آخر 10 مشاركات
رواية المنتصف المميت (الكاتـب : ضاقت انفاسي - )           »          بخصوص رواية قبلة المموت … (الكاتـب : فجر عبدالعزيز - )           »          1053ـ دليل الاتهام ـ جيسيكا ستيل. ع د ن (الكاتـب : عيون المها - )           »          واثق الخطى ملكاً فى قلبي *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : حياتى هى خواتى - )           »          السرقة العجيبة - ارسين لوبين (الكاتـب : فرح - )           »          متوجةلأجل ميراث دراكون(155)للكاتبة:Tara Pammi(ج1من سلسلةآل دراكون الملكيين)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          صفقة طفل دراكون(156)للكاتبة:Tara Pammi(ج2من سلسلة آل دراكون الملكيين)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          84-امرأة لورد الشمس - فيوليت وينسبير - ع.ج ( إعادة تنزيل)** (الكاتـب : * فوفو * - )           »          نوح القلوب *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          لُقياك ليّ المأوى * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : AyahAhmed - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree752Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-08-22, 09:59 AM   #271

جُذاذ

? العضوٌ??? » 493705
?  التسِجيلٌ » Oct 2021
? مشَارَ?اتْي » 287
?  نُقآطِيْ » جُذاذ is on a distinguished road
افتراضي


(29)

‏"أدري.. بأنّ غرابتي.. قدري
‏أَنِّي .. سأسكن دائماً سفري
‏أَنِّي.. كبرتُ.. بلا مراوغةٍ
‏ودّعتُ عمر الدهشة النضِرِ
‏أدري.. بأنّيَ كائنٌ نزِقٌ
‏تتكاثر الأحلام في سهري
‏قد كنت أهرب من مرافقتي
‏ما بالهم يسعوْن في أثري."



بعد مضيّ 7 أشهر


في أسبوع واحد يتغير حال الأنسان وظروفه وكل مافيه .. بل البعض تتغير حياته كلياً في يوم
هل غيرت هذه الأشهر حياة أبطالنا وماهو تعريف التغير الذي حدث لهم ...







رفعت كوب البابونج الذي أعدته وهي على ثقة تامه بأن سيستطيع تهدئة أعصابها المتوترة في هذه الفترة ، دخلت تطبيق حساب الحمل في عادة تفعلها منذ أشهر
وجدت أن لم يبقى على ولادتها إلا شهر ونصف على حساب التطبيق وشهر على حساب طبيبتها
إلى الأن لم تعرف بماذا تدعو جنينها هل بصفة ذكر أن أنثى !
فهي رفضت معرفة جنس الطفل حتى وقت الولادة وقابلت أعتراضات حادة أولها من زايد الذي مازال يحاول في أقناعها
والدتها ، شقيقاتها ، شقيقات زوجها ، زميلاتها في مقر العمل
الكل قابلها بأنتقادات لطريقة تفكيرها مستهزئين بها بأنها مازالت تعيش في العصر الحجري
اما هي لا تعرف لما قررت هاذا القرار كل ماتعرفه أنه خطر على عقلها لتطرحه على العامة وتقابل الرفض لتتمسك برأيها
إستندت بيديها على الطاولة التي أمامها لتستطيع القيام ورفع نفسها
فهي قد أكتسبت وزناً منذ هاذا الحمل فقد زادت تقريباً 8 كيلو في شهران
وتخاف أن يعتاد جسمها على الزيادة ومن ثم لا تستطيع أن تعود لشكل جسمها الطبيعي
دفعت باب جناحها المظلم بعض الشيء سوا نور خافت كان يصدر من جهازها اللوحي الذي تركته على مكتبها قبل ساعات
رأت أن من يستخدمه ماهو ألا عماد .. وخافت أن يكون قد عبث به وحذف الملفات والتقارير التي جهزتها
أصدرت صوت بخطواتها حتى لاتفزعه أن جائت امامه بغتة ، رفع نظره لها ثم أكمل ماكان يفعله لتقول عهد بتعب من الوقفة على السيراميك البارد
: أعطني أشوف وش تبغى
هز رأسه نافياً لتجلس بجانبه وتراه يتجول في تطبيق الصور
أرتاحت بعض الشيء لأن الصور كلها صور عامة عن عملها لاتوجد صور شخصية
ومع ذلك قالت : روح أخذ جوالي وأعطني الأيباد أحتاجه في شغلة سريعة
لم يرد عليها وهو يدعي التركيز فيما يفعل قبل أن تشهق بصدمة عندما رأته يحدد جميع الصور ويحذفها في غضون ثواني
صاحت بفزع لأن جميع الصور كانت مهمة ولو حذف واحدة فقط لأنهارت فكيف وهو يحذفها جميعاً
وهو ما إن سمع صيحتها حتى أطلق العنان لرجليه في سباق مع الريح وهو يحمل جهازها نازلاً للأسفل وبالطبع مع تقلصات أسفل بطنها لم تستطع اللحاق به
وأستندت على الجدار بجانب الباب وصاحت برجاء عليه : عماد اذ جبته اللحين أخيله معك أسبوع والله أسبوع ما اسأل عنه
ولكنه رما الجهاز بلا أهتمام أعلى الدرج ونزل للأسفل لتضغط على نفسها وتتقدم لتأخذ جهازها وكادت أن تنهمر دموعها فرحاً عندما وجدت أنه لم يحذف الصور من مجلد المحذوفة مؤخراً
حملت جهازها وعادت أدراجها للغرفة وهي تبحث عن المفتاح الذي كان هنا لتقفل غرفتها إن أرادت الخروج منها مرة أخرى
ولكنها لم تجده فالطبع ذلك الفتى الذي أصبح يتعمد الأشتباك معها في الشهرين الأخيرة هو من أخذه
أرسلت على ياسمين تسألها إن كان يوجد مفتاح أحتياطي وهي متعبة من التفكير بنفسها وصحة طفلها وطفل زوجها الذي أصبح مؤخراً يحب لعب دور الضحية

.

.

.

دخل لشقته بعد يوم عمل متعب وهو يتمنى السرير فقط من شدة ما يشعر بكسل ، وجدها تجلس ملقية الباب ظهرها وتضع السماعات الكبيرة لم تنتبه لوجوده
تقدم لها وجلس بجوارها وأرتشف من كوب قهوتها ثم بمنديلها الملطخ بأحمر الشفاه مسح عنه فمه آثار القهوة
أغمضت عينيها محاولة لضبط نفسها هو يتعمد إستفزازها خاصة وأنه يعلم أنها لا تحب أن تشرب أو تأكل مكان أحد كائن من كان
مدد رجليه ثم قال لها بنبرة أمر مصطنعة : جيبي سطل ملح وموية ودلكي رجولي
نظرت له بنظرة جانبية : أنت ظريف كذا
ريان : مدري يقولون
قامت بعد أن جمعت اسلاك السماعة وأجهزتها متجهة لغرفة النوم .. صاح بها منادياً ولكنها لم تجبه
أستلقى في مكانه وأخذ يفكر فيها منذ أسبوعان أصبحت غريبة ولا تتقبل المزاح يشعر وكأنها تنتظر قرار مصيري بسبب توترها وقلقها
فكر بأنها تعيش مشكلة في دراستها ولم يأخذه عقله ابداً إلى مشكلتها الحقيقة

وضعت حاجياتها على المكتب وذهبت للأستلقاء وهي تمعن النظر في السقف الأبيض
في هذه الفترة أصبحت تعيش ضغط تغطية مرضه على والدتها التي كل حين وأخر تسألها عن سبب عدم حملها إلى الأن
في البداية شكت بأنها تستخدم الموانع كـ عهد في بداية حياتها وعندما أجبرتها على الحلف والقسم بدأت بأزعاجها يومياً على الفحص عند الطبيبة
لاتريد أن تجلب له الشكوك وتخاف من أن يتغير رتم حياتها الهادئة المستقرة
هي سعيدة بعد الأنتقال وسعيدة أكثر معه .. ريان لها زوج وحبيب وصديق وأكثر من ذلك
يؤلمها ما يؤلمه ويسعدها ما يسعده
تعلم أنها باتت كئيبة وهو منزعج من ذلك ولكن إن علم السبب هل سيلومها
من أبسط حقوقها أن تخاف أن ينكشف مرض زوجها عند هذه العائلة المتحجرة التي فوراً ستنسب عدم حملها لعدم رجولته
أغمضت عينيها في محاولة ليسحبها النوم إلى عالمه
العالم الذي تفضل العيش فيه
عالم هادئ لا مشاكل ولا التزامات
فقط سكون يتخلله بعض الأحلام اللطيفة

.

.

.

أوقفت سيارتها أمام الباب حتى لاتضطر للمشي طويلاً تحت الشمس ، نزلت ورنت الجرس لتفتح غزل الباب وتعود أدراجها مسرعة لكتابها الذي تستذكر دروسها منه
قابلتها ميادة التي سمعت صوت الجرس بصراخ وفرح لعودتها من العمل ، فأخذتها فوراً في أحضانها وهي تسألها إن أتعبت عفراء اليوم معها
لتجيب تلك وهي خارجة من المطبخ وبيدها ملعقة الغرف : ياحليلها صايرة هادية مو مثل أول
نور بأبتسامه : اي قبل كانت مستجدة مو متعودة على غيابي ... يالله ميمي شنطتك مشينا
عفراء بأعتراض : الغداء استوى تغدوا وامشوا
نور بتعب : معليش والله طالعة من الدوام وهلكانه يادوب بمسك الخط
عفراء بأستعجال : خلاص استني بحط لك في حافظة وبحط للين وديه لها أكيد ما سوت للضعيف عيشة خله ياكل لو مره في الأسبوع أكل بيت
هزت رأسها بالموافقة وحملت إبنتها للسيارة وأغلقتها جيداً حتى لايتسرب هواء التكييف للخارج ثم عادت لتجد أن عفراء قد جهزت حافظتين من الطعام أخذتها وقادت سيارتها نحو الحي الذي تقطن فيه
نزلت لشقتها التي في الدور الأول وضعت فيها ميادة وحصتهما من الغداء وأسرعت للدور الثاني رنت الجرس وكادت أن تذهب لأنها شكت بعدم تواجدهم ولكن ريان فتح لها الباب وعلى وجهه أثار النوم مع أنه يرتدي ثوبه إلى الأن
مدت له الكيس : عمتي عفراء أرسلت لكم غداء
أخذه منها : عز الله يعزك ياعمة ... أدخلي تغدي مع لين
نور بأدب : بالعافية عليكم
نزلت لشقتها وهي تتوعد لين .. ستخبر عفراء عن التسيب الذي تعيشه حتى أن مطاعم المنطقة أصبحت تعرف زوجها حق المعرفة بسبب كسلها
أفرغت الطعام في صحن ونادت أبنتها التي لم تكن بجائعة فـ عفراء أطعمتها جيداً طوال اليوم
تناولت غداءها وتأكدت من أن الأبواب مغلقة لتستلقي على الأريكة تريد النوم حتى العصر في حين أن أبنتها تشاهد التلفاز بجانبها
ما إن غفت حتى أستيقظت على صوت الهاتف ردت برعب من الأسم الذي قرأته ولكن رعبها تبخر عندما أخبرتها المحامية التي وكلتها منذ فترة بأنها أستطاعت كسب القضية بسهولة وأن القاضي حكم لأبنتها بمصروف يقطع من راتبه شهرياً لحسابها وحكم ايضاً بالحضانه التي تخلى مسفر عنها على الفور
أغلقت الهاتف بعد أن شكرت المحامية وحولت عليها باقي أتعابها
أبتسمت براحة الأن ستنعم بغفوتها الهادئة
بعكس القضية السابقة فهي لم تستطع النوم من الحزن عليه لأنه أُجبر على الأعتناء بطفلته !!

.

.

.

أخفضت عفراء رأسها وهي مستنده على كفها ، عهد أصبحت تعاني مؤخراً من إبن زوجها و توقيت تمرده حساس فهو لم يتمرد إلا في شهور حملها الأخيرة
جلست مسك جوارها وسحبت إبريق الشايّ وسكبت لها في كوب ثم سألت بتوجس من ملامح أمها : علامك
رفعت عفراء رأسها وأجابت بعد تنهيدة : عهد صاير تتعب الله يعينها
مسك بحنان نادر : ياليتها تستعجل والله يوم الجمعة قلبي تقطع على ولد أمل كان نفسي أشيله بس ما أطيق أمه نبي بيبي حقنا بروحنا
عفراء: الله يسهل عليها
إتكئت مسك ثم قالت : يمه عذر عهد وانها صايرة تتعب ما مشى علي ممكن تصدقيني القول .. وش فيك
عفراء بصدق مع انها لم تكن تحبذ اراء مسك في مثل هذه الظروف : عهد تقول عماد صاير يضايقها وبدون سبب
قفزت مسك ضاحكة وبحماس سألت : اللي ببطنها ولد !
تعجبت عفراء لتجيب بلا
مسك بخيبة أمل : كنت أحسبها كشفت ... وأستدركت : أجل من عماد؟
عفراء بمجاراة : عماد ولد زايد
وللتو تستوعب ثم قالت بجدية: يمه أنتبهي عهد لاتسوي حركات حريم الأبو ويصير شي بالضعيف تقتله ولا ترميه في البرد برا لين يفطس ولا توديه دار الأيتام ... صراحة توديه دار الأيتام أهون من يوم تدعسه بالسيارة وتقول بالغلط
انتفضت عفراء بجزع : تخسين ماهي ببنتي اللي تسويه كذا بس لو انه انتي يمكن أصدق
إنتهت من موجة ضحكها على ردة فعل والدتها : ليش انا ماني ببنتك طيب
عفراء : ياقرادة حظي وحظ اللي بياخذك
هنا جلست مسك بجدية لتقول لوالدتها : يمه من كان عمري عشر سنين تقولين ياقرادة حظ اللي بياخذك ولا اللي بياخذك أمه داعية عليه
عفراء : وانا صادقة
قامت مسك بعد أن أنهت كوب الشاي ولم تترك قطرة قائلة أنها ذاهبة للقيلولة مع أنها كانت نائمة طوال النهار ولم تذهب لمحاظراتها رغم تدهور معدلها بعد الفصل السابق
ضحكت عندما تخيلت والدة طلال حقاً قد دعت عليه يوماً ما ليرزقه الله بها .. أستغفرت و ضبطت المنبه ليرن بعد ساعتين ثم غطست في عمق النوم

.

