آخر 10 مشاركات
أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          لا تتحديني (165) للكاتبة: Angela Bissell(ج2 من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          رواية واجتاحت ثنايا القلب (1) .. سلسلة ما بين خفقة وإخفاقة (الكاتـب : أسماء رجائي - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          ملك يمينــــــك.. روايتي الأولى * متميزه & مكتمله * (الكاتـب : Iraqia - )           »          54-لا ترحلي-ليليان بيك-ع.ق ( تصوير جديد ) (الكاتـب : dalia - )           »          تبكيك أوراق الخريف (4) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          للقلب رأي أخر-قلوب أحلام زائرة-لدرة القلم::زهرة سوداء (سوسن رضوان)كاملة (الكاتـب : زهرة سوداء - )           »          هل يصفح القلب؟-قلوب شرقية(33)-[حصرياً]للكاتبة:: Asma Ahmed(كاملة)*مميزة* (الكاتـب : Asmaa Ahmad - )           »          أغلى من الياقوت: الجزء الأول من سلسلة أحجار كريمة. (الكاتـب : سيلينان - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

مشاهدة نتائج الإستطلاع: ما هي أكثر شخصية من الأبطال أثارت انتباهكم في الرواية؟؟
سمر 3 27.27%
عليا 5 45.45%
ثريا 7 63.64%
عزة 2 18.18%
أسامة 3 27.27%
أشرف 1 9.09%
أنس 2 18.18%
زكريا 1 9.09%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 11. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree1899Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-01-23, 03:57 PM   #321

نورهان الشاعر
 
الصورة الرمزية نورهان الشاعر

? العضوٌ??? » 477398
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 2,761
?  نُقآطِيْ » نورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shezo مشاهدة المشاركة
مرحبا.صباح الجمال والسعادة نوارةقلبي
وصباح الورد حبيبتى فطومتى الجميلة

لا تتصورا كم إفتقدتكما وبقية احبتى بالامس كدت أجن
وانا لا استطيع رؤيتكم
ربنا ما يحرمنا من اللقاء أبدا
انتم فعلا رفقة روحى التى أراهم بقلبي وأحيا معهم

نوارتى القمر نحن نتفق دائما في المشاعر يا رقيقة القلب
وفطومة تبدع في كل شخصية ترسمها
فهى صافية النفس شفافة الروح
اقولك سر اول مرة قرأت إسمها احسست بنبض قلبي واننى احبها
ولم اصدق نفسي عندما دخلت على صفحتها ووجدت ان لها رواية وايضا من المغرب مثل نوارتى
ليكون القدر الجميل ان تضاف اختا لنا من اروع ما يكون في شعب التوليب وفي كل لقائاتنا معا

ربنا ما يحرمنا من بعضنا كلنا
وانا اتابع مشاركاتك حبيبتى وتحليلك ونظرتك للامور ولكل شخصية رائع يا أميرة المشاعر بلا منازع ومالكة قلبي

صباحكم احلى من كل ورود الدنيا
بأحبكم جدا





حبيبتي الغالية يا أخلى و أحن قلب...
تصدقين أن كل احاديثنا البارحة حين عطل المنتدى كانت عليك؟!
و الله أنتقل من صديقة إلى أخرر و كلنا وقفين منتظرين المنتدى حتى نراك من جديد...كانا يوما عصيبا لم نفعل فيه شيئا غير الإنتظار...أديلا سألتني إن كنت دوما أكلمك لهذا أحس بالنقص في غيابك..أخبرتها أنه لا لكني أستشعر وجودك في كل مكان...
جميعا البارحة إجتمعنا على حبك و التفكير فيك و الدعاء لك في ظهر الغيب..و الله يا حبيبتي كنت في كل أحاديثنا البارحة...
و ملأنا الرعب لا قدر الله أن يتعطل المنتدى فلا نلقاك...
نحبك جدا فوق ما تتثورين...


نورهان الشاعر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-01-23, 08:06 PM   #322

فاطمة الزهراء أوقيتي
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء أوقيتي

? العضوٌ??? » 475333
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 612
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond repute
Icon26 حبيبتي Shezo🤍🤍

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shezo مشاهدة المشاركة
مرحبا.صباح الجمال والسعادة نوارةقلبي
وصباح الورد حبيبتى فطومتى الجميلة

لا تتصورا كم إفتقدتكما وبقية احبتى بالامس كدت أجن
وانا لا استطيع رؤيتكم
ربنا ما يحرمنا من اللقاء أبدا
انتم فعلا رفقة روحى التى أراهم بقلبي وأحيا معهم

نوارتى القمر نحن نتفق دائما في المشاعر يا رقيقة القلب
وفطومة تبدع في كل شخصية ترسمها
فهى صافية النفس شفافة الروح
اقولك سر اول مرة قرأت إسمها احسست بنبض قلبي واننى احبها
ولم اصدق نفسي عندما دخلت على صفحتها ووجدت ان لها رواية وايضا من المغرب مثل نوارتى
ليكون القدر الجميل ان تضاف اختا لنا من اروع ما يكون في شعب التوليب وفي كل لقائاتنا معا

ربنا ما يحرمنا من بعضنا كلنا
وانا اتابع مشاركاتك حبيبتى وتحليلك ونظرتك للامور ولكل شخصية رائع يا أميرة المشاعر بلا منازع ومالكة قلبي

صباحكم احلى من كل ورود الدنيا
بأحبكم جدا

🙈🙈🙈حبيبتي يا Shezo🤍

وأنا أيضا لفتي نظري منذ أول مرة لمحتك بها في المنتدى، ولم أصدق عندما علقت على روايتي تبدين رأيك على العنوان والمقدمة وتعدينني بأنك ستتابعين الفصول..وكم أسعدني تشجيعك المباشر والغير المباشر لي،ولا يزال كذلك حتى الآن،فأشعر بك كأخت وضعها الله في طريقي لتسندني😘وانا أعزك كثيرا عزيزتي Shezo🤍
ثم بعدها أصبحنا نلتقي في مختلف الأماكن، مرة نحل ضيوفا في بيت ميساء ومرة في بيت نورهان،ومرة هنا،وربما نلتقي يوما ما في بيتك أنت،ونعدك بأننا سنحل عليك ضيوفا لوقت طويل ولن تنزعجي منا أبدا🤍🤍

وبالفعل المنتدى البارحة والعطل الذي حل به شكل فراغا في يومنا ومنعنا من الالتقاء معا،ونحن قد أصبحنا عائلة واحدة🤍


فاطمة الزهراء أوقيتي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية:
وشمتِ اسمك بين أنفاسي~
بقلمي
🤍أكتب لأحيا الواقع بنكهة الخيال🤍
رد مع اقتباس
قديم 16-01-23, 10:45 PM   #323

فاطمة الزهراء أوقيتي
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء أوقيتي

? العضوٌ??? » 475333
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 612
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond repute
:jded: تنزيل

مساء الخير جميعا،،

أتمنى أن يلقاكم فصل اليوم في أحسن الأحوال وتستمتعوا بقراءته،

سيتم نزيله بعد قليل
كونوا في الموعد🤍🤍

shezo and ام جواد like this.

فاطمة الزهراء أوقيتي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية:
وشمتِ اسمك بين أنفاسي~
بقلمي
🤍أكتب لأحيا الواقع بنكهة الخيال🤍
رد مع اقتباس
قديم 16-01-23, 10:49 PM   #324

فاطمة الزهراء أوقيتي
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء أوقيتي

? العضوٌ??? » 475333
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 612
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond repute
Rewity Smile 5 اقتباس على شكل صورة

اقتباس على شكل صورة:





shezo and ام جواد like this.

فاطمة الزهراء أوقيتي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية:
وشمتِ اسمك بين أنفاسي~
بقلمي
🤍أكتب لأحيا الواقع بنكهة الخيال🤍
رد مع اقتباس
قديم 16-01-23, 10:59 PM   #325

ام جواد
 
الصورة الرمزية ام جواد

? العضوٌ??? » 443659
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 778
?  نُقآطِيْ » ام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond repute
افتراضي

في انتظارك يا قلبي 😍

ام جواد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-01-23, 11:03 PM   #326

فاطمة الزهراء أوقيتي
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء أوقيتي

? العضوٌ??? » 475333
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 612
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond repute
Post الفصل السابع عشر من وشمتِ اسمكِ بين أنفاسي




