آخر 10 مشاركات
إلَى السماءِ تجلت نَظرَتِي وَرَنـت (الكاتـب : ميساء بيتي - )           »          492 - حبيبها - كارول مارينيلي (عدد جديد) (الكاتـب : silvertulip21 - )           »          ومازلنا عالقون *مكتملة* (الكاتـب : ررمد - )           »          أغلى من الياقوت: الجزء الأول من سلسلة أحجار كريمة. (الكاتـب : سيلينان - )           »          93 - زواج العمر - منى منصور (الكاتـب : meshomasray - )           »          حب غير متوقع (2) للكاتبة: Mary Rock *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          خادمة القصر 2 (الكاتـب : اسماعيل موسى - )           »          جدائلكِ في حلمي (3) .. *مميزة و مكتملة* سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          تشعلين نارى (160) للكاتبة : Lynne Graham .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

مشاهدة نتائج الإستطلاع: ما هي أكثر شخصية من الأبطال أثارت انتباهكم في الرواية؟؟
سمر 3 27.27%
عليا 5 45.45%
ثريا 7 63.64%
عزة 2 18.18%
أسامة 3 27.27%
أشرف 1 9.09%
أنس 2 18.18%
زكريا 1 9.09%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 11. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree1899Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-07-22, 10:49 AM   #31

قصص من وحي الاعضاء

اشراف القسم

 
الصورة الرمزية قصص من وحي الاعضاء

? العضوٌ??? » 168130
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,558
?  نُقآطِيْ » قصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond repute
افتراضي






تغلق الرواية لحين عودة الكاتبة لانزال الفصول حسب قوانين قسم وحي الاعضاء للغلق

عند رغبة الكاتبة باعادة فتح الرواية يرجى مراسلة احدى مشرفات قسم وحي الاعضاء


وبما اننا ولاول مرة سمحنا بفترة غير الفترة الموجودة في القوانين نرجو من اي كاتبة عدم مراسلتنا الا بعد مرور اسبوعين من تاريخ الاغلاق


(
rontii ، um soso ، كاردينيا الغوازي, rola2065, ebti ،
رغيدا)
تحياتنا

اشراف وحي الاعضاء



قصص من وحي الاعضاء غير متواجد حالياً  
التوقيع
جروب القسم على الفيسبوك

https://www.facebook.com/groups/491842117836072/

رد مع اقتباس
قديم 02-11-22, 09:22 PM   #32

ebti

مشرفة منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ebti

? العضوٌ??? » 262524
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 14,201
?  نُقآطِيْ » ebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الفل والياسمين.. بطلب من الكاتبة تم فتح الرواية لاستئناف تنزيل الفصول..

اعتذر امس اتلهت بروابط الفصول ومشيت فتح الرواية..


ebti غير متواجد حالياً  
التوقيع
إن كرماء الأصل كالغصن المثمر كلما حمل ثماراً تواضع وانحنى"
هكذا عرفتك عزيزتي um soso و هكذا تبقين في قلبي شكراً جزيلاً لك على الصورة الرمزية...

رد مع اقتباس
قديم 02-11-22, 10:33 PM   #33

فاطمة الزهراء أوقيتي
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء أوقيتي

? العضوٌ??? » 475333
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 612
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الخير جميعا،،
أود أن أشكر المشرفة على تلبيتها لطلبي..
وأعتذر جدا لجميع القارئات والقراء عن الاختفاء لمدة طويلة والتوقف عن تنزيل الفصول..
وغدا إن شاء الله يتم تنزيل الفصل السادس على الساعة الرابعة بعد الزوال بتوقيت المغرب.
أمسية سعيدة.


فاطمة الزهراء أوقيتي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية:
وشمتِ اسمك بين أنفاسي~
بقلمي
🤍أكتب لأحيا الواقع بنكهة الخيال🤍
رد مع اقتباس
قديم 03-11-22, 06:11 PM   #34

فاطمة الزهراء أوقيتي
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء أوقيتي

? العضوٌ??? » 475333
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 612
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل السادس -1-

