30-01-23, 11:24 PM
| #151 | ||||
|  الفصل تحفة من خاف ان يترك ذرية ضعاف فاليتقى الله ده ملخص حياة اسلام كان يتقى الله عشان كدة ربنا وقف جنب بناته فرحانة لتقوى وايمان جدا ومش خايفة على درة عندها بدل الاخ تلاتة والفصل برعاية عمار يجنن بجد انا فرحانة من تصرف امير قوى وحاسة بصراع تقوى جدا يارب بجد ربنا يلطف بيها وواضح ان نشوى حبيبتي مش هتعرف تقفش فترة طويلة انا بحبها اوى من زمان من ساعة ما تجوزت وحيد ❤️ تسلم ايدك يا اية فصل مميز | ||||
|  |
|
30-01-23, 11:52 PM
| #152 | ||||
| جميل جدا جدا الفصل تسلم ايدك يا يويا اخيرا علي جري من قدامهم طبعا دا ولا حاجة قصاد اللي هتعمليه في قدام صح .قولي صح ان شاءالله. صراع تيم وتقوي النفسي مشواره طويل بس الاكيد ما فيش اي ملامسات بينهم دلوقت صعب جدا لحد ما تقوي تتعالج من صدمتها عمار وإيمان بنبون الفصل. رنيم وترنيم يا تري حكايتهم رايحة لفين.💞💞💞 | ||||
|
| |
|
31-01-23, 08:51 PM
| #153 | |||||||||
| كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
دول لو عرفوا تشعلل أوي | |||||||||
|
| |
|
06-02-23, 09:53 PM
| #155 | |||||||||
| كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
ثقتك في نشوى عالية بس هي تستحق الصراحة منوراني يا لولو | |||||||||
|
| |
|
06-02-23, 09:54 PM
| #156 | |||||||||
| كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
ان شاء الله صح ولا تزعلي نفسك 😂😂😂 لا طبعا صعب جدا انه تحصل بينهم علاقة حاليا منوراني يا جميل | |||||||||
|
| |
|
06-02-23, 09:57 PM
| #157 | |||||||||
| كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
لا متقوليش كده بس كملي وهتلاقي الدنيا بتحلو دي تقوى هتتجوز، وفيه واحد عسلية اسمه عمار هيظهر والدنيا هتحلو اوي | |||||||||
|
| |
|
06-02-23, 10:00 PM
| #158 | ||||||||
| كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء
| الفصل الحادي عشر «أنا سعيدة جدًا لأنكما ستمكثان معي عدة أيام!» عبرت لارا عن سعادتها وهي تضع حقيبة والدتها في إحدى الغرف.. فتحت هبه ذراعيها لتقترب، ففعلت الأخيرة على عجل.. إنها ليست سعيدة لأن أمها ستمكث معها فقط، بل لأن فكرة السفر وافتراقها عنهنّ أصبحت في طي النسيان.. وهبه تشعر بها وتتفهّم دواخلها. «الحمد لله، لا أعرف كيف كنت سأحتمل البعد عنكِ!» تذمرت لارا بضيق لا تخشى الآن من إظهاره كما قبل! «كنتِ فكرتِ بي قبل أن تتخذي ذلك القرار!» الآن لا يمكنها الشعور بالذنب، تذمرها واعتراضها لن يدفعا والدتها للتفكير، وربما في إلغاء القرار؛ فتتأذى تقوى نفسيًا أو جسديًا.. ربّتت هبه على ظهرها بحنو، ولارا تبثها مشاعرها: «كنت أموت وأنا أفكر في سفركنّ، فما بالكِ وقت الرحيل؟ الحمد لله الذي بعث بـ عمار وتيم إلينا، هما قادران على حمايتهما!» على باب الغرفة وقف أمير يديه في جيب سرواله، يقول بانزعاج: «كنت قادرًا على إيجاد حل غير اضطراركّن للسفر، والزج بـ تقوى وإيمان في زواج كهذا.. كنت قادرًا على مواجهة علي وحماية تقوى منه!» قالت هبه بصدق: «أعلم يا حبيبي!» كانت تشعر بالفخر لوجوده، وتعلم تمام العلم أن أمير لا يتهاون أبدًا في حماية بناتها.. «أعرف أن جميعهنّ لديك كأخواتك، وزواج تقوى وإيمان لا يعني قلة ثقتي فيك.. زواج إيمان كان رغبة إسلام- رحمة الله عليه- التي لم يستطِع تحقيقها في حياته.. أما زواج تقوى!» تهدج صوتها تأثرًا؛ حمدًا وشكرًا: «تقوى تحب تيم، هذا واضح للأعمى.. والرجل لا عيب فيه، لقد قضيت ليلة كاملة مع عمك طارق نبحث في شأنه!» أومأ أمير باستسلام، وقال بوعد: «لكن إن لم يكُن أحدهما على قدر الثقة، سيرى منّي ما لا يتخيّله!» تعلقت لارا بذراعه، تلمسه بطريقة خفّية عن نظرات والدتها المتأملة لهما، فارتجف جسد أمير باستجابة. «زوجي العنيف!» قد تبدو جملتها مشاكسة، شاكرة، لكن تأثيرها عليه أبعد ما يكون عن الاثنين! «لؤي أخبرني أن درة نامت حتى دون أن تبدّل ملابسها!» فتبعته لارا: «تصبحين على خير يا أمي، نراكِ صباحًا!» أُغلِق الباب ورُفِعت الستار! أُزيلت القوة التي تحلت بها على مدار اليوم، وتجلّى الوجع والحزن! وأصعب ما يمكنها تحمّله هذه الليلة، أن تقضيها بعيدًا عن زوجها! عن بيته، غرفته، ذكرياته.. هذه اللحظة تحديدًا تشعر أنها وحيدة.. تفتقده! أخرجت من محفظتها صورة له، علّها تخفّف من حدة آلامها! بدّلت ملابسها، استلقت على جنبها، ووضعت صورته على الجانب الآخر من السرير.. لمستها بقهر، تتمنّى لو يتبدّل الزمان، لو يحلّ محل الصورة، أن يتراءى أمامها، يفتح إليها أحضانه، يستقبل مشاكلها بكل نفس راضية، يخبرها بحنو ألا تحمل همًا! «رأيت كيف تبدّلت؟» ضحكة خافتة ترافقت مع دمعة حسِرة، وتابعت: «أصبحت قادرة على اتخاذ القرارات دون الرجوع إليك!» تساقطت المزيد من الدموع، وهي تضرب على صدرها بوجع: «يا ويل قلبي يا إسلام، يا وجعي عليك الذي لا أستطيع تخطيه!» سألته متوسّلة، راجية أن تعرف إجابة لن تعرفها أبدًا: «هل فعلت الصواب؟ هل أنت راضٍ عني؟» وليتها تصل إلى إجابة تريحها! صحيح أنها واثقة من مشاعر عمار نحو إيمان، ثقة اكتسبتها من حديث زوجها عنه، لكنها ليست واثقة أن الوقت مناسب لزواجهما! لقد ركضت وراء حدسها متشبثة بأول وسيلة للنجاة! «لو كنت حيًا كنت ستضغط عليها، تجبرها على الموافقة كما فعلت أنا؟» علا صوتها بسؤالها المُرتعِب، أكثر ما يثير خوفها أن تكون ظلمت إيمان، ألا يؤدي هذا الزواج إلا إلى هلاكها! وتقوى؟ تقوى قصة أخرى من الألم والقهر والوجع! «أحتاجك يا إسلام، أحتاج لتطمئني يا حبيبي!» استمرت طوال الليلة تبثه شكواها ووجعها وأمنياتها، حتى غفت في نوم عميق. ********** اُغلِقَ الباب عليهما فانكمشت تقوى على نفسها، تخشى القادم! الصمت وجد طريقه إليه هو الآخر، لدقائق بدت طويلة بعض الشيء لم يعرف ماذا يقول، كيف يبدأ، كيف يتعامل؟ «أرجو أن تعجبكِ الغرفة!» خرجت الكلمات من بين شفتيه بتوتر، لا يجد غيرها.. ومنّى نفسه برد فعل منها على سؤاله الطبيعي! تخلّت تقوى عن القليل من تحفظها، دارت عيناها في الغرفة متأملة بإعجاب.. إنها غرفته بحق.. فلمسته الفنية موجودة في كل مكان وزاوية.. تشعر أن روحه باتت تحيط بها من كل جانب! تركزت نظراتها على حامل لوحاته المستقر في جانب الغرفة، بجانبه العديد من الألوان، وخلفه الكثير من اللوحات التي قد تبدو منتهية.. بلا شعور خطت إلى حيث تستقر لوحاته.. وقفت أمام الحامل، تشاهد اللوحة الغير مكتملة بحنين.. منذ متى لم تشاهد له لوحة؟ ليست تلك اللي كانت تسرق بعض اللحظات لتراها على الهاتف أثناء مراقبتها له.. بل لوحة له أمام عينيها، تستطيع لمس خطوطها والإحساس بها! وقف تيم يراقبها بشغف.. كيف يصفها؟ لوحة جميلة من الأنوثة الهشة.. الضعف والوهن، وقوة محبوسة داخل عينين بنيتين تنتظر تحريرًا من الأسر.. جسد ينطق، وروح تصرخ.. لوحة تستفز مشاعره لتجسيدها.. وتستفز رجولته لتلوّينها! لوحة يتوق لرسمها اللحظة.. والمكوث عليها العمر كله! محتفظ بصورتها تلك داخل عقله، اقترب منها ببطء، وقف خلفها مباشرة، وهمس بهدوء كي لا يثير رعبها فتزول حلاوة اللحظة: «تنقصها بعض اللمسات القليلة لتكتمل.» هتف قاصدًا اللوحة، ثم أشار إلى الأخريات عندما لاحظ شغفها: «يمكنكِ رؤية هؤلاء، ولتعطيني رأيكِ فيهنّ!» إنه يسحبها بذكاء، أو ربما يتعامل معها بطبيعية لا تنمّ عن شيء! في كل الأحوال لا تريد الانسياق خلفه.. سؤال هل لازال معجبًا بها أو لا، تزوجها شفقة أم عشقًا! هي لا تريد الانسياق خلفه! لا قدرة لها في تحمل المزيد من الوجع! «أين خطيبتك؟» عضّت شفتها بعد طرحها للسؤال دون وعي.. ما بال صديقها يتخلى عنها بسهولة؟ ما بالها تستسلم لمشاعر ظنت أنها دفنتها حية، أن ما عاد شيء يؤثر فيها؟! «خطيبتي؟» سألها بدهشة، يدقق في ملامحها من وقفته الجانبية فيري تخبّطها وحيرتها.. من جديد اللوحة تستفزه لرسمها وتلوّينها! «نعم، ماذا فعلت معها؟» شاهد زفرتها بعد إلقائها لسؤالها، أصابعها المرتعشة تدلك عينيها بنفاذ صبر. «يهمكِ الأمر؟» سأل بتسلّية، مستمتع بالحوار الذي يحمل قدر لا بأس به من الغيرة.. حوار ممتع يسحبه من منطقة سوداء يقوده عقله إليها! «بالطبع يهمني، لقد رفضت الزواج منّي بسببها!» بررت بشراسة جعلت ابتسامة راضية تزيّن شفتيه.. من القليل الذي عرفه عنها أنها مؤخرًا باتت هادئة بطريقة مُقلِقة، باردة في تصرفاتها وردود أفعالها.. ونادر ما تتخلّى عن هاتين الصفتين! وهو فعل ببساطة! «لكنكِ زوجتي الآن!» ورغم جمال جملته لكنها قضت على انتصاره اللحظي! ارتجفت وعقلها يعود إليها.. تزول الغيمة الوردية التي سُحِبت إليها دون وعي! التفتت حولها بذعر كأنها للتو تستوعب! هي هنا.. في غرفته.. معه! ملاحظ لحالتها عقد حاجبيه بوجع.. يا الله! يود لو يحمل عنها كل آلامها، يزيل كل أوجاعها، ليس لديه صبر ليفعل! خرجا من دوامة مشاعرهما على صوت طرقات على الباب.. فاتجه تيم لفتحه مُرحبًا بهذا الفاصل لتجميع أفكاره! أخذ الطعام من والدته، أغلق الباب بعد أن شكرها، ثم وضعه على مكتبه الصغير، وهو يقول لـ تقوى: «ها قد أتى الطعام!» وبعض الإلهاء ضروري حاليًا لتخرج من ذعرها! جلس في مكانه، وتظاهر بشروعه في تناول الطعام، تحت عيني تقوى المراقبتين. دقيقة واثنتين ولم تتحرك من مكانها، فلم يستطِع الصبر أكثر. «ألن تأكلي؟» ظلت في مكانها دون اتخاذ أي رد فعل.. فترك الطعام متنهدًا، فهو من الأساس لم يكُن لديه شهية، ولم يجلس إلا من أجلها. «حسنًا توضئي لنصلي!» ازداد وجهها شحوبًا وأيضًا لم تتحرك، فتذكّر كلمات طبيبتها التي قالتها له. رفض عنيف نمى بداخله، جعله يصرّ أن تكون البداية من هذا الأمر! «هيا!» ابتلعت ريقها بقلق، وهزت رأسها بحركة غير مفهومة.. كانت تظن أن أكثر ما يخيفها هي علاقة جسدية لا تعرف كيف تتهرّب منها! لتكتشف أن ذلك، وعلى الرغم من أهميته لكليهما، إلا أنه لا شيء أمام تهرّبها من الصلاة! العلاقة الجسدية يمكنها إثارة نفوره منها برفضها واعتراضها، فلا يدرك خداعها له! لكن تهرّبها من الصلاة! كيف تبرر الأمر له؟ «هيا!» هتف مجدّدًا بصبر.. وإصراره ذلك استفز دواخلها، استفز رغبة تجاهد للظهور. هل تستطيع فعلها؟ انتفض جسدها بلهفة، ناقضت ذلك السواد الذي التف حولها.. وتيم يراقب وينتظر ويفكّر.. «لا!» خرجت همستها ضعيفة، متردّدة، وعيناها لا تواجهه! زمّ تيم شفتيه، وظل يضغط عليها. «يجب أن نصلي!» الدوامة السوداء تسحبها لتسقط، وتيم يقف أمامها يمد لها ذراعه.. ويقطع الطريق بينها وبينه علي! بلمساته الجريئة وهمساته القذرة يشكّل حاجزًا بينها وبينه.. وحاجزًا بينها وبين ربها! «لا أستطيع!» أشفق عليها، شعر أنها ستفقد الوعي من شدة شحوبها، فقرر الاستسلام.. مؤقتًا فقط.. لن يفعل مثل إسلام ويسمح لها بأن تموت حية! «هل لديكِ عذر شرعي؟» سألها متعمِدًا إعطاءها المبرر، فتمسّكت بالفرصة دون تفكير. «نعم!» أومأ بتفهّم مصطنع، لا ضرر طالما في النهاية سيصل إلى نفس النتيجة.. لقد منحها الفرصة اليوم، لكن بعد أيام معدودة لن تستطيع الإفلات! «ألن تبدّلي ثيابكِ إذًا؟» تراجعت إلى الخلف بصدمة، وظلت تنظر إليه بقلق.. إنها تلك اللحظة التي لا تستطيع وصفها! ملايين من الأفكار تسطع في عقلها، ولا واحدة منها لتُنفَّذ! إن اقترب سيكتشف مصيبتها.. هذا إن تقبّلت لمساته إليها! انقلبت ملامحها باشمئزاز، رافضة التفكّير حتى في هذا! والدها وهو والدها كانت تنتفض من لمسة منه! «أين.. سأنام؟» بادرت بالسؤال بنبرة منخفضة، وأيضًا دون أن تقابل نظراته! فوصلتها إجابته العفوية: «على السرير بالطبع!» تعلقت نظراتها به، عليها بالمواجهة، ولا تعرف من أين تبدأ! «وأنت؟» للحظة ظل صامتًا، متأمّلًا.. فتلاعبت بأصابعها بتوتر، وقلبها يكاد يتوقف عن النبض! «على.. الأريكة!» همس يعطيها ونفسه مزيدًا من المساحة للاستيعاب والتقبّل.. تنفّست الصعداء بعد تصريحه، وإن كان الفضول يعتريها! سيتركها تنام بمفردها! ربما هو خجل من وجود أهله معهما في نفس المنزل ووضعهما الغريب! ربما هي شفقة عليها بسبب وفاة والدها القريبة! وربما.. ربما.. لم تقدر على التفكّير في آخر خيار حتى! على الرغم من واقعيته، أقرب هذه الخيارات صحة، لكن جزء مدفون داخل قلبها.. يحتضر، يتشبث بفرصة في الحياة.. فرصة قتلتها في مهدها وأسوأ الاحتمالات هي المتاحة حاليًا! لا داعٍ أن تتعلق بأمل واهٍ.. لتظل ساكنة.. باهتة.. حتى يحين الخلاص فترتاح وتُريح مَن حولها. وفي وسط كل ذلك، نست أنها أعطته سببًا لعدم الاقتراب منذ دقائق! بجمود، ودون أن تبدّل ملابسها استلقت على السرير، ووضعت الغطاء حتى رأسها، فتختفي كليًا عن أنظاره! استمعت بأذن مرهفة إلى خطواته، صوت الدولاب يُفتَح فخمّنت أنه يبدّل ملابسه، فزادت من الضغط على عينيها متشبّثة بالغطاء.. ثوانٍ واستمعت إلى صوت مفتاح الإضاءة ثم زفرته العالية عقبها صمت تام! خفّفت الضغط عن عينيها، سمحت لأعصابها بالاسترخاء، بعد يوم صعب استنزف كل قوتها.. وفعلت ما تنجح في الهرب به دائمًا، نامت! ********** أغلق عمار باب الغرفة عليهما أخيرًا، بعد كثير من الترحيب من والديه بـ إيمان.. تلك التي تقف أمامه تتلوّى من شدة الغيظ! وهو على أتم استعداد بمواجهة أي منها، وقد انتهت المعاناة! ألقت إيمان نظرة سريعة على غرفته، غير مهتمة، وحرصت على أن يصل انطباعها له بلا مبالاتها: «غرفة جيدة.. لكن أين سأنام أنا؟» أصدر عمار صوتًا ساخرًا من بين شفتيه، وقال باستفزاز: «قطتي المشاكسة تتوقع أين تنام؟» وألفاظه التي يطلقها عليها مستفزِة مثله! «لا تتحدث معي بهذه الطريقة!» «أي طريقة؟» سألها عمار ببراءة، بينما ينزع عنه سترته، ويحلّ أزرار قميصه.. «ماذا تفعل؟» سألته بخجل بينما تغطي عينيها بكفيها.. فكتم ضحكته على مظهرها الطفولي للغاية، الأنثوي بشدة! «شيء مهم يجب أن تعرفيه عن زوجكِ، أنه يكره الملابس بشدة!» من صدمتها أبعدت يديها عن وجهها، تنظر له ببلاهة. «كيف؟» فتعود لتغطية وجهها شاهقة، وأول ما يقابل عينيها جزعه العاري، وعضلاته الجذابة. متجاهِلًا سؤالها والرد عليه، اقترب منها بلهفة وشرع في إزالة حجابها.. قفزت مُبتعِدة فور أن شعرت بلمسته.. فزمّ شفتيه بإحباط، وصبره قد نفذ! «ماذا تفعل؟» «ألا يخرج من بين شفتيكِ إلا هذان السؤالان؟» على وضعها، هتفت بحنق: «ارتدِ شيئًا لأستطيع التحدث معك!» أقل من دقيقة مرت، ظنت فيها أنه استجاب لأمرها. وهو قال كاذبًا: «ارتديت!» أزالت يدها تفتح عينيها ببطء، اكتشفت كذبته فشهقت تسبّه، وهو يقيد ذراعيها كي يرغمها على مواجهته. «عليكِ التعوّد على رؤيتي هكذا، فنادر ما أرتدي شيئًا على جسدي!» أغمضت عينيها، تقول له من بين أسنانها: «هل أخبرك أحد من قبل أنك وقح!» فأجابها بعدم اهتمام: «أمي تقولها لي كل يوم!» وراقب مستمتعًا ملامحها الممتعضة.. ثم حرك أحد ذراعيه، والثاني محكم قبضته عليها، ليزيل عنها حجابها، ثم يحلّ عقدة شعرها، فينساب طويلًا على ظهرها.. «جميلة حد الفتنة!» وبهيام قرّب وجهه منها، يستنشق عبير شعرها، ويطبع قبلة طويلة على خصلاته.. عند هذا الحد واكتفت! ثارت مشاعرها بنفور، فتململت بين ذراعيه مبتعِدة بوجهها عن شفتيه.. «لا تلمسني!» هتفت بكل عنف.. فلن تستسلم له.. لن تكون مجرد جسد يُفرِغ فيه شهواته ومن ثم يلقيه! لن تكون تابعة له، آلة لرغباته! تجمد عمار، تغضنت ملامحه وهو يراقب نفورها منه. «اتركني!» استجاب لها، فركضت إلى آخر الغرفة بعيدًا عنه، تنظر له بشراسة.. ألمه في هذه اللحظة كان غير مُحتمَل.. فرفضها له لم يؤثر فيه، لعلمه أنها ترفض الزواج