آخر 10 مشاركات
100- الإرث الأسر - آن ميثر - ع.ق - مكتبة زهران ( تصوير جديد ) (الكاتـب : Dalyia - )           »          ضلع قاصر *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : أنشودة الندى - )           »          وأغلقت قلبي..!! (78) للكاتبة: جاكلين بيرد .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          نوفيــ صغار أسياد الغرام ـلا -قلوب زائرة- للكاتبة الآخاذة: عبير محمد قائد *كاملة* (الكاتـب : Just Faith - )           »          18 - بين السكون والعاصفة - كاى ثورب - ع.ق ( نسخة اصلية ) (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          1027 - القدر المشؤوم - سالي وينتوورث - د.ن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          مـــا أصعب الإبتعاد عنها *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : عيون الرشا - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          همس المشاعر بين ضفاف صورة .. وحروف ماثورة... (الكاتـب : المســــافررر - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

Like Tree673Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-05-23, 10:59 PM   #251

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 34 ( الأعضاء 7 والزوار 27)
‏Aya-Tarek, ‏Omsama, ‏Engy Mohamed Mostafa, ‏Shadwa.Dy, ‏نفوسا, ‏سلمى عبدو, ‏منال نبوي


Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-05-23, 02:07 AM   #252

Omsama

? العضوٌ??? » 410254
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 867
?  نُقآطِيْ » Omsama is on a distinguished road
افتراضي

ايه يابنتى حديقفل الفصل كده جايه على المشهد المنتظر وتقفليه كده
Aya-Tarek likes this.

Omsama غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-06-23, 08:46 PM   #253

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة engy mohamed mostafa مشاهدة المشاركة
الفصل رائع يا يويا تسلم ايدك.
طبعا الصد.مة في أول الفصل كانت للكل مازن وتسنيم وبعدهم رنيم.
تسنيم طبعا كانت في حالة إنكار تام للموقف ومازن في حالة استنكار. وشتان مابين انكار واستنكار .فمن وجهة نظر كل منهما أنهما لم يقصرا بشئ حتي يكون هذا جزاءهما من ترنيم.دفاع رنيم عن توأمتها حتي نالت هي الاخري ما نالت وانقطاع دفاعها في منتصف العر.اك ليس إنكار ولا استنكار إنما صدمة في كيف حدث هذا ومتي ولكن ليس لماذا لأنها هي نفسها تسير علي نفس النهج وان لم تصل لهذا الحد.
الموقف الان مؤلم لجميع الاطراف مازن وتسنيم وهما يظنان أنهما بتوفير كل سبل العيش الهانئ تكون هذه هي الحياة ولكن انقطاع التفاهم والحوار والتواصل وغلق الأبواب بكلمة لا جعلت الباب يفتح بطريق اخر قاد للضياع فماذا سيكون الوقف بينهم جميعا تاليا سنري.
هل مازن كان ينتظر هذا من متمردته رنيم نعم اما ترنيم فلا .الضر.بة أتت من المطيعة فماذا وراء الاخري .
ولكن علي الرغم من قسوة الموقف لم يدعها لالم ذراعها.في انتظار القادم من حكايتهم بعد صدمة ما حدث.
انتهت ورقة العرفي بالاحتر.اق فهل انتهي ماكان بينهم بهذه الطريقة ام ان مازن سيصل لمعاذ!!! وعندنا طبعا ريان اللي آسر راح له ووضح له طبيعة علاقته برنيم.
ياسين ودرة وكيفية الوصول لها .في مرحلة ما هل سيصل اكيد.متي سنرى .درة تري نفسها الان بوجهين أحدهما الوجه الشر.ير المنت.قم فهل وصلنا الي مرحلة اصابتها بالفصام ام هو مجرد إسقاط علي ما يتلبسها من حالة الانتقام الشديد من جميع الرجال.فهي تري في المرآة شكلين لها شكل طيب حزين كسير والآخر منتق.م شر.ير .
اسم قريب ياسين ايه ????????????مش حاطة اسمه عشان مش مهم ولا عشان هو حد ليه علاقة بحد من الابطال .
تيم وتقوي وتكملة العلاج اللي هتادي لتكملة العلاقة بينهم اللي تطورت لمرحلة غير متوقعة في فترة قصيرة بس يا تري اصلا هتلحق تكمل ولا .
علي ونادين وعودة سريعة من رحلته بعد ما اكتشف ان تيم ما طلقش تقوي عشان يكمل انتقا.مه بس يا تري هيكمل ولا هنشوف .
نادين ودرة يا تري هيوصلوا لفين خصوصا وفي مشاعر من نادين تجاه علي اللي هي بالنسبة له مش اكتر من صيد جديد
وقفلنا بالبنبون عمار وإيمان اللي عرفت ترد له الضربة وتول.عه نا.ر❤️‍????❤️‍????❤️‍????.
تسلم ايدك يا يويا ع الفصل الرائع في انتظار القادم ????????????
يا جمال الريفيو بجد يا جماله
مش عارفة اقول ايه بجد أنا مذهولة
أحلى تحليل للفصل حقيقي ????????????????????????????????????????
ليه مذكرتش اسم قريب ياسين
علشان بيلح عليا يبقى بطل وعايزله الباشا رواية لوحده وانا معترضة ????????????
تسلميلي يا رب ويسلملي كلامك الحلو ❤❤❤❤


Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-06-23, 08:47 PM   #254

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سناء يافي مشاهدة المشاركة
فصل رائع تقوى بطريقتها للتعافب ما أجمل تيم وتقوى الله يستر من علي
درة عم تخاطر مع ياسين ويمكن تنكشف حادثة اتقوى أثرت عا البنات ايمان عم تلعب مع عمار لنشوف لوين بدا توصل
تسلم ايدك حبيبتي
منوراني يا جميل ❤
لا شك ان الحادثة اثرت على كل البنات مش تقوى بس


Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-06-23, 08:48 PM   #255

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Omsama مشاهدة المشاركة
ايه يابنتى حديقفل الفصل كده جايه على المشهد المنتظر وتقفليه كده
قولت اشوقكم شوية


Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-06-23, 09:01 PM   #256

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي

الفصل الثاني والعشرون

قد تسحبك مشاعرك نحو الهاوية، وأنت تظن أنك تحيا!


استقر مالك في المقعد الخلفي للسيارة، بينما كل من إياد ولمار يحتلان المقعدان الأماميان..
«أين سنذهب الآن؟»
سأل بحماس لا ينضب، وهو منذ لقاء لمار في كامل نشاطه وحيويته، لا يصمت، لا يتعب!
حدقت لمار في ساعة يدها بقلق، ليلاحظ إياد حركتها، فيجيب ابنه:«سنوصل الدكتورة إلى منزلها ونعود للبيت، لقد تأخر الوقت»
«لااا»
اعترض الصغير بصوت مرتفع..
فالتفتت له لمار بضيق..
ليس منه بل عليه!
وإياد يراقبها عن كثب، مبهور بكمّ المشاعر التي أغدقتها على صغيره طوال اليوم!
«حبيبي»
أغمض عينيه وخاطر ما يداعب قلبه!
حلم وأده سريعًا، فلا نصيب له في الأحلام!
«الليلة لا استطيع البقاء أكثر، لكن غدًا إن شاء الله من الممكن أن نلتقي»
زمّ الصغير شفتيه وهو ينقل نظراتها بينهما، ينتظر تأكيد والده على حديثها..
وعندما طال حتى أتى، راوده الشك!
فحاول البقاء معها لأطول وقت ممكن!
«أنا جائع، على الأقل نذهب ونتناول الطعام»
ألقت نظرة أخرى على الساعة، ثم رفعت عينيها إليه تود لو تزيل كل حزنه!
«من أجلك فقط»
هلّل بسعادة، وإياد يرمقها مصدومًا، يحاول إثناءها لكنها قد اتخذت قرارها!
«لا استطيع رفض طلبه»
ازداد تهليل مالك مع ابتسامة إياد الجانبية..
وسؤال ما يراود نفسه..
هل من الممكن أن تكون بهذا الجمال؟