.

.

كانت تجلس على السرير مستندة بظهرها على عدة وسائد قطنية لتخفف الألام التي باتت تشعر بها ، دخل عليها غرفة النوم ويبدو أنه عائد من عمله .. ألقى السلام ثم جلس بجانبها على طرف السرير وسألها : هاه عسى ماتعبتي اليوم
عهد بأبتسامه : لا الحمدلله .. أنت تعشيت ؟
زايد : ماتعشيت ولا لي نفس ... بسألك شفتي عماد اليوم
عقدت عهد حاجبها لتتذكر أن أخر مره رأته فيها عندما هرب بجهازها ولم تحبذ ذكر الموقف لعله يفهم بأنه شكوى لذا أجابت بـلا
قام ليفتح أزرار بدلته القاسية وهو متأكد من أن القصة التي رواها له عماد قبل قليل كذبة
فهو قبل عدة أيام كان عائد من غياب يومين في العمل وقال عماد له بأن عهد صفعته وعندما تحفز وأراد الغضب تذكر بأنها خلال هذه اليومين كانت في منزل عائلتها وعماد لايعرف عن هاذا ويظنها تقفل على نفسها في جناحها
ومنذ تلك اللحظة أدرك أن الطفل البريئ قد تغير كثيراً وأصبح الكذب عنده عادة وإن لم يسيطر عليه عليه ستتطور صفاته السلبية أكثر فأكثر
إستلقى بجانبها وقالت بضحكة : شحنتك وصلت اليوم
أبتسم ليقول : السرير ؟
هزت رأسها بنعم ثم قالت : ابعرف وش الثقة اللي تخليك متأكد انها بنت
سحب اللحاف ليتغطى : فراسة
عهد بتحذير : بكرة لاجاء ولد وطلع كل شي جبته مانحتاجه خل فراستك تنفعك
لم يرد عليها لأنه سيكشف نفسه .. فهي تريد أن تعرف جنس جنينها وقت الولادة كمفاجأة وهو شخص لايحبذ المفاجأت لذا طلب من طبيبتها في الموعد السابق أن تخبره بجنس الجنين دون أن تخبرها
ووقع على عاتقه أن يشتري مستلزمات طفلته المستقبلية لوحده لأن والدتها تريد أن تتفاجئ بها
سيذكر هاذا الحدث لأبنته بعد عدة سنوات فهو يرى نفسه قد أقدم على مغامرة مهمة وهي تجهيزات الطفلة بمفردة

.

.

.

دفعت الباب بعنف على شقيقتها التي قفزت فزعة
نظرت لما تفعل ، كانت تجلس في وسط الأوراق والكتب وجهازها اللوحي أمامها يعرض مقطع تعليمي ويبدو عليها الأندماج والأنسجام
قالت بشك : غزل ورعة وضعك مو طبيعي
سألت بآستغراب : ليش
مسك بجدية: لك كم كل مادخلت بالغلط عليك ولا متعمدة القاك تدرسين أرحمي نفسك
غزل : خليني أخلص التحضيري وأضمن نفسي في الطب وبعدها أبشري
مسك : طيب وقفي كل شي وخلينا نسوي لنا أندومي ونتابع شي
هزت غزل رأسها بالنفي وعادت تكتب في دفترها ما يعرض على الشاشة
لتنظر لها مسك بغيض : جعل منتي بالعوض في ليونه
غادرت لغرفتها وهي محتارة ماذا ستفعل الأن .. تستذكر دروسها ؟ لا فهي ليست كـ غزل حتى تدرس في ليلة الجمعة .. تخرج للخارج ؟ لا فقد تأخر الوقت وستقتلها والدتها لامحالة .. تتابع فلم أو مسلسل ؟ لا فهي لاتشعر بالمتعة عندما تشاهد بمفردها
زفرت بضيق لاتعلم ماذا تفعل فجسدها تعب من النوم ولا يوجد ما تفعله أن بقيت مستيقظة
سمعت صوت رنة الرسائل وكانت إحدى صديقاتها في الشعبة تسألها عن موعد الأختبار النصفي لتضحك بسخرية وما يدريها هي عن موعد الأختبار
توقفت قليلاً عندما تذكرت أن هناك رسائل لم ترد عليها وستتسلى بها قليلا
نزلت للمحادثة التي تحمل تاريخ قبل أسبوع .. والتي كانت تحية السلام وسؤال عن الحال
أجابت برد السلام وعلى السؤال الأخير وفوراً تحولت تلك العلامات للون الأزرق وظهر تحت الأسم بأنه يكتب
رد عليها برد أستشفت فيه السخرية : بدري
لم ترد ليعاود الأرسال : عاد انا قلت بقعد كم شهر لين تتقبلين الوضع بس شكل يبيلك أكثر
أرسلت له بسرعة : وأنت الصادق
وعندما ضغطت على زر الأرسال أستوعبت فعلتها قليلة التهذيب .. فـ المدعو خطيبها يرسل رسالة لطيفة لبدء محادثة وهي تقابله برد وقح
بعد أن أحست بشعور الندم لثواني رمت هاتفها لا مبالية ، فهي ما إن أنتهت حفلة خطوبتها وعرفت أنها لن تستطيع البوح لوالدتها وتخبرها بأنها للتو تشعر بتسرعها
نست أنها على ذمة رجل كلياً وعاشت حياتها كما السابق .. لولا الأسبوع الفائت حين أرسل لها
قامت لتنسى الملل وتضع بعض الزينة في محاولة لتطوير مهاراتها ، وعندما رأت إنعكاسها على المرآه تذكرت صورته التي وضعها في عرض برنامج الواتس وقد صور نفسه في أنعكاس مرآة السيارة الجانبية ومن خلفة الإبل لتضحك في نفسها من نرجسيته كما ترى

.

.

.

قامت في الصباح مبكراً ورأت ريان يستعد للخروج ، شعرت بحس المسؤلية لتصنع له كأس شاي وشريحتان توست محمصة للأفطار
تناول ما صنعت سريعاً وعندما أراد الخروج قالت له : نور بتودي ميمي لأمي بروح يمهم
سأل : ومحاضراتك
أجابت : ماعندي شيء مهم
هز رأسه موافقاً وخرج لتسرع هي وتجهز حقيبة صغيرة وضعت فيها هاتفها وبطاريتها المتنقلة وسماعاتها وأرتدت عبائتها بسرعة قياسية
لم تذهب منذ فترة لعائلتها خشية أن تحشر بسبب أسئلة عفراء عن سبب تأخر الحمل ولكنها تحتاج للترويح عن نفسها وتشتاق لوالدها ولوالدتها ايضاً
مسك وغزل تراهم شبه يومياً في الجامعة ، اما والديها فلا
نزلت لشقة نور وضعت أصبعها على زر الجرس إلى أن فتحت نور الباب وخلفها أبنتها تضع يديها على أذنيها بسبب الأزعاج الذي سببته
دخلت لين : أشوى لحقت علاك أباك توديني بيتنا
نور : وين السيد ريان مايوديك
لين : وش دخلك دام طريقنا واحد بروح معك
ثم حملت الصغيرة وخرجت وهي تطلب من نور عدم التأخر
وحقاً لحقت بهم نور ورأت أن لين تجلس في مقعد السائق ، حاولت ثنيها عن قرارها ولكنها قالت أنها أكثر خبرة من نور التي لم تبدأ بالقيادة الا قبل شهور بسيطة
سلكت الطريق إلى المنزل وهي تدعي الأنصات لحديث نور المعاتب لأنها لا تصنع لريان فطور وعشاء وكأن أهم سبب للزواج هو صنع الطعام
وصلت لوجهتها ونزلت من السيارة وهي تشبك يديها مع يديّ ميادة متجاهلة نداء نور في أن تحمل حقيبة الصغيرة لتضطر نور اللحاق بهم
وجدت عفراء تستقبلهم وسلمت على لين بشوق فهي لم تعتد على مدة غيابها وحتى أنها ندمت لتدخلها في أمرها
سألت لين عن شقيقاتها لتخبرها والدتها بأنهم ذهبوا منذ قليل للجامعة
جلست لين في الصالة الرئيسية وقالت لعفراء : يمه جوعانة أبي فطور تكفين سوي لي معصوب
عفراء بعدم رضى : فطور خواتك تو مشوا ما شلته روحي أفطري
قامت لين للمطبخ وتأكدت عفراء أن زواج ريان منها كان خيرة لها شخصياً لأن لو كان هناك رجل أخر غير ريان لم يكن ليصبر على كسلها وإهمالها ولكن ريان سيتنازل بالتأكيد

.

.

.

ذهبت للمطبخ لتجدد كوب الكرك ليلحق بها بسرعة فهو يريد محادثتها دون أن تسمع عهد
زايد : أسمعي
شهقت بصدمة لتضرب جهة صدرها اليسار وتقول بغضب : بتوقف قلبي
زايد بلا مبالاة : بسألك لارحت دوامي ولا ماكنت بالبيت عماد وش يسوي
ياسمين بأستغراب من سؤاله أجابت : إن خلص دروسه عطيته أيباده ولا عند التلفزيون .. ليش ؟
زايد بضيق : صاير ما يطيق عهد ولا سألته عن السبب هو بنفسه ما يعرفه
ياسمين بأبتسامه : عشانه عارف أنها حامل غيره طبيعية تجي حتى بين الأخوان اللي أمهم وأبوهم واحدين
زايد : ليتها غيره بس صاير يألف قصص ولا أكبر كاتب الله يصلحه
ياسمين : عارض جانبي وبيتغير اصلاً إستغربت تأخر بذي الحركات
زايد : المهم عينك علاه وعلميه قولي عهد عمته زيها زيك أنتي ودانة وعايشة ، وراقبيه لا ماكنت بالبيت لازودها دقي على أمه تقدر علاه
هزت رأسها بالموافقة ليخرج بعد أن سحب منها كوب الكرك وشرب منه بسرعة حتى لا تستطيع إسترجاعه
نادى على عماد ليوصله للمدرسة في طريقة وعهد تنظر لهم بشوق
أشتاقت لروتين الدوامات والعمل وإستعجالها كل صباح لكيلا تتأخر
: حالتك مستصعية
التفت على صاحبة الصوت لتقول ياسمين مكملة حديثها : بتاكلينه بعيونك خلاص لو توكم عرسان نمشيها بس كرشتك تسبقك
عهد : مو عن بس أشتقت لدوامي
ضحكت ضحكة صاخبة : كفو عليك حولتيها لأقرب مخرج

.

.

.

أستيقظ من النوم وعندما شعر بأنه قد تأخر على صديقه فتح هاتفه ليرى الساعة ووجد أن شاشة هاتفه مازالت على محادثتها التي إستغربها ليلة أمس
إستحم وأرتدى ثيابه ثم أثناء خروجه من المنزل رأى أن غلا موجودة وهي التي أصبحت تقلل زياراتها بعد زواجها قبل ثلاثة أشهر ومن الواضح أنها وشقيقاتها سيغادرون الأن بعد سهرتهم
نادى على غلا ولحقت به .. تنحنح ثم قال لها : خويتك متزاعلة معك ولا مضايقتها
غلا بتعجب : ياكثر خوياتي أيهم
طلال : حرمي المصون
غلا : اييه مسك لا مابينا شي ليه تسأل
طلال بأخفاء لنصف الحقيقة : أرسلت لها وماردت شكلها أستحت
شهقت غلا بضحكة : مسك تستحي مو طبعيي
عقد حاجبيه : ليه فاصخة حيا
غلا بأستدراك : لا بس يعني شخصيتها تمون بسرعة
طلال : المهم بيجي واحد من العيال ياخذني هالحين صوتكم لايطلع برا
خرج من المنزل وهو محتار في كيفية تحديد موعد الزواج الذي كان سيشاركها في تحديده ولكن بعد ردها الأخير فمن المستحيل أن يعود للأرسال لها وفي نفس الوقت من المستحيل أن يكون موعد زواجه قريب فهي لم تعتد إلى الأن على الرسائل ويتضح أنه تحتاج فترة طويلة للأعتياد
كان محتار من طريقة لمفتاحة شرف الذي أستعجله وعرض عليه خطبة إحدى فتيات الجماعة قائلاً أنه مستعجل ولن يستطيع أن يتزوج بدونه فهذه أوامر كبار السن ، وربما الأن يتزوج شرف وهو لا بسبب غريبة الأطوار

.

.

.

تشاهد المسرحية القديمة التي تعرض باللون الأبيض والأسود والتي تحبها والدتها منذ أن كانوا صغار ، ترمي قطع المكسرات لفمها وهي تدعي الأنسجام حتى جذبتها وإنسجمت فعلاً لولا أن جائت ميادة تدفع عربة دُميتها لتصيح بها
: الصالة وش كبرها طسي هناك ، ولا أقولك طسي من الصالة
هربت ميادة خلف ظهر عفراء تحتمي بها للألا تطردها لين في حين أن عفراء قد أشتعل غضبها : مو بعاجبتك الجلسة قومي أنتي
لم يطول النقاش وعادت لين للمشاهدة وأخذت الصغيرة حذرها من أن تقترب منها
اما عفراء فكانت تتأمل لين كيف ستنجب صغاراً في المستقبل وهي حتى لا تتحمل أدنى تصرف يصدر من الأطفال تذكرت أحلامها التي اصبحت تتكرر عليها لا تعلم هل بسبب تفكيرها في الأمر ام ماذا
ومع أنها قطعت وعداً أن لا تعيد فتح موضوع الأنجاب معها حتى لاتزعجها إلا أن قلب الأم كان يخشى أن تكون إبنتها تعاني من مرض أو تكيسات في المبايض كما حدث مع عفراء قبل أن تنجب غزل
تنحنحت وقالت في محاولة للبدء : شيخة كم بقي على شهرها
لين بعفوية : مع عهد احسبي لعهد وتراها قريبة منها
عفراء بنبرة مقصودة : وغلا توها متزوجة مسرع حملت .. الا كم لها
دقت أجراس الخطر بداخلها وأجابت : شهر ونص مدري نسيت
عفراء: يعني مع روابي ماشاءالله الله يتمم لهم
قضمت بقوة على قطعة الفستق دون أن تبعد قشرتها وكادت أن تختنق .. والدتها لن تنسى إلا عندما تراها حامل .. ماذا تفعل هل تختلق كذبة الحمل ؟ لا يوجد طريقة غير هذه او المصارحة
ولكنها فضلت الهرب كـ حل أخير : يمه توصليني الشقة ريان بيجي اللحين
عفراء بسخرية : صح بتلحقين تسوين الغداء
صمتت لين لتتابع والدتها : قولي له بتأخر ورانا مشوار شوي
لين فزع : وين بنروح
عفراء ببرود : نسوي لك فحص نشوف تحاليلك وفيتاميناتك
فركت لين يديها ببعض تفرغ توترها ، هي تعلم أن مغزى زيارة الطبيبة ليس كم قالت
قامت عفراء من عندها وهي من تظن بأن لين تتهرب من مواجهة الحقيقة خوفاً أن تكتشف شيء بها ولا تعلم بأن لين تخاف أن تتغير نظرة عائلتها لريان وربما يغضب والدها عندما يكتشف أنه خدعهم حتى لو مضى على زواجهم كل هذه الفترة

.

