آخر 10 مشاركات
خلاص اليوناني (154) للكاتبة: Kate Hewitt *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          حب مقيد بالكبرياء -قلوب أحلام قصيرة زائرة _ للكاتبة المبدعة: مها هشام*كاملة &الرابط* (الكاتـب : Omima Hisham - )           »          عزيزى كيليان (58)للكاتبة K.L. Donn الجزء1من سلسلة رسائل حب Love Letters..كاملة+الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          حبي الذي يموت - ميشيل ريد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          دين العذراء (158) للكاتبة : Abby Green .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          صقور تخشى الحب (1) *مميزة ومكتملة* سلسلة الوطن و الحب (الكاتـب : bella snow - )           »          هذه دُنيايْ ┃ * مميزة *مكتمله* (الكاتـب : Aurora - )           »          إشاعة حب (122) للكاتبة: Michelle Reid (كاملة) (الكاتـب : بحر الندى - )           »          رغبات حائرة (168) للكاتبة Heidi Rice .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

Like Tree673Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-01-23, 10:17 PM   #111

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي


قبل دقائ ق
دخل لؤي غرفة تقوى، ليجد خالته إيملن تجلس بجوارها، تمسح على شعرها بشرود.
ربتّ على كتفها لتنتبه إلى وجوده، فانتفضت في مكانه تنظر إليه بحيرة.
«استريحي أنِتِ خالتي، ساسهر أنا جوارها» هزت رأسها باعتراض، الخوف يتجلى على ملامحها .
فطمأنها بكلماته:«لا تقلقي سأسهر حتى الصباح، وفي كل الأحوال أنتِ بجواري لو حصل شبئاً» ربتّ على كتفها مجددًا، يقول بشفقة:«نامي قليلاً لتستطيعي المواصلة غدًا»
اطمأنت على سكون شقيقتها، ومع علمها بعدم استيقاظها إلا صباحًا نتيجة المخدر الذي حُقِنت به استسلمت لطلبه.
«سأذهب لاطمئن على درة أولاً..
أين والديك؟»
هتف بخفوت بينما يتخذ مكانه جوار تقوى:«أبي صعد إلى شقة عمي علاء، وأمي اعتقد مع جدتي» اتجهت إلى الخارج بثقل، وهو يميل مقبلاً يد تقوى..
يترحّم على جده بحزن.



خرجت إيمان من الغرفة، لتفُاجأ بأمير غافياً على الأريكة، ولارا في حضنه..
فكرت لثواني، ثم اتجهت إلى غرفة درة لتحضر منها غطاءً، وعادت لتضعه عليهما..
أغلقت الضوء وذهبت لغرفة درة مرة أخرى ..
لتجد الأخيرة تخفي وجهها وجسدها بأكمله تحت الغطاء .
«نمِتِ حبيبتي؟»
أزاحت الغطاء قليلاً، ليظهر لها وجه شقيقتها المبلل بالدموع.
جلست بجانبها لا تجرؤ على الحديث .
لتبادر درة بعد لحظات:«إيمان.. هكذا.. لن.. لن نرى بابا ثانية» شهقة وأخرى تخللت كلماتها ..
فضمّتها إيمان إليها، تهمس بعدم تصديق:«للأسف، ولا اعرف كيف سنتحمل»
هزت درة رأسها بعنف، نظرت إلى شقيقتها تقول بضعف:« لا، لا، أنا لن استطيع التحمّل..
أنا لست متخيلة حتى أن أنام الآن واستيقظ فلا أجده معنا»
أغمضت إيمان عينيها بأسى، تتذكّر صباحًا قريباً كانت تتنعّم فيه بوجود والدها..
كانت درة تستيقظ مبكرًا فقط لتكون أول مٓن ينظر هو إليها حين يستيقظ..
قبلاتها ودلالها له، وهي تتذمر بغيرة وضيق..
فيأخذها إسلام طابعاً قبلة على رأسها وأخرى على وجنتها، ثم يأمرها بلطف أن تذهب لتساعد والدتها..
ودرة تتمسكّ به معلنة بقاءها بجواره..
توالت الذكريات ما بين حنان والدها عليها هي وشقيقتيها، دلاله عليهنّ، واستقباله هذا الدلال بسعادة ورضى..
ذكريات!
كل ما بقى لها من والدها مجرد ذكريات!
أصدرت صرخة مكتومة بينما تضع كفها على شفتيها حتى لا يعلو صوتها .
«ترُى ماذا يحدث له الآن؟»
اخترق سؤال درة الحائر أذنيها فارتجف جسدها برعب ..
لا تستطيع التخيلّ، لكن مجرد التفكير في الأمر فقط مفزعاً !
«الليلة الأولى له وحيدًا، بعيدًا عناً..
والليلة الأولى لنا التي نقضيها من»..
قاطعتها إيمان ببكاء:«يكفي» لكن درة لم تستطِع التوقف عن البكاء.
تحركت إيمان لتحضر مصحفاً قريباً، وضعته بين يدي شقيقتها، تقول لها بتفكير:«صدقِتِ، إنها الليلة الأولى له وحيًدًا، ومع انهيار أمي وتقوى ولارا، لا يوجد سوانا»
فتحت أولى صفحات المصحف، وهي تخبرها:«سنسهر حتى الفجر نقرأ له القرآن وندعو له، وليتقبلّ الله مناّ » أومأت درة بتصميم، ستفعل أي شيء لتكون بجوار والدها الليلة ،فلا يشعر أنه وحيًدًا في الظلمات» تصميم انتقل لإيمان لكن بطريقة أخرة!



مرت الساعات ثقيلة على الجميع ..
وحلّ الصباح معلناً عن بداية يوم جديد، يتفاءل الناس في أوله متمنيين السعادة..
لكن في بيت إسلام كان العكس ..
صباحًا كئيباً، قاتمًا، الجميع يبحث من حوله عن عماد البيت الأول فلا يجدوه!
اخترقت الأشعة الذهبية الشقة، فتململ أمير في مكانه، فتح عينيه بكسل مستشعرًا الثقل الذي يمنع عن جسده الحركة..
وأول ما طالعه هو وجه زوجته الأصفر، وآثار دموعها تشهد على ليلتها الحزينة. .
اعتدل برفق، ربتّ على وجنتها بحنو، وصوته يخرج خاف تاً كي لا يزعجها .
«لارا حبيبتي، هيا استيقظي»
ثواني واستجابت، فتحت عينيها تنظر حولها بعدم استيعاب، لتضربها صدمة الليلة الماضية.
«بالله عليكِ لا تبكي»
هتف بسرعة عندما لاحظ دمعة تنحدر على وجنتها، أوقفها ونهض يسحبها اتجاه الحمام .
«اغتسلي حتى اصعد إلى منزل علاء وأبدلٌ ثيابي، دقائق وأعود إليكِ »
دخلت الحمام مستجيبة لدفعته، فعاد سريعاً إلى الأريكة يرتب الغطاء، يشكر بداخله مٓن وضعته عليهما، وتركته بجانب حبيبته طوال الليل.
التفت بخجل عند خروج هبه من غرفتها.
«صباح الخير يا أمي، اعتذر على قضاء الليلة هنا لكنني لم استطِع ترك لارا »
«خير ما فعلت بني، وجودك جوارها سيخفّف عنها» همست بإرهاق بينما تتجه إلى غرفة تقوى..
فزفر أنفاسه براحة وأسرع للأعلى حيث شقة علاء .
دخلت هبه الغرفة، لتغيم عيناها بتأثر وهي ترى حفيدها ينام نصف جالساً، رأسه تستند على ظهر السرير وكفه الصغير ممسك بكف خالته بقوة .
اقتربتّ تعدّل من نومته، فاستيقظ الأخير بخوف، ونظراته تتجه تلقائياً إلى خالته الغير واعية لما حولها، ثم تعود إلى جدته، فيبرر غفوته بقلق:« جاورتها طوال الليل ولم أغفى، كنت فقط أغمض عيني للحظات» مسحت على شعره بحنو، هامسة:«اعلم»
وأشارت له على سرير إيمان، تأمره بلطف:«نم وأنا سأبقى بجوارها» غامت عيناه بضيق، يقول بأسى:«أريد أن أكون بجوارها حين تستيقظ» شبه ابتسامة بائسة زيّّنت شفتيها وهي ترى مدى تعلقه بخالته وخوفه عليها.
«نحن بجوارها لا تقلق، كما أنها ونحن جميعاً نحتاجك في كامل نشاطك وتركيزك اليوم، فنم قليلاً »
كلماتها المختارة بعناية أرضت مراهقته الوليدة، فأومأ بطاعة واتجه إلى السرير المقابل، ليغط على الفور في نوم عميق.
رمقت هبه ابنتها، وفي لحظة ضعف تمنت لو تستطيع الهرب من قسوة الواقع مثلها في النوم!
تحركت ببطء اتجاه غرفة درة مخمنة وجود إيمان هناك ..
وبالفعل وجدتها نائمة جوار شقيقتها، كلتاهما تحضن الأخرى بقوة، كأنها تمدها شعور بالدعم والأمان متأكدتان أنهما قد فقدتاه.
«صباح الخير أمي»
أغلقت الباب عليهما عند سماعها صوت ابنتها الكبرى، فالتفتت إليها تواجه ملامحها التي تختلف عنها كثيرًا في الهمّ الذي تحمله.
فتحت لها ذراعيها، تحثها بقولها:«تعالي إليّ»
أسرعت لارا إلى حضنها، فضمتها هبه بشدة، ولسان حالها يخاطب حبيبها الراحل:«لارا تتألم يا إسلام، ابنة قلبك وفرحتك الأولى تفتقد وجودك ولم يمر سوى يوم على فراقك ..
فماذا ستفعل بقيّّة العمر؟ وماذا سافعل أنا؟»
انسحبت لارا من حضنها عند تعالي رنين جرس الباب .
تحركت لتفتحه، موضحة:«إنه أمير، لقد صعد ليبدّل ملابسه في شقة عمي » فتحت الباب لتجد صديقتها أمامها، تحمل الكثير من الحقائب البلاستيكية .
«صباح الخير حبيبتي »
وقفت ياسمين عند الباب لحظة تشعر بالحزن، فأمس لم تعي عدم وجود صاحبه بسبب كثرة الموجودين..
لكنها الآن، تشعر بشعور منفر وهي تدخل البيت وهو ليس موجوًدًا فيه .
إسلام لم يكنُ والد صديقتها فحسب، إسلام كان والدًا لها ولتسنيم وريناد..
دعّم كل واحدة منهنّ ووقف بجانبها حتى حصلت على سعادتها.
دعت له بالرحمة وهي تخطو للداخل، تلقي على هبه تحية مواسية مقدّرة شعورها وحزنها..
«أحضرت الفطار معي، وتسنيم وريناد ستحضرا بعد دقائق » هتفت بينما تفتح ما أحضرته، تحاول تبديد الجو الحزين ولو قليلاً.
«كلا أنتنّ، سأكون في غرفتي حتى يأتي الناس»
تركت ياسمين ما في يدها وأسرعت إلى هبه، قائلة باعتراض:«لا خالتي لن نأكل إلا معكِ»
حاولت هبه التملصّ، فهمست ياسمين في أذنها لتضغط عليها:«من أجل البنات، إن لم تأكلي سيفعلنّ المثل» تنهدت باستسلام، تحركت باتجاه غرفة درة لتوقظها هي وإيمان ..
فأشارت ياسمين إلى لارا بأمر شابه القليل من المرح:«وأنتِ؛ حضّري معي المائدة أم سانتظر بمفردي؟ »



