آخر 10 مشاركات
117 - توأم التنين _ فيوليت وينسبير ج2 شهر عسل مر ((حصرياً)) -(كتابة /كاملة بالرابط) (الكاتـب : SHELL - )           »          وهج الزبرجد (3) .. سلسلة قلوب شائكة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          حب في الصيف - ساندرا فيلد - الدوائر الثلاثة (حصريــا)** (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          بريئة بين يديه (94) للكاتبة: لين غراهام *كاملة* الجزء الثاني من سلسلة العرائس الحوامل (الكاتـب : Gege86 - )           »          52 - خداع المرايا - أجاثا كريستي (الكاتـب : فرح - )           »          ليالي صقيلية (119)Notti siciliane ج4من س عائلة ريتشي:بقلمي [مميزة] كاملة و الرابط (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          لك بكل الحب (5) "رواية شرقية" بقلم: athenadelta *مميزة* ((كاملة)) (الكاتـب : athenadelta - )           »          287 - كذبة العاشق - كاتي ويليامز (الكاتـب : عنووود - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

مشاهدة نتائج الإستطلاع: ما هي أكثر شخصية من الأبطال أثارت انتباهكم في الرواية؟؟
سمر 3 27.27%
عليا 5 45.45%
ثريا 7 63.64%
عزة 2 18.18%
أسامة 3 27.27%
أشرف 1 9.09%
أنس 2 18.18%
زكريا 1 9.09%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 11. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree1899Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-05-22, 11:13 PM   #21

فاطمة الزهراء أوقيتي
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء أوقيتي

? العضوٌ??? » 475333
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 612
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond repute
افتراضي -4-


انتظرت تعليقه بترقب وهي تفرك كفيها ببعضهما
رفع أنظاره الغاضبة لها وقال بحدة"ما هذا؟ .. المعلومات كلها خاطئة ..ألم تستطيعي العمل بإتقان ودقة؟إنها مجرد تقارير"
نظرت له بصدمة من طريقة كلامه ثم قالت بخفوت وعيون مغرورقة بالدموع"لقد فعلت ما طلبت مني يا سيد زكريا وكان من الصعب الحصول على المعلومات"
ضرب طاولة المكتب بيده ثم صرخ"هذا ليس من شأني ...طلبت منك عملا فيجب إنجازه على أكمل وجه أو الاعتذار عنه منذ البداية"..
رفعت عيونها تتحدى نظراته الغاضبة ثم قالت بصوت عالي متحشرج من الدموع التي تحاول حبسها"أنا لا أسمح لك بإفراغ شحناتك الغاضبة في وجهي"
ثم أجهشت بالبكاء ووقفت لتغادر الغرفة..
شعر بالارتباك من بكائها فانتفض واقفا من على كرسيه ولحق بها قبل أن تفتح غرفة المكتب..
قطع طريقها ووقف أمامها مرتبكا لا يعرف ماذا يفعل ..فقط حاصرها بقامته الطويلة دون أن يلمسها أو يقترب فنظرت إليه بعيون باكية فقال بحزم"لماذا تبكين الآن؟"
نظرت له بعتاب لم تستطع تزييفه وقالت"لقد صرخت في وجهي بسبب مزاجك الناري"
أجابها بحزم"لكنك أخطأت في التقارير...والأمور عادة لا تحل بالدموع.."
احتجت بصوت متحشرج"وإن يكن..الأمور لا تحل بالصراخ أيضا.. كان بإمكانك إطلاعي عن الخطأ وأنا سأصححه ثم إني طبقت ما أخبرتني به ومن الخطأ يتعلم الإنسان أليس كذلك؟"
قال بعملية"حسنا يا آنسة عزة التي تحتج على كل شيء وتعلِّق على أي شيء...لا أعلم حقا كيف تتعاملين مع أساتذتك في الجامعة"وأكمل بعد أن ابتعد وجلس في كرسيه"لنصحح هذه التقارير و نلقي نظرة على التقرير النهائي لمشروعك بما أنك ستغادرين غدا"
شعرت بالحزن لأنها ستغادر..لقد اعتادت تواجدها هنا وعلى الموظفين والعاملين والمكان وكل شيء..جففت دموعها بكفها واقتربت من المكتب ثم جلست على الكرسي الخاص بها وبدآ في مناقشة التقارير...
مر الوقت في النقاش وتصحيح الأخطاء وحان وقت الرحيل..
جمعت أغراضها لتغادر لكنه استوقفها قائلا"عزة...ما رأيك أن تلخصي تقرير مشروعك وتقدميه غدا في قاعة الاجتماعات أمامي وأمام المتدربين الآخرين ..وكل متدرب سيحضر مع المشرف عليه"
نظرت له بعيون متسعة ورمشت عدة مرات فهمت بالرفض لكنه قال بحزم"لا ترفضي ...الأمر ليس بتلك الصعوبة..هذا ما نفعله مع جميع المتدربين لدينا..منه تتدربين على التحدث أمام جمع من الناس و أيضا تتدربين على إلقاء أطروحتك..هيا تشجعي...الأمر بسيط.."
احتجت قائلة"لكن الوقت ضيق ربما لن أستطيع تلخيص التقرير والتدرب على إلقاء الأطروحة في هذا الوقت الوجيز"
أجابها بحزم"هيا نفذي الأمر وحسب...لن تحتاجي للتدرب في المنزل كل ماعليك فعله هو أن تثقي بنفسك ومؤهلاتك وستنجحين..لخصيها وحاولي أن تكون واضحة ولو أمكنك تحويلها إلى خطاطات سيكون الأمر رائع..وغدا حاولي الوصول باكرا لنرى إن كان به ما يحتمل التعديل "
أومأت برأسها بإحباط ثم ودعته وغادرت..
___________________
طرقت سمر باب المكتب ثم فتحته وطلت بوجهها بينما جسدها لا يزال خلفه ثم قالت بمرح"صباح الخير سيد أشرف"
ودخلت بكامل جسدها وأناقتها ترتدي تنورة باللون الأخضر الغامق فضفاضة ذات خصر مرتفع وتصل لأسفل ركبتها بقليل وبها فتحة ممتدة لنصف فخذها ثم كعب عالي أسود وقميص بنصف كف في نفس اللون وحقيبة يد بطبعة نمر..وتركت شعرها المجعد مفرودا على ظهرها بطبيعية..
بعد تدقيق في حلتها توقف لثانية على أحمر شفاهها الداكن،نظر لوجهها وقال ببرود"صباح الخير يا سمر..لقد وصلتي باكرا" ثم همس لنفسه مؤنبا"مابالك تركز على كل تفاصيلها..ملابسها.. ملامحها..كلماتها و.....أحمر شفاهها"ثم نظر له مجددا وقال في نفسه"لماذا تعتمد الداكن دائما؟"
اقتربت من مكتبه ووضعت حاسوبها عليه وحقيبتها على الكرسي وحاولت رفعه لتغير مكانه
فقال متسائلا"ماذا تحاولين أن تفعلين؟"
أجابته لاهثة بعد أن استطاعت حمل الكرسي"ألا ترى أني أحاول تحريك الكرسي من مكانه؟"
رد ببرود"بلى أرى ذلك..لكن لماذا؟"
رفعت حاجبها الأيمن وقالت"لنعمل... أم أنك تفكر في إنجاز كل العمل وحدك؟"
كان قد اقترب وجذب منها الكرسي بفظاظة قائلا"يُفضَّل ألا تحملي الأشياء الثقيلة بطولك هذا فنحن في غنى عن حوادث عمل"
فردت بفظاظة هي الأخرى ووضعت كلتا يديها على خصرها"هل تسخر من طولي مجددا؟...أنت فظ على فكرة ولا تجيد التعامل مع الفتيات"
نظر لها من أسفل جفونه من علو قامته وقال ببرود"فتيات؟أين هم؟..أنا لا أرى أمامي سوى عقلة أصبع متأنقة وتظن أنها ستغير شيئا من طولها إذا ارتدت حذاء ذو كعب عالي" وابتسم بسخرية ينظر لقدميها..
استفزتها طريقة كلامه والطريقة التي ينظر لها بها فقالت بابتسامة زائفة تحمل الكثير من الضيق"أخلاقي لا تسمح لي بإجابتك بما تستحق أذناك أن تسمعه لذلك سأكتفي بقول أنك فظ ووقح ولا تجيد التعامل مع الفتيات"
ابتسم ببرود"لقد قلتِها سابقا" ووضع الكرسي أرضا بجانب كرسيه تفصل بينها مسافة معقولة..
ضيقت عيناها تنظر له ثم قالت"لقد سألتك سابقا سؤالا ولم تجبني عنه"
رفع حاجبه يحاول التذكر فقال"أي سؤال؟"
فقالت ببرود"هل تحمل لي ضغينة من أي نوع؟..أشعر أنك تتعمد استفزازي كلما التقينا..الأمر يبدو كأنك لا تريد التواجد معي في نفس المكان..هل يزعجك أننا سنشتغل على المشروع سويا؟"
ابتسم وقال بسخرية"أنت تتحدثين كثيرا و تحللين أمورا متواجدة في عقلك فقط..لماذا سأحمل لك ضغينة في رأيك؟"
تغاضت عن أسلوبه الساخر وردت"لا أعلم..لهذا أسأل"
أولاها ظهره وقال بفظاظة"انسي الأمر..إنه في خيالك فحسب...هل تعلمين عندما يمتحنك الأستاذ ويفرض عليك طريقة معينة للإجابة..أنت تلك الطريقة...ومايهمني في الأمر هو أن هذا المشروع يجب أن يُنجز أيًّا كانت الأمور التي يجب أن أتعامل معها"
نظرت له وقالت بعدم تصديق"هل تقصد أنه فرض عليك التعامل معي وأنت مضطر للتغاضي عن الأمر"
حرك كتفيه بلامبالاة ثم قال ببرود"ليس هذا المعنى المقصود لكن ما قلته يلخص ما أريد قوله" وجلس خلف مكتبه
حدثت نفسها بهمس مسموع"يا إلهي إنه لا يطاق..يالوقاحته..
اهدئي ياسمر..تنفسي بعمق'وتنفست بعمق'تذكري أن كل هذا من أجل أسامة"
قبضت على كفيها بجانب فخذيها وابتسمت بزيف ثم قالت"على أي يا سيد أشرف وأنا أيضا لا يسعدني العمل معك..لكني مضطرة لذلك من أجل أسامة..لذلك فلنحاول الإسراع في ذلك"
وجلست على الكرسي بجانبه ثم رمت بعض خصلات شعرها المتمردة خلف ظهرها ليتطاير عبير اللافندر في الهواء ويصل لجيوبه الأنفية...أغلق عينيه يستنشق عبقها ..فتشبعت رئتيه برائحة اللافندر الممزوجة برائحة صابون منعش..وترسخت في ذاكرته..
متى أصبح محبا للافندر وكيف لعبيرها أن يسرب شعورا بالراحة يتسلل لأعماقه..لم يستطع التحكم في نظراته وهو يراقب تحركاتها..فتحت حاسوبها ثم حقيبتها وأخرجت منها سماعات بلوتوث وضعتها في أذنها ثم استدارت فالتقت نظراتهما..كانت نظراته الباردة مقابل نظراتها المتسائلة قبل أن تشيح ببصرها عنه وحركت أناملها على الحاسوب تبحث عن شيء ما..
قربت حاسوبها لمرآى عيناه وقالت ببرود"هذا التصميم كفكرة مبدئية لتخيل أسامة للمكان..لم يكتمل بعد"
نظر للتصميم بانتباه يدقق في تفاصيله فقال ببرود"جميل..لكن على أي أساس اخترت الألوان؟ولماذا الخشب؟"
ردت عليه تحرك سبابتها على الشاشة وتشرح"استعمال الخشب في هذا الركن سيجعل المكان يبدو أكثر اتساعا ناهيك عن أنه سيشعر الزبائن بالدفء والحميمية..وفي نظري سيجعل المكان راقيا..أما بالنسبة للألوان فأنا أدرى بذوق أسامة..لذلك الأسود بدا لي مناسبا"
أومأ برأسه بتفهم وقال ونظراته على وجهها"لابد أنك كثيرة التعامل معه لتعرفي ما يفضله وما لا يفضله"

...يتبع


فاطمة الزهراء أوقيتي متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-05-22, 11:14 PM   #22

فاطمة الزهراء أوقيتي
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء أوقيتي

? العضوٌ??? » 475333
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 612
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond repute
افتراضي -5-