.

.

ترتجف أصابعها على الأحرف وهي تطلب منه النجدة ، تعلم أن هاذا الأمر يضايق زوجها ولا تريد أن تتسبب بحزنه .. كتبت له ماحدث وطلبت منه أن يآتي ويأخذها الأن ويتحجج بعذر
فعل ريان ماطلبته منه ولكن عفراء كانت بالمرصاد لدرجة أنها قالت لريان الذي يحاول أقناعها بأن والده يريد لين حالاً : تعال معنا عشان لاكانت لين طيبة نسوي فحص لفتاميناتك
كادت لين هنا أن تصاب بالسكتة ، ولكن ريان غمز لها بأن علينا فعل ماتطلبه منّا
وعندما ذهبت عفراء لترتدي عبائتها قال لـ لين : يالخبلة أفحصي أنتي وانا مابتقدر بقول دوامي دقوا علي ولا بروح لأبوي
فرقعت أصابعها وهزت رأسها موافقة
وكما أمرت عفراء قاد السيارة ريان وبجانبه عمته وخلفهما تجلس لين المتوترة من أختيار عفراء للمشفى خصيصاً قائلة أن هنا ستخرج النتائج بسرعة
وصلوا للمشفى وعندما أراد إعطاء عمته بطاقة المصرف الخاصة به لأن هاذا المشفى مكلف جداً قالت عفراء بسخرية : لو هامتك كان وديتها بدون ما أسحبكم وراي .. خلها معك بنتي ماني بعاجزة عنها
نظرت له لين نظرة إستنجاد للمرة الأخيرة ولكنه قبض على كفها محاول إيصال الكلمات التي لايستطيع قولها
لم تنتظر كثيراً فـ فوراً نادت الممرضة بأسمها وتقدمت والدتها التي أصبحت حازمة فجأة ولم تعرفها
دخلت من خلف عفراء وألقت السلام وهي تسمعها قد بدأت بقص مشكلتها للطبيبة التي تفوق عمر والدتها بسنوات
كانت تهز رأسها بفهم مع كل حرف تقوله عفراء ثم بدأت بسؤال لين : طول فترة زواجك أستخدمتي موانع
التفت على والدتها التي سألت هاذا السؤال قبل ساعة قائلة عهد فعلتها إذا أنت ستفعلينها
هزت رأسها بلا لتقول الطبيبة : كيف دورتك
لين : ما أحسب لها
الطبيبة : طيب تستخدمين أدوية أو مكملات غذائية
لين بتوتر جعل الطبيبة تظن بأنها خائفة من نتائج الفحص : لا كنت اخذ حديد وكل ذا قبل زواجي
أشارت الطبيبة بمهنية للممرضة ثم قالت لها : راح نسوي لك سونار كـ كشف مبدئي وبعدها بكتب لك تحاليل تسوينها عند المختبر
لين بأمل لتطويل المدة : كم يوم تأخذ التحاليل
الطبيبة : من ساعة ونص لساعتين

.

.

.
الساعة الـ2:30 مساء

تقرأ رسالة لين في المجموعة عندما أخبرت نور بأن ميادة في عهدة غزل حتى تعودا من مشوارهم
لو فكرت مئات المرات لاتجد سبب لذهابهم وخاصة مع هاذا الوقت ، حاولت كبح فضولها حتى ترد لين
أغلقت هاتفها عندما رأت عماد قادم للجلوس على الأريكة المقابلة لها بعد أن أنهى الغداء وهي تدعو الله في سرها أن يهديه
سألها بنبرة حادة : متى بتولدين
عهد : بعد شهر ان شاء الله
زفر بقهر وحدث نفسه : قربت تولد وماما ماحملت
عقدت حاجبيها بشفقة هل ينتظر حمل أمه ، سيصدم حقاً إن علم بطلاقها ، زايد مخطئ عندما قرر تخبئة الأمر
أخرجها من تفكيرها إرتفاع صوت التلفاز ، عرفت أنه يتعمد ذلك لأزعاجها فإخذت هاتفها وقامت بثقل وهي من كانت تتكاسل لصعود الدرج
صعدت لجناحها ووجدت أن زايد قد بدأ بغفوته التي تعلم أنها ستفسد بسبب الصوت المرتفع الذي يضج في أنحاء المنزل

.

.

.

تنظر للطبيبة التي تحدق في الصور التي بيدها ، تخلع نظارتها ثم تعيدها وكأنها تقرأ كلام قد كُتب بلغة أخرى أو معادلة صعبة الحل
نظرت الطبيبة للأم التي يتضح عليها الأهتمام أكثر من الفتاة وقالت : بكتب لك تحاليل اللحين تنزلين المختبر وتسوينها

قامت لين خلف والدتها وفعلت التحاليل المطلوبة وهي مستآءة من كمية الدم التي سُحبت منها وعندما عادتا لمكتب الطبيبة الخالي منها جلستا للأنتظار وأخذت والدتها تسأل الممرضة إن كانت تعرف لماذا طُلبت منهم التحاليل
أرسلت على عهد التي أزعجتها سبب ذهابهم للمشفى ثم أرسلت على ريان تطلب منه الذهاب وهم سيعودون مع سيارة من أحد تطبيقات التوصيل ، كل ماتريده أن لا تطلب والدتها منه أن يحين دوره

.

.

.

لين بملل : يووه هاذي حطتنا هنا وطست
عفراء: لا عادي لو فيه شي قالته على طول
إبتسمت بسخرية والدتها تظن بأنها تقلق
دخلت الطبيبة وتلك الأوراق مازالت بيدها ، جلست في الجهة المقابلة لهم من المكتب ولم تستطيعا التنبؤ بشيء
عفراء : دكتورة ان شاءالله مافيه مشكلة
رمقت الطبيبة الأم بنظرة ، لاتعرف كيف تقوم بإيصال الخبر لها ، لم تهتم بصاحبة الشأن لأنها غير متهمة وتقوم بتعديل مقاس إسوارتها بعكس الوالدة التي يتضح علها القلق والأهتمام
جلت صوتها لا وجود للمشاعر العاطفية في مهنتها وقد زفت أخبار أكثر سوءاً من هاذا
: أخت لين .. بعد نتايج الموجات الفوق صوتية تشاورت مع الزملاء
عفراء : وش صار
الطبيبة: أخذت رايهم بعد ...
لين بأستعجال تريد أن تنهي هذه الفقرة التي سببت لها الصداع : أكيد بخير ومافي شي بس الله يهديها الوالدة موسوسة
" اذاً هذه الفتاة التي لا يظهر عليها الأهتمام بسبب ثقتها في صحتها ، ليساعدها الله "
: مع الآسف من المستحيل إنجاب الأطفال في مثل حالتك
دارت بنظراتها على إبنتها الجالسة بسكون ، صدق حلمي يا طفلتي لقد حلمت عدة أحلام عن مثل هاذا الموقف ولكني قلت أنها من أضغاث الشيطان ولكنها أصبحت تلاحقني لدرجة أني الأن لم أصدم وكأنه كان أمراً وارد
تابعت الطبيبة : مشكلة وراثية ، اضطراب فطري
عفراء تتشبث بأخر أمل : كيف الوراثة فيه غلط أكيد خالاتي وجداتي كلهم يجيبون من عشرة وعشرين ناهيك عن عماتها الكل مخلف وبدون أمراض وأدوية
الطبيبة : الرحم حالة خلقية أصغر بكثيير من اللي لازم يكون ، في مثل هالحالة مستحيل يتطور الطفل في رحمك
تشعر عفراء بغمامة سوداء تأتي حيناً وتذهب ولكنها مازالت تأمل :طيب أكيد لو كلامك صح بتحس البنت مستصحة والدورة عندها منتظمة أكيد التحاليل فيها غلط
تفهمت الطبيبة موقفها لتكذيب الحدث : اذ ماخضعتي لفحص تفصيلي بالموجات الفوق صوتية قبل ذا الوقت بتلاحظين ،الحالة ما تتلاحظ الا بأعراض مميزة وذا اللي صار معك
واخيراً قالت بعد أن أستطاعت ترجمة مايحدث : صح ماقت سويت موجات فوق صوتية بس صحتي تمام وما أشكي من أي مرض
سألت الطبيبة وهي متأكدة من الأجابة : دورتك الشهرية كانت تنحرف لوقت متأخر ولا سابق لأوانه
لين بهجوم : عادي تصير مع الكل أختي كانت كذا وهالحين حامل
الطبيبة للتأكيد وقسوة لعلها تخرجها للواقع: هاذا مو طبيعي رحمك من المستحيل أن يخلق فيه جنين واذ تبين تتأكدين راجعي طبيب ثاني

.

.

.
مازالت تتجلد بالثبات والصبر وكل ثانية تنظر لأبنتها ، تريد منها أن تبدي صوت أو ردة فعل ولكن لم يحدث
سألتها عندما خرجتا من البوابة الكبيرة : ريان وين كان موقف
مع أنها تعرف الأجابة ولكن تريد سماع صوتها فقط
لين : ريان مشى وبنرجع مع أوبر شوفيه ذاك
عفراء: متى طلبتيه
أجابت بسخرية : يوم كنا ننتظر الدكتورة
إتخذتا موقعهم في السيارة وما إن جلست لين حتى قالت لأمها : هاه يمه أرتحتي يوم صدق توقعك وطلعت بنتك مريضة
لم ترد عفراء عليها فهي شعرت بأن لين كانت تهرب من واقعها إلى أن جائت هي ورمتها في العمق بكل بساطة ، أخذت تردد التسبيح والتهليل
تعلم أنها تمر بفترة جمود ومن ثم ستبدي ردة فعلها الحقيقة
طلبت من لين أن تعود معها للمنزل ويبدو أن تلك كانت ستفعل دون أن تطلب منها
ترجلتا من السيارة وغادرت لين للداخل وبقيت عفراء ، حاسبت السائق الذي قال : طهور ياخالة الله يعافيكم ويشفيكم
شكرته وهي من آبتلعت غصتها، لا يعلم بأن العافية والشفاء أمر مستحيل كما قالت الطبيبة قبل دقائق

.

.

.

تضع قدميها في سطل المياه الباردة لتخفف تورم قدميها الذي أصبح يلازمها منذ بداية الحمل ، وحريصة على أن لاتبعد عدسة عينيها عن شاشة الهاتف متنظرة الرد على رسائلها
ولم تعلم بأن الرد سيطول لأن مسك وغزل منشغلتان بالخبر الذي أخبرتهم به لين ثم أقفلت على نفسها الغرفة غير عابئة بالصراخ والطرقات
سمعت صوت ضرب حذائه في الأرض وقد كان يتزين بثوبه وزينته الرسمية .. لقد أخبرها اليوم بأنه سيحضر زفاف أحد ابناء عمه ولهاذا سيذهب مبكراْ
تقدم بخطواته منها وقال منبهاً : نشفي رجولك زين لاتقومين وتزحلقين .. ثم آستدرك قائلاً : عماد وينه جهز ؟
عهد بضيق من عائلتها التي لم يريحوها بخبر وهي من توقعت أن هناك مالا يعجبها : مدري والله من الظهر ماشفته
نزل زايد للأسفل فيما تابعت هي تكرار الأتصالات على أرقامهم ولا يوجد رد
رمت الهاتف بيأس وأصبحت تردد على عقلها أن الأخبار السيئة تصل سريعاً اذا لاداعي من قلقها
نست جميع من حولها عندما أحست برفة تعلو بطنها .. أبتسمت بدأ وقتها المفضل
وضعت يدها على مكان رفساته وهي تتمنى أن غزل بقربها .. هي الوحيدة التي لم تحس برفساته
بدأت بقراءة آيات السكينة على بطنها في عادة تفعلها كلما شعرت بأن هاذا الجنين يحس فيها فهو لايتحرك بهذه الطريقة إلا عندما تكون غاضبة أو قلقة
أخرجها من جو الأمومة ياسمين التي كانت تقفز الدرجات حتى وقفت أمامها وهي تلهث أنفاسها : شفتي عماد
حركت رأسها بلا ثم قالت : لي تقريباً ساعة هنا ماشفته
عضت على آصابعها ثم أفلتتها وعهد مرتعبة من منظر الأصابع الحمراء: وين راح طيب
عهد : يمكن بغرفته
جلست ياسمين على الأرض ثم قفزت واقفة وهي تنادي عليه بصوت عالي ولم تستوعب عهد جدية الأمر حتى سمعت صوت زايد ينادي عليه
قامت بثقل تضع يدها أسفل بطنها ، ذهبت لغرفة التبديل فلطالما وجدته هنا في الأونة الإخيرة يبعثر حاجيتها
ولكنه لم يكن موجود ، أتصلت بالعاملة المنزلية التي أخبرتها بذعر أنها بحثت في الدور الأرضي ولم تجده
خرجت من جناحها ورأت زايد قد سقطت عمامته ويحدث ياسمين بعصبية فقالت له : زايد روح البايكة ذاك اليوم لقيته في سيارتي
نزل زايد مسرعاً وتقدمت هي لتسند ياسمين التي رفضت مساعدتها وهي تقول : أنتي يادوبك بنفسك
راقبت عهد آصابعها المتشابكة وقلقها لتقول : هونيها تلقينه طلع يلعب كورة برا
قالت تلك وهي تفرك جبهتها : حوفك والله ماتعرفين عماد من عرف المشي ماقد تعدا البيت ولايطلع لمكان بدون أبوه
عهد : من قال أنه طلع يمكن نام بالغلط في مكان وما انتبهتوا
حينها أنفجرت ياسمين ببكاء جنائزي وهي تحاول السيطرة على عبرتها
وحين رأت نظرات عهد المستفسرة قالت وكل كلمتين تفصل بينهما شهقة ألم : هو له كم يوم يقول لزايد أذ ماجبت أمي بشرد من البيت ... ماتوقعنا يسويها
خفق قلب عهد ، هل هرب من البيت متعمداً ! لم تفكر في شيء قدر تفكيرها في خط السيارات الذي يلي منزلهم ، فقط تتمنى أنه إستطاع إجتيازه بسلامة وبعدها كل أمر هين

.