الفصل السابع عشر🌼

'بعد أيام'
'يوم السبت في السادسة مساءا'
صف أشرف سيارته أمام منزل أنس، ونزل منها هو وعزة ومراد يرتدون ملابس رياضية، فكانت عزة ترتدي بدلة رياضية باللون الرمادي وحجاب باللون الأسود،وأشرف يرتدي طقما مكونا من شورت وتي شيرت أسودين،ومراد يرتدي نفس الطقم باللون الرمادي،وكلاهما يرتديان سترة رياضية لبرودة الجو.
خرج أنس من منزله برفقة زكريا، يرتديان قميص وتي شيرت وسترة رياضية،أحدهما باللون الأبيض والآخر باللون الأزرق.
انضم الخمسة لبعضهم ينتظرون انضمام سمر وأسامة وحمادة وعَلْيا.
لحقت لينا بوالدها، فالتقطتها عزة من الأرض وحملتها تمرغ وجهها في عنقها وقالت بلطف"لَيّون،كيف حالك يا حلوة؟"
ضربت لينا على وجهها بخفة ثم تحسسته وقالت بتفكير"أزة"
نظرت لهم عزة وقالت ببشاشة"لقد تذكرت اسمي!"
أجابها زكريا بهدوء"إنها تتذكر الوجوه والأسماء بسرعة"
اقترب منها أشرف وقبل خدها بلطف ثم قال"لينا!من أنا؟"
مدت ذراعيها نحوه ليحملها،فاستجاب وحملها ثم ربتت على شعره وقالت"أثرف"
ضحك أشرف ببهجة وقال يخاطبهم"لقد حرِّف اسمي يا جماعة"
قذفها في الهواء فضحكت ببهجة، ثم التقطها،وقذفها مجددا وهي تهتف"بابا"
خرجت سمر من المنزل فقابلها منظر أشرف يمزح مع لينا ويقذفها عاليا..أمالت رأسها للجهة اليسرى وتأملته للحظات،وشعور جميل يدغدغ معدتها،فهمست لنفسها"لا بد أنه يحب الأطفال"
قطع تأملها يد أسامة التي وضعت على كتفها وقال يحثها على الخروج"ماذا تنتظرين!"
رمشت بعينيها ثم قالت ببساطة"لا شيء!لقد شردت قليلا"
رفع نظراته لمرأى عينيها ثم نظر لها بغموض، وسبقها قائلا"سأذهب للشباب!"
أومأت وردت عليه بهدوء"سألحق بك حالا!"
اقترب أسامة من الجميع فتصافحوا وتبادلو التحية بمرح.
التفت أشرف لتتقابل نظراته مع نظرات سمر التي همت عليهم بشورت أسود واسع يصل لفوق ركبتيها،ثم تي شيرت واسع رجالي باللون الأحمر،وصففت شعرها على شكل ذيل حصان،رمقها بنظرات تقييمية ولم يرق له الشورت الذي يكشف عن ساقيها السمراوتين.
رفعت يديها تحيي الجميع ثم خصت عزة بعناق خفيف وقالت"لقد ظننت أنك لن تنضمي لنا"
ردت عليها عزة"لم أستطيع تفويت هذه الفرصة" ثم همست لها"لقد أقنعت أشرف بصعوبة"
رمقته سمر بنظرة جانبية فوجدت أنه ينظر لها أيضا،فقلبت عينيها تتجاهله.
كان أنس يقف ويوجه نظراته نحو الاستوديو ينتظر خروج عَلْيا،فسأله أسامة"هل ستأتي ريم؟"
حرك أنس رأسه بلا ثم قال"لا أظن ذلك،فهي مشغولة مع والدتها..ذكرني بأن أرسل لها العنوان عند وصولنا ربما ستلحق بنا فينا بعد"
رد عليه أسامة"هذا إن تذكرت أن أذكرك"ثم انتبه لخروج عَلْيا فقال"ها هي عَلْيا"
انضمت لهم وهي ترتدي بدلة رياضية باللون الأخضر الغامق تتكون من سروال وسترة، وتحمل كرة سلة برتقالية اللون،وألقت تحية هادئة ثم وقفت بجانب سمر وعزة.
سأل مراد سمر قائلا"ألن يأتي حمادة!"
ردت عليه ببساطة"بلى سيأتي بعد قليل،لقد ذهب لمحل البقالة سابقا"
أومأ مراد ثم سألها مجددا"هل تترددين على نادي***"
حركت رأسها بنعم وقالت"نعم،لقد انضممت لهم حديثا"
رد عيها بحماس"إذن فأنت من كنت تسبحين في المسبح المرة الماضية..لقد لمحتك لكنني لم أكن متأكدا من ذلك"
فأجابته بحماس أيضا"هل تتردد على نفس النادي أيضا، لم أكن أعلم بذلك!إذا كنت تتحدث عن أنك رأيتني في الأسبوع الماضي،ففي الغالب أنا،لأني ترددت على المسبح في أغلب أيام الأسبوع"
رد عليها موضحا"أنا وأشرف مسجلين في النادي منذ مدة طويلة،لكن أشرف انقطع عنه مؤخرا لانشغاله بالعمل"
تدخل أشرف مقاطعا الحديث"من قال لك أنني انقطعت؟أنا سأعود الاثنين القادم..لماذا تتحدث كثيرا!" وضربه بخفة خلف رأسه.
هرش مراد خلف رأسه وقال يفضحه"أنت من أخبرتني أنك ستتوقف لماذا تتراجع الآن!" وهز سبابته معترضا"لا تضربني خلف رأسي مجددا"
كتف أشرف ذراعيه وقال ببرود"أنا لم أقل شيئا، أنت من تتحدث كثيرا"
نظرت لهما للحظات ثم نقلت نظراتها لعَلْيا وسألتها"عَلْيا هل أحضرت معك الكاميرا الفورية؟"
أومأت وقالت تشير لحقيبة ظهرها"إنها هنا!"
لمح زكريا حمادة قادما فقال بهدوء"لقد جاء حمادة،لنتحرك إذن"
اقترب من عزة التي كانت تحمل لينا،ثم انحنى قليلا ليحمل ابنته،فتلقفها بين ذراعيه وألقى نظرة سريعة على عزة التي ابتسمت بلطف وقبلت لينا بحنان.
انتبه لهما أشرف فسأل زكريا"كيف تبلي عزة في التدريب يا زكريا"
رد عليه زكريا بهدوء"إنها جيدة جدا،تحب ما تفعله"
ربت أشرف على رأسها وقال ببساطة"هذه هي عزة بالفعل! ذكية قاسمي"
واقترب حمادة وهو يحمل كيسا يحوي مياه وبعض الوجبات الخفيفة فقال"هل سنذهب سيرا أم بالسيارة؟"
اقترحت سمر"لنذهب سيرا فالمكان ليس بعيدا جدا،ما رأيكم؟"
فرد أنس"لنفعل ذلك إذن".
تحركت المجموعة باتجاه الملعب،وكان الوقت الذي قطعوه مليئا بالمناوشات بين هذا وذاك.
في إحدى اللحظات
شعرت سمر بأشرف يقف بجانبها وهمس ببرود"ألم تجدي غير هذا النصف سروال لتلعبي به؟"
أجفلها صوته القريب وقد كانت منشغلة بتصوير قصص من أجل حسابها على موقع التواصل فرفعت نظراتها نحوه وردت عليه بجفاء"ألا تستطيع عدم التدخل في شؤوني؟هل سألتك أنا عن سبب ارتدائك هذا الشورت في هذا الجو البارد؟"
كتف ذراعيه ونظر لها من علو قامته ثم رد عليها ببرود"لسانك أطول منك!لماذا تعاندين على كل شيء؟"
ردت عليه بسخرية"ذكرني بأن أطيعك في المرة القادمة وأنهي جملتي بنعم مولاي لتكون راضيا عني" صمتت وتلاقت نظراتهما ثم أكملت بتكلف"يا مولاي"
وابتعدت من أمامه تلتصق بأسامة الذي احتضن قامتها القصيرة وقال ينظر لهاتفها"هل تشاركين هذه اللحظات مع المتابعين"
أومأت بتأكيد ورفعت الهاتف لتلتقط صورة معه.
بينما رمق أنس أشرف الذي كانت نظراته تخترق ظهر سمر بغموض،فانتبه له الأخير وتلاقت نظراتهما،
فخفضها أشرف أولا ثم خلل شعره بأصابعه يتظاهر باللامبالاة.
في فلك آخر،كانت مشاعر غريبة تلح على زكريا ليسترق النظر لعزة،إنه يشعر بألفة غريبة اتجاهها،كأنه يعرفها منذ زمن بعيد.
ثم نقل نظراته لعَلْيا التي كانت تتحدث مع عزة،وشعر بالفرق في المشاعر التي يشعر بها نحو كل واحدة منهما،فمشاعره اتجاه عَلْيا كانت أشبه بمشاعره اتجاه أنس،كأنها شقيقة صغيرة انضمت لعائلتهم منذ زمن،أما عزة فلم يدرك بعد كنه تلك المشاعر،المهم أنها مبنية على راحة غريبة تنبعث منها.
نهر نفسه بقسوة وهو يتذكر ابتسامة إيمان،ولم يشعر بأن نظراته شردت باتجاه عزة.
تتبع أنس مرأى نظراته فشعر بنار تحرقه وهو يظن أن تلك النظرات كانت موجهة نحو عَلْيا،خاصة أن والدته لم تتوقف عن إصرارها عنها كزوجة مناسبة لشقيقه،وهو لم يستطع الاعتراض أكثر فوضعيته لا تسمح له،ودافعه سيعتبر خيانة في حق ريم.
اقترب من زكريا وضم كتفيه واضعا ذراعه عليهما وكأنه يحاول إيقاظه من شروده،وإبعاد تفكيره عن عَلْيا.
*****
وصلوا للملعب،وقرروا أن يلعبوا أربعة ضد أربعة وكان أسامة اللاعب البديل الذي يتخذ موقفين،على حسب الشخص الذي استلم منه الكرة.
كان الفريق الأول يتكون من سمر،حمادة،أنس وعزة؛بينما الفريق الثاني كان يضم أشرف،عَلْيا،زكريا ومراد.
ثم بدأت اللعبة؛
انبهر أشرف من براعة سمر في اللعب،فاقترب منها يحاول الحصول على الكرة،لكنها أولته ظهرها فاخترق عبير اللافندر جيوبه الأنفية وشلت حركته لثواني كانت كافية لتتجاوزه وترمي الكرة لأنس الذي اخترقت عَلْيا دفاعه وقفزت عاليا تلتقطها من أمامه وترميها مباشرة لزكريا.
وقف أنس وأشرف وسط الملعب ينظران لبعضهما، فقال الأخير باستنكار"عار علينا،فتاتين،إحداهن بحجم عقلة الإصبع والأخرى أطول بقليل تتغلبان علينا!"
كتف أنس ذراعيه يراقب حركات عَلْيا وقال موافقا"لا بد أننا هرمنا يا صاح!"
وقف أسامة وسطهما وقال بمرح"اخفضا كبرياءكما قليلا وتذكرا أنكما لستما في نفس الفريق،وكفاكما ثرثرة"
اعترض حمادة طريق زكريا وانتزع منه الكرة ببساطة ثم قفز في الهواء عاليا وسجل هدفا جميلا،صاحت سمر بسعادة ثم قفزت فوق ظهره وربتت على شعره بقوة،فانضمت لها عزة يحتفلان بالهدف الأول.
صاح أنس من بعيد"رمية موفقة يا حمادة!أحسنت"
ثم أضاف مقترحا"الفريق الخاسر سيدفع ثمن العشاء الأسبوع القادم!"
رد عليه زكريا بتحدي"نقودك لذيذة يا أخي،كم أحب تذوقها"
رفع أنس حاجبه الأيمن وقال بتفاجؤ"هل تتحداني يا زكريا؟"
فرد عليه بتحدي وهو يضرب بالكرة أرضا ويحركها بين قدميه ثم يلتقطها بين يديه ببراعة"أرني براعتك إذن!"
اقترب منه أنس وابتسامة راضية تزين ثغره وهو يرى أن شقيقه تفاعل مع شيء أخيرا،فبعد وفاة زوجته كان قد اعتزل المرح لوقت طويل.
كان تحديا متكافئا بين أنس وزكريا،فكلاهما بارعان في اللعب،فأنس لم يستطع الحصول على الكرة وزكريا لم يستطع المرور.
استغلت سمر تركيزهما على بعض،فخطفت الكرة من يد زكريا بخفة ثم رمتها لعزة التي تجاوزت مراد الذي كان يضيق عليها الخناق،بعد أن دغدغت بطنه بخفة فتنحى جانبا يمسك ببطنه محتجا على تصرفها،لكن عَلْيا قطعت طريقها وأخذت منها الكرة ثم جرت باتجاه السلة وسددتها لتسجل رمية ثلاثية جميلة.
صفر أسامة بإعجاب وصاح"ثلاثية رائعة يا عَلْيا"
ثم مد يده عاليا،فضربت كفه وابتسمت بافتخار.
نظر لها أنس بإعجاب لم يستطع التحكم به وقال"لقد تحسنت كثيرا"
خفضت بصرها وقالت بهدوء"لأنني لم أنقطع عن اللعب من قبل"
صاح أسامة"نقطتين مقابل نقطتين"
بعد خمس وأربعين دقيقة تقريبا،وقف التسعة يلهثون بتعب،فجلست سمر أرضا لتستريح،ففتح أشرف قنينة ماء وناولها إياها،رفعت بصرها نحوه فتلاقت نظراتهما لثواني،ثم أخذت منه القنينة بهدوء وهي تمسح ذقنها بيدها وتلهث بتعب.
نظرات متضاربة تبوح بالكثير،وقلوب متباعدة تستجدي الالتحام.
هذا ما كان يصف علاقة أشرف وسمر،شخصان كل خلية من جسدهما ترغب بالآخر،لكن الكبرياء وعقد الماضي كانا المانع الأكبر بينهما.
نزع أشرف سترته ورماها على ساقيها يغطي الجزء المكشوف منهما،خاصة أن السروال القصير كشف أكثر منهما بعد جلوسها.
إنه يربكها،تواجده وتضييقه الخناق عليها وتعليقه على تصرفاتها وملابسها،تجعلها تظنه أحيانا أنه يمتلك صك ملكية باسمها،ثم جفاؤه وابتعاده وتصابيه معها تجعلها تشعر أنها دمية يعبث بها لأنها تسليه؛وهذا يستفزها أكثر،ومشاعرها ناحيته تصبح أقوى وأعمق بالرغم من كل محاولاتها الفاشلة لكبحها.
صاح مراد بمرح وهو يركز نظراته على شيء ما خلف السياج"أ ليست تلك مونارش؟"
أدار أسامة رأسه فور سماعه اسمها وقال بعبث"إنها هي!"وأكمل"الوحيد الذي يناديها بمونارش هو أنا يا فتى"ثم وكزه في بطنه وهتف بصوت عالي"هاي مونارش!"
كانت ثريا قد أنهت دروسها للتو،وخرجت تتجه لموقف الحافلات للذهاب للكوفي شوب،فسمعت صوت أسامة يناديها وقد عرفت من الاسم الذي يناديها به دائما.
استدارت لجهة الصوت فوجدت الجميع هناك ينظرون لها،فاستغربت تواجدهم في هذا المكان وفي هذه الساعة.
اتجهت نحوهم ثم حيتهم وسألت باستغراب"ماذا تفعلون هنا؟"
ردت عليها عزة"نلعب مباراة كرة سلة"
سألتها سمر"هل تودين الانضمام لنا فنحن بحاجة للاعب!"
قالت وهي تتجنب نظرات أسامة المفضوحة التي تلاحقها"أنا لم ألعبها من قبل"
رد عليها باستغراب"حقا! وكيف أصبحت بهذا الطول؟"
رفعت كفها أمام عينيه وقالت"أعوذ بك من كل عين لامة"
مط شفتيه وقال بامتعاض"لن أصيبك بالعين من مجرد سؤال"
قلبت عينيها وردت عليه ببساطة"الاحتياط واجب،ثم ألم تسمع بشيء يدعى الجينات من قبل؟"
أجابها بعبث"لا لم أسع عنها من قبل! هل هو شيء يؤكل؟"
ابتسمت في وجهه بتكلف وقالت"تماما،شيء يؤكل،فعلى ما يبدو أن عقلك توقف في الطبخ فقط"
رقص حاجبيه باستمتاع وقال"والأكل أيضا نسيته!"
تأمل قامتها ثم قال"لا أظن أنك تستطيعين اللعب بملابسك هذه!"
فقد كانت ترتدي تنورة بيضاء طويلة وكنزة صوفية باللون الأخضر.
ألقت نظرة سريعة على ملابسها وقالت بعناد"وإن يكن،سألعب"
وضعت حقيبتها بجانب أغراضهم،ثم اتجهت للملعب أولا ولحق بها الباقون،بينما عَلْيا كانت تعبث بحقيبتها فاقترب منها أسامة وهمس شيئا في أذنها،واكتفت بإيماءة تستجيب لطلبه.
ضيق أنس عينيه ينظر لهما بعدم رضا،فلاحظ أسامة نظرته واقترب منه ثم ربت على عضلات بطنه وقال بجدية"إنها كسمر بالنسبة لي"
كانت تلك الجملة تلمح له وبشكل أكيد،ألا يتمادى في تفكيره ومشاعر الغيرة.
حملت عَلْيا كاميرتها الفورية والتقطت صورا للجميع بسرعة ثم التقطت صورة منفردة لثريا،وانتظرت طباعتها ثم وضعتها بهدوء بداخل سترة أسامة الموضوعة فوق حقيبتها.
شرحت عزة لثريا قواعد اللعبة،وحاولت تعليمها بسرعة تقنيات تحريك الكرة وسط الملعب، ثم باشروا باللعب.
كان الشوط الثاني كارثيا،فثريا لم تستطع إتقان اللعبة وفي إحدى اللحظات،تهكم عليها أسامة قائلا بمزاح"تشبهين بطريقا يهرب بسمكة سردين صغيرة وأنت تجرين"
رمته بالكرة بقوة وقد شعرت بالإهانة،فالتقطها بعد أن ضربت بطنه وتأوه بألم،ثم انسحبت وقد أخذت مزاحه على محمل الجد ولم يرق لها أنها لا تجيد اللعب في حين أن الآخرين يفوقونها بأشواط.
بعد خروج ثريا،كان فريق أشرف قد استطاع الفوز بنقاط إضافية بسبب ضعفها في اللعب،وشكلت ثغرة لصالحهم.
فاقترب من سمر وقال يستفزها"بعد كل مجهوداتكم وتعاليكم،قلبنا النتيجة في دقائق!"
رفعت سمر حاجبها الأيمن وقالت ببرود وتحدي"سنرى ماذا ستفعله الآن،فالمباراة لم تنته بعد"
ثم ضربت الكرة التي كان يحتضنها بقوة فانفلتت من حضنه،وهتفت بإصرار توجه الكلام لفريقها"هذه المباراة يا إما أن نربحها أو نربحها"
ضربت بالكرة أرضا تستعد للعب فوقف أشرف في مواجهتها وقال"تلعبين جيدا بالمقارنة مع طول عقلة الإصبع!"
فرد عليه باستصغار"أما أنت فلا نفع من قدميك اللتين تفوقانك طولا"
ضيق عينيه قائلا"طويلة اللسان،سأقصه يوما ما أعدك بذلك"
ردت عليه بجفاء"متعجرف متصابي!سنرى براعتك" وأكملت بسخرية"يا مولاي"
فتأمل قامتها بإعجاب وسترته تحتضن خصرها وقال بابتسامة عابثة"سنرى مولاتي!"
اتخذ كل شخص مكانه ثم بدأت اللعبة مجددا!ورمت سمر الكرة لأسامة الذي التقطها وجرى بأقصى سرعته ثم سجل هدفا وهتف"هذه من أجلك يا سمر!"
وجرى ناحية سمر مجددا،ثم بدآ يرقصان معا رقصة النصر،ممسكين بيدي بعضهما ويتحركان كأنهما يسمعان أغنية مشتركة لكنهما في الحقيقة لا يسمعان شيئا،ثم أمسك يدها وأدارها نحو نفسها،فالتفتت تنظر لأشرف بتعالي.
استمرت المباراة على نفس المنوال،عناد بين أشرف وسمر،وأنس يجد نفسه فاقدا للسيطرة ويحاول استراق لحظات مع عَلْيا.
انتهى اللقاء الطويل،وقد بدا عاديا وممتعا لكنه حمل في طياته الكثير من المشاعر المستترة،والقلوب العاشقة التي كانت ترغب باستراق ولو لحظات صغيرة مع مالكيها.
___________________
'في اليوم التالي'
'يوم ميلاد ريم'
كانت ثريا منهمكة تزين الركن الخاص بالحفلة،وقف أسامة خلفها وانحنى بهدوء يهمس قرب أذنها"ثريا"
فزعت من اقترابه فتراجعت للخلف خطوتين تنظر له برعب ثم هتفت بعدها بغضب"هل جننت؟!..كم عمرك لتتصرف كالأطفال"
ضم ذراعيه ينظر لها باستمتاع ثم أجابها بعبث"ثلاثة وثلاثين!سن مناسب للزواج،ألا ترين ذلك!"
نظرت له بعدم استيعاب ثم قالت بعصبية"كف عن تصرفاتك الطفولية أولا،ثم فكر في الزواج بعدها،هذا إن وجدت من تقبل بك"
وسع عينيه بزيف وقال باستنكار"أسامة بكل وسامته ولطافته ولن يجد فتاة تقبل به؟"رفع سبابته في وجهها وقال بتعالي"إشارة واحدة مني وستجدين أطنانا من الفتيات الجميلات،يتوددن إلي ويتوسلن رضاي "
ضيقت عينيها تنظر له ثم دفعت صدره بكتفها لتتجاوزه وهي تقول بانزعاج حقيقي"ابتعد عني يا أسامة فأنا لست في مزاج لعبثك هذا!يا عابث زمانك"
ثم انتقلت للجهة الأخرى تكمل عملها،فحدث نفسه قائلا ببلاهة"لماذا هي جافة هكذا،كان بإمكانها أن تقول سأقبل بك يا حبيبي يا أسامة إن لم يقبل بك أحد"
رمقته بعيون ضيقة ثم قالت بجفاء"تتحدث مع نفسك مجددا!هل انتقلت إليك حمى العفاريت"
مط شفتيه ثم قال بعبث"هل ترين ماذا يحدث عندما أراك للكثير من الوقت،أفقد صوابي وأحادث نفسي كالأبله"
ردت عليه بدون مواربة"البلاهة بصمتك فلا تظن أنني السبب"
رفع حاجبيه باستنكار وقال"تستحقين جائزة قصف الجبهات يا مونارش"
ضيقت عينيها وردت عليه بعصبية"ما هي هذه المرانش أو المنارش أو أيا كان ما تناديني به"
كتف ذراعيه وقال بجفاء"مونارش يا فهيمة، ابحثي عنها،فقد لاحظت أنك تبحثين عن كل شيء في ذلك الهاتف الذي لا يفارقك"
هزت كتفيها وقال بعناد"وإن يكن!لا تناديني بمونارش ما دمت لا أعرف معناها"
ضيق عينيه وقال باستكشاف"أستطيع مناداتك بها إذن،إذا عرفت معناها"نظر لساعة معصمه"عموما،سيروقك معناها يا مونارش"
ثم التفت ينادي يونس وهتف قائلا"هل كل شيء جاهز يا يونس؟"
رفع الفتى رأسه وقد كان مركزا مع لابتوب صغير يختار قائمة الأغاني الخاصة باليوم ويضع على ذراعه جبيرة بسب التواء في معصمه بسبب المتهجمين.
اقترب منه أسامة يتأكد من قائمة الأغاني، فدخلت سمر بقامتها القصيرة ولم تتخلى عن كعبها العالي هذه المرة،مصاحب لسروال جينز يرسم نحافة ساقيها وكنزة دافئة ثم صففت شعرها بعناية وتركته مفرودا على ظهرها،ثم زينت وجهها بدون مبالغة لكنها وشمت شفتيها بأحمر شفاه باللون النبيذي،ورافقتها عَلْيا التي كانت ترتدي سروال جينز واسع و كنزة صوفية واسعة،وضعت زينة بسيطة على وجهها بعد إصرار سمر،فبرزت ملامحها النحيفة،وتركت شعرها متحررا كما تحبه أن يكون.
بعد لحظات دخل أشرف أيضا برفقة عزة التي لم تبالغ هي الأخرى في مظهرها واكتفت بسروال جينز واسع وقميص أبيض ومعطف جلدي باللون الأسود،ثم حجاب بنفس اللون،وحذاء رياضي،وكان وجهها خاليا من الزينة؛ثم لحق بهما زكريا يحمل لينا
ولم يتبقى لتبتدئ الحفلة سوى أنس وريم وبعض صديقاتها.
اقتربت سمر من أشرف برشاقة وهي تحمل كيسا،ثم مدته إليها،فنظر لها باستغراب وركز نظراته على أحمر شفاهها الفاقع،فأغمض عينيه يبتلع ريقه وقد عصفت لحظتهما معا بذاكرته.
أخذ منها الكيس بهدوء متناقض مع العواصف بداخله وسألها"ما هذا؟" انتظرت أن يتأكد من الكيس فهمس"آه السترة"
أومأت بهدوء ثم قالت"شكرا،لقد غسلتها"
أومأ بتفهم ثم تمتم"لا عليك" وقد أسرته رائحة اللافندر الذي لم يعلم إن كانت تنبعث منها أم من الكيس.
همت بالذهاب للطاولة التي يجلس عليها الفتيات،فأوقفتها كلمات الأغنية التي صدحت بالأرجاء،وكأنها تعبر عنها.
نظرت له،وكانت نظراته المتسعة تخترقها أيضا،فابتلع ريقه بتخوف لم يدري سببه،لكنه أدرك أن هذه الأغنية كانت تنطق بحالة سمر.