ردت عليه وهي مندمجة تماما مع ما تفعله على حاسوبها "يمكنك القول أنه عميل من نوع خاص"
رفع حاجبه بانزعاج وهمس في نفسه يقلد طريقتها في التحدث'عميل من نوع خاص' لكنه اكتفى بالقول ببرود"هكذا إذن.."
اقترب بكرسيه الأسود المتحرك بعجلات ناحيتها فداهمتها رائحة عطره النفاذة وأغمضت عيناها لثانية ثم فتحتها تحاول التركيز على ما يحاول قوله خاصة وأنها تستشعر قربه وأنفاسه تلفح جانب وجهها..
أشار بأصابعه لأحد الأركان و اقترح تعديلا..واستمرا على نفس المنوال.. تارة يتجادلان وتارة يعملان حتى اخترقت عاصفة بنظارات طبية بإطار أسود كبير باب المكتب فانتفض كلاهما ينظران لها... كانت سمر تظن أنها ربما إحدى الموظفات من اخترقت المكان حتى تبينت ملامحها فعرفت فورا أنها شقيقته التي رأتها سابقا في الصورة..كانت ترتدي سروال أبيض فضفاض لايصل لكعبها وقميص أبيض فوقه كيمونو أزرق مُوَرَّد أقصر من السروال بقليل وحجاب بالأزرق الفاتح ثم حذاء رياضي أبيض..
قالت عزة باحتجاج"لن تصدق ماذا حدث معي يا أشرف"واستدارت لسمر وقالت بعفوية"مرحبا" ثم وجهت كلماتها لأشرف"لقد قال المشرف أنني يجب أن أقدم الأطروحة غذا أمام الجميع....لحظة لحظة"ثم استدارت لسمر مجددا وضيقت عيناها تنظر لوجهها بتمعن"أنت هي تلك الفتاة على مواقع التواصل الاجتماعي؟..نعم نعم إنها أنت لقد رأيتك سابقا على هاتف أشرف"
نظرت لها سمر باستغراب واستمتاع بعفويتها ثم نقلت نظراتها لأشرف الذي كان متجهم الوجه ويحدج عزة بنظرة اصمتي ولا تقولي المزيد
ابتسمت سمر ببشاشة في وجه عزة ثم مدت يدها بعد أن خلعت سماعات الأذن وقالت تقدم نفسها"سمر الطالبي"
ابتسمت عزة ومدت يدها هي الأخرى"عزة القاسمي...أخته"وأشارت لأشرف ثم أكملت"لم تخبرني أنها تعمل معك"
حدجها أشرف قائلا"لماذا أتيتي؟"
تيبست ملامحها وكأنها تذكرت مشكلتها وقالت تفرك جبهتها بتوثر "ياإلهي ..سأقدم أطروحتي غدا أمام المشرف و المتدربين...ماذا سأفعل؟ ماذا سأفعل يا أشرف؟"
نهض من على كرسيه واتجه نحوها ثم ثبَّت كتفيها بكفيه و قال بحنو"اهدئي الآن اتفقنا..اتصلي بأمي وأخبريها أنك ستتأخرين وسأوصلك للمنزل..وستجلسين هناك وتعملي في صمت وإذا احتجت مساعدة أنا هنا"
امتثلت لأوامره و اتجهت للمكان الذي أشار إليه سابقا تشتغل في صمت وترفع عيناها أحيانا تراقب شقيقها و تلك السمراء الفاتنة بجانبه يتجادلان حول شيء بخصوص العمل ...وبمعرفتها بأخيها أدركت أنه مستمتع باستفزازها بكلماته ومراقبة ردات فعلها وهو في العادة لا يعير انتباهً إلا للقلة القليل...بالرغم من أن ملامحه توحي بالانزعاج..
______________________
'في مكتبة الحي'
مشاعر غريبة شعرت بها ثريا في أول يوم عمل..مزيج من الحماس والإحباط...أول عمل ستعمل به وسيكون مصدر رزقها الأول..أول خطوة نحو حياة جديدة،ليست ما كانت تتمناه بالضبط لكن كل شيء في آوانه جميل..هذه البداية فقط
كانت على علم مسبق بالمهام التي يتم إنجازها في المكتبة سوى الأمور المتعلقة بالانترنت والحواسيب.. لازالت مبتدئة ولحسن الحظ أن رضا تكلف بالأمر...
مضى الصباح عاديا ما بين الترتيب و تلبية طلبات الزبائن والتعلم حتى وصلت استراحة الغذاء وذهبت لتتغذى في المنزل ثم رجعت للعمل بعد صلاة العصر وسيستمر دوامها إلى العاشرة والنصف مساءا..
****
حل المساء وأغلقت ثريا المكتبة ثم سلمت المفتاح لعبد الله وهمت بالمغادرة...فاستوقتها وقفة عماد الذي كان يستند الحائط بظهره ويضم ذراعيه لصدره ويتأمل الشارع أمامه
نظرت له باستغراب وقالت"عماد! هل تحتاج شيئا من المكتبة؟"
استقام في وقفته وقال يتشرب ملامحها في الظلام الدامس المحيط بهما"لا..لقد أوصتني جدتي ألاّ أتركك تدخلين الشارع وحدك في هذا الوقت"
أومأت بتفهم و استغراب في آن واحد وردت"شكرا لك .."
وانطلقا سويا في صمت حتى وصلا لباب المنزل فوقف يراقب دخولها لكنها استدارت في اللحظة الأخيرة وقالت بارتباك" عماد..أنا آسفة لأنك مضطر لتقليل زياراتك لجدتك بسببي..أنا أعلم أن وجودي هنا يربك الجميع"
أدخل كفيه في جيوب سرواله وقال"بالعكس أنت مرحب بك جدا..أنا سعيد أن هناك من يهتم بجدتي ووجودك لا يمنعني من زيارتها"
أومأت برأسها بامتنان وقالت"هذا من دواعي سروري...تصبح على خير"
رد عليها بهدوء"تصبحين على خير"
وانطلق هو نحو منزله ينوي على شيء كبير..
دخلت ثريا غرفتها وفتحت هاتفها تتصفحه...لقد علمها رضا كيف تستخدم الفايسبوك عن طريق الهاتف الذي أعطاها إياه عماد من قبل وكيف تبحث عن شخص من خلاله..
أدخلت باقة الأنترنيت في الهاتف و بحثت عن اسم شقيقها على الفايسبوك لتظهر أمام عينيها نتائج البحث وأولها اسمه وصورة حسابه الشخصية...شعرت بالتأثر ورجفة تسري بأوصالها...ضغطت على الصورة بأصابع مرتجفة وتحجرت الدموع في مقلتيها...
أهو الاشتياق أم الخوف من القادم....أم هي فكرة أن تبتعد عن الجميع وتحيا حياتك بدونهم..
اِحتضنت الهاتف ودموع أبت الانسياب زينت زرقاوتيها..ثم بحثت في حقيبة ظهرها عن علبة تضم أوراقا بيضاء كانت قد ابتاعتها صباحا وقلما وخطت يدها على أول ورقة التالي "طارق..اليوم كان أول يوم لي في العمل..لقد عملت في مكتبة لبيع الكتب والأدوات المدرسية..أول عمل لي وأول أجرة سآخذها في حياتي من رئيس عمل...الأمر لا يشبه الحياكة و التطريز..إنه مختلف..أشبه بشعور أنك تشتغل لتكسب قوت يومك..الحياة في المدينة جميلة و قد التقيت بالعديد من الأشخاص..ليست هذه هي الحياة التي أحلم بها أو الوظيفة التي أريدها لكنني لن أستسلم و سأرجع يوما ما للقرية مرفوعة الرأس لأنني استكملت دراستي و وجدت عملا يليق بي وسأجعلك فخورا بي..أريد أن أهاتفك لكنني خائفة...خائفة من أن تكون غاضبا مني لدرجة أنك لن تستطيع تفهم أسباب هروبي..خائفة أن تكون قد نسيت أن لك شقيقة كنت يوما ملجأها حين تميد بها الدنيا..اشتقت لك و لأمي وأبي و سكينة و عمتي..." وطوت الورقة ثم وضعتها في الجيب الأمامي للحقيبة..
اقتحمت السعدية الغرفة ترتدي الوشاح الذي حاكته لها ثريا وكانت قد أنهته قبل أيام...بدت كطفلة سعيدة بهديتها وهي تتهادى و تتلمّسه ولونه الأبيض تماشى مع هيئتها الملائكية
مسحت ثريا وهم دموع كانت قد حبستها و تنفست بعمق ثم رسمت على وجهها ابتسامة فتاة راضية عن عملها الجديد وتطلعت لوجه السعدية التي وقفت أمامها بامتنان حقيقي
قالت السعدية بحماس"لقد كنت في حفل ختان ابن صاحب الدكان...والجميع قد أعجب بوشاحي الجديد ..والنساء طلبن مني أن أتوسط لهن عندك لتحيكي لهن بعض الأوشحة فهل أنت مستعدة لذلك؟"
اتسعت عيون ثريا وقالت بعدم تصديق"هل تقصدين أن هناك من يريد أن أحيك له وشاحا..لم أتوقع هذا لقد ظننت أن النساء في المدينة لا يرتدين مثل تلك الأشياء"
حركت السعدية رأسها قائلة"بالعكس مازال هناك من يحب تلك الأشياء بل وهناك عائلات يفضلن الحياكة والتطريز لتجهيز بناتهن وخاصة أفرشة غرف النوم"
رفعت ثريا حاجبيها متسائلة"والتطريز أيضا؟..أنا أجيده أيضا..عندما كنت في القرية كنت أقوم بتطريز مفارش غرف النوم للعرائس لكن الأمر كان يستغرق وقتا طويلا كما أنه مجهد للعيون لذلك توقفت عن الأمر واكتفيت بالكروشيه فقط وتطريز بعض القطع الصغيرة وأحيانا الكتابة والتطريز على المرمات وبيعها لتستعمل كديكور في المنازل والمحلات..لكن الإقبال على مثل تلك الأمور كان قليلا جدا"
جلست السعدية بجانبها على السرير تعانق وشاحها وقالت"ربما تجدين الإقبال عليها هنا..فكلما كثر الناس اختلفت الأذواق... فمارأيك أن تبدئي بحياكة مافي جعبتي من طلبات وربما تكون هذه فاتحة خير عليك و تحصلي على المزيد منها ويتوسع عملك؟"
تحمست ثريا للفكرة وأومأت برأسها"حسنا سأبدأ منذ الغد بعد العمل بعد أن أشتري بعض الألياف الصوفية"
ربتت السعدية على كتفها ثم أخرجت محفظة نقودها من داخل ملابسها،ومن صدرها تحديدها ثم فتحتها لتخرج أوراقا مالية و بدأت بعدِّها وإعطائها لثريا بالتدريج وتقول مع كل ورقة نقدية"هذه من فلانة و تريد اللونين كدا وكدا" إلى أن انتهت من عد المال.
فتحت ثريا حقيبتها و أخرجت مذكرة صغيرة ثم كتبت عليها الأسماء والألوان و الثمن المسبق وعزمت على شراء ما تحتاجه من الكرات الصوفية في وقت الغداء ومباشرة الحياكة بعد العمل مباشرة.
____________________
...يتبع


فاطمة الزهراء أوقيتي متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-05-22, 11:14 PM   #23

فاطمة الزهراء أوقيتي
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء أوقيتي

? العضوٌ??? » 475333
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 612
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond repute
افتراضي -6-


