولة ومرتجفة برعب لطرف ثُغرها وهي تحتضن نفسها وتثبت رأسها على طرف المقعد تستشعر دفئه من الخلف وسط وجلها ..
بعد مدة ليّست بالبعيدة وبعد خروجهم من ديرة الليل بأمتار طويلة ، تخللها إستنشاقها للدخان الحارِق لنصف المسافة وكبحها لسعُالها من الدخان بصعوبة ! والأهم إحتفاظها بذهولها لنفسها كون،شاهيّن الرجل الكارِهه لللدخان صار صاحب له .. يا للعجب !
توقفت السيارة وأنفتح الباب وهو يترجل منها وبدأ يتلاشى دفء المقعد لتحتله البرودة من بعده ، إنجبرت بعد لحظات على رفع رأسها وإستراق النظر لمكان توقفهم ، ولكن نظرتها تحولت لسيّل من التأمل المذهُول .. جحظت عيناها بدهشة وإنفغر فاهها رهبّة وإعجاب عنيف بالمكان اللي توقفوا فيه !

بين أطّراف المغارة اللي تحوفها الجِبال من على يمينها ويسارها ، وقطيع الإبل الهائل يحوف المكان بعد إنتشار المطر بأرجاء المكان ومُلأت البرك الصغيرة بفائضه ،في منظر ترك الرهبّة تدب بالقلوب من شدة جماله !
إبتسمت بإنبّهار أتبّع الإنبهار تنهييّدة عممييقة وهي تضغط على قلبها بكُل رقة لما لمحته واقف على طرف الصخرة ويحرق الدُخان بين شفايفه بُبطء شديد يتأمل الإبل بصمت عميق،كان مهييّب والهالة الجلوية محيطة فيه بشكل عنيف ! كان مثال للفخامة ، للشموخ !
بأكتافه العريضّة ، وقامته الطويلة ببسمة ملتوية ترتسم على ثغره بين لحظة والأخرى بسبب تأمله لقطيع إبّله ولمنظرهم الجميل في عينه !

نفض من بعد جلسة تأمله الدخان على الأرض واللي إلتهم ماءها حرارة أطرافها وذابت بصمت بين بركة الماء معلنة إنهزامها ، بينما هو إعتدل بوقوفه يرتب ثوبه بحركة سرِيعة ومازالت البّسمة على وجهه وهو يتِجهه للمغارة

بلعت ريقها بصعوبة تضغط على رأسها بوجع ، تراكم كل المشاعر بفؤادها صعب جداً
هي إعتادت على الصعوبة ويااما عاشت أمور كبيرة ، حيييل كبيرة .. ولكن الموجع إنها ماعاشرت هالشُعور من قبل لأجل تقدر تواجهه وتتغلب عليه ! الشعور البغيّض اللي تركها تتخلى عن حرصها وخوفها وتبّقى أسيرة بهالشعور اللي سيّرها للخروج من السيارة بهدوء تام ، وتطوي الأرض بعجلة من تحت أقدامها تِتجه للمكان اللي قصده ، ولكنها توقفت بخوف لوهلة وهي تلمح الذيبّ المعلق ! تبّسمت بعدها بهدوء و ووزعت نظراتها الباحثة للمكان ومن لمحته بعيد عن مرأ عينها وملتفت بظهره لها ،حتى وسعت الخطوات لداخل المغارة تنقل نظراتها باحثة عن سبب وجودها هنا ،عن الأنثى اللي سلبتها قلبها من شدة قهرها !
#هوى_ديار_الليل


١٠٦
-
المضحك أنها تعتقد إن شاهييّن أعتزل كل الناس لأجل يلاقيها هنا بالمكان الخاص ، وهذا اللي أضرم نار حارقة بفؤادها تركت غضبها يتضاعف ويزيد بشكل حارِق ، رمت بسببه المنحوتة اللي أمامها على الأرض بغضب العالمين واللي دوي إرتطامها بالأرض تهادى لسمع شاهييّن الي بدوره تقدم بخطوات عجولة لمصدر الصوت !
لما سمعت صوت خطواته إنتفضت كل أطرافها وأخذت الرهبّة تزور قلبها من جديد وتعاقبها على عدم إلتزامها بحدود التعُقل،واللجوء للجنون اللي تركها تعيش الموقف الخطير هذا
واللي حتى هي عاجزة عن إستيّعاب عواقبه !
تداركت نفسها ووسّعت خطواتها وهي تِتجه للمطبخ الصخري وتتخبى بجسدها عن أنظاره
بينما بقية المكان كان تحت انظارها تمامًا
لمحته يتِجه بملامح مرتخية لامبالية للمنحوتة اللي وبرغم إنه قضى ليلتين ساهِر لأجلها إلا إنه من لمحها مرمية عالأرض حتى ناظرها بصمت للحظات بعدها رفع رأسه وتأمله بُقعة معينة تبّسم من بعدها وهو يتمتم بصوت هادي : تفدى عيونك يا وضـحى ولا يهمك !

يالله .. هذا الشعور الي تركها تحاوط قلبها بيدينها كيف تقدر توصفه ؟ النار لوحدها ماتكفي على وصفه كان أشبّه بُبركان لا يخمد أبداً
يظنها وضحى ؟ يعني توقعاتها صحيحة وهذا مكان لقاهم ، ولكن عشرة أيام بس هي الفاصلة بينه وبين خروجه من السجن ،معقولة لحقت تعيش بقلبه بهالسرعة ؟ أو هو يحبها من قبل لأجل يبتسم لها بكل هالعذُوبة،وينطق إسمها بِرقة أجبرت قلب غرُور يعتصر وجع وغيظ !

كانت على بُعد خطوة واحدة من الجنون الحقيقي والي كانت بتغامر بسببه وتخرج أمامه هاللحظة وتكسر كل هالمنحوتات على رأسه هو وخائبة الرجاء اللي يبتسم بسبَبها هاللحظة!
أخذت نفس بصعوبة وأغمضت عيونها للحظات قبل أن تفتحها وتلمحه يبتعد عن المغارة بصمت شديد ، تمللت بوقوفها بعد وهلة وهي تستوعب ماهية المكان الواقفة فيه هاللحظة ، وشهقت بذهول ، تتأمل المكان بإنبّهار شديد الإنبّهار قليل بحضرة الإبداع المهيّب هذا !
أبتسمت بهدوء وإعجاب وهي تتأمل كل بُقعة بالمكان لتهمس بعد لحظات : ماصارت يدينك تنعرف بالخشونة من فراغ يا شاهييّن !

بعدما مرت ساعتين ، وبدأت الشمس تُعلن بداية زعلها ككل ليلة وغيابها عن المكان لتحجب النُور عن المكان وليعتلي القمر السماء نيابةً عنها
في منظر رقيّق وسط إكتماله في لـيلة بدرية حنونة تركت شاهييّن يعتزل المغارة ويبّقى على سطح الجبل يتأمل البدر بصمت شديد ، مرتخي بكامل جسده على الأرض وتحتضن يدينه عنقه وهو يراقب بصمت شديد

جاهل عن الأنثى الضاجِرة خلفه واللي إنتزعت حجابها عن رأسها بملل...!
#هوى_ديار_الليل


١٠٦
-
بعدما إستشعرت الحر الشديد بسبب تحرر شعرها من الرباط
واللي بعدها فردته على أطراف ظهرها بأريحية شديدة وهي تراقب المكان بهدوء ، كم ساعة مرت ؟ وكم شعور زارها ؟ ما تعرف !
كل الي تعرفه إن قلبها على وشّك مُغادرة أضلعها من فرط تراكم المشاعر .. أهمها الشعور اللعّين
اللي أُطلق عليه مسمى " غِيرة " !!

تجرأت بعد الملل وأخذت تجر خُطاها لداخل المغارة تتأمل صُنع يدين شاهييّن بهُدوء شديد وتنهيداتها تخترق فؤادها بضيّق شديد
تكره الشعُور اللي تكنه له ، لأنه خارج عن مدار سيطرتها ،هي إعتادت تكون المسيطرة على كل شيء،ليه هالمرة مالها سُلطة على قلبها بسببه ؟

توقفت خطواتها عن مدخل المغارة وتحت منحوتة الذيّب تتأمل جلوسه على سطح الجبل اللي على يمينها ، وضوء القمر الفتّان كان له القدرة على إضاءة المكان بطريقة تهدهد القلب من رِقتها ،تأملت طريقة جلوسه وتنهدت وهي تجلس بمدخل المغارة تسترق النظر لبدر هالليلة ،ولبدرها كل ليلة !

نُزع عن قلبها ثوب الوجل بحضرة هالشُعور العذب اللي أخترق فؤادها بنعومة شديدة ترك البسّمات ما تغيب عن ثُغرها،في موقف لو شهِده أحد آل جلوي لكتب نهايتها ولكنها إعتادت دائماً على التمرد والخروج عن الحدود
فمن له القدرة على رسم حدود لها ؟ هي الي أكدت على مقولة إن القواعد صُنعت لأجل تُخترق ونفذتها بحذافيرها ! متجاهلة كل اللي يدور حولها غافِلة عن اللي تركته خلفها ومتعايشة مع الوضع بأريحية تامة ،مادامت العواقب بتكون وخيمة بكلا الحالتين حُري بها الإستمتاع بباقي الرحلة ؛ وعلى ضوء البدر ما حسبت كم ساعة مرت وهي مستمعة بالمكان!
غمضت عيونها بشدة وهي تعتصر كفها بكل قوتها لما صرخ بضحكة : يا ووضضضحى !

إنجبرت كل حواسها على الإستنفار والوقوف بعدما إحترقت الأرض من تحتها وهي تستند بظهرها على مدخل المغارة وتلمحه يوقف ..

لحظة .. ماهو نوع الطيف الواقف بجانبه ؟

هبّطت صدمة عنيفة وإرتطمت على رأسها كجبل فتت كل خلاياها وهي تسبّل أهدابها بغضب العالمين ،هل هذه المسماة " وضحى ؟؟؟"
كل النيّران اللي أُضرمت بفؤادها لليالي طويلة والنوم الي سُرق من جفنها والقواعد الي هتكتها والجنون اللي خطت خطواتها له .. كان سببها " غزال ؟"

كان يمسح على ظهر الغزال وهو يضحك وصوته الخشن واضح لسمعها بكل بساطة : الليلة باردة يا وضحى ، ليه خرجتي من المغارة ؟
إعتصرت حجابها لدرجة تجمد الدم بعروق كفها من شدة ضغطها ، فكونها تركت نفسها بموقع مليء بالغباء هذه اللحظة ترك كل حواسها تنهرها عتب ،من متى وغُرور مُسيرة من قِبل شعور كانت تعتبره سخيف ؟ والمضحك المُبكي يكون سبب هالشعور " غزال؟"

#هوى_ديار_الليل


١٠٦
-
تساوى غضبها بالسماء وكانت بتقترب منه بس لأجل تعاقب نفسها على فعلتها وتترك نوع العقاب بيدين شاهييّن واللي بيتفنن بعقابها بكل سرور ولكن خطاويّها بُترت بوجل لما إنتشر نور سيّارة بالمكان معلن وصول ضيّف،وإشتداد ملامح شاهييّن تُنبأ إنه ضيف غير مرحب فيه !

إنتشرت الرهبّة بكل أجزاءها وهي تتجه بخطوات متعجلة لداخل المغارة تثبّت قلبها بين يدينها بعد حضورها لكل هالمواقف بنفس الليّلة
وبعدما مرت دقايق بسيطة كان صدى أصواتهم العالية يخترق طبلة إذنها ولكن بسبب حِدة أصواتهم ماكانت قادرة على فهم محتوى حديثهم
إقتربت بخطوات فضولية وهي تحاول الإستماع لحوارهم ، تهادى بخطوتها صوته لمسامعها
واللي بسببه عضت على شفايفها بكل قوة لدرجة إستطعمت مرارة الدم وهي تمنع نفسها من ذرف الدموع بكل قوة، ما إعتادت تبّكي ولكن يااا هي نبرة صوته المحرُوقة قهرتها،بحته الموجوعة و الضيّم المخيف والهائل الي سكنها تركها تقبّض بحرقة على قلبها وهي تغمض عيونها بوهن شديد لما زارها وجع معدتها المعتاد وكل هالمضاعفات المهلكة
كان بسبب ضربة صدر بيدين موجوعة ، ونظرات شارِدة بالوجع ، ونبّرة محروقة من شدة القهر ، وجُمل من نار تلظى وكإنه يسلخ بها وجعه عن قلبه ويوزعه للجميع

" انا سمحت لشخص قبلك يرتبط فيني ويلتصق بقوة إلى حد إنه لما أنفصل عني مزّق جلدي وقطّع لحمي يا عقيق ، خذاني مني لدرجة إني عاجز أرجع أنا .. تخبر شخص ضيّع روحه وعجز يستردها من جديد ؟ أنا رجل مالي فايّدة لا لنفسي ولا لحولي حتى قلبي تبرأ مني ، ولا لي رغبة بالعبّث بهالدورب ، فقدت الرغبة ياعقيق .. فما لك لوا تعيشني التجربة من جديد وأنا ماودي أعيشها "
-
عن أي جرح عميّق بالصدر تتكلم ؟
أيشعر القاتِل بوجع ضحيته ؟ أيُضنيه دمعها
ويرأف بحالها ؟
أتحِن نبرة صوته القاتِلة على فؤاد رُمي حبه بعمقه دون إختيار ؟
أتحِن على قلب صغير .. لم يعرف من الدنيا سوى حُب العائلة ليأتي هذا الشعور ويدمّر كل مابقي صامد،أحُزن المحبوب هكذا مؤلم ؟ أأبشع وأمر من جميع أحزاننا ؟
كانت تستشعر رجفة تهز أركانها ويديها تحتضن صدرها بتعب مهيّب لأول مرة تعيشه،إعتادته صامد ولم يتمارى لعينيها أبداً ضعفه
كانت نبرة مرهقة فقط وأهلكتها .. فـ لو حضرت أضعف أوقاته ؟ كيف لو حـضرت إنهياراته المُهلكة
كيف لو شهِدت إنهيار جبل إعتاد على الثبّات ، كيف ستقاوم ؟
هل فعلاً حُزن المحبوب مؤذي أكثر من حُزن أنفسنا ، أونرثيه أكثر من رثاءنا لذاتنا ؟
توقفت أنفاسها عن اللهث وهي تلمح طيّفه يُغادر المكان ويتجه لـِ للسيارة والشخص الواقف بجانبه يتبعه
#هوى_ديار_الليل


١٠٦
-
من شدة وجلها وخوفها سارعت خُطاها المرتجفة وهي تَتِجه للسيارة التي كانت على وشك التحرُك
ولحظة إغلاقها للباب وجلوسها خلف مقعد السائق كتمت أنفاسها بصعوبة حيّنما أُغلق الباب وتحركت السيارة على مهل قبل أن تنطلق كالرّيح وكأن الأرض تُطوى من تحتها !

بعدما مر وقت عجزت عن إحصاء دقائقه وساعاته وهي في رُكن السيارة ، رفعت رأسها بتعب وهي تشعر أن الدفء الذي غمّرها حينما أتت تلاشى ، هُنا تشعر بالوحشة فقط ! وهذا الشعُور أجبرها على التلفت ونفض الرعب عن صدرها لعلها تعرف وجهة شاهييّن هذه المـ..

توسّعت أحداقها بذهول وتصاعدت دقات نبضها بجنون لا متناهي وهي عاجزة عن إسترداد نفسها ، هذه ليست سيارة شاهييّن !!!!
من هالرجل ؟ وأيّن هي هذه اللحظة ؟ يالله مابال هذه الليلة المجنونة تأبى أن تنتهي بسلام ؟

أخذت تحتضن رأسها بين كفيّها وهي تعتصره بشدة وتغمض عيناها بجميّع قوتها وهي تحاول التفكير بحل لهذه المصيبة التي جرّها قلبها الغبي لها ، تحاول اللجوء لمخرج يسعفها في هذه اللحظات الحرجة ؛ ولكن لا مخرج !!

هل تفصح عن وجودها وتطلب منه سترها ؟ هل تسأل عن هويته ؟ أو تخبره عن هويتها هي لكي يرجعها لدار شاهِر ؟ يالله .. كُل الحلول لها نهايات موجعة فأيّها تقصد ؟؟

إستشعرت حرارة عنيفة بعيناها نتيجة كبتها لدموعها الحارِقة حيّنما تهادى لسمعها صوت آذان الفجر .. وهنا أيقنت أن العواقب مُوجعة !
-
بيّنما في بيت صقر،بالأحرى في غرفة سُهاد
كانت منحنية بجسدها على السرير بأريحية وهي تبتسم بخفوت وتنقل أنظارها لأهدابّ الصامتة بوجل ، تكذب لو قالت أن النوم جافاها بسبب تغير سُهاد الملحوظ ،تصرفاتها طبيعية ومُعتادة لأنها كانت فظة وشقية مُضحكة ببعض الأوقات ولكن نظراتها ؟ مخيفة لدرجة سلبتها نومها !
لذلك رجحت فكرة تبادل الأحاديث والسهر للصبّاح وبعدما أنهوا صلاة الفجر قالت أهدابّ بتثاؤب : خليني أتصل على جدتي لإجل أعطيها خبّر إن تونا بنرقد عشان ما تقلق
هزت رأسها بإيجاب لذلك إتجهت للتلفون وهي تضغط على أزاراه البلاستيكية رقم تلفون منزلهم القابّع بالصالة الداخلية وبعد لحظات تسلل لمسامعها صوت غُفران الناعِس : من يتصل بفجر ربي ؟
ضحكت بخفوت وهي تقول بإستغراب : غريب عليك صاحية هالوقت يا غُفران لا وبجناح جدتي بعد
ثبتت يدينها على فمها بنُعاس شديد : صحيت أصلي ورأس أمي مصدع تقول تبي حبوب من عند جدتي لأجل كذا جيت ، أنتوا للحين سهرانيّن صح ؟ أخبر غرُور المجنونة إذا إجتمعت مع أحد ...
قاطعتها أهدابّ بإستنكار : غُرور ماهيّب معنا !