الفصل السادس


'في غرفة عَليا'
بخطى متثاقلة ارتمت فوق السرير دون أن تهتم بتغيير ملابسها،احتضنت وسادتها ثم أجهشت بالبكاء لمدة طويلة قبل أن تتجه نحو حقيبتها تبحث عن شيء…ملأت أشياءها أركان الغرفة قبل أن تجد ألبوم صوره…حملته بين أناملها المرتعشة ومسحت دموعها بكم سترتها ثم فتحته تتحسس وجهه من خلال الصور وهو بمختلف الوضعيات..صور ملتقطة بعناية من نافذة غرفتها وأخرى من استوديو جدها..عانقت الألبوم بألم وقالت بنبرة بائسة"أ مكتوب علي أن أظل غير مرئية في حياتك" اعتصر قلبها من الألم وهي تتذكر الخاتم الفضي الذي يلف إصبعه ..نبست بألم مجددا وتأملت إحدى صوره وهو يحادث جدها باستمتاع بجانب باب بيتهم"أ معقول أنه سيتزوج هل سيسلب مني حتى الحق في أن أنسج خيالات عنه…لم أطلب الكثير تكفيني أحلام اليقظة المتعلقة به لقد كنت راضية بها..راضية جدا"وعلا نحيبها مجددا…إنها تشعر بالألم لا بل القهر..سترى الشخص الذي أحبته دائما يُزف إلى أخرى..لم تهتم حتى بمعرفة من هي الأخرى..كل ما تدركه أن الخاتم الذي لمحته سابقا أشعرها بخدر في أطرافها وتوقف قلبها عن النبض لوهلة قبل أن تنسحب من أمامه بغباء كعادتها..
فتحت امرأة مسنة باب غرفتها بهلع فانتفضت عَليا وحاولت مداراة الصور فوقفت ودفعتها بخفة تحت السرير، اقتربت منها المرأة التي ملأت التجاعيد وجهها الخمري وشامة الحسن كالتي تمتلكها عليا تستقر على خدها الأيمن فقالت بقلق"ما بك يا عليا لماذا تبكين يا صغيرتي"واقتربت منها تتفحص وجهها وجسدها..ارتمت في حضنها وأجهشت في البكاء أكثروجدتها تحتضنها بقوة حتى وإن لم تعلم سبب هذا البكاء المؤلم لكنها تستشعر أن أقرب حفيداتها لقلبها تتألم الآن كما كانت تتألم دائما..ربتت على شعرها الحريري القصير برفق وقالت"ما بك يا صغيرة؟"
تمالكت عَلْيا نفسها بصعوبة وقالت"لا شيء يا جدتي..شعرت فقط أنني اشتقت لكم"
ربتت الجدة آمنة على خذها وقالت بحنو"لقد انتهت الدراسة ولن تبتعدي عنا بعد الآن..جدك مسرور جدا برجوعك"
جلست على السرير و نبست بوهن"وأنا مسرورة أيضا برجوعي أخيرا"
جلست آمنة بجانبها ثم ربتت على فخدها بحركة اعتيادية قبل أن تستلقي عَلْيا بكامل جسدها على السرير ورأسها في حضن جدتها كما تفعل دائما منذ طفولتها فباشرت الجدة بحركتها المعتادة..تمسد خصلات شعرها القصير إلى أن استسلمت للنوم فتنتفض تارة من شدة بكائها.
——————————————-
'بعد أيام'
طرقات رتيبة على الباب قبل أن تفتحه سمر وتطل بوجهها الطفولي على أشرف الذي تخلى عما كان يفعله تماما منذ أن استشعر أنفه رائحة اللافندر قبل أن تفتح الباب حتى...تأملها بقامتها القصيرة تتجه نحوه بسروالها الجلدي الأسود وتي شيرت بنفس اللون وحذاء جلدي يصل لركبتيها يبدو كجزء من السروال ثم صففت شعرها في كعكة فوق رأسها وطبعا بدون زينة على وجهها لكنها لم تتخل عن أحمر شفاهها القاني واختارت اللون النبيذي.
وضعت مفتاحا فوق الطاولة وقالت بهدوء"هذا مفتاح المحل" أخذه أشرف بهدوء وعيناه لم تتوقف عن التحديق بها ثم قال وانتقلت نظراته لركبتها"كيف حال جرحك؟"
جلست على الكرسي بجانب المكتب وقالت "إنه يتعافى.."وأخرجت حاسوبها الصغير من حقيبتها الواسعة ثم قالت"هل لديك وقت لمراجعة بعض الأشياء"ثم ألقت نظرة سريعة على ساعة معصمها وأكملت"فطائرتي بعد 7 ساعات"
انتقل من كرسيه إلى الكرسي المقابل لها بجانب مكتبه ثم جلس مقابلا لها..ارتبكت ملامحها للحظة من قربه فتنحنحت واعتدلت في جلستها وضمت ساقيها لبعضهما أكثر..
بعد أن جلس على الكرسي لم يستطع تجاهل الفرق الهائل بين حجم ساقه وساقها…هل يستطيع قول بأن ذلك الفرق بدا له لطيفا جدا..نهر نفسه وانتقلت نظراته لملامح وجهها فالتقت نظراتهما ويبدو أنهما كانا يفكران في نفس الشيء..
قطع الصمت الغير المعتاد بينهما وقال"لقد اتصلت الشرطة صباحا وقالوا أن الرجل الذي هجم على المحل المرة الماضية لم يكن من طرفهم ولم يكن هناك بلاغ بشأن الإزعاج أو شيء من هذا القبيل…لا بد أن أحدهم كان يحاول إثارة الشغب فقط أو ربما نصاب"