بعد انتهاء الدوام خرجت سمر و عزة يتبادلان بعض الأحاديث بينما توجه أشرف لمرآب السيارات ليحضر سيارته
أوقف السيارة أمامهما فتبادلت الفتاتان قبلة الوداع و اكتفت سمر بإشارة بيدها تودع أشرف الذي فتح زجاج السيارة قائلا"هل هناك من سيوصلك؟"
أومأت برأسها بلا وأكملت"لا تقلق سأستقل سيارة أجرة"
أومأ برأسه ورد"لست قلقا ...لكن اصعدي سأوصلك"
نظرت له بازعاج من وقاحته قائلة"لا داعي لكرمك سأذهب وحدي أنا أعرف الطريق جيدا"
وهمت بالمغادرة لكن أوقفتها عزة قائلة بإصرار"هيا لنوصلك.. فسيارات الأجرة قليلة هنا و ستنتظرين طويلا"
فأضاف أشرف"هيا و لا تعاندي"
استدارت سمر لعزة قائلة بصوت مسموع"أخوك فظ على فكرة..سأصعد من أجلك فقط"
نظر لها أشرف بحاجب مرفوع "لقد سمعتك على فكرة"
فأجابته سمر ببرود"وهذا هو المقصود" وصعدت السيارة ثم أغلقت الباب بقوة وعصبية أثارت حفيظته فتأفف بغضب مكتوم وهمس"لا حول ولا قوة إلا بالله"
ثم انطلق بالسيارة و عبثت عزة التي كانت تستقر بالمقعد الأمامي بالراديو لتشغل الموسيقى..ثم استدارت لسمر تسألها"كيف أصبحت تمتلكين عددا هائلا من المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي"
أجابتها سمر"لقد كان الأمر صدفة..استيقظت ووجدت أن أحد مقاطع الفيديوهات الخاصة بحفل التخرج قد انتشر تحت عنوان"فتاة سمراء عربية تؤدي رقصة جميلة مع صديقها بمناسبة تخرجها..فبحثوا عن حسابي الذي كان وقتها يضم المقربين فقط وبدأت تتساقط طلبات المتابعة من حيث لا أدري"
فتحت عزة عيناها على مصراعيهما وقالت"وماذا كانت ردة فعلك؟ وردة فعل والديك؟"
تنهدت سمر بإحباط"لقد غضبت في بداية الأمر وبحثت عمن سرب الفيديو فتبين أنها إحدى الصديقات..لكن مع مرور الوقت تناسيت الأمر خاصة وأن الفيديو لم يكن خادشا للحياء..فقد كنت أنا و أسامة نرقص باستمتاع و تلقائية إحدى الرقصات الاسبانية...أما والداي فلم يعجبهما الأمر أبدا و من حسن الحظ أن الأمر كان يتعلق بأسامة أيضا"
كان أشرف ينصت لحديثهما باهتمام و انزعاج من تعاملها مع تسرب فيديو لها ترقص فيه مع رجل غريب ببساطة وكأن الأمر لا يستحق أن تُفتعل من أجله ضجة..
ردت عزة "هكذا إذن..الأمر غريب خاصة بالنسبة لعائلة عربية..من الجيد أن كل شيء مر بسلام..أنا اكتشفت حسابك منذ فترة فحسب...يبدو أنك تستمتعين بالأمر"
أجابتها سمر"الأمر ممتع خاصة وأنني أقتصر فقط على مشاركة الصور وبعض اليوميات..ولا أعتبره مصدر دخل..يعني بإمكانك القول أنني كأي مستعملة عادية للموقع الفرق فقط أنني أمتلك العديد من المتابعين..ما اسم حسابك؟...لحظة سأجده في حساب أشرف...لقد وجدته...والآن نحن صديقات هنا " ورفعت الهاتف لمستوى نظر عزة و ابتسمت ببشاشة و بادلتها عزة الابتسام.
قالت سمر"هات يدك؟" فناولتها عزة كفها وأمسكت به سمر ثم التقطت صورة لكفيهما معا و كتبت بالاسبانية"Nueva amiga 🌼" ونشرتها على شكل قصة على حسابها..
دخل أشرف الذي كان يلتزم الصمت طوال الطريق إلى الحي الذي تقطن فيه سمر والذي زاره مرات عديدة من قبل مرته الأخيرة حين سلم الحقيبة لوالد سمر..
أوقف السيارة بعد لمح شخصا يعرفه جيدا يقف بجانب منزل سمر و بجانبه شخص آخر تعرف عليه مؤخرا
لقد كان أسامة و أنس يقفان أمام المنزل يتبادلان الحديث و المزاح إلى أن لمحا سيارة مألوفة و وجها مألوفا يتعرفانه فتهللت أسارير أنس و اقترب من السيارة ما إن توقفت و خرج منها أشرف الذي ابتسم هو الآخر وتبادلا حضنا ذكوريا..
فنزلت سمر من السيارة أيضا وقال أنس بمرح"يا مساء الخيرات وأنا أقول لماذا الجو جميل اليوم"
ابتسمت سمر وقالت بانزعاج مزيف"يا مساء الازعاج..مر زمن على رؤياك يا صاح"
قال أشرف"هل تعرفان بعضكما؟"
رفعت سمر حاجبها وقالت باستغراب"من الغريب أن تسأل جارة عن جارها إن كانت تعرفه"
ابتسم أنس وقال"هل تتذكر صديقي الذي كنت دائما أحدثك عنه..أسامة الذي يشتغل في اسبانيا هو وابنة أخته ..هذه يا سيدي ابنة أخته سمر وأسامة هناك"وصاح عليا"تعال يا أسامة"
همس أشرف بتفاجأ"أسامة خال سمر"
شعر بالغباء من كل التأويلات المشينة التي قفز لها دماغه من قبل وكيف أنه اقتصر على استنتاج أن العلاقة التي يمكن أن تجمع فتاة بفتى يسكنان مع بعضهما إما علاقة أخوة أو زواج أو صداقة..
فقالت سمر بتعجب"نعم خالي..ألم تكن تعلم؟"
رد عليها أشرف ببرود "لكنك لا تناديه خالي"
فقاطعهم أسامة قائلا بفظاظة"لكني خالها..أم أن عقلك استنتج أشياء أخرى؟"
ضم أشرف ذراعيه لصدره ووقف بثبات قائلا"ما استنتجه عقلي لا يعنيك"
قاطع أنس الجو الذي بدا مشحونا" فلنهدأ يا رفاق..على ما يبدو أن أعز صديقان لدي لا يطيقان بعضهما..هل تقابلتما من قبل؟"
رد أسامة بسخرية"محاسن الصدف جعلتنا نلتقي وقد أتحفنا صديقك بتكبره"
رد أنس بصدمة مصطنعة"أشرف متكبر..لا يا أسامة لا بد أنك تمزح..أشرف هذا لم أر من هو متواضع أكثر منه"
فقال أشرف ببرود"وأنت أتحفتنا بحمائيتك الزائدة للمصونة ابنة أختك"
فقد أسامة أعصابه وقطع المسافة بينه وبين أشرف ثم رفع سبابته في وجهه"التزم حدودك في الكلام...في المرة الفائتة كنا في مكتبك أما الآن فأنت في حيي..لذلك دعنا نلتزم بقناع التحضر"
تطلع فيه أشرف ببرود وهم بالإجابة لكن قاطعهما أنس قائلا بحزم"لقد كبرنا على هذه التصرفات...اهدآ الآن فالفتاتان تشاهدان وصوتكما بدأ يعلو...صدقا لا أعلم ما المشكلة بينكما"
نظر له أشرف لبرهة ثم قال"ليست هناك مشكلة..أراك فيما بعد يا أنس..هيا يا عزة"
نفض أسامة ملابسه البيتية هو الآخر واتجه نحو سمر ثم أمسك ذراعها برفق"هيا بنا لندخل"
لحقت به سمر بخطوات متعثرة و استدارت ترسل لعزة قبلات هوائية تودعها وقالت بصوت عالي"شكرا على التوصيلة ونلتقي فيما بعد يا عزة"
وبقي أنس واقفا بقامته وعيونه البندقية تحدق في أثرهما ثم حرك رأسه قلة حيلة ودخل لمنزله الملاصق لمنزل سمر و أسامة..
****
كانت عزة تحدق في أخيها الذي يسوق السيارة بهدوء ظاهري وقالت تجس نبضه"ألم تكن تعلم أن الشخص الذي رأيناه سابقا هو خال سمر؟"
أدار رأسه لها و قال ببرود"وما شأني أنا؟"ثم صمت لثانية وأكمل"هل كنت تعلمين؟"
أومأت بنعم وقالت"إنها تنشر العديد من الصور معه والتي توضح علاقتهما"
أومأ برأسه ثم قال"أنا لا يهمني الأمر"
سألته بعد برهة"ألا ترى أنك فظ قليلا في التعامل مع سمر؟"
رفع حاجبه ونظر لها ثم قال ببرود"كيف استنتجت ذلك من مجرد بضع ساعات فقط"
هزت كتفها بلامبالاة وقالت" ربما قضيت معكما بضع ساعات لكني أعرفك منذ نعومة أظافري وأقول أنك فظ في التعامل معها"
نهرها قائلا"لا تتدخلي في الأمر..وكيف أتعامل معها ذلك شيء يخصني أنا..."وأكمل بعصبية"ثم لماذا الجميع يحاول حمايتها مني كأنني وحش...مرة خالها المستفز و مرة العم محمد و الآن أنت...ما الأمر؟"
نظرت له بتمعن ثم قالت"إذن أنت تعترف أنك تزعجها وتستفزها"
اعترض بصوت عالي نسبيا"أنا لم أقل هذا..هي من تستفزني وتثير حفيظتي"
ابتسمت عزة وقالت"مضى زمن طويل لم أراك تعير اهتمامك لفتاة"..وأكملت بهمس لم يصل مسامعه"منذ اليوم المشؤوم"
اعترض أشرف مجددا"أنا لست مهتما بها..إنها مزعجة هذا كل مافي الأمر و أنا مضطر للعمل معها"
أومأت عزة تساير كلماته التي لم تصدق منها شيئا وابتسامة متشفية تزين ثغرها..
فقال بعصبية"أنا أرى تلك الابتسامة على وجهك..لا تبتسمي هكذا ..لا أريد أن أراها" ووضع كفه على فمها يمحو تلك الابتسامة..
بعد دقائق من الصمت وكان صوت موسيقى هادئة هو ما يكسره..
قالت عزة بهدوء"أشرف..هل يمكنني أن أسألك سؤالا؟"
أومأ برأسه قائلا"إسألي لكن لا مزيد من سمر ولا تتجاوزي حدودك"
فردت عزة "حسنا...ما الذي يمنعك من الزواج مرة أخرى؟"
نظر لها بانزعاج وقال ببرود"لا أريد التحدث في موضوع زواجي..يكفيني ما أسمعه من أمي في كل مرة ألتقي بها..لا أريد الزواج ولا أفكر فيه من الأساس وانتهى الموضوع"
التزمت عزة الصمت تماما وتفكيرها سافر لقبل سنتين أو ثلاث..
______________
إنه يشعر بأن مشاعره تنجرف وتتخذ منحى لا يريده ... اِنجذاب قوي ودقات قلب قوية لا يستطيع السيطرة عليها..الأمر أشبه بإحساس لذيذ لكنه مؤلم في نفس الوقت..إحساس يمتد من أطراف أصابعك إلى داخل ثنايا فؤادك..كأن شيئا بدأ يسري بداخلك ويمد جذوره ليصبح متأصلا فيك..
هل شعر بالراحة عندما عرف أنها تسكن مع خالها و أن الفيديو الذي انتشر لها كان معه..وأن حياتها في خارج البلد كانت مع خالها..لا ليست الراحة ما شعر بها بل الارتياح...
ربما يبدو مجنونا لتتعلق مشاعره بشخص رآه مرات معدودة على الأصابع..لكن وحده من يشعر بقوة تلك العاطفة عندما تجتاح تلك السمراء أفكاره وتزداد قوتها عندما يلمحها أمامه..
لكنه لا يريد أن يحبها..لا يريدها..لا يريد أي نساء في حياته، فهن من وجهة نظره مثل بعضها باستثناء والدته لأنها ربته وشقيقته لأنها تربية يده..أما ما يخالفهن من النساء ما إن تغفل عنهن حتى يبحثن عن ملجأ آخر للحنان والاهتمام ... يَخُنَّ..
دخل الغرفة المظلمة بعد تناول العشاء مع عائلته وقد شعر بأنه منهك من جفاء والده ومحاولة والدته لتلطيف الأجواء المشحونة كعادتها في كل مرة يزورهم…بالرغم من أنه قضى معظم الوقت مع عزة يساعدها في إنهاء مشروعها وإبداء ملاحظات ستساعدها بحكم تجربته ثم انتظر إلى أن تدربت قليلا وحدها فأسعده أن يكون أول من يرى إلقاءها لأطروحتها..شعر بالفخر لكونها سريعة التعلم والتأقلم..تأخذ وقتها الكافي لتتوتر وتخاف ثم بعدها تنفض عنها كل الأحاسيس و تركز على ما تريد فعله وتحرص على تقديمه بمثالية..
تجول في الشوارع الخالية كثيرا وسيل من الأفكار يعصف بدماغه..بدءا من عائلته إلى تلك العاصفة السمراء التي خدشت قوقعة حياته الهادئة..
لم يستطع عصيان أصابع يده التي تطيع دماغه وهو يأمره بإلقاء نظرة على صورها قبل اللجوء إلى سريره..
يتجول بين صورها متأملا تفاصيل وجهها و ابتسامتها وضميره يحثه على التوقف ويذكره بأحداث مضت..
رمى الهاتف فوق المنضدة واستدار على جانبه الأيمن ثم وضع الوسادة فوق رأسه في محاولة منه للنوم وإخماد تلك الذكريات..
__________________

