آخر 10 مشاركات
يا أسمراً تاه القلب في هواه (21) سلسلة لا تعشقي أسمراً للمبدعة:Aurora *كاملة&مميزة* (الكاتـب : Aurora - )           »          ظلام الذئب (3) للكاتبة : Bonnie Vanak .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          جنتي هي .. صحراءُ قلبِكَ القاحلة (1) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          الشيـطان حــولك .. *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : smile rania - )           »          مواسم العشق والشوق (الكاتـب : samar hemdan - )           »          الدخيلة ... "مميزة & مكتملة" (الكاتـب : lossil - )           »          الفرصة الأخيرة (95) للكاتبة: ميشيل كوندر ...كاملة... (الكاتـب : سما مصر - )           »          106 - سيد الرعاة - مارغريت روم - ع.ق ( تصوير جديد ) (الكاتـب : Dalyia - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة

Like Tree8Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-03-22, 10:55 AM   #11

"جوري"

مشرفة منتدى الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية "جوري"

? العضوٌ??? » 333867
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,010
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » "جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




بارت : 161

-

وكيف يدلّ دربه معاه ، تنهّد من أعماقه وهو يحاول يصير له مثل نهيّان لكنه ما يقدر ، ما يقدر هو شخصيته غير ونهيّان غير عن كل الشخصيات يلي قابلها وعاشرها بحياته ما مثله أحد ولا يكون ، يفهم المجروح ، والغاضب ، والمُحب وما يكتفي بالفهم إنما يمدّ له حلوله بنفس اللحظة يثبّته بأرضه وهذا أعظم شيء بنهيّان ، جلست على شبه التل من الرمال بجنبه ، وشد بفروة نهيّان عليها وعليه وأخذت نفس وهي تمد إيدها لركبة حاكم الجالس بجنبها وبجوفها شيء واحد لكن ماتقدر تبوحه ، مثل الشيء يلي بجوف حاكم ما يقدر يبوحه بالمثل لأن ماهو الوقت المناسب له ..
-
عدل نهيّان تكيته وهو يتأمل مملكتهم المصغّرة وتوجهت أنظاره لأبوه وأمه الجالسين على التراب ووقفت أنظاره عليهم لثواني طويلة يتأملهم ، طالت الثواني تتحول لدقائق سكن فيها داخله وهو يشوف جلوسهم على التراب وكيف أمه عن يمين أبوه تغطيّهم فروة وحدة عن الهبوب ، كيف يده تحاوطها وكيف تبتسم له وقت تسولف لحد ما أجبرته يبتسم وما إنتبه إنه حتى هو صابه الإبتسام من وجودهم ومن إبتسامة أمه ونظراتها يلي من حنيّتها تغطي هالصحاري كلها ووقف يتوجه لناحيتهم : لا تقول لي وش جابك
إبتسم حاكم بخفيف وهو يهز راسه بالنفي : إجلس
جلس بجنب أمه وهو يعدل أكتافه : أبوي
لف حاكم أنظاره له ، وتنحنح نهيّان : إن ما كان عندك شيء تجي الملعب ؟ المباراة يعني
ناظره حاكم لثواني ولأول مرة يطلبه نهيّان يجي ويحضر له مباراة ولهالسبب كان منه الإستغراب : فيك شيء ؟
هز راسه بالنفي ، وهز حاكم راسه بزين : أجي إن شاء الله
إبتسمت بخفيف ، وعدّل نهيان أكتافه وهو يوقف وهز حاكم راسه بالنفي لأن نهيّان دائماً ما يعرف يتعامل مع الإبل : وراك مباراة لا تنرفس ، لا تروح يمّها
ناظر أبوه لثواني : ليه تعاملني إني نهيّان الصغير للحين ؟
عضّ حاكم شفايفه من قرب صوب واحد منها وكانت ثواني بسيطة فقط لحد ما إنطلق صوب الخيام من لفّ لناحيته أحدها يركض وراه ، ضحكت ملاذ : قول له يرجع الرياض هذا أرضه ماهي هنا ، ماهو مكانه ولا هو راعي إبل وبرّ
إعتلى صوت حاكم يأمره بالرجوع ، وأرسل نهيّان قبلاته لهم من بعيد وهو يدخل سيارته يهرب عن الجمل الغاضب منه لأنه حارشه محارشة بسيطة ويتوجه للرياض تحت أنظار أمه وأبوه ، شدّت على إيده من كان بيرجع لهواجيسه بخصوص ذياب : تعال نرجع للخيام
_



بارت : 162

-

دخل البيـت وهو يسمع صوت والأكيد إنها مو ورد ، تنحنح مباشرة : يا بنـت
نطقت ديم وهي تعدل جلالها : برجع الغرفة دقايق
لف لناحية الباب ، ومرّت ديم من خلفه تركض لغرفة البنات وهو كان شبه متأكد إن ورد ماهي لحالها بالبيت لأن أبوها ما سأل عنها وصار له اليقين الحين لكن الهيّن عليه إنّه كان داري ومنتبه لجل ما يصادف أحد ، لف وهو يصعد للأعلى ولغرفته مباشرة وطلع أغراضه من جيب ثوبه لكن صابه السكون من يده المتجرحه وهو يذكر معصمها يلي ما بيحصل له شوفه من جديد وهي قالت هالشيء لخيله لكن كيف بيتحمّل ويقدر ما يتطمّن عليه وهو أحرق فيه جوفه أكثر من كل شيء آخر ، دخل يتحمم ويجهّز نفسه ولأوّل مرة يحس إنه مجبر ومُكره على الدوام وهو ماوده وكل أمنياته محد يجرّب يحارشه لأن أعصابه ماهي بمحلها ولا تبقى لأنه كل ما حاول يهدأ يرجع فيه الصقر وطاريها ويثور ..
نزل للأسفل وهو يتوجه لسيارته ولف أنظاره لفروته يلي بجنبه وهو يشتت أنظاره لأن ما وده بشيء أكثر من إنه ينهي الإجتماع ويرجع يتمدد ينهي هواجيسه كلها ..
دخل للوزارة وهو يتوجه لمكتب الإجتماعات ويعرف إنه تأخّر لكن ما يهمه دام كانت لهم الدعوة له وما إعتذر ما يقدرون يستفتحون الإجتماع بدونه ، ألقى السلام بدون عذر وهو يجلس بمكانه ولف بن مساعد أنظاره لإيده وإحمرارها وهو يهمس للمحلل يلي بجنبه : تشوف ؟
هز راسه بإيه ، ورجّع بن مساعد جسده للخلف بهمس : قايل هالأشكال ماهي حول سياسة ووزارة بس من يصدّق ، همجي مثل أبوه العنف أولاً والكلام آخر شيء
هز المحلل راسه بإيه : وراه ما قال عذر لتأخره ؟
ضحك بن مساعد وهو يفتح أوراقه من بدأ المستشار بالكلام : لأنه واضح على وجهه والكِبر يمنعه من الإعتذار
ما كان ذياب يحتاج يلتفت لجل يفهم إن بداخلهم غيض منه لكنه ما يهتمّ الحين أبداً إهتمامه بالإجتماع ومن لف المستشار يناظره : هالموضوع عليك ياذياب أبيه نهاية اليوم جهّز لي ملف عنه لجل تروح إنت للديوان
هز راسه بزين وهو كان يتمنى ما يرميه على عاتقه لأنه مُهلك ولا وده بضغط إضافي : إبشر به
نطق أحد المحللين وهو يعترض على قرار المستشار : العذر والسموحة ياطويل العمر لكن الملف يحتاج تركيز وذهن حاضر واللي أشوفه ذياب ماهو خير من يمسكه الحين ، ماهو موضوع شخصي ياذياب
لف المستشار أنظاره لذياب يلي شد على قبضة إيده ، وما تكلم من جاء السكرتير يهمس له بإذنه وهو يوقف : إن غيّرت رأيي بيوصلكم الخبر ، إنتهى الإجتماع .
طلع المستشار أولهم وبقى ذيّاب الأخير لأن ما وده يحتك مع أحد فيهم وهو يدري إن كلهم بدون مقدمات صار فكرهم مثل فكر بن مساعد عن ..
_



بارت : 163

-

ولعلّ طلب المستشار إنه هو يلي يتوجه للديوان أثار فيهم شُعل غضب وتعجّب ليه هو دون غيره .
طلع وهو يشوف بن مساعد ينتظره عند الباب الخارجي للوزارة وضحك بسخرية : دوّر لك مكان تلعب به
هز راسه بالنفي وهو يمثّل الجدية بكلامه : بكلمك بموضوع أنا عندي واحد ودي تشوف له أبوك يمسّكه منصب معانا ، قالوا لي الفريق له علاقات أكثر هنا ما
إبتسم ذياب بسخرية وهو يقرب من خطوته له : كمّل ، وما أكون ذياب إن ما تركتك تطلع من الوزارة تجرّ خطاك
إبتسم بن مساعد بسخرية : تعقـ
قبل لا يكمل كلمته مدّ ذياب إيده لياقة ثوبه يعدّلها له وضحك بسخرية : إنت لا ترجف لا مديّت يدي ثم تكّلم
ضرب على صدره وهو يهدده بنظراته ما كان يحتاج الكلام لكن كان لبن مساعد رأي آخر : إنت داري أيامك معدودة هنا وماهو رأيي أنا بس لكن إنتظر إنتظر
-
« بيـت تركـي »
فتحت عيونها وهي تحس بمحاجرها تغلي من الحرارة ومباشرة مدت يدها للتكييف تقفّله ، أخذت جوالها من جنبها وسكنت ملامحها من الساعة يلي توّضح لها إنها رغم هلاك الأمس والبر وكل تفاصيله هي ما نامت إلا كم ساعة محدودة ما تعوّض عن تعب الأمس وإرهاقه وشدّته أبداً ، أخذت نفس وهي ترفع أنظارها للسقف وما تذكر غير إنها بالسيارة ما كانت معاهم لو واحد بالمئة ، ووقت رجعت البيت البنات إسترّدوا نشاطهم من العيال السهرانين يجهزون لنفسهم قهاوي وسهرة وقرروا يجلسون معاهم وهي صعدت لغرفتها حتى ما بدّلت وسكنت ملامحها بخفوت من نزلت أنظارها لملابسها وتخالطت عليها الروائح بين عطرها وعطره يلي سرقته من فروته وريحة الحطب وعضّت شفايفها لثواني لأنها ما تبي تهلك أكثر ويكفيها هلاك الأمس أكثر من كل شيء ..
أخذت جوالها وهي تشوف رسالة من أمها إنها مو موجودة بالبيت وإن عندهم إجتماع مافي أحد بالبيت إلا البنات النايمين وما تتوقع إن العيال موجودين ..
رفعت نفسها عن السرير بالقوة تتوجه للحمام - الله يكرمكم- تحاول تصحصح ببرودة المويا يلي تعانق ملامحها لكن هي كل أنظارها على معصمها ، على ضماده يلي أهلكته بالتأمّل وأهلكها باللهيب يلي يتركه يسري بجسدها كلها لأنه مكان لمسته ومدت إيدها لدولابها تبدّل ملابسها لأول هُودي قدامها وأول جينز وما تدري وش بتسوي لكن تعرف إنها لو بقيت بسريرها بيزيد عليها تعبها ، وبيتوالى عليها كل شيء هي ما تبيه وبيوضح عليها لليّ حولها وهي لو تبي شيء ، تبي تبيّن إنها بأفضل حال ظاهرياً وإن كانت قلبياً وشعورياً من أبعد ما يكون عن الحال الأفضل ولا تدري وش تخبّي لها أيامها لكن لها أمنية وحيدة وهي إنها تجي خفيفة هيّنة على قلبها وشعورها ، ما تضيّعها ولا تترك
_



بارت : 164

-

ولا تترك بداخلها لهيب شعور ما لها قُدرة عليه ..
توجهت لستائر غرفتها تفتحها كلها ، تسمح للضوّ ينور غرفتها ويدخل فيها حياة هي تحتاجها ، تتأمل مدى هي تحتاجه ولو إنها عضّت شفايفها لأن أغلب سياراتهم ماهي موجودة ورفعت حواجبها من الأشخاص يلي يدورون حول البيت ، حول سيارة أخوها عذبي وجلست بمكانها تراقبهم لثواني لكن قررت توقف تسوي لنفسها قهوة ونزلت للأسفل وإبتسمت من الورقة يلي على الثلاجة " آخر وحدة سوّت قهوة تراها ودّ هي ما شالت أغراضها وراها ماهو أنا ماهو فهد " وعرفت الخط إنه يكون لفهد لجل ما يعاقبونه إنه حوّس المطبخ وراه لأن النظام عندهم تسوي شيء لا تتركه وراك خصوصاً آخر الليل ، أخذت كوب قهوتها لكن سكنت ملامحها وهي تشوف مقبض الباب تحرّك لثواني ووقفت حركته ومباشرة توجهت لغرفة أخوانها لكنّهم مقفلين الباب بالمفتاح ، هزت راسها بالنفي بخفيف تمنع الشّك : بلا شك !
وما طالت جملتها وهي تتوجه للأعلى مباشرة ، لغرفة نيّارا ممكن يكون أبوها عذبي موجود ونايم لأنها شافت سيارته لكنها فتحت الباب والسرير فارغ مافيه أحد ، رجعت لغرفتها وهي تمد إيدها لجوالها ورجعت للشباك وهي تشوف نفس الأشخاص للآن قدام الباب وشخص منهم كان خارج من السور الداخلي لبيتهم وعرفت إنه هو يلي حرّك مقبض الباب ومباشرة إتصلت على أبوها
_
« بـالوزارة »
رجع يطلع من سيارته من سمع صوت مألوف يناديه " الذيّب " وسكنت ملامحه من كان عمه تركي وهو يسّلم عليه : الله يبقيك ويسلّمك ، منّورنا وش الطاري !
إبتسم تركي وهو يعدل أكتافه : عندي إجتماع هنا
هز ذيّاب راسه بزين : مع من ؟ المستشار وإلا
هز تركي راسه بإيه وهو يسكر جواله : دلّني وين دربه
سكر ذياب جواله وهو يمشي مع عمه للداخل وإبتسم تركي وهو يصافح المستشار يلي كان خارج غرفة الإجتماعات : بخير الله يطوّل بعمرك بخير ما رديّناك
إبتسم المستشار وهو يشدّ على إيده ويلف أنظاره لذياب لجزء من الثانية ويرجّعها لتركي يلي رن جواله : ننتظرك
هز تركي راسه بإيه وهو تغيّرت ملامحه إنها قصيد يلي أمها قالت له إنها جات الفجر مُرهقة ونامت بدون ما تكلمهم لكنها الحين صحيت وما يكفيّها هالنوم : حيّ بنتي
إبتسمت وهي تحاول ما ترعبه لكن هي مرعوبة من أشكالهم ، بيض ثيابهم وعددهم وإن شخص منهم تجرأ يقرب لباب البيت الداخلي يحرّك مقبضه : بالمكتب إنت وإلا جاي البيت ؟
سكنت ملامحه مباشرة لأن صوتها مبحوح ويلمس تعبها منه وما يحتاج تقول شيء : تعبانة إنتِ !
هزت راسها بالنفي وهي تجمّع نفسها : لا تصير حنون وجاوبني ، بالمكتب وإلا جاي البيت ليش مافي أحد ؟
رفع إيده لجبينه مباشرة : …
_



بارت : 165

-

رفع إيده لجبينه مباشرة : بالوزارة عندي إجتماع يابابا ، البيت فيه عذبي والعيال بالمجلس تبين شيءّ صحيهم
عضّت شفايفها لثواني : مقفلين الباب عليهم بس
حسّ بالسوء من ترددها الكثير وإنها ما كمّلت جملتها ما تركت فيه عقل يستوعب شيء الحين : قصيد وش فيه
رفعت أكتافها بعدم معرفة وهي تشوف السواق يتكلّم معاهم وإذا تعرف شيء عن أبوها فهي تعرف إنه شديد الإرتياب بخصوص الغرباء وممكن يجنّ لو عرف إن فيه ناس عند بيته وهي الوحيدة الصاحية ولا قالت له ودائم يحذّرهم من هالشيء : فيه رجال عند الباب ، كثير شوي
سكنت ملامحه مباشرة : كيف رجال وش كثير شوي
طلع السكرتير وهو يناديه : المستشار يطلبك
لمح ذياب التوتر والغضب يلي بوجه تركي بدون مقدمات وهو يعضّ شفايفه لأنه ما يقدر يقول شيء بدون ما يكون مُلمّ وفاهم وش الموضوع بالضبط ، عضّ تركي شفايفه لثواني : باب البيت مقفّل ؟ من صاحي معاك
هزت راسها بإيه وهي لمست منه توتره : مقفّل ، بس أنا
أشّر للسكرتير إنه ما بيحضر لكنه رجع ينطق له : يطلبك المستشار ياطويل العمر لازم تكون حاضر ، الحين
عضّ شفايفه وهو ما يقدر يأجل الإجتماع وهو شاف المستشار وبنفس الوقت بيجّن من الشعور يلي يحسه وقفّل من قصيد وهو يتصّل على عذبي ، تميم ، وسعود والبقيّة من عيال عمامه لكن كلّهم مقفلة جوالاتهم وقبل يفصل طلع سكرتير آخر خاص بالمستشار بنفسه ونطق ذيّاب يلي كان يحاول شديد المحاولات ما ينطق ويترك عمه بنفسه يتعامل مع الموضوع ويخبّي اللهيب يلي بصدره لأنه سمع كل المكالمة وسمع سؤاله لها " تعبانة " وهو كان شاك إنها بتتعب من صوتها بالفجر كيف كان مهلوك والحين عرف إن الموضوع كله عبارة عن أشخاص قدام بيت عمه : سمعت وإن ما كانت نيّتي ، بروح قل تم
هز راسه بالنفي وهو يعرف إنهم راعين قضيّة هذا شيء أكيد ، وسكنت ملامحه من صورة من قصيد له عن كثرتهم وعددهم قدام البيت ولف جواله لذياب يلي سكنت ملامحه بدون ينطق بكلمة ومد تركي إيده لجبينه وهو تشنّجت يده الأخرى من التوتر يلي حسّه بدون مقدمات وهز ذياب راسه بالنفي يطّمن عمه يلي ما عاده بحاله : إتركهم عليّ
عضّ تركي شفايفه وهو يمسك أعصابه ، يحاول يثبّت نفسه وأرضه لأنه ما يقدر يترك الإجتماع وبنفس الوقت ما عاد يدري عن شيء من التوتر يلي يحسّه : وراك أنا جاي وراك
_



بارت : 166

-

عضّت شفايفها وهي مرعوبة من وجودهم وإن ما خفّت نظراتهم على البيت ولا إشاراتهم المستمّرة وحتى سواقهم طلع من مكانه يكلمهم كلمتين لكن رجع أدراجه يقفل باب البيت خلفه وهذا سبب إرتعابها لأن لو ما كانت لهم نيّة شر ما كان تراجع السواق بهالشكل ..
نزل من سيارته وهو يسكر الباب خلفه وجواله بأذنه : عطني عشر دقايق
رجف داخل قصيد يلي كانت جالسة لكنها ما قوت تكمّل جلوسها من شافته إنما وقفت بذهول تتأمله مع الشباك وسكنت ملامحها من سكّر جواله يتركه بجيب ثوبه ويناظر هالأشخاص وهي كل إرتعابها إنه لحاله لكن هم جماعة كثار ماهم واحد ولا إثنين ولا حتى خمس ولا عشر ، ميّل شفايفه لثواني وهو يرد السلام على شخص رماه منهم وعدّل وقفّته ينتظر إجابة لسؤاله هم وش يسوون هنا وما يدري إن بكل كلمة تطلع منهم وبكل حركة منه سواءً يعدّل أكتافه أو يحرك راسه هي كانت ترتعب ، ياكلها الرعب وما تدري وش تتصرف ووش تسوي غير إنها تبعد عن الشباك ثواني وترجع يمّه وما يحتاج تسمعهم لجل تحسّ بحدة الموقف وقوّ نقاشهم كله يوضح على تعابيرهم وحركاتهم ، شهقت من نزّل شخص منهم عقاله يرفعه بالسماء يهدد وما تدري كيف نزلت للأسفل مباشرة ولا تدري وش بتتصرف لكن عالأقل تسمع الحوار وإن إضطرّت تدور لها تصرف تسويه ، ضحك ذياب بسخرية من تهديده ومن نزل عقاله يتوعّد : رجّعه على راسك الله يرضى عليك وتوكل من هنا إنت والليّ معاك لا يصير به شيء غير الكلام لا يرضيني ولا يرضيك دامك جاي بالشر
رفع حواجبه لثواني بسخرية : لا يرضينا ولا يرضيك ؟ وش بتسوي إنت يعني قلت لك جايّ للمحامي وماهو بكلّمه بس بدق خشمه وإن وقفت بدربي دقّيت خشمك معاه لو إنك من تكون ومن يكون جدك وأبوك
ضحك ذياب بسخرية وهو يناظره : توكّل الله يصلحك ما ودي أبكيّ شيباتك توكل
رجف قلبها وهي تسمع صوته ، ونبرته يلي إعتلّت بغضب من تلفّظ هالشخص على أبوها وسكّته بكلمة وحدة " إقطّع ! " ولا تدري وش الموضوع يلي صاير بالزبط ، شهقت من ضربة وصلت للباب وهي ترجع للخلف ومباشرة تغيّرت ملامح ذياب بغضب وهو سمع الضربة يلي كانت من شخص يحاول يفتح الباب لكن ما سمع صوتها ولا شهقتها يلي كتمتها : ورع !
ناظره أكبرهم بغضب ليه ينادي ولده " ورع ": حشّم !
مشى ذيّاب لناحية الباب وهو يشوفه يحاول باقي وما يدري كيف مسكه مع ياقة ثوبه يلوي ذراعه وتعالت الأصوات بغضب ، بشكل أرعب قصيد يلي عضّت شفايفها مباشرة من إعتلى صوت ذياب يلي رمى هالشخص بعيد عن الباب ووصلتها نبرته الغاضبة المُهددة لهم : …..
_



بارت : 167

-

: شف قسماً بالله إن ما شلت ورعانك ورجعت من وين ما جيت إني لا أهدّ حيله قدامك على هالحركة إقطع الشرّ من بدري ! وإنت توكل وراء أبوك الحين لا أبكيك
تمتم كبيرهم وهو يرفع أصباعه بتهديد لذيّاب : بعرفك ، وببكي المحاميّ على إنه نزل ضدي بالقضية وببكيك من بعده بس إن ما لعنت خيرك ما أكون سالم
أشّر له ذياب بمعنى توكل وهو كان بيمسك أعصابه لكن إحتدّت نظراته تجاه الشخص يلي وقف قدامه قبل شوي وضرب الباب : إن كنت رجال تعال وناظرني كذا قدامي ماهو وراء أبوك ، ما بلويها وبس بكسرها تجرّها وراك
أشّر له بمعنى إنتظرني ، وزفّر ذياب وهو كان يمسك أعصابه ورد على عمه يلي يتصّل عليه من تلاشى جمعهم وكلٍ منهم توجه لسيارته : لا تشيل هم مشى مع جماعته
عضّ تركي شفايفه وهو يثبت يده : سالم صح ؟
رفع ذياب إيده لجبينه وهو ما يدري كيف مسك أعصابه عن الولد يلي ضرب الباب وإكتفى بإنه يلوي ذراعه لأن أغلب أهل الحيّ طلعوا على أصواتهم ولا وده يتشابك معاهم يسبب كلام له أول ماله آخر على عمه : سالم
هز تركي راسه بزين وهو يتنهّد من أعماقه : ما قصرت
هز ذياب راسه بإيه وهو يرفع إيده لجبينه : كمّل إجتماعك ما صار شيء أبد
إبتسم تركي بهدوء : الذيب الله يحميك ، ذيب أنا أشهد
سكّر من عمه وهو يتوجه لسيارته يحرك لبداية الحيّ وكانت نيّته يخرج ويرجع بيتهم لكن ما كان داخله مرتاح أبداً وهو يدري إنها بالبيت لوحدها وما يضمن نظراتهم ولا وجودهم لأن كانت لهم القدرة والجراءة يحاولون يفتحون البيت وهم يشوفون إن نص سيارات رجاله ماهي موجودة والأكيد ما بيهجدون لأنه جاء وبس ، عضّ شفايفه من رجع نفس الطريق لناحية بيتهم وألغى فكرة رجوعه للبيت وسكنت ملامحه من كانت خارجة من البيت تسكّر الباب خلفها وتركب لسيارة السواق ..
إبتسمت وهي تحاول تطمّن أبوها القلق يمكن يلمس إبتسامتها بحروفها ويعرف إنها مو مرعوبة : ما بقى أحد قدام البيت والله بروح الصيدلية وبرجع
عضّ تركي شفايفه لثواني : أبوي أجي وأوديك أنا إرجعي البيت أو قولي لي وش تبين أجيبه لك لا تطلعين تكفين
هزت راسها بالنفي : ما بطوّل والله لو ودك تبقى معي بالمكالمة خليّك ما بقفل ! ما بيصير لي شيء الله يخليك لا تخاف كذا راحوا الرجال ما بيرجعون
تنهّد وهو يمد إيده لعيونه يفركها ، وزعلت نبرتها مباشرة وهي تعض شفايفها : ما أروح ؟
عضّ شفايفه وهو يناظر حوله لثواني ويعصّب من نبرة الزعل يلي حسّها بصوتها : روحي الله يهديك ، إنتبهي لنفسك ولا تطولين وعطيني السواق الحين بكلمه ..
مدت جوالها للسواق يلي يوصّيه تركي ويحذره رغم إنه يعرف ما بيفهم من كلامه شيء ولا بيسويّ شيء
_


بارت : 168

-

عضّت شفايفها وهي تسكر جوالها ترجعه للسيارة ولا تدري وش إختلف فيها من بعد كلامه معاهم ومن بعد ما هديت الأصوات لكنّها تعرف إن داخلها كله يتعب أكثر وأكثر ويزيد صداعها ما يهدأ وهي غير عواصف الشعور عصف فيها الخوف لدرجة غير معقولة من نبرته ومن أصواتهم وكثرتهم وتكره عقلها لأنه يفرض الأسوأ دائماً ويتركها تضيع بدوامات الصدّاع والقلق لو تحققت مخاوفها ، تكره إنها قالت ما بتشوفه وإن شافته بتهدأ ما بيصيبها نفس شعورها المُهلك بالأمس ويلي فسرّته لأنه قريب منها مسافة لكن خابت ظنونها حتى وهو بالشارع هيّ ما قدرت تهدأ ولا قدرت تفكّر بشيء يبعده عن مداها ومدى وتفكيرها وكأن الدنيا توريها إنه هو بالذاّت مالها مفر منه ولا من اللهيّب يلي يتركه طاريه وشوفه وحتى مروره بتفكيرها بظهرها ، وبمعصمها ، وبقلبها وعقلها قبلهم كلهم وإن كان أبعدهم مسافة ..
نزلت وهي تسمع السوّاق يوصيها لكنها ما تستوعب شيء هي الصداع ينهش أجزاء رأسها وكانت بتاخذ من شنطة ودّ لكن الشنطة عندهم ومقفّلين الباب عليهم بالمثل وأُضطرت تطلع وإلا هي مالها خلق ولا حيل ومال تفكيرها البسيط لو طلعت بيبعد عن تفكيرها لكن ما أبعد ثانية وحدة كان يزيد بحضوره وبهلاكها ..
دخلت وهي تتوجه للبنادول وكل شيء يحارب حرارتها من إنها ترتفع من جديد وتحاسب ، إبتسمت وهي تشوف إستفهام من أبوها وصوّرت الكيس " راجعة " لجل تتركه يرتاح وبالفعل طلع من المحادثة حتى وإن كان بدون رد عرفت إن خاطره بَرد وإستقرّ بمكانه وأخيراً ..
عضّ شفايفه وهو يشتت أنظاره عن الفروة يلي بجنبه وما يدري وش الإرتياب يلي صابه لكن هو يبي يتطمّن إنها بترجع البيت بس ما يبي الأكثر ولا غايته بالأكثر وسكنت ملامحه من كانت طالعة وأنظارها على الكيس يلي بإيدها تشوف داخله لكنه طاح من إيدها من إرتطم فيها شخص ما تسنّى لذياب يشوف ملامحه لكنه نزل مباشرة وهو يمشي لناحيتها ..
كانت بتنحني تاخذ الكيس وما ردّت على هالشخص لكن سكنت ملامحها من دعس على الكيس برجله وهو يناظرها ورجعت خطوة للخلف من قرّب يهمس بشبه غضب : حنّا قلنا مصير ولده يطلع من البيت وطلعتي إنتِ بداله بس كلكم واحد ، قولي لأبوك يطلع من القضية لا أحطّك بدال هالكيس وهو يشـ
شهقت مباشرة من سُحب هالشخص بدون مقدمات من أمامها ومن ثارت براكين ذيّاب كله لأنه كان هادي ويحاول ما يرتاب لحد ما لمح إنه دعس على الكيس يلي كان بيدّها ومن عرف إنهم من الأشخاص يلي كانوا قدام البيت ، طقّت أعصابه بدون مقدمات وهو يشدّ على ياقته : ما قلت أبكيّك أنا ما قلت ؟
_



