آخر 10 مشاركات
ترافيس وايلد (120) للكاتبة: Sandra Marton [ج3 من سلسلة الأخوة وايلد] *كاملة بالرابط* (الكاتـب : Andalus - )           »          أترقّب هديلك (1) *مميزة ومكتملة* .. سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          غيث أيلول -ج5 سلسلة عائلة ريتشي(121)غربية - للكاتبة:أميرة الحب - الفصل الــ 44*مميزة* (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          عِـشـقٌ في حَضرَةِ الـكِـبريآء *مميزة مكتملة* (الكاتـب : ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ - )           »          رواية واجتاحت ثنايا القلب (1) .. سلسلة ما بين خفقة وإخفاقة (الكاتـب : أسماء رجائي - )           »          117 - توأم التنين _ فيوليت وينسبير ج2 شهر عسل مر ((حصرياً)) -(كتابة /كاملة بالرابط) (الكاتـب : SHELL - )           »          وهج الزبرجد (3) .. سلسلة قلوب شائكة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          حب في الصيف - ساندرا فيلد - الدوائر الثلاثة (حصريــا)** (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          بريئة بين يديه (94) للكاتبة: لين غراهام *كاملة* الجزء الثاني من سلسلة العرائس الحوامل (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

مشاهدة نتائج الإستطلاع: ما هي أكثر شخصية من الأبطال أثارت انتباهكم في الرواية؟؟
سمر 3 27.27%
عليا 5 45.45%
ثريا 7 63.64%
عزة 2 18.18%
أسامة 3 27.27%
أشرف 1 9.09%
أنس 2 18.18%
زكريا 1 9.09%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 11. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree1899Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-01-23, 12:36 AM   #301

فاطمة الزهراء أوقيتي
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء أوقيتي

? العضوٌ??? » 475333
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 612
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond repute
Post الفصل السادس عشر🌼....وشمتِ اسمكِ بين انفاسي


الفصل السادس عشر 🌼


'في صباح اليوم التالي'
لم تنم من شدة الحماس،إنها على بعد خطوة واحدة من الشعور بلذة الدراسة مجددا ، شعور افتقدته وقد بُثِر منها بقسوة جعلتها أشد تعطشا إليه..غادرت سريرها الدافئ وفتحت دولابها تختار ما ستلبسه من أجل هذا اليوم المميز، ألقت نظرة سريعة على هاتفها وفعلت ما تفعله كل يوم،تحظر صاحب الرقم الذي لم يستسلم أبدا عن إرسال رسائل حقيرة كصاحبها، ويستمر بتغيير رقمه في كل مرة تحظره..لكنها قررت اليوم أنها ستغير رقمها،بما أنها على باب مرحلة جديدة في حياتها..فستتخلص من أي عقبات ستؤثر عليها سلبا، حتى وإن كان الأمر يتعلق بذبابة تزن في مكان بعيد عن مرآها…
استقلت الحافلة واتجهت بها لمركز تكوين الممرضين.
دخلت بخطى ثابتة تتجول بعينيها في المكان بثقة وانبهار في الوقت ذاته وهي ترى العديد من الشباب يرتدون مآزر بألوان مختلفة وتستنشق عبيرا افتقدته منذ زمن طويل،تكاد تقسم أن للمكان رائحة تشبه رائحة مدرستها في القرية بالرغم من شساعة الفرق بينهما،لكنها أدركت أن ما تشمه هو رائحة الدراسة والجد والاجتهاد أو ربما عقلها الباطني ما جعل لهم رائحة لتدرك الفرق بين محطات حياتها.
نقلت نظراتها لورقة تضم جدول الحصص وتأملت القاعات تبحث عن رقم القاعة التي ستضم أول حصة دراسية،فوجدتها أخيرا ودخلت بكل حماس لتروي تعطشها المعرفي وضمأها الذي طال أمده للدراسة.
هل استطاعت أخيرا تحقيق أول خطوة نحو مستقبلها المجهول، هل بعد كل ما مرت به ستنعم ولو قليلا بشيء يواسي نفسها المتعبة والمتمردة..إنها تشعر بأنها قطعت شوطا طويلا منذ هروبها لكنها مازالت في البداية فقط،فكل ما عاشته قبل هذه الخطوة كان تمهيدا لقادم مبهم تبينت أول بوادره.
____________________________
أحيانا رائحة فطيرة زكية تكون كافية لإنعاش ذكرياتنا.
اقترب من المطبخ بهدوء مناسب تماما للسماء الغائمة في الخارج…فوجد شقيقته تعد الحرشة المغربية وكانت والدتهما قد اعتادت في مضى اعتمادها كوجبة فطور أساسية…تراقصت ذكريات بعيدة في ذاكرته كأن تلك الرائحة كانت كمفتاح تفعيل فسافرت به لدهر من الزمن..
كان طفلا في السابعة ذو ملامح سمراء مليحة وعيون عسلية مخضرة،وضعت امرأة تشبه ملامحها ملامح سميرة، صحنا فوق الطاولة وعليه حرشة دهنت بزبدة وعسل وكوبا من الحليب الساخن وقالت بحنان"هيا يا أسامة تذوق ما صنعته لك اليوم"
عقد حاجيبه وقال باستياء"حرشة يا أمي، لقد قلت لك مرارا أنني لا أحبها،ملمسها الخشن يسبب لي قشعريرة"
ربتت على شعره بحنية وقالت تحاول إقناعه"جربها هذه المرة بالزبدة والعسل ستعجبك!هيا يا حبيبي إنها لذيذة"
حرك رأسه بالنفي وقال بعناد"لا أريد، أنا أريد رقائق الإفطار"
دخل والده إلى المطبخ يحمل لعبة شاحنة يغطي بها وجهه وقال بصوت خشن مصطنع"من العفريت الصغير الذي لا يريد تناول الحرشة على الإفطار يا أم أسامة"
نظر له أسامة بسعادة وهتف بمرح"إنها الشاحنة التي أعجبتني في السوق البارحة" ثم مد يده ليأخذها، خبأها الأخير خلف ظهره وقال بعناد"سأعطيها لك عندما تتناول إفطارك وتبدي إعجابك بالحرشة التي تصنعها والدتك"
ابتسمت بفرح وهي تراقب زوجها الذي يساوم ابنها على الإفطار ثم قالت بلطف"هيا تناول إفطارك يا حبيبي،ستتأخر عن المدرسة"
ارتشف من الحليب على مضض وعيونه موجهة نحو الشاحنة ينظر لها بلهفة ثم قضم قضمة من الحرشة وأتبعها بقضمة أخرى وقال وفمه مملوء بالطعام رافعا إبهامه عاليا"إنها أفضل حرشة على الإطلاق" ثم قال بسرعة لوالده"أعطني الشاحنة" ومد يده نحوه.
قهقه الأب عاليا واقترب منه يدغدغه قائلا" مخادع يا فتى..تفعل أي شيء لتحصل على ما تريده"
قهقه أسامة بمرح قبل أن يحمله ويرفعه عاليا وهو يصرخ ببهجة ويقول"أعلى أعلى"
استيقظ أسامة من ذكرياته على يد سمر تطبطب على ظهره ثم استدار ونظر لها فابتسمت في وجهه وقالت"صباح الخير"
مد ذراعه يحتضن كتفيها ثم طبع قبلة على أعلى رأسها وقال"صباح الخيرات"
استدارت سميرة على صوت سمر واقتربت منها تقول ببشاشة"لقد كنت على وشك مناداتكما للإفطار فقد تأخر الوقت"
طبع أسامة قبلة حانية على جبهة شقيقته وفعلت سمر المثل على خدها، ثم اتجه للصحن وخطف واحدة وقضمها قائلا"لا أحد يجيد صنع الحرشة أكثر منك..يجب أن تعلميني الطريقة"
ابتسمت في وجهه وقالت"لم تكن تحبها عندما كنت طفلا"
أومأ مؤكدا وقال وهو يمد ما تبقى منها لسمر"نعم..كان منظرها الخشن يخيفني" ثم هز كتفيه"لقد كنت طفلا"
طرقات على الباب لفتت انتباههم فقالت سمر بمرح"إنها عَلْيا سأفتح لها الباب..ستفطر معنا اليوم"
اتجهت نحو الباب وفتحته ثم قالت ببشاشة"وأخيرا التقينا..إذا لم نخطف لحظات من الزمن فلن نلتقي أبدا" ثم انحنت وعانقتها بخفة فبادلتها عَلْيا الحضن وقالت بابتسامة خفيفة"لقد اعتدت أن أفطر عند ماما سميرة في غيابكما خاصة أن العم حكيم يخرج مبكرا جدا..لكن بعد مجيئكما قلت أنتما في الكفاية"
عقدت سمر حاجبيها بعدم رضا وقالت"ومن قال أننا في الكفاية..نحن نحتاجك لتشاركينا الإفطار أيضا كما كنا نفعل في الماضي"
أومأت عَلْيا مؤكدة وهمت بالدخول، فرفعت سمر عيناها ولمحت أنس يخرج من بيته فصاحت"أنس..تعالى لتفطر معنا!"
استدارت عَلْيا نصف استدارة فلمحته بهيأته الصباحية ببدلته الرسمية وقد رجعت مؤخرا إلى مراقبته من نافذة غرفتها وكانت قد امتنعت عن الأمر رفقا بكبريائها وقلبها.
تنهدت بكبث ثم همست لسمر"سأسبقك للداخل"
أومأت سمر ثم قالت بإصرار"هيا يا أنس أسرع،سيبرد الإفطار،هذا إن لم يكن أسامة قضى عليه كله"

