آخر 10 مشاركات
خلف الظلال - للكاتبة المبدعة*emanaa * نوفيلا زائرة *مكتملة&الروابط* (الكاتـب : Just Faith - )           »          الإغراء الممنوع (171) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 1 سلسلة إغراء فالكونيرى..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )           »          قصر لا أنساه - مارغريت مايلز- عبير الجديدة -(عدد ممتاز ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          79 - قسوة وغفران - شريف شوقى (الكاتـب : MooNy87 - )           »          1 - من أجلك - نبيل فاروق (الكاتـب : حنا - )           »          وَ بِكَ أَتَهَجَأْ .. أَبْجَدِيَتيِ * مميزة * (الكاتـب : حلمْ يُعآنقْ السمَآء - )           »          تشعلين نارى (160) للكاتبة : Lynne Graham .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          إلَى السماءِ تجلت نَظرَتِي وَرَنـت (الكاتـب : ميساء بيتي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

مشاهدة نتائج الإستطلاع: ما هي أكثر شخصية من الأبطال أثارت انتباهكم في الرواية؟؟
سمر 3 27.27%
عليا 5 45.45%
ثريا 7 63.64%
عزة 2 18.18%
أسامة 3 27.27%
أشرف 1 9.09%
أنس 2 18.18%
زكريا 1 9.09%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 11. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree1899Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-02-23, 08:20 PM   #431

ميساء بيتي

مشرفة وكاتبة بعالمي خيالي

 
الصورة الرمزية ميساء بيتي

? العضوٌ??? » 496747
?  التسِجيلٌ » Dec 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,034
?  مُ?إني » تائهة في ارتطامات متتالية
?  نُقآطِيْ » ميساء بيتي تم تعطيل التقييم
?? ??? ~
اذكروني بدعوة ان انقطع وصلي
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة الزهراء أوقيتي مشاهدة المشاركة
مساء الخير جميعا،،

اعتذار رسمي لجميع القراء المهتمين برواية وشمتِ اسمكِ بين أنفاسي،

لن أستطيع نشر الفصل الثاني والعشرين هذا الأسبوع لدواعي شخصية، وأنا أعتذر لكثرة التأجيل مؤخرا لكن الأمر خارج عن إرادتي حقا، وسأحاول أن أبذل جهدي الكامل مستقبلا لكي لا يتم تأجيل الفصول.

شكرا لأي شخص يدعمني سواء من قريب وأقصد الأشخااص الذين يهتمون بمشاركة رأيهم معي عن الفصول، أو من بعيد وأقصد الأشخاص الذين ألمح أسماءهم دائما وحتى الزوار الذين يقرؤون في الخفاء.

دمتهم في رعاية الله ونلتقي الاثنين القادم إن شائ الله مع فصل جديد وأحداث جديدة.
شكرا لاهتمامكم.
مساءك سعادة وراحة دائمة

فطومتي الحبيبة … معذورة اختاه
و نحن هنا بإنتظارك وكل ما نتمناه هو راحتك و صحتك
لا تكلفي نفسك فوق طاقتها … نحن هنا نريد ان نحتضن شعورك من بين الاسطر بكل حب
و ليس لتقرأ فقط و نراكض السطور من وراء تعبك … خذي راحتك يا قلبي
كوني بخير أختي الحبيبه
ادعوا لك دوماً
بالتوفيق ❤


ميساءك

رجوة2, shezo, Soy yo and 1 others like this.

ميساء بيتي غير متواجد حالياً  
التوقيع


غيــــــــاب بلا مــدة
استودعتكم الله
وصيتــــي
تذكروني بدعوة ... ان انقطع وصلي





إبتعد أيها الحزن
فلدي رب مجيب
وصديق رغم البعد قريب

M☆D
سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
رد مع اقتباس
قديم 27-02-23, 09:13 PM   #432

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,557
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة الزهراء أوقيتي مشاهدة المشاركة
مساء الخير جميعا،،

اعتذار رسمي لجميع القراء المهتمين برواية وشمتِ اسمكِ بين أنفاسي،

لن أستطيع نشر الفصل الثاني والعشرين هذا الأسبوع لدواعي شخصية، وأنا أعتذر لكثرة التأجيل مؤخرا لكن الأمر خارج عن إرادتي حقا، وسأحاول أن أبذل جهدي الكامل مستقبلا لكي لا يتم تأجيل الفصول.

شكرا لأي شخص يدعمني سواء من قريب وأقصد الأشخااص الذين يهتمون بمشاركة رأيهم معي عن الفصول، أو من بعيد وأقصد الأشخاص الذين ألمح أسماءهم دائما وحتى الزوار الذين يقرؤون في الخفاء.

دمتهم في رعاية الله ونلتقي الاثنين القادم إن شائ الله مع فصل جديد وأحداث جديدة.
شكرا لاهتمامكم.
مرحبا.مساء الخيرات والجمال لحبيبة قلبي فطوم

يا قلبي قلنا ما بينك وبين أسرة وشمت اسمك
لا يعرف كلمة إعتذار
بل هو تحية كريمة منك لنا بما تمنحينه لنا من خلاصة فكرك ووقت أسرتك
ما عليكى سوى إلقاء التحية لنسعد برؤيتك
ونطمئن فقط أنك بخير
ربنا ييسر لك كل الامور ياقلبي
ونحن معك دائما وأبدا قلبا وقالبا
فاكتبى وقتما تشائين..وستجدينا واقفين على أعتاب إبداعك المتفرد ببصمة فاطمة الزهراء

مسائك وايامك كلها خير
وطيب الله كل اوقاتك


shezo متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-03-23, 03:51 AM   #433

فاطمة الزهراء أوقيتي
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء أوقيتي

? العضوٌ??? » 475333
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 612
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond repute
20 ميسائي🤍

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميساء بيتي مشاهدة المشاركة
مساءك سعادة وراحة دائمة

فطومتي الحبيبة … معذورة اختاه
و نحن هنا بإنتظارك وكل ما نتمناه هو راحتك و صحتك
لا تكلفي نفسك فوق طاقتها … نحن هنا نريد ان نحتضن شعورك من بين الاسطر بكل حب
و ليس لتقرأ فقط و نراكض السطور من وراء تعبك … خذي راحتك يا قلبي
كوني بخير أختي الحبيبه
ادعوا لك دوماً
بالتوفيق ❤


ميساءك

مساؤك سكر ميسائي الرقيقة🤍

شكرا على دعمك الدائم عزيزتي، وما أحن وأجمل من دعم أشخاص تستشعرين اهتمامهم بك بحق.
اشتقت لك لمشاكساتك وكلماتك التعبيرية وتفهمك لي بكل الأحوال🤍
دمتِ لي رفيقة رقيقة في هذا المنتدى الخلاب😘😘

shezo and ميساء بيتي like this.

فاطمة الزهراء أوقيتي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية:
وشمتِ اسمك بين أنفاسي~
بقلمي
🤍أكتب لأحيا الواقع بنكهة الخيال🤍
رد مع اقتباس
قديم 06-03-23, 03:58 AM   #434

فاطمة الزهراء أوقيتي
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء أوقيتي

? العضوٌ??? » 475333
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 612
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond repute
20 عزيزتي Shezo🤍🤍

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shezo مشاهدة المشاركة
مرحبا.مساء الخيرات والجمال لحبيبة قلبي فطوم

يا قلبي قلنا ما بينك وبين أسرة وشمت اسمك
لا يعرف كلمة إعتذار
بل هو تحية كريمة منك لنا بما تمنحينه لنا من خلاصة فكرك ووقت أسرتك
ما عليكى سوى إلقاء التحية لنسعد برؤيتك
ونطمئن فقط أنك بخير
ربنا ييسر لك كل الامور ياقلبي
ونحن معك دائما وأبدا قلبا وقالبا
فاكتبى وقتما تشائين..وستجدينا واقفين على أعتاب إبداعك المتفرد ببصمة فاطمة الزهراء

مسائك وايامك كلها خير
وطيب الله كل اوقاتك
مساء الخيرات لحبيبتي آمالي Shezo🤍

وأنا أشعر بذلك حقا،أشعر بك تدعمينني بصدق وكم أنتشي بهذا عزيزتي🙈
أنا لا أملك ما يصف سعادتي بتواجدك أنت وميساء ونورهان من حولي دائما.
ومطمئنة تماما أنني سأجد دائما من ينتظر عودتي وعودة جنون كلماتي🤍🤍
وأعلم أننا ما بيننا لا يمث للاعتذارات بصلة،لكنني شعرت ولوهلة أنني مقصرة بشأن الفصول
وأخذلك وأخمد اهتمامك في كل مرة🙈

لكن إن شاء الله لن تكون انقطاعات هذه المرة..بإذن الله سأبذل جهدي من أجل ذلك🤍

دمتِ لي أحن رفيقة دائما 😘😘


فاطمة الزهراء أوقيتي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية:
وشمتِ اسمك بين أنفاسي~
بقلمي
🤍أكتب لأحيا الواقع بنكهة الخيال🤍
رد مع اقتباس
قديم 06-03-23, 11:39 PM   #435

فاطمة الزهراء أوقيتي
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء أوقيتي

? العضوٌ??? » 475333
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 612
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond repute
Icon26 مرحبا جميعا🤍

مساء الخير جميعا،
أتمنى أن تكونوا بخير وفي أفضل الأحوال،
لقد عدت وسأبدأ بتنزيل الفصول مجددا…
هل اشتقتم قليلا لشخصيات وشمتِ اسمك بين أنفاسي أم لم يشكل الأمر فرقا معكم؟
أنا عن نفسي اشتقت للكتابة وبالرغم من أن الأسبوعين كانا قصيرين إلا أنهما لم يمرا بسرعة بالنسبة لي 🙈.

عموما أتمنى أن ينال فصل اليوم إعجابكم…فصل مليء بمختلف المشاعر على ما أعتقد وما قيل لي صراحة.

سيتم تنزيله بعد لحظات.
شكرا لتواجدكم🙈🤍

shezo and Soy yo like this.

فاطمة الزهراء أوقيتي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية:
وشمتِ اسمك بين أنفاسي~
بقلمي
🤍أكتب لأحيا الواقع بنكهة الخيال🤍
رد مع اقتباس
قديم 07-03-23, 12:02 AM   #436

فاطمة الزهراء أوقيتي
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء أوقيتي

? العضوٌ??? » 475333
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 612
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond repute
Post الفصل الثاني والعشرون من رواية…….وشمتِ اسمكِ بين أنفاسي



