آخر 10 مشاركات
في أروقة القلب، إلى أين تسيرين؟ (الكاتـب : أغاني الشتاء.. - )           »          كوابيس قلـب وإرهاب حـب *مميزة و ومكتملة* (الكاتـب : دنيازادة - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          شيءٌ من الرحيل و بعضٌ من الحنين (الكاتـب : ظِل السحاب - )           »          سارية في البلاط الملكي * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : هديرر - )           »          نساء من هذا الزمان / للكاتبة سهر الليالي 84 ، مكتمله (الكاتـب : أناناسة - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          قبل الوداع ارجوك.. لاتذكريني ! * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : البارونة - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

Like Tree673Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-02-23, 09:58 PM   #171

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي



الفصل الثاني عشر

«بل أعرف كل شيء، الحقيقة..
أعرف الحقيقة»
لدقائق لم تستوعب ما قاله!
ظلت ساكنة، شاحبة، مصدومة..
لدقائق ظلت تنظر إليه كأنها ترى أمامها كائنًا خارقًا، ليس من البشر!
حالتها تلك جعلته يقلق عليها، فأخذ يضغط على كفيها، بينما يردد اسمها بخوف.
«بل أعرف كل شيء، الحقيقة..
أعرف الحقيقة»
تحررت منه، قفزت لأبعد مكان عنه، وعيناها لا تنزاحان من عليه..
لم تتكلم، لكن عيناها نطقت بالسؤال، بحاجة للتوضيح..
ولن يبخل عليها..
حان وقت وضع النقاط على الحروف..
حان وقت تعويضها!
«تعالي إليّ!»
مد لها ذراعيه لتأتي إليه..
فلم تتحرك من مكانها..
خطى نحوها، وكل خطوة تتراجع هي مثلها، حتى ارتطمت بالجدار خلفها..
على مسافة قريبة جدًا منها وقف، يحيطها بذراعيه دون أن يمسّها، يداه تستندان على الجدار بجانبها..
عيناه عليها، وعيناها عليه..
يرمقها بوجع..
وترمقه برهبة..
ليست منه، إنما مما يعرفه!
«آسف لأنني لم أكُن بجواركِ، لم أدافع عنكِ، لم أحمِكِ!»
رباه..
هو يعرف حقًا!
يعرف الحقيقة!
«كيف؟»
سألته بوجل، عقلها عاجز عن التصديق.
«عرفت!»
همس دون إضافة المزيد.
فكررت خلفه: «عرفت!»
زاغت عيناها، ارتعشت شفتاها، دموعها سقطت على وجنتيها.
«وتزوجتني؟»
سألته باستنكار، دون أن تواجهه بنظراتها..
فاقترب بجسده قليلًا، يهمس برفق: «لا تجفلي!»
حطّت يده على ذقنها، يرفع وجهها لتنظر إليه..
ولم تجفل، الرغبة والفضول أقوى سيطرة من أي شيء آخر!
«تزوجتكِ!»
هزت رأسها بعدم تصديق.
«كيف؟
أنت..»
«أنا...»
العجز أصابه فلم يجد ما يقوله..
مال يلمس جبينها بجبينه، يكرر أسفه مرات ومرات..
«لقد كان ذلك اليوم!»
همست بنبرة لا تكاد تُسمع..
لكن أذنه المرهفة لكل حرف يخرج منها سمعتها..
«أي يوم؟»
عقد حاجبيه، يسألها بعدم فهم.
«اليوم.. الذي التقيتك فيه!»
يا الله..
هل تقصد ما فهمه؟
تحركت إحدى يديه لتستقر على قلبه، تلمسه بألم..
وتقوى دموعها تزداد، تلك التفاصيل التي لم تفارقها تقتات من روحها.
«لقد مزق اللوحة التي أهديتها لي!»
وكانت هذه أول خسارة..
وأقل خسارة!
تشنّجت أمام عينيه، أغمضت عينيها بقوة تحجب نفسها عنه..
وهو لا يحتاج إلى كلماتها ليتخيّل ما لاقته!
شاركها البكاء، وجسده يقترب أكثر منها، يود لو يمتص كل ألمها، يزيل كل ذكرياتها..
فتعود كما كانت، كما رآها أول مرة..
فتاة جميلة، ضاحكة، خجولة، لا تحمل همًا!
من جديد أخذ يردد أسفه، كأنه المسئول عن كل ما حدث، وجسده يكاد يلامس جسدها..
فانتبهت..
ووضعت ذراعها حاجزًا بينها وبينه..
قد يظن رد فعلها نفور، لكنه انهيار!
وهي لا تريده أن يشهد المزيد!
«إلى متى؟»
رمقها بحيرة، وعيناها تستجديه ما لا يفهمه!
«ماذا؟»
بارتعاش، بتردد، وضحت: «أنا زوجتك!»
شبه ابتسامة زيّنت شفتيه، يهمس بوعد: «إلى الأبد!»
ولعجبه هزت رأسها بذعر!
تعاقبت المشاعر على ملامحها؛ ما بين أمل وألم، رغبة واعتراض!
«لا، أنا.. أنا لا أريد!»
لم يكُن يفهم؟
الآن أدرك!
ببطء، بحنو.. أزال دموعها، لمس وجنتيها..
فجاهدت كي لا تفعل المثل!
دموعه تتوالى على وجنتيه..
يبكي حياة ضاعت..
حلمًا قُتِل..
وحاضرًا مشوّهًا!
كرر بتصميم: «إلى الأبد!»
دفعته بقليل من الحدة، ليبتعد مستسلمًا..
صرخت بأعلى صوتها، علّه يفهم، يستوعب: «وأنا لا أريد، لن أظل زوجتك!»
تخصّر في وقفته يراقبها بجمود، ينتظر نهاية ثورتها الغير مهمة بالنسبة إليه..
فقراره واحد لن يتغير.
«أنت لا تفهم، لا تفهم أي شيء!»
عندما لم يتخذ أي رد فعل، ألقت أول ما وقعت عيناها عليه ليرتطم بالجدار مصدرًا صوتًا مدويًا..
خشي عليها، خاف أن تؤذي نفسها، ومع ذلك لم يتحرك، مقررًا التدخل في الوقت المناسب.
«سيؤذيك، سيقتلك، أنت لا تعرفه، لن يرتاح إلا عندما يقضي عليّ!»
قفزت نحوه، تمسكه من تلابيبه، تنظر إليه بحدقتين محتقنتين: «لن أقبل بهذا، لن تتأذى بسببي..
أهون عليّ مراقبتك من بعيد، رؤيتك مع غيري، ولا يصيبك مكروه!»
وتعالى صوتها بجنون: «ستطلقني.. الآن!»
لم يتزحزح، لم يحاول تحرير نفسه.. الابتعاد..
قال بهدوء: «لقد جئتِ إليّ بنفسكِ، طلبتِ الزواج منّي بلسانكِ!»
نعم قد فعلتها..
وكم هي آسفة.. نادمة!
«كنت غبية، لم يكُن عليك الاستماع لي!»
لم تحصل على رد فعل لثوانٍ، فهزته بيأس.
«طلقني!»
فجأة أحاط بخصرها..
وللمرة الثانية لم تجفل، إنما هذه المرة بسبب شدة غضبها!
«أحببتكِ يومًا، ظهرتِ صدفة فأسرتِني..
وعشقتكِ يومًا، ابتسمتِ لي فتملّكتني..
وتمنيتكِ يومًا، كتبت لكِ الأشعار فخذلتني..
رسمتكِ على لوحاتي، داعبتك في أحلامي، توّجتكِ ملكة على حياتي..
واختفيتِ فجأة، فقتلتني..
وبعد العودة، من حياتكِ تلقيني؟
آسف حبيبتي..
عن حضنكِ لن تبعديني!»
همس عليها بعض أشعاره..
ومع كل كلمة يلقيها كانت تزداد ارتجافًا، انهيارًا..
حتى إذا ما انتهى، كانت جالسة أرضًا، وهو معها، تردد اسمه بلوعة:
«تيم!»
وتيم بات في حال يُرثى لها!
«أنا أريدكِ تقوى، لطالما كنت أريدكِ، لا تقتليني بالبعد مجددًا، اسمحي لي بالبقاء في حياتكِ، اسمحي لي بتعويضكِ وتعويض نفسي عن كل ما فاتنا!»
«سيؤذيك!»
همست بجزع وعيناها مُعلَقة عليه..
من جهة تتأمله بوله، لا تصدق أن الحلم ممكن أن يتحول إلى حقيقة..
ومن جهة أخرى تخاف أن يختفي هذا الوجه عن حياتها فجأة، وهذه المرة إلى الأبد!
«لن يقدر!»
هتف بقوة علّها تزيل بعض خوفها.
«أنا وأنتِ معًا إلى الأبد!»
ومع تكراره لم تجادل أكثر، ربما يأسًا، استسلامًا، أو رضى!

**********

«صباح الخير!»
استقبلت لمار السيدة بابتسامة بشوشة، وأحد الأطفال يركض نحوها.
«أهلًا أهلًا بمريضي الصغير!»
تحسّست وجنته وجبينه بقلق بينما تطبع قبلة عليهما..
والسيدة تجلس على المقعد المقابل لها، تقول موضحة: «يشكو منذ الصباح من ألم في معدته!»
بحركة تمثيلية لم تخفَ على لمار، وضع الصغير يده على بطنه، يقول بمسكنة: «بطني يؤلمني كثيرًا، لا أستطيع تحمل الألم!»
رفعت لمار حاجبيها، أخفت ابتسامتها، وهي تقول: «لا لا حبيبي الصغير، سنعطيك إبرة حالًا لتتخلّص من الألم!»
زاغت حدقتا الطفل بخوف كأنه لم يتوقع ما قالته لمار..
نظر إلى عمته، عاد بنظراته إلى لمار، هز رأسه باعتراض، وهتف: «لا أريد إبر، لا أحبها!»
نهضت لمار متظاهرة بتحضير الإبرة، بينما تقول له: «لا تخبرني أنك خائف، أنت رجل كبير والرجل لا يخاف!»
عاد الطفل بنظراته إلى عمته يستجديها، فرمقت الأخيرة لمار تسألها بقلق: «ألن يخضع للكشف أولًا؟»
غمزتها لمار دون أن يراها الطفل، فارتسم عدم الفهم على ملامحها، ومع ذلك فضّلت الانتظار لترى ما سيحدث!
اقتربت لمار من الصغير، وهي تقول له: «هيا يا بطل لتأخذ الإبرة!»
ارتجف الطفل في مكانه، لم يكُن عليه الكذب، لطالما حذره والده من ذلك، لكنه لا يتعظ، ويستخدمه كحيلة ينال بها ما يريد..
لكن هذه المرة مختلفة، كذبته ستجعله يأخذ علاجًا لا يحتاجه..
ماذا لو مات؟
شحب وجهه وتحرك مبتعدًا عند اقتراب لمار منه..
فقالت عمته له: «مالك استمع للدكتورة ولا تتعبها!»
«لو أخذت هذه الإبرة سأموت؟»
لم تستطِع لمار السيطرة على نفسها أكثر وتعالت ضحكاتها بينما تشير له ليقترب..
ورغم خوفه فعل!
«هل بطنك تؤلمك حقًا؟»
وفي استجابة نادرة لأوامر والده هز رأسه بنفي..
فهتفت عمته بصدمة: «ومن الصباح تضحك عليّ!»
اقترب أكثر من لمار يبغى دفاعها عنه دون أن يطلب ذلك!
فمسحت على شعره بحنو، وسألته هامسة: «لِمَ كذبت إذًا؟»
همس لها مالك تحت عيني عمته المراقبتين: «كنت أريد رؤيتكِ!»
أصدرت عمته صوتًا محتجًّا واستقامت بتحفز..
ولمار تهمس له مؤنّبة: «كان يمكنك رؤيتي دون كذب!»
حانت منه نظرة كره إلى عمته، والأخيرة تقول: «لا تتعبي نفسكِ معه يا دكتورة، هذا الولد لا يتوقف عن الكذب!»
ثم وجهت نظراتها إلى الصغير، وهتفت:«عمومًا عندما يعود والدك سيتصرف معك، هيا!»
لاحظت لمار التماع الدموع في عيني الصغير، ومع ذلك لم يبكِ!
لم يعترض!
بل تحرك ناويًا المغادرة!
«انتظر يا مالك!»
بامتعاض نظرت عمة الصغير إلى لمار وهي تُخرج من حقيبتها قطعة شوكولاته وتنحني لتعطيها لـ مالك، وهي تقول له: «أنا مستعدة لرؤيتك حينما تشاء، لكن تعدني ألا تكذب مجددًا!»
برقت عينا الصغير بلهفة، وهتف بدون تردد: «وعد؟»
ابتسمت له لمار، وقالت: «حسنًا سأعطيك رقمي، عندما تريد رؤيتي فقط اتصل بي وستجدني أمامك!»
«حقًا؟»
سألها مالك بعدم تصديق، وقفز يضمها بقوة، هاتفًا: «أحبكِ جدًا.. جدًا!»
غادر ومعه عمته، لتتبدّل الابتسامة التي زيّنت شفتيها إلى حزن عميق، يماثل حزن مالك!