بارت : 169

-

رجعت خطوة للخلف من صوتهم العالي وهي كانت بالموت تستوعب صداعها وحرارتها ثم هالشخص يلي ما قدرت تنطق وتردّ عليه بكلمة وما تدري كيف ضاعت حروفها والحين مُجبرة تستوعب منظر مستحيل تكون لها قدرة عليه من بكّاه دم ماهو دموع إنما كان قدّ كلمته بشكل أرعبها هي ، بشكل رجع خطواتها للخلف من إرتمى شماغ هالشخص عالأرض قدامها وطاح حتى عقاله ونفض ذيّاب نفسه بغضب وهو يدفه بعيد عنه ويشدّ على إيده شديدة الإحمرار : لا أمسح فيك الأرض أكثر
أخذ شماغه يلي بالأرض وهو يناظر ذيّاب بحنق ويتوعّده : والله إن تندم والله من ما تكون وإصبر عليّ
عضّ شفايفه وهو ما يخاف من شيء ، ما يخاف من تشابكه مع هالشخص بوسط الشارع ولا يخاف على منصبه ولا يخاف من براكين الغضب يلي تهلكه هو قبل لا تهلك غيره وإنفعاله الشديد بكل شيء يمسّها سواءً صقر أو هالشخص الحين ، تمتم بالإستغفار بغضب وهو كان بيرجع لسيارته لكن سكنت ملامحه من نظراتها المرعوبة منه وإنها كانت بتمشي للسيارة وحتى أغراضها يلي دهسها هالشخص ما عادت تبيها ومد إيده بعدم إستيعاب منه يرجعها قدامه بهدوء : إرجعي
هزت راسها بالنفي وهي ما تجرأت ترفع عينها لعينه إنما رجفت حروفها من إيده يلي تمسك ذراعها ويلي تشوف إحمرارها ووضوحه أكثر من كل شيء آخر : برجع البيت
ما حرّك نظرته لحد ما رفعت عينها له وسكنت ملامحها كلها من الغضبّ يلي بملامحه ، من محاولاته للهدوء ومن تركت إيده ذراعها تنزل عنها بهدوء وهي ما تتوقع فيه أحد بالدنيا يقدر يشوف إن إيده كانت تمسك ذراعها ترجّعها قدامه لأنه يغطيّها بوقوفه أمامها ، عضّ شفايفه وهو وده يجنّ من عقله يلي كان متعاهد معاه هو ما يبي الأكثر لكنه مسك ذراعها يرجّع خطاها عن الزعل والخوف من هالشخص وإنها تترك أغراضها ، والحين يحارب نفسه ما يشوف معصمها وضماده ولمحت قصيد كل هالتغيّر بملامحه لكنها ما قوت النطق ، أشّر لها برجاء أخير ترجع تاخذ يلي تبيّه وما كان منها الكلام إنما رجعت تدخل للصيدلية وإنحنى ذيّاب يشيل الكيس يلي عالأرض لأن ما بيفيدها بعد الطيحة وبعد ما دهسه هالشخص يتركه يتفتت ، نفض يدّه ودخل خلفها وهو كان يمنع نفسه عن الدخول لكن دخل بعد ما صاروا أصحاب الثياب البيض كثير بالصيدلية ولا يدري هو ليه دخل لكنه ما يأمن أحد بهالوقت ولا يوثق إن الوحيد يلي كان حوله من عيال المسمى بسالم هو الشخص يلي كسر غروره توه ، سكنت ملامحه وهو ما يلمحها بين الرفوف ومستحيل إنها طلعت وما إنتبه لأن السواق باقي بمكانه ما تحرّك ، توجه لناحيتها مباشرة وسكنت ملامحها من حسّت فيه خلفها وهمست : ذياب !
_



بارت : 170

-

عضّ شفايفه لأنه يجرّب إرتياب لأول مرة يجرّبه من كل شخص تكون خطاه متوجهة لناحيتها : خلصتي ؟
هزت راسها بإيه ، وأخذ الأغراض من يدها وهو يرد على جواله ورجعت قصيد جسدها للخلف مباشرة من الإرتعاب يلي تحسّه وما كأن أطباعه تختلف عن أطباع أبوها وهي تعرف هالشيء والإرتياب كيف ممكن يقلب شخصياتهم ولهالسبب تقدّره شوي وتتفّهم ، لهالسبب مو جالسة تسوي أي تصرف لكنها تنهار داخلياً لأنها مو جالسة تسوي شيء ولا جالسة تفكر ، رفعت إيدها لعيونها وهي تاخذ نفس من إحمرار محاجرها وحست بمجيئه خلفها وهي تلف أنظارها له لثواني لكنّها رجعت أنظارها للأمام تخرج تبيّن إن كل شيء عادي ، وما صار شيء يدعيها تقلق لكن كل شيء مو عادي كل شيء ثقيل عليها أكثر من اللازم وعضّت شفايفها لأن السواق مستحيل يسكت وما يقول لأبوها كل شيء وهذا يكفيّ يزيد صداعها أضعاف ماهو بس شوي ، أخذت الكيس من مده لها وهي تتوجه للسيارة بدون رد وبدون إلتفات لناحيته وناظرت السواق : كلمت بابا ؟
هز راسه بالنفي ، وعضّت شفايفها وهي متأكدة بيضرب بكل كلامها عرض الجدار : لا تقول له شيء صار هنا تمام
إبتسم وهو يهز راسه بإيه ، ورفع إيده يأشّر على ذياب ثم محل العضلات بذراعه ويمدحه لها إنه قوي وآخر تشبيه تركها تنهار بمكانها ضحكته وسط مدحه وروقانه يلي هي تتمناه " أشبَه ببطل خارق " ، لف لناحيتها وهي يحاول يتكلم بالعربي إنه وقت شاف ذياب قررّ ما ينزل لإنه ما بيسوي شيء وذياب يكفيّ وهزت راسها بإيه بهمس مُعترف لنفسها : ذياب يرعب مو بس يكفيّ ..
-
دخل سيارته وهو يعرف إن النقاط لازم تُحط عالحروف ، لازم يترتّب كل شيء ويتعدل قبل ما يوصله الكلام أو يوصلها هي ويجننّه لأن يعرف المتربّصين كثار ، ويعرف إنه هو ما يغضّ الطرف عن أي شيء يمسّها وتأكد من هالشيء يلي كان يميّله لإنه من حرص أبوها عليها هو حريص مثله لكن يعرف إن هالكلام ماله أساس من الصحة هو حرصه عليها نابع من داخله ولا ممكن يبقى بهالحرص وهي بعيدة عنّه ما تربطه معاها أي صلة وأي علاقة يقولون فيها يحقّ له لأنها له وسكنت ملامحه من تفكيره لكونها تصير " له " لكن شتت نفسه عن هالفكر هو دروبه عثرة ، بالوزارة وبهالأشخاص ما يدري وش ممكن يصير له أكثر لكن يعرف إن أيامه الجاية بتكون من أصعب ما يكون عليه هو ما يحارب بطرف واحد بس هو حتى نفسه تحاربه على نفسه ، ما يجاهد بجبهة وحدة هو يجاهد شعور وناس ورغبة والأهم يجاهد الحدود والقيود يلي يحاول يمسكها بجنبها وعندها لكنّها ما تطلع من عقله ولا تترك له وقت يردّ فيه نفسه لأن إن ما صادفته الدنيا فيها شخصاً ، ما تخفّ طواريها أمامها وبعقله ..
_



171

-

تكّى جسده للخلف وهو يناظر جواله يلي يرنّ بشكل متكرر ولا له خلقه هو وده بدقيقة ياخذ فيها نفس يستوعب وش جالس يصير فيه وليه أخلاقه هالفترة كلها تشبّ بسرعة ليه صاير يعصّب بسرعة لكن إستيعابه إن كل عصبيته على شيء يخصّها ويمسها وأخذ نفس من أعماقه وهو ينزل أنظاره لباطن يده لثواني بسيطة ويترك السماعة بإذنه يرد على الإتصالات يلي توصله ويتفاهم معاهم بخصوص الديوان وروحته لكن هُدّ فيه كل حيل يبونه بعد ساعات بسيطة يكون متواجد بالديوان ويتناظر ويتناقش مع كبار الشخصيات وهو لو جمّع نوم يومه وأمسه ما يتجاوز الثلاث ساعات ولو إلتفت لأعصابه وعقله هو ما بقى فيه أعصاب ما إحترقت ولا يدري كيف بيدخل الديوان بهالحال ..
دخل البيت وهو يكلّم بجواله وباله مشغول لدرجة ما إنتبه لضجة الأصوات حوله ولا كان يناظر أحد منهم ولا سمع أصواتهم وضجّتها والسرور القائم بالصالة بجنبه ما كان باله معاه أبداً وضحكت ورد بذهول : ما شافنا ؟
هزت دُرة راسها بالنفي : ولا درى عن هوا دارنا والله ، ليت الناس يتعلّمون منه دخل وقدامه ألف وحدة ووحدة بدون حجاب ولا نقاب ولا شيء ولا رفع عينه
ضحكت ملاذ لثواني : باله مشغول أكيد ما يدري
هزت وسن راسها بالنفي : كانت جارتي الله يذكرها بالخير تقول الرجّال يلي ما يرفع عينه لجموع النّساء المجتمعة عنده يلي ما يشوف قبلها ولا بعدها أحد
إبتسمت ورد بإعجاب ، وضحكت ملاذ بتمنّي : ياليت لكن ذياب هذا طبعه ما يلتفت وصدقيني مشغول الحين
قامت شدن من بينهم وهزت وسن راسها بالنفي : تعالي
ما سمعت كلام أمها إنمّا عدلت فستانها تطلع للأعلى ركض ، ورفعت نفسها تفتح باب غرفته بدون ما تدقه ورفع المخدة عن وجهه وهو يناظرها : روحي عند أمك
هزت راسها بالنفي وهي ترفع نفسها للأنوار تفتحها ، وغمّض عيونه يرجّع المخدة على رأسه وهو ما بيجادلها أبداً لأنه مهلك ، يسمعها تدور بالغرفة حوله وما يعرف هي وش تسوي لكن كان لها رأي ثاني وهي تصعد على السرير بجنبه وكان منها السكوت لثواني بسيطة لحد ما رفع المخدة عن وجهه : وش تسوين طيب ؟
مدت إيدها لإيده المتجرحة وإبتسمت بهمس : وريتها ؟
ناظرها لثواني ، وكمّلت شَدن إبتسامتها بهمس : لو وريتها بتبوس يدك تعرف ؟ أنا قلتلها تبوسني هنا
وأشّرت على خدها ، وسكن داخل ذيّاب لأنها تتكلم عن قصيد يلي يحاول بكل قوته يطلعها عن باله لأنه يبي يغفى بس ، بس غفوة تريّحه من هلاكه وتعطيه طاقة يواجه أشغاله لكن همس شَدن بعثره كله : إنت بستها وقلتلها سلامات ؟
_


بارت : 172

-

ما كان منه الرد وهي تهلكه ، ترهقه لأن هو بالقوة يمسك نفسه ما يفكّر بشيء يخص شكلها وشخصها ما يفكرّ بملامحها ولا شعرها ولا ظهرها ولا حتى طريقة نُطقها بإسمه وهو يدري إنها تقوله بعدم إدراك منها إنما وقت ترتعب لكنّها تهلكه ، تهدّ حيله وقت تنطقه وأعلنت شدن خصامها عليه تزيد فيه عذاب ماله آخر بشرحها عن رقّتها : هي بنوتة وتخجل ، لازم إنت تبوسها بالأول
ما كان منه الرد وجات ورد يلي إبتسمت بخفيف : بتنام ؟
هز راسه بإيه ، ونزلت شدن من على السرير وهي ترمي له آخر نظرات الزعل لأنه ما يفهم شرحها ومدت ورد إيدها لشَدن يلي جات بجنبها تحاوط يدها : تبي أصحيك ؟
هز راسه بالنفي وهو بيصحى من نفسه هذا لو جاء له النوم ، وطلعت ورد تسكّر الباب خلفها وتتركه يغرق بتفكير له أولّ ماله تالي لحد ما هَلك منه حتى التفكير وقدر يغفى ، قدر يمسك زمام نفسه وشعوره لكنه ما إنتبه إنه أوجع باطن يده بمحاولاته للتماسك ومن شدّته عليه يبيّن له إن قوته عليه أقوى من الشعور يلي يحسّه ..
-
نزلت للأسفل وهي تبتسم لأمها : عند ذياب ، جالسة على سريره تسولف له بس ما سمعت سالفتهم
إبتسمت ملاذ بإرتياح مباشر : مطفّي بينام ؟
هزت راسها بإيه ، وجلست بجنب أمها المرتاحة إنه بينام ولا تدري وش أسباب أرَقه الشديد هذا : ما عنده شيء ؟
رفعت أكتافها بعدم معرفة ، ودخل حاكم مع الباب يرمي السلام وسأل عن ذياب ووجوده وردّت له ورد بإنه نايم لكن سكنت ملامحها من كلامه لليّ خلف الباب : نايم يانصّار نايم الله يصلحك
إبتسم نصّار بوهقة وهو يرفع يده لجبينه : تعّبتك ياعمي
إبتسم حاكم يهز راسه بالنفي وهو لمح الخوف بملامح نصّار يلي كان يدور حول سيارة ذياب ويتحسس حرارتها لكن خوفه كان إن ذيّاب ما يرد عليه أبداً ولهالسبب جاء ، رجع نصّار أدراجه وهو من أول ما شاف حاكم بدون مقدمات رجعت خطوته وتذكر إنه صادف ورد ولا يدري كيف طاوعته حروفه يتكلم ولا يفضح نفسه يقول له إنه شاف بنته بالغلط ، دخل حاكم وتوجّهت أنظاره لورد بنته مباشرة : تعالي مكتبي
عضّت ملاذ شفايفها بهمس : ياويلك يا أُمي ياويلك !
لفت أنظارها لأمها وهي تحاول تسوي نفسها طبيعية وإنها أبداً ما توترت لأنها كانت تحس إنه بيناديها لكن ما توقعت يصيب إحساسها ، وضحكت جود : ورد أبداً مو واضح إنك متوترة روحي
عدلت نفسها وهي تتوجه لمكتب أبوها ، ودقّت الباب لكنها ما دخلت لحد ما سمعت صوته " تعالي يابنتي " وفتحت طرف الباب وهي تبتسم بخفوت : آمرني
أشّر لها تجي يمه وبالفعل دخلت تجلس بجنبه وعدل أكتافه لأنه يشاورها عن تخرجها ، عن المكان يلي ودّها تطبق فيه وما تدري ليش …
_


بارت : 173

-

توترت بدون مقدمات : ليش صار السؤال الحين لسّا باقيلي كم شهر على القبول
هز راسه بإيه : لكنّك قدمتي طلبك للمستشفيات يلي تبينها وما وصلك الرد منهم للحين وأنا أقولك إتركي طبع ذياب وإن ودك تعتمدين على نفسك وإتركيني أقّدم لك بمكان أبيه وأرتاح له
هزت راسها بزين مباشرة : يلي ودك ما بقول لا ، أنا ما جيت وقلتلك عن الطلبات وقت قدّمت خفت أزعجك
هز راسه بالنفي وهو يناظرها : وإنتِ أدراهم إنك لو جيتي يميّ تركت الدنيا كلها وركّزت خاطرك وش يبي
إبتسمت مباشرة وهي تناظره لثواني وما تدري ليه طرى على بالها وقت تقديمها للجامعة بدون مقدمات ، وقت شبّكت يديها وهمست سرّا إنها تبي المجال الصحيّ وعرف حاكم إنها تتذكر هالوقت من تشبيكها ليديها : قبل هالوقت بكم سنة جلستي قدامي كذا ، قلتي أدري بك تخاف عليّ وتتوقع قلبي رهيّف ما يتحمل الدم والإصابات وكل شيء فيه ألمّ لكنيّ
إبتسمت وهي تكمل بهمس : لكنّي ورد حاكم ، ولأنيّ ورد حاكم بتحمّل كل شيء ما يضرّني وبدخل فيه مو غيره
إبتسم بهدوء وهو يهز راسه بإيه ، وقامت تقبّل رأسه : بس كذا ولهالسبب ناديتني ؟ تخفف عنيّ هم القبول ؟
هز راسه بإيه : ودك أدري بشيء ثاني ؟
إبتسمت وهي تهز راسها بالنفي وبمجرد ما دخلت عنده زال إرتباكها وتوترها ولا تدري وش السبب لكن هذا شيء غريب لأنها ربطت نداه لها بعد نصّار إنه عرف ولا تدري كيف عرف لكن بعينها وبعين الكل ما يخفى على أبوها الطير بسماه كيف شخص تصادف مع بنته ..
خرجت للخارج وهي تشوف رسالة من نهيّان إنه يبي ينزل وصعدت للأعلى وهي تشوفه شايل شنطته على كتفه وإبتسمت : لاعبنا ، ماشي من بدري هالمرة ؟
هز راسه بإيه ، وإستغربت توتّره لثواني : فيك شيء ؟
كان منه النفي لثواني بسيطة وما يدري ليه ما قدر ينطق لها إنما توجه لأقرب ورقة وقلم بجنبه يكتب بداخلها ، طواها بيده وهو يتركها بباطن يدّها : الساعة ستة وتسعة وخمسين دقيقة إفتحيها ، لا تفتحينها قبل أبداً
إبتسمت من توتره وهي تهز راسها بزين : ليش متوتر ؟
هز راسه بالنفي وهو وقّع عقد مع فريق أعلى من فريقه المعتاد لكن ما باحه لأحد من أهله حتى أبوه ما قدر يقول له أو حتى يشاوره هو جاه العقد وطُلبّ منه التوقيع عليه لإنهم يحتاجونه وإنه لازم يطلع علنياً لمباريات الظهور والبثّ المباشر رغم إنه ما يحبها ، ما يحب الأضواء ولا حتى الظهور ولا أي شيء آخر هو يحب يلعب كورة ، يحب يفوز وينتهي يطلع من الملعب ..
نزل أول درجة خلفها وهو يناظرها : ورد إحلفي ما تفتحينها تكفين لا أصير غبي أعطيك الورقة وبس
ضحكت وهي تهز راسها بإيه : والله العظيم ما بفتحها
_



بارت : 174

-

إبتسم برضى وهو ينزل للأسفل ، وقامت ملاذ تودّعه للخارج وإبتسم يقبّل يدها لكنّها ضمته وضحك : تكثّرين علي الأحضان هاليومين إنتبهي لا يغار حاكم ويهدّ حيلي
طلع أبوه من خلف أمه وأنظاره على جواله ونطق بجملة وحيدة : حاكم يدري بمكانه ما يغار
ناظرته ملاذ لثواني ، ورفع حواجبه يناظر نهيّان : تراهم عيالي ، من صلبي وأشباهي كيف أغار من شيءّ مني ؟
ضحك نهيّان وهو يناظر أمه : قصده ترى وقت تضميّنا تراك تضمينه لكن بطريقة ثانية ، يعيش بوذياب بس متأكد إني من أشباهك ؟ آخر مرة شيّكت فيها طلعت خيبة حياتك وخيبة المجتمع كيف يطلع من نسل حاكم الشديد واحد خفيف مثلي
ناظره حاكم لثواني : يعقب كل من قال إنك خيبة يابوك نعم الولد ونعم الرجل الله يحفظك
إبتسم وهو يناظر أبوه لثواني ، ولمح نظرات أمه يلي ما تدري ليش حز بخاطرها كلامه عن نفسه ونطق مباشرة لأبوه : آسف بس شكلي بكيّت ملاذك بالغلط أمي حبيبتي
هزت راسها بالنفي تعض شفايفها : الله يوفقك يا أمي
تنهّد لأنه عكر مزاجها فعلاً : تكفين والله ما أروح آسف
هز حاكم راسه بالنفي وهو يناظر ملاذ : روح الله يوفقك
هزت ملاذ راسها بإيه من حسّت بحاكم يقبل راسها ، وإبتسم يرتجي الضحكة من ثغر أمه : كيف تضحك لي الدنيا لو ما ضحكتي لي طيب ؟
ضحكت وهي ترفع أنظارها لحاكم يلي صابه الإعجاب من طريقة ولده وكلامه : ليتهم يتعلّمون يانهيان ، ليتهم
ضحك وهو يبعد عنهم ويأشر لأبوه إنه إنتصر عليه بحلو الكلام لدرجة تمنيّ أمه إن أبوه يتعلم منه : واحد صفر لي يافريق سجّلها
ضحك وهو ما ناظر ملاذ أبداً إنما كان منه الكلام : خفّي على العيال هم ما يرضون منك الزعل ، إمسكي حنيّتك
هزت راسها بالنفي وهي تعض شفايفها لثواني تشرح له أمنيتها : لأوّل مرة بحياتي كلها ، أحس ودي تصير لي جنحان كبر السماء ياحاكم أضمّهم تحتها ، ما يأذيهم شيء ولا يقرّبهم شيء من ذياب لنهيان ، ولورد
ناظرها لثواني وهو ودّه يعرف وش يضر عياله ، وضحكت وهي تاخذ نفس ولفّت له بهمس تشد على صدره من عرفت إنه شال هم الضرر يلي ودها تضمّهم عنه وهو ماهو موجود أصلاً إنما تعبير مجازي منها من كثر حبّها لهم : لكنّك أبوهم وهذا كل الخير لي ولهم والله
قبل لا ينطق الكلمة طلعت ورد تناظر أمها : أمي
لفت ملاذ لها ، وسكنت ملامح حاكم وهو حسّ بشيء بملامحها : شفيك !
هزت راسها بالنفي وهي تتنحنح : مريّت من جنب غرفة ذياب تويّ ، جواله ما وقف إتصالات ودقيت الباب ما
ما سمح لها حاكم تكمّل كلمتها من صعد للأعلى ركض وهو حسّ بقلبه كله يتحرّك من مكانه لأن ذيّاب أبسط صوت يصحيه مستحيل يكون نايم وجواله يدقّ جنبه وما يصحى
_



بارت : 175

-

دخل حاكم الغرفة بدون لا يدق الباب وبدون لا يفكّر يدق هو إندفاعه والرعب يلي حسّه أكبر من كل تفكير وكل إستيعاب ، سكنت ملامحه تماماً من كان جالس على طرف السرير ويديه تغطي وجهه إلا عيونه كانت تتأمل جواله يلي على الطاولة بجنبه والواضح إنه مُهلك بشكل ما يقدر يشرحه لدرجة مو جالس يستوعب جواله ورسائله وحتى الإتصالات يلي توصله إنما يتأمل بس ..
عضّت ملاذ شفايفها وهي تبعد مباشرة لأنها ما تتحمل تشوف إنه مرهق لهالقد ويقاوم بيروح لدوامه ..
شدّ حاكم على مقبض الباب وهو يناظره وما يحتاج ينطق هو قلبه تحرّك من محله من مال تفكيره لإن فيه شيء ما صحى وما يقدر يوصف بشاعة الشعور يليّ مرّ بداخله وهو بدون لا يشوف ملامح ذياب لمس إرهاقه وتعبه من أكتافه وضعف الحيل يلي لمسه منّه ، أخذ نفس وهو يحاول ما يعصّب : إرجع نام لا تروح مكان
هز راسه بالنفي وهو تو يستوعب مكانه من العالم وإنه غفى شوي وندم أشدّ الندم على هالغفوة لأنها صدّعته ما ريحته أبداً ، وسكت حاكم ما وده يجادله لكن يبيه يرحم نفسه من الأرق والهلاك وطلع منّه حرصه وحرّ جوفه على حاله بطريقة شبه غاضبة : ارحم نفسك يابوك ، ارحم نفسك !
رفع ذياب أنظاره لأبوه وهو يهز راسه بزين ، وترك حاكم الباب ينزل للأسفل ويتمتم بالإستغفار وغضبّه يبين من ملامحه ما كان فيه حاجة للسؤال لا من ملاذ ، ولا ورد ..
-
رفع المنشفة لرأسه يجفف شعره وأنظاره على الملف يلي قدامه يتأكد من أهم النقاط الموجودة فيه ودخلت ملاذ وهي تسكر التكييف يلي ما إنتبه له والواضح إنه مشغول جداً من أنامله يلي تقرأ الورق وتمرّ على بعض السطور ومن كثر إنشغاله هو ما إنتبه لدخولها ولا حسّ فيه وتكّت ملاذ على طرف الباب تنتظر منه إنتباهه ، تتأمله لثواني بسيطة هدّ فيها قلبها وحيلها كله من هدوئه ، طريقة وقوفه أمام الطاولة وإنحناء أنظاره ورأسه لناحية الورق وإيده يلي تقلّب الملفات وتمر على سطور ورقها وما تكلّمت هي من كثر جيّته الكثيرة على قلبها وعينها ودّها ترسمه ما ودها تعبر عنه بحروف ، رفع أنظاره وهو كان بيمشي لدولابه لكن توه ينتبه لوجودها وينتبه إن باب غرفته مفتوح أصلاً : سميّ
هزت راسها بالنفي وهي تبتسم بخفوت ، وتركت كوب القهوة يلي بيدها والمويا قدامه : جيت أتطمّن عليك
هز راسه بزين وهو يرفع إيده لجبينه : بطلع الحين
هزت راسها بزين وطلبته برجاء : أول ما تخلّص شغلك إرجع البيت ونام يا أمي الله يخليك يكفيّك هالضغط
هز راسه بزين ، وإبتسمت وهي تسكّر الباب خلفها تتركه ياخذ راحته وتوجهت مباشرة للورقة والقلم يلي بالصالة لجل …
_



بارت : 176

-

لجل ما يضيع منظره من عينها ولجل تبقيّ الشعور يلي حسته من شافته حيّ برسمتها له ..
أخذ نفس من أعماقه وهو يعدل شماغه ويناظر نفسه لثواني بسيطة ، يتأكد إن ما يبيّن التعب ولا الإرهاق على ملامحه وطلع من غرفته وهو يسكر الأنوار خلفه وسكنت ملامحه من أمه يلي جالسة بالصالة لكنها مو حوله من إندماجها بورقتها والقلم ، توجه لناحيتها وهو يقبّل راسها وإبتسمت تخبيّها عنه : الله يحميك ويوفقك تحصّن
نزل لمكتب أبوه وهو يدق الباب وسمع صوت أبوه يسمح له بالدخول ، رفع حاكم أنظاره عن أوراقه وهو يشوف البشت على يد ذياب يلي نطق : بروح الديوان
ناظره لثواني ، وعضّ ذياب شفايفه : لو ودك تنصحني عن بعض أشخاصه إنت أدرى فيهم منيّ وعاشرتهم
هز حاكم راسه بالنفي بهدوء : ما تحتاج نصحي ياذياب
ما كان من ذياب الرد أو التعليق إنما سكر الباب بندم على سؤاله ، وطلع يسكر باب البيت خلفه يتوجه لسيارته وهو ياخذ نفس من أعماقه وسكنت ملامحه من إستوعب إن يده بدون إدراك منه حاوطت داخل فروته وعضّ شفايفه يعدل جلسته ويحرك للديوان يبعدها عن باله وتفكيره ..
_
« بيـت تركـي »
طلعت من الحمام - الله يكرمكم - تجفف شعرها للمرة الثانية بهاليوم وهي ما غفت ولا جرّبت تغفى من بعد رجوعها من عند الصيدلية ، ما كانت لها الرحمة من عقلها أبداً ولا جرّبتها إنما تضاعف كل شيء عليها يذكّرها بكل موقف بينه وبينها ، يذكّرها بالمعرض ولهيب ظهرها وثباتها معاه يرجّع لها ذكرى موقف شوك دخل يدها بطفولتها وثباتها الأوّل معاه ، يذكرها بسكونها ببيتهم تتأملّ البنادول يلي كان منه وما تدري وش صار بقلبها وقت كان يتأملها هي وعضّت شفايفها هي ما تبي تفكر بهالطريقة ، ما تبي تفكّر إنه هو يتأملها ما تبي تفسّر منه أي شيء على هيئة إهتمام أو غيره ولا تبي تتذكر كل هلاكها من موقف الصقر وخيامهم يلي ضاعت من نفسها فيها ، ما تبي تذكر وقوفه خلفها ولا تبي تذكر يدّه يلي كانت تمرّ على يدها تنزع الصقر منها ، ما تبي تذكر كيف ضمّد يدها ولا تبي تذكر كيف هّون رعبها ولا تبي تذكر شيء آخر ، ما تبي تذكر وقوفه خلفها بالصيدلية اليوم ولا تبي تذكر شكله وقت نزل من سيارته يوقف قدام الرجال وعضّت شفايفها لأنها كل شيء تقول ما تبي تذكره هي تغرق فيه وتنهار ، تنهار بشكل ما يكون هيّن عليها.
رفعت إيدها لجبينها وصار لازم تغيّر الضماد لكن هي ما تبي تغيّره لأنه منه وعضّت شفايفها من تفكيرها هي مو بهالطبع ، هي مو بالطبع يلي يبقّي ملابس بجنبه لأنها تحاوط عطره وعطرها ولا بالطبع يلي يتمسّك بضماد لمسته يديه وكان منه أحنّ سؤال بالدنيا وقت كانت تتأمله " شدّيته ؟ " وعضّت ..
-