نهاية الفصل الرابع
أتمنى أن ينال إعجابكم
إلى اللقاء


فاطمة الزهراء أوقيتي متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-05-22, 11:02 PM   #24

فاطمة الزهراء أوقيتي
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء أوقيتي

? العضوٌ??? » 475333
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 612
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الخامس -1-

الفصل الخامس:

'بعد أسبوع'
'في إحدى المناطق التي تطل على الشاطئ'
بعد أسبوع قضت فيه سمر أغلب وقتها في مكتب أشرف يعملان على التصميمات بجدية تامة..استطاعا إكمالها وكانت النتيجة مبهرة لمحمد وأسامة ..وهذا الأخير قضى أغلب وقته أيضا في إنجاز المسائل القانونية لبدء الإصلاحات.
كان والد سمر قد قر المكان الذي سيقضون فيه العطلة التي اتفقوا عليها سابقا..واليوم هو أول يوم الاستجمام والراحة..
جلست سميرة وحكيم في شرفة المنزل المطلة على الشاطئ يشربان عصيرا باردا و يراقبان سمر التي كانت ترتدي لباس بحر من قطعة واحدة باللون الأزرق السماوي بحواف من اللون الخردلي وشورت يصل لنصف فخذها بنفس اللون وحواف بلون الجزء العلوي..امتطت سمر ظهر حمادة الذي كان يفوقها طولا و ضحكتها الطفولية امتزجت مع صوت الأمواج...وأسامة كان يحمل في يده منشفة ينوي افتراش رمل الشاطئ والنعم ببعض الحرارة والهدوء..
تقدم حمادة بقامته الطويلة ينوي الدخول إلى البحر ممسكا بأسفل ركب سمر ليمنعها من الهروب وهي تصرخ عاليا"لا لا انتظر لحظة الماء بارد"
لم يلتفت لتوسلاتها بل استمر في التحرك إلى أن لامس الماء قدميها ثم أدارها بسرعة خاطفة فتعلقت ذراعيها بعنقه لكنه نزعها عنه بحزم ورماها ثم انفجر ضاحكا وهو يراقبها تصارع الأمواج وتحاول التحكم في شعرها المبلل الذي غطى وجهها
تعثرت بين الأمواج وهي ترتجف من برودة الماء وتتعثر خطواتها بسبب المد...
خرجا من الماء بعض لهو استمر لدقائق طويلة..وكانت تصارع خصلات شعرها تحاول صنع ظفيرة فسبقها حمادة ليحضر المناشف...
قطع طريقها مراهق تماثل قامته قامة شقيقها فنظرت لوجهه تتبين ملامحه ثم هتفت"هذا أنت! لقد كبرت يا صاح و أصبحت وسيما"
ابتسم الفتى بخجل ثم قال"لقد مضى وقت طويل"
كانت قد أنهت ظفيرتها فقالت"مدة طويلة..منذ أن رأيتك آخر مرة في منزلنا تذاكر أنت وحمادة..وقتها كنت تبدو أصغر سنا أنا الآن فقد أصبحت شابا..ماذا تفعل هنا وحدك؟"
تحركا معا وقال"لست وحدي لقد أتيت مع عائلتي..أخبرني حمادة أنكم ستكونون هنا وهناك منازل للكراء مازالت فارغة فأتينا..أين حمادة لقد رأيته معك منذ قليل"
أجابته بمرح"جميل أنكم أتيتم..فلم تتسنى لي مقابلة عائلتك من قبل..حمادة لقد كان هنا قبل قليل ربما ذهب لإحضار المناشف"
وصل حمادة فصاح بمرح"مراد...عندما أخبرتني أنك آت مع عائلتك ظننتك تمزح" وتصافحا معا..
ضحك مراد "لقد أقنعت شقيقي بصعوبة..تعلم أنه مدمن عمل"
قاطعهم صوت أنثوي يصيح"مراد..لقد أخبرتك أن تنتظرني لنسبح معا"
بدا الصوت مألوفا لسمر فأخرجت رأسها من خلف قامة حمادة وقالت بتفاجأ"عزة" واقتربت منها ثم تعانقا وقالتا في آن واحد"لم أعلم أنه شقيقك" وضحكتا معا بمرح
بينما كان الفتيان ينظران لهما وعلامات التساؤل على وجهيهما فقال حمادة"كيف تعرفان بعضكما؟"
فقالت سمر مبتسمة"قصة طويلة..على فكرة لقد رأيت صورتك سابقا في حساب أشرف مع عزة وشعرت بأن وجهك مألوف لكن لم أستطع الجزم بأنه أنت.."
أجابها بمزاح"ربما لأنني ازددت وسامة"
ابتسموا في وجهه بدون أن تصل الابتسامة لعيونهم وقال حمادة"كنتم الآن مع الفقرة النرجسية لمراد قاسمي" وضحكوا جميعا
وكزت عزة سمر في ذراعها وكانت ترتدي بوركيني باللون النبيذي وتوربان بنفس اللون وقالت"إذن هل سبحت؟"
أومأت سمر وقالت"لقد خرجت من البحر للتو..هل ندخل مجددا؟"
أومأت عزة و أمسكا الأيدي ثم دخلا معا و بدآ بالسباحة ولحق بهما الفتيان
****
في الشرفة الملاصقة للشرفة التي كان يجلس عليها حكيم وسميرة..لم يكونان الوحيدان اللذين يراقبان ابنتهما..بل هناك زوج من العيون الزرقاء الثاقبة التي كانت تنوي الاستمتاع بمنظر البحر فلمحت وجها و جسدا مألوفين...ظن أنه يهلوس وأن قضاءه للوقت معها هذا الأسبوع هو ما جعله يظنها هي...لكنه قطع الشك باليقين عندما لمح أسامة أيضا و صوت ضحكات آتية من الشرفة بجانبه استرعت انتباهه فلمح والديها و تعرف عليهما على الفور..فعرف أنها هي..
تأمل تفاصيلها و تحركاتها و سمح لنفسه بالانزعاج داخليا من ملابسها كما يفعل طوال الأسبوع ومن حمادة الذي كان يحملها وقد استنتج أنه شقيقها... وذلك الوشم كيف سمح لها والداها بخطوة كتلك ولم تستحي من أن تظهره تحت ذلك اللباس الضيق الذي يبرز قدها النحيف..'ألا تأكل؟' تساءل بينه وبين نفسه..إنها هشة رقيقة تشعر أنها قابلة للكسر عندما تراها..ووسط أفكاره حولها لم يغفل عن تلك المشاعر النارية من أن يراها أحدهم كما يراها هو أو كما أصبح يراها..
الأيام تتوالى و مشاعره تزداد عمقا ويحاول مداراتها بتصرفاته وكلماته الفظة تجاهها لكنها دائما تمتص ذلك الغضب المجهول السبب بتجاهلها له أو مرحها وابتسامتها...كأنها أصبحت تفهم طبيعة شخصيته..
حرك رأسه يحاول طرد تلك الأفكار و همس لنفسه بتأنيب "كأنك أصبحت تتخيل حياة تجمعكما معا يا أشرف..أفق يا صديقي..فالأمر بينكما مستحيل..زد على ذلك أنها لا تكن لك مشاعر وتراك وقحا وفظا.."ضيق عينيه مفكرا وضم ذراعه إلى صدره والأخرى يحك بها ذقنه بتفكير وأكمل همسا"ماذا كان آخر ما وصفتني به يا ترى؟...ماذا كان..آه تذكرت ..لقد قالت أنني متنمر"
"لماذا تحدث نفسك يا ولد؟" قالتها نجاة والدته وهي تقترب منه
حمحم بحرج وقال"لقد كنت أفكر بصوت عالي فقط"
اِتكأت بجسدها على حائط الشرفة وقالت بأسف"من المؤسف أن والدك اعتزل الاستمتاع وقضاء الوقت معنا"
اقترب منها وعانقها ثم أجابها باقتضاب"لا تحزني هكذا يا أمي لقد كان اختياره...من المفروض أن تستمتعي أن بوقتك.."
قالت بحزن"إنه لا يزال يلومك عن القطيعة بينه وبين شقيقه"
انزعج أشرف من السيرة وبدا ذلك جليا على وجهه فقال بهدوء ظاهري"ما حدث يا أمي كان الأنسب للجميع.."
اقتربت منه وربتت على خذه بحنية"ألن تخبرني ماذا حدث بينك و بينها؟..وتريح نفسك من العذاب التي يتوسط عيناك كلما تحدثنا في سيرتها"
أجابها باقتضاب وحزم"لم يحدث شيء يا أمي ولا أريد أن أتحدث في الموضوع فأرجوك احترمي رغبتي في ذلك"
ربتت على صدره وقالت"حسنا يا بني كما تشاء"
قبل رأسها بمحبة بعد أن أخذ نفسا عميقا وقال يمازحها"ما رأيك أن آخذك للسباحة"وأكمل بوقاحة"لقد اشتريت لك لباس بحر من قطعتين..ستبدين رائعة به"
ضربت كتفه وانفرجت شفتيها عن ابتسامة مليحة وقالت"أنت وقح ياولد"
تظاهر بالحزن وقال"وقح لأني أريد أن أسعدك يا نجاتي؟ أهكذا تعاملين فلذة كبدك؟"
قاطعتهم سميرة التي لمحتها من الشرفة المجاورة فنادت عليها"صباح الخير يا أم مراد"
استدارت نجاة وتهللت أساريرها فقالت"صباح النور يا أم حمادة..كيف حالك؟ وحال والد حمادة وسمر وأسامة"
ابتسمت سميرة وقالت"الجميع بخير..هل أنتم في عطلة أيضا؟"
استمرتا في تبادل التحية بينما أشرف كان يشعر بالصدمة من أن أمه على معرفة بعائلة الطالبي وأسامة أيضا ثم أخاه الذي لمحه من بعيد يتحدث مع سمر كأنه يعرفها منذ زمن ويشاكس الفتى الذي كان يحملها سابقا والذي استنتج أنه حمادة..على مايبدو أن الجميع يعرف هذه العائلة إلا هو كالأطرش في الزفة
قاطعت أمه تفكيره عندما قالت"أشرف..هذه سميرة أم حمادة صديق مراد المقرب وقد تقابلنا مرات عديدة في المدرسة"
حياها أشرف بإيماءة خفيفة من رأسه وابتسم في وجهها فقالت"وجهك يبدو مألوفا"
فقال بهدوء"أنا من أحضرت الحقيبة في وقت سابق"
هتفت سميرة متذكرة"آه نعم تذكرتك.. إذن لا بد أنك تعرف سمر وأسامة"
فرد بهدوء"نعم أعرفهما..لقد تقابلنا سابقا ونحن نعمل معا مؤخرا"
أومأت برأسها بتفهن وقالت"هكذا إذن...أنتم مدعوون الغذاء عندنا اليوم ولا مجال للاعتراض يا نجاة..فقد دعوتك مرارا لبيتي وكنت تتحججين بالمسافة أما الآن فلا عذر لديك"
قال أشرف معترضا"شكرا لدعوتك يا خالة..لكن في وقت لاحق إن شاء الله"
أجابته بإصرار"لا مجال للاعتراض يا بني و الغذاء جاهز..سننتظركم بعد ساعة"
ابتسمت نجاة وقالت ببشاشة"حسنا سنوافيكم بعد ساعة إن شاء الله"
______________________

يتبع...