**********

«لمار!»
ركضت لمار حيث تجلس نشوى، نامت على ساقها، تحتضن نفسها بحزن..
وكعادتها نشوى لم تبادر في الحديث والسؤال، تعطي المساحة إلى أبنائها حتى يتحدثوا بأنفسهم..
أخذت تمسح على شعرها بحنو، تراقب شرودها بقلق..
ولمار تستعيد الكثير من الذكريات، الجيدة والسيئة!
كل مرة ترى فيها مالك تداهمها تلك الأحاسيس..
تشعر أنها عادت عشرين عامًا للخلف..
عندما كانت مثله؛ بلا أم!
تسلّلت دمعة على وجنتها، وهي تسحب يد أمها، تقبّلها بامتنان!
صحيح أنها لا تعرف الكثير عن (مالك) لكن كل متابعة له عندها يأتي فيها مع عمته كانت إشارة واضحة لها؛ ذلك الطفل فقد والدته..
ولولا تهديد عمته الدائم له بوالده، لظنت أنه فاقد له هو الآخر!
دمعة أخرى تسلّلت إلى وجنتها وهي تتذكّر نظرة الحزن التي تلتمع في عينيه عند رؤيتها له كل مرة..
نظرة لا يدركها إلا شخص مثلها!
عانى نفس المعاناة وأحسّ بنفس المشاعر!
حتى..
قبّلت كف نشوى من جديد، وقالت بصدق: «أنا أحبكِ أمي، أحبكِ جدًا جدًا جدًا..
كل ليلة أشكر ربي لأنه وضعكِ في طريقنا وجعل أبي يتزوجكِ..
لا أعرف كيف كنا سنكون من دونكِ!»
ابتسمت نشوى بتأثر، وهمست بعاطفة: «هذا آخر ما توقعت سماعه بعد عودتكِ المريبة وحالتكِ الشاردة تلك!»
اعتدلت لمار تواجهها، وقالت بصدق: «هذا الشيء الوحيد الذي يجب أن تسمعيه!»
قبل دخول نشوى حياتهم..
كان والدها ضائعًا، تائهًا، يحارب في جميع الجهات من أجلها هي وشقيقها، يواجه الكثير من العواقب، وكثيرًا ما يقف عاجزًا!
قبل دخول نشوى حياتهم..
كان شقيقها منطويًا، صامتًا، لا يفعل أي شيء!
قبل دخول نشوى حياتهم..
كانت هي وحيدة، حزينة، لا تجد مَن يحنو عليها مثل بقيّة الأطفال في سنها..
وبعد دخول نشوى حياتهم!
كل شيء استقر، عاد إلى وضعه الطبيعي..
والدها أصبح مرتاحًا، سعيدًا..
شقيقها حقق تميزًا في فن الرسم، الموهبة التي أهملها، واستطاعت نشوى بعنادها وإصرارها إعادته إليها..
وهي وجدت الأم والصديقة التي كانت تحلم بها..
أم تبنّتها هي وشقيقها كأولاد قلب، ولم تفضل أبدًا ابنة الرحم عليهما!
«لن تخبريني إذًا؟»
سألتها نشوى بفضول عندما طال صمتها..
فقالت لمار: «لا شيء صدقيني، فقط حالة طفل أثرت فيّ بعض الشيء!»
وصدقتها!
لأنها تعرف شدة تعلق لمار بالأطفال، لدرجة اختيار التخصص الذي تعمل فيه، لتكون قريبة منهم..
عادت لمار إلى وضعها الأول، وقالت بكسل: «أريد أن أنام!»
وحاولت، لكن مالك ظل يحتل تفكيرها، سارقًا غفوتها الهانئة..
تُرى ماذا فعل معه والده؟

**********

وقف خلف الباب يستمع إلى تأفّف عمته، شكوتها لوالده منه، لكنه لم يبالِ!
كل ما يشغله في هذه اللحظة أن والده لن يعود هذا الأسبوع، سيضطر للانتظار أسبوعًا آخر حتى يراه!
«حسنًا إياد، لكني كنت أتمنى لو تعود هذا الأسبوع وتجلس مع ولدك، فتصرفاته من سيء لأسوأ، يجب أن يكون هناك تدخل حازم منك!»
اقترب الطفل أكثر ليستطيع السماع، على الرغم من التهديد الذي قد يحمله عودة والده، إلا أنه يتمنى لو يفعل!
فقط يومان يعود فيهما إلى بيته ويجلس مع والده بمفرده!
اغتمت ملامحه وهو يستمع إلى كلمات عمته: «سننتظرك الأسبوع القادم إذًا، انتبه إلى نفسك!»
أغلقت مع شقيقها متأفّفة، وقعت نظراتها على مالك، فهتفت: «حظك جيد، والدك لن يأتي هذا الأسبوع!»
ثم اتّجهت إلى المطبخ، ومالك عاد إلى الغرفة التي يتشاركها مع ابن عمته الذي يكبره بعام، ليجلس جانبًا.. حزينًا.

يتبع


Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-02-23, 10:00 PM   #172

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي



«أبي!»
ابتسم إسلام في مكانه، وأشار إلى ابنته لتقترب منه..
ففعلت تقوى راكضة، تخشى أن يختفي فجأة كما يفعل كل مرة!
وصلت إليه فلم يختفِ!
جالس في مكانه، على شفتيه نفس الابتسامة الحانية التي تزيل كل الهموم.
«اشتقت إليك يا أبي!»
«وأنا اشتقت إليكِ جدًا يا وردتي، فوق ما تتصورين!»
«خذني معك!»
قالت بلهفة، فاتسعت ابتسامته، برقت عيناه برضى.
«أبدًا، ليس بعد عودتكِ!»
«عودتي؟»
رددت ببلاهة وعدم فهم، فقال إسلام مزيدًا من حيرتها وفضولها: «لدي مفاجأة لكِ!»
«ماذا؟»
اختفى السؤال مع اختفائه المفاجىء، التفتت حولها تبحث عنه بغير جدوى..
يتعالى صوتها صارخًا بـ اسمه.
«أبي، ابقى أبي، أبي!»
«تقوى، تقوى استيقظي!»
فتحت عينيها تحت نداء تيم الملِّح..
دارت حدقتاها في المكان لتدرك أين هي، عدم وجود والدها!
«كنتِ تحلمين!»
مسحت على وجهها، تومىء بلا رد.
«أنتِ بخير؟»
مجددًا أومأت بدون رد..
فراقبها تيم بارتياب، ينتظر استيعابها الكامل لكل الأحداث الأخيرة..
إنه يعرف!
يا الله إنه يعرف، وربما علي يؤذيه..
إنه يعرف ويريدها، لن يتخلى عنها، هو وهي معًا إلى الأبد!
ظلت تنظر إليه طويلًا، وتيم لا يتخذ أي رد فعل، مستجيب لحديث طبيبتها الخاصة: «انهيارها بعد علمها بمعرفتك كان شيئًا متوقعًا، الآن سننتظر لنرى ما ستفعله، ستصر على الطلاق، أم ستظل معك..
واعلم أنه لا زال أمامك الكثير لتواجهه!»
حينها سألها: «ماذا تقصدين؟»
فأجابته: «اترك كل شيء لوقته!»
«إلى أين؟»
سألها بدهشة وهو يراها تهمّ بالخروج من الغرفة..
ولم تجِبه!
التقطت منشفتها وخرجت، ففهم أنها ذاهبة إلى الحمام..
وخمّن لجوؤها للصمت لتنأى بنفسها عنه..
ربما الطبيبة كانت تقصد ذلك بكلماتها!
لكنه مستعد لكسر كل الحواجز!
عادت تقوى بعد لحظات، ومن دون كلمة أيضًا جلست تسرّح شعرها..
تتظاهر بعدم الاهتمام به، مع أن كلها منتبهًا له!
راقبته بطرف عينيها وهو يتجه إلى موضع لوحاته، يُخرِج إحداهنّ ويتحرك بها نحوها..
ازدادت حركاتها حدة مع زيادة فضولها..
وهو يقف أمامها، يهمس لها: «هذه لكِ!»
نفس الكلمة منذ ما يقارب الخمس سنوات، قبل أن تفقد كل شيء!
لم تبادر بأخذها، استمرت على حركتها الرتيبة، لكنها لم تقدر على إزالة عينيها عن لوحته.. الغالية..
لو تأخذها، لو تعيد الماضي!
لكن الماضي لا يعود..
لم ينتظر تيم أكثر، أزال غطاء اللوحة لتظهر كاملة أمام عينيها.. الذاهلتين!
سقطت الفرشاة من يدها، صدرت شهقة من شفتيها، وعيناها لا تنزاحان عن لوحته..
رباه.. رباه، إنها هي..
لقد عاد الماضي بالفعل!
كأن سنوات وسنوات لم تمر!
كأنها لم تفقد أي شيء!
«تيم!»
همست اسمه بشفتين مرتعشتين، تقاوم بشدة أخذ لوحته وضمها إلى صدرها والبكاء، الانهيار!
«هذه لكِ!»
تعلقت نظراتها باللوحة دون أن تمسّها..
فتابع تيم هامسًا: «رسمتها من أجلكِ!»
من أجلها، هي..
تعالت شهقات بكائها، وببطء أخذت تمسّ اللوحة بأطراف أصابعها.
«إنها هي.. بالضبط!»
همست بعدم تصديق، فوضح بفخر: «اعتكفت عليها منذ نومكِ، وأخذت عهدًا على نفسي أن أنهيها قبل استيقاظكِ..
باستثناء بعض اللوحات، هذه أسرع لوحة أنهيها في حياتي!»
ولم يذكر لها أن تلك اللوحات التي أنهاها في وقت قياسي كانت تخصّها..
كل مرة كان يتخيّلها فيها، فيلتقط فرشاته ولا يتوقف إلا عندما تكتمل صورتها أمام عينيه..
فيتمنّى لو تتحول ملامحها إلى حقيقة ملموسة، يلمسها ويشعر بها..
أصابعها تتحرك ببطء شديد على كل خط، كل لون، تستعيد الكثير من الذكريات..
الجيدة، والكثير منها سيئة!
كان للوحته التأثيران!
أعادتها إلى سحر لقائها به، الوعد الذي حملته كلماته!
وأعادتها إلى لحظة مُزِقت فيها تلك اللوحة، وضاع معها شرفها!
أيمكن أن يعودا بالماضي؟
أيمكن أن يتوقف الزمن عند تلك اللحظة التي كانت فيها برفقته، ولا يتحرك؟!
أيمكن أن تتغيّر الأحداث، فلا تقابل علي ولا..؟
شهقاتها تعالت أكثر، ارتجافها أصبح واضحًا له..
وأبدًا.. أبدًا لن يسمح لتلك الهوة السوداء بسحبها!

خايف مرة أحب وعارف.. ليه أنا قلبي خايف..
شفت الحب بيبكي و يضحك.. ملو عيون وشفايف..
بس لو ألاقى اللي أحبه.. واللي قلبي يروح لقلبه..
واللي ترتاح روحي جانبه.. يومها عمرى ما أبقى خايف..

دندن بصوت منخفض، يتمنى لو تصل رسالته إليها..
ولحُسن حظه؛ توقفت عن البكاء، ترمقه بانبهار!
«تسعدني تلك النظرة في عينيكِ، مع أنني لا أمتلك صوتًا جيدًا!»
لم يَبدُ عليها أنها استمعت إليه، ولولا صمتها التام عن البكاء وعيناها اللتان لا تفارقان ملامحه لظن أنه فشل في مهمته!

