آخر 10 مشاركات
أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          كلوب العتمةأم قنديل الليل ؟! (الكاتـب : اسفة - )           »          52 - عودة الغائب - شريف شوقي (الكاتـب : MooNy87 - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          أسيرة الكونت (136) للكاتبة: Penny Jordan (كاملة)+(الروابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          605-زوجة الأحلام -ق.د.ن (الكاتـب : Just Faith - )           »          غيث أيلول -ج5 سلسلة عائلة ريتشي(121)غربية - للكاتبة:أميرة الحب - الفصل الــ 44*مميزة* (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          ترافيس وايلد (120) للكاتبة: Sandra Marton [ج3 من سلسلة الأخوة وايلد] *كاملة بالرابط* (الكاتـب : Andalus - )           »          أترقّب هديلك (1) *مميزة ومكتملة* .. سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

مشاهدة نتائج الإستطلاع: ما هي أكثر شخصية من الأبطال أثارت انتباهكم في الرواية؟؟
سمر 3 27.27%
عليا 5 45.45%
ثريا 7 63.64%
عزة 2 18.18%
أسامة 3 27.27%
أشرف 1 9.09%
أنس 2 18.18%
زكريا 1 9.09%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 11. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree1899Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-12-22, 11:02 PM   #201

فاطمة الزهراء أوقيتي
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء أوقيتي

? العضوٌ??? » 475333
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 612
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond repute
Post الفصل الثالث عشر -1-


الفصل الثالث عشر


دخل أشرف المنزل بغضب مستعر ونزع عنه سترة بدلته الرسمية بنفاذ صبر، ورماها أرضا ثم فتح الأزرار العلوية من قميصه الأبيض واتجه للحمام يرش على وجهه وشعره مياه باردة ليقلل من غضبه، لكن من دون فائدة.
شعر بباب الحمام يفتح فرفع نظراته للمرآة أمامه ينظر من خلالها.
لتدخل الحمام بكل جرأة ترتدي ثوبا يكشف أكثر مما يغطي،تركت شعرها الأسود الحريري منسدلا يصل لخصرها واكتفت بوضع كحل يبرز زرقة عينيها،
علت وجهه نظرات قاتمة واستعرت بداخله رغبة طبيعية يتخللها كره شديد.
نظر من خلال المرآة لخطواتها المتمايلة بإتقان كلبوءة تريد اصطياد فريستها..تقترب منه إلى أن وقفت خلفه فتقابلت نظراتهما…نظرات زرقاء أتقنت صاحبتها رسم الإغواء عليها تصادمت مع أخرى باردة تنم عن المقت الشديد والاشمئزاز.
تجاهلت ما قرأته في نظراته وتحسست كتفيه العريضين بكفها ثم تحركت ببطء للأسفل تتحسس ظهره واستقرت على وسطه ثم مدتها بحذر إلى الأمام ولم تتوقف عن يدها عن التحرك..ولا زالت نظراتهما تتصادم في المرآة..مدت يدها الأخرى وبدا الأمر كأنها تحتضنه من الخلف في حين أنها كانت تحاول فتح باقي أزرار قميصه وقد نجحت في ذلك…فبرز جسده العضلي ونظرت له من خلال المرآة تلتهمه بنظراتها الفجة..
كانت نظراته قاتمة ساكنة ولا تعبر عن شيء،اكتفى فقط بمراقبتها ومشاعر نارية تتأجج في كامل جسده..مشاعر مدفوعة بالاشمئزاز.
ظنت أنه بسكونه هذا قد منحها الضوء الأخضر لتتمادى فيما تفعله فرفعت قامتها قليلا وتحسست ذقنه الخشن بوجهها الناعم وهمست"اشتقت إليك"
لم يستجب لثواني بدت لها كدقائق،فأغضمت عيناها تستنشق رائحته الرجولية ولا زالت يدها تتحسس ما تطاله من جسده.
فرفعت جسدها مجددا وجلست على جانب من الحوض فانحصر عنها الثوب ونظر لها بنظرة كبث رجولي ثم تصادمت نظراتهما مجددا وابتسمت بإغراء فقابلها بنظرة قاتمة.
تحسس عنقها بيده الخشنة ثم قطع المسافة بينهما واقترب منها أكثر،فاختلطت أنفاسهما وشعرت هند برعشة تسري بكامل جسدها فترجمت ذلك بتنهيدة عميقة وهمست بصوت ناعم"أشرف"وأحاطت عنقه بذراعيها ثم اقتربت منه أكثر فألقى نظرة سريعة على جيدها ثم رفع نظراته لوجهها مجددا.
نطق بنبرة قاسية كفحيح ثعبان مستعد للإلقاء بسمه"حركاتك المبتذلة لم تعد تؤثر بي"
توسعت عيناها بصدمة وتسمرت كفها على عنقه فأكمل بنفس النبرة"تبدين كفتاة ليل بهذه الملابس..والتصرفات"
وتأمل قامتها بنظرة اشمئزاز لم يستطع السيطرة عليها…

لقد ظنت أنها استطاعت سبر أغوارها عليه عندما بدأ بالاستجابة لها..ظنت أنها ستستطيع التسرب بداخله إذا هدمت أسوار رغباته الجسدية،لكنها كانت مخطئة.
انتقلت كفه الخشنة لخصرها ولازالت نظرات الاشمئزاز تعلو وجهه ثم وصلت لجيدها مجددا فتحسسه وتوقف إبهامه على حنجرتها،
فقال بنبرة قاسية"ماذا أفعل بك الآن يا ترى؟..تتسللين لعريني بهذه الملابس المبتذلة وتحاولين إغرائي" ثم قهقه عاليا بقسوة،ضحكة لم تصل لعينيه أبدا،وأكمل بفحيح"لقد طلبت أن تبتعدي عني مرارا وتكرارا..تبتعدي عن حياتي وعائلتي..لكنك لا تنصتين أبدا" وحكم قبضته على عنقها"قلت آخر مرة أنك سترين أشرف لم تريه من قبل ولم تصدقي"وشد قبضته أكثر"لعبت بذيلك من ورائي وعبرت عن فساد معدنك،فاحترمت والدك ووالدتك ولم أفصح عن الأمر لكنك رفضت اتقاء شري يا هند"انتقلت قبضته لشعرها فتأوهت بألم وبدأت تسعل بقوة تحاول التقاط أنفاسها من خنقه لها قبل لحظات،
فقالت بصوت ضعيف متوسل"أنا آسفة يا أشرف على كل شيء..لقد كنت طائشة في الماضي لكنني تغيرت الآن..أقسم لك"
شدد قبضته على شعرها أكثر وهدر بقوة"خائنة يا هند..اسمها خيانة وليس طيش"
ارتمت عليه بجسدها وتشبتت بعنقه تحاول تقبيل ما تطاله من وجهه فأبعدها عنه بغضب وقال بقسوة واستنكار"قذرة…كيف لم أعرف أنك هكذا منذ البداية كيف؟"
خرج من الحمام يلهث بغضب وهو يمسح وجهه بكفه والأخرى احتضنت جانب خصره فلحقت به وقالت تتوسله"أرجوك لا تفعل بي هذا يا أشرف..أنا لم أعد أعرف للنوم طعما منذ طلاقنا..لا أريد منك شيئا سوى أن تتزوجني مجددا وأقسم أنني لن أفعل شيئا يضرك هذه المرة أقسم لك!!"
استدار لجهتها بقوة وقد تفاقمت مشاعره لتصل لحد النفور فصرخ بجنون"هل جننت! هل جننت؟"خلل شعره بأصابعه وأكمل"لا أريدك..أنا أمقتك يا هند أمقتك هل تفهمين…حتى صلة القرابة بيننا أريد أن أمحوها وتطلبين أن نتزوج مجددا"
قهقه بانفعال مجددا وقال بقسوة"لقد فقدت عقلك حقا! اختفي من حياتي..لا أريدك بها"
اقترب منها وغرز أصابعه في لحم ذراعها وقال بفحيح متناقض مع الجنون الذي سيطر عليه قبل قليل"ستذهبين لمنزل أبي وتجمعين كل أغراضك وتختفي من هذه المدينة..وإلا أقسم بالله العظيم سأفضحك يا هند" رفعت نظراتها فهالها منظر عيونه القاسية بل المجنونة ولمست فيهما صدق تهديده وأنه بلغ حد صبره حقا وسيفضحها أمام الجميع.
خضها بقوة وصرخ بغضب"هل كلامي مفهوم؟" لم تستطع التحدث فصرخ مجددا"مفهوم؟"
حركت رأسها بالإيجاب ولأول مرة منذ بداية حوارهما تشعر بالخوف الشديد.
دفعها عنه بقوة فارتمت أرضا وناظرها بقسوة ثم لمح مفتاح منزله على المنضدة فاستنتج فورا أنها سرقته من والدته لأنها الوحيدة التي تمتلك نسخة وقد أهداها إياه مع دلاية مفاتيح تحمل صورتهما.
فزفز بقوة وقال باستهزاء"وانتقلت من كونك خائنة إلى سارقة أيضا..تبهرينني كالعادة"
فهمت أنه تحدث عن المفتاح فتجاهلت كلماته ودخلت لغرفته في صمت وغيرت ملابسها بغضب مكبوت بداخلها وهي تتوعده.
خرجت من الغرفة ثم ألقت عليه نظرة سريعة وكان جالسا على الكنبة ينظر في الفراغ وهالة من الغضب والجنون تحيط به فهمت بالخروج وأخذ المفتاح من فوق المنضدة الملاصقة للباب فهدر"ضعيه مكانه!"
توقفت كفها في الهواء فتنهدت بعمق ثم فتحت الباب لتخرج،وقالت بنبرة مستفزة"عزة تعلم ما حدث بيننا على فكرة..لقد هددتني بأنها ستفضحني إن لم أبتعد عنكم"
توسعت عيناه بصدمة من كلامها وهمس "كيف؟"،
لكنها كانت قد صفقت الباب وغادرت.
_____________________
'بعد مغادرة الوفد'
غيرت ثريا ملابسها بسرعة ولم يبقى في الكوفي شوب سواها وأسامة الذي كان يراجع بعض الحسابات الخاصة بالسلع،بينما سمر وعَلْيا اتجهتا للسيارة لنقل آلة الطباعة ،وساعدتهما عزة في ذلك.
خرجت من الحمام ثم وضعت ملابسها في الخزانة فانتبه أسامة وناداها قائلا"ثريا..تعالي لحظة"
اقتربت منه وقد استشعرت أنه سيسلمها راتبها فكانت شعلة حماس تضيء بداخلها وهي على وشك استلام الراتب الذي سيكون أول خطوة لها اتجاه حلمها في إتمام دراستها…الأمر مختلف تماما عن أخذ راتبها مقابل حياكة كنزة صوفية أو وشاح ربما لأنها اعتادت الأمر،وأن الله حباها بتلك الموهبة فاستغلتها في ذلك..لكن أن تعمل كنادلة لأول مرة في حياتها وأن تبدل جهدا كبيرا وتعمل لوقت أطول في عمل لم تتخيل يوما أنها ستعمل به لم يكن بالأمر السهل وما ستتقضاه الآن تستحقه وتستطيع أن تقول أنه من عرق جبينها..
وضع أسامة المال في ظرف أبيض ثم مده نحوها وقال بفضول تملكه اتجاهها شخصيا"أرغب حقا في أن أعلم ما الذي ستفعلينه بأول راتب لك؟"
مدت كلتا يديها وبقي الظرف معلقا بينهما فقالت تروي فضوله"سأضيفه لجزء من مستحقات دراسة التمريض"
رفع حاجبيه بتعجب"تريدين دراسة التمريض"
أومأت بتأكيد، فابتسم وأطلق سراح الظرف ليستقر بين أناملها وقال ببساطة"جميل جميل"
تحسست الظرف فتسارعت نبضات قلبها ولم تستطع السيطرة على ابتسامة ملحة انفرجت عنها شفتيها… ثم نطقت بجملة مبهمة هربت من أفكارها الداخلية'لقد مررت بالكثير لأصل لهذه اللحظة بالذات..ليست كما تخيلتها،لكنها البداية فقط'
لقد سمعها لكنه تظاهر بالعكس فهمهم متسائلا رغبة منه في سماع المزيد..لكنها رفعت نظراتها له وقالت بابتسامة ضبابية"لا شيء..مجرد حديث داخلي!"نظرت مجددا لظرف ونبست"شكرا" ثم استدارت توليه ظهرها متجهة إلى حيث تقف الفتيات.
*********
انطلقت سيارة حكيم التي يقودها أسامة منذ عودته في انتظار أن يشتري سيارته الخاصة..فكانت تجلس سمر بجانبه على المقعد الأمامي وفي الخلف كانت تجلس عَلْيا ملصقة وجهها على الزجاج بينما عزة في الوسط و ثريا بجانبها..
كلٌّ ساهم في أفكاره، عَلْيا ومعضلة مشاعرها اتجاه أنس،ثريا وانشغالها وسط أفكارها عن عائلتها التي انقطع الاتصال بينهم تقريبا وفرحتها بالراتب الأول وخوفها من المستقبل،أما عزة فكانت تتشارك الأفكار مع سمر عن أشرف..لكن واحدة تفكر في غرابة تصرفاته وقلقها الأخوي عنه ،والأخرى تفكر في اللقاء الذي لم تحسب حسابه لكنها استطاعت جمع شتات نفسها والنجاح في تجاهله بالرغم من صدمتها من رؤيته..فتذكرت نظراته إليها وكم بدا مصعوقا برؤيتها أيضا وفضحته زرقاوتيه اللتين لم تتوقفا عن ملاحقة كل حركاتها..
وأسامة يفكر،يفكر في لا شيء وكل شيء.
ركن السيارة بجانب منزل عائلة قاسمي بعد أن وصفت له المكان بالضبط..
نزل أولا لإلقاء التحية على نجاة التي كانت تنتظر وصول ابنتها ثم لحقت به سمر ونزلت خلفه وتجمع الستة في النهاية أمام المنزل،فقال أسامة بمرح"اسمعي يا خالة نجاة، سأقيم حفلة في المنزل على شرف عودة سمر للوطن نهائيا..في الحقيقة هي على شرفنا معا..وأنت مدعوة ولا مجال للاعتراض والتهرب فقد علمت من سميرة سابقا أنك تتهربين من حفلات المدرسة وما إلى ذلك..أخبري أشرف ليأتي أيضا أو سأخبره أنا لا تقلقي.."
ابتسمت نجاة وقالت تهم بالاعتراض فقال يقاطعها"لقد قلنا لا مجال للاعتراض..انضمي لنا سنستمتع حقا"
نظرت له سمر وضيقت حاجبيها ثم قالت باستياء"كان بإمكانك مفاجأتي يا ذكي!!"
نظر لها بصدمة مصطنعة وقال بمزاح"يا إلهي نسيت أنك هنا!لقد خربت المفاجأة"
أخرجت لسانها وقالت تجاريه في مزاحه"لا عليك سأتظاهر بأنني لم أسمع شيئا"
ابتسموا جميعا على مشاكسة سمر وأسامة فقالت نجاة بلطف"حسنا سآتي،أنا وعزة ومراد..أما أشرف فلا أظن!"
غمزها أسامة بمشاكسة"اتركيه على حسابي..سأقنعه بالمجيء..لن يقاوم تواجد الجميع إلا هو!"
ضحكت برقة وقالت"حسنا،سأعتمد عليك"
مد يده يصافحها باحترام"نلتقي في نهاية الأسبوع إذن"
ودعت عزة الجميع وخصت ثريا التي كانت تراقب الموقف وتشعر بأنها دخيلة بينهم بعناق وقد استشعرت فيما تفكر به.
مرت من جانبهم هند بسرعة ولم تفكر بإلقاء التحية بل كانت ملامحها تعبر عن غضب عارم واستياء،فنظرت لها سمر باستغراب وبدت لها مألوفة لكنها لم تستطع التذكر أين رأتها بينما أسامة تعرف عليها فورا ونظر لعزة التي كانت تنظر لها بانزعاج حقيقي بينما شيعتها نجاة باستياء وحزن على ابنها.
انطلقوا مجددا وهذه المرة لإيصال ثريا التي واجهت صعوبة في وصف الطريق إلى منزل السعدية فاضطرت للاتصال بعماد وتمرير الهاتف لأسامة ليصف له المكان بالضبط، وأخيرا وصلوا!
مشط أسامة الحي بعينيه وكان الظلام يخيم عليه سوى منزل السعدية ومنزل آخر مقابل له شُغِّلت أنواره بعد ركن السيارة وظهر من أحد نوافذه ظل لامرأة لم يتبين ملامحها لكنه عرف أنها مجرد متفرغة تقتات على الفضول وأخبار الناس وتحاول استراق السمع والنظر..
نزلت ثريا من السيارة فلحق بها أسامة وأشار لسمر وعَلْيا بالنزول أيضا..لم تحتاجا أكثر من ثانية لتفهما أنه يحاول أن يجنب ثريا سوء الفهم والقول من طرف الجيران فأطاعوه في صمت..
وقف الأربعة في الشارع فهمست ثريا"شكرا على توصيلكم لي"
أجابها أسامة بصوت منخفض لكن ذو نبرة عابثة"هذا من دواعي سرورنا آنسة فهيمة،أقصد آنسة ثريا" ثم وضع يده على صدره يتظاهر بالانحناء.
حدجته بنظرة نارية ثم قالت مجددا"شكرا"
ابتسمت سمر وقالت بلطف"لماذا لا تنضمين إلينا في الحفلة؟"
همس أسامة على مقربة منها ولم يسمع همسه سواها"أحسنت يا سمارا…تربيتي والله!"
كبحت سمر ضحكة ملحة وهزت رأسها بقلة حيلة..في حين ناظرتها ثريا باستغراب ورفضت بلباقة"شكرا على دعوتك!إنه لشرف لي،لكنني لا أستطيع المجيء؟"
ضيق أسامة عينيه باستياء كأنه خسر لعبة ممتعة للتو،فقالت سمر بإلحاح"لماذا؟لا تخشي شيئا..إنها حفلة محترمة ستضم المقربين فقط وأنت صديقة عزة يعني أنك صديقتنا أيضا"
ارتبكت ثريا ولم تدر بماذا تجيب فنطقت سمر مجددا بإصرار"بعد نهاية الحفل سنوصلك للمنزل أو بإمكانك المبيت في منزل عَلْيا فهي تعيش مع جدتها فقط!"
أومأت عَلْيا بتأكيد،فقالت ثريا تحاول التهرب"لا أستطيع التغيب عن العمل خاصة أن الكوفيه شوب يكون مكتظا في نهاية الأسبوع"
نظرت سمر لأسامة بنظرة معناها'افعل شيئا يا رب العمل!'
فتدخل أسامة قائلا ببساطة وقد وضع كفيه في جيوب سرواله"سأمنحك إجازة..هل أنت راضية؟'
فردت بحدة طفيفة"والسبب؟"
أجابها ببساطة مجددا"اعتبريها مكافأة لأنك عملت بجد في هذا الشهر ولم تتغيبي ولا مرة ولأنك تتعلمين بسرعة"
ضيقت عينيها ومطت شفتيها بتفكير ثم اكتفت بالقول"سأفكر في الموضوع..أنا حقا متحرجة من التطفل عليكم"
اعترضت سمر قائلة"أي تطفل بالله عليك،نحن من دعوناك"
ابتسمت ثريا بارتباك ثم أومأت موافقة وقالت"حسنا..سآتي! شكرا على التوصيلة مجددا"
فتح الباب،فخرج عماد وخلفه السعدية التي كانت تنظر لهم بتحفظ..
التقت نظرات عماد وأسامة فاكتفى الأخير بإيماءة وبادله الآخر بأخرى كما يفعلون طيلة الشهر…
ثم أشار للسعدية رافعا كفه عاليا وقال ببساطة"متأسفين عن تأخير ثريا يا خالة! فالمطعم كان مكتظا اليوم ولم نستطيع المجازفة بغيابها!"
أجابته السعدية وقد لانت ملامحها قليلا بعد أن رأت الفتاتان مع أسامة"لا عليك يا بني!فهذه هي أحوال العمل..تفضلوا لأضيفكم شيئا!"
رفض أسامة بلطف قائلا"في المرة القادمة إن شاء الله..نحن مستعجلون قليلا"
بينما همست كل من عَلْيا وسمر بالشكر عن الدعوة.
ثم نقل نظراته لعماد الذي كان يتأمل ثريا بانقباض في ملامحه لكن عينيه تعبر عن مشاعر دفينة وانزعاج واضح.
التقت نظراتهما..نظرات عابثة لا تنم عن شيء وأخرى منزعجة تحمل لمحة من غيرة غير مشروعة.
كان أسامة السباق بكسر تحدي النظرات فقال ببساطة"تصبحون على خير! أمسية سعيدة"
أشارت سمر لثريا مودعة وفعلت عَلْيا المثل ثم ركبوا السيارة وانطلقوا!
شغل أسامة الراديو فكانت تصدح أغنية مصرية شعبية،فتهللت أساريره ونظر لسمر التي نظرت له أيضا في نفس اللحظة وبدآ يحركان كفيهما في الهواء باستمتاع وأسامة يردد مع الأغنية..