'وأنا غلطان
عشان حبيت وبينت إهتمامي بيك
عشان كده يعني بقيت منفعش
ومن نظرك نزلت مابقيتش لايق ليك
وكان مفروض محبكش
ولو حبيت مابينش
ودلوقتي خلاص همشي
أنا وقلبي اللي دايب فيك
وليه طيب، عشان طيب؟
عشان يعني اللي في قلبي على لساني
بتكسرني وتخسرني
بتخسر حب مش سهل تلاقيه تاني
وليه طيب؟ (طيب) عشان طيب؟ (آه)
عشان يعني اللي في قلبي على لساني
بتكسرني وتخسرني
بتخسر حب مش سهل تلاقيه تاني
بتخسر حب مش سهل تلاقيه تاني
مفيش أسباب
أنا اللي اخترت من الأول أعيش في عذاب
ألومك ليه، وأقولك إيه
ما أنا اللي جريت ورا وهم وطلع كداب
تعبت كتير وبتألم، يا رب أفوق وأتعلم
ومن بكرة أنا وإنت هنتقابل ولا الأغراب
وليه طيب؟ عشان طيب؟
عشان يعني اللي في قلبي على لساني
بتكسرني وتخسرني
بتخسر حب مش سهل تلاقيه تاني
وليه طيب؟ (طيب) عشان طيب؟ (ليه)
عشان يعني اللي في قلبي على لساني
بتكسرني وتخسرني
بتخسر حب مش سهل تلاقيه تاني
بتخسر حب مش سهل تلاقيه تاني'

