آخر 10 مشاركات
عروس المهراجا (163) للكاتبة: Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          رواية المنتصف المميت (الكاتـب : ضاقت انفاسي - )           »          اختلاف متشابه * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : كلبهار - )           »          خائف من الحب (161) للكاتبة : Jennie Lucas .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          الهمسات المشتعلة .. مايا مختار >>> مكتملة (الكاتـب : مايا مختار - )           »          رواية: ثورة مواجِع من عُمق الورِيد (الكاتـب : القَصورهہ - )           »          تائــهــة في عتمتـك (الكاتـب : نسريـن - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          وخُلقتِ مِن ضِلعي الأعوجُا=خذني بقايا جروح ارجوك داويني * مميزة * (الكاتـب : قال الزهر آآآه - )           »          تشعلين نارى (160) للكاتبة : Lynne Graham .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

مشاهدة نتائج الإستطلاع: مساعد الرشيدي ؛ يجسد أحوال ابطالنا :
مانيّ متحسف بالدنيا على شي الا عليك .. 43 19.03%
تجملي في نحيل ضاق به ثوبه ‏.. 103 45.58%
ما هزني منهم ضعيف ولا قوي ‏راسي يشم الهوا وهم دونه نازليـن 80 35.40%
المصوتون: 226. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree27762Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-05-22, 12:36 PM   #461

طالبة المغفرة

? العضوٌ??? » 489470
?  التسِجيلٌ » Jun 2021
? مشَارَ?اتْي » 643
?  نُقآطِيْ » طالبة المغفرة has a reputation beyond reputeطالبة المغفرة has a reputation beyond reputeطالبة المغفرة has a reputation beyond reputeطالبة المغفرة has a reputation beyond reputeطالبة المغفرة has a reputation beyond reputeطالبة المغفرة has a reputation beyond reputeطالبة المغفرة has a reputation beyond reputeطالبة المغفرة has a reputation beyond reputeطالبة المغفرة has a reputation beyond reputeطالبة المغفرة has a reputation beyond reputeطالبة المغفرة has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مُزدانَة مشاهدة المشاركة
عاد أنا عندي توقع 🥶.
ممكن محمد يتزوج غزلان 🌚🏃🏻‍♀.
ياجماعة انا كل ماتذكرون اسم غزلان احس نفسي كذا،🤔 واحس نفسي تايهة بالرغم متابعة الرواية من أول فصل بس ماعرفت مين غزلان


طالبة المغفرة غير متواجد حالياً  
قديم 12-05-22, 01:00 PM   #462

همس الرحمة

? العضوٌ??? » 472430
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 259
?  نُقآطِيْ » همس الرحمة is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طالبة المغفرة مشاهدة المشاركة
ياجماعة انا كل ماتذكرون اسم غزلان احس نفسي كذا،🤔 واحس نفسي تايهة بالرغم متابعة الرواية من أول فصل بس ماعرفت مين غزلان
اخت عبدالعزيز خوي ليث المحامي


همس الرحمة غير متواجد حالياً  
قديم 12-05-22, 03:45 PM   #463

duaa.jabar
 
الصورة الرمزية duaa.jabar

? العضوٌ??? » 395763
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » duaa.jabar has a reputation beyond reputeduaa.jabar has a reputation beyond reputeduaa.jabar has a reputation beyond reputeduaa.jabar has a reputation beyond reputeduaa.jabar has a reputation beyond reputeduaa.jabar has a reputation beyond reputeduaa.jabar has a reputation beyond reputeduaa.jabar has a reputation beyond reputeduaa.jabar has a reputation beyond reputeduaa.jabar has a reputation beyond reputeduaa.jabar has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل جميل جدا سلمت أناملك
محمد زودها كان الاولى بيه لما شاف الليث بذاك الموقف يتوجه له واذا ما كان بمقدوره كان سأل لكن هو اعتمد اسلوب حقير وهو رمي الكلام
حرير قويه وثارت حميتها لخالها وراهي اللي هي معجبه به
ام الزين كان الاولى ان تعرف بنتها قبل الزواج ببراءة الذيب يعني زوجت البت بالغصب لقاتل والدها بنظرها ماهو رد الفعل المتوقع
راضي اتمنى ينال جزاءه اما نوف اخذت ماتستحق باقي الحيه الغيوره الثانيه


duaa.jabar غير متواجد حالياً  
قديم 12-05-22, 05:28 PM   #464

صل على النبي محمد
 
الصورة الرمزية صل على النبي محمد

? العضوٌ??? » 404607
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,174
?  نُقآطِيْ » صل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond repute
افتراضي

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد

لا تنسوا الباقيات الصالحات

سبحان الله

الحمد لله

لا إله إلا الله

الله أكبر

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم


صل على النبي محمد غير متواجد حالياً  
التوقيع
لا إله إلا الله وحده لا شريك له
له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
قديم 13-05-22, 12:56 AM   #465

طالبة المغفرة

? العضوٌ??? » 489470
?  التسِجيلٌ » Jun 2021
? مشَارَ?اتْي » 643
?  نُقآطِيْ » طالبة المغفرة has a reputation beyond reputeطالبة المغفرة has a reputation beyond reputeطالبة المغفرة has a reputation beyond reputeطالبة المغفرة has a reputation beyond reputeطالبة المغفرة has a reputation beyond reputeطالبة المغفرة has a reputation beyond reputeطالبة المغفرة has a reputation beyond reputeطالبة المغفرة has a reputation beyond reputeطالبة المغفرة has a reputation beyond reputeطالبة المغفرة has a reputation beyond reputeطالبة المغفرة has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همس الرحمة مشاهدة المشاركة
اخت عبدالعزيز خوي ليث المحامي
ااااا صحيح تذكرت مشكورة اختي


طالبة المغفرة غير متواجد حالياً  
قديم 13-05-22, 07:53 AM   #466

الغيد
 
الصورة الرمزية الغيد

? العضوٌ??? » 322714
?  التسِجيلٌ » Jul 2014
? مشَارَ?اتْي » 407
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » الغيد is on a distinguished road
افتراضي



صباح الخير

التقيكم على خير الساعة 10:30 am
بارتَ خاص باصدقاء السهر واصدقاء الصباح العظماء 🤪♥
ولا عزاء للنايمين ..


طبتم وطابت جمعتكم …


الغيد غير متواجد حالياً  
قديم 13-05-22, 08:29 AM   #467

الغيد
 
الصورة الرمزية الغيد

? العضوٌ??? » 322714
?  التسِجيلٌ » Jul 2014
? مشَارَ?اتْي » 407
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » الغيد is on a distinguished road
افتراضي



صباح الخير

التقيكم على خير الساعة 10:30 am
بارتَ خاص باصدقاء السهر واصدقاء الصباح العظماء 🤪♥
ولا عزاء للنايمين ..


طبتم وطابت جمعتكم …


الغيد غير متواجد حالياً  
قديم 13-05-22, 09:01 AM   #468

النورا

? العضوٌ??? » 500515
?  التسِجيلٌ » Mar 2022
? مشَارَ?اتْي » 37
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » النورا is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ترف اهلها مشاهدة المشاركة


صباح الخير

التقيكم على خير الساعة 10:30 am
بارتَ خاص باصدقاء السهر واصدقاء الصباح العظماء 🤪♥
ولا عزاء للنايمين ..


طبتم وطابت جمعتكم …
يا صباح النور والسرور ♥️

منتظرينك يالغيد لا تطوّلين علينا ♥️.


النورا غير متواجد حالياً  
قديم 13-05-22, 09:49 AM   #469

ربى الشام

? العضوٌ??? » 482482
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 98
?  مُ?إني » Jeddah
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » ربى الشام is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك mbc4
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ترف اهلها مشاهدة المشاركة


صباح الخير

التقيكم على خير الساعة 10:30 am
بارتَ خاص باصدقاء السهر واصدقاء الصباح العظماء 🤪♥
ولا عزاء للنايمين ..