´شفتك قمر طالع وأحمر خدود فاقع عود البنات عالى شقلب لى انا حالى يرخص ليك الغالى يالى سحرتنى عود البطل ملفوفو وانا لسه ياما هشوف جايلك و مش مكسوف ما انتى قتلتيني
واخدانى على الهادى وجمالها مش عادى لما بتيجى قصادى بموت ميتين مرة ومحبش غير هيا وعايزها تعيش ليا الحب بالنيه عايزك وانتي حرة
يا شاغلة افكارى حسى بقي بناري يا أحلى بنات جارى يا فراولة الحتة عاوزك يا بنبونتى يا صاحبتى وبنتى علشان اشوفك انتى بعمل مليون خطة
الضحكة دى حكاية سكر في كوباية وبقولك بهوايا حبك يكفيني شوفتك قمر طالع واحمر خدود فاقع الجو لو ساقع حضنك يدفيني
دي ملاك ومش انسان انا حضني ليكي امان ياحباية رمان جيالي من الفردوس اجمل ما تشوف العين انتي ومفيش تانيين مهرك دة لو ملايين انا هوزنك بفلوس
احلي من الحلوين مفيش منك اتنين خلي قلبك يلين وهنبقي عال العال من الدنيا انا هاخدك اه من جمال خدك هو انتي مين قدك يا ماركة في الجمال
جيالي جيالي مبتفارقيش بالي عايزك ام عيالي وتفضلي معايا ياعلاج اوقات مرضي في القلب انتي نبضي
اصرف كل قبضي واجيبلك بيه هدايا الضحكة دي حكاية سكر في كوبايه وبقولك بهوايا حبك يكفيني شوفتك قمر طالع واحمر خدود فاقع الجو لو ساقع حضنك يدفيني’



يتبــــع



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 19-12-22 الساعة 11:36 PM
فاطمة الزهراء أوقيتي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية:
وشمتِ اسمك بين أنفاسي~
بقلمي
🤍أكتب لأحيا الواقع بنكهة الخيال🤍
رد مع اقتباس
قديم 19-12-22, 11:03 PM   #202

فاطمة الزهراء أوقيتي
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء أوقيتي

? العضوٌ??? » 475333
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 612
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond repute
Post الفصل الثالث عشر -2-

كانت سمر تبتسم بسعادة وتحرك كتفيها بتناغم مع اللحن وتقترب من أسامة الذي يبتسم في وجهها ويغني مشيرا لوجهها عندما يذكر المغني الضحكة،وقد ذكرتهما الأغنية بلحظات صعبة وجميلة في نفس الوقت، كانا قد قضياها معا في الحجر الصحي الذي دام لمدة طويلة بسبب فيروس كان قد تفشى في العالم بأسره.
استدار لعَلْيا في إحدى اللحظات فرآها تتأملها بذهن مشغول وابتسامة تزين ثغرها فقال بمرح"هيا غني معنا يا صغيرة"
استجابت لطلبه مكتفية بالتصفيق فقط.
دخلت السيارة حيهم فتزامت مع وصول أنس وركنه لسيارته أيضا ونزل الجميع وتجمعوا وسط الحي وبالضبط في الجهة التي تضم منازل عائلاتهم..
تصافح أسامة وأنس وسلما على بعضهما بتلامس جانبي رأسيهما ثم نقل نظراته لسمر التي ابتسمت في وجهه وقالت بمرح"مساء الخير يا عريس…"
فرد عليها بلطف"مساء الخير سمارا..لقد سمعت من أسامة أنك عدت بصفة نهائية"
أومأت مؤكدة ثم رفعت يديها عاليا كأنها تعانق الحرية وقالت بسعادة حقيقية"وأخيرا"
ابتسم أنس ثم نقل نظراته لعَلْيا التي كانت تسترق إليه النظرات واضعة يديها داخل جيب سترتها وقد رفعت غطاء الرأس على رأسها في وقت سابق..
اقترب منها أسامة ثم نزع الغطاء بمشاكسة وقال موجها كلامه لأنس الذي بدت ملامحه منزعجة من تصرفه"لقد قصت عَلْياءْ شعرها مجددا،أرأيته؟يبدو جيدا عليها"
حدجت أسامة بنظرة منزعجة ثم أرجعت الغطاء على رأسها مجددا ونظرت لأنس الذي كان يرمقها بنظرات غامضة..اقترب منه أسامة واحتضن كتفيه ثم دندن بإحدى مقاطع أغنية قديمة لكاظم الساهر
'إن يسألوك يوما لماذا قصصت شعرك الطويل..قولي لهم بكل كبرياء لأن من أحبه يحبه قصيرا'