.

.


إن سألتموني عن أكبر أمنية لي الأن
هي البكاء .. نعم أتمنى أن أبكي حتى تحمر عيناي ويصبح صوتي مبحوحاً
أتمنى أن أصرخ أن أحطم أن أنتقم
ولا تسألوني ممن أنتقم فهناك عدة أشخاص أفكر بهم
نظرت حولي نظرة خاطفة إن عجزت عن البكاء ولا أقوى على الصراخ فيمكنني التحطيم
وكعادة كنت أفعلها أيام المراهقة وكانت تريحني كثيراً
فتحت الخزانة التي مع الأسف لم يكن بها الكثير من الحاجيات ولكني حطمت
توجد كتب للمستويات القديمة ايضاً مزقتها وكأني أمزق مخاوفي
نظرت للتسريحة ووجدت علبة البودرة ولم أتفانى بتفتيتها
نزعت غطاء السرير وبعثرت المكان حتى أصبح المكان مبعثر لا مكان لعاقل فيه
كنت أريد العودة للسرير فوخزتني قطعة كرستالة سقطت من إحدى الثياب التي مزقتها
وكأني كنت أنتظرها حتى أنفجرت ببكائي الذي حرصت على عدم توقفه
فقدت توازني وسقطت ومع هاذا لم أشعر بالألم
الألم الداخلي أقوى أشعر بأعضائي الداخلية تتآكل قهراً من أمي
هل كان من اللازم أن تذهب بي وتكتشف نقصي وعجزي
لما لم تتركنا نظن كل هذه السنين بأنه سبب ريان وأُعفى أنا من القيل والقال
ماذا قالت تلك اليوم ؟ العلاج مستحيل


شدت على أسنانها بقهر هي لاتريد العلاج ولكنها تريد دفعة أمل لتزرعها في قلوب أولائك
الذين إن علموا بمرضها لن يتراجعوا عن جلب ضرة تشاركها ريان
فـ قبل شهور وعندما قال ريان أنه هو المريض سمعت والديه وأشقائه يقولون له لتجرب الزواج من أخرى
ولم يتوقفوا عن ذلك مع أن ريان يعيد مراراً وتكراراً : انا المريض انا المعلول
توقفت هنا .. تذكرت قهر ريان تذكر حزنه وإنطواءه تذكر شعوره بالعجز
ماهي ردة فعله إن علم بخبر مرضها في حين أن مشكلته سلسة الحل مقارنة بها
تثق بحبه ولكنها تتوقع منه كل شيء
ذكر في القرآن الكريم أن المال والبنون زينة الحياة الدنيا
تتوقع أن يأتي ريان يوماً ما ممسك بيد فتاة صحيحة سليمة ويخبرها أنه يريد أبناء
وكأنها تتخيل أن يقول لها متشدقاً أن مكانتها لن تتغير
سحبت شعرها تحاول كتم أنينها حتى لا يُسمع من قبل من يطلبونها فتح الباب
وهي قد قررت مثل ما أراد هو كتم خبره عن عائلتها ستكتم هي خبرها عنه وعن عائلته

.

.

.

مازالت تجلس بعبائتها وفتياتها يتحلقن حولها مدركات أن في هذه المشكلة أمهم من تحتاج للمواساة لا لين
وعندما أحست بأنها بالغت في نشر الطاقة السلبية تمتمت : الحمدلله على كل حال
جلست مسك بجانب والدتها وحضنت عضدها : أهم شي أن لين طيبة وماتونس شي وماهي بأول ولا أخر وحده
عفراء بعجز : أنتم مصدقين قولها يوم تقول ماهمني ومابي عيال ... والله ياهي تحاول تضحك على نفسها ولاكانت تبي روحة المستشفى بس أنا جبرتها
غزل بواقعية : يعني لو مارحتوا المستشفى بتحمل ؟؟ ماله دخل مو تقولين اللي فيها من ولدت لا تضغطين على نفسك يمه وقومي بدلي أبوي بيجي اللحين
قامت عفراء ممتثلة لطلبها وقالت قبل أن تصعد : دقوا على ريان خلوه يجي محد بيطلعها من الغرفة غيره
هزت مسك رأسها بموافقة لرأيها وأخذت هاتف والدتها وأرسلت على ريان : تعال يم البيت
رد ريان الذي كان يظن بأن عفراء ستجبره على الكشف حقاً : انا مشغول مرة ثانية
هنا كتبت مسك لتجبره على ترك شغلة : لين مريضة وتباك أستعجل
وحقاً حدث ماتريده فـ ريان قاد سيارته متهوراً وبرعونة لمنزل عمه وكل تفكيره في زوجته
هل حقاً عجزت بنيتها عن التحمل في مواجهة ضغط عفراء في حين أنه هرب من المواجهة كالجبان !

.

.

.

جائتا عائشة ودانة فور إتصال ياسمين بهم .. والرجال يحومون باحثين عن عماد في جميع الأنحاء وزايد لا يفعل شي سوى الجلوس أمام الباب الرئيسي وكأنه يثق بأن غياب إبنه لن يطول ولن يفرط به صغيره وسيعود على الفور
الندم ينهشه لم يفعل عماد ذلك إلا بعد إحساسه بالغربة ، مع أنه كان حريص عليه إلا أن الصغير يفتقد والدته وبشدة وهو أصبح يضيق الخناق ويقلل زياراته لها لأن بدأ يشعر بتدخلات تمس تربيته وهاذا ما لن يرضاه
كان همه الأكبر أن ينعم إبنه بتربية سليمة ، ولكن ماذا حصل إبنه هرب مثلما كان يهدد منذ فترة
ولا يعلم أين هرب فهو لايملك صداقات ولا أقرباء هنا .. الآف الخيالات السيئة تتوالى عليه
قام بسرعة عندما سمع رنين هاتفه وحين ما رأى الرقم الغير مسجل توقع أن أحد اللذين في مركز الشرطة يريد التواصل معه
ولكن قابله صوت المتصلة الباكي فهي منذ إن أرسلت لها ياسمين خبر ضياع طفلها ومن ثم أقفلت الهاتف ولم تستطع التواصل معها لم تجد أمامها سوى زايد تسأله عن المستجدات
ولأنه كان يتوقع أن عماد لن يفعل تصرف كهاذا الا بتشجيعها حتى قابلها بالتهديد والوعيد ولكنه صدم عندما قالت بنبرتها الباكية
: والله ماقلت له شي حتى لما كان يقول بشرد عندك ولاترجعيني لأبوي كنت أغصبه يرجع عشان لايجي ببالك أني محرضته .. اما سالفة النحشة والشردة ماعمرها طرت علي
أغلق الخط ورما هاتفه غير عابئ به ، ليس متأكد من صدقها ومع هاذا لاتهمه الأن بقدر عماد
عندما يجده سيكون لكل حادث حديث
سمع صوت نداء الصلاة ليتذكر أنه لم يطلب ربه أن يعينه في هذه المصيبة ، رفع أكمامه وأتجهه للمسجد وهو يحاول الحفاظ على هيئته الثابته
دخل لدورات المياة وتوضأ بسرعة وكأنه يخاف أن يعود عماد للمنزل ولن يجده
دخل المصلى بعد أن خلع نعليه وحين ما تقدم ليصلي تحية المسجد
لمح ذلك الجسد الصغير الذي يوليه ظهره ويجلس في زاوية منعزلة


( أنـتـهـى)


جُذاذ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-08-22, 12:43 PM   #272

الهاام الشهري

? العضوٌ??? » 500869
?  التسِجيلٌ » Mar 2022
? مشَارَ?اتْي » 156
?  نُقآطِيْ » الهاام الشهري is on a distinguished road
افتراضي

لين تشارك ريان نفس القدر💔💔
جُذاذ likes this.

الهاام الشهري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-08-22, 09:14 PM   #273

الهاام الشهري

? العضوٌ??? » 500869
?  التسِجيلٌ » Mar 2022
? مشَارَ?اتْي » 156
?  نُقآطِيْ » الهاام الشهري is on a distinguished road
افتراضي

ودنا ببارت نشوف وش صار على عماد وريان
جُذاذ likes this.

الهاام الشهري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-08-22, 04:15 PM   #274

جُذاذ

? العضوٌ??? » 493705
?  التسِجيلٌ » Oct 2021
? مشَارَ?اتْي » 287
?  نُقآطِيْ » جُذاذ is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الهاام الشهري مشاهدة المشاركة
لين تشارك ريان نفس القدر💔💔
اعذرينا الهام بس كان لازم يصير كذا


جُذاذ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-08-22, 06:54 PM   #275

جُذاذ

? العضوٌ??? » 493705
?  التسِجيلٌ » Oct 2021
? مشَارَ?اتْي » 287
?  نُقآطِيْ » جُذاذ is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الهاام الشهري مشاهدة المشاركة
ودنا ببارت نشوف وش صار على عماد وريان
الخميس ان شاء الله


جُذاذ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-08-22, 03:57 PM   #276

جُذاذ

? العضوٌ??? » 493705
?  التسِجيلٌ » Oct 2021
? مشَارَ?اتْي » 287
?  نُقآطِيْ » جُذاذ is on a distinguished road
افتراضي

(30)


"أتيتِ تبغين شعراً كُلُّه فرحٌ
‏أنشودةً عن زمانٍ كلُهُ رغدُ
‏فما سمعتِ سوى الأشعارِ باكيةً
‏وما رأيتِ سوى الإنسان يرتعدُ.."


يحركه كـ ريشة يمنة وشمال وهو يرعد بغضب: ماخفت أبوك تجيه جلطة هذه وانا اللي كنت أقول ولدي عاقل طلعت رخمه
خرجوا النساء على صوت توبيخ زايد ليتفاجأوا بالصغير الذي يغطي عينيه إحراجاً من والده لا خوفاً
زايد بتمثيل للعصبية حتى لايعود إبنه لمثل هذه الحركات مستقبلاً : ياسمين أمشي أخذيه وأقفلي باب غرفته زمن الدلع راح اللحين بس أشوفه برا الغرفة بكسر رجوله
هرب عماد خلف ياسمين التي بدأت بالبكاء فرحاً بعودته اما زايد فهو إلى الأن لم يتخطى ما حدث .. ماذا قال له ! خالتي مريم أمرتني بالذهاب للمسجد لأختبئ منك حتى تعيد أمي
هذه المريم تجبرت لدرجة أنها تعصي إبنه عليه
ولكنه سيقطع العرق ليسيح الدم
دخل المنزل ليغير ملابسه المتسخة بسبب بحثه طوال اليوم ولحقت به عهد ، وما إن أنفردا في جناحهم حتى جلست بتعب على الأريكة وهي من هلكت بسبب مجاراتها لسرعته
وقالت له : ترا مو حلوة تكلمه كذا قدامنا قول اللي تبيه بس مو قدام الكل
زايد بضيق : مو وقتك أنتي الثانية
عهد بشفقة : أنت شفت حالته أنت تكلمه وهو عينه على اللي حواليه كنه خجلان
يعلم في قرارة نفسها أنها محقة ومن الخطأ أن يعاقبه أمام الجميع ولكن هل كان يتحلى بالعقل وقتها
أرتدى ثوبه ونزل مغادراً لوجهته أما عهد ما إن أطمئنت حتى عادت للأتصال بغزل سائلة عن لين ووالدتها

.

.

.

تنظر له كيف يغطي وجهه بالوسادة وشعور عميق بالذنب يغتالها .. لو لم تغفل عنه لما أستطاع الخروج
تقدمت إليه وقربته لحضنها وتجاوب معها .. كان تحاول السيطرة على دمتعها لكي لا تفزعه
عماد لها إبن أكثر من إبن أخ
فبعد طلاق والديه تحملت مسؤليته كاملة وهي فرحة وسعيدة
تعلم أنه يعاني من ضغط عصبي بسبب تشتت وأختلاف أساليب التربية بين منزلهم ومنزل والدته
قبلت رأسه ثم سألت بنبرة حاولت قدر المستطاع دفع كمية حنان فيها حتى يهدأ روعه : لو شفت بابا كيف خاف لما ضيعك كان بيكلم الشرطة
أحست بجسد الصغير يتصلب عند ذكر الشرطة وتابعت : ليش عماد طلعت بدون إستئذان لو قلت لي وديتك المكان اللي تبيه
سمعت صوته المكتوم يقول : خاله مريم قالته
عقدت حاجبها : وش قالت
رفع رأسه وهو يشرح لها لعلها تصدقه : قالت اذ ابوك مارجع امك اشرد من البيت وحتى قلت لها اخاف احد يخطفني قالت روح المسجد مابيصير لك شي
ياسمين تحثه على الأكمال : وأمك وش قالت
عماد : ماقالت شي .. بس انا سويت كذا عشان بابا يجيب ماما من عند جدي
هزت رأسها بفهم وعادت تمسح على شعره .. وتمتمت بغل : بيطلعون فيه عقدهم النفسية بس صبرهم علي

.