طبتم وطابت جمعتكم …

صباح النور و السرور

في الانتظاار يا ست الكل 🔥😍
تبقى القليل 🏃🏻‍♀


ربى الشام غير متواجد حالياً  
قديم 13-05-22, 10:30 AM   #470

الغيد
 
الصورة الرمزية الغيد

? العضوٌ??? » 322714
?  التسِجيلٌ » Jul 2014
? مشَارَ?اتْي » 407
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » الغيد is on a distinguished road
افتراضي



الفصل 12

تأمل سكونّ المكان من حَوله لا يخترقه الا صفيرَ الجدجد بِرتم مملل ؛ وغزالهَ بين احضانه قد اغمضَ عيناه نائمًا مطمئنًا.. ليكون السهر في هذه اللحظة من نصيبه يسامر الليَل في افكار شتى و مزيج من الكُره و الحقد والضعف ينتابه ؛ يكرّه اختناقّ انفاسه في كل مرةً يختلي بها بنفسه .. يخاف تلك المواجهة مع ماضِ قاسِ تلطخت به حياته .. لا يواسيه سوى صوتَ الطبيب الذي رددَ على مسامعه مراراً :

" إنت ضحية .. الشي ما صار برغبتكَ ولا باستسلام منك ضحية ناجية ؛ انت المفروض تكون ممتن ان المتحرش خذا جزاه ؛ انت بطل يالليث على رغم كل ماصار لك وضعفكَ في تلك اللحظة كنت تقاوم .. لو غيركّ كان ممكن استسلم من ضعفه .. لكن انت قويّ داخلك قويَ .. ما ينفعَ تدمر حياتكَ ومستقبلكَ كله على موضوع تقدر تتجاوزه بشجاعتك .. التجربة اللي مريتَ فيها مو هينه اي نعم ؛ لكن لك الخيار انكَ تكون حبيس الموقف او تتحرر منه بما فيها و تتخطاه وتخليه موقفك يزيدكَ قوة عن قبل .. بل حتى تقدر تكون شخصَ يتصدى لهالناس و ميولاتهم المريضة و افعالهم المشينة .. والاهم انكَ تكون انسان يسعى لتطهير الارض من اصحاب الفطرة المخالفة والاعمال الرذيلة .. الخيار لك يالليث وانا اتنبأ لك بمستقبل عظيم ان تعديتّ هالمرحلة وطويت صفحتها من حياتك … "

سرح نظره للحظات وهو يرى الذي عاد من جديد اليه .. يمشيّ بخطواتِ اقربّ للاتزان لا يكاد يتبين فيها عرّج ..
لِيشيعه بنظراتِه حتى وصل اليه .. وهو يجلس جواره ارضًا .. اخبرَه بما طرأ على فكرِه حين رآه :
راهي .. انا ليه دايم أحس اني ماني من اهل الأرض ؟ ليه احسّ اني بمكان ماهو مكاني .. روحيَ داخلَ ضلوعيَ جامحة عجزتَ اروضها .. تبي تطيييير تكفخ جنحانها بالسماء ولا تعود .. ولا تعود ابد ..

هزَ رأسه طاردًا افكاره تلك .. لِيلتفتّ راسما على ملامحه ابتسامة باعترافِ غريب :
انتّ تدري ولا ؟ اني كلَ مره اشوفكّ مقبل لي احلفَ انك الشامخ المتواسي والارضَ هي اللي مالها على شيلتكَ حيلة ..
انا ياما شكرتّ الله عليكّ .. يا ما سجدتَ شكر لله انكَ جيتَ في هاك اللحظة ان ربي ارسلكّ انت .. انا مدري وشلون حتى لحقتّ علي .. ولا ادري وشلون صدقتني رغم كل ماكان بينا .. لكن الحمدلله.. والله يجازاك ماوفيه ولا الحقه ..

شدّ رأسه اليه مقبلاّ جبينه بامتنان … ثم ابتعد قائلاً .. :
انا اشهد ان الشاعر ما غوى يوم قال ..
لي عزوة ٍ ربي خلقهـم كريميــن
‏ولي حـق أفخٰـر بالرجال الدواهي
‏هاك الرجال المكــرمين العفييــن
‏رجالهـم في كل الأحــــوال راهـي

وانا اشهد ان لولا الله ثم انتّ كاني ضايع .. يابعد كلَ من تعزويت فيه ..


لم يجبه الراهي بشيء .. ومزاجّه المفسد تمامًا حرضّه على العودة لما تركَ … وهو يمد كفه مخرجًا سيجارة قد اقتناها من المحطة القريبة .. لُيولعها مّستنشقاً منها ما استطاع ان يّحرق بها جنوَن غضبه وافكاره محاربًا ندمه ..
يسمعَ الليثّ وقد وترتّه غرابَة تصرفاته هذه الليلة .. :

يومَ احسبّ وش كسبتَ من الحياة و وش خسرَت ؟
اول مكاسيبي اشوفها بالجفوَل الشي اللي خصني الله به عوضَ هي لحالها بكفة والكف الثاني انت والذيب كفتكم وحدة ..
ماخسرّت بالحياة الا نفسي.. ما كانت خيبتي بهالدنيا الا من ابوي وامي وبعلمك سرّ عن خبالي ؛ ولا اصبح الصبح انساه ؛ خذيتَ شعره من امي وشعره من ابوي وحللتَ .. سبحانه طلعت ولدهم تخيل !
وانا اللي لي سنين اعزي ننفسي بأني يمكن ولد ناس ثانين يمكن ماني ولدهم ..عاذرهم على هالقساوة .. لين ما بنفسي جبتّ الدليل اللي محى كل الاعذار ..

لاتحسب اني اكرهَهم .. البلا انه بعد ذا كله وبعمري ذا .. لازال عندي املَ انه يوم امي تقول هلا بـ ولدي .. ولا ابوي ينطقَ اسمي بـ فخر وعزة ..
هاللي سويتَه كله .. واللي وصلت له كله .. اكتشفت اني ماسويته لنفسي .. سويتَه لاجل اكبر بعينه .. لجل يشوفني شي .. دايم احس اني قدامه مخفي … حتى عينهَ تتحاشى عيني .. حتى صوته اللي يلعلع بالمجالس لا دخلتها سكت .. انا وش سويت ؟ من له الحق يجافي الثاني و يقسى .. من اللي رمى الثاني ولا فكر فيه مين…
انت تدري كم مره ردوني عن طريق المدينة ؟ كم مرة خالي فهد رجعني جاي لكم مشي ؟ .. كم مرة ابوي جاء ياخذ امي من اهلها ويتركني وراهم ويمشي متجاهل صراخي من وراه ورجاي وانا اصرخ : يبه خذني .. يبه لا تخليني بروح معكم .. حتى حقوقي اسلبوها مني ..
لو مَت يا راهي .. استحلفك بالله لو متَ .. ابوي لا تخليه ينزل الدمعة.. قلَ له الليث يقولك مثل مابخلت عليك بحنان كان يرجيه ..ابخله عليه بدموعك ولا تهل بها ..


انتفضَ راهي منزعجًا .. متوترًا .. يرمي بسجارته .. لِيدهسها .. هامًسا :
صلَ ركعتين .. وتعوذ من ابليس ماتدري من يقبر الثاني اول يمكن هالوصايا كلها انت تعلمها ابوي .. وانا وقتها بقبري اتحاسب ..


اعادَ غزاله لـ مكانه .. مغلقًا الباب .. لِيقف ..
متابعًا حركاتّ اخيه المِثقلة ..تركَ سيارته ليصاحبه وحشة الطريق .. حتى حين وصلا لمنزلهم .. تفرقَ كل واحدِ في طريقه .. الليثَ صاعدًا لمن يحتاجَها في هذه اللحظة ..
والـ راهي في صومعة ليله .. تحت اشجار الحديقة ونخلها ؛ هاضتَ قريحة شعِره حينما تفجرّت براكين الكتمان في اخيه .. لِيهمس بابياتِ حفظها ..غافلاً ان صومعة وحدته قدَ انتهكت .. وانَ سراديبه ليلهَ الحالكّ شاركته بها عينيانِ ناعسة ؛ حتى حين هب نسيم الفجرّ عليلاً مطبطبًا جروحّ قلبهّ العتيقة .. قرر ان يرحمَ نفسه من حسراتها ويقفَ ناصيًا المسجد .. باحثًا عن ملاذِه بين سجدةِ ودعوة ..




