آخر 10 مشاركات
287 - كذبة العاشق - كاتي ويليامز (الكاتـب : عنووود - )           »          284 - أنت الثمن - هيلين بيانش _ حلوة قوى قوى (الكاتـب : سماالياقوت - )           »          275 - قصر النار - إيما دارسي (الكاتـب : عنووود - )           »          269 - قطار النسيان - آن ميثر (الكاتـب : عنووود - )           »          263 - بيني وبينك - لوسي غوردون (الكاتـب : PEPOO - )           »          التقينـا فأشــرق الفـــؤاد *سلسلة إشراقة الفؤاد* مميزة ومكتملة * (الكاتـب : سما صافية - )           »          الإغراء الممنوع (171) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 1 سلسلة إغراء فالكونيرى..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          غيوم البعاد (2)__ سلسلة إشراقة الفؤاد (الكاتـب : سما صافية - )           »          ياسميـن الشتـاء-قلوب شرقية(26)-[حصرياً]-للكاتبة الرائعة::جود علي(مميزة)*كاملة* (الكاتـب : *جود علي* - )           »          وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

مشاهدة نتائج الإستطلاع: ما هي أكثر شخصية من الأبطال أثارت انتباهكم في الرواية؟؟
سمر 3 27.27%
عليا 5 45.45%
ثريا 7 63.64%
عزة 2 18.18%
أسامة 3 27.27%
أشرف 1 9.09%
أنس 2 18.18%
زكريا 1 9.09%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 11. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree1899Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-02-23, 12:28 AM   #411

فاطمة الزهراء أوقيتي
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء أوقيتي

? العضوٌ??? » 475333
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 612
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond repute
Icon26 عزيزتي Soyo🤍🤍


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Soy yo مشاهدة المشاركة
إبداع في إيداع ، ماشاءالله عزيزتي...دائما اقرأ لك الفصول لكن اعذريني عزيزتي ان لم اعلق عليها ..لاني حقل امر بظروف ظاغطة هذه الأيام.... استمتعت بتقدم أحداث الابطال...وخاصة ابطالي المعجبة بيهم علياء وانس...حبيبي هههه. بتوفيق عزيزتي و تستاهلين كل النجاح على هذا الإبداع المميز 😘😘🥰💞
حبيبتي Soyo مسرورة بمشاركتك الجميلة😻 أنا أعلم تتابعين معي الفصول وهذا بحد ذاته شيء مفرح جدا😻😻
وتغمرني ذبذبات حضورك دائما..
فرج الله كربك عزيزتي وإن شاء الله ستمر الأيام الضاغطة وستحل محلها الأيام المفرحة والهادئة🤍
وأخيرا عثر أنس على عليائه وعثرت عَلْيا على أنسها ومؤنسها🙈


فاطمة الزهراء أوقيتي متواجد حالياً  
التوقيع
رواية:
وشمتِ اسمك بين أنفاسي~
بقلمي
🤍أكتب لأحيا الواقع بنكهة الخيال🤍
رد مع اقتباس
قديم 20-02-23, 10:40 PM   #412

فاطمة الزهراء أوقيتي
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء أوقيتي

? العضوٌ??? » 475333
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 612
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond repute
Flower2 شكر على تصميم 🤍

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة الزهراء أوقيتي مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم








اسمي فاطمة الزهراء وسأبدأ بإذن الله بنشر أول كتاباتي في هذا المنتدى الرائع الذي يضم مجموعة من الكاتبات ذوات الأقلام السحرية التي تنقلنا إلى عالم موازي مليء بجميع المشاعر البشرية الممكنة..ومجموعة من القارئات الذين يسعدن بقراءة ماتبدعه العقول والعيش وسط دوامة المشاعر التي تطبعها الأعمال على النفوس...

أرجو منكم الدعم و التشجيع على هذه الخطوة التي كنت أؤجلها منذ وقت طويل جدا و أتمنى أن أُوفق في إتمام وليدتي الأولى.

في الحقيقة قبل الشروع في التحدث عن الرواية ..أريد أن أتحدث قليلا عن تجربتي في الكتابة و القراءة...
أول مرة أدخل إلى عالم القراءة منذ سنوات ..كنت معجبة بالدراما والموسيقى الكورية وكان هناك منتديات تضم مجموعة من الكاتبات اللواتي يكتبن روايات أبطالها من الشخصيات الكورية المعروفة...بعد قراءة عدد كبير من تلك الروايات قررت أن أكتب لنفسي والاحتفاظ بتلك الكتابات وكنت أقتصر على القصص القصيرة فقط.

بعدها شاءت الصدفة أن أقرأ أول رواية من النوع الاجتماعي الرومانسي وكانت رواية قيد القمر للكاتبة نهى طلبة وقرأت للكاتبة منى سلامة والكاتبة منال سالم و العديد من الكاتبات

لكن ما دفعني حقا للبدء في الكتابة هو أنني أعجبت بهذا النوع من الراوايات عن طريق كتابات الكاتبات تميمة نبيل و كاردينيا و شموسة...الثلاث كاتبات أنا من أشد المعجبات بهن حقا و بكتاباتهن ...كلما قرأت إحدى رواياتهن تحثني نفسي على الكتابة..يسرني أن أقول أنهن مصدر إلهام وتشجيع لي وأن تأثير رواياتهن يرافقني دائما ..وكلنا أعدت قراءة الروايات أشعر أني أقرأها لأول مرة...شكرا لأنكن مبدعات في هذا المجال...


تنويه:الرواية حصرية على منتدى روايتي


رواية وشمتِ اسمكِ بين أنفاسي






ستكون رواية طويلة ذات طابع رومانسي اجتماعي
رواية أبطالها أربع ثنائيات..أربع بنات و أربع شبان.


رواية سنعيش فيها معا معنى الصداقة و الحب بكل أنواعه..

وسنستنتج فيها تأثير العلاقة العائلية على الأبناء وأن الحياة بحلوها و مرها تترك آثارها على أرواحنا.

وكيف أنك أحيانا لاتحتاج لعمر كامل لتدرك أن الشخص أمامك هو نصفك الآخر ...أن الشخص الذي حاربت نفسك كثيرا من أجله هو الراحة التي تأتيك بعد مشقة طويلة عشتها...أن الحب يأتيك أحيانا على شكل صديق اعتدت أن تسكن إليه...أو منافس اعتدت منافسته او ربما عابر سبيل في حياتك أصبح هو حياتك ...
الرواية تدور أحداثها في بلد عربي و بعض المشاهد ستكون في بلد أجنبي سيذكر اسمه...والشخصيات والأماكن من نسج الخيال ولا تمت للواقع بصلة...وأي تشابه بينها و بين الواقع درب من الخيال



شكرا مقدما لأي شخص سيمر من هنا وأي شخص سيعلق أو ينتقد أو يعطي رأيه بصراحة بخصوص وليدتي الأولى(وشمتِ اسمكِ بين أنفاسي)🌼

خاطرة 1: لحظة واحدة تكفي لتقلب حياتك رأسا على عقب وأنتِ كنتِ اللحظة التي قلبت كياني.
خاطرة 2: تظن أنك مسيطر على زمام أمورك ثم بعدها تجد نفسك غريقا في أشياء سعيت جاهدا لتجنبه.


انتظروني غدا الاثنين على الساعة التاسعة بتوقيت المغرب مع المقدمة والفصل الأول ثم سأحرص على تنزيل فصل واحد كل اثنين بنفس التوقيت




مساء الخير جميعا،،
أتمنى أن تكونوا بألف خير،،

أود أن أشكر منتدى قصص من وحي الأعضاء عامة والمصممة Aurora خاصة
على تصميمها لغلاف الرواية🥰 تعبتك معي.
شكرا جزيلا لاهتمامكم شكرا 🙏🏻 🤍

shezo likes this.

فاطمة الزهراء أوقيتي متواجد حالياً  
التوقيع
رواية:
وشمتِ اسمك بين أنفاسي~
بقلمي
🤍أكتب لأحيا الواقع بنكهة الخيال🤍
رد مع اقتباس
قديم 20-02-23, 10:48 PM   #413

فاطمة الزهراء أوقيتي
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء أوقيتي

? العضوٌ??? » 475333
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 612
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond repute
Post خاطرة الغلاف🥀

خاطرة الغلاف🥀



كوشم قديم يصعب إقتلاعه
وشمتِ وجودك الجوهري على كياني
تتسربين بداخلي كتسرب الدماء في الشريانِ
أرسل الباري حواء لآدم ليسكن إليها
وأرسلك لي لتقلبي كياني وسكينتي
فتصبحين أنت سكينتي..
لن أقول أن حبك وَشَمَ روحي
لكن سأقول أنك وشمتِ اسمكِ بين أنفاسي
فلا يغادرني نَفَس إلا ويسبح باسمكِ عاشقا.

فاطمة الزهراء أوقيتي.

shezo and Soy yo like this.

فاطمة الزهراء أوقيتي متواجد حالياً  
التوقيع
رواية:
وشمتِ اسمك بين أنفاسي~
بقلمي
🤍أكتب لأحيا الواقع بنكهة الخيال🤍
رد مع اقتباس
قديم 20-02-23, 11:09 PM   #414

فاطمة الزهراء أوقيتي
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء أوقيتي

? العضوٌ??? » 475333
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 612
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond repute
Post الفصل الواحد والعشرين من رواية وشمتِ اسمكِ بين أنفاسي…🌼