توسعت عيناها وأومأت قائلة بتعجب"هكذا إذن..لابد من اتخاذ الحيطة إذن..المهم جميع الوثائق الخاصة بالمحل والرخص ستجدها عند والدي في حالة واجهنا مشكلة أخرى..أما بخصوص التصميمات فقد كنت أفكر في إجراء بعض التعديلات لكن فضلت أن نناقشها أولا"
أومأ باهتمام وهو يراقب ملامحها المركزة على اللابتوب أمامها وتحرك أناملها بسرعة قبل أن يبدآ في نقاش عميق عن العمل في جو تسوده ذبذبات هادئة وغريبة تسيطر على كليهما…جو خال من استفزازاته واحتجاجاتها.
انتهى اللقاء بعد ساعتين وحان وقت الوداع
وقفا مقابلين لبعضهما فمدت يدها لتصافحه ومد يده هو الآخر فاحتضن كفها الصغيرة بين خاصته الضخمة بإحكام غير معهود منه وقال بصوت عميق"رافقتك السلامة"
أومأت بهدوء أيضا وقالت"شكرا على كل شيء يا أشرف"
عقله يحثه على إفلات كفها الصغيرة لكن خلايا جسده لم تطعه و ودت لوتحتضنها هكذا دائما.
نظرت لكفه باستغراب وشعور غريب احتل معدتها وانتقل لقفصها الصدري..
وأخيرا حرر كفها فشعرا ببرودة تحتل أطرافهما..
نظرا لبعضهما نظرة أخيرة وهمت بالمغادرة لكنه استوقفها قائلا ببرود منفلت"ربما سيكون من الجيد التخلي عن وضع ذلك اللون الاستعراضي على شفتيك."
استدارت ونظرت له لنصف ثانية قبل أن تنفجر ضاحكة بهستيرية لم تستطع التحكم بها ،فنظر لها باستغراب وقالت من بين ضحكاتها"الآن اطمأن قلبي..كنت أتساءل حقا لم تبدو هادئا اليوم على غير العادة..لكنك كالعادة تتحفني بتعليقاتك السخيفة"
همس"سخيفة"وأكمل بنبرة مرتفعة قليلة"هل نعتني للتو بالسخيف؟"
هزت كتفيها ببرودة قائلة"لم أفعل..لكنك فظ حقا لماذا تستمر بالتعليق على كل شيء يخصني مرة قامتي ومرة ملابسي والآن حتى أحمر شفاهي لم يسلم منك"
رفع اصبعه في وجهها وقال بعصبية"لأنك مستفزة..طريقة لباسك تستفزني وأحمر شفاهك مستفز أيضا وتصرفاتك أيضا كل شيء فيك يستفزني"
اتسعت عيناها وقالت بعدم تصديق"غض بصرك عني إذن..وما يخصني ليس من شأنك..أنت المستفز والفظ والسخيف" ثم خرجت من مكتبه وصفقت الباب بقوة فهمت بالمغادرة، لكنها فتحته مجددا وقالت بعصبية نادرة منها"ولا تصرخ في وجهي مجددا" ثم صفقت الباب مجددا، واستدارت كل العيون الفضولية تراقب الفتاة النارية التي خرجت تحادث نفسها ويبدو أنها تشتم أحدا..وهو لا زال على نفس وقفته تخترق نظراته الباب المغلق أمامه ولم يستوعب بعد ما حدث للتو…غادرت الشركة والشارع بأكمله..
راقبها من نافذة مكتبه تصعد إلى سيارة الأجرة فحدث نفسه قائلا"ما شأني بها أصلا فلتفعل ما تريد كيف تجرأت ونعتتني بالسخيف "،
فتح أزرار قميصه العلوية وقال بنفاذ صبر"استعد رباطة جأشك يا رجل…لقد صدقت دور الرجل المعجب مؤخرا أو أيا كان ما تثيره فيك تلك الفتاة وتخيلت عن مبادئك..إنهن لا يستحقن..مجرد خائنات" واكفهرت ملامحه.
اخترقت ابتسامتها أفكاره وذلك الأنف الصغير الذي يتوسط وجهها.. ثم رائحتها التي مازالت تكتسح الغرفة بل منذ زيارتها لأول مرة، كأن الجدران امتصتها لتذكره بها دائما..وربما ستبقى لوقت طويل جدا..زفر بقوة وخلل شعره بأصابعه ثم ارتمى فوق كرسي مكتبه وأغمض عينيه يحاول ترتيب أفكاره وشعور بالخواء يتوسع بداخله.
'في سيارة الأجرة'
انطلقت سمر نحو منزلها ومزاجها الناري لم يعتدل بعد وهي تتذكر مواقف أشرف السخيفة معها والذي كانت تظن أنها طبيعة شخصيته لكنها اكتشفت أنه يتصرف معها هي فقط بعجرفة ويتعمد استفزازها بينما حقيقته أنه هادئ جدا مع الجميع وطيب جدا مع عائلته وحازم في العمل..لكنه اليوم تجاوز حدوده وهو يصرخ في وجهها بسبب شيء ليس من شأنه أن يتدخل به أصلا…
لكن هناك شيء يتسلل ببطء إلى داخل ثنايا قلبها وهي تشعر به يمتد ببطء لكن بثبات..إنه شيء تجربه لأول مرة ،مبهم لها كشعور لكنها تدرك كنهه جيدا..
استمرت على صمتها وشعور بالخواء يتسلل بداخلها …وصلت الشارع الذي يقطن فيه والديها فأوقفت سيارة الأجرة بجانب استوديو التصوير المقابل لبيتهم ولم تصادف موعد فتحه من قبل منذ مجيئها..