كيف لكلمات أغنية أن تشل حركتك وتوقف الزمن من حولكما،هل خسرها حقا…ألا مجال للتراجع عن كل شيء،عن حياته السابقة وأفكاره وعقده..والتقدم نحوها،هل ستتنازل عن كبريائها من أجله.
تأملته لثواني طويلة،وتساءلت إن كانت قد تسرعت بالوقوع له من الأساس،هل ما تشعر به الآن هو مجرد أضغاط عابرة كما تحاول إقناع نفسها؟ أم شيء أقوى بكثير..لم تتسرع عندما اعترفت بأنها أحبته!
من تحاول أن تخدع،هي لازالت تحبه،كل ذرة من روحها ترغب بالانتماء له، بالرغم من كل ما فعله ويفعله معها…هي فقط سلمته مقاليد قلبها بدون أن تشعر حقا.
همس بدون أن يشعر وكأنه يحدث نفسه"هل كسرتك حقا!"
توسعت نظراتها تنظر له،وحال لسانها يقول'هل يهتم حقا إن كان قد كسرني؟'
أغمضت عينيها بألم وتنهدت تنهيدتين على التوالي، ثم فتحتهما على نظراته الغامضة،لكنها شعرت بأنها تستجدي اقترابها.
رمشت عدة مرات،وانتبهت أخيرا لوقفتهما الغريبة وسط الكوفي شوب،ولكنها تكن الوحيدة التي انتبهت لذلك،فأسامة أيضا كان يراقبهما من بعيد ويحاول قراءة ما يجول بينهما من خلال نظراتهما المتضاربة.
لا تخفى عليه سمر وجميع اختلاجاتها،تستطيع خداع الجميع لكنها لن تخدعه أبدا،يحفظها كخطوط يده ويعرفها أكثر مما يعرف نفسه.
ذلك الغلاف المتحجر واللامبالي الذي تتصنعه أمام أشرف والجميع يخفي وراءه فتاة عاشقة حتى النخاع،لكن هناك شيء ما يشوه الصورة التي تجسدها تلك العاشقة ولا يستطيع معرفه ما هو بعد.
اخترق المشهد دخول أنس وريم التي كانت ترتدي فستانا أنيقا باللون الوردي الترابي،يناسب شعرها الأشقر الذي تركته منسدلا،وتحمل حقيبة فاخرة باللون الاسود تناسب الحذاء ذو الكعب المتوسط.
كانت كفها متعلقة بذراع أنس الذي كانت حدقاته تدور في المكان يبحث عن ضالته،فوجدها تتطلع إليهما بنظرات جامدة بدت له عادية.
حدقت عَلْيا في مظهر ريم والذي بدا متناسقا مع أنس،وهذا أكد لها نظريتها الأولى في أنهما مناسبين لبعضهما..الكيمياء بينهما طاغية وكأنهما خلقا ليكملا بعضهما،شابة جميلة وناجحة متكاملة الأنوثة مع شاب متكامل الأوصاف.
نغزها صدرها فابتلعت غصة مؤلمة ونهرت نفسها بسخرية'تقولين ستبتعدين ثم تجدين نفسك تثقفين أثره لتنعمي ببقاياه'
تلاقت نظراتها مع نظرات سمر،فبدت شفافة أمامها،واقتربت منها الأخيرة تتحامل على شعورها هي الأخرى وربتت على كتفها بدعم ثم ابتسمت في وجهها كأنها تطمئنها أن الأمور ستتحسن،لكنها لا تعلم أن حبه أصبح كمرض عضال يصعب اقتلاعه.
*****
'في الركن المجهز سابقا للحفل'
جلست ثريا بجانب عزة بعد أن لاحظت خلو المكان من الزبائن،فسألتها عزة باهتمام"هل تأقلمت في المركز"
ابتسمت ثريا برضا وقالت"الأجواء جيدة هناك،لم نتقدم في الدروس بعد،لكنني سعيدة"
تأملت عزة وجهها لثواني ثم قالت بنبرة صادقة"ربما لم نتعرف لوقت طويل،لكنني أستطيع استشعار حبك للدراسة والتعلم،أحب فيك هذه الخصلة"
ابتسمت ثريا في وجهها وقالت بهدوء"ربما لأننا نتشابه فيها"صمتت للحظة ثم أكملت بنبرة صادقة"شكرا على كل شيء يا عزة"
نظرت لها عزة بعدم استيعاب ثم قالت"على ماذا؟"
ردت عليها بامتنان"لتواجدك حولي،لقد التقينا في أحلك أيام حياتي،ربما لن تشعري بذلك،لكنك كنت عونا لي عندما لم يكن يعرفني أحد،وبفضلك تعرفت على أشخاص جيدين كسمر والباقون"
ربتت عزة على ذراعها بلطف وقالت"لقد قابلت أشخاصا جيدين،لأنك وبكل بساطة إنسانة جيدة"
ابتسمت ثريا في وجهها بارتباك وفكرت في نفسها،إن كانت إنسانة جيدة حقا بعد كل ما فعلته،أم أنها أنانية لأنها فكرت في مصلحتها قبل كل شيء كما وصفتها سكينة.
انضمت لهما سمر وقالت تخترق حوارهما"لماذا انعزلتما هنا؟لحظة سأنادي عَلْيا ونجلس معكما"
ثم ذهبت وجذبت عَلْيا من يدها تقودها نحو طاولة الفتيات.
أما ريم فقد انضمت لها بعض صديقاتها من أيام الدراسة، وكانت مندمجة في الحديث معهم،في حين أن أنس جلس برفقة أشرف وزكريا وأسامة في إحدى الطاولة في ركن الحفلة،انحنى الأخير يهمس للفتية بعبث"أرأيتما صاحبة الفستان الأسود؟ تلتهمني بنظراتها،ما رأيكم هل أقوم بالخطوة الأولى أم أكتفي بمغازلتها بنظراتي"
وقفا زكريا يحمل لينا وقال ببساطة تحمل بعض السخرية"اعذراني للحظة،فلا أريد لابنتي أن تتأثر أخلاقها بأخلاقك الحميدة"
رفع أسامة كفه نحو وجهه على طريقة التحية الهندية وقال بمرح"اعذرنا يا شيخنا"
هز زكريا رأسه يمينا وشمالا ثم اتجه نحو طاولة الفتيات وقال بأدب"هل تستطيعون الاهتمام بلينا للحظات؟"
ردت عَلْيا وهي تأخذها من بين ذراعيه لتستقر في حضنها"بالطبع..من غيرنا سيعتني بكتلة اللطافة هذه!"ثم مسدت خذها تقول"أليس كذلك يا حبيبة عَلْيا"
ابتسمت لينا في وجهها وحضنتها،ثم أخذت عزة قطعة حلوى من الصحن وناولتها لها مقبلة خدها بحنان.
نظر لهما زكريا بارتباك غير مفسر ثم هز رأسه يحاول طرد أفكار غريبة تلح عليه،تحت نظرات أنس المراقبة.
عاد للطاولة في تزامن مع جملة أشرف الذي قال يؤنب أسامة"ألا تتعب من العبث مع هذه وتلك؟"
رد عليه أسامة مدافعا"أنا أتسلى فقط،مع من تريد أن تتسلى أيضا…تتحدث كأنك لا تصاحب هذه وتلك"
رفع أشرف ذراعيه في الهواء يبرئ نفسه"أبدا! أنا اعتزلت النساء منذ زمن!"
ضيق أسامة عينيه وسأله بخبث"هل أعتبر أن جملتك تلخص أنك كنت زير نساء"
أشار أشرف لنفسه وسأله"هل مظهري يوحي بذلك؟!"
تلاعب أسامة بملامح وجهه وأومأ"كثيرا جدا"
ضحك أنس وقال موجها كلامه لأسامة"صدقني أنت العابث الوحيد في المجموعة!فلا أحد يتفوق عليك في ذلك"
هز أسامة كتفيه وقال ببساطة"العبث أسلوب حياة"
ثم وقفت واستأذن قائلا"اعذراني قليلا،فالفراشة السوداء تناديني لأحررها من شرنقتها"
هز الثلاثة رؤسهم بعجز وقال زكريا"لا حل مع عبثه أبدا"
فرد أنس قائلا"ربما يوما ما،ستأتي فراشة ستأسره بحيث لن يستطيع رؤية سواها"
ارتشف أشرف من كأس الماء وقال ببساطة"صعب جدا،فشاكلته لا تتوقف عن العبث أبدا".
تجاوز أسامة طاولة الفتيات بعد أن قرص خد سمر وطبع قبلة على خد لينا،فلاحقته نظرات الفتيات وهتفت سمر بحنق وهي ترى اتساع ابتسامة الفتاة صاحبة الفستان الأسود عندما أقبل عليها"الفراشات مجددا يا أسامة،ألن تستقيم أبدا!"
ضحكت عزة وابتسمت عَلْيا بهدوء وهما تنظران إليه،بينما ناظرته ثريا بغرابة ثم نقلت نظراتها لسمر التي وضحت قائلة"الفراشات تعني الفتيات في لغة أسامة،إنه مصطلح يترجم به عبثه"
أومأت ثريا بتفهم ثم ضيقت عينيها تنظر له بضيق، وشعرت بحرارة غريبة تسري بكامل جسدها،فابتلعت غصة ثقيلة وتحسست خدها تتأكد من حرارته.
*****
حان وقت تقطيع كعكة عيد الميلاد،أحضرها أيوب تحت تصفيقات الجميع،ثم وضعها فرق الطاولة،فوقفت ريم بجانب أنس ونظرت له بارتباك ثم ابتسمت بتوتر،وأمسكت السكين بيدها فوضع أنس كفه يحتضن كفها ليقطعا الكعكة معا،تحت نظرات عَلْيا المتألمة من المشهد أمامها،فتراجعت خطوتين للوراء وقلبها يعتصر ألما،ثم أغمضت عينيها تتحامل على ألمها وكأنها ترغم عقلها على حفظ هذا المشهد في ذاكرتها،فستحتاج لاستحضاره في كل المرة لعل هذا الألم الذي تشعر به الآن يستأصل ذاك الأنس من بين جنبات روحها،فلا تظن أنها تستطيع تحمل المزيد،إلى هنا وتنتهي رحلة عَلْيا العاشقة وإلا سيرديها ذلك العشق جثة هامدة وهي على قيد الحياة.
اقترب أنس من ريم يلبسها عقدا رقيقا يناسب عنقها الطويل،والتسامة متجمدة تزين ملامحه فبادلته ريم بأخرى متوترة وكأنها تخفي شيئا،فلم تجد عَلْيا حلا سوى الانسحاب من ذلك الجمع،فيكفيها ما نالته اليوم من جرعتها المعتادة من الألم.
جرت للخارج تبتلع إحدى الشهقات فنظر لها أسامة بشفقة على حالتها وخصتها سمر بنفس النظرة،بينما لاحقتها نظرات أنس بقلق وهو لا يفهم سبب انسحابها،فنقل نظراته لأسامة وتلاقت نظراتهما فخفضها الأخير يتجنب النظر إليه.
في حين لحقت بها سمر،ووجدتها تقف خارجا تحاول تمالك نفسها،فتلتقط أنفاسا متلاحقة وتظنها للوهلة الأولى تعاني من نوبة هلع،لكنها في الحقيقة نوبة ألم العشق.
خللت شعرها بأناملها بسرعة وهي تشير لسمر أن تلتزم الصمت ولا تتحدث معها،استجابت لها سمر وهي تنظر لها بتعاطف.
فاستعادت هدوءها أخيرا ثم رسمت ابتسامة باردة وهادئة على شفتيها ونظرت لسمر ثم سألتها تشير لابتسامتها"هل تبدو حقيقية؟"
تألمت سمر من سؤالها الذي يبدو عاديا لكنه يحمل في طياته وابلا من الألم فتمتمت سمر"لا تفعلي ذلك بنفسك يا عَلْيا!"
ردت عليها بجفاء هامسة"أنا أؤدبها يا سمر،أجعلها تتعود على واقعها" ثم صمتت لثواني وقالت ببرود"لندخل"
سبقتها للداخل فلحقت بها سمر بعجز ولا تدري ماذا ستفعل لتخفف عن رفيقة عمرها.
___________________
'في المساء'
دخلت عَلْيا بهدوء بعد حفلة عيد ميلاد ريم،فسمعت كلاما وضحكات منبعثة من البهو وأحذية رجالية ونسائية في عتبة الباب،استغربت وجودهم وهي تعلم أن والدها وعمها قد غادروا قبل يومين.