.

.

خرجت من غرفتها بشكلها الفوضوي فهي ما إن سمعت صوته حتى نست كل شي ولم يبقى في بالها إلا إنقاذ مخططاتها التي غرقت طوال الساعات الماضية في رسمها
ولكن تأخر الوقت وعند وصولها وجدت والدتها تحكي ماحدث معهم اليوم لوالدها ولريان
وريان ينظر لها بنظرات عدم تصديق
هل حاكت هذه الكذبة أم فعلاً حقيقة
هل كتب عليهم القدر أن يتشاركا حتى نفس العلل
تأكد من صدق ماسمعه عندما رأى كيف أنفاسها تعلو وتهبط وبعد ثواني صاحت بأمها: ليش علمتيه
عفراء وهي تمثل الجدية : من حقه يعرف
فتح عساف ذراعيه لأبنته ولكنها لم تجيب ندائه .. أقتربت من ريان وسألته بحذر : وش قالت لك
لم يرد ريان من غرابة الموقف لتقول لوالدتها : علمتيه بكل شي قالوه لنا
هزت عفراء رأسها بنعم .. فدافعها الكبير لأخباره هو قدرته على التعامل معها
عندما مسكت جانبيّ رأسها وأخذت تحوم كـ لبوة والجميع لا يفعل سوى تبادل النظرات
حتى قالت بعد أن جلت حنجرتها : ترا حتى ريان منعدم
فتح عينيه من إسقاطها لتكمل بقهر وكأنها تذكره بأنه يشاركها نفس المرض : ايه منعدم له ثمان شهور كاشف على نفسه وقالوا له إحتمال إنجابك ضعيف
رمقته بنظرة : هاه ماودك تنكر
قام ريان المتعجب من حركاتها التي لاتمس للين الحقيقة بصلة ووافقها على كلماتها وهو يسحبها للجلوس ولكنها سحبت يدها منه وهي تشد على الحروف قائلة : رجعني الشقة
نظر ريان لعمته لتهز رأسها موافقة .. خرجت لين فوراً للسيارة تاركه خلفها حاجياتها
فناولت عفراء ريان طرحة رأسها وقالت ببهوت أشبه بالأشباح : دقايق أجيب شنطتها
وبعد أن أعطت ريان الحقيبة والهاتف ورأت مغادرته عادت أدراجها لغرفتها ببطء وكأنها تتمنى أن تعود لين وتقول لأمضي الليلة هنا
وجدت غزل ومسك تجلسان ومن الواضح أنهما سمعتا ما حدث ، تعدتهما دون أن ترد على كلامهم
دخلت غرفتها وعندما تذكرت شيء أطلت برأسها وقال : لاتجيبون لعهد سيرة
غزل بورطة : توني مقفلة من عندها .. علمتها
أغلقت الباب وحمدت الله أن قدميها إستطاعت إيصالها إلى هنا دون أن تخذلها
تخاف أن تربط لين بينها وبين الخبر الأسود الذي حل بها هل ستحكي لين في السنوات القادمة قائلة أكتشتفت مرضي بسبب أمي
وكل هاذا أهون من أن تعتزل لين القدوم لهنا .. دائماً تعتزل ما يؤذيها
هل ستعتزل منزلها ووالدتها وشقيقاتها ؟
تفعلها نعم عندما تكون لين حزينة أو غاضبة تعتزل الجميع فيما بينهم زوجها الذي سيعاني معها كثيراً
قامت للصلاة .. لا شيء سيريحها غيرها وعندما وقفت أمام مرآة المغسلة وجدت آثار الدموع مازالت على وجهها
لاتذكر بأنها بكت ولكن منذ اليوم والدموع لا تتوقف ..
لا بأس .. أغسلي رماد روحي وسواد أيامي السابقة .. فأنا أتنبأ بأيام أشد سواداً يتصدر عنوانها فقداني لصغيرتي بسبب فضولي

.

.

.

بعد أن أوصلها للشقة كما أرادت تفاجأ بها تمنعه من الدخول
ريان بصدمة يدفع الباب : بعدي هناك بلا فضايح
لين التي تبذل قصارى جهدها لتستطيع إغلاق الباب ولكن مع الأسف جهد ريان أكبر : والله ماتدخل وهذاني حلفت وإن دخلت من هنا بطردك مع الشباك
وحين غفل ريان لأقناعها دفعت الباب وأقفلته عدة قفلات بالمفتاح وبعدها زفرت براحة : دور مكان يضمك الليلة
وذهبت لغرفتها غير عابئة بمن خلف الباب
اما هو مسح جبينه بضيق ، ماهذه التصرفات الطفولية الوقت ليس وقتها ابداً
ولأنه يعرف أنه من المستحيل أن يُفتح له الباب ذهب لقضاء الليلة في منزل عائلته ومنها سيخبرهم بالخبر الذي حصل عليه
ترجل من سيارته وهو يمشي لداخل المنزل محاولاً رسم ملامح السخرية على محيّاه ومحو ملامح الحزن الذي لم يعطى الفرصة لعيشه
من حسن الحظ كان والده مع اشقائه يجلسون حول طعام العشاء فشاركهم اياه وهو لم يلقى كلمة غير السلام ، وبعد أن أنتهوا وجاء الشاي تنحنح ريان قائلا لوالده المنشغل عنه بملاعبة إبن ياسر
: والله يا يبه كان فخاطري أشوفك ماسك ولدي بيدك بس سبحان الله
أستغرب والده قليلاً أن ريان هو من عاد لفتح موضوع مرضه وهو الذي ينزعج في كل مره يذكره به أحدهم
وحين لم يجد رد أكمل : اليوم وديت بنتاخيك المستشفى وقالها الدكتور لاتآملون الحمل ماش مستحيل
تبادل ياسر النظرات مع ريان ليستطيع فهم ما يقوله بصورة أوضح ولكنه لم يستطيع إلى أن قال والده بنبرة يكتم فيها غضبه : والله اني كنت اقوله البنت المبلية وقمت تميرضت عشان تغطي عليها
فزع ريان من ربط والده وقال : مبلي ولقى له مبلية يعني فكرة العلاج اللي كل ساعة والثاني تكلمني فيها إنساها أريح لك ولي
وقام مغادراً وهو يشعر بنشوة الأنتقام ، نعم يرى أنه أنتقم من عائلته التي تضغط عليه في موضوع العلاج والأطفال ليس وكأنه رجل بالغ عاقل يعرف كيف يصرف حياته
الأن سيحتار والده في علاجه أم علاج إبنة أخيه
اما لين فشعوره بالذنب الذي كان يسيطر عليه عندما يرى الفتيات من حولها يصبحن أمهات وهي لا ، إختفى
هو ليس المذنب الوحيد
الأن سينعمون بحياة هادئه لن يستطيع أحد منهم رمي الذنب على الأخر أو التحسس من نفسه
فهما في نفس دوامة القدر


.

.

.

خلع نعليه أمام الباب ودخل الأستراحة التي يجتمع شباب قبيلتهم فيها وفرح عندما لم يجد إزدحاماً
فقط شرف وأحد ابناء عمه المراهقين
إتكئ على المركى وهو من كان يريد شخص يتحدث معه بعد أن شعر بالملل
ولكن أحدهم منشغل بالمباراة والثاني من حركة أصابعه يتوقع بأنه يكتب محادثات لأحد ما
بالطبع هو شخص خاطب فمن الطبيعي جداً أن يحادث خطيبته خاصة وأن الساعة الأن تقترب من منتصف الليل
زفر بملل فهو لديه من تدعى بخطيبة ولكنها غريبة الأطوار .. هو المخطئ لأنه يستمع لكلام شقيقته ويفعل ما تقوله
واخيراً إنتبه له شرف الذي أغلق هاتفه ووضعه في جيبه : علامك في شي شاغل بالك
طلال بأستدراك : كل خير
شرف : كلموك الشيبان عن العرس
طلال بضيق : فكني من العرس وطاريه
شرف بحماس : لاتقول هونت بعد ماسحبتني
طلال بهدوء : ماهونت بس أفكر اأجله
شرف بفضول ألم تخبره شيخة بأن طلال يعيش مع خطيبته أسمى معاني الحب والوله : اييه أجل نسايبك يبون يأجلونه
هنا خطرت فكرة على عقل طلال لا بأس بطلب المساعدة ولو قليلاً ، ربما أسلوبه كان خطأ من البدايه لا يعرف هل الفتيات تحب أن يوضح لها خطيبها إندفاعه أم يتصنع الثقل
تنحنح وأعتدل بجلسته ثم سأل : تكلمها
صُدم شرف لا يعلم لما فهم أن السؤال موجه له مع مسك : أكلم من
طلال بأحراج من شخصية الفضولي التي يتصرف بها : حرمتك
شرف بأبتسامه راحه : اشياء شخصية مالك دخل
طلال بذهول : يهب توك شهرين مسرع طاح الحطب
مازال تعجب شرف يزداد ، ألم تقل له شيخة أنهما إنسجما مع بعضهما البعض منذ الدقيقة الأولى لما يستغرب الأن ولكنه قال على سبيل الحديث : سو زي شيابنا وقول عيب ومايصير عشان أهفك بالفنجال
عاد طلال ليتكئ : ماني بقايل شيء دامك عقدت علاها محد له حق يقول حرف
صمت طلال وعاد للأبحار في مشكلته من المحرج أن يقول لأبن عمه أعطني طريقة لترضى علي خطيبتي وتحادثني



بعد أن خطب إحدى فتيات قبيلته وكانت والدته من أختارتها ورأى فيها جميع محاسن الفتاة فـ راقت له نسي تلك بكل سرور
فزوجته كانت ذات بشرة بيضاء صافية وجسم ممتلئ بعض الشيء وصوت هادئ وخجول
جميع هذه المميزات لم تكن في تلك ولا يعلم لما أعجب بها في تلك الفترة
هل بسبب المواقف العديدة التي حدثت بينهما أم ماذا .. لا يعلم بالتحديد ولكن كل ما يعلمه أنه مرتاح مع من تدعى زوجته ونسي تلك التي كانت مشاعره لها مجرد سد فراغ مؤذي

.

.

.

يصعد الدرج بضيق من أحداث اليوم وهو يحاول كبح رغبته في زيارة إبنه في غرفته ليستوعب جدية غضبه
عليه أن يعيد التدقيق في أين يكمن الخطأ في تربيته حتى يكف عن عائلته المخاطر الأتيه
فاليوم عندما ذهب لخاله وطلب منه بكل أحترام وتقدير أن يخبر مريم بعدم تكرير حركتها وملئ صغيره ضده
صُدم بالردود المشجعة " رجال، لاقال فعل ، مطنوخ "
ولم يستغرب كثيراً لأن دافعهم هو عودة مروج لعصمته ولهاذا سيستغلون عماد فهو ورقتهم الرابحة
ولكنه سيمنع الزيارة حتى إشعار أخر
دخل غرفته وما إن حطت أقدامه أرضها حتى سمع صوت بكائها الذي بدأ منذ سماعها لما حصل في منزل عائلتها اليوم حاولت مغالبته فوراً عندما رأته
فهو مر بيوم صعب لن تزيد همومه لذا قامت مغادرة لدورة المياة بعد أن أخذت روب الأستحمام لتمنعه من أي اسأله
وهو عندما لاحظ عدم رغبتها في بدء حديث معه غير ثيابه وخلد للنوم

.

.

.

تزفر أنفاسها بملل فـ مسك قد قررت النوم في غرفتها الليلة ومع ذلك لم تكف عن الحركة والتقلب طوال الليل
فقالت بغضب: معليش بس حركة زيادة وتنطردين
هنا جلست مسك التي من الواضح أنها تعاني من التفكير : بقطع شعري كم لها متزوجة ماعرفت تكشف الا اللحين
غزل بملل : انتهينا قفلي عالسالفة
مسك : انا وين وأنتي وين ... انا في سالفتي اللي بتتأجل بسبب الأخت لين
غزل بتعجب : وش عندك
مسك : أفكر أسوي شيء بس لاسويته بتنجلط أمي
غزل بفزع : تكفين فكينا منك ترا خاطري للحين مكسور من أمي شفتي كيف وجهها تحسين كأن هي اللي تسببت بمرض لين
ثم أستدركت لتسأل بتوجس : أنتي وش بتسوين
مسك بصراحة قالت ماكانت تكتمه لشهور : أفسخ الخطبة
غزل : ليش
مسك بضيق : لأنها من الأساس غلط
غزل : أذكرك كنتي مستانسة
مسك : لا أستانست ولا هم يحزنون بس موافقتي كلها عشان أقهر ناس
سألتها مستغربة : اللحين الحفلة اللي مابقى أحد ماجاء فيها والتكاليف والمعازيم كلها عشان بتقهرين لك ناس
مسك : لا الصدق الحفلة سويتها تغيير جو
عمت لحظات صمت ، مسك تفكر بجدية وغزل ترغب في شتم شقيقتها ولكنها لا تجرؤ .. لما ترى الحياة بهذه البساطة وتعاملها كـ لعبة
قالت مسك بحماس بعد أن توصلت لفكرة : وش رايك عشان ما أخسر صداقة غلا أخليها تجي منه يعني أبين أني رفلة وما أعرف شغل البيت وتافهه وأهتماماتي لبس ومكياج
غزل بعقلانية : طيب والرجال اللي خطب وعقد ومتأمل فيك ليش تستخدمينه عشان تقهرين ناس ، ماتخافين من ذنبه ماتخافين ربي يعدم مستقبلك بسببه
حاولت مسك إسكاتها فهي لاتريد أن يستيقظ ضميرها ولكن غزل تابعت : معليش بس الأطفال مايسوون حركتك .. حطي نفسك مكانه يجيك واحد يخطبك وتستانسين أخيراً بتستقرين وتبنين معه آمال وبعد كم شهر يجي يطلقك يقول والله معليش كنت بقهر بك ناس
عقدت مسك حاجبيها من الخيال المؤلم لتكمل وهي تخفي سعادتها بتأثر شقيقتها : بيصير قيل وقال ويمكن تقل فرصه في الزواج لأنه مطلق وهو ماله ذنب
ثم صمتت لتتركها تفكر في حديثها وبعد دقائق سألتها : هو فيه عيب
مسك بتكشيرة : مافي بشر كامل كل البشر فيهم عيوب
غزل : توصل للطلاق ؟
لم ترد لتربت على كتفها وهي تقول : فكري لمرة وحدة في حياتك وحطي خوفك من الله قبل كل شي
وبعدها أستلقت تمثل محاولة النوم ورأت كيف قامت مسك وهي تحاول المشيء في الظلام .. فتحت الباب وخرجت لغرفتها
عندها تنهدت غزل براحة ، شقيقتها تحتاج فقط إلى من يحدثها بالعقل وتأمل بأن يكون قد نفع معها

.