كان سيرفض الدعوة متحججا بالعمل،وقد استيقظ هذا الصباح مثقلا بمشاعر سلبية بسبب حديث الأمس،لكنه لمحها تدخل وألحت عليه رغبة شديدة للانضمام للفطور ورؤيتها.
دخلا معا وكانت عَلْيا تجلس مقابلة لأسامة الذي يشاكسها مجددا ويحاول استفزازها،فقالت سمر"سيداتي وسادتي،انظروا من انضم لنا على الفطور"
استدار الجميع نحوهما فقال أسامة مازحا موجها كلامه لعَلْيا وأنس"لقد كبرتما على توسل الفطور من سميرة"ثم نظر لسمر وقال"ألن تكفي عن استدعاء كل من هب ودب إلى الفطور"
زفر أنس نفسا خفيفا وقال"عندما تسكن في منزلك سنتأكد ألا نزورك أبدا أما الآن فخلصنا من سماجتك ودعنا نفطر في هدوء" ثم اقترب وخطف من أمامه كأس الشاي وقال بلطف"صباح الخير يا أم سمر"
ونقل نظراته لعَلْيا التي كانت تعبث بالسكين فوق الطاولة"صباح الخير عَلْياءْ" وأبعد السكين من بين أناملها، فرفعت نظراتها نحوه وهمست"صباخ الخير"
تعلقت النظرات ببعضها وفكر أن لرؤيتها البارحة واليوم وقع خاص بعد اعترافه لنفسه بمشاعره الحقيقية نحوها..يشعر بأنها تنتمي له.
نظر لهما أسامة بابتسامة وفرح شع بداخله وتمنى من أعماق قلبه أن تكون نهاية هذه الملحمة لصالح أنس وعَلْيا.
جلست سمر بجانب عَلْيا وكانت مقابلة لأنس، وبدأ الخمسة في تناول إفطارهم ثم انضم لهم حمادة أيضا،كان المكان يسوده جو عائلي متآلف وقد اعتادوا في الماضي على الاجتماع هكذا وتناول الإفطار معا.
اقترحت سمر قائلة"هناك فكرة تدور برأسي مؤخرا،ما رأيكم أن نختار يوما ونلعب مباراة كرة السلة، كما كنا نفعل في الماضي؟"
رفع حمادة كفه عاليا وقال وهو يحتسي رشفة من كوب الشاي"أنا سأنضم لكم ولا مجال لأن تقولوا حمادة صغير وسيتأذى فقد كبرت الآن"
ثم قال أسامة بمرح موافقا"أنا معك في هذا، لقد اشتقنا لتلك الأيام حقا،سأجد مكانا نلعب فيه،ماذا عنك يا أنس؟"
أومأ موافقا ثم قال ببساطة"أنا موافق أيضا، مضت مدة طويلة على ذلك" ونقل نظراته لعَلْيا ينتظر قرارها.
ارتبكت ولعبت بخصلات شعرها القصير وقالت تتهرب"لا أظن أنني أستطيع الانضمام إليكم..ربما في المرة القادمة"
تعلقت سمر بذراعها وقالت باعتراض"ليست هناك مرة قادمة،هيا يا عَلْيا وافقي أرجوك، لنفعل ذلك ونتخلص من روتين العمل، هيا أرجوك،إذا لم تنضمي فأنا لن ألعب أيضا!"
رد أسامة يحاول إقناعها"هل يرضيك أن سمر من اقترحت اللعبة ولن تلعب من أجلك!"
نقلت نظراتها بينهم ثم قالت باستسلام"حسنا،لنفعل ذلك"
عانقتها سمر بفرحة ثم ضربت كفها بكف أسامة، وقال أنس"سنحتاج لاعبين آخرين،ليكتمل فريقين،فنحن الخمس نشكل فريقا"
تدخل حمادة قائلا"سأخبر مراد، سيسعد بالانضمام إلينا"
مطت سمر شفتيها بتفكير وقالت"وأنا سأرى إن كانت عزة تريد اللعب"ثم نظرت لأنس واقترحت"لماذا لا تخبر ريم كذلك،ربما تريد الانضمام إلينا ومنها نتعرف عليها أكثر"
نظرت لها عَلْيا وقد شعرت بوخزة في قلبها وكان سبب رفضها للعب في البداية هو خوفها من أن تنضم ريم لهم أيضا،ثم نقلت نظراتها لأنس الذي كان ينظر لها أيضا وقال بهدوء ظاهري"لا أظن أنها ستريد الانضمام لنا،لكن عموما سأخبرها بذلك"
حاول أسامة تغيير الموضوع وقال" لم يكتمل الفريقين بعد" ثم نظر لأنس وقال"هل تظن أن أشرف مهتم؟"
أومأ أنس مؤكدا وقال"لقد نسيته حقا! إنه لاعب ممتاز،سأخبره بذلك" نظرت لهما سمر بعدم راحة ثم مطت شفتيها بانزعاج واضح لمحه أسامة فور ذكر اسم أشرف فسألها بدون مواربة"هل يزعجك أن يلعب أشرف؟"
هزت كتفيها بلامبالاة وقالت بجفاء"لا يهمني الأمر"
ضيق أنس حاجبيه ونقل نظراته بينهما ثم همس لأسامة"ما بها؟"
فأجابه أسامة بهمس"يبدو أنهما لا يتفاهمان بشأن العمل..سمر في الشرق وأشرف في الغرب"
أومأ بتفهم ثم قال"هكذا إذن!ما رأيك أن نجعلهما يلعبان في نفس الفريق؟ ربما يتفاهمان قليلا؟"
رفع أسامة إبهامه في وجه أنس وقال"فكرة سديدة،فالرياضة توحد بين الناس.."
ابتسمت سمر بتكلف وقالت تنظر لهما ببرود"لقد سمعتكما تخططان من وراء ظهري"
تدخل حمادة قائلا بهدوء"مخطئة!إنهما يخططان أمامك مباشرة"
رمقته بنظرة قاتلة وقالت"يالظرافتك أنت الآخر،من شابه خاله فما ظلم!"
قرص خدها بلطف وقال يوجه كلامه لأنس وأسامة"لو سمحتما،أريد أن أكون مع أختي في نفس الفريق،لأنقذها من إزعاج أشرف"
دفعت يده بخفه وقالت باعتراض"أنا لست مهتمة في أي فريق أو مع من سأكون،المهم أن نلعب..ونحيي أيام المجد،أليس كذلك يا عَلْيا؟"
أومأت عَلْيا مؤكدة ثم قالت كأنها تذكرت شيئا للتو"هناك ملعب بجانب مراكز التكوين،أظن أننا نحتاج لدفع ثمن رمزي فقط واختيار الوقت المناسب لنا ثم نذهب للعب"
أومأ أنس وقال مؤكدا كلامها"نعم بالضبط،لقد نسيت أمر تلك الملاعب،كما أنها لا تبعد كثيرا عن هنا،نستطيع الذهاب إليها مشيا على الأقدام"
وقف أسامة يستعد للمغادرة وقال"اتفقنا إذن،لنختر يوم السبت للعب،أظنه مناسبا للجميع!"
اعترضت عَلْيا قائلة"لماذا ليس الأحد؟"
رد عليها أسامة مبررا"بغض النظر عن كون الملاعب تكون ممتلئة في نهاية الأسبوع عادة،فأنس قد حجز في المطعم سابقا بمناسبة عيد ميلاد ريم"
سمعت صوت تهشم روحها في تلك اللحظة،ما محلها من الإعراب في كل هذا، لماذا كتب عليها أن تظل أسيرة هذا الحب من طرف واحد،تمنت كما تتمنى دائما أن تستيقظ يوما وتجد أنها تحررت من كل هذا.
شعر أسامة بعذابها وبدا ذلك جليا على عينيها العسليتين،فنقل نظراته بينهما وكانت نفس النظرة تغزو مقلتي أنس..وعلم جيدا أن شعور تأنيب الضمير قد سيطر عليه في هذه اللحظة أو ربما منذ ذكر اسم ريم.
وقف أنس أيضا يستعد للمغادرة وقال بهدوء ظاهري"أنتم مدعوون للحفلة على فكرة،ستكون حفلة صغيرة تضم المقربين فقط"ثم نظر لسميرة التي كانت جالسة منذ البداية تستمع لهم وتنقل نظراتها لإحدى المجلات أحيانا وقال بأدب"شكرا على الوجبة يا خالة سميرة"
ابتسمت في وجهه بحنان وقالت بلطف"صحة وعافية يا حبيبي".
وقفت سمر أيضا وقالت لأنس"أوصلني معك،فقد تأخر الوقت وأسامة سيتجه مباشرة للفندق"
أومأ موافقا وأشار لها لتسبقه ثم لحق بها وألقى نظرة سريعة على عَلْيا التي كانت تناظره ببرود.
ثم لحقا بهما أسامة وحمادة أيضا،كل سيتجه لوجهته. _____________________
'في مرآب العمارة'
نزل أشرف من سيارته بعد أن ركنها في المرآب، فوقفت سيارة أنس بجانبها وانتظره ليلقي عليه التحية الصباحية ويطمئن عنه،لكن سمر من ترجلت منها أولا،فتأمل قامتها القصيرة وهي ترتدي فستانا شتويا قصيرا يصل لفوق ركبتيها وجوارب نسائية شفافة كاملة الطول مع حذاء رياضي أبيض ومعطف أقصر من الفستان بقليل،طالعها باستنكار موجه تحديدا لتلك الجوارب الشفافة فتملكه غضب ناري سعى جاهدا ليكبحه.
رمقته بنظرة باردة،فقال بجفاء"ألا تقولون صباح الخير في بلادكم؟"
ابتسمت في وجهه بتلكف"بلى!لكن تقال لمن يستحقها فقط" ثم أبعدت شعرها عن وجهها لترتدي حقيبتها ذات الحزام الطويل.
هم بإجابتها،فقاطعه نزول أنس من السيارة،ونظر لهما الأخير بشك ثم قال"هل كنتما تتشاجران؟"
أشاحت سمر بوجهها عنهما وأصدرت صوت همهمة غاضبة ثم قالت لأنس"شكرا على التوصيلة يا أنس! أراك لاحقا" وتجاهلت أشرف تماما،فلاحقها الأخير بنظراته الغامضة،ثم نظر لأنس الذي كان يناظره بشك وقال له"نظرتك تلك،تخبرني أنك فعلت لها شيئا سيئا!سمر الوديعة لا تحقد على أحد"
أشاح بنظراته متهربا ثم قال مغمغما"مشاكل في العمل فقط"
لم يصدقه ومع ذلك قال له بتنبيه"لا أعلم ما بينكما،لكن سمر لأسامة خط أحمر يا أشرف! أنا عن نفسي أتفاداه عندما يتعلق الأمر بها"
نظر له أشرف مطولا ثم قال يتفادى الخوض معه في النقاش"أنا أعلم جيدا ماذا أفعل! لست صبيا صغيرا لتنبهني على شيء كهذا"
أومأ أنس بعدم اقتناع وقال"لا تتمادى كثيرا!فأنا أعرفك جيدا!غضبك ينسيك من حولك"
ابتلع أشرف ريقه وتذكر ليلة اعتراف سمر وتصرفه الحقير معها،ففكر أن أنس معه حق،عندما يغضب لا يحكم عقله أبدا،فاكتفى بإيماءة بسيطة.
فقال أنس مجددا"بالمناسبة سنلعب مباراة كرة سلة يوم السبت!هل أنت مهتم بالانضمام إلينا؟"
عقد حاجبيه وسأل"من أنتم؟"
رفع أنس كفه في وجه أشرف وقال يعد الأسماء"أنا،أسامة،سمر وعَلْيا،حمادة ومراد أيضا،وسمر ستسأل عزة أن كانت تريد اللعب أيضا، وزكريا أيضا بالرغم من أنني شبه متأكد من أنه سيرفض لكن سأجرب حظي معه ومع ريم أيضا"
مط أشرف شفتيه وقال يحرك رأسه"لائحة مليئة بالعظماء..من صاحب الفكرة يا ترى؟ دعني أحزر،أسامة أليس كذلك؟"
حرك أنس راسه بلا وقال مشيرا للمصعد الذي استقلته سمر سابقا"بل سمر"
فقال باستهزاء"وما أروع أفكارها!"
تأكد من أنه أغلق سيارته ثم أكمل"عموما،أنا سأنضم لكم أيضا،فلم ألعب منذ وقت طويل"
أومأ أنس وقال ببشاشة"جيد إذن"
نظر له أشرف مطولا وقد تستقلا المصعد ثم سأله بهدوء يكسوه بعض القلق"وأنت كيف حالك؟"
ابتسم أنس بهدوء ثم استنشق نفسا عميقا وزفره مجددا وقال"إذا غضضنا النظر عن كوني مشتت،مرهق من التفكير ولم أجد حلا للموقف الذي وضعت به نفسي،فأنا بخير"
عض أشرف شفته العليا بقلة حيلة وقال يواسي صديقه"ستمر هذه الغمامة بإذن الله، أنا متأكد من ذلك،ومدبرها حكيم"
زفر أنس نفسا عميقا بتعب بدا عليه جليا بعد أن لُمِّح للموضوع وهمس"أتمنى ذلك حقا!"
ثم فُتح المصعد ونزل أول مشيرا لأشرف بتحية عسكرية لكنه اكتفى باصبعي السبابة والوسطى،وأُغلق المصعد مجددا لينفرد أشرف بنفسه في هذه الثواني المتبقية له للوصول إلى مكتبه، وكانت كافية ليأخذ نفسا عميقا ليواصل هذا اليوم الذي سيكون طويلا جدا كأيامه الماضية منذ وطأت قدما سمر هذه الشركة.
فإن كان أنس حائرا بين أخلاقه ومشاعره فأشرف بين نارين،ماضيه وتجربته المظلمة وسمر التي تلح عليه مشاعره القوية للمضي نحوها والاستسلام لكل شيء للنعم باقترابها،حتى وإن اقتضى الأمر أن يعيش سجينا لتلك الأعاصير بداخله.