«أعِني يا رب على تحمل مسئوليتهنّ»
تضرعت هبه برجاء شاعرة بحجم المسئولية التي ألقيت على عاتقها بينمت تقف تتأمل ابنتيها..
لقد كان إسلام يتحمل الكثير، بل كان يحمل المسئولية كلها عنها ..
كان يخبرها أنها خُلِقت للدلال، ولتترك المشاكل والمسئوليات له، هو كفيل بها.
«وها أنت تركتني معهنّ يا إسلام، مّن سيحمل همهنّ ويأتي بحقوقهنّ اليوم؟ »
تضرعت إلى الله مجدًدًا، مالت على إيمان، تمسح آثار الدموع من على وجهها، وتوقظها بحنو ..
وبينما تفعل قفزت درة من نومها، تسأل بصدمة:«كم الساعة؟ أبي ذهب للعمل؟»
فتحت إيمان عينيها على سؤالها، ودموع هبه تعاود النزول ..
نقلت درة نظراتها بينهما بعدم استيعاب سرعان مازال وهي تتذكر أحداث الأمس الأليمة .
ارتمت على سريرها، تهمس وأولى دمعاتها تبدأ بالهطول .
«أبي لم يعد موجوًدًا»
أزالت هبه دموعها متنهدة بقوة، تتذكر كلمات ياسمين التي ألقتها منذ ثواني، فتشحذ القليل من الصرامة لتواجه بها ابنتيها ..
عليها أن تكون أقوى كي تتعدى هذه المرحلة دون أن تفقد واحدة منهنّ..
فقلبها لن يتحمل المزيد من الفقد!
وبنبرة صارمة لا تقبل الجدل أو الاعتراض قالت:«تجهزا، صديقات أختكما بالخارج ليفطرنّ معنا » وغادرت قبل أن تبدي إحداهما أي رد فعل .
«أمير بالخارج أمي؟»
سألت إيمان بتفكير قبل أن تغادر والدتها.
فقالت هبه مؤكدة:«صعد ليبدل ثيابه وسيهبط»
أومأت إيمان بشرود، ونهضت عازمة على تنفيذ ما انتوته!



اتجهت هبه إلى غرفة تقوى لترى إن كانت استيقظت فتفطر معهنّ..
«تقوى حبيبتي»
همست باسمها بينما تمسح على خصلات شعرها ووجنتيها بحنو ..
داهم عقلها أحداث أمس المريعة..
محاولة ابنتها الانتحار لحاقاً بوالدها..
لولا ذاك الشاب الذي أنقذها في آخر لحظة..
تراءت أمامها صورة إسلام حزيناً، غاضباً مما آل إليه حال وردته..
فازدادت عزيمتها في أن تكون أقوى من أجلهنّ، ومن أجل تقوى تحديدًا!
وأثناء شرودها، جاهدت تقوى لفتح عينيها، صداع شديد يهاجمها، وشفتاها تهمسان باسم والدها بتلقائية. .
انتبهت هبه عليها، فاستجمعت قوتها للمواجهة!
«صباح الخير حبيبتي»
زاغت عينا تقوى بعدم استيعاب، عدم تصديق ..
وهبه تنتظر أول فعل لتتخذ الرد!
مرت حوالي دقيقة وتقوى لم تحرك ساكناً..
فبادرت هبه تحثها على النهوض.
ولعجبها؛ نهضت تقوى بهدوء مستجيبة لأمر والدتها!
خرجت هبه من الغرفة بعد أن أخبرتها أن تتجهز سريعاً لأن صديقات لارا في انتظارها..
ولم يقابلها إلا إيماءة بلا معنى!
«تقوى استيقظت؟»
سألت لارا بفضول فور رؤيتها لوالدتها..
فأومأت هبه، وجلست تفكر بهمّ..
هدوء ابنتها لم يزِدها إلا حيرة وخوفاً!
فأمرت لارا:«لا أريدكِ أن تفارقيها اليوم، لا تتركيها بمفردها أبدًا.. مهما حدث» هزت لارا رأسها بطاعة مستشعرة خوف والدتها ..
وأمير يوضح بهمس:«لقد سقط قلبي بين قدمي عندما صرخ أحد الرجال أن إحدى بنات عمي رحمه الله تحاول الانتحار..
للحظة شعرت أننا لن نستطيع إنقاذها .
سيطرت هبه على أفكارها التي تسحبها إلى تلك المنطقة المفزعة، وسألت زوج ابنتها:«بالمناسبة، ألا تعرف الشاب الذي أنقذها؟
هذه أول مرة أراه»
شرد أمير مفكرًا، ثم هز رأسه بالنفي.
«لكنني اعتقد أن العم طارق يعرفه، لقد وجدته يقف مع رجلاً أخمن أنه والده» فطلبت منه:«إن أتى اليوم اصعد به إلى هنا، أريد شكره بنفسي»
حينها فُتحِ باب غرفة درة، لتخرج إيمان مرتدية فستاناً أسود، وحجاب من نفس اللون يحيط بوجهها، يخفي كل شعرها..
وقفت إيمان أمام والدتها تتلاعب بأصابعها بارتباك، وهبه تنظر لها بصدمة .
«ارتديِتِ الحجاب؟» سألتها لارا بانبهار..
ونظرات إيمان متعلقة بوالدتها، تهمس بابتسامة حنين تتخللها دموعها:«أبي رحمه الله كان يتمنى أن أرتديه ..
كل مرة كنت اخرج فيها من المنزل كنت أرى نظراته الغير راضية، لكنه أخبرني ذات يوم أنه لن يضغط عليّ، سينتظر حتى اتخذ القرار بنفسي وبكامل اقتناعي » صدرت منها شهقة، والجميع ينظر لها بشفقة.
«فكرت أن أحقق له أمنيته، حتى لو لا يراني ولا أراه، لكنني متأكدة أنه سعيد الآن»
جلست أسفل قدمى هبه، تقول بألم فاق الحد:«صحيح أنه غاب عن أعيننا، لكنني اشعر بوجوده حولنا، روحه تحوم في المكان شاهدة على كل تصرف يصدر منّا..
سيفرح لفرحنا ..
سيحزن لحزننا ..
سيفخر عندما نجتهد ونقوم بإنجاز ما..
وسنخذله عندما نفعل ما يشين..
وأنا لن أخذله أو أحزنه، يكفي أنه وحيدًا ونحن هنا معًا..
سافعل كل ما استطيع ليكون سعيدًا، وعندما يحين اللقاء، يكون راضياً عنّي » سحبتها هبه إلى أحضانها، وأمير يضم لارا الباكية إلى صدره..
وعلى مسافة قريبة تقف درة، تراقب ما يحدث بتفكير ..
تتساءل بينها وبين نفسها لو ستكون كإيمان يومًا؟
وتقوى تخرج من الغرفة بعد أن سمعت كلمات شقيقتها من خلف الباب..
تتمنى لو تكون في قوة إيمان فتفعل مثلها..
وليت الأماني ممكنة!
كلمات إيمان كانت لها تأثير غريب عليهما!
كنور يود لو يبدد ظلام روحيهما..
وآه لو تمتلك واحدة منهنّ الشجاعة لتتمتع بهذا النور!
لكن واحدة تسيطر شياطينها عليها!
والأخرى تنتظر أجلها بصبر!
«أنتِ رائعة يا فتاة، أنا فخورة بكِ، ومتأكدة من أن العم إسلام يشعر بالمثل الآن» قابلت إيمان حديث ياسمين بابتسامة مرتعشة..
تتحرك مقلتاها بحثاً عن سكن روحها..
كأنها ستراه!
وابتسامتها تحولت لتحمل اليقين!
نعم يراها وإن كانت لا تستطيع رؤيته!
أغمضت عينيها تتخيّّله أمامها، تهمس له دون صوت.
«أتمنى أن تكون سعيًدًا أبي» وكما يراها بعينيه، سيسمعها بقلبه!



قبيل العصر
مرّ تيم على خطيبته ليصطحبها في موعد كما وعدها أمس..
موعد يأمل من خلاله أن يطرد عنه الدخيلة على قلبه وأفكاره!
على الرغم من كل محاولاته طوال الليلة الماضية ليسيطرعلى خيالها الذي يهاجم عقله!
خاصة مع الأفكار التي بدأت تتوارد على ذهنه تقوده إلى حقيقة قاسية!
حقيقة ظل يهرب منها طوال الليل كي لا ينساق نحوها فـ؟ لا يعلم ولا يريد أن يعلم!
صمت خطيبته المعتاد لم يساعده على ما نواه!
بل جعله يشرد فيما يتهرّب منه!
عقله أخيرًا يتولى السيطرة فيحلل كل ما سمعه من الرجال أمس في العزاء..
«الخوف كله من ابنته الكبرى، نسيتم أفعالها؟» هل يتحدث عنها، غير معقول!
ذكّره قلبه بابتسامتها الخجولة، ارتباكها في حضرته، منكرًا أن تكون هي مٓن يتحدث عنها ذلك الخبيث!
«لقد كان المرحوم يخفيها ليداري مصيبتها» يخفيها!
يخفيها ؟
أكد العقل على الكلمة مواجهًا عشق القلب الذي لا يرى أخطاء حبيبه!
يفسر بذلك اختفائها المفاجىء!
لقد كان والدها يخفي مصيبتها!
عند هذا ولم يستطِع القلب التحمل، تلوى متألمًا، متوجعاً، فتنطلق صرخة من شفتيه دون إرادة منه!
«يكفي»
صرخته الشرسة رافقتها ضربة على المائدة جعلت الأكواب تهتز بصوت مسموع ..
توجهت الأنظار إليه بريبة، فتطلعت خطيبته حولها بحرج.
«تيم ماذا بك؟»
التفت حوله غير قادر على السيطرة على مشاعره ..
ومن دون تفكير نهض معلنًا انتهاء اللقاء الصامت!
ولم يشعر بكثير من التأنيب، فخطيبته لم تتذمر اعتراضًا!
أوصلها إلى منزلها، ثم التقط هاتفه يتصل بوالده .
«ستذهب للعزاء اليوم أيضًا؟»
وكما توقع جاء التأكيد من والده، ليقول بغموض:«سأذهب معك»

**** مساءً
تململ كأنه يجلس على صفيح ساخن، يفكر في طريقة يستطيع بها اختراق الحواجز التي تفصله عنها، علًه حينها يعلم!
وليته يعلم، ويرتاح!
للحظة تعجّب من حاله وتصرفاته!
أمس قرر إخراجها من تفكيره والتركيز في حياته!
أعلن بتجبر أنه نساها، بل تمادى معلناً أنه لم يحمل لها مشاعر يومًا!
واليوم؟
اليوم قلبه يركض لهفة وراء أي خبر منها..
يثور رفضًا على أفكار يحاول عقله إقناعه بها!
حبيبته التي التي امتلأت الدفاتر برسم لها وأشعار تتغنى في عشقها يستحيل أن تكون فاسقة كما يدّعون!
وماذا يعرف هو عنها؟
واجهه العقل بسخرية أشعرته بالغيظ. .
فعادت عيناه للبحث عنها، يتمنى؛ يتمنى لو تظهر أمامه الآن ليعرف!
قرب انتهاء العزاء نهض والده ناوياً المغادرة، فنهض معه مجبرًا لاعناً حظه السيء..
«وماذا كنت تتوقع، ستترك النساء وتهبط لك؟ لماذا؟ مٓن أنت بالأساس؟ سخر منه العقل مجدًدًا .
«وحيد لحظة من فضلك»
ومع كلمات طارق تراقص القلب فرحًا معلنًا انتظاره..
لقد فاز..
سيراها..
مجيئه لم يضِع هباءً!
«زوجة المرحوم ترغب في رؤية تيم لتشكره على إنقاذه لتقوى» وأشار إليهما ليتقدما.. نحوها!