**********

كان مالك يأكل بنهم، ونظرات لمار مُعلَقة عليه باهتمام بالغ، لا تفارقه إلا لتنظر إلى ساعة يدها.
«لم يكُن عليكِ القدوم معنا، كنت سأتصرف أنا معه»
التقط مالك كلمات والده، فرفع عيناه إلى لمار ببؤس..
ربتّت لمار على رأسه، وكلماتها لها نفس الفعل على قلبه الذي لم يذُق الحب يومًا:«حبيبي مالك يأمر وأنا أنفذ»
ثم أعطته قطعة بيتزا جديدة، وابتسامة الصغير من الأذن إلى الأذن.
«قد يغضب والداكِ»
هتف إياد بتوتر، يداري شعورًا آخر يسيطر عليه!
فعلاقة مالك بها تأخذ منحنى لا يعجبه، منحنى بات مقتنعًا أنه غير قادر على قطعه!
فإلى أي درجة ستصل علاقتهما؟
وإلى أي موقع ستصل هي في حياتهما؟!
جزء بداخله يرحب بكل خطوة تقتربها، والجزء الآخر يدفعها بعيدًا، في أبعد مكان عنه!
وهو كعادته مؤخرًا، يقف عاجزًا عن التصرف!
«أنت بخير؟»
سألته لمار بقلق عندما لاحظت شروده وتلك النظرة السوداء في عينيه!
«إياد»
همست اسمه برقة عندما لم تحصل على رد منه..
لينتبه أخيرًا إليها..
النظرة السوداء تتحوّل رويدًا إلى أخرى تائهة!
ذلك الضياع الذي تصرخ به حدقتيه استفزها، جعلها تود أن..!
هزت رأسها تنفضّ عنها تلك الفكرة الجريئة، متعجبة من مسار أفكارها نحوه!
هذا الرجل به شيء غير عادي..
كالمغناطيس يجذبها إليه فلا تقدر على الإبتعاد!
في البداية تشكّل المغناطيس على هيئة مالك، ثم مع مرور الوقت أخذ يتمثل فيه هو.. إياد!
لتصبح لأول مرة في حياتها غريبة عن نفسها، غير قادرة على فهم مشاعرها!
«أريد قطعة أخرى»
هتف مالك بفم مُمتلىء بالطعام، لتنتقل نظرات الاثنين إليه..
بادرت لمار بتلبية طلبه بحنان..
فمنعها إياد فاطنًا إلى أفعال طفله:«لقد أكلت الكثير، يكفي»
تقوسّ فم الصغير كأنه على وشك البكاء، ولمار ترمق إياد بحدة لائمة!
فأخذ يدافع عن نفسه:«لا تدعيه يؤثر عليكِ، هو يتخذ الأكل عذرًا كي يؤخر من مغادرتنا»
مشاعرها الشديدة نحو مالك جعلتها لا تقتنع بدفاعه، فحمل إياد طفله يشير إلى معدته المُنتفِخة، يقول لاويًا شفتيه بنزق:«إن استمرينا على هذا الحال أنا وحدي مَن سيعاني طوال الليل»
لم تتمالك ضحكة غادرت شفتيها على أسلوبه وملامحه الطفولية..
واعترفت أنه على حق، خاصة ومالك يعتذر بحرج:«أريد قضاء المزيد من الوقت معكِ»
«غدًا سنتقابل إن شاء الله»
قالت بلطف، ومالك ينظر إلى والده بتلقائية، ينتظر تأكيده على الموعد..
تنهد إياد باستسلام، لا بأس في يوم آخر يقضيه طفله معها، قبل أن ينسحبا من حياتها تدريجيًا!
تجاهل شعورًا مؤلمًا بداخله عند هذا الخاطر..
دفع حساب الطعام ثم نهض معهما ليغادروا..
فسارت لمار بجواره مُمسِكة بيد مالك..
تشعر بفورة في مشاعرها تجعلها غاضبة لأنها ستتركهما، تتمنى أن يأتي الغد سريعًا لتقابلهما!
استقر مالك في مقعده يتثاءب سامحًا لرغبته في النوم بالظهور أخيرًا طالما لمار ستغادر!
فوضعت لمار قبلة على وجنته، قبل أن تعتدل معدّلة من وضع الحقيبة على يدها..
فتح إياد الباب لها لتصعد، فأشارت له بنفي، مُوضِحة:«سأستقل أي سيارة أجرة»
تحفز جسده برفض، فتابعت:«الطريق بين بيتي وبينكما طويل، ومالك لا يجب أن يسهر أكثر»
لم يقتنع بتبريرها، وخشى أن يتركها تعود بمفردها في هذا الوقت.
فوجد نفيه يقول بتلقائية:«لن اطمئن من عودتكِ بمفردكِ، اسمحي لي»
غرّد قلبها فرحًا باهتمامه، فتجاهلت مشاعرها الثائرة، فهذا ليس وقت تحليل!
«لا تقلق عليّ، سأكون بخير»
ابتلع إياد ريقه مفكرًا في طريقة يقنعها بها، وهي تود الهرب سريعًا!
«لا تقلق، أنا أصلًا معتادة على العودة في مثل هذا الوقت بسبب عملي»
كاذبة، ففي الأوقات التي كانت تتأخر فيها كان يأتي إليها تيم أو والدها..
لكنها تجاهلت كذبتها كما تجاهلت مشاعرها!
أوقفت سيارة أجرة مرت أمامهما، وهي تعده:«نتقابل غدًا إن شاء الله»
وعد قطعته لعلاقة تبدأ في السيطرة على كليهما..
هي مُتفاءِلة، وهو حائر!
صعدت إلى السيارة فتحركت بها بعيدًا عنه، حتى اختفت عن نظراته، فصعد إلى سيارته يفكر في تلك الساعات التي قضاها معها..
أوقات من السعادة لم يعِشها منذ أكثر من خمس سنوات!
فهل تستمر سعادته؟
هل هو بقادر على خوض تجربة جديدة بعد ما عاناه سابقًا؟
والإجابة يملكها قلب تعلّق على الرغم من عدم اعتراف صاحبه!

**********

تغضّنت ملامح مازن وهو يسمع صوت تأوهات ابنته بينما الطبيب يجبّر ذراعها..
كُسِر..
ذراعها كُسِر بسبب عنفه عليها!
هو الذي لم يمد يده على واحدة من ابنتيه يومًا، عندما يفعل يكسر ذراعها!
وقعت نظرات رنيم عليه، لترى الدمعة المُحتبِسة في عينيه، فتكتم تأوهها بصعوبة..
الغريب أنها كانت الأكثر تمردًا واعتراضًا، لكن رؤيتها لصدمته اليوم وترنيم تلقي عليه كلماتها القاسية زلزلت كل قناعاتها!
نظرة عينيه المُنكسِرة واغتمام وجهه جعلاها تختلق له التبريرات!
حتى لو لم تكُن معظمها مقنعة لها، لكنها تكره رؤية والدها في هذه الصورة.
«انتهينا»
هتف الطبيب ليقترب مازن منهما بقدر يمنحه سهولة الاستماع إلى كلماته، وفي نفس الوقت بعيد كل البُعد عنها..
فطنت إلى ذلك وهي ترى وقفته الشبه بعيدة عنه، جموده وعدم اطمئنانه عليها!
آلمها أن تصل علاقتها به إلى هذا، وتساءلت إن كان غضبه سيستمر لفترة طويلة..
مع أنها لا تعرف ذنبها هي ليغضب منها!
التقط مازن روشتة العلاج شاكرًا الطبيب، ثم أشار إلى رنيم لتنهض..
سارت ببطء، ليتقدمها مازن بخطوات شبه سريعة..
«أبي»
همست لينتظرها، لكن مازن تجاهل نداءها وتابع خطواته..
فتأوهت مُتمنِية أن يؤثر فيه ألمها!
«يدي تؤلمني كثيرًا»
خطوة.. اثنتين، ثم توقف..
التفت إليها بجمود، تقدم إليها بخطوات ثابتة، يسألها عابسًا بنبرة تخفي قلقه عليها:«هل نعود للطبيب؟»
استغلت رنيم الفرصة، تسلّلت كفها بخفة لتلتقط كفه تمسكه بقوة تدحض كل محاولاته للإفلات.
«أظن أنني لو تناولت المُسكِن الذي أخبرني به سأكون بخير»
لوى شفتيه مستسلمًا لإلتصاقها به، وغادر بها المشفى..
فور أن استقلا سيارته، لم تسيطر رنيم على لسانها.
«أبي أنا لم أكُن اعرف بشأن زواجها»
اعترفت تظن أن هذا سيشفع لها عنده، فلا يعاملها هذه المعاملة الجامدة!
«علاقتها، الورقة التي كتباها لا ترتقي للزواج»
صمتت لا تجد كلمات تدافع بها عن توأمتها..
ومازن يسألها باهتمام:«أقسمي بالله أنكِ لم تعرفي بعلاقتها معه»
أبعدت رنيم عينيها عنه، وقالت والذنب يقتلها:«أقسم بالله لم اعرف بزواجهما إلا اليوم»
«رنيم»
صرخته أفزعتها فبكت رعبًا..
لكن رعبها لم يكُن منه!
«لا تقسو عليّ أرجوك»
توسّلته تكاد تقبّل يده ليكف عن معاملتها بهذه الطريقة..
فسألها بنبرة غريبة:«لماذا؟»
رمقته بحيرة لا تفهم قصده.
«لماذا ماذا؟»
هتف مازن بنبرة جامدة:«لماذا لا أقسو عليكِ؟»
«أنا.. أنا»
تلعثمت في الرد عليه لا تجد ما تقوله، لتهمس أخيرًا بقلة حيلة:«أنا ابنتك»
هالتها الابتسامة المريرة التي زيّنت شفتيه، وتلك الدمعة تهدد بالنزول فتكسر شيئًا بداخلها.
«لا اعتقد أنني ذات أهمية لكما لتستغيثي بأبوّتي»
يا الله..
«لا أبي لا»
مالت عليه تضمه بيد واحدة، تهمس بصدق:«لا تفكر في ذلك أبدًا، نحن لا نسوى بدونك والله»
لم يبادلها مازن العناق، يداه ثابتتان جواره ومشاعره باردة..
يشعر أنه ليس هو، ولا هاتان ابنتيه..
يرى روحه تقف تشاهد من بعيد، كأنه متفرج، لا يتعلق الموضوع به!
وكذلك ابنتاه، ها هما بجواره كما عهدهما دومًا، يشاهدان انتفاضة لا تمسّهما!
«أبي»
توسّلته رنيم عند عدم استجابته لها.
«أخبريني عنه»
هتف بنبرة لا تبشّر بخير.
رمشت رنيم بعينيها، لو كانا في وضع يسمح لكانت ادّعت الغباء، لكنها لا تضمن رد فعل والدها الذي يبدو على وشك الانفجار!
حاولت التخفيف عنه بكلماتها متغاضية عن الرد على سؤاله:«انسى الموضوع أبي، لقد حرق الورقة التي تجمعهما، وترنيم أكدّت لي أنه لم يمسّها»
انفجر مازن ضاحكّا لا يصدق ما تقول!
هل الأمر بالنسبة إليهما بهذه البساطة لدرجة أن ينسى؟!
«أنتما، أنتما»
مسح على وجهه بقهر.
«مَن أنتما؟
أنا لا اعرفكما، أين ابنتي؟»
أغمض عينيه يخفي مشاعر الخذلان داخله..
ورنيم تتوسّله:«ترفّق بنفسك يا أبي أرجوك»
لم يبدُ أن مازن استمع لها، لثواني ظل ساكنًا دون إبداء أي فعل..
حتى سألها باتهام:«ماذا تخفين عنّي أنتِ أيضًا؟»
شحبت مُدرِكة مغزى سؤاله، وهو يفتح عينيه، يتأملها بترقبّ..
إن كانت ترنيم..
ترنيم تزوجت عرفيًا!
فأي مصيبة تحملها رنيم؟
«أنا، أبي.. أنا»
هزت رأسها تنفي الجريمة التي يتهمها بها..
لكن وجهها فضحها!
عيناها حملت ذُعرًا جعلت دموعه تتحرر!
دموع صدمة جاءت من أقرب الناس إلى قلبه..
دموع خذلان أُصيب به ممن لا يتوقع!
ماذا أجرم في حياته ليكون هذا جزاءه؟
لقد أحبهما، أحبهما بصدق، رآهما جوهرتين غاليتين عليه بالحفاظ عليهما..
اعتنى بهما جيدًا، وفّر لهما جميع سبل الحماية والأمان..
حماهما من كل شيء، غافل على أن يحميهما من نفسيهما!
تأثير بكاؤه على رنيم كان رهيبًا..
ودت الموت ولا أن تراه على هذا الحال!
لو أخذها الله هي وترنيم لكان أفضل ألف مرة!
«لن أُخفِض رأسك يا أبي، أبدًا»
وعدته بحمائية وكل قناعاتها تتبدّل!
الحرية التي لطالما طالبت بها تجدها الآن بلا معنى!
الحرية التي تنالها مقابل قهر والدها لتذهب إلى الجحيم!
تراءت أمام عينيها مشاهد من حياتها، مواقف ثارت فيها من أجل التمتع بحياتها كما تحب..
فاكتشفت أنها ركضت خلف سراب!
فقاعة ملونة أغرتها، مدت يدها لتلمسها، فانفجرت في وجهها!
تلك الفقاعة هي الحرية، عندما تمسّكت بها ضيّعت نفسها وأختها معها، فانفجرت في وجهيهما معًا مُحيلة حياتهما إلى رماد!
اليوم أدركت أن كل ما سعت خلفه لا يساوي شيئًا أمام نظرة فخر في عيني والدها، وحضن منه يمنحهما به الأمان!
ترنيم كانت على حق في دفاعها عنه سابقًا، وليتها تدرك ذلك الآن!
أدار مازن السيارة وحدقتاه تبرقان بنظرة تصميم لم تلمحها!
«على أساس أنني ساترك لكِ الفرصة لتفعلي!»
فظنت أن المزيد من القيود ستُفرَض عليها هي وتوأمتها..
لكنها لم تحزن!
فلتحيا القيود إن كانت ستعيد علاقتهما بوالديهما!