غريبة هي المشاعر العاطفية،تنبثق فجأة وتتدفق بقوة كالدماء،فتغدو هي الأساس بشكل يجعل مبادئك وأولوياتك تتغير أحيانا أو ربما تختفي تماما،لتحل محلها أخرى جديدة.
خطى نحو مكتبه بثبات ووجه بارد يقابل به الجميع كما اعتاد دائما،لا أحد يدرك في ماذا يفكر أو ما هي خطوته التالية.
استدار بنظراته للغرفة الضيقة بجانب باب الدخول والذي جعلوا منها مقهى صغير لتحضير القهوة أو الشاي،فوجدها هناك تعد قهوتها الصباحية كما تفعل دائما،تظاهر بأنه يقرأ إحدى اللافتات التي علقت منذ مدة وهو يراقبها بنظرات جانبية ليرى أي فنجان ستختار هذه المرة، فبعد انتقالها للعمل معهم علم أنها مدمنة فناجين قهوة،وتحديدا بعد أن جاءت في اليوم التالي وهي تحمل صندوقا يضم مجموعة مختلفة من الأكواب بمختلف الألوان وصفتها بعناية في أحد الرفوف الفارغة.
خرجت من المقهى الصغير وهي تحمل فنجانا على شكل رأس قطة باللون الأسود، ومرت من جانبه وهي تتجاهله تماما،لاحقها بنظراته الجانبية وضيق عينيه باستنكار وقال يحدث نفسه"إنها لا تمتلك جسد طفلة وحسب،بل اختيارها للأكواب طفولي أيضا،ألم تجد شيئا آخر غير قط؟"ودقق في الجوارب الشفافة وجز على أسنانه بامتعاض،ثم دخل مكتبه يحادث نفسه ويده تعبث بأحمر شفاهها بداخل جيب معطفه.
________________________
'في منزل عَلْيا'
كان المنزل يعج بالضيوف،عمها عمر وزوجته وأبناؤه، أتواْ ليطمئنوا على صحة آمنة، وليعتذر عن تصرفه الغير اللائق معها.
اختارت عَلْيا الانسحاب كما تفعل دائما في مثل هذه التجمعات،الانسحاب من مكان ومن بين أوناس لا تشعر بينهم بالألفة،بل كدخيل فقط والعيون المشفقة والحاقدة تطاردها، ما ذنبها إن عاشت يتيمة ووالديها وهما ما يزالان على قيد الحياة،ما ذنب فتاة صغيرة تخلى عنها والديها من دون أن يسألا وأنجبا وأسسا عائلتين بعيدين عنها تماما،ذنبها الوحيد أنها كانت ثمرة زواج حكم عليه بالفشل.
والانسحاب دائما كان الحل الأنسب في حالتها،فعلى الأقل لن تضطر للاحتكاك مع أحد أو استشعار شفقة أحدهم اتجاهها والشفقة أكثر ما يثير حفيظتها.
انضم مصطفى والد عَلْيا وزوجته وابنهما أنس للتجمع العائلي أيضا،وقد قدما من مدينة أخرى وهي نفسها المدينة التي استكملت فيها عَلْيا دراستها،لكنها لم تكن تعيش معهم وقد فضلت العيش وحدها في السكن الجامعي وتزورهم مرات قليلة بعد إلحاح جدها،ووالدها أيضا لم يقترح فكرة أن تعيش معهم،فقضت السنوات الخمس وحدها في تلك المدينة كأنها لا تملك أبا.
اقتحم أنس الصغير الاستوديو،وهتف بصوت عالي"عَلْياا"
كانت شاردة الذهن فأفزعها دخوله المفاجئ،نظرت له بعدم استيعاب ثم رفعت نظراتها باتجاه والدها الواقف أمام الباب الزجاجي،وقد كان يناظرها بعاطفة أبوية وقال بحنان"كيف حالك يا ابنتي؟"
نظرت له مطولا ولم تعلم حقا كيف ستجيبه،هي لم تعتد على التحدث معه،فقد كانت الأحاديث بينهما دائما مقتضبة ولا تتجاوز بضع جمل في المناسبات الخاصة كالأعياد مثلا، عندما يجتمعون في منزل الجد.
ردت عليه بهدوء يتخلله بعض الجفاء"أنا بخير،شكرا لسؤالك.."
تجاوز أنس الصغير المنضدة ثم احتضن ساقيها فنظرت له بصدمة من تصرفه ومدت يدها بارتباك تربت على شعره الكثيف،رفع نظراته يطالعها من الأسفل وقال بمرح"هل ستشترين لي مثلجات مثل المرة الماضية"
تدخل مصطفى قائلا بهدوء"دع شقيقتك يا أنس،سأشتريها لك أنا،هيا لندخل لترى جدتك"
اعترض أنس بعناد"لا أريد الدخول،سأبقى مع عَلْيا"ثم نظر لها وسأل ببراءة"هل أستطيع البقاء معك؟،لن أشاغب"
نظرت له ببلاهة وحدثت نفسها قائلة'هل هذا الصغير يلتصق بها الآن أم أنها تتخيل'
أومأت موافقة ثم نظرت لوالدها وقالت بهدوء"سأعتني به،لا تقلق"
اكتفى والدها بالإيماء ثم نظر لها بتعاطف لثواني قبل أن يغادر ويدخل المنزل.
نظرت لأنس ثم ضيقت عينيها تنظر له وسألته بغباء"هل تلتصق بي لأنني أشتري لك المثلجات؟"
ضم ذراعيه لصدره ثم قال ببراءة"لا بل أنا أحبك لأنك لطيفة! ولأنك تشترين المثلجات أيضا" ثم ابتسم ابتسامة واسعة وسألها"هل ستشتريها لي كالمرة الماضية".
اِكتفت بالإيماءة ثم أشارت للكرسي بجانبها وقالت بجفاء"اجلس هناك!سأنتهي من عملي ونذهب للسوبر ماركت"
استجاب لها وابتسامة واسعة تزين ثغره،فناظرته بتوجس وهي تشعر بالغرابة.
لم تتخيل يوما أن تجمعها علاقة بأشقائها من والدها أو من والدتها،فمجموعهم هو خمسة،ثلاثة من جهة الأم واثنين من جهة الأب، ولم تقابل أبناء والدتها من قبل أبدا،لكنها تعلم أن أكبرهم في السادسة عشر من العمر تقريبا أو على أبوابها.
لكن هذا الأنس الصغير،دائما يبحث عنها كلما جاؤوا لزيارة جدتهم،ولا تعلم كيف تعامله،ليس وكأنها تشعر بالكره اتجاهه لكنها ساخطة عن وضعية أنه يعيش تحت كنف والديه وأحدهما والدها الذي لم يفكر في احتوائها يوما.
زفرت نفسا عميقا وهي تحاول التركيز على العمل ونظرات أنس منصبة نحوها،يطالعها بفضول،ضيقت حاجبيها ثم حركت رأسها تسأله"ماذا؟"
فرد عليها ببراءة"لا شيء!أبي يخبرني دائما أنني أشبهك"
لم تجبه واكتفت بتحريك رأسها،ولا تعلم لماذا شعرت أن والدها يحاول التقرب منها بشكل من الأشكال، أو ربما نظراته نحوها ما أوحت لها بذلك.
*******
'وقت الغذاء'
دخلت عَلْيا بهدوء وهي تشبك كفها بكف أنس،لتنضم لهم على الغذاء بعد إلحاح جدتها.
جلست تتأمل الجميع،ولم يرق لها الجو المتوتر والنظرات التي تلاحقها وأغلبها يكسوها البغض واستنتجت أن ذلك بسبب الإرث،فتساءلت'ماذا ستكون ردة فعل عمها إذا علم أن هذا المنزل أصبحها ملكها الآن؟'
ابتسمت داخليا بسخرية وقالت في نفسها مجددا'لطالما كانوا هكذا يا عليها يرمقونك باستصغار ويتجنبونك ولا علاقة للإرث بذلك!'
نقلت نظراتها لعمها وهو يجلس بجانب والدته يتودد إليها ويحاول مراضاتها بوضع بعض الطعام أمامها وخلق جو مرح،لم تشعر به كذلك أبدا.
وضع والدها صحنا ممتلئا أمامها وابتسم بهدوء في وجهها،لكنها لم تبادله الابتسام ونظرت له بفراغ،ثم تناولت لقمة من الطعام أمامها وهي تحاول ابتلاعها بصعوبة.
إنها لا تنتمي لهذا المكان،هذا ما شعرت به.
ليس للمكان بحد ذاته،بل الأشخاص المتواجدون به،تشعر بأنها في فلك مختلف عنهم…ولا تريد التواجد معهم،لم يشعروها يوما بأن تواجدها معهم يهمهم ويشكل فرقا.
نظر لها عمها باستصغار ولم يتحدث معها منذ دخوله وهي أيضا فعلت المثل وتجاهلت وجوده،وزوجته أيضا ترمقها بنفس الطريقة،وللعجب لم تلسعها بإحدى تعليقاتها المعتادة.
أغمضت عينيها وهي تسمع صوتها وفكرت لماذا لم تفكر في شيء آخر مثلا،أتاها صوت زوجة عمها وهي تقول"لقد سمعت أن والدتك زارتك قبل أشهر"
نظرت عَلْيا لجدتها،وكان من الواضح أنها من أخبرتها،فلا أحد يعلم بأمر الزيارة غيرهما.
تساءل مصطفى"هل زارتك نادية؟"
رمقتهما عَلْيا ببرود ثم قالت بجفاء"لقد أتت لتقديم واجب العزاء"
سألتها ابنة عمها التي تماثلها سنا بترقب"كيف كان شعورك عند رؤيتك لأمك بعد كل هذه السنوات"
ضيقت عَلْيا عينيها ثم ابتلعت غصة مؤلمة وهي تتذكر أنها كانت تغار منها عندما تتقصد احتضان أمها أمامها كأنها تخبرها أنها تمتلك أما وهي لا.
ردت عليها بجفاء"هل من المفترض أن أشعر بشيء؟"
ابتسمت الأخرى باستهزاء"لا أعلم فأنا لم أجرب أن أعيش بدون أمي من قبل"
همهمت عَلْيا ببرود وقالت بدون مواربة"وأتمنى ألا تجربي ذلك الشعور أبدا" ثم وقفت وقالت بأدب"شهية طيبة!أنت في الاستوديو يا جدتي" وخرجت من المنزل.
فنهر مصطفى زوجة شقيقه وابنته قائلة"هل كان يجب أن تذكري سيرة والدتها؟"
دافع عنها زوجها قائلا"لقد كانت تريد الاطمئنان عليها،هل سنحاسب على الكلام أيضا في هذا المنزل "
رد عليه"لكنك تعلم مدى حساسية الموضوع"
صفعه عمر بكلمات لم يكن يتوقع أن يسمعها يوما،وقال بشماتة"ربما لو كنت استطعت احتواء ابنتك كما يجب لما كان الموضوع بهذه الحساسية بالنسبة لها،أليس كذلك يا زوجة أخي؟"
نظر له مصطفى بصدمة وهو يواجهه بما كان يحز في نفسه دائما ثم تلاقت نظراته مع نظرات والدته التي حتى وإن لم تقل شيئا،إلا أنها متفقة معه تماما، ثم نظر لزوجته التي قالت بهدوء"اذهب لعَلْيا يا أنس"
ونظرت لعمر وأكملت"لا تدخلني في هذا الأمر يا عمر،فلا علاقة لي به"
زينت ابتسامة مستفزة شفتيه ورد عليها"وأنا لم أقل أن لك علاقة به يا زوجة أخي،سألت فقط لأعرف رأيك فيما فعله ويفعله زوجك مع المصونة عَلْيا ابنته، فلو كان قد اهتم بها منذ البداية لما كانت تجلس هنا تثقل على أمي المسكينة التي تحتاج لمن يعتني بها"
سمعوا شهقة عَلْيا التي جرت نحو الباب وأغلقته بقوة تبتعد عن هذا الجمع الذي يذكرها دائما بأنها ثقل.
ضرب مصطفى على الطاولة بغضب وقال يوجه كلامه لأخيه"اسمعني يا عمر،احترمت كونك شقيقي الأكبر ولم أعقب على إصرارك على الطعن في الوصية،لكن أخرج عَلْيا من رأسك هل تسمعني!"
قاطعه عمر"بالطبع!لأنك لم تكن تعترض على ذلك،ففي النهاية عَلْيا ابنتك،ومن يدري ربما تريد أن تكفر عن القليل من ذنبك اتجاهها عن طريق ميراث والدنا"
رد عليه باستنكار"أنا يا عمر؟"
أومأ عمر بتحدي وقال"بلى!هل تستطيع الإنكار؟لقد كنت سعيدا لأن والدي أهداها الاستوديو ولأنها ربحت القضية"
نقلت آمنة نظراتها بينهما وهي تغلي غضبا وتشعر كأنها على وشك فقدان أعصابها وهما يتجادلان أمامها مجددا وعلى نفس الأمر.
قالت بهدوء ظاهري"هل أتيتم حقا للاطمئنان على صحتي وفتح صفحة جديدة يا عمر؟"
نظروا لها جميعا ثم قال عمر"لقد أتيت من أجل نسيان ما حدث يا أمي ونتصالح"
ردت عليه بخيبة"لا أظن ذلك يا بني!"ثم نظرت لمصطفى وقالت"توقفا عن التصرف كمراهقين، فأصغركما أكبر بناته في عمر الخامسة والعشرون"
صمتت للحظات ثم قالت بحزم"إذا كنتما ستزورانني لتثقلا علي بمشاكلكما فلا تأتيا مجددا"
رد عليها عمر باستنكار"هل تطرديننا من أجل عَلْيا يا أمي؟"
نهرته بحزم"بل من أجل هذا المكان الذي احتواكم لوقت طويل ،ومن أجل والدكم رحمه الله،والذي لم تحترموا وفاته ومن أجلي أنا، ألا ترون أنني لم أعد أستطيع تحمل شجاركما،هل تستعجلان آخرتي؟"مسدت جبهتها بتعب"صحتي لم تعد تتحمل..وعَلْيا التي تتشاجرون من أجلها الآن،هي الوحيدة التي تهتم لأمري"
اقترب منها مصطفى بقلق وقبل رأسها معتذرا"اعذرينا يا أمي،لم نقصد إزعاجك..أطال الله في عمرك"
انحنى عمر هو الآخر وقبل جبهتها قائلا بعدم رضا"نحن آسفون يا أمي"
______________________
'في شركة أنس وريم'
طرقات خفيفة على باب مكتبه ثم دخلت بقامتها الرشيقة وشعرها الأشقر تكتسح خلوته.
كان متكئا بثقله على الكرسي،فتح عينيه ووجه نظراته نحوها وتأنيب الضمير اتجاهها يستمر في التضخم، ابتسم في وجهها بدون أن تصل الابتسامة لعينيه وقال بهدوء"تفضلي يا ريم"
اقتربت وجلست على الكرسي المحادي للمكتب ثم سألته بهدوء"هل مازلت غاضبا مما حدث البارحة؟"
اعتدل في جلسته ثم اتكأ بجزئه العلوي على المكتب وشبك أصابعه قائلا"أعتذر عما بدر مني البارحة يا ريم،لم أقصد أن أنفجر بتلك الطريقة"
ابتسمت ثم قالت بلطف"لا داعي للاعتذار يا أنس، أنا أعلم ذلك.." نظرت لوجهه لثواني ثم سألته"هل أنت بخير؟تبدو متعبا مؤخرا!"
أومأ برأسه ثم تهرب بنظراته يتفادى النظر إليها وقال بهدوء ظاهري"أنا بخير يا ريم،بخير"
ربتت على ظاهر كفه بلطف ثم قالت بدون مواربة "تعلم أننا أصدقاء وشركاء عمل قبل كل شيء يا أنس،وبإمكانك إخباري بأي شيء تريده..حتى وإن كان الأمر يتعلق بانزعاجك من والداي..لكن أرجو أن تتفهم موقفهما ففي النهاية هم يفعلون أي شي يرونه مناسبا من أجل مصلحتنا"
إنها تستمر بجعله يشعر بالذنب اتجاهها،طيبتها الزائدة وتفهمها له وكل شيء يتعلق بها يجعلها إنسانة مثالية ولا تستحق أن تعامل بهذه الطريقة أو أن تخان حتى وإن كان الأمر يتعلق بمشاعر أقوى منه ومنها، مشاعر لم يقصد الخوض فيها أبدا.
للحظة كاد أن يستسلم ويخبرها بكل شيء،لكنه تراجع ينهر نفسه ولا يستسيغ أن يجرحها بهذه الطريقة.
أومأ بوهن ثم قال بنبرة صادقة"أعلم ذلك يا ريم، وأنا ممتن لتلك الصداقة التي تجمعنا وهذا العمل أيضا..وصدقا لا مشكلة لدي مع والديك،من حقهم القلق على ابنتهما" أومأت ثم ابتسمت بلطف.
سكت لبرهة ثم قال"ما رأيك بأن نحتفل بعيد ميلادك عند أسامة وندعو الأصدقاء المقربين فقط، ومنها نتخلص من ضغط العمل"
ابتسمت وقد راقت لها الفكرة وقالت ببشاشة"فكرة رائعة!لنفعل ذلك،أنا أحب التواجد مع أصدقائك"
ابتسم بهدوء ثم قال"أنا سعيد أنها أعجبتك" ثم سكت لبرهة يفكر في هل يخبرها بشأن المباراة أم لا،فعزم أمره وقال"هناك مباراة كرة سلة ستقام يوم السبت،ستكون مباراة ترفيهية بين الأصدقاء إن كنت مهتمة باللعب أو الحضور"
ردت عليه بعد تفكير"لا أعلم إن كنت أستطيع الحضور!فقد وعدت والدتي بمرافقتها لإحدى الحفلات التقليدية التي تقيمهما صديقاتها"
أومأ بتفهم ثم قال"حسنا،على راحتك،عموما سأرسل لك العنوان لاحقا إن كنت تستطيعين الحضور"
ابتسمت محركة رأسها"حسنا،جيد إذن"
وقفت لتغادر المكتب وقالت بمرح ترفع يدها عاليا على شكل قبضة"ابتهج! سأذهب لأكمل عملي الآن"
ابتسم في وجهها والذنب يتآكله،كيف سيستطيع الاستمرار كهذا،حتى النظر إليها أصبح مجهدا بالنسبة له،فكيف سيستطيع المضي في حياة زوجية وهو بهذا الثقل، وهل سيستطيع إيفاءها حقها.
يحتاج وقتا مع نفسه،ليثبت على موقف واحد بالرغم من أن ميزان أخلاقه يميل لكفة أن يحاول سجن مشاعره اتجاه عَلْيا مجددا والتركيز على حياته المستقبلية مع ريم أكثر.
*****