يتبع...


فاطمة الزهراء أوقيتي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-11-22, 06:12 PM   #35

فاطمة الزهراء أوقيتي
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء أوقيتي

? العضوٌ??? » 475333
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 612
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond repute
افتراضي -2-

نزلت من السيارة بعد أن حاسبت السائق ثم دخلت الاستوديو وطرقت الباب ليستقبلها وجه عَليا التي كانت تنظف إحدى الكاميرات.
اتسعت ابتسامة سمر و تهللت أسارير عَلْيا التي تجاوزت المنضدة وتبادلا الاحتضان باشتياق فقالت سمر بصدق"لقد كنت أريد إلقاء التحية على جدك وسؤاله عنك لأجدك أنت شخصيا…لقد مضت مدة طويلة كيف كان حالك؟"
أجابتها بفرح"بالفعل مدة طويلة..أنا بخير لقد وصلت قبل أيام فقط…وأنت كيف حالك؟ لم أعلم أنك هنا في عطلة"
قالت سمر بفرح متبادل"أنا بخير أيضا..لكنني سأغادر اليوم لم يتبق سوى أربع ساعات على موعد مغادرتي"
عقدت عَلْيا حاجبيها بحزن"هذا صحيح؟ لم يتسنى لنا الجلوس مع بعضنا ولو قليلا"
أومأت سمر موافقة"صحيح..لكننا سنلتقي لاحقا..في الغالب لن أتأخر في زيارتي التالية ربما يصادف موعد عطلتك ونتقابل أيضا"
أجابتها عَلْيا"في الغالب سنلتقي فقد أتممت دراستي وسأعتني بمشروع جدي كما كان يأمل دائما"
عانقتها سمر مهنئة"هذا جيد جدا مبارك لك..لطالما كنت مولعة بالتصوير أنا سعيدة أنك وجدت سعادتك أخيرا"
همست عَلْيا بألم داخلي"ربما لن أجدها يوما"
نظرت لها سمر بتساؤل "هل قلت شيئا؟"
حركت رأسها بالنفي وقالت بنبرة مزيفة"أنا سعيدة أنني أفعل شيئا أحبه حقا وسررت بالرجوع للحي أخيرا بعد وقت طويل..كيف حال أسامة ووالديك وشقيقك الصغير"
ابتسمت سمر وقالت"الجميع بخير..ستفرح أمي إن علمت أنك رجعت ووالدي أيضا يجب أنت تزوريهم..تعلمين أنه مرحب بك في أي وقت"
ابتسمت عَلْيا وقالت"بالطبع أعلم ذلك…سأزورهم إن شاء الله"
تطلعت سمر في ساعة معصمها وقالت تودعها"أنا سأذهب الآن"واحتضنتها بحنان"سررت جدا برؤيتك وأتمنى أن نقضي مع بعضنا وقتا طويلا كما كنا نفعل"
بادلتها الحضن وقالت"وأنا أيضا سررت برؤيتك..رافقتك السلامة"
لوحت لها سمر مودعة وقالت قبل مغادرتها"الشعر القصير يليق بك جدا..تبدين أجمل"
لمست عَلْيا أطراف شعرها بشرود وابتسامة صغيرة تزين ثغرها وقالت بامتنان"شكرا" ولوحت لها مودعة..
___________________
'في مبنى شاهق'
دخلت ثريا بخطى مترددة تنقل نظراتها يمينا ويسارا، تمسك بالحقيبة المستقرة على كتفها الأيمن بشدة..استقلت المصعد وقلبها ينبض بسرعة..
إنها أول مقابلة عمل لها في مركز الاتصال..
لم تصدق عندما اتصلوا بها قبل أيام وأخبروها أنه تم الاطلاع على سيرتها الذاتية وأن موعد المقابلة سيكون بعد أيام وها هي الآن تقترب خطوة من عمل براتب ثابت ...
دخلت إلى جناح واسع مليء بأشخاص يضعون سماعات على آذانهم ويبدون كمن يحدثون أنفسهم..
نظرت لها السكرتيرة بانبهار من هيأتها بشعرها الأحمر الذي تركته منسدلا لأول مرة وعيونها الزرقاء والنمش الخفيف المنتشر على وجهها.. اقتربت ثريا منها وقالت بتردد"مرحبا"..رمشت السكرتيرة بغباء لأنها لم تتوقع أنها ستتحدث باللغة العربية…لم تجب فسألتها ثريا مجددا"لقد أتيت من أجل مقابلة العمل"
يبدو أنها استوعبت للتو أن الفتاة أمامها عربية فقالت مشيرة لأحد المكان"بإمكانك الجلوس هناك والانتظار إلى أن يحين دورك" ،
أومأت ثريا بهدوء ثم انضمت لمجموعة مختلطة من الفتيات والفتيان يبدو أنهم هنا أيضا من أجل نفس المقابلة.
جلست تنتظر دورها وتتأمل المكان حولها إلى أن سمعت من ينادي باسمها فانتفضت واقفة وتسلل التوتر إلى أوصالها..
دخلت المكتب المقابل للقاعة التي كانت تجلس بها سابقا، فكانت تتوسطه طاولة تضم ثلاثة أشخاص رجلين في عقدهما الرابع وامرأة في عقدها الثالث و كرسي فارغ أمامهما..أذن لها أحد الرجلين بالجلوس وبدأت المقابلة..
بعد أربعين دقيقة تقريبًا خرجت ثريا من المقابلة وهي تشعر أنها مرت بسلام، وكان أداءها لا بأس به بالنسبة لأول مقابلة…ألقت تحية عابرة على السكرتيرة وغادرت المبنى تتمنى أن تقبل في هذا العمل…
……
دخلت الحي بثبات بعد أن مرت على بائع الكبب الصوفية…ووضعت قناع اللامبالاة على وجهها ومشت باتجاه منزل السعدية تتبادل تحيات باردة مع الوجوه المألوفة…
بعد ما حدث في المكتبة انتشرت الأقاويل عنها وبدأت الهمسات تطاردها في كل مكان،لكنها اكتفت بتجاهلهم وأوضحت ما حدث للسعدية فقط لأنها تعلم أن بهية ستخبرها بما تريده فقط…
لقد كانت تفكر بجدية في الانتقال لمكان آخر لكنها لا تعلم إلى أين ولا كيف ستبحث عن مكان آمن بثمن مناسب خصوصا أن مدخولها من الحياكة ليس شيئا مستقرا تستطيع الاعتماد عليه،ففكرت أنها ربما تبيع مصوغات عمتها لكنها تراجعت عن ذلك وفكرة أنها تسكن في بيت المرأة التي رفضت الزواج من حفيدها تزعجها خاصة أن السعدية بالرغم من أنها تعاملها جيدا لكنها دائما ما تلمح لتلك الزيجة.
إنها تشعر بالضغط ،ما هربت منه يطاردها مرة أخرى…كما تطاردها نظرات عماد الذي تحاول ألا تلتقي به أبدا وفي المرات القليلة التي يتقابلان فيها تحييه وتبتعد لكنها تستشعر تلك النظرات التي تحثها على التراجع عن رفضها..
لكن في الوقت الحالي آثرت تناسي كل شيء حولها والتركيز على إيجاد عمل بدخل قار وعدم الاستغناء عن الحياكة خاصة أن الطلبيات تتزايد بفضل عملها المتقن بالمقارنة مع السعر.
_______________________
'بعد أيام'
في الشارع وقف زكريا يحمل ابنته لينا وبجانبه أنس يتحدثان مع ريم…صافحها زكريا مودعا ثم انسحب للداخل وفتح أنس باب السيارة لتركب وانتقل لمقعد السائق ثم انطلقت بالسيارة…راقبت عَليا المشهد من الاستوديو بحزن وقلب مكسور…لقد سمحت لنفسها بتأمل غريمتها بالرغم من أن الوصف لا يليق بحالتها.
فتاة طويلة و رشيقة بشعر طويل أشقر وبشرة خمرية…
تحسست شعرها و همست بحزن"هل يحب الشعر الطويل؟ يبدوان لائقين ببعضهما..متفاهمين وسعيدين" .
إنها حزينة،حزينة جدا لكنها اعتادت فقدان الأشخاص في حياتها..اعتادت أن يتم التخلي عنها كما اعتادت الوحدة..
تراقبهم منذ دخول سيارة أنس للحي ولم تتوقع أن ترى ريم معه أيضا...راقبت كل لحظة، عندما فتح لها باب السيارة لتخرج فابتسمت في وجهه برقة وتحركت برشاقة لتقف بجانبه…تأملت ملابسها وملامحها إنها أنثى متكاملة،لم تجد وصفا مناسبا أكثر من متكاملة.
تشعر بخناجر مسمومة تفتك بقلبها وكأن يدا قوية تعتصره بين قبضتها،وهي ترى الشخص الذي تحبه يتشارك لحظات لطالما تمنت أن تعيشها معه مع شخص آخر وليست هي.
وضعت رأسها بين ذراعيها على المنضدة ودموع الألم والغيرة أغرقت وجهها…استمرت على حالتها لدقائق عديدة أو ساعات لم تشعر بها إلا عندما سمعت صوت طرقات على باب الإستوديو قبل أن يدخل وقال بهدوء"عَلْياءْ هل كنت نائمة؟"
اعتدلت في جلستها ونظرت له بعيون متوسعة وقلبها ينبض بقوة،مسحت عينيها بظهر كفها وأبعدت شعرها عن وجهها ثم قالت بصوت مبحوح "أنس..ماذا تفعل هنا؟"
نظر لوجهها باستغراب وحدث نفسه قائلا"لقد كبرت الفتاة الصغيرة" واستقرت نظراته على جزء ذراعها المكشوف من القميص الواسع وتحديدا تلك العلامة التي يعلم جيدا سببها..
ثم قال بجدية"هل كنت نائمة؟"
غطت تلك العلامة بارتباك كأنها تحاول محو الذكرى التي أدركت من نظراته أنه تذكرها شعرت بالعار ونفت قائلة"لقد شردت لبعض الوقت فقط" ثم غضت بصرها تلهي نفسها بأي شيء لتتجنب النظر إلى وجهه…
أومأ متفهما وقال"هكذا إذن..كيف حال جدك؟ لقد أخبرتني أمي أنه مريض"
طأطأت رأسها بقلق وقالت" إنه ليس بخير..حالته لا تتحسن أبدا"
فقال بنبرة مطمْئِنة"لا تقلقي سيتحسن بإذن الله..اعتن بجدتك جيدا"