نفض أنس ذراع أسامة المحيطة بكتفيه ثم نظر لعَلْيا وقال ببرود"لقد رأيتها صباحا!"ولم يضف شيئا آخر، ثم نظر لأسامة ببرود ولم ترق له فكرة أن يناديها بعَلْياءْ كما يفعل هو.
نقلت سمر نظراتها بينهما باستغراب وتساءلت"هل تشاجرتما؟"
أجابها أنس بسؤال"هل يبدو الأمر كذلك؟"
أومأت سمر فردت عَلْيا بانفعال طفيف"لم نتشاجر!لماذا سنتشاجر أساسا؟"
كتف أنس ذراعيه وسألها مباشرة"كيف مرت المحاكمة؟أم ستتهربين من هذا السؤال أيضا؟"
تجاهلت نبرته المستفزة وقالت ببرود"لقد مرت على خير…كانت المحاكمة لصالحنا"
رد عليها بجفاء"مبارك لك إذن!وأخيرا حصلت على جواب منك خال من عنادك وتحجر رأسك"
كتفت ذراعيها هي الأخرى وقالت ببرود" رأسي ليس متحجرا على فكرة"
ابتسم بتكلف وقال "آه نعم أقنعتني!"
وقف أسامة حاجزا بينهما وقال يهدأ الوضع"لنهدأ يا رفاق..لا أفهم توتركما هذا!"
نظرت عَلْيا لسمر وقالت"أنا متعبة!سأذهب لأنام…تصبحون على خير"
وانسحبت من أمامهم،فقال أسامة"عَلْيا!الطابعة"
أجابته بدون أن تستدير"سآخذها لاحقا!" ثم أشارت له مودعة وهي تحاول أن تفتح باب المنزل بهدوء لكي لا توقظ جدتها.
انسحب أنس أيضا بعد أن ودعهما ثم مشيا في اتجاه المنزل بهدوء.
فسألت سمر أسامة سؤالا يلح عليها منذ أن أوصلوا عزة"هل رأيت الفتاة التي دخلت لمنزل عزة في وقت سابق"
نظر لها باهتمام ثم أومأ فأكملت"لم تشر عزة سابقا لأنها تمتلك شقيقة أخرى!"
نطق بحذر"إنها زوجة أشرف"
جحظت عيونها وتشنجت أطرافها للحظة وسمعت صفيرا قويا في أذنيها ثم أدارت وجهها ناحيته ببطء فأكمل"السابقة!"
فسألت بصدمة"هل أشرف سبق له الزواج؟"
أومأ مؤكدا"لم أعرف سوى في زيارتي السابقة..إنها ابنة عمه..اسمها هند..لقد تعرفنا مسبقا"
ابتلعت ريقها وقد صدمتها هذه المعلومة الجديدة واختلطت عليها المشاعر بين الصدمة والارتياح وألم غير مفسر احتل صدرها،وتذكرت فورا أنها رأتها تلك الليلة،ليلة الافتتاح تخرج من المبنى وقد اصطدمت بها.
ازدردت ريقها ثم قبضت كفها بحانب ساقها وقالت بصوت حاولت أن يبدو عاديا"هكذا إذن!لم أكن أعلم"
ثم أشاحت بوجهها عنه ورمشت عدة مرات تطرد المشاعر التي سيطرت عليها.
ناظرها أسامة بغموض ثم قال بحذر"هل أعتبر سؤالك مجرد فضول أم شيء آخر؟"
التقت نظراتهما فعصفت عيونها العسلية بمشاعر استطاع أسامة التقاطها فورا لكنه آثر عدم الخوض معها في نقاش عن الموضوع إلى أن تكون على استعداد لإخباره.
حاولت التحدث فقال يقاطعها بلطف"دعينا نتحدث عن الأمر عندما تكونين على استعداد للتحدث عن مشاعرك بصدق،اتفقنا؟"
ابتلعت ريقها وقالت تعترض"الأمر لا يستحق حقا!ربما لن نتحدث عنه أبدا"
هز كتفيه وقال ببساطة"كما تشائين!عموما أنا هنا بجانبك وخلفك دائما"
أومأت وابتسمت بوداعة مصطنعة"أعلم ذلك!لهذا أنا مرتاحة دائما"
أحاط كتفيها بذراعيه ثم ربت على شعرها بيده الأخرى ودخلا معا للمنزل.
_______________
'في منزل عائلة قاسمي'
مرت هند كالعاصفة بجانب غرفة عمها فناداها لكنها لم ترد عليه واتجهت فورا إلى غرفة أشرف السابقة وبدأت تلم أغراضها بسرعة تنوي المغادرة.
نزلت الدرج تحمل حقيبتها ومعطفها في يدها فقابلتها نظرات عزة الباردة ونجاة التي استغربت من حالتها،فقالت الأخيرة بتساؤل"إلى أين أنت ذاهبة في هذا الوقت المتأخر يا هند؟"
أجابتها بترفع"سأعود لمنزل والدي يا خالة!لا أحد يريدني هنا"
خرج رشيد من غرفته يتوسد عكازه ورفع نظراته باتجاه الدرج ثم قال بحزم"لا يمكنك المغادرة في هذا الوقت!هل حدث شيء لا أعلمه" ثم وجه نظراته لنجاة وعزة.
هزت نجاة كتفيها وقالت"لا فكرة لدي يا حاج رشيد،لقد عادت من الخارج للتو وتعزم المغادرة"
قاطعتهم بإصرار"أنا مصرة على الرحيل يا عمي..سأعود لمنزل والدي،على الأقل سأجد من يهتم بي هناك؟"
رفعت عزة حاجبيها مستنكرة كلمات هند التي تبدو نها تلمح لأن جميع من في المنزل يعاملها بسوء..
كتفت ذراعيها تراقب المشهد فتلاقت نظراتهما لثانية قبل أن تتفاداها هند وتقول مجددا بمكر"أشرف لم يعد يريدني يا عمي!وأنا لا أستطيع امتهان كرامتي أكثر وانتظار أن يردني إلى عصمته..لذلك سأذهب..فهناك العديدون ممن يتمنون سماع ولو كلمة مني"
رد عليها رشيد يحاول إثناءها عن الخروج في هذا الوقت"أشرف يحتاج لبعض الوقت فقط وستتزوجان…إنه لا يملك الخيار مادمت أنا صاحب القرار هنا"
تمسكنت هند ووقفت بجانب عمها وقالت بنبرة باكية مزيفة"لا تفعل يا عمي!أنا لم أكن أريد شيئا سوى أن أنعم أنا وهو مجددا بمنزل يجمعنا معا..لكن ليس على حساب علاقتكما،لا أريده أن يكرهني"
أخرج الهاتف من جيبه ثم ربت على كتفها وقال بحنية"أنا أعلم يا بنيتي لا تقلقي سأحل الأمر فورا..سأتصل به ليأتي في الحال" ثم ضغط على شاشة الهاتف.
أفلتت نبرة مستنكرة من بين شفتي عزة فهتفت"أبي!"
حدجها بنظرة صارمة وقال بحزم"ماذا هناك؟ما هذه النبرة التي تحدثينني بها؟"
نقلت نظراتها بينهما وقد شعرت بغضب عارم من المشهد المبتذل أمامها فابتسمت باستهزاء ورفعت حاجبيها مقابل نظرات هند المترقبة وحركت رأسها بخفة وملامح وجهها تقول'ماذا الآن؟هل أخبره؟'
ثم قالت بسرعة"أبي هناك شيء لا تعلمه!"
همست هند بتوسل"عزة لا تفعلي..أرجوك!"سمعت توسلها الهامس،فسكتت لبرهة تثير أعصابها وترغمها على التراجع عن تصرفاتها.
توقفت كف رشيد عن الضغط على شاشة الهاتف وقال بحزم"ماذا هناك تكلمي!"
كانت نجاة تراقب الموقف من بعيد والتوتر بين هند وعزة يملأ المكان ومن الواضح أن للأمر علاقة بأشرف،شعرت بالتوجس والشك وبأن هناك شيئا كبيرا يدور بن الثلاثة لكنها لا تعرف ما هو…
تنحنحت هند واقتربت من عمها ثم احتضنت ذراعه وقالت بارتباك بدا واضحا لعزة ونجاة"لا داعي للاتصال به يا عمي..لقد تأخر الوقت..وأنا أيضا لن أغادر الآن..فمعك حق لقد حل الليل"
ثم أخذت الهاتف من يده ووضعته جانبا وقالت بلطف"ارتح أنت الآن وأنا سأتحدث معه غدا"
ثم نظرت لعزة التي حدجتها بغضب.
أومأ رشيد بتفهم وقال بحزم"اذهبي لغرفتك إذن"
ثم نقل نظراته لعزة وقال باستفسار"ما الذي لا أعلمه؟"
تدخلت نجاة تهدئه"عزة كانت تريد أن تقول أننا مدعوون لحفلة عائلية في نهاية الأسبوع"
نظر لابنته بشك ولزوجته وقال بحزم"من دعاكم؟" ثم وجه الكلام لعزة"أين كنت حتى هذا الوقت المتأخر؟"
تدخلت نجاة مجددا"لقد طلبت مني الإذن لتظل مع إحدى صديقاتها التي عادت من سفرها الطويل للتو وأوصلها خال الفتاة لباب البيت لا تقلق يا حاج! إنهم من معارفنا..لقد التقينا بهم سابقا في الرحلة الصيفية والفتاة أخت صديق مراد!ذلك الصبي حمادة الذي يزورنا في بعض الأحيان..وقد تمت دعوتنا لحفل بمناسبة عودتها"
نظر رشيد لعزة بعدم اقتناع ثم قال بهدوء"اتركيها تتحدث هي يا نجاة لماذا تدافعين عنها؟"
ابتسمت نجاة في وجهه وقالت بهدوء"لا أدافع عنها يا حاج أنا فقط أوضح لك من هم أصحاب الدعوة..هل ترغب في الانضمام إلينا؟ ستغير الجو وأنا متأكدة من أنك ستتفاهم مع رب العائلة"
لانت ملامح رشيد قليلا ثم قال رافضا بهدوء"اذهبوا واستمتعوا أنتم!أنا لا أحب الأماكن المكتظة"
فكرت نجاة أن زوجها ليس بالسوء الذي يحاول أن يتظاهر به،ربما هو متسلط قليلا خاصة في تربية أبنائه،ويضعها في مواقف محرجة أمام عائلته ويفكر دائما في مصلحة شقيقه وعائلته الصغيرة قبل مصلحتها ومصلحة أبنائهما لكنه ليس سيئا.
احتضنت ذراعه وقادته نحو غرفتهما وقالت بلطف"سلمت يا حاج رشيد،أطال الله لنا في عمرك"
نقلت عزة نظراتها من والديها لهند التي كانت تقف متسمرة بجانب الدرج وقد ظنت لوهلة أن جريمتها البشعة ستفضح.
مرت من جانبها وضرب كتفها بقوة لا تناسب قامتها القصيرة فتراجعت هند للخلف قليلا وهمست بغضب"ما بدأه أخوك،تكملينه أنت" ثم أغمضت عيناها وضغطت على أسنانها بقسوة قبل أن تصعد الدرج متجهة لغرفة أشرف السابقة.
____________________
'بعد أيام'
دخلت عزة لمنطقة صناعية كانت قد زارتها قبل أشهر، خطت نحو أحد المصانع ثم دخلت بخطى ثابتة لتقابلها نظرات السكرتيرة التي تعرفت عليها فورا فابتسمت في وجهها برسمية،وقالت"أخلا بعودتك آنسة عزة، السيد زكريا ينتظرك في مكتبه"
بادلتها عزة بمثل ابتسامتها وهمست"شكرا!"
ثم اتجهت لمكتبه الذي كانت تعرف مكانه سابقا..
طرقت الباب فسمعت سماحه لها بالدخول وطلت عليه بوجهها قبل أن تتقدم ناحية مكتبه وتقول ببساطة"صباح الخير!"
رفع نظراته عن حاسوبه ثم نظر لوجهها وقال بنبرة ثابتة"صباح الخير!أهلا بعودتك"
ابتسمت وقالت"شكرا"
فأشار لها بالجلوس واستجابت له ثم قال بتساؤل"هل أنت مستعدة لفترة تدريبك!لن تكون عادية كالمرة السابقة..لأنك ستكونين جزءا مهما في البرنامج الذي شرحته لك سابقا"
فأجابته بهمة"مستعدة أكثر من أي وقت مضى!لن أخذلك أبدا"
ابتسم من همتها ثم قال بنبرة لا تعبر عن شيء"جيد إذن!سأرسل لك ملفا رقميا على بريدك حاولي قراءته بتأن ثم تلخيصه إن استطعت ليسهل عليك العمل والاندماج"
حركت رأسها موافقة ثم نبست"حسنا" ووقفت لتغادر غرفة مكتبه لقاعة الاجتماع التي استقبلتها في فترة تدريبها السابقة،فلمحت قبل مغادرتها صورة تجمعه مع إيمان،زوجته الراحلة،تأملتها لثواني وفاجأها كم أن لينا نسخة مصغرة عن والدتها ثم لمحت ابتسامة زكريا التي كانت أكثر ابتهاجا من الآن.
لاحظ تأملها فقال بجفاء"تشبه لينا أليس كذلك؟"
نظرت له فتلاقت نظراتهما وكانت تعبر خاصته عن حزن دفين وبرود فأومأت وهمست"كثيرا!"
حرك الخاتم الفضي في بنصره وبدا كأنه انعزل عن العالم فقالت بدون أن تتأكد إن كان يسمعها"سأغادر الآن" وحمل حقيبتها الطويلة وخرجت من مكتبه مغلقة الباب بهدوء لكنه أيقظه من سهوته.
****
'بعد انتهاء استراحة الغذاء'
دخل زكريا قاعة الاجتماعات فوجد عزة لا زالت منهمكة في قراءة الملف الرقمي وتضع نظارتها الكبيرة ذات الإطار الأسود ولم تنتبه لدخوله،وضع قنينة ماء بجانب حاسوبها فرفعت نظراتها له وابتسمت بشكر ثم فتحت القنينة وارتشفت منها وقالت"شكرا لك،لقد كنت عطشى حقا لكنني اندمجت مع القراءة"
أومأ وقال بتحفظ"يكفيك اليوم!يمكنك المغادرة "
ناظرته باستغراب وقالت"لكن لم ينتهي الدوام بعد"
كتف ذراعيه إلى صدره وقال بثبات"أعلم! لكن لدينا اجتماع بعد قليل وعلى جميع المتدربين المغادرة"
أومأت باستيعاب ثم مطت شفتيها وقالت"آه!هكذا إذن..حسنا سأغادر بعد أن ألملم أغراضي"
وأشارت لمذكرة ملاحظاتها ومقلمة وحاسوبها.
أومأ ببساطة ثم هم بالمغادرة وقال"نلتقي في بداية الأسبوع إذن!"
فسألته بفضول"ألن تأتي لحفلة أسامة؟"نظر لها فأكملت"أقصد..من الجيد أن تتواجد لينا في الحفلة"
ضيق عينيه مستوعبا فقال" هل أنت مدعوة أيضا؟"
أومأت مأكدة"نعم،أنا وعائلتي"
فقال بتحفظ"هكذا إذن…لم أعلم أنك تعرفين أسامة"
صححت قائلة"أنا وسمر صديقتين وسبق والتقت العائلتين في رحلة صيفية"
أومأ بتفهم وقال"نلتق في الحفلة إذن!"
عبثت بالقنينة بين يديها وقالت"إلى اللقاء"
____________________
'في نهاية الأسبوع'
'في الصباح الباكر'
استعد أنس للخروج من المنزل،ففتح الباب ليقابله وجه عَلْيا الناعس الذي فتحت الباب في الوقت ذاته..تلاقت نظراتهما فأشاحت بنظراتها أولا،وضيق عينيه يتعجب من أمرها المريب ومشاعر تتضخم بداخله فيشعر أنه على وشك الانفجار..رن هاتفه فرفع لمستوى ناظريه ليلمح اسم ريم،غير وضعه للصامت ووحش تأنيب الضمير يكبر بداخله ويشعر بالنفور من نفسه كلما لمح عَلْيا أو تذكرها هذا إن كانت تغادر تفكيره أصلا..
مشاعر دفينة تظن أنك تجاوزتها لتلاحقك مجددا بشكل أضخم فتكتشف أنك كنت تتغاضى عنها فقط، مما منحها الفرصة للتشعب بداخلك أكثر كمرض عضال تجاهلت محاولة الشفاء منه فيفاجئك بأنه عاد مجددا بعد أن خمد لبعض الوقت،لكن هذه المرة ليفتك بك.
ريم الطيبة والرقيقة من جهة وعَلْيا الصامتة والتي تعامله ببرود لا يعرف سببه من جهة أخرى وهو واقف في المنتصف ما بين قلبه وعقله ولا يدري لأي منهما سيميل..وهو ليس في وضع يسمح له بالتراجع عن علاقته مع ريم، هذا الفعل بالضبط ليس من شيمه وأخلاقه،وربما سيضطر في النهاية إلى إسكات صراع قلبه للأبد واتباع عقله بما أنه المسؤول الأول عما وضع به نفسه.
تنهد بعصبية متناقضة مع ملامحه الهادئة والأفكار تتضارب في دماغه والوحش بداخله يطالب بالتحرر.
نظر لعَلْيا تحاول فتح الاستوديو فحاول تجاهلها لكنه لم يستطع فاقترب منها ووقف بجانبها يساعدها في فتح الباب الحديدي.
لم تحادثه،خصته بنظرة جانبية وابتلعت غصة في حلقها ثم وتنحت جانبا وتركته ليكمل المهمة.
قلبان بعيدان يستجديان بعضهما للاقتراب.
أين المفر من ذلك؟
نطق بعد لحظات بلطف"هل فعلت شيئًا أزعجك يا عَلْياءْ؟"
لم تستطع مقاومة نبرة اللطف في صوته فرفعت نظراتها لتقابل خاصته وقالت بنبرة حاولت أن تبدو عادية"لم تفعل شيئا يا أنس..أي تصرف غريب صدر أو سيصدر عني تأكد أنني السبب فيه وليس لأنك فعلت شيئا!"
إنها تتحدث بالألغاز مجددا كما فعلت في تلك الليلة وهي تلقي بجملتها السوداء على مسامعه'حتى الهواء الذي أتنفسه أصبح يؤذيني،فهل أتوقف عن التنفس يا ترى؟'
أغمض عينيه فاستغلت الفرصة لتأمل وجهه ولو لثانية،فتحهما مجددا فابتسم في وجهها ونظر لها بتلك النظرة التي يخصها بها دائما وقال بلطف"لا تفكري مرتين في لومي إن أزعجتك في شيء..ربما تباعدت طرقنا قليلا لكنك لا زلت شخصا مهما في حياتي يا عَلْياءْ"
نظرت له وقد قفز قلبها داخل قفصها الصدري وشعرت بأنها على وشك الانهيار واحتجت داخليا 'لماذا يفعل بي هذا؟..أنا أقاوم السقوط وهو مصر على دفعي للهاوية"
حك أرنبه أنفه وتكلم بارتباك ربما يظهر عليه لأول مرة في حضرتها"أقصد..تعلمين أنت وسمر وأسامة..نحن أصدقاء منذ مدة طويلة وكل منا مهم في حياة الآخر"
ابتسمت باهتزاز وقالت بجفاء متناقض مع الحرب الضارية بداخلها"أعلم ذلك..معك حق..كل منا يدرك أهمية الآخر في حياته"
تنهدت بعمق وقالت"عموما!ارتح أنت لم تفعل شيئا لإزعاجي..طاب يومك"
وتركته واقفا ينظر لها بتخبط وود لو يستطيع الوقوف معها هكذا لوقت أكثر لكنها تصده كما تفعل دائما.
نهر نفسه بغضب وتذكر ريم فشعر بالنفور من نفسه مجددا.
وصوت بداخله يصرخ محتجا"إنها لا تستحق منك هذا"
***********