**********
عند باب المنزل وقفت تسنيم في استقبالهما، فيتألم قلبها على رؤية ابنتها بذراعها المُجبرة.
«ألف لا بأس عليكِ يا حبيبتي»
ضمتها بعاطفة قوية، دموعها تسقط بينما تسألها:«أنتِ بخير؟
هل ذراعكِ يؤلمكِ؟»
سؤالها ذبح مازن المجاور لها، فألقى نظرة على وجه ابنته الشاحب يلوم نفسه..
حتى كل مبرراته أنها تستحق ما نالته لم تُرِح فؤاده القلِق عليها!
فأسرع إلى غرفته هربًا من ضعف قد ينتابه.
«أنا بخير أمي، لا تقلقي»
ابتعدت عنها تسنيم بعد أن وضعت الكثير من القبلات على وجهها وذراعها المكسور، وقالت لها:«اذهبي إلى غرفتكِ وارتاحي، سأحضر لكِ الطعام حالًا»
دخلت غرفتها لتجد ترنيم في انتظارها، ركضت نحوها بفزع عند رؤيتها للجبيرة المُلتفة حول ذراعها.
«ماذا حدث لكِ، يا ربي ماذا حدث؟»
لمست ذراعها بحذر، فطمأنتها رنيم شفقة عليها:«لا تقلقي عليّ، مجرد كسر بسيط»
«كسر، كسر»
كررت ترنيم بفزع، ورددت تدعي على نفسها:«أنا السبب، ليأخذني الله، ليأخذني الله»
أحاطت ترنيم وجنتها بكفها، ونهرتها بغضب:«إياكِ والدعاء على نفسكِ، ها أنا أمامكِ بألف خير»
تنفسّت ترنيم بصوت مسموع، ثم سحبتها نحو السرير، وهي تقول:«تعالي.. ارتاحي»
مع انتهاء كلماتها دخلت تسنيم عليهما، فانكمشت في مكانها مُراقبة والدتها تتوجه نحو سرير رنيم دون أن تمنحها كلمة أو نظرة.
«حضّرت لكِ بعض الشطائر وكوب عصير»
ثم سألتها وعيناها تمران في الغرفة دون أن تقع على ترنيم:«أين حقيبة أدويتكِ؟»
«لا اعرف كانت مع أبي، ربما تركها في الصالة»
«سأذهب لأُحضِرها»
قالت بينما تخرج من الغرفة، لتشير رنيم إلى توأمتها بالاقتراب.
«تعالي لنأكل، أنا جائعة جدًا»
ظلت ترنيم في مكانها، عيناها على المكان الذي كانت تقف فيه والدتها..
«لست جائعة»
همست بضيق، أو ربما ندم!
«كيف لا تشعري بالجوع، أنتِ أيضًا لم تتناولي شيئًا منذ الصباح، هيا تعالي»
هزت ترنيم رأسها برفض مع عودة والدتها، لتراقبها بينما تضع العلاج جوار توأمتها وتتفحصّه باهتمام.
«أنهي طعامكِ وخذي هذا القرص، سأبقى جواركِ حتى تنتهي، هيا»
انزوت ترنيم على سريرها، تعطي والدتها ورنيم ظهرها..
وكلمات رنيم تصلها:«هل تناولت ترنيم الطعام في غيابي؟»
وإجابة تسنيم الجامدة جرحت الاثنتين!
«لا اعرف»
عضّت ترنيم على شفتها تكتم شهقة كادت تغادر شفتيها..
مجروحة بشدة من طريقة معاملة والدتها لها..
لقد شعرت بالغيرة!
تعترف أنها شعرت بالغيرة من توأمتها ووالدتها تركض نحوها لتطمئن عليها، بينما هي حبيسة غرفتها منذ الصباح، جسدها مليء بالكدمات، ولا أحد يهتم!
«أمي»
عاتبتها رنيم بخفوت، فأشارت لها تسنيم بلا مبالاة مصطنعة، مع أن قلبها يؤلمها على ترنيم!
وبقدر الألم بقدر الجرح من كلمات ابنتها التي ألقتها منذ ساعات برعونة..
مشاعر الكره التي تمتلكها ترنيم نحوها هي ومازن أذهلتها!
«كُلي»
احتارت رنيم فيما تفعل، تستجيب لوالدتها أم ترفض فتغضب منها!
لو تريد تحسين علاقتها هي وترنيم بوالديها فالأفضل أن تمتثل!
بدأت في تناول الطعام، غير مُدرِكة أن هذه الحركة زادت من وجع ترنيم!
بعد أن انتهت أعطتها تسنيم قرص الدواء، ثم وضعت قبلة على وجنتها، وهي تهمس لها:«نامي وارتاحي، لقد كان يومًا صعبًا»
تحفز جسد ترنيم مع خروج والدتها من الغرفة، لتدفن وجهها في الوسادة تكتم دموع الندم.
«ترنيم»
لم تستجِب لنداء شقيقتها مع النداء الأول، ومع الثاني همست بحسرة:«أريد النوم يا رنيم، اتركيني أنام»
أغلقت رنيم الضوء وأغلقت ترنيم عينيها، فشعرت بـ رنيم تندس جوارها، تربّت على رأسها وتطبع عليه قبلة، ثم تنام جوارها
«كنت أتمنى لو أضمك، لكنني لا استطيع مع وضع يدي»
عندما لم تتلقى ردًا، تابعت بدعم:«لا تحملي همّ شيئًا، أنا معكِ، حتى والدانا ستعود علاقتكِ بهما كما كانت وأفضل، الوقت كفيل بالمداواة»
أيضًا لم تتلقَ ردًا، فأغمضت عينيها وفورًا ذهبت في نوم عميق بعد إرهاق اليوم وتعب ذراعها..
بينما ترنيم ظلت ساهرة، النوم يجافيها..
تلوم نفسها تارة، وتبرر أفعالها تارة..
هل حقًا الوقت كفيل بالمداواة؟

**********

دخلت تسنيم على مازن لتراه جالسًا أمام النافذة، شارد في عالم آخر.
«كيف حالك الآن؟»
وقفت جواره تسأله، ومازن يرد عليها بسخرية:«بألف خير، ماذا حدث كي لا أكون بخير؟»
ثم سألها باهتمام:«ألم تخبركِ عن هويته؟»
هزت تسنيم رأسها بنفي، وهمست بوجع:«لم أتحدث معها، لا استطيع رؤية وجهها، مشاعري تتصارع ما بين غضب وقلق»
بقسوة واجهها مازن:«لا تقلقي عليها، ابنتنا الصغيرة لم تعُد كذلك، كبرت وتطالب بحريتها، ترفض أسلوبنا معها وتكرهنا»
تكراره لكلمات ترنيم جدد الألم بداخلها، وعلى الرغم من كل الغضب انتصرت أمومتها:«لم تكُن بوعيها عند قالت ما قالته، هذه ترنيم يا مازن»
«المصيبة أنها ترنيم، ترنيم»
قالها بكل وجع يحمله في قلبه، ونظراته مُعلَقة بالسماء من خلال النافذة.
«ماذا سنفعل؟»
هز كتفيه بقلة حيلة، وقال بعجز:«ماذا سنفعل؟
ابنتكِ لم تترك لنا ما نفعله، من شدة حبها له تخفي شخصيته عني الـ...»
أطلق سبة بذيئة جعلت تسنيم تشهق مصدومة.
«مازن ماذا تقول؟
إنها ابنتك»
أغمض مازن عينيه بقوة يحاول التحكم في أعصابه، وتمتم بسخرية:«ابنتي، نعم ابنتي»
لمست خصلات شعره بحنو، بينما تقول بقلق:«أنت لست بخير»
دفن وجهه بين ذراعيه مستسلمًا للمساتها، بينما يهمس بقهر:«ماذا نفعل يا تسنيم أخبريني، اذهب وابحث عن ذلك الحقير في الجامعة فأفضحها بين زملائها؟
حتى ابنتكِ الأخرى تدعمها وترفض التصريح عن هويته..
تخبرني أنه حرق الورقة التي بينهما وانتهى الأمر!
كيف انتهى وأنا لم آخذ حقي منه بعد؟
لم انتقم لرجولتي، لم انتقم لها»
طمأنته تسنيم بكلماتها:«سنصل إليه، لن يفلت بفعلته»
ثم ساورها القلق، فسألته:«لكنك لن تزوجها له صحيح؟
البنت سليمة، وأنا بصراحة لن اطمئن عليها معه»
منحها نظرة غير مفهومة، ونهض يستعد للنوم..
فلحقته تسنيم بصراخ:«لن تزوجها منه يا مازن، لن اسمح لك بفعلها»
فابتسم بمرارة تملكّته كليًا.
«لا يبقى إلا تمردكِ لتضيع كل سنواتي هباء»
وقفت أمامه غير مبالية بما يلمح له، تقول بنبرة تأرجحت بين الشفقة والغضب:«الصدمة قوية علينا سويًا، وكلمات ترنيم لم تأذيك بمفردك، لكننا لن نصلح الخطأ بخطأ آخر، لن نرميها في ناره لتحترق في جحيمه»
ظل مازن واقفًا أمامها صامتًا، حتى قال بنبرة لا تحمل أي وعد:«نجده أولًا وبعدها لكل حادث حديث»
«لا نقاش في هذا يا مازن، سنأتي بحقها لكننا لن نزوجها له، لن نفعل ذلك في ابنتنا»
لم يرد مازن واستلقى على السرير، فنامت تسنيم بجواره مرددة كلماتها للمرة الثالثة..
ثم تظاهر كل منهما بالنوم، مع أنهما يعرفان أنه لن يزور عينيهما!