خايف أنى أحب وخايف ينسى الحب.. يوم يقابلنى..
خايف أجرب خايف أهرب.. خايف أقـرب يبعد عنى..
ناس من الحب شافوا أسيّه.. وناس اتهنّوا..
خايف يقسى الحب عليا.. خايف منه..
وأندم لو حبيت و قسيت.. وأندم لو عمرى ما حبيت..
بس لو ألاقى اللي أحبه.. واللي قلبي يروح لقلبه..
واللي ترتاح روحي جانبه.. يومها عمرى ما أبقى خايف..

أيمكن أن يكون أكثر روعة؟
وتكون أكثر بؤسًا وحزنًا؟
أيمكن أن تتمناه بكل جوارحها، وترفضه بكل مشاعرها؟
أيمكن أن تبتغي قربه، وتطلب بعده، بنفس الشدة؟
تفهم الهدف من اختياره هذه الأغنية تحديدًا، لكنها عاجزة عن الاطمئنان والمضي قدمًا..
تخشى عليه، وتخشى على نفسها!
وأيضًا لا تستطيع مقاومة سحره الذي يمارسه عليها اللحظة!
بجمال صوته، ملامحه العاشقة، ولوحته التي تعدها بالكثير!
«تابع!»
حثته بهمس عندما توقف عن الغناء..
فقال مداعبًا: «يمكنني تشغيلها لك، صوت العندليب أجمل من صوتي بكثير!»
والآن، هي تعترف بحقيقة واحدة!
أنه أجمل مما توقعت..
لا ينافسه أحد..
وستعطي لنفسها فرصة للاستسلام..
للحظات قليلة فقط..
تتنعّم فيها بدفء صوته، وحنو نظراته، وروعة مشاعره..
للحظات قليلة فقط!
«بل بصوتك أنت!»

الدقيقه من حياة الحب عمر.. في عذابه وفي هناه..
الابتسامة من شفايف الحب فجر.. يسعد العاشق ضياه..
كل كلمة من كلام الحب أمر..
لسه ما سمعتش نـداه..
وأندم لو حبيت و قسيت.. وأندم لو عمرى ما حبيت..
بس لو ألاقى اللي أحبه.. واللي قلبي يروح لقلبه..
واللي ترتاح روحي جانبه.. يومها عمرى ما أبقى خايف..

«يومها عمري ما أبقى خايف!»
كرر مرارًا وتقوى ترتجف أمامه..
«لا تخافي وأنا معكِ!»
وليت خوفها يزول..
ليتها تضمن بقاءه معها إلى الأبد!
«لا تتركني!»
وأخيرًا رفعت راية الاستسلام!
«أنا وأنتِ معًا للأبد!»

**********

طرقت لارا على باب الغرفة التي تمكث فيها والدتها..
مرة واثنتان ولم تجد ردًا..
فتحت الباب ببطء لترى أمها تجلس جوار النافذة، شاردة.. لا تشعر بما حولها.
«أمي!»
التفتت إليها هبه مجفلة، فاقتربت منها لارا، تسألها بقلق: «أنتِ بخير؟»
أومأت هبه دون رد..
فسألتها لارا: «ألن نذهب إلى البنات؟»
هزت هبه رأسها نافية، ووضحت: «اطمأننت على تقوى من تيم منذ لحظات..
وإيمان.. أُفضل ألا نزورها الآن!»
تربعت لارا أمام والدتها، وقالت ضاحكة: «تخيّلي نذهب إليها فتتمسّك بنا كالأطفال!»
ضحكت هبه وما تصفه لارا يتراءى أمامها، فقالت مؤكدة: «لا أتخيّل، هذا ما ستفعله أختكِ بكل تأكيد!»
«وما أخبار تقوى؟»
«تيم أخبرني أنها بخير، لكن لا أعرف، أخشى عليها!»
شردت لارا مفكّرة، وقالت: «لا أعرف، لكنني أشعر أنها ستكون بخير مع تيم، واضح أنه يعشقها!»
وبكلماتها أعادت إلى هبه الكثير من الهواجس والمخاوف، فهمست بتمنّي: «يا ليت!»

**********

نظر كل من والدي عمار إلى بعضهما البعض، ثم أعادا نظراتهما إلى زوجة ابنهما التي تجلس على أريكة منفردة، تشاهد التلفاز وفي أحضانها صحن كبير من الفوشار!
«منذ الصباح وهي تجلس معنا تاركة عمار بمفرده في الغرفة!»
همست المرأة إلى زوجها، لترتسم التسلية على ملامح الأخير، وهو يهمس لها: «ولدكِ يُترَك له بلاد ليس غرفة واحدة!»
أصدرت السيدة صوتًا معترضًا تزامنًا مع خروج عمار من غرفته..
فتبدّل الحال في لحظة، اقتنعت بكلمات زوجها!
وصرخت في ابنها: «يا ابني كم مرة أخبرتك أن ترتدي شيئًا على جسدك، تعقّل لقد أصبحت زوجًا وغدًا تكون أبًا، ستورث أولادك عاداتك هذه؟»
«سأكون لهم قدوة!»
هتف عمار بفخر مضحك، وعيناه مركزتان على إيمان التي تتحاشى النظر إليه، لكن تأثير وجوده عليها واضح!
بخطوات مدروسة اقترب منها، وهو يقول: «كما أن زوجتي لا تمانع، بالعكس هي تحب رؤيتي عاريًا!»
وصل إلى إيمان، فهمس في أذنها باستفزاز: «بالكامل!»
ضمت إيمان الصحن إليها، ركزت نظراتها على التلفاز كأن حياتها معلقة به، وتظاهرت بعدم اهتمامها بكلماته!
نهضت والدته متمتمة بشيء عن وقاحته، ووالده يتبعها مستغفرًا، ليخلو المكان إلا منهما..
أزال عمار العدسات الزجاجية عن عينيها، لتتعلق عيناه بحدقتيها المتوترتين.
«هكذا أفضل!»
أغمضت إيمان عينيها فور أن ارتطمت نظراتها بجذعه العاري..
ولم تتخذ أي رد فعل آخر!
لا زالت حتى الآن مرتبكة، لا تستطيع مواجهته..
خاصة بعد اكتشافها لسهولة قراءته لملامحها وفهمه لها، هذا جعلها أكثر ارتباكًا و.. خوفًا في حضرته!
«لو كل مرة تريني فيها ستغلقين عينيكِ، فستفعلين ذلك عمرنا كله!»
«عمرنا؟»
فتحت عينيها مكررة كلمته باستنكار.
«تظن أنني سأتابع معك حياتي؟»
هز عمار رأسه نافيًا، وقال بيقين: «بالتأكيد لا، لكنكِ للأسف مُجبرَة!»
«لا أحد يستطيع إجباري على شيء!»
هتفت بامتعاض، متوقعة الرد الذي سيقصف به جبهتها!
وقال ما توقعت: «بدليل أنكِ زوجتي الآن!»
والرد منها كان حاضرًا!
«فرق بين الإجبار والرضا..
أنا قبلت الزواج منك من أجل رضا أمي، وكي لا تتخذ شقيقتي رفضي عذرًا فتفعل المثل مع تيم!»
جلس عمار على ذراع مقعدها، وهمس بإغواء: «تسلملي صاحبة القلب الحنون!»
قربه منها وترها، همّت لتبتعد فأمسك بذراعها يثبتها في مكانها، يسألها بهمس: «إلى أين؟»
«سأذهب إلى الغرفة!»
قالت بينما تحاول النهوض، فمال عليها بجسده ليمنعها، وهمس: «لماذا؟
لأنني خرجت منها؟»
كتمت أنفاسها بخفر وهي تشعر بدفء جسده، نظراته التي تأكلها من أسفل إلى أعلى..
تلك المشاعر الغريبة تداهمها من جديد، فتشعر بالضعف، بالحيرة، بالنفور..
«ابتعد عني!»
خرج صوتها خافتًا إثر استغراقها في تحليلها لمشاعرها..
وعمار لا يتنازل، يستمر في ممارسة سلطته على مشاعرها: «أول مرة أرى امرأة تطلب من زوجها الابتعاد!»
«أنت يا ولد ماذا تفعل؟»
قفزت إيمان بخجل ووالد عمار يقف على مسافة منهما..
دفعت عمار بتلقائية..
ونتيجة لرد فعلها الغير مُتوقَع؛ سقط أرضًا!
أخذت لحظة للاستيعاب، ثم تعالت ضحكتها باستمتاع مترافقة مع ضحكات والده..
والأخير يقول: «يا فرحة قلب والدتك بك!»
رمق عمار إيمان بشزر، والأخيرة لا تستطيع التوقف عن الضحك.
نهض متمتمًا بعدة كلمات ممتعضة، وإيمان تعيد ارتداء عدساتها الزجاجية، تحرك شفتيها دون حديث:
«أحمق!»
انتبه إلى حركة شفتيها، فجز على أسنانه بتوعّد، واستقام يقترب منها.
«سأريكِ!»
أصدرت إيمان صرخة عالية، وركضت تحتمي بوالده..
فصفق الأخير بقلة حيلة، محوقل!
«من الغباء أن تظني أن أبي سينقذك مني!»
انتبهت إيمان إلى النظرة في عينيه..
ليست غضب، إنما تسلية!
نظرة تعلم أنها ستكون خلال ثوانٍ محمولة على كتفه!
فتنحنحت معدّلة من وضع عدساتها، واستأذنت من والده ثم ركضت إلى الغرفة، فتبعها عمار على عجل، مقررًا ألا يتركها إلا بعد أن يرتفع ضغطها أو تسلّم له جسدها!

انتهى الفصل قراءة سعيدة


Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-02-23, 11:14 PM   #173

أمل نوح

? العضوٌ??? » 478222
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 1
?  نُقآطِيْ » أمل نوح is on a distinguished road
افتراضي

تسلم إيدك يا حبيبتي الفصل جميل اوي اوي... لازم تجيبي إسلام وتخلينا نعيط😑
مشهد تيم وتقوى تحفة تحفة اوي♥️♥️ عمار دة مسخرة أنتي جايباة يرفع ضغطنا احنا كلنا🌚 ربنا يستر بقى من اللي جاي

Aya-Tarek likes this.

أمل نوح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-02-23, 11:56 PM   #174

Engy Mohamed Mostafa

? العضوٌ??? » 457976
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 48
?  نُقآطِيْ » Engy Mohamed Mostafa is on a distinguished road
افتراضي

الفصل جميل اوي يا يويا تسلم ايدك. تقوي وتيم والمصارحة حلوة اوي وحز.ينة اوي يارب يقدروا يواجهوا علي ومنلاقيش مصي.بة واقعة علي راسنا😁😁.
لمار ومالك واياد يا تري كابل جديد هيبقي معانا ولا ايه 🤔🤔.
عمار وإيمان القفلة فظيعة والله انا رأي تسلم له احسن🤭🤭🤭

Aya-Tarek likes this.

Engy Mohamed Mostafa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-02-23, 12:53 AM   #175

Omsama

? العضوٌ??? » 410254
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 867
?  نُقآطِيْ » Omsama is on a distinguished road
افتراضي

الفصل روووعه تسلم ايدك عليه
Aya-Tarek likes this.