#هوى_ديار_الليل


١٠٦
-
عقدت حواجبها بعدم فهم وقالت بوجل : كيف ماهيّب معكم يا أهدابّ ، هي كانت تنتظرك عند البوابة بالوقت اللي أنا رجعت فيه للبيت !

تصاعدت دقات قلبها بجنون وهي تقول برجفة : غُفران ، مو أنتي قلتي ماعاد بنروح ! وأنا لما وصلت للبوابة ماكانت غُرور موجودة !

عضت على شفايفها بإحتدام للحظات قبل أن تقول بهدوء : تمام يا أهدابّ يمكنها بغرفة غالب أو نامت عند تناهيّد لا تخافي ، وين بتروح غير بالبيت عندنا ؟ يالله أنا بدور لها وأنتي إرجعي البيت تمام ؟

أجابتها بالصمت وهي تغلق سماعة التلفون وتلتفت لسُهاد الي أستمعت لكل الحديث بصمت ، أبتسمت لها برجفة وأعربت عن رغبتها بالرجوع للبيت في ظل قبول سُهاد السريع
ومُراقبتها لها وهي ترتعش وسط لبسها لعبايتها

لبست عبايتها سُهاد بعجل وهي تلتقط نظرات أهدابّ المُستنكرة وقالت ببسمة هادئة : تنتظرين مني أرسلك لبيتكم وأنتي ترتجفين كذا ؟ لو يصير فيك شيء ليقاضينا شاهِر جلوي

قبل أن تُبدي أي إعتراض تناولت سُهاد يدها وبدأت تخُط السير بإتجاه بيت شاهِر ، قبل بزُوغ شمس ههذا اليوم وبوسط خيوط الليل اللي مازالت تخط السماء ووسط شارع ديِرة الليل
توقفت خطوات أهدابّ برجفة وهي تلمح جدها شاهِر مع غالِب وأخوها حرب وحتى ياسيّن وهارُون في منظر معتاد إثر رجوعهم من صلاة الفجر وقراءة وردهم بالمسجد ، ذابت عظامها وسط جلدها وهي ترتعش وكأنها بوسط القطب الجنوبي ، إحتضنت سُهاد كفوفها وهي تشد عليها بهدوء قبل أن تنتزعها بعد لحظات بسيطة بكل قوة وهي تركض وصوت لهاثها اللي يخترق الآذان و عيناها تعتصر الدمع وهي تقف أمام شاهِر بمنظر مُضني وسط جمودهم ووقوفهم المدهوش ، قبل أن يسألوا عن سبّب حضورها أو عن هويتها قالت بلهاث وصوت بكاءها يخترق سمعهم : ياجد شاهِر إلحقنا تكفى ، غرُور مختفية عن البيت من ليلة البارحة ومحد يدري عنها ...!

صمت مُلجم إخترق ضوضاء المكان قبل أن يستوعب غالب مرور إسم صغيرته على مشهد سمعه مما تركه ينتفض ويقترب من سُهاد بصدمة : وش تقولين أنتي ، غرُور البارحة خذت الإذن مني لأجل تبّات في بيت أم صقـ..

قاطعته وهي تبّكي بنحيب وتقول برجفة : أنا أخت صقر ، وغرُور ما جاءت عندنا البارحة
قبل لحظات غُفران تتصل على أهداب وتقول غُرور مالها حس بالبيت ، غرُور مختفية وتكذب عالكل بإنها عندنا وهي ما عتبت بيتنا ، تكفون يا آل جلوي لا يصير فيها شيء ، لا يكون صابها ضر ..!
-
-
#هوى_ديار_الليل
🎬!!!



زمردانكا likes this.

"جوري" غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-02-22, 10:02 PM   #16

"جوري"

مشرفة منتدى الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية "جوري"

? العضوٌ??? » 333867
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,010
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » "جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



١٠٦
-

لحظات بسيطة قبل أن تحتد ملامحهم للغضب العارم والصدمة العميقة اللي دكت الأرض دكّ بسبب قوة ضربات أقدامهم للأرض ، أُستنفر المكان عن بكرة أبيه وكل شخص بحدود بيت شاهِر بن جلوي ينتفض من سطوة ملامحهم الغير مقروء فيها سوى " الغضب ؟"

بدأ البحث عنها بأركان المكان ، بكل غرفة ، بكل زاوية بالبيت ،ولا يدرون بحثهم خوف عليها أو على سمعتهم !
وسط بكاء تساهيّل الجنوني وإحتضان غُفران لها ورجفة البنات بسبب ملامح رجالهم المخيفة ، ووسط دعاء الجدة ودموعها الصامتة وحضور غزيّل وسُهاد اللي تحتضنها عفـراء رأفة بسبّب بُكاء سُهاد العنيّف خُيل لهم إنها بسبب خوفها على غُرور !
ووسط جنون غالب وروحه تحتضر داخل صدره ، صغيرته متوارية عن الأنظار،فجيعة لايعرف كيف يحتويها ،يالله لا تُريني مكروهاً بها ! يالله لتكُن بخير وليحدث مايحدث

في إوج جنونهم وعبث الأفكار الخبيثة بخلايا دماغهم ، بوسط حوش شاهِر اللي تهتز أركانه من غضب صاحبه وهو يرتجف من فرط غيظه : حفييّدة شاهِر تببات في ليل الله أعلم وين مكانه ، ما كسروني رجال ماهدتني حمول لأجل تهدني طفلة .. والله ليكون موتها على يدي

إهتزت أركانه غالب وأقترب وهو يتصنع القوة ويقول بثبّات ظاهري باطنه رجفة : ما بيكون حكمها القصاص لأجل سمعتك يا جد ، غُرور تربية يديني وما يطلع منها قصور وعيّب ، الوكاد إنها صارت معها مصيبة لأجل تختفي عن النظر

دك الأرض بعصاته وهو يشد قبضته على رأسها ويقول بوجوم : هذي سوايا يدينك ياغالب ، هذي نهاية دلالك ودلعك لها ، وياللي ياما قلنا كثر الدلال يضيع قلت هذي بنتي ولاحد يتدخل بيننا
يالله خلنا نشوف أي فضيحة بتلحقنا بسبب بنتك في تالي الليول وأنت راقد ومريّح بالك

قال بقهر وهو يأشر على أهدابّ بغيظ : أخت شاهييّن كانت معها يد بيد يا جد ، ليه الحد يقام على أختي اللي كانت معها وهي لا ...

قاطعه بغضب : أخت شاهييّن باتت ليلتها في بيت بنتنا أم صقر ، ولكن أراضي أختك مجهولة يا غالب .. حرام حُرم الدم لو أنتهكت حد من الحدود لينقام عليها الحد وما يمسي عليها المساء
ماهو بولد جلوي اللي ينطعن بشرفه يا غالب

ألتفت بجسده متجاهل غضب غالب اللي أمتزج برهبة ، وصمت عيال عمه وملامحهم الغاضبة وهم يدورون بالحوش ينتظرون أوامر شاهِر اللي شُل عن التفكير للحظة يحاول يستجمع أفكاره بسبب غضبه ، متجاهل صوت نحيّب النساء العالي وكأنها أُقيمت جنازة، ولكنهم ما يجهلون
وش بيكون عقابها سواءً تعدت الحد أو لا !

ألتفت وكان ينوي يرسلهم يدورون بالديّرة بصمت بدون يظهر لهم صوت ..
#هوى_ديار_الليل


١٠٧
-
عقد حواجبه بسبب هارُون اللي تخلى عن وقوفه أمام البوابة وهو يفتح أركانها بسبب سماعه لصوت سيارة توقع إنها شاهييّن ، دخلت بعدها سيارة شاهييّن وتوقفت أمام البوابة وهو ينقل أنظاره المستنكرة لحضور كل العائلة بهالمكان وههالتوقيت بالذات !

ترجل من السيارة على عجل قبل أن يدلف للداخل حتى ناظر لملامح هارُون الغاضبة وهو يقول بإستنكار : علامكم ؟ من شابّ النار بدار شاهِر
قبّض على يده بغضب وروح البداوة تخترق جسده وخوفه على سمعتهم يزلزله : بنت عمك مختفية من ليلة البارحة ، والله أعلم وين أراضيها !

عقد حواجبه للحظات قبل أن تشتد ملامحه غضب ووجوم : كيف وين أراضيها ؟ دوروتو بكل أركان البيت ؟ يمكن إنها بأحد الغرف أو بالمزرعة

- نفضنا الأرّض عن بكرة أبيها يا شاهيييّن ولا لها أثر ، من البارحة وحنا نظنها ببيت أم صقر ولكن صادفتنا بنتهم فجر اليوم تبكي وتنتحب تقول مااهيب عندهم ، للحين جدي ثابت ولكن هالشيء مافيه ثبات ياشاهييّن وأنت تدري ، هالشيء يمس السّمعة والشرف والله ولا السمعة

قبل أن يرد على كلامه رفع رأسه وعيونه المُحتقنة من الغضب تمشط المكان ومن لمح إنهيار غالب الحتمي حتى تسلل الوجل لقلبه بدون إذن حتى ألتفت لهارون وقال بصوت هادي عكس الحرب اللي أُقيمت في صدره : من هي من بنات العم ؟
- غُـرور بنت خالي مـهاب !

شعت عيناه بشعور غرِيب وهو ينقل نظراته للمكان بهُدوء شديد ، غالِب اللي يستند على طرف الجدار وكفوفه تحتضن وجهه بعجز شديد ، تساهيّل اللي صوت بكاءها يخترق سكُون المكان وبأحضانها بنتها غُفران تطبطب وتشاركها النحيّب ، جدته مودة اللي تتقدم وعصاتها تسبّقها وهيا تحاول تهدي شاهِر اللي مشتعل نار ، ولا حتى أكبر نهر بالعالم يقدر يطفيه ، حربّ اللي واقف بجنب ياسيّن ويتبادلون الحديث بلغة الغضب ولكنهم يحاولون يوصولون لحل دون سفّك دم ،غزيّل أم صقر المستندة على بنتها وبجانبها أهدابّ وتناهيد !
كان يتفحصهم بصمت بعدما غنى له هارُون كل المواويل ، حتى صدح صوته بغضب : تغيّب ليلة كاملة عن أنظاركم وأنتوا مستريّحين وراضين ؟

داهم صوت غالِب الغاضب خلوة المكان بعد غضب شاهييّن : هالكلام تقوله لأختك اللي العمد إنها كانت معها ، وهي ساكتة عن غيابها

ناظر لأهداب بنظرات غريبة قبل يقول بصوت رنّان من شدة حِدته : من متى وحنا نسمح لك تباتين برى حدود شاهِر يا أهداب ، فهميني ؟

إرتجفت بسبب غضبه وإزدادت كثافة دمعها وهي تضغط على كفوفها وتقول برجفة بصوت بالكاد ينسمع : خذيّت الإذن من جدة مـ..
#هوى_ديار_الليل


١٠٧
-
- محد بيذبحني غييرك يا أهدابّ ، محد بيكسر عزومي غيرك وغير جدك وجدتك اللي يحرفونك عن الطريق غصب عنك ، بنت تبات بغير بيت أهلها ماهي بنت أصول يا أهدابَ تفهمين ولا لا ؟

صوته المتفجر من الغضب أجبّر الكُل يتلزم الصمت بذهول كان خائف على أخته وعلى غُرور بحد ذاتها ، وكإن عاصفة شاهِر ما كفت لأجل يحضر إعصار شاهييّن ويكسر كل اللي بقى واقف وصامِد ، كان ينثر غضبه اللامتناهي على مسامعهم وهو يضرب مقدمة سيارته بتشديد
وسط سكوت غالِب المجبور وخوف البقية من بينهم شاهِر اللي صمته كان عمّد !

شاهييّن اللي دمّر سكونه هالخبر وأهلك كل حي بصدره ، كان هاللحظة من شدة ضيقه وعدم إستقراره على بر فكرة ؛ دولة من الظنون اللي ممكن تقتله من قهره ،كان حاكم من جنون ممكن يحرقهم بأرضهم كان أمة من مشاعر إمتزجت ببعض وعجز قلبه يحدد نوعها، عجز يستقر على شعور ! خايّف ؟ هه شاهييّن من متى يخاف ! ولكن طبيعة هالشعور وش ممكن تكون !
أخذه من عاصفة شعوره تقدم غالِب منه بجموح وقبل يتخطاه وقف قِباله وهو يناظره بحدة : على وين يا ولد العم ؟

ضربه على كتفه بقبضة كفه وهو يقول بقهر : أختي يا شاهييّن ، بنتي غرُور مختفية وبدور عليها ، بنتي صايَبها ضر ولا مستحيل تغيب عن نظري ، وخر عن طريقي بروح أدور عليها وعساني أشيل الأرض وأدور تحتها الأهم ألقاها

ناظره بتهُكم وهو يبتسم بسخرية : وإن كان خروجها من البيت بإرادتها الحُرة و..

قطع كلماته ضربة غالِب القوية على صدره مما أجبره يصمت بغضب ، لأول مرة يفقد غالب السيطرة على غضبه وتتكلم قبضته قبل لسانه
ولسوء حظه كان مع شاهييّن اللي رد له أضعاف أضعاف اللكلمات بكل مكان تطوله يدينه وهو يتمتم بقهر : ماكان المفروض تسمح لها تغيب عن عينك ، ماكان المفروض تتركها تروح من تحت ظلك ياغالب

وسط فوضاء المكان لدرجة تحول لساحة حرب من نصفين مقاتلين ومشاهدين كان حربّ يحاول يحررهم وياسيّن يسحب غالب ويحاول يهديه
ولكن شاهييّن كان غاضب لدرجة ماسمح لغالب يفلت من بين يدينه ، وكأنه يلومه على هالخبر اللي دمّر كيانه شر تدمير !

ولا قدر ينقذ غالب من بين مخالب شاهييّن غير صوت شاهِر الساخِر : قبل تتقاتلوا بوسط بيتي ، روحو دورو على شرفكم شوفو بأي قاع أندفن

دفع غالب من صدره وهو ينقل نظراته الغاضبة له بأنفاس متلاحقة ودقات قلب متواثبة وهو يمسح الدم اللي لطخ طرف جبهته ويقول بغضب : ياويلكم يال جلوي ، ياويييلكم مني لو يصير فيها شيء ، ويا وييلها لو سوت سواة تكسر ظهورنا بتلاقي الموت بيديني ، أنا قتتّالها .. تفهمون قتّالها !!

#هوى_ديار_الليل

١٠٧
-
بعد صوته الكاسِح المدمر وصل صوت نحيَب تساهيّل للسماء وهي تبكي سخط وجزع وتولول خوف على بنتها ، ركضت غُفران وهي تحتضن غالب ببكاء وتهمس له بترجي : تكفى يا غالب ، هذي غرُور بنتك الصغيرة ، ما تسوي العيب ياخوي ما تعلمت تكسر الظهر ، تكفى ياغالب لايصيبها ضر خلنا ناخذها ونرجع لبيتنا تكفى
صد بوجع وهو يحاول يتماسك ، لأن الوجع الي بجسده لا يُقارن أبداً باللي في صدره !

بلحظة ثباته لأجل يرجع ويرد على شاهييّن
تسلل لمسامعهم صوت وقوف سيارة خلف سيارة شاهييّن بأمتار قليلة وكإنها تحاول تتوارى عن النظر ، توقفوا بعدها عن القتال بصمت للحظات قبل أن يجُر شاهييّن خطواته للسيارة اللي ميّزها وأيقن إنها سيارة عقيق ، كان غاضب ومافرغ غضبه الكُلي بغالب ، ولا حتى بيقدر ينتهي هالغضب.لذلك وجوده هاللحظة هنا رح يجعله ضحية جديدة لغضب شاهييّن !