**********

الحادية عشر مساء
وقفت لمار أمام باب المنزل مهيئة نفسها لما ستلاقيه!
في مأزق كبير مع والديها، لكنها لم تستطِع التملصّ من إلحاح مالك..
قلبها ألمها عليه فلم تستطِع تتركه!
فتحت الباب لتقع نظراتها على أمها، جالسة في المقعد المقابل للباب مباشرة، على وجهها كل إمارات الغضب!
ألقت نشوى نظرة على ساعة الجدار كأنها تتأكد من الوقت، ثم عادت بنظراتها إلى لمار الواقفة أمامها كطفلة مُخطِئة تنتظر العقاب!
بادرت لمار بالتحية بهمس..
«أين كنتِ حتى الآن؟
ولِمَ هاتفكِ مغلقًا؟»
تعالى صوت نشوى بسؤالها دليلًا على قلقها..
ففضّلت لمار الإجابة على السؤال الثاني بدل من الكذب في الإجابة على الأول!
«هاتفي ليس مغلقًا»
بررت بارتباك بينما تُخرِج الهاتف من حقيبة يدها، فتتفاجأ به مُغلقًا!
«نفذت البطارية»
تجاهلت نشوى تعليقها، وأعادت سؤالها بأسلوب أكثر شدة:«أين كنتِ؟»
أطرقت لمار برأسها مفكرة..
أمامها خيارين، أشرهما سينجيها بسهولة!
وأفضلهما سيعرضها للاستجواب والنقد!
تململت في وقفتها لا تعرف ماذا تختار، تكره أن تكذب على أمها!
«سألتكِ أين كنتِ؟»
بالكاد خرج صوت لمار، مُتخِذة قرارها!
«أظن أنني واقعة في الحب»
ولم تحتَج نشوى لسؤالها عمَن تقصد!

**********

«كيف كان موعدكِ؟»
سألها تيم بينما يقود بها السيارة اتجاه منزلهما، لتغمض تقوى عينيها مخفية مشاعرها عنه، وتقول بنبرة مُبهَمة:«جيد»
لوى شفتيه غير راضٕ عن إجابتها المُختصِرة، كان يتوقع أنها ستركض نحوه فور انتهاء الموعد لتخبره بكل التفاصيل!
وخابت توقعاته!
لا مشكلة، ربما هي في حاجة لبعض الوقت قبل الإفصاح!
وفي كل الأحوال (طبيبتهما) أكيد ستخبره!
«جاهزة لليلتنا؟»
غيّر الموضوع يسألها بخبث..
يخبو فضوله اتجاه موعدها ويُثار نحو ليلة سيخطو فيها خطوة جديدة نحوها.
«لازلت مصرًا»
«طبعًا، لقد اشتريت الفستان»
التفتت إليه، تسأله بتوجس:«أي فستان؟»
كبح ابتسامته، وهو يهمس:«الفستان الأحمر.. القصير.. المُغري»
«لا تمزح تيم»
رمقها للحظة، ونبرته تقطّر براءة:«كنت أود مساعدتكِ، فلا أظن أن لديكِ فستان أحمر.. قصير.. مغري»
تكراره للجملة بهذه النبرة جعلها تنفجر ضاحكة..
ضحكة لم يرَها على شفتيها من قبل!
«حتى ضحكتكِ يُغرد لها قلبي..
ماذا تفعلين فيّ؟»
خفتت ضحكتها بخجل، وهو يلتقط كفها، يطبع عليه قبلة سريعة، وعيناه على الطريق.
«لا حرمني الله من هذه الضحكة ولا صاحبتها»
تأملت استرخاءه، بريق عينيه، ابتسامة شفتيه، فشعرت بالخوف!
ولم تتوانى عن التعبير عنه..
أمرها من قبل ألا تخفي عنه شيئًا..
وأكدّت عليها الطبيبة اليوم أن الصراحة هي أهم ما سيميز علاقتهما!
«تيم أنا خائفة، مرعوبة»
وصلا إلى المنزل، فصفّ السيارة في مكانها، ثم التفت إليها، أمسك كلتا كفيها بيده، وسألها برفق:«مما خائفة؟»
أطرقت برأسها تهرب من نظراته بخفر.
«ألا تكون الليلة مثل ما تتمنى، أن أخذلك»
رفع رأسها ليأسر عينيها بنظرته الحنونة، وببساطة ووقاحة قال:«لا اعرف إلى أين يأخذكِ انحرافكِ، لكن غرضي من هذه الليلة بريء برائة الذئب من دم ابن يعقوب»
تملكّتها الصدمة من وصفه لها بالمُنحرِفة فلم تستطِع الرد عليه!
لتنطلق ضحكته عالية بينما يترجّل من السيارة، يلتف حولها ليفتح لها الباب.
«تعالي حبيبتي»
«أنا منحرفة تيم؟»
سألته بينما يسحبها معه للداخل، فلم يصلها رده..
لقد قرر التعامل معها بطبيعية.. كأي زوجين، دون أي حذر أو خوف، أكيد ذلك سيؤثر إيجابيًا على علاقتهما!
«تيم»
ضمّها إليه وهما في المصعد الكهربائي، وقال لها:«لا تبالي بكلماتي، فأنا اخفي انحرافي بها»
قطبت حاجبيها بحيرة لا تفهم مقصده، توقف المصعد، ليخرجا منه؛ مع تعالي صوت والدته من شقتهم!

**********

«تحبي مَن؟
هل جننتِ؟»
مع صرختها انتفضت لمار تنظر حولها بتوتر، عدم ظهور والدها أكدّ لها عدم وجوده، فحمدت الله بداخلها.
«دعينا نتحدث، هناك ما أريد قوله»
صرخت نشوى رافضة الاستماع إلى توسلها:«ولا كلمة، هذا الموضوع مرفوض تمامًا»
طُرِق الباب فركضت لينا تفتحه، ليسألها تيم بقلق:«لِمَ تصرخ أمي؟»
وأسرع إلى الداخل دون أن ينتظر ردها.
«أمي أرجوكِ»
أشارت إليها نشوى لتصمت، وتيم يقف أمامهما، ينقل نظراته بينهما بارتياب.
«ماذا فعلتِ؟»
وجّه سؤاله إلى لمار، فأجابت نشوى عنها:«الهانم لم تصل إلا الآن، وهاتفها كان مغلقًا، أثارت قلقي عليها»
«أين كنتِ؟»
وجّه تيم السؤال لشقيقته، فأجابت نشوى ثانية:«كانت مع صديقاتها، لكننا لم نتفق على تأخرها»
نقل تيم نظراته بينهما بعدم ارتياح، يكاد يقسم أن هناك ما لا يعرفه!
خاصة وهو يري بعينيه عصبية أمه النادرة!
لكن مع إنكارها، وصمت شقيقته الغريب، لم يجد ما يقوله إلا:«أول وآخر مرة تتأخرين هكذا، وأخبريني أو أخبري أمي عن كل خطواتكِ»
أومأت لمار بطاعة دون رد، ثم استأذنت من أمها ودخلت غرفتها..
ليقترب تيم من نشوى، يقبّل كفها بحب، ويقول لها:«لا تغضبي حبيبتي، لو فعلت شيئًا أخبريني وأنا أتعامل معها»
ربتّت نشوى على ظهره، تزمّ شفتيها مفكرة أنها لو تركته يتعامل مع لمار ستقوم القيامة في المنزل!
«لا تشغل بالك بها»
ثم تابعت بفضول أمومي:«أين كنت من بعد المغرب أنت وزوجتك؟»
«كان لدينا موعد»
وقبل أن تسترسل في أسئلتها استأذن منها.
«ساذهب إليها، تركتها قلقة من ارتفاع أصواتكما»
غادر أمام نظراتها الغير راضية!
تشعر بالغيرة من تقوى على تيم!
نفضّت مشاعرها عنهما مؤقتًا وقررت الذهاب إلى لمار.

**********

جلست على طرف السرير مُطرِقة رأسها بأسى..
على الرغم من انفعال أمها عليها إلا أنها غير نادمة!
لا تستطيع إخفاء حقيقة مثل هذه عنها!
لو كانت استمعت إليها فقط..
لعرفت أن مشاعرها-للأسف- من طرف واحد!
أن مشاعرها من الأساس قد تكون مجرد إعجاب!
لو تستمِع إليها فتنصحها فتنقذها!
دخلت نشوى عليها، فهمست باستجداء:«أمي»
جلست نشوى جوارها بملامح مُقتطبة، وقالت كلمة واحدة:«اسمعكِ»
لتقبّل لمار وجنتها بسعادة.
«كنت اعرف أنكِ لن تتخلي عني»
وبينما هي تتخذ وضعيتها المفضلة؛ تنام على ساق والدتها..
كانت نشوى ترمقها شاردة..
تتذكّر أول مرة وقعت فيها عينيها على لمار، طفلة صغيرة حزينة تبحث عن الحب، تطلب حنان فقدته على غفلة..
أول مرة دخلت فيها هذا البيت؛ استقبال لمار الحافل لها في حين إعراض تيم عنها!
أول مرة قالت فيها لمار كلمة أمي، لتُدخِل في قلبها مشاعر لم تظن أنها تمتلكها يومًا!
وها هي الصغيرة كبرت، لكنها لم تتغير، مازالت تبحث عن الحب!
«احكي لي كل شيء»
وبدأت لمار..
قصّت عليها بداية معرفتها بـ مالك عند مرضه، كيف مسّ الصغير جزءً داخلها فباتت سعادته منبع لسعادتها!
حكت لها عن انقطاعه المفاجىء عنها، عن إهمال والده له، ثم هرب الصغير إليها!
أخبرتها كيف وثق إياد فيها فسمح لها بتواجد طفله معها، ومن ثم تطور علاقتها بهما!
حكت لها عن إياد..
عن نظرة عينيه التي تثير حيرتها، كلماته الغامضة التي تثير بداخلها ألمًا غير مفهوم!
استمعت لها نشوى دون أن تقاطعها، حتى انتهت كلماتها بـ:
«أنا لا اعرف إن كنت أحبه أم لا، لكنني في كل مرة أفارقه أتمنى أن أظل جواره!»
«مَن؟»
سألتها نشوى بنبرة غامضة، فتقول لمار بانفعال:«إياد أمي، عمَن أتحدث أنا!»
«إياد أم مالك؟»
صمتت لمار تستوعب سؤال والدتها، تفكر في قصدها..
ونشوى توضح بهدوء:«كم مرة ذكرتِ مالك في حديثكِ وكم مرة ذكرتِ إياد؟
ألا تري أنكِ مُتعلِقة بالصغير أكثر؟
ومشاعركِ نحو والده ليس إلا انعكاس لرغبتكِ في التواجد جوار مالك وتعويضه»
رمشت لمار تحاول استيعاب حديث أمها، تفكر في كلماتها عن كثب..
فلمست نشوى شعرها بحنو، وتابعت نصحها:«قلبك الرقيق لم يتحمل رؤية الصغير يعاني كما عانيتِ منذ زمن، فحملتِ على عاتقكِ مسئوليته، واتخذتِ من حب والده ذريعة لتقتربي منه»
«لكن.. أنا»
اعترضت لمار بهمس تحاول نفي ما هو واضحًا كوضوح الشمس..
فقالت نشوى متجاهلة إعتراضها:«أنتِ تودين البقاء جوار مالك وهذا شيء لا ألومكِ عليه..
لذا أعدكِ أن أفكر في طريقة مناسبة تسمح لرؤيتكِ له دون الاختلاط بوالده أو أن يمسّ أحد بسُمعتكِ بكلمة..
وحتى أجد تلك الطريقة أريد وعدًا منكِ بعدم لقاء إياد أو الحديث معه»
كانت لتقتنع بحكمة والدتها لولا صرخة مؤلمة انطلقت من أعماق قلبها لابتعادها عن إياد..
فأخذت تصرح عن مشاعرها في هذه الجلسة الاستثنائية:«لا اعرف أمي، لكنني اشعر بانجذاب ما نحوه، الفضول يتملكّني لاكتشافه»
كتمت نشوى تنهيدتها من إصرار ابنتها على الزج بنفسها في هذه الحكاية..
هي ليست مُعترضة على زواج إياد السابق والذي لا تعلم كيف انتهى!
لكن شيء ما في هذا الرجل لا يُريحها، وهي كـ أم لن تسمح لابنتها بخوض علاقة لا تراها مناسبة!
فجاهدت لإقناعها:«ها أنتِ قُلتِها بنفسكِ.. فضول..
غموضه أشعل فضولكِ لمعرفته لا أكثر، لو ابتعدتِ ليوم أو يومين ستجدي شيئًا آخر يشغلكِ»
«معقول؟»
همست لمار بعدم اقتناع، مع تعالي رنين هاتفها!
«إنه إياد»
همست بارتباك وعيناها تقع على اسمه، فاختفطت نشوى الهاتف غير مُبالية باعتراضاتها!
«لا تحرجيني معه أرجوكِ»
تجاهلت نشوى توسّلها، ما تراه ابنتها إحراجًا تراه هي إنقاذًا!
لن تنتظر وتشاهد ابنتها تقع في الفخ!
«السلام عليكم»