بارت :177

-

وعضّت شفايفها لأنها لو إستمّرت على هالحال بتهلك ولا بيدّها شيء يمكن هي تبني أوهام ، يمكن هو ماهو حولها هو يتصرف من حقّ الحميّة والرجولة وعلى حسب المواقف يلي ترميها الدنيا عليهم ..
قفّلت باب غرفتها وهي من حرصها للآن ما تركت شخص يشوف ضمادها ولا ودها ، وأخذت ملابسها تترك بلوفرها على السرير وتوجهّت للكرسي تجلس بجنبه وأخذت كيس الصيدلية يلي من وقت رجوعها للآن تركته على جنب ما قوت تاخذ حتى بنادولها منه . هي رجعت تمددت على السرير ولا طلعت حتى لأهلها ، كانت تهرب من عالمها تغرق بعالمه وبالصقر يلي عجزت تطلّعه من بالها ، من فروته يلي حاوطتها وسرقت كل كيانها ومن شعورها الغريب وقت صار رمي الكلام عن توق وذياب هي جاها شعور غريب منعها حتى تنزّل فروته وما تنكر إنها نهاية الفجر وقت كانت تودّع خيله كان منها الضعف الشديد وقت طلب منها ما تنزّل فروته لكن كان منها شويّ من القوة على نفسها وشعورها لأنها ما تقدر تاخذ شيء منه معاها وتبقى طبيعية ..
رجعت شعرها المبلول للخلف وهي تفرغ الكيس قدامها لكن تغيّرت كل ملامحها من الضماد والمرهم يلي بداخله وهي متأكده زي إسمها ما أخذته هي أخذت بنادول وشيء لحرارتها بس لكن ما قرّبت الضمادات ولا مراهم الجروح ولا حتى القطن ، تغيّرت ملامحها لثواني وهي تمد إيدها للضمّاد وما تدري كيف خبّته من صوت بابها يلي يدق رغم إنها مقفّلة الباب لكن شدة حرصها أكبر من كل شيء هي ما تبي أحد يعرف عن شيء يخصّ ذياب ويخصها أبداً لو كان أبسط شيء ..
دق تركي عالباب وهو يدري إنها صاحية من إنحنى يشوف نور غرفتها من تحت الباب : لا تطولين إنزلي
ما كان منها الرد ما قوته ، ونزل تركي للأسفل وأخذت نفس من أعماقها وهي ترجع لنظراته وقت نزّل أنظاره لعيونها وما تدري كيف تلقى لنفسها درب نجاة من الغرق فيه وبكل تفصيل يصير بينهم هي تلقاها من غضبه على الشخص يلي نطق عليها بالسوء ، أو تلقاها من نظراته يلي يحاول يهديّها ويهدي إشتعالها كل ما نزل يناظرها وكيف يهوّن نظراته عليها أو تلقاها من الضماد والمرهم يلي بالكيس ويلي ما توقّعته لو واحد بالمية ولا طرى ببالها إن باقي الجرح بعقله وباقي ودّه يتطمّن عليه لكن ما طاعته حروفه هو حاول يخفف بطريقته يترك ضماد ويترك مرهم لكن ما يسوى بدونه ..
قامت تنفض أفكارها بذهول هي كيف تفكّر بهالطريقة وشغّلت المكيف من الحرارة يلي حسّتها بداخلها وظهرها وفتحت ضمادها لكن سكنت من آثار الجروح هي ما تعرف كيف تتصرف ، حاولت توزّع المرهم على الآثار وشدّت الضماد على معصمها تاخذ نفس من أعماقها وتحاول تتدارك نفسها من …
_



بارت : 178

-

من طُغيان المشاعر المستحيل ومن أصواتهم يلي تمرّ من جنب غرفتها تناديها لأنها طوّلت النزول عليهم وما شافوها من أمس الفجر حتى أبوها آخر وقت كلّمته فيه وقت أرسلت إنها راجعة وبس وما تدري ليش الحين حسّت بإنقباض بقلبها ممكن السواق حكى وقال له حكاية هي ما بعد غرقت بكل تفاصيلها لكن فيها من الشعور شيء ما يقدر عظيم الحيل يتحمّله ..
جمّعت نفسها ، وملامحها وهي تاخذ نفس من أعماقها تعيد فيه توازنها وغطت يدها بالبلوفر يلي لبسته وهي تنزل للأسفل وتوجهت أنظارها لمكتب أبوها يلي تسمع منه صوته العالي والواضح إنه يهزئ أحد لكن ما تعرف مين ، جلست بجنب أمها يلي حاوطتها تسألها : وش صار لك الصباح إنتِ ليش ما كلمتيني ؟
هزت راسها بالنفي وهي تاخذ نفس : ما صار شيء
ميّلت سلاف شفايفها لثواني : ما صار شيء بس أبوك ما بقّى بأخوانك عقل ولا بقّى كلمة ما قالها لهم ليش يقفلّون الباب عليهم ، توّه رجع من دوامه وطلع الضغط كله عليهم حتى أنا رافض إني أتدخّل فيهم
عضّت شفايفها وهي توقعت إنه راح يهاوشهم لكن ما توقعت يكون بهالقوة كلها ، توقّعت يكون عتب بسيط إن كيف هم الرجال الوحيدين بالبيت ولا يدرون عنه وسكنت ملامحها من طلع عذبي الغاضب جداً يكسر كلام أبوه ونداه كله يطلع من البيت ، قامت سلاف مباشرة تمنعه يطلع خلفه لأنها تعرف لو طلع ما بيرحمه وطلعوا تركي وفهد يتبعونه والواضح إن كان نصيبهم من الهواش أكبر من كل شيء بالدنيا ، سكنت ملامحها وهي تسمع أمها تناديها وطلعت نيّارا من المجلس الآخر وهي بالقوة كانت تمسك عذبي زوجها عن العيال لأنه صُعق وصدم وقت قال له تركي إن الرجال تجمّعوا عند البيت يحاولون يفتحونه وقصيد هي الوحيدة الصاحية بالبيت ولا تقدر تكلّم العيال لأن حضرتهم مقفلّين الباب عليهم وهذا كان سبب غضبه ليش يقفّلون الباب عليهم ..
دخلت لمكتب أبوها لكن سكنت ملامحها مباشرة من كانت أمها جالسة على طاولة المكتب قدامه وتاخذ إيده بحضنها تضغط عليها ، تحاول تخفف من تشنّجها ومن الضغط يلي حسّه ورجفت حتى نبرتها : ليش عصّبت ؟
هز راسه بالنفي ، وكمّلت سلاف تطمّنه بهمس : شوفها البنت بخير ونعمة وجاء الذيّب مثل ما تقول أنهى وجودهم وإذا على منصبه ما يصير له شيء بإذن الله أبوه بظهره وإنت بظهره وهو ذيب بدون شيء الله يحميه
هز راسه بالنفي وهو ياخذ نفس من أعماقه : ما تعرفين الدناءة يلي أنا ضدّها يا سلاف ، ما تعرفينها أنا خوفي عليه يروح بخرايطها وهو ماله دخل لأن النفوس لا شانت صعب تطيب ، سالم وعياله أنا قادر أهدّ حيلهم وهديّته وإلا ما كان جوّ لبابي ينتظروني
هزت راسها بالنفي : هو ما مسّهم بشيء صح ؟
_



بارت : 179

-

نشف الدم بعروقها من هزّ أبوها راسه بالنفي يبرر إنه كلمهم ورجّعهم لدروبهم فقط هذا علمه ورجفت هي كيف تشرح لهم إنه بكّى ولدهم دم تركه يجرّ خطاه وراه ، كيف تقول إنه هدّ حيله كله بوسط الشارع ولا كان يهتمّ لشيء ولا لمنصب ولا لنظرات ناس وطلعت من المكتب مباشرة حتى نداء أبوها لها ما كانت تسمعه ولا تستوعبه ولا تدري وش ممكن تتصرف وتقول ..
صعدت للأعلى تسابقها دقّات قلبها المُرتعبة وإحساسها الفضيع بالذنب إنه ثار لجلها ، وإنه ترك حتى منصبه على جنب لجلها وسكنت من مال تفكيرها لإستحالة الأوهام منها ، مستحيل تكون الثورة المستحيلة يلي صارت منه ماهي من شعور ومستحيل ما يكون الضماد والمرهم من شعور وسكنت لأنها تلاقي طرف يقين يثبّت أوهامها إنها حقيقة وواقع لابُد منّه لكن واقع يرعبها ، واقع يخوّفها وياخذ من روحها بشكل ما تعرف توصفه وقبل لا يرجف كل طرف بجسدها وتتعمق بالتفكير فتحت باب غرفتها ورجّعت الثبات والتوازن لملامحها من البنات الجالسين على سريرها وتاخذهم السوالف بكل المواضيع لكن من وقت دخولها صار منهم سؤال وحيد " وش صار معاك الصباح " وهي عندها إستعداد تسولف عن كل شيء إلا الصباح وأحداث الصباح : ما صار شيء
سكرت أسيل جوالها وهي تدندن : ما تحسّون نبي نطلع ؟
هزت قصيد راسها بالنفي ، وناظرتها ملاك لثواني : فيك شيء موعاجبني إنتِ ، تعبتي صار لك شيء ؟
هزت راسها بالنفي وهي ترفع أنظارها لملاك يلي تدور بالغرفة : لا الحمدلله ليش السؤال ؟
ميّلت ود شفايفها بعدم إعجاب لأنها تحسّ بشيء متغير ، وسكنت ملامح قصيد كلها من ملاك يلي توجهت للكنبة يلي عليها ملابسها صاحبة عطره ، ومن قامت أسيل تجلس على الكرسي يلي بأول الأدراج يلي أمامها الضماد القديم والمرهم وما تدري كيف نطقت من إرتباكها : نطلع أسيل ؟
هزت راسها بإيه وهي تجلس : نطلع ، السواق موجود
هزت راسها بزين وهي تتوجه لدولابها رغم كمية التعب يلي تحسّه لكن ما تدري ليه فضّلت الخروج بهالشكل رغم إنها متأكدة ما بيتميّز ملاك ريحة عطره بملابسها ، ولا بتفتح أسيل الدرج وتستوعب إن هالضماد كان على يدّها من ذياب لكنها إرتعبت ، عدّلت نفسها وهي تنزل معاهم للأسفل وإبتسمت من عذبي الكبير يلي كان واقف يكلّم بجواله وبمجرد ما لمح نزولها فتح يدّه يطلبها تجيه وبالفعل توجهت له تقبّل خده ، وحاوط ظهرها يقبّل رأسها ويهمس : بجلدهم لك ولا تشيلين هم
هزت راسها بالنفي بهمس : لو تكلّمهم تزعّلني والله
إبتسم وهو يهز راسه بزين ، وإبتسمت بخفوت لكن ما تدري ليه حسّت بتوتر غير معقول من حسّت بنظرات أبوها الجالس على الكنبة عليها وهي ما ودها تحسّ بـ..
_



بارت : 180

-

تحسّ بهالإحساس ، ما ودها يرجف داخلها خوف وشكّ إن صار له العلم عن يلي حصل وإن السواق تكلّم لأن وقتها ما بتقدر توقف على حيلها ولا بتقدر تخبّي إنها لأول مرة تتعب وترتفع حرارتها لكنّها تهرب عن الكل لجل ما يلمسون منها تعبها وتخبّيه أكثر من كل شيء آخر وهي كانت لو ترتفع حرارتها درجة وحدة يكون لهم العلم المباشر لأنها تحبّ الدلال بكل الأوقات وتستغل أبسط فرصة له ، لأولّ مرة ينجرح فيها شيء وما تتوجه لأبوها توريّه وتشكي له عن الجرح وكيف صار لها وتطلب منه يدللها بدل الجرح ويعوضّها عنه ، لأوّل مرة تخالف كل عادات سنينها الماضية تداري كل شيء بداخلها وقلبها وبينها وبين نفسها ما تبي أحد يعرف عنه وكل هالمدارة والحرص لأنه طرف بكل موقف وكل شيء وهي ما تبي أحد يعرف عنه ، ولا عنها معاه ..
-
« المـلعـب »
دخـل حاكم بين الجمهور وهو يجلس بمكانه ويعرف عن عقد نهيّان قبل لا يعرف عنه نهيّان نفسه أصلاً لكنه ما قال له الكلمة كان ينتظره هو يقول له ويبلغّه عن العقد ووقته وإنه تقّدم خطوة للدرب الكبير لكنه شاف ترددّ نهيّان من إنه يقول له ويبلّغه ولهالسبب ما ضغط عليه أبداً ووقت طلبه يجي المباراة وقال له الملعب ما علّق بشيء آخر إنما وافق والحين حاضر ينتظر يشوفه بينهم . ما قدر يمنع إبتسامته وشديد إفتخاره من طلع بزيّ فريقه الجديد يصفّ مع اللاعبين قدام الجمهور وما بقى بجلوسه إنما وقف على حيله لجل يشوف إنه معاه بكل شيء ، إبتسم نهيّان يلي زالت منه الرهبة بدون مقدمات من لمح أبوه قدامه بين الجموع وما قدر يمنع إبتسامته من كان يشوف إبتسامة أبوه وإفتخاره من جمّع يديه خلف ظهره وما يدري كيف يوصف الشعور يلي إرتمى بصدره وهو كان متردد يقول له عن هالخطوة وإنه وقّع عقد جديد لكن الحين هو يندم على كل ثانية ما قال له فيها على هالإفتخار والوقوف العظيم والإبتسامة يلي يشوفها منه ويلي ما تطلع منه كثير لكنّها طلعت له الحين وهذا سبب يكفيّه يبتهج شهره كله ماهو بس هاليوم وهالمباراة ..
جلس حاكم وعيونه تراقب نهيّان بالملعب ويحصّنه لكن إيده تنزل على جواله كل ثانية ينتظر مساعده بالديوان يبلّغه وش صار مع ذياب ووش نهاية إجتماعه ومع مين كان لأنه يحاول ما يقلق لكن إكتشف إن قلقه يزيد بكل دقيقة ، يخفف على نفسه بإنه ذيب يعتمد على نفسه لكن يعرف ثقل الديوان ومجالسه وإن ذيّاب مرهق يعني ما بيطلع من تحت حالتين إما تطقّ أعصابه من تعبه ويعصّب ما يدارك غضبه ، أو يبيّن عليه إرهاقه وتعبه يضيّع منطقه وكلامه ويسبب هوانه قدام الكبار وهذا شيء يحرق داخل حاكم كله ..
_



"جوري" غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-03-22, 01:05 PM   #12

حميدة حميدة

? العضوٌ??? » 471793
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 533
?  نُقآطِيْ » حميدة حميدة is on a distinguished road
افتراضي

الرواية حلوة ،نقصي في شرح وفوتي في الأمر طولتي كتير بالشرح

حميدة حميدة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-03-22, 12:51 AM   #13

"جوري"

مشرفة منتدى الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية "جوري"

? العضوٌ??? » 333867
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,010
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » "جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



بارت : 181

-

« بيـت حاكـم »
دخلت ملاذ للصالة من أصواتهم العالية والصراخ الغريب يلي إعتلى بدقيقة وحدة وصفقاتهم يلي تبيّن حصول شيء عظيم وإنها بمجرد ما دخلت كانت كل نظراتهم مترقّبة لردة فعلها ، أخذت ورد نفس من أعماقها وهي صار لها النصيب الأكبر من الفرح والرجفة الأكثر من فتحت الورقة يلي تركها لها نهيّان بيدها وكان محتواها بعيد كل البعد عن توقعاتها ، كان طلب منه تفتح إحدى القنوات وتدعي له وبمجرد ما فتحتها كان هو أمامها ، ما كفّاها الصراخ وقت لمحته بين اللاعبيّن وصفته معاهم كتف بكتف يوقفون أمام جمهورهم ، لمحت شعار فريقه الجديد وعرفت إنه خطى خطوة كان متخوّف منها وأخيراً ولمست منه توتره بملامحه لكن وقت إبتسم هي إنهارت لأنها تعرف نهيّان وقت يبتسم لشيء عادي ، وتعرف وقت يبتسم لأنه شاف أعظم شخص بحياته وهذا سبب دموعها يلي عجزت توقّفها من عرفت إن أبوها معاه بالملعب وقدامه يدعمه وهالكم الهائل من المشاعر ما جاها هيّن تقدر تداريه بدون تصرخ وبدون تبكي من فرحها ، إفتخارها والسرور العظيم يلي حسّته ..
ناظرتهم ملاذ بإستغراب وهي تركت قلمها وورقتها على الكنبة يلي جنبها ، وتوجهت للطاولة يلي بوسط جلستهم تصبّ لنفسها قهوة ورفعت أنظارها لهم : وش طاري تتابعون مباراة اليوم ؟ مين ومين يلعبـ
وقبل لا ترفع أنظارها للشاشة تشوف مين كان تعليق المعلّق المجنون على إنطلاق نهيّان بالكورة وتغيّرت كل ملامحها من سمعت إسمه سهل التمييز بالنسبه لها ويلي يفزّ له قلبها من بد كل سميّ له ، صرخت ورد مباشرة من تعالت ضحكات المعلّق يكرر إسمه من قوّ الهدف ولقطته ، يلقّبه بالجنون على تحركاته وعلى الهدف المستحيل يلي صار منه وإنتهت ملاذ تغطي نصف وجهها بذهول من ضحكات ولدها ، رفعه لإيده وإنتصاره بهالهدف وإحتفاله ومن كان من المعلّق المديح المُهيب له " نهيّان يثبت وجوده من أول الدقائق ، لسان حاله يقول أنا هنا ، أنا موجود والأرض أرضي وهالملعب يشهد لي " وصفّرت ديم بإعجاب وتعالى تصفيق البنات بالمثل وحتى شدن صارت ترقص بينهم بدون مقدمات من كثر إعجابها وفخرها ومن إستوعبت إنه نهيّان حقهم .
كانت أمه تتأمله قدامها وكلها ذهول لدرجة إنها ما قدرت تجلس بمكانها ، ما قدرت تزيح يديها عن ملامحها المذهولة وما قدرت توصف حجم التضخّم يلي صار بقلبها ومشاعرها يلي ما عاد عرفت الحدود هي هلكها ذيّاب يجبرها ترسمه وما تحس وما طلعت من دوامة شعورها له رجع يرميها نهيّان بدوامة شعور ماله نهاية من الإفتخار والرّهبة ، نزلت دموعها من ضحكته وإبتسامته يعدل شورته ويرجع لمكانه وهي تضحك معاه ما تدري ليه لكنها تضحك من صدمتها ، من
-




بارت : 182

-

من شعورها يلي مو راضي يوقفّ ولا يهدأ هي منهارة عليه بشكل ما تتوقع أحد بيفهمه ..
ضحكت وسن وهي تشوف ملاذ ما تحرّكت مكانها هي باقي على وقوفها ونظراتها الغارقة بدموع الإفتخار وما كانت ورد الجالسة على ذراع الكنبة أهون منها بالشعور ..
طارت الورقة يلي كانت على الكنبة من هواء المكيف يلي صار عليها ، وإنحنت تَوق تاخذها قبل لا تدخل تحت الكنب وما قدرت تقاوم فضولها لأنها لمحت طرف الرسمة لكن تّوردت ملامحها مباشرة ، لفت درة لناحيتها تاخذ الورقة منها وسكنت بإعجاب من عرفت إنها رسمة لملاذ يلي كلهم مُعجبين برسمها لكن ما عاد يشوفون رسماتها مثل أول وطفولتهم : عمتي رجعتي ترسمين ؟
توجهت ورد تبي تشوف وش الرسمة ، وسكنت ملامحها بإعجاب وهي تناظر أمها من الرعشة يلي حسّتها من منظره : توّك رسمتيه ، ذياب ؟
أخذت الورقة وهي كانت ما تبي أحد يشوفها أبداً لأن رغم إنها رسمتها بسرعة وبإبهام بأغلب تفاصيله وتعمّدته هي لجل تكون رسمته تعبّر عنه ، تكون مثل ما يناديه أبوه " الخافي البيّن " لكنّها ما ضيّعت الشعور يلي حسته وقت شافته ولا ضيّعت هيئته المُهلكة لشعورها وهي أمه كيف شخصٍ يحبه ، إنحناءه يتأمل الورق ويده يلي تمر على السطور وحتى قطرات المويا يلي كانت تنساب من شعره لأكتافه هي رسمتها ، ما رسمت ملامحه هذا شيء أكيد هي رسمت هيئته ، طريقة وقوفه ، وأكتافه وإنحناءه ويده يلي تمرّ على الورق يلي أمامه وعدلت ورد نفسها بهمس : ترسمينهم بطريقة تهلك لو ما تدرين
هزت راسها بالنفي وهي تبتسم لورد وتعرف إنها تقصد ذياب وحاكم ، وطويت الرسمة تخبيها لأنها ما تبي تكون للكل يشوفها : أرسمهم بقلبي ، ماهي يدي يلي ترسمهم
لفت درّة لناحية توق بهمس ساخر : ترى شفت معاك وما إستحيت ليش إستحيتي هالقد ؟
هزت توق راسها بالنفي بهمس : إنتِ ما تستحين طيب
ضحكت درة بذهول : تراها رسمة له ماهو قدامك كذا لا تخافين ياماما ولا تستحين ما بيطلع لك من رسمته
-
« الكـوفـي »
سحب الكرسي يلي بجنبها وهو يجلس وكان شرودها ياكل كل خلايا عقله لأن صار له وقت طويل يناظرها ويناظر البنات حولها يلي متفاعلين يهرجون لكن هي تتأمل يدّها وبعالم غير عن عالمهم كله ، لهالسبب ما تحمّل يبقى بعيد هو جاء يجلس بنفس جلستهم يبي يشوف وش فيها هي ، وش مكدّر خاطرها لهالقد ورفعت نظراتها من حسّت بشخص يجلس بجنبها وإبتسمت بخفوت : أخيراً
ميّلت أسيل شفايفها بعدم رضا : قلنا ما تبين تطلعين وتبين البيت بس ما يعني إن يجي أخوك وتكلمينه وإحنا من أول ولا كأننا موجودين
جلس فهد بالكرسي الآخر يسكّتها : كملي قهوتك
كشّرت أسيل منه ، ورفعت قصيد أنظارها تدّور
_



بارت : 183

-

تدور عذبي أخوها بعيونها ، وعضّت شفايفها بهمس وهي تناظر تركي بتساؤل : زعلان عليّ عذبي ؟
هز فهد راسه بالنفي قبل تركي: زعلان إنه ما قام وما حسّ ، قاعد بسيارته تو كلمته ينزل يمّنا
هزت راسها بزين ، وميّل فهد شفايفه : ما بينزل ترى
تركت شنطتها على الكرسي وهي توقف : بروح له
ناظرها تركي وهو يمد يده لشنطتها قبل تطيح : إنتبهي هزت راسها بزين ، وتبعها بنظراته لحد ما طلعت مع الباب ، وعدل فهد جلسته وهو ياخذ قهوة قصيد : حرام القهوة تبرد إسراف
ناظره تركي لثواني : إذا رجعت تقوم تجيب لها بدالها
أشّر على عينه وهو يتقهوى وأنظاره على الباب بالمثل ، وما كانوا البنات يمّهم لأنهم جالسين على طرف الطاولة البعيد بجنب قصيد والبنات بالطرف الثاني منها ..
-
فتحت باب سيارته وهي تركب بجنبه ، وإبتسم بخفوت يسكر جواله ويناظرها : خاف عليك تركي إنتِ ؟
هزت راسها بإيه وهي تبتسم : هاوشك تركي إنت ؟
تنهّد من أعماقه وهو يعض شفايفه لأن قبل لا يهاوشه أبوه هو صابه من الخوف والإحتراق شيء ما يقدر يشرحه ولا يوصفه من حسّ إن كان ممكن يصير شيء سيء لأخته وهو على مسافة باب منها لكن ما يدري عن هالشيء وإحتراقه الأكثر كان من عرف إن أبوه إتصل عليهم كلهم لكن ما لقى منهم جواب وترك الموضوع غصباً عليه على ذياب ، إبتسمت وهي تمد يدها ليدّه من حسّت آنه يغضب ، ويزعل ، وتتخالط عليه المشاعر بشكل ما يقدر يبوحه : تعال معي ، نترك الأمس والصباح وكله
هز راسه بالنفي لأن أبوه زعلان أشدّ الزعل منه ويدري بغلطه إنه تركه ينادي خلفه وطلع ولف جواله لأخته يوريها إن أبوه مو جالس يرد عليه وميّلت قصيد شفايفها بهمس : تليّنه أُمي وإنت ترجع تبوس راسه ويرضى
تنهّد من أعماقه وهو يرفع إيده لشعره : كيف يرضى ببوسة رأس وأنا هزيّت فيه عالمه تركته يتخبّط قوليلي
هزت راسها بالنفي بهمس وهي تكره خوف أبوها ، تكره حاله يلي يختلف بشكل شديد ما يداريه إلا أمها وعضّت شفايفها بهمس : ما كان يحتاج يخاف ، ما خاف بالحيل
ضحك عذبي وهو يناظرها وتنهّد لأن يحرقه كونه ما قدر يكون متواجد وقت أبوه كان يحتاجه : ما خاف بالحيل ؟
تكّت للخلف وهي تهز راسها بالنفي ، وضحك عذبي لإنها تحاول تخفف عنه لكن هو ما يخفف عنه شيء وهو أدرى من قصيد ومن بقيّتهم بحكايات أبوه مع القلق والتخبّط والشكوك يلي ترعبه بكل مرة يفكّر فيها وعضّت قصيد شفايفها تحاول تخفف عليه : إنتهى الموضوع لا تفكر
هز راسه بالنفي : ما إنتهى الموضوع تخيّلي معي لو ما كان ذيّاب يمّه ، تخيلي معي إنه كان على وشك يدخل إجتماع ويعرف إنك لحالك وهم عند البيت ولا يقدر يسوي شيء !
_


بارت : 184

-

هزت راسها بالنفي وهي ما ودها تتخيّل أبداً ، وعض شفايفه بندم : لو ما كان ذيّاب يمه كان بيضطر يجي بنفسه ، يخسر إسمه وسمعته بالوزارة ويهون لجلك لكن ما يهون عليّ إنه يخسره لأنه وقت إحتاج ما لقى ولده يمّه ، ما لقى ولد ولا رجال يضمن البيت عندهم
ما نطقت الكلمة وهي تتأمل باطن يدها وتعرف حساسية عذبي أخوها الشديده ورعبه الدائم من إنه يخيّب ظن أبوه أو ما يكون يمّه وقت يحتاجه ، وعدل عذبي نفسه وهو يتمنى تكون خفّت عصبية أبوه : برجع البيت
هزت راسها بزين : برجع معاك ، بس بقول لتـ
قبل تكمّل دخل تركي بالخلف ، وبالمثل فهد يلي مد لها شنطتها وناظرتهم لثواني : البنات بيجلسون ؟
هز فهد راسه بإيه : بيجلسون وقلنا لهم إنتِ معانا
هزت راسها بزين وهي تلف أنظارها لهم ، وهُلكت من قلّ نومها بشكل ما تقدر تشرحه لهم ولا تدري وش الحل والنهاية معاه ومتى بيكون لها نصيب من أريَح النوم وأحلاه بدون لا تصحى وتنام على طيفه وهواجيس ما تنتهي من شدّتها ووقعها عليها شعورياً وعقلياً ..
نزل عذبي يسبقهم من شاف أبوه داخل بيت الشعر ، وسكر فهد السيارة ونزلت قصيد تتوجه لجنب تركي يلي هي متأكدة إنه يعرف بشيء لكن ساكت : لا تسكت
هز راسه بالنفي وهو يدخلها تحت ذراعه : وقت تنامين ، وتصحين وإنتِ بخير ومعانا ماهو بعالم ثاني ما بسكت
إبتسمت وهي تنزل طرحتها على أكتافها ، ومد إيده لخدها : تبين شيء ؟
هزت راسها بالنفي ، وقبّل خدها وهو يبتعد لبيت الشعر ودخلت هي للبيت ولغرفتها مباشرة قبل لا تلقى أمها أو عمّاتها ..
_
« الديـوان »
دخـل وهو يضم بشته تحت ذراعه وتوجه للأشخاص الواقفين أمامه يصافحهم قبل يتوجه لقاعة الإجتماع الرئيسي ، هز راسه بإيه وهو يبتسم بهدوء يشد على يد الشخص يلي أمامه : ماعليك زود الله يطوّل بعمرك
وقف شخص بجنبه ، وما إلتفت ذيّاب وهو عرف إنه بن مساعد من أول وقوفه ، ومن مد إيده يصافح يلي أمامهم وما لفّ لناحيته أبداً إنما كمّل كلامه : نبدأ ؟
أشّر له يلي أمامه يدخل لقاعة الإجتماعات : بسم الله
دخل ذياب وهو يشد على بشته ، ودخل بجنبه بن مساعد يلي ترُسم بثغره إبتسامة نصر وهمَس : حتى المستشار عرف إن وزن الديوان ثقيل ما تتحمله لحالك
ما تكلّم ذياب إنما جلس بمكانه بعد ما ألقى السلام وفتح الملف يلي قدامه بهدوء : ما يحتاج أوضّح سبب عقد هالإجتماع يا طويل العمر هي توجّهات يفكر فيها المستشار لجل الإقتصاد الداخلي مثل ما تشوف بإحصائيات الملف قدامك ، لكن تأخّرت الموافقة من الديوان ياطويل العمر ولا وصلنا الرد نستمرّ أو تتغير التوجّهات
_