توجهوا كل أحفاد شاهِر وهو على رأسهم خلف شاهييّن اللي بُترت خطواته على بعد خطوتين من السيارة اللي تقف أمامه ، الاوداج الي تعانق جبينه وجبهته تورمت لدرجة يخيَل للمرء إنها على وشك الانفجار من شدة قهره وغيّظه هذه اللحظة،عيناه تقذف حمما بركانية حامية،شاركه هالغضب والصدمة جميع الواقفين خلفه
هذا ماهو غضب ولا ذهول ،هذا إعصار بيدمرهم ، بيحرق آل جلوي عن بكرة أبيهم
هذي نهايتهم ،وهنا بتكون آخر نقطة لهم ولها هي !
-
-
قبل لحظات ..-
بأركان سيَارته ، ينحدر في صدره سيل من التناهيّد المُضنية ، مقهور ؟ لا هالشعور أكبّر
مابعمره رمى نفسه بهالمواقف ، رغم إنه كان شخص يبّحث عن الصداقات ولكن كان دائماً حظه تعيس ومُوجع لدرجة إن سبّب إنهيار عمله وسبب وصوله للقـاع كان؛صديق !
المُفترض إنه يبتعد عن معشر الأصدقاء وينطوي على نفسه بعد كل خيبة ، وهذا اللي عشّم فيه روحه ولكن بعد لِقاء حفيّد شاهِر ،أُلغيت كل هذه الأفكار وترك نصبّ عينه هدف واحد،يكون هالرجل ظهر له ، بعد سنة ونص أيقن إن هالرجل ما يتبدّل ولا يتعوض ولو خسّره فهي أكبّر خساراته
جيّته بعد المطر لمغارته كان بنيته يوطد العلاقات ، ولكن إنفجار شاهييّن عليه ورميه بأحد الكلمات كان مُهلك
يعرف صقر من ملامح شاهييّن اللي تحكي آسى بكل مرة يسمع صوته
ولكن مايعرف إنه وصل لعمق شاهييّن لدرجة كان شاهييّن نفسه لدرجة إن كلامه أهلكه وأتعبه وهو يتكلم وكأنه يتقيأ كلماته من فرط التعب " كان يسوى كل هالناس بعيوني ، كان قريب لدرجة شكيّت بيدخل معي قبري "
إنهيار كلِمات شاهييّن أجبرته يتبع خُطاه لساعات عجز يحصيها .. من شارع لـ شارع ومن دِيرة لـ ديرة !والصحيح إن شاهييّن يتبع خُطى ذكرياته مع صقر ويرهق نفسه فوق إرهاقها!
#هوى_ديار_الليل


١٠٧
-
وصل معه لأعتاب ديرة الليـل بصمت مُهلك وليل يشهد على تراكل الوجع بين ضلوع صدورهم ، بعدما بدأت أشعة الشمس تتسلل بغتة بين خيوط الليل فتعتصرها حتى تتلاشى وينبّلج الضوء
كان يناظر لسيارة شاهييّن الي توقفت على بوابتهم بدون ما يدلف للداخل بالكامل وبدون ما يتعنى ويقفل بوابة الجهنمية مثل ما سمع إسمها من هارُون!
تنهد وهو يرخي رأسه على الدِريسكون ويتنفس بُبطء شديد وكأنه يحاول تمالك نفسه ، مالقى كل هالتعب بدرب أحد كثر درب شاهييّن بن عساف .. ولكن لو دربه هلاك راضي بقربه ! هذا اللي عاقد عزمه من لحظة لقاءه !

بوسط سكون المكان وروحانية آواخر الفجر الرقيّقة تخلله ضوضاء ماكانت خفيفة ، رقة الفجر تلاشت بسبب حِدة صوت غليظ متفجر من الغضب هز أركان المكان وتِسلل لسمعه ، هذا شاهييّن ؟
نفض جسده من المقعد بإستنكار لما سمع صوت شهقة مكتومة وتوسّعت أحداقه بوجل قبل أن يتمتم بالمعوذات بصمت وينقل نظراته للمراية الداخلية ولكن عجز يلمح شيء ، تلفت بأنحاء السيَارة وهو موقن إن الصوت كان من داخلها ،وظنه صحيح ! الشعر المبعثر على المقعد الخلفي ترك كل أركانه تهتز برعب شديد
وفتح باب السيارة برجفة وهو يقفز منها قفز ويفتح الباب الخلفي بعجلة شديّدة يحاول يتعرف على اللي بقى معه بالسيارة ساعات طويلة بدون علمه وهو يلوم شاهييّن على مكان مغارته " أكيد إنها جنية من جبال شاهييّن "
ولكن الجسد الصغيِر الأنثوي المنثني للأمام ليس بجسد جنية ! الشعر المتناثر بسلاسة على المقعد والوجه الخمِري المُحمر بشّدة لدرجة تلاشى لونها الحقيقي وحل محله التوّرد !

إن كانوا الجن بهذا الجمال الشديد، فوادعاً للبشر وأهلاً بمعشر الجن !

صوت خطوات عنيفة تدكّ الأرض دكّ تركته يلتفت بإستنكار ووجل ومن لمح آل جلوي يقفون بهشاشة هُيأ له إنها صلابة بسبب ملامحهم الحادة حتى زاد إستنكاره وأبتعد خطوة عن الباب ومن لمح نظراتهم المصعوقة ، ملامحهم الي إنهارت للحظة تمسّك جدهم بعصاته وكأنه يطلب منها إسناده حتى لا يقع مغشي عليه حتى أسبّل أهدابه برهبة وبلع ريقه بصعوبة .. !

#هوى_ديار_الليل






"جوري" غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-02-22, 06:59 AM   #17

"جوري"

مشرفة منتدى الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية "جوري"

? العضوٌ??? » 333867
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,010
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » "جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




١٠٧
-
حربّ يتنفس بصعوبة وقلبه يكاد يلفظ النيران المحترقة بداخله وهو يتأمل المنظر البّشع أمامه ! فـ وش أقسى على البدوي من شرفه !
عجز يسترد نفسه وهو يلمح بنت عمّه الصغيرة بكامل بهاءها بشعرها المنثور اللي كان مُحرم عليهم يلمحونه مجرد لمحة ! لشِفاهها المجروحة بشدة ولحظة لمحهم لجرحها خُيل لهم خيالات موجعة للكل !

من الصدمة عجزُوا يزيحون نظرهم عنها من شيّبهم لصغيرهم ! بنت عمّهم بسيارة رجل غريب وغايبّة عن البيت لليلة كاملة ولا رجعت إلا لما أصبّح الصبح، كان لكل هالصدفات مصير واحد بس ! وكلهم يعرفونه ، كلهم ما يجهلونه
ولا يجهله زِناد اللي ماكان بجاهل بقراءة تعابير وجييهم،هالتعابير يعرفها حيّل، تعابير النهاية ! كبّحهم للدمع ووجيهم المحتدة أكبر دليّل !
تسللت رجفة بكل أجسادهم لما صدح صوت شاهييّن الحاد بوسط فوضوية صمتهم : قفلي الباب وتستري

غرُور كانت عاجزة عن التحرك إنش واحد كانت متجمدة مكانها وكأنها نست كيفية التحرك ! لولا إن زِناد من شدة رهبته تدارك الوضع وتقدم وهو يقفل الباب اللي حال بينهم وبينها
وبين صوت شاهِر اللي أخترق سكون المكان وهو يضرب الأرض بعصاته بيدينه اللي ترتجف من شدة العار والوجع : أنـا قتّالها ، والله ما تغرب عليها شمس هاليوم غير وهي في قبرها،والله لايكون موتها الليلة على يدي،الله يسود وجهك يا بنت مهابّ ، الله يسود وجهك كأنك دفنتينا بالتراب بسوااياك يالعاهـ.""الكـلبة ، والله لايكون موتك وغسل عارنا اللي لطخيته على يدي

قال كلامه بهجومية وهو يجر خُطاه لداخل المنزل ، وسط إنهيار غالِب المصعوق على الأرض ويدينه تحتضن رأسه بوجع تام أخترق سكون تفكيره ، قدرته على كبّح الدموع والحفاظ على صورته الرجولية تلاشت ، أي قوة بتتحمل كل هالحِمل،سواة غرُور والأعظم قتلها قدام عيونه بدون ما يقدر يحرك طرف إصبع !
بنته اللي قضى عمره كله في سبيّل دلالها وسماع ضحكاتها بعد لحظات بيُسفك دمها أمام عينه ولا يقدر ينبس ببنت شفة،كل الي بيده يستمتع وهو يشوفها تنقتل بصمت شديد
تفجرت الدموع من محاجر عيونه بهجومية شديدة لدرجة غرقت شنبه وهو يضغط على رأسه يندب حظه اللي عجز يوقف بصفه هاللحظة
بدأ يهز جسده وهو يرتجف وسط نظرات أحفاد اللي أشاحو بنظرهم عنه بقهر وضيّق حال وقلب
وش بيدينهم ؟ غرُور تخطت حد ما وراه غير الموت،الموت وبس ! حتى التبرير مارح يكون له سمع عندهم
ووجبّ قتلها بقاموسهم قبل ينعرف بسواتها بيّن أهل الليل !
دقايَق طويلة كان الصمت يحيط فيهم ، بين رجفة ودموع وقهر رجولي،وآه من القهر لا سكن قلوب الرجال المنيّعة !

#هوى_ديار_الليل


١٠٧
-
زِناد عاجز يتحرك من مكانه والصمت محتويه بسبب صدمة الموقف الي تعرض لها ، بينما يراقب الوجوم الي يحط فيهم
يراقب شاهييّن المسّود وجهه ، واللي نزع عن رأسه غترته وهو يرميّها على الأرض ويفتح أزرار ثوبه لعله يلقى لصدره متنفس ولكن عبّث لوهلة تمنّى لو لـ صدره أزرار يقدر يفتحها لأجل يحرر النار الي عثت بصدرع فساد !
وينتقل بنظراته لأخوها اللي خار صاعقاً على الأرض غير عابىء بنظراتهم لصوت بكاءه المسموع وكأنه يتيّم فقد أمه هاللحظة !

سمع أصوات بكاء نساء عالية لوِهلة ظن إن شاهِر إنهار بجنبهم ، ولكن أصوات النساء تقترب ، النحيّب يشتد ! الولولة تتعالى والدعوات تصل لمسامعه قبل أن يصلو له بأقدامهم تقدم خطوة لهم وهو يقول برجفة : شاهييّن أنا ..

قاطعه حربّ وهو يأشر له يسكت بحدة وهو تأفف ومسح على وجهه يصد عنهم ويحاول يتماسك لأجل يقدر يحل الموضوع قبل يوصل ل قـتل نفس بريئة !
ظهر شاهِر .. بنار حارِقة تشع من عيونها ! بنظرات شيطانية يخُيل للمرء إن شيطّان تلبسه هذه اللحظات ! شيّطان العادات والتقاليد !
اللي ما يُؤمن إلا بالقـتل في حال التعدي على " الشرف " بدون يرخي السمع للتبرير !

يرمي أمها من على يدينه اللي بكل مرة يرميها ترجع توقف وتتمسك فيه بنحيّب ووجهها المُزرق من الوجع يطلبه العتق ، بنبّرة مرتخية من الوجع ودموع لاتكاد تسقط الأولى حتى تتبعها عشرات الدمعات وهي تناظر للمسدس الي بيدينه : تكفى ، دخييّلك يا بن جلوي إلا بنتي،غُرور صغيرة ، طفلة للحين غرفتها مليانة ألعاب يا شاهِر،للحينها تجهل هالدنيا وماشافت منها شيء دخيّلك يا شاهِر هذي فلذة كبدي تربية يديني ماتسوي العيب ولا تجيبه لكم

رماها على الأرض بغضب عارم لدرجة هالمرة طيحتها ماعاد لها قومة وهو يسحب الأمان من المسدس ويناظرها بحدة متجاهل جموع النساء الي تبكي بوليل خلفه وهو يناظر لغُفران الي جلست عند أمها وهي تنتحب بصوت مُهلك من التعب : يمه دخييّلك قولي لهم

لما إنحنت تساهيّل بوجهها للأرض وهي تغطي رأسها بيدينها وتبّكي بكل قوتها تضرب برأسها الأرض وكأن روحها تنازع الموت في منظر يترك الأبدان ترتجف من الوجع ولكن ماترك هالمنظر للعفو في قلبه ! تجاهلها وهو يقول بغضبّ : قلت لكم ، الله ولا الشرف ، الله ولا الكرامة .. أنا شاهِر بن جلوي يدُنس إسمي بالتراب والتبن لأجل حقيرة ماعرفت حدودها ؟ وأخليها بدون عقاب ! لاوالي خلق السّماء ليكون اليوم موتها !

لما تهادى لسمعها كلامه إنتزعت نفسها من على الأرض وهي تركض بكل طاقتها للبوابة متجاهلة كل عيال عمها وهي تلمحه منهار على الأرض ، جلست قباله وهي تنتزع يدينه من على رأسه وتهزه بعنف..
#هوى_ديار_الليل


١٠٨
-
عيونها المتورمة من شدة البكاء تعانق عيونه الدامعة بتعب : غالِب مو كنت تقول هذي بنتي الصغيرة محد يقدر يمسها بسوء وأنا معها ؟ هذا هم بيوجعونها بيأخذونها مننا ياغالب،دخيّلك ياخوي لا يعمُونا ! لا يأخذون من عيوننا نظرها

أشرت بيدينها بطريقة طفولية وصوتها مبحوح من شدة البَكاء : توّها صغيرة ياغالب ، توّها طفلة ما تفقه شيء بالحياة،هذي وصيتك
مو كنت تقول أول وصاياي لو بكتبّها بتكون ما يأخذون الضحكة من ثغركم ، شفهم ياخوي
يسلبون الضحكة مننّا عنوة،يأخذون طفلتنا من حضن أمها ، هذي غُرور يا غالب ؟ تعرفها؟ أختنا الصغيرة اللي كانت تبّكي تحت السرير وهي صغيرة ولما تنتهي ترفع رأسها وتمثل الثبّات وتقول مابكيّت لأني قوية ، أختنا اللي تخاف من الظلام يا غالب ..

لما لمحته جامد يبّكي بصمت ورفعت عينها لشاهِر الي يتقدم منهم بوجوم ضربت وجهها بيدينها وهي تمسك رأسها وتُغمض عينها للحظات حتى فتحها وهي تحتضن وجهه بين كفوفها وتقول ببكاء مُتعب : غُرور تخاف من الظلام ياغالب ، رح يتركونها بالظلام طوال حياتها ،يرضيك ؟ آه ياااغالب تكفى لا يقتلونها
يارب لا تموت، هي ما سوت شيء والله
أنا السبّب ، أنا مشيت خطوة وتركتها وراي بدون ما ألتفت وأحتضنها وأرجعها مُجبرة تحت جناحي ، إقتلوني أنا ياغاالب ، هي باقي صغيرة
والله صغييرة حيل .. حرام تموت حرام

رفع رأسه للسماء وهو يطلق آه موجوعة وسط العيون الناظرة له بوجع وضيّق .. ووش بيدينهم ؟ غير النظر !

بوسط البّكاء فُتح باب السيارة وإنتزعت نفسها من المقعد بصعُوبة وهي تخرج منها غير عابئة بحجابها الي سقط بجانب قدمها مما تركهم يصدون عنهم بينما زِناد مبتعد أصلاً يحاول يجمع شتات نفسه !

وقفت قدامهم بصمت بشُموخ أنثى أبّى أن يُهز حتى آخر لحظة من حياتها .. ولكن بدموع !
عُلقت بأهدابها وعيون مُحمرة من شدة كبّحها لدموعها اللي تمسكت بأهدابها بكل قوة في منظر رقيّق حد الوجع ،أُنثى صامِدة بلا دمعة واحدة في وجه جمُوع الشرف
نزعها عن جمودها صوت بكاء غُفران الحاد وكلماتها اللي أجبرت قلبها يخلع رداء الصمت
قالت بصوت هادي موجوع وهي تنقل نظراتها لشاهِر اللي توقف قدامها بخطوات قليلة : أنا بريئة من سم دسيتوه بدم العادات بإسمي !

ناظرها وهو يهتز بعنف من شدة قهره ، مُسالم وحنون،حنون لدرجة إن قلبه ينتحب ويبّكي بصمت على حفيدة رح تموت على يدينه
ولكن عقله صامد وجامد وإذا ماطهر شرفه بيدينه رح يُدنس إسم آل جلوي لبقية حياتهم
رح ينهاننون أحفاد شاهِر رح تُنكس رؤوسهم للأسفل بعدما كانت هاماتهم تُعانق السحاب!
#هوى_ديار_الليل


١٠٨
-
وجبّ عليه الحفاظ على رؤوسهم عالية ، وإن كان ذلك بسّفك دمها ! : البنت اللي ترجع بسيارة رجال غريب بآخر الليل ماهي إلا قليلة شرف
وجبّ عليها تبات باقي لياليها بقبرها !

ناظرته بتعب وهي تنقل نظراتها لإنهيار غالب وقالت بكبرياء خالطه وجع : تصدق فيني ياغالب ؟ أنا غرُور بنتك،يشهرون السلاح بوجهي بحجة الشرف ، تصدقهم ياااغالب تكلمم!!
تصدقهم بدون ما تطلب مني حق التبرير لصدف لعينة تركتني أوصل للنقطة هذي !

عجز ينطق بحرف واحد ، حتى إنه عجز ينحني برأسه ويقابلها بنظراته،مُنهك ورمى أسلحته وأشهر علم الإستسلام بدون قتال في معركة كان أحد أطرافها " الشرف " ولو إنتزعها منهم هذه اللحظة وهرب بها في سرداب مظلم في أرض بعيدة لو هرب بها لنهاية العالم للحقو ولأنتزعو روحها عنوة،هم ليس بظُلام ولكن للشرف ضريبته مُوجعة!