**********

على الجانب الآخر
توتر إياد وصوت غريب يقتحم أذنيه، نظر إلى شاشة هاتفه يتأكد من أنه اتصل بـ لمار..
ثم أعاد الهاتف على أذنه، ورد ببطء:«وعليكم السلام ورحمة الله، هل الدكتورة لمار بخير؟»
ألقت نشوى نظرة على ابنتها التي تتململ في مكانها دون قدرة على إبداء أي رد فعل..
ثم ولّت كامل تركيزها إلى إياد، وردت:«نعم بخير..
مع أنني لا أرى داعِ من أن يتصل رجل بفتاة منتصف الليل ليسألها إن كانت بخير!»
شهقت لمار تضرب إحدى وجنتيها..
وإياد يتعرق لا يجد ردًا يقوله..
فأخذ يوضح بتلعثم مدركًا هوية محدثته:«لم أقصد أي شيء يا هانم، اتصلت فقط لاطمئن عليها بعد عودتها بسيارة أجرة في هذا الوقت المتأخر»
ثم عضّ شفتيه مؤنبًا نفسه على تهوره في الحديث الذي كشف تواجد لمار معه طوال اليوم!
«بصراحة مالك تمسّك ببقاءها ولم نقدر على رفض طلبه»
كلماته لم ترضِ نشوى، فهتفت موبخة:«ابنك مسئوليتك بمفردك يا أستاذ، ابنتي لا ذنب لها لتعطّل حياتها بسببه»
شهقة أكثر علوًا صدرت من لمار إثر كلماتها القاسية..
فأطلقت الأخيرة زفيرًا طويلًا..
وإياد يقطب حاجبيه بألم، حديثها له عليه أشد التأثير، يجلد ضميره الذي لا يهدأ!
«لديكِ حق طبعًا، وأنا جدًا شاكر للدكتورة لاقتطاعها بعض الوقت من أجل مالك»
زمّت نشوى شفتيها ونبرته المجروحة تلمس وترًا داخلها، ومع ذلك تغاضت عن مشاعرها، وقالت بنبرة ذات معنى:«لمار قلبها كبير خاصة نحو الأطفال، ولا تتأخر عن محتاج»
«نعم، ليحفظها الله»
تمتم بنبرة مُنخفِضة، ثم كتم أنفاسه ينتظر منها المزيد!
هناك المزيد يعرف!
«أريد أن اطلب منك طلبًا»
ها هو ذا..!
بادر في الحديث:«اعرف ما تقولين، أعدكِ لن يزعج ابني الدكتورة ثانية»
للمرة الثانية تلمس نبرته قلبها، وهذه المرة استسلمت، فقالت بشفقة:«صدقني هذا من أجله أيضًا»
«اعلم»
كلمة واحدة مُقتضِبة همس بها، ثم تابع بألم لم يعترف به لنفسه بعد!
«ابلغي سلامي إلى الدكتورة، واعتذري لها منّي على إزعاج سببته لها أنا وطفلي»
وبعد سماع رد نشوى عليه أغلق الخط سريعًا..
التفت حوله بتيه كأنه يبحث عن شيء ما أو يرغب في فعل شيء ما!
ثم تجاهل كل مشاعره وأخذ يفكر في ابنه وكيف سيقنعه غدًا بعدم رؤية لمار!


يتبع


Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-06-23, 09:03 PM   #257

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي

«عِديني ألا تجيبيه لو حاول الاتصال بكِ»
هتفت لها نشوى بصرامة مُصِرة على إنهاء هذه العلاقة، مُتظاهِرة بعدم التأثر بنبرة لمار الباكية:«لقد قسوتِ عليه»
فرددت نشوى باقتناع، تتمتى لو تأتي كلماتها بالتأثير المطلوب:«افهمي، أنتِ ترين فيه معاناة والدكِ قبل أن نتزوج، وترين في ابنه نفسكِ التي كانت تتوسّل الحنان من المحيطين ولا تجد مَن يقدمه له، كل مشاعركِ نحوهما مجرد شفقة»
أعادت لمار كلماتها بضيق:«بغض النظر عن مشاعري، أنتِ بالفعل قسوتِ عليه، لم أعهدكِ كذلك»
تأففت نشوى رافضة تلك الزاوية التي تود ابنتها حشرها فيها، فكررت كلماتها بحزم:«لن تتواصلي معه ثانية، والله لفعلتِها لأدع والدكِ وشقيقكِ يتصرفان معكِ»
«لم أعتَد على تدّخل أبي بيننا»
هتفت تجادلها بيأس، فزفرت نشوى بنفاذ صبر..
ثم خشت أن يأتي تهديدها بتأثير عكسي، فتراجعت عن كلماتها بأسلوب غير مباشر:«طوال العمر وأسرارنا بيننا لا تخرج لثالث»
ثم خطت نحوها، تلمس وجنتها بحنو، وهي تقول:«أنا أثق فيكِ فلا تخذليني»
ولم تملك لمار إلا الموافقة على حديثها، فعلى كل حال هي لا تظن أن يبادر إياد في الحديث معها ثانية بعد ما حدث!

**********

في الشقة المقابلة
رمق تيم ساعة الجدار بنفاذ صبر..
كان قد عاد إلى الشقة منذ ما يُقارِب النصف ساعة، ليجد تقوى في انتظاره في قلق، فطمأنها أن الشجار بسبب تأخُر لمار في العودة ولا داعي للخوف..
ثم أخرج الفستان الذي أحضره لها وطلب منها أن ترتديه حتى يجري مكالمة مهمة!
خلال هذا الوقت حاول التواصل مع (طبيبتهما) ليعرف كيف مرت جلستها، لكنها لم ترد عليه، فترك لها رسالة يطلب منها الاتصال به عندما تكون مُتفرِغة..
ثم ترك الهاتف مُنتظِرًا بحماس رؤيتها بالفستان الذي اختاره..
دقائق أخرى مرت وهي تحبس نفسها في الغرفة، فاتجه يطرق على الباب يتعجلها.
«تقوى، أنتِ بخير؟»
بعد ثواني زفر بارتياح وهي تفتح باب الغرفة، تُخرِج رأسها فقط من خلفه، وتهمس بخفر:« تيم لن استطيع، الفستان عاري جدًا»
سيطر على شغفه الذي يدفعه لسحبها من خلف الباب ومِلأ عينيه بجمالها..
حث نفسه على التعامل معها برفق، فمد يده وهو يهمس لها:
«اغمضي عينيكِ واعطِني يدكِ حبيبتي»
ابتلعت ريقها بصعوبة خجلًا، وهو فعل المثل توقًا!
ثم فعلت ما طلب، فأغمضت عينيها بينما تعطيه يدها، تسّلم له أمرها..
سحبها ببطء من خلف الباب، ليرتجف جسدها مُدرِكة أنها الآن أمامه؛ مرتدية فستان بالكاد يصل إلى منتصف فخذيها، يلتصق بجسدها ويبرز منحنياتها..
تحركت عيناه عليها من أعلى إلى أسفل بإعجاب، لا يتحمل مدى جمالها وروعتها.
«لا تجفلي»
حبست أنفاسها مُدرِكة ما يتبع هذه الكلمة..
ارتعشت شفنيها بينما تشعر بأنفاسه الساخنة تحرق وجهها، فخرجت الكلمات من بينهما بصعوبة:
«لا تجفل»
وبينما يقبّلها تساءلت إن كان سيُتمم زواجه بها الليلة، فشعرت بالرعب!
لكنها لم تبتعد!
تمسّكت به بقبضتين مرتعشتين، وجسدها ينتفض بين ذراعيه..
فأدرك ما يدور في خلدها، فهمس يزرع الطمأنينة في ثناياها:«لا تخافي، لن يحدث شيئًا الليلة»
ثم همس يحثها:«موعد الغناء»
سحبها برفق ليجلس على الأريكة، أجلسها فوق ساقيه، لتنتبه أنه قد أغلق إضاءة الشقة بأكملها، ولم يترك إلا واحدًا إضاءته ضعيفة، فأضفى ذلك جوًا من الرومانسية كما كان يتمنى..
«لو اخترتِ أغنية أعجبتني سأكافئك»
قال بمشاكسة ليسيطر على حالة الرعب التي انتابتها، ونجح؛ وهي تمنحه أروع ابتساماتها بينما تلتقط هاتفها، فتصدح الموسيقى في أنحاء الشقة..
عقد حاجبيه يحاول تذكّر الأغنية، وهي تبدأ في الشدو


إلا إنت
فيها ايه الدنيا دية ... إلا انت؟
كل غالي يهون علي ... إلا انت
وابتساماتي وآهاتي منك انت ...
واللي حبيته في حياتي هو انت
فيها ايه الدنيا إلا انت؟


لمس قلبه صوتها، سحرته برقة ملامحها وهي تغني له.. وحده.
فتعالى صوت أنفاسه، وهو يميل عليها هامسًا:«أنتِ رائعة، جميلة جدًا»
وضعت إصبعيها على شفتيه، وتابعت الغناء:


طول مانت جنبي روحي وقلبي
في دنيا تانية ملهاش وجود
وإن غبت عني ... أحس اني لا ليا دنيا ولا وجود
إيه حياتي كلها من غيرك انت ؟
ذكرياتي فيها ايه حلو إلا انت؟
إلا أنت، إلا أنت
و اللي بسهر له ليلاتي برضه انت
واللي حبيته في حياتي هو انت
فيها ايه الدنيا إلا انت؟


«إلا أنتِ، والله الدنيا لا تسوى بدونكِ»
همس بحرارة ومقاومته لها تزداد ضعفًا..
توارت كل أفكاره وهواجسه خلف حواجز الحب والرغبة..
وتمنى لو تكون هي كذلك أيضًا!
لولا خوفه من رعب قد يتملكّها لامتلكها اللحظة، دون التفكير في أي شيء غيرها وغير سعادتها!
رمقته تقوى بسعادة، قطعت الغناء تسأله:«أحببت اختياري؟»
فأجابها هامسًا بصدق وشغف يدغدغ قلبها:«أنا أحبكِ كلكِ على بعضكِ، وأحب كل ما تجودين به عليّ، حتى لو كان قليلًا لا يروي ظمأي»
وعلى قدر ما جعلتها كلماته تحلق عاليًا، ألمها أنها لا تستطيع منحه ما يرغب، وألا تمنحه ما يستحق!
فعادت للغناء من روحها، تُسعِده بصوتها وهذا أقصى ما تستطيع تقديمه له حاليًا!