الفصل الواحد والعشرين🌼

قادته قدماه للاقتراب من أشرف أكثر،فوقف في مواجهته،ونطق بدون مواربة"أنا أطلب يد عزة للزواج"
نظر له كل من أنس وأشرف بصدمة،وسمع الأخير صوت شقيقته تشهق بصدمة من الجهة الأخرى قبل أن تنطق بعدها بثواني"أنا موافقة"
رفع كفه في وجه زكريا وقال بعدم استيعاب"ما الذي يحدث هنا؟"
رد عليه بثبات مؤكدا على موقفه"أنا أرغب بشقيقتك زوجة لي"
تجاهل جملته وقال يوجه كلامه لأنس"تفحص حرارة شقيقك يا أنس،لأنه وعلى ما يبدو يريد أن يفقدني ما تبقى من عقلي وعزة تجاريه في ذلك"
همهم أنس باستغراب وهو يتأمل ملامح شقيقه والتي بدت له جدية وقال بفاه فاغر"لحظة يا أشرف،أظن أن زكريا جدي فيما يطلبه"
رفع أشرف كلا حاجبيه يناظر زكريا بتعجب وينتظر تبريرا لما يطلبه الآن،فقال"ماذا يحصل هنا؟" ثم وجه كلماته لشقيقته"لنتحدث فيما بعد يا عزة" وأغلق الخط بدون أن يدرك النار التي اشتعلت بين جنبات صدرها.
كتف ذراعيه وقال بترقب"و!"
ألقى زكريا نظرة سريعة على أنس ثم قال يوجه كلامه لأشرف"لنتحدث على انفراد"
مط أنس شفتيه وقال بامتعاض"ما هذا الأسلوب؟" ثم غمغم يقلده بطريقة مشوهة"لنتحدث على انفراد"
انسحب من أمامهم يغمغم"لقد قاطعتم حديثا مهما في حياتي أساسا" ثم نطق بصوت أعلى"أشرف نادني عندما تنتهي من مخططات الاتحاد السوفياتي التي ستحيكها مع أخي العزيز،لنرى ما نستطيع فعله بشأن عزة"
ما كان يشغل أشرف الآن هو طلب الزواج الذي انبثق من العدم ومن أكثر شخص مستبعد حتما…ليس اعتراضا على شخصه لكن للأمر علاقة أكثر بزواجه من إيمان،خاصة أنه كان شاهدا على قصة الحب التي جمعتهما معا.
نطق يسأله بدون مواربة"لا أظن أن طلب الزواج هذا محاولة منك لإنقاذ عزة من مصير محتوم يا زكريا أليس كذلك؟"
أغمض عينيه يحاول ترتيب أفكاره ثم أدخل كفه في جيبه وقال بهدوء"أريد أن أتزوجها على سنة الله ورسوله،كأي رجل وامرأة،وليس للأمر علاقة بإنقاذها من شيء"
ضيق أشرف عينيه ولم يصدق كلمة مما قال،فانبثقت شرارة في ذهنه ذكرته للتو أن عزة وافقت أيضا..اندفع نحوه بعصبية قائلا"لقد ائتمنتك على شقيقتي يا زكريا،فما هذا الذي أسمعه الآن..طلب زواج وردها مباشرة بأنها موافقة!"قبض على قميصه واقترب منه أكثر ثم قال من بين أسنانه"هل كنتما تستغفلاني من وراء ظهري يا زكريا؟"
توسعت عينا زكريا بعدم تصديق،ثم نفض عنه يد أشرف بقوة وقال بحمية"سأتخطى اتهامك لي يا أشرف،لكن عن عزة فأنا لا أسمح لك بذلك، وفي النهاية هي شقيقتك وأنت أدرى بأخلاقها أكثر من أي شخص آخر"
تراجع أشرف ينظر له بغموض وأفكار عديدة تعبث بعقله ولا يصدق حقا طلب الزواج هذا.
كتف زكريا ذراعيه بعد أن عدل ياقة قميصه وقد تذكر شيئا للتو،فقال بحذر"هل وافقت عزة على طلبي؟"
أغمض عينيه يتذكر معضلة عزة المحتجزة في بيتهم الآن،فاستند على صندوق سيارته وهو يمرر يديه على وجهه بعصبية قائلا بهمس"لا أدري"
ضرب بباطن كفه صندوق السيارة بقوة وأفصح لسانه عن شتائم ولعنات لا تعد ولا تحصى،يائسا من هذا الموقف الذي لا يملك له حلا.
رفع نظراته لزكريا وقال باقتضاب"سأحتاج ذلك السلم مجددا، فأكيد أنني ممنوع من دخول المنزل،ولن أستغرب أن يكون أبي قد غير مفتاح الباب"
أومأ الآخر ورد عليه بهدوء"سأحضر لك السلم،هل تحتاج أن أرافقك؟"
نظر له طويلا وهز رأسه نفيا ثم قال باقتضاب"صدقا،لا أريد حتى الحديث معك،فأفكاري السوداوية عنك وعن عزة التي ائتمنك عليها تستمر في التفاقم بداخل دماغي،ولا أستطيع أن أضمن نفسي..لذلك يستحسن لا، سأتدبر أمري"
كتف زكريا ذراعيه ورد عليه بعدم رضا"هل أعتبر كلامك هذا تشكيكا في أخلاقي يا أشرف؟"
انتفض واقفا ورفع سبابته في وجهه قائلا"اعتبره أي شيء تريده يا زكريا،لكن ما أعرفه الآن،أن أكثر شخص رافض لفكرة الزواج يقف أمامي الآن ويطلب يد شقيقتي والصدفة أنها نطقت بالموافقة فورا كأنها كانت تنتظر مبادرتك، والأسوء من هذا أنني وثقت بك،وطلبت منها مرافقتك في الأيام الماضية زيادة على أنكما تشتغلان في نفس المكان،فكيف تريدني أن أتعامل معك يا سيد زكريا"
أزاح زكريا سبابة أشرف أمام مرآه وقال بجفاء"راقب لسانك يا أشرف فأنت تتهمني بأشياء ثقيلة،ليست من شيمي، ونحن لم نتعرف على بعضنا البارحة،إنها عشرة سنين يا أشرف،ولست حقيرا لأغري أخت صديقي،فحاذر!"
وانسحب من أمامه يتفادى أي جدال معه،فكلاهما في حالة تأهب وتوتر وآخر ما يفكر فيه أن يتشاجر مع أشرف عن عزة،فيكفيه هول الخطوة التي أقدم عليها،ولا يدري ما التالي.
أخرج السلم من منزله،ووضعه أمام سيارة أشرف، يتبادلان النظرات،المعاتبة والفارغة…
أدخل أشرف السلم في صندوق سيارته بعصبية وهتف يوجه كلماته لمراد وحمادة اللذان كانا يراقبان الموقف من بعيد فقط"اصعدا!" وركب سيارته.
خرج أنس من استوديو عَلْيا قائلا"انتظر يا أشرف سأرافقك"
هز أشرف رأسه رافضا"لا داعي يا أنس،سأحل الأمر بنفسي"
ضيق أنس عينيه ينظر به بحذر"على ماذا تنوي؟"
رد عليه بتخبط"لا أدري يا أنس،لا أدري" ثم انطلق بسيارته.
*************
'في منزل عَلْيا'
اقتربت عَلْيا من ثريا تحمل كيس ثلج غلف بوشاح قطني،ووضعته برفق على خدها مكان الصفعة.. تململت ثريا ثم عادت إلى نفس وضعيتها،جاحظة العينين وهالة من البرود تحيط بها،سألتها عَلْيا بحذر"ثريا هل تسمعينني؟"
رمشت عدة مرات،ثم رفعت نظراتها لها وهمست بصوت مبحوح"هل قلت شيئا؟"
انحنت عَلْيا لمستوى جلستها وسألتها بلطف"هل أنت بخير؟"
ردت عليها بهمس"أنا بخير" ثم صمتت تشعر بثقل يجثو على روحها..ولم تستوعب بعد، انفعالها قبل قليل،والصفعة التي تلقتها..وقد برز أمامها شريط حياتها وقسوة والدها وهروبها من المنزل..
رفعت كفها تبعد كيس الثلج عن خدها ثم تحسسته برفق،ملمس متدرج،لم تستشعره منذ زمن…وقد كان خدها قد اعتاد عليه منذ طفولتها،لولا تجدد خلايا الجلد والتئام الجروح لوشمت الكثير من الكدمات على وجهها وجسدها،كما وشمت على روحها.
صدح رنين هاتفها في المنزل،فأخرجته من حقيبتها وظهر اسم أسامة على الشاشة،فتحت الخط،فهتف أسامة"مونارش،أين أنت؟ هناك الكثير من الزبائن وأيوب قد غادر باكرا اليوم،ولا أستطيع التعامل مع الأمر"
ردت عليه بجفاء"سآتي حالا" ثم أغلقت الخط وانتفضت واقفة تقول"يجب أن أذهب للعمل!"
أوقفتها عَلْيا قائلة"لا تذهبي اليوم،اعتذري من أسامة وارتاحي هنا فالمنزل،سيتفهم الوضع"
هزت رأسها نفيا وقالت بإصرار"لا،سأذهب"
نظرت لها عَلْيا بغموض وحيرة،ولأول مرة تفكر في أنها لا تعرف شيئا عن ثريا،لا عن خلفيتها أو خلفية عائلتها، لا شيء سوى أنها من تشتغل مع أسامة وصديقة عزة ولا تسكن مع والديها.
اقترحت عليها"هيا سأوصلك بالدراجة النارية"
همت بالاعتراض فأوقفتها بإصرار"أنا مصرة،لا تعاندي"
أومأت بانصياع ثم لحقت بها وهي تتحسس خدها بين الفينة والأخرى.
أخرجت عَلْيا دراجتها من غرفة صغيرة تفصل بين المنزل والاستوديو،فوقف أنس خلفها يناظرها باستغراب"إلى أين؟"
أفزعها صوته فتسارعت دقات قلبها واكتست حمرة الخجل خديها وهي تتذكر ما حصل قبل قليل،فردت عليه بصوت متحشرج بدون أن تستدير لتقابله"سأوصل ثريا لـMariposa" قاطعها قائلا بهمس"لم نكمل حديثنا بعد"
تظاهرت بالبلاهة وهي تسأل"أي حديث؟"
كتف ذراعيه ينظر لها باستمتاع وقال"ستعرفينه بعد قليل، دعي تلك الدراجة جانبا،وتعالي لنوصل ثريا،ثم نتحدث بعدها"
ردت عليه بتوتر"لا لا داعي، سأوصلها أنا."
أجابها بإصرار"هيا يا عَلْياءْ،لا تعاندي"
استدار لثريا التي كانت تقف شاردة الذهن وتتأمل الفراغ أمامها،ناظرها بتعاطف،ثم قال بلطف "ثريا،سنوصلك بالسيارة..اصعدي أنت أولا وسنلحق بك حالا" ثم أشار للسيارة بالمفتاح الأوتوماتيكي وفتحت ببساطة،قبل أن تتجه لها ثريا في صمت وتتخذ المقعد الخلفي ركنا لها تلقي عليه بأعبائها.
لحق بها أنس فورا وعَلْيا خلفه، ثم انطلقوا باتجاه Mariposa.
*****
الماضي الذي يلاحقنا دائما…مهما اختلفت بيئتنا والأشخاص الذين نتعامل معهم، سيبقى الماضي كالوشم التي يصعب اقتلاعه…نتظاهر بنسيانه أو لنقل تناسيه،فتفاجئنا لحظة لم نحسب لها حسبانا،تشبه ضغطة زر وتكون كفيلة بتفعيل ما نحاول التعايش معه أو ربما التخلص منه.
توسدت زجاج نافذة السيارة،أغمضت عينيها تحاول جاهدة التحكم في انفعالاتها الداخلية،شعور باليتم تسرب إلى روحها،يتم عاطفي رافقها في سنواتها الستة والعشرين،والصفعة كانت بمثابة تذكير لها بما تركت خلفها في سبيل السعي نحو أحلامها…لكن أكثر ما آلمها ومزق نياط قلبها هو الفضيحة التي أثارها رشيد من أجل إرجاع عزة إلى المنزل،ابتلعت غصة مؤلمة وهي تتذكر أن رد فعل والدها عندما علم بهروبها هو التبرؤ منها،ولم يحاول البحث عنها،كأنها كانت منذ البداية تحل عليه كضيف ثقيل يرغب في التخلص منه أيا كانت الطريقة..ما تراه عزة نقمة تعتبره ثريا رفاهية…أن يهرع إليك والدك في أول فرصة،لا يقارن أبدا مع التخلي عنك في أولها،بغض النظر عن تشابه الموقفين لكن التفاصيل كانت تختلف.
فتحت عينيها على وجه أسامة يقف أمام الكوفي شوب، ويتحدث على الهاتف…راقبت تهلل أسارير ملامحه عندما لمح سيارة أنس تتحرك لتصف بجانب الشارع وأمامه مباشرة…
توسد النافذة بجانب أنس مرحبا ثم نقل نظراته ينظر لها باستغراب قبل أن يقول"لقد ظننت أنك قادمة من المركز"
ردت بصوت منخفض"لقد مررت على منزل عَلْيا لأغير ملابسي" وخفضت بصرها تتفادى النظر إليه.
أومأ بتفهم ثم نقل نظراته لعَلْيا وأنس وابتسم بخبث ثم غمز لأنس مشيرا لعَلْيا.
ابتسم الأخير بحرج يحك أرنبة أنفه،فاتسعت ابتسامة أسامة هامسا"وأخيرا!"
ثم نطق بصوت أعلى"تعاليا،سأعد لكما كأس عصير على حسابي"
رد عليه أنس يتهرب من دعوته"فيما بعد يا أسامة، سأوصل عَلْياءْ لمنزلها ثم نلتقي مساءا،فأشرف يحتاج لنا"
ضيق أسامة عينيه وسأله بترقب"ما به أشرف؟"
رد عليه بأسف"لقد اكتشف والده أمر هروب عزة وأخذها قبل قليل من المنزل عنوة،وأشرف اتجه إلى منزل والده الآن"
مط أسامة شفتيه بأسف قائلا"أتمنى أن تحل المشكلة بأقل الأضرار، سأنتظركم في الكوفي شوب الليلة."
نزلت ثريا من السيارة ونبست بشكر لأنس وعَلْيا ثم دخلت للكوفي شوب على عجل.
تتبعها أسامة بنظراته قبل أن يستدير ليودعهما، فقالت عَلْيا"أسامة،لا تثقل على ثريا في العمل، دعها ترتاح قليلا"
سألها"هل هي مريضة؟"
هزت رأسها نفيا وردت"لقد تعرضت لموقف صعب مع والد عزة،عندما حاولت إثناءه على أخذها وكان رده قاسيا بعض الشيء"
أومأ أسامة بتفهم وقد ظن أنها قد سمعت كلاما جارحا أثقل على مشاعرها، ثم قال بتسلية"اعتنيا ببعضكما" وغمزهما.
أغمضت عَلْيا عينيها بحرج ثم استندت على مقعدها وهي تتمنى أن يبتلعها،بينما قهقه أنس ناطقا"لا حول ولا قوة إلا بالله" ثم أشار له باصبعي السبابة والوسطى قائلا"سلام" وبادله أسامة نفس التحية.
دخل بخطوات ثابتة إلى الكوفي شوب،يبحث عنها..فتصادمت نظراتهما وهي تخرج من الحمام بعد أن ارتدت الزي المخصص للعمل، توسعت عينيه تدريجيا وهو يلمح آثار الأصابع على خدها وقد ازداد تورما واحمرارا متناقضا مع بشرتها البيضاء،وازرقت بعض المناطق.
هرع نحوها هاتفا بصدمة"من فعل بك هذا؟"
قرب كفه من خدها يحاول تحسسه،فتراجعت خطوتين للخلف ورفعت كفيها نحو وجهها تحتمي بهما وقد سرت ارتجافة قوية بكامل جسدها،توقفت كف أسامة في الهواء فآلمه قلبه لسبب لم يدركه.. اقترب بوجهه ليرى الآثار عن كثب،ثم نطق بعد أن استوعب كلمات عَلْيا عن الموقف الصعب"هل والد عزة من فعل هذا؟"
لم تجبه عن سؤاله واكتفت بالقول بجفاء"الجميع ينظر لنا يا أسامة،ابتعد!"
هتف بعصبية"وما شأني بالجميع؟هل ترين الحالة التي عليها خدك؟" وقبض على كفه يمنع نفسه من التفوه بأي شتائم،احتراما لأن الرجل والد أشرف.
حاولت تجاوزه فأوقفها بشد ذراعها وإرجاعها للخلف لتقف أمامه،ثم نطق بغضب"هل هو مجنون؟ كيف يمد يده على امرأة"
ابتسمت بسخرية وهمست"هذا الخدش البسيط سيشفى،فدعنا نعود للعمل فقط"
همس بتعجب يعيد ما تفوهت به"خدش بسيط!"
ثم قال بصدمة"هل أنت مجنونة أم ماذا؟ قلت عن آثار الأصابع على ذراعك في المرة الماضية سوء فهم وهذه الآن خدش بسيط، أ معتوهة أنت؟" ثم أكمل همسا وقد استوعب شيئا آخر"هل كنت تتعرضين للعنف؟"
تهربت بعينيها عن نظراته وقالت بكبرياء مجروح"لا أريد أن أعيد على مسامعك نفس الجملة التي قلتها سابقا يا أسامة،لذلك دعني وشأني فقط..أنا في غنى عن أي أسئلة تخصني بأي شكل من الأشكال، قلت لك خدش بسيط سيشفى بعد عدة أيام وكأنه لم يكن يوما" ثم همهمت بسخرية وأكملت"هذه الأمور ليست بالشيء الجلل بالنسبة لي”
هز رأسه نفيا بعدم استيعاب قائلا"ما تتفوهين به الآن جنون هل تدرين ذلك؟ العنف الجسدي لم يكن يوما بالشيء الجلل،افهمي هذا! إنه ذنب كبير يتم اقترافه في حق البشر"
كتفت ذراعيها تنظر له بتحدي وقالت بجفاء ساخر "وماذا سيسمى اقتراف العنف الجسدي واللفظي معا، هل يعد إثما،أم ربما معصية!"
رمش بعينيه ينظر لها باستغراب وهز رأسه بعدم تصديق،فأكملت بجفاء"دعني وشأني فقط يا أسامة،لا أريد الاستماع أو الحديث عن شيء،سأباشر العمل متمنية أن ينتهي اليوم بأقصى سرعة لأخلد للنوم فقط"