اما الاخر فـ صعد بخطواتِ سريعة للاعلى .. بالكاد اقدامه تلامسَ الارض من خفتها .. حتى توقفّ امام بابهم يلهثَ .. يطرق الباب طرقتين فقط .. ليأتيه قبل الثالثة همسها :
مين ؟
كان جوابِه رقيًقا شاعريًا كـ رقة مشاعره هذه الليلة :
افتحي .. ما ورى الباب الا ضلواي تبي تضم روحها ..
فتحتّ الباب فورًا لتطرق رأسها من خلفه تراقبّ ملامحه التي اتسعت ابتسامتها ما ان رأتها .. و كلماتهِ العذبة تنهمر حينما شدها للعناق : الحقيقة ان رجوليَ ساقتني هالليلة يمكَ ؛ عزايّ انك انتِ ملاذي من الدنيا وصكاتها ..

رفعتّ كفها .. تزيح خصلاتها عن وجهها .. مبتعدة .. ووجهه يخفي امراً ما تجهله :
انتّ طيبّ ؟ فيك شي ..

نفى كل وجعه : ابدَ طيب .. هو من ما يشوف وجهكَ وما يطيبَ ؛ الحمد لله ان هالوجه حلالي ولا لي فيه خشير..

تأمل وقوفهم امام الباب ..لِيغمز :
يعني مره .. مافي كرم حاتمي منا والا منا .. عاجبتك وقفتنا هنا ..
ابتعدتَ عن الباب وهي تدعوه للدخول خجلة : شسوي فاجأتني تعالّ حياك ..
امتنعَ عن الدخول مدركًا ضعفه .. ليعيدها اليه ممسكًا بكفيها : ابدّ ما جيتَ اجلس عندي شغلَ لين راسي واهملته بروح اخلص منه واسلمه انا جيتَ اشوفكَ بعد كل هالبكى ورايح ..

رفعّ كفيها اليه مقبلاً .. قبلَ ان يبتعد : هانتّ يالجفول هانتّ .. وتراك طالعة اجازة ثلاث اسابيع .. من هنا لين بعد عرسنا باسبوع ..












أبد ماكنتي بعيني هوى نفس وملذّة طيش
‏أنا اللي شفتك بعين الستر وأميمة عيالي







.
.








الثالثة فجرا ..
في المزرعة ..





والله اني حاسدٍ .. مثقاب الابره
‏يومه اوسع للهواء من ضيق صدري







بعد الفوضى الذي خَلفها قدوم ابناء اخوته والفصَل الذي قدمه اصدقاء " محمد " .. كما اخبره جياد .. قد افسد خططهم ليعود ادراجه هو وسلمان للمنزل ..

ليبقى لوحده شاكرًا مستكيناً حينما اختلى بنفسه .. مخرجاً الغيور من اسطبله ليجاوره الجلوس يشارك ليله معه .. يستند بظهره عليه لِيلف الغيور رأسه ويضعه في حجره ..
تأمل سكونه وهو يداعب رأسه بين يديه .. وسكون المكان من حوله .. ينظر ليده الذي تداعب خصلات خيله غير مصدَق انها ذات اليد التي قد تجرأ وصفع بها أنثى …

يخشى حقيقة الأمر ..
حقيقة التنازلاتِ التي يقع بها المرء دون ادارك ؛ تلك المبادىء التي ربى نفسه عليها ووطنَ قلبه بها ..
تهاوى احدها بِصفعة .. على خد امانةِ كانت في عنقه ..
لن يبرر الأمر بِطيشها …
لكنَه سَيوبخَ اعصابهَ التي فقدتَ سيطرتها … فـ هل سينتهي كل نقاشِ بينهما اذ احتد بصفعة ؟ وهل سيجاري غضبها و تطاولها كل مرة ..

يكره خروجه من دوامة انا مظلوم لـ دوامة انا الظالم ..
يشيح بصره في الرجاء السماء مردداً :
علاقة ماهي متكافئة .. كيف قويتها يا محمد ..
لا هي .. ولاني لنا …
حتى يوم اني حسيت بالاعجاب صفعة وعتني لنفسي ..
ماهي لي ..

اغمضَ عينيه .. في ذكرى بائسة .. حينما فُتح الباب قبل زفافة باسبوعين تقريبا ؛ ليدلف من خلفه محمد .. وقد تبدلتَ هيئته من تلك الهيئة البسيطة التي يتسم بها اهل الحيَ ..
لهيئة اخرى .. بثوبٍ قد قصره ولحية قد اعفاها و غترة وضعها دون عقال ..
اقترب منه .. ليجلس .. وهو يمدَ له كاس الشاي .. مرحبًا : يالله حيَ ابو الزين وينكَ يالرجال ماعاد نشوفك ..
ابوي حالفٍ لا ركبتَ الشبكات " زينة من الاضاءة يُزين بها بيت اهل الفرح " .. غير يفتح البيت وكل ليله عشاء عنده.. بس انا قايل لاجاء ابو الزين سوينا عشانا نتبارك فيك ..و انا باغيِ لي كم شاعر محاورة ورفيحي ..

تامل الفزع في ملامحه وهو ينهاه : لا لا يالذيب حرام مايجوز تفتح بيتك للاغراب ويدخله الصالح والطالح تجمعهم على الذنوب لا لا .. البنت خذها مستورة من بيت اهلها ماله داعي البهرجة الزهد في الدنيا مطلوب لا تغرك الحياة الدنيااا ..

استنكر قوله .. لكنّ اخيه عبدالله الذي كان متواجدًا من قبل .. قد تكفلَ بجوابه : يابو الزين .. وش اللي مايجوز ؟ اذا الرسول صلى الله عليه وسلم امر الاشهار بالنكاح وقال فيه حديث صحيح : «أعلنوا هذا النكاح واجعلوه في المساجد واضربوا عليه الدفوف»….
يعني مباح وانا اخوك ولا حرمة فيه .. والدين يسرَ .. وحتى انه فيه حديث اخر يحث فيه على اقامة الولائم ..
دام الحفل ماخالطه منكر ولا حرام .. الحمدلله ماهو ضاره .. وهذا الصغير حقنا عاد فرحتنا نبيها فيه غير ..

ابتسم لعبدالله الذي خرج على عجل حين رن هاتفه .. ثم اعاد انظاره لـ محمد يسأله من جديد : الا انت وين غديتَ ؟ ماهي عوايدك تسافر بدون علمي ..
ابتسم : الحمدلله ربنا يسر لي صحبة خيره تسعى للخير ..
وانشغلت معهم .. كل يومين في ديرة نوعي الناس بامور دينهم ونذكرهم مانسوا منها .. الواحد الحين ضيع لا دين ولا مذهبَ .. والشباب ضاعوا بملاهي الدنيا .. بلا رقابة ولا حساب .. والحمدلله جماعتنا طيبة وفيها خير .. تحتضن هالشباب وتوعيهم .. وابشركَ على يديني اهتدوا مجموعة وبناخذهم نعتمر بهم ..

اعتدلَ في جلسته بانشراح .. : ماشاء الله ؛ الله يجعلها بموازينك يا بو الزين .. وجماعتك ادعيهم لعرسي .. عز الله انهم لحىَ غانمة اللي هذي علومهم ..
ضحكَ ماسحًا وجهه بكفه .. : لا لااااا هم قد عاهدوا انفسهم على ان لا يغرهم الشيطان ابدًا وان يكرسوا حياتهم ومابقي منها في سبيل الله.. لا يلتفتون لسفاسف الدنيا وملذاتها ؛ همهم اكبر .. و شغلهم الشاغل ان يكون الدين لله .. حتى انا يا الذيب اعذرني ان ما حضرت ..
فاني قد نذرّت نفسي للتفرغ للطاعات والعبادات .. والدعوة لله ..

رفضَ قوله : لا لا والله ما اعذركَ صاحي انت ؟ الدين يسر يابن الحلال والحمدلله روحوا عن القلوب ساعة بعد ساعة تحضر لي ولو العشاء بس بعدها معذور وبكيفك ..
نظر اليه ثوانٍ .. ثم اردف :
والله يالذيب ان قدرّت ان شاء الله لن ارد لك دعوة .. لكنَ .. انا جايك في طلابة ..
اعتدلَ فورًا .. وهو يرفع اصبعه لانفه : على هالخشم .. لك ماطلبت ؛ امرني ..

تردد قليلاً .. ثم نطق : عارفّ انكَ في حاجة كل ريال .. بس انا محتاج ..
قاطعه فورًا : افا بس .. انت قل كم تبي وابشر بها ..
اشار له بـ 3 .. ناطقًا : ثلاثين الف ..
لم يسأله لما .. او يعتذر .. فقط اخبره : تبشر بها الحين امشي البنك واستلمها ..
اعترض : لا لا .. ابيك لا هنتَ تودعها بحساب شخص انا مدين له بهذا المبلغ ..