عشت أيامي وأحلامي في حبك
كل آمالي أعيش العمر جنبك
كل ثانية في عمري بتقولك بحبك
كل قلبي لك ياريت لي مكان في قلبك
طول ليلي ونهاري معاك ... يابشوفك يابستناك
يابدور عليك وألقاك


«أتعلم أنني طوال السنوات الماضية كنت أبحث عنك، أراقب أخبارك؟»
التقط كفها يطبع عليه قبلة تعبر عن بعض مشاعره، بينما يرمقها بفضول.
«كنتِ تحبينني؟»
أومأت مُعترِفة:«جدًا جدًا، وكان يؤلمني جدًا جدًا جدًا استحالة أن أكون لك»
انكمشت ملامحه ووجعها ينتقل إليه، وهي تتابع:«تعرف بم شعرت يوم رأيت منشور خطبتك؟
أقسم لك قلبي احتضر حينها، تمنيت ألا يأتي عليّ صباح»
«هووس»
همس وشفتاه تتحرك على بشرة وجهها تزيل دموعها التي انسالت على وجنتيها.
«لا تبكي»
ثم نظر في عينيها، يطمئنها بوعده:«كل هذا مر، أنا وأنتِ معًا الآن؛ وإلى الأبد»
ثم تحركت يده على ساقها المكشوفة حركات بطيئة مُغرية جعلت وجهها يتورد خجلًا، وهو يأمرها:«تابعي الغناء»
فأمسكت بكفه تحاول تثبيتها، فتذوب من ابتسامته الماكرة ونظرته التي لا تترك خلية في جسدها دون أن تكتشفها!
أغمضت عينيها تهمس بتهديد:«إن لن تكف عن تصرفاتك هذه لن أغني لك ثانية»
شعرت بشفتيه تلتصقان بأذنها، وصوته الأجش يثير رغباتها:«ألا تعجبكِ وقاحتي؟
ظننت أنني أزيل عنكِ همّ الانحراف طالما أنتِ زوجة محترمة»
«تيم»
نطقت اسمه بتوبيخ، فابتعد منفذًا رغبتها، لتعود هي للغناء..


لا انت
فيها ايه الدنيا دية ... إلا انت؟
كل غالي يهون عليا ... إلا انت
وابتساماتي وآهاتي منك انت
واللي حبيته في حياتي هو انت
فيها ايه الدنيا إلا انت؟
إ

«إلا أنت»
ختمت الأغنية مكررة الكلمة عدة مرات، كأنها بذلك تخبره عن قوة مشاعرها به!
فأخذ يقبّل كلا كفيها، وهو يكرر معها:«إلا أنتِ»
ثم رفع إليه حدقتيه اللامعتين، يهمس بإعجاب:«لم أتوقع أن تكون الليلة بهذه الروعة»
هل معنى هذا أنها انتهت، دون أن يقترب؟
على الرغم من تأكيده لهذا، إلا أنها كانت تعتقد أنه سيضعف!
وتنامى بداخلها شعوران..
أحدهما بالراحة لأنه يخلصّها من عبء الخوض في أفكارها وتحليلاتها التي تؤثر عليها سلبيًا، خاصة أن إحباطها قد ازداد بعد فشلها في جلستها مع الطبيبة وصمتها الذي لازمها طوال ساعتين كاملتين!
والثاني بالبؤس!
ضيق لأنها لا تسعده كما يستحق، وحزن لأنها مشتاقة لقبلاته ولمساته!
متناقضة؟
لا!
هي باختصار أنثى عاشقة تود الارتواء من نهر الحب، لكنها تخشى الغرق!
وأمامها كان تيم مبهورًا بإدراكه لكل ما يدور بداخلها!
أتفضحها نظرة عينيها، شفافية ملامحها؟
لا والله هو الذي صار يفهمها ويدرك كل دواخلها..
وكي يبعد عنها الخجل، ويحررها من رعبها، أشار إلى الدفتر الموضوع عند لوحاته، وهو يقول لها:«تستحقين مكافأة»
ثم سار تحت عينيها ليحضره، وهي تقول بخجل:«سأبدل هذا الفستان أولًا»
أشار برأسه معترضًا، وقال مسيطرًا عليها:«لو فعلتِ لن أعطيكِ مفاجأتكِ»
زمت شفتيها بطريقة طفولية أعجبته، جلس جوارها وهي تشد الفستان إلى أسفل، تمنحه نظرات غير راضية.
«خجل متأخر جدًا»
هتف بمشاكسة باتت تألفها، فنهرته:«كنت أنفذ لك رغبتك»
لوى شفتيه كاتمًا تعليقًا يكاد يغادرهما..
فتح دفتره، وهو يقول بجدية:«سأفتح لكِ دفتر ذكرياتي، وأعرّفكِ على حب حياتي»
استرعى انتباهها، فاعتدلت في جلستها، تميل برأسها لتنظر في أولى الصفحات بفضول.
«هذه أنا»
رفعت نظراتها إليه بانبهار، وهو يواجهها مبتسمًا:«أكيد، لم أحب غيركِ، ولا حبيبة لي سواكِ»
ثم أشار إلى صورتها التي رسمها بقلمه، وقال:«تتذكري هذه؟»
أعادت نظراتها إلى الصورة بحيرة.
«كيف أتذكرها؟»
فيشير إلى جزء ما بأصابعه، وهو يخبرها:«لون الفستان مثلًا؟»
ودون أن ينتظر ردها وضح:«هذا الفستان ارتديتِه أول مرة رأيتكِ فيها، كان منذ سبع سنوات تقريبًا..
وقتها لفتِ نظري بتمسكّكِ بوالدكِ بينما تحدقين في اللوحات بانبهار ووجنتين متوردتين سعادة..
فأمسكت نفسي ليلًا وأنا أنقل صورتكِ على الورق لأحتفظ بوجودكِ في حياتي»
أسر نظراتها، بينما يهمس بعشق:«وضعتِ حبكِ في قلبي منذ أول لقاء، وسبحانه كتب اسمكِ على اسمي»
كيف تحبه أكثر مما تحبه؟
ماذا فعلت في حياتها لتحصل عليه؟
أهو عوض الله؟!
نعم بالتأكيد، لا مبرر آخر لوجوده في حياتها!
«أنا أحبك»
ثم بفضول نظرت إلى الدفتر، وهي تسأله بتأثر:
«هذا الدفتر خاص بي إذًا؟»
كادت تقلب الصفحة بفضول، فمنعها ومشاكسته قد عادت له:«غير مسموح لكِ بالتقليب»
اختطف منها الدفتر، بينما يقول بإغراء:«موعدنا مع ليلة قادمة، تدلليني فيها فأكافئكِ»
«لا»
لكنه لم يستمع إلى اعتراضها، أخذ الدفتر ليخفيه في مكان لا تصل إليه!

**********

الثانية بعد منتصف الليل
تقلبّ عمار في نومه الغير مريح على الأريكة يزفر أنفاسه باشتعال..
دفن وجهه في الوسادة يحاول السيطرة على أعصابه، لكن صورتها بهذا الشورت القصير الملتصق بفخذيها والتيشرت الذي لا يستر شيئًا من جسدها لا تغادر خياله!
أطلق زفرة أخرى من بين شفتيه بينما عيناه تتسللان وسط الظلام لرؤيتها، وعندما فشل في ذلك استسلم لرغبته المُلِحة ونهض مقتربًا منها..
خطواته بطيئة.. حذرة.. كي لا يُقلِق نومها..
وقف عند السرير يُشرِف عليها من علو..
عاد إلى مكانه الأول يلتقط هاتفه من على الطاولة المجاورة للأريكة، ثم وقف أعلى رأسها..
فتح كشاف الهاتف بُمرِر ضوءه على جسدها..
بأطراف أصابعه أبعد الغطاء عن نصفها العلوي، فظهر له جسدها أسفل ذلك التيشرت اللعين..
تركزت نظراته على بطنها، فزفر نفسًا ساخنًا بينما يبعد الغطاء أكثر لآخر ساقيها!
أصدرت إيمان صوتًا بينما تنقلب نائمة على ظهرها، فأغلق الكشاف بسرعة خوفًا من أن تستيقظ..
مرت تقريبًا دقيقتين قبل أن يطمئن لانغماسها في النوم فيعيد فتح الكشاف.
«هكذا الرؤية أفضل»
همس باستحسان ونومتها تلك تتيح له التلصّص كما يتمنى!
«يا رب»
لم يستطِع أخذ أنفاسه، مال عليها قليلًا وعيناه ترمقان كل ذرة في جسدها.
«قبلة واحدة سريعة، واحدة فقط، والله قلبي سيتوقف إن لم افعل»
خرج صوته خافتًا ورغبته فيها تصل أقصاها، فمال أكثر مستسلمًا..
قبلة واحدة سريعة كما وعد نفسه، ابتعد بعدها لاهثًا..
تأملها لثواني فرآها على نفس وضعها لا تحسّ بشيء، فتجرأ أكثر ليضع قبلة أخرى!
هذه المرة لم يبتعد، مُستمتِع بعدم شعورها بأفعاله!
«وتسخر من نومي الثقيل ابنة إسلام، لترى نفسها أولًا!»
طبع قبلة ثالثة شجعته على نيل المزيد..
يومًا ما سيخبرها عن أفعاله تلك ساخرًا من عدم شعورها بتعديه عليها!
«الرب راضٕ عنك يا عمار، دعوات نبوية أتت بثمارها»
ثم أخذ ينهل منها كما يحب ويريد، يفعل كل ما يحلو له وهي في عالم اللاوعي..
يختلط الواقع بالأحلام فتشعر أنها تطفو فوق السحاب!
بعد كثير من الوقت ابتعد مكتفيًا بما حصل عليه..
إحباطه السابق يتحول إلى كثير من الرضا، ورغبته أُشبِعت!
عاد إلى مكانه على الأريكة مغمضًا عينيه، يهمس بصبيانية:«أصبحت سارقًا يا عمار، تسرق القبلات بعد منتصف الليل!»
انقلب على جانبه يواجهها وسط الظلام الذي عاد يعمّ الغرفة بعد إغلاقه لكشاف هاتفه:«أحببت السرقة، سأمتهنها الليالي القادمة»
عضّ على شفته يسأل نفسه بفضول ضاحك:«هل ستكتشف أفعالي غدًا أم ستكون كالحمقاء؟»