الفصل الثاني والعشرين🌼

'اليوم التالي'
'في وقت باكر من الصباح'
طرقات خفيفة على باب منزل عَلْيا،فتحت الباب بهدوء، فتطلعت في الفتاة أمامها بغرابة وفضول ولم ترها من قبل،فتاة بيضاء البشرة،ترتدي ملابس صبيانية وشعرها قصير جدا،تزين غرته القصيرة جبهتها.
كانت الفتاة تحمل حقيبة على ظهرها وأخرى بجانبها كبيرة ذات إطارات..
سألتها الفتاة بهدوء"هل أنت عَلْيا؟"
أومأت عَلْيا وقالت بفضول وهي تستغرب وجود فتاة لم ترها من قبل أمام باب بيتها منذ الصباح الباكر "أنا هي! من أنت؟"
اتسعت ابتسامة الفتاة وقالت باندفاع"أنا ليلى! شقيقتك"
رفعت عَلْيا حاجبها الأيمن وهمست باندهاش"شقيقة؟"
هزت ليلى رأسها بسرعة وقالت بنفس الابتسامة"بلى!"
ضيقت عَلْيا حاجبيها تنظر لها من رأسها إلى أخمص قدميها،وسألت"هل تقصدين بأنك ابنة السيدة نادية!؟"
أومأت الفتاة وهي تعدل الحقيبة الثقيلة على ظهرها ثم استرسلت"نعم! لقد أوصلتني لأول الشارع قبل لحظات وأشارت لهذا المنزل،ثم أخبرتني أنك تسكنين هنا،وستستقبليني عندك لبعض الوقت!"
رفعت عَلْيا حاجبيها أكثر وقالت باستنكار"هل أتت بك من مدينة**** لتسكني معي؟"
أومأت ليلى وضيقت عينيها تستشعر أنها غير مرحب بها..
ابتسمت عَلْيا باستهزاء مصدرة صوتا مستنكرا،تعبر به عن عدم تصديقها لما وصلت إليه لا مبالاة والدها، وقالت بجفاء"يبدو أن والدتك تملك عادة التخلي عن بناتها"
نطقت ليلى باستنكار"أليست والدتك أيضا؟"
هزت عَلْيا كتفيها بلا مبالاة وردت بجفاء"ربما،لكنني لا أشعر بذلك حقا"
تأملتها من رأسها إلى أخمص قدميها مجددا،تبدو في الخامسة أو السادسة عشر…لقد سمعت عنها من قبل لكنها لم ترها من قبل..الابنة البكر لوالدتها من زوجها الحالي..لا تعرف عنها شيئا سوى اسمها والذي نسيته بمرور السنوات.
نظرت لها ليلى بترقب ومن الاستقبال البارد الذي استقبلتها كانت تنتظر أن تغلق الباب في وجهها وتطردها.
فسحت عَلْيا المجال أمام الباب وقالت بجفاء"ادخلي أولا!"
استجابت لها ليلى وحاولت حمل الحقيبة الضخمة الثقيلة،لكنها لم تستطع تحريكها لتتجاوز العتبة.
نظرت لها عَلْيا لثواني ثم همت بمساعدتها على مضض،وحملا الحقيبة معا،ثم تحركا معا للداخل
سألتها عَلْيا بفضول وهي تتأمل ظهرها ومظهرها الصبياني"ألا تدرسين؟"
توقفت ليلى عن المشي ثم استدارت وابتسمت في وجهها بغباء ثم هرشت خلف رأسها وقالت باستهتار"في الحقيقة،لقد طردت من المدرسة!وهذا سبب مجيئي!"
همهمت عَلْيا باستفهام،فأكملت ببساطة"لقد ضربت أحد الزملاء وتشاجرت مع المدرس والمدير فتم طردي من المدرسة،واقترحت أمي أن أدرس في هذه المدينة بما أنك تتواجدين هنا"
رفعت عَلْيا حاجبيها وقالت باستنكار"بهذه البساطة!"
استنكرت عَلْيا طريقة تفكير والدتها،فهي لم تكلف نفسها طلب الإذن،أو محاولة تعريفها على شقيقتها بطريقة أفضل،بل وأقلتها إلى هناك بدون أن تكلف نفسها عناء السؤال عنها أو الاطمئنان عليها وهي تعلم بسفر جدتها.
ابتسمت بسخرية من الوضع بأكمله،ثم أشارت للداخل"ادخلي،ادخلي"
دخلت ليلى تشعر بالغربة والغرابة في هذا المنزل ويبدو من جفاء عَلْيا ولا مبالاته أنها لم تهتم بقدومها..
خللت عَلْيا شعرها بأصابعها وهي تنظر لشقيقتها بمشاعر يكسوها الغضب من والدتها أكثر من أي شيء آخر.
سألتها مجددا بجفاء"في أي مدرسة ستدرسين؟"
ردت عليها ليلى وهي تجلس بهدوء على الكنبة"في ثانوية****" ثم أخرجت من حقيبة ظهرها ظرفا كبيرا وأكملت"هذا هو ملف انتقالي".
كتفت عَلْيا ذراعيها تنظر لها ببرود وسألتها"متى سيتم تسليمه؟"
ردت"من المفترض أن يتم تسليمه اليوم"
هتفت عَلْيا بغضب"ألم تفكر في تسجيلك في مدرسة بالقرب منها ومن والدك؟!"
ضيقت ليلى حاجبيها وللمرة الألف تشعر بأنها غير مرحب بها،زفرت عَلْيا نفسا عميقا تحاول كبح غضبها وسألتها مجددا"هل تناولت فطورك؟"
حركت ليلى رأسها نفيا،فقالت عَلْيا بحدة"لم تفكر بإطعامك حتى..لا بد أنها كانت متحمسة للتخلص منك"
توسعت عينا ليلى ولم تدري بما ترد عليها..ابتلعت عَلْيا ريقها وقد أدركت أنها نطقت بكلمات قاسية، فأغمضت عينيها تحاول التحكم في أعصابها وقالت بنبرة أقل حدة"سأجهز لك الفطور!هل تتناولين شيئا محددا؟"
حركت ليلى رأسها بلا ونبست"لا أتناول فطوري عادة!لذلك لم تطعمني أمي،لأنها تعلم ذلك"
شعرت عَلْيا بتأنيب الضمير اتجاهها فقالت بهدوء"لم أقصد ما قلته قبل قليل"
أومأت ليلى وقالت ببساطة"لا عليك! ربما معك حق فيما قلته..قليلا فقط،لأنهم سئموا من مشاكلي!"
رفعت عَلْيا حاجبيها وقالت باستنكار"تبدين مرتاحة جدا بالنسبة لفتاة طردت من المدرسة"
ضحكت ليلى وردت ببساطة"لقد اعتدت أن يتم توقيفي لأسبوع أو أسبوعين،مرتين في السنة على الأقل،وهذه ثاني مرة يتم طردي،لذلك لم تقبلني أي مدرسة،واستطاع والدي أم يسجلني في المدرسة في هذه المدينة بفضل أحد معارفه!"
هتفت عَلْيا باستنكار"هل أنت عضوة في عصابة؟تطردين مرتين!"
قهقهت ليلى عاليا فأشارت لها عَلْيا بالسكوت وهي تشير لإحدى الغرف"لدي ضيوف،ستوقظيهم"
عضت ليلى شفتيها ونبست"آسفة!"
صمتت قليلا ثم هرشت رأسها من الخلف وقالت بتردد"في الحقيقة!أنا لا أعلم أين تقع الثانوية!هل أستطيع أن أطلب منك طلب؟"
رفعت عَلْيا إحدى حاجبيها،وهي تشعر أن أكثر ما فعلته منذ فتحت الباب هذا الصباح هو رفع حواجبها والهتاف باستنكار..فأومأت تمنحها الإذن لتكمل كلامها..
أتممت ليلى"هل يمكنك أن تقليني إلى هناك؟"
في ماذا كانت تفكر والدتها عندما أقلت ابنتها إلى هنا ثم تركتها وذهبت بدون أن تسوي وضعيتها حقا،إنها مغرمة بالتخلي عن بناتها حقا،هل هذه هي الأمومة في نظرها؟..لا تستطيع فهمها وكل ما تفعله يجعلها تبتعد عنها أكثر ولم يكونا متقاربتين يوما.
احتفظت عَلْيا بأفكارها لنفسها ولسبب ما رأت في ليلى نسخة مصغرة منها إلا في موضوع الطرد من المدرسة، فهي لم تصل لذلك المستوى…
اكتفت بإيماءة بسيطة ثم نطقت"اتبعيني!"
لحقت بها ليلى،فقالت عَلْيا"أحضري معك ملف نقلك"
حركته أمام وجهها وقالت ببساطة"إنه معي"
اتجهت عَلْيا لمنزل حكيم،طرقت الباب وانتظرت أن يفتحه أحدهم،وليلى بجانبها تنظر لها بطرف عينيها وتتأملها..'إنها كما وصفتها أمي'هذا ما همست به لنفسها…
فتح أسامة الباب ولازال بملابس النوم،أغمض عينيه وفتحهما مجددا وهو ينظر لعَلْيا والفتاة بجانبها ثم قال باستغراب"هل نجحت معك تجربة التناسخ البشري؟"
تجاوزته وقالت"لا تستلطف،فلم نستفق جيدا بعد! إنها شقيقتي"ثم أكملت بسخرية"هدية من نادية!".
نظر أسامة لليلى من رأسها إلى أخمص قدميها، فرفعت ذراعها عاليا وحيته ببلاهة"مرحبا،أنا ليلى "ثم أشارت لعَلْيا بإبهامها"شقيقتها"
أومأ بنفس البلاهة وقال"مرحبا أنا أسامة،جارها وصديقها، تفضلي"
ابتسمت ونبست"شكرا!"ثم لحقت بشقيقتها وهي تتجول بعينيها في المكان.
دخلت عَلْيا المطبخ،فكانت سميرة تعد طعام الفطور وتستمع للمذياع كعادتها الصباحية،حيتها"صباح الخير ماما سميرة!"
نظرت لها سميرة وابتسامة دافئة تزين ثغرها وقالت بترحيب"صباحو حبيبتي! هل ستنضمين لنا على الإفطار؟"
حركت رأسها بلا وقالت"اعذريني اليوم،تعلمين أن ثريا معي في البيت ولا أستطيع تركها،ربما ننضم لك لاحقا…لقد جئت للبحث عن بابا حكيم" فسحت المجال لليلى التي تقف خلفها وقالت"ومعي ضيفة!"
نظر لها سميرة لثواني تحاول تذكر إن كانت تعرفها من قبل،فوضحت عَلْيا قائلة"إنها شقيقتي..ليلى!"
ابتسمت سميرة في وجهها وحيتها بحبور"أهلا وسهلا يا صغيرة..هيا اقتربي.."
دخلت ليلى بحرج ولازالت لم تستوعب علاقة عَلْيا بهذه العائلة،واستغربت مناداتها للمرأة بماما وزوجها ببابا.
اقتربت منها،فوزعت سميرة قبلتين على خدها وقالت ببشاشة"إنها تشبهك يا عَلْيا..جدا"
ابتسمت عَلْيا بدون أن تصل الابتسامة لعينيها وهمست"نعم،على ما يبدو!"
دخل حكيم فربت على شعر عَلْيا وقال بهدوء"صباح الخير عَلْيا،سمعت أنك تبحثين عني!"
ابتسمت بهدوء وقالت"صباح الخير بابا حكيم،كنت أريد منك خدمة..هل هذا ممكن؟"
رد عليها"طبعا يا ابنتي! اطلبي"
أشارت لليلى وقالت"هذه ليلى..أختي" ابتسمت ليلى وحركت رأسها تحييه بحرج،فأكملت عَلْيا"لقد انتقلت إلى المدرسة التي تشتغل بها..لكنها لم تسلم ملف نقلها بعد،فهل تستطيع أن تسدي لي هذه الخدمة وتسلمه للمدير؟"
نظر حكيم لليلى ثم ابتسم في وجهها بلطف وقال"مرحبا بك في حينا يا صغيرة!..كم عمرك؟!"
ردت عليه بأدب"شكرا..أنا في السادسة عشر!"
أومأ حكيم وقال"إنها في مثل عمر حمادة!" نظر لعَلْيا وقال"لا تقلقي سأسلم الملف للإدارة،وسأطلب أن يضعوها في نفس الفصل مع حمادة،وبهذا نطمئن أنها لن تكون وحيدة في مدرسة جديدة!"
ابتسمت ليلى وقالت باندفاع"لا تقلق علي،أستطيع التأقلم مع الأشخاص بسهولة كبيرة"
أومأ حكيم وابتسم بلطف قائلا"جيد!"
ثم قالت عَلْيا بنبرة صادقة"شكرا بابا حكيم.."
نظرت لسميرة التي تناظرها بابتسامة بشوشة وقالت بحرج"ماما سميرة،لا أعلم إن كانت أخبرتك الخالة عزيزة أو سمر بشيء"صمتت تحاول صياغة جملة مفيدة وهي تشعر بالحرج من حكيم،ثم أكملت"ستتم خطوبتي من أنس قريبا"
هتفت سميرة بعدم تصديق"أنس أنس!"
أومأت عَلْيا بهدوء،فتهللت أسارير سميرة ثم اقتربت منها بعيون متأثرة زينت مقلتيها وقالت بفرحة عارمة وهي تحتضنها"مبارك حبيبتي،مبارك لك..أتمنى لك السعادة والفرح في حياتك القادمة"
بادلتها عَلْيا الحضن ونبست"شكرا لكِ عقبال سمر إن شاء الله"
فكت سميرة الحضن ثم احتضنت وجهها بين كفيها وقالت بتأثر حقيقي"لقد كنت تتجولين في مطبخي بضفيرتين، يبدو الأمر كأنه البارحة،وكبرت الآن وستصبحين سيدة بيت عما قريب" ثم رفعت نظراتها لحكيم الذي ينظر لها بابتسامة هادئة"هل سمعت الخبر يا حكيم، عَلْيا الصغيرة ستتزوج..محظوظ ابننا أنس،محظوظ جدا"
اقترب منهما حكيم واحتضن كل واحدة منهما بخفة على جانب وقال"مبارك لك يا ابنتي"
ابتسمت في وجهها،تحت نظرات ليلى المستغربة مما تراه أمامها الآن…نموذج لعائلة صغيرة،لمن الفرق الوحيد أنها تعلم أن الفتاة أمامها هي شقيقتها وليست ابنتهم.
بعد المباركات والجو الدافئ،تذكرت عَلْيا ليلى،فوجهت لها الكلام قائلة"هيا لنغادر إلى حين موعد المدرسة"
لحقت بها في صمت،وأشارت لهما مودعة وابتسامة خفيفة تزين ثغرها.
خرجتا من المنزل،فألقت عَلْيا نظرة سريعة على منزل أنس طمعا في أن تراه،وكأن رؤيته تذكرها أن ما تعيشه الآن،ليس أحلام يقظة بعد الآن.
كانت ليلى تختلس النظر إليها بين الفينة والأخرى،قبل أن تسألها بترقب"هل ستتزوجين قريبا؟"
انتبهت عليا ثم نظرت لها لثواني قبل أن تجيب"بلى!"
أومأت ليلى ثم ابتسمت وقالت بنبرة صادقة"مبارك لكِ"
نبست بشكر بسيط،تتأمل ابتسامتها العريضة ثم أشاحت بوجهها بعيدا ولازالت تستنكر تصرف والدتها،ولا فكرة لديها عن حياتها القادمة مع شقيقتها،ولن تتنازل وتتصل بوالدتها لتسألها عن شيء،وستكتفي بما استقبلته من معلومات لحد الآن.
__________________
جالسة فوق السرير تتوسد الحائط خلفها،ترتدي قميص نوم بنصف أكمام، أزرق سماوي وعليه الكثير من الصدف بأشكال مختلفة ،وشعرها خيوط برتقالية كثيفة انسدلت لتحجب الرؤية عن زوقاوتيها الجاحظتين،وقدها الأنثوي..
أرجعت شعرها بهدوء،فحط على كتفها،وبرز خدها المصفوع،تحسسته بارتجاف ثم انتقلت لمستها لعضدها قبل أن تحيط نفسها بذراعيها وذكرى احتضانه لها تعصف بذاكرتها ومعها الكثير من الذكريات الأخرى،همست لنفسها بجفاء"ماذا تفعلين يا ثريا!"
هل ستبالغ إن قالت أنها مازالت تشعر بدفء حضنه، لكن ما يسيطر عليها أكثر هو تأنيب الضمير وكيف سمحت لنفسها بالشعور بذلك الإحساس الجميل.
في قاموس عائلتها تعتبر الآن مذنبة،لأنها سمحت لغريب بأن يقترب منها ويلمسها.
احتضنت رأسها بين كفيها وهي تسمع صدى صوت غليظ يتكرر في عقلها.."عديمة التربية…أ ترين آخر تربيتك يا حبيبة!"
'قبل سنوات'
صوت التكسير وصراخ عبد الرحمان دفع ثريا لتغادر غرفتها بعد غرق طويل وسط دموعها ووقع كلماته بأنها ستتوقف عن الدراسة وللأبد لازال يعصف بوجدانها..
إنه يصب جام غضبه على والدتها كما يفعل دائما؛اقتربت منهما،بعيون باردة كالصقيع ثم ألقت نظرة سريعة على شقيتها ذات الست سنوات المتكورة في ركن من الغرفة وهي ترى هيجان والدها المعتاد..تجاوزتهما بهدوء ثم جلست القرفصاء أمام سكينة ومدت يدها بحنان تربت على شعرها ثم قالت بنبرة رقيقة"هل تريدين شوكولاتة؟"
تخلت سكينة عن احتضانها لنفسها ثم نظرت لوجه ثريا وأومأت بابتسامة مهتزة..زينت وجه ثريا فس الابتسامة المهتزة وهمست"إنها في الغرفة،تحت الوسادة..اذهبي"
أومأت سكينة ثم وقفت وجرت نحو غرفتهما المشتركة،تتبعها نظرات ثريا التي شعرت بيد قوية تطبق على شعرها من الخلف وتجذبها لتقف بدون أن تستقيم حقا.
رفعت نظراتها بكبرياء تنظر لوجه والدها ولم ترضى أن تحرر دموعها،فأمسكت معصمه تحاول تخفيف شدة ضغطه على شعرها رقبتها.
هدر بغضب"تهربين لتتوسلي المساعدة من المعلم والمدير وتضعيني في موقف محرج أمامهما!"شد شعرها أكثر وأكمل بنفس النبرة"انطقي!"
انهال على وجهها بالصفعات وهو يصرخ"لن تدرسي مجددا، ولن تخرجي من هذا البيت إلا على جثتي"وأكمل ضربها في أي جزء تطاله يداه من جسدها.
وحبيبة تجثو في الزاوية على قدميها وهي تنتحب ولا تقوى على فعل شيء،كما هو الحال دائما.
نظرت له بعيون فارغة ولم تعد تشعر بأطرافها وخدها،لقد اعتادت قسوته في التعامل معها، اعتادت تعنيفه لها جسديا ولفظيا،وما هذه الليلة إلا نسخة لمثيلاتها التي لم يعد عقلها يسعفها لعدهم منذ زمن وعت على وضعيتها في هذا البيت.
دفعها عنه بقوة فترنحت للخلف قبل أن ترتمي على الأرض بإنهاك وفاضت خصلات شعرها الطويل لتغطي وجهها والجزء العلوي من جسدها بأكمله.
ربما استطاعت التحكم في دموعها لكن الألم الذي ألم بكامل جسدها بغثة عرف طريقه ليتحرر من بين شفتيها على شكل أنين مؤلم لم تستطع كبحه.
اقترب منها مجددا فتكورت في الأرض تستعد لتستقبل ركلة أو ضربة أخرى،لكنه توقف يناظرها بغضب ناري قبل أن يهدر مجددا"من الشاب الذي كنت تحادثينه أمام باب المدرسة؟"
ضغطت شفتيها وهي تلعن هذه القرية بأكملها والناس الحشريين الذين يتدخلون في كل شيء ويتسارعون في نقل الأخبار.
لم يكن الشاب سوى زميل دراسة عادي أتى ليأخذ شهادته فصادفته أمام بوابة المدرسة عندما ذهبت لتطلب من المدير والمعلم أن يحاولوا إقناع والدها للعدول عن قراره بخصوص عدم إرسالها إلى الجامعة.
جذبها من شعرها مجددا فتأوهت بألم،قرب وجهه من وجهها وقال بنبرة تشبه فحيح الثعبان"من ذلك الشاب"
ردت بألم هامسة"إنه مجرد زميل دراسة"
صاح"هل تستغفلينني يا عديمة التربية؟"
هزت رأسها نفيا بسرعة وهي تشعر بأن جسدها لن يحتمل هجوما آخر،فقالت بتوسل"صدقني إنه مجرد زميل،كان يسأل أي جامعة سأرتاد"
ابتسم بسخرية ثم أشار للغرفة والمطبخ بكفه وقال"مرحبا بك في الجامعة إذن!"
دخلت عمتها فتيحة فتوسعت حدقتيها من المشهد أمامها،هرعت نحوهما وجثت على ركبتيها لتحول حاجزا بينهما وهي تصيح باستنكار"ماذا فعلت بالفتاة يا أخي!"
حاولت فك كفه التي تشد شعرها بقوة،فكان مصرا على عدم إفلاتها وهو يصيح"ابتعدي ولا تتدخلي بيني وبينها" وحاول دفعها لكنها تشبتت بذراعه بقوة تحاول إفلات خصلات شعره ثريا من بين أصابعه.
قالت تتوسله وهي تغرز أظافرها في معصمه بقوة ليفلتها"أفلتها يا عبد الرحمان،ستنزع فروتها"
أفلت شعرها أخيرا ثم استقام في وقفته قائلا بصراخ"لن تطأ قدمها أرض هذا البيت مجددا،ومن يخالفني سيطاله من غضبي من لن يستطيع تحمله..فلن تتشوه سمعتي في آخر أيامي بسبب عديمة تربية،فتحت الدراسة عيونها على العالم الخارجي وأصبحت تتحداني وتقف بوجهي…ولكن الذنب ذنبي لأنني درستك منذ البداية..فمثيلاتك أنجبن أطفالا يفقنهن في الطول الآن ونجحوا في فتح بيت وإنشاء عائلة"
ألقى نظرة سريعة على حبيبة وصاح"جهزي لي الحمام"، انتفضت واقفة برعب وهي تلقي نظرات خاطفة على ابنتها،قبل أن تختفي عن الأنظار تماما.
وقفت فتيحة وهي تسند ثريا التي تئن بألم والكدمات الزرقاء تملأ وجهها كما تملأ جسدها والأسوء أنها تملأ روحها،فإن تجددت الخلايا واختفت ندوب الجسد لن تختفي ندوب الروح أبدا.
تحركت ببطء وهي تعرج بقدميها وعمتها تجاريها في مشيتها وتسندها،وقد مررت إحدى ذراعيها خلف خصرها والأخرى تمسك بها ذراع ثريا الموضوعة على كتفها.
همست لها بتشجيع"سيزول الألم وكل شيء،تشجعي فقط،هيا لم يتبقى سوى خطوات قليلة وستصلين لغرفتك"
أسندتها بلطف لتتكئ على السرير،فاستلقت ثريا على ظرها وهي تئن بألم وعيون سكينة تنظر لها بعدم فهم،شعرت ثريا بنظراتها فتحاملت على نفسها وأدارت رأسها ناحيتها ثم ابتسمت في وجهها بوهن وهي تسألها بهمس"هل كانت الشوكولاتة لذيذة؟"
هزت سكينة رأسها بالإيجاب ثم مدت يدها نحوها بقطعة كبيرة من الشكولاتة وقالت"إنها لذيذة،تذوقيها"
ابتسمت ثريا باهتزاز ودموع غزيرة انسابت من مقلتيها فرفعت ذراعها تغطي وجهها وأجهشت في بكاء مرير.
*****
استيقظت من ذكرياتها على صوت عَلْيا تتحدث مع إحداهن،فرمشت عدة مرات تتخلص من أثر أفكارها ثم مسحت دموعا وهمية من مقلتيها.
تنفست بعمق تحاول استجماع شتات نفسها لتواجه العالم وأسامة أيضا.
خرجت من الغرفة بعد أن غيرت ملابسها وصففت شعرها على شكل ضفيرة طويلة وتلك الآثار الزرقاء التي تميل إلى البنفسجي بدت كوشم خارق للعادة.