يتبــــع


فاطمة الزهراء أوقيتي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية:
وشمتِ اسمك بين أنفاسي~
بقلمي
🤍أكتب لأحيا الواقع بنكهة الخيال🤍
رد مع اقتباس
قديم 19-12-22, 11:03 PM   #203

فاطمة الزهراء أوقيتي
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء أوقيتي

? العضوٌ??? » 475333
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 612
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond repute
Post الفصل الثالث عشر -3-

'في المساء'
ركن أنس سيارته فنزلت منها ريم وثريا نزلت من الباب الخلفي ترتدي الفستان الرمادي بالنقوش البيضاء وكنزة صوفية رمادية من فوقه،كما كانت ترتدي في لقائها الثاني مع أسامة وتركت شعرها الأحمر منسدلا على ظهرها ولم تزين وجهها.
صادفهم أسامة أمام الباب وقد كان متجها لسيارة حكيم ليحضر شيئا فهمس له أنس"لقد وصلت مونارش" فرفع نظراته نحو ثريا التي كانت تحمل كيس هدايا صغير وتبدو متوترة جدا.
ضيق عينيه وجز أسنانه ثم همس بتوعد"سمر الثرثارة"
قلب أنس عينيه وربت على كتفه قائلا بقلة حيلة"هل سأحتاج سمر لتخبرني عن عبثك؟أنت تثرثر عن فراشاتك بدون أن تشعر"
ابتسم في وجهه وحرك حاجبيه يغيضه وقال بعبث"مرض يا أخي مرض ولا أستطيع الشفاء منه"
حرك أنس رأسه باستياء وقال يشاكسه"ادع ربك أن يشفيك من عبثك"
فسح له أسامة المجال للدخول وأجابه يشاكسه أيضا هامسا"سأدعو الله أن يشفيني وأن يفتح بصيرتك يا عريس..وعلى فكرة، هذه فراشة ليست كباقي الفراشات" ثم غمزه ونظر لريم المتأنقة وقال بلطف" مساؤك سكر آنسة ريم،تفضلي البيت بيتك"
ابتسمت في وجهه وشكرته برقة ثم لحقت بأنس الذي كان يرمق صديقه بغموض.
لمح اقتراب ريم فابتسم في وجهها بوهن وأشار لها بأن تتقدمه.
بينما اقترب أسامة من ثريا الواقفة بجانب سيارة أنس تراقب المكان بتوتر،وقف مقابلا لها وقال يشير للداخل وابتسامة تزين وجهه"تفضلي بالدخول!"
تشنجت لوهلة واستحضرت آخر مرة تلقت أمرا بالدخول لمنزل الغرباء فتصلبت ملامحها.
استشعر أسامة قلقها الذي لم يعرف سببه وقال ببساطة"عَلْيا وسمر وسميرة أختي بالداخل وهناك والدة أنس أيضا،عزيزة،" ثم أكمل بمشاكسة"لن يأكلوكِ على فكرة."
نظرت له بغضب ثم نفضت شعرها للخلف بقوة"لست خائفة!"
رفع كفيه باستسلام وقال يبرأ نفسه"لم أذكر شيئا عن الخوف!" ثم هز حاجبيه يغيضها وأكمل"لكن كونك خائفة هو شيء جديد يستحق الثناء"
ابتسمت في وجهه بتكلف وقالت بجفاء"ظريف جدا!"
فابتسم مؤكدا"أعلم! سمر وعلْيا يخبراني بذلك دائما"

خرجت سمر من باب الحديقة تبحث عن أسامة فهتفت بمرح بعد أن لمحتهما واقفان معا"ثريا لقد أتيت!"ثم اقتربت منها وتلامست خدودهما في تحية مرحبة بها،ابتسمت الأخيرة ورفعت كيس الهدايا قائلة بلباقة"لم أعرف ماذا أهديك بهذه المناسبة..تقبلي مني هذه"
نظرت سمر للكيس بفرحة وقالت بنبرة صادقة"لم يكن عليك ذلك! شكرا لك" وفتحتها ثم أخرجت ما بداخلها، وكانت مرمة متوسطة الحجم طرز عليها رجل واقف وفتاة تمتطي ظهره ثم هما يحتضنان بعضهما و كتب تحتهما مرحبا بعودتك واسم أسامة وسمر تحتهما ثم وقعت باسمها في نهايتها، ثريا بحجم صغير.
تحسست سمر الهدية بانبهار وقالت بنبرة متأثرة"يا إلهي كم أحببتها..انظر يا أسامة ما أجملها"
ابتسمت ثريا بإطراء وقالت بنبرة حقيقية"سعيدة أنها أعجبتك..لقد بقي مشهد لقاؤكما في الكوفي شوب عالقا في ذهني فقرر التعبير عنه هكذا"
اقتربت منها سمرواحتضنتها ثم قالت بشكر"إنها رائعة..شكرا ثريا"
ونظر لها أسامة بسعادة معجبا بالمرمة وقال بعبث"التفاتة جميلة من فتاة بشراستك" ثم تحسس أنفه يذكرها بما يقصده.
نظرت له ببرود تتخلله نظرة أخرى مفادها''قد كنت تستحق تلك النطحة!'
سحبتها سمر إلى الداخل وقالت بمرح"دعكِ منه!إنه يحب مشاكسة الجميع"
فهمس أسامة بعد دخولهما بعبث"فراشة شرسة لكن لذيذة!"
'في الداخل'
نادت سمر أمها عاليا"أمي..تعالي لأعرفك على صديقتنا الجديدة"
اقتربت سميرة منهما بفضول وابتسامة فرحة تزين ثغرها فقالت سمر تشير لثريا"هذه ثريا يا أمي..إنها صديقة عزة والآن أصبحت صديقتنا أيضا وتشتغل مع أسامة"
اقتربت منها سميرة وقبلت خذها بحنان ثم احتضنت وجهها بين كفيها الصغيرتين وقالت بنبرة صادقة"ما أجملك! أنا سميرة،شقيقة أسامة"
لم تتمالك ثريا نفسها من كمية الحنان الذي استشعرته منها فابتسمت بتأثر وقالت"تشرفت بمعرفتك يا" ولم تدر بماذا تناديها،فأنقذتها سميرة من الإحراج وقالت"بإمكانك مناداتي بخالتي"
أومأت ثريا وقالت باحترام"تشرفت بمعرفتك يا خالة سميرة"
مدت سمر المرمة لأمها وقالت بسعادة"انظري ما أجملها يا أمي!إنها هدية من ثريا"
تناولتها سميرة باهتمام وقالت"أنت بارعة في هذا…جميلة جدا..علقيها في غرفتك يا سمر كي لا تتلف"
أومأت سمر مؤكدة بينما نبست ثريا بكلمة شكر..

انتبهت سمر لقطها'هيناتا' يتجه خارجا فقالت لوالدتها بسرعة"خذي ثريا يا أمي لحيث تجلس عَلْيا وسأجلب هيناتا وأعود"
ولحقت بالقط الذي أسرع باتجاه باب الحديقة وهي تناديه ليبطئ من سرعته فاصطدمت بجسد مألوف وتراجعت للخلف متأوهة..
رمقها من علو قامته من رأسها لأخمص قدميها ترتدي تنورة حريرية باللون الفاتح تصل لأسفل ركبتيها وبلوزة بيضاء لا تناسب الجو البارد أبدا وتركت شعرها المجعد منسدلا وقد ازداد طوله عن آخر مرة وحذاء بيتي بنفسجي بدا لطيفا على قدميها الصغيرتين.
تلاقت نظراتهما فأشاحت بنظراتها ببرود ومرت من جانبه بدون أن تلقي التحية كأنها لم تره أبدا وهي تنادي بصوت عالي آمر"هيناتا!تعالى هنا وإلا سأعاقبك!"
استدار أشرف ينظر إليها وحاجبه الأيمن مرفوع للأعلى وهتف في داخله باستنكار"هل تجاهلتني للتو!"
ضيق عينيه يحاول إبطاء سرعة دقات قلبه وهمس"ستكون ليلة طويلة جدا!" ثم مشط المكان حوله بعيون فضولية.
لمحها بعدها بقليل تدخل من باب الحديقة مع مراد الذي كان يحمل القط وهي تبتسم في وجهه كأنه ألقى دعابة مضحكة للتو.
لمح مراد شقيقه فقال"هذا القط يذكرني بك!" وقربه منه،فتراجع أشرف للخلف وقال بقرف"أبعده عني!"
رمقته بغضب ثم تجاوزته تريد الدخول فسمعت مراد يقول"انظر إنه أسود مثلك!"
فلتت منها ضحكة وكبحتها ثم أسرعت للداخل،
فهتف أشرف باستنكار"أسود مثلي؟" صحح مراد بلامبالاة"أقصد كشقتك الذي يغلب عليها اللون الأسود وسيارتك وملابسك" ثم أشار له بإصبعه
أوقفه أشرف بحزم"لقد تحدثت كثيرا..وعلى فكرة هذا القط رمادي..ارتدي نظارتك في المرة المقبلة" وضرب جانب رأسه بخفة.
أومأ مراد بعدم اهتمام ودخل البيت كأنه بيت والده فقاطعه أشرف" انتظر!لا تدخل حتى يأذن لنا صاحب المكان"
ضيق مراد حاجبيه وقال ببساطة"إنها لست المرة الأولى لي هنا! إنه بيت صديقي على فكرة"
قاطعهم حكيم الذي كان يقف في الجزء الخلفي من الحديقة ومعه محمد"مراد يعتبر من أصحاب البيت يا أشرف"
صدم أشرف من تواجد حكيم ومحمد معا منذ البداية وفكر إن كان قد نطق بشيء عن سمر،ابتلع صدمته واقترب منهما ثم صافحهما باحترام وقال محمد بخبث"ظننت أنك لن تأتي!"
أجابه بهدوء"أسامة لم ينفك عن الاتصال بي مؤكدا عن مجيئي..وكان يجب أن أقل أمي وعزة أيضا"
ابتسم حكيم وأشار للداخل"خيرا فعل أسامة إذن!!تفضلا".
'في الردهة'
دخل أشرف فاستنشق عبير لافندر يملأ المكان،تساءل إن كانت هذه هي الرائحة المعتادة لهذا البيت أم أن سمر من نثرت عبيرها في الأرجاء.
راقبها تقف وتمازح أنس وريم الجالسين على كنبة برتقالية من الجلد تحتل مكانا في الردهة الواسعة،وتقابلها كنبة أخرى جلست عليها ثريا و هيناتا يجلس على ركبتيها تتحس فروه الناعم،عَلْيا بجانبها غارقة في أفكارها وتتظاهر بانشغالها بالهاتف.
وتصدر أصوات نسائية من المطبخ القريب ومراد وحمادة جالسان أرضا في إحدى الغرف يلعبان ألعاب فيديو..