يتبع...


فاطمة الزهراء أوقيتي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-11-22, 06:13 PM   #36

فاطمة الزهراء أوقيتي
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء أوقيتي

? العضوٌ??? » 475333
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 612
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond repute
افتراضي -3-

اكتفت بالإيماء فقط فقال مجددا"هل ستغلقين الإستوديو الآن؟'
نظرت له بتساؤل فقال"لقد شاهدتك تغلقين الباب بصعوبة في المرة الماضية..سأساعدك"
قفز سؤال إلى ذهنها 'هل يراقبني؟'
نهرت نفسها بقسوة وقالت بنرفزة طفيفة"لا داعي سأغلقه وحدي شكرا..ثم إن موعد الإغلاق لم يحن بعد"
تجاهل اعتراضها وقال بإصرار"هيا هيا لقد تأخر الوقت أصلا"
نظرت له باستغراب وشعور لذيذ يتسلل بداخلها فاكتفت بالصمت ولحقت به بعد أن خرج من المحل…
سمعت رنين هاتفه فأجاب قائلا"نعم ريم لقد وصلت للتو..أنا أمام البيت أساعد جارتنا في إغلاق باب محلها…حسنا لن أنسى ذلك..بلغي تحياتي لعائلتك..أراك غدًا" وأغلق الهاتف ثم أكمل إغلاق المحل وناولها المفتاح في صمت…وقبل مغادرته قال بنبرة صوته تلك التي تدركها جيدا"إذا احتجت للمساعدة في أي شيء أنا هنا وزكريا أيضا وهناك حمادة أيضا شقيق سمر إنه فتى طيب"
تلك النبرة التي لا تحبها..نبرة مليئة بالشفقة ولم تحتج لترفع عينيها لمستوى وجهه لتدرك أنه ينظر إليها بشفقة أيضا…لا تريد أن يشفق عليها ولا تحتاج لشفقة أحد.
تنفست بعمق وقالت بهدوء متناقض تماما مع ما يجول في خاطرها"شكرا" ثم صمتت لبرهة وأضافت"مبارك خطوبتك" ولم تنتظر أن تسمع إجابته بل دخلت مباشرة للمنزل الملاصق للاستوديو وأغلقت الباب..
نظر للباب مطولا ثم غادر إلى منزله أيضا..
____________________
'في غرفة مظلمة'
جلس زكريا على الأرضية يراقب طفلته النائمة على السرير…تتوسد ذراعها كأمها تماما وتتكلم أحيانا أثناء نومها كما كانت تفعل أمها..إنها نسخة مصغرة منها..
كيف لطفلة لم تنعم ولو بلحظة واحدة مع أمها أن ترث حركاتها..أ هي الجينات التي تنتقل في مرحلة الحمل أم أن تعلقه بزوجته جعله يرى في ابنتهما نسخة منها…
"ما ذنبك أن تحرمي من حضن أمك؟ وما ذنبي أن أحرم أنا من حضنها…وجهها..كلماتها وكل شي فيها" همس زكريا ويده تعبث بخاتم زواجه واليد الأخرى تتحسس صورتهما معا..
فهمس مجددا"لقد أوشكت السنتين أن تصبح ثلاث سنوات بدونك…لكن كأن الأمر حدث البارحة فقط…لا أستطيع تصديق الأمر…كأنها البارحة فقط التي كنت فيها بين أحضاني ننتقي اسما لابنتنا و أشاكسك بأسماء قديمة الطراز فتصرين في كل مرة أنك ستسمينها لينا.. لقد أسميتها لينا…مع أنني وددت كثيرا أن أسميها إيمان على اسمك لكنك تحبين اسم لينا أكثر."
سمع صوت باب المنزل يغلق فعرف أن شقيقه قد رجع…نزل بهدوء حتى لا يوقظ أمه ودخل المطبخ ليجد أنس هناك يصنع لنفسه قهوة وقال"أريد كأسا أيضا" ثم جلس،
ابتسم أنس وباشر بصنع قهوة أخيه أيضا فناولها إياه وجلس مقابلا له وبينهما طاولة خشبية.
شرد زكريا وأصابعه تعبث بحافة الكأس بينما أنس اكتفى بالصمت يرتشف قهوته وينظر لشقيقه…ثم كسر الصمت قائلا"لقد قابلت عَلْياءْ قبل قليل"
انتبه له شقيقه أخيرا وقال متسائلا"من؟"
ارتشف من كأسه وأجاب"حفيدة الحاج أحمد"
أومأ زكريا وقال"اه تلك الفتاة..سمعت أن جدها متعب جدا"
وضع أنس الكأس على الطاولة وقال"لقد سألتها عن حالته..ويبدو أن حالته لا تتحسن أبدا"
ارتشف زكريا من كأس قهوته أخيرا وقال"الرجل المسكين لا بد أنه جسده لم يعد يستجيب لأي دواء…هل تتذكر لقد كان والدي دائما ما يجلس معه في المحل بالرغم من فرق السن بينهما إلا أنهما كان صديقان جدا"
أكد أنس قائلا"نعم أتذكر ذلك..لقد ساعدنا كثيرا بعد وفاته..أفكر في أن نزوره..ما رأيك؟"
وقف زكريا أمام المغسلة يغسل كأسه وكأس شقيقه وقال"فكرة جيدة..لنفعل ذلك لنخبر أمي غدا إن كانت تريد الذهاب أيضا"
وقف أنس أيضا وقال"حسنا..تصبح على خير" ثم طبطب على كتفه وأكمل بنبرة ذات مغزى"لا تكن قاسيا على نفسك" ثم غادر لغرفته.
واكتفى زكريا بالإيماء فقط.
___________________
'في برشلونة'
في شقة أسامة
طرق أسامة باب غرفة سمر قبل أن يفتح الباب فوجدها جالسة على سجادة اليوغا بشكل غريب وشعرها يغطي وجهها..بحيث أنها جاثية على ركبتيها ومنحنية للأمام وأردافها مرتكزة على كعبيها…أراحت جبينها على الأرض وذراعيها ممتدة إلى الأمام وتتنفس بعمق..
رفع إحدى حاجبيه ونظر لها باستغراب"ماذا تفعلين؟"
رفعت نصف وجهها فقط ولازالت على نفس الوضعية وقالت"أنا أتمرن!!لا تقاطع تمريني"
اقترب منها وحرك ذراعها بقدمه بخفة يشاكسها، وقال"منذ متى وأنت تمارسين اليوغا؟"
فهتفت باعتراض"أسامة توقف عن إزعاجي ودعني أتمرن"
جلس القرفصاء أمامها وقال"كفاكِ تمرينا و أجيبيني"
اعتدلت بتذمر و أرجعت شعرها للخلف ثم قالت"أجيبك على ماذا؟"
ضيق عينيه يتأملها وقال"بك شيء غريب لكنني لا أستطيع معرفته"
عقدت حاجبيها وقالت بتذمر"ليس بي شيء…هل شعرت بالملل وجئت لتعبث بي مجددا يا أسامة أم ماذا؟…دعني أكمل تمريني يا أسامة" وكانت تنوي أن ترجع لنفس الوضعية مجددا لكنه أوقفها عن ذلك وقال"أنا جاد..منذ رجوعك من السفر وأنت تشردين كثيرا وهذا ليس من عادتك…هل حدث شيء لا أعلمه؟"
ارتبكت قليلا قبل أن تقول"لم يحدث شيء..أنا فقط اشتقت لأمي وأبي وحمادة وأظنني سأفكر بجدية في الانتقال معك…الحياة بدونهم مرة"
أخبرته نصف الحقيقة فقط وتجاهلت الجزء الدخيل…الذي يهاجم أفكارها في كل لحظة..
ربت على شعرها بحنية وقال"الأمر مؤقت فقط و سننتقل للعيش معهم دائما…لا تحزني اتفقنا"
أومأت بهدوء وقالت"اتفقنا"
وقف وأمسك بيدها ثم سحبها لتقف أيضا وقال بمرح"ما رأيك أن آخذك لحفلة؟"
تهللت ملامحها للفكرة وقالت"أي حفلة؟"
أخرج بطاقتين من جيب سرواله حركها أمام وجهها ثم قال"احزري!!"
قفزت وخطفت إحدى البطاقتين من يده وهتفت بمرح"يا إلهي إنها لتلك الفرقة الراقصة"
أومأ بابتسامة وقال"طبعا…ولديك نصف ساعة لتغيري ملابسك وننطلق"
اتجهت نحو دولاب ملابسها وقالت"بل ستجدني أمامك في أقل من نصف ساعة"
'بعد ساعة'
كان أسامة وسمر منبهرين بالعرض الراقص لإحدى الفرق الاسبانية التي تتكون من فتاتين ترتديان فستانين باللون الأحمر وذات تصميم خاص وينتهي بطبقات متقاربة ممتدة يستخدمنها في حركاتهم الراقصة، بالإضافة إلى ست رجال يرتدون طقما أسود مكون من قميص وسروال،رجلين يرقصان مع الفتاتين وباقي الرجال يشكلون الفرقة الموسيقية..
كانت الرقصة تركز على حركة أقدامهم والصوت الذي تصدره أحذيتهن الخاصة فوق الباركيه.
استمر العرض لساعات وكان الجميع مستمتعون وكالعادة سمر استمرت في نشر القصص على حسابها بعد أن كانت قد امتنعت عن ذلك لوقت طويل لانشغالها بالعمل.
***********
'في شقة أشرف'
كان أشرف مندمجا مع حاسوبه يحاول إنهاء بعض التصميمات…اهتز هاتفه بإشعار فألقى نظرة ولمح اسمها…حمل الهاتف بين أنامله وفكر"لقد مضت مدة"
دخل على حسابه ولاحظ أنها نشيطة اليوم ولم يستطع مقاومة فضوله ففتح قصتها يبحث إن كانت ستظهر في إحداهن….
وصراعه الداخلي مازال لم يهدأ أبدا منذ رآها لأول مرة…
كان يجد نفسه في كل مرة يتجسس على حسابها ويتأمل صورها ثم ينهر نفسه بقسوة..
تواصلهما بشأن العمل كان رسميا جدا وربما كان السبب شجارهما الأخير فقد كانت السباقة بإرسال رسائل عن طريق الإيميل وتظاهرت بأنها لا تملك رقم هاتفه..فاستمر الوضع هكذا..لا يتجاوز حديثهما البضع رسائل باردة بشأن العمل كل يوم وأحيانا لا يتحدثان لأيام…

يتبع...