بارت : 185
'
-
'
لف بن مساعد أنظاره لذيّاب وسط تناقش أطراف الديوان : المستشار قال تقنعهم ، ما قال تعطيهم الخيَار
ما رد ذيّاب إنما سكّر الملف يلي قدامه تحت أنظارهم برسالة يفهمها كل شخصّ يعرف يحلل السياسة حق تحليل ، ما كان منه الكلام وهو يشوف نقاشهم ومتأكد أكثر من إسمه بتحصل الموافقة بدون لا يتناقش هو معاهم لأن كل شيء ذكره بالملفات المتوزعة أمامهم هم عليهم يلمسون منه حضوره ، وتمسّكه برأيه وإنه جاي واثق ماهو متردد بفكرته ويمثّل المستشار بالطريقة الصحيحة ووقتها بتحصل الموافقة بدون جُهد كلام منه .
ناظره بن مساعد وهو يشوف نقاشاتهم الطرفية إنتهت وعلى وشك يسألونه وهمس بإرتباك : إفتح الملف !
مد ذياب يده على الملف يعطي بن مساعد أمل كاذب بإنه بيفتحه ، وعدل جلسته بهدوء وهو يبتسم بثقة ويوجه أنظاره لليّ أمامه بطاولة الإجتماع : نقول بسم الله نبدأ نعمم على باقي القطاعات يا طويل العمر ؟
وقف يعلن إنتهاء الإجتماع ، وتوجه ذيّاب يصافحهم ويطلع للخارج وهو يلف أنظاره بشبه سخرية لبن مساعد : عرفت إن الديوان ماهو لليّ يرتجي المديح ويدوّر الصيت وإلا ما عرفت ؟ ثقيل عليك هالمكان
ضحك بن مساعد بسخرية وهو يقرّب خطوته من ذياب : الديوان ثقيل على الهمج ، راعيين المشاكل بوضح النّهار وصدّقني لو وصل الخبر للمستشار وأصحاب السمو ما كان هذا مكانك ، لا الديوان ولا الوزارة وإنت تدري
ما حصل لـذياب الرد وهو يشد على بشته من جاء أحد أطراف الديوان جنبه ويمشي معاه للممّرات يشاوره بخصوص موضوع آخر وإبتسم بهدوء يمسك غضبه من بن مساعد ورغبته الغير معقولة بضربه وهدأ باله من مال الكلام لأبوه ، وجدّه نهيان : ماعليك زود الله يحفظك
جاء السكرتير وهو يناظر ذيّاب : صاحب السمو ينتظرك
-
رفع جواله وهو يتصل على حاكم بعد ما طلع خارج الديوان ، ورد حاكم يلي القلق أكله من تأخر الوقت وصار العشاء وبعده وذيّاب من العصر طلع ولا وصله خبر عنه : سمّ
رفع أكتافه بعدم معرفة : طال الإجتماع طال عمرك تو ينتهون ، ذياب باقي بالديوان وتو طلبوه لمكتب صاحب السمو وما جاء معاه من الوزارة إلا بن مساعد ، متأخر
سكنت ملامحه لثواني وهو يهز راسه بزين : ما قصّرت
قبل لا يقفل حاكم نطق مساعد بالقوة من التردد يلي حسّه : طال عمرك سمعت حوار بين ذيّاب وبن مساعد ، زميله بالوزارة تويّ
وقبل لا يكمّل المساعد وش الحوار إنقبض قلب حاكم يحسّ بالسوء وبالفعل أخذ المساعد نفس يشرح له كلام بن مساعد لذيّاب وتبعثر تفكير حاكم كله وش الشيء يلي سوّاه ولده ما وصل للديوان ولا للمستشار للآن وإن وصل بيسبب له أشياء لها أوّل مالها تالي ، عضّ شفايفه بهدوء : ..
_


بارت : 186

-

عضّ شفايفه بهدوء : ما قصرت الله يحفظك
طلع ذيّاب من مكتب صاحب السمو لسيارته مباشرة بدون كلام آخر ، وتبعه بن مساعد وهو يميّل شفايفه : المستشار ينتظر منك الرد عن الإجتماع ، بس تدري ؟
هز ذياب راسه بإيه بمعنى كمّل ، وإبتسم بن مساعد بسخرية وهو يمشي لسيارته : بينزل فيك قيد قبل لا يحصل لك تقول له وش صار بالإجتماع
ضحك ذيّاب بسخرية وهو يشد على باب سيّارته وما نطق بكلمة من لمح شخص مرّ من بين السيارات يدخل لداخل الديوان وركب بدون لا يرد على بن مساعد هو ما يبي أعصابه تثور أكثر ، ما يبي يعصّب ولا يبي يتفاهم مع شيء وهو ما حسّب ينتهي الإجتماع والديوان بخيره وشرّه لجل يقدر يرجع البيت وينام لأنه لو بقى على حصيله من قلّ النوم هو ما بينجز شيء بيهلك نفسه وعقله وبس وبتضيّع منه حروفه قبل لا يحط عليها نقاط وقبل تحصل له فرصة تدارك وإدراك لأموره كلها ..
عضّ شفايفه بهدوء يحاول يخضّع أعصابه يلي تثور بداخله من رجع طاريها لقلبه وعقله بدون مقدمات وهو يدري على هالوضع ما بيبقى له قَرار ولا أرض ولأول مرة يرفض داخله إنه يتوّجه للبر أو يترك الرياض وعزّى هالرفض لإرهاقه وتعبه ماهو لشيء يخصّها هي بنفسها لكن شردت به أفكاره لها هالمرة بدون رحمة ، بدون قدرة منه على السيطرة ووقف بمكانه جنب أحد الطُرق ويحسّ قلبه يضيق على بشكل ما يعرف يشرحه هو يبيها ولا يبي التأجيل وهذا يفزعه ليش صار الطاري هي بدون مقدمات ومو بس هي بكيانها المستقلّ ، صارت هي بكونها له وعضّ شفايفه لأن يتمنى مع هالإرهاق وهالتعب ما يفصل عقله ويفضح نفسه قدام أبوه أو غيره ..
عدل أكتافه وهو يمشي لبيتهم وتوجه لغرفته مباشرة بدون لا يسلم على أحد وبدون لا يلقى أحد ، قفّل الباب خلفه ورمى نفسه يتمدد مباشرة.
سكنت ملامحه من الورقة يلي طلع صوتها من تحت مخدته وهو ياخذها وإختفت كل أصوات كونه من كانت رسمة أمه له يلي إستشفّ منها شعورها ومحور رسمها إنه كان على نداء أبوه له " الخافي البيّن " ، جلس وهو يتأمل وما طاعته خطوته عالجلوس إنما سحب تيشيرته يلبسه من جنبه ونزل يدورها : أمـي
ترك فنجاله وهو كان يمسك غضبه لأن وقت دخل ذيّاب البيت هو كان بالصالة لكن ذياب ما إنتبه له ، وما ناداه لأنّه لمح منه تواريه ورغبته إنه ما يقابل أحد ووقت شافت ملاذ إنه على وشك يلحقه ومو بشيء غير الغضب هي حلّفته إنه ما يصعد له ولا يكلمه إنما يتركه ينام ، وقف حاكم وهو يحاول يهجّد نبرته : ماعندك نيّة تقول لي يعني ؟
لمح غضب أبوه ، وضحك بسخرية وهو يدخل الورقة بجيب شورته لأنه يعرف مثل إسمه إن أبوه له رجال وناس بالديوان : وش بيفرق قولي عن شيء وصلوه لك ؟
_



بارت : 187

-

إبتسم حاكم وهو يحاول ما يعصّب عليه أبداً ، يحاول ما يتدخل لكنه عصّب بشكل ما يقدر يوصفه وقت رجع مساعده يتصل عليه لأنه سمع بن مساعد يهدده بنزول قيد فيه وتربّطت الأمور عنده إن فعلاً ذياب مسويّ شيء كايد ماهو هيّن أبد ورجع يجلس بمكانه يحاول ما يشدّ بغضبه أكثر لكن رجع يناظر ذيّاب ، يحرقه بنظراته بالأصح : داريت أمك وحنيّتها لين صرت الكلمة ما تقولها لي بس إصبر لي ، إصبر لي إن ما نفضت هالكتمان كله وهالطبع كله ما أكون حاكم
ما تكلّم ذياب إنما عضّ شفايفه يكتم حروفه ، غضبه وإنه يرد على أبوه بشيء آخر هو إكتفى يصعد للأعلى ونطق حاكم من صار ذيّاب بنص الدرج : ولا تجرب تطلع الحين
ضحك ذياب وهو ماله طاقة بأبوه وجداله ، أبوه يلي كان يحاول بشتّى الطرق ما يعصب ويتفاهم معه بالهدوء يلي إثنينهم ما يعرفون له درب لو جمعهم نقاش كلٍ يشد مع طرف ولا يوصلون لحل ولا يتغيّر وضعهم ..
دخل وهو يرمي تيشيرته بعيد عنه ، وتمدد يتأمل الرسمة لثواني بسيطة وهو يقلّب حكي بن مساعد برأسه ووش ممكن يطلع منه تصرّف لو فعلاً نزل فيه قيد لكن الحين هو مرهق ولا يساعده عقله بحلول عقلانية ، ترك كل الشكوك وكل الحلول وكل التفكير على جنب من رجعت تجي بباله لكنه أبعدها مباشرة وعدل نفسه يغرق بنومه ولعلّ أبوه وقت إستفزّه الحين قدر يبعدها عن باله شوي ..
_
« بيـت تركـي ، العصر »
دخل لغرفتها وهو يسكر التكييف العالي مثل طبع أمها ولا يدري وش يستفيدون من شدّة البرد : قصيـد أبوي
فتحت عيونها لثواني ورجعت تغمّضها بنفس الثانية لأن مالها حيل شيء ، ودخل تركي للغرفة أكثر وهو يقرب من سريرها وسكنت كل ملامحها من إيده يلي إمتدّت لجبينها وهمست تطمّنه : مافيني شيء
ناظرها لثواني وهو ما يصدّق إنها من أمسها العشاء وقت رجعت مع البنات للآن نايمة وما طلعت من غرفتها أبداً وهذا مو طبعها ، ناظرها لثواني : متى نمتي ؟
ما كان عندها علم ولا خبر لكن يلي تعرفه إنها نامت أول رجوعها من الكوفي من إرهاقها ، وصادفته بأحلامها وكل صحوة كانت تصحاها هو بذهنها وما تتحرك من مكانها ، ورجع تركي ظهره على السرير يعدل جلسته ويلفّ أنظاره لها بتفحص : فيك شيء ما قلتيه لي ؟ أحد زعّلك كلّمك ؟
إبتسمت ، وتجمّعت الدموع بمحاجرها بدون مقدمات ، وتركت وسادتها تتكي راسها على حضن أبوها يلي قبلّ راسها وهو يحاوط إيدها يضغط عليها لإنها قطعة ثلج ، تكّت سلاف على باب الغرفة وهي تبتسم بخفوت : لا تسأل البنت أسئلة حنونة من وقت تصحى وتبكيها !
ميّل شفايفه وهو ينزل أنظاره لقصيد يلي تحاول تصحصح : وراها كثير الأسئلة لكن نبدأ بالحنون منها
_





-

رجعت لمكانها ، وقام أبوها من لمح رفضها للأسئلة بعيونها : قومي ، وتعالي يمّنا كلهم نايمين حتى أخوانك
هزت راسها بزين ، وطلع أبوها مع أمها يسكّرون الباب خلفهم وسكنت ملامحها تمد إيدها لجوالها لكنها رجعت تتركه مباشرة من كانت فاتحة على المؤتمر القديم له لأنها ما تذكر صحيت وشافته ، أخذت نفس بخفيف وهي تجلس بمكانها وتوجهت للحمام - الله يكرمكم - تستوعب نفسها وتستوعب وش صار بأمسها لكن الحين ما ودها تفكّر لأن أبوها عنده كثير الأسئلة وهي ما تعرف تراوغه ، ما تعرف تكذب أو حتى تقول نصف الحقيقة وتتمنى كل التمنيّ إن تكون أسئلته عن أي شيء بالدنيا إلا شيء يقرب أيامها وحالها ..
-
نزلت للمطبخ وهي تشوف أمها جالسة على الكرسي تتأمل بأبوها يلي الواضح إنه يطبخ شيء من وقوفه أمام الفرن ، وجلست بجنب أمها وتذكّرت توّجه حوارها لأبوها ثم لأمها : قبل نطلع البر كانت نظراتك غريبة لي كأن فيه شيء ودك تقوله ، وإنتِ جيتي تشيكين على دولابي ، ليش ؟
إبتسمت سلاف وهي تناظرها : تذكرين جيراننا بلندن ؟ كان المفروض يجونا اليوم لكن نومك غيّر خطتهم
كشرت مباشرة ، وسكنت ملامحها بإستيعاب لحظي : ليش يجون وليش تتغيّر خطتهم عشان نومي ؟
ناظرها تركي لثواني وهو يسحب الكرسي ويجلس : يخطبونك مني يعني ليش تتغيّر خطتهم عشان نومك ؟
ضحكت سلاف وهي تشوف ملامحها تغيّرت كُلياً : بسم الله على بنتي طيب لا تخوّفها كذا !
هزت راسها بالنفي مباشرة بذهول ، وضحك تركي وهو يناظرها : أتغشمر وياج يبه لاهم خطّابه ولا شيء
ميّلت شفايفها وهو ما يدري وش الشعور يلي سببّه بقلبها ، وميّلت سلاف شفايفها لثواني بتساؤل : يتكلّم كويتي يلطف لك الموقف والرعب يلي حسيتيه لا تنغريّن فيه ، تركي لو فعلاً خطّابة بتعطيهم ؟
ناظرها لثواني وما كان منه الجواب وهو يلف أنظاره لقصيد يلي نقطة وتختفي ، وتعدّلت سلاف : طوّلت الجواب وأحس لازم تجاوبني ، بتعطي وإلا ما تعطي ؟
هز راسه بالنفي : ما أعطي بنتي إلا لرجّال أعرف دروبه وإنتِ تدرين
إبتسمت سلاف وهي تميّل شفايفها : ولو جاء الرجال بهالوقت ، بتعطيه ؟ رجّال رجّال مثل ما تقول
هز راسه بالنفي وهو يشوف قصيد ما عرفت تنطق من توترها من حوارهم : على حسب الرجال من يكون وعلى حسب رأيّ بنتي قبلي هي تبيه ، أو ما تبيه ..
ما كان من قصيد نطق الحرف ، وقطع تركي صمتها من لف أنظاره لها : قصيد وش سويتي أمس ؟
سكنت ملامحها من غرابة سؤاله وطريقته ، وإبتسمت سلاف تخفف الضغط يلي حسّته قصيد : لا تسأل البنت شيء توّك أرعبتها ، وقول لها وش سبب نظراتك
ضحك وهو يهز راسه بالنفي : ..
_




-

ضحك وهو يهز راسه بالنفي : تذكرت لي كم شيء وكم موقف وإنتِ صغيرة ، يومك جيتي يمّي وشفت كيف كبرتي صارت منيّ النظرات الغريبة مثل ما تسمينها
إبتسمت بخفيف : تتذكرّ يعني ما تعبّتك وأنا صغيرة ؟
هز راسه بالنفي : ما تعبتيني ، لكن شيب راسي كلّه منك
ضحكت سلاف لأنها سمعت همسه بجملته ، وزعلت قصيد لكنّها قررت تبيّن العدم : بخاصمك بس بعدين
إبتسم بخفيف وهو يناظرها ، وتنحنحت قصيد لثواني : وش تذكّرت أمس عنيّ ، وقت كنت صغيرة يعني ؟
هز راسه بالنفي : خاصميني الحين ما بقول لك
كشّرت بزعل وهي تناظر أمها ، وضحك وهو يترك ملعقة قدامها عشان تاكل معاه : سميّ بالله ولا تحتمين بأمك
لف أنظارها لأمها : سلاف ليش تغيّرتي كذا جاوبيني
إبتسم تركي بهمس : سلاف تحبّ ، ما يقوى قلبها عليّ
توردت ملامح قصيد مباشرة ، وضحكت سلاف وهي تناظره : ما تدري إنها تخجل يعني تقول هالكلام قدامها ؟
هز راسه بإيه : وأنا وش عذابي غير من صاحبة الغرور وبنتها صاحبة الطبع الخجول قولي لي !
إبتسمت قصيد وهي ودها تسأله عن الناس يلي صحيت على منظرهم قدام بيتهم لكنها كتمت السؤال بداخلها تخاف يمشي لها لدربه ودرب السؤال عنه ويمكن هو يسألها وش سوّى ذياب وهي ما تقدر تكذب تقول ما صار منه غير الكلام ..
قامت سلاف تسوي لنفسها قهوة : أسوي لك معي ؟
هزت راسها بإيه ، ورد تركي على جواله : حيّ الذيب
تغيّرت ملامحها بدون مقدمات وهي تحاول تشتت أنظارها عن أبوها لجل ما يعرف ويلمس إن كل داخلها فز لأنه نطق بالذيب ، وشبه إرتاحت من عرفت إنه يكلّم عمها حاكم ماهو ذيّاب نفسه لأنه ضحك " حيّ أبوالذيب إعذرني " وما كانت تهتّم لحوارهم لأنه ما يشمل شيء مهم ولا تفهمه أصلاً الواضح إنه إجتماع رجال يحددونه مكانه ، تركت سلاف كوب قهوتها قدامها وهي تجلس وإبتسمت قصيد من عدلت أمها جلستها تسمع حوار أبوها مع حاكم بإنصات وتحبّ هالطبع بأمها هي ما تسمع لأبوها من فضولها ولا لرغبة بنفسها إنما تنصت له بكل كلمة وكل حرف لأنه تحبّه وقت يتكلم ، تحبّه وقت يحاور وحسّت بعرق عنقها يلي إشتدّ نبضه من وصلت نبرة ذيّاب بالمؤتمر لمسامعها بشعور ما تقدر تهرب منّه ، عدلت شعرها لكن سلاف مدت إيدها تبعده لأنها لمحت عنقها وكيف صار العرق فيه بارز : حر ؟
هزت راسها بإيه ، وقامت سلاف تشغلَ المكيف : نزلي البلوفر هذا طيب يا أمي دامه حر
هز تركي راسه بإيه وهو يسكّر من حاكم ويناظرها بتفحّص زاد فيها توترها ، وعدل أكتافه يبعد الصحن عنه ونطق بهدوء : قصيـد
-



بارت : 190

-

ما تكلّمت من حست بجدية أربكتها بنبرة أبوها ونظراته وبالفعل كان منه الإستعداد لإنه يبدأ حوار لمحت هي من نظرات أمها له إنها ما تبيه يفتحه لكنّه تعدل يسكر جواله : ماهو هنا ، تعالي معي المكتب
تغيّرت ملامحها وهي تلف أنظارها لأمها وما تتوقع إنها بتقدر تتبعه لمكتبه وهو يزوّد عيار ثقل الموضوع ويزيد خوفها بإسلوبه ، وإنه ما قدر يقوله بالمطبخ إنما يبيها تتبعه للمكتب ، وهز تركي راسه بالنفي من لمس بعينها نظرات رجاء لأمها : ولحالك ، سلاف
رفعت أكتافها بمعنى ما راح تجي يمّهم وهي تمد إيدها لكوبها بهمس : موضوع بينكم مالي دخل فيه ياماما
هزت راسها بزين وهي تستجمع نفسها وتتبعه للمكتب ولأوّل مرة تحس إنها متوترة ، أو فيها خوف تدخل مكتب أبوها وهي ما تعوّدت يصيبها هالشعور نهائياً إلا بوقت واحد ، وقت يكون أبوها معصّب هي فعلاً تخاف تدخل مكتبه أو حتى تقرب حماه لكن الحين هو ماهو معصّب لكن هي وراها خوافي ما تبيه يعرفها ، ما تبي يجبرها تتكلم عنها لأنه بمجرد ما يسأل هي بتنطق كل شيء ويمكن حتى شعورها وتوترها يلي ما يعرفه غيرها بتنطقه ، دخلت وهي تسكر الباب خلفها وعدل تركي جلسته وهو ياخذ نفس : الرجال يلي جوّ صوب البيت
ما نطقت الكلمة من توترها وهي تهز راسها بإيه ، وكمّل تركي : هذا جزء من يلي أعايشه بالمحكمة وبكل قضية يا أمي ، فيه منهم الليّ يكفّر المحامي ويخرجه عن دينه بس لأنه ضدّهم بقضية ، وفيه منهم يلي يوصل فيه يعتدي ويضرب ويقرّب ويهدد يحاول يردّ جزء من غيضه وخسارته بأي طريقة وسالم وعياله من هالنوع
عضّت شفايفها لثواني ، وإبتسم تركي بهدوء : ولا أقول لك لجل تخافين ما يخيفك شيء لكنّ ودي تعرفين النوّعيات من الحين ، ودي ما يردّك هالشيء عن دراستك هذا الأول وودي تعرفين إن الدنيا فيها مناطحات واجد وكلّ واحد توقفين ضدّه بالمستقبل يمكن توصل فيه يناطحك بجماعته كاملة ماهو بنفسه وعياله بس لجل تتنازلين وتتركين القضية لهم ، لكن
هزت راسها بالنفي قبل يكمّل كلامه : مستحيل !
ضحك وهو يهز راسه بإيه ، وتنهّد لأنه خاف تتأثر هي من الموقف وتبطّل الشيء يلي تبيه : دامك قلتي مستحيل باخذه منّك عهد ما يغيّر رأيك عن الشيء يلي تودّينه لو هو أشدّ شديد بالدنيا ، ما يخيفك أحد
إبتسمت وهي تهز راسها بإيه ، وإحتبّست حروفها بوسط صدرها ما قدرت تعبّر لأبوها وش الشعور يلي تركه بداخلها من ثقته اللامُتناهية فيها وإنه يقوّيها ما يترك خوفه عليها يمنعها من مساره ونهجه يلي هو يعاني منّه مثل ما تشوف من الكلام يلي يُرمى عليه ومن المضايقات يلي تحصل له وهي تدري فيها ما تخفى عليها لكن أبوها شـ
_



بارت : 191

-

أبوها شديد ، أبوها يرعبها بالقضايا وكيف ياخذ حقّه غصب ولا يوقف إلا بصفّ الحقّ ينصره وتتمنى ، تتمنى تصير مثله شوي لكنها تعرف ما بتوصل لمدى القوة والصبر يلي وصله هو من أحداث حياته ..
عدّل أكتافه وهو يلمس فيها غريب أشياء ما يقدر يعرف أسبابها لكنّه ما بيضغط عليها وعدّل أكتافه من جديد :
قولي لي ، وش شفتي منهم وقت جاء ذياب
ما نطقت الكلمة ، ولمح أبوها مقدار الخوف والغرابة يلي إعترت ملامحها بدون مقدمات وهي تحاول ترتّب كلامها بجوفها قبل تنطقه وإستوعبت هو يقصد " وش شافت منهم " ووش كانت ردة فعلهم ماهو وش سوّى ذياب : مشوا بعد ما جاء
هز راسه بإيه : لأن صار قدامهم قوي وصاحب حق يهابونه ويهابون الحق يلي معه ، وهي الدنيا كذا إن جاك أشدّ شديد ومع جماعته ولمس فيك قوّتك وثقتك ، بيمشي يجرّ خطاه وراه لأن راعي الحق ما يتجادل ..
عضّت شفايفها وهي تتمنى ما يسألها أكثر لأنها تعبت من كثر التخبّط يلي تحسه والقلق بكل نظرة وكل لحظة تنتظره يقول لها وش سوّى ذياب وما تقدر تقول شيء مغاير ولا تقدر تقول له هدّ حيله لجلها وش العلاقة ووش الصفة ، رد تركي على جواله وهو يبتسم : خلاص تم ؟
رفع حاكم إيده لجبينه وهو يتعدل : تم ، إفتح مجالسك
قفّل تركي وهو يتصل على رقم آخر ، ولف أنظاره لقصيد : قولي لأمك بيجون الرجال عندي ، إفتحي المجالس كلها ونادي لي أخوانك وعمّك تميم لو موجود
هزت راسها بزين وهي تطلع من مكتب أبوها ، تدّور نفس تاخذه وطلعت وهي تنادي على أمها وطلع عذبي أخوها من غرفته يسكر الباب خلفه : هدي صوتك يابيبي
كشّرت وهي تنادي على أمها ، ورفعت حواجبها وهي تدخل لغرفتها من كانت أمها عند دولابها وتتأمل ملابسها ودخل عذبي خلفها يلي سبق قصيد بالكلام : أمي
ميّلت سلاف شفايفها وهي تتأمل ملابس قصيد : لبيه يا أمي
إبتسم وهو يأشر لها على شعره : ما ودك تودعينه شوي ؟
هزت راسها بالنفي مباشرة : ليش !
عدل وقفته وهو يتنحنح : أوامر زوجك يقول إحلقه
هزت راسها بالنفي وهي تسكر الدولاب : طبعاً لا حبيبي
ميّلت قصيد شفايفها وهي تمد يدها لشعره ، وهزت سلاف راسها بالنفي : قلبي عوّرني وقت كبر سيف خالك وقصّ شعره ما يعورني عليك الحين كمان إتركه كذا
إبتسمت قصيد بعبط : يعني إنت باقي صغير لا تحلقه
هزت سلاف راسها بإيه : لا تحلقه ، وينه أبوك
أشّر لها على مكتبه ، وإبتسمت قصيد : أبوي يقولك الرجال بيجون عنده ، لو تأجلين موضوع عذبي شوي
ناظرت عذبي يلي قدام المرايا ويتأمل بشعره ووقت إنتهى من تأمله ناظر أمها يبيّن لها إنه بيقصّه عن قناعة : ودي أشبه تركي أنا أصلاً
إبتسمت قصيد وهز راسه بالنفي : ..
_



بارت : 192

-

إبتسمت قصيد وهز راسه بالنفي : تركي أبوك مو أخوك
ميّلت شفايفها بهمس : أجل بعيدة عليك تشبهه
ناظر أمه بذهول ، وميّلت سلاف شفايفها تعطي عذبي أمل إنها بتخاصم قصيد وإبتسمت : بعيدة عليك فعلاً
ضحكت قصيد من ملامح عذبي المصدومة ويلي طلع للخارج وتبعته أمه ركض ، إبتسمت وهي تعدل نفسها لثواني وتنهّدت تضم يديها لداخل بلوفرها وتكّى تركي أخوها على طرف بابها وهو يناظرها بهدوء : شفيج
لفت أنظارها له من إستوعبت وجوده ، وهز راسه بإيه بإصرار ما يقبل مراوغة : هالتنهيدة كلها وهالحركة ومو صاير شيء ؟ على غيري تقولينها يبه ماهو عليّ
إبتسمت وهي تهز راسها بإيه : نطلع طيّب ؟
هز راسه بزين ، وتوجهت تاخذ لنفسها عباية وتطلع معاه وسط إستغرابه إنها باقية بالبلوفر ما بدّلته رغم إن الجو شبه حار ، دخلت وهي تمد إيدها لجواله قبله : تركي
ربط الحزام وهو يناظرها : لا تنسينه
مدت إيدها للحزام ، وإيدها الثانية تفتح رمز جواله وإبتسمت بخفوت من كانت خلفيته الداخلية يلي هي غيّرتها له قبل فترة وما غيّرها ، صورتها معاه بلندن وقت كان هو معاها يمشون بالشوارع بآخر الليل ، وقررت إنها تتصّور وتصوّره معاها رغم إنه ما يحبّ : تركي ما غيّرتها؟
هز راسه بالنفي ، ونزل عذبي أخوها من سيارته وهو يدق على الشباك : على وين
رفع تركي حواجبه لثواني : وإنت شكو على وين
رفع حواجبه بذهول وهو ينحني يناظر قصيد يلي تتأمل بجوال تركي : وش تسوين بجواله
ميّلت شفايفها لثواني وهي تناظر تركي ، وطلع فهد من الداخل لكنه رفع حواجبه مباشرة : على وين ماشاءالله ؟
ناظرهم تركي لثواني بذهول : وش على وين شتبي إنت
ميّل عذبي شفايفه بعدم رضا : فهد ما تبي تروح معاهم ؟
هز فهد راسه بإيه وهو يدخل مفتاح سيارته بجيبه : إلا الصراحة بـ
فتح الباب الخلفي ، ولف تركي أنظاره له : بشوف بس
ناظره فهد لثواني وهو يرفع أنظاره لعذبي ، ورجع يسكر الباب ينزل : ترى ما خفت منك بس مالي خلق أطلع
ضحكت قصيد وهي تشوف فهد لأولّ مرة يتراجع عن إنه يعاند ، وميّل عذبي شفايفه بعدم رضا وهو يمشي لسيارته : يصير خير إنت وياها ، يصير خير ولا تطوّل الرجال بيجون عند أبوي لا تصادفونهم ولا تتركه لحاله
رفع تركي حواجبه وبالمثل فهد : رجال وش ؟ منهم
ركب عذبي سيارته : جيران لندن ، وآل سليمان كلهم يقول أبوي وأصحابهم ورجالنا حنّا بعد وفيه ثانيين
رفع حواجبه لثواني : وش المناسبة طيب شلون مع بعض
رفع عذبي أكتافه بعدم معرفة ، وما كان من قصيد رد غير إنها حفظت عدد شبابيك المباني يلي بصورتها وصورة تركي من كثر توترها وقت سمعت " آل سليمان " ولو تعرف شيء ، هي تعرف إنه …
_