**********

السابعة صباحًا
منذ شروق الشمس وهو مُستيقِظ، على الرغم من أنه لم ينَم إلا بضع ساعات تُعد على أصابع اليد الواحدة، لكن فضوله الشديد نحو رد فعلها عندما تستيقظ منعه من النوم أكثر..
وها هو على وضعه؛ يدعي النوم منذ ما يقارب الساعة!
تململت إيمان في نومها مُصدِرة صوتًا خافتًا دليلًا على استيقاظها، رمقها عمار من بين جفنيه بينما تنهض بكسل..
ووصلته تمتماتها المُغتاظة:«اشتهي يومًا يستيقظ فيه قبلي»
كبح ابتسامته بقوة وأغلق عينيه كي لا تنتبه إليه..
أرهف السمع إلى خطواتها في الغرفة، حتى اخترق صوت الباب أذنيه، فخمن أنها قد دخلت الحمام!
«يبدو أنها ستكون حمقاء»
نام على ظهره هامسًا لنفسه بتسلية..
يمنّي نفسه بليلة أخرى يقترب فيها كما يشاء!
«والله لو اكتشفت ستكون آخر ليلة في حياتي»
هز كتفيه بلا مبالاة، وتابع لنفسه:«لن تكتشف، فهي تبدو حمقاء تمامًا»
ثم مد يده يلتقط هاتفه، ليفتح أغنيته المفضلة التي تستفزها!

**********

داخل الحمام
جففت إيمان وجهها، ثم حدقت فيه من خلال المرآة..
قطبت حاجبيها وهي تلاحظ احمرار بشرتها الطفيف، لمسته حائرة، بينما تسأل نفسها:«لِمَ وجهي أحمر هكذا؟»
أرجعت الأمر إلى استيقاظها من النوم، أو ربما من تأثير المياه الساخنة!
خرجت من الحمام، مع تعالي صوت الموسيقى في الغرفة..

بونبوناية.. ملبساية..
يا سينيوريتا.. بسكوياتة..

«اصطبحنا»
تمتمت بتهكم..
فها هو اليوم الذي يستيقظ فيه بنفسه دون عناء منها، يُصدِّع رأسها..
«أغلِق الأغنية، الواحد لم يستيقظ بعد»
أشار لها عمار بالصمت، وقال بمزاج رائق:«لا تفسدي مزاجي منذ الصباح، لو لا تودين الاستماع اخرجي من الغرفة»
زمّت شفتيها بينما هو يأخذ أغراضه ويدخل الحمام، فاستغلت الفرصة لتبدّل ملابسها قبل خروجه..
وكلمات الأغنية تنفذ إلى قلبها قبل أذنيها، لا تنسى حديثه السابق عنها!
«عندما أتزوج ساجعل زوجتي ترقص على هذه الأغنية»
التقطت حجابها ببعض العنف، ووقفت أمام المرآة تضعه حول رأسها، فتلاحظ بشرتها التي لا تزال الحمرة تشوبها، فتشعر بالقلق..
«يا ربي ماذا حدث؟»
على كلماتها خرج عمار من الحمام، ليسألها بارتياب.
«ماذا حدث؟»
التفتت إليه مُصرحة عن قلقها:«انظر إلى وجهي، ألا يبدو أحمرًا؟»
أخفى ابتسامته مدركًا السبب!
دلكّ لحيته بفخر غير ملحوظ، وقال كاذبًا:«لقد شعرت بشيء يقرصني أثناء نومي، هذا سبب استيقاظي مبكرًا من الأساس»
وصدقته!
فهو منذ زواجهما لم يصحُ بمفرده في هذا الموعد..
كما أن بشرتها الحسّاسة سريعًا ما تتأثر بهذه الحشرات!
«لا اعرف من أين أتتنا هذه، سأرى ما يمكنني فعله»
هتف بامتعاض مصطنع، فأومأت باستحسان، ثم سارعت بالخروج من الغرفة هربًا من الأغنية التي تم إعادة تشغيلها تلقائيًا بعد انتهائها..
ومع خروجها انفجر عمار ضاحكًا، وأخذ يؤدي حركات بهلوانية، وهو يهمس بسعادة:«حمقاء، حمقاء، حمقاء»
ثم أخذ يدندن مع الليثي بصوت مُرتفِع فرِح..

آه لو تديني قطة، مش مستحمل يا قطة..

**********

بعد مغادرة مازن إلى عمله التفتت تسنيم حول نفسها تشعر بالضياع، بالحيرة!
دفعتها أمومتها للذهاب والاطمئنان على ابنتها لكنها لم تستطِع!
كيف تطمئن على واحدة وتتجاهل الأخرى؟!
يكفي أنها فعلتها طوال يوم أمس، وفي صباح اليوم عندما وضعت الفطور في الغرفة وأكدت على رنيم بالأكل وتناول علاجها، بينما لم تلقِ نظرة واحدة على ترنيم!
هل يلومها أحد؟
وهل ما فعلته ابنتها سهلًا؟
لقد كسرتها، ليس مرة واحدة بل اثنتين!
الأولى عندما قامت بفعلتها الشنيعة..
والثانية عندما اتهمتها هي ووالدها جحودًا!
لا تستطيع النظر في وجهها، لا تستطيع الحديث معها، ويؤلمها أن يكون هذا شعورها نحو إحدى فتاتيها!
ومازن..
مازن هو الآخر غريبًا ولا تعرف كيف سيتصرف!
طوال الليل وهو لم ينَم، وأيضًا لا يتحدث!
لا تعلم إن كان هذا إثر صدمته، أم أنه يخطط لما لا تعرفه!
ستجن من التفكير..
ضربت جبينها تشعر بالعجز، تحتاج إلى الشكوى لأحد، أي أحد، لكن ماذا ستقول؟
ابنتي تزوجت عرفيًا وأنا ووالدها حائران لا نعرف كيف نتصرف!
لو انتشر الخبر ابنتها ستضيع!
«لابد أن يكون هناك أحد، يارب»
قامت تبدّل ملابسها وعقلها يبحث عمن من الممكن أن يستمع إليها وينصحها، وأيضًا يحفظ السر!

**********

بعد بعض الوقت
«أنرتِ يا ابنتي»
أشارت لها هبه بالدخول بينما ترحب بها..
لتلقي تسنيم نفسها على أقرب مقعد مرتاحة لأنها في المكان الصحيح!
هنا ستُخرِج كل ما في قلبها دون خوف..
ستكون هبه المُستمِعة، الناصحة.
جلست هبه مقابلًا لها صامتة..
عندما اتصلت تسنيم تسأل عن لارا أولًا، ثم طلبها لرؤيتها بعد أن تأكدت من عدم تواجد صديقتها قلقت، ظنت أن الموضوع يخص ابنتها..
لكن رؤيتها لتسنيم الآن في حالة لم ترَها عليها من قبل أنبأها أن المشكلة متعلقة بها هي!
ومع ذلك قلقها لم يقل، فتسنيم وجميع صديقات لارا عمومًا يحتلنّ نفس المكانة في قلبها..
لا تنسى جملة قالها لها إسلام يومًا؛ أن الله وضع لارا في طريقه ليفتح لهما بابًا في الجنة من خلال رعايتهما لهؤلاء البنات، لذا هو لن يتأخر عن واحدة منهما متى احتاجته..
«سأخطو حذوك يا حبيبي، سأساعدها بكل ما استطيع»
همست بداخلها تعده، ثم ولّت تركيزها لتسنيم، تقول بحنو:«أنا اسمعكِ»
«جئت إليكِ لأن لا أحد قادر على مساعدتي غيركِ، أنا في مصيبة»
أشارت لها هبه لتأتي وتجلس جوارها، ثم قالت بنفس النبرة الرحيمة:«اخرجي كل ما في قلبكِ»
بدأت تسنيم تحكي لها عمّا حدث..
زواج ترنيم العرفي، فتظهر الصدمة على وجه هبه، لكنها احتفظت بالتعليق لنفسها!
رد فعل مازن وما أصاب رنيم، فتهز هبه رأسها شفقة..
كلمات ترنيم الجاحدة، فيتملكّ هبه الذهول..
ثم رد فعلها هي وإعراضها عن ابنتها، لينتاب هبه الغضب!
«لا اعرف ماذا افعل..
هل أظلمها بتصرفاتي أم أعاقبها؟
هل تستحق معاملتي أم أنني أقسو عليها؟
أنا حائرة، وخائفة، لا اعرف كيف اتصرف»
مع انتهاء كلماتها داهمت هبه ذكرى بعيدة..
يومًا ما جلست مع إسلام يثرثران بعد اجتماع عائلي لجميع صديقات ابنتها وعائلتهنّ..
فقال إسلام بشفقة:«أنا خائف على الطفلتين، مازن بأسلوبه التحكمي يفرض عليهما الكثير من القيود، أخشى من لحظة ترغب إحداهما أو كلتاهما بفك القيد عنها، حينها سينهار الجميع!»
«صدقت يا إسلام، رحمك الله يا حبيبي»
«لِمَ لا تقولي شيئًا؟»
سألتها تسنيم باحتياج، ترغب في مَن يساعدها، يرشدها..
وهبه تفكر لو كان إسلام حيًا ماذا كان سيفعل!
«لا اعرف ألومكما أو ألومها، كلكم أخطأتم..
لكننا لن ننظر للماضي الآن، علينا التصرف بأقصى سرعة لحمايتها»
«وخطؤها سيمر دون حساب؟»
سألت تسنيم بتهور، وعندما استوعبت ما قالته أجهشت في البكاء
«مشاعري تتغير اتجاهها يا إلهي»
ضمتها هبه محاولة التخفيف عنها، مدركة أنها للتو وُضِعت مسئولية جديدة على عاتقها..
«ما تمرين به طبيعي، صدمتك فيها غير عادية، كما أنها تستحق بعض القسوة لتدرك خطأها»
«ما افعله صحيحًا؟»
سألتها تسنيم بأمومة مجروحة..
لتهز هبه رأسها نفيًا، وتوضح لها:«ليس تمامًا، هل واجهتِها بخطأها لتدركه؟
ما افهمه أنكِ لم تتحدثي معها منذ اكتشفتِ الأمر، أنتِ حتى لا تعرفي إن كانت مظلومة أو ضحية!»
رددت تسنيم آخر كلماتها بتفكير:«ضحية، هل يمكن أن يكون ذلك الشاب ضحك عليها؟»
ثم أمسكت بحقيبة يدها تنوي المغادرة
«ساذهب لأتحدث معها، يجب أن اعرف»
«انتظري»
منعتها هبه عن المغادرة، وهي تقول بعزم:«سأتحدث أنا معها، الأفضل لها ولكم أن تبتعدوا عن بعضكم ليومين»
«يومين؟»
تمتمت تسنيم باعتراض، أعربت عنه بكلماتها:«مازن مستحيل أن يوافق»
فواجهتها هبه بصلابة غريبة على طبعها:«ليريني كيف سيرفض كلمتي»