فاطمة الزهراء أوقيتي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-11-22, 06:13 PM   #37

فاطمة الزهراء أوقيتي
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء أوقيتي

? العضوٌ??? » 475333
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 612
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond repute
افتراضي -4-

في الحقيقة لقد شعر بالندم لأنه كان فظا معها بالرغم من إقناعه لنفسه أنه لم يخطئ في شيء…هذا الانفصام الذي تسببه له يصيبه بالجنون..أحيانا يجلس هادئا ثم تراه مكفهر الملامح في اللحظة الموالية لأنها تسللت لأفكاره مجددا..
في الأيام الأولى التي غادرت لبرشلونة كان دائما ينتظر أن تدخل من باب المكتب…كأنه أدمن تواجدها حوله فعلى مدار إجازتها كان يتقابلان يوميا تقريبا..والصدفة التي جمعتهما على الشاطئ أيضا…
اقترابه منها لم يكن لصالحه أبدا…تثير فيه مشاعر غريبة على رأسها التملك…لكنه يكره تلك المشاعر…
ليست المشاعر ما يكرهه حقا بل النساء…وأكثر ما يكرهه أن ذلك الكره يندثر عندما يتعلق الأمر بها هي.
لا يعلم كيف تطور الأمر ليأخذ هذا المنحى العميق لكنه لن يستسلم له..هذا ما قرره وما يحاول إقناع نفسه به.
_____________
'في الصباح التالي'
جلست عَلْيا في غرفة جدها بجانبه على السرير تغرق منشفة في الماء الدافئ وتمسح وجهه برقة بينما هو يبتسم في وجهها بوهن تمكن منه..
فقالت بتشجيع مزيف"أنت ستتعافى قريبا يا جدي..أعطني يدك"
حرك يده بوهن فساعدته و أمسكت بكفه البيضاء والتي يبدو حجمها أصغر بفعل الزمن كما يبدو جسده الآن وقد انكمش بسبب العمر والمرض.
قبلت يده بتأثر وبدأت تسمحها بالمنشفة المبللة بالماء الدافئ..أما جدها فاكتفى بالابتسام بوهن يراقب ملامحها…وبعد برهة قال بصوت متعب وهادئ"أنا فخور بك يا عَلْياءْ"ابتلع ريقه وأكمل بتعب"عَليائي الصغيرة التي أصبحت شابة جميلة الآن"
سعل بتعب فربتت عَلْيا على يده بحنية وقالت بتأثر"لا تتعب نفسك بالكلام أرجوك"
رفع كفه بصعوبة واحتضن خدها وقال"لقد كنت طفلة في التاسعة عندما أحضرك والدك بعد طلاقه من والدته..فرحنا بك كثيرا..كنت فتاة نشيطة وتتحدثين كثيرا..نشرت البهجة في هذا البيت"ثم سعل مجددا وأكمل"ربيناك أنا وجدتك وكنا سعيدين لأن الله رزقنا بطفلة بعد أن غادرنا أبناؤنا وكل انشغل بحياته"
ملأت الدموع وجهها فحرك إبهامه يمسح تلك الدموع"لا تبكي يا عَليائي…"صمت لبرهة ونظر للسماء الصافية من النافذة ثم أكمل"عندما أغادر هذا العالم لا تحزني ولا تُحزني جدتك..لقد عانت معك كثيرا في مراهقتك"
استمرت دموعها في النزول وضاق صدرها..شعرت بالحزن يخيم على صدرها فربتت على كفه التي مازالت تحتضن خدها ثم أخذتها بين كفيها وقبلتها بحنية وقالت"لا تتحدث كثيرا أرجوك أنت تتعب نفسك هكذا…ارتح قليلا وستكون بخير إن شاء الله"
ابتسم بحنية وقال عناد وتعب"دعيني أتحدث معك قليلا قبل أن أنام"
أومأت برأسها وقالت"أنا أسمعك يا جدي لكن يجب أن ترتاح"
يبدو أنه لم يسمع جملتها الأخيرة فاستمر بالحديث"الاستوديو سأتركه في عهدتك…كنت تهربين من جدتك دائما وتتسللين للاستوديو لتمطريني بأسئلتك"ابتسم بوهن وأكمل"لقد كنت فضولية جدا…لذلك أصريت أن تدرسي التصوير..لأنك موهوبة بالفطرة وتحبين المغامرة واكتشاف الأماكن…لا تنعزلي عن العالم،ابحثي عن نفسك القديمة ورمميها..لا تضعي نفسك داخل قوقعة وتحرري من الماضي"
نظرت له بصدمة وحدثت نفسها"هل كان يعلم؟"
كأنه سمعها فقال"نظرة عينيك البريئة تغيرت فجأة منذ زمن بعيد فوضعت نفسك بداخل قوقعة متينة وابتعدت عنا كثيرا..في البداية ظننت أنه بسبب ابتعادك للدراسة لكن الأمر حدث قبلها".
أرجع رأسه للخلف بتعب والتزم الصمت بينما هي تنظر له بخوف وحزن وقلق ولم تستطع قول شيء والدموع تغرق عينيها…
دخلت آمنة الغرفة وعيناها التي لم تجف من الدموع منذ مرض زوجها تنظر له بقلق وقالت بثبات زائف"لديك ضيوف يا حاج"