لما لمحته صامت ودموعه تنهمر بإفراط ولا تلمح سوى إنحناءها من على شعر وجهه لرقبته حتى نقلت نظراتها لغُفران المرمية بحضنه ويدها تحتضن رأسها وتنتحب بتعب ، حتى شتت نظراتها لأحفاد شاهِر الي صادين بالنظر عنها وأجسّدهم ترتجف من شدّة الوجع ، إبتسمت إبتسامة مُضمرة وإنحنت برأسها تسترد باقي قوتها وتمنع الغيّث من أن ينهمر بقوة من جديد شدت على قبضتها المُرتجفة وهمست بقوة لجدها : وإن كنت بريئة ، وإن وقفنا قدام رب العبّاد يوم القيامة أنا مظلومة وأنت الظالم
كيف بيكون موقفك يا جد ؟

ناظرها بوجوم ومدى حكمته تلاشى وبقيت فكرة وحدة كان عليه تنفيذها هاللحظة ، أشهر السِلاح بوجهها وهو يقول بصوت حازِم : حدود الشرف معروفة ، اللي يتعداها الموت بيلقاه وأنتي بنت ديرة وتعرفين ، ولا نستك العاصمة قوانين ديرتنا !

أزاحت نظره عنها وهي تأخذ نفس بصعوبة وتسبّل أهدابها برجفة ، قلبها ينتفض ورُوحها تنازع بداخل صدرها .. أين المنفذ ؟ لماذا كل شيء مُظلم ؟ لماذا لا أرى أي بقعة نور في كل هذا الظلام ؟

عانقت عيناها الصامِدة بوهن بعينيه المُتعبة من قلة الحيلة وقرأت الوجع ؛ وكأن الطعنة من أقرب أحبابها مُهلكة أكثر من بقية الطعون ؛ لأن الطعنة من ضِمادك مالها علاج،قرأت الإنهاك وهذه المرة الأولى التي عجزت فيها غرُور عن كسّر نظراته
وكأنه يرثيها ويعاتبها بذات اللحظة !
"‏كنتي بنتي الصغيرة
‏كنتي العالم بأسره بعيني حتى خُنتي ولدلالي بسعر التراب بعتي !
‏كنت أشعر بكل جروحك قبل أن تمسَك
‏كنت أنام قرير العين دون الخوف من غيابّك
كنت كل أهلك ، أصدقائك ، كتبك وذكرياتك ، بابك ودارك ، كنت أكبّح عيني عن النظر لأخطائك ولا أرى سوى صوابك ،كنتي دمعي يا غروري وبهذا الصبّح .. طحتي !"

#هوى_ديار_الليل


١٠٨
-
إرتجف قلبها وإستشعرت إهتزاز جسدها من فُرط الرجفة غامت عيناها بحزن شديد ولكنها وقفت بصمود أمامهم بقوة حجبت عن أعينهم رجفة جسدها من هول الموقف ، راحت تبتسم من عُمق الخذلان والخيّبة وكل خلية بجسدها تصرخ بتعب ببراءتها وبأن الصُدف مهلكة تركتها تنحني لهذا الموقف بغتة دون سابّق إنذار ! ولكن أينحني الغرُور ؟ أتذبل الزهُور ؟ لا والله !

عاودت تستقم بثبّات وبعينها شموخ تام وغُرور لطالما عُرفت به بأسوء المواقف : أنا غرُور أخت غالب ، ما ينعرف مني العيب ولا أنحني للقُصور ، إن كنت بعت آخرتك لأجل الي تسميه عار وشرف فأنا ماني بمعطيتك حياتي لأجل تسفكها بدم بارد
إن كانوا هم تخلوا ، فأنا بنية متمسكة بحياتها كل ضلع فيني يصرخ بالبراءة وأعرف نفسي لدرجة ماني بمرخصتها ، إن كأنك ناوي تنتهكني لأجل تغسل عارك ، ف العار ما يغسله الموت بس ياجد

ناظرها بغضب مُزج بفضول لـ تقول ببرود : تبرأ مني ، وإن سألوك وينها قل مالي حفيّدة بإسمها ، إنتزعني من آل جلوي لدرجة ما يمتزج دمي بدمكم من جديد ، غربّني من حضن غالب لبلاد تجهل من هم آل جلوي وجبروتهم ، تبرأ مني يـا شاهِر وإنسوني
ولكن لا تنتزع من صدري حياة أنت ما تملكها ، هالروح اللي بصدري مالكها ربّ العـباد ومالك حق تسلبها مني !

الصمت المهيَب أحاط بالمكان بذهُول العالمين ، قوة أحفاد شاهِر تلاشت أمام جبرُوت شاهِر ! ولكن قوة غرُورهم كانت أكبر من إنها تنحني لمصيرها بصمت .. من متى وهي تنحني أصلاً !

بعد وهلة يممت وجهها شطره إرتخت عضلات جسدها بوهن شديد حينما إحتضنت عيناها وقوفه الشّامخ أمامها وكأنه ليس بمكان كل الهامات به منكُوسة .. يرمق ظلها بصمت شديد
وكأنه تمثال من الشمع المُحنط ! ملامحه باردة وكأنه لا يقف بمكان تفور منه النيّران ، تراكمت التنهيّدات العميقة بصدرها حتى تحولت لغصّة مُهلكة خرج إسمه من بينها كسكين حاد أطلقت بعدها آه موجوعة وهي تسبّل أهدابها تحتضن الدمع بكل صرامة بعينيها ، ولكن دمعة يتيمة تسللت على طرف وجنتها وأعلنت تمُردها على قوتها لذلك أشاحت بنظرها عنه تمسحها بكل قوة وصرامة وتنقل نظراتها لجدها بكل شدة

لما لمحت التصميم والحزم بعيون جدها وإقترابها منها حتى إحتضنت جسدها بيديّها وأصوات بكاء أهلها تنخر خلايا عقلها ،هنا آخر المطاف ولن تمتد لها أي يد لتختطفها من الغرق في الظلام للأبد ! ولا لها سبيل لكي تركض من هنا وتتوارى عن النظر وتعيش،هي تحب الحياة ليه ينتزعوها منها عنُوة بسبب بعض التصرفات الغير عاقلة والي أدّت لمصائب هي ماكانت تنتويها !
#هوى_ديار_الليل


١٠٨
-
لا لحظة ! ماهذا الظل الذي حجب عني نيران جدي،ليس بظل ! إنه جدار ضخم !
فتحت عينها برجفة وهي عاجزة عن بلع ريقها وأخذت نفس ببكاء شديد وهي تلمح ظهره يحميها من كل الوجع الذي كان أمام نظرها .. وكأنه يتصدى له !
قبل ينتزعها من ظلامها الدّامس صرخ بكل عجلة بصوت مهيّب وهو يثبّت نظراته ببُقعة معينة : غالللب !!

رفع رأسه المنحني بوجل وناظر لشاهييّن اللي إنتزع كفوف غرُور بكل قوة وأطبَق عليها بكفوفه في حين جرها من خلفه في لحظة خاطفة تركته يستوعب الفكرة اللي يطبّق شاهييّن جنونها !

ركض بأقصى طاقته وهو يتجه للسيارة المفتوحة أبوابها قبل أن يصعد فيها خلف غرُور بالمقعد الخلفي صرخ شاهييّن على زِناد اللي كان يتجه لهم بالحل ولكنه صُدم من صوت شاهييّن الآمِر بحدة : تعال أنت والمفتاح يا عقيييق !!

ما لقى نفسه إلا يركض بأقصى طاقته وينتزع المفتاح من جيبه وهو يرميه على شاهييّن الي ألتقطه كصقر إنقض على فريسته قفل بعدها باب السيارة وقبل ينطلق ركب زِناد بالمقعد الأمامي وهو يلهث بصعُوبة في موقف جعلهم يقفون مشدوهييّن ، مصعوقين بالسرعة وردة الفعل لشاهييّن بعد صمت وبرود كانت مُخيفة !

إنتزعها من أسنان الموت الكبيرة بخفة الطير
سرقها من جبروت شاهِر آل جلوي ومن رصاصة الشرف بكل بساطة ! في موقف جعلهم صامتين
جامديّن بلا حول وكأنهم عاكفين عن الحركة وهم يراقبون خفتهم في سرقتها بثواني معدودة ! جاحظيّن العيون فاغريّن الفاهه يراقبون الجنون اللي حصل ، يراقبون غبار السيارة الي أنتشر بعد هروبهم من بطش العادات والشرف بدهشة وجمود!
-
-
صوت مكابِح السيارات العالي يتبّعه صوت طلقات رصاص بالهواء أعادت لهم الوعي بصدمة وذهول خالطه بُكاء عالي من ناحية تساهيّل اللي ركضت بأقصى طاقتها وهي توقف على طرف البوابة وتنقل نظراتها الواهنة تبّحث عن جثة بنتها ولكن .. لا يوجد شيء !
عقدت حواجِبها وهي تلمح عيون غُفران الضاحكة بصمت وصوت شهقاتها مكتوم إقتربت منها وقبل أن تفهم الوضع ، صدح صوته الغاضب بشدة بأرجاء المكان وهو يتجه لسيارة شاهييّن : إلحقوهم بسرعة ، والله لا تنهد الأرض هالليلة على رؤوسهم ، بسرعة يا ياسين !

ياسين ناظره بصمت للحظات قبل أن يشيّح نظراته عنه وهو يتذكر نظرات الوعييّد اللي مانسى شاهيّن يرمقهم بها قبل أن يتلاشى من أمامهم ، دفعته بعدها أمه بغضب : ما تسمع أبوي ياياسين!

قبّض على قبضته ورجع خطوة لورى وأتبّعه هارُون وهو يصد بنظراته ويوقف بجنبه بضيق ، بينما حرب لمح الصدمة بتعابير جده والقهر والوهن يسدل الستار على ملامحه ، تنهد بوجع وضيق وهو متناسي كل اللي حوله نصب عينه شاهِر وبس !
#هوى_ديار_الليل


١٠٨
-
توقفت خطواته بسبب مودة اللي وقفت بجنبه وقالت بصوت باكي واهِن : إعتبرها أهداب ياحرب ، بتفرط فيها ؟

أشاح نظراته عن مرأ عين جده بخجل رجولي مُوجع إختلط بقهر وهو يصر على أسنانه بجزع وضيق أتبعه ضرب الأرض بقدمه بعصبية واضحة
جر بعدها خطواته بعيد عن بيت شاهِر بصمت وسط غيظ شاهِر اللي صرخ بنبرة جلوية مهيّبة
صنعتها مرارة الأيام ووجع الموقف وهو يلمح أحفاده اللي يشّد بهم الظهر يتهاوون قدامه مثل ورقة يابَسة ، وكأنه إحتضنهم طوال الربيع وترك حياتهم مزهرة لِـ يتخلو عنه ببساطة في فصل الخريف : ياا خييّبة الهقوة بأحفاد شاهِر ، هذولا عصابة رأسي اللي أماري بهم ؟ هذولا تربية يديني ووجع سنيني ؟ وفخري ؟ والله ما أنتو غيري خيبتي المُرة وكسر ظهري ، بنظرة سلطكم علي وأنا اللي فرشت الأرض تحتكم سنين طويلة !

تقدم بعد كلامه هارُون ولكنه صرخ عليه يلتزم مكانه بغضب ، وجر عصاته خلفه وهو يتقدم للسيارة ويجلس بمكان السائق بكل عنجهية وقوة إكتبّسها من مجده ، هو بذاته أمة وجماعة وقبيلة ماكان طول حياته بحاجة أحد .. لأجل يحتاج الآن ! دعس على البنزين بكل ما أوتي من قوة وأبتعد بسيارة شاهييّن وهو يتبع الطريق اللي مشى فيه متجاهل كل الي حوله ونصبّ عينه شيء واحد " الشرف " كان غاب قوسين أو أدنى من الجنون!

-
كيف مرت تلك الساعات المُخيفة ؟ كيف تسّلل خيط طمأنينة خفيف بين كُتلة من الخوف ليحتضنه بكل وهن ويطبط على قلبه ؟ كيف إستمر الصمت في تلك البُقعة لدقائق ، بل لساعات تكاد تكون سنين عجاف بسبب الأفكار التي إنتقلت بهم لزمن بعيد ! مرت ساعة؟ لا
الأكيد أن اليوم إنتهى وناصفت الليلة بسبّب ولوج القمر بأنحاء السماء الممتدة على الأُفق
قمر كان مكتمل ليلة البارحة يشهد على مشاعر عـذبة ، تحول لهذه الليلة لقمر مُرتجف يشارك مشاهديه الوحشة والوجع !

مر النهار بأكمله بوهن وأفكار وحشيّة ، ولكن كانت رهينة العقل وحسب ! فالمكان كان هاديء تماماً ، يزحف الصمت ليتلحفهم بكل عنجهية
تارك لهم مساحة للإحتفاظ بعقولهم بعد فجر مجنون !
مرت أول ساعات النهار وهم متوقفين بأحد الطُرق بسبب غزارة المطر ، الذي أخذ المهمة عنهم وذرف الدمع نيابة عن وحوش الكبرياء !
صُوت التناهيّد المسموع وحسب ، حتى مرت الساعات الأولى تلتها الساعات الأخيرة يجول بهم بأنحاء المكان بصمت مهيّب .. العجيب إن صمتهم ماكان إحترام لوجعهم وحسب ! بل كان إحترام للشخص اللي من لحظة خروجه من معتقل جده ل وقوفه في هذه اللحظة فضّل إلتزام الصمت ! وكأنهم ينتظرون حكمه بوهن
#هوى_ديار_الليل


١٠٨
-
بعد لحظات من وقوفه أمام بيت مُتهالك بعض الشيء والدور الثاني يخيل للمرء أنه مهجور بسبب شكله الخارجي ، تنحنح يرتب نبرة صوته وقال بعد ساعات الصمت بصوت هاديء صارِم وكأنه يقطع الموضوع من نهايته : الليلة نعقد القِرآن ياغالب .. حلف جدي تكون الليلة بقبرها وعقيق بيكون قبّرها بهالليلة وبباقي لياليّها ..!

-
#هوى_ديار_الليل
🎬


"جوري" غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-02-22, 07:07 AM   #18

"جوري"

مشرفة منتدى الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية "جوري"

? العضوٌ??? » 333867
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,010
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » "جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



١٠٨
-
بعد لحظات من وقوفه أمام بيت مُتهالك بعض الشيء والدور الثاني يخيل للمرء أنه مهجور بسبب شكله الخارجي ، تنحنح يرتب نبرة صوته وقال بعد ساعات الصمت بصوت هاديء صارِم وكأنه يقطع الموضوع من نهايته : الليلة نعقد القِرآن ياغالب .. حلف جدي تكون الليلة بقبرها وعقيق بيكون قبّرها بهالليلة وبباقي لياليّها ..!

ابتلع زِناد ريقه بأريحية ، كان موقن إن الموضوع بينتهي بموتها لذلك كان الحل الي توصل له يتزوجها بصمت ولكن تصرف شاهييّن أجبره يتبعه بدون وجهة ، والحل الأمثل بنظر شاهييّن كان نفس حله ! لذلك لا بأس ! ولكنه عقد حواجبه بذهول لما لمح قطرات الدم اللي وضحت بوهن على ثوبه الرمادي كانت نتيجة غرز شاهييّن لأظافره بباطن كفه بلا شعور لدرجة إنه إزرّق كفه وهو غير عابىء بالوجع اللي يعتصره ! وكأن هناك وجع أكبر ليصارعه ! كان بيعلق ولكن وجوم ملامحه أجبرته يتنهد بصمت

بينما غالب ألتزم الصمت بقلة حيلة ، بوجع شديد وهو عاجز عن النظر للجسد الرقيق القابع بجانبه ، تجلس بشموخ أبت أن ينزع رداءه عن كيانها بهامة مرفوعة وبجبين أبيض عكس تماماً إنهيار غالب الصامد ! وكأن التلميذ تغلب على معلمه بهذه اللحظة ! صمّت وكأنه يوافق بلا تردد على أمر شاهييّن الحازِم ولكن صوتها القوي أجبره يلتفت بذهول لها : مادامك كنت بتكمل على نهج شاهِر ، كان تركتني أموت على يدينه أحن علي من أوامرك وكأني بضاعة عندكم تتناقلونها بكل بساطة سالبين منها حرية إختيارها لحياتها !

- هالحرية سلبها منك جنونك وتصرفاتك ، وإحمدي ربك إنها وقفت هنا يابنت العم !
- القبّر أهون ، وهنا إدفنيَ قبل تقيم علي حد أجدادك ياشاهيّين ! والله لو تستمرون بهالخطوة ..

قاطعها نزول شاهييّن من السيارة بغضب وهو يلتفت لزناد ويقول بنبّرة حادة : إنزل نعقد عند الشيّخ وأنا شاهدكم وولي أمرها معنا !

نزل زِناد بعجل وأتبعه غالب بوهن شديَد ، توقف عن المضي بسبب يد غرُور اللي أمتدت له بذهول وقالت بصوت مُتهالك من الدهشة : بتضحي بي يا غالب ؟ مهب أنت الي علمتني إن حياتي تخصني وحتى أنت مالك حق تتخذ خيارات عني ؟ مهب أنت الي ربيتني على القوة
ليه تحاول تنتزعها مني هاللحظة بأبّشع الطرق ؟
ليه ناوي تكون جلادي مع آل جلوي وأنت الي بكل مرة عزلتنا عنهم ، ليه تترك حكمهم يمشي علينا بالرصاص والأوامر !

شدت على ذراعه بوهن غريّب ونبرتها اللي لطالما عُرفت بالثبات تزعزعت : أنت لي وطن الأمان ، لاترميني لغربة الخوف يا أبو غرُور !