**********

بعد المغرب
فتحت هبه باب منزلها بعد غياب دام لفترة طويلة بسبب خوفها من علي..
لكنها ملّت الابتعاد، اشتاقت إلى جدران تحمل عبق حبيبها، أثاث يحكي ذكرياته..
تطلّعت في أنحاء الشقة بشوق لم يختلف كثيرًا عن شوق درة..
وهي تركض بعشوائية، تحدق في كل زاوية، تفتح كل باب.
«يا رب، اشعر أنني غبت عنه سنوات وليس أيام»
«صدقتِ»
تمتمت هبه، ثم التفتت إلى ترنيم الواقفة عند الباب بلا حركة.. بلا صوت.
«ادخلي حبيبتي، لا تقفي عندكِ»
دلفت ترنيم غير مستوعبة بعد ما يحدث..
كيف جاءت هبه مع والدتها المنزل، كيف أخبرتها أنها ستأتي وتمكث معها ليومين..
ثورة والدها وعدم رضاه الذي تصدت له بقوة عجيبة حتى أقنعته..
وها هي هنا الآن، لا تعرف لماذا ولا ما القادم!
«درة، ضعي حقيبة ترنيم في غرفة تقوى وإيمان، ستناما معًا في نفس الغرفة»
ظهر الضيق على ملامح درة من أمر والدتها، فبقاءها مع ترنيم في نفس الغرفة سيعطّلها عمّا تفعل، لكنها لم تستطِع الاعتراض، على الأقل حتى تعرف سر وجود ترنيم هنا!
نفذت رغبتها، وبينما تأخذ حقيبة ترنيم وتشير لها نحو الغرفة المقصودة، تعالى رنين هاتف هبه.
«السيدة لارا أخبرت السيدة إيمان بالتأكيد، ليعينكِ الله على ابنتيكِ»
دخلت الغرفة مع ترنيم، وهبه تفتح الهاتف مستعدة لمواجهة ابنتها!
فكلتاهما غير راضية عن عودتها للمنزل مع إمكانية تعرضها للخطر..
«نعم يا إيمان، هل ستعامليني كطفلة كما تعاملني أختكِ؟»
هاجمتها فور أن فتحت الخط، لتأتيها كلمات إيمان التي على ما يبدو تتحكم في أعصابها بصعوبة:«يا أمي نحن قلقتان عليكِ، لا اعرف سر إصراركِ على مغادرة منزل لارا فجأة..
هل أغضبكِ أمير في شيء؟»
سارعت هبه بالدفاع عن زوج ابنتها:«يشهد الله أنه لم يفعل، الرجل يتحملني أنا وشقيقتكِ دون شكوى واحدة»
«ماذا حدث إذًا؟
ولِمَ أخذتِ ابنة مازن معكِ؟»
أجابتها هبه بالإجابة المُتفَق عليهت بينها وبين تسنيم:«البنت قلبي عليها تعاني الكثير من الضغوكات بسبب تحكّم مازن في تصرفاتها والاختبارات على الأبواب، ففكرت أن تقضي معي يومين لتغيّر جوًا وتبتعد عن حصار والدها»
«وماذا إن هاجمكم؟»
قاطعتها هبه رافضة أن يسيطر الخوف عليها:«لن يحدث إن شاء الله، ولو اقترب من الشقة فبمكالمة واحدة يكون أمامي ثلاث رجال أنا واثقة أنهم سيدافعوا عنّا بحياتهم»
تمتمت إيمان بعدة كلمات يائسة، ثم قالت باستسلام:«كما تريدين، لكن عِديني إن شعرتِ بأي خطر تتصلين بي فورًا»
«إن شاء الله..
انتبهي لنفسكِ ولزوجكِ»
أغلقت معها ثم سارت نحو المطبخ لتحضّر وجبة خفيفة للفتاتين، وهي تفكر في خطواتها القادمة مع كلتاهما!

**********

بعد يومين
«السلام على ابن العم الرافع رأسنا دومًا»
ابتسم ياسين من ترحيب ابن عمه المبالغ فيه، وقال له:«يبدو أن مزاجك رائقًا»
فوصلته نبرة ابن عمه المذعورة:«خمسة في عينيك يا أخي، هذا المزاج أمثالي لا يحصلوا عليه بسهولة»
تعالت ضحكات ياسين، بينما هو يتابع باهتمام:«أحضرت لك المعلومات التي طلبتها»
اعتدل ياسين في جلسته بفضول، وهو يخبره:«الخط لفتاة تُدعى قمر عاطف شكري»
قمر..
اسمها قمر!
لم تكُن تكذب عليه!
«أنت متأكد من صحة البيانات، الفتاة اسمها قمر»
أكدّ ابن عمه المعلومة، ليقول ياسين وفضوله يصل أقصاه:«لديك عنوانها؟»
«نعم، سأرسله لك عبر الواتس»
«الآن لا تتأخر»
أغلق ياسين الخط مع ابن عمه، ثم فتح التطبيق ينتظر رسالته، أفكاره تتحرك في أكثر من جهة..
لكنها تتفق في واحدة فقط..
أن المواجهة أفضل حل للاكتشاف!
أما الآخر، ففور أن أرسل إلى ياسين العنوان عاد يحدق في الملف الذي يحتوي على معلومات عن (قمر) والقلق يتملكّ منه، ممزوج بالخوف على ابن عمه!
«كيف تعرف هذه الفتاة يا ياسين؟
وماذا فعلت لك لتبحث عنها بضراوة؟»


انتهى ❤


Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-06-23, 09:42 PM   #258

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 38 ( الأعضاء 4 والزوار 34)
‏Aya-Tarek, ‏al gameel rasha, ‏زهرة الشتاء المتقطع, ‏Engy Mohamed Mostafa

Omsama likes this.

Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-06-23, 10:00 PM   #259

Engy Mohamed Mostafa

? العضوٌ??? » 457976
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 48
?  نُقآطِيْ » Engy Mohamed Mostafa is on a distinguished road
افتراضي

الفصل جميل يا يويا لكن ملغم بالوجع للاسف.
بدأنا الفصل بعيلة مازن وتسنيم وكسر دراع رنيم .
أصعب شئ ان الاب والام يقفوا موقف المتهم قصاد أولادهم.
مازن وتسنيم من وجهة نظر الاب والام قدموا كل حاجة للبنات رعاية حب اهتمام مستوي معيشة ممتاز بس زي العصفور اللي في قفص دهب حرفيا كل حاجة موجودة عنده بس محبوس مقفول عليه الباب.
نفسه في شوية حرية بس يا تري لو اتفتح الباب هيقدر يطير في الفضا ولا هيصطاده الصياد.
حبكة رنيم وترنيم بتقول انهم فعلا وقعوا في ايد الصياد.ليه لان الفضا كان واسع اوي عليهم عشان يطيروا في من غير توجيه .
التوجيه هنا المفروض كان يجي من الاب والام لكن لان مافيش لغة حوار بينهم حصل الصدام للاسف اللي خلي مازن اعتبر ان ترنيم بالنسبة له ماتت.
كلامها معاه صدمه وفاكر انها كرهاه هو وتسنيم بس للاسف مواجهته معاها تمت مباشرة بعد ما اكتشفت خديعة معاذ ليها المواجهتين ورا بعض صدموا جميع الأطراف. هي اتكلمت في عز الصدمة والوجع اللي هي واخدهم
حاليا مازن واخداه الصدمة في بناته وعايز يطمن باي شكل عايز يسلم الضحية للجلاد وده امتداد تاني للخطأ.
تصحيح الخطأ ده تم بخطوة تسنيم ولجؤها لهبة ????????????احسن حاجة ان الطرفين يبعدوا دلوقت لان الفجوة بتزيد خصوصا وهم عمالين يراعوا رنيم بالعلاج والأكل وهي حرفيا كم مهمل بدون اي اهتمام.
معضلتهم صعبة بجد مستنية معالجتك ليها بشوق.
لمار غلطانة جدا جدا جدا .حلو انها تهتم بمالك وتحس بمشاعر تجاه إياد لكن الخطأ انها تفضل معاهم لبعض نص الليل بدون وجود رابط حقيقي .
هل مبرر فقدان مالك لمامته زيها يديها الحق ده لا .حلو انه في مشاعر بس الاحلي اما تبقي بطريقة صح .ليه لان نتيجة تصرفها حطت نفسها واياد تحت ايد نشوي اللي عملت اللي المفروض اي ام تعمله .يعني احرجت نفسها واحرجت إياد كمان.هل تصرف نشوي صح اه شايفة بنتها ماشية مع تيار الله اعلم نهايته ايه هل مستكترة لمار علي إياد ممكن بنوتة لسه صغيرة ما دخلتش دنيا تتحمل مسؤولية راجل وطفل في السن ده .مع فارق ان نشوي نفسها كانت في نفس الموقف لكن السن طبعا كان أكبر كانت متجوزة قبل كده وكان ليها اخطاها اللي علمتها انها كانت بتتصرف غلط وعدلت من نفسها.يعني لمار مش نشوي وكل واحدة ليها طبع وشخصية ومن وجهة نظر ام هي عايزة الأفضل لبنتها وده حق مشروع.نشوف باقي الحكاية هيكمل ازاي.
تقوى وتيم بخطوات ثابتة نحو الأفضل لازم طبعا يكون لسه في حواجز لان اللي حصل لها مش سهل لكن بالحب كله بيعدي .بس يا تري ايه اللي هيحصل لهم برجوع علي.
عمار وإيمان مش طبيعين بجد مشهدهم دايما بيبقي بونبون الفصل .بس يا تري إيمان كانت عاملة نايمة ولا كانت نايمة بجد .
واخيرا ياسين وصل لقمر عاطف صاحبة الخط اللي هي درة اللي احنا لسه مش عارفين هي صاحبة الفيديوهات ولا لا قفلة مريبة .في انتظار القادم بشوق يا يويا تسلم ايدك.

Aya-Tarek likes this.

Engy Mohamed Mostafa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-06-23, 12:51 AM   #260

Omsama

? العضوٌ??? » 410254
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 867
?  نُقآطِيْ » Omsama is on a distinguished road
افتراضي

ياجمال الفصل وروعة كتابتك ليه يايويو تسلم ايدك عليه
Aya-Tarek likes this.

Omsama غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:23 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.