اجابه .. : على خشمي ماطلبت .. بس تكفى احضر لي لا تسحب علي ..


فتحَ عينيه ..
لا ينسى ابدًا شرارة الشكَ التي داهمته لوهلة من حديثة والاسلوب الذي كان يتخذه ..مشابه لاسلوبّ الغرباء الذين كان يرجَ التلفاز في التحذير منهم .. لا يدري كيفَ استثناه من الأمر .. لربما من شدة الطهرَ الذي كان يرى محمد به .. نزههّ عن كلَ رذيلة .. لكنّه .. بالنهاية كان هو من وقعَ في رذائل الأعمال بحماقته ..
همسّ وكانه يحادثه امامه : يعني حتى يوم دفعتَ لك ماطلبتَ ؛ ما لبيت لي حاجةيامحمد حتى يوم عرسي ماحضرته ..

زفرّ انفاسه .. وفكره يعود لـ المهرة ..
مقررًا .. انه سيأخذها لوالدتها الليلة .. لتبقى عندها يومين ثم يعود لاخذها من جديد …
وعلى تلك الافكار .. غفت عينه ليِنام …


.
.







فجراً
مسجد الحي ..







كان يصلي خلّف جده ؛ حتى حينما انقضتَ الصلاة وخرج الاغلب من المسجد بقى هو في انتظار فراغه من صلاته ..
مستغلا وقته مهللاً مسبحًا ..

حتى حين رآه يقف بصعوبة وقد ارهقه عشاء الامس وطول الوقوف في استقبال ضيوفه .. تقدم منه ليمسك بكفه يسنده ؛ يسأله جده متعجبًا :
اليوم ولا واحد صلى بالمسجد الا انت وين الذيب وراهي ومحمد … وين غدوا ؟

اخبرهَ بهدوء : الذيب امرحَ بالمزرعة مشتاق للخيل ؛ و محمد طالع مع اخوياه قنَص .. و راهي الوكاد انه بعمله سيارته ماهي فيه ..

التفتّ اليه .. مستفسرًا : وانت وش طاري عليكَ تنتظرني ! ببطنك علم اخلص وهاته …
اختصر الامر دون مقدمات : اي والله عندي .. صديقي عبدالعزيز ما يخفاك تخبره ..
ليجيبه : الله الله ..

: ترى جانا خاطَب البارح ؛ يبي بنة .. وانا ولا راهي لنا شور عليها هي بكيفها ومن راسها لـ راس ابوها ..
عقد حاجبه دون ان يفهم المشكلة في الامر اين : طيب وانت علامك ؟ تعطيني العلم يعني ؟

زفر انفاسه .. ثم شد على كف جده موضحًا : المقصد مو هو اني اعلمك بس لانك لو عرفت مني ولا من غيري ما احد شاك خيط بابرة الا بشورك ياجدي .. وانت عارف ..
المقصد اني خايفَ ابوها يرفضه لانه من طرفي .. وانا مالي بابو راهي حيلة ولا لي بـ معانده حيل .. وانا خابركّ حقانيَ ماترضى الظليمة لا اعترض على عبدالعزيز وانا متأكد انه بيعترض .. لا تطاوعه .. وخله يشاورها وان كان الرفض منها عاد نصيبهم وش نسوي .. لكن لا يرفضه هو كيد فيني والله ان عبدالعزيز اجودي ماله مثيل ..

رقّ قلب جده لوهله وهو يدركَ ضياع هذا الولد وتشتته ..
ليضغط على كفه مشددًا على كلماته :
ابوكَ وان قسى عليك تراه يحبك .. ولايغرك جفاه معاك بعيوني اشوفه قدام الخلق يباهي فيك ويذكرك بالخير ولدي محامي ولدي اللي محد قده .. بس هو من قدامك جفاه …
تجهم وجهه .. وقدَ تبددتَ كل مشاعر ما قبل الفجرَ سريعًا حتى خُيل له ان مشاعره قد اصابها الفصام فجأة ..
لِيندم على ذلك الفصلَ الذي قدمّه امام راهي ! ..
و يحمد الله انه لم يتصادف معه فجرًا .. بل ان نصفّ يقينه من ان راهي قد تغيبّ عن الصلاة معهم حتى لا يشعرهّ بمثل مايشعر به الآن ان رآه ..
شعُور ندم الكتوم حينما ضعف وفضفض ..

دخلا الى صالة منزلَهم وعيناه تقع على جدته الجالسه كما هي العادة وقد زينتّ لهم الافطار و القهوة ..
يقبلَ رأس جدته وكفيها حين استقبلته في صالتها وقد تبدل كل تجهمه م ان رآها :

لبى النوري وزين النوري .. صاحية ومروقة ماحد قدها هيلة عندها والعصيّر رايحات يوّدن شبكة اخر العنقود ..
واسبوعين والفرحَ تدقّ ابواابه ؛ ويدينكَ يزهاها الحناء .. بس هاه .. ترى ابيك تسويّن للـ جفول ليلة حنا.. كفاية البنية لا حفلة ملكة ولاهم يحزنون اعتمد عليكَ ضبطي لها الليلة و اقنعيها فيها وكل شي علي حسابه ريال ماحد يدفعه بس هي لا تدري انه مني ..

ضحكتّ وهي تسحب رأسه لحضنها .. تُقبله : ايييييه يا بعد قليبي والله انت تبشر وتبشر بنت عبدالله بليلة الحنا وبالسعد واللي تبيه انت يصير ماطلبتَ يامك؛ مير انتَ حرص على جماعتكم بتبوكَ كلهم لا تنسى منهم احد .. عربِ لهم فضلّ عليكَ وربيتَ بينهم وانت حسبة عيالهم اعزمهم بالاسم واطلبهم ارقام نسوانهن اتصل بهن انا واعزمهن بنفسي ..


صبَ الشاي في كأسه معلقًا بـ هزل : اخو بنة !!! .. ودك اقول للرجاجيلَ عطوني ارقام حريمكن ؛ يالله اني في وجهك من العلم اللي مايسر تقولينه صادقة؟ .. ودكّ الرجاجيل تاكل وجهي.. بناخي الذيب يدور ارقام حريمنا .. يالله اني في وجهك .. بحق ذي يام عبدالله ..

قاطع مزاحه حينما سمع صوّت تسبيحِ قادم ليرى خالة ابيه " هيلة " .. فقفز للسلام عليها .. وقد تدثرتَ بعبائتها عن جده ؛ واتخذت عنهم مكانًا قصيًا .ليبتعد معتق الذي انهى افطاره بصمت
: اصبحتي بالخير يام همام ؛ خذي راحتكَ ماني بقاعد رايحِ يم المزرعة ..

التفَت لجده مقررًا فورًا : جديّ انا مخاويك .. بروح يم الذيب بعد ورانا مشاوير نقضيها عريس على وش ؟ ولا عشاني مخاشره الليله وده اني اشيل كل شي على راسي !!!
نطقتَ نورة بيأس منه : ياوليدي الله يصلحك جدكّ مشى وقفل الباب من وراه وانا باقي تهذري فوق راسي ..

ليقف يرمي بنظراته المتهمة عليهما : خابرِن علومكن ودكَ الفكة لا حضر الماء بطل التيمم .. يالله فوداعة الله …

استودعنه .. حتى حين غاب عن اعينهن نطقت نورة لاختها : والله ان عيني ماذاقتَ النوم بالمرة .. من حرَ ما اونس ولا هو بيدي .. دعوتها على وليديّ كوتَ تسبدي .. عساها مردودتنَ لها ؛ والا بنتاخي مناير ياوجه استح .. مهزهزات لي طولهن بعد سواياهن بـ الراهي اه يا تسبدي تسبداه من هالغثى ..
لتعتدل في جلستها وقد تذكرتَ امر ما : الذيبة وين هي .. والله انها البارحة رقص قلبي في محله وهي ترداددهنّ باللي يستاهلننه ؛ و مازاد غبنيَ الا ان العفيرَ هي الي داعيتهن .. وليتها ترد علي ابرد حرتي فيها واقوم اعوجة مخها يوم تدعي هاللي ماني بذاكرتهن لبيتي ..