عمومًا وليس منه فقط.. لكن رفضها للمساته، أمر لا يقبله أي رجل.. شيء.. شيء واحد فقط عليه التأكد منه قبل أن يأخذ أي رد فعل! «لا بأس، لن ألمسكِ، ليس خوفًا منكِ، لكن!» قال بجمود، وتابع موضحًا: «لأني أحب أن تكون امرأتي بين ذراعي ذائبة.. ساخنة!» همس بإغواء، وعيناه تمارسان سحرًا من نوع خاص، لا تقاومه أي أنثى.. إلا إذا! اقترب بعزم، التصق بجسدها، فانتفضت تكاد تقاومه، لكن لمساته الجريئة جمدتها! تحركت يده على مناطق معينة في جسدها، مستشعرًا برجولته ارتجافها وتأثرها.. فابتسم ببعض الإدراك.. التصقت شفتاه بأذنها، وتابع بابتسامة حسّية: «بالطبع الشراسة مطلوبة، لكن في لحظات محدّدة!» ثم عضّ شحمة أذنها، فكادت أن تسقط أرضًا! في لحظة تحولت! من فتاة شديدة الشراسة إلى.. أنثى! تعالت نبضاتها تكاد تصمّ أذنها، فعضّت على شفتيها.. وللمرة الثانية في هذه الليلة، تداهمها مشاعر غريبة، غير مفهومة.. أما هو فقد فهم، تمتم من بين أسنانه بتعاسة: «ما ينقصها فعلًا أن تكون مُعقَّدة!» ارتمى على السرير بنزق، وراقبها ممتعضًا وهي تتجه إلى الأريكة لتأخذها ملجأ لها.. انتظر حتى نامت، ثم نهض يحملها برفق، يضعها على السرير بجواره، يضمها إليه بلهفة. يهمس إلى نفسه: «على الأقل أتنعّم بالنوم وهي بين ذراعي!» وما هي إلا دقائق قليلة، وذهب هو الآخر في نوم عميق! ********** صباح اليوم التالي تململت إيمان في نومها وهي تشعر بشيء يقيدها، يمنع حركتها.. تأفّفت بينما تنقلب جانبًا، فتشعر بأنفاس ساخنة تلفح بشرتها، وصوت شخير خفيض يخترق نومها.. عيناها النعستان أُجبِرت على الفتح؛ شاعرة بشيء غير طبيعي.. فحطّت على وجه عمار القريب جدًا منها، فقفزت تصرخ بفزع، مُدرِكة أن القيد ما هو إلا ذراعاه اللذان يحيطان بها. «أنت، أنت ماذا تفعل هنا؟» استوعبت استغراقه في النوم، فهزته بحنق ليستيقظ. «أنت يا أحمق، استيقظ!» تذكّرت أن ليلة أمس كان عقد قرانها عليه، أنها باتت رسميًا زوجته، تعيش معه في بيته.. وتذكّرت أيضًا أنها غفت على الأريكة، بعيدة كل البُعد عنه، فكيف وصلت إلى السرير؟ جزّت على أسنانها، تكاد تُصاب بالانفجار.. فدفعته مجددًا ليستيقظ.. إلا أنها حصلت على نفس النتيجة! «لو ميّت لاستيقظ!» تأففت واتجهت إلى حقيبتها، تُخرِج منها ملابسها وتتجه إلى الحمام.. إنها ستمكث معه في بيت والديه؛ لأنه وحيدهما ولا أحد غيره ليهتم بهما.. وعلى الرغم من أن الكثيرات يرينّ أن هذا مقيد لحريتهنّ، إلا أنها لم تشعر بالمثل! فوجوده معهما سيجعلها أكثر حرية في الهرب منه! كما أن غرفتة الكبيرة أشبه بشقة صغيرة، لها حمام مستقل بها ومطبخ صغير تستطيع تحضير بعض الوجبات السريعة فيه، أي أنها إن أرادت بعض الحرية ستجدها ببساطة. خرجت من الحمام بعد دقائق مُنتعِشة، لتزمّ شفتيها وهي تراه على حاله.. كادت أن تتجاهله وتخرج إلى والديه، إلا أنها تراجعت في آخر لحظة، مقررة الانتقام منه على كل شيء، بداية من إصراره على الزواج منها، انتهاء بنومه بجوارها طوال الليل! اتجهت إلى المطبخ، من الثلاجة الصغيرة أخرجت زجاجة مياه، مبتسمة بانتصار! بحماس تحركت نحوه، وضعت يدها في خصرها، والأخرى تمسك بها الزجاجة.. همست بميوعة: «عمار استيقظ!» ثم تحولت ملامحها إلى الشر الخالص، وهي تضيف بوداعة خادعة: «أنت مَن تضطرني!» وأسقطت عليه المياه الباردة كالثلج، فانتفض عمار من نومه.. تمتم بعدة كلمات غير مفهومة أثارت ضحكاتها.. نظر إليها مدركًا ما فعلته، فتوعدها بينما يقفز عليها.. أصدرت صرخة عالية، وركضت بسرعة إلى خارج الغرفة، حيث لا يستطيع التعرض إليها! لكنها كانت مخطئة! لم يبالِ عمار بمظهره، ولا بشكلهما أمام والديه وهما يركضان خلف بعضهما كطفلين مشاكسين، بل عندما أضحت بالفعل جوار والده الذي يقرأ الجريدة الصباحية كعادة لم يتخلَ عنها منذ سنوات، قال باستهانة: «لو تظنين أن أحدًا سيخلصكِ منّي، فتحلمين!» لم يقل ذهول والده عن ذهول والدته التي خرجت على صوتهما العالي مقدارًا. «ماذا يحدث؟» «فيما بعد يا حاجّ، فيما بعد!» وبحركة مباغتة سحبها من خصلات شعرها الطويلة، لتصبح في دقيقة بين ذراعيه، محمولة على كتفه كما فعل أمس. «انزلني يا عمار!» همست من بين أسنانها، تشعر بالإهانة من أفعاله.. وهو.. هو يشعر بالاشتعال! «بعد إذنكما، لدي ما أتفاهم فيه مع زوجتي!» وهذه المرة لم ينزلها، بل تحرك بها رغم كل مقاومتها.. حتى وصل إلى غرفتهما؛ تحديدًا السرير، فوضعها عليه واستلقى فوقها. حدق في نظراتها إليه، استطاع قراءة ما يجول في داخلها ببساطة. فهمس ونظراته تقابل نظراتها بصدق: «لم أقصد إهانتكِ، والداي نظرا للأمر على أنه شقاوة طفولية، وغالبًا هما الآن يشتكيان من زوجة ابنهما التي ظنا أنها ستقوّمه فاكتشفا أن عقلها أخفّ منه! أما أنا..» انخفض صوته أكثر، مال عليها أكثر، شفتاه بالكاد تلامس عنقها: «أنا أحب كسر كل القيود معكِ، خاصة كل الأفكار الوقحة التي كنت أظن استحالة تجربتها معكِ!» لم تفاجئها كلماته الجريئة بقدر ما فاجأها قدرته على قراءتها بسهولة! كيف فهم ما تفكر فيه بهذه الدقة! أهي مكشوفة لهذه الدرجة؟ أم أن مشاعرها طبيعية لدرجة يفهمها أي أحد؟ شردت في أفكارها، وهو مستمتع بسكونها، ينهل منها على قدر ما يستطيع قبل أن تقيم حصونها ضده! انتبهت على لمساته الجريئة، فتململت بخوف عذري يخالطه الكثير من.. القرف! «ابتعد!» للحظات لم يستجِب لها، وهي مستمرة في همساتها واعتراضها الواهي.. حتى سيطر على أعصابه، نهض من عليها متجهًا إلى الحمام، وهو يتمتم: «ليعينني الله على ما بلاني!» ********** إثر أشعة الشمس المتسلّلة بخجل إلى الغرفة؛ فتحت تقوى عينيها، ثم أغلقتها مرة أخرى بكسل.. انقلبت على جانبها حاضنة الوسادة راغبة في العودة إلى النوم.. ثوانٍ معدودة وأحسّت بشيء عجيب جعلها تفتح عينيها بسرعة.. قطبت حاجبيها متطلّعة في اللوحة التي أمامها، والتي تدل على شيء واحد.. ما مر ليس حلمًا.. إنها زوجة تيم! التفتت حولها حتى وقعت عيناها عليه، مستلقٍ على الأريكة، يضم ذراعيه إلى صدره، حاجباه معقودان دليلًا على عدم راحته في نومه.. نهضت ببطء، تحركت إلى طرف السرير لتجلس عاقدة ساقيها، تتأمله عن قرب.. بكثير من الوجع، وهي تعرف أنها من المرات المعدودة التي ستتأمله فيها.. إذ سرعان ما سيفارقها، يطردها من حياته، بعد أن يعرف! ربما ما يعرفه الآن أنها فتاة عديمة الأخلاق، كما يحكي عنها الجميع، لكن قريبًا سيكتشف الحقيقة، أنها ليست عذراء! لا ليس قريبًا! ربما يومًا ما، يومًا بعيدًا جدًا.. فهو لن يستطيع لمسها على أي حال؛ وهي تنفر من أي اقتراب من رجل! أومأت عدة مرات مؤكدة لنفسها ذلك.. أمامها وقت طويل تستمتع فيه بصحبته.. راقبت تململه في نومه، الصوت الصادر عن شفتيه، فعادت إلى موضعها في حركة واحدة متظاهرة بالنوم! ********** فتح تيم عينيه بعد ليلة طويلة مُرهِقة.. وعلى الفور أخذ بالبحث عنها، ليجدها مازالت كما تركها ليلًا.. نهض متجهًا نحوها، بهدوء شديد حتى لا يفزعها مال مُقبلًا جبينها.. فانتفضت كرد فعل تلقائي على أي لمسة! قبضت على الفراش بضيق، لقد فضحت نفسها، حتى التمثيل فشلت فيه! وهو لاحظ رجفتها، فارتسمت ابتسامة جانبية على شفتيه.. راقبها بينما تنقلب على الجانب الآخر، تتمسّك بتمثيلها كأنه وسيلتها للنجاة! دقيقة واثنتين، ثم أخذ بعض أغراضه وغادر الغرفة، لتتنفس بارتياح فور شعورها بخروجه. يتبع | ||||||||
|
| |
|
06-02-23, 10:02 PM
| #159 | ||||||||
| كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء
| كتم وحيد ضحكته، ونشوى تتحرك في المطبخ بعدم ارتياح، عيناها تخوناها كل دقيقة فتتجه إلى غرفة ابنها. «لم يستيقظا بعد؟» هز رأسه نافيًا، لتقول بعد لحظات: «ستتجاوز الساعة الحادية عشرة، متى سينهضان؟» رفع أكتافه بجهل، فتأفّفت بصوت مسموع.. دقيقة أخرى، وهتفت للينا بنفاذ صبر: «لينا أيقظي تيم!» «انتظري!» هتف وحيد بصرامة وهو يرى ابنته تركض اتجاه غرفة أخيها بلهفة، كأنها كانت تنتظر أمر والدتها! «لازال الوقت مبكرًا، اتركيه على راحته!» حدقت فيه باستنكار، تحول إلى غيرة، ووحيد يتابع بنبرة مقصودة: «إنهما عروسان، أعطِهما مساحتهما الخاصة!» تأفّفت مجددًا، وبعصبية بدأت في غسل الصحون.. حينها لم يتمالك وحيد نفسه، وانطلقت ضحكاته عاليًا! رمقته بطرف عينيها، متمتمة بعدة كلمات غير مفهومة، انتهت بتأنيبها: «اعتقدت أنك لست راضيًا عن هذا الزواج!» قبل أن يجيبها وحيد، وصل لأذنها المُرهَفة صوت باب يُفتَح.. فخرجت من المطبخ بحركات شبه راكضة. «صباح الخير يا عريس!» تفاجأ تيم بأختيه تقفان حوله، ووالدته أمامه.. فأصبح محاطًا بثلاث نساء فضوليات! بارتياب أجاب تحية أخته، ولمار تحيط بكتفيه، تسأله بابتسامة مشاكسة: «كيف حالك يا عريس؟» تحكمت نشوى في ابتسامة ملحّة تود البزوغ، وهتفت لهما: «بنت أنتِ وهي، اتركا أخيكما!» تذمّرت الفتاتان في ضيق، فأشارت لهما بحركة صارمة ليبتعدا.. تنفّس تيم بارتياح، زال على الفور وأمه تسحبه جانبًا، تربّت على صدره، وهي تقول بابتسامة: «صباح الخير يا حبيبي!» دلّك تيم أسفل عنقه بحرج، وأمه تمنحه تلك النظرة الفضولية، وتسأله: «كيف حالك؟» ببراءة أجابها: «بخير!» وإجابته ليست مبتغاها! عضّت وجنتها من الداخل، تورد وجهها بحرج، وقالت بمراوغة: «كيف كانت ليلتك؟» «جيدة!» أجاب بعفوية.. وعيناه تلقائيًا تبحث عن والده لينقذه من هذا الحديث المحرج. امتعضت ملامح نشوى، هتفت من بين أسنانها: «أعرف أنها جيدة، وماذا بعد؟ ماذا فعلت؟» سؤالها المباشر جعله يطرق وجهه بحرج.. وإن كان لا داعٍ له! فظروف زواجه معروفة! «لم أفعل شيئًا!» شهقة نشوى أصابته بكثير من الخجل و.. الألم! فبرر مدافِعًا: «بالله عليكِ يا أمي ماذا سأفعل والبيت مزدحم بكم؟ وظروف زواجنا تعرفونها جيدًا!» رمقته ببلاهة، لم تختلف عن سؤاله: «ما دخل ذاك بذاك؟» «يا الله!» تمتم بنفاذ صبر، وعيناه تبحثان عن والده لينقذه. «نشوى!» تنهّد بارتياح وأمه توّلي كامل انتباهها لوالده، فقال متهربًا: «أنا داخل لأستحم!» وصوته كان عاليًا كفاية ليصل إلى أختيه، فرقّصت لينا حاجبيها، تهمس لأختها بوقاحة: «سمعتِ، داخل ليستحم!» كتمت لمار ضحكتها، وقالت بشقاوة: «سمعت!» ونشوى على مسافة منهما، تقول لـ وحيد بصدمة: «ابنك لم يفعل شيئًا!» فيدفعها وحيد برفق إلى المطبخ، وهو يقول: «تعالي معي لنتفاهم!» ********** ماذا يُفترَض بها أن تفعل؟ جلست تقوى تعضّ أظافرها بتوتر.. تيم خرج منذ دقائق ولم يعُد.. وهي محبوسة هنا في غرفته، تصلها الأصوات الصاخبة من الخارج.. ماذا تفعل؟ إنها بحاجة ماسة لدخول الحمام وتبديل ملابسها، لكنها تخجل من الخروج إليهم ومواجهتهم.. جميعًا.. كيف تقف أمامهم؟ كيف سينظرون إليها؟ ماذا يظنون بها؟ كلها أسئلة جالت في عقلها ولم تجد لها إجابة تداويها! اتّخذت قرارها، اتجهت إلى حقيبتها وأخرجت ملابسها، ثم غادرت.. فور أن فتحت باب الغرفة تعلقت نظرات الفتاتين عليها.. فهمست بخجل: «صباح الخير!» لم يصلها ردًا، رفعت عينيها لتجدهما تنظران إليها بغباء! والصغيرة تميل على أذن الكبيرة، تقول لها بصوت سمعته بصعوبة: «لا زالت ترتدي فستانها!» حينها انتبهت! يا الله، أي مصيبة أوقعت نفسها فيها؟ ومن جديد نفس السؤال.. وهذه المرة يلحّ عليها بقوة.. ماذا يظنون بها؟ بتخبّط تحركت، كادت تعود إلى الغرفة، تحبس نفسها فيها وربما لا تخرج منها أبدًا! «صباح الخير تقوى!» التفتت إلى والد زوجها، ردت تحيته بخفوت، وفعلت ما انتوته.. ليقاطعها بدهشة: «إلى أين؟» يدها على مقبض باب الغرفة، عضّت على شفتها السفلى بحرج، لا تعرف ماذا تقول. «أنا، أنا!» «تقوى!» شعور بالارتياح غمرها وتيم يقترب منها، خاصة وهو يحافظ على تلك المسافة القصيرة فلا يمسّها. «صباح الخير حبيبتي!» ردت تحيته بهمس خجول، وكل الأنظار مُعلَقة عليهما. «صباح الخير حبيبتي!» قلدت لينا شقيقها باحترافية، ليوبّخها وحيد فتصمت، وتيم يوضح: «تحملي ظرافة أختي هذين اليومين!» ثم أشار لها نحو الحمام، وقبل أن يقول أي شيء ركضت نحوه على الفور. زمّت لمار شفتيها بعدم رضى، وقالت: «كان يمكنك أخذها إلى أي فندق حتى تنتهي شقتك، وجودنا معكما غير لائق أبدًا!» أصدرت نشوى صوتًا ساخرًا.. مستهزأ، اتجهت إلى المطبخ وهي تقول: «وماذا سيفعل معها في الفندق؟» اتسعت عينا تيم بذهول، ونظرات أختيه مثبتة عليه بفضول. تبعها وهو يقول بضيق: «أمي بالله عليكِ لا داعٍ لهذه التلميحات!» أخرجت نشوى بعض الحقائب البلاستيكية من الثلاجة، وهي تقول بدراما: «اخرس أنت، لك عين تتحدث!» «يا أمي!» تمتم بقلة حيلة.. ولا ينكر تفاجأه من اهتمام أمه بهذا الموضوع! أو أن صدمته جعلته يفكر أن لا أحد يهتم بذلك غيره! وهو.. لديه مشوار طويل معها حتى يصلا إلى تلك اللحظة من الاكتمال.. مشوار حتى الآن لا يعرف من أين يبدأه! «لا تغضب مني.. أعرف أن زواجك منها جاء بسرعة، ووالدها لم تمر على وفاته الكثير.. لكنني أرغب في الاطمئنان عليك!» «يا الله!» أبعد عيناه عنها بكثير من الحرج. «أيمكنكِ فقط ألا تتحدثي معي في هذا؟» تحولت ملامح نشوى إلى التسلية التامة، اقتربت منه، تربّت على صدره بأمومية، وابتسامة مشاكسة تعتلي شفتيها: «تخجل منّي؟» تمتم مجددًا بـ: «يا الله!» ثم تركها وخرج. «ماذا بك؟» التفت تيم إلى أمه الضاحكة، ثم إلى والده بيأس. وقال من بين أسنانه: «أبعدها عني!» ثم اتجه إلى غرفته. ********** «أمي حضّرت لكما الفطور، تعالي!» قالت لينا بحماس فور أن رأت تقوى، غير موافقة على أن تختلي الفتاة بأخيها! قرصتها لمار لتتوقف، فأصدرت صرخة مبالغ فيها، وقالت: «أريد الجلوس مع زوجة أخي، ماذا فيها؟» بارتباك انتقلت عينا تقوى بينها وبين غرفة تيم، لتفضّل التواجد معهما على التواجد معه.. بمفردهما! جلست على أبعد أريكة عنهما، فوجدت لينا خلال لحظة بجانبها! «كُفي عن سخافاتك لينا واتركيها!» هتف وحيد بينما يلتقط أغراضه ويستعد للخروج.. فعلقت لمار بسخرية: «لن تكون لينا إن لم ترحب بها كما يجب!» اعتدلت لينا في جلستها واضعة قدمًا فوق أخرى، وقالت بجدية مضحكة: «كما ترين؛ أنا محبوبة من الجميع هنا!» ابتسمت تقوى على خفة ظلها، وبخجل راقبت وحيد وهو يقبّل زوجته وابنتيه، ثم يلتفت إليها، يقول لها: «سعيد بانضمامكِ إلى عائلتنا!» وهي تشك في ذلك! عندما خرجت نشوى لتجلس معهنّ شعرت بخطأ اختيارها.. التواجد مع تيم أفضل مليون مرة من أن تكون تحت أنظار ثلاث من النساء الفضوليات! ومن جديد نفس السؤال يؤلمها.. ماذا يعرفنّ عنها؟ «كم عمركِ؟» سألتها لينا مبادرة بالحديث. «سبعة وعشرون.» همهمت لينا، وقالت بعد ثوانٍ: «أصغر من تيم بثلاث سنوات!» أومأت تقوى موافقة، وخوف من الوقوع في مزيد من الاستجواب، نهضت قائلة: «سأذهب لأرى تيم!» شبه راكضة اتجهت إلى الغرفة، وصوت نشوى يلاحقها: «سآتي لكما بالفطور حالًا!» ولينا تتذمّر لأنهما لن يجلسا معها! ********** خطت داخل جامعتها، تتلقى التعازي من زملائها بهدوء وابتسامة شاحبة، غير غافلة عن الهمسات واللمزات التي تدور حولها.. وصلت إلى حيث صديقاتها المقربات، فاحتضنتها واحدة منهنّ، تسألها بتعجب: «لماذا أتيتِ؟ كنتِ بقيتِ في المنزل وأنا أحضر لكِ المحاضرات!» رفعت درة العدسات الداكنة فوق حجابها، وأجابت صديقتها: «لن أتحمل الجلوس في البيت أكثر من ذلك!» دارت عيناها حولها بفضول، وهي تسألهنّ: «أشعر أن هناك ما حدث!» هتفت إحداهنّ باستنكار: «ألم تفتحي جروب الدفعة؟ تم نشر فيلم إباحي لأحد زملائنا!» والثانية تقول باشمئزاز: «بالله عليكِ لا تفتحي الموضوع، أشعر بالقرف ورغبة في القىء!» فتحت درة هاتفها أمام أعينهنّ لتشاهد ذلك الفيلم.. ولم تمر إلا ثوانٍ معدودة وأغلقته. «ما هذا القرف؟» «الموضوع زاد عن الحد بصراحة، يجب أن نكتشف من خلف ذلك!» «وكيف سنكتشفه وكل مرة ينشر من حساب وهمي جديد؟» قالت درة لصديقتها بسخرية. قالت إحداهنّ بضيق: «تعرفنّ؟ بت أخاف من الوقوف مع أي شاب، أظل أفكر كيف ينظر لي وكيف يراني، الموضوع بالفعل مُفزِع!» قالت درة بتقرير: «كل الذكور يفكرون في نفس الشيء من الأساس، ليست هذه الأفلام التي سترشدنا إلى وقاحتهم!» قالت نفس الفتاة- المصممة على اكتشاف الفاعل-: «لازلت أرى الأمر غير طبيعي، هذه الأفلام لا تُصوّر مباشرة، من طريقة تصويرها يتضح أنها تم تسجيلها ذاتيًا!» «ماذا تقصدين؟» سألتها درة، لتجيب الفتاة بتأكيد: «أقصد أنه يقوم بتصوير نفسه، ثم يرسل الفيديو لأحد ما.. هذا الشخص إما أنه يهدده بشيء فيجبره على تصوير ذلك المشهد فيفضحه، أو أنه يخدعه!» «هذا لا ينفي أنهم لا يفكرون إلا برغباتهم!» صرحت إحداهنّ، فترد عليها الفتاة بحمائية: «ولا ينفي أيضًا أنهم ضحايا!» تأفّفت درة من هذا الجدال العقيم، وقالت منهية النقاش: «أرى أننا نعطي الموضوع أكبر من حجمه بكثير، في النهاية نحن لن نكتشف الفاعل، وفي نفس الوقت لا يهمنا ما يتم نشره طالما لا يسيء إلينا، لذا لا مزيد من الحديث رجاء!» أعادت عدساتها الداكنة فوق عينيها، وقالت لهنّ: «المحاضرة على وشك البدء، لنذهب!» ********** «ترنيم!» غمزت رنيم توأمتها، وسبقتها إلى قاعة المحاضرات.. اقترب معاذ من ترنيم مبتسمًا ابتسامته الخبيثة، تلك التي لا تدركها.. غارقة في عشق لن تنال منه إلا الهلاك! استسلمت له بينما يلتقط كفها، يحتضنه بين كفيه، يبثها نظرات العشق. «اشتقت إليكِ!» بنعومة بادلته شوقه، فسألها بلهفة: «ماذا لديكِ الآن؟» حانت منها نظرة نحو الاتجاه الذي سلكته رنيم. «محاضرتي على وشك البدء!» سحبها معه غير مبالٍ بما قالته، وهو يقول: «أنا أهم!» وهو بالفعل أهم، لا مشكلة من سرقة بعض اللحظات معه.. كما أنها تخاف! فإن رفضت سيتشاجر معها وربما يقاطعها عدة أيام كما بات يفعل مؤخرًا! «بالتأكيد أنت أهـ» «ترنيم!» ابتلعت بقيّة كلماتها، اعتلى الشحوب وجهها، وآسر يقف بجانبها، يرمقها باتهام. بسرعة بديهة لم تعتقد أنها تمتلكها يومًا، أخرجت دفترًا من حقيبتها، وأعطته لمعاذ بارتباك، تحت عيني آسر المراقبتين. «ها هي المحاضرة، انقلها أو صوّرها كما تريد!» لوى معاذ شفتيه بينما يأخذ الدفتر منها، حزين على تلك الفرصة الضائعة التي كان سينال من خلالها قليلًا مما يتمنى! خاصة وهي تطيعه في الآونة الأخيرة خوفًا من غضبه وابتعاده! أخذ آسر الدفتر قبله، وفتح مفتشًا فيه تحت نظراتهما الذاهلة! «ماذا تفعل؟» سألته بغضب تمكّن منها، فلم يجبها بعدم اهتمام.. اختطفت منه الدفتر، وكررت سؤالها بنبرة مكتومة. وحين لم يجِبها أيضًا، أعطت الدفتر لمعاذ بحرج. لم تستمع إلى شكره الممتعض، عيناها مثبتتان على آسر، تحرقه بنظراتها! وهو غير مبالٍ بحنقها، يتدخل بوقاحة كأنه مسئولًا عنها! «أول وآخر مرة تعطين أحدًا غرضًا يخصك، تفهمين؟» «لا دخل لك!» هتفت من بين أسنانها.. فأثارت غضبه، ضيقه! خاصة وهو يتذكّر مظهرهما معًا، كيف كان قريبًا منها، يمسك بيدها! «لي كل الدخل، لقد تغاضيت عن قربه منكِ بإرادتي، لكن لو رأيتكِ تقفين معه مرة أخرى..!» ترك تهديده مُعلقًا مما أثار ذعرها، خاصة بعد ملاحظته لوضعها مع معاذ! «أنا.. أنا!» حاولت التبرير ولم تجد ما تقوله. فرفع إصبعه أمامها مُحذرًا: «سمعتِ ما قُلته!» لمعت الدموع في عينيها بأسى.. تكره تحكّمه فيها.. شدّته معها.. نقده الدائم إليها.. لا يحق له أبدًا إعطاؤها الأوامر وفرض سيطرته عليها! بشجاعة واهية دافعت عن نفسها: «لا أعرف ما تقصد، لقد كان يطلب دفتر المحاضرات كما رأيت!» «تبًا لكِ، لقد كان يمسك بيديكِ!» هتف بغيرة، ليست نابعة عن حب، إنما غيرة على فتاة يعرفها، تربّى معها، أمّنه والدها عليها! تأفّفت دون رد، فليس لديها تبرير له! «هذه المرة لن أخبر عمي مازن، لكن المرة القادمة..» لم تحتَج لسماع بقيّة تهديده، هتفت بمقت: «أكرهك يا آسر، أكرهك!» وركضت من أمامه.. مع ابتعادها أخرج هاتفه، يتصل بـ رنيم، يطلب ملاقاتها على الفور! ********** أثناء المحاضرة جلست ترنيم شاردة، تفكر في معاذ، موقفها أمامه بعد ما فعله آسر.. صحيح هي كثيرًا ما لمّحت إليه وأخبرته عن سيطرة عائلتها الشديدة عليها، لكنها كانت تقصد والدها، وليس رجلًا آخر، رجلًا لا يملك أي حق للتدخل في شؤونها! ومن جهة أخرى تفكر في آسر وتطاوله عليها.. هذه ليست المرة الأولى التي يفرض عليها قراراته وتحكّماته.. وهي سأمت.. سأمت جدًا.. وتعبت من كثرة الشعور أنها في حياته بلا أهمية، فقط يفرض عليها سيطرته عندما يريد! عضّت على شفتها مؤنبة نفسها.. كان يجب أن تخبره، تقول له أن الأحق بفرض سيطرته هذه رنيم وليست هي.. فـ رنيم التي على علاقة صداقة بمعظم شباب الجامعة.. وعلى علاقة عاطفية معه! فلِمَ لا يعلق على تجاوزات رنيم الكثيرة، ويتصيّد الأخطاء لها! قطبت حاجبيها وشعور بالضيق يداهمها، ضيق من نفسها.. هي.. فما تتمناه يجعل علاقته بـ رنيم مُهدّدَة، وهي أبدًا لا تتمنى لشقيقتها