بارت : 193

-

هي تعرف إنه يرافق أبوه بكل مجالس الرجال من صغر سنه ما بيتخلّف وهو كبير ويتركه لحاله ولهالسبب أخذت نفس وهي تبتسم لصورة بجوال تركي : تحبّها إنت ؟
رفع حواجبه من لفت الجوال لناحيته لأنها صورتها وهي صغيرة ، وضحك بدون رد : تستعبطين عليّ إنتِ ؟
هزت راسها بالنفي : لا شدعوه بس ممكن تقول لي ؟
رجع جسده للخلف وهو يناظرها ، ويناظر الخط بنفس الوقت : ممكن تقولين لي شفيج ؟
هزت راسها بالنفي : لا تقلدني وتتكلم كويتي بنفس الوقت ، قبل شوي سميّك خوّفني ويلطف الوضع يقول لي لا خلاص أتغشمر معاج
إبتسم وهو يدندن فقط ، وإرتاحت قصيد من أعماق قلبها لأنها تعرف تركي ما يضغط عليها أبداً ، يسأل وإذا جاوبته يكون مسرور وإذا ما جاوبته هو يدّور الإجابات بنفسه لكن ما يضغط عليها أبداً وتعرف إنه لو بقى يدّور الإجابات بنفسه هو بيلقى منها أحوال غريبة ما تنكر لكن سببها بيكون أبعد شيء عنه ما يقدر يوصله ويفهمه ..
_
« الخيـام ، المغـرب »
رفع أنظاره عن سجادته بعد ما إنتهى من فرضه وهو يتأمل المدى الواسع أمامه ، يتأملّ لون السماء الساحر يلي إختفت زُرقتها الواضحة تتبدل للون للغروب الدافي يلي سرح فيه لوقت طويل ما إستوعبه وإسترّد جزء من نفسه بسرحانه هذا وسكن كونه كلّه من لف أنظاره يبدّل بين مدى التراب الواسع والصحاريّ أمامه لمدى الخيام والحلال خلفه ، وسكن بتأمل لأن ما له نيّة يرجع الرياض اليوم أبداً ، ماله نية يضغط على نفسه أكثر يزوّد فيها ضياعها وعدم إستقرارها ، ماله نيّة يجبر أعصابه يلي صايرة هي سُلطان كل كيفه ولا له رأي أمامها وخصوصاً إنه يحس بأشياء سيئة كثيرة ما وده يفكّر فيها لأن كل دقيقة تمرّ ويفكّر بشيء يلاقي نفسه يشبّ سواءً كان شيء يخص دوامه وشغله وحياته ، أو شيءّ يخصها كل ما لفّت أنظاره تجاه الصقر يلي بمكانه ، أو تجاه خيله ..
وقف من على سجادته وهو يربط شماغه على رأسه ، وتوجه للصقر ياخذ الدّس بيده ويصعّده على يده لكن ما فتح عنه برقعه أبداً وعضّ شفايفه لأن وده يمحيه وبنفس الوقت يتذكّر نظرتها وكيف سرقها منها وناظره لثواني وهو يفتح برقعه لكن برد داخله من شعور غريب توسّط بجوفه من فرد الصقر جناحه وخيله يلي صهل بنفس الوقت ولف أنظاره له لثواني بسيطة لكن ما تحرّك من مكانه من جاء العامل يركض بجواله يمده له ..
أخذه وهو يرد على نهيّان أخوه بهدوء : سم
سكّر نهيان باب غرفته وراه وهو بمجرد ما لمس غضب أبوه وملامحه دخل غرفته : وينك فيه إنت !
ناظر الصقر يلي بيدّه بهدوء وما كان منه رد ، وتنهّد نهيان :…
_



بارت : 194

-

: ودك أشرح لك كيف كانت ملامح أبوي وهو على باله إنك نايم بالغرفة وجاء يبيك تروح معاه للرجال ويشوف غرفتك فاضية ؟ ودك أشرح وإلا عرفت ؟
ما رد ذياب ، وعضّ نهيان شفايفه : أنا بروح معاه لكنّي ما أغني عنك بجنبه وإنت تدري ، لا تخيّبه وتعال بيت المحامي عنده ضيوف وحنّا رايحين كلنا لا تصير الناقص بينّا
سكنت ملامحه مباشرة من نطق أخوه " بيت المحامي عنده ضيوف " وما يدري ليش تكدّر صفوه بدون مقدمات وهو يحسّ بجوفه يحترق لأن لو راح بيصير قريب مسافة منها وهو ما يقوى على القرب المحدود وعرف هالشيء من مسك ذراعها قدام الصيدلية يرجّع خطوتها أمامه : خلّك مع أبوي إنت
قفل وهو يرمي جواله بعيد عنه ، ونفض الصقر جناحه للمرة الثانية بغضب لكن إشتدّت نظرة ذياب أكثر وهو يرجع البرقع على عينه لإنه ما يتحمل يشوفه ولا يقدر يمحي وجوده ولا يقدر يختار حلّ أبسط وأهون إنه يبيعه وهذا عذابه ، ما يقدر يستغني ، ولا يقدر يتقبّله ..
نوّر جواله برسالة من أمه " تعال الحين " وهالكلمتين منها كانت كفيلة تبيّن له إنها حتى هي ما تقدر على غضب أبوه وزعله لإن حاكم يغضب ويعصّب بشكل محد يقدر يستوعبه وقت يتخلّف ذياب عنه بمجلس أو صلاة وذياب نفسه ما يحبّ يتخلف عنه أو يبقى بعيد مهما كان حجم الغضب وعدم التفاهم يلي بينهم يهمه يبقى بجنبه لكنّه حالياً يحس إن هو ما يقدر يتحمّل نفسه كيف بيقدر يمسك غضبه وما يشدّ مع أبوه على أبسط شيء..
سكر جواله وهو يدري إن نصّار عنده إجتماعات هاليومين لهالسبب مو جالس يلتقي معاه ويضغطه هالشيء أكثر ، ترك صقره بمكانه وهو يناظر للراعي : برجع
هز الراعي راسه بتمام وهو يدخل لخيمته ، وتوجه ذيّاب لسيارته ياخذ نفس من أعماقه يرجع دربه للرياض وتنهّد من كان بيتهم مليان كالعادة وعندهم أهلهم ..
دق الباب وهو ينادي : درب يا بنـت
جات شدن تركض يمّه تناظره لثواني : تعال مافي أحد
هز راسه بالنفي وهو يسمع أصوات البنات وما يوثق بحكي شَدن مهما يكون لأنها بتصادفه بأحد وإبتسمت بهمس : تعرف إنها عندنا ؟
طلعت ملاذ من خلفها وهي تناظر شدن : مين عندنا ؟
إبتسمت وهي تناظر ذيّاب يلي يحاول ما يعصب ، وتوجهت للداخل تركض وتنهّدت ملاذ : إدخل مشى أبوك
ما كان منه رد إنما قبّل رأسها يصعد لغرفته مباشرة ، ما وده يتبعه وما وده يلحقه لكن وصلته رسالة من نهيّان من جديد " إعجل الرجال كلهم موجودين " وسحب منشفته يدخل يتحمم لكن داخله كلّه يغلي من طغت هي بتفكيره وعضّ شفايفه كيف يفكّ نفسه من الطاري يلي ما يحسسه غير بلهيب شعور وقلّ حيلته والأهمّ ، ما يحسسه إلا بمقدار سوئه يلي ما يحبّه وما تعوده ..
_


بارت : 195

-

طلع وهو ياخذ نفس من أعماقه ، يدوّر بين ثيابه ويختار وهو يحترق ما وده يقرب من مكان هي موجودة فيه وهي ماهي حلاله ، ماهي له بشكل يتركه يرتاح وما يشيل هم شوفها ، ما يشيل هم نفسه التوّاقة لشوفها بكل ثانية وكل لحظة وإنها ترمي كل الحدود والقيود إن صارت هي يمّه وتذكّر حكي شدن له عنها لكن رماه من داخله مباشرة هو بيروح يوقف جنب أبوه ، ياخذ فترة راحة من ضغوط عقله ثم يرجع ويبتعد من جديد ومستحيل يحصل له شوفها بهاليوم لأن الرجال كثار هي بتكون بمكان بعيد عنهم هذا أكيد ، ولأنه ما بيطلع من المجلس ولا بيبعد عن أبوه وأخذ نفس من أعماقه وهو يبدل ، يلبس ثوبه ويتأمل برسائل جواله يلي تخصّ الشغل لكنه يحاول ما يكون تركيزه كله عليها ..
لف أنظاره لملاذ يلي دخلت معاها مبخرة بيديها وإبتسمت له تبيّن كيف يحبه أبوه : تعرف إنه ما يصبرّ عنك بالبيت كيف بمجالس الرجال ، لا تتأخر عليه
هز راسه بزين وهو يقبّل راسها ، وتذكّر الرسمة وهو يناظرها : الرسمة ؟
إبتسمت لثواني : حافظ عليها لين تقرر تتزوّج وتوريها زوجتك ، تقول لها هلكت قلب أمّي فيها كيف قلبك ؟
رفع حواجبه لثواني ، وضحكت وهي تسمع صوت ورد تناديها من الخارج : تعال يمّنا قبل تمشي ..
عدل نفسه وشماغه وهو ياخذ نفس ، ولمح رسائل من بن مساعد وهو يطلع من غرفته يسكّر الباب خلفه ولا زالت أنظاره على جواله يشوف الرسائل ويقرأها ..
هزت ورد راسها بإيه وهي تجلس على طرف الكنبة وتضم يديها حول شدن يلي بجنبها : ذياب تعرف الرجال يلي هناك من يكونون ؟
هز راسه بالنفي ، وإبتسمت ملاذ : ما ودك تعرفهم ؟
رد على جواله من كان إتصال من سكرتيره وهو يأشّر لأمه بمعنى دقائق ورفع حواجبه : لا أحد يدخل مكتبي ..
رفعت ورد أنظارها لأخوها من فصلت ملامحه بغضب وهو يرجع لغرفته وسمعت نطقه الشديد بـ " لا يحدّني أجي الوزارة الحين ! لا يدخل المكتب سمعتني ؟ "
وحسّت ملاذ بالسوء من ملامحه وإنه رد بهالحدة ورفعت ورد أنظارها لإمها : بسم الله علينا من هالغضب
هزت ملاذ راسها بإيه ، وإبتسمت ورد تغيّر الموضوع : تقولين لي جيران لندن هم ضيوف عمي تركي اليوم ؟ أتوقع كلهم عيال ما عندهم بنات صح ؟
هزت ملاذ راسها بإيه بتذكّر : أذكر المهندس منهم أنا أكثر شيء، أكبر واحد وأتوقع إلا عندها بنت بعد وباقي عيال
رفعت ورد حواجبها لثواني : أي واحد المهندس ؟
رفعت أكتافها بعدم معرفة وهي تجلس : الكبير ، إسمه إن ما خاب ظنيّ ناصر وتصدّقين وقت قال لي أبوك جيران لندن جايين قلتله شكلهم جايين يخطبون قصيد وإلا ليش يجون الرياض مالهم أحد
ناظرتها ورد لثواني بإستغراب ، وتذكّرت : صح هم كويتيين !
_


بارت : 196

-

إبتسمت ملاذ لثواني وهي تناظر ورد وما إنتبهت لخروج ذيّاب لكنّها غرقت بخيالها لو فعلاً تحقق الموضوع : هي بدون شيء كل حُبّها الكويت وأهل الكويت وهذا جارهم أيام لندن ودمّه من الكويت جامع الديّار يلي تحبها كلها !
ناظرتهم شدن لثواني : بيبوس يدّها ؟ عشان الجرح ؟
ضحكت ورد وهي تهز راسها بالنفي : لو تزوّجها إيوا
لفّت شدن أنظارها لذياب يلي ما كان مستوعب الموضوع ولا يفهم منهم شيء لحد ما نطقت شدن " يبوس يدّها " وعرف إن المقصد كلّه عنها مثل ما عرف قبل دقائق لما شَدن قالت له " تعرف إنها عندنا " كانت تقصدها وعرف كذبها مباشرة لأن لو كانت فعلاً موجودة هو بيعرف ، ويدري ويحسّ ولا يدري كيف لكن بيعرف ..
ناظرت ملاذ ذياب يلي سكر باب غرفته ونزل للأسفل مباشرة وهي توقف خلفه لكنّها ما لمحته هو نزل لسيارته مباشرة ولا تدري وش فيه : ذياب !
شهقت وسن وهي تطلع للأعلى : عمتي ذياب يكلم من ؟
رفعت ملاذ أكتافها بعدم معرفة ، وناظرتها ورد : وش قال
دخلت شدن تحت ذراع أمها المرعوبة : أول مرة أسمعه كذا ! يصرّخ على أحد ويتوعّد بس مو عارفة مين
أخذت ملاذ جوالها مباشرة وهي تتصل على حاكم وناظرت ورد : قال شيء عن المكتب هو صح ؟
هزت ورد راسها بإيه ، وشهقت ملاذ من صوت سيارته تتصل على أبوه : أستودعتك الله يا أمي الله يصلحك !
_
« بيـت تركـي »
وقفت أمام الشباك وهي تتأمّل مجيء الرجال وما تدري ليه بكل ثوب تلمحه بالشارع يدقّ قلبها بشكل مستحيل لأنها ما تحس بشعور عادي اليوم ،تحسّ بمشاعر من كثرها هي تتوتّر منها وما بقى محلّ بجسدها إلا وتحسّ بنبضه الشديد من توترها بداية من باطن يدها ، لظهرها ، ونهايًة لعرق عُنقها يلي ما وقّف نبضه ولا خفّ بروزه لو ثانية ، مجيء آل سليمان كان كثير عليها بشكل حبس كل أنفاسها من سياراتهم يلي ملت الحيّ بدقيقة وحدة ، نزول عمّها حاكم ووقوفه أجبرها ترجع خطوة للخلف وكان بجنبه نهيّان ، وقف فيها كل نفس من شخص آخر وقف بجنبهم لأنها كانت تتوقعه بجنبهم لكن سكنت ملامحها لأن بدون ما تشوف ملامحه هي تعرف هيئته ومن بدّهم كلهم ، عرفت إنه ماهو موجود ..
وقفت سلاف بالصالة وهي تشوف بنتها تتأمل مجيء الرجال وحسّت من وقوفها إن فيها شيء ما عرفت تتكلم هي حتى فُستانها يلي إختارته لها أمها بدّلته لآخر وإختارت آخر هادي باللون الأبيض ، أكمامه طويلة ويوصل لتحت ركبتها بشوي ولا فيه أي تفصيل غير إنه مفتوح من وسط ظهرها بشكل بسيط ويرجع يُغلق بزرّ عند عنقها يحاوطه ، إبتسمت وهي تحصّنها تلقائياً وطلع عذبي يركض من الأسفل يرفع ثوبه لكن وقفت خطاه من تأمل أمه لقصيد يلي بدورها تتأمل الشباك والـ
_



بارت : 197

-

والرجال بالأسفل ووقف هو بالمثل وإبتسم من لفّت لناحيتهم وتوها تستوعبهم بشكل ورّد ملامحها وعبّر مباشرة : الله يدخّلك الجنة يا أمي على هالبنت
ضحكت سلاف وهي تناظره : إنت كنت تبي شيء قول ، وإلا ضاعت علومك ؟
إبتسم وهو يرفع إيده لشماغه يعدله : ضاعت والله الحمدلله إنها أختي ، يقولك أبوي ربع ساعة وتعالي له
إبتسمت قصيد بهمس : لازم يجي يمّك يعني ؟
هزت سلاف راسها بإيه : لازم يجي ، يتطمّن ويطمّني
عدلت قصيد نفسها من توجّهت أمها للداخل ، وطلعوا تركي وفهد من الدرج لكن وقفت خطاهم بالمثل ورجع فهد ينزل لثواني بسيطة لكنه رجع طلع : ماشاءالله
ضحكت وهي تناظره لثواني بشبه زعل ، وإبتسم تركي وهو يرجع إيد خلف ظهره ، ومدّ لها إيده الأخرى بشبه إنحناء : تحبين حركات الأميرات ؟
إبتسمت وهي تنحني تحيّيه ، ومدت له إيدها وغطى عذبي عينه من الغيرة من دوّرها تركي وضحكت هي تدخل تحت ذراعه من قرّبها منه : حتى لو إنه أخوك تحرق الغيرة ! تركي كيف تعرف
ضحك تركي لأنها إبتسمت من قلبها : ما أعرف ، هي تجبرني أسويّ وأحاول حتى يلي ما أعرف له !
إبتسمت من فهد يلي تنهّد ينطق : لنا الله حنّا
-
« بالمجـلس »
وقف تركي قدام الباب وهو يبتسم ، يصافح الرجال يلي يسلّمون عليه وخلفه أخوه وعيال عمامه لأنها مثل ماهي زيارة من جيرانه أهل لندن هي زيارة من آل سليمان وطلبها متعب أبوحاكم بالخصوص إنه يبي يزور المحامي وكل أهله وما كان من تركي غير يشرّع كل أبواب بيته إستقبالاً لهم وكان آخرهم دخولاً حاكم ، ونهيّان يلي إبتسم له تركي : حيّ لاعبنا هلكتهم يابوك !
ضحك نهيّان وهو يقبّل راسه : منّك نتعلم ياعمي
ضحك تركي يهز راسه بالنفي : إنت تعلمنا الله يحفظك ، بس الله الله فينا ترى كلنا نشّجعك
إبتسم نهيّان وهو يدخل ، وناظر حاكم تركي : عينك تقول القضّية صارت بجيبك ؟
ضحك وهو يهز راسه بإيه : إنت تدري بها من زمان بجيبي لكن عطيتهم وقت ، ووقت وصلوا لبيتي كتبوا نهايتهم قدامي ما نعطي الصغّار من وقتنا شيء
ضحك حاكم وهو يشدّ على كتفه : الله يعزّك ياخوك
دخل حاكم يجلس بمكانه بجنب نهيان ، وقام من قام المجلس من جديد يسلّمون على أهل الكويت جيران لندن يلي توّ يوصلون وإبتسم من حرارة السلام بينهم وبين تركي وعذبي ولده ويلي وضّح لحاكم عمق العلاقة بينهم ، رد على جواله وهو يطلع من المجلس وتكلمت ملاذ : عند الرجال ؟
ما جاوب لكن كان منه السؤال : ذياب به شيء ؟
ما أنكرت ، وتغيّرت ملامح حاكم مباشرة لأن إحساسه صاب وإتصالها لجل ذياب : وينه !
_



بارت : 198

-

طلع نهيّان يدور أبوه ، وسكّر وهو يتمتم بالإستغفار ويطلع لسيارته مباشرة لكنّه رد خطى نهيّان : إجلس !
-
« عنـد ذيّـاب »
حُرقت كل أعصابه من إتصل عليه السكرتير يبلّغه إن بن مساعد ومجموعة محللين معاه يتناقلون خبر نزول القيد فيه وتوجهوا لمكتبه يدورون مفتاحـه لجل يستلمون أشغاله ، إتصلّ على مساعد آخر له بالوزارة يسمّعهم وعيد الغضب لو مسّ شخص منهم مكتبه أو جرّب يقربه ويقرب الملفات ، نزل من سيارته وهو يسكر الباب ورفع جواله لأذنه من كانت مكالمة من أبوه : جاي
سكنت ملامح حاكم وهو يلمس فيه غضب مجنون وصل لداخله وما قدر يسكن بمكانه نهائياً : جايّ يمك أنا وينك
هز راسه بالنفي وهو يعضّ شفايفه : ما بحرقني لا تخاف دقيقة وجايّ يمك ما بطول بشيء ، لا تطلع من المجلس
ما سمح لأبوه يردّ إنما قفّل من كان بن مساعد أمامه وضحك بسخرية من وجودهم قدّام مكتبه وهو ياخذ المفتاح من السكرتير : تقولون لي نزل ليّ قيد الحين ؟
فتح باب مكتبه يشرّعه لهم وقدام أنظارهم ، ومشى بخطوته قدام بن مساعد وهو يناظرهم كلهم بعد ما رمى المفتاح على طاولة سكرتيره يتحدّى ، يتحدّى ويلمسون فيه غضب لأول مره يطلع قدامهم لأنه دائماً هادي وحتى بالإجتماعات فيه هدوء مريب ما يتحّكم فيه الغضب : الرجال منكم يدخلّه قدام عيني الحين
رمى المفتاح على مساعده وهو يناظرهم ، يسمع همساتهم والسخرية منهم ونطق أحدهم : إن نزل فيك القيد وتوثّق بتضحك على حالك الحين كلّنا عارفينه
ضحك بسخرية وهو يهز راسه بإيه : إن نزل وتوثّق تصير لكم الجراءة تدخلونه لكن الحين تعقبون !
ضحك بن مساعد بسخرية وهو أخذ غايته ، ونزل ذياب بعد ما شاف من نظراتهم إن مستحيل تصير لهم الجراءة يدخلون مكتبه ولا يقرّبونه دام ما توثّق قيده فعلاً ..
-
« بيـت تركـي »
سكنت ملامحه من وصله كلام كثير كان يقرأ نصفه ويترك نصفه وتأكد كلام مساعدينه بالديوان إن ذيّاب بينزل فيه قيد لسوء تصرّفاته لكن ما كان متوقع تكون الحقيقة إنه هدّ حيل شخص بوضح النهّار بشكل علني ، ما تكون الحقيقة إنه غضب بالوزارة يتحدّى أقوى شنب فيهم يدخل مكتبه ، من العدوانية يلي يقرأ عنّها وإن كل الرسائل وصلته من رقم مجهول الهوية وغايته يوصل له أفعال ولده وإنها هي يلي تسببّت له بالقيد ..
لف أنظاره لسيارة ذيّاب يلي دخلت الحيّ وهو يمشي لناحيته من وقّف بعيد نسبياً عن بيت تركي وكانت دقائق لحد ما دخلت سيارة خلفه ، كان بن مساعد نفسه ومباشرة توجه يمسك ذيّاب يلي فصلت أعصابه ينزل له : تبيني أهينك هنا ؟
شدّ حاكم على ذياب وهو يناظر بن مساعد بغضب : تدّل دربك إنت وإلا ما تدلّه ؟
_



بارت : 199

-

رفع إيده بعلامة للصلح وهو يناظر ذيّاب : ما جيت أقول شيء يافريق ، جيت بتفاهم مع ذياب بخصوص قيده
ضحكّ ذياب وهو يناظر أبوه ، وترك حاكم ذياب ما يشّد عليه وهو يناظر بن مساعد بسخرية : بخصوص قيده ؟يعني وش بتوصل له فهّمني ودك تتشمت ؟
هز راسه بالنفي وهو يناظر ذّياب ومتأكد إن حاكم ما عنده خبر عن سبب هوشة ذيّاب بالنهار وإلا كان تصرّف من وقت طويل وقيّد كل طرف يحاول يتكلم بهالشيء : لا طال عمرك بس بشوف هو يسوى إنه يضيّع منصبه ونفسه من الوزارة لجل أشياء عابرة ؟
ناظره ذيّاب لثواني وهو ينتظر منّه يكمّل ، يجرب يتكلم وعدل أكتافه لكن ناظر أبوه بن مساعد بحدّة : إقطع الشرّ وإرجع لبيتك قبل تتغير ملامحك وأنا عمك
إبتسم بن مساعد وهو يناظر ذيّاب لثواني ، ورجّع أنظاره لناحية حاكم : عاد تصدق ياحضرة الفريق وقت نتكّلم ونقول ذيّاب ما يعرف يتفاهم إلا بالقوة ما يجي على بالنا غير من شابه أباه فما ظلم ، جايّك بالهداوة ياعمي وأقولك ترى ما يسوى ولدك يضيّع منصبه و
قاطعه حاكم بغضب وهو يناظره : ودامك تعرفنا ما نتفاهم إلاّ بالقوة وراك تحط راسك براسنا ؟ وراك تهرج بكل مجلس وتحسبه يخفانا ما يوصلنا ؟
ضحك ذيّاب بسخرية وهو يلف أنظاره للخلف فقط يحاول يخفف من غضبه ، وإبتسم بن مساعد : كنت أحسّب ما يخفاك شيء ياطويل العمر بس الحين عرفت إن كثير أشياء تخفاك ، وتخفى ولدك وإلا من يضيّع منصبه ويتضارب بنصّ الشارع لجل وحـ
ما كان من حاكم ردّ ولا قدر من هز ذياب كل أركان وجه بن مساعد من قّو ضربته يقاطع كل حروفه ، ما إنحنى له إنما شدّ على قبضة يده وهو يناظره بغضب مستحيل وعدل حاكم أكتافه بجنب ولده وهو يناظره لثواني لكن ما كان يتدخّل هو وده يعرف وش الموضوع ، وش الشيء يلي ثوّر ولده هالقد يشعل فيه براكين لها أولّ مالها تالي .
وقف بن مساعد وهو يدفّ ذياب بسخرية : شفت إني على حقّ ! حتى المستشار يدري بك مافيك رجـ
تغيّرت ملامح حاكم مباشرة وهو كان ينتظر بن مساعد يكمّل جملته لجل يهدّ حيله بنفسه ما يتركه لذيّاب لكن ما كانت له الفرصة من مسكه ذيّاب مع ياقته يبتعد عن أبوه يغنّي مواله لحاله ، طلع نهيّان من الداخل لكن سكنت ملامحه من شدّ ذياب على ياقة الشخص يلي أمامه يرجعه لسيارته ، وركض بجنب أبوه
بذهول : عمي تركي والرجال يدورونك
عضّ حاكم شفايفه وهو ما وده يعصّب : إجلس مع أخوك وإن كثرها عليه هالرّمه دق خشمه معاه
ناظر نهيّان أبوه بذهول كيف يقول هالكلام وكيف ما يفرق معاه شيء ، ودخل حاكم وهو يستغفر فقط لأنه يحاول يستوعب أشياء كثير ويحاول ما يتصرّف بتلقائية هو وده يهدّ حيل
_