فاطمة الزهراء أوقيتي متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-05-22, 11:02 PM   #25

فاطمة الزهراء أوقيتي
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء أوقيتي

? العضوٌ??? » 475333
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 612
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond repute
افتراضي -2-

تجولت ثريا كثيرا في الأيام الماضية تبحث عن ألياف صوفية عالية الجودة وتبدأ بالحياكة التي كانت تأخذ من وقتها كثيرا..فكانت تأخذ معها الألياف للمكتبة وتعمل عليها في وقت الفراغ وعندما تعود للمنزل تعمل لوقت متأخر من الليل...
الأعمال اليدوية تأخذ وقتا طويلا لتكتمل لهذا كانت ثريا تبدل جهدها لكي لا يستغرق الأمر كل ذلك الوقت..حتى وإن كان الأمر على حساب نومها وطاقتها..
'في المكتبة'
كانت ثريا تحاسب أحد الزبائن فلمحت بهية تخرج من منزل صاحب المكتبة و تسلم على زوجته وكلاهما ينظران لها بنظرات غريبة فحركت رأسها تحييهم بخفة ولم تتلقى رد فعل واستدارت لتدخل للداخل..
'بعد نصف ساعة تقريبا'
سمعت صاحب المكتبة يتحدث بصوت عالي من خلال الباب الفاصل بين المكتبة والبيت ويأمر زوجته بخفض صوتها لكنها أبت الانصياع لكلماته واستمرت بالصراخ..لكن ثريا لم تتبين المشكلة بينهما فآثرت تغيير مكانها لمكان أبعد حتى لا تلتقط أذنيها ما يعتبر حرمة البيوت..
بعد قليل اقتحمت امرأة سمينة الباب واتجهت نحو ثريا تصرخ قائلة"أنت...لا أريد أن أرى وجهك في هذا المكان مجددا"
توسعت عينا ثريا وعلت الدهشة وجهها و هي ترى المرأة تتجه نحوها ثم أمسكتها من ضفيرتها بقسوة وقربت وجهها لتتقابل عيونهما..
شعرت ثريا بالألم و سمعت طرطقة بعض الشعيرات التي تحررت من مسامها..حاولت التخلص من يد المرأة وهي تصرخ وتتألم ولا تفهم سبب هذا الهجوم المفاجئ وتحجرت الدموع في مقلتيها...
اقترب عبد الله يحاول تحرير خصلات شعرها من شعر زوجته وقال بصرامة"استهذي بالله يا امرأة ...الفتاة في عمر ابنتك..توقفي عن التصابي...دعيها وشأنها..اتركي شعرها"
ولم تفلت شعرها فاضطر لضرب كف زوجته بقسوة فأبعدت يدها متألمة..وابتعدت عنها ثريا وعلامات الهلع على وجهها..
ردت زوجته بوقاحة"أنت من تتصابى يا عبد الله عندما قررت تشغيل فتاة مجهولة الأصل وهي تحوم حولك لتتزوجك"
اتسعت حدقتا ثريا وهي تحاول السيطرة على ارتجاف جسدها ونقلت نظراتها لعبد الله الذي نظر لها بتعاطف واعتذار من جنون زوجتك...
مرر عبد الله يديه في وجهه وقال بنفاذ صبر "كفى..اصمتي ..الناس سيسيئون الظن بها وبي...هل جننت واستسلمت لوساويس بهية...لقد أخبرتك مرارا وتكرارا أن لا تستضيفي تللك المرأة في بيتي مجددا...إنها خرابة بيوت افهمي يا امرأة..والفتاة في عمر ابنتك"
حاولت زوجته تجاوزه مجددا لتضرب ثريا وقد حجب الغضب منطقها تمامل...لكنه وقف كجدار بينهما وهدر بأعلى صوته"اصعدي لبيتك حالا وإلا لا تلومينّ إلى نفسك...حالا"
شعرت ثريا بجسدها يرتجف من هول التهمة التي وجهتها لها المرأة أمامها واكتملت الصورة عندما ذكر اسم بهية..تلك المرأة التي لم تقابلها سوى مرات قليلة لكنها استشعرت أنها تكن لها الشر وتتعمد استفزازها..والآن أوهمت زوجة صاحب المكتبة أن فتاة في عمر ابنته تحاول إغواءه...شعرت بالقرف من الفكرة ولا تريد شيئا الآن سوى الخروج من هذا المكان الذي يطبق على أنفاسها..
لم تقوى على شيء سوى مراقبة الشجار بين الزوجين ثم حملت حقيبتها وخرجت تهرول مبتعدة عن المكان إلى أبعد نقطة ممكنة..
قادتها قدماها لحديقة مرت عليها أثناء طريقها..فجلست على أحد الكراسي تلهث وتحاول التقاط أنفاسها..احتضنت نفسها وسمحت لدموعها بالتحرر..سمحت لنفسها بالشعور بالحرج والتقزز من الموقف المحرج...وفي هذه اللحظة بالضبط تذكرت منزلها وعائلتها و شعرت بشعور مر كالعلقم يمتد من حلقها إلى صدرها..وشعور بالظلم واليتم والاحتياج لحضن عائلي.. اتحدوا معا ليكونوا النقطة التي أفاضت الكأس.. فأجهشت بالبكاء بألم..بكت كثيرا حتى جفت دموعها ثم حملت حقيبتها وتوجهت للمنزل..
في طريقها للمنزل اصطدمت بواقع آخر هو أنها مجددا بلا عمل كما كانت حالتها منذ أسبوع وعليها أن تكثف البحث..
قالت تحدث نفسها بهمس'لماذا كلما تحسن الوضع في لحظة تسوء كل الأمور في اللحظة التي تليها...لماذا يحدث معي هذا؟'
__________________
'في مطبخ المنزل'
اِقتربت عزيزة من ابنها أنس واحتضنت خده بكفها وقالت بحنية"هل أنت متأكد مما تريده يا بني؟هل ترى في ريم الفتاة التي تريد أن تكمل معها حياتك؟"
احتضن قامتها المتوسطة وقبل رأسها ثم ابتعد ليقابله بياض وجهها وعيون تشبه خاصته باللون البندقي ثم قال بثقة"أنا أعرف ريم منذ زمن يا أمي...درسنا معا ونحن شركاء عمل وأجدنا مناسبين لنشكل ثنائي حياة أيضا..هل تعترضين على شخص ريم يا أمي؟..هل يزعجك أنني اخترتها كزوجة"
أومأت معترضة"لا بالعكس يا بني..الفتاة طيبة..لكنني أريدك مرتاحا ومتأكدا من اختيارك"
ابتسم في وجهها وقال بمزاح"ألم تتحفيني الأسبوع الماضي بوصلة عن كوني في سن الزواج وحان الوقت لأتزوج وأنجب؟"
ردت عليه بقلق"وهذا ما أنا خائفة منه..أن تكون قد أقدمت على هذه الخطوة الكبيرة تحت وطأة إصراري...فكانت ريم أول اختيار لك لأنك تحتك بها كثيرا لظروف الدراسة والعمل"
أجابها بجدية"لا تقلقي يا أمي..الأمر ليس كما تظنين..لقد كنت أفكر في الزواج منذ مدة طويلة وبريم تحديدا...لذلك استعدي سنذهب لخطبتها في نهاية الأسبوع"
أومأت عزيزة ثم زغردت بفرحة عارمة واطمئنان..
دخل شقيقه للمطبخ وقال بازعاج من الصوت العالي"لماذا تزغردين يا أمي في هذا الوقت الباكر"
التفتت عزيزة لبكرها وشيعته بنظرات حزينة فهمها جيدا لكنه تجاهلها وقالت"أنس سيخطب في نهاية الأسبوع يا زكريا"
نقل نظراته لأنس واقترب منه ثم عانقه بخفة وطبطب على ظهره بصوت مسموع ثم قال بهدوء"مبارك يا عريس..وأخيرا ستعقل وستتخلى عن حياة العزاب"
ابتسم أنس وطبطب على ظهره أيضا"شكرا يا صاح"
وفي الخلفية سمعا نحيب عزيزة فاستدارا لها وقالت بصوت متحشرج حزين"تمنيت أن تكون إيمان معنا في يوم كهذا...لكانت طارت من الفرحة وبدأت تخطط لذلك اليوم...رحمها الله..يشهد الله أنها كانت بمتابة ابنتي بل كنت أعزها أكثر منكما"
نظر أنس لشقيقه الذي تشمعت ملامحه وبدا الحزن واضحا في عيونه البنية بل حزنا عميقا جدا..شعر بالحزن عليه وهو مدرك لقصة الحب الكبيرة التي كانت تجمعه بزوجته رحمها الله..التي وافتها المنية فور إنجاب ابنتها لينا ذات السنتين..وكم كان الأمر قاسيا عليهم جميعا..فقد كانت إيمان ذات شخصيا مرحة محبة للحياة وللجميع ووفاتها لم تكن أبدا بالشيء الهين..
يتذكر جيدا كيف أصبح البيت مكتئبا... والجميع مكتئبين..أما حالة زكريا كانت استثنائية..اعتزل الحياة تماما وانعزل عن الجميع..حتى ابنته لم يستطع مواجهتها والنظر إليها حتى مرت الشهور..ويكاد يقسم أنه يسمعه ليومنا هذا يحدث صور إيمان قبل أن يخلد للنوم كلما مر من أمام غرفته.. ربما استطاع الرجوع لمزاولة حياته لكنه لم يستطع بعد تجاوز فقدان إيمان والاعتياد على ذلك..
اكتفى زكريا بقول"رحمها الله"وأكمل بعد برهة"أنا ذاهب للعمل ..إلى اللقاء"
شيعه الاثنان بنظرة حزن وتعاطف وعانق أنس والدته التي قالت"لقد أحزنتكم في اليوم الذي من المفترض أن يفرح فيه الجميع..لكنني اشتقت إليها..اشتقت لوجودها معنا"
ربت أنس على ظهرها بحنية أثناء احتضانها وقال بصوت حزين من الذكرى"لا عليك يا أمي..الجميع اشتاق لها..رحمها الله وأكرم مثواها"
في حين أن زكريا صعد لغرفته قبل المغادرة للعمل..اقترب من سريره التي كانت تستقر عليه فتاة صغيرة بشعر عسلي قصير متناثر على وجهها ونائمة بعمق ..ربت على خدها بخفة ثم انحنى وقبل جبتها وتقابلت عيناه مع عيناها العسلية في الصورة على المنضدة ..عيون زوجته وحبيبته..وحال لسانه يقول'إن العين لتدمع والقلب ليحزن ونحن لفراقك لمحزونين ولمجلسك لمشتاقين ولكن لا اعتراض' وغادر الغرفة إلى عمله

يتبع....


فاطمة الزهراء أوقيتي متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-05-22, 11:03 PM   #26

فاطمة الزهراء أوقيتي
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء أوقيتي

? العضوٌ??? » 475333
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 612
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond repute
افتراضي -3-