كانت ليلى تجلس على الكنبة مركزة على هاتفها، فشعرت بالباب المقابل لها يفتح،رفعت عينيها إليها فغرت فاهها بانبهار وصفرت بصوت عالي وهي تهمس"واو"
رفعت ثريا حاجبيها وهي تنظر لها بتعجب ثم خرجت عَلْيا من المطبخ على الصوت الصفير وهي تقول بفزع"ماذا هناك؟"
ونقلت نظراتها بينهما قبل أن تكمل بتوضيح"ثريا هذه ليلى،أختي"،"ليلى هذه ثريا صديقتي"
نطقت ليلى أولا بابتسامة واسعة"تشرفنا،أنت رائعة الجمال"
فلتت ضحكة متعجبة من بين شفتي ثريا ثم قالت بلطف"هل ترين أنني جميلة،مع هذه الآثار أيضا"
نظرت لهم ليلى بعبوس ثم قالت بصراحة"إنها تبدو ضئيلة أمام جمالك!"
فهقهت ثريا وكلمات ليلى البسيطة نحجت تماما في إخراجها من مزاجها السوداوي،ثم استدارت لعَلْيا وقالت"لم أعلم أن شقيقتك تقطن معك،هل كانت في عطلة؟"
هزت عَلْيا رأسها نفيا وقالت بعبوس"لقد عرفت اليوم فقط أنها ستقطن معنا هنا"
أومأت ثريا بتفهم ثم ابتسمت بخفة في وجه ليلى التي لا زالت تسترق لها النظرات بانبهار وقالت"مرحبا بكِ معنا يا صغيرة،كم عمرك؟"
ردت ليلى"ستة عشر!" أومأت وقد تذكرت سكينة ثم قالت بحنين"أنا أيضا لدي شقيقة،إنها تصغرك بسنتين"
سألتها عَلْيا"لديك شقيقة إذن!"
أومأت ثريا بتأكيد وقالت"اسمها سكينة،وشقيق أيضا،اسمه طارق إنه يكبرني بثلاث سنوات"
أومأت عَلْيا بتفهم وهي تفكر أن ثريا تبوح ولأول مرة بشيء يخصها،ثم قالت"الفطور جاهز، لن تعتذري عنه هذه المرة أيضا،هيا إلى المطبخ" ثم ألقت نظرة سريعة على ليلى وقالت بجفاء وتردد"لقد جهزت لك عصير برتقال،اشربيه قبل مغادرتك"
أومأت ليلى ونبست"شكرا" ثم لحقت بهما للمطبخ.
___________________
'بعد أيام’
دخل الشركة بهدوئه المعتاد يلقي تحيات مقتضبة على هذا وذاك،ألقى نظرة سريعة على قاعة الاجتماعات التي يستخدمها المتدربون عدة،ثم أشاح ببصره وأكمل طريقه نحو مكتبه،توقفت قدميه عن الحركة عندما استوعب شيئا للتو،فتراجع خطوتين للخلف،ونظر بداخل القاعة من خلال الزجاج الفاصل،كانت تجلس هناك تشتغل بتركيز على حاسوبها،فتردد للحظتين قبل أن يقتحم المكان بخطوات هادئة تختلف عن قرع الطبول الذي يقيمه قلبه في هذه اللحظة.
استشعرت دخول أحدهم،فرفعت رأسها واهتزت حدقتيها لرؤيته وهي تنبس"زكريا"
تأمل وجهها لثواني وقال بهدوء"لقد عدت!"
أومأت وهي تعتدل في جلستها ولسبب ما تملكها حرج شديد ظهر جليا على وجهها فتنحنحت قائلة"أعتذر عن انقطاعي عن التدريب طوال الفترة الماضية"
أومأ وقال بجفاء"لا عليكِ!" صمت للحظات ولا يدري ماذا يقول،فلم يتوقع أن يراها اليوم تحديدا ولم يجهز ما سيقوله لها بشأن عرض الزواج،تذكر شيئا فسألها"كيف حال والدتك الآن؟"
ردت بهدوء"إنها بخير،شكرا لاهتمامك"
أومأ وأولاها ظهره ليغادر ثم توقف وقال بحزم"تعالي لمكتبي في استراحة الغداء"
صدر صوت همهمة متسائلة من بين شفتيها وتسارعت دقات قلبها وقد استنتجت أنه سيعتذر عن عرض الزواج المتسرع سابقا،كرر مجددا"نلتقي في مكتبي في استراحة الغذاء"ثم تحرك مغادرا بدون أن ينتظر منها إجابة،واكتفت بإيماءة وهي ترمش عدة مرات بتوتر.
لقد فكرت كثيرا في الأيام الماضية أنه قد تراجع عن عرضه لأن أشرف لم يفاتحها في الموضوع مجددا،فاستنتجت أن ما حدث يومها كان مجرد بادرة منه لإنقاذ الموقف والآن بعد أن تراجع والدها عن فكرة تزويجها بعصام،فلابد أن الأمر ذاع بين أصدقاء أشرف وزكريا ندم على تسرعه وسيتراجع عن ذلك الآن.
لكن ماذا ستفعل الآن؟ لقد استجمعت شجاعتها بصعوبة اليوم لتأتي للتدريب بعد أن أضناها الشوق ولم تحتمل عدم رؤيته كل هذه المدة..لم يتبقى سوى ثلاثة أشهر على فترة انتهاء التدريب،فماذا ستكون حجتها لرؤيته وقتها إذا قرر أنه لن يتزوجها حقا..
طبطبت على صدرها عدة مرات وهي تحاول تهدئة دقات قلبها المتسارعة ولم تدرك إن كان التسارع من فرط الحب أم من الخوف من الشعور بالشوق وعدم القدرة على إشفاء غليله..همست لنفسها"اهدئي الآن يا عزة!لقد مررت بالكثير مؤخرا ومن حسن الحظ أن والدك وعمتك قد تراجعا عن مخططهما" ثم زفرت نفسا عميقا وهي تتذكر ما حصل قبل أيام.
'بعد يومين من وعكة نجاة'
'في غرفة المعيشة'
انتفضت شقيقة رشيد واقفة على إثر ما سمعته من شقيقها قائلة باستنكار"هل ترفض ابني زوجا لابنتك يا رشيد؟"
سحبها زوجها من يدها يجلسها مكانها وقال بهدوء "دعينا نفهم الأمر أولا يا أم عصام"
نطق رشيد على مضض"اسمعيني يا أختي،ربما تسرعنا منذ البداية في ترتيب هذه الزيجة بدون الأخذ برأيهما..وكما تعلمين عزة وعصام تربيا معا منذ الصغر وعلاقتهما أقرب للأشقاء،وبعد تفكير طويل لا أظن أنهما يتفاهمان كزوج وزوجة"
رفع أشرف حاجبيه بتعجب غير مصدق لما يسمعه من أبيه،والذي كان منذ يومين فقط متشبثا برأيه إلى آخر رمق،ثم ألقى نظرة سريعة إلى عزة التي كانت تنظر له بتعجب أيضا وهي تلوي شفتيها باستغراب،قبل أن ينظرا في آن واحد لوالدتهما التي ابتسمت برضى وهي تنقل نظراتها بين أبنائها وزوجها.
انحنى عصام إلى أذن أشرف وهمس باستغراب"ما هذا التغيير الجذري الذي طرأ الآن؟ هل غيرتما دواء خالي؟"
وكزه أشرف بذراعه وهو يشر له بالتزام الصمت ثم همس"تغيير صادم"
أومأ عصام هامسا"جدا"
هتفت والدة عصام باعتراض"لم يكن هذا رأيك في بداية الأمر..وهي فكرتك من الأساس!" ثم نظرت لعزة بعدم رضى"هل ابني يعيبه شيء يا عزة لترفضي الزواج به؟"
أحنت عزة رأسها لا تملك جوابا واكتفت بالهمس"الأمر ليس كذلك يا عمتي؟"
واعترض عصام قائلا"ما هذا السؤال يا أمي؟"
صاحت"ماذا؟ أنا سألت فقط، فلا زلت لا أفهم ما هذا التغيير الذي طرأ بين ليلة وضحاها،لكي يتم إلغاء الاقتران قبل يوم من الخطوبة!"
تحدث رشيد بحزم"اهدئي يا أم عصام! لا داعي للانفعال هكذا!"
صاحت مجددا"بل سأنفعل وسأصيح وأصيح،لأنني لا أفهم ماذا يحدث هنا ولا زلت أنتظر جوابا على سؤالي! ما الذي ينقص ابني لكي لا يتناسب مع ذوق ابنتك المصون؟"
تحدث زوجها هذه المرة يأمرها بحزم"أم عصام، اهدئي"
مطت شفتيها بامتعاض وهي ترمق نجاة بحقد وقد شعرت بأن للأمر علاقة بها،خاصة وأنها تبدو مرتاحة جدا بهذا القرار.
همس أشرف هذه المرة لعصام"يبدو أن الدواء الذي قدمناه لأبي ستحتاجه والدتك وبشدة"
ضيق عصام عينيه ينظر لوالدته ثم همس هو الآخر"بما أن والدك قد تراجع عن رأيه فالوضع مستقر إلى حد الآن!"
هتفت والدته مجددا"هيا لنرحل لا مكان لنا هنا في هذا البيت، من يرفض ابني يرفض تواجدي أيضا..وأنا لم يعد لي مكان بينكم..حياكم الله" ثم استدارت لزوجها قائلة"لنذهب يا أب عصام"
همس أشرف لعصام مجددا"لم يعد مستقرا بعد الآن،فنقطة ضعف أبي أن يخسر علاقته بأشقائه"
صمت قليلا ثم بدأ بالعد"واحد اثنان ثلاثة..ستبدأ الآن بوادر تراجع أبي عن قراره"
نظر عزة لأشرف بقلق وقد علمت ما سيحصل حقا، فأومأ بهدوء يشير لها بأن كل شيء سكون بخير، ثم نقل نظراته لوالده الذي قال بهدوء"لحظة يا أختي،لا تغادري هكذا..سنجد حلا يرضي الجميع"
رفع أشرف حاجبيه يقول باستنكار"هل هذه الأمور تحتمل حلا يرضي الجميع؟" ثم أكمل بسخرية يخاطب عزة وعصام"ما رأيكما أن تتظاهرا أمام أبي بأنكما لستما متزوجين وأمام عمتي أنكما كذلك! فكرة رائعة وتعني تماما حلا يرضي الجميع أليس كذلك؟"
نهره والده بحزم"أشرف لا تتدخل"
مط شفتيه بامتعاض ثم ألقى نظرة سريعة على والدته واختار أن يلتزم الصمت ولا يتشاجر مع والده خاصة في حضرتها.
كان عصام جالسا على أعصابه ويتفحص هاتفه بين الفينة والأخرى،وبالرغم من الهدوء والروقان الذي كان يتظاهر به إلا أنه كان ينتظر انتهاء الليلة بفارغ الصبر متمنيا أن يبقى خاله على رأيه وتغلق والدته موضوع عزة للأبد،في لحظة من اللحظات تملكته شجاعة غريبة فوقف قائلا بثبات"أنا أيضا لا أريد أن أتزوج بعزة يا أمي"استدار لعزة قائلا بلطف"اعذريني يا عزة فليس للأمر علاقة بشخصك،وأنت تعلمين مقدار معزتك عندي"
صاحت والدته في وجهه قائلة"اصمت أنت ولا تتدخل في الأمر"
تدخل أشرف قائلا"لماذا سيصمت؟ أليس هو العريس؟ إذن من حقه التعبير عن رأيه"نظر لعمته وأكمل بوقاحة"فلا أظن أن الغرفة ستغلق عليك مع عزة في آخر النهار يا عمتي هذا إن اكتملت هذه الزيجة طبعا!"
شهقت نجاة هامسة باسمه مستنكرة وقاحته وغرقت عزة في ملابسها، بينهما رمشت والدة عصام عدة مرات قبل أن تقول بعدم تصديق"ما هذه الوقاحة التي يتحدث بها ابنك يا رشيد"
هز أشرف كتفيه بلامبالاة قائلا بسخرية"الصراحة أصبحت تسمى وقاحة في هذه الأيام"رفع يده باستسلام"أنا لم أقل شيئا إذن" ثم غمز عزة التي نهرته بهمس"لقد كانت وقاحة يا أشرف وقاحة"
أكمل عصام مؤكدا ما كان يقوله من قبل"لقد أخبرتك مرارا وتكرارا يا أمي أنني أحب فتاة أخرى وأرغب بها زوجة لي لكنك استمريت في تجاهل طلبي وعزمت على خطبة عزة بالرغم من أنني وضحت لك سابقا أنني لا أرها أكثر من أخت،والآن وبما أن خالي أصبح يتفق مع منطقي أيضا وعزة تراني كأخ هي الأخرى فلا داعي لنضع نفسنا في هذه المواقف المحرجة ودعونا نحتفظ بعلاقتنا العائلية الهادئة".
همس أشرف من خلفه"أكمل على نفس المنوال،فأنا عن نفسي اقتنعت!"
عض عصام شفيته يكبح ابتسامته متجاهلا همس أشرف،وقالت والدته باستنكار"تلك الفتاة مجددا! اسمعني يا عصام وسأقولها أمام الجميع،لن تكون تلك الفتاة زوجة لك ما دمت على قيد الحياة"
نظر لها الجميع بصدمة،وتوسعت عينا عصام هاتفا بألم مستنكرا"أمي"
ثم وقف والده ناطقا بحزم"لنكمل حديثنا في البيت،شكرا على استضافتكم لنا"
وقف رشيد يستند على عكازته وقال بنبرة صادقة"نعتذر على هذا الموقف يا أب عصام"