-
#هوى_ديار_الليل




١٠٩
-
نزع يده عن يدها وناظرها بضيق وقهر رجولي ، وآه من قهر الرجال لا تملك قلب مغرور وقوي ينزع عنه القوك ويورده الضعف ، أبتعد وهو يقفل الباب حتى صدح صوت شاهييّن وهو يقول ببرود : إنتظري هنا ، بعد دقايق بيجي دورك لأجل تدخلين !

بمُجرد دخولهم من الباب الخارجي وتواريّهم عن النظر حتى تخلى غالب عن رداء الصمت وأنقض بكل وحشية على ياقة زِناد وهو يضربه بقبضة يده بغضب شديد ترك زِناد يقف مشدوهاً من الذُهول والوجع ، كانت حركته سريعة لدرجة لم يشعر به يقترب حتى ! قبّض على يديه بكل قوة يعذره لأن الموقف الواقفين في محطته ؛ مُرعب !
تنهد شاهييّن بجزع وهو يقول بهدوء : غالب ، ما جاء لأجله تهيّنه ! ما أنعرف عننا إننا نتلذ بالإهانة
ضربه من جديد وهو ينتفض من الغضب ويقول بوجع وقهر : إنطق يا خسيس ، كيف أخذتها ؟ وش سويت فيها،تكلم !!

زِناد أسبّل أهدابه بهدوء ولم يعلق على كلمات غالب لأنها تطعن أخته بالصميم ، فعلاً يشك بصدقها وطهرها !
شاهييّن بسبب هالجمل إرتفع معدل الغضب لأعلاه ونطق بتشديد عنيّف : غالللب !

أعاد ضربه غير عابىء بشاهييّن وزناد تارك له حرية ضربه وتفريغ طاقته وغضبه المكبوت
مما ترك شاهييّن يسحبه من الخلف ويدفعه للوراء بينما غامت عيناه بغضب شديد : لا تفرغ طاقتك بصاحبي يا غالِب! هو لأنه مخطي ماجاء لهنا وكان تركها مرمية بين دمها تحت الجهنمية !
ضحك غالب بذهول : قصدك العيب من أختي !

ناظره ببرود وألتزم الصمت بينما غالب تحول لكتلة من نار أُجبر بسببها زِناد يطلع من إطار صمته ويقول بعجل : ورب العبّاد ما أعرفها وما بعمري شفتها وأنا أصلاً ديرة الليل جيتها مرتين وشاهييّن يعرفها والثالثة هذي وكانت القاضية

ناظره شاهييّن بصمت وغالب تسائل بغضب : يعني تحولت لشبّح وركبت سيارتك عن طريق التنجيم !

تنهد بجزع وهو يمسح وجهه وقال بقهر : وقسم باللي رفع سماها وبسط أرضهافي ست أيام إني ما عرفت بوجودها في السيارة إلا بلحظة معرفتكم ، أصلاً طوال الوقت وأنا مع شاهييّن
من لحظة زرته بمغارته حتى وقف بجنب بوابة شاهِر ، تكلم ياشاهيّين ! علمه إني كنت أتبعك بالسيارة طوال الوقت حتى دقيقة وحدة ماوقفنا ، كيف بتركب .. !

قاطعه شاهييّن بهدوء وهو يدلف للداخل : إنتهى الموضوع وما يحتاج تبرير ياغالب ، أنت خيطت وفصلت من لحظة صمتك عن أفعال شاهِر ، مالك حق تنتظر الحقيقة !

قبل ينفض غبار غضبه على شاهييّن تبعه زِناد بصمت داخلين لبيت الشيّخ اللي من
أستنكر الوضع !
#هوى_ديار_الليل


١٠٩
-
إختصار شاهييّن للوضع بإنهم مستعجلين بسبب سفر العريس كان يكفي لأجله يخليه يصمت ويكمل ! قبل يستمر بالعقد كان يحتاج يسمع صوت موافقة العروس
واللي لأجلها خرج غالِب يناديها يجر أذيال الوجع
وعيونه تلمع بالدمع الحارِق من الضِيق والغيظ !

وقفَ غالب على أعتاب باب البيّت البسيط وهو يأخذ نفس بصعوبة ويستند بطرف جذعه على الباب ، يستشعر إن خنجر بصدره يدور ويحفر لحمه بلا رحمة ! وكأن الطريق يستعر نار وكل خطوة يتجهها نحو قصاص صغيرته تحرقه !
وقف لدقائق طويلة إنجبر بعدها شاهييّن يخرج في إستغراب ومن لمحه يستند على الباب بتثاقُل حتى تنهد بهدوء وهو يرفع كفه ويلمح الدم اللي مازال دافيء بباطن كفه ، أبتسم بسخرية وهو يهمّس : كلنا ياغالب ودنا نطيح من الوجع ، بس طيحة الكبار كبييرة ، طيحة إن حصلت ما نقدر نقوم عقُبها أبد

توجه بعدها وهو يقف بجنبه ويربت على كتفه وهو يقول بهدوء : الشّيخ ينتظر ياغالب !

رفع رأسه له بتعب وأخذ نفس وهو يهز رأسه بتثاقل ويجر خطواته لسيارة زِناد ولما فتح الباب الخلفي وكان ينوي مناداتها ، عقد حواجبه برعب وهو يلمح خلو المقعد منها !
بدأ يلتفت مثل المجنون وهو يهز رأسه بالنفي ويضرب سطح السيارة بكفه يصرخ غيظ وقهر ترك صراخه شاهييّن يتقدم بإستنكار ولما لمح السيَارة فارغة تجمّد الدم بعروقه وهمس بإقتضاب : لـ وين بنوصل معك ياطاغية لـ وييين !!

غالب ناظره والدّمع يلمع بعيونه : تكفى ياشاهييّن ، هي ما تتبَع طريق الخطأ ولا بعمرها خطت خطوة له ، تكفى نخيتك بنتي لا يصيبها أذى ، هي هربت من الضيم ولا العيّب ما تسويه

ناظره بغضب وقال وهو يأشر على الشارع : دور لها من ذاك الشارع ، ماصارلنا وقت طويل أكيد إنها ما أبتعدت

هز رأسه بإيجاب وهو يركض ويرفع طرف ثوبه متجهه للشارع الفرعي بينما شاهييّن مسح على وجهه يلتفت بضيق ، لمح بعدها زِناد يخرج بعدم فهم : شاهييّن ، صاير شيء ؟ علامكم متأخرين ياخوي !

تنهد شاهييّن وأشر على الشارع الثاني بضيق : البنت من الخوف هربت ، إتبّع أثرها معنا ياعقيق وجملني بالعذر أوجعناك اليوم بليّا سبب ، ولكني قد حذرتك

أبتسم بخفوت وقال بهدوء : بنتكم بحسبة بنتٍ لنا ولا يهمك ، ومالك لوا بأوجاعي أنا كفيل بضمادها

هز رأسه بصمت بينما زِناد أبتعد عن المكان يبحث عنها بضيق ، وقف مكانه بلا وجهة يقصدها،يقلب بين أفكاره عن درب ممكن إنها تقصده ،يكذب لو يقول إنه يجهلها ويجهل طريقة تفكيرها،هي بالنسبة له شفافة بنظرة من عيونه قادر على قرائتها ! ولكنها بذات الوقت تعرف كيف تلبّس الغموض وتتركه عاجز أمام جبروتها.. طاااغية مثلما سمّاها !

#هوى_ديار_الليل


١٠٩
-
أخذ نفس ورفع رأسه لأطراف الدور المهجور وهمس وهو يتجه له بإضطراب : دخيّلك ياطاغية لا تكونين متهورة للدرجة ذي !
-
كلما صعد درجة نبض قلبه بوجل شديد ، هي هنا صار متأكد ! والدليل صوت شهقاتها المكتومة واللي تدل على مقاومتها للرعب اللي يزرع مخالبه بجسدها بلا رحمة !

توقف بنهاية الدرج وهو يُلقي نظرات مصعوقة للمكان الخالي من أي إنارة سواء من ضوء خفيف يُلقيه القمر بشفقة على سطح المكان ، هي بوجودها هنا تبحث عن طريقة للهلاك لا محالة!
تغرق في قاع رعبها دون أن تصارعه حتى ، يكاد يسمع صوت نبضات قلبها المرتجفة وتكاد يده تستشعر وجنتها التي غرقت بسبب دموع الرعب التي تجتاحها في هذه المواقف،بالأحرى عندما يعانق الظلام قلبها قبل عينيها

ازدرد ريقه بصعوبة وإكفهر وجهه وهو يحاول تتبع أثر شهقاتها ولكنه عاجز وكأنها أقسمت أن تبعث روحها الليلة من فرط الخوف لا محالة !

وكأنها تقول مخاوفي كانت أصغر من بيت الرعب الذي رميتوني فيه ظناً منكم أنه مكان للتسلية !
صرخ بغضب وهو يحاول كبّت إنفجاره : غَرور !
ولكن لا جدوى !

تسللت يده بخفة لجيبه وهو ينتزع شمعته التي أصبحت لا تفارقه وهو يشعل فتلتها بعجل شديد ، وأخذ يدور بالمكان وهو يمشطه بنظراته بكل دقة يرتجف قلبه مع كل خطوة،إرتجاف لم يُعرف عنه من قبل أبداً !
يحاول إلتقاط مكان إرتجافها ، وبعد لحظات مُهلكة له بقدر ماكانت مُهلكة لها ، توقف وهو يلمحها مستندة برأسها على الجدار تدكه ببطء في جموده وهي تحتضن رأسها وتختض لعلها تطرد هاجس الخوف الذي دخلت له بأقدامها

تنتفض وتعاصر شياطين الرعب وهي تغمض عينها وتتمتم بهمسات عجز أن يحدد ماهيتها في وسط فوضوية الموقف ، تقدم منها ووقف خلفها وأيقن إنها بهذا التصرف تمنع نفسها من فقد الوعي بسبب الخوف كعادتها ! لن تنتهي مفاجآت هذه الفتاة ! تبحث عن بحر الألم وعندما تغرق في وسطه تبدأ تستغيث لتلقى مجداف !
بدأت تهتز بشكل عنيف وعجزت عن كتم صوت بكاءها وهي تشهق بنحيب هذه المرة وكأنها تصارع الموت وتنتزعه من أسنانه روحها بصعُوبة
إقترب بوجل وهو يناديها ولكن الخوف أصم أذنيها مما تركه يتعدى الحدود بسببها للمرة التي لا تُحصى وهو يطبطب على ظهرها بحنو شديد وبيده الأخرى يقرب الشمعة من محيط نظرها لعلها تستوعب حضوره همس على مقربة من أذنها بصوت أجش حنون : أنا هنـا يـا طاغية ، لا تخافين !

شهقة عنيفة تِبعتها أُخريات متفاوتة الوجع وهي تعتصر كفها وتبدأ تفتح عينها بوهن شديد تبّحث عن بُقعة النور التي لطالما حضرت بأشد أوقاتها عتمة #هوى_ديار_الليل



١٠٩
-
فتلة الشمعة المضطربة والتي تنشر نورها بشح شديد وتتأرجح الشعلة فيها وكأنها تهدد بالإنطفاء ..هذا هو حضر كالعادة ! شاهييّن !

أخذت نفس من وسط جوفها وهي تخرجه على دفعات وترفع رأسها وهي تلتفت له ليُقابلها وجهه القريب من وجهها والي أبتعد بعدها بإضطراب وهو يرجع خطوة للخلف ويقول بصوت هادي عكس غضبه في هذه اللحظة : ضيّعتي طريق الرشاد يا طاغية؟ناوية على هلاكك أنتي لأجل تركضين للوجع برجولك ؟

في خضم وجعها ضحكت بتهكـم وعينها تعانق عينيه التي تنطق قوة تخفي الوجل : رميتوني بطريق الجنون وتنتظرون مني تعقل ؟ دسيتو الوجع بضلوعي ولما صرخت آه بديتو تعاتبون ؟ سلبتوني حق البكاء حتى يا ولد عمي كيف تنتظر مني تعقل ؟

شد على الشمعة بغضب وهو يقول من بين أسنانه : المفترض إني بعد جنونك أرميك من هالمكان وأشيع جنازتك يا بنت مهابّ ، لا تتركيني أكمل نهج جدي !

أبتسمت بخفة وهي تثبت ظهرها للخلف وتكتف يدينها المرتجفة بوهن شديد وهي تقول بقوة ظاهرية : مارح تكون شاهييّن لو ماكملت على نهجه ، أنت طول عمرك خلفيته وتربية يدينه حتى بقسّاك ياشاهييّن ، وأنا ماني رهينة لقساكم لأجل أنتظركم تختارون نيابة عني،دام إخترت لي قبر أنا بختار أموت هنا بمكان غيره !

أقترب منها ولكنها إلتفت وهي تغمض عينها وتعود لطريقتها التي على وشك توريدها الجنون وعاد الرعب يتسلل لقلبها بكل وحشية تاركها تحاول غرز أظافرها بالجدار وكأنها تستدعي الأمان منه ، تاركها تعود لدوامة بكاءها العنيف وإهتزاز جسدها المضني الي ترك شاهييّن ينصعق وهو يقترب منها ويقرب الشمعة وهو يقول بصدمة : أنا هنا ، إفتحي عينك شوفيني أنا حولك ، إفتحي عينك ياغبية لا تموتين بسبب أفعالك ناقصة العقل

ولكن أبت أن تستمتع له وهي تترك نفسها تغرق في عمق الرعب الذي لطالما حاول لسنين طويلة إنتزاع روحها منها ولكنها كانت تقاوم ، بينما هذه المرة تركت المقاومة ورمت نفسها من على الهاوية للعمق مغلقة أذنها عن صوته الذي يتأرجح على خيط الطمأنينة بقلبها

تفجر الذهول بوجهه وسرى الجنون بعقله وهو يحاول زعزعتها بالضوء ولكنه عاجز ، ضرب على كتفها بكفه ولكنها أبت الحراك ، أخذ نفس بغضب شديد وهذه المرة إما أن ينتزعها من عمق الخوف أو ستسقط بعد لحظات مغشي عليها! " لا أحد ينزع غرُورها منها ويتركها ضعيفة ، هشّة ، بلا قوة سوى الظلام ! كان قادر على جعلها تخر صاعقة وفاقدة للوعي من الرعب ! يوم فقط حُبست في غرفة مظلمة تسبّبت بمخاوف دامت لطول العمر .. أي جنون هذا؟"
#هوى_ديار_الليل


١٠٩
-
هذا؟"
ترك الشمعة على مقربة منه وهو يقترب منها ويثبت يدينه على ذراعها وهو يهزها بعنف شديد ويقول بصوت هادر : هذا إنتحار ، تفهمين وش يعني إنتحار ؟ خافي رببك وإسمعيني وخلينا نخرج من هنا ، غالب بيجن جنونه عليك لا تزيدين الأوجاع على ظهرك وظهره!

كانت تهتز بين يدينه وكأنها ورقة سرى الذبول في كل أجزاءها تحولت من فرط الوجع للون الأزرق وشحب وجهها بكل وضوح مما ترك قلبه ينتفض ذاب بسبب منظرها غضبه وهو يقول بهوادة مهزوزة : سمي ، علميني وش الخيار الي تبينه ؟ قولي وش بخاطرك ولأي وجهة ودك تتجهين وتخطين خطاويك ؟ قولي وهذا وجهي وعهدي عند ربي إنك ما تمشين غير من درب أنتي ترسمينه بنفسك
دخيّلك ياطاغية حرري نفسك وإفتحي عينك ومالك إلا اللي يسّرك

همست بوهن شديد وهي تبتعد عنه ترسم باقي الحدود بينهم : مهب أنت الي حكمت علي بالوجع ؟ شاهيّن أنا ماودي به يصير قبري

ناظرها بقهر شديد وهو يقبض على ذراعه بكل قوة وهو يقترب منها ويقول : إفتحي عينك وحرري نفسك من هالوجع ، لا تموتيين بسبب قلة عقلك ولا قسماً باللي خلقك لأخلع عن نفسي هالتعقل وأشيلك على ..

سكت بسبب رجفتها العنيفة وصوت شهقاتها اللي بدأ يزداد نتيجةعيشها لأبشع كوابيسها وهي صاحية ! الموجع لقلبه إن حتى وجوده هذه اللحظة عاجز عن تركها تتخلى عن جنونها وعاجز عن خلع رداء الرعب عن قلبها !