Omsama غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-02-23, 04:20 PM   #176

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
Rewitysmile27

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل نوح مشاهدة المشاركة
تسلم إيدك يا حبيبتي الفصل جميل اوي اوي... لازم تجيبي إسلام وتخلينا نعيط😑
مشهد تيم وتقوى تحفة تحفة اوي♥️♥️ عمار دة مسخرة أنتي جايباة يرفع ضغطنا احنا كلنا🌚 ربنا يستر بقى من اللي جاي

إسلام مش هيفارقنا أصلا، انتي مش عايزاه ولا ايييه
عمار يرفع الضغط؟
حرام عليكي يا شيخة
منوراني يا أمول
مبسوطة انك عرفتي تدخلي المنتدى


Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-02-23, 04:22 PM   #177

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة engy mohamed mostafa مشاهدة المشاركة
الفصل جميل اوي يا يويا تسلم ايدك. تقوي وتيم والمصارحة حلوة اوي وحز.ينة اوي يارب يقدروا يواجهوا علي ومنلاقيش مصي.بة واقعة علي راسنا😁😁.
لمار ومالك واياد يا تري كابل جديد هيبقي معانا ولا ايه 🤔🤔.
عمار وإيمان القفلة فظيعة والله انا رأي تسلم له احسن🤭🤭🤭
لا مصيبة ايه لا قدر الله متقوليش كده
اللي جاي مصايب هتطول الكل
منوراني يا جميل


Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-02-23, 04:22 PM   #178

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة omsama مشاهدة المشاركة
الفصل روووعه تسلم ايدك عليه
تسلمي يا قمري منوراني


Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-02-23, 10:03 PM   #179

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي


الفصل الثالث عشر
بعد عدة أيام
«أمي!»
ركضت تقوى نحو والدتها، فاستقبلتها هبه فاتحة ذراعيها بشوق.
«حبيبة قلبي، افتقدتكِ كثيرًا!»
تمسّكت تقوى بوالدتها غير راغبة في الابتعاد..
فقال تيم من الخلف مداعبًا: «ستظن والدتكِ أنني أعذبكِ!»
ابتعدت تقوى عن والدتها بخجل، وألقت نظرة خاطفة إلى تيم.
نظرة لمحتها هبه، فاطمأنت قليلًا!
«أنرتِ سيدتي، تفضلي!»
جلست هبه مبتسمة، وتقوى قريبًا منها.
«أحضري لها شيئًا لتشربه على الأقل!»
قال تيم ضاحكًا، فنقلت تقوى نظراتها بينهما برَيبة، قبل أن تستجيب لأمره.
فور أن ابتعدت، همست هبه براحة: «لم أتوقع رؤيتها هكذا!»
«تغيير للأفضل أم..؟»
سألها تيم بفضول.
فأجابته باسمة: «ملامحها تقول أنه للأفضل، لكنني لا زلت ألمح بعض الخوف في نظراتها!»
تنهّد تيم مدركًا صحة كلماتها، فعلى الرغم من الهدوء الذي اتسّمت به علاقتهما الأيام الأخيرة..
وشيء أشبه بالصداقة ينشأ بينهما..
إلا أنه كان يلمح حالات شرودها، الهلع الذي يسكن عينيها بعض الأوقات، بُعدها المفاجئ عنه كأنها تهيئ نفسها لفراق أبدي!
مع أنه أكد عليها مرارًا أنه لن يتركها، هو وهي معًا إلى الأبد، لكنه يشعر بها تشكّل حاجزًا بينها وبينه..
تصمت كثيرًا كأنها في انتظار فعل ما!
«أتواصل مع طبيبتها النفسية بصورة شبه يومية، تؤكد لي على الدوام أنني أخطو في المسار الصحيح، خاصة بعد تقبّلها الظاهري لعلاقتنا!»
أشارت إليه ليجلس بجانبها، وهمست بيقين: «أعرف أنك واجهت الكثير معها خلال الأيام القليلة الماضية..
وأعرف أيضًا أن كل معلوماتك عنها تختصر في أنها فتاة أعجبتك ونبض قلبك لها مرة، وبعد سنوات وجدتها صعيفة منهارة تحاول الانتحار فأشفقت عليها.»
سارع تيم بالإنكار، كارهًا أن تنحصر مشاعره نحو تقوى في هاتين الصفتين!
«لم أتزوجها شفقة، أنا أحبها!»
ربّتت هبه على كفه القريبة منها، وقالت: «لولا تأكدي من مشاعرك، ويقيني أنها تبادلك إياها، لم أكُن لأوافق قط على زواجك منها، مهما كان الخطر الذي نتعرض له..
كما أن..»
تنهّدت، تقول بأسى: «لا يربط رجل اسمه بامرأة في وضع ابنتي إلا لو كان يحبها حقًا!»
أغمض تيم عينيه وما تشير إليه هبه بكلماتها يؤلمه، يجرحه..
رغم محاولة تعايشه مع الأمر، إلا أنه في كل مرة عند التفكير فيه يشعر أنها كأول مرة..
نفس الألم..
نفس الحسرة..
ويتساءل عمّا تعانيه هي إن كان هو يشعر بكل ذلك!
وكيف واجهت وتواجه الأمر!
«ما قصدته أنك لا تعرفها، شخصيتها، طباعها، كيفية التعامل معها..
أنا واثقة أنك خلال الأيام الماضية كنت تتوقف كثيرًا أمام ردود أفعالها، تتحيّر في كيفية التعامل معها!»
أطرق رأسه دليلًا على صحة كلماتها، ووضح بارتباك: «لقد تحدثت معي طبيبتها في هذا الموضوع أيضًا، أخبرتني أنه مع مرور الوقت سيفهم كل منّا الآخر!»
هزت هبه رأسها باقتناع، وهمست له: «قد تبدو لك تقوى ضعيفة، ساكنة، متخبّطة، لكنها أبدًا ليست كذلك..
ربما الحادث الذي تعرضت له زلزلها، أفقدها الكثير من شخصيتها، لكن تأكد أن خلف هذا الوهن قوة؛ إن ظهرت ستدمر مَن يعترض طريقها.»
شرد تيم متخيّلا تقوى في ثوب آخر..
ثوب لطالما حلم به، وتمنى رؤيته يوم ظهرت في حياته من جديد..
بضعفها، انكسارها، ذلها..
لقد كان أمام فتاة..!
لم يتوقع أنها نفس الفتاة التي وقع في حبها منذ سنوات!
قبل أن يصدر أي تعليق، عادت تقوى إلى الجلسة، فصمت كلاهما.
«ليت لارا ودرة آتيا معكِ!»
قالت تقوى بينما تتخذ مكانها بجوار والدتها..
لتقول الأخيرة مؤكدة: «ستفعلان المرة القادمة إن شاء الله!»
استأذن منهما تيم متعلّلًا بضرورة إجرائه لمكالمة ما..
فور أن اختفى عن الأنظار، سألتها هبه: «كيف حالكِ؟»
اطمأنت تقوى من ابتعاده الكامل، وهمست إلى والدتها بوجل: «أمي، تيم.. تيم يعرف!»
لم تحتَج هبه سؤالها عمّا تقصد، وتقوى تتابع بعتاب: «لِمَ أخبرتِه؟»
«تظنينني فعلت؟»
سألتها هبه بلوم جعل تقوى تطرق رأسها حرجًا، تهمس بمنطقية: «لن يعرف من أحد غريب، أنتِ أو أخواتي فعلتنّ، وأنا لن أسامحكنّ أبدًا على هذا!»
منعت بقوة دموعها من مغادرة عينيها، والكثير من المشاعر تجول داخلها.
«لو أخبرتك أننا لم نفعل، أن تيم عندما جاء لطلب يدكِ كان يعرف، ستصدقينني؟»
عندما طلب يدها!
أي أنه ذلك اليوم الذي رأته فيه..
اليوم الذي عرضت فيه الزواج عليه متخلّية عن كرامتها وعزة نفسها..
كيف؟
«بم تشعرين؟»
السؤال صدمها..
ليس لشيء إلا أنها كانت تشعر بالفراغ!
بعد كثير من الامتنان، كثير من الحب، كثير من الأمل..
اختفوا كلهم وتركوا خلفهم خواء كاملًا!
الأيام الماضية، كانت تتصرف كإنسان آلي، يفعل ما يريده صاحبه!
فتمنح تيم ما يرغب!
كانت كما يريد أن تكون، باستثناء بعض الأوقات التي كانت تفقد فيها السيطرة، فتطفو مشاعرها إلى السطح، مسببة لها الحيرة والضياع!
«لا أعرف، أنا لا أفهم نفسي!»
همست بضعف، تقترب بجسدها من والدتها ترغب في حنانها وحمايتها على حد سواء!
«ألم تتحدثي مع طبيبتك؟»
أبعدت تقور نظراتها عن والدتها في نفور تلقائي..
تتحدث معها؟
ماذا تقول؟
«توقعت أن زواجك من تيم سيجعلكِ تخرجين عن صمتكِ!»
«أمي أرجوكِ!»
همست تقوى، لتنتنهّد هبه بقلة حيلة، وتسحبها إلى حضنها.
لا أحد يفهمها..
الكل يضغط عليها لتتحدث، في حين أنها حقًا لا تجد ما تقوله!
لا تستطيع الحديث عمّا تعرضت له..
بحق الله هي كلما تتذكّر تشعر بالعجز التام، أنها حبيسة تلك اللحظات، بين ذراعيه، تُقتَل روحها بهمساته الوقحة!
كيف تصف الأمر إلى طبيبتها؟
أي ألفاظ ستختارها للتعبير؟
«لا بأس، كما تريدين!»
زفرت أنفاسها براحة عندما لم تضغط هبه عليها.
«ستذهبين لإيمان؟»
أكدت هبه، لتقول تقوى بشوق: «أتمنى لو أذهب معكِ، اشتقت إليها جدًا!»
ضحكت هبه ضحكة صغيرة، وقالت بمرح: «رؤيتها باتت مطلبًا جماهيريًا، لكن أختَيكِ لا يدفعهما الشوق مثلكِ، بل تريدان المشاهدة والاستمتاع بنقارها مع عمار!»
ضحكت تقوى على كلماتها، وقالت غير مصدقة: «لهذه الدرجة؟»
ازدادت ضحكات هبه مع تذكّرها ليلة زواجهما.
«لم ترهما ذلك اليوم، قالت له أنها لن تعود معه إلى منزله، فحملها كالأطفال!»
«معقول؟»
على مسافة منهما راقب تيم ضحكاتها وانشراحها براحة، يتمنى لو لا تزول ضحكتها هذه أبدًا!

**********

«والدتكِ بالخارج، ترغب في رؤيتكِ.»
ركّزت إيمان في هاتفها متجاهلة كلمات عمار..
فتحرك نحوها، سحب الهاتف منها وسط اعتراضها.
«أعد لي هاتفي!»
«والدتكِ بالخارج!»
«سمعت، ولا أريد رؤيتها!»
هتفت متذمّرة كالأطفال، مستفزّة رجولته..
بصعوبة شديدة كبح كثيرًا من الأفكار المنحرفة التي يتوق لتنفيذها في هذه اللحظة!
وقال مهدّدًا: «لو لم تخرجي إليها حالًا، سأفعل ما أموت لفعله، وصدقيني ما أريده لن يعجبكِ إطلاقًا!»
لم يُخِفها تهدّيده بقدر ما أخافتها نظراته العابثة، تلك الشقاوة التي تلتمع في حدقتيه!
داهمها التوتر، فاستسلمت لتخرج إلى والدتها.
رمقها عمار كاتمًا ضحكته وهي تتحرك متأفّفة، تبرطم بعدة كلمات غير مفهومة، تجلس على مسافة من والدتها دون حديث.
«لو لم تشتاقي إليّ، على الأقل اسأليني عن حالي!»
زمّت إيمان شفتيها، وقالت معاتبة: «وأنتِ لو تعتبريني ابنتكِ، كنتِ سألتِ عنّي!»
قالت هبه بصدمة مصطنعة: «مَن قال أنني لا أسأل؟!»
وجهت كلماتها لعمار الذي أخذ يقترب منهما: «ألم أتصل بك كل يوم لأطمئن عليها؟»
«حدث!»
قال عمار مؤكّدًا بينما يجلس جوار إيمان.
«بحق الله!»
تعالت ضحكات هبه وعمار إليها..
وهبه تفتح لها ذراعيها، تقول لها: «تعالي إليّ، افتقدتكِ كثيرًا!»
لم تستطِع إيمان المقاومة أكثر، خاصة وشوقها إلى والدتها كان وصل أقصاه..
استجابت إلى ندائها، تضمها بقوة، تقول معاتبة: «لو أنكِ تحبينني حقًا ما كنتِ لتزوجيني به!»
أصدر عمار صوتًا معترضًا وإيمان ترقّص له حاجبيها بإغاظة.
من دون خجل، نهض يسحبها من حضن والدتها لتجلس بجانبه.
«تعالي إليّ!»
ثم يهمس في أذنها مهدّدًا: «احترمي نفسكِ وإلا ستندمين!»
رمقته بغضب، غافلة عن نظرات هبه المراقبة لهما، لتطمئن عليها!
تستطيع رؤية الغضب في عينيها، تحفز جسدها كأنها تنوي الفرار في أي وقت!
انكماش ملامحها كأن هناك ما يثير نفورها!
لكن وسط كل ذلك..
لم تغفل عن تلك النظرة في عينيها..
نظرة ضياع..
إنما ضياع محبّب!
ذلك الضياع الذي لا ينتهي إلا عند رجل حضنه كوطن يحتوي ساكنه!
وإيمان..
تتخبّط هنا وهناك في ضياعها، حتى تجد وطنها!
أمسكت هبه بالقلادة التي تحيط بعنقها، تلك التي تحمل صورة إسلام..
كأنها تُشهده على هذه اللحظة!
أنها قد تحملت المسؤولية وسلّمت بعض الأمانات إلى أصحابها!
لا يتبقى معها سوى أمانة واحدة، وتتمنى أن تسلّمها هي الأخرى قريبًا لترتاح!