رد عليه برزانة"لا حاجة لذلك يا حاج رشيد،فأنا عن نفسي لم أكن وافقا منذ البداية وقد خفت أن تعاد نفس قصة أشرف وهند،أما عن شقيقتك فأنت تعرفها تنفعل بشدة ولكن سرعان ما تتقبل الأمور،فلا تقلق من ناحيتها..وما للمرء سوى عائلته في ختام الأمر"
تصافحا بهدوء وأومأ رشيد"صدقت القول! أمسية سعيدة"
تصافح عصام وأشرف ومازحه الأخير قائلا"يبدو أن حيلة السفر نجحت مع أبي،أرى أن تجربها مع والدتك،فلن تتحمل أن تفقد وحيدها وستقبل بزواجك لا محال"
رد عليه عصام باقتضاب"لا أظن سينفع معا لا الدواء ولا حيلة السفر.."صمت لثواني ثم قال"سأجرب حيلة العنوسة الأبدية ربما ستنجح،أو ربما لن نتخلص من تسلط عائلة قاسمي أبدا"
ربت أشرف على ظهره بمواساة قائلا"إذا احتجت مساعدة اتصل بي"
أومأ عصام وقال بهدوء"شكرا على كل شيء يا أشرف"
ثم غادر الجميع واقتربت نجاة من رشيد قائلة بنبرة صادقة"أنا سعيدة بما فعلته!"
رد عليها باقتضاب"أتمنى فقط أن لا أفقد أختي للأبد بسبب هذا"
ربتت على ذراعه بحنان"لن تفعل!ستنسى غضبها بعد أيام وستحادثك"
أومأ رشيد ثم نظر لأشرف قائلا بامتعاض"أين جوازات سفر أبنائي"
ابتلع أشرف المياه ثم وقف يهم بالمغادرة"سأسلمها لك فيكما بعد"
رد عليه رشيد بحزم"سلمها غدا!"
أومأ قائلا"إن شاء الله" ثم قال مودعا"تصبحون على خير!مبارك لنا التحرر" .
*******
'في استراحة الغداء'
تركت يدها معلقة على الباب لثواني وهي مترددة من أن تطرق وبدأت معدتها تصدر قرقرة من التوتر والخوف مما سيحصل بعد دخولها،فهل سينسف أملها الآن أم سيجازيها بقربه.
ابتلعت ريقها،فهمت بطرق الباب لكنه فتح قبل أن تفعل ذلك..
تأمل وجهها لثواني ثم تراجع خطوتين للخلف بارتباك قائلا"لقد كنت سأناديك!"
عدلت حجابها بتوتر وهمست"تأخرت قليلا،لقد كنت في الورشة"
أومأ بتفهم ثم فسح المجال أمامها قائلا"تفضلي"
تجاوزته بارتباك،فلحق بها وأشار لها بالجلوس أولا.
استجابت له بصمت،فجلست ولاحقته بنظراتها إلى أن جلس على كرسي مكتبه هو الآخر ثم أشاحت ببصرها تنظر إلى اللامكان وتحاول التحكم في دقات قلبها المزعجة.
كان يعبث بالقلم بين أصابعه ومشاعر غريبة تسيطر عليه بعضها تشكل كغصة في حلقه وأخرى نجحت في توسيع تلك الفوهة التي كان يتسرب منها النور سابقا،خليط غريب بين رغبتك في الشخص أمامك ونفورك منه لأنه يشعرك بأنك خائن لعين،نسيت الوله السابق وتهرع نحو وله جديد في أول فرصة.
تنحنح بقوة يطرد ما يخالجه من أفكار وليركز على مبتغاه الأساسي..من بين كل الطرق التي يتداول بها موضوع كهذا اختار التكلم بصراحة وواقعية.
قال بدون مواربة"لا بد أنك علمت مطلبي من أشرف"
عبثت بأناملها ثم اكتفت بإيماءة بسيطة،فأكمل"وأنا استنتجت من كلامه أنك موافقة"
ابتلعت ريقها ثم رفعت وجهها ناحيته وتلاقت نظراتهما وكان هو السباق بإشاحة عينيه عن خاصتها.
تنحنح مجددا وقال بهدوء"سأكون صريحا معك يا عزة،أريدك أن تفكري في عرضي بعقلانية،هل تقبلين الزواج من أرمل لديه طفله ستكمل عامها الرابع قريبا"
تسارعت دقات قلبها،ربما هذا ليس العرض المثالي الذي تخيلته لكنها راضية،عن أي عقلانية يتحدث هي لا تصدق أن ما كانت تفكر فيه منذ مدة بأنه سيتراجع عن طلبه لم يحصل ويطلب منها أن تفكر بعقلانية، الشيء الوحيد الذي تشعر به الآن هو أنها مستعدة للاقتران به أيا كانت وضعيته الاجتماعية وحتى إن كان يفعل هذا من باب شفقته عليها ورغبه في المساعدة، وحتى إن كان لا زال يعيش على أطلال زوجته الأولى كما قال أشرف،كل شيء يهون أمام النعم باقترابه.
هل الحب يجعلنا هكذا حقا؟نلغي التفكير بعقلنا في محاولة إرضاء ما يريده قلبنا وهواه.
تأمل وجهها وللحظة وجل من أن تكون قد تراجعت عن موافقتها بما أنها لم تعد تحت ضغط والدها،لكنها سرعان ما أراحته بنطقها"أنا أعلم جيدا وضعيتك الاجتماعية،وأعلم أيضا معنى أن أكون زوجة أب"
قاطعها"هل أفهم منك أنك موافقة على هذه الزيجة؟"
ابتلعت ريقها بتردد وحرج ثم أومأت بهدوء ظاهري يختلف تماما مع تفكر به وتشعر به.
فقال مجددا"لكنك ما زلت صغيرة على تحمل مسؤولية كهذه"
نظرت له باستغراب لثواني ثم ابتسمت بهدوء قائلة"هل تحاول جعلي أعدل عن قرار موافقتي؟"
قال مبررا"لا ليس كذلك! لكنني طلبت منك تحليل الأمر بعقلانية"
رمشت عدة مرات ولم تعد تستستغ كلمة عقلانية فطلبت منه بهدوء"هل تستطيع عدم تكرار كلمة عقلانية مجددا"
همهم"هاه!"
فبررت قائلة"ما دمت وافقت على طلبك إلا وأنا أعلم جيدا ما أنا مقبلة عليه"
تنفس بعمق مستغربا السلاسة التي يتحدثان عن موضوع كان يقض مضجعه لأيام طويلة،ولا زال يعبث بذلك القلم بين أنامله،تخلص منه يحاول التركيز على كلماته ثم سألها"متى تريدين أن نأتي لخطبتك؟"
وقع الجملة كان لذيذا ولاذعا في الوقت ذاته لكنها فكرت أنه لا مجال للشعور بالمرارة الآن ولا خبايا الأمور،والأدهى أن تركز على أنها ستقترن به ويا لحظها لأنها ستتزوج من تحبه حتى وإن لم يكن يبادلها نفس الشعور،لسبب ما تذكرت أنه سألها عن دور الأم في حياة الفتاة،هل وقع عليها الاختيار يا ترى لتؤدي هذا الدور،هل يرى أنها مناسبة لتكون أما وشريكة حياة لذلك اختارها هي وليست شخصا آخر،أم أن شعر بحس المسؤولية اتجاهها بعد الموقف الذي حصل مع والدها فقرر لهب دور الفارس المنقذ.وبتذكرها للموقف ابتلعت ريقها خوفا وقد نسيت الجزء المهم في القصة،هل سيقبل والدها بهذا الاقتران،إن كانت قد استطاعت إقناع أشرف والبوح له بكنه مشاعرها اتجاه زكريا فهي حتما لن تستطيع فعل نفس الشيء مع والدها،تساءلت في نفسها"هل سيقبل يا ترى؟"
رمشت عدة مرات تخرج من دوامة أفكارها ثم عدلت إطار نظارتها وقالت بنبرة مترددة"أرى أن ننتظر عودة أشرف من سفره"
أومأ بتفهم قائلا بجفاء"جيد إذا،سأبلغ أمي بذلك"
التغير في نبرات صوته يربكها ويشعرها بثقل في معدتها،لا تدرك سببه..أومأت ثم قالت بهدوء"سأبلغ عائلتي أيضا ثم نحدد موعدا لتشرفونا بزيارتكم"
قاطعهم رنين هاتف زكريا،نظر للشاشة فلمح اسم أشرف،رد عليه بهدوء"أهلا أشرف!"
سأله أشرف بتجهم وبدون إلقاء التحية"هل عزة معك!"
رفع نظراته لوجهها لتقابله نظراتها الفضولية ثم قال"نعم هي معي،هل تريدها في شيء؟"
رد عليه بعصبية"لماذا لا تجيب على هاتفها؟"
سألها زكريا"هل هاتفك معك؟"
هزت رأسها نفيا قائلة"لقد تركته في حقيبتي! هل حصل شيء؟"
نطق أشرف ببرود"مرر لها الهاتف يا زكريا!"
تنفس زكريا بعمق ثم قال يكلم عزة"أشرف يريدك"
أومأت والتقطت الهاتف من يده ثم قالت تحدث أشرف بقلق"هل أنت بخير يا أشرف؟"
رد باقتضاب"أنا بخير،بخير..ماذا تفعلين معه؟"
أجابته بهدوء وهي تنقل نظراتها لزكريا الذي يركز نظراته عليها"نتحدث!"
رد عليها بامتعاض"ماذا تقولان!"
أجابت بحرج"نتحدث يا أشرف،سأخبرك فيما بعد عندما نلتقي!"
رد عليها بعدم رضا"سأقلك من التدريب اليوم"
أومأت بدون أن يراها"حسنا،سأنتظرك"
ثم أغلقت الخط فسألها زكريا"هل كل شيء بخير؟"
مدت له الهاتف،فتلامست أصابعهما بدون قصد وشعر بنفس الرجفة تسري بأوصاله فقبض على أنامله كأنه يحاول الاحتفاظ بالدفء الذي شعر به فيهما.
سحبت كفها سريعا ثم وقفت تهم بالمغادرة"سأذهب لأكمل عملي" ثم ابتلعت ريقها تشعر بغرابة الموقف بأكمله.
تنحنح ثم أومأ موافقا"إذا احتجت شيئا فأنا هنا"
نسبت بشكر ثم غادرت غرفة المكتب تهرب منه ومن نفسها ومشاعرها والشعور الدخيل الذي يسيطر عليها،بأنها قد تكون قد فرضت نفسه عليها بطريقة ما.
______________
‘في Mariposa’
كانت ثريا منهمكة في مسح الغبار على الصور المعلقة على أحد الجدران،وتوقفت عينيها على صورة تجمع أسامة بأشرف وعزة وزكريا وعَلْيا وأنس،نظرت للصور طويلا وتساءلت إن كانت ستستطيع الانضمام يوما لمجموعتهم وتشعر بنفسها جزءا منهم،بالرغم من أنهم يتعمدون إدخالها في جلساتهم والتعامل معها بأريحية إلا أنها مازالت تشعر بنفسها دخيلة بينهم.
أكملت مسح الغبار فشعرت به يقف خلفها وتسارعت دقات قلبها قبل أن ينطق ببساطة"ثريا!"
لم تستدر وأكملت ما تفعله فضم ذراعيه لكفه ومط شفتيه قائلا"هل ستتجاهلينني لوقت طويل؟"
ردت عليه بدون أن تستدير"لا تتحدث معي"
رفع إحدى حاجبيه قائلا ببساطة"لماذا كل هذا،لقد كان مجرد عناق"
استدارت باندفاع وهي تهتف باستنكار"مجرد عناق!؟
رفعت سبابتها في وجهه تهتف بجنون"لا تلمسني مجددا ولا تقترب مني"
تجاهل هتافها وركز نظراته على آثار الأصابع التي بدأت تختفي تدريجيا ثم مد سبابته يريد تحسس خدها فأبعدت وجهها للخلف تختف بحنق"ألا تفهم!"
هز كتفيه قائلا ببساطة"في الحقيقة من لا يفهم هنا هو أنت يا فهيمة،سأكرر مجددا،لقد كان مجرد عناق،اعتبريه يا سيدتي عناق مواساة لأنك كنت تمرين بظروف خاصة،فلا داعي لاتخاذ موقف شرس ضدي وكأنني تطاولت عليك أو تحرشت بك مثلا!"
كتفت ذراعيها قائلة بحنق"لم أقل ذلك"
رد"لا تحتاجين لقول شيء!"طرق بسبابته على صدغها مكملا"لقد أصبحت أستطيع قراءة ما يدور في هذا الذهن" كتف ذراعيه مجددا إلى صدره"ماذا تظنيني بالله عليك؟"
مطت شفتيها بامتعاض وقالت بدون مواربة"فتى لعوب،ملاحق للفتيات!"
هز حاجبيه باندهاش ثم أشار لنفسه يتظاهر بالصدمة"أنا؟"
ابتسمت بتكلف قائلة"لا!أنا"
رد عليها مصححا"فتى لعوب ربما،لكن ملاحق للفتيات،هذا الوصف آلم كبريائي نوعا ما"
هزت رأسها وابتسمت بسخرية"مسكين! وهل لأمثالك كبرياء حقا!"
أشار لها قائلا ببساطة"يكفي أن كبريائك عالي جدا"نقل سبابته بينهما ثم أكمل"سنتقاسمه لاحقا عندما أحتاجه"
زفرت بقوة قائلة"دعني أنهي عملي،أنت تضيع وقتي"
رد يتظاهر بالحزن"يا لك من قاسية!"
دفعته بكتفها ثم تجاوزته قائلة"متطفل!"
فصاح"أنت من لمستني الآن!" هتف يقلد نبرة صوتها"لا تلمسيني مجددا ولا تقتربي مني"
نظرت له بعيون متسعة ثم نقلت نظراتها للزبائن الذين يناظرونهما باستغراب وفضول وابتعدت عنه تتظاهر بخدمتها للزبناء.