وألقت عليه نظرة أخيرة قبل أن تنسحب من أمامه لتباشر عملها، تاركة إياه يحاول ابتلاع صدمته، وصدمة ما يكتشفه في كل مرة من جوانب شخصيتها والتي بدت له الآن أكثر تعقيدا من جميع السيناريوهات التي تخيلها في دماغه منذ أن علم بموضوع هروبها،تتبعها بنظراته، تتحرك على مضض في أركان الكوفي شوب، فبدت أكثر انطفاءا من أي وقت مضى.
____________________
'في منزل عائلة قاسمي'
صف أشرف سيارته خلف منزلهم وقال يوجه كلامه لمراد"اذهب للمنزل وحاول إلهاء والدي،لأصعد لعزة،أحتاج للتحدث معها قبل التحدث معه"
استجاب له مراد فورا ونزل من السيارة يتجه لباب المنزل،فحاول فتحه بالمفتاح لكنه أبى أن يفتح وأشار لأشرف وهو يهمس"لقد غير أبي القفل"
قهقه أشرف بسخرية مريرة قائلا"حتى تصرفاته أصبحت مكشوفة" ثم حط رأسه على المقود بتعب يحاول ترتيب أمواج أفكاره،وحمادة يطالعه بأسف.
رفع رأسه بعد لحظات بعد أن فتحت نجاة الباب لمراد ليدخل،ثم قال يوجه كلامه لحمادة"هل أعتمد عليك في أن تتبث لي السلم على الحائط حتى أصل لشرفة عزة"
أومأ حمادة قائلا بتأكيد"اعتمد علي في ذلك!"
نزلا بهدوء من السيارة،فأخرج أشرف السلم من الصندوق،وبدأ بتمديده ثم أسنده على الحائط،وأوصى حمادة أن يتبثه جيدا مشيرا إلى جوانبه، ثم تسلقه بخفة إلى أن وصل للشرفة.
راقبها من الشرفة تجلس على سريرها بهدوء ،تتوسد الحائط وتتأمل الفراغ وعيونها محمرة ومتورمة من البكاء.
طرق زجاج الشرفة بهدوء،فرفعت عينيها تنظر له بصدمة،قبل أن تهرع باتجاهه وتفتحها على مصراعيها.
سألته بصدمة"هل سنهرب مرة أخرى؟"
هز رأسه نفيا،ثم دخل لغرفتها ينفض الغبار الوهمي عن ملابسه قائلا بمرارة"لقد نسي إغلاق النوافذ"
مطت شفتيها باستياء وهي تعلم أنه يقصد تغيير والدها لقفل باب البيت..لكن ما كان يسيطر على تفكيرها أكثر هو ما سمعته قبل قليل أثناء محادثة أشرف مع زكريا،وفضولها نحو ما حدث بينهما بعد أن قطع الخط.
تأملها أشرف من رأسها إلى أخمص قدميها وقد فهم نظراتها الفضولية نحوه، ثم قال بحذر"لقد رفضت طلب زكريا للزواج منك"
توسعت عينيها وهمست بصدمة"ماذا تقصد؟"
كتف ذراعيه وقال ببرود"ما سمعته!لقد رفضت عرضه"
تمتمت وألم نجح أشرف في قراءته،قد اجتاح ملامحها وهي تهمس"لكن..لكـ"
بثر جملتها يقاطعها بلؤم"ما الذي يحدث بينكما؟"
ردت عليه برهبة"لم يحدث شيء،لم يتجاوز حدوده معي يوما،لقد كان دائما متحفظا ومحترما لأبعد الحدود"
سألها بدون مواربة"وأنت؟"
اهتزت حدقتيها قبل أن تتمتم بارتباك"ما بي؟"
سألها مجددا"ما موقفك من كل هذا؟"
ابتلعت ريقها بارتباك،كيف ستخبره أنه تسلل لأعماقها ليتخذ له مكانا واسعا بين جنبات صدرها بدون أن تدري متى منحته مفاتيح الدخول حتى،كيف تخبره أنها تصارع مشاعرها منذ شهور ولكنها استمرت في الانزلاق إلى أن وصلت لعمق لا رجعة منه..
تمتمت"أنا..أنا.."
اقترب منها وجذبها من عضدها قائلا بحمائية"أنت ماذا يا عزة،انطقي!"
أسبلت رموشها الكثيفة تتفادى النظر إلى وجهه وهي تخجل من أن تخبره ما يخالجها من مشاعر..ضغط على ذراعها أكثر فتأوهت بألم وهي تهمس"أشرف أنت تؤلمني!"
أظلمت ملامح وجهه ونطق بصوت يشبه الفحيح تسوده نبرة التوسل"أخبريني أنك لم تخوني الثقة التي منحتك إياها يا عزة!"
غزت دموع متألمة مقلتيها وقد استمر بالضغط على ذراعها أكثر،فتلاقت نظراتهما وهمست"أنا تربيتك يا أشرف،هل تدرك عمق الجملة؟أي أنني لن أخون ثقتك حتى لو كان ذلك على حساب المشاعر التي تقودني نحوه كأنني قطعة معدنية وضع في طريقها قطب مغناطيسي"
ارتخت أصابعه وأعصابه رويدا رويدا وهمس بذهول"أنت تحبينه!"
أشاحت بنظراته عنها فسألها مجددا"وماذا عنه؟"
استدارت توليه ظهرها وقالت بتشتت"لا أدري،لقد تفاجأت بطلبه قبل قليل،وتساءلت إن كان هو أيضا يكن لي المشاعر!"
دلك بين حاجبيه بتعب وقاطعها قائلا"ماذا إن كان طلبه نابعا من شفقته على وضعيتك الحالية وكان يريد المساعدة فقط؟"
أغمضت عينيها وهي تسمع تمزق نياط قلبها، أن يقترن بها من باب المساعدة أو الشفقة،الفكرة بحد ذاتها مؤلمة،لكن ماذا إن كانت حقيقية!
ردت عليه تبتلع غصة مؤلمة"لا يهمني تحت أي بند قرر الاقتران بي!"
اقترب منها أشرف وأدارها ينظر لوجهها،يتأمل صغيرته التي كبرت الآن ولم تخجل من أن تعترف بالحب أمامه،وبالرغم من استنكاره من كل ما يحدث الآن،إلا أنه قرر التعامل معها بتعقل على قدر المستطاع،وكأنه يحاول التكفير عن سوء الظن الذي ظنه بها في وقت سابق.
سألها"هل تدركين وضعتيه يا عزة؟إنه رجل أرمل،لديه طفلة،واقترانك به لن يكون سهلا..أي ستتزوجين رجلا يعيش على أطلال علاقة سابقة كانت قوية بما يكفي لتجعله يصبح انطوائيا ومنعزلا عن الجميع،وهناك طفلة صغيرة في الصورة،تحتاج لمن يعتني بها ويمنحها الحنان الذي افتقدته منذ نعومة أظافرها"
ردت عليه بتأكيد"أنا مدركة لكل هذا يا أشرف..لكنني موافقة على الزواج منه، وربما سأظل ممتنة دائما للموقف الذي حصل وجعله يتخذ تلك الخطوة"
همس أشرف بصدمة"لهذه الدرجة؟منذ متى؟"
همست هي الأخرى بألم"لا أدري!لكني وعيت عليها عندما أصبحت بالحجم الذي سيجعلني أقبل بالاقتران به بالرغم من مشاعره المبهمة بالنسبة لي..وسأرضى صاغرة بالفتات الذي سيمن علي به في سبيل أن أنعم بقرب ظله."
رمش عدة مرات يحاول استيعاب ما تلقيه على مسامعه الآن،وهمس بانبهار وهو يحتضن وجهها بين كفيه"يا إلهي،متى كبرت وأصبحت تنضمين جملا عن الحب" أخذها في حضنه فتشبتت بملابسه من الخلف وهي تغرق وجهها في صدره وقد راودتها رغبة ملحة في البكاء،فحررت دموعها فورا،واحتضنها أكثر يطبطب على وسط ظهرها ويمسد شعرها،فهمست من بين دموعها"لكن الأمر مؤلم يا أشرف!"..احتضن رأسها أكثر وهو مدرك لحجم الألم الذي تعيشه،وهل سيدرك أحدهم ذلك الألم أكثر منه.
القشرة الصلبة التي يحيطها بحقيقته تمنع الكثير عن رؤية مدى تعلقه بعزة ومراد..الشقيق الأكبر الذي أدى دور الأب أكثر من الأب نفسه..يقسو عليهما ولكن سرعان ما يغمرهما بتفهمه ولطفه متخليا عن القسوة التي يتظاهر بها عادة…أشرف بكل ماضيه وتعقيداته،استطاع خلق علاقة متينة بينه وبين عزة…علاقة مبنية على الاطمئنان أكثر من أي شيء آخر..
أبعدها عن حضنه برفق ودلك خدها بإبهامه قائلا"يجب أن نغلق موضوع زواجك من عصام أولا!"
ردت عليه بقلق"هل تظن أن أبي سيتقبل الأمر!لقد بدا غاضبا ومصرا من أي وقت مضى،سمعته يتحدث على الهاتف بشأن تسريع الخطوبة"
أومأ أشرف مفكرا،وقال"لقد أخبرني عصام بشأن ذلك" وجه نظراته لباب غرفتها وقال"هل باب الغرفة مغلق؟"
أومأت بالإيجاب فقال وهو يتصل على مراد"سأذهب الآن،لقد جئت لأطمئن عليك، وأعرف منك موضوع زكريا،وقد كنت متأكدا أن أبي لم يكن سيسمح لي برؤيتك!"
سألته بترقب"ماذا ستفعل؟"
فرد عليها ببساطة"سأذهب لمحادثته!"وكان يقصد والده.
اعترضت عزة"من الأفضل أن تؤجل محادثتك معه إلى وقت لاحق!"
رد عليها بجفاء"لا أنوي ذلك حقا،يجب أن نغلق هذا الأمر وإلى الأبد،كيف حال أمي مع كل هذا؟"
ردت على سؤاله،وهي تعلم أنه مصر على محادثة والدها اليوم قبل الغد"صبورة،هادئة كعادتها،وغير راضية"
أومأ وهو يوجه كلامه لمراد على الخط"دع باب المنزل مفتوحا،انتبه أن يراك أبي فيغلقه" ثم أغلق الخط واتجه نحو الشرفة لينزل مجددا من السلم.
******
فتح صندوق سيارته وأخرج حقيبة جلدية،ثم اتجه بها لباب منزله،ورمى بالمفتاح عاليا فالتقطه حمادة"اجلس في السيارة،سأنتهي من شيء ما وسأوصلك لمنزلك!"
التقطه حمادة وأومأ بهدوء ثم صعد للسيارة يعبث بهاتفه.
تسلل أشرف لداخل المنزل بهدوء،وحاول تبين مكان والدته،فوجدها تقف بشرود وأناملها تعبث بالسلسال في عنقها..اقترب منها بهدوء لكي لا يفزعها،
وهمس"أمي!"
همست بذهول"أشرف! كيف دخلت؟"
ابتسم بسخرية"من الباب طبعا!" صمت ينظر لها لثواني وقال بعتاب"لماذا لم تخبريني أن أبي اكتشف مكان عزة؟"
أغمضت عينيها بتعب تبرر"لم أشأ أن تتشاجرا مجددا"
سألها"ماذا حصل عندما اكتشف الأمر؟"
تهرب بنظراتها عن مرآى عينيه وقالت"لا شيء، صرخ وتوعد ككل مرة ثم ركب سيارته وغادر"
سألها بإلحاح"هل هذا كل شيء؟!"
أغمضت عينيها تبتلع ريقها وقالت"نعم!"
أومأ بتفهم ثم قال ينوي على شيء"اسمعيني يا أمي،أيا كان ما سيحدث الآن،جارني في الأمر فقط"
سألته بهلع"ماذا ستفعل؟"
رد يطمئنها"كل خير يا نجاتي لا تقلقي"
تشبتت بقميصه قائلة"أشرف،والدك مريض،لا تنسى ذلك،لا تكن قاسيا معه في كلماتك"
ابتلع أشرف ريقه ورد عليها بهدوء"لا تقلقي يا أمي!…هل هو في غرفته؟"
هزت رأسها نفيا وقالت"إنه في غرفة المعيشة!"
أومأ واتجه إلى غرفة المعيشة ولحقت به..فكان والده يتحدث على الهاتف ببشاشة قائلا"طبعا أنت وزوجك وابنك مرحب بكم في أي وقت…لا لا تقلقي كل شيء بخير،وأشرف سعيد بهذا الاقتران حقا، هل عصام من أخبرك بذلك؟..لا بد أنه متوتر فقط..حسنا سننتظركم على العشاء اليوم…سلام"
نادى باسم"نجاة" فأتاه الرد على شكل حقيبة رماها أشرف على المائدة أمامه،نظر له والده فصاح بغضب"ماذا يفعل هذا هنا؟"
رد عليه أشرف بهدوء"جئت لنتحدث"
وقف رشيد هادرا بقوة"اخرج من بيتي الآن!لم يعد لك مكان بيننا،قلت اخرج"
حمل أشرف الحقيبة وفتحها ثم أخرج منها أربع جوازات سفر وأوراق ڤيزا،ورفعهم أمام نظرات والده"جئت لآخذ أمي وعزة ومراد وسنرحل من هنا إلى الأبد"
هتف رشيد"ما الذي تهذي به الآن!"
فرد عليه أشرف بثبات"ما سمعته يا أبي،سنغادر من هنا"
نقل رشيد نظراته لنجاة التي أخفضت بصرها وقال ببرود"ألم تخبرك والدتك أن أي تدخل منك ومهما كانت بساطته،فسألقي عليها يمين الطلاق؟"
توسعت عينا أشرف ونقل نظراته بينهما ثم قال بجفاء"افعل ذلك إذن!"
شهقت نجاة ورفعت كفها لشفتيها بذهول ثم همست"أشرف ماذا تقول؟"
هز كتفيه بلامبالاة وقال ببساطة"وماذا في ذلك؟ نحن في جميع الأحوال سنغادر إلى مكان بعيد"
صرخ رشيد"كيف تجرؤ؟…هذه عائلتي أنا،لن تأخذها إلى أي مكان!"
رد عليه بتحدي"لنسألهم إذن،هل سيفضلون الذهاب معي،أم البقاء معك هنا؟"وحرك رأسه يمرر نظراته على البيت بأكمله ثم أشار له بكفه.
صاح بجنون"لن نسأل أحدا، سيطبقون ما أقوله فقط..ثم وبأي حق ستأخذ مني زوجتي وأبنائي"
رد عليه أشرف يواجهه"إنه نفس الحق الذي يجعلك تجبر ابنتك على الزواج من شخص لا تريده،ونفس الحق الذي يجعلك تجبر ابنك على دراسة تخصص لا يحبه،ونفس الحق الذي جعلك تجبرني على الدخول في زيجة لا أريدها،ونفس الحق الذي سيجعلك مستقبلا تجبر مراد على نفس الشيء..وكهذا يا حاج رشيد!ما كنت تمارسه دائما،سيمارس عليك الآن"
هتف بغضب"هل جننت أنت؟ كيف تتحدث معي بهذه الطريقة؟"
رد عليه ببساطة"أي طريقة يا والدي؟ أنا فقط أخبرك بالحقائق"
صاح مجددا"الحقيقة الوحيدة هي أنني الآمر والناهي هنا وهذا بيتي وما أقوله ينفذ وبدون نقاش"
أصدر أشرف صوتا بشفتيه ورفع وجهه للخلف ثم هزه نفيا قائلا ببرود "لم تحزر الأمور هذه المرة،بل هم من سيقررون مصيرهم" صمت للحظات ثم سأله بهدوء"لماذا تفعل بنا هذا؟"
رد عليه بعصبية"ماذا فعلت بكم؟ أطعمتكم إلى أن أصبحتم تفوقونني حجما، وتقفون في وجهي الآن معترضين على كل ما آمركم به"
انقبضت ملامح أشرف وقال"ألا يعنيك في شيء أن ما تأمرنا به لا نستطيع تحمله؟"
ضرب رشيد بعكازته أرضا وقال بحزم"إن كنت تفعل كل هذا لتخرب زواج شقيقتك،فلن أسمح لك بذلك، عمتك قادمة هذا المساء وعقد القران سيكون بعد غد وانتهى الأمر"
صاح بغضب"إنها غير موافقة على هذا! لا تريد الزواج بعصام…لا تريده، لماذا تقودها لشيء لا تريده!"
صاح والده بغضب مماثل"لأنها ابنتي أنا،هل تفهم؟ إنها ملكي أنا، أفعل بها ما أريده، وأنت(أشار لأشرف) وأنتِ(وأشار لنجاة) جميعكم تخصونني"
هتف أشرف بذهول"هذا جنون!" ثم أكمل بهيجان ولازال يحاول التحدث بتحضر مراعاة لصحة والده"افهم هذا أرجوك! افهم أننا بشر أيضا ونمتلك الحق في اختيار ما نريد..افهم أننا لسنا قربانا لمخططاتك العائلية..ولا عصام كذلك…هو أيضا لا يريد عزة كزوجة..ألا يعنيك هذا في شيء؟ أم أنكم تتخطون الجميع في سبيل أنفسكم.."
اعترض رشيد"بل عصام موافق، وسعيد بهذا"
قاطعه"كذب في كذب! كما كذبت أنت قبل لحظات بشأن أنني سعيد"أشار لنفسه وأكمل بسخرية"ويا لسعادتي حقا!"
كانت نجاة تنظر لهما بهلع،يصرخان كل منهما يحاول إثبات رأيه،شعرت بغليان الدماء بداخلها،لقد سئمت من كل هذا، ألا رأي لها في كل هذا؟..دفعت بابنها سابقا إلى سجن الزواج وها هي ترى التعاسة تخيم على روحه ووجهه حتى بعد أن تحرر منه؛بدعوى أن لا يصبح عاقا لوالده،وأن هذا الأخير هو الأدرى لمصلحته.. وهاهو التاريخ يعيد نفسه ولن تحرك ساكنا مجددا وستساهم في تعاسة ابنتها أيضا…عزة المحبة والرقيقة ستدفن حية إن تم إرغامها على شيء كهذا،فلا هي تمتلك قوة أشرف أو عناده.
ترنحت للخلف بقامتها القصيرة وهي تصرخ بصوت عالي نسبيا وتمسك بجانب رأسها"توقفا، توقفا عن الصراخ!"