**********

وضعت كوبي من القهوة على المائدة، جلست بجانبه، تكاد تكون ملتصقة به، تسأله بفضول: «ماذا تفعل؟»
أجابها بلا مبالاة: «أحاول التواصل مع ترنيم.»
تأفّفت الفتاة مبتعدة عنه، تشرب من كوب قهوتها، ومعاذ يحاول الاتصال من جديد بـ ترنيم، ويلقى نفس النتيجة، لا رد!
ألقى الهاتف ممتعضًا، أشعل سيجارته ونفث منها بغضب.
«تبدو محبطًا!»
رمق رفيقته بطرف عينيه، وقال بتصميم: «لن أستسلم، سأحصل عليها!»
«أعلم أنك ستفعل!»
هتفت دون جهد منها لإخفاء ضيقها من كلماته.
«لكن الحصول عليها ليس سهلًا!»
«وليس مستحيلًا!»
تأفّفت من جديد، سحبت السيجارة من بين شفتيه لتضعها بين شفتيها، تُخرِج فيها غضبها وإحباطها..
لاحظ معاذ حالتها تلك، فالتقط كف يدها، يطبع عليه قبلة طويلة، ثم يهمس بإغواء: «ستقضين الليلة معي؟»
زمّت شفتيها تتمنّع بدلال تعرف أنه يعجبه، يثيره.
فاقترب بمقعده منها، وهمس في أذنها بعدة كلمات جعلتها ترتجف رغبة.
«لنذهب الآن!»
همست بخشونة، وبيدين مرتعشتين أخذت تلتقط أغراضها..
ليبتسم معاذ بزهو، يتخيّل يومًا تكون فيه ترنيم طوع يديه..
تستجيب لهمساته ولمساته بنفس اللهفة!
وإن هذا اليوم لقريب!

**********

تركت رنيم الكتاب بضجر، وقالت متأفّفة: «مللت، مللت، مللت!»
ضحكت ترنيم دون تعليق، مدركة تلك الحالة التي تصيب شقيقتها كلما اقترب اختبار هام.
«لو فكرتِ تخطي باب الغرفة ستجدين حذاء أمي في وجهكِ!»
«مللت، مللت!»
ضحكت ترنيم، ورنيم تعتدل في جلستها، تسألها بفضول: «لم تتحدثي مع معاذ؟»
تنهّدت ترنيم مدركة أنها ستكون الوسيلة لتخلّص رنيم من مللها.
«لا!»
«لم تردي عليه حتى الآن؟»
هتفت رنيم بصدمة، مستنكرة تصرف توأمتها..
وصمت ترنيم زادها غضبًا!
«غبية، أقسم بالله غبية، لن ترتاحي إلا عندما يضيع من بين يديكِ!»
وفكرة فراقها عن معاذ مرعبة، قاتلة!
أن تفقد الشخص الوحيد الذي يحبها، لا يهتم بعيوبها، قلة جمالها، تردّدها، عدم ثقتها في نفسها، بلاهتها..
يا الله كيف ستتحمل؟
سقطت دموعها من عينيها، لتقفز رنيم إليها، صارخة: «آسفة، آسفة، لا تبكي!»
أزالت دموع توأمتها بكفيها كارهة نفسها لأنها السبب فيها..
قد يظن البعض أنهما مختلفتان تمامًا، أنها أفضل من ترنيم بكثير كمظهر وشخصية..
قد يقولون أن شقيقتها تغار منها..
لكن الحقيقة أنها جزء لا يتجزأ من ترنيم..
وعلى الرغم من أنهما في نفس العمر، إلا أنها أوقاتًا كثيرة تشعر أن ترنيم والدتها!
أيمكن لأم أن تغار من ابنتها؟
أيمكن لفتاة أن تكره والدتها؟
صحيح هي فتاة اجتماعية، مميزة، إلا أن شخصيتها أبدًا لا تقارن بترنيم..
لا تبالغ إن قالت أنها بالنسبة إليها صفر على اليسار!
فـ ترنيم بحنانها، تسامُحها، طيبتها، أفضل منها بمراحل..
لكن المحيطين بهما لا يرون ذلك!
ينفرون من انطواء شقيقتها، يعتقدونه غرورًا وتعجرفًا، غافلين عن أي قلب كبير تحمل!
«أنا خائفة، لا أريده أن يتركني!»
قالت ترنيم بضعف..
لتمسح رنيم المزيد من دموعها، بقوة تخالف ضعفها تهتف: «لن يفعل، لن نسمح له!»
رمقتها ترنيم طويلًا، تستمدّ بعض القوة منها، فابتسمت رنيم ابتسامة شيطانية، وقالت: «لو كان أحمقًا وفكر في الابتعاد عنكِ، سيجدني أمامه أحول حياته إلى جحيم، فسيعود إليكِ سريعًا خوفًا منّي!»
ملامحها الإجرامية جلبت الابتسامة إلى شفتي ترنيم.
«لا أريد أن يخاف منكِ، أريد أن يرغبني، يحبني!»
«هو بالفعل يحبكِ!»
قالت رنيم بيقين، جعل ترنيم تسألها بارتباك: «وأنا أحبه؟»
وكأنها لا تعرف، لا تدرك مشاعرها نحوه!
تنتظر تصريحًا من توأمتها لتفهم نفسها!
«أنتِ تعشقينه، لقد تعديتِ معه الحب بمراحل!»
زفرت ترنيم أنفاسها، تسألها بحيرة: «ماذا أفعل؟»
نظرة خبرة برقت في عيني رنيم، وهي تقول: «أولّا ستتحدثين معه.»
هزت ترنيم رأسها بحرج، غير متقبّلة الاقتراح بتاتًا.
«ماذا إن سألني عن آسر، لا.. لا أستطيع مواجهته!»
ولأن رنيم تدرك ذلك الجزء في شخصية توأمتها، قالت بمكر: «صدقيني هو سينسى آسر واسمه حتى حينما يراكِ!»
رمقتها ترنيم بعدم فهم، راقبتها بينما تتجه إلى دولابهما المشترك، تُخرِج منه الكثير والكثير من الملابس!
«ماذا تفعلين؟»
تجاهلتها رنيم تمامًا، وبدأت البحث!

**********

بعد بعض الوقت
«أنا لا أستطيع فعل ذلك!»
غير مبالية برد فعل توأمتها، أرسلت رنيم رسالة إلى معاذ- من هاتف توأمتها- تطلب منه أن يلاقيها بعد ربع ساعة عند أول شارعهما!
«رنيم!»
هتفت ترنيم بـ اسم شقيقتها، آملة أن تهتم رنيم باعتراضها، لكن الأخيرة لم تبالِ!
فإن لم تضغط عليها، تدفعها دفعًا للمواجهة ونيل ما تستحقه، ترنيم لن تفعل!
ستظل في الظل تراقب، حتى لو كانت المراقبة تؤدي إلى تعاستها!
ستقتنع أنها النهاية التي تستحقها!
أحيانًا كثيرة تفكر لو كانت هي وترنيم متطابقتين، متشابهتين في كل شيء، ومع سيطرة والدهما الشديدة عليهما، كيف كانت لتكون حياتهما!
بالتأكيد واحدة منهما كانت ستنتقل إلى ظل رجل لا يختلف كثيرًا عن والدهما، فتقضي البقيّة من حياتها سجينة أربع جدران، حتى تفقد عقلها!
والثانية لربما فازت برجل مختلف، يمنحها الحرية التي لطالما نشدتها، لكن مع قلة خبرتها تؤدي هذه الحرية إلى الهلاك!
لذلك هي غير ناقمة على اختلاف شخصيتيهما، بالعكس تراه نعمة من الله، رحمة بهما!
لذلك هي لا ترى تمرّدها عيبًا، بل هو مطلوب لتتعرّف على العالم الخارجي، تفهمه، فتعرف كيف تتعامل مع أبنائه!
تمرّدها وسيلة لنجاة ترنيم، فتستطيع إنقاذها إن وقعت في مشكلة ما، لأنها الأكثر خبرة!

**********

بعد دقائق
«لن يستطيع تمالك نفسه عند رؤيتكِ!»
قالت رنيم بإعجاب.
وترنيم تقف أمامها، تتأمل نفسها في ذلك الفستان القصير الذي يصل إلى منتصف ساقيها، يلتصق بجسدها النحيف موضحًا منحنياته، شعرها الطويل نسبيًا منساب على كتفيها، تحيط خصلاته بوجهها الدائري المزيّن بزينة خفيفة..
كانت تبدو جميلة كما قالت رنيم، لكنها لا ترى ذلك!
«حقًا؟
هل سأعجبه؟»
سألتها بعدم ثقة وعيناها تنتقلان بينها وبين توأمتها من خلال المرآة..
لا ترى نفسها إلا صورة باهتة بجانبها، كما كانت دومًا!
«سأتركه يخبركِ هو بنفسه!»
قالت رنيم بمكر، ثم ألقت نظرة على الساعة، لتقول بعجلة: «سيأتي قريبًا، هيا كي لا تتأخري!»
حينها استيقظت ترنيم إلى نفسها، وقالت بذعر: «أبي، ماذا سنقول لأبي؟»
جزت رنيم على أسنانها تسبّ توأمتها بينها وبين نفسها، وسألتها ساخرة: «برأيك ماذا نخبره؟»
فرقعت ترنيم أصابعها المطلية بطلاء أحمر بتوتر، وقالت بحيرة: «لا أعرف رنيم، تصرفي!»
«بالطبع سأتصرف!»
قالت بينما تسحبها، تفتح الباب بهدوء كي لا ينتبه أي من والديهما إليهما.
«لا تصدري صوتًا!»
همست إلى ترنيم بينما تتحرك بها إلى ممر جانبي كانا لا يستخدمانه كثيرًا، هبطت معها إلى الطابق الأرضي، من ثم اتجها إلى غرفة مغلقة تستخدمها والدتهما عادة في تخزين الأغراض الغير هامة.
«إلى أين نذهب؟»
أشارت لها رنيم بالصمت، وبحذر فتحت الباب الذي يحتل الطرف الأخر من المنزل، المطل على حديقة البيت الخلفية!
سارا معًا لثوانٍ، حتى توقفت ترنيم بصدمة وهي ترى مخرج آخر للمنزل على أحد الشوارع الجانبية!
«هكذا كنتِ تخرجين دومًا دون معرفة والداي؟»
رفعت رنيم رأسها بفخر سعيدة بإنجازها..
منذ ذلك اليوم الذي استوعبت فيه العالم من حولها، فطنت إلى قيود والدها التي تمنعها من التمتّع بحياتها، أعلنت عدم الاستسلام!
ظلت لأيام طويلة تبحث عن طريقة تعيش بها حياتها دون أن تؤثّر تحكمات والدها عليها، حتى صادف يومًا كانوا يجددون فيه بيتهم، فوجدت والدها يتجه مع بعض العمال إلى ذلك المخرج..
ومن يومها أصبح وسيلتها للهرب كلما تشاء!
للحظة نسيت ترنيم معاذ وكل خططهما لمصالحته، وركزت في ما تفعله رنيم..
صحيح هي بنفسها لطالما ساعدتها على الخروج بدون علم والدهما، غطّت على غيابها..
لكن قيامها بالمغامرة جعل شعورًا بالذعر يتسلّل إليها!
وصلت رسالة إلى هاتقها من معاذ يخبرها عن وصوله، لتدفعها رنيم بسرعة للذهاب إليه..
فلا تجد الوقت الكافي لفهم مشاعرها ولا إلى أي خطر كانت تُلقى هي وشقيقتها فيه!