عند باب الشقة أشار لهما أمير بالانتظار، ثم دلف للداخل ليخبر هبه عن وجود منقذ ابنتها.
مال تيم على والده يسأله بغيرة لم يقوى على إخفاءها: «ماذا يقرب لها؟» رمق وحيد ولده بدهشة..
ليس أحمقاً هو!
ومنذ مكالمة تيم له عصرًا والتساؤلات تعصف به، وحدس غريب يداهمه!
ذلك الإحساس الذي جعله يراقب ولده طوال الساعة الماضية، وهاله تجهم ملامحه وارتباكه الواضح!
والآن يراه متحفزًا بطريقة واضحة، غاضباً بدرجة غير معقولة ..
ولم يغفل عن ذلة لسانه في سؤاله!
«يقرب لمٓن؟»
بهت تيم مصدومًا من خطأه الساذج..
تراجع خطوة مفكرًا؛ هل علم والده بمشاعره؟ ووحيد يتمعن في أبسط حركاته، وسؤال واحد يراوده!
وإجابته تمثل كارثة!
«تفضلا»
أشار أمير لهما باتجاه غرفة تقع يمين الباب مباشرة، تنتظرهما هبه فيها.
«البقاء لله»
بادر وحيد بالقول عند رؤيتها، فردت عليه بحزن واضح، ثم انتقلت نظراتها إلى تيم، تشكره بامتنان:
«لا اعرف كيف اشكرك على ما فعلته أمس، لولاك لكنت فقدت ابنتي كما فقدت زوجي» صدرت شهقة من شفتيها مع آخر كلماتها .
«لقد اتخذت الخطوة الصحيحة في وقت كنا جميعنا عاجزين عن الاختيار الصحيح ..
حتى أختها التي كانت تدعي القوة والسيطرة كان الخوف سيتملكهّا في لحظة فتخشى الاقتراب أكثر » «لا شكر على واجب سيدتي»
هتف بوجوم واضح والفشل في رؤيتها يلوح له..
فيتمسّك قلبه بقليل من الأمل ..
على الأقل ليعرف عنها بعض المعلومات!
«اعذريني على التطفل لكن ما الذي دفعها للانتحار؟ هل كانت متعلقة بوالدها لتلك الدرجة؟»
زاغت عينا هبه، وهتفت بوجوم مماثل:«أكثر مما تتوقع» وقبل أن يحصل منها على ما يريد شكرته مجدًدًا وغادرت .
فتابعها تيم بيأس..
كان مجيئه إلى هنا تضييع وقت!
تحرك باندفاع ليغادر، فتبعه وحيد بسرعة وشكوكه حوله تزداد..
واصطدم بها!
ارتد للخلف منتفضًا فاصطدم بوالده الذي بقف خلفه..
لكنه لم يبالي!
تعلّقت نظراته بها لا يصدق أنها أمامه..
وأخيرًا لمجيئه إلى هنا فائدة!
وأجمل فائدة؛ برؤيتها ..
أما هي..
فكل ما تعيه أنها سمعت لارا تخبر إيمان أن والدتهما بغرفة الضيوف تقابل الشاب الذي أنقذها أمس ..
لم تستوعب في البداية حديثها، لكن سرعان ما نبهها عقلها لوجوده!
وجدت نفسها تركض اتجاه الغرفة متلهفة لرؤيته..
ربما هو السبب الوحيد الذي يجعلها متمسكة بالحياة حتى الآن!
هو الوحيد الذي منحها الأمان والسكينة في حضنه أمس، في لحظات كانت في أشد الاحتياج لهذين الشعورين، وتعلم أنها لن تحصل عليهما بفقدان والدها!
رأت أمها تخرج من الغرفة بخطواتها المتعبة، فاقتربت بضيق. .
لقد فقدت فرصة رؤيته!
همّت بدخول الغرفة؛ علّ جدرانها التي احتوت وجوده لدقائق تحمل لها ما تفتقده..
وأثناء طريقها اصطدمت به!
ليكون عدم التصديق، الدهشة، الأمل، والخوف!
مشاعر متبادلة!
همست شفتاه باسمها ..
وعيناها ترسل له نظرة غريبة، متوسلة!
«أنِتِ بخير؟»
سألها باهتمام، ونظراته تمشطها من أعلى إلى أسفل، ليعرف الإجابة التي لم ينطقها لسانها!
ربما تكون بخير جسديًا..
لكنها متعبٓة، مستنزفٓة، تتمنى الموت!
نظرتها إليه ترجوه بالكثير..
فينتفض القلب ملبياً!
والعقل يجاهد للسيطرة والانتصار!
لاحظت هبه وقوفهما، فأسرعت إلى تقوى تسألها بقلق واضح:«لِمٓ تقفين هكذا حبيبتي؟ » للحظة عاد لتقوى وعيها، استوعبت ما يحدث!
فتحركت بصمت من أمام تيم..
وللمرة الثانية، وبعد سنوات، تأخذ قلبه معه!

******
«ألن تخبرني؟»
سأل وحيد بهدوء وتيم يقود عائًدًا بهما إلى المنزل .
«بم؟»
أجاب تيم بغباء مقصود، يتمنى ألا يضغط عليه والده أكثر ليعرف ..
فهو نفسه لا يعرف الإجابة!
ما يدركه تمام الإدراك أنه يخطئ، يتصرف بأنانية ،وأنانيته تلك ستظلم الجميع!
لكنه في نفس الوقت لا يستطيع السيطرة، خاصة بعد لقاءه معها!
تقوى بريئة مما يدعون، يظلمونها بما يقولون، أو ربما يقصدون أخرى غيرها!
أكيد واحدة غيرها!
مٓ ن رآها منذ سنوات، وتجدد لقاؤه بها اليوم، ليست كما سمع!
ربّت والده على كتفه يخرجه من شروده .
«إن احتجت النصيحة تعرف أني موجود ..
لكن قبل أن تتخذ أي قرار فكر في جميع الأطراف المشتركة فلا تظلم أحًدًا، ولا حتى نفسك!» وكلماته تلك لم تزِ د تيم إلا حيرة!

********** بعد خمسة أيام
وقف مصطفى يراقب ولده بينما يقوم بارتداء ساعته بانتشاء.
«متأكد أنك لا تريدني معك؟» سأل بوهن لا يقدر على سواه ..
فإن وافق ولده سيقفز فرحًا ويذهب معه..
وإن رفض سينزوي في غرفته منتظرًا الأخبار ..
هكذا أصبح مصيره كله معلقاً في يد ابنه..
فـ علي أثبت أنه صاحب الكلمة العليا عندما عاد وسيطر على حياته في يوم وليلة..
فانتقل من الغرفة الصغيرة التي ضمته آخر سنواته إلى شقة فاخرة..
فعاد إلى حياته السابقة التي فقدها بسبب سفر علي، وليس ببعيد أن يفقدها ثانية!
التفت له علي يعلم ما تتمناه نفسه، وهو لن يمنحه إياه!
أدار ظهره له ،يقول ببرود:«لا اعتقد أن لوجودك معنى اليوم، انتظر لآخر الأسبوع، لن تذهب معي فقط بل ستحقق أول خطوات انتقامك»
غادر بثقة لا تتزعزع، هذه المرة مختلفة ،لن يقف أمامه أحد ..
ستكون هبه وبناتها بمفردهنّ، تحت سيطرته الكاملة..
وبهجومه عليهنّ لن يستطيعنّ التصرف ولا اتخاذ قرار، وسينصاعنّ لأوامره!
اتصل بمشيرة يتأكد منها من خلو المنزل من لارا وأمير، وأكد عليها أن ترسل زوجها لأي مكان كي لا تجد هبه مٓن تلجأ إليه!
خاصة بعد أن خدمته الظروف وسافر علاء فجر اليوم بسبب تعرض زوجته لوضع مبكر!
دقائق وكان يقف عند باب الشقة، يعدّل ياقة القميص بنعنجهية، ثم يطرق الباب.

*********

«أنت؟»
هتفت درة بشراسة فور رؤيتها له..
فابتسم لها علي بسماجة.
«كيف حالكِ يا صغيرة؟» ضربت درة أصابعه التي تكاد تلامس وجنتها، وملامحها تتقد بشراسة.
«ماذا جاء بهذا إلى هنا؟»
هتفت إيمان بغضب لا يقل عن غضب أختها فور رؤيتها له..
فدفع درة بخفة وخطى للداخل.
«عيب أن تستقبلا زوج شقيقتكما هكذا، أم لم يعلمكما والدكما العيب قبل أن يموت؟»
«اخرس»
صرخت درة بغضب وهي تهجم عليه لتضربه، فدفعها علي مجددًا لتسقط أرضًا..
على أصواتهم خرجت هبه من الغرفة، ليتملكهّا الخوف من وجود علي..
ها هي أولى المواجهات تبدأ بعد وفاة زوجها بأيام قليلة!
وقفت تقوى عند باب غرفتها متجمدة، تراه فتتجسّد أمامها جميع ذكرياتها الأليمة..
راقبته بينما يجلس واضعاً قدم فوق الأخرى، يتحدث مع والدتها بوقاحة.
«ترين ترحيب ابنتيكِ بزوج ابنتكِ يا هبه ؟ يرضيكِ ذلك؟ »
وكلماته جعلتها ترتجف في مكانها، نظراتها تتعلق على والدتها فتدرك أنها لن تستطيع مواجهته!
«زوجة مٓن يا واطي؟
تظن أنك ستحقق رغباتك لأن أبي توفى؟» صرخت درة بعصبية وهي تكاد تهجم عليه مجدًدًا ..
فأخرسها وجمدهنّ جميعاً بكلماته:«لا أظن يا صغيرة ..
أنا بالفعا سأعقد على شقيقتكِ نهاية الأسبوع، أي بعد ثلاثة أيام بالظبط، اثنان وسبعون ساعة، وفي الساعة الثلاث وسبعون سيتحدث الجميع عن الفتاة التي لم تحترم موت والدها ،لم تصدق غيابه فعادت لمغامراتها القديمة وإشباع رغباتها الحيوانية..
وهذه المرة لا يوجد مٓ ن يقف ويسد الأفواه، فلا تتحدنّي لأنني أكثر من قادر على فعلها» أنهى كلماته وغادر بعد أن منحهنّ ابتسامة ساخرة، على وعد بلقاء قريب!
فسقطت تقوى أرضًا متأكدة من أنها النهاية!

اعتذر عن اللخبطة اللي في الفصل وعدم تنسيقه
الحقيقة هو كان تمام بس حصلت مشكلة منتبهتلهاش إلا وقت التنزيل
وان شاء الله مش هتتكرر
قراءة سعيدة



Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-01-23, 11:24 PM   #112

Omsama

? العضوٌ??? » 410254
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 867
?  نُقآطِيْ » Omsama is on a distinguished road
افتراضي

عودا حميدا يايويو اظن انير لما يعرف هيقدر يوقف فى وش على والحق يره مشيره ياريت يتاخد ليها راجع على اللى بتعمله
Aya-Tarek likes this.