التفت لها الاثنان،فاستندت على الكنبة وهي تنطق باستياء وألم"ألن يهنأ هذا البيت يوما! نفس السيرة دائما، افعل أنت هذا ،لا تفعل أنت هذا..تزوج هذه…ادرس هذا التخصص" نزلت دموعها وهي تنظر لزوجها الذي يناظرها بحزم وقلق يطفو على ملامحه"ألا ترى أنك أنجبت الأولاد لهذه الدنيا وجعلتهم تعساء فقط"
صاح بحزم"اخرسي يا نجاة"
انفجرت في وجهه بغضب ناري وشجاعة لم تدرِ من أين اكتسبتها لتقف في وجهه"بل أنت من سيخرس يا رشيد! تريد أن ترمي علي يمين الطلاق، افعل ذلك!" وبسطت ذراعيها في الهواء"ارمه،وأقسم أنك لن تراني لا أنا ولا أبناؤك يوما" ابتلعت ريقها بتعب وأكملت بصياح"سئمت من كل هذا،سئمت منك ومن تعنتك وتسلطك…سئمت من الشجارات المتواصلة التي عرفها هذا البيت منذ نضوج أشرف…سئمت من جبر خاطر هذا وذاك على حسابي نفسي.."
اقترب منها أشرف بهدوء هامسا"اهدئي يا أمي!"
هزت رأسها نفيا وخصلات شعرها الأسود الذي تتخلله شعيرات شيب تحررت من هول انفعالها.."لن أهدأ،وسأستمر بالصراخ والصراخ كما تفعلون أنتم..أليس من حقي أن أعبر عما أنا موافقة عليه وعما أرفضه"تطلعت لوجه رشيد وقالت بانفعال"إنهم أبنائي أيضا يا رشيد..أنا حملت كل واحد منهم تسعة أشهر في بطني وعانيت لجبر خواطرهم وتسوية نفسيتهم، ليس لتكون أنت السبب في تعاستهم، بل ليسعدوا في حياتهم"
أجهشت في البكاء"أليس من حقي أن أرى أبنائي سعداء…يختارون حياتهم بأنفسهم؟..لم أرغب في شيء في حياتي أكثر من ذلك"
دافع عن نفسه قائلا"وأنا أريد رؤيتهم سعداء أيضا!"
صاحت في وجهه بجنون"لا! لا يهمك شيئ سوى سعادتك وسعادة أشقائك..أما أنا وأبنائي فليبتلعنا طوفان..لن يضرك ذلك في شيء" صرخت وهي تبسط ذراعيها أمامها "أنجبي أنت يا نجاة ورشيد يقدم أبناءكِ قربانا لعائلته الكبيرة وطموحاته الشخصية، وأنت التزمي الصمت فقط لتحافظي على بيتك وعلى صحة زوجك"رفعت صوتها مجددا تنطق كل كلمة على حدة"لكن…ليس…بعد الآن"رمشت عدة مرات تشعر بضباب يكتسح عينيها ونطقت"ربما حان الوقت لتختار بيننا وبين طموحاتك يا حاج رشــ.." وسقطت مغشيًا عليها..
صاح أشرف ورشيد في آن واحد"أمي…نجاة"
كان أشرف الأقرب إليها،فجثى أرضا على ركبيتيه يتلقفها بين أحضانه وهو يضرب خدها برفق ويناديها بتوسل"أمي..أمي" لكنها لا تجيب..
اقترب منها رشيد بقلق وهو يناديها بهلع"نجاة،نجاة"
ثم صاح في وجه أشرف"اتصل بالطبيب!"
كانت عزة تضرب باب غرفتها بقوة وتصيح بجنون"افتحوا الباب، ماذا حصل لأمي"
اقترب مراد الذي كان يلتزم غرفته منذ أن بدأ الشجار بين أشرف ووالده،من غرفة عزة وفتح الباب،فصاحت بهلع"ما بها أمي؟" ..وهرعا نحو الأسفل معا بقلق..
_________________
صف أنس سيارته على الرصيف المطل على البحر وصادف الوقت الغروبَ…أدار وجهه ناحية عَلْيا وكانت هادئة كعادتها وتسترق النظر إليه بين الفينة والأخرى..
تخلص من حزام الأمان ثم استدار إليها بكليته قائلا"أين كنا؟" وكان يقصد حديثهم بعد اعترافهما بالحب.
ردت عليه ببلاهة"لقد جئنا من عند أسامة للتو"
ابتسم قائلا"لا تستظرفي يا عَلْياءْ أرجوك"
ابتسمت هي الأخرى بحرج ونبست"أعتذر!"
استند بذقنه على كفه واضعا كوعه على فخذه وقال بهدوء وهو ينصب نظراته على وجهها"لقد كنا في، أنس دواء عَلْياءْ عندما كان العالم داءها"
أشاحت بوجهها بحرج وغمغمت"توقف عن ترديد تلك الجملة"
رد ببساطة"ربما لن أتوقف عن ترديدها ما حييت"
غطت وجهها بكفيها وهي تتنهد بعمق تحاول تنظيم نبضات قلبها وهمست"أنس،أمهلني بعض الوقت أرجوك! أنا لا أستطيع استيعاب كل هذا"
جذب كفها الصغيرة يحتضنها بين خاصته،يخصها بنظرات لامعة تعبر عن الكثير،تقبل كل إنش من وجهها،وقال بنبرة عميقة"سأمنحك الوقت الذي تريدينه يا عَلْياءْ،لتستوعبي كل ما تريدينه، لكن افعليها وأنت بجانبي،في بيتي"
رمشت عدة مرات وسألته بصوت متحشرج"أنس، ألا تظن أنه من غير اللائق أن تتزوج ولم يمضي على فسخ خطوبتك سوى أيام قليلة؟"
رد عليها بعتاب"ألن نتجاوز أمر خطوبتي يا عَلْياءْ؟"
خفضت رأسها ترد عليه ومذاق مر كالعلقم يغص بحلقها،ثم قالت بحزن"لم يكن الأمر سهلا،يا أنس..ولن يكون من السهل تجاوزه أيضا"
رفع ذقنها بأصبعي السبابة والإبهام"سأجعلك تنسين ذلك! أعدك بذلك،لكن لا تجعلي الأمر حاجزا بيننا…لا أستطيع تخيل المضي بدونك يا عَلْياءْ"
اهتزت حدقيتيها وهي تنظر له بوله، فأكمل وهو يحتضن خديها بكفيه"أعلم أن الأمر كان صعبا عليكِ،فأنا عن نفسي أكاد أجن عندما أتخيل أنه كان من الممكن أن تقبلي الزواج بالمحامي.."
همت بمقاطعته فأسكتها قائلا"هشش..أعلم أنه لا مجال للمقارنة..أنا متأكد من ذلك،أنا فقط أحاول أن أوضح لكِ أنني أعلم أنني آلمتك..لكن صدقيني لم أقصد ذلك…"صمت يتأمل وجهها وإبهامه يعبث بالشامة السوداء على خدها الأيسر ثم أكمل بصوت متحشرج"كان من الأهون علي أن أتعذب أنا على أن يحذو الألم حذوك يا عَلْياءْ"
أغمضت عينيها تستشعر لمسته وهمست"عَلْياءْ أصبحت صفحة بيضاء الآن يا أنس..وأنت ستخط عليها عهدا جديدا، لكن احرص على أن لا تؤلمها مجددا!"
اقترب منها،وطبع شفتيه على جبهتها في قبلة رقيقة تعبر عن الكثير ثم همس أمام وجهها"سأحرص على ذلك..لن تتألمي بسببي مجددا يا عَلْياءْ"
ابتعد عنها على مضض وقال بصوت متحشرج"من الأفضل أن لا أتجاوز هذا الكرسي"أكمل بارتباك وهو يعتدل على مقعده"سأضع حزام الأمان لتكوني في أمان" ثم وضع حزام الأمان.
نظرت له باستغراب وسألته بقلق"هل أنت بخير؟!"
فتح النافذة بجانبه قائلا"أنا بخير..بخير" ثم فتح أزرار قميصه وهو يتفادى النظر إليها.
اعتدلت في مقعدها هي الأخرى وهي تختلس له النظر وقد استشعرت توتره..
ارتشف من قنينة الماء ثم بحث عن هاتفه في جيب سرواله،فوجده واتصل بوالدته،فقال يخاطب عَلْيا"سأتصل بأمي،لأخبرها أن تحدد موعدا مع الحاجة آمنة!" أغلق الخط وقد تذكر شيئا للتو،فسألها بحذر"هل تريدين أن أتصل بوالدك شخصيا؟"
نظرت له ثم أخفضت نظراتها مجددا،تعبث بأناملها في حضنها وقالت بهدوء"لا أعلم،إن كنت أريده ووالدتي أن يتشاركا معي هذه الفرحة،أم أكتفي بجدتي وعائلة سمر فقط"
نظر لها بتعاطف وقال بهدوء"هل تريدين رأيي؟"
أومأت،فأكمل"أنا في رأيي أن تخبريهما أو تخبرهما جدتك،لن يضرك في شيء أن يحضرا في يوم مهم كهذا!"
رفعت نظراتها إلى وجهه وقالت بعتاب"الأمر أعمق من ذلك يا أنس…أنا أريدهما أن يحضرا ولكن كلما تذكرت أنهما لم يرافقاني في أي محطة من محطات حياتي، أكره أن يتواجدا بجانبي الآن"صمتت للحظات ثم أكملت"لقد حاولا إصلاح الأمر عندما أتيا في المرة الماضية،لكنني لم أستطع تجاوز الماضي والتعامل معهما كأن شيئا لم يكن..أنا أشعر بالاستياء منهما"
نظر لها طويلا وقال بهدوء"دعينا نتفق على شيء إذن! دعينا نعتبر أن زواجنا هو بداية فعلية لحياتك الجديدة والتي ستكون خالية من أعباء الماضي وكل المشاعر السلبية التي تسبب فيها المحيطين بك لك،بمعنى أن تحاولي التصالح مع نفسك أولا،تحاولي إقناعها أن ما حدث سيبقى راسخا في ذاكرتك لكنه لن يؤثر على حياتك..ثم تنتقلين إلى مرحلة محاولة مسامحتهما، ولتفعلي ذلك لا يجب أن تتجنبي التواجد معهما في نفس المكان،بالعكس..اعتبري ذلك تدريبا لك وستجدين أنك اعتدت على تواجدهما وستسامحيهما مع الوقت..وأول خطوة هي أن يكونا حاضرين في ذلك اليوم"
نظرت له بارتباك وتخوف،فمعه حق،هي لم تعتد على تواجدهما في حياتها…وتقريبا عاشت حياتها بطولها وعرضها تتغذى على كرهها لنفسها لأنها لم تحصل على الاهتمام المرجو منهما،ثم انتقلت إلى مرحلة رصد الاهتمام من أي كان في سبيل أن تسد ذلك الفراغ الكبير الذي كانت تشعر به.
عضت شفتيها بتفكير واكتفت بالنطق بهمس"سأفكر في الأمر…سأحاول"
ابتسم في وجهها ثم ربت على شعرها بتشجيع،فرفت نظراتها لوجهه تنظر له بامتنان وابتسامة مرتبكة وخجولة تزين ثغرها.
رفع الهاتف إلى أذنه وقد اتصلت به والدته بعد أن وجدت مكالمة فائتة منه.
فبعد أن سألها عن حالها..أخبرها"أمي،هل تستطيعين الاتصال بالحاجة أمينة من أجل ترتيب موعد لنخطب عَلْياءْ"
هتفت عزيزة بفرح"هل قبلت أخيرا؟" وأطلقت زغرودة عالية جدا تنم عن فرحتها.
سمعتها عَلْيا من خلال الهاتف فغطت وجهها بخجل وقهقه أنس عاليا،ثم قال"سنحتاج زغاريدك يا أمي يوم الخطوبة وعقد القران، وليس الآن وإلا سيظن الجيران أنك تقيمين فرحا في البيت"
ردت عليه عزيزة بإصرار"لقد أقمت فرحا بداخل قلبي بهذا الخبر السعيد..أغلق الخط الآن،سأتصل بأمينة حالا"
وأغلقت الخط في وجهه،نظر للهاتف وعلق بمزاح"سعادة أمي أكثر من سعادتنا على ما يبدو"
ابتسمت عَلْيا بسعادة وعلقت"يبدو ذلك فعلا!"
_____________________
استند أشرف على الحائط في بيتهم وعزة أمامه تنتحب من القلق على والدتها،ومراد يحاول تهدئتها،فتقدم نحوهما حمادة وناولها كوبا من الماء…في حين أن رشيد كان جالسا على الكنبة يستند على عكازته برأسه ويمرر أصابعه على مسبحته مستغفرا..
خرج الطبيب فهرع أشرف نحوه بقلق قائلا"هل هي بخير؟"
أومأ بعد أن أدخل سماعته الطبية في حقيبته قائلا بهدوء يطمئنهم"إنها بخير الآن،لا بد أنها تعرضت لضغط كبير في الأيام الماضية،لقد حقنتها بحقنة مهدئة،واحرصوا على أن لا تعرضوها لأي توتر أو أمور ضاغطة"
نظر لوالده فورا بعتاب،فكان رشيد يبادله النظرات في صمت…ثم نطق"شكرا لك يا دكتور!"
ابتسم الطبيب ثم ربت على كتفه قائلا"الحمد لله على سلامتها..بالشفاء العاجل إن شاء الله"
نبست عزة"شكرا"
فتحرك الطبيب باتجاه الباب ولحق به أشرف ثم ودعه بأدب وعاد أدراجه..
دخلت عزة لغرفة والدتها،واقتربت منها بقلق،كانت تغط في نوم عميق،غطتها جيدا ثم قبلت كفها وجبهتها بحنان وجلست فوق السرير تنظر لها..
دخل مراد أيضا واحتضن كتف شقيقته،ثم لحق به أشرف ووقف الثلاثة ينظرون لوالدتهم بقلق..لم يسبق أن شهدوا انفجارا لمشاعرها كما حدث اليوم…لقد كانت دائما المرأة البشوشة التي لا تحب المشاكل وتحاول إرضاء جميع الأطراف خاصة والدهم..لكن رؤيتها كهذا مستلقية على السرير أخافهم،بل أرعبهم…
بدأت تستفيق تدريجيا،فاقترب منها أشرف يقول بخوف"نجاتي،هل تشعرين أنك بخير؟"
رمشت عدة مرات،ورفعت كفها لرأسها تتحسسه بألم ثم قالت بوهن"ماذا حصل؟"
ربت أشرف على شعرها بقلق وقال"لقد أغمي عليك،لكنك بخير الآن"
أومأت باستيعاب ثم نقلت نظراتها بين أبنائها وابتسمت بوهن،ورفعت كفها تشير لهم بالاقتراب،فانفجرت عزة باكية وهي ترتمي في حضنها واحتضن مراد رأسها يقبله،في حين أن أشرف مال يقبل باطن كفها ويمسد على شعرها بحنان.
اقتحم رشيد الغرفة،فنغزه صدره من المشهد أمامه،كان شعورا بالقلق على زوجته ممزوجا بالغيرة منها،تلاقت نظراتهما فأشاحت بنظراتها عنه،واستمرت في التربيت على شعر عزة بيدها المحررة.
اقترب منهم رشيد وقال بحزم طفيف"دعوني معها قليلا" نظر له الثلاثة بتردد،فهتف بحنق"لماذا تنظرون لي كأنني سأوذيها،إنها زوجتي قبل أن تكون أمكم"
انسحب أشرف أولا وسحب معه عزة ثم أشار لمراد بأن يغادر أيضا،وبقيت نجاة مع رشيد، تتجنب النظر إليه.
جلس على السرير الواسع بجانبها ثم احتضن كفها قائلا بعتاب"هل كنت تحملين ذلك في قلبك طوال هذه السنوات!"
لم تلتف له فربت على كفها أكثر وقال بحزم"انظري إلي"
استجابت له على مضض فنظرت له،وكانت ملامحه توحي بقلقه عليها،وقد ابيضت شفتيه وذبلت نظراته الغاضبة قبل قليل…سألها بقلق"هل تشعرين بأنك بخير؟"
ردت عليه بهمس"أنا بخير"
بدا مترددا ولا يدري ما يفعله،لمح كوب الماء فوق المنضدة فاستند على عكازه وأحضره ثم جلس بجانبها قائلا"هل تريدين القليل من الماء!"
أومأت فأسندها لتستطيع الجلوس ثم مد لها كأس الماء،حاول التقاطه فهمس"دعيه،سأساعدك"
ارتشفت منه القليل ثم رفعت كفها تشير له بأنها اكتفت.
مسح شفتيها بباطن كفه،فنظرت له مطولا وسألته"ماذا قررت بشأن عزة؟"
رد عليها"لم أقرر شيئا!"
تنفست بعمق ولازالت تشعر بخدر أطرافها ثم قالت"لندع الأولاد وشأنهم يا رشيد أرجوك! أنا لا أستطيع تحمل شجاراتك مع أشرف بعد الآن! أم أنك تريد التخلص مني؟"
نطق بحنق"لا تقولي هذا الكلام!، أنا فقط أريدهم أن لا ينسوا أنني والدهم"
ردت عليه بتعب"الأبناء لا ينسون آباءهم يا رشيد،وبالمقابل على الآباء أن يمنحوهم مساحة خاصة بهم" صمتت تتأمل وجهه ثم قالت"ألا ترى أن اشرف تعيس في حياته؟ولأصدقك القول أنا أحملك المسؤولية على ذلك وأحمل نفسي المسؤلية كذلك، فهل تريد أن نكون السبب في تعاسة عزة أيضا؟"
احتج قائلا"ما الذي سيجعلهم تعساء،إذا تزوجوا من نريد؟"
تنهدت بنفاذ صبر ثم قالت"هل أرغمك أحد على الزواج بي؟"
هز رأسه نفيا،فردت عليه بحنق"إذن كان ذلك اختيارك" هز رأسه إيجابا هذه المرة،فأكملت"ولماذا تصر على إجبار أبنائك عن شيء لم يتم إجبارك عليه؟"
رد بعناد"لأنني والدهم"
ردت عليه بعناد"وأنا والدتهم وغير متفقة معك فيما تقوله وما تفعله!"
نظر لها لوقت طويل ثم قال بحزم"لا تكتمي انفعالاتك بعد الآن!تعلمين أنني أصبح قاسيا عندما أغضب أو عندما تتم معارضتي ولا أستطيع التحكم في ما أتلفظ به،لكن ومع كل هذا،فقط أخبريني بما عندك حتى وإن كنت متأكدة من أنه لن يعجبني"