دخلت سمر بخطوات رشيقة تمسح المكان بعينيها تبحث عن ثريا،فقطع أسامة طريقها بابتسامة قائلا"ما هذه الزيارة المفاجئة،هل تناولت طعام الغداء؟"
أومأت بابتسامة واسعة وهي تربت على كتفه قائلة بلطف"وهل سيتركني شريكي الأبدي أجلس كل هذه المدة بدون أن يطعمني،لا يمكن طبعا"
قرص خدها ثم احتضن كتفيها،فاحتضن خصره بذراعها من الخلف وتحركا معا للخارج قائلا"وصفة الغداء تم ابتكارها اليوم فقط،هل أعجبتك؟"
ردت عليه بحماس"إنها لذيذة جدا،صحية ومشبعة في الوقت ذاته،هل ستضيفها في قائمة الطعام؟"
أومأ مؤكدا"نعم هذا ما أفكر به،وسأضيف وصفات أخرى،ربما حان الوقت للتركيز على الكوفي شوب أكثر"
ردت عليه"من جهتي أنا موافقة عليها،اسأل أشخاص آخرين لتكون مطلعا على مختلف الأذواق."
رد وعينيه مركزة على ثريا التي تشتغل بتفاني كعادتها"هذا ما سأفعله!"ثم نقل نظراته لسمر قائلا"لم تخبريني ما سر هذه الزيارة في وقت عملك؟"
ضربت جبهتها وكأنها تذكرت شيئا"لقد تذكرت،جئت في الأساس لأخبر ثريا بشيء"لمحتها أخيرا فنادتها،واقتربت منهما الأخيرة باستغراب ولم تنسى أن ترمق أسامة بغضب.
وقفت ثريا فاقتربت منها سمر تتفحص خدها باهتمام"لقد شفي الآن!" اكتفت ثريا بإيماءة بسيطة وهي تحتضن صينيتها،فصفقت سمر بكفيها وقالت بحماس"هل أنت مستعدة لاستخدام أصابعك وخيالك مجددا؟"
نظرت لها ثريا بعدم فهم ثم قالت"ماذا تقصدين؟"
رفعت سمر الهاتف أمام وجهها وقالت"انظري لقد نشرت صورتي مرة أخرى في وضعيات مختلفة وأنا أرتدي الكنزة التي صنعتها من أجلي،واحزري ماذا؟"حركت إبهامها ترفع الشاشة وتشير لشيء ما"خمس طلبات من الصباح إلى الآن،يريدون نفس الكنزة،وكثيرون أبدوْا إعجابهم بها"
رفعت ثريا حاجبيها تقول باندهاش"هل أنت جادة؟"
هزت سمر رأسها مرتين بتأكيد تقول"طبعا،لقد آثرت أن أسألك أولا عن ثمنهم وأعرف إن كنت ستقبلين تلك الطلبات أم لا!"
ردت عليها باندفاع"طبعا سأقبل،أحتاج أن أعرف المقاسات فقط وسأباشر بحياكتهم في أسرع وقت!"
ردت عليها سمر بتفكير"هكذا إذا، ما رأيك أن تنشئي صفحة خاصة بعملك على الانستغرام؟ ومنه تستقبلين الطلبات من هناك مباشرة،وتستطيعين إنشاء حملات إعلانية منه كما وضحت لك عَلْيا سابقا"
أجابتها بعجز"لكن الموقع الوحيد الذي أصبحت أجيد استخدامه هو الفايسبوك،ولا فكرة لدي عن كيفية عمل الستغرام أو لا أعلم ما اسمه"
اقتربت منها سمر وقالت"إنه ليس بتلك الصعوبة،وهو أكثر عملية خاصة عندما يتعلق الأمر بالمشاريع الصغيرة،ابدئي أنت بإنشاء صفحتك الخاصة أولا ثم ستتعلمين للباقي فيما بعد..لا تنسي وضع صور عالية الجودة لتمنحي لما تحيكينه قيمة إضافية."
مطت ثريا شفتيها بتفكير فهي لم تفكر من قبل في تصوير أعمالها او عرضهم بهذه الطريقة وكانت دائما تكتفي بالطرق التقليدية،كأن تخبر إحدى الجارات صديقتها وتتناقل النساء الأخبار فيما بينهم،هكذا فقط.
نظرت لها سمر واستطاعت لمح الحيرة على ملامحها فاقترحت"تستطيعين استخدام صورتي حاليا في انتظار أن تجدي طريقة أفضل لعرض قطعك الخاصة،وأنا سأنشر حسابك على حسابي وأطلب من المتابعين أن يدعموا مشروعك الصغير إلى أن يصبح كبيرا،وبهذا تحصلين على عدد لا بأس به من المهتمين بما تفعلينه"
رمشت ثريا عدة مرات ثم رفعت نظراتها تتأمل وجهها لثواني وهي تشعر بمشاعر غريبة لكن جميلة تجتاحها،مزيج من التأثر،المحبة والجميل،ابتلعت ريقها تكبح تلك المشاعر ثم قالت بنبرة صادقة"شكرا على اهتمامك يا سمر،لن أنسى معروفك هذا!"
نظرت لها سمر باستغراب ثم قالت ببساطة"أنا لا أقدم لك معروفا يا ثريا،الأمر أبسط من ذلك،كأنني أساعد عَلْيا أو أنس..اعتبريه جزءا من صداقة حديثة العهد"
ابتسمت ثريا بامتنان وهي تهز رأسها بالإيجاب قائلة بتأكيد"نعم،هذا هو التعبير المناسب،صداقة حديثة العهد"
ابتسمتا في وجه بعضهما،فقال أسامة الذي كان يضم ذراعيه لصدره ويستمع للحوار منذ بدايته"جانب لطيف نادرا ما أراه من فتاة بقساوتك!"
ابتسمت في وجهه بتكلف ثم تجاهلته تماما وهي تركز مع توجيهات سمر الذي بدأت بالفعل في إنشاء حساب لها.
أخذ ينظر لحساب سمر من خلال هاتفه وقد تملكه الفضول بشأن ما تتحدث عما تحيكه ثريا،تأمل الصورة. بإعجاب ثم رفع نظراته لهما وقال يوجه كلماته لثريا"موهبة تستحق الإشادة بالنسبة لفتاة بمثل قساوتك!"
ضيقت عينيها تنظر له بعدم رضا،فقالت سمر بتساؤل"لماذا تصر على نعتها بالقاسية؟"
رفع حاجبه ينظر لثريا بمكر ثم قال"أنا أعلم وهي تعلم!"
تكلمت ثريا باندفاع وهي تنظر لسمر"هو فقط من يعلم أنا لا شأن لي بما يعلم!"
نقلت سمر نظراتها بينهما قائلة ببساطة"هنيئا لكنا بما تعلمانه إذن!، أما ما أعلمه أنا هو يجب أن أعود للعمل الآن" أرسلت رسالة لثريا تحمل اسم المستخدم وكلمة المرور ثم أدخلت الهاتف في جيبها قائلة"سأذهب الآن،لنتقابل لاحقا،لنكمل ما بدأناه يا ثريا"
أومأت الأخيرة بتأكيد تقول"إلى اللقاء إذن!"
وربت أسامة على شعرها قائلا"لنلتقي بعد انتهائك من العمل،لدي شيء أريك إياه"
سألته بفضول"ما هو هذا الشيء؟"
رد عليها بابتسامة"إنها مفاجأة"
ضيقت عينيها تنظر له بفضول،ثم قالت"حسنا،لنلتقي بعد ساعات إذن" أشارت لهما مودعة"تشاو تشاو!"
تتبعها أسامة إلى أن دخلت إلى المبنى المقابل ثم نظر لثريا التي كانت تعبث في هاتفها بتركيز،خطفه من يدها بسرعة ثم أدخله لجيبه قائلا"هذا الهاتف مصادر إلى أن تنتهي من عملك!"
هتفت باستنكار واقتربت منه بجنون تريد هاتفها"هاتفي!"
رفع يديه عاليا مقلدا نبرة صوتها مجددا"لا تلمسيني ولا تقتربي مني" ثم استدار تاركا إياها تستشيط غضبا وتضرب الأرض برجلها بغضب جنوني،لكنها اختارت عدم اللحاق به،وهي في غنى عن أي تقارب منه قد يربك كيانها مجددا.
_____________________
"بعد ساعات"
'في شقة أشرف'
دخل شقته بعد أن أوصل عزة لبيت والدهم،دخل الحمام فورا ليستحم عله يتخلص من تعب العمل،وتعب رؤيتها كل يوم بدون أن يستطيع الاقتراب منها أو التعامل معها بأريحية،إنه يشعر بها تتسرب بداخله ومن بين أنامله أيضا..لم يحضيا بمحادثة عادية منذ ذلك اليوم في النادي الرياضي،وطبقت فعلا ما قررته بشأنه،أن لا تحادثه إلا عند الضرورة القصوى وعندما يتعلق الأمر بالعمل،أما غير ذلك،فهي تنجح دائما في التظاهر بتجاهله لكنه أصبح يحفظها ويعرفها جيدا،ويستمتع بنظراتها التي تلاحقه في كل مكان،فيأخذ نفسا عميقا مطمئنا من أنه ليس الوحيد الذي يلاحقها بنظراته،وأنها بالرغم من تظاهرها من تخلصها من تأثيره إلا أنها لا زالت عالقة هناك في أثيره.
خلل شعره بأصابعه،وسمح للمياه بالتسرب بسلاسة على كامل جسده،فأغمض عينيه مفكرا أنه عانى من وقت عصيب مؤخرا،ومشاعر القلق بشأن عزة وزكريا تعصف بدماغه وصدره،ولم يفاتح بعد والدته في الموضوع ليعرف رأيها أولا قبل أن ينتقل للمهمة الصعبة وهي إقناع والده.
كيف سيقنع والده وهو بنفسه ليس مقتنعا،نعم يعلم أن زكريا رجل جيد لا تشوبه شائبة ولا عبار عن أخلاقه،لكنه خائف من المصير الذي سترمي به شقيقته نفسها،بل قلق من ذلك حقا،خاصة وأنه استطاع كشف الستار عن مشاعرها اتجاهه وأدرك أيضا أن ما خفي منها أعظم بكثير،وموقف زكريا يربكه،فهو لا يعترف بسبب رغبته في الزواج من عزة،ولكنه يبدي إصرارا غريبا على موقفه.
سمع طرقات على باب شقته،فأسرع بالانتهاء من حمامه ليرى من الزائر المفاجئ،ارتدى ملابس بيتية مريحة ثم فتح الباب ونظر باستغراب لمراد الواقف أمامه وقال"مراد ماذا تفعل هنا؟"
تجاوزه قائلا باستهتار"أنا جائع،لم أستطع أن أصبر لأصل للمنزل أولا،فكانت شقتك هي الأقرب"رمى حقيبة ظهره بعبث على الكنبة،ثم ارتمى فوقها مغمضا عينيه بتعب.
نظر له أشرف بتفحص قائلا"انهض،واخدم نفسك بنفسك.. الأكل في الثلاجة"
أومأ مراد فهم أشرف بسؤاله عن شيء،لكن قاطعه صوت رنين هاتفه على المنضدة القريبة من الباب.
التقطه ثم رد"آه،أسامة هل وصلت؟..حسنا دقيقة وسأنزل عندك"
قطع الخط وأدخل الهاتف في جيب بنطاله البيتي ثم قال وهو يهم بالمغادرة"الطعام في الثلاجة،سأعود بعد قليل،لا تغادر قبل أن أتحدث معك في موضوع مهم"
أومأ مراد موافقا وهو يتجه نحو المطبخ ثم قال ببساطة"حسنا"
أخذ أشرف مفتاحه ثم خرج من شقته متجها نحو المصعد.
*******
نزل أسامة من السيارة،ولحقت به سمر تتطلع في البناية الشاهقة أمامها ثم سألته بفضول"ما هذا المكان؟"
رد عليها"ستعرفين بعد قليل!"
ضيقت عينيها تنظر لأشرف الذي يتجه نحوهم،وفعل المثل أيضا وقد استغرب تواجدها هنا،مالت قليلا باتجاه أسامة ثم همست وهي تغطي شفتيها بكفها"ماذا يفعل هذا هنا؟"
رد عليها ببساطة"إنه يسكن هنا!"
مطت شفتيها تتأمل المكان بفضول ثم قلبت عينيها تتجاهل أشرف الذي حياهما بهدوء،وألقى نظرة سريعة على قدميها وقد تخلصت من الكعب العالي الذي تعتمده في السفر،فبدت أكبر من الدمية بقليل.
تنحنح يبتلع ريقه وقد شعر ببوادر شروده المعتاد في تفاصيلها،فآثر التزام حدوده احتراما لأسامة.
اقترح بهدوء"لنصعد لشقتي إلى أن يصل صاحب الشقة الأخرى"
تفحص ساعة يده قائلا"هل سيتأخر صاحب الشقة كثيرا؟يجب أن أعود للعمل"
نظرت لهما سمر بعدم فهم وقالت"هل سيشرح لي أحدكما ماذا نفعل هنا؟وعن أي شقة تتحدثان؟"
قال أسامة موضحا"لقد أخبرتك سابقا أنني أريد شراء شقة،وأشرف اقترح علي إحدى الشقق في هذه البناية،خاصة وأنني زرت شقته من قبل وأعجبتني فأحضرتك اليوم لنراها معا"
سألته بحماس"هل ستراها لأول مرة؟"