.

.

جلست على سريرها وكلمات غزل مازال صداها يرن في أذنها ..لم تضع كل هذه الأحتمالات في عقلها
حقاً ظهرت بمظهر السخيفة ، كل هاذا لأجل كسر كلمته وماذا حدث
هو ذهب ووجد فتاة للزواج منها وهي خاطرت بحياة فرد لادخل له فيما حدث
تذكرت محاولاته للتواصل معها وكيف قابلته بكل برود وأنعدام ضمير
هل كما قالت غزل سيعاقبها ربها بسبب فعلتها
وضعت يدها على جانب صدرها الأيسر بخوف ، ليست مستعدة لتدهور حياتها بسببه
لذا قفزت وأخذت هاتفها ودخلت محادثته
قرأت ردها البارد وكانت ستبصق على نفسها .. كانت محاولة لطيفة لبدء الحديث أفسدتيها بتجبرك

كتبت له في رسالة واحدة :
السلام عليكم ورحمة الله
أعذرني على كل شي
بس جالسة أعيش ظروف عائلية مشتتة تفكيري

قرأت ماكتبت وضغطت على زر الأرسال ، لا بأس هذه كذبة بيضاء ستصلح ما أفسدته
رمت هاتفها على السرير وتبعته وهي تحاول النوم بلا تفكير ولكنها لم تنجح

.

.

.

الساعة الـ7:00 صباحاً

تمسك بيد إبنتها التي تمشي بكسل وكأنها ستنام واقفة ، توبخها بهمس حتى لا ينتشر صوتها في العمارة الهادئة ، أغلقت باب شقتها وعندها فلتت يد ميادة منها ، رفعت رأسها لتجدها في أحضان ريان الذي يبدو وكأنه قادم من الخارج
أبتسمت بشفقة عندما تذكرت ما أخبرتها به مسك بالأمس ، كم هو صعب ابتلائه
تتخيل أن تعيش بدون زوج ، ومال ، وأهل
ولكنها لا تتخيل العيش بلا إبنتها ..
سمعت صوته يلقي التحية وردت : وعليكم السلام ورحمة الله
ريان بتنبيه مشير لميادة : كنها باردة ثقلي ثيابها
مدت نور يدها لتشبك الصغيرة أصابعها بيد والدتها : ان شاء الله
سأل ريان وعلامات الأحراج تظهر على ملامحه : كلمتي لين ولا كلمتك
أجابت بالنفي وخرجت للسيارة المتواضعة التي إبتاعتها منذ شهور والتي مازالت تدفع أقساطها ، وهي تتمتم بشتائم تشتم بها لين
فـ ريان يتضح عليه التعب والأرهاق ماذا تقصد بأنها لاتريد أن يدخل الشقة ، يبدو أنها أعتادت على الدلال
وصلت لمنزل عساف ونزلت كعادتها لتضع صغيرتها هنا ، فتحت عفراء الباب بصورة لم تعتد رؤيتها فيها
هالات عينيها بارزة وهي من كانت تنافس بناتها في جمال البشرة
حملت ميادة وحقيبتها لتقول نور بكذب ولكنها تريد أن تطمئن الأم المهمومة : تو ناصيني ريان ولين رايحين يفطرون ، الله يهنيهم مرتاحين الحمدلله
عفراء بأمل : ولين كيف نفسيتها
نور بتأنيب الضمير لأنها تكذب : لين اللي نعرفها بس ماعطتني وجه تعدت بسرعة
هربت فور إنهائها لكذبتها ، المقصد من كذبتها هو تلطيف الجو على عفراء فهي كما قالت مسك بالأمس لم تكف عن البكاء
توقفت عند الأشارة وهي تفكر في الرجوع وإخراج لين من شقتها قصراً ، لا يصح الهرب من واقعها
نظرت للساعة لديها متسع من الوقت حتى تعود وتطمئن على لين ومن ثم تعود للعمل

.

.

.
صنع له كوب قهوة سريعة التحضير وبعد أن أرتشف منها رشفة ترك الكوب متقزز من طعمها الذي لم يعتده
: حشى ماء وسكر بيفقع بنكرياسي
خرج من المطبخ دون أن يتناول الأفطار فعندما يتخالف نظامه مع نظام جميع من بالمنزل يحكم عليه بالجوع وهو غير مستعد للطبخ وبدء فوضى لا نهاية لها
عاد لغرفته وأرتدى ثوبه وعصب رأسه بعمامته وهو يحدث نفسه : أنزل لأقرب كافتريا أحسن لي
ألتقط مفاتح سيارته وهاتفه ، أستقر خلف المقود وأخذ ينتظر أن تسخن محركات السيارة ، فتح هاتفه على تطبيقات التواصل واحد تلو الأخر حتى وصل لأخر تطبيق ووجد رسالة من رقمها
فزع مما رأى ، هل أراد إرسال لأحد اصدقائه شيء ما وأرسله لها بالخطأ ، ماذا ستقول عنه الأن !
دخل المحادثة وعقد حاجبيه إلى أن أنهى قراءة رسالتها ومن ثم أبتسم بسخرية : زين فيه تطور قدرت تصف كلمتين على بعض

.

.

.

تقفز الدرجات إلى أن وصلت للشقة المطلوبة ، أخذت ترن الجرس بهمجية فهي لم ترى سيارة ريان بالخارج اذاً ليس هنا
صاحت لين من خلف : ضف عن وجهي والله مافتحته لك
خرجت الكلمات من بين أسنانها بغضب : أبليس وأعوانه كلهم يجرون في دمي خلصيني أفتحي
لين : وش تبين
لم ترد عليها وأخذت ترن الجوس حتى فُتح الباب ، دفعته ودخلت للداخل ولم تُصدم لرؤية المكان مبعثر
فقالت : لو ميادة البزر مسوية هالحوسة تفلت بوجها
لين بضيق : خلصيني وش تبين
نور وهي تقيم منظرها الخارجي ، ايضاً هذه مثل ريان يتضح عليها علامات التعب والسهر
: ليش ماتفتحين لريان الباب
لين : ماني بطايقة شوفته
غضبت نور من أن يحاسب بذنب لم يفعله : وش سوى لك
لين : ماسوى شي بس مزاج مابي أشوفه ، غصب يعني
نور : مافيه شيء أسمه مزاج أكيد عندك سبب خلصيني قوليه
جلست بعجز على كرسي في الزاوية وقالت بقهر : مايمدي وصل له الخبر على طول راح وبشر أهله ، قبل كنت مابي شوفته وانا عارفة أن ماله ذنب بس بعد ماعلمني أن العلم وصلهم خله يشبع بأهله ويخمد هناك
حكت نور جبهتها في محاولة لفهم ما يحدث لتكمل لين : يوم مرض أنقطعت عن أهلي فترة بس عشان لايوصل لهم الخبر بس الحقير شوفي وش سوى
نور : حتى لو علمهم وش فيها
لين بعصبية : فيها أنه يبيهم يدورون له عروس تحافظ على النسل الملكي .. ولا ليش هاتي تفسير ثاني
فُتح الباب الذي نست إقفاله ودخل من خلفه ريان بملامح لاتفسر ولكن من الواضح أنه سمع ماحدث
وقبل أن يكمل طريقه لغرفته وقف أمام لين ونظر لها بنظرة ازدراء وأكمل طريقه
راقبته حتى غاب عن عينها وسألت نور بقلق : كنه تعبان
نور بعد أستدركت ما يحدث : اكيد بيتعب ... والله ياشكله شال بخاطره عليك
لين بخوف : وش سويت
نور : ابد سلامتك .. طحتي من عينه للأسف
لين بسخرية : عسى ماتكسرت
نور وهي ذاهبة : وين تكسرين مع هالشحوم
غادرت نور لتبقى لين بمفردها معه ، نظرته قبل قليل تدل على أنه غاضب و مستاء منها وبشدة

.

.

.


بعد أن أزاح الفوضى التي كانت على السرير إستلقى عليه ... من شدة مايشعر به من تعب ليس لديه طاقة حتى لمحاسبتها على ظنونها السيئة
أغمض عينيه في محاولة لأراحة جسده الذي لم يذق الراحة ليومين ولكن قبل أن يحقق مطلبه سمع صوتها في الغرفة وكأنها تتعمد إصدار الأصوات لتزعجه
لم يبدي ردة فعل حتى ظن أنها عجزت عن إزعاجه .. لحظات هدوء عم المكان بها حتى قالت : ايوه وش ردة فعل عمي وعمتي
فتح عينيه ووجدها تجلس على كرسي التسريحة وتقوم بوضع أحد كريماتها فقال ببرود : وش يهمك
لين بلا مبالاة قامت لتشاركه السرير : مايهمني بس بحاول أفتح سالفة
إستلقت بجانبه وتعمدت سحب اللحاف عنه حتى تزعجه ويخرج من خلف قناع البرود ولكنه لم يهتم
تشعر بالتعب فهي مثله لم تنام منذ فترة ولكنها لاتستطيع النوم دون أن ترى هل حقاً غضب منها
نقرت بأصابعها على كتفه ليجلس متمللاً : خير ان شاء الله لايكون بتطرديني بعد
لين بأسلوب هجومي حتى تجبره عن الأفصاح عن ما يزعجه : انت اللي ليش صاير تدور المشاكل
ريان بذهول : انا
هزت رأسها مؤكدة ليقول هو بسخرية : الشيخة تعودت في كل زعل نوقف الدنيا لعيونها ونراضيها ، و صار الزعل من ممتلكاتها الشخصية مانقدر نستخدمه
لين بترقب : وليش زعلان حضرتك
هنا لم يستطع ريان الصمود طويلاً فقال بقهر
: أجل انا رايح أبشر أهلي عشان أجيب علاك طبينة ! ياليت قلبي في مخباي عشان أقوى أجيب الطبينة صدق وقتها أتحداك تردين حرف
ما إن أنتهى من كلماته حتى بدأت دموعها بالسيلان قفز ريان وهو يعيد ماقاله على نفسه هل اخطأ في إحدى الكلمات
سحبها إليه وطوقها بذراعيه لتبتعد عنه وتقول بعجز : بالله لو كنت مكاني وعندك عمه مثل عمتي مابيجي ببالك
ريان : وانا وش موقعي من الأعراب تتوقعيني بسايرهم !
إبتعدت لين وغطت نفسها كلياً ، هي متوقعة هاذا النوع من الردود ولكنها مازالت تخاف من المستقبل
بعد أن يبرد الحب الذي يكنه لها


جُذاذ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-08-22, 03:58 PM   #277

جُذاذ

? العضوٌ??? » 493705
?  التسِجيلٌ » Oct 2021
? مشَارَ?اتْي » 287
?  نُقآطِيْ » جُذاذ is on a distinguished road
افتراضي

في حوش منزله .. الساعة 10:00 مساء


أنهى مكالمته مع أحد أصدقاء عمله وهو مستاء من مستواه في الأيام الأخيره ، أصبح تقصيره ملاحظ للكل
كان سيقوم لولا أنه سمع صوت خشخشة قدم خلفه
وكما توقع تقدم عماد وعينيه في الأرض خوفاً من أن يغضب عليه والده ، ولكن زايد أدعى عدم رؤيته
حتى قال الصغير في محاولة للفت أنتباهه : اليوم خلصت واجباتي وحفظت جزئية بكرة
ينتظر العبارات المشيدة التي أعتادها ولكن زايد لم ينطق بحرف وهو يدعي ايضاً الأنشغال بهاتفه
وعندما مسك إبنه يده رفع رأسه وقام وبعد أن وضع هاتفه في جيبه : للحين ماسامحتك لاتكلمني
دخل المنزل وهو يرجو من الله أن ينجح أسلوب التجاهل معه
اذا بدأ صغيره في تنفيذ الدسائس وهو بهاذا العمر ... ماذا سيفعل مستقبلاً ، خاصة وأنهم يشحنونه ضد عمته عهد وأخته المستقبلية
سـتكون معاناته كبيرة وربما يضطر لأعادة طليقته لعصمته
دخل غرفته ووجدها تقرأ في مصحفها ومازال شرشف الصلاة يغطيها
وبعد أن إنتهت وجد نفسه يسألها عن ما يفكر فيه منذ أيام : لو جيتك في يوم وقلت رجعت أم عماد لذمتي وش بتسوين
رفعت رأسها بذهول وصدمة و أول ما توارد لذهنها أنه يسألها بعد أن فعل فعلته

كان ينظر لها بدقة ويراقب إنفعالاتها .. قامت بثقل مستندة على الجدار وتوجهت لدورة المياة بعد أن قالت كلمتها الصغيرة : حلالك
زفر بقهر مازالت ترى نفسها دخيلة كما تعتقد ، كان يتمنى منها الرفض والصراخ وربما البكاء
يتمنى رؤية حبها في غيرتها .. عهد لم تتغير ليست كما توقع
واذا كتب في قدره أن تعود تلك زوجة له ، ستعود عهد الباردة الخالية من المشاعر والتي كل ساعة وأخرى تبكي من تأنيب الضمير
خرج من الجناح عائداً لمكانه في الحوش حيث نسمات الهواء الباردة
اذا بقي هناك لن يستطيع كبح نفسه وسيبدأ في معاتبتها وفتح دفاتر الماضي
ضحك بسخرية على حاله بعد هذا العمر يريد لفت الأنتباه والأستمتاع برؤيتها وهي تغار عليه
ولكنها لم تنوله مراده إلى الأن

.

.

.