ذكرتها جمله برشيد القديم الذي أحبته حقا،رمشت عدة مرات تنظر له فقال بقلق حقيقي"لقد مرت علي أسوء ساعة في حياتي عندما أغمي عليك..ظننت في إحدى اللحظات أنني ربما سأفقدك للأبد"
ابتسمت في وجهه بوهن وقالت"لقد شعرت الآن بما أشعر به عندما تتعرض لنوباتك المرضية"
أومأ ثم احتضن كفها بين كفه وربت على باطنها بإبهامه..ثم قال"ماذا سنخبر أختي؟"
سألته بذهول"هل اقتنعت أن فكرة الزواج ليست جيدة!"
أومأ بعدم اقتناع،فأكملت"سنخبرها بالحقيقة، وعلى فكرة عصام أيضا لا يريد أن يتزوج عزة..إنها تعتبره كشقيقها وهو يعتبرها كذلك!كنتم ستخربون علاقتهما فقط، كما فعلتما مع أشرف وهند،وستخرب علاقتك بشقيقتك أيضا…هذه الأمور تؤخذ بعقلانية وليس بعاطفية يا حاج رشيد"
نبس على مضض"ربما"
تنهد بعمق قائلا"سأرى ما سنفعله حيال ذلك،سأتصل بأختي الآن،لأخبرها أن تؤجل الزيارة إلى أن تستعيدي صحتك"
أومأت بوهن وابتسامة رقيقة تزين ثغرها،وقد شعرت أخيرا بأنها بخير بعد أن اقتنع بفكرة إلغاء تلك الزيجة،والذي من مؤكد أنها لم تكن لتكون ناجحة أبدا.
طرق أشرف الباب ثم دخل بهدوء وألقى نظرة سريعة على والده الجالس على المقعد يتحدث على الهاتف ثم اتجه نحو والدته وقبل جبهتها بحنان قائلا"أنا سأذهب لأوصل حمادة لمنزله وسأعود بعدها"
هزت رأسها نفيا"لا داعي لذلك يا حبيبي،اذهب وارتح في بيتك،فأنا بخير الآن"
رد عليها"لا سأعود لأطمئن عليكِ"
ربتت على خده بحنان وقالت"قلت لك أنا بخير،سيعتني بي والدك وعزة ومراد،لا داعي لتقطع نفس المسافة مرتين،ولا بد أنك لم ترتح منذ الصباح الباكر"
أومأ بهدوء وهو يناظر والده بنظرات جانبية ثم قال"حسنا…سأزورك في الصباح إذن"
قبل رأسها، ثم قبل رأس والده باحترام وهمس"عمتما مساءا"
نطقت والدته بحنان"رافقتك السلامة"
ولاحقه والده بنظراته إلى أن أغلق باب الغرفة.
_____________________
'في الحي'
خرجت عَلْيا من منزلها واتجهت إلى منزل سمر ثم اتصلت بها قائلة"انزلي،أنا في الأسفل،لنذهب في جولة ليلية"
ردت عليها سمر"سأنزل حالا،هل الجو بارد؟"
أجابتها عَلْيا ببشاشة"الجو جميل!"
ثواني فقط ونزلت سمر ترتدي بدلتها الرياضية،فتبادلتا عناقا خفيفا وانطلقا في جولتهما الليلة في الحي..
كانتا تتحدثان بعشوائية عن هذا وذاك،فتوقفت سمر عند محل البقالة وابتاعت مثلجات..
ابتسمت عَلْيا واستلمت منها حصتها قائلة"لا زلت تحبين تناول المثلجات عندما يكون الجو باردا"
تذوقتها سمر تتلذذ بطعمها وقالت"كثيرا! وهذه نكهتي المفضلة، البلوبيري"
ردت عَلْيا"تحبين كل ما هو بنفسجي كالعادة"
أومأت سمر مؤكدة ثم قالت"ما سر هذا المزاج الرائق؟"
خللت عَلْيا شعرها بأناملها ثم ابتسمت بخجل،فهتفت سمر"لحظة لحظة،ما هذا الابتسامة؟!"
اعترضت عَلْيا بطفولية"حسنا كفي عن عبثك ودعيني أستجمع شجاعتي لأخبرك"
زمت سمر شفتيها وهمهت تقول'كلي أذان صاغية' وهي تشير لأذنها وتنظر لعَلْيا بفضول..
تنفست عَلْيا بعمق ثم ترددت للحظات قبل أن تقول"أنس يبادلني المشاعر!" ثم أغمضت عينيها بحرج.
صاحت سمر في وسط الشارع بحماس وهي تردد"كنت أعلم ذلك! كنت اعلم"،ثم اقتربت منها وعانقتها وهي تهمس بنبرة صادقة"أنا سعيدة من أجلك..سعيدة جدا"
بادلتها عَلْيا الحضن وهمست هي الأخرى"وأنا سعيدة جدا..لا أستطيع تصديق الأمر بعد،لكنني سعيدة"
فكت سمر الحضن ثم ربتت على خدها بلطف ومطت شفتيها تقول بتأثر"سأراك عروسة يا عَلْيا،هل أنت مستوعبة ذلك"
أومأت عَلْيا هي الأخرى وهمست"لقد كبرنا" ثم ضحكتا معا..فقالت سمر"متى ستتم خطوبتك؟"
ردت عَلْيا "أنتظر أن تعود جدتي من سفرها لنحدد موعدا"
رفعت سمر سبابتها في وجه عَلْيا قائلة"ليكون بعلمك، لدي سفر عمل بعد أيام،أنا لن أقبل أن تمر خطوبتك بدوني..لذلك خذا هذا بعين الاعتبار"
ابتسمت عَلْيا وقالت"بالطبع لن يحصل ذلك،أنت أخبريني بتاريخ السفر ومدته،لنستطيع تحديد الوقت المناسب للجميع"
أومأت سمر قائلة"سأتأكد وأخبرك بذلك!"
صوت مزمار السيارة أفزعهما،استدارت سمر ولمحت سيارة أشرف تدخل حيهم،وبجانبه على المقعد الأمامي يجلس حمادة،رفعت حاجبيها تنظر لهما باستغراب،صف أشرف سيارته بجانبهما وفتح زجاج النافذة بجانب حمادة قائلا بقلق"هل هناك مشكلة؟ لماذا تقفان هكذا وحدكما؟"
لم تجبه سمر واكتفت بالصمت فأجابت عَلْيا مكانها وهي تنظر لهما باستغراب"لقد كنا نتجول فقط"
أومأ بتفهم ثم سألها مجددا"هل أنس في البيت؟"
هزت رأسها نفيا وقالت"لقد أخبرني أنكم ستجتمعون معا في Mariposa لا بد أنه سبقك هناك!"
وكزتها سمر وغمزتها بمعنى'أنتما تعيشان دور الثنائي بشكل أسرع من المتوقع'
نظرت لها عَلْيا بعتاب ثم نظرت لأشرف الذي سأل مجددا"وزكريا؟"
ردت مجددا"لقد رافق أنس أيضا"
أومأ بتفهم"شكرا عَلْيا" ثم نقل نظراته لسمر التي كانت تتجنب النظر إليه وقال بسخرية"هل ابتلع الفأر لسانك؟"
غمغمت وهي ترمقه بحقد"عساه يبتلع لسانك أيضا!" ثم ابتسمت في وجهه بتكلف.
رد بهدوء"لقد سمعتك على فكرة"هزت كتفيها تتجاهله، فقال لحمادة"رافق شقيقتك وعَلْيا إلى باب البيت يا حمادة"
أومأ حمادة بهدوء ثم نزل من السيارة قائلا"شكرا يا أشرف"
ابتسم أشرف في وجهه ثم اكتفى بإيماءة بسيطة ونطق"سلام" وأدار سيارته مغادرا.
نظرت سمر لشقيقها بتعجب وسألته"ماذا كنت تفعل معه!"
رد حمادة ببساطة"لقد كنت في منزله مع مراد، كان سيوصلني في وقت أبكر لكن والدته قد فقدت وعيها لذلك تأخرت"
سألته بقلق"عل الخالة نجاة بخير؟"
أومأ حمادة وهو يأخذ المثلجات من يدها ويقضم قضمة كبيرة"إنها بخير الآن،لكنهم كانوا في حالة يرثى لها قبل ساعات"
أومأت بقلق واستدارت تنظر لآثار سيارته وهي قلقة عليه.
تنقض كل وعودها لنفسها في حضرته،وهي تفكر منذ الآن كيف ستمر تلك السفرية التي ستجمعهما معا والعم محمد،الذي بدأت تشعر مؤخرا أنه يتعمد أن يغرقهما في الأعمال التي تتطلب تواجدهما معا.
تنهدت بخفة ونطقت بهدوء"لنذهب باتجاه المنزل"
أومأ الاثنان ثم انطلقوا معا.
_____________________
'في Mariposa'
غادر الجميع ولم يبقى سواهما،أنجزت آخر مهامها،ثم نزعت الوزرة المحيطة بخصرها بتعب نفسي وجسدي،لم تعاني منهما معا منذ زمن بعيد..حررت ظفيرة شعرها المصفف على شكل ذيل حصان ثم اتجهت للحمام لتغير ملابسها وتغادر..
دخل أسامة، يحمل مرهما في يده وقطع طريقها إلى الحمام،رفعت نظراتها إليه،فتلاقت نظراتهما وسحب كفها ثم وضع به المرهم وقال بحزم"ضعيه ثلات مرات يوميا! هذا أمر غير قابل للنقاش"
أمال رأسه ليرى خدها عن كثب فهاله ما أصبحت عليه تلك الصفعة،بدت أكثر تورما وآثار الأصابع أصبحت باللون البنفسجي الداكن..
ضيق عينيه بانزعاج وأخذ المرهم من كفها يفتحه بانزعاج ثم قال"سأضعه بنفسي"
نقلت نظراتها بين وجهه ويديه التي تفتح العلبة بانفعال،ثم شعرت بانفلات مشاعرها،وغمامة تأثر أغشت زرقاوتيها،عندما وضع القليل منه على أنامله وبدأ يدلكه برفق وتركيز على خدها،وأنفاسه الساخنة تلفح وجهها..
سرت رعشة لذيذة بكامل جسدها وتسارعت دقات قلبها فتساءلت في نفسها'إن كان هذا ما يسمى بجبر الخواطر'
تأوهت من الألم فأزاح أنامله برفق ثم همس بخوف"آسف لأنني آلمتك" ثم وضع القليل من المرهم مجدد وأكمل تدليك خدها.
ابتلعت غصة مؤلمة ورمشت عدة مرات تحاول طرد ما تشعر به من حرج وتأثر وظلم،لكن الأمر كان أقوى منها هذه المرة،ولم تستطع ارتداء قناع القوة لوقت أطول..وملمس أنامله على خده بدا لها كتهويدة مريحة تحثها على تحرير انفعالاتها الداخلية.
أجهشت في بكاء مرير وهي تقبض على أصابعها…مرير كمرارة ما كانت تعيشه قبل هروبها وما عايشته منذ ذلك الحين…
مسح دمعة متمردة فرت من مقلتيها،وقال بارتباك"هش،لماذا تبكين الآن!؟"
أنزلت رأسها واستمرت في البكاء ونحيبها يعلو ويعلو…لم يدر ماذا يفعل،لقد اعتاد التعامل مع دلال الإناث فقط ولم يتعامل مع نوبة بكاء أنثى من قبل سوى سمر..وكان احتضانها هو الحل دائما.
ذراعين مترددتين من الاقتراب منها واحتضانها وقلب يلح على احتواء حالتها التي آلمته…إن كان قد أدرك شيئا في تلك الثواني العديدة التي اتسمت بالحيرة، فهي أن دموعها هشمت شيئا بداخله…ولا يريد أن يراها تبكي مجددا،.
حسم أمره واقترب منها أكثر يغلق الفجوة بين جسديهما..شعر بتشنج جسدها بين ذراعيه،فربت على شعرها وتمتم"ابكي بقدر ما تشائين،لقد كنت قوية لوقت طويل"
انتحبت مستسلمة للدفء الذي تشعر به الآن، واستمرت في بكائها، لم تكن المشاعر التي تكبتها بداخلها بالشيء الهين،الشعور بأنك رجعت لنقطة البداية وأن ما حققته حتى الآن يبدو ضئيلا مع ما عانته، ثم النعم بحضن دافئ بعد كل هذه المدة،كأن الحياة تقذف بها أرضا فتفتت عظامها ثم ترجع لتواسيها مجددا وترممها من جديد لتمضي نحو طريقها…
صوت مزماز سيارة جعلها تنتفض فتراجعت للخلف خطوتين وهي تنكس وجهها أرضا وتتفادى النظر إليه،هربت من أمامه ودخلت إلى الحمام،استندت على الباب تشعر بحرارة تجتاح جسدها بكليته وهمست لنفسها"ماذا فعلتِ يا ثريا!" غيرت ملابسها على عجل لتغادر ولازالت الدموع والذهول يزينان وجهها..
أما أسامة فقد شعر ببرودة تجتاح أطرافه ما إن ابتعدت،وكأن تلك الثواني التي احتضنها بها كانت كفيلة بملء فراغ لم يستطع أحد من قبلها أن يملأه.
بقي على نفس وقفته ينظر لباب الحمام قبل أن يقتحم أنس وزكريا المكان.
سأله أنس باهتمام"هل غادر الجميع؟"
أومأ أسامة بذهن مشغول"نعم، أقصد لا،ثريا لا زالت هنا!"
أومأ أنس بتفهم وجلس بجانب زكريا الذي اتخذ له مكانا فور وصوله.
خرجت من الحمام لتصطدم بالشباب الثلاثة يجلسون ويتحدثون، فحيتهم بهدوء واتجهت إلى الخارج.
لحق بها أسامة،وأمسك كتفها يوقفها عن المشي، وجزت أسنانها تقول"لا تلمسني!"
رفع يده عن كتفها ينظر لها بذهول من ردة فعلها العدوانية وقال بهدوء"لقد طلبت لكِ سيارة أجرة"
اعترضت"لا أحتاجها!"
تجاهلها ورفع نظراته للسيارة التي صفت أمام المحل وقال"لقد وصلت، اصعدي، فلن تجدي حافلات ولا سيارات أجرة في هذا الوقت"
فتح الباب ينظر لها بإصرار،فنظرت له بتعالي ولم تكن تريد الصعود لكن أضعفتها نظرته الملحة فاستجابت له على مضض.
أغلق الباب يتأمل وجهها ثم انحنى يخبر السائق "أوصلها لشارع****حي*** يا سيدي"
أومأ السائق،فأشاح بوجهه عنه وقال بهدوء"ابعثي لي رسالة عندما تصلين!"
نظرت لجانب وجهه القريب فتسارعت دقات قلبها التي لم تخمد بعد،وأشاحت بوجهها في تزامن مع إخراجه لرأسه من نافذة السيارة.
ثم ضرب على سيارة الأجرة بهدوء يحثها على الانطلاق،وتتبع أثرها حتى اختفت من الشارع تماما.
****
أوقف أشرف سيارته خلف سيارة أنس ثم ترجل منها وقد بدت ملامح التعب جلية على وجهه…استدار أسامة فلمحه يتجه نحوه،وابتسم في وجهه بترحيب"أهلا بك يا صاح!"
تصافحا واحتضنا بعضهما في عناق رجولي ثم دخلا معا..
ارتمى أشرف على أقرب كرسي وهو يشعر بالتعب والجوع والعطش،دلك صدغيه وحرك عنقه يمينا وشمالا ليستفيق قليلا..
سأله أنس بقلق"ماذا حصل!؟"
رد عليه أشرف قائلا"لقد فقدت أمي وعيها قبل ساعات"
سأله أسامة"هل هي بخير الآن؟"
أومأ أشرف ونبس"إنها بخير!" ثم تلاقت نظراته مع نظرات زكريا الذي كان ينظر له بغموض،ولم يستطع كبح نفسه أكثر،فقال"كيف حال عزة!"
التفت له أنس وقد كان يجلس بجانبه،فتذكر حوارهما في السيارة وهما في طريقهما إلى هنا.
'في السيارة'
ألقى أنس نظرة سريعة على شقيقه ثم ركز على الطريق مجددا..كان يبدو شارد الذهن،متصلب الملامح والجسد وكأنه يعاني من شيء ما..
سأله بفضول"هل كنت جادا فيما طلبته من أشرف صباحا!"
رد عليه بحدة"وهل ذلك الموضوع يحتمل المزاح؟"
أجابه ببساطة"لا طبعا،لكن من الغريب أن يصدر منك ذلك التصرف، وقد كنت ضد الفكرة من الأساس"
رد عليه زكريا بجفاء"الكثير من الأمور تتغير بمرور الأيام،الأمر شبيه باعتبارك لعَلْيا فتاة صغيرة ثم نكتشف بعدها أنك تريدها زوجة لك"
سأله أنس بحذر"هل أفهم من كلامك أنكـ"
قاطعه بحدة"بأنني أراها مناسبة لتكون زوجة لي وفقط،وأما للينا ربما"
رفع أنس حاجبيه يطالعه بتعجب وعدم تصديق لثواني ثم قال بهدوء"الأمر لا يحتاج منك كل هذا الانفعال!"
تنهد زكريا بانفعال وقال يتظاهر بالهدوء"دعنا لا نتحدث عن الموضوع يا أنس،على الأقل الآن"
احترم رغبته في التزام الصمت فقال"كما تريد!"
إنه نوعا ما يفهمه،لقد كانا منذ طفولتهما قريبين ابعضهما نظرا لأن الفارق بينهما في العمر سنة واحدة،فتقريبا يعتبران توأم..ووالديهما كان يعاملانهما على ذلك الأساس..لقد كان شاهدا على فترة تعلقه بإيمان وتقاربهما وزواجهما ثم وفاتها،بالرغم من أنه تغير كليا وأصبح انطوائيا بشكل كبير ولا يفصح عما يشعر به،لكنه كان يفهمه ويشعر بمعاناته…إيمان كانت شمس زكريا والكل كان شاهدا على قصة حبهما النقية ووفاتها قد آلمتهم جميعا،لكنها كانت كنصل حاد غرس في روح زكريا ولم يظن يوما أنه سيشفى منه..ولن ينكر أنه تفاجأ من التغيير الذي طرأ عليه،وجعله يفكر في الزواج مرة أخرى،فقد اعترض عن إلحاح والدته ولوقت طويل جدا…والمؤكد أن خطوته تلك نابعة عن مشاعر قوية دفعته لذلك وإلا لما كان ألقى بنفسه في تلك الدوامة،وهو لم يتجاوز بعد حداده الأمدي.