هز رأسه بالإيجاب،فتعلقت بذراعه وقالت بحماس "مرحى! أنا متحمسة لذلك،أخيرا ستمتلك شقة خاصة بك!"
ضيق عينيه قائلا"أعتذر لأنني أثقلت عليك في بيتك آنسة سمر"
ضربت كتفه بقوة وهتفت بعتاب"لم أقصد ذلك،لا تحرف كلامي..لقد قصدت أن حلمك كان دائما أن تمتلك بيتا خاصا بك،وأنا سعيدة لأنك ستستطيع تحقيق ذلك أخيرا"
دلك مكان الضربة وقال بألم"أعلم أعلم،لقد آلمتني!"احتضن كتفها مقبلا فوق شعرها"لقد كنت أمزح فقط،أمزح"
غمغمت"مزحة بغيضة على فكرة!"
نظر لهما أشرف بغيرة طفيفة ذكرته بأول أيام تعارفه معهما،فحرك رأسه يطرد الفكرة وقال"لقد أتى صاحب الشقة".
انضم لهما رجل في أواخر الخمسينات،مهندما غزا الشيب شعره، مد كفه لأشرف أولا"مرحبا سيد أشرف،أعتذر عن تأخري"
صافحه أشرف بعملية"أهلا بك سيدي،لا عليك،لقد وصلا للتو" أشار لأسامة،الذي مد يده يصافحه الرجل هو الآخر"هذا أسامة،الذي حدثك عنه سابقا،وهذه سمر"
ابتسمت في وجهه ببشاشة ومدت يدها تصافحه أيضا، فقال بلطف"لا بد أنكما ثنائي حديث الزواج تبحثان عن شقة لتستقرا فيها"
قهقه أسامة عالية وابتسمت سمر بحرج موضحة "لا لا،الأمر ليس كذلك،إنه خالي"
فغر الرجل فمه بإحراج قائلا"اعذراني، لم يبدو لي الأمر كذلك"أشار للبناية"تفضلوا"
ابتسم أسامة قائلا"لا عليك،لقد اعتدنا الأمر" ثم تقدم أولا يمشي مع الرجل الذي بادر بالتحدث عن مميزات الحي والبناية وما إلى ذلك.
وسمر كانت تتفحص هاتفها خلفهما باهتمام،فاقترب منها أشرف قائلا بهدوء"لا يبدو أنني الوحيد الذي أسأت فهم علاقتكما"
رمقته بنظرات جانبية ثم ردت عليه باقتضاب"هذا يحصل كثيرا"
لم يستسغ الأمر ويعلم في قرارة نفسه أنه مخطئ فيما يشعر به،فسألها يغير الموضوع"هل أنت مستعدة لأول رحلة عمل لنا معا؟"
ردت بجفاء"سيرافقنا العم محمد،إن كنت قد نسيت"
فتمتم"لم أنسى"
تمتمت هي الأخرى"جيد!"
سألها مجددا"هل ستحضرين خطبة أنس وعَلْيا؟" إنه يتعمد قول أي شيء ليتحدث معها،وهذا ما استشعرته أيضا،وقد دغدغها ذلك الشعور رغما عنها.
ردت عليه بجفاء"ماهذا السؤال البديهي،بالطبع سأكون حاضرة"
أومأ ثم قال"هكذا إذن!وأنا سأكون هناك أيضا"
ابتسمت في وجهه بتكلف"لم أسأل!"
رد ببرود"آه ظننت أنك سألتِ،اعذريني فأنا أبذل جهدا لأسمعك من طول عقلة الإصبع،لا تصلني سوى ذبذبات طفيفة"
توقفت عن المشي وطالعته ببرود من رأسه إلى أخمص قدميه مرتين بعيون مقلوبة وحاجبين مرفوعين ثم تنهدت بعمق تتحكم في أعصابها وقالت ببرود"لن أرد عليك،فسبحان الخالق ما زاده ربي لك في الطول ينقصك في العقل! حالة مستعصية تستحق الشفقة حقا!"
ضحك باستمتاع وقد نجح أخيرا في استفزازها والتخلي عن الجمل المقتضبة التي لا تشبعه أثناء حديثه معها.
تجاوزته مصدرة همهمة غاضبة ثم تعلقت بذراع أسامة ونظرت له بحنق قبل أن تشيح بصره عنها.
صعدوا جميعا إلى الشقة وقد كانت مقابلة لشقة أشرف.
دخلت سمر أولا تتفحص المكان بفضول وجرت ناحية النافذة الزجاجية الكبيرة المطلة على الشارع ثم قالت بانبهار"المنظر رائع يا أسامة"
تجولت في أنحائها باستكشاف ونظراته تلاحقها هنا وهناك،بالرغم من تظاهره بالحديث مع أسامة وصاحب الشقة،إنها حقا أقرب لدمية سمراء جميلة يرغب باستماتة في أن يحتجزها في مكان خاص بهما وحدهما ولا يخرجها منه إلا للضرورة القصوى..وهذا الشعور بدأ يخيفه حقا ،إنه شيء أقوى من التملك بمراحل.
تحدث أسامة يوجه كلماته لسمر"ما رأيك سمارا؟"
اقتربت منه وقالت بإعجاب"إنها جميلة جدا،لقد بدأت بتزيينها في عقلي بالفعل"
ضحك أسامة وقال مازحا"أتمنى فقط أن يتفاهم معنا المالك في الثمن ليكون جميلا أيضا كجمال الشقة،أليس كذلك؟ يا سيدي؟"
ابتسم الرجل قائلا"لا تقلق،سنخرج من هنا راضيان تماما عن هذه الصفقة"
ابتسم أسامة وقال"أتمنى ذلك!"
_______________________
'يوم خطوبة عَلْيا وأنس'
كانت ليلى تجلس على سرير عَلْيا وتشاهد أحد الفيديوهات بتركيز،وعَلْيا تتحرك ذهابا وإيابا في الغرفة بتوتر وتتفحص ساعة يدها،لم يتبقى على موعد قدوم أنس وعائلته سوى خمس ساعات،وهي الآن تنتظر قدوم سمر لتساعدها في تجهيز نفسها.
نزعت ليلى سماعة الهاتف ونظرت لعَلْيا بتركيز ثم قالت"أنت متوترة للغاية،يجب أن ترتاحي قليلا،اذهبي واستحمي علك تشعرين ببعض الاسترخاء"
ردت عليها بتوتر"ليس هذا وقت نصائحك يا ليلى،سمر تأخرت ويجب أن أساعدهم في المطبخ قليلا بعد الانتهاء من زينة وجهي"
سألتها ليلى باستغراب"ألم تطردك الخالة سميرة من المطبخ،قبل لحظات، لماذا تصرين على فعل كل شيء بنفسك؟"
تنهدت عَلْيا تكبح أول جواب طرأ على بالها وهو'لأن الأم التي من المفترض أن تفعل ذلك لم تؤدي دورها على أكمل وجه'،نظرت لأختها لثواني وهي تفكر أن شخصية ليلى السلسة جعلتها تتغاضى عن الموقف الذي وضعتها والدتها به وقد بدأت نوعا تتقبل أن لها شقيقة،بالرغم من أنها تشعر بالحنق من أن نادية لم تكلف نفسها عناء الاتصال بها ولو مرة منذ قدوم ليلى لتشكرها على استقبالها عندها في البيت على الأقل،بينما كانت دائمة التواصل مع ليلى وسؤالها عن حالها وحياتها..
ابتلعت غصة مؤلمة وشعرت بجرح غائر في صدرها وسيطرت عليها أفكار سوداوية كانت تلاحقها منذ وقت طويل وأصرت عليها مؤخرا،إن كانت حقا تعاني من مشكلة ما منذ البداية وهذا ما جعلها منبوذة عاطفيا من طرف والديها،فلا يعقل هذا،لا يعقل أن كل منهما يعيش حياته بشكل جيد مع أبنائه بينما هي هنا في ركن بعيد عن كل منهما ولا أحد يهتم بها حقا.
طال انتظار ليلى لجواب عَلْيا،فترددت قليلا قبل أن تسألها"هل دعوت أمي؟"
ابتسمت عَلْيا بسخرية ثم ردت عليها ببرود"دعتها جدتي على ما أظن!"
والحقيقة أن عَلْيا من طلبت منها ذلك،فقد أقنعها أنس بطريقة ما،بدعوى أن الحياة مستمرة ولا يريدها أن تندم على شيء يوما ما،فاستسلمت صاغرة أمامه وسمحت بأن ينتصر أحد جانبي صراعها الداخلي بين رغبتها في أن يحضر والديها لحدث كهذا في حياتها،وعدم تقبلها أن لا يتواجدا في أي مرحلة من مراحل حياتها سوى الآن،وحقيقة أنهما لا يستحقان ذلك بعد كل هذه المدة.
نظرت لها عليها لثواني ثم سألتها بجفاء"هل أخبرتك بأنها ستأتي؟"
هزت ليلى كتفيها وقالت"لا أعلم،قالت ربما"
هزت عَلْيا رأسها يمينا وشمالا عدة مرات وهمهمت بسخرية،ثم حملت منشفة حمامها وقالت"سأذهب للاستحمام قبل وصول سمر،جهزي الملابس التي سترتدينها الليلة".
حكت خلف شعرها بإحراج وقالت"لا أملك ملابس تناسب هذه المناسبة"
رفعت عَلْيا إحدى حاجبيها وقالت باستنكار"لماذا لم تخبريني قبلها؟"
ردت بنبرة صريحة"لأنني ظننت أنني لن أحضر؟"
قوست عَلْيا حاجبيها وسألت باستفسار"لماذا؟"
هزت كتفيها ببساطة قائلة"فكرت في أنك لا تريدين أن يحضر هذه المناسبة سوى المقربين"
حوقلت عَلْيا بنفاذ صبر ثم قالت بنرفزة"ما بدأته ثريا هذا الصباح ستكملينه أنت، واحدة تقول اعفيني لا أستطيع الحضور لأنني لست طرفا من العائلة،والأخرى شقيقتي وتقول لن أحضر لأنني لست من المقربين، هل تحاولان إخراجي عن طوري في هذا اليوم السعيد،أنا بالكاد أستطيع تحمل الضغط والتوتر الذي أشعر به" تحركت في الغرفة بتوتر مجددا تبحث عن هاتفها فوجدته أخيرا ثم ضغطت على الشاشة بسرعة تتصل بسمر،وسألت ليلى"ما هو مقاسك؟"أجابتها الأخرى بسرعة،وجاء ذلك متزامنا مع رد سمر على الهاتف،فسألتها بتوتر"سمر هل لازلتما في محل كراء القفاطين؟"
ردت عليها سمر"لقد اختارت ثريا ما سترتديه للتو وسيمر علينا أسامة بعد قليل"
تنفست عَلْيا الصعداء ثم قالت"اختاري قفطانا جميلا لليلى أيضا أرجوك،فلا أملك الوقت الكافي لأوصلها عندكما"
طمأنتها سمر"اطمئني أنت، ولا تقلقي، يجب أن ترتاحي الآن وأنا سأتكلف بالباقي،سأرسل لها النماذج عبر تطبيق الرسائل"
أومأت وتنهدت براحة"شكرا سمارا" ثم أغلقت الخط ونقلت نظراتها لليلى التي تنظر لها بفضول"سترسل لك سمر بعض النماذج واختاري ما سيعجبك من بينها"
تمتمت"لكن.."
ردت عليها باندفاع"بدون لكن يا ليلى،اسمعي الكلام وارحميني أرجوك" ثم انسحبت إلى الحمام.
وليلى تنظر لأثرها باستغراب،فمنذ قدومها لا تنفك تكتشف العديد من جوانب شخصيتها،تهتم بها وبما تريده ولكنها تجافيها في الوقت ذاته،تتصرف معها بأريحية أحيانا لكنها سرعان ما تضع الحدود بينهما..كانت تشعر بأن تواجدها في هذا المنزل غير مرغوب فيه،لكن سرعان ما بدأت تشعر بالألفة مع عَلْيا وجدتها وثريا وجميع من في الحي،وكونت صداقة مع حمادة أيضا خاصة أنهما في نفس الفصل،أخرجها من تفكيرها صوت رنة الهاتف معلنا عن وصول رسالة من سمر ثم بدأت تبحث عن ما يلائم ذوقها وهي لا تشعر حقا بأنها ترغب بارتداء زي أنثوي،وترتاح أكثر في ملابسها التي تشبه ملابس الصبيان.
*********
خرجت عَلْيا من الحمام تجفف شعرها بالمنشفة فسمعت رنين هاتفها وكانت النغمة المخصصة لأنس،هرعت لغرفتها والتقطته من فوق السرير ثم فتحت الخط وهمست"أنس"،فأتاها رده بصوت عميق"روح أنس وعَلْياؤُه"
ابتلعت ريقها وشعرت بتورد خديها فسألها بهدوء"ماذا تفعلين؟"
نظرت لنفسها في المرآة،تلف جسدها بمنشفة كبيرة فقالت بهدوء"أنتظر قدوم سمر وثريا،ماذا تفعل أنت؟"
اعتدل في سريره وأغمض عينيه بتعب ثم قال بهدوء"لقد عدت من السوق للتو مع أمي،وسآخذ قسطا من الراحة الآن،لأستطيع أن أكون معك بكليتي الليلة"صمت قليلا ثم قال مجددا"أتمنى أن ننتقل مباشرة ليوم عقد القران،أو لأقل ننتقل لليوم الذي ستكونين فيه بجانبي دائما"