خرجت سمر من الحمام تجفف شعرها بالمنشفة وقالت بصوت عالي وهي تهم بالدخول للشرفة"أسامة لقد انتهيت بإمكانك استعمال الحمام"
وارتطمت بأشرف الذي كان خارجا من الشرفة بعد انتهائه من مكالمة عمل..رفع حاجبه وقال بهمس"هذه ثالث مرة"..
رفعت وجهها له فتوسعت حدقتاها وقالت بمفاجأة "ماذا تفعل هنا؟"
تأملها من رأسها لأغمص قدميها ترتدي بيجاما من قطعتين وتوقفت يداها عن تجفيف شعرها مع احتفاظهما بنفس الوضعية..
فقال بهدوء"لقد دعتنا والدتك للغذاء"
أومأت برأسها بتفهم وقالت"هكذا إذن..أهلا وسهلا" وتركته واقفا يحدق في ظهرها وهمت بالدخول للشرفة فقال بهدوء"لا تدخلي الشرفة وشعرك مبلل"
نظرت له بتعجب ثم أكمل"ستصيبك نزلة برد..وأنت لا تريدين قضاء الباقي من عطلتك مريضة..أليس كذلك؟"..
لم تعلم إن كانت نبرة القلق التي استشعرتها في صوته حقيقية أم هي التهيئات التي بدأت تصيبها مؤخرا بشأنه..خفق قلبها للفكرة الأولى وتأملت تقاسيم وجهه لثواني وقالت في نفسها'لم أعلم أنه يملك طابع الحسن على ذقنه'
غيرت وجهتها وقالت بهدوء نادر منها"شكرا لقلقك" ومرت من أمامه متجهة للردهة
تحرك للداخل أيضا فتقابل هو وأسامة واكتفواْ بالإيماءة لبعضهما كتحية باردة ومر من جانبه متجها للحمام..
بعد طعام الغذاء
جلس الجميع يحتسون القهوة ويتبادلون الأحاديث...كانت سمر و أسامة وأشرف وحكيم ومراد يتحدثون عن الكرة والفرق الرياضية..فعرف أشرف أن حكيم أستاذ رياضة واستنتج أن هوس سمر بكرة القدم وكرة السلة بسبب مهنة والدها وقضائها معظم الوقت مع أسامة..في حين أن حمادة لم يكن مهتما بالرياضة فاكتفى بالصمت يقرأ إحدى الروايات الشهيرة لأجاثا كريستي وصادف أن عزة مهتمة بنفس الكاتبة فبدآ بنقاش عميق عن رواياتها...وفي ركن معزول في الردهة كانت نجاة وسميرة يتبادلون بعض الأحاديث النسائية..
مر الوقت وحان موعد رحيل عائلة قاسمي..
فهمست سمر لعزة"لماذا لا تبيتين معي؟"
قالت عزة بتفكير"لا أظن أن أشرف سيرحب بالفكرة"
ردت عليها سمر بإصرار"سنقترح الفكرة ونرى.."
سمع أسامة حديثهما وقال بمزاح"سيرفض أن تبيت معك"
استدارتا له كلتاهما وقالتا في آن واحد"لماذا؟"
فقال وهو يضع يديه في جيبه سرواله المنزلي بلامبالاة "ببساطة لأن هناك شابين في المنزل ولو طلبت أن تبيت معك سمر سنرفض أيضا..لكن شقيقك الفظ وعذرا على نعته بهذا أمامك لكنها الحقيقة..لن يخبرك السبب أمام سمر سيكتفي بالرفض واقتراح حل بديل"
ضيقت عزة عينيها انظر له وقالت"وأنت فظ أيضا على فكرة"
حرك أسامة رأسه ببساطة وقال"أعلم ذلك!"
فقالت سمر"سأخبره بذلك وسنرى"
اقتربت من أشرف الذي كان يحادث حكيم ثم قالت"أشرف..." استدار إليها عندما سمع اسمه يخرج من بين شفتيها فقابلة وجهها الأسمر الدائري وخدودها الحمراء من فرط الحرارة والسباحة وقامتها القصيرة التي تصل لفوق مرفقه بقليل فقال بهدوء"نعم؟"
ردت عليه"دع عزة تبيت معنا الليلة لنستيقظ غذا صباحا باكرا ونذهب للسباحة معا"
رفع نظراته لتقابل خاصة أسامة الذي كان يستمع لما تطلبه سمر..وفهم أسامة تماما ما يدور في خلده..فابتسم بانتصار واستدار لعزة قائلا"سيرفض الآن يا صغيرة"
فقال أشرف يرفض بلباقة وحزم طفيف"من الأفضل أن تبيت في المنزل وبإمكانكم أن تتقابلوا غذا صباحا..سأوقظها في طريقي للعمل"
بدت كطفلة شهية أمامه وهي تمد شفتها السفلى بإحباط وتومئ برأسها بتفهم ثم انسحبت من أمامه وحركت لهم رأسها بلا فظهر الإحباط على وجه عزة أيضا ورقص أسامة حاجبيه بمعنى 'قلت لك'
______________________
'بعد أيام'
'في ڤيلا فخمة'
جلست عائلة الذهبي مقابلة لعائلة مفتاح يحتسون الشاي النغربي وأصناف الحلويات المغربية موزعة على المائدة..كان لقاءً لم يتجاوز أفراد العائلة المقربة..ريم ووالداها و أنس ووالدته وزكريا...في انتظار أن تتم الخطبة الرسمية..
كانت ريم وحيدة والديها الغنيين..فتاة في الثالثة و ثلاثين طويلة وممشوقة القوام وخمرية البشرة،عيونها عسلية وشعرها أشقر يصل لوسط ظهرها..ارتدت قفطانا مغربيا باللون الأصفر الباهت وتركت شعرها منسدلا...بدت بسيطة وجميلة بدون مبالغة...
كان لقاء وديا بين العائلة بخلاف والدها الذي لم يبدو راضيا عن أنس تماما بحجة أنها يجب أن تتزوج رجلا من نفس طبقتها الاجتماعية بالرغم من معرفته السابقة به لكونه شريكها في شركتهما حديثة العهد للدعاية والاعلانات..لكنه آثر الصمت واحترم رغبة ابنته والتي بدت أخيرا أنها وجدت شريك حياتها الذي تبحث عنه..
'بعد لحظات'
'في الشرفة'
كان أنس يستند بذراعيه على الشرفة ففعلت ريم المثل وهما يحتسيان مياه غازية وقال بابتسامة هادئة"هل أنت سعيدة؟"
أومأت بابتسامة هادئة أيضا وقالت'أفضل أن أقول أنني مرتاحة'
شخصيتان متشابهتان وجدا نفسهما متفاهمان في مجال العمل و في الحياة اليومية أيضا فقررا الزواج بمنطق بعيدا عن المشاعر..تحت ذريعة الاستقرار وإنجاب الأطفال لتكوين أسرة صغيرة خاصة بهما..
احتسى من مشروبه وقال "ما رأيك أن نقوم بالخطبة الرسمية بعد أسبوعين ثم بعدها نحدد موعد الزفاف؟"
مدت يدها تريد مصافحته فبادلها المصافحة مبتسما وقالت"اتفقنا سيد أنس"
ضحك وقال"تجعلين الأمر يبدو كصفقة"
ضحكت هي الأخرى وقالت"هي فعلا صفقة..لكن من نوع خاص"
وأكملا حديثهما عن الاستعدادات اللازمة..
في حين أن زكريا كان جالسا مقابلا للشرفة..لم يكن يستمع لما يقولانه لكن اللحظة بدت مألوفة له..لحظة عاشها منذ زمن ولازالت تدغدغ مشاعره
*قبل أربع سنوات*
وقف زكريا في الشرفة وإيمان بجانبه فهمس لها بحب"وأخيرا سنتزوج..سأستطيع ضمك لأضلعي"
احمرت خدودها وقالت بخجل وهمس "زكريا..اصمت سيسمعوننا"
فقال ببراءة"ليسمعوا..ماذا خطيب مشتاق لضم خطيبته...من يستطيع محاسبته"
فأجابته بخجل لا يعبر أبدا عما قالته"لا أحد طبعا"
فرد عليها بمزاح"إذن هل أضمك الآن؟"
فزعت وضمت ذراعيها لصدرها في حركة حماية وقالت"لا لا..سيرونا وستقع كارثة"
تظاهر بالبؤس وقال"الأدهى أن أصبر ليوم عقد القران"
أومأت بمرح وربتت على كتفه بتشفي"بالضبط يا حبيبي"
فقال يناكفها"آه كم جميلة كلمة حبيبي من بين شفتيك"
وضاعت الذكريات بعد أن جلس أنس بجانبه و ربت على كتفه كأنه يوقظه من سهوته فنظر له لبرهة ثم همس له أنس"كنا ناحدث على أن نقيم حفلة الخطوبة بعد أسبوعين"
أومأ زكريا وقال"آه نعم فكرة جيدة..مبارك لكما"
____________________________

يتبع...


فاطمة الزهراء أوقيتي متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-05-22, 11:04 PM   #27

فاطمة الزهراء أوقيتي
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء أوقيتي

? العضوٌ??? » 475333
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 612
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond repute
افتراضي -4-