دخلت ريم لمكتبها بخطوات ثابتة،جلست تفكر بعمق في علاقتها بأنس..وعلى أي أساس اعتمدت لترى في الشريك المناسب.
بعد تفكير عميق توصلت إلى أن فكرتها عن الزواج كانت دائما تعتمد على العقل والمنطق،وليست من أولائك الفتيات اللواتي يتبعن أهواء قلوبهن دون التفكير بمنطقية،فأنس بالنسبة لها كان زميلا طوال سنوات الجامعة فتطورت علاقتهما ليصبحا صديقين وبعدها شريكي عمل والآن خطيب وخطيبته يجهزان لحفل زفافهما الذي سيقام بعد شهرين.
تذكرت كيف توصل الاثنان لأنهما مناسبين ليكونا شريكا حياة وليس شريكا عمل،وقد كان في أحد الأيام يحكي لها عن إصرار والدته عليه للزواج وتأسيس عائلة،فبدآ نقاشا عميقا عن كون الحياة الزوجية تحتاج لشريكين بارعين في التسيير لتنجح تلك المؤسسة ثم تناقشا عن العديد من الجوانب كالإنجاب والحياة المادية وغيرها فوجدا أنهما يتشاركان نفس وجهات النظر..ثم بعد ذلك النقاش تناسيا ذلك الموضوع إلى أن اليوم الذي طلب فيه أنس الزواج منها،فقبلت بعد تفكير.
لكن شيء ما تغير بخصوص الحياة التي تصورتها معه في البداية،بغض النظر عن والديها واستمرارهم في التدخل في جميع التفاصيل ثم العلاقة المتوترة بين والدتها ووالدة أنس،بالإضافة إلى رفضهم لأنس بالرغم من أن لا شيء يعيبه ولكن بحجة أنها تستحق الأفضل والأغنى نظرا لخلفية عائلتها الغنية،فالشيء الذي تغير له علاقة بأنس نفسه..ربما لم تكن تنتظر اشتعالا عاطفيا من طرفه بحكم أنها أيضا لا تمتلك مشاعر عاطفية اتجاهه،لكنها تشعر أنه يتفاداها ويخفي عنها شيئا لا تستطيع معرفة ما هو بالضبط.
ألقت برأسها للخلف،ليستند رأسها على الكرسي وهي تحرك القلم بين أناملها وتسأل نفسها"ما الذي تريدينه من هذا الارتباط يا ريم؟"
______________
'بعد الزوال'
دخلت ثريا وملامحها المنفرجة تدل على مدى سعادتها،ألقت التحية بحبور على الفريق ثم دخلت للحمام لتغير ملابسها لأخرى خاصة بالعمل.
تطلعت لدفتر ملاحظاتها لوقت طويل ثم احتضنته بعدم تصديق لأنها رجعت لتدرس مجددا.
خرجت من الحمام ليصادف دخول أسامة أيضا،عائدا من الفندق.
ناظرها من رأسها إلى أخمص قدميها وقال ببساطة"يا مساء الأنوار،هل وصلت للتو؟"
أومأت مأكدة، ثم سألها مجددا"كيف كان أول يوم في المركز؟"
لم تستطع التحكم في ابتسامة ملحة أصرت على اكتساح ثغرها وقالت"لقد كان رائعا، مضت مدة طويلة جدا لم أشعر فيها بمثل تلك الأجواء"
ضيق عينيه ينظر لها ثم قال كأنه اكتشف شيئا للتو"واضح جدا أنك كنت متحمسة جدا!"ثم أشار لوجهها"يبدو ذلك جليا جليا الى وجهك"
تحسست وجهها بكفيها ولا زالت تلك الابتسامة تلح على التوسع أكثر ثم قالت"بل متعطشة لذلك!الأجواء كانت رائعة!رؤية أن الجميع استيقظ باكرا من أجل هدف ما،متحديين جميع الظروف شيء يشعرني بالرضا"
ناظرها بعدم فهم لحماسها الذي بدا له زائدا عن اللزوم ثم قال"لم أرى أحدا متحمسا مثلك! ما المبهر في الأمر؟الاستيقاظ باكرا وتسجيل الملاحظات ثم امتحانات في آخر الدورة وفي حالتك أنت يجب أن تحضري مناوبات في المشفى..متحمسة للتعب؟"
نظرت لوجهه لثواني تستوعب كلامه ثم ردت عليه بنبرة جليدية"أنت لن تفهم هذا الشعور أبدا! إنها ليست تعبا بالنسبة لي بل راحة كبيرة تكبدت من أجلها عناءا أكبر،أنت لن تفهم شعور أن يَبثُر أحدهم أحلامك ويختزلك في صورة تقليدية طوال حياتك"
ثم تجاوزته لتباشر عملها،فاستدار يناظرها باستغراب والفضول يتآكله اتجاهها،إنها كصندوق مجهول المصدر لم يجد بعد طريقة لفتحه واكتشافه،وكل ما يعلمه عنها هو فكرة عامة عن فتاة تمردت عن حياتها السابقة واختارت الفرار تاركة وراءها كل شيء.
*****
كانت سمر تعمل على حاسوبها بتركيز فسمعت صوت هرج منبعث من النافذة،شعرت بالفضول فلمحت أسامة يتقاتل مع أحد الرجال مفتولي العضلات، ورجلين آخرين يحاولون تخريب المحل فيعترض طريقهم كل من يونس وأيوب وثريا تصرخ أيضا وهي تحمل في يدها مقلاة ثقيلة وتحاول الدفاع عن الآخرين.
توسعت عيناها وقد بدا لها أحد الوجوه مألوفا فتذكرت الحادثة التي حدثت أثناء إصلاح المحل.
خرجت من مكتبها بقلق وهي تجري بسرعة فتصادف خروجها مع أشرف الذي شاهد ما يحدث من النافذة أيضا وقالت بسرعة"أسامة يتعرض للهجوم" ثم جرت نحو الباب ولحق بها أيضا وهو يتصل بأنس.
جرت في الدرج بأقصى سرعة ومن حسن حظها أنها لم ترتدي كعبا اليوم، وأشرف يلحق بها وهو يهتف"عودي للداخل يا سمر، ماذا تظنين أنك ستفعلين؟"
ردت عليه بشراسة"دعني وشأني! أسامة في ورطة ويجب أن أساعده سأقتل أولائك المتهجمين، كيف تجرؤوا على ذلك"
صادفوا أنس خارجا أيضا من مكتبه، فخرج الثلاثة متأهبين للقتال والدفاع عما يخصهم.
أما أسامة فكان يقبض على عنق الرجل، لكن الأخير عاجله بلكمة فارتد جسده للخلف واختل توازنه لتصرخ ثريا هاتفة باسمه وهي تحاول دفع أحد الرجال الذي يريد الدخول وتدمير المحل من الداخل.
صرخت سمر هي الأخرى وأسرعت بقامتها القصيرة تهجم على الرجل الذي ضرب أسامة من الخلف فقفزت على ظهره وخنقته من الخلف بيدها وتضرب رأسه بيدها الأخرى.
نظر لها أشرف بصدمة وهتف باستنكار"ماذا تفعلين؟"
لم تعره اهتماما وهي تنزل من على ظهر الرجل الذي صرخ بألم عندما عضت أذنه بقوة، ثم اقتربت من أسامة بقلق وكان قد استعاد توازنه وصرخ في وجهها بقلق"ادخلي للداخل ولا تخرجي أبدا"
حاول الرجل من خلفها الاقتراب ومد يده يحاول جذبها من شعرها فعاجله أشرف بركلة بجانب بطنه فأوقعه أرضا ثم انحنى ولكمه بغضب في وجهه عدة لكمات وصرخ بجنون"اِلمسها وستكون في عداد الموتى"
أما أنس فاقترب من الرجل الذي كان يحاول اقتحام المحل وتتصدى له ثريا بالمقلاة وجذبه من الخلف من قميصه،فاستدار الرجل وعاجله أنس بنطحة تدفقت على إثرها الدماء من فمه وأنفه ثم ضربته ثريا بالمقلاة في أعلى ظهره وسقط مغشيا عليه.
أما يونس وأيوب فكانا يحاولان التهجم على أحدهم وكان قد أخرج عصا بيسبول كبيرة وبدأ يدمر ما تطاله يداه.
سقط يونس أرضا يتلوى بألم وهو يمسك ذراعه، فاقترب منه أنس بقلق وساعده على الوقوف ثم أبعده عن ساحة المعركة، وانضم لها هو مجددا برفقة أسامة الذي صرخ بشراسة وهو يرى أن هناك من يدمر ممتلكاته ويؤذي فريق عمله.
أما أشرف فدفع سمر قصرا للداخل ورفع اصبعه في وجهها قائلا بتهديد"لا تخرجي من هنا هل سمعتِ ما قلته"
حاولت دفعه والخروج مجددا وهي تقول بعناد"دعني أخرج" وانضمت لها ثريا تقول هي الأخرى"تستطيعان الاعتماد علينا في تشتيت انتباههم" ورفعت المقلاة في وجهه تستعد للخروج هي الأخرى.
ناظرهم أشرف باستنكار وقال "هل تظنان أننا في فيلم أكشن؟ستتأذيان!لا تخرجا من هنا"ثم هم بإغلاق الباب الزجاجي وقال مجددا"ابحثا عن حبل أو لاصق سميك" وأغلق الباب من الخارج بالمفتاح ثم استدار تحت صراخ سمر باعتراض من الداخل.
كان أنس وأسامة يحاولان الهجوم على صاحب العصا في نفس الوقت ليجرداه من سلاحه.
أما الرجل الذي نطح أنس سابقا فقد استعاد وعيه وحاول الهجوم على أشرف،فناظره الأخير بشراسة وقال "لقد لمست شيئا يخصني في المرة الماضية،لن أرحمك هذه المرة وأنت تتجرأ على شيء يخص الشيء الذي يخصني".
انحنى يتفادى اللكمة الموجهة نحوه ثم وجه أخرى أقوى نحو معدة الرجل وركل ركبته في الوقت ذاته ليصرخ الرجل ويرتد للخلف يتلوى بألم.
صفر أنس بإعجاب وهو يخنق الرجل صاحب العصا بذراعه من الخلف وقال"لم تذهب دروس الحاج رشيد في التايكواندو هباءا منثورا يا صاح"
حرك أشرف رأسه يمينا ويسارا وقال بتعالي"وأنت أيضا لا بأس بك".
أما أسامة فقد كان يوجه ضربات لصاحب العصا وهو يتخيله حقيبة رملية خاصة بالملاكمة خصوصا مع تثبيت أنس له وقال وهو يلهث"من منكم يحتاج حقيبة ملاكمة للتدريب،فقد وجدت واحدة مجانية" ثم توقف ووكز بطنه"للأسف ليست بالنعومة المطلوبة"
ثم نقل نظراته لأيوب الجالس فوق بطن الرجل الذي قفزت فوقه سمر سابقا،وقال"هل أعجبتك الكنبة يا أيوب؟"
رفع أيوب كفه عاليا ملصقا إبهامه بسبابته على شكل دائرة وقال"مذهلة يا شاف" ثم ضرب على صدر الرجل بقوة وابتسامة متكلفة تزين ثغره"لكنها تحتاج للقليل من التنظيف".
بعد لحظات، نفض الثلاثة كفوفهم ببعضها ووقفوا بملابسهم الممزقة والكدمات البسيطة التي تزين وجوههم، يناظرون الرجال الثلاثة الجالسين أرضا بعد أن تعاونوا على ربط كل واحد على حدة ثم جمعوهم في ربطة واحدة، وقال أنس بشفقة ساخرا"لا أفهم حقا لماذا تحبون اللجوء إلى العنف؟"
أما أسامة فجلس القرفصاء وهو يناظرهم بهدوء ثم قال بعد ثواني"من أرسلكما؟"
لم يجيبوا والتزموا الصمت تماما،أما سمر فاقتربت منهم بهياج وهتفت بغضب وهي تشير لأحدهم"أنا أتذكر وجهك جيدا،أنت من تهجم علي في المرة السابقة مع رجل آخر"
تفادى النظر لها فهتف أسامة باستنكار"هل كانت هناك مرة سابقة؟"
كتفت ذراعيها بغضب وقالت"نعم عندما كنا نجهز المحل أنا وأشرف،وقد بلغنا الشرطة عن ذلك لكن لم يفعلوا شيئا كما هو متوقع!"
فأكمل أشرف بالنيابة عنها"لم يستطيعوا التعرف عليهما لأنهما فرا هاربين، أما هذه المرة فلا أظن أنهم سينجحون في ذلك"
ثم قال أنس"عموما الشرطة على وشك الوصول"
خرجت ثريا من المحل وهي تحمل أكياس الثلج ثم توجهت نحو أسامة أولا وقالت تنظر لوجهه بقلق"ضع هذه على الكدمة في وجه!" ومدت الكيس نحوه
نظر لها ثم ابتسم وعينه اليسرى بدأت بالانتفاخ وقال"أرى أنك تؤدين دور الممرضة منذ أول يوم دراسي لك، بعد شهر ستقولين يا أسامة دعني أفتح مستوصفا عندك في الكوفي شوب"
وضعت الكيس على وجهه عندما لم يستلمه فتأوه بألم وهو يمسكه وقال"كوني لطيفة يا مونارش، ألا ترين أنني مصاب لأنني كنت أدافع عنك وعن الجميع!"
استدارت توليه ظهرها وقالت"نعم أرى ذلك!لكن التزم الصمت وضع الكمادة ونشكر خدماتك سيد أسامة!وكف عن مناداتي مونارش"
قم اتجهت نحو يونس الذي كان ممسكا بذراعه يتأوه بألم وقالت بلطف"ضع هذه على ذراعك وستشعر بتحسن"
احمر وجهه وهمس"شكرا يا ثريا"
وابتسمت في وجهه فاحتج أسامة قائلا بطفولية"لماذا تعاملينه بلطف وأنا لا؟"
ابتسمت في وجهه بتكلف وقالت"هكذا فقط!"
ثم مدت أكياس الثلج للباقين وشكروها بلطف، ووقف الجميع ينتظرون وصول الشرطة التي تأخرت مع العلم أن أيوب اتصل بهم منذ بداية الشجار،لكنهم تحججوا بأنهم لم يأتوا مادامت ليست هنالك إصابات خطيرة وجروح بليغة، ثم اتصل بهم أنس بعدها يصر على قدومهم،فاضطروا لتلبية النداء.
تأمل أشرف سمر من رأسها إلى أخمص قدميها وقال باستنكار"لم أظنك هكذا؟تتقاتلين في الشوارع؟"
كتفت ذراعيها تنظر له وردت"وماذا كنت تظنني؟ فتاة مدللة تنتظر من يدافع عنها؟"
هز كتفيه ينظر لها من علو قامته وقد بدت أقصر بدون كعبها العالي ثم قال"ربما!"
تفحصت أظافرها ثم مسحتهم وقالت بدون أن تنظر إليه"أنت مخطئ إذن! فأنا أصبح قطة شرسة عندما يتعلق الأمر بمن أحبهم".
نظر لها مطولا ثم همس بدون أن يسمعه أحد سواها"هل كنت ستدافعين عني بنفس الطريقة؟"
تلاقت نظراتهما وهو يتنظر إجابتها فتسارعت خفقات قلبها وقالت بهدوء تداري به مشاعرها"لقد فقدت تلك الأهلية!"
وابتعدت من أمامه متجهة نحو أسامة الذي شعر بالغثيان فجأة على إثر منظر الدماء الجافة على قميص أحدهم وقد لاحظه للتو.
اقتربت منه بقلق وكان قد جلس أرضا يرمش ويحرك رأسه ببطء ،وقال بوهن"أشعر بالدوار"
جذب قميصه يحاول التخلص منه وهو يشعر بموجه حرارة تجتاحه ويحاول التقاط أنفاسه.
جلست سمر القرفصاء أمامه،واحتضنت وجهه بين كفيها ليركز نظراته عليها وقالت تطمئنه"انظر لي أسامة، ركز في عيناي،وحاول التنفس بعمق" شقهقت وزفرت تحاول تذكره بكيفية التنفس وأكملت"شهيق زفير"
كان يحاول التقاط أنفاسه وقال يشير للقميص"دم دم!"
فقالت مجددا بقلق"هذه أنا سمر يا أسامة!استرخي ليس هنالك دم" وضربت خده بخفة ليستفيق.
اقترب منها كل من أنس وأشرف،وقال الأخير يوجه كلامه لثريا"احضري كوب ماء يا ثريا"
وانحنى الاثنان يحاولان مساعدته على الوقوف وإدخاله للداخل.
جرت ثريا للداخل لتملأ الكأس وهي متوترة ولا تدرك ماذا يجري،دخل بعدها أنس وأشرف وهمت يسندان أسامة وسمر خلفه تحاول تهدئته بكلماتها.
اقتربت منهم ثريا فأخذ أشرف الكأس من يدها وبدأ يرشه على وجه أسامة.
سألت أنس بقلق"ماذا حصل به؟"
فأجابها أنس بذهن مشغول على صديقه"إنه يعاني من الهيموفوبيا"
ضيقت حاجبيها تحاول استيعاب الكلمة وقالت"ماذا؟"
فرد عليها مجددا"إنها فوبيا الدماء"
أومأت باستيعاب وقالت"هل هناك شيء كهذا!"
رد موضحا"نعم،إنها حالة نفسية تصيب الأشخاص عند رؤيتهم للدماء وغالبا ما يكون ذلك بسبب حادث أليم أو أشياء أخرى"
حركت رأسها بتفهم ثم نظرت لأسامة بقلق وسمر تحاول جعله يعود للواقع ويساعدها أشرف بذلك،فتذكرت عندما نطحته في اليوم الأول الذي التقيا به وسمعته يردد كلمة دم بذعر،لكنها لم تكن وقتها في حالة تسمح لها باستيعاب ما حدث، ولم تكن تعلم بشيء اسمه الهيموفوبيا وفكرت إن كان وقتها قد عانى من نفس الصدمة التي يعاني منها الآن أو ربما صدمة أكبر.
بعد لحظات،تمالك أسامة نفسه أخيرا فدلك جبهته بألم وتزامن ذلك مع دخول الشرطة من أجل تحرير المحضر اتجاه المتهجمين.
_____________________
'في الحي الصناعي'
'لقد أخبرتك سابقا أن لا تحادثني مجددا" ألقت بها عزة في قاعة الاجتماعات في وجه المتدرب.
فرد عليها باستفزاز"لماذا لا تتقبلين أنك وصولية"
فتحت عينيها على وسعهما وهتفت باستنكار"أنا وصولية؟"
أومأ وهز كتفيه بلامبالاة"نعم أنت كذلك!تريدين دائما التميز في كل شيء،وتفعلين أي شيء للحصول على ما تريدين"