استيقظ أنس من دوامة أفكاره على صوت زكريا يهتف بتساؤل"هل تقصد أن والدك تراجع عن فكرة تزويجها؟"
رد عليه أشرف بجفاء"لست متأكدا، لكن هذا ما بدا لي، أو ربما يتظاهر بذلك إلى أن تستعيد أمي عافيتها الكاملة"
وضع أسامة بعض الوجبات على الطاولة التي تفصل بينهم قائلا"لا بد أن فكرة مغادرتك وأخذهم معك بصفة نهائية قد أرعبته،فأدرك أنك ستقدم على ذلك حقا"
هز أشرف كتفيه وقال بحيرة"لا أدري حقا..ربما نعم وربما لا" تنهد بإرهاق قائلا"آه،متى سينتهي كل هذا؟"
تذكر شيئا فسأل أسامة"ماذا فعلت بشأن موضوع مراد؟"
أجابه أسامة وهو يضع ما تبقى على الطاولة ثم جلس بجانبه"أنا أحاول إقناع حمادة بإخباري إذا كان يعلم شيئا،لكنه مازال مصرا على موقفه"
أومأ أشرف بتفهم،فسأل أنس بفضول"ما به مراد؟"
رد عليه أشرف وهو يلتقط قطعة بيتزا وقد عصف الجوع بمعدته،فلم يكن قد تناول شيئا منذ فطور الصباح"إنه يرافق مجموعة مشبوهة منذ مدة،وأشك في أنه يتعاطى للمخدرات"
هز أنس رأسه بأسف وقال"سأرى إن كنت سأستطيع أن أعرف شيئا بشأن ذلك أيضا"
هز أشرف رأسه وهو ينظر لزكريا بغموض،وقد شعر ببعض الغيرة وهو يتذكر كلمات شقيقته عنه،فوضع البيتزا جانبا ولم يعد يشعر برغبة في تناول الطعام.