تناولتَ هيله فنجانها : يابنت الحلال عفرا وخذتَ جزاها ماشفتيها البارحة تصدد بدميعاتها عن النسوان ؛ مير ان عز الله اذا رجلها هذي علومه فرقاه غنيمة ..

وحرير مابعد قامت ، بهذلتني وانا اصحي بها وهي اللي تبي الحرم وصحيني نصلي بالحرم ؛ نامتَ يالله رضتَ تصحى تصلي فرضها ورجعت نامت طلع عليها شقى السفر كله ..
نوهَت بقولها : ترى بنروح الضحى نصلي بقباء كان ودتس تخاوينا …

مددت ساقيها تهمزها .. : باتصل على وليدي راهي ان كانه ودانا خاويتكم وان كانه جحدبنا روحي انتي وهي ..




طُرق الباب ليدخل حينها المُنتظر بذاته وكأن اسمه استدعاه ؛.ليعقد حاجبة بورطة من ابتسامة نورة التي شككته في امره ..
يبادلنه السلام مردفًا على عجل : ادور الليث وينه سيارته تو وقفها السواق وهو ماهو ببيته ..
سحبتّه نورة من كفه ليجلس جوارها : تعال اجلس بس وتقهوى معنا اخيكَ لحق جدك يم المزرعة؛ لكن انت علامك لابس الثوب ماوراك عملك ماهي عوايدك ..
ابعد شعره عن وجهه مخرجًا هاتفه من جيب ثوبه :
لا اليوم طالع اجازة ..
استغلت الامر فورًا : زييييين زييييين ؛ كنت ااقولبها براسي خالتك و حرير ودهنّ قباء ويبنّ مني اخاويهنّ .. مير قلت كانه وليدي راهي وداني مشيت وان كان مابه حيل اجلس ببيتي ازين لي ..
اومأ بعينيه موافقًا .. حتى لهَى عنها بُمكالمته التي تصلَ الى مسامعهن :
انتَ وينك ؟ …..:: زينَ هالخبيلَ جاي يمكّ خله يقضبَ ارضه وينام لو بالعَ شي ما قعد لهالساعة ….. والله ماذاق النوم …… ايه سمّ .. تبشرَ ما طلبت الحينَ موديهنَ .. بحفظ الله ..


اغلقَ منه .. متناولاً فنجان القهوة الذيَ مدته بِه جدته..
ليسهى بافكارهِ ضاحكاً ! يخشىّ على اخيه من عواقبَ السهرِ الوخيم .. وينسى حاله .. كلَ خططه للنوم باءت بفشله لـ طلب جدته …

ارسَل رسالته لِـ غلا بـ دلاله الذي يستثنيهن به : يا جوفَ اخوك لا جهزتن انا موصلكنّ شوفيَ مرة الذيب محرَص عليّ اخذها معكن ..

استرقّت اذنيه اصوات خطواتٍ خافتةَ قادمةَ من خلفه؛ قد غابتّ عن جدته وخالة ابيه ..لِيطرأ عليه اخرى قد تكونَ هي .. واسعفته ذاكرته على ذكِرها .. لـ " يتنحنح " بصوته ؛ معلنًا وجوده ..مستأذنًا :
زينَ يا جد .. انا رايح اوصل البنياتَ جامعتهن و اعود ..
كان ودكَ نمشي هالحين للحرم هالله هالله الزيارة مفتوحة .. وكان ودكَ بقباء خليها ضحوية منها تصلن الظهر بها ..
اشارتّ له نوره باصبعيها : والله وديّ بهنّ كلهن ..لكن كان مالك حيل خلها قباء ..
نفى برأسه متجهًا للباب : ابدَ كم ام عبدالله عندي ..اوصل البنيات والاقيكن جاهزات …

ما ان اخذ غيابه عن المكان دقائق .. حتى عادت هي .. بوجهها الممتلىء من النوم .. عاقدة حاجبيها .. والصمتَ يكتسيها على نقيض العادة .. جلست حيثّ كان بعد ان القتَ السلام عليهن .. وعينيها تلتقط الفنجان الفارغَ ببقايا حِثل القهوة .. تناولتَ غيره
لتصب فنجانها .. وهي تسمع خالتها مستنكرة : يابنية قولي لا اله الا الله .. تفكينّ ريقتس على القهوةَ تحرقَ تسبدتس ؛ افطريَ بالاوله وبعدها تقهوي ..
نفضتَ هيلةَ بكفها :
اغسلي يدينتس منها ؛ زحزح جبل ولا تزحزح طبيعة ..
ميرّ تقهوي وقوميّ تجهزي خوينَا بيوديَ خواته وراجعِ يمنا جتك يامهنا على ماتمنى بنروح زيارة ..

عند ذكر " خويهم " انتفضت وعينيها ترتفع بانزعاجِ من فوضى مشاعرها و اضطراب قلبها لا يزال من صَوته الذي نبهها على تواجده قبلَ ان تدخلّ اليهن
: ومن هو خويتس اللي ودتسَ ياخذنا .. قايلة لتس لا نعني العرب معنا ماكثر الله غير السواقين ..
فزعتّ نورة وهي تضرب صدرها : اعقبيّ يابنت .. ودتس جدتس تنقل مع العرب وعيالي هينا ..ماقاله الله .. قومي بس تجهزي الراهيّ ما يبطي الا وهو جاي .. بعديّ وليدي حارَ بكل شي من يومه ..

زفرتَ انفاسها وهي تنظر لجدتها المبتسمة تراقص حاجبيها في لغة تفهمها منها جيًدا لتشيح انظارها لفنجان قهوتها التيَ بردت .. تستعيذ بالله من امرها و وسوسة شيطانها ..
ترى كفَ نورة التي امتدَتَ الى فخذها وهي تربت عليه برقة وحنية :
عزّ الله انتسَ كفو .. يومَ عرفتيَ لهن .. عوب م اقواهن م استحن بعد ذيك الفعايل والفضايح من مجيهن ..
والله لولا سلمنا انيَ م دخلتهن لي بيت مير اللي يجرح قلب وليديّ و يبخسه حقه مالي فيه حاجة .. لكن لقنَ دواهن .. جعلَ من جابتسَ للجنة الباردة ..

لم تجد ماتقوله .. واسعفتها المُهرة التي توسطتهن .. وهي تقترب للسلام عليهن .. ثم تجلَس .. لتسألها نورة : يابنيتي وين الذيب عنتس ؟ ماوراتس دوام ..

تأملت حرير ابتسامتها الغامضة .. وهي تجيبها بعد ان تمايلتَ في جلستها :
لا جدولي اليومَ متأخر محاضرة بعد الظهر ..

صمتت للحظات ؛ ثم هلّت فكرها : امممم خالتي لو مافيها كلافة ؛ انا استحيتَ اقول للذيب واستحيت من وضعي كله لكن انتِ اقربَ لي بالكلام اللي باقوله ..
حدقن بها جميعًا باهتمام .. لتردفَ بثقة تلبستها قبل نزولها :
انا الودّ ودي ما أحضر العرس ؛ ماودي تكاليف وخساير ولا عاد لها طعمة وهو شافني وشبع مني شوف ..
كانّ ودكم تفرحون به حقٍ مشرع م امنعكم منه .. لكنَ اعذرونيّ مالي بالحضور حاجة.. الشي اما يتمّ بسلومه واما فـ لا ! ..
صمتَن جميعهن بصدمة .. تجاهلتها هي باصرارها مكملة : وحتى أمي ..مالها معازيم ؛ جماعتنا اللي بالمدينة انقطعتّ علاقتنا بهم من نقلنا وانا لا صديقات ولاهم يحزنون وش له اتكلفّ وانزفَ عند عرب ان حضرتَ حضورها فضولِ انتم خابرين اسبابه م تخفاكم ؟ ..

قاطعتها حرير حينّ رأت مكرها الذي تكيدّ .. لِتكيد هي كذلك ومزاجها السيء الحاد ساعدها في ذلك : وه ؟ الحين مشكلتس بس ان ما لكم جماعة هنيا وشايله هم التكاليف ؟ الامور سهالات يابنت محمد .. اشور على خالي الذيب انه يسوي بدل الليلة ليلتين ولا يهمتس تكاليفها .. ليله هنيا يعزم فيها جماعته واقصراهم جميع ؛ وليلتنِ عند اهلتسَ بين ربعتس وجماعتس بروحهم ؛ ولا يهمتس ما يغلا على فرحتنا بـ الذيب شي .. سنينه اللي قضاها ظلايم ودنا انه يتعوضَ بتسَ عنها .. هو مير اني لا نشدته عنتس قال مهرتي هي العوضَ . . ماجتّ بالساهل وودتس انه يرضى بالعرس السكيتي ؟ ماصدقتي يابنت الحلال .. غلاتس عنده غييير يرخصّ لاجلتس الروح وانتي ادرى ! حتى سنينه ارخصها عشان خاطرتس وخاطر ابوتس .. الله يرحمه …

تجمدَت ملامح المُهرة تمامًا .. ثم اخبرتها بكل بساطة : هو عساني وجهتَ كلامي لك يوم تردين ؟ كلامي موجه لخالتي نورة هي المعنية فيه ..