شعرت بالغضب من كلماته،إنه ينعتها بصفة ليست فيها،هي ليست وصولية وتبذل مجهودها الشخصي الكامل للحصول على المعلومات.
دخل زكريا على صوتهما العالي وقد أخبره أحدهم أن المتدربين الذي يشرف عليهما يتشاجران.
نظر لهما بهدوء، ثم قال بحزم"ما الذي يحدث هنا؟"وكان قد التقط سابقا أطراف شجارهما.
كتفت عزة ذراعيها بغضب ثم اتكأت على الكرسي وهي ترمق زميلها بحقد،فبادلها الآخر بنظرات باردة.
وجه له زكريا سؤالا مباشرا"ماذا تقصد بالوصولية؟"
امتنع الفتى عن الإجابة ورمق زكريا بغضب داخلي،فتدخلت عَزة قائلة بغضب"يقصد بها أنني أتعمد التردد عليك في مكتبك وسؤالك عن كل شيء لأنني أريد أن أنال رضاكم فتقبلونني في العمل هنا"
تأمل زكريا وجه المتدرب لثواني فعلم أنه لم يقصد ما فهمته عزة،أو ربما قصد نصفه فقط ولمح لجزء آخر مظلم،تملكه غضب غير مفهوم،خاصة وأنه لاحظ أنه يتعمد استفزاز عزة في كل فرصة،واعتبرها في البداية أنها غيرة عادية بين المتدربين لأن أحدهما يبذل جهدا أكثر من الآخر.
وقال بحزم"وماذا في ذلك؟ماذا إن كانت تبذل جهدها لتحصل على عمل هنا؟ هل سيضرك ذلك في شيء؟"
رد عليه الفتى باندفاع"لن يضرني في شيء،لكن حاول على الأقل أن تكون عادلا في توزيع المهام والمعلومات بيننا،وليس أن تنحاز إليها لأنها فتاة،ولأنها شقيقة صديقك"
رفع زكريا حاجبا مستنكرا ونهره بحزم"احترم نفسك يا فتى!فتباسطي معكما في التعامل لا يعطيك الحق لتتكلم معي بهذا الأسلوب،لا زلت مدربك ويجب عليك احترامي"
خفض المتدرب بصره وتمتم"لم أقصد"
فقال زكريا بحزم مجددا"كلاكما متدربين هنا! وكلاكما تبذلان جهدا للحصول على المعلومات من أجل مشروعكما النهائي..الفرق بينكما أن عزة تسبقك بخطوات قليلة وأنت تتكاسل في أغلب الأحيان، لذلك أول درس ستتعلمه في حياتك المهنية هو :لا تلم الآخرين على نجاحهم،بل ركز لتطور نفسك"
ضيق المتدرب عينيه بعدم رضا ثم قال يتهرب"أنا لا ألومها على تقدمها"
دق جرس نهاية الدوام،فأكمل"سأغادر الآن"
وخرج تاركا عزة وزكريا في قاعة الاجتماعات وحدهما.
تأمل زكريا وجهها وهي تعقد حاجبيها بغضب وتلملم حقيبتها بنفاذ صبر،فأخذ منها الحقيبة بمهل وقال بهدوء"اهدئي الآن!"
كانت ستتحدث لكن غلبتها مشاعرها فتحررت على شكل دموع،نظر لها باستغراب من إنفجارها وكانت هذه ثاني مرة تنفجر أمامه باكية..نظر لها بارتباك ثم رفع نظراته لباب القاعة وكان الموظفون المغادرين يلقون بنظرات فضولية من الحائط الزجاجي نحو الداخل.
وقال بارتباك"لماذا تبكين الآن يا عزة!"رفع نظراته للباب مجددا وقال"الجميع ينظرون لنا بفضول،سيظنون أنني السبب في بكائك،توقفي أرجوك"
رفعت كفها لعينيها تحاول مسح دموعها وهي تقول بتأثر صادق"أنا أعلم أنه قصد أنني وصولية بالمعنى السيء..صدقني أنا لست كذلك!"
أخرج منديلا من جيبه وناوله إياها ثم قال يحاول تهدئتها"أعلم أنك لست كذلك، لست مضطرة للتبرير لأحد،أنت تبدلين جهدك في الوصول لما تريدينه لأنك مجدة وتحبين مجال دراستك وكفى!"
اعترضت قائلة"لكن.."
فأوقفها واضعا سبابته على شفتيه ومصدرا لصوت يأمرها بالسكوت ثم قال"هل ستغيرين رأيه إن بررت أفعالك؟"
هزت رأسها بلا فأكمل"هل يهمك أمره لتهتمي برأيه عنك وكيف يراك؟"
هزت رأسها بلا مجددا وهي تستنشق نفسا عميقا ولا زالت مقتلتيها مغرورقة بالدموع.
فقال بحزم"لا تبرري إذن!ما دمت تفعلين ما ترينه صحيحا ولا يتعارض مع أخلاقك وتربيتك فلا تبرري أفعالك لأحد لا أتحدث عن هذا الموقف وحده،بل اعتمديها كقاعدة في حياتك"
نظرت لوجهه القريب ثم همست"سأفعل ذلك!"
رد عليها ببساطة"أحسنت إذن!"
انتبه لقربه فانتفض وافقا وقال"عموما،سأحرص على ألا تعملا معا مجددا،فلا يصح أن تتشاجرا وتصل أخباركما لقسم الموارد البشرية..وحاولي التحكم في انفعالاتك قليلا"
وقفت هي الأخرى وبدأت تلملم أغراضها مجددا ثم تمتمت"شكرا!".
خرجت أولا فضيق عينيه ينظر لأثرها بغرابة ثم تمتم ينهر نفسه"ماذا تفعل يا زكريا!"
_____________________
'في المساء'
طرقت عَلْيا على باب بيت حكيم وهي تحمل وسادتها في يدها..ففتحت سمر الباب وناظرتها باستغراب ثم قالت تسألها بأمل"هل ستبيتين معي الليلة؟"
ابتسمت عَلْيا بهدوء وقالت"إن كان مرحبا بي!"
أومأت بتأكيد وابتسامة واسعة زينت ثغرها ثم فسحت لها المجال لتدخل وقالت بفرح"بالطبع مرحب بك وأكثر! ادخلي فالجميع نيام"
دخلت عَلْيا تمشي على أصابع قدميها ولحقت بها سمر وتوجهتا لغرفة نوم الأخيرة والتي كانت تضم سريرا زوجيا واسعا.
ارتمت سمر على السرير وقالت بإنهاك"لقد كان يوما منهكا"
ناظرتها عَلْيا باهتمام وهي تتخلص من ملابسها الرياضية الواسعة ليبرز طقم ملابس نوم باللون الوردي الغامق متكون من قميص ذو حمالة رفيعة وسروال قصير يصل لفوق ركبتيها،فقالت سمر تبدي إعجابها به"يعجبني ذوقك في اختيار أطقم النوم"
ابتسمت عَلْيا وقالت"وأنا يعجبني ذوقك في اختيار ملابس العمل"
اتكأت الفتاتان على السرير متقابلتين وتستحضران ذكريات الماضي.
سألت سمر عَلْيا بحذر"هل غادر والدك وزوجته؟"
حركت عَلْيا رأسها بلا ثم قالت"لقد قرروا المبيت جميعا في منزل جدي،لذلك جئت المبيت معك"
ابتسمت سمر وقالت بمزاح"هل علي أن أتمنى أن يبيتوا دائما عندكم لتفعلي ذلك؟"
ضحكت وضربت كتفها بخفة"ليس لتلك الدرجة،ربما أنت من يجب أن تبيتي عندي"
أومأت سمر موافقة وقالت"هذا ضروري"صمتت وسألتها مجددا بحذر"كيف حال علاقتك بوالدك؟"
هزت عَلْيا كتفيها وقالت بلامبالاة ظاهرية لكن نبرة صوتها المهتزة فضحتها"علاقة غير معنوَنة"
مطت سمر شفتيها بأسف ثم أكملت عَلْيا"أشعر أنه يحاول التقرب مني،لقد بدأ يسألني عن حياتي المهنية وما أفعله حاليا،لكن"صمتت لبرهة تحاول إيجاد التعبير المناسب لما تشعر به"لكني لا أشعر بأنني أريد أن أخبره شيئا،محاولته التقرب مني تشعرني كأنني كتاب ترك منبوذا على رف خزانة،فتذكره صاحبه بعد مدة طويلة جدا،لكن الغبار كان قد التصق بصفحاته بشكل دائم"
شعرت سمر بالحزن على صديقتها وهي تعلم جيدا مدى عمق الشرخ الذي تركه انفصال والديها على نفسيتها،فقالت تحاول التخفيف عنها"ربما ندم على ابتعاده ويريد أن يصلح علاقته معك!"
ردت عليها بجفاء"لا مجال لإصلاح شيء كسر منذ زمن وبأبشع الطرق!فقد حاولت والدتي من قبل باعتذار بارد لكن لم ينجح الأمر"
ربتت سمر على جانب شعرها وقالت تواسيها"انسي الأمر،الوقت كفيل بإصلاح كل شيء،ربما عرفا أخيرا أنهما أخطآ في حقك أخيرا"
نظرت للسقف مطولا ثم قالت"أنا لا يهمني ذلك يا سمر،كلما تذكرتهما يتبادر إلى ذهني الوقت واللحظات التي كنت أحتاجهما فيها،لكنهما لم يكونا هنا"صمتت قليلا ثم أكملت"لا أستطيع التماس الأعذار لهما،فأنا أيضا لم يعذرني المجتمع عندما عاملوني كنكرة تخلص منها والديها"
احتضنت سمر كفيها وقالت تواسيها"لا تجلدي نفسك هكذا،فقد كبرت بشكل جيد رغم كل شيء وهناك العديد من الأشخاص يحبونك ويهتمون لأمرك"
حركت عَلْيا رأسها وشبكت كفيها فوق بطنها ثم قالت بهدوء"وأنا ممتنة لذلك".
ثم سافرت بها ذاكرتها لمرحلة ما من عمرها،وكانت تحتاج ولي أمر ليبرر تغيبها المستمر عن المدرسة،ولم يكن جدها يستطيع الحضور بسبب وعكة صحية،فاضطرت للجوء لأحد أعمامها والذي تهرب بأعذار واهية بحجة أنه لن يستطيع التنقل من حيه إلى المدرسة.
كانت تحادثه على الهاتف في إدارة المدرسة،فسمعها حكيم تترجاه ليأتي حتى لا يفوتها الامتحان لكن عمها أغلق الهاتف وتركها تحادث نفسها.
نظرت للهاتف ببرود ولمدة طويلة،فاقترب منها والد سمر وقال بقلق"عَلْيا هل أنت بخير؟"
رفعت نظراتها باتجاهه وقالت تتهرب"أنا بخير يا أستاذ حكيم"
ثم همت بمغادرة المدرسة والرجوع للمنزل فأوقفها قائلا"ألست مع سمر في نفس القسم،من المفترض أن لديكم امتحان اليوم،أليس كذلك؟"
توقفت للحظات ثم استدارت ونظرت له بحرج"لقد طردتني الأستاذة بسبب غيابي المتكرر"
رفع حكيم حاجبيه ينظر لها باستنكار ثم قال موبخا"ألم نتفق سابقا على أن تحضري لجميع حصصك الدراسية..أم أنك تكتفين بحضور حصص التربية البدنية لدي فقط؟"
هرشت رأسها ثم خفضت بصرها تشعر بتأنيب وعضت شفتيها بارتباك أمامه وقالت بهمس"لم أشعر برغبة في الحضور"
نهرها حكيم بحزم قائلا"لا تمشي الأمور بهذه الطريقة يا عَلْيا!لا نغيب عن المدرسة لأننا لا نشعر برغبة في الحضور" صمت قليلا ثم سألها بلطف حازم"هل أزعجك أحد الطلاب أو المدرسين؟"
تهربت بعينيها لتتفادى النظر لوجهه وقالت كاذبة"لا لم يزعجني أحد"
اقترب منها حكيم وقال بقلق أبوي"أخبريني إذا أزعجك أحدهم،فأنت مثل ابنتي سمر..ولا تغيبي عن المدرسة بدون سبب مقنع يا عَلْيا"
أومأت وقالت بهدوء"لم يزعجني أحد،أنا فقط لا أحب المدرسة"
ابتسم في وجهها وقال"عديني إذن بأنك ستحضرين جميع حصصك وستركزين على دراستك أكثر" ثم نظر لمنظرها من رأسها إلى أخمص قدميها"وستختارين رفاقك بعناية!"
نظرت له وقد شعرت بأنه يلمح للمجموعة التي تصادقها مؤخرا وأجابت بهدوء"أعدك!"
أمسك ذراعها بحنان وقال بلطف"تعالي معي إذن لنقنع الأستاذة أن تحضري امتحان اليوم،ثم نجد طريقة لتبرير غيابك لاحقا"
انصاعت له باستسلام وهي تنظر لطوله الفارع بالمقارنة مع قامتها القصيرة وقالت تحدث نفسها'لماذا لا أمتلك أبا وأما لطيفين كوالدي سمر'
رمشت عَلْيا عدة مرات وقد غاصت في ذكرياتها ولم تنتبه سوى على صوت سمر تقول "انظري لقد وجدت صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي لكراء القفاطين والتكشيطة(لباس تقليدي مغربي)من أجل حفل زفاف أنس"
ثم قربت الهاتف من مرآى عينيها ولم تلاحظ تجمد ملامح عَلْيا، كانت سمر تحرك أناملها على الشاشة وتريها مختلف الألوان والأشكال ليختارا معا،ولم تكن عَلْيا تتجاوب معها.
وقالت الأخيرة بجفاء بعد وقت طويل"أنا لن أحضر للزفاف يا سمر!"
نظرت لها سمر باستغراب وسألتها"هل أنت جادة؟"
أومأت عَلْيا بتأكيد وقالت"نعم لن أحضر"
فتمتمت"لماذا؟"
صمتت عَلْيا لبعض الوقت تبحث عن عذر،ثم قالت"هكذا فقط!لا أحب حفلات الزفاف والهرج والمرج،أشعر بعدم الراحة"
لم تقتنع سمر بحجتها وهي تعلم أن أنس صديق عزيز وحجة كهذه لا تفيد في حالة علاقتهم،فقالت تحاول إثناءها عن رأيها"لن يقبل أنس بهذا يا عَلْيا،عدم حضور أحدنا ليوم مهم كذلك اليوم"
هزت عَلْيا كتفيها واستدارت تولي ظهرها لسمر وقالت"أنا لا يهمني أن يقبل أنس أو لا،المهم أنني لن أحضر"
جذبتها سمر من كتفها برفق وهمت بقول شيء، فقاطعتها عَلْيا تقول بتهرب"لا أريد التحدث عن الموضوع"وأكملت بنبرة مترجية"أرجوك"
نظرت لها سمر باستغراب ثم تذكرت محادثة قديمة منذ ،ولا تعلم لماذا طرأت على بالها في هذه اللحظة،فسألت بدون مواربة"عَلْيا،هل ما زلت تحملين مشاعر اتجاه أنس؟"
استدارت عَلْيا بكليتها نحوها ثم نظرت لوجهها بصدمة،وأولتها ظهرها مرة أخرى،ثم أجهشت في بكاء مرير صدم سمر.
أدارتها نحوها،فغطت عَلْيا وجهها وهي تبكي بقوة تهتز لها كتفيها.
نظرت لها سمر بحيرة وحزن في نفس الوقت ولم تعلم ماذا تفعل،فاحتضنتها بتلقائية وبادلتها عَلْيا الحضن بقوة وهي تقول بألم"سأفقد عقلي يا سمر،لن أتحمل رؤيته مع أخرى..إنه انتحار بالنسبة لي"
ربتت سمر على ظهرها بحنان وهي تحاول تهدئتها وتردد"اهدئي حبيبتي!كل هذا سيهون"
حركت عَلْيا رأسها في تجويفة عنق سمر وقالت وسط بكائها المرير"لا شيء سيهون. يا سمر،لا شيء..الحقيقة الوحيدة هنا هي أنني في بئر عميق وأنا على وشك الغرق..بل غرقت وطفت جثتي باستسلام".
أبعدتها سمر عنها بلطف ثم احتضنت وجهها بين كفيها وهي تمسح دموعها بإبهاميها وقالت تحاول بثها بعض القوة"أنت قوية يا عَلْيا..قوية جدا،وستتخلصين من تلك المشاعر وتمضين في حياتك!"
انخرطت عَلْيا في موجة بكاء أخرى وهي تحرك رأسها يمينا ويسارا وتقول"هل تظنين أنني لم احاول؟..منذ أن وعيت على مشاعري اتجاهه وأنا أحاول التخلص منها أكثر من استمتاعي بلذتها اللاذعة…كأنها وشم قديم التحم مع مسام الجلد فيصعب التخلص منه بالرغم من كل الوسائل الحديثة".
ابتلعت سمر ريقها وتبادر أشرف إلى ذهنها ومشاعرها القوية التي تستمر في التضخم اتجاهه بالرغم من أنه بثرها بفعلته،وحاولت التخلص منها والتظاهر بأنها اختفت تماما،وبدون أن تشعر حاولت مقارنة حالتها بحالة عَلْيا والتي تجاوزت مدة مشاعرها اتجاه أنس الدهر،فعرفت أن ورطة صديقتها أضخم بكثير من ورطتها هي..فهي على الأقل حاولت تجاوز العيش على الأوهام باعترافها الذي أظهر لها الواقع،على عكس عَلْيا التي كانت ربما متشبتة بأمل أن يبادلها أنس الشعور يوما ما بدون أن تعترف له.
احتضنتها مجددا ولم تعرف ما ستقوله لها لتخفف عنها الشعور بالعذاب..فما أصعب من فراق الحبيب غير رؤيته يوقع على عقد ملكيته على شخص آخر،فيمنع عنك حتى الحق في حبه من بعيد فقط والعيش على طيف ذكرياته.
__________________________
'في مكان آخر'
اتصال على الهاتف الأرضي كسر صمت المكتب المنزلي الفاخر،فرد عليه صاحبه"أهلا،ما الأخبار عندك؟"
أتاه الرد من الجهة المقابلة"لقد تم قبولها في العمل في شركة إعلانات كبيرة ،بالإضافة إلى أنهم سيدفعون رسوم انتقالها إلى هنا ورسوم كراء منزل فخم يناسبها"
ابتسم بافتخار وقال"متى تستطيع أن تبدأ العمل؟".
أتاه الرد"بعد شهرين تقريبا..لم يصدقوا أنهم وجدوا فتاة بمؤهلاتها"
فأجابه بدبلوماسية"جيد إذن!فهي تحتاج لتسوية بعض الأمور هنا قبل السفر"
ثم أغلق الخط.