اقحتم أسامة المكان وهتف بصوت عالي"لحظة لحظة!فليتوقف الجميع عما يفعله"
نظروا باستغراب وكانت خلفه نجاة وعزة أيضا..فاتجه إلى المطبخ وأخضر سلة خبز فارغة وقال"الليلة ممنوع الهواتف أو أي ألعاب ترفيهية" ثم وقف بجانب أشرف وقال بتعجب"ظننتك لن تأتي!"
هز أشرف كتفيه بلامبالاة"لو كنت حرمتني من إصرارك لم أكن لآتي..تتصل كل ساعة مؤكدا على حضوري كأن الحفل لن يمر بدوني"
ربت أسامة على صدره وقال بسخرية يمازحه" لا داعي لشكري على الدعوة يا صاح" ثم أشار برأسه للسلة"ضع هاتفك هنا!"
وضع أشرف هاتفه باستسلام، ثم مرر أسامة السلة على الجميع ووضعوا هواتفهم بها وقال"هواتفكم عندي!سأحفظها في مكان آمن لحين نهاية الحفلة"
احتج حمادة قائلا"على الأقل دع لنا لوحات التحكم بلعبة الفيديو"
حرك أسامة رأسه بلا وقال موضحا"الليلة ستتخلون عن أي شيء سيلهيكم ودعونا نستمتع معا"
ابتسم محمد وغمز أسامة مؤكدا"فكرة جيدة يا ماكر"
وشاطره حكيم الرأي أيضا.
قال أنس يوجه كلامه لأسامة"اتصل بزكريا إذن وأخبره بأن يحضر معه قيثارتي من المنزل"
حرك أسامة كتفيه وقال مبتسما"لقد أخبرته مسبقا"
اقتربت منه سمر وقالت"لقد خططت لكل شيء إذن!"
قرص ذقنها بلطف وقال"بالطبع!إنه يومك يا سمارا"
احتضنت ذراعه وخانتها نظراتها فوجهتها لثانية نحو أشرف الذي كان يركز نظراته عليها منذ دخوله"بل يومنا معا"

خرجت سميرة من المطبخ فلمحت نجاة التي تقف وتراقب الجميع بابتسامة هادئة،فهرولت ناحيتها وقالت تحوقل"لا حول ولا قوة إلا بالله..تركتم المرأة تقف هكذا..ما هذا التصرف يا أسامة ويا سمر وأنت أيضا يا حكيم!"
ضحكت نجاة برقة وقالت بلطف"لا لا مشكلة…لقد دخلنا للتو!"
اقتربت منها سميرة وتبادلا قبلا على الخدود ثم مدت لها علبة تحوي حلويات من النوع الفاخر.
فقالت سميرة بلطف"لقد عذبت نفسك حقا!"
اعترضت نجاة عن كلامها بلباقة"حاشى بالعكس!تستحقون أكثر..شكرا على دعوتكم لنا!"
ابتسمت وعدلت حجابا"أنتم مرحب بكم في أي وقت! هل تريدين الانضمام لنا في المطبخ؟"
أومأت نجاة مرحبة بالفكرة فهمت بالدخول مع سميرة،لكن قطع طريقها أنس الذي وقف أمامها قائلا بمرح"ألا مرحبا لي عندك؟"
نظرت له وتهللت أساريرها ثم انحنى وقبل رأسها فقالت بعتاب خفيف"لم تعد تزورنا!"
ابتسم بحرج وقال موضحا"والله الأشغال لا تنتهي يا خالة،أستقصي أخباركم من أشرف دائما"
ربتت على ذراعه وقالت برقة"أعلم يا بني..إنه يبلغ لي تحياتك دائما..مبارك خطبتك وزواجك القريب،لم تسنح لي الفرصة للمباركة لك من قبل"
ابتسم وقال"شكرا ياخالة" ثم أشار لريم بالاقتراب فاستجابت له وقدمها قائلا"هذه ريم خطيبتي!" وأشار لنجاة"وهذه الخالة نجاة،والدة أشرف"
صافحتها ريم باحترام وقالت برقة"تشرفت بمعرفتك ياخالة..لقد حكى لي عنك أنس من قبل"
ابتسمت نجاة وقالت بلطف"الشرف لي عزيزتي!مبارك خطبتكما..أسعد الله أيامكما وجمع شملكما يا رب"
همس الاثنان بآمين ثم عادا لمكانهما.
'في المطبخ'
دخلت نجاة المطبخ لتفاجأ بعزيزة التي هتفت بصدمة"الله الله ما هذه الصدفة الجميلة!"
اقتربت منها واحتضنتها ثم قالت" آخر شيء توقعته أن أراك هنا"
ابتسمت نجاة وقالت"لقد تمت دعوتنا للحفلة أيضا"
فسألت سميرة"هل تعرفان بعضكما؟"
أكدت عزيزة قائلة"بالطبع ومنذ زمن طويل جدا لكننا لم نتقابل منذ زفاف أشرف..لقد تعرفنا عن طريق الأبناء"
أومأت سميرة باستيعاب"يبدو أن أبناءنا لهم الفضل الكبير في تعرفنا عليك يا نجاة"
ابتسمت نجاة مؤكدة"تماما!فقد تعرفنا أنا وأنت عن طريق حمادة ومراد ونفس الشيء مع عزيزة،عن طريق أشرف وأنس"
أومأت سميرة مؤكدة ثم قالت تشير لآمنة"وهذه آمنة..بركة هذا الحي"
سلمت عليها نجاة باحترام وقد بدا أنها أكبرهم سنا..بادلتها التحية أيضا ثم جلس النسوة يتبادلون الحديث في المطبخ وسميرة وعزيزة يكملان ما تبقى من تجهيزات الحفلة.