بارت : 200

-

هو وده يهدّ حيل كل من يقرب ولده بسوء وبنفس الوقت ودّه يفهم الموضوع كله ، ودّه ذياب ياخذ حقّه بنفسه لأن ما يوصّله لهالحال إلا الشديد القوي يلي ما يقدر يسايره ..
-
دفه لناحية سيّارته وهو يحاول يمسك غضبه وأعصابه لكنّه ضرب الباب خلفه من كان بن مساعد بيواجهه ما بيبقى على مكانه بغضب يقطع كل كلامه : رحّ لراعين الهرج يلي تودّهم وقل لهم يلي بلسانه كلمة عن ذيّاب وأفعاله يجي ويرميها قدامه فهمتني ؟
ضحك بن مساعد وهو يعضّ شفايفه ، ويوجه أنظاره لذيّاب نفسه بسخرية : إنت تنحرق بشكل لو تمطر الرياضّ يومين ما تهدي نيرانك الله يخلف عليك
إبتسم ذيّاب بسخرية وهو يهز راسه بإيه : إنتبه لا أحرقك
ضحك وهو يهز راسه بالنفي : تحرق نفسك ياذيّاب لكن ما تشوف ، تحرق نفسك وشفت هالليّ بوجهي الحين ؟ ما أكون سامي إن ما رجّعتها أضعاف لكن صبرك عليّ
ضحك ذياب بسخرية وهو يهز راسه بإيه : تعال ، وهات جماعتك معك لجل أبكيّك قدامهم
ما سمح له يكمّل كلامه إنما أعطاه ظهره يشد قبضته من جاء نهيّان المذهول جنبه : وش تسوي !
عدل أكتافه وهو يلف أنظاره لبن مساعد يلي ركب سيّارته وحرّك ورجع أنظاره لبيت تركي يحاول يخففّ غضبه : ما أسوي شيء ياخوك
ناظره نهيّان بذهول لأن لو أبوه يشوف الوضع عادي والأكيد إن ذيّاب مو بعيد عنه : متأكد بتدخل ؟
هز راسه بإيه وهو يعدل نفسه ولا ودّه يفكر بشيء ، يعدّل نفسه وما يدري إنه رجّف كل كونها من شهدت الموقف من أوله لآخره ، من أولّ نزوله من السيارة ووقت فزّ له أبوه يمسكه ، من عظمة المنظر يلي وقّفت دقائق وقتها من عدّل عمها نفسه وأكتافه بجنب ولده وعرفت هي إن الحقّ معاه ، وقت عَصف بثانية هي كتمت شهقتها بداخلها خوفاً من قُرب أمها وجارتهم منها بالمجلس وما ودها يسمعونها ، وقت جاء نهيّان يمه هي ذاب فيها كل شعورها من وقف هو جنب أخوه يعدّل أكتافه ولمحت نظراته العابرة لقبضة يدّه يلي تجزم إنها بتدمّي من كثر إحمرارها حتى وهي ما تشوف هالشيء ووقف فيها النفس من نظراته العابرة تجاه بيتهم ورجعت خطوتها عن الشبّاك يمكن يشوفها رغم إستحالة هالشيء لكن ممكن يوصله لهيب داخلها يدّله على مكانها ولا تعرف كيف الطريقة لكنّها رجعت ، تبعد نفسها عن الشباك وتهدّي من شعور الذهول الغير عادي بداخلها ..
_
شدّ حاكم على سبحة يده وهو يعدل نظراته بهدوء ، بثبات مُريب تجاه الباب يلي دخل منّه ولده يرمي السلام وهو يعرف إن موضوع بن مساعد وقت قاطع كلامه ذيّاب كان يخص شيء لّه ، شيء يحتفظ فيه ذيّاب لنفسه وما قاطع كلمته خوفاً منه إنمّا قاطعه لأن الشيءّ يلي يحتفظ فيه أغلى من إن ينطقه لسان سامي ،
_



بارت : 201

-

جلس بجنب أبوه بعد ما سلّم ولقى الترحيب يلي يليق بمكانه ووزنه ولمس جدّه متعب شيء غريب فيه لكن ما عرف يوصفه من تواريه ، كان يبيّن إنه بخير وإنه مستقرّ ويلي يشوفه يقول هالشيءّ لكن ما خفت على جده حدة نظرته وقت دخل . شدّ على قبضته وهو يتعدل ويسمع حواراتهم لكنّ ماله فيها ولا ودّه يتكلم ، ناظر تركي بن عذبي لثواني لكن هالمرّة ما كان إحتراقه عليه هو كان إحتراقه على الأشخاص الجُدد بالمجلس وشخصّ منهم كانت نظراته عليه من أوّل دخوله ما فاتته وللآن يحسّ بنظراته عليه لكن الغريب إن كلّ ما رفع ذيّاب عينه يشتت هالشخص نظرته لإتجاه بعيد ويكمّل حواره مع عذبي ولد تركي ..
مال كلامهم للكويت ، لَندن وسكن داخله بإستيعاب لكل كلمة لفظتها أمه " هي بدون شيءّ كل حبها الكويت وأهل الكويت وهذا جارهم أيام لندن … " ، " جامع الديّار يلي تحبها " .. نُطق شدن وتساؤلها لو كان بيقبّل يدها ، والرّد من ورد " لو تزوّجها " وسكنت ملامحه من إستوعبّ إن الشخص يلي ما إرتاح له داخله الحين هو نفس الشخص يلي يناظره من أوّل ، نفس الشخص يلي ضحك الحين يوجّه حواره لعمّه تركي : ما تسوى لندن بدونكم ياعميّ إنتم نورها ، أبوي يقول ردينا لندن قلتله لا نبي الرياض حنّا مشتاقين بالحيل
مد حاكم سبحته يتركها بباطن يدّ ذياب وهو يحس بولده يحترق بشكل يعجز يفهمه وسكنت ملامحه من نظراته يلي لو يطلع منها فعل حرقت المجلس ومن خضّعها لباطن يدّه يشد على سبحة أبوه لكن ما كان له قرار بالمجلس ولا كان لقلبه داخل صدره قَرار ، ما قدر يجلس وبالفعل وقف يطلع وسكنت ملامح حاكم لأنه يبي يتبعه لكن ما يقدر يقوم خلفه وقتها بيشكّ تركي إن فيه شيء ما بيخفى عليه ..
وقف بمكانه وهو يحاول يثبّت نفسه وأعصابه من الغضب لكن مؤلمة كميّة الضغط يلي يحسّها هو من كلّ النواحي يبيّ يترك الدنيا كلها ويبتعد وبنفس الوقت مو قادر وهم حولها ، يمّها ويلعب فيه الظنّ يمين ويسار ممكن هو داخل لمكان هيّ بتروح من يديه فيه وهو يتأمل من ضمن الشهّود وضاعت به ظنونه تهلكه ، ترهقه تسرقّ منه حتى نظرته وحيله هو ودّه يصرخ بكل الصوت إنه يبيها لكنّ ما وده يعرف أحد إنها سرّه الأثمن ويدري بشيء أكيد هو ما بيهدأ إلا بحالين ، إمّا يحصل له شوفها وإمّا يرتبط إسمها بإسمه تعرف الدنيّا كلها إنها له .
حسّ باليد يلي إمتدّت على كتفه تلمسّ منه لهيب الغضب الشديد ولفّ لناحية أبوه الشبّه غاضب يأنبّه : ما تعرف تداريّ هالغضب بداخلك ! ما تعرف تكتمه كأنكّ ما تكتم كل شيء غيره ! بن مساعد وذلف الله لا يردّه وش معصّبك غيره !
عضّ شفايفه وهو يمسك غضبه وضحك بسخرية لثواني : ..




بارت : 202

-

: الحين صار ودّك بكتماني ؟ ودك أكتم ؟
عضّ حاكم شفايفه وهو يدري إن بقلبه غاية وشيء وده يوصله لكن ما ودّه يقوله ومسك غضبه غصباً عنه ما وده يتجادلون هنا ، ناظر ذيّاب يلي عاجز يقرّ بأرضه ومكانه بتفحّص لثواني لكن عجز يعرف وش بداخله ووش بقلبه : تكلّم وش معصّبك غيره ! وش جايّك شيء ما أعرفه أنا ووش عنده بن مساعد عليك !
هز راسه بالنفيّ ، وقبل يتكلّم ذياب تغيّرت نبرة حاكم بشبه غضب : تحرق نفسك إنت مو جالس تشوفك يابوك ! الوزارة تروحها تفتح المكتب قدّامهم إيه تسلم يمينك تثّبت حقك لكن لا تسوّي الأكثر تبي صيت الشّر إنت ؟ وش إستفّدت منه كلٍ يحوّر الموضوع بكيفه تترك الورع بن مساعد يقولك المستشار ما يشوف فيك رجولة ! فهّمني إنت وش تسوي يابوك وش تسويّ !
عضّ ذياب شفايفه وهو يشد على قبضة يدّه : ما أسويّ شيء غير إني آخذ حقيّ غصب عن من يكون ! وصلك هرج الوزارة ووصلك هرج الديوان تبيّ تأكد عليه ؟ تبي تقول عنّه شيء تبي تنقدني معاهم إنقدني ما بقول لك شيء
عضّ حاكم شفايفه وهو يمسك غضبه لأن ذيّاب جالس ينفجر ومو حاسّ بنفسه بشكل مستحيل : لا رجعنا البيت نتفاهم
ضحك بسخرية وهو لمح بنظرة أبوه شيء غريب ما عرف يفسّره : تأكدّت من هرجهم إنت ووصلك كل شيء ليه واقف معي الحين ؟ ما تبي تأكد هرجهم ؟ ما تبيّ تثبت كلامهم وتقول حقّك وجاك ياذياب تستاهله وتستاهل كل كلمة تنقال منّهم عنك ؟ إنت من وقت طويل شايفني مو رجّال أكّد هالهرج معاهم لا تبقيّه فيك
ما ردّ حاكم ، وضحك ذيّاب يناظر أبوه بيأس وقلّ رجاء أرعب حاكم كأنه ما عاد يرتجي حتى من أبوه شيء وهز راسه بالنفي بغضب من رعب الشعور إن ولده وصل لمرحلة رمّد فيها داخله ، أو صابه اليأس من أشياء كثير وعصبّ : لا تناظرني كذا ماني ضدّك أنا ما قلتلك من كلامهم كلمة ! تبي تهدّ حيل من تكلم تبي تحرق تبي تعصّب رح دربك خضر ما تلقاني إلا وراك
إبتعد عن أبوه خطوات بسيطة يدارك فيها نفسه لأنه جالس يرمي أشياء من عصبيته على أبوه ما يستوعبها لكن إحترق جوفه كلّه من طلع ناصر مع عذبي للخارج وإنتبه هو لنظراته يلي جالت على بيتهم ، رمّد داخله وتعبت المقاومة منّه وتعب منه حتى العقل وهو يرجع بخطواته لأبوه ويوجه نظراته له بشكل ما عهده حاكم فيها وسكن فيه كل كونه من شدّ على نبرته ينطق بجملة وحدة " أبي بنت الشاعـر " وما إستوعب حاكم لثواني طويلة من تربّطت المواضيع بعقله وقبل ينطق بكلمة شدّ ذياب على أسنانه يبيّن إنه ما يبي جدال وطقّ بعقله من أشّر عذبي على أحد شبابيك البيت ومن ضحك ناصرّ وهز حاكم راسه بالنفي برفض سريع : لا
ضحك ذيّاب وهو يناظر أبوه لثواني : …
_



بارت : 203

-

ضحك ذيّاب وهو يناظر أبوه لثواني : إمّا تقولها إنت وإمّا دخلت المجلس بنفسي قلتها !
شدّ حاكم على ذراع ذيّاب وهو يناظره لثواني يحاول يستوعب وش الجنون يلي حصل من ولده ووش الإنفعال يلي بداخله وسكنت ملامحه من عرف جدّيته لكنّه يحتاج يفكر ، يحتاج يستوعب لكن هو ما يدري يستوعب حُرقة ولدّه أول أو يستوعب إنّ من أسباب حرقته هي بنت الشاعر يلي لو إضطرّ حتى بيجبره عليها " دخلت المجلس بنفسي قلتها "لكن هو تفكيره الآن من متى ، ووش الوضع يلي بينهم لدرجة بزحمة أفكاره وغضبه وسوء أيّامه وعثراته بالشغل هي من أولى أولوياته يطلبها منّه الآن وهذا خوف حاكم ، هذا رعبه يكون قلب ولده من وقت طويل ماهو معاه لكن هو ما يدري وسكنت ملامحه من لمح الإصرار والغضب بنظرة ولده ما بتهدأ وشدّ ذياب على أسنانه يبيّن غضبه أكثر وما سأل حاكم من ذهوله وصدمته من إصراره وإن رأيها ما بيختلف يبيها ، ولا يبي غيرها ومو بأيّ وقت يبيها ، هو يبيها الآن والحين وما بيصبر الثانية على غضبه يلي أرعب أبوه يجبره ما يغضب عليه بالمثل لأن وقتها بتشبّ بينهم ..
_
« بـالأعـلى »
جلست بجنب أمها ، تسمع حواراتهم لكنّها ما توعي شيء هي ودّها تقضي يومها بأكمله حول الشباك ممكن تلمحه أكثر ، تشوفه أكثر حتى لو تعب حيلها من كثر تأملها ، حتى لو طغى لهيبها على ملامحها وصار مكشوف للكلّ هي ما ودها تفارق مكان ممكن تلمحه منّه وبنفس الوقت يعذّبها هالشعور ورجوع الوهم لداخلها إن كل الأمور عابرة هي تبني أوهام ما تمتّ للواقع بصلة ، يرهقها هالشعور وهي حاولت تردّ خطاها عن هالتأمل وعن مشاعرها ألف مرّة لكن الحاصل إنها بكلّ مرة تدّور حجة تطلع فيها من مجلسهم وتتوجه للشباّك علّ وعسى تلمحه وإن كان من بنات عمامها سؤال لها وش غايتها من الشُباك اليوم تجاوب بأشياء عشوائية حتى هي ما تعرفها لكنّها تعزّي وقوفها إنها كانت عابرة من جنبه وبطريقها للمجلس ما وقفت عنده لجل غاية فيه ..
ناظرتها سلاف لثواني بسيطة وإنتبهت قصيد إن شرودها غيّبهم عن كلامهم وإبتسمت من توّجه لها الحوار : بعد وقت إن شاء الله ما بقول لا ، الحين ما وديّ أروح مكان
ضحكت جارتهم بتعجّب وهي تناظر سلاف : غيّرتي البنت ؟ من متى بنتنا تردّ الكويت ولندن ما تبيها ؟
ضحكت سلاف بخفيف وهي تناظر قصيد يلي توّردت ملامحها : ما تردّها لكن الواضح بقلبها شوق للرياض ما تبي تفارقها
هزت جارتها راسها بإيه وهي تبتسم : خذت قلبها الرياضّ مثل ما خَذت هي قلبي الحين بهالأبيض ! عقبال ما نشوفج عروس يمّه !
_



بارت : 204

-

ما كان منّها كلام لكن إبتسمت وحسّت سلاف إنها تتوتر من هذا النوّع من الأحاديث لهالسبب إبتسمت لها بهمس : روحي شوفي العيال يمكن يحتاجون شيء ..
هزت راسها بزين وهي تسحب جوالها ، وطلعت من المجلس وهي تردّ خطاها عن الشباك وعضّت شفايفها بتمنّي إنها تقدر على نفسها ، وعلى أمرها وهمست تقطع حبل أفكارها وشعورها : يكفّي أوهام ، يكفّي !
كانت تحاول بكلّ قوتها تمنع خطوتها لكنّها توجهت له وهي تشوف عذبي أخوها ، وناصر ولد جارهم وسكن كلّ كونها من لمحته هو وأبوه ولمست فيه شديد الغضبّ يلي ما تقدر توصفه ورجعت خطوة عن الشبّاك من لمحت نظرات ناصر تجاه البيت وكيف رجع ذيّاب بنفسه تجاه أبوه ، وقف كلّ كونها من التوتر يلي حسّته وهي ترجع لغرفتها مباشرة تهدّي لهيب شعورها لكنّها رجفت تقفّل الباب خلفها مرتين مو مرّة وحدة بس وسكرت كل ستائر غرفتها ما تبي تشوف شيء ولا تبي تلمح شيء ..
عضّت شفايفها من الشعور المستحيل يلي تحسّه وهي تحاول تهديّ من نفسها شوي مو معقول وجوده على بُعد كم خطوة يهزها لهالقد ، مو طبيعي الشعور المستقّر بوسط صدرها ما يهدأ ولا حتى له أساس يثبّتها بتفكير واحد هي تنهشها الأفكار مع كلّ جنب يمكن وهم ، يمكن طرف حقيقة ، يمكن ولا شيءّ بالأساس ..
_
« بالمجـلس »
جلس بمكانه وهو يرجع جسده للخلف وشدّ حاكم على سبحته يلي رجّعها ذياب لباطن يدّه وهو يجلس بجنب ولده ، يناظر أبوه متعب وباقي عمامه بعينه لأنه ما بيقدر يشرح لهم الوضع وبنفس الوقت ما يقدر يقول لا لوقت ثاني ويجرّب إنه يثوّر ذيّاب وسط المجلس ما يقدر يخاطر بهالشيء لكنّ بنفس الوقت ما تطيعه كلماته تطلع منّه رغم إنه يدري حتى لو توّجه لأبوه وعمامه بيطلبونه هو يتكلّم وهو يطلب لأنه خليفة نهيّان ، ولأنه هو أدرى بولده ولهالسبب عدلّ أكتافه بهدوء لكن إستوعب إن بداخل ولده حرقة غيرة لا نهائية من أهل لندن ولهالسبب هو عجّل بالموضوع وأصرّ عليه ولهالسبب ما بيحرقه حاكم بإنتظار أكثر ، تنحنح وهو يشدّ على سبحة يدّه ويوجه حواره لآل نائل عامّة ، ولتركي خاصة : نعرفكم نعم الصيت والنسب يا آل نائل وإنتم تعرفونّا ، تعرفني ياتركي
هز تركي راسه بإيه وهو يحسّ إن للحوار منحنى آخر ومن تعالت الأصوات من أهله بالرد على ثناء حاكم : راعين الأصلّ وأهل الكرم والرجولة ياحاكم
هز راسه بإيه وهو يبتسم بهدوء ، بهدوء واثق أثلج صدر ذيّاب منه ولا يدري ليه : جايينك نطلب القرب يابوعذبي إن وافقت ، بنت العزّ تنطلب بجموع الرجّال وجينا آل سليمان جماعة لجل بنتك نطلبها على سنّة الله ورسوله لولديّ ذياب ولنا الشّرف إن وافقت تصير البنت ، بنتنا ..
_




بارت : 205

-

ما كان من تركيّ المصدومّ إلا الإبتسام يتدارك صدمته لأن حاكم ما قد لمّح له عن هالشيء والآن يعلنه بهالطريقة المُهيبة ، عدّل أكتافه وردّ يناظر آل سليمان ثم حاكم بنفسه : لنّا الشرف ياحاكم نعم الرجل ذيّاب ونعم الأصل والصيت وإن كانها كلمتي إنتّ تدري بها لكن الرأي الأوّل والأخير لبنتي ماهو ليّ ، نشاورها والله يكتب الخير ما نلقى مثل الذيّب ..
تعدّل متعب وهو يناظر تركي وإبتسم بهدوء : خير البرّ عاجله ياتركي وراء ما تشاور البنت الحين وتبلّغنا ردها ؟
قام تركي وضجّ داخل ذيّاب كله من كلام الرجال وهو يناظر آل سليمان يلي رغم عدم معرفتهم ما وضحت عليهم الصدمة إنّما كانت نظرة أبوه التوضيحية لجّده كافية إنها تبيّن لهم كلهم بإنه راح يطلب شيء عظيم وعليهم إنهم يوافقونه ويبينون إنّهم معاه فقط وبالفعل كانت ملامحهم مسُتهلّة ، مستبشرة والأهم والمهم غير مصدومة مثل ما كانت ثقة أبوه وهو يطلب كإنه جايّ لجل هالطلب ما كأنه مُجبر عليه وتوّ يدري به حتى هو ..
شدّ على باطن إيده بهدوء وهو يشوف الإبتسامات بالمجلس ، الضحكات والإستهلال بهالطلب ولف حاكم نظراته لولده لثواني بسيطة وهو يرجّعها لباقي رجال المجلس من طلع سلطان ، وطلع خالد ، وطلع تركي وعذبي وحتى تميم وعيالهم للخارج وناظر ذيّاب بهدوء : عرفت وش طلبت ؟ شفّ كم رجال قام لجلها ..
شدّ على فكّه وهو يناظر أبوه بهدوء ، ورجع حاكم أنظاره للأمام وهو يشد على سبحته وجلس نهيّان بجنب ذيّاب وهو يخفي ذهوله وصدمته بهمس : تقول ما تسوي شيء ؟ إذا هذا كله ما تسوي شيء لو تسويّ وش بيصير
إبتسم بهدوء وهو يرجع ظهره للخلف وما يتصّور شخص بالمجلس تبدّل داخله من لهيب الجمر لثلج يطفيّ كل ناره لمجرد إن أبوه نطق يطلبها له وإنه ما ردّ لسانه والحين باقي ردّها هي ، باقي ردّها يلي ما يضمنه لكنّه خطى خطوته وهذا المهمّ عنده وباقي الأمور تباعاً ..
_
« بالأعـلى »
شدت سلاف على جلالها وهي تطلع من المجلس من أصواتهم يلي وصلتها بالدرج ومن كان تركي يناديها " أم عذبي " وما يناديها سلاف أو شيء آخر وتعرف جديّة الوضع وقت يناديها بهالشكل ، سكنت ملامحها لثواني وهي تشوف تركي ، وولدها عذبي ، وعذبي الكبير وعياله فهد وتركي ، تميم وقبلهم كلهم أبوها خالد ، وأبو تركي سلطان يلي يصيرون جدّانها وسكنت ملامحها بعدم إرتياح لأن مستحيل يطلعون كلهم على شيء عادي وما تدري ليه حسّت بشعور مُريب : صار شيء !
هز تركي راسه بالنفي وهو يمشي بخُطاه لها ودّورت عيونه قصيد بالأنحاء لكنّه ما شافها : تعالي
سكنت ملامحها من توجه لغرفتهم وهو يسكر الباب خلفه ، ونزلت اللثام عن وجهها وهي تناظره
_



بارت : 206

-

من صابه السكوت يناظرها كأنه ينتظرها تفهم من نظراته وش صار بالمجلس وناظرته لثواني : وش صار تركي !
أخذ نفس بخفيف وهو يناظرها ومد إيده لأكتافها ، لوجهها لحدّ ما قدر يجمع حروفه : حاكم طلب قصيد منـ
شهقت قبل يكمّل وهي تغطي ملامحها : لذيّاب ؟
هز راسه بإيه ، وإبتسمت سلاف بذهول من مرّت عليها طفولة قصيد وكل موقف مع ذيّاب بطفولتهم وما قدرت تتكّلم بكلمة وهي تشوف إن تركيّ رق قلبه مثلها ويمكن أكثر لأنه جلس على السرير وتدري إنّ كل داخله تغيّر من رفع إيديه لوجهه لثواني بسيطة ثم رفع أنظاره لها ، إبتسمت بخفيف وهي تجلس بجنبه من نزّل شماغه لأنه يحس بحرّ غير معقول وهمس لها : توقّعت يجي يوم وتنخطب مني بس بهالشكل الكثير ؟ ما توقّعت يا سلاف
جلست بجنبه وهي تمرر إيدها على كتفه من ضحك يغطيّ وجهه وإحمراره وعرفت إنه يمرّ بشعور وفصول أثقل منّه مثل ماهي مرّت عليها كل طفولة بنتها وذيّاب مرّت على تركي كل لحظة بحياتها وحياته ، كل خطوة خطتها بنته ويمكن كل ضحكة ضحكتها وإبتسمت بهمس وهي تمرر إيدها على راسه ، نهاية عنقه وصولاً لكتفه تشدّه : ما قلت بتعطيها للرجّال يلي يوقفون الرجال من بعده بعينك ؟ جاء على مقاس رغبتك وما ظنّي بعد الذيب أحد ياتركي
هز راسه بإيه لكن بداخله تخوّف ، تخوّف مو عادي وهو يلف أنظاره لسلاف بهمس : أخاف توافق لجلي ، لجل إنه ولد حاكم وتفكّر بطبعها الحنون إن ما ودها ترفض لي طلب وتقول تمّ ووافقت وهي خاطرها ما ودّه يوافق
هزت راسها بالنفي وهي تناظره لثواني : عطها الخَيار وهي بتعرف الصّح والأصحّ لها تدري بنا إن قالت إي حنّا معاها ، وإن قالت لا قرارها وحياتها ما نجبرها على شيء
عضّ شفايفه لثواني وهو يناظر سلاف ، وشدّت على كتفه وهي تمد إيدها لشماغه يلي بجنبه ووقفت : تعال
-
جلست على طرف سريرها وهي تحاول تهدّي من نفسها ، فوضى الشعور المستحيلة يلي تحسّها ولا تدري وش أسبابها تحاول تقنع نفسها بقولها إنه بعيد لكنّها تنهار لإنه بمجلس أبوها وحتى إن حاولت تميّل تفكيرها لإنه ماهو حولها هو مشغول بالرجال ومجيئهم لكنّ يختلف فيها حتى نبضها ، عضّت شفايفها وهي تتوجه لزاوية الكُتب بغرفتها تسحب كتاب ممكن يضيع منها شعورها وسط السطور وتغرق بحكاية شخص غيرها وتنسى نفسها ووجوده بقُربها لكنّها عجزت وتعرف إن إختلافها هذا بيفضحها لأن مو عادتها تبتعد عن البنات وتدخل غرفتها تقفّل على نفسها لكنّها ما تقوى الصمود جنبهم ولا تعرف تسوي نفسها طبيعية مع كمّ المشاعر واللهيب يلي تحسّه بداخلها ، بظهرها وبباطن يدّها وضماد معصمها وكلها نقاط لهيب ما تقدر تداريها عن الأنظار وتواريها ..
_



بارت : 207

-

سكنت ملامحها من صوت طرق أبوها على الباب ونداه لها " قصيدي " وهي ما عندها مشكلة تلقى أمها ، والبنات ، وحتى من ما يكون لكن ما تلقى أبوها لأنه يعرف وقت يهزمها شيء ويعرف يشوف وش هزمها من عينها ، عدّلت نفسها لثواني بسيطة وهي تسمع صوت أبوها عذبي بجنبه بالمثل وما عرفت تهدأ ولا تستقّر هي ما بتقدر على شوفهم الإثنين مع بعض نهائياً ..
دقّ تركي الباب للمرة الثانية بإستغراب : قصيـد بابا
تركت الكتاب على جنب وهي تعدل فستانها ، وأخذت نفس ترفع إيدها لجبينها : جاية يا بابا
توجهت لباب غرفتها وهي تفتح قُفله وتهدّي رجفتها وإبتسمت لأنها بمجرد ما فتحت طرف الباب وصلتها نظرة أبوها المتفحّصة يدور فيها أبسط شيء وما عرفت كيف قدرت تخبّي عنه لكنها ممنونة لهالقدرة .
فتحت الباب أكثر وسكنت ملامحها من عذبي يلي بجنبه ، عمّها تميم وأخوانها وجدّانها يلي جالسين بالصالة بالخلف لكن نظراتهم تجاه غرفتها وتغيّرت ملامحها من شافت أمها يلي واقفة بعيد : صار شيء ؟
إبتسم تركي وهو يهز راسه بالنفي ، ودخل مع عذبي لداخل غرفتها وسكنت ملامحها من أشّر لها بالجلوس وجلست على طرف الكنبة فعلاً وجلس بجنبها أبوها ، وإنحنى عذبي يجلس على ركبه أمام الكنبة وجنبها وتّوترت وهي تناظرهم لثواني : وش صار ؟
هز تركي راسه بالنفي وهو يناظرها لثواني طويلة لكنّ عجز يجمع حروفه يتأملها وسكنت ملامحها من مد إيده يفكّ تشابك يديها وياخذ يمينها بباطن يدّه اليسار ومد يمينه يمسكها وإبتسم لكنّها تلمح إختلافه مهما حاول يواريه خطف كلُ نفس بداخلها من رفع إيدها لشفايفه يقبّلها ورجع على نفس وضعيّته يجمع نفسه ، يعدّل أكتافه وتجرأ ينطق : يمكن أولّ مرة تسمعين مني هالكلام ، أول مره أقوله لك لكن لو ماكان يرضيني كان رفضته مثل غيره بدون لا يوصلك العلم لكنّ هالمرة القرار بيدّك ماهو بيدي ، بالمجلس توّ طلبك منيّ عمك حاكم لولده ذيّاب وقلت الرأيّ عندك وأنا معك فيه
ما نطقت كلمة هي إختلف كلّ داخلها من نطق أبوها ورجفت حتى يدّها يلي شد عليها مباشرة وهو يبتسم بحنانّ جمّع دموعها بمحاجرها يكمّل لها : لأني أرضى دينه ، وأصله ، وخُلقه ونسبه ورجولته أنا جيت أحطّ القرار بين يدينك تبينه وإلا قلت لا مثل غيره ولا ياخذك الظنّ لجلي بتوافقين ، ولجل إنه ولد حاكم وما ودّك تغيرين شيءٍ علينا ما بيتغير علينا شيءّ وإنتِ تدرين أهمّ ماعليّ خاطرك ، ورضاك إنتِ ما أهتم لغيره
رجف داخلها من إستوعبت جدّية الموقف ورفعت نظراتها لأبوها يلي رقّت منه حتى نظراته وهي تشكّ إنه يسمع صوت قلبها يلي لو بيّده يطلع من وسط صدرها ما بقى وهزت راسها بالنفي بهمس : ..
_