**********

في سيارته..
طرق معاذ على المقود لا يصدق أنه سيراها حقًا بعد لحظات!
إنها تلك المرات القليلة التي تصدمه فيها!
وإن كان اختيارها لموعد المقابلة صَدَمه، فبالتأكيد رؤيته لها وهي تسير متوترة، تلتفت حول نفسها خوفًا من أن يتعرف عليها أحدهم..
وترتدي!
عضّ على شفتيه، اشتعل جسده بحرارة وهو يرى فستانها المُفصِّل لجسدها، القصير فيكشف جمال ساقيها..
يريدها، يريدها ولا يستطيع السيطرة على نفسه أكثر!
فتحت ترنيم الباب المجاور له، وصعدت إلى السيارة.
«مرحبًا!»
تورّد وجهها وهي ترى نظراته المشتعلة نحوها، واطمأن قلبها من عدم غضبه عليها!
«أسبوع تقريبًا لا تتحدثين معي، والآن تقولين مرحبًا!»
همس بعتاب بينما يقترب بجسده منها، يكاد يلامسها..
أجفلت ترنيم قليلًا، لكنها هذه المرة لم تحاول الابتعاد!
أبعد معاذ خصلة من شعرها خلف أذنها، وهمس بحرارة: «لن أخبركِ عن مدى شوقي إليكِ؛ لأن أي كلمات، أي وصف، ظالم لمشاعري!»
أطرقت رأسها مبتسمة، وهمست بخجل: «وأنا أيضًا، لا أعرف كيف أعبر عن شوقي إليك!»
«كاذبة!»
لم يتردّد في القول، يده تحط على وجنتها، يقول بأسى متقن: «أوقات كثيرة أشك في مشاعركِ نحوي!»
رفعت نظراتها إليه، ترمقه بعتاب وعدم تصديق.
«أنا أحبك!»
عاد إلى مقعده مطلقًا ضحكة ساخرة، أخرج سيجارته وأشعلها، ثم قال: «تحبينني؟
أنتِ لا تمتلكين نحوي إلا هذه الكلمة..
الكلمة فقط، لكن معناها..!»
ترك بقية كلماته مُعلقَة، وسيطر الصمت عليهما للحظات..
هي تفكر في كلماته..
وهو مقرر ألا مزيد من إهدار الوقت وعدم استغلال الفرص!
«لِمَ اختفيتِ؟»
سألها مواجهًا..
فأيقنت أن أي كذب أو مراوغة ستؤدي إلى مزيد من المسافات بينهما!
«آخر مرة، رؤية آسر لنا!»
انتفضت وهو يضرب المقود بغضب، يهتف من بين أسنانه: «ذلك التافه!»
كادت توضح له، تخبره أن السبب الأول لابتعادها هو خجلها منه، عدم قدرتها على مواجهته..
لكنه لم يعطِها الفرصة!
مركز في هدفه، دنى منها، يمسك وجنتيها بكفه، يقول مهدّدًا: «لن أسمح لكِ بالابتعاد ترنيم، أنتِ لي.. أنا.. ملكي!»
ارتسم الذعر على ملامحها وهي ترى احمرار وجهه، الغضب المطلّ من عينيه..
بغباء، بحماقة، أخطأت الفهم!
ظنت أن انفعاله وتوتره غيرة وغضب، غافلة عن الحقيقة!
«معاذ أرجوك!»
تحولت لمسته إلى أخرى حانية، يده تتحرك على وجنتها، يهمس بعذاب.. مَن يرى نجمة من بعيد ولا يستطيع لمسها!
«أرجوكِ أنتِ ترنيم، أرجوكِ أنتِ، أنا تعبت!»
أغمضت عينيها بقلة حيلة، فأمرها بعنف: «افتحي عينيكِ، انظري إليّ!»
«معاذ!»
نطقت اسمه بضعف، فهتف بتملّك: «أنا أريدكِ ترنيم!»
«وأنا أيضًا!»
اعترفت بهمس..
فمارس ضغطه عليها، عازمًا على نيل استسلامها هذه المرة!
«لكنني لا أرى ذلك، أنتِ لا تفعلين أي شيء في سبيل حبنا!»
ماذا يمكنها أن تفعل؟
نطقت عيناها بالسؤال، فأجابها ناطقًا بسؤال آخر :«تحبينني حقًا؟»
أومأت مؤكّدة.
«إذًا لنتزوج!»
فرحة..
ذهول..
عدم تصديق..
وفرحة!
«نتزوج؟»
لم يكُن سؤالًا، نبرتها لم تحمل الحيرة المُفترَضة، بل حملت كل أنواع السعادة!
«الآن!»
قال بانتصار لم تدركه، غارقة في أحلامها الوردية، ساذجة لدرجة لا تكتشف الفخ الذي ينصبه لها!
«الآن!
كيف؟»
تلاعب بخصلات شعرها مبعثرًا مشاعرها، فبالكاد استوعبت كلماته!
«تعرفين أنه للأسف لا نستطيع الزواج إلا بعد موافقة عائلتنا، وهذا مستحيل حاليًا بسبب دراستنا!»
توترت في مكانها ولمساته تفعل فيها الأفاعيل.
«كيف سنتزوج إذًا؟»
سحبها من خصرها لتصبح قريبة جدًا منه، تشعر بدفء جسده، صلابة عضلاته.
«أنا أريدكِ ترنيم..
فهل تريدينني بنفس القوة، لدرجة فعل أي شيء لنكون سويًا؟»
«أكيد!»
أجابته بدون تردد، وتأثيره عليها يجعل عقلها عاطلًا عن العمل!
«إذًا سنتزوج الآن!»
رمقته بحيرة، فتحركت يده على خصرها بحركات دائرية ناعمة..
زيّنت شفتاه ابتسامة فهد أوشك على التهام فريسته..
همس برقة: «سنكتب ورقة، يوقع عليها اثنان من أصدقائي، وتكونين زوجتي!»
لثواني حدقت فيه بعدم استيعاب، ثم أبعدت ذراعيه عنها، وهي تسأله بعدم تصديق: «زواج عرفي؟»
تمسّك بها، طبع قبلة على وجنتها، همس وشفتاه ملتصقتان بها: «ورقة تضمن حقي بكِ وحقكِ بي..
ورقة أستطيع بها التمتّع بحبكِ والتواجد بجانبكِ..
ورقة تمنع عقلكِ من التفكير في علاقتنا والخوف من مستقبلنا..
قد ترينه زواجًا عرفيًا، لكنني أراه حياة أبدأها معكِ من خلال هذه الورقة!»
«لكن!»
حاولت الاعتراض بضعف، فقاطعها مانعًا أي من محاولاتها للتملّص:
«لو تحبينني ستقبلين لتكوني معي..
ولو رفضتِ!»
تركها بإرادته الحرة، يهمس بضيق: «لو رفضتِ ستنتهي علاقتنا..
فأنا سأمت من تقديم كل شيء وفي النهاية لا أنال أي شيء!»
«معاذ!»
أبعد وجهه للناحية الأخرى، وأشعل سيجارته يدخن منها.
«ستتخذين قراركِ الآن ترنيم، معكِ حتى تنتهي هذه السجارة..
وبيدكِ تحددين مستقبلنا، إما معًا أو..»
زفر أنفاسه بإحباط..
يعلم تأثير أفعاله وكلماته عليها!
هذه المرة واثق من النجاح!
لقد ضغط عليها بكل قوته، كما لم يعطِها فرصة للتفكير فتدرك أي مصيبة توشك أن توقع نفسها فيها!
أخذ نفسًا من سيجارته منتشيًا، لحظات، ثوانٍ قليلة وينالها كما يريد!
سيتمتّع بها وبجسدها، وبعدها يلقيها كأي غرض لا قيمة له!
«أنا موافقة!»
لم تستغرق الكثير من التفكير لإعلان موافقتها..
فكرة أن تفترق عنه تكاد تقنلها..
هي له، وهو لها، مهما اختلفت الطريقة، المهم النتيجة!
بلا تردد أخرج معاذ ورقة فارغة، وبدأ في كتابة العقد قبل أن تغيّر رأيها!
«وقعي هنا!»
بتردّد التقطت القلم، فوضع يده على يدها يثبّت ارتعاشها، يحثها برقة.
«أشعر أن قلبي سيخرج من صدري من شدة السعادة!»
وصدقته..
ألا تشعر بالمثل؟
فكيف لا تفعل؟
وقعت اسمها بجوار اسمه..
ليثني الورقة ويضعها في جيب سترته..
يحيط بوجنتيها هامسًا بابتسامة لم ترَها إلا شديدة الجاذبية:
«مبارك يا سيدة معاذ الشناوي!»
اقترب أكثر، يتابع أمام شفتيها: «يا الله كم تمنيت تقبيلك!»
ثم التقطهما يسيطر على ارتعاشهما، يتذوق رحيقهما، يمنحها قبلتها الأولى.
قبلة لن تنساها طوال حياتها!

**********

بعد ساعة
دخلت ترنيم غرفتها، لتنتفض رنيم فور رؤيتها.
«كيف عدتِ؟
لِمَ لم تتصلي بي لأدخلكِ؟»
لم ترد عليها ترنيم واتجهت إلى الحمام.
فتابعتها رنيم بنظرات متعجبة!
أغلقت ترنيم باب الحمام عليها، بصدمة أخذت تنظر إلى فستانها الغير مهندم بسبب لمسات معاذ!
أغمضت عينيها متذكّرة جرأته، ما فعله، لتصدر شهقة من شفتيها، تلتها الكثير من الدموع..
ماذا فعلت؟
يا الله كيف وافقته؟
جلست أرضًا، شهقاتها تتعالى، تضع أصابعها على شفتيها موضع قبلته، ثم ببطء، بارتعاش، تلمس كل الأماكن التي وضع بصمته عليها!
«ترنيم أنتِ بخير؟
افتحي الباب!»
لم تستمع إلى شقيقتها، لكن مع إصرارها استسلمت.
«أنا بخير، دقيقة وسأخرج!»
بثقل نهضت تغسل وجهها، تزيل آثار دموعها، ثم خرجت إلى توأمتها.
استقبلتها رنيم بذعر، تسألها: «ماذا حدث؟
لِمَ كنتِ تبكين؟»
بصعوبة أجابتها: «لا شيء، لا تقلقي!»
«هل تشاجرتِ مع معاذ؟»
سألتها رنيم متوقعة الإجابة، إلا أن توقعها هذه المرة خائب..
وترنيم لن تصارحها بذلك، لأول مرة تخفي عنها شيئًا!
«تقريبًا!»
أجابتها بإيجاز، ثم أخذت ملابسها لتبدلها، لتفهم رنيم عدم رغبتها في الحديث.

**********

صباح اليوم التالي
«هيا سنتأخر!»
مستلقية على سريرها، لم تستجِب ترنيم لنداء توأمتها..
نظرت رنيم إليها لتجدها على حالها، فاقتربت تجلس على السرير بجانبها، تسألها: «ماذا فعل معاذ بكِ؟»
أجفلت ترنيم والسؤال يضربها في الصميم..
خائفة مما يمكن أن تصل إليه توأمتها، أجابت بسرعة: «لم يفعل شيئًا، أنا بخير!»
لدقيقة كاملة حدقت فيها رنيم، تتأمل شحوب ملامحها، إرهاقها الدال على ليلة طويلة لم تذُق فيها النوم.
«كاذبة، تعرفين أنني أشعر بكِ!»
توترت ترنيم، فنهضت على عجل، تقول بنزق: «ماذا تريدين؟
نذهب إلى الجامعة؟
حسنًا دقائق وسأكون جاهزة!»
اختفت من أمامها هربًا من مواجهتها، وسؤال وحيد يدور في بالها..
كيف ستواجه والديها بما فعلته إن كانت لا تستطيع الفعل مع توأمتها؟!