بعد حديث طويل عن شتى المواضيع،شبك أنس كفيه فوق الطاولة وقال"شباب،أود أن أخبركم أنني وعَلْياءْ،سنقيم خطبتنا عما قريب"
صفر أسامة بمرح وقد كان ينتظر هذا الخبر منذ بداية السهرة،وقال بحماس"اسمعني'الدقايقية*'على حسابي"
وقال أشرف بنبرة صادقة"وأخيرا خبر سعيد،بعد كل هذا التوتر،مبارك يا صاح"وتصافحا ثم أكمل بسخرية وهو يقصد زكريا بكلامه"ومن يدري ربما تقيم أنت وشقيقك حفل زفاف في نفس اليوم!"
نظر لهم أسامة بمكر وقال"هل تخفون عني شيئا؟"
ربت أشرف على كتفه وقال"وهل يخفى القمر،السيد زكريا قال طلب يد عزة للزواج"
فغر أسامة فاهه بذهول قائلا"يا لها من مفاجأة سارة!ستلزمني فرقتي'دقايقية' إذن"
عقب أشرف بتكلف"سارة جدا جدا..سنرى كيف سنحلها مع حاج رشيد"
ضحك أسامة قائلا"ستحل،وإن لم تحل سنحلها بطريقة ما"
أومأ أشرف مفكرا أن ما التمسه من عزة يدل على أنها لن تحتمل الأمر إن رفض والدها هذه الزيجة…وزكريا الجالس أمامه الآن يبدو غريبا وكأنه يحمل أعباء العالم على ظهره،وتحيط به هالة من الغموض فلم يستطع تبين ما يخفيه أو ما يشعر به.
مرت السهرة بينهم هادئة،تملؤها المشادات والمشاكسات في بعض الأحيان،لكن سرعان ما ترجع إلى طبيعتها وكل منهم يحاول إخراج أشرف من الوجوم والضغط الذي كان يشعر به.
____________________