نهاية الفصل السادس عشر
أتمنى أن ينال إعجابكم وتستمتعوا بقراءته
فرأيكم يهمني
قراءة ممتعة🤍🤍


فاطمة الزهراء أوقيتي متواجد حالياً  
التوقيع
رواية:
وشمتِ اسمك بين أنفاسي~
بقلمي
🤍أكتب لأحيا الواقع بنكهة الخيال🤍
رد مع اقتباس
قديم 10-01-23, 12:39 PM   #302

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,558
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي

مرحبا.صباح الخيرات حبيبة قلبي فطوم

☆موعد مع الحياة☆
الأمل والحلم هو ما يبقي الإنسان على هذه الارض وإلا صار كنبتة أمضت ايامها ثم ذبلت وانتهى أمرها
وتحقيق الحلم يختلف حسب الشخص وإمكانياته
فمنهم من يملك مقوماته وليس عليه سوى الشروع في تنفيذه
ومنهم من كبلت يداه وصار المحيط من من حوله هو العائق الكبير
ومن أجل تحقيقه يبذل الغالى والرخيص
وتكون تكلفة تحقيقها كبيرة حتى عليه نفسه

هذا اقصى ما فعلته ثريا بالهرب والمجازفة بنتائجه لتنال نصيبها من التعليم وتحقق حلمها الغالى لبناء الذات

☆يا لتلك الايام☆

ذكرى واحدة قد تعيد المرء لايام بعيدة قد تكون جميلة أو حزينة
وكأن ذكرانا كائن حى تنعشه رائحة ما أو طعم أو صورة وملامح
فنعود بها أعواما للوراء قد تطبطب علينا وترسم إبتسامة على وجوهنا
وقد تعيد الدمع إلى مآقينا
فعالم الذكريات سرمدى بلا إنتهاء

تلك كانت لاسامة وأسرته وحنينه لهما من وجبة الحرشة التى أعدتها سميرة
وما أجمل الإفطار عندما يضم الاهل والجيران في حوارات محببة
انتهاءا بإقتراح مباراة السلة التي ستجمع الجميع معا

☆الغضب آفة الشيطان☆

كثيرا ما يدفعنا الغضب بقول أو فعل اشياء قد نندم عليها
منها ما نستطيع تداركه والبعض الآخر قد يجعلنا نخسر الآخرين او نضع بيننا وبينهم حواجز وجدران لا داعى لها
فالقوى من يملك نفسه عند الغضب ولا يسمح لشيطانه بالتلاعب به

أشرف منجذب بشكل كبير لسمر ربما اكثر مما يتخيل
ووقوفه هو الآخر ممزقا بين ماضيه المؤسف ومشاعره تجاه سمر هو ما يجعل ردود افعاله قاسية وكلماته جارحة لسمر
بينما هى بكل طفولتها التى يراها اشرف جلية حسمت موقفها بأن كرامتها قبل مشاعرها التى قررت تجميدها
وغالبا يكون للواقع رأى آخر خاصة إذا دخل القلب طرفا بها

☆حال الدنيا☆

من أجمل الاشياء هو تجمع الاسرة معافي لقاءات دائمة
فهى مبعث الرحمة والسعادة والبر المتبادل بينهم
لكن حين يدخل الشيطان بينهم ويغريهم بالمطامع الدنيوية تفقد الصورة بريقها ويتحول الاجتماع العائلي الى سوطا يجلد اصحابه بسوء الكلم والتراشق بالإتهامات

وكما قالت آمنة اذا ظل الوضع كذلك فهى ليست بحاجة لتلك الزيارات
التى يتهم فيها الجميع ويتهكم على عليا بهذا الشكل ويصورونهاعبئا على جدتها وليست عونا لها

☆الزواج وأشياء اخرى☆

كل عمل ممكن اعتباره شركة أو مؤسسة تسير بالاتفاق على البنود والقواعد لها
الا الزواج المحرك الاول فيه والدافع على استمراره هو المشاعر الانسانية
التى ان لم توجد صارت الحياة الية روتينية بلا روح
فما بالنا لو أحد الطرفين داعب قلبه مشاعر اخرى أكثر ثباتا ورسوخا

بحق موقف انس صعب فريم كل اسلوب تعاملها راقى جدا وتدعمه امام اهلها
وهذا ما يجعل قرار أنس صعب جدا
اتمنى أن يلوح بالأفق ما يوقف زيجتهما تلك من جراء احد آخر
لانه لن يجرؤ على اخذتلك الخطوة

☆هجوم ودفاع☆

عندما يتعلق الامر بالدفاع عن الممتلكات والنفس ضد مهاجمين غير معروفي الهوية والهدف
تكون كل وسائل الدفاع مشروعة

لثانى مرة يتعرض مشروع اسامة للهجوم ومن نفس الاشخاص
لا ريب ان ورائهم شخصا واحدا هو من استأجرههم لتخريب العمل
ومشاركة الجميع في الدفاع عن الجميل أسامه وعن المطعم امر كان متوقعا وطبيعيا جدا
فالرفاق هم من يدافعون بحياتهم عمن يحبون
والشرطة يجب الا تتوانى وتعرف من وراء هذا الهجوم

☆رفقا بقلب اضناه العشق☆

هكذا هو الحب سهمايصيب القلب فتصبح مقاليده بيد شخصا إخر سواء أكان يشعر بتلك النبضات أم لا
سواء اكان يتبادل نفس المشاعر ام لا يشعر بها
البعض قد يستطيع تجاوزها والمضى بحياته
والبعض الآخر لا يستطيع تغيير ما بقلبه وتمضى حياته بشكل مؤلم خاصة برؤية من يحب لا يشعر به والاسوأ أن يرتبط باخرى

الحال الذى كانت عليه عليا مع سمر هو منتهى المصداقية والحاجة لمن يطبطب على المها وجرحها
ومن أكثر من سمر تشعر بها مع اختلاف الوضع تماما
فهى واشرف حالة ليس لهاعنوان
وما زال الغيب بالنسبة لكلتاهما بيد الله

بينما الفقرة الاخيرة فربما تكون هى طوق النجاة لأنس وعليا بإنسحاب ريم من المشهد بتدبير من والدها

سلمتى حبيبتى
وبإنتظار القادم
كل الحب الخالص لقلبك الجميل


shezo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-01-23, 12:41 PM   #303

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,558
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي

مرحبا جميلتى فطوم

اجل حبيبتى للحلم وبدء اولى خطواته تحقيقه رائحة ولون خاصة لمن جعله هدف حياته
وهذا ما شعرت به ثريا حال دخولها معهد التمريض
وإن كنت اعجب لها لماذا لم تغير رقمها حتى الآن كي تتخلص من مطاردة ذلك الحشرة الذى يتتبعها؟

ما ابدع تصويرك للإفطار الجماعى مع الجميل أسامه وأسرته
مستجلبة ذكرى أيام مضت ومشاعر متباينة تدور بينهم
وهذا الإقتراح لللمباراة اظنه سيحمل الكثير من النتائج والآثار على الجميع

حبيبتى تبرعين في إدارة الحوار بشكل صادق جميل
فحوار اشرف وانس جاء مفعما بالمشاعر الصادقة ورغبة كلا منهما في أن يحقق الآخر سعادته ويصل للقرار والنهاية السليمة
ببنما سمر فبدت لى قطة شرسة متحكمة تماما في ردود افعالها رغم انها مجرد طفلة بريئة بالفعل

أعجبنى جدا مشهد أسرة علياx وقد نجحتى في تصوير الواقع وما يحدث فعلا عندما يملأالنفس الجشع والطمع
وايضا اشارتك الجميلة جدا للود الوليد بين عليا واخيها أنس
فالاطفال لاتعرف المطامع لهاسبيلا
وها الطفل بكل براءة يقترب من اخته ويحبها
فليس شرطا ان يكون شقيقا من نفس الوالدين لكن يظل رابط الاخوة موجود

هذا السؤال حبيبتى(ما الذى تريدينه من هذا الارتباط ياريم) يبينx أن ريم نفسها لم تعد مقتنعة بالاسباب العقلية كمقوم اساسي للزواج
ولنرى ماذ يحدث بحفل عيد ميلادها وبمباراة السلة

أميرتى الطيبة تعرف كيف ترسم ملامح مشاجرةبالشارع بكل هذه الدقة
وبالتفاصيل التى رسمها ابطالنا كقولة اشرف انه يدافع عما يخصه
للمرة الكم لست أدرى يعترف ان سمر تخصه
ومع هذا كل تصرفاته معهاهى شخصيا لاتنم عن ذلك
بينما جاء مشهد ثريا بالمقلاة ظريف جدا
وهذه المقلاة سلاح خطير فعلا
لا أدرى لماذا تختاره النساء دائما
ولكنه يوجع ولكنه لا يميت اى سلاح آمن

بينما تناولك الهادئ لما يدور بين زكريا وعزة يروق لى فهما كشخصيتان طباعهما تتفق كثيرا وهذ الاسلوب الذي تنتهجينه
وأنت محقة تماما في عبارتك
تلك التى تعوق الآخرين على نجاحهم
(لا تبرري إذن!ما دمت تفعلين ما ترينه صحيحا ولا يتعارض مع أخلاقك وتربيتك فلا تبرري أفعالك لأحد لا أتحدث عن هذا الموقف وحده،بل اعتمديها كقاعدة في حياتك")
لان كثرة مراجعة النفس بناء على تقييم آخرين بالباطل سيجعل الانسان يقف مكانه ولايمضى قدما
بينما تلك المقولة(ماذا تفعل يا زكريا!")
تنبئ بمخاوف زكريا من تحرك مشاعره الجامدة على ذكرى زوجته وحسب تجاه عزة فيكون خائنا لذكراها

ما اجملك حبيبتى بمشهد سمر وعليا وقد جعلتهما كشقيقتين بهذا القرب والالتجاء الى بيت الحكيم فرارا من اهل فقدوا معنى القربي بالفعل
وتبادل الوجع مع سمر بلا مواراة او خجل جاء موحيا ومعبرا جدا

سلمتى ياقلبي
علي الفصل الرائع
ودام ألقك المميز


shezo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-01-23, 12:54 PM   #304

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,558
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي

مرحبا.صباح السعادة والرضا حبيبة قلبي

انا إخترت افضل شخصية علياء
بالنسبة لى كل الشخصيات بلا إستثناء رائعة
وتروق لى ملامح كلا منها