صر على أسنانه بكل قوة قبل أن يغمض عينه وهو يحرر ذراعها من قبضته المجنونة ويقترب منها يبدد الظلام من حولها ويقول بصوت ذابل من التساؤل ، يعتبر سؤاله محض من الجنون ولكن لعله هو الطريق
لعل محاولته بتلييّن طلبه وإقتراحه يجعلها تدرك إنه ما يأمرها ولا يفرض عليها طلب كثر ما وده تعيش ، كثر ماوده تتمسك بالحياة اللي قاتلت لأجلها أمام شاهِر والي تحاول التخلي عنها أمامه ! همّس بهداوة وبكل لين بصوت أجش حنُون : طيب وأنا ؟

حاولت إسترداد نفسها بصعوبة وهي تشد على قبضتها وتفتح عينها بضعف شديد ومازالت الرجفة تسلك مسارها بقلبها " كان خوفه عليها داااائماً ينتصر على أي شعور يراوده ، حتى لو كان كُرهه لذاته أو تأنيب الضمير الي يلازمه"قبل أن تناظره بتساؤل عن معنى سؤاله ليفهم نظرتها ويردف بغير ترتيب لحروفه أو تنسيق لكلماته من عمق وجله وبذات الحنيّة الي حررتها من رعبها ونزعت عنها الخوف : ودك يكون قبـرك أنا ؟

تنهدت تنهييّدة عنيفة وهي تغمض عينها بغضب شديد وبتعب ظاهر ومرئي تركها تتهاوى على الأرض وتكتم شهقاتها بصعوبة،عض على شفايفه بكل غضّب وهو يهمس لنفسه من بين أسنانه : رفضك اللفظي أهون من هالدموع يا طاغيـة كنت أدري إن هالخطوة خطأ حتى لما كنت بخطيّها قبل ساعات !
#هوى_ديار_الليل


١٠٩
-
وفي خضم غضبه ووجله من هالموقف اللي تعدى حدود خياله ومدى إستيعابه ، تعدى حدود توقعه بمعرفتها ، وقف مشدوهاً وهو يرمش بذهول لما إنتزعت الشمعة من على الأرض وهي تقف بإختلال وآثار الرجفة مازالت ظاهرة، وقفت أمامه وعينيها التي ترتعش من فُرط الوجع عانقت عينه المتلهفة للرد ولم تتكرم بحرف واحد ، وكأن النظرة كانت تكفي لأجل يفهم بـأنها " دفعت كفّارة حلفها لعدم زواجها منه من شهور طويييلة"
-
-
دقيقة تِبعها سيل من الدقائق !
إنتهى بهم المطاف في دائرة الصمت من جديد يحتويهم سقف السيارة !
لحظة واحدة فقط كانت الفاصلة قبل أن يصدح بالجو ضحكة مُجلجلة هزت أركان السيارة في وقت مُضطرب وغير مناسب أبداً !
ولكنه كان غير عاجز عن كبحها أكثر ذلك يتعدى طاقته !

إلتفت بعدها لشاهييّن الذي يلقي عليها نظراته المغتاضة : دخلنا أنت الشاهد وأنا العريس ، وخرجنا أنا الشاهد وأنت العريس .. ياعجب التصارييَف يابن عسّاف !
-
-
#هوى_ديار_الليل 🎬
😮‍💨😮‍💨 ها بردتوا على قلوبكم ولا



"جوري" غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-02-22, 08:49 AM   #19

"جوري"

مشرفة منتدى الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية "جوري"

? العضوٌ??? » 333867
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,010
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » "جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



١٠٩
-
وفي خضم غضبه ووجله من هالموقف اللي تعدى حدود خياله ومدى إستيعابه ، تعدى حدود توقعه بمعرفتها ، وقف مشدوهاً وهو يرمش بذهول لما إنتزعت الشمعة من على الأرض وهي تقف بإختلال وآثار الرجفة مازالت ظاهرة، وقفت أمامه وعينيها التي ترتعش من فُرط الوجع عانقت عينه المتلهفة للرد ولم تتكرم بحرف واحد ، وكأن النظرة كانت تكفي لأجل يفهم بـأنها " دفعت كفّارة حلفها لعدم زواجها منه من شهور طويييلة"
-
-
دقيقة تِبعها سيل من الدقائق !
إنتهى بهم المطاف في دائرة الصمت من جديد يحتويهم سقف السيارة !
لحظة واحدة فقط كانت الفاصلة قبل أن يصدح بالجو ضحكة مُجلجلة هزت أركان السيارة في وقت مُضطرب وغير مناسب أبداً !
ولكنه كان غير عاجز عن كبحها أكثر ذلك يتعدى طاقته !

إلتفت بعدها لشاهييّن الذي يلقي عليها نظراته المغتاضة : دخلنا أنت الشاهد وأنا العريس ، وخرجنا أنا الشاهد وأنت العريس .. ياعجب التصارييَف يابن عسّاف !

إلتزم الصمت بينما ضحكة زِناد ما خفتت من هول الموقف وطريقة الزواج وكيف آل الوضع له !
بخضم خوفهم ونضوج رعبهم يقف بمنتصف الطريق وهي من خلفه بشُموخ لطالما عُرف عنهم وأمام غالب الذي يكاد يتهاوى من الخوف ولحظة لمحها كاد أن يتقدم لها لولا إن صوت شاهييّن الهادي قطع عليه التقدم نصَف خطوة حتى : ولد العم أولى ببنت عمه ياغالبّ !

قال هالجملة وكأنه يقطع الشك باليقين وينهي الموضوع قبل أن يكتب غالب حرف واحد على السطر ! لولا إن هالجملة أستنفرت كل حواسه وجحظت عينه بصدمة حتى إنه وقف بغضب بعكس هوانه قبل لحظات بسيطة وهو يحاول ينتزعها من خلف ظهره لما لمحها وجنون الأرض كلهم يرقصون شماتة على حالها
: أنت تسمع لسانك وش يقول ياشاهيّن؟

⁃ كأنك تقصد كلامي عن زواجي ببنت عمي فأسمع وأقول وبعيد أقول لأجل كذا خلنا نقصر الشر ونحل المسألة بين آل جلوي وينتهي الموضوع في مهده !
⁃ أي مهد تتكلم عنه ياشاهييّن ؟ كان بيدك حل مثل هالحل ليه ما أشهرته بوجه شاهِر قبل يشهر سلاحه ؟ وش صار علمني ؟ وش حصّل بهالدقيقة بس لأجل تجي وتقول خلاص أنا بعتقها ! هاتّها علمني وش سويت لها ، وش سوييت فهمني
⁃ الي حصل إنه أنتهى وقت الجنون يا غالِب ، ورجع لنا العقل اللي دمره الموقف، غَرور بعد دقايّق بتكون زوجتي وأنت بتكون ولي أمرها بهالزواج
⁃ تخسى وتعقب يا شاهييّن ! تبي تذلها صح؟تبي تتلذذ بقهرها ووجعها ؟ تبي ترد لي الصاع صاعييّن وتلوي يميني نفس ما لويت يمينك ؟ والله ما أعطيك مُناك لو أتركها ببيت صاحبك بيديني !
-
-
#هوى_ديار_الليل


١١٠
-
- يا غالب ، ينتهي الموضوع لا تركت آخره نقطة لا يلوح ببالك إنها فاصلة لأجل تكمل الكلام !
- مهب بأنتي اللي ينتهي آخر الكلام عندك وكأن حكيك حد سيّف يا شاهييّن ، للحين ما ألتئم كسر ظهرك وتبي توجعني ب نفس الجرح؟ تبي تكسّر ظهري ببنتي نكال لي ولسوايايي ، ما أنتهى حقدك ؟ حقدك الي وجبَ عليك توجهه لجدك ماهو بلي ! غرُور مارح تكون لك حليلة إلا وأنا بقبري ياشاهييّن فإن كان ودك بها إنتظر لين أموت - أشار لزِناد برتابة - وأنت تحرك ما نحتاج منه يكون شاهِد عيال الشيخ يكفون !

زِناد رفع رأسه وتأمل الهُدوء المحيط بتعابير وجع شاهييّن بالرغم من كلامه الحاد وبالرغم من القنبلة اللي تندفع بقوة من أمامه وكأنه بقي على إنفجاره لحظة وحدة بس ! إستنكر عليه هدوءه وبروده بهالوقت اللي كان ينتظر منه إنفجار يدمر مادونه وتحته ! وكأن أُلقي عليه تعويذة تركته يحتضن الهدوء ويتلحف به !
نظرات شاهييّن اللي كان مضمونها ( إنتهى دورك بالمسرحية ) أجبرته يقف وقفة مُحايدة وهو يثبت يدينه خّلف ظهره بصمت غير عابىء بغالب اللي بدأ يسحبه من كتفه وشياطينه تتقافز أمامهم بفخر ! صرخ غالب من حُر مافيه وهو يقول بنبرة غاضبة : غرُور مارح تكون لك ياشاهييّن ، مارح تكون طرف بلعبة وأنت وجدك أصحابها

تنّهد شاهييّن وهو يلمح طرف طيفها المتخبي خلف ظهره بصمت وسكُون وألتفت لها نصف إلتفاتة وهو يلتقط رعشتها وإختلال توازنها ومقاومتها الكبيرة للوقوف بهالشموخ لذلك ألتفت لغالب وقال : وإن كانت هي تبيني، بتجبرها على رفضي ياغالب ؟ بتكون نفس جدك جدك ؟ وتستعمل صيغة الإجبار ؟

غالب ضحك بسخرية وهو يتقدم خطوة من غرُور ويستلها من يدها وهو يخبيها خلفه بإحتواء : اللي تجهله ياشاهييّن إن غرُور ما تطلع من شوري،وهي بنفسها تعرف إني ما أختار لها إلا الزييّن ، نهاية هالليلة العاصفة هو مطر لذلك إترك السحاب يتجمع في صمت !

تلقى غالب نظرات شاهييّن الباردة والواثقة وكأنه غير مهتم أبداً بمفاد كلامه فأشتعل قلبه نار وهو يحكم قبضته ويقول بقهر وحدة : ماني بجابرها على شيء وأنت تدري ، وهي بنفسها بترفـ..

جحظت عينه بذهول وأنفغر فاهه وأخترق نصل حار قلبه حتى أدماه وهو يلمحها تبتعد عن حِماه وتلجئ لفيّة شاهييّن ! في صمت مُبجل تركت الوقوف خلف ظهره وتخطته وهي تقف مرة أخرى خلف ظهر شاهييّن ولم تنبس حتى ببنت شفة ! وكأنه تُلقي قنبلة هزت أركان العالم في نظره بدون شفقة حتى ! بلع رِيقه بصعوبة وأرتخت عضلاته المشدودة وهو يلمح نظرات شاهييّن المبتسمة بصمت وكأنه يقول ( هاه بتجبرها على رفضي ؟)
#هوى_ديار_الليل


١١٠
-
غمض عيونه بكل قوة وهو يقول بصوت متحشرج جاهد لأجل يكون ثابت : غرُور إرجعي وراي ، هالخطوة بتوجعك ومنتي بـ لها ! هو لو يبي يعزّك ويكون عقالك ما ترك الخيار الأول صاحبه ولا ترك نفسه بالمنزلة الثانية والله أعلم وش صار لأجل يتغير رأيه بعد هروبك !
إسمعي كلامي وأنا أخوك وأنا شخص بنسى كل اللي حصل لالمحتك مستورة ببيت زوجك !

كتمت شهقة عنيفة من مجموعة شهقات لما تسللت دمعة يتيمة من محجر عينها لما أيقنت إنه " صدقّ فيها ! " لذلك عجزت عن الرد
تركت سيف المواجهة وأنسحبت بصمت من هذه النقاش قبل أن تبدأ حتى،لا قُدرة لها على عتابه بهذه اللحظة وإلا ستُصاب بنوبة قلبية من فُرط الوجع !
لما لمس من صمتها الموافقة وعدم الإكتراث جنّ جنونه و زمجر بغضب وهو يقف أمامها ويستل ذراعها من جديد وهو يسحبها بغضب ويهزها بعنف : أقولك مارح أخليك تدمرين حياتك ، شاهييّن بيوجعك ، شاهييّن نيته ينتقم مني عن طريقك ، إمشي معيي أنا ولي أمرك أخوك ، وحكمي عليك قبل يكون حكمهم ، مارح أرميّك في بئر شاهييّن بيديني ، بتموتين من القهر يا غُرور ما تفهمين...

قاطعته وهي تسحب يدها بكل قوة وتناظره بهدوء بينما هو جن جنونه وأخذ يضرب الأرض بقدمه بعنف ويناظرها بغضب .. يالله
للمرة التي لا تُحصى تكسر نظراته بكل ثبات وإنهزم بكل عنجهيته وقوته أمام شموخها وهو يقول بصوت نبرته ملتهبة من الوجع والغضب : بكرة لا أوجعك لا تجيين تشكين يا غرُور ، لأن بقولك تستاهلين بقولك هذي سواة يدينك وليته أوجعك أكثر

أسبّلت أهدابها وهي تمنع عينها من ذرف الدموع أكثر وقلبها يعتصر وجع وقهر ، وهي تلمح غالب غيير عن غالب الحنون ! هذا العصبي والذي يتقيأ عليها الكلام بغضب،لا تعرفه !

تقدم شاهييّن وهو يقف بالمنتصف ويعطي ظهره لغالب وهو يقول لها بهدوء : إلحقيني هيا !

مشى ومشت وراه ونظرة وحدة كانت كفيلة بجعل زِناد يتبعهم بصمت يلوم نفسه على حضوره لكل هذه المواقف بينما غالب ضحك بسخرية وهو يشوفها تمشي وراه : هذي أول حياتك معه " أوامر " وأنتي الي تعودتي على الدلال وأنتي الي كنتي تأمرين وحنا نلبي صرتي تتبعينه بخضوع يا غرُور، آه يارب صبرك !
تبّعهم بعدها بصمت وكل اللي بيده..ولا شيء كبيرة !
-
-
عاد للواقع على تلاشي ضحكته تدريجياً وكأنه ألقى نُكتته بوقت غير مناسب أبداً لذلك حجّمها وهو يسطرد بعبّث لعل الوجوم يتلاشى من وجيههم المخيفة : بالله هذا وجه عريّس عقد نكاحه قبل دقايّق بس ؟ يارجل إفرد عضلات وجهك !

#هوى_ديار_الليل


١١٠
-
سكت بعجب بسبب نظرة شاهييّن المختنقة والي وضحت إنه يصارع ملايييّن الشياطين بداخله واللي إستطرد بنبرة مُهددة : تعرف كيف تقفل فمك على لسانك يا عقيقذولا أبدأ أعلمك أسُس إقفاله على طريقتي !

رفع حاجبه بعبّث وهو يبتسم بضحكة ويرفع يده وهو يقفل سحاب وهمي على فمه بطريقة مسرحية تركت شاهييّن يناظره بسخرية تحولت بعدها لتهكم لما إنتشر صوت غالِب الحاد في المكان بعد صمت مُوحش ، ماهدأ المارد اللي بداخله إلا بعدما ألقت غرُور الموافقة على مسامعه ، خفت بريقه وبهت وجهه وكأن أحد إنتزع النصل من قلبه بكل همجية تركته يلوذ للصمت حتى هذه اللحظة : وقف السيارة !

قال زِناد ببراءة : الديرة نائية ومافيها تكاسي لأجل تدبر نفسك وماعندك جـ..
- أنت تعرف تسكت ؟

سكت بإحراج وأشاح بوجهه بيَنما غالب ضرب المقعد اللي يجلس عليه زِناد لأنه جالس خلفه وقال بغضب : تسمعني ولا لا ؟

ناظره شاهييّن ببرود ووقف السيارة بجنب الرصيّف بينما غالب نزل يجر جنونه معه وأقفل الباب بكل قوته مما ترك الدماء تتصاعد لعقل زِناد بقهر وهو يكتم غيظه بصعوبة : سيارتي وش ذنبها يا آل جلوي ، أشكيكم لله

رفع شاهييّن نظراته للمراية الداخلية وهو يتحسس القابعة خلفه بصمت ولما لمح نظراتها ساهِمة كتم تنهيدته بصعوبة .. وكله عجز عن معرفة الخطوة الجاية، لأول مرة تختل الموازيين عنده !
كان طريق العودة لديار الليل صامِت ، بالأحرى " مُوحش " تتضارب مئات المشاعر ببعضها مُحدثة ملحمة موجعة !

كان زِناد يقبض على قبضته بتشنج بسبب الصمت هذا ولكنه بعد لحظات إرتخت قبضته في ذهول وهو يضرب الزجاج ويأشر بهلع : سيارتك صح صح ياشاهييّن ؟؟

إنتفض قلب شاهيّن في وجل وهو يلمح سيارته محطمة .. لالا بل بالأحرى مفتتة عن بكرة أبيها بالقُرب من مدخل الدِيرة وكأن أحدهم نثر غِلها بوسطها تركه يسحب المكابح مشدوهه برعب ، حرر السيارة من ثُقله ونزل يطوي الأرض بخطواته وهو يقف أمام السيارة برهبة ، يبحث عن السائق ولكنها خالييّة !
رجع يركب السيارة وهو يلتقط الخوف بنظراتها له مع ذلك لم يعلق وهو يضغط على البانزين بكل ما أوتي من قوة ، قبض زِناد على الباب وهو يتمتم بحسرة : كنت شخص صالح يا زِناد ، الله يرحمك ويغفرلك، خلني أكلم أبوي بس أخليه يبني لي مسجد أو يتصدق عني بما يسر الله ..

سكت لوهلة بعدما لمعت فكرة برأسه وقال بصرخة بوسط خوفه من سرعة شاهييّن المجنونة والي أيقن إنه وجهتهم الأخيرة هي المقبرة يشيعون جنازتهم : إتصل عليهم
أييده وهو يقول بصوت ملتاع : شف لنا بقالة مفتوحة ولا ..
صرخ بقهر وحسرة : توني مشتري لك جوال كسّر سعره ظهري وتقول بقالة،أنا بسببك بموت بحسرتي

#هوى_ديار_الليل


١١٠
-
تنهد شاهييّن بوسط خوفه وأخذ يسحب الجوال ولما حاول يركز يكتب الرقم أختل توازنه فإنفلتت السيارة ولكنه رجع يحكم قبضته بثبات ، صرخ بإنفعال : إنزل أنا بسوق ، إنزل حسبنا الله لا سيارتي بتسلم ولا صاحبها !