رفعتّ حرير كفها لعقدة شعرها فوق رأسها وهي تحرره من ربطته ؛ تناثره على كتفيها نافضة اياه بدلال :
مافيه معني بهالموضوع غير خالي الذيبَ الشور شوره ؟ والا وش تنتظرين يومتسّ جايه لاميمته ودتس تغثنيها بهالهرج اللي ماله سنع حتى فرحتها فيه مستكثرتها عليها .. ودامتس تقولين ان الامور بسلومها ليه من الاول جيتي معه وما انتظرتي لين يتم الامر بٰ سلومه ؟ وش اللي ماودتسّ تفرحين هو به عرس من غير عروس …. مجبورة انتي ! احد ضربتس على يدتسَ عشان توافقين ؟ ترى بعدتس على البر .. لا توهقين خالي وتوهقين حالتس معه ..

نطقتّ هيلة بـ صرامة : حرير مالتسَ ومال البنية ..هي صادقة هرجها لـ نورة ماهو لتس .. والحين قومي تجهزي لانبطي على الراهي لا جاء ..

وقفّت حينها حرير خارجة حتى لاتزيد الامر سوء وجدتها تتبعها بخطواتها مُستغفرة.. لِتنطق المُهرة فور خروجها :
ماودي اغثكَ .. ولا هو قصدي.. لكن نفسي ماهي مجبورة ترضى بالشي اللي ماتبيه .. حرير ان كان العلوم تخفاها تراها ماتخفاك
؛ انا ان جيتَ وسمعتَ من الهرج اللي يوجعني ويوجع امي وش مستفيدة ؟ الاذى حاصل حاصل وقيد الناس متكلمة لكن يوم يكون بوجهي اهون من انه يوم يكون بوجه امي .. وحتى اللي تطريهَ حرير ماهو مقبول ! من دروا اهل بدر بالموضوع وجوالي ماوقف رسايل !اقربّهن اللي مسميات نفسهن صديقاتي .. يسألن .. وشلون جالك قلب ووافقتي ! .. كيف اسوي لهن ليلة واعزمهن بعد ..
انا جيتك انتي .. وقلتَ هذي طلابه ..

لم تُجبها نورة التي انطفأت ملامحها سوى بقولها : يصير خير ..
لِيلتزمن الصمت جميعًا .. ثم اعتذرّت هي بعد ان حققتّ ماجاءت لاجله .. عائدة لغرفتها ..



.
.







صباحًا..



تجلسّ معه على مائدة افطارهم البسيطة .. يشاركها الصمت كعادتهم حتى نطقّ : غزلانّ ترى البارح خطبتَ بنة ..
رفعتَ رأسها نحوه بهمهمة دون تعليق ؛ لِيسهب في قوله : توهقتَ سمعت واحدِ يطريها يبي يخطب منهم .. خفتَ يسبقني لها ؛ قلت لاخوانها وانتظر ردهم المبدئي ثم نمشي نخطبَ منهم رسمي ان شاء الله ..
اجابته وقد انهتَ تناول مابيدها : طيب .. تمام ..
هزَ رأسه يائسًا منها حتى رنّ هاتفه مجيبًا .. وهو يضع الصوتَ على المكبر مستمعًا ومكملاً افطاره .. : ارحبي نوال ..
اتاه صوتها المنتعشٍ بحياة على نقيض من هي امامه :
البقى ياعين اختك ؛ ها بشر وش قررتَ ؟ البارح من زود عجلتكَ لا خذيت ولا اعطيت معنا .. البنية واهلها ذوق وذرابة لا تضيعها من يدينك ..
ابتسم .. وهو يخبرها : ايه البارحة فاتحتَ اخوانها ورحبوا وان شاء الله خير .. ادعي لي ياخيك بالتسخير و التوفيق ..
ضحكت بسعادة :
يارب يارب جعلها من نصيبك وجعلها مستراحَك وام عيالك .. والله حبيتها سقطتَ بقلبي لها قبول .. عقبال ما نفرح بغزلان عما قريب ..

تأملها .. وقد تبدلت ملامحها ممتعضة حينما نطق بـ امين .. لتقفَ ملتفتة لعبائتها ترتديها : عبدالعزيز عندي محاضرة الساعة ثمان مشينا لا نتأخر ..
لم يكنَ منه .. الا ان أنهى محادثته مع نوال ليسألها للمرة الاخيرة
: هاه يا غزلان ترى طولنا على الناس لك ثلاث اسابيع وانا احاول فيك ؛ الولد كلٍ يمدحه ويطريه بالخير ..
ارتدّت نقابها .. وهي تحمل حقيبتها بين يديها : انا عطيتك ردي من يومها .. توني صغيرة مابي الزواج ..
احترم قرارها .. منهيًا حديثه : الله يعوضكَ بالاحسن و يعوضه ..







.
.






في المزرعة ..



استيقظ من نومه مع صوت اذان الفجر ..
لِيصلي جماعة مع الرُعاة في المزرعة .. ثم جلسَ في مكانه مستغفرًا ومهللاً ..
يشعرَ بثقل خطاه .. من ان يذهبَ اليها حتى لايصالها للجامعة .. كل مافيه نافرِ منها ومن قربها .. يسأل الله الصلاح و الخيرة .. نظر لهاتفه الذيَ رنّ بـ اسم راهي ..
لِيجيبه هادئًا : ارحبَ …

استمعَ لمطلبه ثم تذكرّ امره لـ يطلبه : ولا عليكَ كلافة يالراهي ابيكّ توصلَ المهرة مع خواتك .. مطول بالمزرعة ولا راح يمديني اوصلها ..
رحبَ بالامر راهي ثم اغلق منه .. ليفتحَ هاتفه مباشرة لـ رقمها يتصلَ بها مرة ومرتين و ثلاث دون اجابة ..
راسلها بـ الواتس : ردي !
لِيجد الاشارة الزرقاء والتجاهل منها ..
اعاد رسالته : الراهي موصلك مع خواته للجامعة لا تبطين عليه ..
مازال الصحَ الازرق يُراه .. ولا يرى الا تجاهلها ..
بعضَ لحظاتٍ طالتَ .. قرر مراسلة بنة وهو يسألها :
عسى خذيتوا المهرة ..
لتجيبه من حينها : لااا خالي تقول محاضرتها مسائي بعد الظهر مو هالحين ..
رمى بهاتفه جانبًا .. فاتحاً ازرة ثوبه لعلَ نسيم الفجرَ يطفي لهيب صدره ..
نظرَ للباب الذيَ دلفَ منه جده .. والليث يتبعه رافعًا هاتفه لاعلى ومن وضعه ادركَ انه يصور " سنابَ " كما اعتاد ان يراه بين حينِ واخر يفعل ..
يسمع صوته وهو يسهب في شرح نقطة قانونية مهمة لهم محذراً اصحاب المشاريع ان يقعوا بها .. مختتماً تصويرِه بصوره لـه يظهر فيها والده معتق .. ليغلق هاتفه متقدمًا نحوه مشيرًا بكفيه مسلمًا : يااااا مرحبا بالعريس ياهلا ..
منعه من الجلوس وهو يشير اليه : قمّ اخمدّ بالغرفة لا أشوفك خارج ..
خرجت عيناه من محاجرها بصدمة : عويذا الله من شرك .. ابك انت علامك ؟ هذا وانا جاي ودي انك تخاويني نفصل الثياب ونضبط امورك بالنادي اللي من سجلت به ماعاد رحته ..
رفع اصبعه منوها له ان يصمتَ : بلا كثرة هرج .. والثياب لاحقين عليها رحَ ارقد وانا رايح البيت عندي مشاغيلي ودي اقضيها ..
هزّ الليث رأسه ممتعضًا .. ليذهبَ للغرفة المقصودة ..
التي م ان رمى نفسه بسريره .. حتى اخرجَ هاتفه الاخر ؛ متأملاً صورته التي التقطها معها قَبل الفجر .. مبتسمًا ..
لـ قد كانت خير خاتمة ليومه .. وخيرَ وجه التقاه ..
وعلى تبسام ثغرها اللؤلؤي غفتَ عيناه ..