لكن عليا بنشأتها.. بمعاناتها.. بحبها اليائس..
بشكلها في عيناي وهى تحتضن وسادة الآمها وأحلامها
تحتمى بها وتستمد منها العون

كونها يتيمة وابويها على قيد الحياة
تقف كشجرة تعرت غصونها من أوراقها
فيلفحها البرد والصقيع
ومع ذلك ما زالت تتشبث بجذورها في الارض
ما زالت تقاوم رغم قوة الصدمات

ما اصعبه حبيبتى ذلك الإحساس
بأن الإنسان يقف وحده
تخذله الحياة بمعنى الكلمة ويظل يبتسم رغما عنه

يظهر صورة خارجية عكس ما يجول بنفسه
منتهى الالم ان نبدى غير ما نشعر
وكأن الروح تنسلخ من الجسد
وانا واثقة ان فطومتى الرقيقة تدخر لها نهاية طيبة

سلمتى يا قلبي على رواية إنسانية رائعة
ليست رواية فحسب بل هى نبض فاطمة
دمتى أختى بكل الود والحب


shezo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-01-23, 07:48 PM   #305

نورهان الشاعر
 
الصورة الرمزية نورهان الشاعر

? العضوٌ??? » 477398
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 2,761
?  نُقآطِيْ » نورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الحب و الجمال لفطومتي الرائعة....
الفصل الحادي عشر...
أمر قاسي أن يصير الأشخاص الذين يفترض أن يكونوا مصدر أمان.. هم مصدر التهديد! عم علياء في غياب أبيها أو حتى وجوده كان عليه أن يكون أبا أخر و حماية لإبنة شقيقه، بدل أن يتهجم عليها بوحشية، فقط بسبب الطمع الأعمى! و هو يرى المال و المكان حقا أخذ منه، بعد أن أهمل لسنوات واجباته تجاه والديه، فكيف تؤخذ الحقوق دون واجب!
و المال مال أبيه يفعل فيه ما شاء و إرتضى، هو من تعب عليه و كافح من أجله و رباه رجلا.. و للأسف لم يحمل. من الرجولة شيئا..
علياء وجدت الخير في الغريب أكثر مما وجدته في أهلها.. زكريا الأخ الأصغر هو من تدخل.. لكن شقيقه أيضا عاد للصورة.. بحضور غاضب قوي لكنه مشوش و إرتباط أخر يقف في الصورة..فيجعله بعيدا جدا من علياء.
لا بد من بعض التضحيات الصغيرة للوصول للحلم الكبير! ثريا ضحت تضحية كبيرة جدا بترك أسرتها و كل شيء وراءها حتى تحقق ذاتها و تكمل تعليمها.. و أظن أن عملها في الكوفي شوب ليست تضحية مرعبة.. فمادام العمل في مكان جيد و راتب مقبول، فهو حقا هبة كبيرة من الله. فلن تجد أبداً أفضل منه.
المسكينة علياء و كأنه لا يكفيها كل ما تعانيه لتكون شاهدة على دعوة تحديد يوم لعقد قران حبيبها على أخرى،و كأنها تشهد على ذبح قلبها و إعدام روحها في مقصلة الحب!
فكيف ستقوى على ذاك و تتحامل على هذا الجرح؟ عزيزة طلبت منها طلبا قاتلا دون أن تعلم مما تعانيه!
هند كالأفعى دخلت لبيت أشرف لتمارس ألاعيبها الحقيرة و تضغط على والديه حتى يعودا معا.على الرغم من أن علاقاتها الحقيرة و عبثها لازال مستمرا!
توم و جيري الحقيقي هما أسامة و ثريا،رحنا فيها..لن يتواجد لقاء دون مفرقعات..فأسامة طبعه العبث و هي جدية جدا لن تقبل منه ذلك أبداً!
داخلين على زمن المشمس و الأقحوان
عماد العاشق الكادح (لا سيارة له أتى وراءها ليأخذها في الحافلة،اموت على الواقعية)حقا أشفق عليه و على حبه يستحق بطلة خاصة به هو.و أيضا طارق رغم أنه لا يظهر.
علياء..لازالت الدنيا تصر على جرحها بأسوء الطرق حتى جعلتها تتكلف بكل تفاصيل تحضير عزومة لأهل زوجة حبيبها،تفاصيل ستدمغ في قلبها بلون دموي و الحلم الجميل يسرق منها لصالح أخرى،ترى لهفة الأسرة و كثرة الإستعدادت متحاملة متجلدة رغم كل شيء!إلى أن وصلت لغرفته فيستشيرها في إختيار القميص!
و كم أن جوابها مؤالما و هي تخبره أن حتى الهواء الذي تتنفسه يؤلمها!
لأصارحك القول..أحسست أنني شريرة جدا في جلسة الإتفاق الغير ودي بيت العائلتين!
كنت أريد تصيد الأخطاء و الثغرات عل هذه الزيجة تنتهي من أساسها..و رغم أنني تمنيت السعادة لإبنتنا علياء،فأنا لن أنكر أبدا بأن ريم إنسانة رائعة و لو لم يكن والديها كذلك و لست من يلوم الشخص على أخطاء عائلته.
لكن علياء المسكينة كانت أحق من ريم بإمتلاك الشخص الذي أحبت من قلبها،و قد فقدت قبلها كل شيء..لا أصعب من هذا الموقف الذي حطت فيه و هي تراقب فرح الجميع متقوقعة على حزنها و ألمها. تلملم شظايا حبها الجريح و حلمها المكسور..و قد سيقت أمانيها في عربة ذهبية لغيرها..كل ما أمامها يتحالف ضدها و أنس لا يحس!
... العنصر النسوي الذي تفتقر إليه شركة جمدها أشرف برجولته القاسية لن تكون إلا سمارا القادرة على إحياء كل ما حولها بطريقة سحرية....أتشوق لعودتها بروحها الرائعة كي تنشر الحياة في المكان و تذيب القطب المتجمد أو البىكان الخامد؟ هو الإثنين معا حقيقة


نورهان الشاعر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-01-23, 09:44 PM   #306

ميساء بيتي

مشرفة وكاتبة بعالمي خيالي

 
الصورة الرمزية ميساء بيتي

? العضوٌ??? » 496747
?  التسِجيلٌ » Dec 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,034
?  مُ?إني » تائهة في ارتطامات متتالية
?  نُقآطِيْ » ميساء بيتي تم تعطيل التقييم
?? ??? ~
اذكروني بدعوة ان انقطع وصلي
افتراضي

مساءك ورد وجمال وعبقك الفتان
مساءكن ورد وعافيه حبيباتي

انظري فطومتي انا تركت مهمة التعليق و الوصف و المشاعر كلها على شيزو و نورهان
انا مهمتي اقرأ احتضن اسطرك واقبلها
شكرا على هذا الفصل الجميل الذي فاق معاني الروعه
اتمنى ان يتخذ أنس القرار الصائب
والله يكون بعون اسامه فعلاً انقهرت لما حدث له
وان يبرأ جرح عليا 💔
و شكرا على المقطع المسروق من توم جيري لثريا و اسامه 😂 ( انا و نورهان نفس التفكير سبحان الله )

احبك يا جميله انت وابداعك



ميساء بيتي غير متواجد حالياً  
التوقيع


غيــــــــاب بلا مــدة
استودعتكم الله
وصيتــــي
تذكروني بدعوة ... ان انقطع وصلي





إبتعد أيها الحزن
فلدي رب مجيب
وصديق رغم البعد قريب

M☆D
سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
رد مع اقتباس
قديم 11-01-23, 12:28 AM   #307

فاطمة الزهراء أوقيتي
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء أوقيتي

? العضوٌ??? » 475333
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 612
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond repute
Icon26 عزيزتي Shezo🤍🤍

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shezo مشاهدة المشاركة
مرحبا.صباح الخيرات حبيبة قلبي فطوم

☆موعد مع الحياة☆
الأمل والحلم هو ما يبقي الإنسان على هذه الارض وإلا صار كنبتة أمضت ايامها ثم ذبلت وانتهى أمرها
وتحقيق الحلم يختلف حسب الشخص وإمكانياته
فمنهم من يملك مقوماته وليس عليه سوى الشروع في تنفيذه
ومنهم من كبلت يداه وصار المحيط من من حوله هو العائق الكبير
ومن أجل تحقيقه يبذل الغالى والرخيص
وتكون تكلفة تحقيقها كبيرة حتى عليه نفسه

هذا اقصى ما فعلته ثريا بالهرب والمجازفة بنتائجه لتنال نصيبها من التعليم وتحقق حلمها الغالى لبناء الذات

☆يا لتلك الايام☆

ذكرى واحدة قد تعيد المرء لايام بعيدة قد تكون جميلة أو حزينة
وكأن ذكرانا كائن حى تنعشه رائحة ما أو طعم أو صورة وملامح
فنعود بها أعواما للوراء قد تطبطب علينا وترسم إبتسامة على وجوهنا
وقد تعيد الدمع إلى مآقينا
فعالم الذكريات سرمدى بلا إنتهاء

تلك كانت لاسامة وأسرته وحنينه لهما من وجبة الحرشة التى أعدتها سميرة
وما أجمل الإفطار عندما يضم الاهل والجيران في حوارات محببة
انتهاءا بإقتراح مباراة السلة التي ستجمع الجميع معا

☆الغضب آفة الشيطان☆

كثيرا ما يدفعنا الغضب بقول أو فعل اشياء قد نندم عليها
منها ما نستطيع تداركه والبعض الآخر قد يجعلنا نخسر الآخرين او نضع بيننا وبينهم حواجز وجدران لا داعى لها
فالقوى من يملك نفسه عند الغضب ولا يسمح لشيطانه بالتلاعب به

أشرف منجذب بشكل كبير لسمر ربما اكثر مما يتخيل
ووقوفه هو الآخر ممزقا بين ماضيه المؤسف ومشاعره تجاه سمر هو ما يجعل ردود افعاله قاسية وكلماته جارحة لسمر
بينما هى بكل طفولتها التى يراها اشرف جلية حسمت موقفها بأن كرامتها قبل مشاعرها التى قررت تجميدها
وغالبا يكون للواقع رأى آخر خاصة إذا دخل القلب طرفا بها

☆حال الدنيا☆

من أجمل الاشياء هو تجمع الاسرة معافي لقاءات دائمة
فهى مبعث الرحمة والسعادة والبر المتبادل بينهم
لكن حين يدخل الشيطان بينهم ويغريهم بالمطامع الدنيوية تفقد الصورة بريقها ويتحول الاجتماع العائلي الى سوطا يجلد اصحابه بسوء الكلم والتراشق بالإتهامات

وكما قالت آمنة اذا ظل الوضع كذلك فهى ليست بحاجة لتلك الزيارات
التى يتهم فيها الجميع ويتهكم على عليا بهذا الشكل ويصورونهاعبئا على جدتها وليست عونا لها

☆الزواج وأشياء اخرى☆

كل عمل ممكن اعتباره شركة أو مؤسسة تسير بالاتفاق على البنود والقواعد لها
الا الزواج المحرك الاول فيه والدافع على استمراره هو المشاعر الانسانية
التى ان لم توجد صارت الحياة الية روتينية بلا روح
فما بالنا لو أحد الطرفين داعب قلبه مشاعر اخرى أكثر ثباتا ورسوخا

بحق موقف انس صعب فريم كل اسلوب تعاملها راقى جدا وتدعمه امام اهلها
وهذا ما يجعل قرار أنس صعب جدا
اتمنى أن يلوح بالأفق ما يوقف زيجتهما تلك من جراء احد آخر
لانه لن يجرؤ على اخذتلك الخطوة

☆هجوم ودفاع☆

عندما يتعلق الامر بالدفاع عن الممتلكات والنفس ضد مهاجمين غير معروفي الهوية والهدف
تكون كل وسائل الدفاع مشروعة

لثانى مرة يتعرض مشروع اسامة للهجوم ومن نفس الاشخاص
لا ريب ان ورائهم شخصا واحدا هو من استأجرههم لتخريب العمل
ومشاركة الجميع في الدفاع عن الجميل أسامه وعن المطعم امر كان متوقعا وطبيعيا جدا
فالرفاق هم من يدافعون بحياتهم عمن يحبون
والشرطة يجب الا تتوانى وتعرف من وراء هذا الهجوم

☆رفقا بقلب اضناه العشق☆

هكذا هو الحب سهمايصيب القلب فتصبح مقاليده بيد شخصا إخر سواء أكان يشعر بتلك النبضات أم لا
سواء اكان يتبادل نفس المشاعر ام لا يشعر بها
البعض قد يستطيع تجاوزها والمضى بحياته
والبعض الآخر لا يستطيع تغيير ما بقلبه وتمضى حياته بشكل مؤلم خاصة برؤية من يحب لا يشعر به والاسوأ أن يرتبط باخرى

الحال الذى كانت عليه عليا مع سمر هو منتهى المصداقية والحاجة لمن يطبطب على المها وجرحها
ومن أكثر من سمر تشعر بها مع اختلاف الوضع تماما
فهى واشرف حالة ليس لهاعنوان
وما زال الغيب بالنسبة لكلتاهما بيد الله

بينما الفقرة الاخيرة فربما تكون هى طوق النجاة لأنس وعليا بإنسحاب ريم من المشهد بتدبير من والدها

سلمتى حبيبتى
وبإنتظار القادم
كل الحب الخالص لقلبك الجميل
مساء الخير عزيزتي shezo🤍
في كل مرة بعد تنزيل الفصل،أتساءل ماذا سيكون تحليل Shezo هذه المرة، وفي كل مرة تدهشني قراءتك لما بين السطور..
ثريا بكل ما مرت به،وحرمانها من أبسط حقوقها جعلها متعطشة للدراسة وكان ذلك دافعا لها لتتمرد وتجازف بالهرب نحو المجهول كما قلتِ.

عالم الذكريات سرمدي لا ينتهي: الماضي الذي يلاحقنا بحلوه ومره.
نحن أشخاص نعيش على الذكريات..هم ما يمثلون كينونتها…ويتم تفعيلها بكلمة أحيانا،رائحة،مكان أو صورة..وبالرغم من كل شيء فنحن نشكر هذه النعمة..الذكريات التي تربطنا بلحظاتنا السابقة.
أنا أحب قراءة اللحظات التي تجمع العديد من الأشخاص المقربين خصوصا لو كان يجمع بينهم الحب والود والاحترام ثم المتعة والمزاح،أجدها جميلة ودافئة،لذلك أحاول إيصالها بنفس الطريقة لأجعلكم تشعرون بنفس الشيء وأتمنى أن أكون قد نجحت بذلك.
على عكس اللحظات التي تجمع عائلة عليا،تؤلمني لكنها واقعية أكثر وذلك ما يحدث بالضبط في بعض العائلات..ويجب أن تكون الرواية تلمس الواقع بعض الشيء..ليس هناك وجود للحياة الوردية الخالية من الشرور.

أشرف لا ينكر مشاعره وانجذابه اتجاه سمر..ولأنها أساسا أقوى من أن تنكر..لكنه مسجون بمشاعر أخرى ستتوضح أكثر في الفصول القادمة..وهو من غير صراعه الداخلي فهو خائف عليها من نفسه..