أما في الردهة فقد اقتربت عزة من ثريا التي كانت تتأمل الجميع وتشعر بالغرابة والدفء هنا وكأنها تعرفهم منذ زمن بعيد! وبدت لها أن العلاقة التي تجمعهم غريبة نوعا ما وشبه مستحيلة في محيطها هي،حيث يمنع على النساء التحدث مع الرجال أو الاختلاط بهم إلا للضرورة القصوى.
قاطعت عزة تأملها عندما سلمت عليها وقالت تسألها بغرابة"كيف وصلت إلى هنا!"
أجابتها ثريا تشير لأنس
"لقد اتصل بي أسامة صباحا وأخبرني أن هناك من سيقلني ويجب أن أتواجد بجانب الكوفي شوب..فكان أنس وخطيبته"
ابتسمت عزة في وجهها وقالت"جيد جدا! على الأقل لم تضطري لاستقلال الحافلة والبحث عن المكان،هل أنت مرتاحة هنا!"
أومأت ثريا بابتسامة نادرة" مرتاحة جدا..الأشخاص هنا،أشعر كأنني أعرفهم منذ زمن…هل تعرفون بعضكم منذ مدة طويلة؟"
ردت عليها ببساطة عزة وهي تمشط المكان بعينيها"منا من يعرفون بعضهم منذ مدة طويلة،كعائلة أسامة وعائلة عَلْيا وعائلة أنس..ثم عائلتي تعرف أنس وعائلته منذ وقت طويل أيضا بينما عائلتي وعائلة سمر تعرفتا في رحلة في الصيف الماضي بخلاف أمي وأمها اللتان تعرفان بعضهما عن طريق مراد وحمادة..وأشرف تعرف على أسامة وسمر في برشلونة.. والعم محمد هو رب أشرف في العمل وصديق للعم حكيم منذ زمن بعيد" ثم أشارت لمحمد الذي دخل لغرفة الجلوس مع حكيم.
شعرت ثريا بالارتباك ودماغها لم يستوعب هذا الكم الهائل من العلاقات فبدا ذلك جليا على وجهها،فقهقهت عزة وقالت"علاقات كثيرة لكن ستفهمينها مع الوقت"
أومأت ثريا مؤكدة"كثيرة جدا..لقد تهت بينها"
****
'بعد لحظات'
دخل زكريا يحمل لينا بين ذراعيه والقيثارة أيضا،فوضعها أرضا فور تخطيهما للحديقة لتنتطلق ببهجة وهي تنادي"أنث أنث"
توقفت للحظة وهي ترى العديد من الأشخاص يناظرونها فاتسعت عيناها قبل أن تجهش بالبكاء وتجري باتجاه والدها الذي صدمته ردة فعلها..
تعالت الضحكات من حولهما فقال أشرف"لا بد أنها شعرت بالخوف لكثرة عددنا"
فنهضت عَلْيا من مكانها فورا واتجهت نحو زكريا ثم ابتسمت في وجه لينا التي قالت بين بكائها"أليا" ومدت ذراعها نحوها..
استقبلتها عَلْيا في حضنها ثم استنشقت رائحتها ومسحت دموعها،تحت نظرات أنس الذي كان يراقب المشهد بانزعاج تسلل إليه في نفس اللحظة.
شعرت ريم بانقباض عضلاته فتحسست كفه ببطء ثم نظر لها وابتسم باهتزاز فقالت بهمس"هل أنت بخير؟"
اكتفى بالإيماءة فقط، واقترب منه زكريا وسلمه قيثارته وكيسا منمقا وقال"هذا ما أوصيتني عليه"
ابتسم في وجه شقيقه وهمس"شكرا"
ثم نظر بداخل الكيس ونقل نظراته لعَلْيا التي كانت منشغلة تماما بجعل لينا تندمج مع الجميع.
اقتربت منها عزة وجلست بجانبها تدغدغ خدها بلطف فانفرجت شفتيها عن ضحكة أبهجت الجميع.
وقالت عزة تحدثها"لينا قولي عزة..عزة"
وضعت لينا كفها الصغيرة على شفتي عزة وقالت تتهجأ"أزة..أزة" وجدت صعوبة في نطق حرف العين كما في اسم عَلْيا فاستبدلته بالألف.. وصفقت لها عزة وهتفت"برافو لينا"
بينما وقف أسامة خلف الكنبة وتحديدا خلف ثريا وقال يشاكسها"ألم يذكرك نطقها لحرف العين ألفا بشخص نعرفه ينطق أحيانا حرف القاف ألفا أيضا؟"
ارتجفت أوصالها من صوته القريب وقد كانت مندمجة تماما مع لينا وعزة فاستدارت ونظرت له بغضب وجزت أسنانها وقالت"لا تجبرني على نطحك مرة أخرى"
قهقه عاليا وقال بصوت عالي ليسمعه الجميع"سأخبركم قصة ممتعة" ثم نظر لها وحرك حاجبيه باستفزاز،فقلبت عيناها وأشاحت ببصرها عنه، بينما ينتظره الجميع أن يكمل.
فقال مجددا بأسلوب حكواتي شيق"كان يا مكان قبل شهر وعدة أيام…في صباح ككل الصباحات..فتحت الكوفي شوب لأسترزق المولى وإذا بي أتفاجأ بعاصفة برتقالية تجري نحوي وتطلب المساعدة..وأنا كأسامة تعرفون كم أحب مساعدة الناس المحتاجة.. فساعدتها وتخيلوا بماذا جازتني؟" صمت للحظة ينظر لوجوههم المترقبة ثم نظر لثريا التي بدأت تشعر بالإحراج..
فابتسم باستمتاع وأكمل باستنكار" لقد نطحتني…هل تصدقون أسامة الوسيم واللطيف يتعرض لنطحة على أنفه مباشرة..لا تصدقون أليس كذلك؟ وأنا أيضا لا أصدق؟"
جلس على الكنبة المنفردة مقابلا للجميع وهو ينظر لثريا التي حدجته بغضب واحمر وجهها من الإحراج فرأف بحالها وقال"وللأسف لم أستطع معرفة هويتها إلى الآن"
نظرت عزة لثريا التي ترمق أسامة بنظرات متوعدة وربتت على ساقها تهدئها قائلة"إنه يشاكسك فقط..لا تغضبي!"
اقتربت منه سمر وسحبته من ذراعه وقالت"كفاك مشاكسة هيا لتساعدني!"
استجاب لها ووقف ثم لحق بها واتجهت إلى مائدة كبيرة تضم أصناف الحلويات والمملحات والمشروبات وملأت الصينية ثم قالت"احضر المشروبات"
أومأ ولحق بها يحمل صينية أخرى..فمدت الصينية أمام ريم أولا ثم أنس بجانبها وزكريا ثم وصلت لأشرف فتلاقت نظراتهما للمرة الألف هذه الليلة وأشاحت بوجهها عنه تتجاهله وتنتظر أن يأخذ ما يريده من الصينية لتنتقل لمراد الذي يجلس أرضا بجانب حمادة يتبادلان الحديث عن شيء ما.
استنشق عطرها فاكتشف أن رائحة اللافندر ترتكز أكثر في شعرها وأغمض عيناه لثانية قبل أن تتحرك من جانبه فتلاقت نظراته بنظرات أسامة الذي كان يرمقهما بحذر.
طالت السهرة وكان الجميع مندمجين في أحاديث عشوائية،فانسحبت سمر لغرفتها لتغير ملابسها لأخرى مريحة..وبعد تغيير ملابسها خرجت من غرفتها وهي تلملم شعرها على شكل كعكة فوق رأسها فاصطدمت نظراتها بنظرات أشرف الذي خرج من الحمام للتو وقال بجفاء"أرى أنك لا تستطعين التخلي عن صبغ شفتيك باستعراض"
انتهت من تصفيف شعرها وأجابته ببرود"وما شأنك؟"
ابتسم ببرود ورد عليها بنبرة تماثل ابتسامته"شأني الكثير!"
تجاوزته وردت عليه بجفاء"أنت تتوهم".
ثم تركته واقفا يرمق ظهرها بغموض.
************
حان وقت تناول العشاء
فتجمع الشباب حول الطاولة في الردهة بينما فضل حكيم ومحمد تناوله في الحديقة،وجلست النساء في غرفة الضيوف مفضلين أن تقتصر الجلسة عليهم فقط ويتركون الشباب على راحتهم.
مر العشاء في جو مرح،بخلاف بعض التوتر الذي ينبعث أحيانا بين سمر وأشرف التي تعامله ببرود وجفاء إن اضطرت للاحتكاك به،في حين أن أسامة لم يتوقف عن نشر عبثه في الأرجاء،فيحاول استفزاز ثريا أحيانا أو مشاكسة عَلْيا التي غرقت في ملكوت أفكارها وهي تراقب ريم وأنس أو تولي اهتمامها الكامل للينا، أما عزة فكانت تحدث ثريا عن كل شخص في الردهة مما تعرفه عنهم لتقربها منهم أكثر.
غاب مراد وحمادة لبعض الوقت،قبل أن يدخلا وأحدهما يحمل طاولة أرضية والآخر يحمل قنينة،فهتف مراد بمرح"ما رأيكم أن نلعب لعبة؟"
التفت له الجميع باهتمام فقال أسامة موافقا"فكرة رائعة..أي لعبة؟"
أجابه حمادة وهو يضع الطاولة الصغيرة أرضا ويحاول إبعاد طاولة الطعام الكبيرة"صراحة أو جرأة"
رفع أنس حاجبه باهتمام وقال"فكرة من هذه؟"
رفع مراد كفه عاليا وقال بافتخار"فكرتي!"
وقف أسامة يساعد حمادة في إبعاد الطاولة ووضعوها جانبا.
ثم احتضن رأس مراد يشاكسه وقال"كان يجب أن أعرف أنه أنت يا ماكر"
أبعد يده بانزعاج طفيف ورفع القنينة عاليا وقال"لنبدأ إذن،لنجلس أرضا ونشكل دائرة"
استجاب له الجميع وحاولت ثريا التملص لكن أسامة هتف منهيا الموضوع"كل من في هذه الغرفة سيشارك بدون استثناء ولا مجال للتملص..مفهوم؟"
ثم نظر لثريا التي قلبت عينيها ومطت شفتيها بعدم رضا،فجلست أرضا بجانب عزة التي كانت تجلس عَلْيا على يمينها،وسمر بجانبها ثم ريم وأنس،وزكريا الذي جلس بعدم رضا وبدا له الأمر تافها، في حين أن أشرف جلس مقابلا لسمر وعلى يمينه حمادة ويساره مراد بجانب ثريا،فوجد أسامة لنفسه مكانا بين زكريا وأنس.
قال حمادة بعد أن جلس الجميع"سندير القنينة..من كان في اتجاهه الجزء السفلي من القنينة سيسأل والشخص المقابل له سيجيب،أي من يشير إليه غطاؤها..اتفقنا؟"
أومأ الجميع متفقون ثم حرك القنينة..ترقبوا دوارنها والكل يتمنى ألا يأتي عليه الدور ثم توقفت فجأة…
والدور كان لريم التي ستسأل أشرف،فكرت للحظات ثم طلبت المساعدة من أنس فهمس لها"فكري في شيء بديهي عن حياته"
فكرت لثواني ثم وجهت له السؤال" لماذا اخترت دراسة هندسة الديكور بالضبط"
تنحنح أشرف وأجاب ببساطة"والدي كان يريدني أن أدرس شيئا آخر،لكن لم أنجح في تجاوز المباراة،فكان ذلك من حسن حظي،وصادف أنني نحجت في مباراة هندسة الديكور التي كنت مهتما بها أكثر"
أومأت ريم بتفهم،فابتسم بتحفظ ثم نظر لسمر التي كانت تستمع له باهتمام، وما إن تلاقت نظراتهما حتى أشاحت بوجهها بعيدا، ثم أدار القنينة.
وكان مراد هو من سيسأل وسمر ستجيب، فابتسم بعبث وقال"صراحة أم جرأة؟"
ابتسمت بهدوء وقالت"صراحة"..فصفق بيديه ولم يرق له السؤال السابق الذي بدا له باردا وبديهيا في نظره فقرر إضفاء بعد الحماس وقال بجرأة"ما رأيك في الفتيات اللواتي يعترفن بمشاعرهن أولا؟"
فاجأها بالسؤال كما فاجأ أشرف بجانبه فحدجه بنظرة غاضبة لجرأته،لكنه تجاهله تماما يترقب إجابتها.
نظرت لأشرف ببرود لثانية ثم ابتسمت وقالت"سؤال جريء منك يا مراد ومنذ البداية، لكن سأجيب"
كان الجميع ينتظر جوابها بترقب.
هذا هو حال هذه اللعبة دائما،تكشف المستور وتبرز وجهات نظرعديدة ومختلفة.
أكملت"الفتاة التي تعترف بمشاعرها أولا أراها شجاعة لأنها استطاعت معرفة ما تريده حقا"
سألت عَلْيا بتلقائية" وماذا إن رفضت مشاعرها؟"
ابتلعت سمر غصة في حلقها وهمت بإجابتها،لكن قطعها أشرف قائلا بهدوء ظاهري"لا يحق لك السؤال حتى يحين دورك"
رفعت سمر حاجبيها باستنكار وقالت بعناد"سأجيبها!" ثم ابتسمت باستفزاز وأكملت"سيبقى لها شرف المحاولة،على الأقل ستستطيع إنقاذ نفسها قبل الغرق في تلك المشاعر أكثر..الحب ليس ذنبا نقترفه ..تعلمت من والدي أن الاعتراف بالمشاعر يعتبر شجاعة..وسواء تلقت القبول أو الرفض ..فالحياة مستمرة والوقت كفيل بجعلك تنسى وتتأقلم مع ذلك"
شعرأشرف بالغضب وقد شعر بأنها تلمح لأنها تخلصت من مشاعرها اتجاهه،فنقل أسامة نظراته بينهما وقد بدا الجو مشحونا للحظات،ثم أدار القنينة مجددا وقال بمرح"أشرف سيسأل وعزة ستجيب!"
نقل أشرف نظراته لشقيقته المترقبة فتذكر حديثه مع هند قبل أيام وقرر سؤالها"هل تخفين عني شيئا يا عزة"
استغربت سؤاله فقالت بحذر"مثل ماذا؟"
هز كتفيه وقال"لا أعلم..أنا سألتك؟ شيئا تعلمينه عني مثلا ولا تريدين إخباري!"
توترت ملامحها فابتلعت ريقها ثم قالت متهربة"لا..لا شيء،لا أخفي عنك شيئا"
أومأ بعدم اقتناع واستغرب سبب إخفائها لأنها تعلم سبب طلاقه.
ثم وضعت يدها على القنينة وأدارتها فكان الدور على ثريا التي ستسأل أنس.
ارتبكت ولم تعلم ماذا ستسأله وهي لا تعلم عنه شيئا ولا يتملكها الفضول عن شيء حوله،فنقلت نظراتها بينه وبين ريم وقالت"كيف عرفت أن ريم هي الفتاة الذي تريد أن تكمل معها حياتك؟"
أصدر مراد صوتا حماسيا ليضيف التشويق على الجلسة وقال"سؤال جيد يا مونارش"
فضيق أسامة عينيه وقال محتجا" أنا فقط من أناديها مونارش يا فتى..هيا أجب يا أنس؟" ونظر له بترقب ثم لعَلْيا التي تنتظر الجواب على أحر من الجمر أيضا.
بينما ثريا استغربت مناداتهم لها بمونارش وهذه ليس أول مرة تسمع الاسم وفكرت في أن تسأل أسامة لاحقا.
نظر أنس لريم التي ابتسمت في وجهه برقة تنتظر الجواب أيضا،فابتسم بتحفظ ولم يتمالك نفسه لاستراق نظرة لعَلْيا التي كانت تنظر لهما بحاجبين معقودين،ثم قال بهدوء"زواجي أنا وريم كان أساسه العقل قبل القلب..كل منا يحترم الآخر ويفهمه،ومتفقان في أغلب جوانب حياتنا،وأعرفها منذ مدة طويلة، لذلك عرضت عليها الزواج واكتشفت أن لها نفس وجهة نظري عن الزواج الناجح المرتكز على العقل والاحترام ثمتأتي المشاعر في الآخر بعد العشرة الطويلة كزوجين"
صفقت عزة وسمر في الوقت نفسه ثم قالت الآخرة ورفعت كفها ناحيته"كفك يا صاح!خطاب رائع"
ابتسم ثم ضرب كفه الضخمة بكفها الصغيرة وقال"شكرا سمارا" ثم نظر لريم التي ربتت على ذراعه تؤكد كلماته.
أما ريم فاعتصر قلبها ألما من كلماته فاحتضت لينا التي كانت تجلس في حضنها منذ البداية،كأنها تحتمي بها، ورأى أسامة انفعال ملامحها فشعر بالحزن عليها.
الفتاة الصغيرة التي كانت تلتصق بأنس في كل مكان وقد لاحظ ميلها له منذ طفولتها وشبابهما،وكان أنس أيضا يبدي اهتمامه به بشكل مغاير لسمر فظن في البداية لأنه يشفق على أنها لا تملك شقيقها وأنه تم التخلي عنها..لكنه ولسبب ما هو متأكد أن مشاعر صديقه أكبر بذلك بكثير ومنذ مدة طويلة وسيفعل أكبر غلط في حياته إذا تزوج همد فهو بذلك سيكسر ثلاثة قلوب..قلبه أولا ثم قلب عَلْيا وقلب ريم التي لم يستطع بعد معرفة مشاعرها الحقيقة اتجاه أنس.
أخذ حمادة القنينة من كف أسامة الذي شرد في أفكاره فأدارها وقال" أنا سأسأل عَلْيا"
انتبهت لاسمها فرفعت رأسها اتجاهه وانتظرت سؤاله ليقول بعدها مباشرة"ما هو أكثر شيء تودين التراجع عنه في حياتك؟شيء ندمت على فعله"
صمتت للحظة ثم نظرت لأنس الذي نظر لها أيضا وقالت بتفكير"أكثر شيء ندمت عليه!" همهمت للحظة ثم أكملت"ربما مراهقتي المتمردة هي ما أريد التعديل بها وليس تغييرها..لكنني لم أندم..لا مجال للندم في حياتنا"
نظر لها حمادة بمفاجأة" مراهقة متمردة! لا تبدين كذلك"
ابتسمت في وجهه بوهن" لقد كنت متمردة بشكل سلبي في مرحلة ما وهناك شهود!" ثم ضحكت ببرود ونقلت نظراتها لأنس وسافرت بهما الذاكرة للماضي ثم نقل نظراته للعلامة على ذراعها.
خرجت سميرة من غرفة الضيوف،ولمحت قيثارة أنس فوق الكنبة فقالت بحماس"لقد أحضرت قيثارتك يا أنس"
التفتوا لها فأومأ لها بابتسامة تعلو وجهه وقال"هل تريدين سماع مقطع معين؟"
أومأت مؤكدة وأجابته"بالطبع..في الحقيقة لقد شاهدت فيلم'البرتقالة المرة'البارحة وودت لو تعزف أغنية'وردة علو وردة' "
وافق على طلبها قائلا"سأعزفها،لكن بشرط أن تغني لنا الأغنية"
ابتسمت بإحراج ثم نقلت نظراتها لحكيم الذي دخل من الحديقة بعد أن ودع محمد،فقال بمزاح"لا تحرج زوجتي يا أنس"
ضحك بهدوء وهو يحمل القيثارة بين يديه بعد أن جلس فوق الكنبة وقال"نريدها أن تغني لنا أغنية بصوتها الشجي.."
هتف أسامة بتشجيع"سميرة سميرة.."
فانضم له كل من مراد وحمادة في الهتاف وسمر أيضا..
نظرت لحكيم الذي اقترب ووقف بجانبها وأومأ مشجعا كأنه يمنحها الموافقة لتغني.
أخذ كل من الحضور مكانه سواء على الكنبة أو أرضا وانضمت النساء للمجمع أيضا،في حين أن حكيم ابتعد بأدب يراقب سميرة من بعيد.
بدأ أنس بالعزف في تزامن مع التصفيقات الهادئة المتناسقة مع اللحن وبدأت سميرة في الغناء بصوتها العذب،
أغنية مغربية لمجموعة 'كلمة' تقلب المواجيع على سامعها،

'وردة على وردة قالوا ماذا جرى قلت أنا لميما قلبي مجروح
وردة على وردة قالوا ماذا جرى قلت أنا لميما قلبي مجروح
كيا على كيا قولوا الي كواني لي مشى وخلاني علاش قلبوهاني
كيا على كيا قولوا الي كواني لي مشى وخلاني علاش بالوهاني
دمعة على دمعة قولوا لحبيبي لي مشى بلا رجعة هذه هي الدنيا
دمعة على دمعة قولوا لحبيبي لي مشى بلا رجعة هذه هي الدنيا
وردة على وردة قالوا ماذا جرى قلت أنا لميما قلبي مجروح
وردة على وردة قالوا ماذا جرى قلت أنا لميما قلبي مجروح
دمعة على دمعة قولوا الي كواني الي مشى وخلاني علاش بالو هاني
دمعة على دمعة قولوا لحبيبي لي مشى بلا رجعة هذه هي الدنيا
دمعة على دمعة قولوا لحبيبي لي مشى بلا رجعة هذه هي الدنيا
كيا على كيا قولوا لحبيبي لي مشى بلا رجعة هذه هي الدنيا'