بعد سهر الليالي أوشكت ثريا على إنهاء الأوشحة والمفرح في الأمر أن نساء الحي يشجعن بعضهن على طلب خدماتها ففلانة تريد كنزة صوفية لابنها والأخرة لابنتها وفلانة تريد طقما لمولودها..الطلب على الحياكة يزيد وثريا أصبحت تنام سويعات قليلة وتنهض لتكمل ما بدأته فتناست البحث عن عمل وركزت على إنهاء ما تنجزه الآن...
نزلت لتري السعدية ماحاكته يداها..لتُفاجأ بعماد ووالدته جالسين مع السعدية..ألقت عليهم التحية وقالت"خالتي هل أعد لكم الشاي؟"
أجابتها السعدية"نعم يا ابنتي لو سمحت"
دخلت ثريا المطبخ ونظرات عماد ووالدته تلاحقها...والدته تلاحقها بنظرات تقييمية وعماد ينظر لها بإعجاب فقال لهم"لا تخبراها بشيء..دعوني أفاتحها أنا في الموضوع أولا"
نظرت له والدته بعدم رضا ولا تروق لها فكرة أن يخطب فتاة بدون رؤية والديها"
ربتت السعدية على ركبة والدة عماد وهمست"إنها فتاة طيبة خَلقا وخُلقا"
فقالت والدته بعدم رضا"وأنا أثق في نظرتك للبشر يا خالتي"
وقف عماد واتجه إلى المطبخ فوق عند بابه وقال"ثريا.."نظرت له ثم أكمل هل يمكننا أن نتحدث قليلا"
لقد شعرت بما يريد قوله ولم تكن مستعدة أبدا لذلك لكنها أومأت برأسها وقالت بهمس"حسنا"
توجها لصالة البيت فدخلت أولا ثم لحق بها وجلسا متقابلين وقال بارتباك طفيف"كيف حالك الآن؟ لقد سمعت إنك تركت العمل في المكتبة"
جلست تحتضن كفيها ببعضهما فوق فخذيها وقالت"بخير..لم أرتح في العمل هناك..وأنت كيف حالك؟" وثم قالت بارتباك"هل تريد استعادة هاتفك؟"
ابتسم وقال"لا لا أريد محادثك بشأن الهاتف"
عضت شفتيها وأومأت بتفهم"هكذا إذن"
تنحنح واعتدل في جلسته ثم قال بجدية"سأكون صريحا معك"
وقفت بسرعة وقالت بسرعة تتهرب من اللحظة الحاسمة"لقد تركت الشاي على النار"وخرجت تهرول من الصالة باتجاه المطبخ..تاركة عماد ينظر لها بغباء..
أما هي فقد دخلت المطبخ تتفقد الشاي وتحدث نفسها'يا إلهي ماذا سأفعل الآن لقد هربت من واقع لأصدم بواقع آخر...أنا يجب أن أتحدث معه..لن أهرب مجددا..في جميع الحالات لن
لن يغصبي أحد على قبول شيء لا أريده..لقد مضى ذلك الزمن'
وخرجت من المطبخ مجددا ثم دخلت الصالة وكان لا يزال جالسا في مكانه ينتظرها
جلست أمامه وقالت"آسفة على المقاطعة"
فهمس"لا عليك" ثم قال بصوت مسموع بعد أن استجمع شجاعته مجددا"حسنا..قلت سأكون صريحا معك...أنا كنت أفكر في الزواج وإنشاء أسرة لأستقر لكن لم أكن جادا كفاية..فتغير الأمر عندما رأيتك لأول مرة.."
قاطعته قائلة"هل تفكر بالزواج بي؟"
أومأ قائلا"بالضبط..أنا أشعر أنك الفتاة المناسبة التي أريد أن نكمل حياتنا معا"
شعرت بالتوتر والارتباك والعديد من الأفكار تراودها وتدور حول كونها سترفض حفيد السيدة التي آوتها واستقبلتها في منزلها.. ماذا سيكون مصيرها وكيف ستواجههم بعد الرفض..
أيقظها من أفكارها عندما قال"إذن ما قولك في هذا..إن كنت تحتاجين مهلة للتفكير فلا مشكلة"
حركت رأسها بلا وقالت"سيد عماد..أقصد عماد...أنا أقدر لكم حقا استقبالي هنا في منزل جدتك واعتباري كفرد من العائلة وأشكركم على اعتنائكم بي"
قاطعها يحرك يده أمامها وقال"من فضلك أيا كان ما ستقولينه الآن لا تأخذي بعين الاعتبار أنك ضيفة هنا..تحدثي بما يجول في خاطرك سواء قبول أو رفض"
أومأت برأسها وقالت"في الحقيقة..أنا لا أفكر في موضوع الزواج حاليا..وبإمكانك اعتباره أحد الأسباب الذي جعلتني أصر على البحث عن عمل في مكان بعيد عن منزلنا..الأمر لا يتعلق بشخصك..صدقني أنت إنسان جميل وطيب وستجد فتاة تستحقك فعلا وتسعدك.."
ضحك بتفاجؤ لأنه لم يتوقع أن تكون هذه إجابتها ثم قال بهدوء بعد برهة"إنه خطاب جميل لترفضي شابا تقدم لك"
قالت بأسف حقيقي"أنا آسفة حقا لذلك"
أجابها بصدق"لا تشعري بالأسف..لقد كن صريحة فيما تشعرين به"
ثم نهض وتركها جالسة تحرك أصابعها بارتباك وغادر المنزل بعد أن ودع جدته ووالدته اللتان استنتجتا قرارها من تعابير وجهه..
خرجت ثريا بعده بدقائق بعد أن استجمعت شتات نفسها فقابلتها نظرة والدة عماد التي نظرت لها بتعالي وكبرياء ولم تكلف عناء التكلم معها بل ما إن لمحتها حتى وقفت لتغادر بينما السعدية نظرت لها بحسرة وحزن على حفيدها الذي استشعرت إعجابه بها وأدركت نيته منذ مدة حتى صارحها في يوم من الأيام أنه يشعر بانجذاب قوي تجاهها
اقتربت منها ثريا وجلست بمحاداتها وهمست"خالتي"
ربتت السعدية على كتفها وقالت"الزواج قسمة ونصيب يا ابنتي...سأذهب لأرتاح قليلا"
قالت ثريا"لم تشربي الشاي يا خالة"
فردت عليها بهمس"فيما بعد يا ابنتي"
__________________
'في الشاطئ'
'آخر يوم في العطلة'
كانت سمر و عزة يسبحان معا...ارتدت عزة بوركيني بجزء علوي أزرق فاتح وجزء سفلي بينما سمر ارتدت لباس بحر من قطعتين..الجزء العلوي ذو حمالات باللون الأزرق الغامق يصل لفوق محيط خصرها بقليل والجزء السفلي يصل لوسط فخذيها باللون الأبيض ذو نقوش بنفس لون الجزء العلوي..
انضم لهما مراد و حمادة وبدؤوا يمرحون ويتسابقون معا في البحر
في حين أن أسامة وأشرف سبحا قليلا وجلسا ينعمان ببعض الشمس فانضم لهما أنس بعد أن اتصل به أشرف ودعاه للغذاء ..وحكيم أيضا ارتدى نظراته الشمسية و جلس على كرسي بعد أن سبح قليلا مع سمر في الصباح الباكر
مرت مجموعة من الفتيات يرتدين لباس بحر فاضح لا يخفي شيئا ونظراتهم مركزة على الفتيان الثلاثة الذين أثاروا انتباه معظم الفتيات
نظر لهما الشباب وتبادلا النظرات بمكر فقال أشرف لأنس"احذر يا أنس فأنت تعتبر في عداد المخطوبين الآن..غض بصرك يا صاح"
فقال أسامة أيضا وربت على كتف أنس"عيونك الآن تقول يا ليتني لم أتسرع.."
ضحك أسامة وأشرف على أنس وضربا كفيهما ببعض بمزاح..العطلة التي قضوها جميعا ساعدت أسامة و أشرف على التعرف على بعضهما بالرغم من بعض التحفظ الذي يكسو علاقتهما..
فقال أنس" سنرى ماذا ستفعل عندما تتزوج يا أسامة...فأنت من اعتدت اللعب بذيلك..أما أنا فالحمد لله ملتزم منذ زمن"
انفجر أسامة وأشرف ضحكا وقال الأخير"أنت تعتبر معقد يا صاح ولست ملتزم...كل فتيات العالم يعتبرون أخواتك"
وقال أسامة"الفتيات في هذا العالم يا صديقي كالفراشات...رقيقات وجميلات و يحتجن لمن يعتني بهن"
ورد عليه أشرف"أعجبني وصف فراشات...جميل جميل"
قاطعهم أنس"أنت يا أسامة عابث وأنت يا أشرف معقد أيضا"
اعترض أشرف قائلا"لا لا..أنا فقط اعتزلت النساء..بالنسبة لي هن لا يستحقن الاهتمام..مجرد ناكرات للجميل وخائنات"
والتزم الصمت كأنه قال أكثر مما ينبغي أن يقال..نظر له أنس بضيق وقال أسامة"أوه هذه تهمة خطيرة يا صاح...هل لديك إثبات على كلامك؟"
فنظر لوجهه لثواني ثم قال"إنها الحقيقة..قصة طويلة ولا أظنك ستعرفها يوما"
قاطعهم حكيم وقال برزانة"الحياة أقصر من أن نقتصرها في حادث أو مرحلة مرت في حياتنا.. والتعميم يفسد المتعة..حكمك بأن النساء خائنات يشمل أن تعتبر أم وأختك كذلك"
قاطعه أشرف"أختي أنا من ربيتها وأعلم جيدا كنهها أما أمي فيكفي أنها ربتني على العديد من القيم"
رد عليه حكيم"كل شخص يعتبر أن الأشخاص الذين يخصونه ملائكة..فمثلا سمر أنا أضمنها بحياتي أنها فتاة مثالية وطيبة ولن تفكر في خيانة أحد وسميرة رفيقة دربي وأحفظها كخطوط يدي ..وقولك بأن النساء جميعهن خائنات يجعلك تعتبر ابنتي وزوجتي ووالدة أنس وأخته خائنات"
نظر له أشرف يفكر في وجهة نظره وقال"وجهة نظرك سليمة..لكن من الصعب إقناعي بالعكس" ونظر لسمر وعزة الآتيتان نحوه ثم أكمل"حاليا"
فأجابه حكيم"لا تسمح للحظة سيئة في حياتك تعميك عن عيش لحظات أخرى سعيدة"
وقفت سمر وعزة أمامها ترتجفان من البرد فناول أشرف المنشفة لشقيقته وهم بإعطاء الأخرى لسمر لكن سبقه أسامة الذي وقف وأحاطها بالمنشفة ثم نظر لأنس وأشرف وقال بهمس حتى لا يسمعه حكيم"أنا ذاهب..فالواجب يناديني والفراشات ينتظرنني" وغمزهما وابتسم كلاهما وهم بالنغادرة فقالت سمر باحتجاج"الفراشات مجددا يا أسامة ...ألن تكف عن العبث سأخبر أبي بذلك"
أمسك خذها بين إبهامه وسبابته وقال"اليوم فقط يا سمارا..دعيني أعبث قليلا..أشعر بالملل"
قلبت عيناها وأومأت فقط وغادر هو باتجاه إحدى الفتيات التي كانت تنظر له منذ مدة وتحثه على الاقتراب..
بينما سمر وعزة جلسا على الكرسي الذي كان يجلس عليه أسامة سابقا..
نظر أشرف لسمر من رأسها إلى أغمص قدميها وكان قد انزعج من ارتداءها للباس بحر يكشف قدميها وخصرها..وإحاطة نفسها بالمنشفة التي تغطي معظم جسدها لم يقنعه فأخذ منشفته الخاصة ورماها فوق ساقيها همت بالاعتراض لكن قاطعتها نظرته المنزعجة وأدار رأسه لناحية أنس يتحدثان ويمزحان حول أسامة الذي كان منهمكا في الحديث وإضحاك الفتيات وكان يستدير أحيانا ويغمزهما ويحثهما على الالتحاق به..
_____________________________

يتبع...


فاطمة الزهراء أوقيتي متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-05-22, 11:05 PM   #28

فاطمة الزهراء أوقيتي
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء أوقيتي

? العضوٌ??? » 475333
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 612
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond repute
افتراضي -5-

حل المساء واقترح أسامة القيام بأنشطة مختلفة قبل المغادرة...
جلسوا على شكل دائرة جميعا وفرقت سمر الورق عليهم وبدؤوا بلعب لعبة أساسها أن شخصا واحدا سيمتلك ورقة خاصة ويجب أن يغمز الجميع ويترك واحدا سيحزر من لديه الورقة الخاصة ..وكان الدور على أشرف فغمز الجميع وترك سمر..مررت عيونها على الجميع تحاول تخمين من يمتلكها.. واختارت أنس فتم إقصائها من اللعبة...
استمروا في اللعب بينما سمر أحضرت قطها وجلست تحدث قطها وتشاهدهم يلعبون..قفز القط من حجرها واتجه نحو أشرف الذي ظهر الاشمئزاز على وجهه وأبعد قدمه والقط هيناتا يلاحقه يريد اللعب معه فهتف"سمر أبعديه عني....ابتعد لا تقترب"
نظرت له باستغراب وضحكت ثم قالت"لا أصدق أنك تخاف من القطط"
هتف عاليا مجددا"أبعديه عني..أنا لا أخاف ٱنه يشعرني بالاشمئزاز"
اقتربت منه تنادي"هيناتا تعال هنا..ولا تقل عن قطي مشمئز"
استدار القط فور سماع اسمه ثم مشى متبخترا باتجاه سمر وحك جسده بذراعها يتودد لها..
فقال أنس متفكها"رجلان بمثل أحجامكما يخافان من القطط"
نظر له أشرف وأسامة في آن واحد فابتسم في وجهيهما ببراءة وقال"هيناتا..تعال هنا" اقترب منه القط وجلس فوق حجره فقال"اُنظرا إليه إنه ودود جدا.. لماذا أسميته هينتا؟"
أجاب حمادة"لا بد أنه اسم إحدى شخصيات الأنميات التي تشاهدها"
فقالت بحماس"لقد أصبت...إنه بطل أحد أنميات كرة الطائرة"
فكر أشرف في نفسه أنها طفلة حقا..بالرغم من أنها تحاول أن تبدو في سنها بأحمر الشفاه القاني الذي اعتزلته في العطلة الصيفية كما اعتزلت تزيين وجهها بدت صغيرة حقا ثم ذلك الكعب العالي الذي يخيِّل إليها أنه حقا يزيد من طولها شيئا..
**
أنهووا السهرة بأن اجتمعوا جميعا يحتسون الشاي المغربي ويأكلون الحلويات المغربية ....فحمل أنس هاتفه واستخدم تطبيق القيثارة ثم بدأ بالعزف وسميرة استأذنت حكيم لتغني،أما نجاة فاكتفت بالتصفيق وعزة وسمر يغنون بصوت منخفض وأسامة وحمادة يطبلان بينما مراد يلتقط صورا و يصور فيديو وأشرف صامت تماما يراقب الجميع ويحلل مشاعره التي خرجت عن السيطرة تقريبا وبدأت تتخذ منحى التملك تجاه سمر...
______________
'بعد أيام'
تمكن الشوق من ثريا...اشتاقت لعائلتها كثيرا..حملت هاتفها واتصلت على رقم عمتها ثم انتظرت لتمرر لها والدتها..
شعرت بمزيج من المشاعر المتضاربة..الاشتياق والخوف كانا الطغيان على ما تشعر به..انتظرت بلهفة لتستمع لصوت والدتها التي بادلتها اللهفة وهي تهمس باسمها"ثريا ابنتي"
أجابتها ثريا بضوت متحشرج"أمي أنا آسفة آسفة لما عانيته بسببي"
ردت عليها أمها بوهن"عودي يا ابنتي..فبيت والدك أكثر أمانا لك من الشوارع"
فقالت ثريا بضعف بدأ يتملكها"سأعود يا أمي..لكن ليس الآن ليس الآن يا أمي ..أنا بخير أقسم لك.."
وردت عليها أمها بعتاب"لماذا فعلت ذلك يا ثريا؟..لماذا حرقت قلبي عليك" وأجهشت بالبكاء
فقالت ثريا بتوسل"أرجوك يا أمي لا تبكي ...أنا بخير أقسم لك..عندما يحين الوقت المناسب سأعود..أنا سأذهب الآن يا أمي عندما أجد الفرصة مجددا سأحادثك .."
وأغلقت الهاتف ثم أجهشت بالبكاء واحتضنته متأوهة بألم...
كانت تخطط لتحدث طارق أيضا لكن المكالمة مع والدتها استنزفت طاقتها ومشاعرها...تشعر بالوهن الآن ولا تقوى على التحدث والفكرة التي تسيطر على دماغها مؤخرا هل مافعلته كان صحيحا أم تسرعت في قرارها..
خرجت بعد قليل لتسلم الأوشحة لأصحابها فقابلت عماد أمام باب المنزل يحدث السعدية..تقابلت نظراتهما فأشاحت بنظراتها أولا وبقيت نظراته مستقرة عليها حتى مرت من أمامه وألقت التحية بهمس ثم أخبرت السعدية عن المكان الذي ستتجه إليه..
إنها تفكر في ترك منزل والبحث عن مكان جديد..تشعر بالإحراج فقد مضت مدة على وصولها لهذه المدينة والأمر أصبح محرجا أن تسكن مع المرأة التي رفضت حفيدها.. ورؤيته في كل مرة لم تعد مريحة..تشعر بنظراته التي تلاحقها في كل مكان خاصة بعد تصريحه بأنه يريدها زوجة..تشعر أن نظراته تحثها على القبول بالرغم من أنها أوضحت له قرارها سابقا..
وصلت للسيدة الأولى التي ستسلمها الوشاح فأعطتها المبلغ كاملا مع إكرامية بسيطة ..أما السيدة الثانية فلم ترضى أن تسلمها كامل المبلغ متحججة بأعذار واهية..فرفضت ثريا أيضا تسليمها السلعة ما لم يكتمل المبلغ فاضطرت لدفعه...
عندما كانت تمتهن الحياكة في القرية تقابلت مع العديد من النساء الذي يتحججن بأنهن لا يملكن نقودا وكانت تسلمهن السلعة وليومنا هذا لم يعطوها نقودها كاملة..لذلك مع تراكم العمل كانت تطالب بنصف المبلغ أول والنصف بعد تسليم العمل..أو الربع قبل اكتماله والباقي بعد تسليمه
وعندما بدأت نساء الحي يطلبون منها الحياكة انتهجت نفس النهج السابق بالرغم من أن الإقبال قليل ولازالت تبحث عن عمل بديل..
في اليوم السابق تذكرت كلمات رضا حول أن الهاتف وباقة الأنترنيت ستسهل عليها الكثير من الأشياء فجربت استعماله في البحث عن عمل ووجدت أن بشهادة الباكالوريا بإمكانها الاشتغال في مركز اتصال خاصة أنها تتقن اللغتين الفرنسية والإنجليزية فأرسلت معلوماتها الشخصية وتنتظر يوم المقابلة بفارغ الصبر وسمعت أن الراتب معقول...
_____________________
'بعد خطبة أنس وريم'
استيقظ أنس باكرا ليمر على ريم فيذهبا للعمل معا ..خرج من المنزل يصفف شعره بأصابع يده وشغل السيارة لينطلق لكنه اكتشف أن إطار السيارة مثقوب..اتصل بريم أخبرها أنه سيتأخر قليلا ثم شمر أكمام قميصه وبدأ بنزع الإطار...
سمع صوت إطارات حقيبة كبيرة في أول شارع وفي هذا الصباح الباكر فاستدار ليعرف من أين يأتي الصوت فلمحها بملابسها الواسعة المتكونة من سروال رياضي واسع باللون الرمادي الفاتح وسترة بقبعة باللون البني وشعرها الأسود الذي تتخلله بعض الخصلات البنية قصير وقد استطال عن آخر مرة رآها فيها فوصل لآخر عنقها..وتلك الشامة الصغيرة التي استقرت على خذها الأيسر..
اقتربت تمشي ببطء وسماعات الهاتف لاتفارقان أذنيها كالعادة فتلاقت نظراتهما واتسعت ابتسامته فرفرف قلبها وحاولت التظاهر باللاشيء..واقتربت حتى وصلت منزل جدها الذي يقابل منزله وقال"الحمد لله على السلامة يا علياء"
نزعت السماعات وقالت بهدوء"شكرا" ثم همست بداخلها'لماذا يصر في كل مرة على نطق الهمزة في آخر اسمي..إنه يوترني"
قال أنس وهو يمسح يديه "كيف حالك وحال الدراسة؟"
قالت وعيناها مركزة على الخاتم الفضي الذي استقر ببنصره "بخير لقد أنهيت دراستي"
قال بصوت صادق مهنئا"جيد جدا..مبارك لك"
أجابته بعدم تركيز"شكرا لك..سأذهب لأرتاح..أراك فيما بعد"
لقد حدث ماكانت تخشاه..أن تعود يوما وتجده تزوج..حبيب روحها وحب مراهقتها..الشخص الذي كانت تلجأ له كلما وقعت في مشكلة..الشخص الذي في الوقت الذي كان الجميع منشغلا بحياتهم ومشاكلهم كان هو منقذها..لقد شهد طفولتها ومراهقتها وحتى طيشها وهدوءها..الوحيد الذي لم يلمها وتفهم الظروف التي مرت بها...
في زياراتها لجدتها كانت دائما تتجنب لقاءه إلا إن شاءت الصدف أن تجعلهما يلتقيان فتحادثه باقتضاب وتختفي تماما عن الأنظار..أحبته قبل أن تغادر للدراسة وبقي ذلك الشعور يتوسع بداخلها أكثر وأكثر حتى أصبح عميقا يصعب انتزاعه..وهاهو قد ٱرتبط الآن..كيف ستستطيع تقبل فكرة أنه سيكون ملكا لٱمرأة أخرى..حتى وإن كانت أشد أحلامها المتعلقة به أن يرجع بهما الزمن للوراء حين كان الحديث بينهما بريئا ولا يحاسبان عليه وتقسم أنها كنت ستستغل كل لحظة في الاستماع له وتأمل وجهه..وكم أدمنت تأمل وجهه في كل مرة تأتي لزيارة جدتها فحفظت ساعة خروجه للعمل وكانت تقف على نافذتها وتراقبه من خلف زجاجها وتحرص على أن لا يراها..تشيعه بنظراتها حتى يختفي عن الأنظار.. وعندما تذهب للدراسة تكتفي بالصور التي التقطتها له مسبقا مستخدمة كاميرا جدها وما تعلمته من تقنيات حتى تستخرجها وتحتفظ بها...
__________________