Omsama غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-01-23, 03:47 AM   #113

سبنا 33
alkap ~
 
الصورة الرمزية سبنا 33

? العضوٌ??? » 72737
?  التسِجيلٌ » Jan 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,719
?  نُقآطِيْ » سبنا 33 has a reputation beyond reputeسبنا 33 has a reputation beyond reputeسبنا 33 has a reputation beyond reputeسبنا 33 has a reputation beyond reputeسبنا 33 has a reputation beyond reputeسبنا 33 has a reputation beyond reputeسبنا 33 has a reputation beyond reputeسبنا 33 has a reputation beyond reputeسبنا 33 has a reputation beyond reputeسبنا 33 has a reputation beyond reputeسبنا 33 has a reputation beyond repute
افتراضي

عودا حميدا افتقدناك جدا ربنا يرحم فقيدكم ويرزقكم الصبر والسلوان أحداث الفصل شيقة جدا علي بجد إصراره عالإنتقام يدرس فقد إسلام فاجعة اتمنى العوض لبناته بليز ياما يتعدل علي ولا خليه يروح لغربته ومايرجع تيم منخبط جدا وبيظلم خطيبته فاانتظار القادم على نار

سبنا 33 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-01-23, 05:36 PM   #114

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة omsama مشاهدة المشاركة
عودا حميدا يايويو اظن انير لما يعرف هيقدر يوقف فى وش على والحق يره مشيره ياريت يتاخد ليها راجع على اللى بتعمله
تسلمي يا روحي
هنشوف هيتصرفوا ازاي بعد تصرف علي
وامير هيقدر يوقف في وشه ولا لاء
نورتيني


Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-01-23, 05:39 PM   #115

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سبنا 33 مشاهدة المشاركة
عودا حميدا افتقدناك جدا ربنا يرحم فقيدكم ويرزقكم الصبر والسلوان أحداث الفصل شيقة جدا علي بجد إصراره عالإنتقام يدرس فقد إسلام فاجعة اتمنى العوض لبناته بليز ياما يتعدل علي ولا خليه يروح لغربته ومايرجع تيم منخبط جدا وبيظلم خطيبته فاانتظار القادم على نار
تسلمي يا حبيبتي
وانا والله افتقدتكم جدا جدا
علي مصّر على الجواز من تقوى
هنشوفه هينجح في اصراره ده ولا لاء
اما تيم، فحاليا هو متخبط بين مشاعره وبين انه يتخلى عن بنت واعدها بالحواز لسنين، فطبيعي هيبقى متردد في اتخاذ اي قرار

سبنا 33 likes this.

Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-01-23, 09:35 PM   #116

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي

سيتم تنزيل الفصل الثامن بعد دقائق إن شاء الله

Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-01-23, 09:57 PM   #117

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي

الفصل الثامن
انقلب البيت رأسًا على عقب بعد انصراف علي، الجميع في حالة تأهب وفزع..
وتقوى تنظر لهم بصمت معتاد..
تنتظر القرار الذي تدركه جيدًا!
«لن تتزوجه، سأقف في وجهه وإن لزم الأمر سأقتله!»
هتف أمير بحدة، حمائية اتجاه مٓن يعتبرها أختًا له..
فتنظر له تقوى برجاء، وبعض الأمل يتسّرب إليها.
«أمير لا، أرجوك لا تتهور، أنسيت ما فعله بك منذ سنوات!»
هتفت لارا بذعر عفوي جعل تقوى تنكمش في مكانها..
نظراتها تتعلق بالصغيرة رولا-ابنة لارا- فتفكر كيف تزج والدها في مشكلة كمشكلتها مع رجل كـ علي لن يتهاون في فعل أي شيء ليفوز بها!
لا، لن تكون أنانية، أولاد أمير في حاجة له، لن تحرمهما منه وهي أكثر مٓن يعرف طعم الحرمان!
زجر أمير لارا بنظراته، وهبه تقول بوهن:«اجلس واهدأ بني، الأمر لن يُحٓل بهذه الطريقة!»
«وكيف سيُحٓل أمي؟»
سألت درة بشراسة، وعقلها لا ينفك عن التفكير..
لكن أيّن كان الحل، فلن يكون بنجاح مسعى علي وحصوله على شقيقتها!
«نبلغ الشرطة، ألازال لدينا ذاك الفيلم؟»
رمقتها تقوى بحيرة، لا تعرف عن أي فيلم تتحدث؟
تلاحظ انقلاب وجه مٓن حولها، ودرة تجيب باقتضاب:
«نعم لدينا، لكنه لن يفيد!»
تعلقت جميع النظرات بها بتساؤل، فقالت موضحة:«ملامحه فيه مشوشة، لن نستطيع إثبات أنه هو..
حتى الرقم الذي أرسل الفيلم من خلاله، ليس مسجَلًا باسمه.»
«كيف تعرفين كل ذلك؟»
سألتها إيمان بتعجب، فاكتفت بصمت غامض..
صمت لا يختلف كثيرًا عن صمت الأخرى التي تراقبهم دون فهم..
لكنها آثرته متخذة إياه صديقًا لها..
فالمعرفة لن تجلب لها سوى مزيد من الألم!
وعليه وقفت متجهة إلى غرفتها بنفس الصمت، فمصيرها بأيديهم وهي.. لا تهتم!

**********
«أبي! أبي!»
اقتربت منه بخطوات مسرعة وهو يدير ظهره لها، لا يستجيب لندائها..
وقفت خلفه، تكاد تلمسه، وهي تناديه مجددًا..
فيلتفت إليها بحزن واضح، يبتعد عدة خطوات فتراه بعيدًا جدًا عنها!
نداؤها له لا يتوقف، يقابله بصمته ونظرته التي تحمل خيبة الأمل!
«ستستسلمي؟»
لم يكُن سؤالًا بقدر ما كان تقرير واقع..
وإجابتها جاءت محمّلة بكثير من الألم مع ارتجاف جسدها:«لن تقوى أمي على مواجهته!»
تقترب الخطوات التي ابتعدها، تتوسّله بدموع:«خذني إليك يا أبي، لا أريد حياة أنت لست فيها!»
يده ربتّت على وجنتها بحنو اشتاقته، أمان افتقدته، وصوته خاطب قلبها البائس:«وأنا أريد لكِ حياة اُختطِفت منكِ على حين غفلة..
ابحثي عن قلبكِ وردتي، حينها ستجدي السعادة التي حُرِمتِ منها!»
واختفى من أمامها مبتسمًا..
ولأول مرة منذ وفاة إسلام لا تستيقظ صارخة..
صحيح أنها لم تتوقف عن ندائه، لكن اليوم النداء هادئًا.. مسالمًا، كأنها تخشى إن صرخت يغضب والدها منها فلا يمنّ عليها بوجوده؛ ابتسامته؛ لمسته!
فعلى مدار الأيام الماضية كان يأتي في أحلامها حزينًا، غاضبًا..
تكون هي المتحدثة وهو الصامت، فتشعر به غاضبًا عليها!
أما ليلة أمس فمنحها كل ما اشتاقت له!
خرجت من غرفتها لتجد والدتها تتحدث مع عمها في الهاتف، ولارا بجانبها تلصق أذنها لتستمع لما يُقال، وعلى ما يبدو أنهم يبحثون عن حل لمشكلتها العويصة!
ويا ليتهم يجدون!
جلست معهم غير راغبة في تناول الطعام..
لتسمع لارا تقول معترضة: «لن توافقي على ما قال أمي!»
وملامحها تبدو حزينة، بائسة، كأنها على وشك فقد أغلى ما تملك!
وعلى الرغم من عبقرية الحل الذي طرحه علاء، إلا أن هبه وجدته صعبًا.. للغاية!
تنهدت بهمّ ونظراتها مرتكزة على تقوى، ترى نظراتها الفضولية فتتمنى لو تتحدث، لكن ابنتها تلتزم الصمت كحاجز بينها وبينهم، ولا تعرف لماذا!
ولولا صراخها يوميًا ليلًا باسم الراحل لكانت ظنت أنها فقدت النطق!
«عمكِ يقترح أن نهاجر إليه!»
لم تلمح أي تأثر أو انفعال على ملامحها حتى، ومع ذلك تابعت:«طبعًا هذا صعب حاليًا بسبب دراسة شقيقتكِ، فوجدنا أن تسافري بمفردكِ على أن نتبعكِ نحن في وقت لاحق.»
وأيضًا لم يظهر على ملامحها أي تأثر، مع أن داخلها يشتعل رفضًا وخوفًا!
نهضت عائدة إلى غرفتها دون تعليق، وهبه تتابعها بنظراتها متنهدة بضيق، تدعو الله أن يفرجها عليهم ويحفظ تقوى.
**********
بعد الظهر
«ابحثي عن قلبكِ وردتي!»
الجملة ظلت تتردد في عقلها طوال الصباح..
ماذا يقصد والدها؟
تعلم أنه غاضب، لا ترضيه حياتها ولا ما ستؤول إليه..
لكن ماذا تفعل؟
كُتِب عليها أن تكون ضحية، تعاني حتى الموت، وليس عليها سوى الاستسلام!
جذب انتباهها إشعار آتٕ على هاتفها، يخصّه!
ففتحته بلهفة رغبة منها في الهرب للحظات مما تعانيه، إلى عالم تمنته ويستحيل الوصول إليه!
وجدته مجرد تحديث لموقع تواجده..
بحثت في صفحته علّها تجد أي جديد، خاصة وهي منذ وفاة والدها لا تمسك الهاتف كثيرًا، لكنها وجدته قليل التواجد الأيام الماضية!
أخذها خيالها للحظات رؤيتها له..
وإن كانت الأولى لم تستوعب وجوده بسبب انهيارها!
ففي الثانية كانت هي مٓن تبحث عنه علّه يزيل بعض حزنها برؤياه!
«ابحثي عن قلبكِ وردتي!»
والجملة ترددت بداخلها مجددًا، وأي كان ما يقصد والدها فخاطر وحيد لمع في عقلها!
ولم تتردد في تنفيذه!