أدار رأسه ببطء نحوها وقال بضعف"هل هي عائلة الذهبي؟"
نظرت عليا للباب لتلمح عزيزة وزكريا خلفها،دخل الاثنان فلحق بهما أنس أيضا بعد أن وضع شيئا في المطبخ…
جففت دموعها وانزوت في ركن الغرفة تنظر للجميع فتتلاقى نظراتها أحيانا بأنس ويبتسم بدعم..
لم تطل الزيارة كثيرا وغادرت عائلة الذهبي..
_____________________
تكاسلت مؤخرا عن البحث عن عمل وقد كانت تأمل أن مركز الاتصال سيتصلون بها في أي وقت لمباشرة العمل..لكنها استلمت رسالة في الصباح مفادها أن مقابلتها لم تكن بالمستوى المطلوب..
ها هو الواقع يصفعها مرة أخرى،تمر الشهور والأيام ولا شيء تغير في حياتها منذ مجيئها للمرة الأولى…كأن التيار ينتظرها لتشق طريقها فينقلب ليواجهها في كل مرة…
ماذا ستفعل بحياتها..السؤال الذي يؤرقها ولم تجد له جوابا..هل ضحت بكل شيء من أجل لاشيء..فها هي الآن بدون دراسة،بدون عائلة وبدون عمل سوى بعض الدريهمات التي تجنيها من الحياكة ولن تسد احتياجاتها لكراء غرفة صغيرة حتى فناهيك عن مأكلها ومشربها...لولا السعدية لكانت الآن تتوسط أرصفة الشوارع وقد كانت تفكر في البحث عن مكان آخر لابد أنها جنت عندما فكرت بذلك…
استلقت على السرير وتنهدت بعمق وتنظر للسقف بدون أمل…
لقد كانت تراودها فكرة مؤخرا لكنها خجلت من اقتراح الأمر على السعدية،فقد فكرت في إعطاء دروس دعم إضافية لأطفال الحي والأحياء المجاورة لكن الفكرة تحتاج فضاءا واسعا،وهذا الفضاء موجود لكنها لا تريد أن تثقل على صاحبته…
تقلبت في سريرها كثيرا تفكر في الخطوة القادمة لكن بدون جدوى..عقلها متوقف عن التفكير وتشعر أنها استنزفت طاقته.
استجمعت شتات نفسها وحملت صندوقا كانت تضع فيه الكبب الصوفية وأدواتها الخاصة بالحياكة ثم باشرت العمل مجددا بدون توقف…يجب أن تنهي ما لديها من طلبات للحصول على طلبات أخرى،هذا ما كانت تهمس به لنفسها طوال الوقت…
طرأت في بالها فكرة فحدثت نفسها قائلة"لماذا لا أسأل عماد إن كان يعرف مركزا لدروس الدعم الإضافية يحتاج شخصا لمساعدتهم"
عقدت حاجبيها وأجابت نفسها"هل جننتِ..لم يمض الكثير من الوقت منذ أن رفضت عرضه للزواج بك والآن ستطلبين منه خدمة..لقد جننتِ حقا"
توقفت للحظة تتأمل ما تصنعه يداها وسافر تفكيرها لقريتها فهمست"ترى ماذا يفعلون الآن؟..هل يفتقدون وجودي بينهم؟"
لقد مرت مدة طويلة منذ مكالمتها مع أمها ولم تفكر في معاودة الاتصال بها..كانت تكتفي بسؤال عمتها عنها فقط…تلك المكالمة أضعفتها جعلتها تفكر في العودة بالرغم من أن تلك الفكرة لم تتجاوز الثواني فقط…لذلك آثرت عدم محادثها حتى تجد سببا يجعلها تبقى حقا.
________________
في جنح الظلام بينما الكل نيام صرخة مؤلمة سُمعت من منزل السالمي..
صرخة الفقد المحتوم..كانت آمنة من صرخت بكل ما يعتمل في قلبها من ألم وفجع من فقدان شريك عمرها…تولول وتبكي ولا تقوى على فعل شيء سوى ذلك..
وعَليا وقفت متسمرة فقط تنظر لجسد جدها والابتسامة التي علت وجهه…لم تستوعب بعد ما حدث اقتربت منه ترتجف وتحسست وجهه وذراعاه ثم همست بصدمة"استيقظ يا جدي..لقد قلت أنك ستنام لترتاح فقط..لم تقل أنك ستنام للأبد"وهمست مجددا بعدم استيعاب"للأبد"،
الدموع تحجرت في مقلتيها ولا تسمع شيئا سوى صدى نواح جدتها، شريط حياتها مع جدها يمر أمامها الآن وودت لو تنتقل لذلك الوقت وألا تعاني من هذا الألم الذي يعتمل بصدرها الآن…
الفاجعة المحتومة والتي يكون وقعها دائما كالصاعقة على النفوس قبل القلوب…مهما كنت تتوقع أن شخصا سيغادرك في أي لحظة أو الألم الذي يمكن أن تشعر به إلا أن الواقع شيء آخر ومشاعر الفجع في تلك اللحظة لا توصف…
طرقات على الباب مصدرها عائلة الذهبي وكان أنس من سمع تلك الصرخة بعد أن ركن سيارته فأسرع بإبلاغ عائلته.
تحاملت آمنة على نفسها من هول الفاجعة واتجهت نحو الباب بوهن لتفتحه..ما إن فتحته حتى تلقفتها يد زكريا وكانت قد أوشكت على السقوط…أسندها وهتف"بعض الماء يا أمي.."