لم يلقي والده له بالاً ابدًا .. وهو يدركَ اسباب غضبه منه
حينَ تخلفَ بالمساء عن حضور العشاء هاربًا من نفسه وواقعه .. لم يجد عذراً يقدمه ؛ سوى انه انهمر على رأسه بالقبلات .. يرفع كفه اليه : انت خابرني يبه .. خابرني انه مايهدني الا الثقيل .. والله ان البارح ثيابي ماني بطايقها ..
ولا ني مداني روحي ومداني الناس .. عجزت اجامل وهجيت ..
التفتّ والده عنه .. : تراك على البر .. لا تدمر روحكَ وتدمرها ؛ كثر الحكي مايفيد وانت ادرى ..
رفعَ كفه ليغطي وجهه به من قلة الحيلة .. وابيه يكرر :
كله ولا الظلم يالذيب ؛ كانكَ من قادر على البنية لا تظلمها وتظلم نفسك ازود ؛ الا الغصيبة مالها قبول ..
واموركَ افطنَ لها قبل تضيع ولا عادكَ محصل منها الشي .. والله يا ان كبدي تنشوي شوي وانا اشوف حالك .. لاهي الزيجة اللي ودي بها لك ولا هي الحياة اللي اتمنى .. لكن انت ادرى ولا لي عليك امر وغصيبة .. ومثل ماعطيتك حريتكَ بامرك .. عطها حريتها بامرهاا .. ان كانها قالت ابشر وتم ..خير وبركة وان قالت لا .. فـ هو لا ياذيب .. وكلِ على فاله يابوك …

ضاعتَ الكلمات منه .. حينما وقع كلام والده الذي يحتاج على اذنيه ..ليرنّ في رأسه شيء واحد : كِل على فاله ..

تحركَ من مكانه .. معتذراً منه .. ليعود الى المنزل بخطواتِ متثاقلة كـ ثقل روحه التي يجاهدها في امرها منذ الامس ..




حينّ وصوله ..
قابلتّ سيارته سيارة راهي .. الذي تلاقى معه امام بوابة المنزل .. ليفتح كلاهما نافذة وراهي يسأله باهتمام: عساه نام ؟
رفَ بعينه .. ليرمي بسلامه على والدته ومن معها متسائلاً: وين النية ؟
اخبرته امه وقد رفرف قلبها حين رأته : رايحين الحرم وبعدها قباء نصلي الظهر ونعود .. عساك ما تونس شي وانا امك البارحة ما امسيت عندنا ..
تهربَ منها ومن حاستها المُرعبة تلك : ابدّ مشاغلِ بـ المزرعة ومبطي عن خيولي ..انهيتها ورجعت ..
تحركَ راهي مبتعدًا ليدخل هو .. مفكرًا بـ ما سيقوله دون جرِح لها ..
لينزل الى منزله .. خطوةَ تذهب به وخطوة تعيده .. حتى فتح الباب .. ليجدها تجلسَ امامه .. بين يديها هاتفها ..
تضعَه في اذنها .. وعينيها .. تجمدت على ملامحه ..
عبسّ حين شكَ في حالها .. ثم اقتربّ وقد اكتساه القلقّ .. سائلاً : وش فيك ؟ طيبة .. اهلك طيبين ..

وقفتّ .. ونفت برأسها .. ثم تحركتَ خطوتين .. لتقف امامه تمامًا .. يسمع صوتَ صرخاتِ بها من الهاتفَ .. ليسحبه منها بعد ان نفذ صبره .. هاتفًا بقوة صوته :مييين ؟ وش فيه وش صاير …
تجمدت الاخرى على جانبّ الهاتف .. لتغلق منه فوراً .. وهو ينظر الى الاسم المسجل " الزين " .. سألها : يابنت وش فيه انطقي نشفتي الدم بعروقي.. وش صاير .. اهلك علامهم ..

امسكتّ بكفه فجأة .. وعينيها ترجوه : تكفى انا في وجهك ..
اتسعتّ عيناه .. وهو يشدّ على كفها .. : وش فيك ..
همستّ وقد تساقط دمعها .. : امي والزينّ جيبهن عندي ..



لم ينتظرّ منها تفسيرًا ..
فقط انتخى امامها بـ عزوته : اخو عبدالله ..
البسي عباتك وانزلي ..


لحقته فوراً حتى انها ارتدّت نقابها اثناء نزولها الدرجات من خلفه .. ليسألها ما ان استقرتَ بجواره في السيارة :
وش صار ..وراها اختكَ متصلة بكَ وش اللي قالب الحال ..
لم تجدَ ماتقوله وافكارها تعصفَ بها يمينا ويسارًا وصراخ الزينّ المريبّ الذي وصلها بكلماتِ تجهلها يجعلها تدركَ جدية الامر
: مدررري .. مدري .. اتصلت امي تقول عمامي عندها ؛ يبون يخربون بيتي وبيت الزين .. تقول عمي بيملك الزين على ولده … انا ما فهمت شي .. الزين عندها تبكي شكلها خايفه .. وامي اول مره صوتها كذااا …

اشتعلتّ نار غضبه .. وهو يسمع انهمارها في الحديث مكملة : عمامي من يوم نقلنا بدر ماعاد شفناهم انقطعوا عناااا .. مالهم طاري .. وش جابهم… اكيد دروا … اكيد عرفوا اني خذيتك … لكنَ وش دخل الزين يهدمون حياتهااا ؛ انا ماني فاهمة شي والله ماني فاهمة شي ..
امي فيها شي مو طبيعي صوتها مو طبيعي كلامها …
انا ماني فاهمة ….



كان مدركًا تمامًا لـ توترها .. لضياعها وكل هذا الشتات..
ولا يستطيع سؤالها عما يبتغيه وهي في مثل هذا الحال لانها اما سـ ترفض حميةً لكرامتها واما ستقبلّ لاجل والدتها واختها ..


همسّ لـها حينها : انتِ واهلك في وجهي والله مايضيمكن شي وراسي حي ..
وان رحتّ ترى من وراي الليث وراهي ما انتنّ بـ لحالكن ..
قولي لا الا الله .. نصّ ساعة وحن عندهم وان شاء الله انهن بخير .. اتصليّ بـ امك تجهز اغراضها واغراضَ اختك
الليلة ما يأذن الظهر الا هم بالمدينة من غير شر …











من زبنتي في قفص صدري من اوّل مرّه
‏ارتعي بين الضلوع ، وغامري ، واتجّهي

‏انتي بوجهي - من ايام الحياه المـرّه
‏لين اخليها مع الأيام تكره .. وجهي


















.
.






بدرَ ..



تجاهلتَ والدتها ندائها ..
وصوَتها الذي تجلجل في المكان بما قصفّ روحها ودمرّ بقايا ذكرى والدها التي تعيش عليها ..
تتأمل الوجوم الذي حّل .. وعمها غير المصدقّ ينطق : اشهد بالله انك كذابة .. مير والله ما يرتبط نسبنا مع نسبهم يابنت ربيع .. و بنتكَ تطلق من هني ياخذها راشد ولدي من هني .. دواك وجزاك يوم جلستي تحلين وتربطين من ورانا بليا شور واذن .. ولا عاد اسمعكَ تبلين على اخوي ان ماحشمتيه وهو بقبره احشمي بناته …

صرخت حينها وقد فقدت اعصابها : احشم من ؟ قل لي انت احشم من ؟ واحد ما ورث لي غير الخيبة والخزي ..
اتصدد من الناس لا اواجههم .. ماودي احد ينبش في ماضيه ويذكره .. انت رح لبيتنا الاول وشف .. كم واحد ضاعِ ؟ كم واحد امسكوه هاك الوقتّ فكرة مضلل ؟ علمني كم .. واسال كل بيت تدخله من كان يتردد عليكم ؟ بيقولون لك محمد … محمد هو اللي دمر نفسه بنفسه ولا عاد تطريه لي .. مالي الا اني اترحم عليه عسى ربي يغفر .. لكن لاعادك تبريّه لي وتنزهه .. انا مرته وانا اللي معه وعلومه عندي كلها .. اخوكم انمسح عقله وان كان ربي ساتره للحين لا عاد تجيبون له طاري وتفتحون دفاتر مقفلة ..