**********

بعد حوالي ساعة
كانت تقف في نفس المكان المتواجد فيه، بعد أن تهرّبت من حصار والدتها بتعلّلها برغبتها في قضاء بعد الوقت بمفردها..
لمحته من بعيد، فتسارعت نبضات قلبها قلقًا..
لا تستطيع توقع رد فعله على ما هي مقبلة عليه!
ليست لديها أي تفسيرات أو مبررات!
لكنها لن تتوانى عن فعل أي شيء ليقبل!
اقتربت منه بخطوات بطيئة.. مترددة، حتى وقفت أمامه مباشرة!
خرج صوتها هامسًا لا يكاد يُسمع..
ولولا قلبه الذي شعر بوجودها قبل أن تسمع أذنه صوتها، ما كان انتبه لها!
«السـ.. السلام عليكم»

**********

لا يصدق أنها أمامه!
دلكّ عينيه لعلّه يتخيل!
لكنها هنا.. بالفعل!
تسحب المقعد لتجلس أمامه، دون حتى أن تنتظر إذنه!
فقال بسخرية لم يستطِع التحكم فيها!
«أعتقد أن اللقاء تأخر كثيرًا!»
ارتجف جسدها مدركة مقصده، إدراكها سحبها إلى ذكريات مؤلمة، تود لو تنساها!
راقب الفزع الذي كلًل ملامحها، دموعها التي ملأت عينيها، فلعن نفسه مرارًا!
«لم أكُن أعرف أنك على معرفة بوالدي!»
فاجأتها بكلماته، ولم يتخذ رد فعل سوى الضحك!
«والدي هو مٓن يعرفه، وللأسف لم أدرك ذلك.»
أطرقت برأسها مفكرة بشرود..
لا تعرف إن كان عدم معرفته من حُسن حظه أم من سوءه!
وهو يراقبها بتمعنّ، وكأنه يعوّض اشتياق دام لسنوات!
يسترجع ذكريات حلوة كحلاوتها!
عجبًا لقلب تعلق بها من نظرة، وتمسّك بها رغم البُعد!
أهذا هو الحب؟
أم كما أقنع نفسه مرارًا خلال السنوات الماضية، هو مجرد إعجاب!
ولو إعجاب؛ لِمٓ انتفض قلبه فور رؤيتها؟
لِمٓ شعر أنها تأخذ روحه وقت محاولتها للانتحار؟
ومجددًا تعجّب من قلبه الذي تعلق بها كل هذا التعلق وهو لا يعرف عنها الكثير!
طال شروده فيها وطال صمتها..
وإن كانت هي مترددة، تخشى الحديث!
فهو يخشى فراقًا لا يعرف إلى متى سيدوم!
«أنا.. كنت..»
انتبه إلى حديثها المتلعثم، وانتظر بصبر طلبها..
وأي كان ما يعتقده، فلم يصل أو يتخيل ما تريده!
«تزوجني!»
حدق فيها ببلاهة، وضحكة تحمل عدم التصديق تزيّن ملامحه!
يضحك منها!
لكن لا يهم!
ستتقبّل أي شيء ليوافق!
هو الملاذ ووسيلة النجاة!
متى تضامن العقل مع القلب ليخيّل إليه ما حلم به كثيرًا؟!
«تزوجني!»
كررتها ثانية بعزم وتصميم جعلاه يتأكد مما سمعه!
ليس حلمًا!
ليس خيالًا!
إنما حقيقة.. مريرة!
فتح فمه ليسأل، يستفسر، يعلم!
والسؤال وقف على طرف شفتيه!
بما سيفيده ومصيره معلقٌ بأخرى؟
أخرى ارتبطت حياتها به لسنوات، أفيكون هذا جزاء انتظارها؟
تلوّى القلب اعتراضًا، لكنه تجاهله..
إن كان خسر قلبه وروحه، فلن يخسر مبادئه وأخلاقه!
«كنت أتمنى والله، لكنني للأسف مرتبط!»
وأسفه جاء صادقًا، جدًا، على الرغم من سخريته المقصودة!
«أعلم!»
انتفض من همستها المتألمة!
راقب دمعة تغادر عينيها، فقبض على كفه كي لا تتسّلل أصابعه لمحوها!
«لا مانع لدي، تزوجني و.. تزوجها!»
خفت صوتها في آخر كلماتها دليل على الوجع، الألم، الذل!
والشعور الأخير تحديدًا أشدهم قسوة!
أطرقت رأسها ودمعة أخرى، وأخرى، وأخرى..
ملأت الدموع وجنتيها، انفلتت شهقة من بين شفتيها فكتمتها سريعًا، وهو يمد لها منديلًا، يقول برفق:
«لا تبكي!»
مسحت دموعها، تود لو تهرب من هذا الموقف المخزي!
لا تصدق أنها تجلس أمام حبيبها تطلب منه أن تكون له زوجة حتى لو كان سيتزوج عليها!
لكن ذلها الآن لن يكون كذلها لـ علي!
حين ينفذ ما يريد، فتكون له زوجة، يحقق فيها انتقامه كاملًا!
«لا أفهم، وجودك هنا الآن، وطلبكِ هذا بعد وفاة والدكِ..»
قاطعته متوقعة أسئلته: «أرجوك لا تسأل!»
بتردد.. تلعثم.. خزي، تابعت: «أعلم أن الكثير يدور في عقلك الآن، لكن أنا.. أنا»
وبنبرة بالكاد تُسمَع تابعت: «أحتاجك!»
وهمستها لمست فؤاده المُعلَق بها!
مٓن هو كي لا يلبي النداء؟
تحركت كفه ببطء نحوها، برغبة في التقاط كفها بأصابعه المرتعشة، فيمنحها أمانًا يدرك جيدًا أنها بحاجة له الآن..
وعلى بُعد سنتيمتر واحد فقط توقف..
لا يستطيع فعلها!
ربما هي مبادئه كما يتشدق..
وربما هي كرامته الموجوعة من خذلانها له سابقًا!
«للأسف لا أستطيع!»
والكلمة في موقف تقتل..
لكن معها..
فهي ميتة منذ زمن!
ووفاة والدها لم تكُن إلا رصاصة الرحمة!
وكلمته..
كصفعة جعلتها تستيقظ من أوهامها، لتدرك ما كانت مقبلة عليه!
«آسفة!»
وهمستها ضاعت بين دموعها..
وأخذت تركض سريعًا؛ بعيدًا عنه، وهربًا من أحلامها!

*********

على جانب الطريق جلست على أحد المقاعد تؤنب نفسها..
كيف تهورت؟
لماذا ذهبت إليه؟
بضعف بررت لنفسها أنها احتاجته منقذًا لها..
فلا تُكتَب عليها غربة وهي الغريبة في وطنها..
غريبة الروح، ومُغتصَبة الجسد!
وتجاهلت سخرية ضميرها..
فهي ما أرادت إلا حبيبًا تمنته..
وحضن لطالما حلمت به..
وفي وسط لا وعيها اختارته غافلة عمّا من الممكن أن يطاله بسببها!
شهقة أعلى صوتًا انطلقت من بين شفتيها متخيلة تيم يُؤذَى بسببها!
ماذا كانت ستفعل؟
يا الله ماذا كانت ستفعل؟
حمدًا لله أنه رفض..
وإلا ما كانت لتسامح نفسها العمر كله!

**********

وهو..
قاد سيارته يجوب شوارع القاهرة بضياع..
أحداث الساعات القليلة تكاد تصيبه بجلطة!
لقد عرضت عليه تقوى الزواج!
تبًا لقد طلبت الزواج منه وهو.. هو رفضها!
أي جحيم يحياه الآن!
تعالى رنين هاتفه معلنًا عن اتصال من خطيبته..
وليخرج من الحالة التي وضعته تقوى فيها سارع بالرد عليها!
«تيم، هل يمكن أن نلتقي الآن؟»
وأمام اللهفة التي ظهرت في نبرتها لم يملك إلا الموافقة!
«سأمر عليكِ حالًا!»
«لا، لنتقابل في مقهى...»
«حسنًا دقائق وأكون هناك.»

**********

جلس أمامها مترقبًا، يتعجب التوتر البادي عليها، ارتباكها!
مر بعض الوقت دون أن تتحدث، فحثها بهدوء:«تبدين قلِقة، أيوجد ما تخبريني عنه؟»
تأملته للحظات متمسكة بصمتها..
لا تنكر أنه رجل..
رجل تتمناه أي فتاة تمتلك ذرة عقل..
لولا!
«أعلم أنك لا تحبني!»
وجدت نفسها تنطق بما تفكر فيه!
راقبت شحوب ملامحه، زيغ عينيه، محاولته الواهية للدفاع عن نفسه..
وواجهت كل ذلك بقوة..
قوة عاشقة تتمسك بحقها في الحياة!
«هل من الممكن أن تسمعني؟»
صمت تيم بوجوم، بداخله الكثير من المشاعر والصراعات..
وكأن الجميع تآمر عليه اليوم ليزلزلوه!
أومأ يستمع إلى ما تقوله..
للمرة الثانية اليوم يكون الطرف الصامت..
فيتلقى الصدمة الثانية خلال ساعات قليلة!
«ألا تسأل نفسك لِمٓ استمريت معك كل هذه السنوات على الرغم من معرفتي تلك؟»
ظهر الارتباك عليه، كاد أن يُجيب، لولا أن أشارت إليه ليعطيها حقها في الحديث!
وشفتاها ترددان ما يجول في خاطره هذه اللحظة: «قد تظن أنني كنت آمل في سكن فؤادك، أتمنى أن أحتل قلبك!»
أومأت تخبره بإشارتها أنها خير مَن تفهمه، أنها كانت له خير صديقة خلال السنوات الماضية..
ولولا علاقة- أُجبرا عليها- لكانت ملجأ لضيقه ومستمع جيد لمشاكله!
«أنت رجل أي فتاة تتمناه تيم، لكن..»
صمتت لحظة مدركة تأثير ما ستقوله عليه.
«لقد وافقت عليك من البداية لأنك تشبهني..
نتشارك نفس الوجع..
نفس الفراق!»
الصدمة التي ارتسمت على ملامحه لم تهزها، واجهته بكل قوة، بكل صراحة:«أنت فقدت حبك..
وأنا.. أنا فقدت حبي!»
خفتت نبرتها مع آخر كلماتها تزامنًا مع شرود نظراتها..
تسترجع وجعًا لم تذُق مثله يومًا..
أيام كانت دموعها هي صديقتها المخلصة..
«لذلك وافقتِ عليّ، لتنسيه بي؟
لكنني لا أعتقد أنكِ وُفقْتِ!»
هزت رأسها بنفي، وتابعت متجاهله حديثه.
«منذ رأيتك أول مرة وشعرت أنك مثلي..
كانت عيناك تدوران في المكان كأنك تتساءل؛ ماذا تفعل هنا؟
وذلك كان نفس السؤال الذي أسأله لنفسي..
وكما لم تملك حق الإجابة حينها أنا أيضًا لم أملكه..
وكما كنت تهرب أنا أيضًا كنت أهرب..
لكن الهروب ليس حلًا!»
واجهته بنظراتها، تسأله بتحدي:«هل نسيت حبيبتك يومًا؟»
والتوتر لا مكان له..
وكل الأفكار والمشاعر التي كانت تتصارع داخله لم يعُد لها وجود بكلمة منها!
بكلمة واحدة..
بإشارة واحدة..
منحته الضوء الأخضر!
«وأنتِ؟ هل نسيتِ حبيبكِ يومًا؟»
ابتسامة ساخرة زيّنت شفتيها، وهي تقول:«بربك!
وتأجيل زواجنا كل هذه السنوات، والدورات التي كنت أسارع في التسجيل فيها؛ لماذا برأيك؟»
لمعت عيناه بإدراك:«كنتِ تتعمدين التأجيل!»
كانت إجابة أكثر منها سؤالًا، وابتسامتها التي ازدادت اتساعًا أكدت له حديثه!
«كنت على أمل أن تتصادف طرقنا يومًا!»
ثم تابعت بحماس..
فالموضوع انتهى والنقاط وُضِعت على الحروف!
«لديك وقت لتستمع لحكايتنا؟»

**********

بعد بعض الوقت
أوصل تيم رويدا إلى منزلها مودعًا، يتمنى لها التوفيق..
ثم قاد سيارته بلا هدى..
لقد زال العائق الذي كان يمنعه عن تقوى..
لكن هل كان الوحيد؟
أهو مستعد أن يتنازل عن كرامته التي أراقتها سابقًا باختفائها؟
أخذ يفكر بجدية في سبب اختفائها..
وسبب طلبها الغريب اليوم..
ما الذي يجعل فتاة مثلها تذل نفسها بذلك الشكل..
تطلب الزواج هي من رجل؟
أفكار كثيرة تدور في عقله، تستفزه، وسيكون ملعونًا إن لم يحصل على إجابة لأسئلته اليوم!
بعزيمة التقط هاتفه يبحث عن رقم بعينه، يطلب مقابلته، فعنده سيجد كل الإجابات!