اقتربت بهدوء فسمعت أصواتا مألوفة تحجرت على إثرها ملامحها،اخترقت باب البهو ونظرت للجميع.
تلاقت نظراتها مع نظرات والدتها فخفضتها الأخيرة فورا،ثم نظرت لحمزة الجالس بارتباك بجانب والدها الذي نظر لها بفرح..وجدتها تنظر لها بترقب،بينما زوج والدتها يناظرها بفضول وزوجة والدتها كانت في المطبخ.
سألت جدتها بحذر"ما الذي يحدث هنا يا جدتي؟"
تدخل والدها قائلا بهدوء"لقد اتصلت جدتك تطلب منا الحضور لأن المحامي حمزة يريد طلب يدك للزواج"
توسعت عينيها ونظرت لحمزة الذي دفع إطار نظراته الشفاف بسبابته للخلف وحمحم بارتباك، وابتسامة متوترة زينت شفتيه.
رفعت حاجبها الأيمن وسألت جدتها مجددا بصوت حاولت جهدها أن يبدو هادئا"ما الذي يحدث هنا يا جدتي؟"
اقتربت منها آمنة ببطء وقالت"اعذرونا لحظة"
ثم همست لها"دعينا نتحدث بعد رحيل الضيوف يا عَلْيا"
كتفت عَلْيا ذراعيها وقالت بعناد"بل سنتحدث الآن يا جدتي!لماذا لم تخبريني ؟"
وضحت آمنة قائلة"لقد فاتحني حمزة بطلبه منذ مدة وأصر على التحدث مع والديك ليكون الأمر بينكما رسميا"
قاطعتها عَلْيا بعصبية فجزت أسنانها قائلة"عن أي رسمية تتحدثين يا جدتي؟من قال أنني أريد الزواج؟ ثم ماذا يفعلون هنا…ماذا؟"
علمت جدتها أنها تقصد والدها ووالدتها، فقالت بحذر"إنهما والديك في النهاية يا عَلْيا، ومن حقهما التواجد في يوم مميز كهذا"
رفعت عَلْيا صوتها نسبيا وقالت بعصبية"لا شيء من حقهما..لا شيء..واليوم ليس مميزا "تجاوزت جدتها قائلة"سأوقف هذه المهزلة حالا"
وقفت عَلْيا أمامهم بزينة وجهها البسيطة من أجل حفلة عيد الميلاد وقالت توجه كلامها لحمزة"حمزة،دقيقة من فضلك!"
نظر للجميع كأنه يطلب منهم الإذن مصطفى بهدوء،وخرجت عَلْيا من البهو فلحق بها حمزة ولاحقتها نظرات نادية المترقبة.
دخلت عَلْيا أولا لإحدى الغرف،وحاولت تجميع أفكارها المشتتة وهي تشعر أن هذه الليلة لن تنتهي حتى تستنزف ما تبقى منها.
دخل حمزة ووقف خلفها وبينهما مسافة كبيرة،وكانت توليه ظهرها، فناداها بهدوء"عَلْيا!"
خللت شعرها القصير بأصابعها للخلف ففلتت منها بعض الخصلات المتمردة واستقرت على جبهتها،ثم استدارت ببطء لتقابلها نظراتها التي احترقت قامتها القصيرة،فهمت بالتحدث لكنه قاطعها قائلا بهدوء"دعيني أتحدث أولا!"
أغمضت عينيها تستنشق نفسا عميقا ولم يرق لها الموقف الذي وضعتها جدتها به،فقالت بصوت حاولت أن يبدو هادئا"تفضل!" وأشارت له بالجلوس،وجلست هي الأخرى.
شبك أصابعه وأسند ذراعيه على ركبتيه ثم قال بهدوء"لا بد أن زيارتي في هذا الوقت صدمتك!لقد طلبت من الحاجة آمنة أن أخبرك بطلبي وجها لوجه وبشكل رسمي ثم سأحضر والدي بعد معرفة قرارك"
تنهدت تتمالك نفسها وقالت بخفوت"لم أكن أتوقع وجودك ووجود الجميع في الحقيقة!لذلك بدا الأمر صادما لي"
ابتسم وقال بهدوء"لا عليك أنا أتفهم ذلك"صمت لثواني ثم أكمل يحاول اختيار كلماته بعناية"عَلْيا،لا أعلم ماذا سأقول أو كيف سأقوله،ففصاحتي في جميع المرافعات خانتني الآن، لكني سأجعل الأمر بسيطا!"
نظرت له بهدوء تنتظره أن يكمل ماجاء من أجله،فأكمل بكلاسيكية"هل تقبلين بي زوجا لكِ؟يصونك ويهتم بك ويرافقك مدى الحياة في الضراء قبل السراء"
انتفضت واقفة واستدارت توليه ظهرها،وأول ما تبادر لذهنها،لماذا لا أسمع هذه الجملة من الشخص الذي أرغب به حقا.
ابتلعت ريقها وحكت جبهته بتوتر،فطالع ظهرها باهتمام وترقب ينتظر جوابها،لكن طالت وقفتها لثواني معدودة،فهمس يناديها"عَلْيا"
أغمضت عينيها تتنهد بعمق ثم استدارت تنظر له وقالت بصوت متحشرج"لا أدري بما سأجيبك يا حمزة،وجودك هنا وطلبك للزواج مني،كل هذه الأشياء لم أكن أتوقعها وخصوصا في هذه الليلة"جلست على الكنبة وقالت تتجنب النظر لوجهه"لا أملك جوابا مناسبا يا حمزة"
ابتسم بتفهم بالرغم من الحرج الشديد الذي شعر به وكانت كلماتها بالنسبة له بمثابة رفض لطلبه بشكل غير مباشر،لكنه قال"لا تجيبيني الآن،امنحي لنفسك فرصة في التفكير..وعندما تتوصلين لجواب نهائي ستجدينني منصتا لك"
تحدثت تنوي منحه جوابا نهائيا"لكن يا حمزة.."
وقف ينوي المغادرة وقال يقاطعها"لا تجيبيني الآن يا عَلْيا، فكري في الموضوع"
ثم خرج من الغرفة وودع الجميع بأدب.
تأملت أثره طويلا وأفكار كثيرة تتضارب في رأسها،فدخلت جدتها لتطمئن عليها وقالت بهدوء"عَلْيا"
نظرت لها وقالت بهدوء"لا تفعلي بي هذا مجددا يا جدتي..لا تضعيني أمام الأمر الواقع"
اقتربت منها آمنة وجلست بجانبها ثم ربتت على شعرها بحنان وقالت"لم أقصد ذلك يا ابنتي، لقد فكرت في أنك في سن مناسب للزواج وتحتاجين شخصا ليعوضك عن الحنان الذي فقدته منذ طفولتك فأتى ذلك مع اقتراح حمزة الذي بدا لي مهتما بك منذ أول لقاء..وتعلمين أنني سأسافر مع عمك لبعض الوقت..فقلت ربما سيكون هناك من يؤنس وحدتك"
ردت عليها بعناد"لا أحتاج لمن يؤنس وحدتي،ومع ذلك،كان يجب أن أعلم قبل أن أصدم بمجيء الجميع"صمتت للحظة وقالت"لماذا دعوتها وزوجها أيضا يا جدتي، ألا يكفي والدي وزوجته"
احتضنت آمنة وجهها وقالت بحزم طفيف"يجب أن تتصالحي مع والدتك يا عَلْيا..وارتأيت أن مناسبة كهذه ستكون مناسبة لذلك،فهي نادمة ووالدك نادم أيضا"
حركت عَلْيا رأسها بالرفض وقالت بجمود"أنا أشعر بأنني أفضل هكذا،ومن لا يريدني في حياته فأنا أيضا لا أريده"
دخلت نادية وسمعت آخر جملة قالتها عَلْيا،فنظرت لها بحزن وقالت بهدوء"هل يمكننا التحدث قليلا يا عَلْيا؟"
وقفت وقالت بجمود"لا أظن ذلك،شكرا لحضورك في هذا اليوم المميز..الذي يبدو مميزا لكم فقط"
ثم نظرت لجدتها وقالت"سأصعد لغرفتي!"
دخل مصطفى أيضا فوجد أن عَلْيا تهم بالمغادرة فأوقفها وأغلق الباب وقال"عَلْيا،ربما حان الوقت للتحدث معا،أنا وأنت ووالدتك"
وقفت في الوسط تنظر لهما بجمود وقالت بصوت ميت"ماذا تريدان مني؟"
قالت نادية بندم"دعينا نتحدث بهدوء يا ابنتي"
قاطعتها بحزم رافعة سبابتها في وجهها"لا تقولي ابنتي! لست ابنتكما، الأم والأب الوحيدين اللذين أعرفهما في حياتي هم جدي وجدتي"صمتت للحظة ثم أكملت بسخرية"لقد تذكرت،وبعض الجيران أيضا،أكرمهم الله كما أكرموني في أحلك أيام حياتي،عندما لم تكونا هنا طبعا"
نهرها والدها بحزم"عَلْيا!"
نظرت له للحظة ثم نقلت نظراتها لجدتها وقالت بتوسل"جدتي أريد أن أخرج من هنا!"
رد عليها مصطفى"لن تخرجي من هنا يا عَلْيا قبل أن نتحدث فهناك بعض الأمور التي تحتاج للتوضيح!"
رفعت حاجبيها باستنكار وقالت بصوت مستنكر يكسوه الألم"ما الذي يحتاج للتوضيح يا ترى؟تخليكما عني أم ربما الحياة التي بنيتموها بعيدا وللصدفة لم يكن لي مكان بها أيضا!"
تدخلت والدتها موضحة"هناك أمور خفية تحدث بين الزوجين بحيث لا يستطيعان إتمام زواجهما، لذلك تطلقت أنا ووالدك،فقد استحالت العشرة بيننا"
قاطعتها عَلْيا هاتفة وهي تحرك رأسها يمينا وشمالا"أنا لا يهمني الأمر، لا تهمني دروس التربية الأسرية التي ستعرضانها علي الآن،وأنكما نادمين وأنه لم يكن هناك خيار آخر سوى الطلاق وغيرها من الأعذار الواهية…السؤال هنا..أين كنت أنا وسط كل ذلك؟أين؟، في طي النسيان طبعا، في حياتكما الماضية" صفقت بقوة وأكملت"مبارك لكما،لقد نجحتما في تخطي عقبة حياتكما الماضية والمضي قدما ونسيان أنني كنت هناك ممزقة بينكما"
حاولت تجاوز والدها لتخرج لكنه دفعها بخفة للخلف وقال بحزم"عَلْيا، لقد كبرت الآن، ويجب أن تتفهمي أننا تطلقنا وتتعايشي مع وضعنا"
انفجرت ضاحكة بجنون قم قالت بعدها بجمود"لماذا تظنان أنني قد أهتم بطلاقكما،أنا تعايشت مع ما يجب التعايش معه منذ زمن طويل جدا..وعَلْيا الكبيرة كما قلت لا تحتاج لتوضيح وأعذار، لكن ربما عَلْيا الصغيرة من كانت بحاجة إليكما…وللأسف فقد فات الأوان"
نطقت نادية بنبرة حزينة ونادمة"آسفة لأنني تخليت عنك يا عَلْيا،آسفة لأنني لم أستطع ضمك لعائلتي الصغيرة"
جمدت للحظة ثم قالت ببرود"آخر ما أريد سماعه هو الاعتذارات،لن تغير شيئا"
تطلعت في وجههما لثواني ثم أكملت ببرود توجه كلماتها لأمها"لن تغير أنني في لحظات مرضي كنت أنادي باسمك لكن ما من مجيب"ثم نظرت لوالدها وقالت"وأن الغرباء هم من كانوا يبررون سبب غيابي"
عانقت نفسها وقد شعرت بنسيم بارد يلفح جسدها وأكملت بألم"وأنني لم أشعر بدفئكما أبدا.."نزلت دموع ساخنة على خدها وهي تعانق نفسها أكثر"لقد تساءلت لوقت طويل،لماذا تخليتما عني،هل أنا فتاة سيئة لكي لا تحباني كفاية وتجعلاني جزءا من حياتكما"
جلست القرفصاء ويبدو أنها ففدت أعصابها كليا فأجهشت في بكاء حارق وقالت من بين دموعها"لم أكن أريد شيئا منكما،كنت أريد فقط أما وأبا يعتنيان بي،عوض الشعور بالغيرة الذي كان يتملكني كلما لمحت عائلة"
اقتربت نادية منها بتردد ومدت يدها تريد تحسس شعرها، فرفعت عَلْيا نظارتها نحوها وسألتها بألم"هل كنت فتاة سيئة لذلك لم تحبيني يوما؟"