التعاسة! وعلى ذكرها؛ دخلت رنيم القاعة راكضة، تعتذر من المُحاضر عن تأخرها.. جلست جوار توأمتها، تهمس لها: «ادعِ لي، أنقذتكِ!» لم تحتَج ترنيم لكثير من الذكاء لتعرف أن آسر أخبرها عمّا رآه! «آسر تحدث معكِ؟» «قابلته!» صحّحت لها رنيم، ثم تابعت: «طبعًا في البداية لم أفهم الموضوع جيدًا، لكن عندما ذكر دفتر محاضرات التقطت طرف الخيط وأكدت على أن معاذ شاب محترم اضطر للتغيّب لفترة، ولأنكِ معروفة باجتهادك وكل الطلبة يطلبون ملخصاتكِ طلب منكِ ما فاته.» «لقد رآه يمسك يدي!» همست وتهديدات آسر لا زالت تخيفها. فهمست رنيم بفخر: «أكدت عليه أنها لمسة بريئة، كتعويض عن الشكر والامتنان لا أكثر، وذكّرته أنكِ ترنيم المتزمّتة التي لا تقبل بالخطأ ولا تنساق خلف رغباتها!» وكلماتها جعلت ترنيم تشرد للحظات.. إنها تخطىء، تنزلق إلى الهاوية بكل إرادتها! قبضت على يدها، تهز رأسها بنفي، تؤكد على نفسها أنها لا تتخطى أي حدود، هي فقط تحب! وتتمنى أن يصبح حبيبها يومًا زوجًا لها! هي لا تتمرد، تكذب، تندفع مثل رنيم.. إذًا لا تخطىء! «أحرجني كثيرًا أمام معاذ!» ربّتت رنيم على كفها بحنو، وهمست: «لا عليكِ، انظري إلى الجانب الإيجابي، ربما ما فعله يجعل معاذ يتفهّم حرصكِ الدائم ولا يعاقبكِ عليه!» وربما هذه فعلًا الاستفادة من كل ما حدث! ********** يكاد يفقد عقله منذ أخبرته مشيرة بما حدث.. تقوى تزوجت.. تزوجت! كل ما سعى إليه تدمر في لحظة! انتهى كل شيء، كل شيء! شد خصلات شعره بغضب، سيجن، سيجن! ألقى كل ما يقع في طريقه، يتمتم من بين أسنانه بكلمات غير مفهومة.. وغضبه كان لا يساوي شيئًا أمام غضب علي! كل ما كان يشعر به من خسارةٍ علي يشعر أضعافه مضاعفة! والده لم يخسر سوى انتقامًا سخيفًا من رجل سرق حبيبته.. أما هو.. هو خسر حياة كاملة كان يود تعويضها.. حياة انتهت في تلك اللحظة التي دخل فيها والده السجن، فتحمّلت والدته المسؤولية كاملة.. طفل لم يبلغ حينها عامين.. ومجتمع عليها مواجهته وهي زوجة لرجل قاتل! وعمل تحارب للحصول عليه بشهادتها المحدودة! سنوات راقبها وهي تذبل أمام عينيه، وهو غير قادر على المراقبة! سنوات تمنى لو يتبدّل الحال، فيعيش كأقرانه، مَن في مثل عمره، وسط والديه، لا ينقصه شيئًا! حتى أدرك! أن كل ما يفتقده بسبب امرأة أطارت بعقل والده.. وتحطّم.. برحيل أحب الناس إليه عن حياته.. فأقسم.. أن ينتقم! علّ النيران التي تحرق صدره تخمد فيرتاح.. واليوم.. تم نسف كل ما خطط له! رُباه.. إنه يموت، ليته يموت ولا يعاصر نفس الألم مجددًا.. هذا الشعور.. هذا الشعور لم يشعر به إلا عند وفاة والدته.. حين فقد كل شيء.. واليوم أيضًا؛ فقد كل شيء! «يجب أن تتصرف، إسلام لن ينتصر عليّ، لن يفعل مجددًا!» بجنون صرخ مصطفى، غافل على أنه يتحدث عن شخص ميّت، لا وجود له في هذه الحياة.. عن أن ضياع تقوى من بين يديه كان بسببها هي.. هبه.. المرأة التي وهبها قلبه وعقله وحياته، وضحّى بكل شيء آخر! «يجب أن أتصرف!» همس علي بيقين.. سيتصرف.. لن يقف ويشاهد ضياع حياته مستسلمًا! سيفعل أي شيء ليحصل على تقوى.. والبداية ستكون من عنده. زوجها! ********** عند الشقة المقابلة لشقة وحيد.. فتح تيم لـ تقوى الباب، يشير إليها لتتقدّمه.. لحظات، وفعلت بتردد.. أغلق الباب خلفها لينتفض جسدها تلقائيًا برهبة.. التفتت إليه والذعر يملأ ملامحها.. فتجاهله.. مؤقتًا! «تجولي فيها، وما ينقصها نبتاعه سويًا إن شاء الله!» ولتهرب منه، تفحّصت تقوى الشقة غرفة غرفة، دون أن تبالي حقًا بتدوّين ما تحتاجه.. على كل حال هي لن تمكث هنا طويلًا! إن نجح تيم وكسر رهابها من اقتراب أي أحد منها، سيكتشف خطيئتها.. لن يصدق أنها ضحية، سيظن كالجميع أنها عاهرة، ركضت خلف شهواتها مُمرِغة سُمعة عائلتها في التراب! حتى لو كان يحبها كما تتمنى.. سيقف الحب عاجزًا حينها! وإن لم ينجح، إن انتصر رهابها على رغبته وإصراره، سيتركها أيضًا عندما يضجر ويراها عديمة الفائدة! قريبًا ستترك هنا! عادت إليه، تقول بآلية: «انتهيت!» «بهذه السرعة؟» تململ في مكانه بارتباك، أشار إليها لتجلس عندما لاحظ نيتها في العودة إلى شقة والديه. «تعالي لنجلس!» داهمها شعور بعدم الارتياح، ومع ذلك تغلب فضولها فاستجابت لطلبه.. جلست أمامه، تلاحظ شروده، توتره، ارتباكه، فيزداد شعورها! وهو.. حائر، لا يعرف من أين يبدأ، ماذا يقول، كيف يتصرف؟ ببطء مد كفيه إليها، بينما يقول: «سأمسك بيديكِ، فلا تجفلي!» وعلى الرغم من تمهيده، إلا أنها ارتجفت! ليس خوفًا كما يعتقد، إنما صدمة! ماذا يقصد، ماذا يقصد؟ بهستيرية تساءلت.. وتيم يحاول تجميع أفكاره، اختيار كلماته.. ربّت على كفيها عدة مرات، يقول برفق، مراعاة، وكثير من الألم: «تقوى أنا أعرف كل شيء!» شهقت بفزع، تحاول تحرير كفيها منه.. تنفي أي أفكار أو أسئلة يطرحها عقلها! «اهدئي!» همس برفق، مستمرًا في التربّيت على يديها.. وهي تهمس بانهيار: «أنت لا تعرف شيئًا، لا تعرف شيئًا!» ملأت الدموع وجنتيها، فشاركها البكاء بوجع. «بل أعرف كل شيء، الحقيقة.. أعرف الحقيقة!» قراءة سعيدة | ||||||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
673Likes
العرض العادي