**********

تعالى رنين الهاتف مجددًا، فأسرعت إيمان للرد قبل أن ينقطع الاتصال!
ويا ليتها ما ردت!
فلم يكن المتصل سوى.. مديرها!
انعقد حاجباها بضيق عندما وصلتها نبرته، يحييها بلهفة.
«بخير الحمد لله!»
أجابته باقتضاب، ولم يخفِ عن قلبه الموله بها نبرتها الحزينة..
سيطر على مشاعره بقوة، وهتف بما يظن أنه سيساعدها على الخروج من حالة حزنها سريعًا:
«لن أشغلكِ، أردت فقط الاطمئنان عليكِ، ولأخبركِ أن عملك في انتظارك، سنمنحك فقط بضعة أيام أخرى قبل أن نطالبكِ بالعودة.»
هزت رأسها بعدم تصديق..
فلا هو وقت مناسب للعودة إلى العمل.
ولا هي ستعود من الأساس!
«شكرًا على لطفك سيد عمار، لكن لا أعتقد أنني سأكون قادرة على المتابعة معكم الفترة المقبلة.»
وبكلماتها أشعلت نيرانه!
بنبرة غريبة على مسامعها سألها:«ماذا تقصدين؟»
تأففت بداخلها قبل أن تجيبه برسمية:«سأحضر خلال يومين لتقديم استقـ»
قاطعها بحدة:«مرفوض!»
«عفوًا؟»
سألته بعدم فهم، فجاءتها إجابته القاطعة:«طلبك مرفوض يا آنسة، وخلال يومين تكونين متواجدة بمكتبكِ!»
جزت على أسنانها، ثم استخدمت ورقتها الأخيرة للهرب منه ومن عنجهيته:«لحظة سيد عمار الأمر ليس كما فهمت، أنا لن أعمل في شركة منافسة مثلًا، أنا سأترك البلد نهائيًا!»
وإن كانت تظن أنها ستحصل بكلماتها على ما تريد فهي مخطئة!
للحظات لم يصلها ردًا منه حتى ظنت أن الاتصال قد قُطِع!
«سيد عمار أنت معي؟»
هتفت ثم أبعدت الهاتف عن أذنها لتتأكد من أنه لازال على الخط!
«سيد عمار!»
حينها وصلها صراخه المتألم:«اللعنة عليكِ إيمان!»
ثم انقطع الاتصال!
ألقت الهاتف بلا مبالاة..
ليحترق في الجحيم حتى..
لقد انتهت منه!
واجهتها صورة والدها فوقفت أمامها، تهمس بوعد:«لا تخف أبي، سأكون مع تقوى، لن أتركها بمفردها!»
هذا ما قررته..
والقرار لم يتخذ الكثير من الوقت في التفكير!
ستسافر مع تقوى لتكون بجانبها..
وبعد انتهاء السنة الدراسية لدرة تلحقها هي ووالدتهنّ..
التقطت الهاتف مجددًا لتتصل بـ لارا..
فالأخيرة بعد معرفتها بقرارها تركت البيت، ولا أحد يستطيع الوصول إليها!
عندما لم تجد ردًا منها هاتفت أمير، لكن أيضًا لا رد!
فقررت الذهاب إليها.
يتبع


Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-01-23, 10:00 PM   #118

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي

«بالله عليكِ كفى بكاء!»
هتف أمير بشفقة بينما يضمها إليه أكثر، يتمنى لو يستطيع محو الألم الذي يأكل قلبها..
وهي تتمسّك به بشدة، تخشى تركه فيقرر هو أيضًا الرحيل!
«لا تتركني.. أرجوك!»
ضحك بعدم تصديق، يده تتحرك بحنو على طول ظهرها، تزامنًا مع كلماته المرحة:«صدقيني أتمنى لو أتركك، لكن هناك قزمة تشبه العفاريت تركض خلفي تمنعني من ذلك، بل تهددني بالقتل!
تعتقدين أنني سأفرط في حياتي بسهولة؟»
وكلماته على الرغم من أنها تحمل بعض المزاح للتخفيف عنها، إلا أنها عميقة التأثير!
فهي بالفعل حياته التي لا يستطيع العيش بدونها!
لكنها لم تنتبه لذاك ولا ذاك..
لم تستجِب له وتجاريه كما تمنى..
فالحزن هنا لا دواء له!
«لكنهنّ سيتركنّني، أخرجنني من حياتهنّ كأنني.. كأنني»
تعالت شهقاتها المتألمة غير قادرة على المتابعة..
ماذا تقول؟
أنها لأول مرة منذ سنوات تشعر أنها خارج الدائرة، ليست من العائلة!
أنها فرد زائد، لسنوات عاشت عالة عليهم!
«إياكِ!»
هتف أمير بحدة كأنه يقرأ أفكارها..
أبعدها عنه قليلًا، رفع وجهها لتتقابل نظراتهما..
«أنتِ ابنتهما؛ ابنة إسلام وهبه!»
«لكنها ستتركني!»
همست مغمضة عينيها بأسى..
خيالها يأخذها لحياة قادمة بدونهم..
لا أب يسأل عنها ويطمئن عليها..
لا أم تحنو عليها وتنصحها..
لا أخوات تشاركهنّ فرحها وحزنها..
فتتمنى الموت!
«أشعر باليُتم، وكنت أتخيّل أنني لن أجرب هذا الشعور ثانية!»
ضغط أمير على ذقنها ببعض الحدة وكلماتها تقتله، تُشعره بالعجز.
فتحت عينيها متأوهة، لتواجه نظراته اللائمة.
«تعرفين أنهنّ ما اتخذنّ هذا القرار إلا مجبرات؟»
ثم عاد ليضمها إليه، يطبع قبلة على جبينها وأخرى على وجنتها، وأخرى وأخرى..
يقول من بينهنّ:«وأنا هنا، زوجكِ وحبيبكِ ووالدكِ وكل عائلتكِ..
ليأخذني الله قبل أن تشعري باليُتم!»
ضربته على صدره بفزع، وهي تقول:«لا تذكر الموت، لا تدعو على نفسك، لن أتحمل فراقك أنت الآخر، يكفي والله!»
طبع قبلة أخيرة على جبينها، ثم همس:«وأنتِ كفى بكاء، والله دموعكِ تقتلني!»
وليكفّ عن ذكر الموت مسحت دموعها بسرعة، ليعيد خصلات شعرها الشاردة إلى خلف أذنها بينما يبتسم لها بدعم.
طرقات على الباب جعلته يبتعد عنها، بينما يقول:«ادخل لؤي!»
فتح لؤي الباب، خطى للداخل خطوة، ينقل نظراته بينهما بترقبّ..
يحاول تخمين ما آل إليه حال والدته بعد انهيارها.
«ماذا هناك لؤي؟»
تركزت نظراته على والدته، يتمنى أن يتحسن مزاجها قليلًا عند معرفتها بمٓن في الخارج.
«خالتي إيمان تريد رؤية أمي.»
راقب والده يهمس في أذن والدته بعدة كلمات، ثم نهوض والدته متجهة إلى حمام الغرفة.
«أخبر خالتك أننا سنخرج لها حالًا.»
لم يتحرك من مكانه، فرمقه أمير رافعًا حاجبيه بتساؤل.
«ألا يوجد حل آخر غير سفر والدتي وخالاتي؟»
أشار أمير إليه ليقترب، ففعل بلهفة.
«بالتأكيد سنبحث عن حل، لكننا لن نتحدث أمام والدتك كي لا تتعلق بأمل واهٍ..
وسنظل جوارها الفترة القادمة وندعمها، لن نتركها تغرق في حزنها، مفهوم؟»
أومأ الصغير بتأكيد مشفقًا على حال والدته.
فأمره أمير:«هيا.. عُد إلى خالتك حتى نأتي!»

**********

بعد عدة دقائق
خرجت لارا إلى أختها بعد أن غسلت وجهها وعدّلت من مظهرها..
وعلى الرغم من محاولاتها لإخفاء آثار بكائها، إلا أن إيمان لاحظته بسهولة.
«اتصلت بكِ أكثر من مرة ولم تردي!»
جلست لارا على أبعد مقعد من أختها، وقالت بوجوم:«لم أستمع إليه!»
تحركت إيمان لتجلس بجوارها، تخبرها بصدق:«لا أستطيع رؤيتكِ حزينة!»
تجاهلت لارا إشارتها، وقالت بمراوغة:«لا أظن أنني سأتوقف عن الحزن على أبي يومًا!»
«لارا!»
هتفت إيمان باسمها معاتبة..
لتفقد لارا سيطرتها على دموعها، وقالت ببكاء:«لِمٓ أتيتِ؟
ألا تريدين الرحيل؟»
مسحت إيمان دموعها بحنو، وهمست:«تعلمين أنه رغمًا عنّي؛ عنّا جميعّا، ذلك الحيوان لن يترك تقوى..
لا يوجد حل آخر!»
أومأت لارا متفهمة..
تدرك جيدًا أنه الحل الوحيد المتاح..
لكن يصعب عليها فراقهنّ بعد فراق والدها..
«كنت أتمنى لو فكرتما بي كما فكرتما في مصلحة تقوى ودراسة درة ومتابعتكِ لحياتكِ!»
والإشارة في كلماتها واضحة..
لم تصدق إيمان ما تسمعه!
وبدون شعور لطمتها بقليل من القوة!
«ماذا تقصدين هاه؟
أننا لا نهتم بكِ؟»
أبعدت لارا وجهها عن عيني أختها الذاهلتين، الحادتين.
لتتعالى نبرة إيمان قليلًا:«لقد فقدتِ عقلكِ!»
اهتز جسد لارا أمام عينيها، فأدارت وجهها لها، تقول لها:«تعرفين أول ما قالته أمي بعد رحيل علي؟
أننا لن نقحمكما في هذا الأمر خوفًا على أمير، فلم ننسَ ما فعله علي فيه سابقًا!»
أطرقت لارا برأسها مستمعة و.. مستمتعة!
«سر تردد أمي في السفر حتى الآن هو أنتِ، لن تتحمل فراقكِ!»
قوّست شفتيها بألم، ضيق من نفسها، خوف..
وإيمان تتابع:«لكن ليس أمامنا حل آخر، إن لم نتحرك بسرعة سنفقد تقوى..
ستتحملي ذلك؟»
هزت لارا رأسها بنفي، وقالت باستسلام:«سافرنّ!»
ثم نهضت تقف على مسافة من شقيقتها، وإحساس الوحدة المرتقّب لا تستطيع لجمه.
«سافرنّ!»
نهضت إيمان بدورها، تخبرها بأمل:«لازلنا في بداية العام الدراسي، يتبقّى الكثير حتى تنهيه درة..
مٓن يدري؟
لعل معجزة تحدث ونتخلص من علي، وبدل من أن تأتي أمي ودرة لنا نعود نحن لكم!»
دعت لارا من كل قلبها أن يحدث ذلك، وتمنت أن تكون ساعة استجابة!