ريم يا ريم…ماذا سيحصل معها يا ترى وكيف سينجر أنس من هذه الطامة.

أما عَلْيا المسكينة…أنا أشفق عليها من مخططاتي لها ولكن سأنصفها وسأنصف الجميع..أتمنى أن يقدرني الله على ذلك..
الحب…اللذيذ اللاذع..


فاطمة الزهراء أوقيتي متواجد حالياً  
التوقيع
رواية:
وشمتِ اسمك بين أنفاسي~
بقلمي
🤍أكتب لأحيا الواقع بنكهة الخيال🤍
رد مع اقتباس
قديم 11-01-23, 01:08 AM   #308

فاطمة الزهراء أوقيتي
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء أوقيتي

? العضوٌ??? » 475333
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 612
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond repute
Icon26 Shezo العزيزة🤍🤍

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shezo مشاهدة المشاركة
مرحبا جميلتى فطوم

اجل حبيبتى للحلم وبدء اولى خطواته تحقيقه رائحة ولون خاصة لمن جعله هدف حياته
وهذا ما شعرت به ثريا حال دخولها معهد التمريض
وإن كنت اعجب لها لماذا لم تغير رقمها حتى الآن كي تتخلص من مطاردة ذلك الحشرة الذى يتتبعها؟

ما ابدع تصويرك للإفطار الجماعى مع الجميل أسامه وأسرته
مستجلبة ذكرى أيام مضت ومشاعر متباينة تدور بينهم
وهذا الإقتراح لللمباراة اظنه سيحمل الكثير من النتائج والآثار على الجميع

حبيبتى تبرعين في إدارة الحوار بشكل صادق جميل
فحوار اشرف وانس جاء مفعما بالمشاعر الصادقة ورغبة كلا منهما في أن يحقق الآخر سعادته ويصل للقرار والنهاية السليمة
ببنما سمر فبدت لى قطة شرسة متحكمة تماما في ردود افعالها رغم انها مجرد طفلة بريئة بالفعل

أعجبنى جدا مشهد أسرة علياx وقد نجحتى في تصوير الواقع وما يحدث فعلا عندما يملأالنفس الجشع والطمع
وايضا اشارتك الجميلة جدا للود الوليد بين عليا واخيها أنس
فالاطفال لاتعرف المطامع لهاسبيلا
وها الطفل بكل براءة يقترب من اخته ويحبها
فليس شرطا ان يكون شقيقا من نفس الوالدين لكن يظل رابط الاخوة موجود

هذا السؤال حبيبتى(ما الذى تريدينه من هذا الارتباط ياريم) يبينx أن ريم نفسها لم تعد مقتنعة بالاسباب العقلية كمقوم اساسي للزواج
ولنرى ماذ يحدث بحفل عيد ميلادها وبمباراة السلة

أميرتى الطيبة تعرف كيف ترسم ملامح مشاجرةبالشارع بكل هذه الدقة
وبالتفاصيل التى رسمها ابطالنا كقولة اشرف انه يدافع عما يخصه
للمرة الكم لست أدرى يعترف ان سمر تخصه
ومع هذا كل تصرفاته معهاهى شخصيا لاتنم عن ذلك
بينما جاء مشهد ثريا بالمقلاة ظريف جدا
وهذه المقلاة سلاح خطير فعلا
لا أدرى لماذا تختاره النساء دائما
ولكنه يوجع ولكنه لا يميت اى سلاح آمن

بينما تناولك الهادئ لما يدور بين زكريا وعزة يروق لى فهما كشخصيتان طباعهما تتفق كثيرا وهذ الاسلوب الذي تنتهجينه
وأنت محقة تماما في عبارتك
تلك التى تعوق الآخرين على نجاحهم
(لا تبرري إذن!ما دمت تفعلين ما ترينه صحيحا ولا يتعارض مع أخلاقك وتربيتك فلا تبرري أفعالك لأحد لا أتحدث عن هذا الموقف وحده،بل اعتمديها كقاعدة في حياتك")
لان كثرة مراجعة النفس بناء على تقييم آخرين بالباطل سيجعل الانسان يقف مكانه ولايمضى قدما
بينما تلك المقولة(ماذا تفعل يا زكريا!")
تنبئ بمخاوف زكريا من تحرك مشاعره الجامدة على ذكرى زوجته وحسب تجاه عزة فيكون خائنا لذكراها

ما اجملك حبيبتى بمشهد سمر وعليا وقد جعلتهما كشقيقتين بهذا القرب والالتجاء الى بيت الحكيم فرارا من اهل فقدوا معنى القربي بالفعل
وتبادل الوجع مع سمر بلا مواراة او خجل جاء موحيا ومعبرا جدا

سلمتى ياقلبي
علي الفصل الرائع
ودام ألقك المميز
مرحبا حبيبتي Shezo🤍
سأظل منتنة لمرورك الجميل جميلتي
وإجابة على سؤالك بخصوص عثريا فهي لم تغير رقمها طمعا في أن تتصل بها الشركات التي دفعت لهم طلب العمل لديهم وعندما استطاعت الالتحاق بالمركز، قررت أنها ستركز على دراستها.

لقاء كرة السلة سيكون ذو نكهة خاصة ان شاء الله ويارب يعجبكم.
وسمر قطة شرسة بالفعل…أنا مشهد القتال فكان نابعا من القلب وكنت مستمتعة جدا بكتابته.
أنا أنس الصغير وعَلْيا فسيتقربان لاحقا بالفعل.

ريم مرتبكة من كل ما يدور حولها.
وبالفعل فالتخيل لدي لعلاقة عزة بزكريا مبنية على الهدوء وكما يقال قطرة بقطرة حتى يمتلئ الواد.
والسؤال هل ستنجح صغيرتنا عزة في فك شباك قلب زكريا

أنا سعيدة حقا بقراءة تفاعلك مع الفصول حبيبتي shezo🤍🤍
سلمتي غاليتي على دعمك الدائم 😘


فاطمة الزهراء أوقيتي متواجد حالياً  
التوقيع
رواية:
وشمتِ اسمك بين أنفاسي~
بقلمي
🤍أكتب لأحيا الواقع بنكهة الخيال🤍
رد مع اقتباس
قديم 11-01-23, 01:14 AM   #309

فاطمة الزهراء أوقيتي
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء أوقيتي

? العضوٌ??? » 475333
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 612
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond repute
Icon26 حبيبتي Shezo🤍🤍

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shezo مشاهدة المشاركة
مرحبا.صباح السعادة والرضا حبيبة قلبي

انا إخترت افضل شخصية علياء
بالنسبة لى كل الشخصيات بلا إستثناء رائعة
وتروق لى ملامح كلا منها

لكن عليا بنشأتها.. بمعاناتها.. بحبها اليائس..
بشكلها في عيناي وهى تحتضن وسادة الآمها وأحلامها
تحتمى بها وتستمد منها العون

كونها يتيمة وابويها على قيد الحياة
تقف كشجرة تعرت غصونها من أوراقها
فيلفحها البرد والصقيع
ومع ذلك ما زالت تتشبث بجذورها في الارض
ما زالت تقاوم رغم قوة الصدمات

ما اصعبه حبيبتى ذلك الإحساس
بأن الإنسان يقف وحده
تخذله الحياة بمعنى الكلمة ويظل يبتسم رغما عنه

يظهر صورة خارجية عكس ما يجول بنفسه
منتهى الالم ان نبدى غير ما نشعر
وكأن الروح تنسلخ من الجسد
وانا واثقة ان فطومتى الرقيقة تدخر لها نهاية طيبة

سلمتى يا قلبي على رواية إنسانية رائعة
ليست رواية فحسب بل هى نبض فاطمة
دمتى أختى بكل الود والحب
مساؤك عسل حبيبتي Shezo
كلمتك في حقي أبنائي أبهجتني حقا🙈
عَلْيا تستفز في الجانب الشرير قليلا لكن الجانب الطيب مني مصر على إنصافها.
لقد عانت عليائي، وتعرضت للظلم من أقرب الأشخاص.
وتحتاج لشخص يملك صدرا رحبا ليحتويها…أو ربما أشخاص وليس شخصا واحدا.
لأنها تستحق الأفضل وتستحق الراحة بعد ما عانته من جميع الجوانب.

سلمتي حبيبتي على دعمك الدائم وتشجيعك لي🤍🤍
لك مني كل الحب والمودة والاحترام😘


فاطمة الزهراء أوقيتي متواجد حالياً  
التوقيع
رواية:
وشمتِ اسمك بين أنفاسي~
بقلمي
🤍أكتب لأحيا الواقع بنكهة الخيال🤍
رد مع اقتباس
قديم 11-01-23, 01:35 AM   #310

فاطمة الزهراء أوقيتي
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء أوقيتي

? العضوٌ??? » 475333
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 612
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond repute
Icon26 عزيزتي نورهان🤍🤍

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نورهان الشاعر مشاهدة المشاركة
مساء الحب و الجمال لفطومتي الرائعة....
الفصل الحادي عشر...
أمر قاسي أن يصير الأشخاص الذين يفترض أن يكونوا مصدر أمان.. هم مصدر التهديد! عم علياء في غياب أبيها أو حتى وجوده كان عليه أن يكون أبا أخر و حماية لإبنة شقيقه، بدل أن يتهجم عليها بوحشية، فقط بسبب الطمع الأعمى! و هو يرى المال و المكان حقا أخذ منه، بعد أن أهمل لسنوات واجباته تجاه والديه، فكيف تؤخذ الحقوق دون واجب!
و المال مال أبيه يفعل فيه ما شاء و إرتضى، هو من تعب عليه و كافح من أجله و رباه رجلا.. و للأسف لم يحمل. من الرجولة شيئا..
علياء وجدت الخير في الغريب أكثر مما وجدته في أهلها.. زكريا الأخ الأصغر هو من تدخل.. لكن شقيقه أيضا عاد للصورة.. بحضور غاضب قوي لكنه مشوش و إرتباط أخر يقف في الصورة..فيجعله بعيدا جدا من علياء.
لا بد من بعض التضحيات الصغيرة للوصول للحلم الكبير! ثريا ضحت تضحية كبيرة جدا بترك أسرتها و كل شيء وراءها حتى تحقق ذاتها و تكمل تعليمها.. و أظن أن عملها في الكوفي شوب ليست تضحية مرعبة.. فمادام العمل في مكان جيد و راتب مقبول، فهو حقا هبة كبيرة من الله. فلن تجد أبداً أفضل منه.
المسكينة علياء و كأنه لا يكفيها كل ما تعانيه لتكون شاهدة على دعوة تحديد يوم لعقد قران حبيبها على أخرى،و كأنها تشهد على ذبح قلبها و إعدام روحها في مقصلة الحب!
فكيف ستقوى على ذاك و تتحامل على هذا الجرح؟ عزيزة طلبت منها طلبا قاتلا دون أن تعلم مما تعانيه!
هند كالأفعى دخلت لبيت أشرف لتمارس ألاعيبها الحقيرة و تضغط على والديه حتى يعودا معا.على الرغم من أن علاقاتها الحقيرة و عبثها لازال مستمرا!
توم و جيري الحقيقي هما أسامة و ثريا،رحنا فيها..لن يتواجد لقاء دون مفرقعات..فأسامة طبعه العبث و هي جدية جدا لن تقبل منه ذلك أبداً!
داخلين على زمن المشمس و الأقحوان
عماد العاشق الكادح (لا سيارة له أتى وراءها ليأخذها في الحافلة،اموت على الواقعية)حقا أشفق عليه و على حبه يستحق بطلة خاصة به هو.و أيضا طارق رغم أنه لا يظهر.
علياء..لازالت الدنيا تصر على جرحها بأسوء الطرق حتى جعلتها تتكلف بكل تفاصيل تحضير عزومة لأهل زوجة حبيبها،تفاصيل ستدمغ في قلبها بلون دموي و الحلم الجميل يسرق منها لصالح أخرى،ترى لهفة الأسرة و كثرة الإستعدادت متحاملة متجلدة رغم كل شيء!إلى أن وصلت لغرفته فيستشيرها في إختيار القميص!
و كم أن جوابها مؤالما و هي تخبره أن حتى الهواء الذي تتنفسه يؤلمها!
لأصارحك القول..أحسست أنني شريرة جدا في جلسة الإتفاق الغير ودي بيت العائلتين!
كنت أريد تصيد الأخطاء و الثغرات عل هذه الزيجة تنتهي من أساسها..و رغم أنني تمنيت السعادة لإبنتنا علياء،فأنا لن أنكر أبدا بأن ريم إنسانة رائعة و لو لم يكن والديها كذلك و لست من يلوم الشخص على أخطاء عائلته.
لكن علياء المسكينة كانت أحق من ريم بإمتلاك الشخص الذي أحبت من قلبها،و قد فقدت قبلها كل شيء..لا أصعب من هذا الموقف الذي حطت فيه و هي تراقب فرح الجميع متقوقعة على حزنها و ألمها. تلملم شظايا حبها الجريح و حلمها المكسور..و قد سيقت أمانيها في عربة ذهبية لغيرها..كل ما أمامها يتحالف ضدها و أنس لا يحس!
... العنصر النسوي الذي تفتقر إليه شركة جمدها أشرف برجولته القاسية لن تكون إلا سمارا القادرة على إحياء كل ما حولها بطريقة سحرية....أتشوق لعودتها بروحها الرائعة كي تنشر الحياة في المكان و تذيب القطب المتجمد أو البىكان الخامد؟ هو الإثنين معا حقيقة
مساء الأنوار حبيبتي نورهان🤍

عَلْيا كتبت عليها تلك الحياة الممزقة
أن لا تنال الحنان الذي تستحقه من عائلتها ثم عمها الذي أعماه الجشع،ثم عشقها المضني اتجاه أنس والأخير كالأطرش في الزفة،لا يدرك مشاعرها ولا دنب له في ذلك… أنا متفقة أنها الأحق بأنس لأنها تعرفه من قبل وتحبه زيادة على ذلك..لكن الواقع شيء آخر، فالمشاعر خلقت ليعبر عنها ولا تكون مكتوبة على جباهنا ليدركها الطرف الآخر..
فلو كتب وتم الزواج بين أنس وريم …فالذنب ليس ذنبهما ومن حقهما اختيار الحياة التي يريدانها…لكن أنس مشوش وسنرى ماذا سيستفيده من تشوشه..

أما اللقاء العائلي فكان مستفزا..لكن ريم إنسانة رائعة وأنا شخصيا أحبها..متفهمة وداعمة.
أسامة وثريا ههههه وصفتهما بتوم وجيري..سنرى كيف ستكون نهايتهما…أتمنى أن تستمتعي بلقاءاتهما..أخبريني بذلك لاحقا..
سلمتي جميلتي علىً مرورك المشجع والداعم 😘🤍


فاطمة الزهراء أوقيتي متواجد حالياً  
التوقيع
رواية:
وشمتِ اسمك بين أنفاسي~
بقلمي
🤍أكتب لأحيا الواقع بنكهة الخيال🤍
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:49 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.