تحسست نبضات قلبها العالية ثم رمشت عدة مرات وهي تشعر بفراشات تدغدغ معدتها ثم انتقلت تلك الدغدغة لصدرها فشكلا معا سمفونية لذيذة أشعرتها بانتشاء لا تريده أن ينتهي أبدا.
وهمست بخجل"لم يتبقى الكثير على ذلك"
احتج قائلا"ألا تظنين أن شهر وقت طويل لعقد القران؟"
ردت عليه بهدوء"يجب أن ننتظر عودة سمر وأشرف من رحلة العمل"
احتج مجددا بصوت ناعس"هذا غير معقول أبدا، أنا أريد أن أحتضنك كما أريد وأراك في أي وقت أريد،لا يعقل أن أنتظر شهرا كاملا"
شعرت بالخجل فضحكت بخفة وقالت"في الحقيقة المدة شهر وبضعة أيام"
حوقل بصوت عالي وقال بعدم رضا"لا يعقل هذا، لا يعقل…أنا أحتج"
ابتسمت بنعومة وهي تستمع لاحتجاجه الذي بدا لها لطيفا جدا وهي تعلم جيدا أنه لا يستطيع إقامة حفلة الزفاف بدون أشرف وهي أيضا لا تستطيع أن تفعل ذلك بدون سمر،لذلك قررا تأجيل الأمر إلى حين عودتهما من السفر.
اقتحمت سمر الغرفة تحمل العديد من الأكياس، فكانت عَلْيا تغير ملابسها وتتحدث مع أنس في نفس الوقت،سألتها سمر بهمس"من؟"
ردت عَلْيا بهمس أيضا"إنه أنس"
اقتربت منها ونزعت الهاتف من يدها ثم قالت بعملية"نعتذر عن إزعاجكما يا سيد أنس لكني سأصادر هاتف عَلْيا إلى حين لبس خاتم الخطوبة،وممنوع إزعاجنا من فضلك"
ضحك أنس بهدوء ثم رد عليها"اعتن بما يخصني جيدا يا سمر،ولكن ارأفي بقلبي المسكين"
ضحكت سمر ثم قالت بحزم"احتشم يا ولد،لا بد أن الحب أفقدك المتبقي من عقلك،المهم عَلْيا في الحفظ والصون لا تقلق"
رد عليها بهدوء"أعلم ذلك! مرري لها الهاتف ثم سأغلق الخط بعدها مباشرة"
أومأت سمر ثم مررت الهاتف لعَلْيا،فناداها أنس قائلا"عَلْياءْ أنت هنا؟"
همهت"نعم هنا!"
همس بصوت متحشرج"نلتقي في المساء إذن يا أُنْسَ أنس"
تورد خديها بشدة فهمست هي الأخرى"نعم نلتقي في المساء"،أغلق الخط فوضعت الهاتف جانبا وهي تكمل ارتداء ملابسها بشرود،وتشعر بحرارة تشع من خديها.
نظرت لها سمر بمكر ثم قالت تمازحها"الحمد لله والشكر لله لن أضيع مورد الخدود خاصتي فالسيد أنس تكلف بالأمر" ثم قهقهت عاليا وهي ترى عَلْيا وقد غطت وجهها بخجل وتقول من بين كفيها"توقفي يا سمر"
هزت سمر كتفيها ببراءة"أنا لم أفعل شيئا!"
ثم صفقت بيديها وهتفت عاليا بالاسبانية"Es hora de brillar” نظرت لها عَلْيا بعدم فهم فرددت سمر بنفس الحماس"It’s time to glow up” بمعنى'حان وقت التوهج'.
******
بعد ساعتين تقريبا انتهت الفتيات من تجهيز أنفسهن، وتكلفت سمر بتزين وجه عليها بمكياج ناعم يناسب ملامح وجهها والقفطان الذي ارتدته وتسريحة الشعر البسيطة فقد اختارت عَلْيا أن تترك شعرها مفرودا وقد وصل طوله إلى كتفيها ثم زينته بمشبك شعر من اللؤلؤ الأبيض ولمت به خصلة كبيرة بجانبها الأيمن.
زينت وجه ثريا أيضا والتي امتنعت في البداية عن وضع الزينة على وجهها لكن سمر أقنعتها بأعجوبة بأنها ستكتفي بإخفاء آثار الصفعة وستضع لمسات خفيفة لن تغير شيئا بملامحها لكنها ستجعلها تبدو أكثر إشراقا،وطبعا لم تنسى تزيين وجهها أيضا ولم تتخلى عن أحمر شفاهها القاني هذه المرة واختارت نفس لون الشفاه الذي اعتمدته في حفلة افتتاح أسامة للكوفي شوب،أما ليلى ففضلت عدم تزين وجهها أبدا.
********
نزلت عَلْيا من الدرج وخلفها سمر وليلى وثريا يهتفون بفرح وحماس"الصلاة والسلام على سيدنا محمد لا جاه إلا جاه النبي محمد الله معا الجاه العالي"
خرجت آمنة وسميرة من المطبخ على صوت الفتيات،وختمت الأخيرة التعشاق المغربي بزغرودة طويلة تبعتها أمينة في تنفيذها والفتيات يرددن كلمات التعشاق مجددا بحماس أكبر.
كانت عَلْيا تبتسم بفرحة عارمة وتشعر بأنها في حلم فلا تصدق حقا أن اليوم خطبتها على أنس الذي كان قبل أشهر فقط كحلم بعيد كتب عليه عدم التحقق،لكنه تحقق الآن وهي لا تحلم.
رمشت عدة مرات تحرك يديها أمام وجهها لتمنع دموعها فلاحظتها سمر أولا واقتربت منها تنفخ في وجهها وهي تهتف"لا لا تبكي ستفسدين زينة وجهك،سأقتلك يا عَلْيا إن فعلتها" وحركت يديها أمام وجهها بسرعة..ابتلعت عَلْيا ريقها ثم قالت بصوت متحشرج"حسنا حسنا لن أبكي".
اقتربت منهم سميرة ودمعت عينيها بتأثر"ما شاء الله ما أجملكن،حفظكما الله" احتضنت عَلْيا بحنان وربتت على ظهرها بلطف.
اقتربت منها آمنة ثم أجهشت بالبكاء بتأثر وهي تقول"لقد كبرتِ يا عَلْيا،كنت بهذا الحجم عندما أحضرك والدك لتبقي معنا"وأشارت لخصرها.
تغيرت ملامح عَلْيا توشك على البكاء هي الأخرى فصاحت فيهما سمر"توقفا عن البكاء حالا، يا الله إنه يوم سعيد يوم سعيد،لماذا تبكون؟ هل تريدون أن أبكي أنا الأخرى؟"ثم نفخت على وجه عَلْيا مجددا"لقد انتهيت من عينيك بصعوبة يا عَلْيا فلا تخربي زينة وجهك أرجوك،لم يتبقى القليل على وصول أنس،هل تريدين أن يرك تشبهين الباندا؟"
هزت رأسها نفيا وهي تمسح جانب عينيها بحذر"حسنا لن أبكي؟أرأيت لقد توقفت الدموع" ثم انحنت تحتضن جدتها بقوة كبيرة تعبر عن الكثير من المشاعر العميقة بينهما وبادلتها آمنة بحضن أكثر قوة.
طرقات على الباب قاطعت جو التأثر فجرت ليلى لتفتح الباب،وكان أسامة وخلفه حكيم وحمادة.
صفر أسامة بإعجاب ما إن لمح النساء مجتمعات في الردهة الواسعة ثم تراجع خطوتين للخلف وقال منسحبا"لا بد أننا أخطأنا العنوان يا رجال،نعتذر سيداتي"
ضحك الجميع من مزحته،وكانت ليلى الأقرب إليه،أمسك كفها وأدارها حول نفسها ثم قال"مبهرة بالنسبة لفتاة ترتدي ملابس والدها" قهقهت عاليا ثم تأملت زيها المكون من قطعتين،سروال أسود وقطعة علوية تشبه قميصا مفتوحا لكنها تقليدية تصل لنصف فخديها،توزعت نقوش ذهبية على كميها وعلى صدرها وامتدت إلى آخر القميص،وزينت خصرها بحزام موحد اللون أغلقت به فتحته.
رفع نظراته لسمر التي ابتسمت في وجهه ببشاشة،وكانت ترتدي قفطانا باللون الأزرق السماوي بأكمام واسعة تنتهي بتطريزات بنفس اللون ويحيط بجوانبه ووسطه خيط رفيع من عقد ما بين الفضي والأزرق السماوي ،تبتت خصرها بحزام من الفضة يحتوي على عقيق رقيق جدا،وتركت شعرها مجعدا ومفرودا على ظهرها واكتفت بعقد بسيط من اللؤلؤ يحيط عنقها.
رفع أسامة كفه عاليا وجمع إصبعي الإبهام والسبابة على شكل صفر في حركة معناها مثالي ثم قال"مثالية،هذا ما أستطيع وصفك به"نظر لعَلْيا وقالت بدون مواربة"ننتقل لتقييم زي عروسنا وعلى ما يبدو أن أحدهم لن ينام الليلة من فرط الرقة والجمال"وكان يقصد أنس.
كانت ترتدي زيا ما بين عصري وتقليدي متكون من قطعتين،القطعة السفلية بدون أكمام باللون الأبيض وتنتهي بفتحة أمامية تصل لوسط ساقها وفوقها سلهام شفاف اللون يضم الكثير من الرشمات باللون الذهبي وتنتهي أكمامه بقعد ذهبية وتنتشر أمثالها على الفتحة الأمامية،ولم تنسى إضافة حزام ذهبي من الصم يضم لآلئ بيضاء، قال أسامة يشاكسها"بدون تعليق،سأترك المجال لصديقي عندما يأتي" ضحك الجميع بمرح.
ورفع أسامة نظراته لثريا بوله وانبهار وقد تعمد أن يتركها للآخر ليتأملها كما يشاء،تركت شعرها منسدلا بطبيعية وارتدت قفطانا باللون الوردي الترابي الغامق،كان يبدو باهتا أمام جمالها لكنه سمح لنفسه بتأمل الثوب عليها،زينت كتفيه وصدره تحت وسطها فروعا تشبه فروع شجرة تشابكت فيما بينها،وتزينها حبات عقيق بنفس لون القفطان،وحزام فضي بسيط أحاط خصرها، ابتلع ريقه يتأملها لثواني عديدة فلاحظت سمر انشداهه وسألته بمكر"هل أعجبك قفطان ثريا؟"
همس"مبهر!"حرك رأسه يتمالك نفسه ثم قال بصوت عالي"جميل جدا يليق بها"
جذبه حكيم من قميصه قائلا"هيا يا أسامة دع الفتيات يكملن ما كن يفعلن ولننتظر نحن وصول الضيوف" ثم رفع نظراته لهن وقال"حفظكما الله يا بناتي"
أما حمادة فنظر لليلى وهو يحاول كبح ضحكة ملحة وقال"تبدين غريبة، قفطان،وقصة شعر قصيرة جدا"
ضحكت هي الأخرى وقالت ببساطة"أنا أشعر بذلك أيضا،أخبرتك سابقا أن ملابس الفتيات لا تليق بك"
ضحك وقال"للأسف نعم، عموما لا بأس بك،محاولة جيدة للخروج من عالمنا"
هزت كتفيها بلامبالاة تشير لنفسها وقالت"صدقني أنا مرتاحة أكثر في عالمكم."
قاطع محادثتهم رنين جرس الباب فنظروا لبعضهم ظنا منهم أنها عائلة أنس،لكن حمادة نظر من العين السحرية للباب وقال"إنهما والدي عَلْيا"
نظرت ليلى لعَلْيا ثم خفضت بصرها وهي ترى تشنج ملامحها،احتضنت سمر كف عَلْيا ثم ابتسمت في وجهها بدعم وبادلتها الأخرى ابتسامة مهتزة.
دخلت نادية ترتدي ملابس أنيقة تناسب تماما كونها أم العروس،تحمل باقة ورد كبيرة باللون الأبيض، وبجانبها مصطفى يحمل صندوق هدايا،وكانا قد تقابلا أمام الباب.
اقتربت منها ليلى واحتضنت قامتها بخفة،فسألتها عن أحوالها وعينيها مركزة على عَلْيا التي تنظر إليهما ببرود.
اقترب منها مصطفى أولا ثم قبل رأسها وهمس بحنان"مبارك لكِ يا ابنتي"
ردت عليه بجفاء"شكرا"
كانت نادية تقف خلفه بتردد فاقتربت منها بعيون متأثرة وقالت بنبرة صادقة"تبدين جميلة!"
همست بجفاء"شكرا!" فأكملت نادية وقد آلمتها النبرة الجافة في صوت عَلْيا ولكنها تعلم أنها تستحق ذلك"مبارك لكِ أتمنى لك السعادة الدائمة"
همست مجددا بنفس النبرة"شكرا"
"الصلاة والسلام على رسول الله لا جاه إلا جاه النبي محمد الله معا الجاه العالي" صدح صوت سميرة وقد لاحظت أن الجو يسوده بعض التوتر،فسايرتها سمر وأطلقت زغرودة طويلة وبدؤوا يرددون التعشاق المغربي مرة أخرى.
اقتربت آمنة من ابنها وقالت"حكيم في الداخل" أومأ مصطفى ودخل بخطوات هادئة،فسمعوا الطرقات على باب البيت مجددا وحتما عائلة أنس قد وصلت الآن.