دمعت عينا نادية من الألم الذي اجتاح صوت وملامح ابنتها فجلست أرضا على ركبتيها وقالت بألم"لم يكن خطؤك، بل خطؤنا نحن"صمتت للحظة تتأمل ملامحها ثم قالت بحذر"لقد ظننا أن الأنسب لك هو أن تتربي في بيت دافئ كبيت جدك،عوض التمزق بين عائلتين"
همهمت بسخرية وسط دموعها وقالت بجفاء"هذا ليس عذرا لتغيبي ما يزيد عن عشر سنوات من دون أن تأتي ولو لمرة واحدة لتطمئني علي"
دافعت نادية عن نفسها"لقد كنت أتصل بجدتك لأطمئن.."
قاطعتها بقوة"جدتي ليست ابنتك!"ثم ضربت صدرها وقالت"أنا ابنتك..أنا يا سيدة نادية"
أخذت نفسا عميقا لتتحكم في غزارة دموعها ثم وقفت قائلة بجفاء”عموما، أنا لا أحتاجكما في حياتي بعد الآن،فاللحظات المهمة التي كان من المفترض أن تكونا فيها،كنتما منشغلين بحياتكما"
نهرها مصطفى قائلا"ما هذا الذي تقولينه يا عَلْيا"
هزت كتفيها بلامبالاة وقالت"أنتما تحصدان ما زرعتماه…فأنت أيضا يا سيد مصطفى كنت مساهما في هذا، وبما أنها فقرة التوضيحات والاعترافات، فدعني أخبرك بما يجول في خاطري"
نظرت لها نادية بصدمة وقالت"لماذا أنت قاسية هكذا!"
تجاهلت كلمات والدتها وأكملت بجفاء"أن تتعذر بأن منزلك ضيق ولا يكفي لتستضيفني لخمس سنوات من أجل الدراسة، كان أقسى عذر سمعته!وعلى فكرة،الفكرة لم تكن فكرتي،بل كانت فكرة جدي،وكان مصرا عليها لسبب لا يعلمه سواه..أما أنا فكنت أرفض الأمر منذ البداية"
ثم نظرت لوجه والدتها لثواني وقالت ببرود"أنا لست قاسية،بل مجروحة!"
ابتسمت باستهزاء وقالت"هذه أطول محادثة حضينا بها معا،يا للعجب!"
نظر لها كل من مصطفى ونادية بعجز،ولا يعلمان ماذا يقولان فجملتها أنهما يحصدان ما زرعاه،كانت واقعية وأصابتهما في مقتل،لأنها وبكل بساطة كانت محقة،فقد التفت كل منهما لحياته ونسيا أن زواجهما السابق خلف طفلة لا ذنب لها،لكنهما فضلا بناء حياة أخرى لا توجد فيها عَلْيا.
نظرت لها جدتها بشفقة،لكنها اختارت عدم التدخل بينهم،لعل هذه الفضفضة تكون لصالحهم وتتحسن علاقتهم،لكن لا يبدو أن شيئا سيتحسن،فما كانت تخفيه عَلْيا لسنوات،ألقت به في وجهيهما ولا يدركان حتى كيف يستطيعان احتواءها.
خللت عَلْيا أناملها في شعرها القصير بإنهاك ثم قالت بهدوء وقد شعرت بأنها تحدثت كثيرا"سأصعد لغرفتي لأرتاح!آسفة إن جرحتكما بأي شكل من الأشكال..لكنكما جرحتماني أيضا بتخليكما عني، وبإهمالكما لي"
ثم غادرت لغرفتها.
جلس مصطفى بوهن على الكنبة وقال لوالدته"لقد كانت تخفي كل هذا خلف تلك الابتسامة الهادئة"
تحدثت نادية وهي تقف لتجلس فوق الكنبة وقالت بندم"لقد أخطأنا يا مصطفى!"
نظر لها يلومها"لقد كان خطؤك منذ البداية يا نادية! أنت من حصلت على الحضانة بعد الطلاق،لكنك تخليت عنها بكل بساطة"
دافعت عن نفسها قائلة"لم أكن أستطيع تحمل مسؤوليتها وحدي"
رد عليها بدون مواربة"بل زوجك من اشترط عليك أن تتخلي عنها"
نظرت له بصدمة"من أخبرك بهذا؟" نظرت لآمنة التي قالت مدافعة عن نفسها"ماذا من المفترض أن أفعل وقتها،كلاكما رفض الاحتفاظ بالحضانة،كل واحد منكما يتحجج بحجج واهية."
وقفت لتخرج من الغرفة وقالت بحزم"لم أتحدث عندما كانت هنا لأنني لم أكن أريد أن أزيد الطينة بلة،لكن ما فعلتماه معها لم يمت للأبوة والأمومة بصلة"
ثم غادرت واتجهت لغرفة حفيدتها للاطمئنان عليها،تحت نظرات نادية ومصطفى،اللذان يلوم كل واحد منهما الآخر بنظراته على ما وصلت إليه علاقتهما بابنتهما.
____________________
ركن أنس سيارته،وجلس مستريحا على المقعد،يفكر فيما دار بينه وبين ريم بعد أن أوصلها لمنزلها،هل سيفرح لأنه تحرر أخيرا أم سيلوم نفسه لأنه دفعها بعيدا بدون أن يشعر.
******
'قبل ساعة تقريبا'
وقف أنس بسيارته أمام ڤيلا عائلة ريم،فلم تنزل بل نزعت حزام الأمان ثم استدرات تنظر له وقد شردت للحظات في ملامحه كأنها تفكر في شيء…
سألها أنس باستغراب"هل أنت بخير؟"
أومأت بهدوء،ثم قالت بدون مواربة"أنت متغير مؤخرا!"
خفض بصره يتفادى النظر لوجهها ثم غمغم متهربا"اقتراب موعد عقد القران يوترني"
ابتسمت بهدوء ثم قالت بصراحة"هل تعرف لماذا وافقت على اقتراحك سابقا في أن نعمل معا؟"
نظر لها باهتمام فأكملت"لأنك كنت صريحا دائما،لا تغش ولا تغير الحقائق"
تأمل ملامحها يحاول فهم ما الذي تقصده بسؤالها،فسألها وهو يظن أنها تتحدث بشأن العمل"هل هناك مشاكل في العمل؟"
حركت رأسها بلا ثم رمت في وجهه بسؤال كان يلح عليها منذ مدة"هل مشاعرك اتجاه عَلْيا أخوية؟"
و قد لاحظت شيئا مبهما وغير مكتمل يدور بينه وبين عَلْيا،بالرغم من تأكيد عزيزة عدة مرات أن الأخيرة كانت تقضي أغلب أوقاتها في ذلك المنزل منذ نعومة أظافرها،ولاحظت تقاربها من أسامة أيضا،لكن ما تستشعره بينها وبين أنس كان له تفسيرا آخر في دماغها.
رمش أنس عدة مرات يحاول استيعاب مغزى سؤالها وما علاقة عَلْيا بهما،لتدخل كطرف أساسي في حديث بين رجل وخطيبته،ورد عليها بانفعال طفيف"ما علاقة عَلْيا بنا؟"
ردت عليه ريم بهدوء"مجرد سؤال بديهي طرأ على بالي لأنني لاحظت تعلقك أنت وأسامة بها"
ضيق عينيه ينظر لها بعدم اقتناع،فقال موضحا"لقد سبق ووضحت طبيعة العلاقة بيني وبين أسامة وسمر وعَلْياء"
أومأت بتفهم وقالت"لذلك سألتك إن كان ما يربطك بعَلْيا هو علاقة أخوة"
لم يرد على سؤالها،لكن اهتزاز حدقتيه أجابها بما كانت تشك به منذ مدة،ابتسمت برقة وقالت تواجهه"لا تجبني على سؤالي يا أنس،لا أريد سماع الجواب"
فتمتم بعجز"ريم"
ربتت على ذراعه،فأغمض عينيه بألم من تأنيب الضمير الذي تملكه.
صمتت للحظات تتأمل وجهه ثم قالت بعملية تضعه أمام الأمر الواقع"سأذهب لأمريكا بعد شهرين"
نظر لها بصدمة ثم نطق بفاه فاغر"ماذا تقصدين؟"
ردت عليه ببساطة"لقد حصلت على عرض عمل مغري هناك،سيساعدني كثيرا في تطوير مسيرتي المهنية"
قاطعها يسألها باندفاع وشعور أناني يخبره بأن الفرج قد حان وهو يحاول إخماده"ماذا عن زواجنا والشركة؟"
تلاعبت بالخاتم الذهبي في بنصرها وقالت بهدوء" ربما حان الوقت لإلغاء خطوبتنا يا أنس!"
فغر فاهه بصدمة ولا يعلم إن كان قلبه يقفز فرحا الآن بداخل صدره أم أنه شعور بالخيبة لأنه يظن أن قرار ريم بالسفر يتعلق بمشاعره اتجاه عَلْيا،وهذا ما جعلها لا تتشبت بعلاقتهما.
سألها بعدم تصديق"ما هذا الذي تقولينه يا ريم؟"
ردت عليه برقة"أنا متأكدة مما أقوله يا أنس،أريد أن أفسخ الخطوبة"
نظر لها بشك ثم سألها بحذر وصدق"هل قصرت في حقك في شيء؟ هل آلمتك بأي شكل من الأشكال؟"
هزت رأسها بلا،ثم رد عليه برزانة"بالعكس يا أنس،لطالما كنت شخصا جيدا،سواء على الصعيد العملي أو الشخصي،لكنني فكرت جيدا،لا أرغب بالزواج الآن،ناهيك عن العوامل الخارجية الأخرى التي تعلمها جيدا،والتي لا أستطيع التعامل معها بعد الآن"
عرف أنها بجملتها الأخيرة كانت تقصد والديها،فتفهم أنها كانت في صراع لإقناعهما بشخصه،ويبدو أنها تعبت من ذلك.
وأكملت كأنها اخترقت تفكيره"فرصة ذهابي لأمريكا وضحت لي العديد من الأمور التي كنت غافلة عنها،أو بالأحرى كنت أتجاهلها ،وهي أن المشاكل بين عائلتينا لن تتوقف أبدا،وربما ستستمر في التزايد وهذا وحده عامل قوي أحبط عزيمتي في الخوض في هذا الزواج"
ابتسمت في وجهه وقالت بنبرة ذات مغزى"وأنت أيضا يجب أن تلتفت لقلبك قليلا"
ابتلع غصة ثقيلة،ولم يلتفت لمزحتها،فبالرغم من أن لريم شخصية عملية أكثر من عاطفية،لكنها تظل امرأة في النهاية ولا توجد امرأة تحب أن تستبدل بأخرى.
نطق بنبرة صادقة وهو يحتضن رأسه بين كفيه بتعب"أنا آسف يا ريم،آسف حقا،لكن تلك المشاعر كانت أقوى مني..وكانت نيتي صادقة في أن أتعامل مع الأمر بطريقة ما وأن نكمل حياتنا معا"
ولم يكن يريد التدخل في تفاصيل مشاعره اتجاه عَلْيا،احتراما لها ولمشاعرها.
ربتت على كتفه وردت عليه بهدوء"لا تلم نفسك على شيء،فقرار الانفصال كان قراري،ولم تكن أنت السبب فيه"ثم تراجعت قائلة بمزاح"حسنا لنقل أنك كنت السبب ب 25 بالمئة،أرأيت ليست نسبة كبيرة"
ابتسم في وجهها بوهن بدون أن تصل الابتسامة لعينيه وقال"أنت فتاة رائعة يا ريم،وأنا واثق أنك ستجدين في يوم من الأيام شخصا سيدرك قيمتك ويحتويك ويسندك لأنك تستحقين ذلك"
ابتسمت ببشاشة وقالت تشكره"شكرا على كل شيء يا أنس"صمتت لوهلة ثم أكملت"أنا سأخبر والدي بقراري،وسأمر على الخالة عزيزة لأودعها لاحقا"
اقترح قائلا"هل تريدين أن نواجههما معا؟"
هزت رأسها بلا ثم قالت"لا داعي لذلك!سأخبرهما أنا،سيتفهمان الأمر بسهولة،خاصة عندما أخبرهما بأسبابي،مع أنني متأكدة أن الأمر سيروق لهما"
بدت له كلمات ريم عادية وهي تلمح إلى أن انفصاله عنها سيروق والديها،فهو كان يعلم منذ البداية أنهما لم يحبا فكرة زواجهما ولم يتوانيا عن التلميح لذلك بمختلف الطرق.
تنهدت ريم براحة واستقلت بظهرها على مقعد السيارة ثم قالت"أنا متحمسة لفكرة الابتعاد عن الوطن،والتحرر قليلا من قيد والداي،فمن المضحك أنني في سن الثانية والثلاثين ولا يزالان لا يتقبلان فكرة أن أختار شريك حياتي بنفسي"