**********

تسافر..
تسافر..
تسافر!
يدور في غرفته كالمجنون، يحطم أي شيء يقع في طريقه..
ولسانه يردد بجنون:«ستسافر..
بكل برود تخبرني أنها ستسافر!»
ركل المقعد الذي أمامه بغضب..
وكم يحلم أن تكون هي مكانه!
فتتلقى ركلاته وصفعاته، غضبه وجنونه، ثم يضمها إليه بقوة حتى يسمع صوت انكسار عظامها، ثم يذيبها في عشقه لتدرك فداحة خطئها!
لن يتركها حتى تتوسله..
سيجعلها تتوسله وتتوسله وتتوسله..
ولن يتركها!
سيجعلها تفهم أن مكانها بين أحضانه، قريبًا من فؤاده، لا ملجأ لها غيره!
وعند هذه الفكرة توقف يلهث بعنف، ثم سحب هاتفه وحافظة نقوده وانطلق إليها!

**********

أغلقت الباب خلفها ووقفت تستند عليه ببؤس..
وتدريجيًا هبطت حتى أصبحت جالسة، تضم ركبتيها إلى صدرها..
وعيناها..
عيناها تبحثان عن والدها!
تخاطبه بقلبها وكل مشاعرها بينما صوتها عاد ليُحبَس داخل صدرها!
فلا فائدة من الحديث!
«سأسافر يا أبي!»
هزت رأسها بمرارة، وصححت:«سأهاجر..
سأترك هنا وكل ذكرياتنا!»
ضربت رأسها بالباب خلفها، وكلها يصرخ:«سأهرب كي لا يصل إليّ يا أبي، وليتني أنجح في مسعاي!»
للحظات ظلت مستندة على الباب برأسها..
تجلد ذاتها، تعنف نفسها، تعترف بذنبها أمام والدها!
«كدت أضيّعه يا أبي، كنت سأقحمه في حياتي فيصبح في مواجهة مع شخص لا يمتلك رحمة ولا رأفة..
وكل هذا لماذا؟»
تعالى صوتها حينها، كأن تيم الوحيد القادر على استفزاز مشاعرها!
«لأنني أنانية..
أنا أنانية يا أبي..
ابنتك أنانية يا إسلام..
أنانية لم تفكر إلا في نفسها وحلم قديم راود قلبها ظنت أنها من الممكن أن تحققه..
ظنت أنها تستحق الحياة!»
عاد صوتها يُكتٓم داخلها، تكتفي بصراخها الداخلي..
فعلى كل حال والدها لا يحتاج إلى صوتها ليسمعها ويشعر بها!
«نسيت يا أبي..
نسيت أن مَن مثلي كُتِب عليها عدم الحلم، عدم التمني..
أن تدفن نفسها وسط أربعة جدران لتنال عقابها الذي تستحقه كما يرى مجتمعها!»
بحثت عن هاتفها لتفتح صورة والدها..
تحتاجه هذه اللحظة..
تحتاج لتواجهه، فتخبره بما أخفته عنه يومًا!
«تعرف يا أبي؟
أنا لم أحبس نفسي في غرفتي خوفًا من المجتمع فقط، لكن لأنه لم يتركني ليلة..
كان يرسل لي الرسائل ويهددني!»
اهتزت يدها فكاد الهاتف أن يسقط منها، لكنها تمسّكت به، تمسّكت بمواجهتها لوالدها..
تتخيّله حولها، ترى نظراته الغاضبة إليها، فتسترضيه:
«لا تنظر لي هكذا، تهديداته لم تؤثر بي!»
شردت لثانية وذكرى أليمة تمر على عقلها:«مرة واحدة، هي مرة يا أبي ضعفت فيها أمام تهديداته..
عندما وصل إليٌ بعض أصدقائه!»
تخيّلت لو والدها هنا الآن ورد فعله على حديثها، فسارعت بالتبرير:«لم أخبرك حينها لأني خفت عليك..
خفت أن تقدم على شيء يستفزهم فينالك بعض ما نال أمير سابقًا..
وفي كل الأحوال لم أكُن أخرج كثيرًا، فاحتمال وصولهم لي مجددًا كان مستحيلًا!»
هزت رأسها تنفي عن نفسها تهمة تعلم أن والدها يوجهها لها.
«لا، لم أمتنع عن الخروج لهذا السبب..
بل من أجلك أنت!»
تحركت أصابعها على ملامحه ببطء شديد، وهي تقول:«أي أحد يراني كان يتحدث عنّي، فيتجاوز في حقك..
وأنا لم أكُن لأسمح بهذا يا حبيبي..
لقد خُلِقت لأرفع رأسك، ليتحدث الناس عنك بالخير، لا لينتقدوك ويذموا في تربيتك!»
هزت رأسها مؤكدة هذه المرة: «لذلك كنت أمتنع عن مغادرة المنزل..
رسائل علي كانت تذكّرني كلما أنسى..
وحديث الناس في المرات القليلة التي نزلت فيها عن جريمتي لم يغادر أذني..
كنت أخاف عليك، لا أريد أن أؤلمك!»
والجملة الأخيرة خرجت بهمس يحمل ألم وعذاب سنوات، تتمنى لو والدها يسامحها ولا يكون غاضبًا عليها!
«تقوى، هل عُدتِ؟»
ابتعدت عن الباب عندما وصلها صوت والدتها..
لتقوم هبه بفتحه والدخول، بينما هي تعطيها ظهرها، تمسح دموعها.
«متى عُدتِ؟
لم أنتبه لك!»
شرعت تقوى في إزالة حجابها دون إجابتها..
فتنهدت هبه وجلست على سرير تقوى تراقبها بينما تلتقط ملابسها، فربتّت على المكان المجاور لها، تأمرها بلطف: «تعالي إلى هنا!»
تركت تقوى ما في يدها، وتحركت بجمود لتجلس جوارها.
«ما رأيكِ في اقتراح عمكِ؟»
سألتها على الرغم من أن إجابتها لن تفيد..
فبكل الأحوال لقد بدأوا في تحضير إجراءات السفر!
لكنها أملت في تبادل الحديث معها..
لقد اشتاقت لصوتها..
يا الله كم اشتاقت لصوتها!
ألا يكفيها غياب زوجها عنها فيغيب معه صوت ابنتها!
«لا أعتقد أن رأيي يهم!»
همست تقوى بجمود..
فاستغرقت هبه دقيقة لتستوعب عودتها للحديث..
ثم أسرعت بضمها إليها.
«وأخيرًا حنوتِ عليّ وأسمعتِني صوتكِ!»
ربتّت تقوى على ظهر والدتها مستشعرة ألمها ويأسها..
يعز عليها أن تكون سببًا في مزيد من الحزن لها، لكن رغمًا عنها!
هي لا تشعر بأي قدرة على الحديث أو اتخاذ أي رد فعل!
أبعدتها والدتها عنها قليلًا، تقول بتفهم: «أعرف أنكِ لا تريدين الرحيل من هنا، لكن لا حل آخر أمامنا!»
جزت على أسنانها، برقت عيناها بغضب أسود، بينما تتابع:«ذلك الحيوان لم يترك لنا حتى فرصة للتفكير، تعمد الضغط علينا بكل شكل كي لا نتخذ قرارًا مناسبًا!»
أومأت تقوى متفهمة، مصدقة على حديث والدتها..
فعلى مدار سنوات كان يقضيها علي في مراسلتها تعلم أن هذا هو الشيء الوحيد البارع هو فيه، الضغط على من أمامه!
قصّت عليها هبه ما خططوا له الساعات الماضية، وتقوى تستمع لها بلا تعبير.
وحينما انتهت، سألتها:«ولارا؟»
أطرقت هبه رأسها، تقول ما أقنعت نفسها به طوال الساعات الماضية:«لارا لديها زوجها وولداها!»
تنهدت تُبعِد تلك الأفكار عنها مؤقتًا، عازمة على إيجاد حل خلال الأشهر القادمة يرضيها ويرضي ابنة قلبها.
«المهم أنتِ، لقد تحدثت مع عمك طارق، وأمير أيضًا، الكل يفعل ما بوسعه لتغادري من هنا في أسرع وقت!»
أومأت تقوى بصمت، ودرة تقتحم الغرفة، تقول بحيرة:
«هناك رجل يرغب في رؤيتكِ أمي!»

**********

«عمار الأسيوطي!»
«صاحب المكتب الذي تعمل لديه إيمان!»
قاطعت هبه تعريفه عن نفسه تشير له بالجلوس..
فجلس عمار، يقول بامتعاض:«تقصدين الذي كانت تعمل لديه!»
عقدت هبه حاجبيها بعدم فهم، وتقوى ودرة تقفان قريبًا منهما، تستمعان إلى ما يُقال بانتباه.
تنحنح عمار بحرج، يلعن تهوره الذي دفعه للمجيء!
ماذا يقول الآن؟
جئت لأطلب يد ابنتكِ وزوجكِ لم تمر عشرة أيام على وفاته!
تبًا للحب..
تبًا لقلبه الذي لم يجد سوى مُعقدة من الرجال ليتعلق بها..
بل تبًا لها هي ولكل ما تفعله فيه!
«إسلام رحمه الله حكى لي عنك كثيرًا!»
هتفت هبه بغصة تحكمها كلما أتت بسيرة الراحل..
فزفر عمار أنفاسه ببعض الارتياح، فهبه تبدو على علم بما كان يدور في حياة زوجها!
«أرجو أن يكون قد أخبركِ بـ مشاعري تجاه آنسة إيمان!»
وكلماته الأخيرة خرجت من بين شفتيه بحرج، بينما يبعد عينيه عنها.
«وأخمن أن إيمان أخبرتك برغبتها في ترك العمل، لذا أنت هنا الآن!»
باندفاع قال عمار، والغضب يعود ليلون ملامحه: «أخبرتني أنها ستسافر ولم تمنحني تفاصيل أكثر، وفي الحقيقة لا أعرف من أين أتى هذا القرار المفاجئ!»
نظرت تقوى ودرة إلى بعضهما البعض بذهول، ودرة تتساءل بهمس، غير مصدقة لما سمعته!
«يحب إيمان؟»
أشارت لها تقوى بالصمت، وعاد انتباه كلتيهما لحديث والدتهما مع ذلك الغريب.
«هو قرار مفاجىء بالفعل اضطررنا لاتخاذه!»
هتفت هبه باقتضاب أغاظه، جعله يسأل بتهور:«وأنا؟»
تطلعت هبه فيه لثوان، تدرك تعلقه بابنتها، مدى حبه لها، ورغبة إسلام- رحمه الله- في أن تكون إيمان من نصيبه..
شردت متذكرة حديث إسلام عنه، إعجابه به، دفعه لإيمان دفعًا كي تنتبه إليه..
فهمست بداخلها:«سامحني يا حبيبي، لكن الظروف تحول دون تنفيذ رغبتك!»
«سيدة هبه!»
حثها عمار على الحديث عندما طال صمتها..
فرفعت كتفيها بقلة حيلة.
«صدقني لا أتمنى سواك زوجًا لها، من أجل رغبة المرحوم على الأقل، لكن للأسف بعض الأحيان نضطر للتغاضي عن رغباتنا من أجل ما هو أهم!»
وانتقلت نظراتها تلقائيًا إلى تقوى، فاستنتج عمار بذكائه أن لها علاقة بالأمر.
«أستطيع المساعدة!»
هتف بحمائية سربّت بعض الدفء إلى هبه..
وسمحت لنفسها بتأمله متذكّرة حديث إسلام عنه وعن رجولته..
يكفي أنه لم يتأثر بأحاديث الناس عن تقوى وتمسّك برغبته في الاقتران بإيمان!
ليته يتزوجها ويكون واحدًا من العائلة، فتطمئن على بناتها معه ومع أمير.
«بالتأكيد إن احتجنا لمساعدة لن أتردد في طلبها منك!»
اغتمت ملامح عمار بيأس..
فبعد كل هذا الانتظار لن ينال حلم حياته!
«هل يمكنني.. لو حتى تخبريني إلى أين ستذهب أو كم ستمكث؟
أستطيع انتظارها!»
علت الشفقة عليه ملامح هبه..
فكم انتظر، وكم سينتظر؟
وابنتها حتى لا تعرف بمساعيه!
«أخرجها من عقلك أفضل، فاحتمال عودتها ضعيف.. جدًا!»
همست هبه مراقبة ملامحه التي شحبت تمامًا..
نهوضه، اعتذاره الخافت، ونيته في الرحيل..
وإن كانت ترمقه هي ودرة بشفقة، فإن تقوى تراقبه بشعور من الذنب!
فبسببها سيفقد هذا الرجل حب حياته..
وبسببها ستفقد شقيقتها رجلًا مثله!
ليتها هي من ماتت!
عادت إلى غرفتها وهبه تودع عمار..
فتح الباب ليغادر في نفس الوقت الذي عادت إيمان فيه..
توقفا عند الباب..
هي ترمقه بصدمة من وجوده في بيتها!
وهو.. هو يرمقها بانبهار!
«ماذا تفعل هنا؟»
«ارتديتِ الحجاب؟»
سأل كلاهما في نفس الوقت..
وإن كان سؤالها يحمل استنكارًا، فسؤاله يحمل إعجابًا!
تحركت مقلتاه عليها من أعلى إلى أسفل، قلبه يعلن تمرده على كل ما قيل، يطالب بحقه فيها..
هي حب حياته..
الإنسانة التي انتظرها لسنوات لتحنّ وتنتبه إليه، فقط تنتبه إليه!
انتقلت نظراتهما في نفس الوقت إلى هبه..
إيمان تسأل بغضب، شعور بعدم الراحة يتسلل إليها:«ماذا يفعل هذا هنا أمي؟»
وعمار يجدد طلبه بإصرار:«أريد الزواج منها سيدة هبه، لن تسافر إلا وهي زوجتي!»
«السلام عليكم!»
جاء صوت تيم قبل أن تتخذ هبه أي رد فعل..
وسط ذهول إيمان، إصرار عمار..
ودرة تركض إلى غرفة شقيقتها، تقول بلهفة:«تقوى، الشاب الذي أنقذكِ في الخارج!»
فتتجمد تقوى في مكانها بصدمة.
«لا، مستحيل!»