التعشاق المغربي:هو جملة تردد في الأفراح والمناسبات المغربية وتنتهي بزغرودة وهي كالتالي"الصلاة والسلام على رسول لله لا جاه إلا جاه النبي محمد،الله معا الجاه العالي،لولولولولولولولوي"

نهاية الفصل الثاني والعشرين🤍
أتمنى أن ينال إعجابكم،قراءة ممتعة
ولا تبخلوا علي بآرائكم وانتقاداتكم، فرأيكم يهمني 🤍










فاطمة الزهراء أوقيتي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية:
وشمتِ اسمك بين أنفاسي~
بقلمي
🤍أكتب لأحيا الواقع بنكهة الخيال🤍
رد مع اقتباس
قديم 07-03-23, 12:17 AM   #437

فاطمة الزهراء أوقيتي
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء أوقيتي

? العضوٌ??? » 475333
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 612
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond repute
Flower2 قفاطين الفصل.

قفاطين الخطوبة:

قفطان عَلْيا



قفطان سمر



قفطان ثريا



طقم ليلى


رجوة2 and shezo like this.

فاطمة الزهراء أوقيتي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية:
وشمتِ اسمك بين أنفاسي~
بقلمي
🤍أكتب لأحيا الواقع بنكهة الخيال🤍
رد مع اقتباس
قديم 07-03-23, 12:22 AM   #438

فاطمة الزهراء أوقيتي
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء أوقيتي

? العضوٌ??? » 475333
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 612
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond repute
Flower2

قفطان ثريا



رجوة2 and shezo like this.

فاطمة الزهراء أوقيتي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية:
وشمتِ اسمك بين أنفاسي~
بقلمي
🤍أكتب لأحيا الواقع بنكهة الخيال🤍
رد مع اقتباس
قديم 07-03-23, 02:02 AM   #439

فاطمة الزهراء أوقيتي
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء أوقيتي

? العضوٌ??? » 475333
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 612
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond repute
20 Lub u soso🧡

للإشارة
قفاطين حفلة الخطوبة من اختيار ابن خالتي،الداعمة الدائمة والأبدية لي،سهيلة..😍

shezo likes this.

فاطمة الزهراء أوقيتي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية:
وشمتِ اسمك بين أنفاسي~
بقلمي
🤍أكتب لأحيا الواقع بنكهة الخيال🤍
رد مع اقتباس
قديم 07-03-23, 08:19 AM   #440

سناء يافي

? العضوٌ??? » 497803
?  التسِجيلٌ » Jan 2022
? مشَارَ?اتْي » 447
?  نُقآطِيْ » سناء يافي is on a distinguished road
افتراضي وشمت اسمك بين انفاسي

فصل راىع ومبهط سعيدة لعليا وانس وعقبال سمر وأشرف وزكريا وعزة تسلم ايدك

سناء يافي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:19 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.