**********

«ترنيم!»
وقفت التوأمتان على صوت معاذ..
نقلت رنيم نظراتها بينها وبين شقيقتها، تتأمل لهفته، ابتسامته السعيدة..
ثم تعود نظراتها إلى توأمتها التي تتململ في مكانها، كأن هناك ما تخشاه!
«ظننت أنكما متشاجران!»
هتفت بهجوم مَن يرغب في الفهم..
فعقد معاذ حاجبيه بريبة، كاد أن يرد عليها، إلا أن ترنيم سارعت بالتوضيح كاذبة: «اختلفنا ككل مرة فقط!»
زمّت رنيم شفتيها حزينة على ضياع كل جهودها مساء أمس..
تحركت تترك لهما المساحة المناسبة، وهي تقول: «سأسبقكِ إلى المحاضرة إذًا!»
أمسكها معاذ من ذراعها، وسحبها جانبًا؛ بعيدًا عن أعين الطلبة، فلم تقاومه!
انفرد بها، يلمس وجنتها بتوق..
يرغبها، يريدها بشدة، وما حصل عليه أمس لم يروِ رجولته!
«حبيبتي!»
«معاذ!»
نطقت اسمه باستغاثة، استجداء..
فتأوه مستجيبًا، لا يصدق أنها تنطق اسمه بكل هذا الضعف، بكل هذه الحاجة!
وضعت أصابعها على شفتيه تمنع قبلته التي يوشك على وصم روحها بها.
«معاذ، نحن سنتزوج، صحيح؟»
بخوف سألته، فأجابها بدون تفكير: «نحن متزوجان بالفعل!»
شعر بارتجافها، ففطن لمغزى سؤالها!
«ترنيم، ألا تثقين بي حبيبتي؟»
أطرقت رأسها كي لا يرى خوفها وخزيها!
«أنا خائفة، لو عرف أبي!»
ابتسم بثقة يعلم أنها ستصدق كلماته، لن تكذبه!
«لن يعرف، عندما أقابله لأطلب يدكِ لن أخبره، سيظل هذا سرنا الصغير حتى آخر العمر!»
«لن يعرف أي أحد؟»
«ولا أحد!»
قال مؤكّدًا، لترفع له نظراتها مبتسمة.
«هكذا أريني ابتسامتكِ، ولا تقلقي، لا يتبقى على هذا العام سوى شهر واحد، ومع بداية العام المقبل سأتقدم لخطبتكِ، والدكِ لن يستطيع الرفض لأنني سأكون في سنتي النهائية، وسنتزوج رسميًا بعد إنهائكِ لدراستكِ لا مشكلة لدي.»
المهم أن تكون علاقتهما في النور..
ألا تخذل والديها وهي التي لم تنَم طوال الليل فزعًا، مفكرة في رد فعلهما لو عرفا!
«أنا أحبك معاذ!»
«تحبينني أنا فقط؟»
رمقته بعدم فهم، فحرك أصابعه على جسدها، وهو يهمس بحرارة: «لم تحبي قبلاتي، ولمساتي؟»
«معاذ!»
صرخت بخجل بينما تغطي وجهها بكفيها..
فضحك منتشيًا، وأخبرها: «سنقضي اليوم سويًا، لن أقبل أي اعتراضات!»

يتبع


Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-02-23, 10:06 PM   #180

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي


على الجانب الآخر
أسرعت جميلة إلى صديقاتها بحماس، اختطفت العصير من أمام درة، وتجرعته على مرة واحدة.
«هاي أنتِ!»
وبختها درة بينما تحاول إنقاذ ما تبقى من مشروبها المفضّل.
فقالت إحداهنّ بمرح: «أحبه، أحبه، يا ناس أحبه!»
صرخت بصوت شبه مسموع لفت بعض الأنظار إليهنّ..
فوبختها درة ثانية: «ستفضحيننا!»
والثانية تقول بإدراك: «ماذا فعل لكِ هذه المرة؟»
قطّبت درة حاجبيها بحيرة، متابعة الحوار بفضول.
«ابتسم لي، تصدقين!»
«لا حول ولا قوة إلا بالله!»
حوقلت الرابعة، ثم تعالت ضحكات الاثنتين على جميلة..
ودرة تقول باستهزاء: «معجب جديد؟
ألا تملين يا ابنتي؟»
«بصراحة هذه المرة لديها حق في إعجابها، لولا أنني مرتبطة لركضت خلفه ونافستها عليه!»
لوت درة شفتيها صارخة، وصديقتها الأخرى تقول: «أتفق!»
«ناقصات عقل أقسم بالله!»
قالت درة باستهزاء، لتواجهها صديقتها بمنطق: «تعرفين أنني لست تافهة مثلهما ولا أخرّ راكعة أمام وسامة رجل..
لكن الدكتور ياسين حقًا مختلف، يكفي تعاطفه مع الشباب وسعيه لكشف الحقيقة!»
قالت جميلة بعدم تصديق: «إذًا الإشاعات المتداولة حقيقية!
هو يسعى لمعرفة مَن خلف الأفلام المصورة!»
ودرة تسأل بريبة: «مَن الدكتور ياسين؟»
نظر الثلاثة إليها، وجميلة تقول مستدركة: «أها نعم أنتِ لم ترِه بعد، إنه معيد جديد..
واضح أنه يمتلك وساطة كبيرة لينضم إلى الجامعة في هذا التوقيت..
كانت أول محاضرة له الأسبوع الماضي عندما كنتِ متغيبة.»
ابتسامة ساخرة ارتسمت على شفتي درة، وهي تقول باستهانة: «انضم للجامعة من أسبوع ويرغب في كشف الحقيقة!
واضح أنه لا يهدر وقته!»
تجاهلت جميلة كلماتها، وقالت بحالمية: «لو ترينه يا درة، كتلة من الوسامة والجاذبية تسير على قدمين!»
مع انتهاء كلماتها دخل ياسين إلى مقهى الجامعة، يسير مع أحد زملائه، يتحدث معه بملامح جادة ووجه عابس.
«انظري ها هو!»
التفتت درة إلى ما تشير إليه جميلة..
لتصطدم نظراتها بجسد طويل، عريض، مما يدل على مواظبته على الرياضة، عيناه عسليتان، تلمح فيهما ثقة في النفس تصل إلى الغرور!
ملامحة خشنة، رجولية، تستفز أي أنثى للمسها..
عداها!
عادت بنظراتها إلى صديقاتها، تقول بعدم اقتناع: «لا أعتقد أنه قادر على كشف الحقيقة!»
ثم نهضت متابعة: «سأذهب لأحضر عصيرًا بدل الذي شربتِه!»

**********

بعد يومين
قبّل معاذ كتف ترنيم العاري، هابط بقبلاته إلى صدرها، يُشعِل أنوثتها بلمساته الخبيرة.
وبين الوعي واللاوعي، همست ترنيم: «معاذ تأخرت، يجب أن أعود قبل أن ينتبه أبي!»
لثوانٍ ظنت أنه لم يستمع إليها، حتى ابتعد عن جسدها متنهّدًا بإحباط!
بخجل، وهي التي لم تعتد بعد، أحاطت نفسها بالفراش، ونهضت تلتقط ملابسها من على الأرض!
وبمشاكسة، أزال معاذ الفراش من عليها، يقول بجرأة مقصودة: «لا داعٍ لتغطية جسدكِ، لقد رأيته كله بالفعل!»
«معاذ!»
نهرته بخجل، وهي تسارع بارتداء ملابسها مخفية جسدها عن نظراته الجائعة..
همس بعدة كلمات جعلتها تتورّد خجلًا، بصوت غير مسموع همست: «مستحيل أن أفعل ذلك!»
ضحك بثقة، وقال: «سترين!»
تأملته بنظرات عاشقة؛ ملامحه المرتخية، حدقتاه اللامعتان، صدره القوي الذي ضمها كثيرًا اليومين الماضيين، و..!
«ليت ما أفكر فيه صحيحًا!»
نبرته العابثة، نظراته الجريئة، جعلاها تدرك إلى أي اتجاه سارت أفكاره المنحرفة..
أصدرت صوتًا ممتعضًا، التقطت هاتفها، تقول: «سأرسل إلى رنيم لأرى أين هي.»
راقبها بابتسامة..
سعيد؟
هو في أوج سعادته، أشد حالاته رضا، وأكثرها فرحة بالانتصار..
مَن كان ليصدق أنه سيستطيع السيطرة عليها؟!
هي التوأم العاقلة، الهادئة، خلاف شقيقتها..
أقسم يوم رؤيتها على إزالة هذه الصورة الجامدة وامتلاكها..
وها هو نجح، أو كاد!
تركت ترنيم هاتفها، لتصطدم بنظراته الشاردة فيها..
فتورّد وجهها، ورغم خجلها الشديد إلا أنها مالت تطبع قبلة على شفتيه..
قبلة صغيرة، لكن ذات تأثير عظيم على رجولته المنتشية!
«آسفة!»
ذلك الضعف الذي يتخلّل نبرتها..
ضعف لطالما اشتاق لرؤيته والتمتّع به!
«ماذا أخبرتكِ رنيم؟»
بشقاوة أجابته، راغبة في إرضائه: «لا زال أمامنا ساعة كاملة!»
«رائع، تعالي إليّ!»
مالت فوقه، يحتضنها بذراعيه، يُشبع رغبته فيها، يمتص روحها..
وهي غارقة في عالم لم تحلم به من قبل، عالم أكسبها الثقة التي لم تمتلكها يومًا، وأغرقها فيه معاذ بالحب!

**********

انقلبت ملامح ياسين وهو يشاهد الفيلم الذي أرسله له أحد الطلبة بعد وعده لهم بحمايتهم وكشف الحقيقة!
شاهد تفاصيله المقرفة وهو يشعر بالاشمئزاز..
كيف لرجل أن يفعل في نفسه ذلك؟
ماذا يجني خلف تصوير نفسه بهذه الطريقة؟
لا شك لديه أن الفاعل أنثى..
فتاة تقدم له نفس العرض تقريبًا، فتكون مكافأتها واحد مماثل!
لكن ما يتم نشره فيلم الرجل فقط!
هذه الفتاة تستغل رغبات الشباب المكبوتة، تلقي لهم طُعمًا صغيرًا تستفز به رجولتهم..
تطلب منهم نوعًا من أنواع المتعة واعدة إياهم بالمزيد!
والمزيد ليس سوى فيلمًا إباحيًا تفضح شريكها فيه!
لم يكَد ينتهي من الفيلم حتى أُرسِلَ إليه واحدًا آخر، مُرفَق برسالة:
«هذه أول مرة يتم نشر فيلمين في نفس التوقيت..
هذان أولَا الدفعة الرابعة، وأكثر شابين على خُلق ويساعدا الجميع!»
كانت الرسالة تحمل تعجبًا واستنكارًا، ينتظر صاحبها توضيحًا من الدكتور الذي وعد بمساعدتهم وعدم التخلي عنهم!
وسيفعل!
لم يكُن متعجبًا كصاحب الرسالة..
بل هو يعرف!
أيًا كان المسؤول عن هذه الأفلام، فقد سمع بسعيه لكشف الأمر..
والفيلمان اللذان تم نشرهما ليسا سوى تحدٍ له!
كأنه يخبره إن كنت قادرًا فاعرفني!
وسيفعل، سيكشفه ويفضحه أمام الجميع، عهد أخذه على نفسه وهو الذي لم يخلف وعدًا منحه قط!