مسحت عَلْيا جانب عينيها بتأثر وفعلت عزة مثلها ليس لشيء سوى لأنها تأثرت بصوت سميرة..أما سمر فقد تحجرت ملامحها وتلاقت نظراتها الباردة مع نظرات أشرف الغامضة،قبل أن تنفض عنها التأثروتصفق لوالدتها بحماس،ثم توالت التصفيقات بعدها على العازف والمغنية.
انحنت ريم باتجاه عَلْيا وقالت"لم أكن أعلم أن أنس بارع في عزف القيثارة"
نظرت عَلْيا لوجهها للحظات ولم تكن قد لاحظت أنها تجلس بجانبها فأجابتها بجفاء غير مقصود" إنه يعزف منذ مدة طويلة..وقد بذل جهدا كبيرا ليصل لهذا المستوى"
أومأت ريم بتفهم ثم ردت ببراءة" أنتما تعرفان الكثير عن بعضكما حقا"
توترت ملامحها ثم زفرت بخفة وقالت بصوت حاولت جاهدا أن يبدو عاديا"تجمعنا صداقة أنا وسمر وأنس وأسامة منذ زمن،لذلك نعرف الكثير عن بعضنا"
حركت ريم رأسها بتفهم وقالت ببساطة"هكذا إذن،لقد حكى لي عنكم أنس سابقا"
أنهت عَلْيا الحوار البسيط لكن تشعر بأنه استنزف ما تبقى من طاقتها لليلة فقالت ببرود"جيد!" ثم نهضت من مكانها باتجاه سمر.
_________________



يتبــــع


فاطمة الزهراء أوقيتي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية:
وشمتِ اسمك بين أنفاسي~
بقلمي
🤍أكتب لأحيا الواقع بنكهة الخيال🤍
رد مع اقتباس
قديم 19-12-22, 11:04 PM   #204

فاطمة الزهراء أوقيتي
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء أوقيتي

? العضوٌ??? » 475333
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 612
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond repute
Post الفصل الثالث عشر -4-

انتهت الحفلة…حفلة لم يكن وقعها جميلا كاسمها..
حفلة تركت قلوبا مكسورة وأخرى متشككة وأخرى تستجدي الاقتراب..وقلوب أضناها الشوق.
دخلت عَلْيا بخطوات واهنة تحتضن الكيس الذي سلمه لها أنس بعد نهاية الحفل..جلست على سريرها تتحسسه وتذكرت اللحظة التي نادى عليها ريم ليعرفها على والدة أشرف بافتخار ثم تحدثه عن سبب اختيارها كزوجة..لقد كانت لحظات مؤلمة بالنسبة لها ذكرتها بواقعها ومكانتها في حياة أنس.
حملت الكاميرا وقلبتها بين أناملها فتذكرت جدها وشعرت بأنها بحاجة ماسة ليتواجد في حياتها حتى وإن لم تكن ستستطيع البوح له بكل ما يدور في خلدها لكن وجوده بجانبها كان سيكون كافيا،على الأقل سيكون هنا كسند تلجأ إليه في أحلك أيامها.
استلقت على السرير وفكرت في أن وصولها لهذا الحد من القهر والحزن كانت ستخبره حتما بما يعتمل في صدرها..كأن تقول مثلا'أنها سئمت من كونها خيارا ثانيا في حياة الجميع وأنها أصبحت تكره مشاعرها اتجاه أنس لأنها تخدرها كليا وتجعلها لا تستطيع تخطيه'
زفرت بقوة تحاول التخلص من المشاعر والأفكار التي تسيطر عليها الآن ثم وضعت الكاميرا جانبا وهمست"ألن ينتهي هذا الشريط الحزين الطويل جدا؟"
*********
'في منزل أنس'
دخل المطبخ بعد أن أوصل ريم فوجد والدته تتحدث مع زكريا و يتجادلان حول أمر ما، فاقترب منهما بفضول وقال"ما بكما؟"
فأجابته عزيزة باحتجاج"شقيقك هذا سيفقدني عقلي!أقول له تزوج وأرشح له فتيات للزواج يستطعن العناية به وبلينا لكنه يرفض في كل مرة"
نظر أنس لزكريا الذي اكفهرت ملامحه ثم قال لوالدته يحاول تهدئتها"أمي،هذا ليس الوقت المناسب لهذا الكلام،دعونا نتحدث عن الأمر في الصباح"
اعترضت قائلة"لا سنتحدث الآن..لا تكن أنانيا،إذا لم يكن من أجلك ففكر بلينا التي تحتاج لوجود أم في حياتها".
رد عليها زكريا بحزم"كفى يا أمي! لا أحد يستطيع تعويض مكان إيمان في حياتي أو حياة لينا..انسي الأمر لن أتزوج وأظلم إحداهن معي"
حوقلت عزيزة بنفاذ صبر ثم قالت تحاول استعادة هدوءها"من قال شيئا عن تعويض مكان إيمان رحمها الله وأسكنها فسيح جناته"صمتت ثم أكملت وقلبها يؤلمها على ابنها"أنا أتحدث عن أن الحياة تستمر يا بني والوقت يمضي ولينا تكبر وأنا لن أدوم لكما إلى الأبد."
قاطعها زكريا وقد ظهر الهلع على ملامحه"أطال الله بعمرك يا أمي..لا تقولي هذا الكلام مجددا"واقترب منها ثم لثم جبهتها فقالت تحاول إقناعه مجددا"فكر في الأمر يا بني..فعَلْيا فتاة لطيفة وتحب لينا جدا وأنا متأكدة من أنها ستعتني بكما..أعطني الإشارة فقط وسأخطبها لك من الآن"
جحظت عينا أنس وهتف بصدمة"ماذا تقصدين بعَلْياءْ يا أمي؟"
فهتفت هي الأخرى"وما بها عَلْيا أنت الآخر…فتاة كالوردة تجمعت بها كل المواصفات المناسبة كزوجة"
شعر بانقباض في قلبه ولم يدر ماذا يقول وبأي صفة سيتحدث أساسا"لك..لكنها مازالت صغيرة"
ضربت عزيزة كفيها ببعضهما وقالت"إنها شابة الآن ولم تعد صغيرة!"ثم التفتت لزكريا وقالت"فكر في الأمر بجدية وأخبرني بقرارك"
أومأ زكريا يسايرها لأنه اكتفى من الجدال معها بخصوص زواجه ولا يريد التحدث في الموضوع أكثر.
اقترب منه أنس وسأله بحذر"هل ستفكر بشأن عَلْياءْ بجدية؟"
أشاح عنه ببصره وقال بحزم"لا أريد التحدث في الموضوع،لقد اكتفيت"
أيا كان ما كان يشعر به من تخبط في الأيام الماضية بين تحكيم عقله وإخماد قلبه والمشاعر المتأججة ناحية عَلْيا وتأنيب الضمير اتجاه ريم..فلا يضاهي أبدا الألم الذي يشعر به الآن وهو يفكر أن عَلْيا من الممكن أن تزف لزكريا أو لأي أحد آخر يوما ما..
فتربعت الأنانية على عرش تفكيره ونسي تماما أنه سيَزف ريم لمنزله عما قريب.
*********
'في سيارة حكيم'
انطلق أسامة بالسيارة وسمر تجلس بجانبه بينما ثريا كانت تجلس في الخلف واضعة رأسها على زجاج النافذة وتتأمل شوارع المدينة ليلا..سافرت بها أفكارها لعائلتها ولسبب غريب شعرت بأنها تشتاق لهم أكثر من أي وقت مضى..ربما لأن الحفلة الدافئة استفزت فيها الجانب العاطفي وضرورة تواجد العائلة من حولك لتشعر بالاستقرار…
ركن أسامة السيارة بجانب منزل السعدية ونزل منها ثم أشار لسمر بالنزول أيضا ووقف الثلاثة يودعون بعضهم، فسمع باب المنزل المقابل يفتح ببطء بغرض التجسس ليقول بنبرة ذات مغزى"شكرا لك على مساعدتنا في العمل يا ثريا"ثم غمزهما ليسايرنه في الحوار مشيرا لباب المنزل المقابل.
أخذت سمر دكة الحوار وقالت"نشكر تعاونك يا ثريا واعتذري لخالتك بالنيابة عنا لأننا نؤخرك في العمل مؤخرا"
ابتسمت ثريا بامتنان وقالت"بالعكس!هذا واجب"
فتح باب منزل السعدية فاستدارت ثريا لترى من فتحه ونطقت بصدمة"عمتي" ثم توسعت عيناها أكثر وهي تنظر خلفها بصدمة أكبر وقفز قلبها وسط قفصها الصدري.

نهاية الفصل الثالث عشر
أتمنى أن ينال إعجابكم وسأنتظر تعليقاتكم وإنتقاداتكم بفارغ الصبر
قراءة ممتعة وشكرا على مروركم العطر
أمسية سعيدة 🤍🤍
رأيكم يهمني...



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 19-12-22 الساعة 11:37 PM
فاطمة الزهراء أوقيتي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية:
وشمتِ اسمك بين أنفاسي~
بقلمي
🤍أكتب لأحيا الواقع بنكهة الخيال🤍
رد مع اقتباس
قديم 20-12-22, 05:15 AM   #205

ميساء بيتي

مشرفة وكاتبة بعالمي خيالي

 
الصورة الرمزية ميساء بيتي

? العضوٌ??? » 496747
?  التسِجيلٌ » Dec 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,034
?  مُ?إني » تائهة في ارتطامات متتالية
?  نُقآطِيْ » ميساء بيتي تم تعطيل التقييم
?? ??? ~
اذكروني بدعوة ان انقطع وصلي
Icon26

أحرفك ابداع أم الابداع شيئاً من حرفك
.
.
فطومتي الجميله نهاية هذا الفصل مستفزه
لماذا ؟!
.
.
لله در تولعي وادماني
يا صبر ايوب في أضلعي
.
.
سلمت حبيبتي
و سلم قلمك
و ادام الله لنا ابداعك ❤




ميساء


ميساء بيتي غير متواجد حالياً  
التوقيع


غيــــــــاب بلا مــدة
استودعتكم الله
وصيتــــي
تذكروني بدعوة ... ان انقطع وصلي





إبتعد أيها الحزن
فلدي رب مجيب
وصديق رغم البعد قريب

M☆D
سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
رد مع اقتباس
قديم 20-12-22, 11:04 AM   #206

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,559
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي

مرحبا.صباح الخيرات كلها لحبيبة قلبي

☆أزيز الشيطان☆

رغما عن كل قناعات الإنسان ونفوره من شئ ما أو شخص ما
إلا أن الشيطان يلاحقه أكثر ويحاول كسر إرادته بغوايته
ساعتها قد يخصع لانه قد اذل نفسه بالإنصياع لرغبة حسية مؤقتة

وبحالتنا تلك هناك يتحالف شيطان الجن والإنس
هند وهى تتسلل لمنزل أشرف وتنتظره بتلك الهيئة المبتذلة شيطان اثيم
فهى لم تكن تفرق معها لو نالها أشرف بالحرام وهم ليس بينهم أى رابط شرعى
فالمرأة رمز مجسد للخطيئة
وإستفاقة اشرف جاءت بوقتها بطرده لها بتلك الطريقة

وبغباء أيضا لا تستسلم للنهاية وهى توحى لعمها بانها مسكينة باقية على العشرة كمحاولة اخيرة لن تفلح طبعا

☆أول الغيث قطرة☆

سبحان من خلق كل شئ بمقدار وعلم الإنسان وسخر كل الموجودات في خدمته

ومن يحدد خطاه ويضع هدفا اساسيا يسعى لتحقيق
يوفقه الله ويمهد له السبل ليحقق ما يريد

ثريابعملها لدى اسامة منذ تعارفها صدفة على عزة هى مقادير ييسر بها الله السبل
وقد قيض الله لها صحبة ستكون عونا لها

☆المساحة الخالية☆

قد يبدو الإنسان حتى ولو مع نفسه انه لايشغل فكره شئ محدد
وهذا غير صحيح فليتنا لدينا زر نوقف به ذهننا عن التفكير
وتلك الحالة معناها ان المرء يفكر بالكثير ولايستطيع التركيز على شئ واحد وربما يهرب من فكرة معينة

هكذا كان أسامة وربما سمر وربما الجميع وكلا منهم حريص على إخفاء ما بنفسه وإن كانت العيون ولغة الجسد تكشف توتره
كما يحدث دائما عند لقاء عليا وأنس مثلا

☆مازال للنفس حياة☆

ما زلت ارفع القبعة لوفاء زكريا
ولكن الحزن يمضى والحياة تستمر ولابد أن يحاول الإنسان من جديد إن لم يكن من أجل نفسه فمن أجل قطعة السكر لينا

عزة تعاود التدريب تحت إشراف زكريا وكلاهما جادا فيما يفعله لم تتطرق اى مشاعر بخلاف ذلك بينهما

☆إحذر...الرؤية ضبابية☆

تجاهل امر ما وعدم إتخاذ موقف او الوصول لنتيجة لن يجدى طائلا مع الشخص بل سيزيد إلهائه وتشوش رؤاه
يبدو ان انس اخيرا بدأيفسر إهتمامه بعلياء وذلك من شعوره بالذنب تجاه ريم

غير اهتمامه وكونه حاضرا دائما فيما يخص عليا والتى لن يجديها ايضا ادعاء عدم المبالاة فهذا يزيد من اهتمام وحيرة انس

☆ليلة المولد☆

لدينا بالموالد الخاصة بالاولياء الصالحين يتجمع الكثير من البشر من كل حدب وصوب
وقد جعلتى حفل سمر اشبه به
بحضور كل البشر تقريبا بعلاقات مباشرة وغير مباشرة
وحين يجتمع هذا العدد رغم جمال المناسبة تتباين ردود الافعال والتى يكون بعضها منطوق والبعض الآخر همسات داخل النفس
هى الاصدق والاكثر تأثيرا للظنون النى قد تجتاح المرء أو لإخفاء شعور معين أو الرغبة في ابدائه
هى كل شئ وأى شئ
بمعنى الممكن والغير ممكن

وما أجمل ذلك الجميل اسامة وهو يشاكس ثريا
وقد تم دعوتها لتلك الحفلةx والجو يزادد اشتعالا
ونوع من الالفة والبهجة الجميلة تنتشر بالمكان