استلقى هو الآخر بظهره على المقعد براحة ثم قال بهدوء"ذلك نابع من قلقهما عليك،خصوصا أنك وحيدتهما،فربما بعد مغادرتك،سيتفهمان أن لك كيانك الخاص"
أومأت مؤكدة"ربما" ثم حملت حقيبتها وأكياس الهدايا التي تلقتها سابقا وقالت تودعه"سأذهب الآن،نلتقي فيما بعد لنسوي أمور الشركة قبل مغادرتي"
ونزلت من السيارة تشير إليه بكفها مودعة.
*******
قطع سلسلة تفكيره رؤيته لحمزة يخرج من منزل عَلْيا ببدلته الرسمية ثم يستقل سيارته ليغادر،نظر لسيارتين مركونتين في الحي أيضا بجانب سيارة المحامي، وقد لمحهما للتو،فتعرف على واحدة منهما، واستغرب تواجدهم في هذا الوقت من المساء.
نزل من سيارته واتجه للمنزل يزعم أن يسأل والدته عن عَلْيا وجدتها،ودخل على صوت والدته وهي تهتف بحنق"لقد أخبرتك أن عَلْيا ستكون مناسبة لك كزوجة،وأنت أصريت على تجاهلي،وها قد أتى المحامي ليأخذها منك بعيدا"
رد عليها زكريا مدافعا"يأخذ مني ماذا يا أمي،لم أوافق على الموضوع من الأساس،فلماذا تضعينني في موقف من وعدها بالزواج ثم خذلها وخطبت الآن!انسي موضوع عَلْيا يا أمي،ولا تتدخلي في نصيبها"
ارتخت مفاصل أنس فتسرب المفتاح من يده ليصدر صوتا مزعجا إثر ارتطامه ببلاط الأرضية وسأل بجمود"من سيخطب من؟"
كتفت والدته ذراعيها وقالت بنزق"ذلك المحامي الذي تكلف بقضية الإرث،أخبرتني آمنة أنه سيأتي لخطبة عَلْيا اليوم،أخبرتكم مرارا لنذهب لخطبة الفتاة"
هتف أنس بقوة تختلف تماما مع طبيعته الهادئة"لن يحصل ذلك يا أمي!"
نظرت له والدته باستغراب وناظره زكريا بنفس الطريقة، ثم سألته بحذر"ما الذي لن يحصل؟"
رد عليها باندفاع"لن تتزوج عَلْيا بذلك المحامي،ولن تخطبيها لزكريا"
رفعت عزيزة حاجبها الأيمن وسألته"والسبب؟"
كتف ذراعيه وقال بدون مواربة"لأنها تخصني!"
اقتربت منه وتوسعت عينيها بصدمة ثم هتفت باستنكار "ما هذا الذي تهدي به؟! هل جننت؟ لم يبقى على زواجك سوى أيام وتخبرني بهذا الآن، وريم المسكينة ما ذنبها في كل هذا؟"
استند زكريا على إطار باب المطبخ وهو يراقب الحوار بين والدته وشقيقه بهدوء بالرغم من صدمته مما نطق به الآن،ثم سأله بتعجب"هل أنت بكامل قواك العقلية؟!"
رد مدافعا"أنا أعقل من أي وقت مضى!"ثم نظر لوالدته وقال"لقد فسخت ريم الخطوبة"
ضربت عزيزة على صدرها وهي تقطع الرواق ذهابا وإيابا وتصيح مولولة"ما هذا الذي تقوله،كيف حصل ذلك!ألم تجدا غير هذا الوقت لتفسخا الخطوبة،لقد اقترب الزفاف،ماذا سيقول الناس عنكما؟"
أشار أنس لنفسه وقال باستنكار"هل أبدو لك شخصا يهتم بالقيل والقال يا أمي؟"
ترنحت للخلف ثم بحثت بعينيها عن كرسي لتجلس،وفهم زكريا حركتها ثم وضعه خلفها وساعدها على الجلوس،فقالت بعدم استيعاب"اشرح لي الآن،ما الذي كنت تقوله!فأنا لم أفهم شيئا،البارحة تريد ريم زوجة والآن عَلْيا تخصك؟"نظرت لزكريا وقالت"تحقق من حرارة شقيقك يا زكريا،فأنس الطبيعي لا يفعل هذا!"وهتفت مستنكرة بعد أن استوعبت شيئا"هل تخليت عن ريم من أجل عليا!"
جلس أنس القرفصاء أمام والدته واحتضن كفيها بيديه ثم قال بهدوء يحاول التظاهر به أولا"اسمعيني يا أمي،ريم من فسخت الخطوبة!لأنها تريد الذهاب لأمريكا" ثم نظر لها بتوسل"هل تظنين أنني سأفعل شيئا كهذا يا أمي،أن أجرح شخصا وخاصة ريم؟..لكن حاولي أن تفهميني،لا يمكن أن أرى عَلْيا تزف لشخص آخر سأجن يا أمي سأجن"
نظرت له بصدمة وقد هالتها ملامح العذاب التي ارتسمت على وجهه،فرفعت كفها تحتضن خده وقالت بهمس"منذ متى!"
تمتم"لا أدري!"
تنهدت بثقل ثم قالت تطمئنه"لنتحدث في هذا غدا،سنرى ما نستطيع فعله،ومدبرها حكيم"
قاطعا أنس قائلا"لا تفعلي شيئا يا أمي،أنا من سيفعل، لا تفاتحي أحدا في الموضوع،دعيني أتحدث مع عَلْيا أولا"
أومأت بتفهم،ثم همست تحدث نفسها"يا إلهي ما الذي كنت سأفعله!"
ثم نظرت لزكريا،وشعرت بالراحة أنه كان مصرا على رفض الزواج من عَلْيا ،وإلا كانت ستحدث مجزرة مشاعر في هذا البيت.
انسحب أنس من أمامهم يجر أذيال خيبته وحيرته، فلم يصدق أن ريم انسحبت بهدوء من حياته بدون أن يجرحها،ليصدمه واقع آخر، هو أن عَلْيا من الممكن أن تزف لشخص آخر، ولأول مرة يتساءل إن كانت تمتلك مشاعر اتجاهه،ولم يفكر في الأمر عندما كان غارقا في ملكوت عشقه الذي اكتشفه متأخرا.
لم يكن يفكر في إثارة موضوع مشاعره لعَلْيا الآن،خاصة أن الخطبة قد ألغيت في وقت حساس جدا سواء بالنسبة له وأو بالنسبة لريم،لكن معرفته بأمر خطوبتها جعله يفقد صوابه.
جلس على سريره يحتضن جبهته بين كفيه ثم بحث عن هاتفه،واتصل بها،لكن ما من مجيب.
اتصل بها مرارا وتكرارا لكنها لا ترد على هاتفها،فاتجه نحو نافذة غرفته التي كانت مقابلة لخاصتها،ولمح ضوءا خافتا ينبعث منه.
أرسل لها رسالة نصية مقتضبة مفادها'عَلْياءْ!هل نمت؟"
وردت عليه باقتضاب"لا أستطيع التحدث الآن،سأتصل بك لاحقا!"
عربط الوحش بداخله،وقد ظن أن سبب تجاهلها لاتصالاته هو فرحتها بالخطيب الجديد،وقد خيل له أنها ترقص فرحا الآن أو ربما مشغولة بمحادثته وهو يبثها بمدى سعادته بأنها ستصبح ملكه.
ضغط على الهاتف بغضب بين أنامله حتى ابيضت مفاصله ثم همس بجمود"إن حدث هذا يا أنس،فأنت تستحق ذلك حقا"
________________
'ڤيلا عائلة مفتاح'
دخلت ريم بخطى ثابتة،فوجدت والديها في انتظارها، يناظرانها بفضول…تأملت وجههما للحظات ثم قالت بهدوء"لقد فسخت خطوبتي مع أنس،وسأذهب لأمريكا بعد شهرين"
هتف والدها يتظاهر بالصدمة"ماذا تقصدين بفسخت خطوبتك،وستذهبين لأمريكا؟"
ردت عليه بهدوء"لا داعي للأسئلة،دعونا نعتمد الشفافية في حديثنا"ثم نظرت لوالدها"لم تحبا أنس منذ البداية،وكنتما تتمنيان هذه اللحظة منذ شهور،وأنا أعلم أن فرصة العمل في أمريكا كانت من تخطيطك يا أبي"
رفع حاجبيه ينظر لها بعدم تصديق ولا يعلم بماذا سيجيبها،فأكملت"أنا مستعدة للذهاب لأمريكا،لكن هناك شرطين،نصيبي في الشركة ليس من حقكما التدخل به،وحياتي المستقبلية لا علاقة لكما بها..أيا كان ما سأفعله لاحقا ستتقبلانه برحابة صدر،وإلا سأتخلى عن كل شيء وأجلس هنا بما في ذلك عملي الحالي."
ثم نظرت لوالدتها وقالت ببساطة"سأحقق حلمك أخيرا في الدراسة خارجا،وربما سأجد رجلا أمريكيا لأتزوجه،فعلى الأقل ستغطي جنسيته عما إذا كان شابا مبتدئا يشق طريقه نحو النجاح أو رجلا ناجحا وثريا بالفعل،أليس كذلك يا أمي؟"
هتفت والدتها باستنكار"الأمر ليس كذلك!لكنك تستحقين رجلا يجعلك تعيشين كالملكة،وليس مبتدئا يشق طريقه نحو النجاح،اختزلي عليك الأمر كله وتزوجيه ناجحا وثريا منذ البداية"
ابتسمت ريم وقالت بسخرية"أنس أيضا كان سيجعلني ملكة في بيتنا!…لكنك تعشقين المظاهر،بل تعشقان المظاهر"تنهدت تنهي المحادثة"المهم، أرجوكما توقفا عن التدخل في الصغيرة والكبيرة في حياتي..وموافقتي على الذهاب لأمريكا سأعتبرها فرصة لأتحرر وأصنع نفسي بعيدا عنكما".
ثم انسحبت من أمامهما تتجه إلى غرفتها،تحت نظراتهما المصدومة وقد اهتزا من تهديدها بأنها ستتخلى عن كل شيء.
ارتمت فوق سريرها بتعب،وقد أسقطت عنها قناع اللطافة والهدوء أخيرا،لتختلي بنفسها وتفكر مليا في حياتها القادمة.
ستكذب إن قالت أن الانفصال عن أنس كان بالسهولة التي بدا عليها،ففي نهاية الأمر،هي ما تزال امرأة تحكمها غريزتها الأنثوية،وترغب في تكوين عائلة مستقرة وأطفالا يحيطون بها،لما لا،لكن تجري الرياح أحيانا بما لا تشتهيه السفن،ومهما كان تأثير ذلك الانفصال قويا عليها الآن،فهي ممتنة أن مشاعرها كانت ترسو في بر الأمان ولم تتجاوز الإعجاب بشخصية أنس والراحة التي كانت تشعر بها معه،لكنه كان مناسبا لطباعها ومع طريقة تصورها للحياة،وكانت تطمع في أن تتوج خطوبتهما بزواج.
والدرس الآخر الذي تعلمته هو أن الزواج يحتاج طاقة عاطفية ليستمر..
____________________
دخل أشرف شقته بهدوء،واتجه نحو غرفة المعيشة بدون أن ينير الأضواء،جلس يريح ظهره على الكنبة السوداء ويتأمل السقف الذي انعكست عليه أنوار المدينة المنبعثة من الخارج.
تنهد بعمق وأغمض عينيه يحاول ترويض الأفكار التي تعصف بدماغه،تذكر نظراتها على أنغام الموسيقى التي شعر لوهلة أنه يسمعها بلسانها هي، ويكاد يقسم أن ما عصف بحدقتيها في تلك اللحظة كان عتابا صامتا.
ألا تعلم بأن قربها شن حربا شعواء بداخله،ألا يكفيه اعترافها الذي أطاح بما تبقى من جيوشه،فغدا وحيدا يحتمي بحصن ظن أنه منيعا في البداية،لكنه خذله وأصبح يتفتت شيئا فشيئا.
وتسلل لخياله وشم لمحه فوق عضدها،عندما كانوا يلعبون البارحة،وقد رفعت كم قميصها إلى كتفها في إحدى اللحظات لكنها كانت سريعة بحيث لم يستطع تأمل شكله.
أيقظه صوت اهتزاز هاتفه من مناجاته،فأخرجه من جيبه و أضيئت الشاشة باسم 'عصام'،استغرب من اتصاله في هذا الوقت.
رد على الهاتف بهدوء"مرحبا عصام،كيف حالك؟هل كل شيء بخير؟"
رد عليه عصام،فاتسعت حدقتا أشرف وهتف باستنكار"ماذا تقصد بمخطط زواج مجددا!"