بارت : 208

-

: لا تحط القرار بيديّ ..
هز راسه بالنفي وهو يناظرها لثواني طويلة ويدري بكثرة الموقف ورعُبها منّه وما عاد صار يقدر يتكلّم هو ينتظر عذبي ينقذه لكن عذبي مثله مو قادر يجمّع حروفه على بعض هو يتأملها وبس ، هز راسه بالنفي من أكلّها الخجل يلمع بعيونها وإنهزمت فيها حتى حروفها ، شجاعتها يلي كانت تحاول تبقيّها قدّ ما تقدر لكنها هُزمت بشكل مؤلم ما تقواه ولا تعرفه من إهتّزت فيها حتى نبرتها ما قدرت تنطق وضحك تركي يضمّها ، يخفف من رهبة الموقف عليها وإحمّرت ملامحه من ضمّته هي تهدي رجفة يدّها بتمسكها بثوبه ، أحرقها الخجل إن كلّهم خلف الباب ينتظرون ردّها وإنها تحسّ كل مشاعرها يلي كانت تخبيّها عنهم من وقت طويل صارت أوضح من قمر ليلتهم قدامهم وهذا خوفها ، هذا رعبها يلي عجّزها تنطق بالموافقة أو حتى الرفض إن وافقت ما تعرف وش الخطوة يلي بعدها ، وإن رفضت بداعي الخجل وحفظ الأسرار بتزيد هلاكها لأنه خطى لها خطوة بالحلال ، خطوة تمحي كل أوهامهم تثبّت بدالها ركائز يقين إنه مو وهم ولا هي تتوهّم أفعاله ..
-
توجه عذبي لأمه يلي تتجمع دموعها بمحاجرها كل ثانية وترّدها ويلمح منها إختلافها الشديد ، لمح منها إرتعابها لأول مرة ورفضها إنها تكون مع تركي يكلمونها الإثنين هي رميت المهمة على عذبي وتركي إن ما بتغلبهم عواطفهم عندها بيشاورونها بالعقل ولا يهزّون فيها رأيّ وبيعرفون رفضها وموافقتها من عينها لكن هي لو دخلت بمجرد ما يقول لها تركي طلبوك منيّ بتبكي ولا يوقفّ بُكاها شيء من شعور قلبها المُهيب ، نزلت دموعها من وصلتها ضحكة تركي من حركة أكتافه وكيف حاوط بنته وهي تعرف إنها تركته بموقف صعب لكنّها لو كانت معاه بتحنّ وتتركه ما ينطق لأنه ما يقوى على دموعها وخجل بنته بنفس الوقت ، ضحكت وهي تعدل لثامها من حسّت بعذبي ولدها يحاوط أكتافها ويقبّل رأسها بهمس : ما ودك تكونين جنب تركي شوي ؟ قلبه رهيّف عندها
هزت راسها بالنفي وضحكت : إن كنت جنبه ما بيقول لها حرف يا أمي ما يقوى ، هي كثيرة عليه لحالها
طلعت نيّارا يلي من صدمتها من أوّل ما قالت لها سلاف أخذت جلالها وسجادتها تصليّ إستخارة عن بنتها لأنها عجزت تستوعب جاء الموضوع كبير عليها ، ثقيل بالحيل ولفّت سلاف لها من لمحت الإرتياح بملامحها وإبتسمت
طلع تركي من غرفة بنته يسكّر الباب خلفه ، يدوّر سلاف بعينه وعضّت شفايفها من وقف سلطان يسأله عن رأيها لكن ما كان من تركي الرد إنما رفع أكتافه بعدم معرفة وأخذت المويا يلي بجنبها تفتحها له : ما عرفت ردّها ؟
هز راسه بالنفي وهو يناظر عينها لثواني بسيطة :
_




بارت : 209

-

: ما ودك تدخليّن يمها ؟ والله إن رجعت أنا مرّة ثانية بحطها وسط قلبي ولا بطّلعها لمن يكون ياسلاف والله ..
-
إبتسم وهو يناظرها لثواني من أخذت نفس من أعماقها تداري شعورها لأنها ما تحمّلت إن أبوها ما قدر يبقى أكثر بعد ما حضنها ، بعد ما رجّع شعرها للخلف يشوف منها كل ملامحها وهي حنّ قلبها من إبتسامته الخفية يلي يردّ وراها كميّة حنان لو طلّعها لها بترفض لمجرد إنها تبقى طول العمر جنبه وتحت جناحه وما قاومت دموعها من ضحك عذبي : ياحلو الحياء عليج بس تهلكينّا يبه
هزت راسها بالنفي وهي تناظره لثواني وكان ودها تطلبه مهلة وقت تستجمع فيها نفسها لأن هم يتوقعون كثير عليها طلب يدها فقط لكن هي كثيرة عليها مشاعرها وكيف تبدّل كل تفكيرها بشكل تحتاج تستوعبه وقبل تطلبه إبتسم يقبّل رأسها ويوقف كأنه لمح من عينها إنها تحتاج وقت : اخذي وقتج وردي علينا متى ما تبين
إبتسمت من رجع يحاوط وجهها بين كفوفه يقبّل راسها للمرة الثانية ، وطلع يسكّر الباب خلفه وبمجرد ما سكّره هي غطت وجهها مباشرة من كثر شعورها يلي تعجز تنطقه ، وتعجز ترميه بنفس الوقت ما بعد إستوعبت ، ما بعد خفّ نبض قلبها من شوفته وسكن داخلها كله من إستوعبت إن إختلاف داخلها اليوم ما كان من فراغ إنما كان إحساس مُسبق ينبئها عن هذا الحدث وحصوله ..
عضّت شفايفها وهي توقف للمرايا ، تعدل شكلها وما تعرف كيف ترجع طبيعية قدامهم وهي يحرقها الخجل زود لهيب شعورها منّه وأخذت نفس من سكنت أصواتهم لكن دخلت أمها عندها وسكنت من لمحتهم باقي بالخارج ينتظرون منها ردّها وتسمع أصواتهم ومشاوراتهم ، إبتسمت سلاف بخفيف وهي تمشي لناحيتها : ما بقولك شيء أكثر من كلام أبوك أعرف إنه قال يلي يكفيّ وما بجي مثل كلامه لكن إنتِ وش كلامك
ناظرتها قصيد لثواني وهي تحترق خجل ، وإبتسمت سلاف وهي تاخذ بيدّها لأنها لمحت بعين بنتها شعور غريب لكن قصيد هزت راسها بخجل مستحيل وضحكت سلاف من عرفت إن خجل بنتها يمنعها من النطق وهي ما تبي تقول كلمة بناءً على شعورها وأفعال قصيد وهي ما نطقت لها بصريح العبارة : تبين تنزلين تحت تشمّين هواء وتقررين ؟ وإرسلي لي لو قررتي ولو إني أتمنّى تتركين الخجل شوي وتقوليلي وإنتِ قدامي
أخذت نفس تجمّع شجاعتها وناظرت أمها لثواني بسيطة بهمس لكن إحترقت ملامحها بمجرد ما نطقت : تمام
ناظرتها سلاف وهي إستوعبت نظراتها وكل شيء لكن ما إستوعبت نُطقها ، ورجعت تسألها من جديد : موافقة ؟
ناظرت أمها وهي هُلك داخلها إنّها توافق لكن ما تضمن شيء آخر هي لقيت ذرّة شجاعة قدام أمها وإن ضاعت منها ما بتلقى غيرها وبتنطق بالرفض حتى وهو مو رغبتها ..
_



بارت : 210

-

عدل نفسه وهو يسمع جوال أبوه ما وقّف إتصالات وبالمثل جواله ما هديت رسائله أبداً وكان إرتياح حاكم إن الرجال كلهم مشغولين بسوالفهم محد حول أحد ، عدّل ذياب أكتافه وهو يوقف ونطق حاكم بعد ما عضّ شفايفه يشد على سبحته بهمس : لا تطول
هز راسه بزين وهو يخرج للخارج وأخذ نفس لجل يمسك أعصابه ما يعصّب من أول مكالمة لأنه بيتعب ويشقى كلّهم ينتظرون خبر قيده صحيح أو لا ، ووش سببه ..
رفع جواله لأذنه وهو يشد على قبضة يدّه يكلم مساعده : ومن دخل المكتب الحين ؟
كان من مساعده التوضيح إن محد دخل المكتب أبداً ، وهز راسه بزين وهو يسأله عن أوراقه وبعض من أغراضه ولف أنظاره لتركي وآل نائل يلي دخلوا المجلس لكنّه مشغول الحين ما بيرجع حولهم ، رفع حواجبه لثواني بسخرية : لا ياشيخ يعني هو راح للمستشار يسأله طال عمرك إنت نزّلت قيد بذياب وإلا ما نزلته ؟ إرسل لمكتبه رقمي يتصل بنفسه وإلا هو أدرى وش يصير بعدين
طلع جدّه متعب من المجلس ، وسكنت ملامح ذياب لثواني وهو يرجع يمّه من رفع إيده لصدره : فيك شيء !
هز متعب راسه بالنفي وهو يطلع جوال أبوه من جيبه : أخذت جوال أبوك منه تلقى لك فيه حلول ، وإبعد عن المجالس إن كانه يخصّ شغلك يابوي لا يسمعك أحد
إبتسم وهو يقبّل راسه لأن جده حريص على منصبه ومكانه أكثر منه ، ورجع متعب للمجلس وإبتعد ذيّاب لأنه ما بيضمن أعصابه وكلامه ورفع حواجبه من رسالة وصلت لجوال أبوه " المستشار يطلب لقاء معاك ياطويل العمر " ليه يطلب أبوه لكنه سكره يرجعه بجيبه ويرد على الإتصال يلي وصل لجواله : سم
سكنت ملامحه من كان المستشار بنفسه : وعليكم السلام بخير الله يسلمك آمر
كان طلب غريب من المستشار يطلبه يجي مكتبه الصباح ، وهز راسه بزين يوافق على طلبه لكن الغريب إنه يبي بعض الملفات معاه ورجع يتصل على مساعده : جهّز لي آخر ملفات الديوان ومؤتمر الوزارات
هز المساعد راسه بزين : تلقاها جاهزة إن شـ
قطعت كلمته من نزع أحد المحللين الهاتف من أذنه وتغيّرت ملامح ذيّاب لأنه من سرعة الكلام وتشابك الأصوات ما فهم إلا " تحسّبه يمر بالساهل والله نوصلها للمحاكم " وضحك بسخرية : ما سمعت لك صوت وقت جيت الوزارة وراك شادّ حيلك الحين ؟وصلها للي تبي توصلها ما تهمّني
قفّل لأنه ما يبي يعصّب أكثر ، وتمتم بالإستغفار وهو لازم يرجع المجلس طبيعي ما يبيّن عليه الغضب ولا إنه جالس يُضغط من شغله وقيده..
رجع بخُطاه من إستوعب إنه وصل لخلف البيت بعدم إستيعاب منه وأخذ نفس من أعماقه يفتح قبضة يده ورفع أنظاره عن يده لكن لوهلة سكن فيه كل كوّنه ، حتى ملامحه كان منها السكون الشديد من لمحها جالسة على ..
_



بارت : 211

-

عتبة الباب الخلفي والواضح إنها طلعت بعد ما تعمّق هو بالمشي لأن توّه مر من هالمكان ما كانت موجودة . شدّ نبض قلبه كله من منظرها ، جلوسها وظهرها يلي يردّ الباب لا يُغلق من خلفها ، فستانها يلي يحركه الهواء الخفيف وبالمثل يحرك شعرها يلي كله يرتكز على ظهرها وما عاد يعرف شيءّ بقلبه ولا يعرف هي الريح تحرك فستانها وشعرها أو تحرّك قلبه وسط ضلوعه ، ما يعرف شدة نبضه لكنّه شد على باطن يده يتدارك نفسه من جمعت يديها لحضنها تتأمل لثواني بسيطة ورجف داخله كلّه من لمح إيدها تمرّ على معصم إيدها الآخر يلي يعرف إن تحت كمّها موجود ضماد جروحها ، عرف إن بداخلها شعور تيْه مستحيل تحاول تلاقي لها منّه درب وسكنت ملامحه يصد بأنظاره مباشرة من إستوعب إنه ما يدري هي وافقت أو لا ، ومن إستوعب إنه عاهد نفسه بيخضّع نظره قدامها مهما جمعتهم مواقف ومهما طغى فيه شعوره دامها مو حلاله لأنّه مثل ما قال هي بنت أصول وتستاهل منّه يجيها بالأصل والشكل يلي تستاهله ، وهو ماله بالدروب الملتوية ولا يحبّها : بنـت !
رفعت أنظارها لناحيته وسكنت ملامحها مباشرة وهي توقف ، تعدل فستانها وبردت كل ملامحها لأن بمجرد وقوفها ما بقى شيء يردّ الباب ما يتسكر وخضّع نظره غصب لكن ما خفى عليه إنها رجعت يدها خلف ظهرها وشدّ على أسنانه بمحاولة إنه يمنع سؤاله ويسكت لكن ما قدر ، ما قوى ولمحت إنه يحاول ما يناظرها قد ما يقدر لكن سؤاله وقّف الدم بعروقها ، أخفى منها كل نفسها " وافقتي ؟ "وما قدرت على الردّ هي بالقوة طلعت منها الكلمة لأمها وهربت من بعدها لهنا تهدّي من لهيب خجلها وشعورها ببرودة الجو والهواء الهادي وضاعت فيها كل حروفها من رفع عينه لعينها ينتظر جواب من شفايفها وعجزت حتى على الهمس لكنّه عضّ شفايفه يخضع نظره لثواني بسيطة يطلب فيها القوة لأنه يحسّ بخوفها ، يحس برعبها منه ومن الموقف ولا يقدر يلومها ولا يلوم نفسه بالوقت ذاته هو طلب إمّا يرتبط إسمها بإسمه ، وإما يشوفها وبادر بالأولى ولا يعرف جوابها وحصلت له الثانية الحين بشكل أكثر من إستيعاب قلبه وعقله ، وقف قلبها من قدّم بخطواته لناحيتها وهي تناظره لثواني ما قدرت تنزل عينها ولا قدرت تثبّتها هي ترجف ، ترجف بشكل ما تتوقع يفهمه وسكنت ملامحها من مد إيده يدخلها خلفه بزاوية البيت وهو مشى خطوات أكثر وذابت عظامها من سمعت صوت عمّها حاكم وهي ما سمعت خطواته ولا حسّت إنه بيجي ولا تدري كيف حسّ ذياب أو حتى سمع قربه ..
رفع حاكم حواجبه وهو يناظره : خلّصت منهم ؟
هز راسه بإيه بهدوء : خلّصت
رنّ جواله إتصال من نصّار لكن ما لمح حاكم إسمه إنما ناظره بـ…
_


بارت : 212

-

بتفحّص لثواني وهو يتوقّعه من أهل الوزارة : خلّص من هالإتصال ولا تطول ينتظرونك بالمجلس ، هاك
ترك حاكم سبحته بيدّ ذياب من جديد وهو يناظره لثواني بسيطة ورجع لناحية المجالس وما نطق ذيّاب بكلمة إنما شدّ على سبحة أبوه يلي لها معنيينّ إما تركها بباطن يدّه لجل يستغفر ويوصل للمجالس وهو زال منّه غضبه ، وإمّا تركها لجل يذكّره بحدوده ونفسه لكن مستحيل يكون لأبوه العلم إنّ قصيد خلفه ، مستحيل ..
رجع لناحيتها بعد ما رسل لنصّار رسالة تبين له إنه بيكلمه بعد دقائق وهو يحاول ما يرفع عينه لكنّه لمح يدها يلي على معصمها وما يدري ليه تطقّ بأعصابه كل دقيقة إنه يبي يناظرها بدون لا يحسّ بينهم حدّ وهي مو جالسة تجاوبه ، مو جالسة تقول له وافقت أو رفضت لكنّه رفع عينه هالمرة بهدوء : جاوبيني
ما قدرت تاخذ نفس لكنّها تتمنى يفهم من عينها إن كل الشعور يلي تحسّه كثير عليها ، كثير أكثر من كل شيء هي اليوم كلّه تفكر إنه أوهام ، واليوم كله تردّ خطاها يلي ما تنردّ عن الشباك وشوفه وجاء هو بساعة قلب موازين الوهم كلّها ويسألها بنفسه إن كانت وافقت أو لا ينتظر الجواب منها هي ماهو من جموع الرجال يلي بالمجلس لكن كانت للذيب غاية أخرى غير النظّر هو وده يشوف معصمها يلي تأمّلته للآن بجنبه مرّتين ولا وده يمد يده وهي ما وافقت وناظرها لثواني بسيطة يركّز عينها بعينه لكن سكن كونها كلّه من نظراته ، من إنتظاره لجوابها وتدري بكل ثانية تمرّ هو يحترق وبالفعل عضّ شفايفه بهدوء لكنّه ما بيترك رفضها وموافقتها تحدّه من الفعل الليّ يوده أكثر من كل شيء وسكن كون قصيد كلّه من أخذ كفّها بباطن يده لكن ما كان غايته كفّها ، كانت غايته معصمها وبرد فيها كل كونه من حاوط أزرار كمّها : ذّياب
ما كان منه رد ، ورجف كونها كله تمدّ إيدها لإيده لكنّه رفع عينه يمسك غضبه يلي بيتفجّر بعروقه : قولي
عضّت شفايفها بهمس : ذياب الرجال بالمجلس
سكن كونه كلّه من رفع كمّها للأعلى ولمح حدّ الضماد وخطوطه على معصمها يلي تبيّن إنه مشدود بطريقة مو صحيحة ، إحمراره الشديد ورجعت خطوتها للخلف من قدّم هو بخطوته يرجّعها معاه وهمست من خوفها ولا تدري كيف طلعت منها : وافقـت
هز راسه بإيه بهدوء بدون رد وسكن كونها كلّه من كان يخفف من شدّة الضماد لكنها ما إستوعبت شيء من رفع عينه يناظر وسط عينها بهدوء لأنه من شدّة سكوتها وتلّون ملامحها بألوان الخجل حصل له شديد اليقين إنها وافقت :…
_




بارت : 213

-

: إن ما كنتي موافقة ما قرّبتك ، ما نظرت يمّك وأنا أدري ما تصيرين لي ورجال المجلس ؟ رجال المجلس أدرى العالم بي ، وبك وبشرع الله وحدّه وإن ما كان يحلّ لكنّك خطيبتي ولو كانت منك موافقة جبت الشيخ الحين لجل ما تسألين عن رجال المجلس وغيره
ما كان منها كلام لكن كان منّها نظرات خوف رهيبة وصلت لقلبه ، وصلت لعينه بتفكيرها إنه هو ما يحسّ إنه يرهبها رهبة شعور ، ورهبة ثقة مستحيلة وإصرار إنه ما بيمشي لحد ما يشوف غايته معصمها ويتطمّن ولو يشوفه من ما يكون ، كان يحسّ بخوفها ولهالسبب ما كان يبي يتكلم أكثر هو يبي غايته قبل لا يسيطر عليه شعوره يتوهه بين الغايات وإنها قدامه ، ذاب كل داخلها من فك الضماد كلّه وهي ما حسّت بهالشيء وسكن كونها من مرّت إيده على آثار الجروح ، وآثار حد الضماد بأعلى معصمها ونهايته ونبض حتى عرق عُنقها يلي إنتبه له بمجرد ما رفع عينه لعينها ورجف كل قلبها من مد إيده يبعد شعرها للخلف لجل يشوفه وزاد قُربه منّها لدرجة إنها تحسّ عطره صار يحاوطها ما يحاوط ثوبه ونفسه بس وهالشيء يرجّفها ، يرجع فيه محاوطة فروته لها وكل شعور بليلتها وسكنت من منع يدّه بالقوة عن ياقة فستانها وإنه يتحسس نبضّ عرقها بيده ومن إحمرّت كل ملامحه بشكل أرهبها : ذياب
ما كان منّه كلام هو رجع يلفّ الضماد على معصمها لكن بشكل خفيف وهمس بكلمة وحدة فقط : لا تشديّنه
مدت إيدها لكمّها المرفوع بتنزله ، وسكنت من نزلّه هو بنفسه يرجعّه لوضعه الأول ويسكّر أزراره كأنه ما لعب بشعورها وضيّع كل ذرة ثبات بداخله ويمكن بشكل واضح لها حتى هيّ ، رجف داخلها وهي تسمع صوت أمها وبنات عمامها يقرب من الباب لكن هو نظرته لازالت على عرق عُنقها يلي ما خفّ نبضه ولا بروزه بشكل يحيّره وهزت راسها بالنفي بهمس : بدخل ، لازم ترجع عندهم
رد على إتصال نصّار بدون لا يرد عليها بكلمة إنما أعطاها ظهره يبتعد وذابّت من نبرته يلي تغيّرت ألف درجة تتحول للشدة ، تتحول للقوة عكس هدوء نبرته معاها وهالشيء كان يزوّد لهيب مسامعها هي ما إستوعبت شيء للآن ولا ودها تستوعب هي ودها تختفي من كمّ المشاعر يلي مستحيل تقدر تخبيّه على أمها أو حتى تداريه بين قلبها ونفسها وهو أكبر من قلبها ، أكبر من عقلها وأكبر منها كلها ما عاد تثبت فيها حتى خطوتها ..
_
عضّ شفايفه وهو مو مع نصّار أبداً إنما يجاهد نفسه لا يلتفت ، يجاهد نفسه لا يطغى فيه شعوره يلي توّ يستوعبه هو ماله قُدرة ولا سيطرة بجنبها شدّ على باطن كفّه وهو يسمع من نصّار كلام ما يستوعبه لكنّه نطق بكلمة تتركه بنفسه يستوعب : خطبتها
تغيّرت ملامح نصّار مباشرة : وش سويت !
_



بارت : 214

-

عضّ شفايفه وهو ياخذ نفس من أعماق قلبه ، وضحك نصّار بذهول لأنه ما يستوعب شيء نهائياً ولا يدري قرارت صاحبه بمحلّها وإلا لا : تستهبل كيف خطبتها ! توّك عصفت بالوزارة ووصلني الهرج كلّه ما وقّفت الإتصالات عليّ نصّار شف ذياب نصّار وينه ذياب ويقولون لي دقيت خشم بن مساعد قدام بيت المحامي والحين وبكل برود تقول لي خطبت بنفس اليوم ؟ وش تسوي بسم الله عليك وراك فجّرت الدنيا كلها بساعة !
عضّ شفايفه لثواني وهو يقرب للمجلس وما يسعفه الوقت يجاوب فضول نصّار يلي من صدمته ما بعد إستوعب شيء : وينك إنت ؟
علّق ثيابه بالمقعد الخلفي وهو يسكر الباب : أخذت ثيابي وراجع البيت الحين ، متى تخلّص من حفلتك
عدل أكتافه وهو قدر بمكالمة نصّار يشتت جزء من نفسه وتفكيره يشد على باطن يده بهدوء : ساعة زمان وأكلمك
هز راسه بزين وهو للآن ما إستوعب لكنه ضحك من سروره : والله وطحت يالذّيب الله يسلّم بس ، شدّ حيلك
إبتسم وهو يسكر منه وأخذ نفس يعدّل أكتافه ويرجع للمجلس يشد على سبحة أبوه ولمح أبوه يلي كان متكي ظهره للخلف ويحني راسه بهدوء يتأمل بيديه ووقت حس بدخوله رفع أنظاره له بثبات وهدوء مُرعبين وجلس بجنبه لكن وقف فيه كل نظره تجاه جدّه متعب يلي كان يتأمله من بعيد ولمعت عيونه بشكل ما يقرب العادي بأي حال كان يتأمّله بشكل سرق من ذيّاب حتى نظرته لأنه يدري بقلب جدّه وتركه غصب عنه يقوم من جنب أبوه لجنبه يثبّت يده الراجفة على عكازه ولمح حاكم هالشيءّ وهذا كان سبب لرسم إبتسامة خفيّة بقلبه لأن مهما صار التشبيه من الناس إن ذيّاب نسخة أبوه لكنّهم ما يعرفون إنه النسخة الأفضل منه وهذا بإعتراف حاكم نفسه لأن ذيّاب يغضب ، ويعصبّ ، ويحرق لكن قلبه كبير على جدّانه ، وعلى كلّ شخص يحبه ما يقسى ويجزم حاكم إن هالطّبع ماهو منه إنما من بِكر فارس أُمه ..
ووسط ضجة أصوات الرجال وسوالفهم عدل تركي أكتافه يرد على سؤال أبوناصر لو حصلت من قصيد الموافقة أو إنها تحتاج وقت يطول لأسابيع لجل توافق وإبتسم : الأسابيع والطويلة ماهي عندنا يابوناصر ولا هي بحقّ الرجال يلي ندري بأصلهم ودروبهم ما يحتاج نسأل عنهم ، أنا قلت كلمتي وشاورت بنتي وقالت كلمتها والله يكتب الليّ فيه الخير يابوذياب ، البنت بنتكم ..
كان إعلان منه بموافقة قصيد على ذيّاب وخطبته ولهالسبب ضجّت الأصوات بالمباركات يلي ما بقت على جلوسهم إنما إرتفعت أصوات القيام كأنه إثبات منهم إن لمثل هالحدث ما يُكتفى بمباركات الصّوت ، لمثل هالخطبة ما يكون للجلوس معنى إنّما الوقوف ، والمباركة بحرارة السلام وشديد الدُعاء بالتوفيق ..
_



بارت : 215

-

إبتسم متعب بهدوء وهو يشد على عكّازه ، يهمس لحفيده : ما ودك تشوفها ؟ تدقّ الحديد وهو حامي ؟
إبتسم ذيّاب وهو يناظر جدّه ، وأخذ منه عكازه يدخل يده تحت يدّ جده يسنده وأسرّ لنفسه " ما أقوى " وأعلن لجده بهمس : نثبت دمّ آل سليمان يعني ؟
ضحك متعب من فهم حفيده له وهو يناظره لثواني ، وإبتسم ذيّاب لكن بمجرد ما رفع عينه كانت نظرات أبوه عليه يلي كأنه سرح لوهلة ووقت إنتبه له ذيّاب كان شعوره مثل المجرم يلي يُمسك بالجرم المشهود ، جُرم حاكم هالمرّة نظرته وسكون كونه من إبتسامة ذيّاب لجده ، ومن يده يلي كانت تحاوط يد أبوه يسنده والشعور الليّ ما يوصف بداخله إنّه بمجرد ما لمح وقوف ولده بهالشكل رجعت له صورته بالسنين الماضية لكن الشخص يلي جنبه ما كان أبوه ، كان كلّ عمره وظهره نهيّان ولهالسبب طأطأ راسه لثواني يستردّ حيله ، شعور الغصة يلي وقف بوسط جوفه إنه خطب لولده لكن بدون نهيّان وما خفى على ذيّاب إرتخاء أكتاف أبوه لو ثانية حتى وهو رجع لوضعه الطبيعي بشكل يمكن ما لاحظه أحد لكن لأن حالهم واحد كلهم يفقدون الشخص نفسه ، هو أكثر الملاحظين لأي تصرف من أبوه وإن كان ثانية وجالت أنظاره على المجلس من أهل لندن يلي يعلنون إنتهاء زيارتهم رغم إصرار عمه تركي الشديد وحلفه إنهم يبقون الليّلة عنده لكن كان منهم الرفض والإستئذان ..
_
« عنـد قصيـد »
أخذت نفس من أعماق قلبها من إبتعد وهي تتوجه للباب تدقّه على أقلّ من مهلها وبكل مرة تحاول تتدارك فيها نفسها ولا تبيّن على ملامحها شيءّ ، وصلها صوت ضيّ تسأل مين وراء الباب وهمست بخفوت : أنا قصيـد
فتحت ضيّ طرف الباب بإستغراب وهي تناظرها ، وإبتسمت قصيد بخفوت لكن طغى التوتّر على ملامحها من ناظرت ضيّ المدى خلفها تسألها : كنتي لحالج ؟
هزت راسها بإيه وهي تدخل على أقلّ من مهلها من سمعت أصوات البنات وأمها بالصالة القريبة ، وسكّرت الباب بهمس : عادي ما تقولين لهم إني دخلت ؟ بطـ
وقبل تكمّل نُطقها إنها بتصعد لغرفتها تعالت أصواتهم بشكل تركها تفزّ من دخولهم كلهم بوقت واحد وتركت الباب يلي ضرب يتسكّر من تركته يدها لأنها إنفجعت ، التصفير يلي ما وقّف ولا الضحكات ولا الذّهول الشديد منهم وضحكت عمّتها لتين : كبرتي وبتتزوجين يعني ؟
رجف فيها قلبها ونظراتها من أمها يلي تتأملها بتفحّص ، وضحكت أسيل وهي تضمّها : أحب الخجولين أنا ! بس قولي لي كيف إحنا بنفس البيت ولا ندري تمّت خطبة ووافقتي ولا عن شيء وما ظنّي كنا بندري كمان يعني لما تملّكين ندري ؟
كشّرت أمها وجد وهي تناظرها : …
_