يتبع...


فاطمة الزهراء أوقيتي متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-05-22, 11:05 PM   #29

فاطمة الزهراء أوقيتي
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء أوقيتي

? العضوٌ??? » 475333
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 612
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond repute
افتراضي -6-

'في شركة محمد'
كان أشرف يقف بقامته الطويلة ويراقب سمر تشرف على الإصلاحات في محل أسامة الذي انتهت مدة إجازته وغادر بعد العطلة التي قضوها في الشاطئ..
كان الجو حارا فارتدت سروال جينز قصير يصل لنصف فخذيها وقميص أبيض صيفي واسع،فتحت أزراره العلوية فبرز الوشم...ولأول مرة يراها ترتدي حذاءً رباضيا وشكلت شعرها على شكل كعكة في أعلى رأسها...وهذه المرة بدون زينة وجه
راقبها تحدث هذا وتوجِّه ذاك ثم تنسحب لتجلس على كرسي خارج المحل وتعبث بهاتفها...
إنه منزعج من هيأتها كما منزعج من العيون التي تراقبها بفضول وكيف لا تهتم بأنها ملابسها تعتبر جريئة قليلا في مجتمعهم حتى وإن كانت تبدو كفتاة في الخامسة عشر فهذا لا ينفي أنها أنثى قلبت كيانه...
فتح النافذة وجلس في مكتبه يعمل وبعد قليل سمع صوتا منبعثا من الخارج وضرب عصا على الحائط..تفقد الشارع فإذا به يلمح رجلين يحاولان إيقاف الأشغال وسمر تعترض وتحاول إقناعهم بشيء..
غادر مكتبه بسرعة فوصل عندهم وسمع سمر تقول"ماذا تقصد بأنك تحتاج رجلا لتتحدث معه ولن تنصت لي..أتسمي نفسك رجل قانون إن كنت تفكر هكذا"
هم الرجل بالصراخ في وجه سمر فكان أشرف الحاجز بينهما وقال بهدوء"تحدث معي أنا..ماذا يحدث هنا؟"
فاعترضت سمر قائلة"لا لماذا سيتحدث معك أنت وأنا المسؤولة هنا"
نظر لها بنظرة أسكتتها وقال"سمر اهدئي الآن"...فضمت ذراعيها لصدرها بعدم رضا وسكتت..
اعتدل أشرف في وقفته وقال"هل لي أن أعرف ماذا يحدث هنا؟"
أجابه الرجل بتعالي"ستتوقف الأعمال هنا لحين صدور الأمر باكتمالها"
رد عليه أشرف بديبلوماسية"لكن لدينا كل الرخص وبشكل قانوني"
وأجابه"لا يهمني الأمر..أنتم تزعجون المقاهي والمحلات التجارية بجانبكم"
تدخلت سمر متجاوزة أشرف وقالت بعصبية"ما تقوله غير قانوني..نحن لدينا الإذن ببدء الإصلاحات ولن نوقف ذلك إلا بإذن قانوني آخر"
تدخل أشرف قائلا بعصبية"اهدئي يا سمر"ودفعها لخلفه بخفة ثم أكمل"نحن لن نوقف الإصلاحات مادامت أمورنا كلها قانونية"
رد عليه الرجل بتعالي"حسنا كما تشاؤون"
وأمر الرجل الآخر بالتحرك فبدأ برمي كل ماتطاله يداه وحاول الدخول للداخل وتدمير المكان لكن وقفت سمر أمامه تصرخ"أنت لن تدخل وسأقاضيكم لتهجمكم علينا"
دفعها بعنف فسقطت وأصيبت ركبتها...صرخ أشرف باسمها وعاجل الرجل بضربة في وجهه ثم دفعه بعنف بباطن قدمه ورماه أرضا ثم حمل العصا الكبيرة التي كان يحملها الرجل سابقا وقال بجنون"اخرجوا من المكان حالا" وحمل الهاتف باليد الأخرى يحاول الاتصال بالشرطة من هذا الهجوم الذي لا يبدو قانونيا وإنما يقصدون منه تدمير المكان..
هجم أحد العمال على أحد الرجال وساعده الآخر في تكبيله بينما فر الآخر ...رمى أشرف العصا أرضا واتجه نحو سمر التي لم تستطع الوقوف بسبب إصابة ركبتها..ساعدها على النهوض وقال بقلق"هل أنت بخير؟"وعينيه تمسح على جسدها بقلق..
فقالت بألم"ركبتي تؤلمني"
أجلسها على الكرسي بجانب المحل وأمر العمال بالمغادرة ثم جلس القرفصاء يتفقد ركبتها..لمسح الجرح بأنامله فسرت قشعريرة في جسديهما والتقت عيونهما..أخفضت عيناها أولا ثم حاولت سحب ركبتها...وقف ونزع سترته ثم وضعها على رجليها وقال بصوت مبحوح"انتظري هنا لحظة"
اختفى لبعض الوقت ثم عاد وفي يده معقم و قطن...بدأ بتنظيف الجرح فأغلقت عيناها بألم وقال يؤنبها"كل هذا بسبب هذه الملابس القصيرة"
فتحت عيناها وقالت بتوجس"مابها ملابسي؟"
نظر لها بتحدي وقال"قصيرة ولا تغطي شيئا..ولو كانت هذه القطعة أطول لما كان جرحك عميقا"
أبعدت رجلها عن يده بعصبية بالرغم من أنه كان حريصا على ألا يلمسها وأن لا تتجاوز أنامله جرحها..لكنه أمسك ركبتها وقال بحزم"لم أنتهي من تنظيف الجرح..كما أنه يحتاج لخياطة"
لم تلتفت له وقالت"ليس من حقك انتقاد ملابسي"
أجابها ببرود"أنت من سألت ما بها ملابسك...هيا لنذهب للعيادة لخياطة جرحك"
حاول مساعدتها على النهوض لكنها نفضت عنه ذراعها وقالت بأنفة"أستطيع الذهاب وحدي"
ضم ذراعيه لصدره وراقبها ببرود تحاول النهوض لكن ملامحها المتألمة حثته على مساعدتها رغما عنها..فأمرها قائلا"اجلسي هنا..سأحضر السيارة..لا تتحركي من مكانك"
أحضر السيارة وصفها أمامها ثم نزل منها وساعدها على الصعود وقبل أن يغلق الباب،قالت بهدوء"هلا أحضرت لي حقيبتي من الداخل وأغلقت المكان بالمفتاح من فضلك"
أومأ واتجه للداخل أحضر لها ما تريده ثم انطلقا بالسيارة للعيادة…
أوصلها للمنزل فوجدت والدها أمام الباب ينتظرها بعد أن اتصلت به وأخبرته أنها مع أشرف وسيعيدها للمنزل..
نزلت من السيارة وكانت تضع ضمادة على جرحها وتعرج..انسحبت للداخل بعد أن شكرت أشرف وغادر بعد أن ودع حكيم…

نهاية الفصل الخامس

أتمنى أن ينال إعجابكم

قراءة ممتعة..


فاطمة الزهراء أوقيتي متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-05-22, 03:36 PM   #30

فاطمة الزهراء أوقيتي
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء أوقيتي

? العضوٌ??? » 475333
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 612
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond repute
Exclamation وشمتِ اسمكِ بين أنفاسي

مرحبا،،

أعتذر أن الفصل كان فيه أخطاء إملائية ولم تتم مراجعته كما يجب لدواعي مرضية..

تحياتي وقراءة ممتعة،،


فاطمة الزهراء أوقيتي متواجد حالياً  
التوقيع
رواية:
وشمتِ اسمك بين أنفاسي~
بقلمي
🤍أكتب لأحيا الواقع بنكهة الخيال🤍
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:22 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.