أما المفاجأة بالمشهدين الأخيرين فستجعلنى اترقب الفصل القادم بشوق كبير
باقتراح والدة زكرياعليه عليا كعروس فيتطاير الشرر من انس
وايضا بمفاجأة عمة ثريا
فهل جاءت بمفردها... أم معها أحد وهل مقدمها سيعرقل مسيرة ثريا... ام لمجرد الاطمئنان عليها

سلمتى حبيبتى
وبآنتظار القادم
لك كل حب الدنيا يا جميلة


shezo متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-12-22, 11:08 AM   #207

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,559
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي

مرحبا مبدعتى الرائعة

لقد تناولت حالة ثريا مع تعقيداتها بكل براعة
ثريا أيقنت بالفعل أن عمل النادلة ليس بسيطا حتى وان استصغر النلس منزلته
وقد بذلت الجهد الكافي لتستحق أجرها

رائعة انت حبيبتى في تصويرك للصراع بين اشرف وهند وبينه ونفسه
ورسم صورة واقعية لتلك البشعة
والتى ترتكب المحرمات بدون اى وازع من ضمير
وللعجب ما زالت تتوعد

ترسمين ثريا بشكل جميل جدا يمنح الامل لمن يتعرض لقهر آماله واحلامه
وقد دللت تلك العبارة على ذلك
'(لقد مررت بالكثير لأصل لهذه اللحظة بالذات..ليست كما تخيلتها،لكنها البداية فقط')
هى فعلا خطوة على الطريق

التلقائية التى تكتبين بها تزيد من مقدار المصداقية فحين علمت سمر بزواج اشرف السابق تفاجئت تماما بما اثار إنتباه أسامة
فهل لهذه المعلومة أى تاثير قد يجعلها تلتمس العذر له..ربما؟

البداية التى وضعتها لزكريا وعزة تبدو كبذرة ألقيت بأرض طيبة علها تثمر يوما حبا وحنانا ورابطا ابديا
ولتكن لينا هى همزة الوصل كما ذهابه للحفل من اجلها
وإن كان سؤاله عن معرفتها بأشرف يلقي ظلالا على اهتمام وليد

لك أسلوب له نكهة خاصة كرائحة القهوة في تحليل التفس
كما المشاهد التى تخص انس وعلياء وهى صعبة فعلا لكى تصلى بها لنتيجة واقعية ومرضية بنفس الوقت من ذلك التدرج في الإدراك وفى ردود الافعال
وذلك الصراع الرهيب فلمن تكونةالغلبة للقلب أم للعقل!؟

بارعة حبيبتى جدا في تناول كل هذا الكم من الاشخاص والمشاعر في حفل سمر
وقدرتك على الوصف الدقيق لكل شئ فيشعر المرء انه يراه
خاصة أن التفاصيل تتشابه كثيرا مع ما يحدث بكل بيت

والجميل هنا انك جعلتى كل الاشخاص المحتمل عدم تواجدهم يحضرون مثل اشرف الذى اول ما بدرمنه
(هل تجاهلتني للتو!) اى ان سمر ليست شخص عابر
كما تصويرك لتتبعه لها واهتمامه بكل تفصيله وأنها من شأنه
وهو لا يدرى ان صد الفتاة ورفض مشاعرها جرحا لا يلتئم بالساهل
وزكريا ايضا حضور غير متوقع والغريب هو ردة فعل انس لحمل علياء للينا فهل يغار حتى من ذلك
والاكثر غرابة هو شعور ريم القوى بإهتمام انس بعلياء

وايضا شخصية أسامة الجميل والتى ترسمينها ببراعة فهو وان بدا عابثا لاهيا الا انه لديه كل الحكمة لادراك وتتبع ما يدور حوله
ومنها ثريا والتى وعى جيدا انها ليست مثل فراشاته
وقد بدا هو نجم فصلنا بعينه التى بدت كالكاميرا ترصد كل ما يراه
وعقله الذى يحلل ويربط ويتوقع

ولعبة الصراحة ام الجرأة لعبة جميلة جدا ومحرجة احيانا
عندنا ايضا الكثير منا مثل ثريا ينطق حرف القاف الف
والثاء تاء بل فى بعض المحافظات يقرأون الجيم دال وتصبح الكلمة مضحكة جدا

جميل جدا تلك العبارة
(وضعت الكاميرا جانبا وهمست"ألن ينتهي هذا الشريط الحزين الطويل جدا؟")
والمفارقة بجعل شريط ال كاميرا كحياة عليا التى لم تجد بعد ما يعتبر جديدا في حياتها
والذى يجعلها خيار أول كما اشرتى في تحليل دقيق لمعاناتها

دمتى اختى
مبهرة ومتالقة في إبداع متميز


shezo متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-12-22, 08:29 PM   #208

فاطمة الزهراء أوقيتي
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء أوقيتي

? العضوٌ??? » 475333
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 612
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond repute
Icon26 ميسائي الرقيقة🤍

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميساء بيتي مشاهدة المشاركة
أحرفك ابداع أم الابداع شيئاً من حرفك
.
.
فطومتي الجميله نهاية هذا الفصل مستفزه
لماذا ؟!
.
.
لله در تولعي وادماني
يا صبر ايوب في أضلعي
.
.
سلمت حبيبتي
و سلم قلمك
و ادام الله لنا ابداعك ❤




ميساء

سلمتي ميسائي على مرورك العطر..
.
.
ما نهاية الفصل إلا فقرة لدغدغة المشاعر وإثارة القليل فقط من الفزع 🫣 القليل فقط 🤏🏻
أدام الله مرورك البديع يا صاحبة القلم المبدع بحق 🤍


فاطمة الزهراء أوقيتي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية:
وشمتِ اسمك بين أنفاسي~
بقلمي
🤍أكتب لأحيا الواقع بنكهة الخيال🤍
رد مع اقتباس
قديم 20-12-22, 08:51 PM   #209

فاطمة الزهراء أوقيتي
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء أوقيتي

? العضوٌ??? » 475333
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 612
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond repute
Icon26 حبيبتي Shezo🤍

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shezo مشاهدة المشاركة
مرحبا.صباح الخيرات كلها لحبيبة قلبي

☆أزيز الشيطان☆

رغما عن كل قناعات الإنسان ونفوره من شئ ما أو شخص ما
إلا أن الشيطان يلاحقه أكثر ويحاول كسر إرادته بغوايته
ساعتها قد يخصع لانه قد اذل نفسه بالإنصياع لرغبة حسية مؤقتة

وبحالتنا تلك هناك يتحالف شيطان الجن والإنس
هند وهى تتسلل لمنزل أشرف وتنتظره بتلك الهيئة المبتذلة شيطان اثيم
فهى لم تكن تفرق معها لو نالها أشرف بالحرام وهم ليس بينهم أى رابط شرعى
فالمرأة رمز مجسد للخطيئة
وإستفاقة اشرف جاءت بوقتها بطرده لها بتلك الطريقة

وبغباء أيضا لا تستسلم للنهاية وهى توحى لعمها بانها مسكينة باقية على العشرة كمحاولة اخيرة لن تفلح طبعا

☆أول الغيث قطرة☆

سبحان من خلق كل شئ بمقدار وعلم الإنسان وسخر كل الموجودات في خدمته

ومن يحدد خطاه ويضع هدفا اساسيا يسعى لتحقيق
يوفقه الله ويمهد له السبل ليحقق ما يريد

ثريابعملها لدى اسامة منذ تعارفها صدفة على عزة هى مقادير ييسر بها الله السبل
وقد قيض الله لها صحبة ستكون عونا لها

☆المساحة الخالية☆

قد يبدو الإنسان حتى ولو مع نفسه انه لايشغل فكره شئ محدد
وهذا غير صحيح فليتنا لدينا زر نوقف به ذهننا عن التفكير
وتلك الحالة معناها ان المرء يفكر بالكثير ولايستطيع التركيز على شئ واحد وربما يهرب من فكرة معينة

هكذا كان أسامة وربما سمر وربما الجميع وكلا منهم حريص على إخفاء ما بنفسه وإن كانت العيون ولغة الجسد تكشف توتره
كما يحدث دائما عند لقاء عليا وأنس مثلا

☆مازال للنفس حياة☆

ما زلت ارفع القبعة لوفاء زكريا
ولكن الحزن يمضى والحياة تستمر ولابد أن يحاول الإنسان من جديد إن لم يكن من أجل نفسه فمن أجل قطعة السكر لينا

عزة تعاود التدريب تحت إشراف زكريا وكلاهما جادا فيما يفعله لم تتطرق اى مشاعر بخلاف ذلك بينهما

☆إحذر...الرؤية ضبابية☆

تجاهل امر ما وعدم إتخاذ موقف او الوصول لنتيجة لن يجدى طائلا مع الشخص بل سيزيد إلهائه وتشوش رؤاه
يبدو ان انس اخيرا بدأيفسر إهتمامه بعلياء وذلك من شعوره بالذنب تجاه ريم

غير اهتمامه وكونه حاضرا دائما فيما يخص عليا والتى لن يجديها ايضا ادعاء عدم المبالاة فهذا يزيد من اهتمام وحيرة انس

☆ليلة المولد☆

لدينا بالموالد الخاصة بالاولياء الصالحين يتجمع الكثير من البشر من كل حدب وصوب
وقد جعلتى حفل سمر اشبه به
بحضور كل البشر تقريبا بعلاقات مباشرة وغير مباشرة
وحين يجتمع هذا العدد رغم جمال المناسبة تتباين ردود الافعال والتى يكون بعضها منطوق والبعض الآخر همسات داخل النفس
هى الاصدق والاكثر تأثيرا للظنون النى قد تجتاح المرء أو لإخفاء شعور معين أو الرغبة في ابدائه
هى كل شئ وأى شئ
بمعنى الممكن والغير ممكن

وما أجمل ذلك الجميل اسامة وهو يشاكس ثريا
وقد تم دعوتها لتلك الحفلةx والجو يزادد اشتعالا
ونوع من الالفة والبهجة الجميلة تنتشر بالمكان

أما المفاجأة بالمشهدين الأخيرين فستجعلنى اترقب الفصل القادم بشوق كبير
باقتراح والدة زكرياعليه عليا كعروس فيتطاير الشرر من انس
وايضا بمفاجأة عمة ثريا
فهل جاءت بمفردها... أم معها أحد وهل مقدمها سيعرقل مسيرة ثريا... ام لمجرد الاطمئنان عليها

سلمتى حبيبتى
وبآنتظار القادم
لك كل حب الدنيا يا جميلة
مساء الأنوار حبيبتي Shezo🤍
مرورك كالعادة يبهجني..هذا شيء أصبح من المسلمات،،شكرا لأنك تسعدين صباحي ومسائي دائما.

هند بشخصيتها المنحلة قمة في الحقارة،
وأشرف بتجاوبه معها في البداية ليس استسلاما منه لكن القصد من تصرفه أن يماثلها حقارة ليكون وقع كلماته عليها أقسى وأعمق..
لا أقول أن تصرفه صحيح لكنه في تلك اللحظة كان شخصا مدفوعا بالكراهية والاشمئزاز..

ثريا كشخصية أحاول إبرازها على أنها الفتاة التي تتحدى المصاعب ومستعدة للتأقلم مع أي وضع لتحقيق أهدافها وبلوغ مبتغاها…
صدفة اجتماعها بعزة وأسامة والآخرين لم تحدث هباءا…ربما ستجد فيهم السند الحقيقي والمشجعين لها وتقبلها بينهم..
وعلى ذكر عزة، كيف ستستطيع التغلغل داخل زكريا مع كل تلك الحواجز التي يضعها أمامه وأساسها إيمان زوجه المتوفاة يا ترى؟ أم أن لها قدرا آخر…

تساؤلاتك بخصوص الفصل القادم يثير في الحماس حقا.. وأود أن تتوالى الأيام وتصل للاثنين بسرعة لأرى ما سيؤول له الفصل وردة فعلك خاصة..

المشهد الذي يجمع الجميع أو كما سميه يوم المولد
استمتعت وأنا أحيك خيوطه شيئا فشيئا…
خاصة أنه كان يجب الالتفات للجميع ومحاولة التعبير عن اختلاجاتهم وأتمنى أن أكون قد نجحت في ذلك.

سلمتي حبيبتي على تشجيعك الدائم لي
وأتمنى أن تروق لك الفصول الأخرى أيضا،
لك مني مل الحب والاحترام عزيزتي shezo🤍🤍


فاطمة الزهراء أوقيتي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية:
وشمتِ اسمك بين أنفاسي~
بقلمي
🤍أكتب لأحيا الواقع بنكهة الخيال🤍
رد مع اقتباس
قديم 20-12-22, 09:04 PM   #210

أمل سفر
 
الصورة الرمزية أمل سفر

? العضوٌ??? » 507660
?  التسِجيلٌ » Oct 2022
? مشَارَ?اتْي » 895
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » أمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond repute
?? ??? ~
التَجَاهُل مُـر لـِلغَاية وَالصَمْتُ حِكَايَة أُخْرَى وَأنَا ضَائِعة بَينَ مَشَاعِريِ المُرْتَبِكَة كـَ القُبلة في عُـــنْـقِ الكَلَاَمْ!
افتراضي

مساء الورد عزيزتي فاطمه
Buenas tardes cariño
دي بس عشان لمحت برشلونا
قرأت المقدمه فقط من باب الفضول
وقتِ ممتلئ تماماً..
أنا طالبة وســ أتخرج قريب بإذن الله 🤗
سوف أعود لها بعد التخرج باذن الله
أممم
لم يسبق لي أن قرأت روايه مغربية
متشوقه جدا لقرائتها
أهم شيء بالنسبه لي..
حـــ نشرب شاى مغربي بروغه يمي

لي عوده ربما بعد شهرين أو ثلاث أو قبل..
حسب الظروف والمناقشه
دمتِ بود💕💕


أمل سفر غير متواجد حالياً  
التوقيع

؛ لا أَرجُــــــو شَـــــــــيء مِنْ أَحَــــدْ ؛
؛ ثَمَتُ حَنِين وَحَفَنَةُ أَلَم فِي صَدِرِي ؛
فــــــ كن كريما مع قلمي...!!
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:29 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.