جلستّ راوية دون تصديقَ .. واختها فوزية واقفة تتأمل الموقفّ بصمت كامل .. لكن صالح منفعل .. منفعل جدًا يرفض عقله التفكير بالامر حتى ..
لتشير اليهم بتقرير واقع : من موتَ اخوكم لليوم انقطعنا وانقطعتوا عنا .. لا دورناكم ولا دورتوا لنا .. كلِ في حاله ابرك لنا ولكم .. ولا دي بجيتكم ولا ودي توقفون حتى بعرسهم ..والحين هذا اخر كلامي واخر ماعندي اذلفوا بيوتكم وانسوني وانسوا بناتي وفكونا من الشر ..


خرجَ جميعهم بسخطٍ ودعواتِ ..
لتغلق الباب من خلفهم وهي تسحبَ حقيبة ابنتها قائلة : هاتي جوالك بسرعة ..
رفضتّ الزينّ ان تمدها به .. وكفيها ترتعش خوفًا .. وكل تلك الحقائق التي اهلتها والدتها دفعة واحدة امامها قد اطاحتَ بقلبها هلعًا .. : يمه اول ردي علي ! هاللي قلتيه كذب صح .. كله كذب انتي تبينهم يبعدون عنا اصلا ابوي مستحيل يسويها .. ابوي كان يحبناااا ..ماراح يسوي فينا كذا .. لاتشوهين صورة ابوي بعيني بعد عشان خاطر مهرة .. تكفين يمه حرام عليك … لا تسوين فيييني كذااا تكفين …. تكفييين ..

رفعتَ هاتفها في وجهها لِيفتح .. ثم اتصلتَ بالمهرة ..
متجاهلة صرخات الزينَ .. وانهيارها .. ليأتيها صوتَ ابنتها مجيباً بهدوء تبدل ما ان سمعَت نواح اختهااا : الزييين !!!! شفيك .. شفيك تبكين …..
اتاها صوتَ والدتها المستفزعَ بهاااا كما تظن … :

مُهرة وانا امك عمانكَ جو يمنا ناوين الشر ؛ ودهم خراب بيتك وخراب بيت الزين من بعدك ؛ وخالك سالم ماله في مواجههم ولا هو حاملِ شر صالح وخواته ..
تكفينّ وانا امك تكفين مالنا الا الذيب .. ولا لي وجهَ بعد ماطلبني الجية ورديته اردَ اطلبه من تالي ..
انتفضَ قلبها وهي تسألهااا بفزع : وش صار عشان ذا كله وش طراهم علينا من اساسه … ليييه وش يبون بعد كل هالسنين …

اختصرَت الامر وهي تنظر لملامح الزينّ المصعوقة امامها .. و كلماتها تنهمر في المكان : يمه لا تكذبيييين تكفين يمه لااا ؛ حرام عليك هالمرة تورطينه بعد مشاكلنا .. داقة تستفزعين فيييه له كفايه ماجاه منا
تكفين يمه لاتدخلينه لانكسب ذنبه تكفييييين ..
تجاهلتها وصوتها يرتفعّ حتى لا يصلّ لاذن المهرة شيء :
كلمي الذيبّ ورديّ علي لا تبطين خرجوا وشرهم قايد ما اضمن لهم سواياهم ؛ وياخوفي يجيني صالح معه ولده يملكه على الزين غصب … سامعتني … سامعة وش اقول …

حينَ اتاها صوَت الذيبّ من خلفّ الهاتفّ اغلقتّ .. وهي تمسكَ بذراعِ الزين المنهارة … تصرخّ بها حتى تعي لنفسها:
كل هاللي سمعتيه ما يطلع ؛ سرنِ يندفن معاكَ للقبر ..
هذاك شفتي وعرفتي وش استفدتي .. حرقةِ ماودي تذوقونها .. وما اتصلتَ بالذيب فزعة .. ودي اكون قريبة من اختك ؛ انا قلتَ وقولي افعال .. ان وطوطوا صوبها ولا جو يمهاا والله اني لاروح واهل العلم اللي عندي كله ..
هم بغوها فضايح وانا باغيتها ستر .. لكن ان اقدموا خطوة انا قدامهم ..

امسكتَ بكف والدتها تشدها بكل قوتها : ييييمه لا تقولين كذااا لا تقولين .. انتي مستوعبة انك تدمرين صورة ابوي اللي براسي .. مستوعبة ان كل البياض اللي بذاكرتي له قاعد يصير سواد .. تكفين قولي انك تكذبين والله راح اصدقك قولي كذب .. ابوي ابي ابقى ادعى له و استغفر عنه دايم .. مابيه يتعذب بالنار .. انا اشوف ابوي من اهل الجنة كيفَ تقولين ان ابوي ظالم وهذي سواياه …. يييييمه حرام عليك انتي كل مره تذبحيني ولا ترحمين كل مره تسوين فيني هالسوايا وتخليني اتحملهاااا .. وانا ماني بقدهااااا .. والله ماني بقدهااا حرام عليك حتى انا بنتك مو بس المهرة بنتك لا تسوين فيني كذااا ..

مسحتَ دموعهااا .. وهي تحاول شرحَ الامر لهاا بقسوة :

حبيتي الذيبّ وهو قدام العالم كله ذباح ابوك ؛ ما انتي عاجزة تحبين ابوكَ وهو ميتَ بقبره واولى له الحب .. و النار والجنة علمها عند ربي ماهو بعندي وعندك ..
وانا كل هاللي اسويهّ عشانك وعشان اختك .. ودكّ تبقين هنيا باي دقيقة يجي عمكَ يغصبك على حدى عياله ولا بناخيه هذا اللي ودك فيه ؟ اقعدي ..
وانا مازوجتَ المهرة الذيبَ الا عشانَ يكون لنا ذرى .. ولا وكانت وصاة ابوك انه ياخذ المهرة الا عشان لا هبت الدنيا بمصايببها يذرينا .. ادفني اللي سمعتيه مثل ما دفنته سنين .. وعمانكّ لا شافوا مامنا رجا وانا حول الذيب ماعاد لهم علينا طريق ..

قاطعتها وقد جُن جنونها : وهوووو وش ذنبه !!! وش ذنبه يتحمل ذا كله … يمه حرااام حرااام عليك .. ان كان ابوي ظلمه وانتي سكتي … لا تكملين بطريق ابوي وتزودين ظلمه .. حرام يمه حرام … خله خله يطلق المهرة ونروح كلنا بعيد ارض الله واسعة تشيلنا .. يمه حرام وربي مالي حمل ذنبه ولا لي قدرة انام الليل بعد عرفَت انه مظلوم ..
المهرة لازم تدري … لازم ….

جلستّ والدتها ارضًا .. وهي تنظر اليها بغموض ..
ناطقة :
ودك انها تدري عشان ما تظلمونه .. ولا ودكَ انها تدري عشان تطلقّ وتبرد حرتك منها …

تجمدتَ عيناها في والدتها .. التي اكملتَ :
كانَك ماتبين الفضايح لنفسك اسكتي .. المهرة ماراح تصدق بابوك وتوقف مع الذيب لو اني بكبري علمتها ..
بتكذبني وتكذبك وتشوفنا واقفين مع الذيب .. وعلومك ومواريك واضحة .. لو فكرت بها عرفتَ علتك .. الاستر لك تسكتين وتسترين ابوك دام ربي راد له السترة .. والذيب مظلوم و هو واهله عارفيين انه مظلوم .. ماله داعي نفتشَ بالدفاتر القديمة …

وقفَت بصعوبة مترنحة نحو غرفتهااا .. تغلق الباب خلفها بقوة واخر ما وصلها صوتَ والدتها : من الحين لين ما يجي رجل اختك ان كانكَ رضيتي جهزي شناطك وان كان للحين على رايكَ لا جاء هلي لهم العلم كله ….






.
.























الى الملتقى باذن الله ..





.
.

.
.





" وانا كل هاللي اسويهّ عشانك وعشان اختك"
🐍🐍


/ الغيد
💕


.
.






التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 13-05-22 الساعة 01:31 PM
الغيد غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:41 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.