بارت : 216

-

كشّرت أمها وجد وهي تناظرها : نايمين بالغرفة إنتم غصب ما تدرون عن شيء ، قصيد تعالي
وقف فيها كل نفسها من نظراتهم والمباركات يلي وصلتها وهي ما تبيّ هالشيء ودها تطلع غرفتها وتستوعب كل شيء ، أخذت نفس من جلوسهم بالصالة وإن مالها مناص منهم وهي تجمّع باقي ذرّات شجاعتها وتتوجه لهم لكن ضاعت فيها من نقاشهم إن كلّ شيء تم بسرعة ومن هزت أمها راسها بإيه : حتى تركي ما كان يدري ولا لمّح له حاكم بشيء
إبتسمت نيّارا من قربت قصيد منهم : دمّهم حار ياقصيد يمكن يجي أبوك يقول لك ترى شيخهم معهم بنملّك
هزت لتين راسها بالنفي بذهول : لهالدرجة ؟
هزت سلاف راسها بإيه بتأكيد وإبتسمت تناظر بنتها : آل سليمان ؟ صدق مثل ما تقول نيّارا دمهم حار ما يطولون
بردت ملامحها وهي تناظرهم ولا تدري وش الشعور يلي طاغي بملامحها الحين هي إنخطفت من نفسها ، أو أكلها الخجل والحرّ أو الخوف والإرتباك أو صارت واضحة لهم إنها لقيته وشافته أخذ الموافقة من لسانها يثبت لها إنّه فعلاً من آل سليمان ، إن هي تدري قبلهم إن دمّه حار وتو تستوعب كلامه " لو كانت منّك موافقة جبت الشيخ الحين " وأشّرت على الدرج ما عاد تدري : بصعد غرفتي
إبتسمت سلاف وهي تعضّ أصباعها من خجل بنتها ولا علّقت إنما تعالت ضحكاتهم على خجلها ومن صعدت قصيد وكانت تحاول تمسك نفسها ما تركض أمامهم لكن من وصلت لنصّ الدرج تغيب عن أنظارهم فضحها صوت كعبها يلي يبيّن ركضها ..
وقفت خطوتها وهي تسمع أصوات الرجال وصلتها ومنعت خطوتها ما تتوجه للشبّاك لكن ما قدرت تمنع فضولها ورجفت وهي تشوف رجالهم ورجال آل سليمان كلّهم والواضح إن إنتهت زيارتهم بتحقيق غايتهم ، سكن كونها من لمحته يشدّ على يد جده يراعيه ويمسك عكازه بإيده الأخرى ، ينحني لجل يسمع همسه ويبتسم يرد عليّه وهنا ما قدرت تحسّ إلا بلهيب يحرق كل عنقها من رجعت شدّة نبضه ومن تذكّرت يده يلي إمتدت لشعرها ونظراته وقبل تستوعب شعورها واللهيّب رفع هو نظره للأعلى يرجّعها خطوة للخلف بدون مقدمات خوفاً من إنه يشوفها رغم إنه ما يقدر لكن هي خوفها أكثر ، خوفها إنه يعرف بتأمّلها وهي ما تقوى تثبّت عينها وسط عينه وقت يكون قريب منها ، خوف من إنه يشوف شعورها لو ما شافها ذاتها ويرجع يأكدّ كلامهم وكلامه إنه ما ينتظر إنما بيملّك ، وما يردّ إيده عن عنقها وهالتفكير لوحده أغرقها خجل ، أحرقها لهيب ..
إبتسمت ومُهيب الشعور يلي حسّته من صعدت هي للأعلى ولمحتها تتأملّ من الشباك ومن رجعت خطوتها ورجف جسدها وعرفت إن ما رجّعها إلا ذياب يلي متأكدة إنه بالخارج وإن نظراتها عليه : هو الذيب قويّ لهالقد ؟
_



بارت : 217

-

ما كان من قصيد كلمة إختنقت حروفها وسط حلقها من شعور الإحراج يلي حسّته ، إبتسمت سلاف وهي تناظر بنتها لثواني طويلة : روحي غرفتك ، ما جلستي لوحدك
وهنا الجانب المفضّل لقصيد بأمها ، أمها تقّدر الخصوصية وتقدّر إن كل إنسان يحتاج وقته الخاص بعيد عن باقي البشر وهذا أفضل شيء بالدنيا هي ما تضغط عليها ، هي تعطيها مساحتها ترتّب نفسها لجل تسولف لها بإحساس خفيف ما تسولف لها مُجبرة على الحكي ..
توجهت لغرفتها وهي تسكّر الباب خلفها ، تقفّله ومدت إيدها للزرّ المحكم على رقبتها من الخلف يشد الياقة تحرر عُنقها من شدّته وتفكيرها كلّه بملاحظته المهلكة لعُنقها يلي ما يلاحظه منّها كلّ أحد وهو بموقف واحد لمحه منها وتمنّع عن لمسه ، رميت نفسها على الكنبة ما بدّلت فستانها ، ولا سوّت أي شيء يُذكر غير إنها أهلكت عقلها ، وشعورها بتفكير ماله نهاية ولا حد وما إنتبهت إنها وسط هالتفكير كلّه كانت تتأمل شيئين ، أزرار كمّها وتتكرر عليها صورة يدّه ومحاوطتها لها كيف يفتحها ، وباطن يدّها يلي يربكها بدون محاولة منّه ..
_
« بيـت حـاكم »
تركت القهوة على الطاولة وهي مستغربة من طلب أبوها يلي رسل لها يسأل عن أمها ليه ما ترد على جوالها ووقت ردّت عليه بإنها بالمرسم ما كان منّه رد غير لا تزعجها ، وتجهّز القهوة بنفسها هي تنتظر مجيئهم ورفعت أنظارها من صوت المفاتيح وعرفت إن الشخص يلي يفتح الباب هو نهيّان وإبتسمت من كان فعلاً نهيان وهي بكل مرّة تميز أصوات مفاتيحهم عن بعض ، تميّز متى يكون أبوها خلف الباب ، ومتى ذيّاب ، ومتى نهيّان ومتى أمها وميّلت شفايفها بتفكير هم يميزّون صوت مفاتيحها أو لا لكن مو هذا السؤال المهم الحين وقفت وهي تمشي لأبوها : ملاذك ما نزلت للحين تبيني أروح أناديها ؟
هز حاكم راسه بالنفي وهو يقبّل خدها ، وتنحنح نهيّان وهو يتوجه للمغاسل يغسّل يدينه ورفعت ورد حواجبها وهي تسمع صوت ذيّاب بالخارج : ذياب معاكم ؟
هز حاكم راسه بإيه وهو ينزل شماغه وعقاله يتركه بيديها : بطلع لأمك ، إن خلّص أخوك قولي له لا يبعد
هزت راسها بزين وهي تاخذه منّه ، وأشّر نهيان على شماغه : تعالي خذي شماغي كمان
رفعت حواجبها لثواني وهي تعلّق شماغ أبوها وقبل لا تردّ وصلهم صوت أبوهم من الدرج لأنه ما يحب إسلوب الأمر والتأمّر نهائياً من عياله على بعض : لا أنزل لك
نزل شماغه وهو يتركه على الكنبة بجنبه : نمزح والله
ضحكت وهي تناظره لثواني ، وأخذت وشاحها من جنبها وهي تطلع للخارج لأنها تبي تشوف ذيّاب وإبتسمت بخفيف من كان يكلم وإيده تتأمّل باطن يده لكن سكن كونها من …
_



بارت : 218

-

من رفع يدّه لجبينه ، لعيونه يضغطها وتعرف هالحركة منّه ومن أبوها بالخصوص هي تعبير على كميّة ضغط يحاولون يدارونها ومن عضّ شفايفه : يصير خير
ولا سمح للطرف الآخر بالرّد إنما قفل وما إنتبهت هي إنها شالت هم بشكل إنعكس على ملامحها لحد ما نطق هو من لمحها ولمح الهم يلي تحمله : ورد حاكم
إبتسمت بإستدراك إنه إنتبه لوجودها : مشغول ؟
هز راسه بالنفي وهو يمشي لناحيتها ، وناظرته لثواني وهي ما تحبّ تسأله عن شغله لكن حسّت بضرورة السؤال لأن كلامه كان مُختصر وحاد بشكل غير معقول وحركته الأخيرة تجبرها على السؤال : أمورك تمام ؟
هز راسه بإيه وهو يبتسم لثواني بسيطة يدخّلها تحت ذراعه ، وإبتسمت لثواني بإستغراب : فيكم شيء ؟
ناظرها لثواني : فينا شيء ؟ من تقصدين ؟
ميّلت شفايفها لثواني من دخلت وهي تناظر نهيّان المتمدد على الكنبة يتفرج بجواله ، ورفعت أنظارها له وضحك من عرف إن مقصدها هو وأبوه وإبتسمت بدورها : يعني المفروض ما تسأل شوي
رفع نهيّان أنظاره لهم وسكنت ملامحه من كانت ورد تحت ذراع ذيّاب : ولد تراها حقتي خلاص إنت عندك
ناظره ذيّاب لثواني ، وسكت نهيّان وهو يتنحنح من إستوعب إنه كان بيعلنها : عندك شغل ليه ما تروح له ؟
رفعت ورد حواجبها وهيّ حست بشيء آخر ما يقولونه لها : وش تخبّون ؟
هز راسه بالنفي وهو يتوجه للمغاسل ، وتبعته : ذياب
إنحنى يغسّل يدينه ويناظرها لثواني : تعرفين بعدين
رجعت للصالة وهي تجلس بجنب نهيّان : قول لي
_
وقف بمكانه ينتظر منّها تنتهي من رسمتها ، يتكيّ على الباب يلي فتحه على أقلّ من مهله ويشك إنه حتى لو فتحه بصوت عالي هي ما بتسمعه ولا بتدركه لأنه يعرف وقت تكون بأكثر أوقات إندماجها ما تستوعب المُحيط حولها ويذكر موقف وحيد إستوعبت فيه ، للآن يذكره رغم إنه كان قبل سنين طويلة وقت فتح هو الباب وبجنبه ذياب يلي ما وقفت دموعه مهما كان يحاول يمنعها ويكتم بكاه ، يذكر للآن إنه كان يحاول فيه يبكي قدامه وكانت عيونه تخونه فعلاً ما وقفت دموعه لكنّه ما شهق ، ما صرخ وهو يتألم بشكل كان يحرق حاكم يعصّبه ويذكر للآن هو ما طلع منه صوت ، ولا من ذّياب صوت لكن هي وسط إندماجها برسمتها دلها قلبها وإحساسها ووقفت فيها الدنيا كلها وقت لفّت تشوفه قدام أبوه يغطي الدم ياقته وثوبه ، تشوف أنفه ينزف دم وحاجبه وما وقفت عيونه بكي ألم لكن كان يشدّ على نفسه ما يشهق ولا يبكي قدام أبوه ووقتها هي حسّت ، حسّت بشكل للآن يذكره حاكم ورميت كل شيء من يدّها ما ثبتت فيها حتى خطوتها تاخذه بحضنها ووقتها بس شهق ذياب ، وقتها بكى من ألمه ، رجع لواقعه يعدل ظهره ينفض الذكرى من …
_



بارت : 219

-

من طغت عليه بدون مقدمات وطغى فيه شعوره تجاه ولده لأن بحياته كلّها ما حرقه شخص مثل ذيّاب وأطباعه ، حتى وهو طفل كان يرفض كل أنواع مشاعر الضعف وتعابيرها قدام أبوه ، وحتى قدام أمه لكن لها حنيّة تختلف ، حنيّة أجبرته هو قبل ذياب وهدّت حصونه وأسواره يعبّر عن مشاعره ، وحنيّة تجبر ولدها من طفولته وقت يتألم ، تطلع مشاعره قدامها وهذا كلّ الخير عند حاكم لأن لو ما الله ولُطفه ثمّ حنية بكر فارس كان الزمن بيعيد نفسه بشخصية مؤلمة تشابهه لكن بدون نهيّان ، شيء ما يقدر يتصّوره كيف تطلع شخصية تشبهه بدون مُرشد يهذّب أطباعه ، شخصية مالها زمام يُمسك ولا تسمع أمر وتطيعه ..
طاحت الفرشة من يدّها من حسّت بإحساس غريب إن شخص يتأملها ووقت لفّت كان فعلاً حاكم عند الباب ورفعت يدها لصدرها تهدئ من الرهبة يلي حسّت فيها وقت لمحت شروده الغريب ومن كان شارد لكنّه عدل أكتافه بشكل أرهبها : بسم الله ، حاكم !
تنحنح وهو يرفع إيده لوجهه ، ومشى لناحيتها من إنخطفت نظرتها مباشرة من داهمها إحساس سيء من وقوفه بهالطريقة وشروده لأنه ما يشرد ويغيب ذهنه عنه من شيء هيّن ومباشرة رجفت يدها برعب : ذياب !
هز راسه بالنفي وهو ينحني ياخذ الفرشة من الأرض من ما قدرت حتى رجولها تشيلها توقف ومد إيده مباشرة يشد على يدها : مافيه إلا العافية ذياب هدّي ، بشويش
ما يعرف حاكم الشعور يلي إرتمى بصدرها وهي طول اليوم تحسّ بشعور غريب أجبرها تنثر مشاعرها بألوانها ورسمها وما كان شعور سيء أبداً لكن وقوفه الحين وطريقة تأملّه لها شككتها بنفسها ، بشعور يومها يمكن كان له إتجاه آخر وهي دّلها قلبها على مشاعر أخرى ..
أخذت نفس من أعماقها وهي تناظره لثواني ، وشدّ على يدها لثواني بسيطة وهو يقبّلها رغم فوضى الألوان يلي تحاوط يديها ، توصل لذراعها : تعالي ، كلّهم تحت
وقفت وهي تتوجه للمغسلة تغسّل يديها عن الألوان ، وأخذت نفس تعدل شعورها ورعبها لأن عيالها بيلمسونه منّها مباشرة وتسأله : ما كلّمتني اليوم ، صار شيء ؟
ميّل شفايفه وهو يهز راسه بالنفي : كلّمتك لكن رجعتي تنسرقين من هاللوّحات ، وش السبب ؟
إبتسمت لثواني وهي تجفف يديها : طغت عليّ مشاعر غريبة اليوم ، يمكن عندك سببها تبشّرني ؟
رفع حواجبه لثواني وهي مستحيل يكون وصلها علم أو خبر ، وهز راسه بالنفي يدخلها تحت ذراعه يقبّل رأسها : يبشّرك الخافي البين ، العلم عنده ..
رفعت حواجبها بإستغراب من سرور خفي بداخله يحاول يخفيه وما تدري وش الشيء يلي ممكن يبشّرها فيه ذيّاب ونزلت للأسفل معاه ، إبتسمت بإعجاب إن ورد سوّت قهوة : عندكم أخبار ما تمزح يعني ؟
_




بارت : 220

-

سكن ذيّاب لأنه كان متوقّع أبوه طلع للمرسم يعطي أمه الخبر ، كان يتمنّى ويبي أبوه يقول لأمه لحالهم ما يرمي المهمة عليه لكن الواضح إن حاكم بيحمّله مسؤولية كل شيء ، جلست ملاذ لثواني وهي تناظر ذيّاب تنتظر منّه كلامه وعضّت ورد شفايفها : يخبّون شيء ، نهيان وذيّاب وحتى أبوي معاهم الحين يعرف وما يقول تدرين ؟
رجع نهيّان جسده للخلف ، وبالمثل حاكم ورفعت ملاذ حواجبها لثواني : العلم عند ذيّاب نفسه ماهو عندهم
ناظر أبوه لثواني ، ولف أنظاره لأمه وورد يلي ما يدري كيف ممكن يتقبّلون الخبر وصدمته وهم قبل يطلع كان كلامهم عن جار لندن وإنه بيخطبها ويجمّلون الحكايات وعض شفايفه من رجع يتذكّر " ويغار " ما يتذكر وبس وتنحنح يحاول يبعد شعوره لأن بتكون لهم أكبر صدمة بحياتهم بعد حلو الحكايات يلي سطّروها رجع هو يحمل بقلبه وعينه وحروفه خبر لهم إنه خطبها ، ما كان منّه كلام لثواني طويلة وحسّت ورد بقلبها يتغيّر مكانه لوسط بطنها من الإنتظار ومن أبوها ونهيان الهاديين : ذياب !
ضحك نهيّان وهو يقوم يجلس بجنب ورد بدل مكانه بجنب أبوه لأنه ما يتوقع ردة فعلها نهائياً ولأن من حماسها هي مو قادرة تثبّت رجلها ، عدل ذياب أكتافه بهدوء وهو يناظر أمه يلي كانت تحاول تقرأ حروفه من ملامحه قبل ينطقها ولمح عجزها لهالسبب نطق يرحم فضولها ، ويرحم نظرات ورد وتوترها: خطبت
سكنت ملاذ وهي توقّعت كل شيء إلا هالكلمة لدرجة إنها كانت بتتكلّم لكن ما طلع منها حرف ، وتغيّرت ملامح ورد يلي ما كان منّها رد هي رمشت تحاول تستوعب كلمته وبردت ملامح ملاذ كلّها من كانت بتسأل كيف وبالمثل كانت ورد لكنّه رجّع حروفهم لوسط جوفهم من كمل بهدوء يبيّن لهم صدمة أُخرى : بنت الشاعر
شهقت ورد بدون مقدمات ، وما تمالك حاكم ضحكته من صدمة ملاذ يلي تتأمّل ولدها بذهول مو مستوعبة كلامه وضحك نهيّان من صدمة أمّه يلي ما نطقت كلمة ونسيت كيف ترمش من ذهولها ، إبتسم ذيّاب وهو يوقف من رجفت يدها ومن عرف إن حروفها تتزاحم بوسط جوفها تحرّك شفايفها بدون النطق ومد إيده يقوّمها يضمها من بكت بدون مقدمات وهي تشد على كتفه ما إستوعبت ، ما إستوعبت لكن وقت جاء يقوّمها بنفسه يضمها ما مسكت دموعها أبداً وضحك هو بدوره لأن دموعها دموع سرور ما يوصف ..
ناظرت ورد أبوها بصدمة مُستحيلة تنتظر منه تأكيد وما أكّد لها شيء كثر إبتسامة نهيّان المبسوط على صدمتهم وعلى الخبر كأنه هو خطب مو ذياب ، ما تدري كيف رجعت تسأله عن إسمها : قصيد ؟ خطبتها لك إنت ؟
غطت ملاذ نصف ملامحها وهي تناظر ذيّاب بذهول ، ومدت إيدها لـ
_




بارت : 221

-

لوجهه تتأمله لثواني هي حتى وجوده بجنبها وإنه يحضنها ماعاد تستوعبه وضحك نهيّان : ياحاكم جاك من يضيّع علومها غيرك
إبتسم حاكم بخفيف وهو يشوف نظرات ملاذ تتفحص ولدها بذهول ، بسرور مُستحيل وعرف ذياب إن كل مشاعرها تجمّعت بعيونها لأنه كل ما لف أنظاره لورد وإلا لنهيان هي تمدّ يدها ترجع وجهه لناحيتها وهمست وأخيراً بعدم إستيعاب : خطبتها ، خطبت قصيد ؟
هز راسه بإيه وهو يهمس لها : ووافقت
شهقت ورد لأنها سمعت همسه ، وذابت ملاذ بدون مقدمات وهي تناظر حاكم لأن ما تتوقع شيء غير إنهم راجعين وهي زوجته مو بس خطيبته : يارب الشيخ نايم
تعالت ضحكاتهم لأن هي نطقت فيها عفوية لكنّ تعبر كثير إن ما ودها العجلة وسرع الخبر يكون ضيّع عليها لحظات مثل هاللحظات من حياة ولدها وهز حاكم راسه بالنفي بهدوء : الشيخ ماهو نايم لكن ما تصير بدونك
إبتسمت وهي تاخذ نفس بإرتياح من كمّل حاكم : هي خطبة رجال بس والحين باقي الأمور عليكم تزورون أم عذبي وتحددون باقي الأمور ووقت العقد متى هي تبيه ..
ناظرت ملاذ ذيّاب لثواني وإبتسمت بهمس : تشوفها ؟
نزل أنظاره لأمه ، وناظرته هي ما تمالكت سؤالها ونفسها : من وقت وهي ببالك ؟ وإحنا ما لنا علم ؟
هز راسه بالنفي هو ما يبي يجاوب على شيء آخر بخصوصه وبخصوصها وإن كان فضح جزء كبير من حكايته معاها وقت عصف بأبوه يخطبها له وفضح جزء آخر لملاذ وورد إنه بعد حوارهم هو ما هدت فيه خطوته ولا قرّت روحه بداخله إلا بعد ما إرتبطت بإسمه قدام الدنيا كلها ، رنّ جواله بعد رسائل كثيرة وهو ياخذه بيدّه : عن إذنكم
ومشى بخطوته للجهة الأخرى تحت أنظار أبوه المتفحّص ، وتحت أنظار أمه وأخته المذهولين كيف صارت بالصريح منّه إنه خطب قصيد وليه وش الطاري بدون ما يقول لهم ، وبدون ما يشاورهم تكون خطبة مُمهدة لهم ولقصيد لكل الأطراف العلم فيها لكنّ سرورهم أكبر من هالأفكار وهم يعرفون إنها خطبة رجال وباقي أحداث المسرّة هم بيعيشونها وهم من شخصياتها لكن للآن كبير الحدث على إستيعابهم ، على الربط يلي ممكن يصير بعقولهم يعرفون منه جزء من الحكاية ..
مد نهيان يدّه لقهوته بسرور : طلع شعور الصدمة رهيب وإنك تصدم الناس بخبر إنت تدري به ، ذقته قبلكم
ناظرته ملاذ لثواني ، وضحك نهيّان يناظر أبوه : كيف صارت بدقيقة ؟ يعني أنا أدري وآل سليمان يدرون ما رحنا خطّابة لكن بنص المجلس تبدّلت موازينك وموازين ذياب وصح إنّنا ما خيّبناك وطلعت صدمتنا علينا لكن كيف ؟ من متى كانت نيّتكم تخطبون ولا قلتوا لنا ؟
ترك حاكم فنجاله على الطاولة وسكنت ملامح ملاذ من عرفت إنه هو بنفسه ما كان له علم ومن تنحنح هو …
_




بارت : 222

-

يقول جزء من الحقيقة ويخفي آخر إنه حتى هو ما كان يدري وخطب مُجبر : من وقت ما نطق أخوك إنه يبيها صارت النية خطبة ماهي زيارة عادية
ناظرته ورد وهي حتى وقت تحاول تربط شيء تقول عنّه " هذا سبب خطبته " وتبني حكايا هي تعجز وكأنها مو قادرة تصيد على ذيّاب أو على قصيد زلة شعور توضّح لها إن الخطبة جات بعد أسباب ومو فجأة لكن يقفّل عقلها من كل الإتجاهات هي للآن مو مستوعبة قصيد تكون بجنبّ ذياب وكل ما قرّبت تستوعب تحسّ بشعورها كله ببطنها من التوتر ، وكُثر الصورة عليها ..
قامت ملاذ تجلس بجنب حاكم ، ودخل ذيّاب : بمشي
هز حاكم راسه بالنفي لأن وراهم جلسة طويلة ، طويلة أطول من كلّ شيء هو ما بيغرّه السرور وياخذه حلو الخبر ووقعه عليه قبل ولده عن السؤال وعن التحقيق لو صحّ القول هو بينفضه تماماً بيبدأ بشغله وأعياده وبينتهي ببنت الشاعر كيف صارت وسط الأمور ومعمعتها : ما بتمشي مكان ، وين بتمشي ؟
رجّع نهيان جسده للخلف : ذيّاب بتمشي ؟
هز راسه بإيه بهدوء وهو يوجه أنظاره لأبوه ، ووقف حاكم يخرج معاه للخارج وتبدّل كل سروره لتعكّر مستحيل بالمزاج : ما تشدّ الدنيا وتمشي
هز راسه بالنفي بهدوء ، وكمّل حاكم : البنت
ناظره ذيّاب لثواني ولمح حاكم إشتعال نظرته وعرف إن ولده من زمان مقيّد بقيد آخر ماهو قيد شغله : البنت ، وغير البنت موضوع الخطبة ما يطلع
عضّ شفايفه لثواني وهو يناظر أبوه يلي كان يقصد ما يطلع موضوع إنها خطبة مفاجئة جات إجباراً عليه : هي ما جات بطريق الصح إيه لكنّها ما جات عليّ إجبار ، جات من رغبتي وكيفي وهذا المهم لها وللبقيّة
ناظره حاكم لثواني ، وطلعت ملاذ لأنها تحسّ بأشياء غريبة بين حاكم وذياب وما نطقت هي بس فتحت الباب وفضّ حاكم الموضوع كله يناظر ولده : لا تطول
هز ذياب راسه بإيه وهو يتوجه لسيارته ، ولف حاكم أنظاره لملاذ يلي تناظره بتفحّص : وش ؟
هزت راسها بالنفي وهي كل ثانية تتأكد إنه فيه شيء آخر مغيّب وما تدري متى بينطقه حاكم : سلامتك
دخل وهو يصعد لغرفتهم ، وجلست ملاذ مع نهيّان وورد لكنّها صعدت خلفه تبي العلم منّه ..
دخلت وهي تسكّر الباب خلفها من كان جالس على الكنبة ويستغفر بسبحته وجلست على طرف السرير قدامه وما كانت تبي تسأله لأنه بينفعل هي تعرف هالشيء لكن لو تسولف ، هو بيسمع ويهدأ وتنساب منه إنفعالاته بعد سوالفها بشكل أهون : قبل فترة بالبّر ، وقت جلسنا أنا وإنتّ نتأمل خيامنا تدري وش جاء ببالي ؟
شد على سبحته لأن نفس الشيء يلي جاء ببالها وعجزت تقوله له هو جاء بباله لكن قرر إنه مو وقته المناسب : جاء ببالك متى يقرر ذيّاب إنه يتزوج ومن الليّ بياخذها ..
_


بثينااا likes this.

"جوري" غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-04-22, 09:56 PM   #14

صدى الفيافي
 
الصورة الرمزية صدى الفيافي

? العضوٌ??? » 134124
?  التسِجيلٌ » Jul 2010
? مشَارَ?اتْي » 1,379
?  نُقآطِيْ » صدى الفيافي صدى الفيافي صدى الفيافي صدى الفيافي صدى الفيافي صدى الفيافي صدى الفيافي صدى الفيافي صدى الفيافي صدى الفيافي صدى الفيافي
افتراضي

خغثسةملؤسصقعيسلتلسبتنايةغ قسءىزمح٧٤٢صبايض

صدى الفيافي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-05-22, 10:01 PM   #15

shoagh

? العضوٌ??? » 340962
?  التسِجيلٌ » Apr 2015
? مشَارَ?اتْي » 419
?  نُقآطِيْ » shoagh has a reputation beyond reputeshoagh has a reputation beyond reputeshoagh has a reputation beyond reputeshoagh has a reputation beyond reputeshoagh has a reputation beyond reputeshoagh has a reputation beyond reputeshoagh has a reputation beyond reputeshoagh has a reputation beyond reputeshoagh has a reputation beyond reputeshoagh has a reputation beyond reputeshoagh has a reputation beyond repute
افتراضي

طولتي كاتبتنا احترقت من الانتظار ارفقي بي

shoagh غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-06-22, 10:27 PM   #16

Fat00mh

? العضوٌ??? » 333050
?  التسِجيلٌ » Dec 2014
? مشَارَ?اتْي » 308
?  نُقآطِيْ » Fat00mh is on a distinguished road
افتراضي

الروايه كلمة إبداع قليله عليها
حاكم ميزته حبه لزوجته فقط قسوته وترهيبه لشخصيه الطفل ذياب غريب ماني فاهمه وش سر قسوته وحرمانه من طفولته بحجة يصير رجال الغريب انه حتى بعد ماكبر مايثق بقرارته

عائلة تركي اعتبرها عائله ملكيه فاخره من الرقي
احب جمعات البنات وأجواء البر
ذياب وقصيد ماعجبني تجاوزهم الحدود أياً كان السبب
طبعاً ماندري وش مصير قسوة ذياب بين يدين قصيد


Fat00mh غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-08-22, 02:45 AM   #17

بثينااا

? العضوٌ??? » 503752
?  التسِجيلٌ » Jun 2022
? مشَارَ?اتْي » 2
?  نُقآطِيْ » بثينااا is on a distinguished road
افتراضي

تسلم الانامل مبدعتنا

بثينااا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-02-23, 04:01 PM   #18

شروق منصور

نجم روايتي و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية شروق منصور

? العضوٌ??? » 242556
?  التسِجيلٌ » May 2012
? مشَارَ?اتْي » 2,128
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » شروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تسلم أيديكي
الملخص رائع.
الرواية أسلوبها وكلماتها جميلة بس بالنسبالي محتاجة بعض الكلمات ترجمة لأنها باللكنة


شروق منصور غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية/ حنين السنين
رواية نبض فيض القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487493.html
الكاتبة /شروق منصور
رد مع اقتباس
قديم 07-08-23, 03:35 AM   #19

حميدة حميدة

? العضوٌ??? » 471793
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 533
?  نُقآطِيْ » حميدة حميدة is on a distinguished road
افتراضي

رواية تنزلها كاتبة في انستغرام هذا حسابها https://instagram.com/rwaiah99_?igshid=MzRlODBiNWFlZA==
في فصل 1071


حميدة حميدة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-08-23, 05:02 PM   #20

اسراء بنرجب

? العضوٌ??? » 314820
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 492
?  نُقآطِيْ » اسراء بنرجب is on a distinguished road
افتراضي

شكرا موفقه ان شاء الله دمت بخير

اسراء بنرجب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:16 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.