**********

أسرعت تقوى بالخروج، لتجد تيم أمامها، يقف أمام والدتها بـ...!
ماذا به؟
تساءلت بخوف عليه وهي ترى ملامحه الغريبة، النظرة التي تلمع بها عينيه..
مزيج من الحزن والأسى والقهر!
قهر لم يذقُه رجل من قبل!
ماذا حدث معه؟
اقتربت خطوة ونظراتها لا تتحرك من عليه..
وهو.. هو لا يواجهها بنظراته!
توقفت على مسافة صغيرة منه مستشعرة بأنوثتها ابتعاده عنها، هربه منها..
توقفت متسلحة بصمتها، تراقب وفقط..
ويبدو أن هذا هو دورها الوحيد الفترة القادمة!
ومن ناحية أخرى كانت إيمان تشتعل، تحترق..
«لن تسافر إلا وهي زوجتي!»
الجملة بصوته القوي تتردد على أذنها لتزيدها اشتعالًا..
وعمار يقف أمامها بطوله الذي يتجاوز المائة وخمسة وسبعون سنتيمترًا، وجهه الجاد ونظرته التي تعكس غروره يستفزانها..
استغلت ارتباك والدتها بسبب حضور ذلك الضيف، وقالت ببرود تعلم أنه يستفزه: «طلبك مرفوض!»
توترت هبه لا تعرف مع من تتعامل أولًا؟
طلب عمار بعد رفضها المباشر؟
جنون ابنتها الذي يتراقص في عينيها، وتعلم أنها إن لم تتدخل في الحال ستفضحهنّ..
أما ذلك الضيف الغريب..
غريب بوجوده الآن دون موعد..
وغريب بجموده وزيغ نظراته الذي تلاحظه جيدًا..
وغريب بتأثيره على ابنتها التي تقف قريبًا منهم صامتة..
تدخلت درة لتنقذ ما تستطيع، فقررت تخليص والدتها من مسئولية تيم أولًا.
«تفضل من هنا!»
تحرك معها تيم بخطوات ثقيلة، بدت لتقوى المراقبة مهمومة..
فتحركت خلفه بعزيمة..
أولت هبه انتباهها للمصيبة أمامها.
فبادر عمار بجدية تصيب مٓن أمامه بالجنون.
«لنعقد القران بعد يومين، أعتقد أن سفرها قريب!»
«قران مٓن ستعقد يا أحمق؟»
«إيمان!»
وبخّتها هبه بعدم رضى، فمهما كان رفضها هذه ليست طريقة للتعامل!
بينما عمار اقترب منها خطوة، يقول بتحذير:«عيب أن تسبي زوجكِ يا صغيرة!»
ووقف يراقب مبتسمًا رد فعلها..
ستقتله..
تقسم أنها ستقتله..
اقتربت منه إيمان خطوة أخرى، تواجهه بجنون أنعشه: «يقول لي زوجكِ!
ألم تسمع؟
طلبك مرفوض، مرفوض!»
أكدت على الرفض بصراخ جعل هبه تسارع بالتنبيه: «اخفضي صوتكِ، لا نريد أن يستمع الجيران إلينا!»
خطوتان فقط تفصل بينهما..
بين رجل ملامحه مليئة بالإصرار..
وأنثى ملامحها تشع بالإجرام!
قطع خطوة منهما، وهمس باستفزاز: «ومٓن قال أنني أنتظر موافقتكِ؟»
انتقلت نظرات إيمان إلى هبه بقهر، فتدخّلت هبه: «سيد عمار من فضلك، لقد أبلغتك برفض طلبك، فلا الوقت ولا الظروف مناسبين!»
تنهدت إيمان بارتياح، فوالدتها تتخذ نفس موقفها، وليضرب عمار رأسه في أقرب جدار!
وإن كانتا تظنان أنهما هكذا أنهيتا الموضوع، فهما مخطئتين!
تحرك عمار ببرود ليجلس على أقرب مقعد، يشير إلى الغرفة التي دخلها تيم منذ قليل، وهو يقول: «ما رأيكِ أن تري ضيفكِ وبعدها نتحدث سيدتي؟»
ناظرته هبه ثم تحركت منفذة، فيبدو أن هذا الرجل عنيد، وإقناعه سيحتاج لكثير من الوقت، لذا لترى ما يريد تيم وبعدها تعود له!
في حين رمقت إيمان عمار بغيظ، ومن دون حديث اتجهت إلى غرفتها..
وعمار يتابعها بعينيه هامسًا:«جميلة بالحجاب!»

**********

قبل دقائق
جلست تقوى أمام تيم، ودرة تقف على مقربة منهما، تراقبهما بريبة لحظة..
وفي لحظة أخرى تتجه نظراتها للخارج بفضول لترى ما يحدث!
قبضت تقوى على كفها مستمرة في مراقبتها له..
شعورها أنه بعيد كل البعد عنها وعن المكان ككل يزيد مع مرور الوقت!
حتى أنها شكت أنه جاء إلى هنا في كامل وعيه!
وتمنت لو تخرج درة لتستطيع الحديث معه بحرية، لتعرف سبب حضوره بعد رفضها لعرضها!
عرضها!
شعرت بالخزي يتملك منها، فانكمشت في مكانها مطرقة برأسها بوجع..
حينها..
حينها فقط وجّه تيم نظراته إليها!
كأن قلبه استشعر وجعها وأحب مواساة قلبها!
لكنه لم يستطِع مواجهتها لأكثر من ثانية..
ثانية واحدة كانت كافية ليثور ويجنّ!
تشتعل نيران غضبه وقهره، والطريقة الوحيدة لإخمادها غير متاحة حاليًا بكل أسف!
وبإرادة فولاذية وسيطرة حديدية سيطر على كل مشاعره ورغباته..
رغباته اللطيفة و.. العنيفة!
وكم شكر وجود مٓن خمّن أنها شقيقتها، فهي تمنعه عن الكثير!
نهض بارتباك فور دخول هبه، ليبادر بالقول بحرج: «أعتذر عن قدومي دون موعد!»
أومأت له هبه بسماحة على الرغم من القلق الذي يعتريها، وأشارت له بالجلوس.
«خير إن شاء الله؟»
انتقلت نظرات تيم إلى درة، ثم إلى تقوى، وبصعوبة أزاحها عنها ليعود إلى هبه.
«هل يمكن أن نتحدث بمفردنا؟»
تشبث تقوى بمقعدها رافضة ما يلمّح إليه.
«اتركانا بمفردنا!»
أمرت هبه ابنتيها، مركزة نظراتها على تقوى المترددة!
نفذت درة أمر والدتها على الرغم من فضولها..
أما تقوى، فلا تستطيع!
نظراتها على تيم، تتوسله بداخلها أن ينظر إليها ليفهم!
ترجوه ألا يفضحها، وليته يستمع إلى ندائها الصامت!
لماذا جاء؟
ألم يرفض عرضها لأنه مرتـ..
توسعت عيناها بصدمة ملاحظة خلوّ إصبعه من محبسه!
بعدم وعي نهضت مقتربة منه خطوة لتتأكد مما تراه!
«تقوى!»
زجرتها والدتها بحدة، لتتراجع نفس الخطوة ثم تسرع للخارج..
لماذا جاء؟
هذه المرة لم يتسّم السؤال بالقلق، بل بمشاعر أخرى..
حلوة ومريرة..
ناعمة وقاسية..
فيتغلب الشعور الثاني عليها، ولسانها يردد:«مستحيل!»
انتهى
قراءة سعيدة


Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-01-23, 11:55 PM   #119

Omsama

? العضوٌ??? » 410254
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 867
?  نُقآطِيْ » Omsama is on a distinguished road
افتراضي

الفصل روووعه تيم فعلا علاج تقوى فى الفتره دى واظن انه عرف اللى حصل ليها من طارق وهيكون سبب اصراره على جوزها لحمايتها
Aya-Tarek likes this.

Omsama غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-01-23, 12:26 AM   #120

سناء يافي

? العضوٌ??? » 497803
?  التسِجيلٌ » Jan 2022
? مشَارَ?اتْي » 447
?  نُقآطِيْ » سناء يافي is on a distinguished road
افتراضي نيران خباها آلهوى

فصل راىع الرواية راىعة بتمنى تيم يتزوج تقوى وعمار يتزوج ايمان ويبلوا كلن بوجه علي ويكون الهم سند بعد وفاة ءاسلام تسلم ايدك حبيبتي
Aya-Tarek likes this.

سناء يافي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:13 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.