وقف شاهييّن بجنب الرصيف وهو يناظره حتى قال زِناد بضحكة ملتاعة : أمزح والله ، تفداك السيارة وراعيها يابن عسّاف !
ناظره بطرف عينه وهو يقول : إنزل عشان تسوق !
تأفف بضجر وقال وهو يناظر للطرق : لانزلت الحين لميت كل طين الحي بثيابي ، أنا برجع ورى وأنت إركب مكاني ثم أنا بركب مكا..
سكت لما ألتفت شاهييّن للخلف ولمحها مُغلفة بصمتها ورجع يلتفت له بغضب : أقول إنزل قبل أدفنك بطين الحي قبل ترجع لورى
فهم زِناد فطرف بعينيه بعبث وهو يضحك بخفة : بدينا بالغيرة ؟ توها كانت بتكون زوجتي قبل ..

سكت بخوف وهو ينفض جسده برعب من على المقعد وينزل يدعس على الطين غير عابىء بسبب شاهييّن اللي تجهمت ملامحه ورفع رجله وهو يطرده من المقعد بكل قوة وسط كتم زِناد لضحكته المرعوبة !
ركب محل السائق وهو يتمتم بالحمد إن شاهييّن ما أنقض عليه فيكفي نظراته القاتلة وبعدما بقى لدقايّق يحاول معرفة الطريقة للإتصال ومامرت فكرة سؤال زِناد على لسانه أبداً متمسك بكبريائه لآخر لحظة وهو يشتم بهمس كونه عجز
سكت بذهول لما إنتزعت الجوال من يدينه وضغطت بإحترافية على الأرقام اللي تدل على رقم هاتف بيتهم من بعدها ضغطت على زر الإتصال وهي ترميه بحجره في صمت وتعود لمكانها بملل
كتم زِناد ضحكته أما هو مثّل عدم المبالاة وهو يسمع صوت هارُون يدمر بإذنه: من يتصل ؟
- لاحول ولا قوة إلا بالله ، أنت مأكل السماعة ؟
- شاهييّن ؟؟ أنتو بخيرر ؟ علموني وش صار معكم ؟ ياويلي البيت كله مشتعل نار وما هدأ لنا حس بعدكم ، كلنا منهارين وأولنا تساهيّل خالتي شوي وتدفن نفسها ....
- أفهم من صوتك وحماسك إن سيارتي المتضرر الوحيد بهالمسألة ؟؟
قهقه في وجل وقال بنبّرة مرتكبة : جدي شاهِر
الأرض تحترق بسبب خطواته الناريّة ، لما رفضو العيال يلحقونك أخذ سيارتك وجلس طوال النهار يدور عليكم ولما تعب والغضب أخذ منه ما أخذ
راح يصدم بسيارتك في كل جدار يشوفه حتى إنه نزل وكسر كل جزء فيها بالمطرقة ، والله ياشاهيّن لو كنت قدامه لكسر رأسك معها بغضبه ذاك
لكن الحمدلله جت سلامات بالحديد ولا فيك

رد بنبرة لمس فيها هارُون الخوف : وكيف الحين ؟ عسّاه سالم ؟
- طيّب وبخير ولكن للحين معصب ، أياً كان الي سويته وأياً كان مكانك لا ترجع البيت الليلة ، صحيح كلهم ناموا الحين بس محد يضمن من أي مكان بتشتعل الشرارة !
#هوى_ديار_الليل



١١٠
-
سكت بإحباط لما قفل شاهييّن بوجهه وتأفف بصمت وهو يتجه لهم بعدها يرجع لغرفته يريّح رأسه اللي أُرهق بكثافة اليوم واللي ما أرتاح إلا لما سمع صوته بالأحرى ما أرتاحوا شبّة راحة إلا لما مر عليهم هارُون وطمنهم إنه أتصل وكان صوته هادي خالي من الوجع إلا من نبرات القلق !

بعدما مرت سَاعة ، كانِت واقفة تدعيّ القوة بينما هي تتهاوى بإفراط تقف بذات المكان الي وقفت فيه صباحاً وهي متهمة بعرضها ،ضحكت بسخرية تنتقل بنظرها لشاهييّن يودع زِناد واللي يكتم ملامح الحرج وأخذت تجر خطاويّها للبيت بسخرية أكبر ، كانت بطاقة نجاتها الوحيدة بنظرهم زواجها من رجل يسترها،بينما هي بريئة نقية ونظيفة روحياً وكل بلاءها بهذه الحياة هو جنونها وحسّب !
كانت متعبة لدرجة الإعياء ولا قوة لها لا للتفكير ولا بالرجوع لما حدث ولا حتى لرؤية أحد !
تمشي بلا هُدى تجر خطاويّها لجناحهم بإنهاك إلا إنها شهقت برعب لما إستشعرت بيد تستل ذراعها منها وصوت هامس بسخرية : على وين يا هانم ؟

رفعت رأسها وألقت نظرات نارية له لسخريته : على جهنم ، ودك تروح معي ؟
سحبها خلفه وهو يكمل سخريتها : جهنم من هالطرف إن كنتي تقصدينها !

كتمت آه متوجعة بسبب يدينه اللي تسحق ذراعها وحاولت إنتزاعها منه ولكنه كان قابض عليها بشدة وقف بوسط غرفته بعدما أقفل الباب وناظرها بهدوء ، بينما هي أنفاسها متسارعة وقلبها يكاد يسقط بأمعاءها من الخوف
لا لحظة .. ليس من الخوف وحسب ! بل من شعور مناقض له تماماً، شعور يترك معدتها تتقلص وأطرافها تبرد بوجل !
قالت تحاول تبدد الهالة المخيفة اللي أحتلتها : بالله عليك خل هالليلة تنتهي بحبور وخلني أطلع قبل أحد يجي ويشوفني هنا

إتكأ بسخرية على عروة الباب : بلاك إنك نسيتي إن مكانك من هالليلة هو هنا، معي ! ومحد له كلمة عليك غيري ، لأجل كذا خوفك هذا صيّريه لي أنا غَرور

إقشعر جسدها لوهلة بينما هو كتم شعور غريب وهو يقبّض قبضته بكل قوته ويقول بنبرة غريبة : لاتحسبيني سعيد

قبل أن يكمل أي جملة ممكن تجرحها أكثر من هالإعتراف ، إبتعد بخطوات مختلة لدورة المياة وأخذ يغلق بابها بكل قوة وهو يستند على طرف المغسلة ويتقيأ كل مافي معدته دفعة واحدة بوجع ساحق يدمر كل مايمره ! إعتصر كفه بغضب وهو يغسل وجهه بإنهاك ويرفع رأسه يتأمل وجهه المتوجع والإعياء يحتل ملامحه
له يومين بدون نوم والتعب النفسي كان أكبر من الجسدي ، تأمل وجهه للحظات قليلة قبل أن تلين ملامحه ويقول بهمس وكأنه غير مصدق للي حصل معه : صارت لك !

وكأن توه يستوعب المعضلة اللي دارت أمام عينيه بل وبسببه اليوم ! #هوى_ديار_الليل


١١٠
-
توه ينتبه لكل الأفعال ولكل ردات الفعل وللجنون اللي أقدم عليه وخطى خطوة غير مدروسة بإتجاهه! وكأنه أنهى نفسه بنفسه ، وسحب مفتاح قنبلة ورماها بساحة قلبه بيدينه ! رمى نفسه ببير ماله قاع ولا له حبّل لأجل ينجي نفسه من هالهلاك اللي بيدمره ، غمض عيونه يمنح نفسه الراحة للحظات قبل أن يتغافل لوهلة لكل هذه المضاعفات ويبتسم إبتسامة خافِتة تسربت من بين رُكام الوجع قبل أن يعود للتقيأ من جديد وهذه المرة كان يتقيأ هواء وحسب ! وكأن معدته تشكو وتعاني آلام قلبه وتعاقبه بطريقتها

بقى يغسل وجهه بكل لحظة لدقائق عجز عن ردها لدرجة أن وجهه تجعد من فرط مرور الماء عليه تارك خلفه أنثى جريحة أدمى إعترافه قلبها وأوجع كيانها المغرُور ! بأول ساعات فقط من إتخاذها خطوة له يعلن بكل بجاحة أنه غير سعيد
وبل يتقيأ بصوت مسموع وكأن إرتباطه بها شيء مقزز ويشمئز منه ؟ إن كانت بالنسبة له خطأ
لمااذا تقدم خطوة لها بعينين مفتوحة ؟ أهي شفقة ؟ أو هو تمسك بمقولة " الثوب رقعته ومنه وفيه " أو إتقاء شر شاهِر ؟
المعضلة إن كل هالأعذار
تهلكها ..
تدمي قلبها بوجع ما إعتادت الخضوع له !

وقفت بشموخ تنفض عن كتفها غبار الوجع وهي تخطي خطوات ثابتة للباب غير مبالية بكلامه قبل دقائق ولكن بُترت خطواتها بسبب صوته الحاد : خطوة وحدة زيادة وبوجعك صدقيني !
مثل ماقلتي خلي هالليلة تنتهي بحبُور ، وخلي عنك قلة العقل ، أنتي من هاليوم زوجتي يعني محلك معي ومسألة نومك ووإبتعادك عني تبدي تنسيها ، من هاليوم أنتي هنا .. بهالديرة
بعيداً عن العاصمة ، بعيداً عن رجوعك لها ، فهمتي ؟ أعتقد إنك فكرتي بكل هذا باللحظة اللي وافقتي فيها ولا ؟

رفعت نظراتها له بغضب كاسّح وشياطين مستعرة تجوب بداخلها فتترك رغبة قوية بتهشيم وجهه أو كسر عظامه ومصمصتها بحنق
هذا الرجل اللي كان يواسيها ويسألها بإستعطاف قبل لحظات ؟ هذا اللي أخذها بكل إحتواء من أسنان شاهِر ؟ معقولة كل هالمسرحية لأجل ينفرد بتعذيبها بنفسه ؟ معقولة هو مثل غالب
صدقّ في..

قُطع حبل أفكارها بشهقة عنيفة صدرت من وسط جوفها لما إنتزع نقابها وحرر حجابها عن شعرها بكل جرأة وهو يقول بهدوء غريب عكس الحِدة الي لِزمها قبل لحظات : وهالحجاب إنسيه بحضوري !

ناظرته بذهُول وسرت قشعريرة عميقة بكل جسدها لما تحرر شعرها من الرباط بسبب سحبته العنيفة وإنسدل بكل غرور على كتوفها
كل شيء فيها يضج بالغُرور ، يضج بأنوثة تفوق مدى تحمله أو صبره أو مقاومته لشياطين الوجع بداخله!#هوى_ديار_الليل


١١١
-
شتم وسب نفسه مليون مرة على هالحركة الغبية اللي أهلك بسببها قلبه وحاول يقاوم، هو حتى عاجز عن التصديق إنها صارت حلاله ونظراته لها ماعادت بحدود الحرام
حتى يصدق إنها واقفة هاللحظة قدامه برغم الإرهاق الي يسدل ستارته على ملامحها الرقيّقة برغم الإعياء الواضح والنظرات المذعورة!
كانت مُهلكة !
لذيذة بشكل يُدمي قلبه ويتركه يترك المقاومة
كان يتحرك بلا وعي وكأنه مُسير لا مُخير
وكأن جنون أفكاره وحرب قلبه لوهلة توقفت عن المقاتلة وأعلنت الإستسلام لثورةمشاعر عنيفة
كانت بسببها ! بسبب وجنتيها التي تفجرت بحُمرة عنيفة بسبب خجلها بل كانت بسبب صدمتها من الحدث

بسبب شفاهها المقوسة برجفة بإغراء سرق تلابيب قلبه وإقترب منها مسحور بنظرات مشتعلة تركتها ترتجف بخوف وتكتم صرخة مذعورة من حالته التي تعيشها لأول مرة
إحتضنت نفسها وقالت بقوة تقاوم الرجفة التي تهز قلبها بسبب نظراته التي عجزت عن قراءة محتواها : لا تنتظر مني حقوق الليلة ! لا تنتظر بعد هذا كله إشباع رجولتك يا شاهيّن لا تنتظر مني ضماد وأنت كلك وجع لي

توقف بمكانه وكأن الهُدنة التي كانت بين قلبه وعقلة للحظات سُفكت وأختلت وبقي بحسرته يناظرها ببرود وكأنها دمرت لحظة تطلب منه عيشها سنين ، تطلب منه حداداً هي لا تعلم عنه حتى ! بقي مكانه يقترب منها في صمت بينما هي قالت بصوت يدعي الثبات وهي تحاول زعزعة كبرياءه : ماسمعت الي أنقال ؟"خلق الله الملائكة عقولاً بلا شهوة ، والبهائم شهوة بلا عقول ، وخلق بني آدم وركب فيه العقل والشهوة ، فمن غلب عقله شهوته إلتحق بالملائكة ومن غلبت شهوته عقله إلتحق بالبهائم!"

إرتسَمت إبتسامة ساخرة على وجهه وهمّ بالقول : كان معكم الشيخ التقي

إستطرد ببرود وهو يثني يديه بجيبه ويستقيم بخيلاء نافش كتفيه بقوة : ماني بمنتظر منك حقوق لا هالليلة ولا للياليك الباقية معي ، مشكلتنا بهالزواج مالها حل بسيط لأجل نلحق بركب البهائم بسهولة ، مشكلتنا إن سبب هالزواج واضح لي ولك ولكل الي بحدود شاهِر
فأنا رجل ماني بمنتظر منك حقوق حدودها داخل السرير يا بنت العم ، وأنتي لا تنتظرين مني تنازل عن باقي الأمور اللي خارجه!

ناظرته بصمت وهي غارقة بمحيط الدهشة يكاد قلبها يتوقف من فرط الإعياء إقترب منها فأنكمشت على نفسها فأبتسم بسخرية وهو يتخطاها ويقول بهدوء : تصبحين على خير !

بينما هي بقت واقفة مكانها للحظات قبل أن تتهاوى وتخر على الأرض بإنهاك تمسد قلبها بيدينها وتمنع الدموع من التجمع بمحاجرها
كل هاللي تعيشه .. كثيير على قلب مثل قلبها !
من وين لها عقل يستوعب كل اللي عاشته خلال يومين بس!#هوى_ديار_الليل


١١١
-
أي عقل بشري أصلاً بيصدق كل الي حصل معها ؟ لو حكت لأحد ماحصل لأنفجر ضاحكاً ظناً منه أنها تُلقي " نكتة "

رفعت نفسها بصعوبة وهي تقترب من السرير وترمي نفسها على طرفه تتكور بوضعية الجنين وهي تضغط على معدتها بكل قوة تئن بوجع وعينها عاجزة عن ذرف مابقي بمحجرها
أغمضت عينها بوجع مهلك تحاول السيطرة على كل هالزوبعة من الآلآم النفسية والجسدية لعلها تستيقظ غداً وعندها المقاومة الكافية لكل ما سيحصل معهم !
بل تستدعي المقاومة الكافية لوجع فرضته على نفسها بكل جنون بسبب قلب غبي يتمنى منه نظرة فقط ! حتى سحقها سحق بسبب غبائها !
صحيح هي وافقت مهب لأجل تعيش ، هي وافقت لأنه " هو " وبس بلا أي زيادة !
-
-
قبل منتصف الليل بنِصف ساعة فقط ، كان يمشي بلا هوادة يتخبّط بخطواته بوجع وقهر ، مرور اليوم كان ساحِق لكل أركانه ، وكأنه دهر ماكان يوم بس ، يعتقد إنه مهب الشخص المتأثر الوحيد باللي حصل واللي مارح يعيش العواقب لوحده ولكن كعائلة جملةً وتفصيلاً ، ولكن برغم كل ذلك كل شيء كان قاسي، غير مضاعفات كبريائه وإنهزام حلمه الذي يدمي قلبه !

توقفت خطواته بتعثر بالقُرب من بيت شاهِر وهو يعقد حاجبه بإستنكار شديد ، هذا الظل ؟ هذا الطيّف ؟ وهذا الذي يُرمي على باب شاهِر
إندفع كرصاصة قاتلة وهو يركض ليلاحق هذا الطيف والذي إستنفر في إدراك ولحظة تلاقت عيناه بعين حرب حتى أُسبلت الأهداب بغضب عارِم كونه أخطأ وأختلطت عليه البُنيات الجسدية لأولاد عسّاف مما جعله يظن قدوم حرب هو شاهييّن بسبب تقارب بنيتهم إلا من بعض سنتيمترات في الطول لشاهييّن ، حتى إن إضاءة الحيي كانت خفيفة لذلك لم يتم تسليط التركيز على ملامحه ! بمجرد إندفاعه إستنفرت كل الخلايا وهبت الجسد يتطاير ك خفة الطير
قبل أن تُرفع قلنسوة سوداء كبيرة تغطي كل التفاصيل ويختفي صاحبها خلف الظلام في إحترافية تركت حرب يقف مشدوهاً بالموقف !
برغم ضخامته قوته وإنفلات خطواته ، إلا إنه تعثر بالنظرات، كانت قاتلة ! تنطق كُرهها جلياً وواضحاً ! هذه العيون .. يالله يستشعر إنه يعرفها أو رآهها في يوم ما ! عثرته كانت كبيرة تركت صاحب هذا الجسد يطير بخفة أمامه ويختفي تاركه مفغور الفاهه خلفه !

جز على أسنانه بغضب وهو يرمي الصقر بقدمه بقل صبر وهذا التكرار بات يؤرقه ويسلب حلمه من قلبه ، بات يوجعه لسبب يجهله ! قد يكون خوفاً على شاهييّن من جهله لهذا المواقف !