قامت من نومها فزعة فهي إلى الأن لم تتخطى حادثة فقد عماد ، خرجت من غرفتها لغرفته ووجدته فيها فزفرت بأرتياح ، وعندما كانت عائدة لتكمل نومها سمعت صوت صارخ يأتي من غرفة عهد
ركضت ناحية الصوت وعندما دخلت الجناح لم تجد أثر لها فـ نادت عليها لتجيبها عهد بصوت مكتوم
تبعت الصوت ووجدتها في غرفة التبديل تجلس بشكل مائل و وجهها شاحب فقالت برعب : وش فيك
أستطاعت قول كلمتين بعد شهقات الألم : الحقيني بولد
لحظات حتى أستطاعت إستيعاب الوضع التي هي فيه وأول ما تبادر لذهنها هو مساعدة عهد على الوقوف وهي التي كانت تعض على قطعة قماش لتكتم ألمها
وما إن سندتها وأصبحت عهد شبه واقفة حتى قالت بضحكة صدمة بعد أن رأت ثياب عهد : منجد بتولدين
وسقطت مغشية
إنحنت عهد وهي تصرخ : يارب يارب أرحمني ولا تاخذ روحي الا وأنت راضي عني
بقيت على حالها تدعو وتنادي والدتها كل ما أشتد الألم .. تتمنى لو كان بأستطاعتها المشي ولو خطوات لهاتفها ولكنها عجزت
الجزء السفلي من جسدها عاجز عن الحركة وصوتها غير كافي لمساعدتها

.

.

.


ينظر للقمر ويلتقط له الصور في عادة يفعلها عند إكتماله
إلى أن سمع صوت صراخ أبنه ومن ثم قدومه ركضاً بأتجاهه ، وقف فزعاً من منظر عماد الذي يخبره بأنه يوجد شيء ليس على ما يرام
وتأكدت ظنونه عندما قال أسمها : عهد .. عمه عهد تبكي
ركض فوراً نايحة غرفة المقصودة وهو غير قادر على التصديق فـ عهد عندما تبكي حتى من يشاركها الغرفة لن يستطيع الملاحظة كيف عرف عماد اذاً
دفع الباب ووجدها على الأرض وعندما تقدم ورأى حالتها فهم وضعها
حملها كما هي ونزل بها ، وضعها في المقعد الخلفي وأنطلق بسرعة بعد أن قال لعماد أذهب إلى ياسمين ولم يعلم بأن ياسمين فاقدة للوعي إلى الأن
علق في زحمة السير وأخذ يضرب على المقود بقهر ... التفت للخلف ونادى عليها : عهد كانك صاحية ردي علي
لم ترد عليه سوى بأنين وندائات لأمها
فـ تذكرها حينها وأخرج هاتفه متصلاً برقمها

.

.

.

كانت تدردش مع صديقاتها مستعملة رقم والدتها لأنها لا تريد أن يتضح تسجيل دخول لرقمها وهي ليست في مزاج للرد على رسائله
قاطع نميمتها إتصال من أبو عماد
وبعد تدقيق عرفت من المقصود وما إن أجابت حتى رمت الهاتف وأسرعت راكضة لوالدتها التي أصبحت لاتغادر غرفتها بعد موقفها الأخير مع لين
مسك بصراخ تنادي : يممه يمه
عفراء بأنزعاج : هاه
ألتقطت أنفاسها لتقول : بنتك فالمستشفى بتولد
عفراء بصدمة : من
مسك : انا ... يعني بالله علاك كم عندك بنت حامل
قامت عفراء من على سريرها وكادت تسقط بسبب ملاءته ، فوراً التقطت عبائتها وعندما التفتت على مسك الساكنة صاحت بها : قومي أبوك
مسك : أبوي توه رقد تحت ومن عصر يشكي ركبه ... بشوف سالم والد الجيران ولا كلمي أوبر
تخطتها عفراء للأسفل وقد قررت أنها ستقود السيارة الليلة ، حتى وإن مضى زمن بعيد على قيادتها فهي الأن في أمس الحاجة
فعلت ما أرادت وعلى الرغم من أنها عرقلت سير الطريق لقيادتها المبتدئة الا أنها وصلت للمشفى بسلام بعد عدد لا منتهي من المخالفات المرورية

.

.

.

" بيبي بنت "

كانت هذه الكلمتين أعذب وأجمل شيء تسمعه طيلة حياتها ، أطلقت العنان لدموع السعادة وهي ترى الممرضة تحمل بين يديها الكائن الوردي الصغير وتلفه بالمحارم ، صوت بكاء الرضيعة كان أعذب صوت تسمعه وتراهن أنه أفضل ايضاً من جميع المعزوفات ، اخذت تراقب خاصتها وهي تتنقل من يد لأخرى .. لم ترمش حتى لا تفوت أي تفاصيل
ولكن جسدها لم يحتمل التعب حتى فقدت الوعي

.

بعد أن وصلت للمشفى الذي تعلم بأن عهد تراجع فيه طيلة فترة حملها وتوجهت لقسم الولادة رأت صهرها يجلس على كراسي الأنتظار ويشرب قارورة ماء متثلجة
كان أول ماقالته : وينها فيه .. ولدت ولا للحين
التفت ناحية الصوت وأبتسم لعمته وقام وقبل رأسها : ولدت وجابت بنت الحمدلله
مع أنها كانت تتمنى أن تلد إبنتها صبي لأن محيطهم يضج بالفتيات فـ أرادت ذكر على سبيل التغيير ولكن هاذا لا يعني أنها لم تتلقى الخبر بسعادة .. تمتمت حامدة للرب قبل أن تسأله : بقي يوم وتدخل التاسع ماهي مبكرة
هز زايد كتفيه ليقول : لا تسأليني عن شي انا للحين ماني مستوعب
ربتت على كتفه : تتربى بعزكم ان شاء الله ، هاه في خاطرك أسم
زايد : لا أعطتني عهد الصلاحية سميتها بس ماظني تسويها
عفراء بحنان : أذكرها قديم تحب أسم وجن بس مدري كان غيرت رايها
هم بالرد قبل أن تقاطعه بفزع : ياويلي انا ما طمنت بنياتي ، زايد وانا أمك روح شوف ترا متى بيطلعونها للغرفة أكلم البنات وأجيك


.

.

.

قام من نومه على صوت الزغاريط والصخب ومن كانت تخشى أزعاجه قبل قليل لأنه عانى من ألم ركبته هاهي تصرخ وتغني مستخدمة كل قوتها الصوتية
وبعد عدة ندائات منه إستطاعوا سماعه لتتسابق الأثنتان طمعاً في البشارة
ونجحت مسك في الوصول لتقول وهي تلهث بسبب الجري : يبه هات البشارة تكفى لاتعطيها غيري
إلتقط عصاته التي بجانبه ليرميها بأتجاهها ولكنها أستطاعت تفاديها وقال بعصبية : رقص ولعب وخلق الله رقود
ولكنها قاطعته بسعادة : عهد جابت بنت هات البشارة تكفى
غزل من خلفها : قسمها بينا بالنص
مسك بأعتراض : تخسين انا وصلت قبلك
غزل بتعب : أشك فيك مركبة تيربو
مسك : قولي ماشاء الله لا تصكيني عين
عساف بهدوء عكس حالته قبل دقائق : ربي لك الحمد والشكر .. أمك وينها
مسك : اخاف يكون تخبيب بس تراها راحت لعهد من ساعة او ساعة ونص لوحدها


.

.

.

تشاهد الصورة التي أرسلتها والدتها على مجموعة العائلة بحنان وحب نادران .. لأول مره تشعر بهاذا الشعور اللطيف عند رؤية طفلة حديثة الولادة
ربما لأن هذه الطفلة إبنة أختها وخاصتهم
تكبر الصورة على وجهها : ياقلبي والله العظيم عيون عهد وخشمها
ريان بأستغراب : لاتحلفين البنت مقفلة عيونها وش دراك
لين : أسكت عني بالله .. الحمدلله ما أخذت من أبوها ولا لمحة فكتنا منه عاد انا ما أطيقه
أخذت وقت ليس بقصير وهي تتأمل الصور بدأً من العينين وحتى الأقدام
علقت على كثافة الشعر قائلة أنها من الأن ورثت شعر عهد وعلقت على عدد الأصابع بعد أن عدتها قائلة حمداً للرب أنها مكتملة
وبعد أن أنتهت من تقييم الطفلة التفت لتجد أن ريان قد ذهب للنوم منذ فترة وهي كانت تحدث نفسها
للتو أستدركت .. لم تلاحظ ملامح ريان لفرحتها بالطفلة ، كيف كان هل نظر بحنين وأمل أم نظر بعدم أهتمام
لابد وأن مشاعره تحركت ، فهي الأن شعرت بعظم مصيبتها وأنها لن تكون قادرة على عيش لحظة كهذه وإنجاب طفلة كهذه ايضاً
للتو تولدت فيها مشاعر ورغبة في الحمل والولادة ، فماذا عنه وهو من كان يتمنى ذلك من البداية
وما تأثير الصورة عليه

.

.

.

الساعة الـ8:00 صباحاً

أستيقظت على صوت والدتها تحدث أحدهم وعندما فتحت عينها وجدت أنه هو ، كشرت لا أرادياً ثم أبتسمت لعفراء التي غمرتها بالقبلات والتهاني
أمسكت بكف والدتها : شفتيها يمه
عفراء وهي تمسح على شعر إبنتها : الله يحميها تهببل
عهد : يمه تراني ما قابلت أحد للحين سألتيهم عنها وزنها طولها يمكن فيها شي
عفراء : لا الحمدلله طيبة ومافيها الا العافية
تنهدت عهد قبل أن تقول : الله لايوريك بغيت أموت وقسم ماتوقعت أقوم حية
عفراء : بعد هذي الولادة وش كنتي متوقعة
عهد بضيق : خلينا نغير الطاري بس أتذكر الموقف أحس بالألم رجع لي
عفراء : نغيره وش ورانا ... هاه أخترتي أسم
عهد بأبتسامة : ياسمين حجزت من كنت بالشهر الثاني وقالت اذ بنت سميها تقى
هزت عفراء رأسها بموافقة : تقى حلو ، هاه يا أبوها أي أعتراض
زايد : مالي بعد كلمة أمها كلمة
دخلت نور دون أن تطرق الباب وعندما رأت زايد تراجعت
فقام مغادراً وهو يوصي عفراء على عهد .. خرج لتدخل نور بسرعة وبعد القبلات والتباريك قالت لها عفراء : بنتك وين
نور : رميتها عند مسك وغزل عسى بس مايعزرون فيها
كانت عهد تنظر بصمت لوجه نور ، تتحدث وتبادل والدتها الكلام ولكن يوجد شيء ليس في مساره الصحيح
فقالت بصراحة : نور فيك شي
نور بتعجب : انا ؟ لا
عهد : مدري ليش حسيت
غمزت نور لتفهم عهد أن هناك حديث لاتريد قوله أمام عفراء
لتسأل نور عهد بحماس : أيه تقولين وش شعورك يوم تفاجئتي ببنتك وامانة كنتي متوقعة انها بنت ولا لا
ضحكت عهد وبعدها تأوهت ألماً ثم قالت : ماكان عندي طاقة عشان اتفاجئ اما احساسي فهو يتغير كل يومين وتثبت لما شافتني شغالة عايشة وقالت اللي فبطنك بنت عندها خبره وتعرف
عفراء : يوم جاب أبو عماد شنطتك أولى وشفت الثياب والكوفال الوردي قلت له مسرع تقضيت قال هاذي شاريها قبل شهرين طلع عنده خبر
نور بدهشة : وش دراه
عفراء : سأل دكتورتها في واحد من المواعيد
أبتسمت عندما تذكرت تجهيزاته وثقته بأنها فتاة ، اذاً هذا كان سببه .. سرعان ما أختفت إبتسامتها وهي تقول لوالدتها : يمه لاطلعت بجي عندكم
عفراء : أكيد ليش كان فيه أحتمال ماتجين

.

.

.

ينتظرهم في الخارج
فحتى بعد خروج صديقتها ومغادرتها لم يعاود الدخول لأنه لاحظ تجاهلها له منذ البداية وظن بأنه يتوهم إلى أن تأكد وإلى الأن لم يعرف السبب
من حسن الحظ أن الطبيبة عندما قامت بجولتها قالت أن بأمكانها الخروج اليوم .. وستلحق بها طفلتها بعد يومين
وعندما يصلان للمنزل سيفهم سببها
لم يلبث طويلاً حتى فُتح الباب وخرجت عفراء ومن خلفها هي
قام لها ومد كفه ولم ترده بالطبع
ناولته كفها وقبض عليها بتملك إلى أن وصلوا للسيارة .. قالت عفراء أنها ستعود بسيارتها لذا ركبت في المقعد الأمامي
وقبل أن يخرج حتى من مواقف المستشفى قالت له : ودني لأهلي
زايد بصدمة : ليش
عقدت حاجبيها : كيف ليش شي طبيعي الحرمة في النفاس تكون عند أهلها
زايد : ايه بس ماكنا متفقين على كذا
عهد : صح بس غيرت رايي
كان الطريق ممل بالنسبة له وخالي بالنسبة لها فهي تشعر بالفقد ، أعتادت على أن تكون طفلتها بقربها لأشهر وخاصة في الأشهر الأخيرة عندما كانت تشعر بحركتها ، اما الأن فالوضع غريب بعض الشيء
وبعد دقائق الصمت سألت : متى رجعتها
لا يعلم من تقصد لذا سأل : من
عهد : أم عماد
زايد بصدمة : رجعت أم عماد ! ..متى؟
عهد بضيق : وش دراني انا دريت منك أمس
حك جبهته ليتذكر هل حدث هاذا حقاً ولكن لم يصل لنتيجة ليقول : ماش شكلك حلمتي وقت الولادة
ضربت بكفها على درج السيارة : لا ياشيخ وش اللي خلاني أولد اصلاً غير الخبر السعيد
هنا إستطاع فهم ماتقصد وكيف ألتبس عليها الأمر ليقول بعد ضحكة : قصدك أمس .. ايه ذاك كان سؤال فضولي لا أكثر
عهد بصدمة : الله ياخذ عقلك
زايد بفزع : أستغفري
أستغفرت عدة مرات قبل أن تقول بقهر : وش مناسبة سؤالك اللي بسببه جبت بنتي قبل وقتها
زايد : بتفهميني أنك ولدتي من سؤالي
سكتت عهد بأعتراض ولم ترد عليه ، ففي ليلة أمس وبعد أن خرج من عندها وظن أن الخبر صحيح ، كظمت غيظها وكتمت حزنها وقهرها
وبعدها بدأت تشعر بالتقلصات والألم وأرجعتها لتعبها وسهرها
ثم بعد ذلك بدأ وقت نوبات الألم يتقارب وعندما ذهبت لدورة المياة أدركت بأنه قد حان وقت ولادتها وبعد أن أشتد الألم نسيت ماذا حصل

.