**********

جلس كل من عمار وتيم في أحد المقاهي حتى تنهي إيمان وتقوى شراء ما يلزم لشقة الأخيرة.
«تبدو سعيدًا!»
شاكسه عمار بطفولية، فرد عليه تيم بالمثل:
«تبدو سعيدًا!»
«حسنًا الآن تأكدت!»
صمت للحظة، وضع السكر في كوب الشاي الذي أمامه، وأخذ يقلبه ببطء.
«لقد رأيته!»
سأله تيم بتعجب:«مَن؟»
عمّ الصمت ثوانٍ أخرى، قبل أن يقول عمار: «الرجل الذي يطلق الإشاعات حول تقوى، جاء إلى منزل السيدة هبه ليلة زواجنا!»
الرجل الذي اغتصبها!
غير مدرك لأفكار تيم المتدفقة داخل عقله، تابع بفخر: «أبرحته ضربًا يجعله يفكر ألف مرة قبل أن يقرر الاقتراب منها مجددًا!»
أبرحه ضربًا!
والله حتى القتل لن يطفئ النار التي تحرق صدره!
لو يراه، فقط لو يراه!
انتبه عمار إلى انقلاب ملامح تيم، قبضته المشتدة دليل على عنف أفكاره.
«أنت بخير؟
لم أقصد إزعاجك لكن يجب أن تعرف!»
سأله تيم من بين أسنانه: «لِمَ لم تخبرني من وقتها؟»
«بحق الله بماذا سأخبرك؟
وبمَ كانت ستفيد معرفتك حينها وقد توليت الأمر؟»
«ليس من حقك، ولا من حق أي أحد، أنا مَن سأتولى أمره، لن أتركه إلا بعد ما أقضي عليه!»
تفاجأ عمار من حدة تيم وشراسة تهدّيده، حاول تهدئته: «أعرف أنه تجاوز الحد كثيرًا، لكن الموضوع قد انتهى، أنت زوج..»
قاطعه تيم صارخًا: «بحق الله لا شيء قد انتهى!»
دفع الكوب الذي أمامه ليسقط أرضًا..
فتتعلق نظرات المحيطين لهما..
انتهى كل شيء؟
بعد أن قتل حلمهما..
اغتال براءتها..
قتل روحها..
ينتهي الأمر دون انتقام!
والله أبدًا..
«تيم، اهدأ!»
«لا تقُل لي اهدأ!»
اقترب أحد العمال ليزيل شظايا الزجاج من على الأرض، فاعتذر منه عمار بينما يعطيه ورقة مالية..
عاد بنظراته إلى تيم الواجم..
فزفر أنفاسه بقلة حيلة، لا يلومه، أي رجل يشعر أن امرأته مُعرَضة للخطر سيقيم الدنيا عليه.
«معك حق، أنا أشعر بك، لو إيمان مكان تقوى لغضبت مثلك وأكثر، لكن صدقني أنا لقنتـ»
قاطعه تيم بحنق: «أنت لا تفهم ولا تشعر، فكفّ عن إثارة أعصابي!»
«إذًا أَفهِمني!»
هتف عمار بتهور، ناسيًا أنه هرب من قبل من المعرفة!
وتيم حائر، كيف يخبره؟
ماذا يقول له؟
«لن تحب أن تعرف!»
أجابه بنبرة ذات مغزى ليمتنع عن طرح المزيد من الأسئلة..
ثم فتح هاتفه ليتصل بتقوى، يسألها إن كانتا قد انتهيتا.

**********

دلفت تقوى إلى الشقة وتيم خلفها، يغلق الباب ببطء ونظراته عليها..
أخيرًا، بعد طول انتظار..
بعد تمنّي لأيام، وأحلام لليالي..
هو وهي بمفردهما..
وقفت تقوى في منتصف الصالة ترتجف..
نفس ما يدور في خلده يدور في خلدها!
هو وهي بمفردهما!
انتفض قلبها بلهفة وانكمش جسدها برعب..
لولا مراعاته لها، وعده المنطوق والصامت على عدم لمسها، لفقدت الوعي في الحال!
وقف تيم خلفها، يقول بهدوء: «نصلي؟»
ازداد ارتجافها رهبة..
تحركت اتجاه الغرفة التي اتخذتها لها، تقول متهرّبة: «سأصلي بمفردي، تصبح على...»
أمسكها من ذراعها قبل أن تركض من أمامه، وقال بنفس الهدوء: «يجب أن نصلي سويًا!»
أبعدت عينيها عن نظراته المحدقة فيها، تكاد تكشفها!
«لا تضغط عليّ!»
همست بصوت لا يُسمَع..
لكنه سمعها، بقلبه وروحه سمعها وفهمها.
«ثقي بي!»
هزت رأسها بعنف، توشك على الدخول في حالة انهيار!
«الأمر لا يتعلق بالثقة، تيم إنه.. هو!»
لمس تيم كلتَي ذراعيها بحنو، هامسًا: «اهدئي»
«لن أقدر!»
اقترب بخطواته منها، ويداه تستقران على كتفيها، ينظر في عينيها، يقول: «سأصلي معكِ، لن أترككِ بمفردكِ!»
«لن أستطيع مواجهته!»
ضغط تيم على كتفيها، يقحم الكلمات في عقلها: «لستِ مذنبة لتخجلي من مواجهته..
أنتِ ضحية، صلي وادعي أن يأتي الله بحقكِ!»
هل تفعلها؟
«هيا!»
دفعها تيم اتجاه الحمام لتتوضأ، يلقي الكثير من كلمات التشجيع عليها، يحثها على عدم الاستسلام لشيطانها!
بعد دقائق قليلة كانت تقف خلفه، لا تصدق أنها ها هنا.
على سجادتها..
أمام ربها..
بين يديه بعد ثوانٍ معدودة..
«تيم!»
لم يعطِها الفرصة للحديث، كبّر شارعًا في بدء الصلاة..
وقفت على مفترق طرق..
بإمكانها أن تتراجع!
تيم لا يراها..
بإمكانها أن تركض إلى غرفتها، تغلق الباب عليها، فلا يصل أحد إليها!
بدأ تيم بقراءة سورة الفاتحة بصوت رخيم، مريح..
فوجدت نفسها تكبّر!
{الحمد لله رب العالمين}
يا الله، هي تصلي..
عادت لتفعلها بعد سنوات من الانقطاع!
{الرحمن الرحيم}
الرحمة!
رحمته وسعت كل شيء!
سيرحمها، سيخفّف عنها..
لقد وعد بذلك!
سقطت دموعها تلقائيًا..
{مالك يوم الدين}
أغمضت عينيها مع ازدياد دموعها..
الآيات تتوالى على أذنيها وهي ضائعة..
شبه واعية..
بداخلها مزيج من المشاعر المختلفة..
«الله أكبر!»
انتفضت، لوهلة توقفت قبل أن تركع..
لا تعرف كيف تقوم بهذه الحركات الروحانية!
إن كانت صلاتها مقبولة أم لا!
«الله أكبر!»
يا الله..
هي ساجدة..
بين يدي ربها..
أقرب ما تكون إليه!
وجدت نفسها تهمس بلا وعي: «يا رب أنا لم أذنب، أنت تعرف؟
يا رب سامحني، اقبلني وأغدق عليّ من رحمتك..
يا رب أنا عبدك الضعيف، ألجأ إليك أطلب عفوك وغفرانك..
يا رب!»
«الله أكبر!»
لا يا تيم، انتظر قليلًا، لا زال لدي الكثير لأقوله!
واستمع تيم إلى نداء روحها!
«الله أكبر!»
من جديد هي قريبة منه، تهمس له بكل ما في قلبها، وتدعوه..
«الله أكبر!»
استقامت تستمع إلى صوته مرة أخرى..
لا ترى أمامها من كثرة دموعها..
لكنها هذه المرة أكثر وعيًا، أكثر راحة!
«السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته!»
انتهت؟
بهذه السرعة!
التفت تيم إليها، يتأمل انهيارها برضا..
ذلك الانهيار الذي لا يسبّب الذعر..
الانهيار الذي يتبعه ارتياح كامل!
ومع مراعاته لها التي وعدها بها..
همس: «سأضمكِ، لا تجفلي!»
وهي لا تستمع إليه أو تشعر به من الأساس!
فقط بعد دقائق طويلة انتبهت لوضعها..
لكنها لم تبتعد!
«تيم!»
همست متمسّكة بقميصه..
«نعم!»
«شكرًا!»
ابتسامة نادرة ارتسمت على شفتيه..
ليست تلك المعتادة، لكن أخرى تدل على عمق مشاعره هذه اللحظة!
«لا أعرف علام تشكرينني، لكن عفوًا!»
ثم مال إلى الخلف لينام على الأرض، وهي فوقه، حتى انقضى الليل.

**********

صباحًا
أنهت إيمان ارتداء ملابسها مستعدة للذهاب إلى العمل، مع استيقاظ عمار.
«صباح الخير!»
أجابته ببرود بينما تلف الحجاب حول رأسها.
«أين ستذهبين على الصباح هكذا؟»
«إلى أين تتوقع؟
إلى العمل!»
هتفت باستنكار كأنها تتحدث إلى مجنون!
فهو الذي أخبرها أمس أنه سينزل للعمل اليوم!
«ومَن قال أنكِ ستعملين؟»
استفزتها كلماته، فالتفتت إليه، تتخصّر في وقفتها، تسأله بهجوم: «ماذا تقصد؟
سأجلس في البيت؟»
أومأ عمار بتأكّيد وهو لا يزال في مكانه..
يراقب باستمتاع احمرار وجهها غضبًا..
«لم نتفق على ذلك!»
«نحن لم نتفق من الأساس!»
طرقت الأرض بقدمها عدة مرات بعصبية، وعمار يقول بتسلية: «حسنًا لنضع اتفاقًا!»
رمقته دون رد، ليتابع مبتسمًا بسماجة: «أعطِني قبلة وأوافق على ذهابك للعمل معي!»
هه، هذا ما يهمه!
بعكس ما أعتقد، كلماته زادتها كرهًا وشراسة!
«بأحلامك، وسأذهب إلى العمل، أرِني كيف ستمنعني!»
ثم أعطته ضحكة ساخرة وخرجت من الغرفة..
وإن تظن أنها هكذا انتصرت فهي مخطئة!
بعد دقائق خرج عمار يرتدي سرواله فقط، عارِ الصدر كالمعتاد..
فزمّت والدته شفتيها بقلة حيلة، ووالده يسأله بتعجب: «لم ترتدِ ملابسك بعد!
متى ستذهب لشركتك؟»
تمطّع عمار قاصدًا استفزاز إيمان، ثم أجاب والده ببطء: «ليس اليوم، قررت مد الإجازة يومين إضافيين!»
تركت إيمان الطعام تنظر إليه بغضب..
فهتف إلى نفسه بفخر: «عمار واحد، إيمان صفر!»
ثم بدأ يتناول طعامه مبتسمًا، مصدرًا أصواتًا تثيرالاستفزاز!
«وأنتِ يا إيمان إلى أين ستذهبين؟»
سألتها والدته باتّهام، مستنكرة نزولها وترك عمار في المنزل بمفرده، خاصة وأنه لم يمر الكثير على زواجهما!
دندن عمار بأغنية ما، مستمتعًا بتورّد وجه إيمان حرجًا ونظراتها القاتلة نحوه!
«لم أعرف أنه غيّر خططه، اتفقنا أمس على النزول إلى العمل اليوم!»
«اتفقنا؟»
ردّد عمار ضاحكًا، ومن حُسن حظها لم ينتبه أي من والديه إليه..
دفعت الكرسي إلى الخلف ببعض العنف، واستأذنت من والديه لتعود إلى غرفتها..
فتبعها عمار على الفور.
دخل الغرفة يصدر صفيرًا من بين شفتيه أثار أعصاب إيمان، فقالت بحنق: «لا تفرح كثيرًا، هذا انتصار جزئي، عند عودتك إلى العمل سأذهب معك!»
قفز عمار على السرير، يستلقي عليه وعيناه عليها، يقول باستفزاز: «بإمكاني إغلاق المكتب من الغد، وأنتِ ترين والداي فاقدا الأمل بي، حتى أن أبي يتوقع أن أعلن إفلاسي في أي وقت وأغلق المكتب، لذا إن فعلت لن يتعجب!»
جزّت على أسنانها وكلماته تصيبها بالجنون، تود الهجوم عليه وإشباعه ضربًا.
«لكنني لن أفعل ذلك، سأعود إلى عملي، وكأي زوج متسلّط سأغلق عليكِ الباب بالمفتاح كي لا تستطيعين المغادرة.»
«إن كنت رجلًا افعلها!»
هتفت بتهوّر فاقدة لكل أعصابها..
فتفاجأت به أمامها في لحظة، يميل عليها، يهمس بنبرة مقصودة: «بإمكاني إثبات رجولتي لكِ في الحال وبأكثر من طريقة!»
«ابتعد!»
هتفت بتوتر والرعب يرتسم على ملامحها..
فيهمس بداخله مجددًا: «عمار اثنان، إيمان صفر!»
ثم يمسح على شعرها، يؤكّد بسماجة: «تأتين إليّ، تطلبين بأدب العودة إلى العمل، تتوسّلينني وتقبّلينني، حينها أفكر!»
نظرت إليه بذهول، وهو يعتدل بعنجهية، يذهب إلى الحمام..
فألقت خلفه وسادة الأريكة لترتطم في الباب الذي أغلقه خلفه..
تتمتم بحنق: «غليظ، وقح، أحمق!»
وعمار في الداخل يستمع إلى سبابها وينهار من الضحك!

انتهى، قراءة سعيدة


Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:12 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.