فتح الباب ودخلت بخطوات تائهه ، ترك هذا المكان صباحاً وهو يحترق وكان يتمنى يلقاه مُزهر ولو للحظة بعد كل هذه النار ، ولكن الرماد الصامت هو من أستقبله ! تنهد في صمت وأكمل خطواته على مضض..#هوى_ديار_الليل



١١١
-
توقف بوسط الحوش لما تسللت رائحة دخان غليظة وداعبت أنفه
تلفت يبحث عن صاحبها في ذهول ، فحسب علمه بيت شاهِر لا يضم مُدخنين ! خصوصاً إنهم كلهم تربوا على كُرهه وبغضه ولكن الرائحة..

وقف مشدوهاً أمام شاهييّن الجالس بعبث على عتبة باب جناحهم وبجانبه، يالله هل هذه عشرات السجائر ؟ ماكانت واحدة فقط ولا عشر ! كان كمن يود حرق روحه بلا شفقة !

ناظره في ذهول وقال تحت تأثير صدمته : هذا وش ؟
رفع شاهييّن عيونه بإستنكار وإستند بظهره بسخرية وهو يضع رجله على رجله الأخرى : عن أي شيء تسأل ؟ الدخان ؟ ولا وجودي هنا ؟

تنحنح يحاول يستوعب الموقف في صمت مصعوق ، شاهييّن كان من أكبر الكارهين لهذه الرائحة حتى فكيف بالدخان نفسه ؟ كيف وهو يلمحه يحرق عشرات العشرات بصمت وسخرية وكأنه يحاول يتحاشى النار اللي بقلبه
عمَ الصمت للحظات قبل ما يجلس جنبه ويبتسم بتهكم وهو يقول : تزوجتها صح ؟

رفع رأسه بدهشة لفطنة حرب بقراره وكان بيسأله ولكن حرب إستطرد بضحكة : شاهييّن لو لك نية بتزوجيها شخص غيرك كان خذيتني أنا
لا نضحك على بعض وتقول إنك خذيت زِناد لأجل يتزوجها ، أنت تكرهه تنحط بقائمة الكذابيّن يا شاهييّن فكيف بموضوع كذبك على ذاتك ؟

تجاهل المحاضرة وقال في تهكم : إسمه عقيق لا تنطق هالإسم هذا من جديد

ضحك بهدوء وهو يلتفت لياسيّن اللي خرج من جناحه قبل لحظات كعادة أصبح تلازمه يخرج بعد منتصف الليل للحوش ، سقطت الكلمات على سمعه بدون قصد فأقترب يقاطعهم بضحكة وهو يرفع صدره ويقول بصوت ثقيل وعميق : أنا رجل الزواج ماهو بدربي ، ولو تبغون أحفاد هذولا حمير قدامكم رح يخلفون لكم

إنفجر حرب بالضحك بينما ناظرهم شاهييّن بسخرية قال ياسين وهو يشارك حرب الضحك : هذا اللي يقول والله ما أتزوج ، ماصدقت على الله تنرمي بنية قدام عينك لأجل تركض لها ياشاهييّن
عليم الله تدحرجت الهيّبة

ناظره بإمتغاض : تعرف تلم لسانك أنت وهو ؟ أنت بنفسك تعرف إني قبل ساعات بس متخلي عن هالفكرة ولولا الي حصل والله ماكان خطيت خطوة له !

حرب غمز بوقاحة وضحك بخفة : ووش يسوي العريس عند الباب من أول ليلة ؟ لايكون زواج على ورق !

قاطعه ياسين بضحكة مكتومة وهو يضرب على صدره : البيت ده طاهر وهيبقى طول عمرو طاهر !

تأفف شاهييّن بضجر وأخذ يرمي الدخان ويدعس عليه بغيظ : نكاتكم السخيفة الي ترمونها على أذني كان تشجعتوا بدالها وحملتو حمل بنت عمكم بدال سكوتكم قدام جلوي !

تنهد حرب في صمت بينما ياسين أكمل بدراما مسرحية : بالله عليك ياشاهيّن من يقدر يوقف بوجه جدي شاهِر ؟ والله ماغير يسحب سلاحه ويفجره برأسي وأنا رجل مرهف أحاسيس ما زلت أبحث عن الحب

#هوى_ديار_الليل


١١١
-
ناظره بقرف فضحك وضربه حرب على ظهره بإبتسامة ساخرة : يارجل إبّعد عن الشر وغنيله
لا تنادي للحب هذا والله ماغير تتزوج على طريقة شاهِر

شهق بطريقة درامية بعيدة تماماً عن رزانة شخصيته وحُلمه وهدوءه المعروف به
ولكن في جلسة تضم أحفاد شاهِر تنطلق روحع الصبيانية بغير هوادة تضحك هنا وتعبث هنا : تخيل بس ؟ ويضم سقفي بنية مفروضة علي في عرف التقاليد ؟ بموت بحسرتي وأكتبوا على قبري"مات لأنه لم يلقى الحب "

شاهييّن قال بنبرة غريبة : مالك لوا بهالطريق ياسين ، خلك على لعبك أبرك لك

ضحك بعبث وهو يتذكر المواقف اللي عاشها مع تناهيًّد بسبب هاللعب على قولة شاهييّن وإستطرد بضحكة ساخرة : خلك مني أنت هاللحين ، وعلمنا وش مصيرك مع شاهِر بكرة الصبح ؟ أنت تعرف وش سوى بسيارتك لأنه ماقد يلقاك ؟ تخيل بس لو يشوفك قدامه وتقول " تراني تزوجتها " رح يشبّ النار فيك وفيها !

رفع كتوفه بعشوائِية مغيظة فتأفف حرب بينما ياسين إستطرد بتساؤل : غالب وينه بعد هالملحمة ؟

قال بلا مبالاة : كان رافض للحل هذا ولما أنجبر تلاعبت الشياطين برأسه ونزل بحدود الديرة الي جنبنا

تنهد ياسين في ضيق بينما حرب أضاف بضيق : وش هاللعنة الي حلّت علينا بلحظة وحدة بس ، كيف وصلت الأمور للمنحنى ذا ياشاهييّن ! بالأحرى كيف وصلت غرُو...

قاطعته نظرة مُحذرة من عيون شاهييّن قال بعدها بإقتضاب : أنتهت المسرحية يا حرب
والمشهد أنقطع بدون نهاية ، وجبّ على كل الحاضرين ينسوون الي حصل لأني مارح أقبل بأي تنازل بحقها من بعد هالليلة !

أبتسم بخفوت وهز رأسه وهو مرتاح البال من هالناحية ، ماكان يعرف كيف وصلت غرُور فعلاً لسيارة زِناد ولكن كل الي يعرفه إن شعور بقلبه موقن ببراءتها ، ولو كان عكس ذلك ما كان أحتواها شاهييّن ! ماكان وقف بوجه الكل وبالأحرى بوجه شاهِر بن جلوي بذااته لأجلها !
ماكان " ت ز و ج ه ا " وهو اللي حرم نفسه لذة إكمال نصف الدين لسبب يجهلونه كلهم ولكنه لأجلها كسّر هالقاعدة وصارت زوجته ولو إنه يدري إن هالزواج على حافة الوجع بس مع ذلك المهم إنها حُلت المصيبة بأخف الفجائع !
فمن الي كان يصدق إن ليلتهم كانت هادئة ، بعدما ظنوا إنها بتكون أول ليلة من ليالي عزاءهم في غرُور! حمد ربه على وجود شاهييّن
وعلى شاهييّن وشخصه نفسه !

قطع حبل أفكاره صفيّر ياسيّم العابث وقال بنبرة ضاحكة بسخرية : بديينا بالغيرة والحمائية ، توك أمس تقول ما أخضع للنساء ...
#هوى_ديار_الليل



١١١
-
سكت بسبب شاهييّن الي وقف وهو يتجه له بينما ياسيّن يتراجع بضحكة مفجوعة حتى إنقض عليه شاهييّن يضغط على عنقه بحنق : أنت بتمسك لسانك عني ؟ ولا ودك تنتهي الليلة كما خُطط لها ؟

ناظره بإستغراب وهو يسأل: كان فيه خطة ؟

إستطرد ببرود : خطة عزاء ، ولكن مع تغيير الفقيد

شهق بفزع وإستفزع بحرب اللي يضحك على مناغشتهم لبعض بإستمتاع ، يكذب لو يقول إنه ما أشتاق لليالي الي تجمعهم خُصوصاً الي تجمعهم بغالب وشاهييّن وحتى صقر، سنين طويلة كانت تتركه يتحسر على غيابهم الكثيف عن البيت مما سبّب فجوات بينهم ، تذكر لوهلة الليالي الطويلة اللي يجلسون بها مثل هالجلسة يخلعون فيها رداء الهدوء والرزانة والعصبية وحتى الوجوم
ويبقون فقط " أحفاد شاهِر " بلا أي زيادة
أيوجد بالأساس زيادة على ذلك !

إبتعد عنه شاهييّن بتنهيدة مكتومة لما تحولت ملامح ياسيّن للجدية وسأله بتوجس : فكرت بالجاي يا شاهييّن ؟ هالخطوة ما هي بهينة
وقبل ذا كله أنت بنفسك تعرف وش سويت فجر هاليوم وأي قنبلة حملتها على كتفك بأي لحظة بتنفجر ، العادات والتقاليد والشرف بالذات الي يتبجح به جدنا مافيه تنازل ، وإن غض البصر عنكم الليلة بكرة رح يقتلكم بعقر داركم بإسم الشرف !

شاهييّن أبتسم بسخرية لوهلة : هي صارت تنتمي لي ، محد له القدرة حتى على المساس بكلمة في شرفها فمبالك بمسها هي ؟

أبتسم حرب بينما ياسيّن أردف : وبخصوص أهل الليل ؟ تعتقد إنهم مارح يشكون بسبب زواجكم المستعجل واللي أصلاً ماكان له أساس

قال بغضب بارد : أهل الليل يتلهون بحياتهم قبل ..
أكمل حرب بضحكة جملة يحفظها عن ظهر قلب بسبب ترديد شاهييّن لها في فترة معينة : قبل يلومون نفسهم !

ناظره شاهييّن بسخرية بينما ألتفتو بضجر لولوة ياسيّن وهو يقول بقهر : وأحلامنا المراهقة يا شباب ؟ زفة شاهييّن على حصان بوسط الديرة وحنا نعرض عرضاتنا الشعبية حوله ؟

ضحك حرب وقال : يارجل نركبه على حمار بعد ولا يهمك ليه مكبر الموضوع ؟
تنهد بضيق مصطنع : خلاص صار عريس ولو إنه مستعجل وخارج من غرفته بعد أول ساعة من إغلاق باب الغرفة عليهم ، علمني يا شاهييّن والدروس الي علمتكم إياها وين راحت ؟ يعني ماتقدر تسوي شغلكم ببطء وتسـ..

سكت بضحكة صاخبة وهو يوقف بفجعة ويبتعد بخطوات مذعورة بسبب شاهييّن اللي مال وجهه للوجوم في غضب واضح وصريح بأن نهايته غير حميدة بينما حرب كتم ضحكته بصعوبة لما قال ياسيّن من بعيد بصوت شبه هامس : لو مت على يده قبل يقتلني شاهييّن إكتب على قبري " مات في سبيل تعليم ولد خاله آداب ليلة الدخلة"
#هوى_ديار_الليل


١١١
-
هرب بعدها من أمام أنظارهم بضحكة صريحة لأذانهم بينهم شاهييّن أعاد جلوسه بعدم مبالاة بعدما توشّح بالبرود ، تركت نظرات الصقيعية القعشريرة تسري بجسد حرب فحك ذراعه بحركة عفوية قال بعدها : أشتقنا لهالوجه ياشاهييّن ، اللي برغم كل شيء كان يكتم بسمته بسبب نكاتنا

ناظره في صمت فأستطرد بتنهيدة : من متى ما طيّحت قناع البرود ياشاهييّن ؟ وتظن محد فقده غيرك لأجل تكون بهالوجوم ؟ تظن محد عنده هموم غيرك ومحد يجافيه النوم بسبب ضيقه وقهره غيرك ؟ تظن إنك الوحيد الي خذت منه هالسنة ونص أحلامه وأيامه ؟ تظن إنك الشخص الوحيّد المعطوب ظهره بموته ؟ صقر كان حفيّد شاهر السادس يا شاهيّين ، كان أخونا الثالث وموته كسّرة ظهر لنا مثلك ، لكن الحياة مستمرة
الموجع إنه بعدما يبلل وجهه التراب وتظن إن الحياة أنتهت تصبح شمس اليوم الجديد وتنصدم إن دوامة الحياة مستمرة وإنك الوحيد اللي متجمد عن الحركة، محد يموت مع الميَت يا شاهييّن وجب عليك تستوعب هالكلام
محد سعيد بهالحياة الكل له نصيبه من الشقاء ، ولكن ياخوي شقاء الدنيا وتزيدها بشقاء لك ولقلبك ؟ أعرف إنك قوي لدرجة تشيل الدنيا بشقائها على كتوفك ولا تشكي ، بس أنا مانيّب قوي لدرجة أشوفك متوجع وأسكت!

بعد مُوشح موجع تسلل لقلب شاهييّن بتعب ، كعادة حرب اللي يصمت لفترة لا تُحسب من طولها وينفجر فجأة يجر معه كل ويلات الوجع المحسورة قال بهدوء ساخِر : مابال نجمنا المشهور موجوع ؟

أكمل حرب بذات النبرة الساخرة : مصير كل نجم يبّهت ياشاهييّن ، كان وجعنا إننا ما كنا قمر يضوي كل ليلة غير خايف من إنطفاءه

- القمر يلتهب من وجع الظلام أكثر كأنك نسيت خسوفه ياحرب! ليه خفت بريقك يانجم !

تنهد بصمت وهو يشيّح نظره للسماء بضيق حتى إستطرد بعدما لمح نظرات شاهييّن المشجعة له بالكلام : أستغنوا عني !

سكت بصدمة بسبب سيل الشتائم العنيف اللي
خرج من ثغر شاهييّن بكل غضب قبل أن يكمل بضيق : بس أنا قدمت طلب نقل قب يعرضون علي -ضحك بسخرية - ألملم باقي كبريائي المسحوق تحت أقدامهم

سكت للحظات بوجوم قبل أن يرفع يدينه ويضرب على ركبة حرب بهدوء ويقول بنبرة هادئة وكأنه ماكان الشخص الي أمطر سحابهم بعاصفة شتائم قبل ثواني بسيطة : تعرف ياحرب ؟ أنا شخص ما أميل للإعترافات كونها بقناعة ذاتية خاصة فيني تخدش كبريائي

أبتسم بخفة بينما إستطرد بهدوء : بس أنت لاعب الكورة ترقص طرب تحت أقدامك من فرط المهارة!

ضحك بخفوت هذه المرة وهو يناظره بإمتنان وقال بعبث : ليه أنت أصلاً تهتم للكورة ؟ أحلف لك إني اللاعب الوحيد إللي تعرفه
#هوى_ديار_الليل



١١٢
-
ناظره بصمت قبل أن يردف : كل شيء يخصك يهمني ياحرب ولو مثّلت عكس ذلك ، ناهيّك إن أحلامك تهمني وإن كان خفت بريقك وظنوا إنك أظلمت ، إشتعل نار من جديد وإحرق ظنونهم يابن عسّاف !

أبتسم في فرح بسبب تشجيع شاهييّن، اللي يااااما إشتاق له ! يالله كم كان يتلهف على حوار بسيط بينه وبين هالبارد الثلجي من سنين طويلة
والعجيّب إنه مادار غير بأكثر الليالي حلكة وأشدّها سواد من الصدمة !
بأكثر الليالي " ثقل " على عقل شاهييّن وأكثرها " خف " على قلبه !

بعد صمت بسيّط سحب فيه شاهييّن من البكت دخان ببساطة قال حرب بضيّق : من اللي أرشدك لإدمان العذاب ؟
ضحك في سخرية : خبرتك تعرف إني مغناطيس له

تنهد بضيق وبعدها فز وهبّ يقف وهو يلتفت لشاهييّن الي عقد حواجبه بإستنكار قبل أن ينحني أمامه بتوجس ووجل : شاهييّن ، أنا لي من رجوعك وأنا أعيش مواقف ماهيّب هينة ! كلما حاولت أليّن النية وأعتبرها مقلب وأعبر من جنبها ينغزني قلبي
- وش هالمواقف الي تعيشها مانيّب فاهم ؟
- الصقر المطعون بصدره...

سكت في ذهول بسبب شاهييّن اللي وقف بتعابير غير مقروءة بينما شعت عيونه بنظرات قاتمة تركته يعقد حواجبه و..
-
#هوى_ديار_الليل 🎬
أعطوها حق يا جميّلات القلب عشان نكمل 🤍🤍🤍🤍☕️






زمردانكا likes this.

"جوري" غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-02-22, 02:46 PM   #20

صل على النبي محمد
 
الصورة الرمزية صل على النبي محمد

? العضوٌ??? » 404607
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,174
?  نُقآطِيْ » صل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond repute
افتراضي

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد

لا تنسوا الباقيات الصالحات

سبحان الله

الحمد لله

لا إله إلا الله

الله أكبر

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم


صل على النبي محمد غير متواجد حالياً  
التوقيع
لا إله إلا الله وحده لا شريك له
له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:24 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.