.

.

لاحقاً في منزل عساف


دخلت الصالة ووجدت شقيقات زايد والأخريات يتبادلن الحديث ، رمت ما بيدها على الأريكة وجلست ... مالت عليها عفراء لتسألها بهمس : لين بتجي
هزت كتفيها وقالت : أدق علاها ماترد
عادت عفراء للحديث مع حموات عهد الآتي جائن اليوم لزيارتها عندما علمن بخبر خروجها من المشفى
وبدأت ياسمين بقص القصة للمرة المئة
: يمه يالموقف يروع انا انلخمت ورجولي تجبست مدري ليش تخيلت انها بتولد عندي
ضحكت عهد قبل أن تمسك جنبها بألم : تذكرت ملامحك واضح متروعة
نفخت ياسمين في جيبها بحركة تمثيلية : الحمدلله أني تغيبت عن الوعي ولا كان أنهبلت
عائشة بحنان : يوم جيت لقيت عيون عماد متنفخة من البكاء وبس بشرته بأخته كنه أشوى
عهد بأبتسامة : كلمني اليوم أول ماوصلت وكنه مو مصدق يقول جد بنتك بتصير أختي
هنا تحدثت غزل بعد أن أشارت عفراء لها لتترك الهاتف : حجزت توزيعات وأستقبال أشكال واللوان الله يسامحك لو كاشفة من بدري ماكان أحتسنا ... الله يستر لا يجون الضيوف وهي ماوصلت
غيرت عهد مجرى الحديث لأبنتها وخوفها من عدم قدرتها على تحمل المسؤلية وأخذوا النساء يطمئنونها بأن هاذا قلق طبيعي لكل أم مستجدة وسيزول مع الوقت

.

.

.

غادرت باحثة عن إبنتها بعد أن تأخرت وهي من أرسلتها لتجديد القهوة ، توقفت قليلا عند باب المطبخ عندما وجدتها تجلس على الطاولة وتلقي الباب ظهرها ويبدو أنها تتحدث مع أحدهم عبر الهاتف
لوهلة ظنت بأنها تتحدث مع لين وتنقل لها ما حصل اليوم ولكنها إكتشتفت بأنها مخطئة عندما سمعتها تقول
: يخي وانا وش علي في كرم العرب قديم .. السالفة مو سالفة كرم أو بخل لو بس صديقات أختي اللي بيجون كان أهون اللحين كل من له علاقة فينا بيجي و بيني وبينك لا أطيق حريم جماعتنا ولا هم يطيقوني الله يعينا على بعض من اللحين
همست بأستغراب : مسك
التفتت لها قبل أن تقول : اسمع أمي جات أكلمك بعدين
عفراء بحيرة : تكلمين من
مسك ببساطة : طلال
أتسعت عيناها بصدمة هل من تحدثه براحة قبل قليل هو
عفراء : خطيبك وتقولين له يخي
مسك : تعبير مزاجي
عفراء بعتب : فيه وحدة تقول لخطيبها الناس ما يطيقوني يابنت معد بأنتي صغيرة أعرفي اللي ينقال من الكلام اللي يشينك
مدت على والدتها صحن الضيافة لتقطع عليها سيل النصائح وقالت بمجاراة : صادقة والله غلطت وبتعلم من غلطتي

.

.

.

يشرب فنجان شاي ويليه الأخر وهو ينتظر من والدته أن تفصح عن سبب مناداتها له في هاذا الوقت ، مع أنه يعرفه جيداً وهو ما تنبأت به لين منذ فترة .. الا أنه سيجاريها وحين ما تتأكد ظنونه سيعرف كيفية الرد
قالت شهد المتوجسة من الصمت الذي كان عنوان الجلسة : اليوم بتسهر مع العيال ولا بترقد بدري أسمعهم يقولون فيه مباراة
عقد حاجبيه عندما تذكرها : تدرين توك ذكرتيني ، بودي لين لأختها الوالد
شهد بأستغراب : هالحزة
فاطمة وهي ترسم دوائر وهمية على الأرض : يافشلتي من عفراء هيه أول من يوجبني ولا رحت باركتلها ببنيتها
شهد : خلي لا طلعت بنت عهد نروح نبارك لهم ونعطيهم هديتها مرة وحدة
شخرت فاطمة بسخرية : وأنتي مصدقة اصلاً ورعة عهد طلعت مع أمها بس ما بيقولون خايفين من العين والنفس
جذبه الحديث ليقول بملل من والدته التي تربط أي حادثة بالعين والحسد : على كثر الحريم اللي يولدن ليش بيعطونها عين
فاطمة : الحريم اللي يولدن ماعندهن أخت عاقر يخافن من نفسها لاتروح فالورعة
رفعت حاجبيها بذهول ، تعلم أن ريان لن يمرر قول والدته مرور الكرام لذا حاولت تشتيت أنتباهه والدته وهي تسحبها مع معصمها وتطلب منها الصعود للأعلى لأنها ستقول لها شيء عاجل
اما ريان مازال تحت تأثير الصدمة مما سمع .. هل سيكون الخوف من لين في مناسبات كهذه أمر وارد في المستقبل ، هو لا يشك بعائلتها ولكنه يخشى أن تتعرض لمواقف مشابهه من أناس يظنون حقاً أنها ستحسدهم على أطفالهم
أستغفر ربه وخرج من منزل والده وبعد أن أتخذ موقعه في السيارة أشعل سيجارة له وأخذ يدخنها
بدأ يعود لحالته السابقة وأصبح يدخن كما السابق عكس الأشهر الماضية كان لايدخنها الا مرة في الشهر اذا صدف وأشتم رائحتها في مكان عام


.

.

.

تمددت على سريرها في غرفتها القديمة بعد أن ردت على رسائله .. دخلت عفراء وفي يدها تحمل صينية وضع عليها صحنين من الكاسترد الحار لتقول عهد بحرج : يمه ماكان له داعي تعبين نفسك هي كلمة وقلتها
عفراء : تبين بنتي يجي فخاطرها شي ولا يحصل لها .. بعدينا عطيك مجال تدلعين دامك ما تدلعتي وقت وحامك
إنشغلت عهد بالأكل إلى أن سألتها عفراء بنبرة مقصودة : نور وش فيها
عهد بأستغباء : وش فيها
عفراء : لاتحسبيني ما لاحظتها في المستشفى ومن بعدها حالتها غريبة ومدري ليش قلبي يقول أن لمسفر دخل
تنهدت عهد لتؤكد توقعها : شفتي يوم جاتنا تقول لقت مسفر ناصيها وهو ساند إيثار وشايل شنطتها عاد هي كنها مستغربة وضعه وتغيره لوضعية الزوج الحنون
عفراء بضيق : هذي ماتفهم تقعد تقارن وتمرض نفسها على شي مايستاهل
عهد : يمه لاتضغطين علاها أنتم كذا لاجابت سيرة الماضي تقولون لها أنسي وعيشي حياتك وكأنه بكيفها خلوها تنفس عن نفسها أحسن من تكتم في قلبها .. وبعدين على قولتها هي أنقهرت وزعلت عشان كل حاجة حلوة تمنتها في بداية حياتها تبخرت ولا مسفر كشخص يخسى

.

.

.

الساعة الـ1:00 بعد منتصف الليل

نزل من السيارة يجر قدميه إلى أن أستطاع الوصول لشقته بالطابق العلوي ، دخل ليجدها تلبس عبائتها وتحدق في الفراغ ليقول بأستعجال : هاه بتمشين ولا أرقد
إنتبهت للتو لحضوره وقالت بتردد : أخاف أمي زعلانة مني
زفر بطولة بال : انا وهو انا ماعمرها عمتي زعلت مني تبينها تزعل منك أخلصي علي
هزت رأسها توافقه على حديثه لتقنع نفسها ثم أرتدت غطاء الوجه وألتقطت حقيبتها ونزلت للأسفل مسرعة وكأنها تقطع على نفسها أي وسيلة للتراجع
فرك عينيه بتعب ثم أقفل الباب من خلفه وتبعها

طوال الطريق لم تكف عن لوم نفسها وعن نعت عقلها بأبشع الألفاظ ندماً لردة الفعل التي أتخذتها ضد والدتها قبل أيام ، وهو لم يقع على عاتقه الا موافقتها على كل ماتقول
وصل لمنزل عمه وبعد أن نزلت نادى عليها لينبهها : ترا بروح ارقد
أشارت له بموافقة ودخلت المنزل بحماس لرؤية عهد أولاً ومن ثم الأخرين

.

.

.

تقرأ بكل اهتمام في جهازها اللوحي عن نصائح للرضاعة الطبيعية قبل أن يدخل عليها ذلك الشيء الأسود لولا أنها أمعنت النظر في وجهه وإلا لأستيقظ جميع من فالمنزل بسبب صراخها
شهقت بفرح لتفتح ذراعيها أستقبال لشقيقتها التي مضى وقت طويل لم ترها فيه على غير العادة
: والله أن لايق عليك جو الأمومة .. أحطها فذمتي أن ماصرتي أحسن أم وكل البنات يتمنون أم مثلك
أبتسمت لجملتها التي راقت لها : ليته صدق
رمت عبائتها بحركة واحدة ثم شاركت الأخرى على السرير : وش عندهم منظمين نومهم والبوس عفراء لايكون نايمة بعد
عهد : لا أمي توها نزلت المطبخ
لين بحماس : غريبة ماشفتها ... المهم ماعلينا بنتك نتفه هذي كيف بتنشال بالله
عهد : هذه وأنتي شايفتها في الصور مكبرتها عشر مرات
لين : نصيحة خليك عند أمي لين تكبر شوي أنتبهي يضحك عليك زايد بكلمتين وترجعين
عهد تغير الموضوع : دريتي وش سميتها
لين بغيض : قصدك وش سمتها عمتها .. امانة كيف تخلينها تسمي واحنا خالاتها أحق منها
عهد : أنتم سميتوا ميادة بعدين هم مستغربين كون فيه بنت في عايلتهم ...يعني مستجدين بذا الشعور اما أنتم لا
كانت على وشك الرد بدعابة ولكن بُتر صوتها عندما دخلت والدتها وقد كانت تخبر عهد بشيء وعندما ميزتها
رمقتها بنظرة باردة ثم خرجت وأغلقت الباب من خلفها


( أنـتـهــى )


جُذاذ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-08-22, 10:58 PM   #278

الهاام الشهري

? العضوٌ??? » 500869
?  التسِجيلٌ » Mar 2022
? مشَارَ?اتْي » 156
?  نُقآطِيْ » الهاام الشهري is on a distinguished road
افتراضي

ارحبيييييي يا هلا والله
بس افضي وارتب رد كذا على البارت الخرافي ذا واللي قبله

جُذاذ likes this.

الهاام الشهري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-08-22, 09:21 PM   #279

يمااان

? العضوٌ??? » 385355
?  التسِجيلٌ » Nov 2016
? مشَارَ?اتْي » 50
?  نُقآطِيْ » يمااان is on a distinguished road
افتراضي

يعطيكِ العافية جذاذ
رواية ممتعة جدًا
لين و ريان ما اعتقد هذه نهاية حالهم ، ربي كريم والعلم في تطورت

عماد حبيبي شفقان على الأخوة عشان كذا يبغى أمه تصير حامل , يفتكر لان عهد مو أمه فالبيبي اللي ببطنها مو أخته و شقد فرح لما عرف العلاقة ربي يطمن قلبه و تهدأ نفسيته و يستقر .

مسك مو بالعتنلها ابدا ، متى بتكبر بتصرفاتها 😡

غزل العاقلة الرزينة تستاهل كل خير

عفرة ذريتها البداية و النهاية عقل و رزانة و اللي بالوسط عليهم العوض.

شخصية نور ما زالت تحتاج إتزان أكثر و تخلي تركيزها ع بنتها و بيتها و شغلها و اللي باعنا نبيعه و لو كان غالي .

ام ريان بعد مو بالعتنها ، مو كل شيء ندخل فيه أو نعاير الأخرين ما أحد ضامن عمره .


نستنى التكملة يا قمر بفارغ الصبر


يمااان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-08-22, 09:12 PM   #280

الهاام الشهري

? العضوٌ??? » 500869
?  التسِجيلٌ » Mar 2022
? مشَارَ?اتْي » 156
?  نُقآطِيْ » الهاام الشهري is on a distinguished road
افتراضي

بسم الله نبدا باول شخصيه
فاطمه / معها حق لما كاسره خاطرها حاله ولدها بس ليش تضغط عليه وش ذنبه هو مابيده شي ولين وعزي عنها كنها تمنع حملها بمزاجها
عفراء/ يابعد قلبي ياحنيتها دايم تذكرني بالوالده الله يطول بعمرها ولايخلينا من امهاتنا ويرحم من توفى منهم عجيببه الحرمه ذي معجبتني من اول بارت
عهد/ والله وزان حالك يابنت امك ومبروك عليك بنتك والله الله في زايد ترانا نعزه
لين / وش اقول غير الله يخارجك
مسك / قاهرتني وان تكلمت في غباءها مابخلص خلها تعلم من اختها الصغيره بالله
غزل / قاعده اشوف عهد مصغره وعلى احسن بعد خساره ماتطلع لها مواقف كثير
نور / مازالت تحاول المضي في حياتها بس مازالت المنغصات حولها الله يخارجه هي الثانيه

بارت روعه وجميل كالعاده لاعدمناك

جُذاذ likes this.

الهاام الشهري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:59 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.