نهاية الفصل السابع عشر،
أتمنى أن ينال إعجابكم
قراءة ممتعة للجميع ولا تنسوا مشاركتي رأيكم🤍🤍


ملك جاسم, shezo and Soy yo like this.

فاطمة الزهراء أوقيتي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية:
وشمتِ اسمك بين أنفاسي~
بقلمي
🤍أكتب لأحيا الواقع بنكهة الخيال🤍
رد مع اقتباس
قديم 16-01-23, 11:05 PM   #327

فاطمة الزهراء أوقيتي
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء أوقيتي

? العضوٌ??? » 475333
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 612
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond repute
Icon26 عزيزتي أم جواد🤍

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام جواد مشاهدة المشاركة
في انتظارك يا قلبي 😍
سملت عزيزتي وأنا في انتظار رأيك 🤍🤍

shezo likes this.

فاطمة الزهراء أوقيتي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية:
وشمتِ اسمك بين أنفاسي~
بقلمي
🤍أكتب لأحيا الواقع بنكهة الخيال🤍
رد مع اقتباس
قديم 16-01-23, 11:08 PM   #328

فاطمة الزهراء أوقيتي
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء أوقيتي

? العضوٌ??? » 475333
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 612
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond repute
Icon26

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 17 ( الأعضاء 10 والزوار 7)

‏فاطمة الزهراء أوقيتي, ‏سناء يافي, ‏هتاف عبدالله, ‏نفوسا, ‏ام جواد, ‏لينوسارة, ‏زهرة الشتاء المتقطع, ‏laila2019, ‏Shadwa.Dy, ‏شموخي ثمن صمتي

سلمتم على حضوركم المبهج للقلب والمرآى🤍🤍

shezo likes this.

فاطمة الزهراء أوقيتي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية:
وشمتِ اسمك بين أنفاسي~
بقلمي
🤍أكتب لأحيا الواقع بنكهة الخيال🤍
رد مع اقتباس
قديم 16-01-23, 11:46 PM   #329

فاطمة الزهراء أوقيتي
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء أوقيتي

? العضوٌ??? » 475333
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 612
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond repute
Flower2

مرحبا مجددا،،

الأغنية في الرواية للمغني الغني عن التعريف بهاء سلطان،اسمها أنا غلطان..
فيبدو أنني غفلت عن ذكر الاسم في الفصل.

shezo likes this.

فاطمة الزهراء أوقيتي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية:
وشمتِ اسمك بين أنفاسي~
بقلمي
🤍أكتب لأحيا الواقع بنكهة الخيال🤍
رد مع اقتباس
قديم 16-01-23, 11:53 PM   #330

سناء يافي

? العضوٌ??? » 497803
?  التسِجيلٌ » Jan 2022
? مشَارَ?اتْي » 447
?  نُقآطِيْ » سناء يافي is on a distinguished road
افتراضي وشمت اسمك بين انفاسي

فصل راىع حزنت على عليا ياالله من هيك ام وأب انانيين فكروا بحالهم ونسو ان عندن بنت محتاجة لهم اخدو الي في النصيب من عليا واخيرا انس اعترف بحبه لعليا قدام أهله تسلم ايدك حبيبتي

سناء يافي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:43 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.