'اليوم التالي'
'في وقت باكر من الصباح'
طرقات خفيفة على باب منزل عَلْيا،فتحت الباب بهدوء، فتطلعت في الفتاة أمامها بغرابة وفضول ولم ترها من قبل،فتاة بيضاء البشرة،ترتدي ملابس صبيانية وشعرها قصير جدا،تزين غرته القصيرة جبهتها.
كانت الفتاة تحمل حقيبة على ظهرها وأخرى بجانبها كبيرة ذات إطارات..
سألتها الفتاة بهدوء"هل أنت عَلْيا؟"
أومأت عَلْيا وقالت بفضول وهي تستغرب وجود فتاة لم ترها من قبل أمام باب بيتها منذ الصباح الباكر "أنا هي! من أنت؟"
اتسعت ابتسامة الفتاة وقالت باندفاع"أنا ليلى! شقيقتك"



الدقايقية:فرقة موسيقية من أصل مراكشي،تضم عددا من أفراد،ويعتمدون في أدائهم على الدف والتصفيق الملحن والغناء،وعادة ما يرتدون لباسا موحدا وهو الجلباب المغربي بألوان مختلفة.

نهاية الفصل الواحد والعشرين🌼
أراكم في الأسبوع القادم إن شاء الله
أتمنى أن تكونوا قد استمتعتم بالفصل، قراءة ممتعة🤍
ولا تبخلوا علي بآرائكم الصادقة..







فاطمة الزهراء أوقيتي متواجد حالياً  
التوقيع
رواية:
وشمتِ اسمك بين أنفاسي~
بقلمي
🤍أكتب لأحيا الواقع بنكهة الخيال🤍
رد مع اقتباس
قديم 21-02-23, 01:44 AM   #415

meeth__22

? العضوٌ??? » 442867
?  التسِجيلٌ » Mar 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,126
?  نُقآطِيْ » meeth__22 is on a distinguished road
افتراضي

اعيد واكرر من اجمل ما قرأت ابدعتي عزيزتي
بس كان نفسي يكون فيه مقطع بين اشرف وسمر بس يله البارت الجاء اكيد فيه شيء لهم
علاقه اشرف وعزه جميله جدااا
مراد مره حزينه من وضعه اتمنى ينحل بسرعه قبل فوات الاوان
علياء وانس مبسوووووووووووووووووووووو وووطه مره واخيرا عرفوا مشاعر بعض
زكريا ياااااازكريا عشق عشق عشق اتمتى يكون له ظهور مكثف في البارتات الجايه ❤❤❤❤
ثريا واسامه ي ناس ما اجملهم بس مره زعلت على ثريا قد ايش متعذبه اتمنى تتعدل امورها 💔
نجي لرشيد بشا لازم له قرصه اذن علشان يتعدل 😠وما راح يتعدل الا عن طريق نجاة


meeth__22 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-02-23, 03:10 PM   #416

فاطمة الزهراء أوقيتي
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء أوقيتي

? العضوٌ??? » 475333
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 612
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond repute
Icon26 عزيزتي meeth___22 🤍🤍

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة meeth__22 مشاهدة المشاركة
اعيد واكرر من اجمل ما قرأت ابدعتي عزيزتي
بس كان نفسي يكون فيه مقطع بين اشرف وسمر بس يله البارت الجاء اكيد فيه شيء لهم
علاقه اشرف وعزه جميله جدااا
مراد مره حزينه من وضعه اتمنى ينحل بسرعه قبل فوات الاوان
علياء وانس مبسوووووووووووووووووووووو وووطه مره واخيرا عرفوا مشاعر بعض
زكريا ياااااازكريا عشق عشق عشق اتمتى يكون له ظهور مكثف في البارتات الجايه ❤❤❤❤
ثريا واسامه ي ناس ما اجملهم بس مره زعلت على ثريا قد ايش متعذبه اتمنى تتعدل امورها 💔
نجي لرشيد بشا لازم له قرصه اذن علشان يتعدل 😠وما راح يتعدل الا عن طريق نجاة
شكرا شكرا كثيرا🙏🏻 على تعليقك الجميل جدا..أسعدتني حقا عزيزتي meeth🤍

وسعيدة أنه الفصل عجبك🤩
وطبعا أكيد الفصول الجاية ستحتوي على مشاعد أكثر لزكريا وعزة ولأشرف وسمر وللجميع…
والله أنس وعَلْيا ما عرفوا مشاعرهم حتى خربوا عقلي هههه ولكن المهم أنهم سيسعدوا
ثريا المسكينة مكتوب عليها الحزن🥀 ولكن كلشي رح يتعدل مع الوقت..
رشيد يا رشيد هههه أظن أكثر شخصية تحرق الأعصاب لحد الآن على مدار الفصول وهند أيضا..
من يدري هل هيتعدل ولا لا ههه العلم لله وللكاتبة😅
سلمتِ على مرورك الجميل عزيزتي 🤍

shezo likes this.

فاطمة الزهراء أوقيتي متواجد حالياً  
التوقيع
رواية:
وشمتِ اسمك بين أنفاسي~
بقلمي
🤍أكتب لأحيا الواقع بنكهة الخيال🤍
رد مع اقتباس
قديم 22-02-23, 04:26 AM   #417

فاطمة الزهراء أوقيتي
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء أوقيتي

? العضوٌ??? » 475333
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 612
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond repute
B17 أنس وعَلْياء



أنس وعَلْياء






shezo likes this.

فاطمة الزهراء أوقيتي متواجد حالياً  
التوقيع
رواية:
وشمتِ اسمك بين أنفاسي~
بقلمي
🤍أكتب لأحيا الواقع بنكهة الخيال🤍
رد مع اقتباس
قديم 22-02-23, 12:26 PM   #418

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,558
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي

مرحبا.صباح الخير حبيبة قلبي فطوم

☆عزة نفس☆

دونما يفكر الإنسان يتخذ قرارا ينتظر موافقة الآخر عليه لخشيته من ضياع فرصته
ربما لو تريث قليلا ما أقدم على تلك الخطوة ولكنها الخشية من ضياع من يهتم لأمره تماما

زكريا المتردد في الإفصاح عن مشاعره تجاه عزة ولو لنفسه
الموقف الذى حدث أمامه بإجبارها على الذهاب مع ابيها
جعله يفصح برغبته بها وهى تعلن الموافقة الفورية
ربما يكون في هذا الحل الذى ينهى الازمة
ولكنه يفتح ازمة أخرى بينه وأشرف
وسيفتح ازمات مع نفسه ومع عزة

☆صفعات الماضي☆

حدث مفاجى يواجهه الإنسان قد يوقظ كل الآمه وينكئ جراحه
فالواقع مرآة قد تعكس جانباكبيرا من ماضينا

الصفعة التى سقطت على وجه ثريا لم تؤلم وجهها بقدر ما ألمت قلبها وكرامتها وذكرتها بسبب هروبها
لانها لم تلق الحنان والإهتمام والفرصة لتحقيق الذات
لأب ياتى للبحث عنها لاأن يتبرأ منها

ليواجهها الجميل أسامة بتساؤلاته التى بإجاباتها مع عدم وضوحها
يتبين ان ما تخفيه أمرا جلل فعلا
بينما ثريا تمضى بعملها وكأن شيئا لم يكن

☆إنفجار الصمت☆

مهما طالت حبال الصبر وأحتمل الإنسان
على أمل ان تنصلح الامور وجعل نفسه قربانا لإستقرار ظاهرى
ما دامت الامور لا تسير بالمنطق او على أسس سليمة
فستأتى تلك اللحظة التى ينفجر بها من أجل من يحب ويرعى

الموقف بالفعل تأزم وكان يحتاج حلا
والاسلوب الذى أتخذه اشرف ليضع رشيد أمام مرآة يرى بها
ما ينتهجه معهم وأنه دكتاتور يتصور إمتلاكه لابنائه

فقد اوضح ديننا حقوق الوالدين وليس من ضمنها إجبارهم على ما لايريدون خاصة في الزواج الذى أول اركانه هىx القبول

وقد أحسنتى حبيبتى بتغيير المسار أخيرا بإقتناع رشيد وبعودته لسابق عهده مع نجاة ذلك الزوج المحب المراعى

☆السماء وردية☆

المشاعر الصادقة الجميلة التى آن لها ان تأخذ موقعها الصحيح والوعد بالامان والسعادة تفسح للمرء بنفسه محلا لفتح صفحة جديدة والسماح بوجود من كان يرفض وجودهم كبداية لصفحة أخرى يسطر بها سمات جديدة لتعامله معهم

نجاح أنس في إقناع عليا لم يستغرق طويلا لأنه صادق بالفعل وهذا ما وصل لقلب عليا والتى زخرت كل جوارحها بحبه لتنطلق زغاريد والدة انس وتحديد ميعاد للخطبة
وايضا تقبلها حضور والديها علها تكون بداية جديدة لتقبل وجودهم بحياتها

أما المفاجأة بليلى شقيقة عليا والتى لم تعرفها وأظنها من الام فسيدخل عنصرا جديدا لا ريب سيكون مؤثرا وكونها جائتها مبكرا حاملة حقيبتها ربما لحدوث خلاف ما مع والدتها

دائما لك نهاية مثيرة حبيبتى
دمتى بكل الود والمحبة الخالصة


shezo متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-02-23, 12:32 PM   #419

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,558
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي

مرحبا جميلتى

ما أجمل إدراتك للمواقف والمشاهد
فقد توقعت أن يندهش أشرف من عرض زكريا
لكنك فاجئتنى بإتهامه له بأن هناك ما يدور في الخفاء بينه وعزة
ربما ألتمس له العذر لانه يعرف إخلاص زكريا لإيمان
ولكنك أبهرتنى بموقف زكريا الهادئ في الدفاع عن نفسه
والذى يتفق مع طبيعة شخصيته

تصويرك لحالة ثريا وهى ذاهلة عما حولها
جاء موحيا جدا
وما أثر بي فعلا هو براعتك في رسم شخصية ثريا ومعاناتها
وهى حتى لا تسمح بالمرجل الذى بداخلها أن يطلق بعضا من طاقته المكبوتة ولو بالشكوى بالتعبير عما تعانيه
والغريب أنها مقتنعة بان ما تتعرض له من عنف جسدى شيئا بسيطا

وكم انتى مذهلة حبيبتى في تعاملك مع شخصية ثريا الصعبة
خاصة في تصويرك إنهيارها رغما عنها بين يدى الجميل أسامه
ثم انتفاضتها سريعا لتجلدها وتماسكها
وكم هو مؤلم وقاسي أن لايمنح الإنسان نفسه الفرصة ليتخلص من وجعه
والأجمل ان هذا بالفعل ما يجعلهاغالية ولم تخذل اهلها
وأيضا ذلك الناقوس الذى دق منبهاالجميل أسامة لتأثيرها عليه
هو مشهد صعب بحق رسمتيه بروعة وإتقان

ما أروعك حبيبتى في تحريك شخصية نجاة للعكس تماما
فلطالما ألمنى وصدمنى موافقة الأم دائما للأب حتى ولو كان على خطأ
من أجل أن تسير المركب ولكنها تغرق وتضيع الابناء بهذا الاسلوب
وكم جاء تصويرك للمشهد ملائما جدا ومرضيا بنفس الوقت

لقد أثلجتى صدرى بخطبة انس وعليا..فكم كنت متعاطفة معها
وسأعمل مثلما نفعل في ذكرى التوليب مع نورهان
وأبدأفي تجهيز فستان لحضور الخطبة

بينما تنجحين تماما في تصوير نلك المناكفة بين أشرف وسمر باسلوب لطيف جدا أجدنى ابتسم فيه تلقائيا..
لو فكرت به سمر لثانية لوجدت أنه كله خشيةأو غيرة منه عليها

ويبدو حبيبتى اننا سنشهد الدقايقية قريبا
بعد أن إقتنع اشرف بزواج زكريا من عزة من أجل ألا يحزن اخته
ومع ذلك ما زال بالافق الكثير
فليس معني تراجع رشيد عن زواجها من عصام أن يوافق على أرمل ولديه طفلة
فالإنسان المتسلط ليس سهلا رجوعه بالكامل لجادة الصواب

سلمتى فطومتى علي هذا الإبداع الرائع
بفصل أقل ما يقال عنه مميز
كل السعادة لقلبك الجميل


shezo متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-02-23, 12:47 PM   #420

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,558
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة الزهراء أوقيتي مشاهدة المشاركة


أنس وعَلْياء





ما أروع الصورة
وما أجمل الآقتباس
وما ادل على المعني بيدين تتلامسان بخجل
تختفي الملامح والسمات
ولا يبقى سوى الإحساس
داء هو ودواء
بلسما يشفى كل الجراح
يدا حانية تمسح عن القلب لوعته ووجده
طيفا من ثوب فرح تاق لصاحبة الاحزان
عفوا عن الدنيا وكل البشر
فالحب يدا تداوى وتغفر
بعد ان ودعت العلياء وسادة الآلام

غلاف بحق رائع ومعبر
اهنئك على ذائقتك الادبية والفنية


shezo متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:20 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.