يتبع...


فاطمة الزهراء أوقيتي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-11-22, 06:14 PM   #38

فاطمة الزهراء أوقيتي
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء أوقيتي

? العضوٌ??? » 475333
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 612
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond repute
افتراضي -5-

هرولت عزيزة نحو المطبخ وأحضرت الماء بينما زكريا كان يطبطب على خدها يحاول إيقاظها…
في حين أن أنس اتجه مباشرة لغرفة الحاج أحمد فلمحها هناك ببيجامتها المكونة من سروال واسع وقميص خفيف بحمالة رفيعة..تجلس بجانب جدها على السرير وتهمس بكلمات لم يتبين منها شيء…اقترب نحوها ببطء وهو مدرك تماما أنها تحت تأثير الصدمة…همس باسمها"عَلْياءْ" لم يبدو أنها سمعته..
لمس كتفها البارز بطرف أنامله فاستجابت للمسته واستدارت بعينيها المفتوحتين على وسعهما لكنها لم تنطق بشيء..تنظر له فقط بعدم استيعاب ثم تنقل نظراتها لجدها…
نزع سترته الرياضية وغطى بها كتفيها العاريين فنطقت أخيرا"هل مات حقا؟"
جلس القرفصاء أمامها وقال بتأثر"الأعمار بيد الله يا عَلْياءْ"
أومأت برأسها بعدم استيعاب"نعم الأعمار بيد الله"
قبلت كف جدها مجددا واستلقت بجانب جسده على السرير ثم عانقته..
احمرت عينا أنس تأثرا بالمشهد ولا يعلم كيف سيتعامل معها…
سقطت السترة من على كتفيها لكنها لم تهتم استمرت في احتضان جدها وهي ترتجف فقط .
خرج أنس يبحث عن والدته فوجد أنها كانت تتجه نحو الغرفة أيضا فقال بتأثر"أمي عَلْياءْ في الداخل حاولي أن تخرجيها من الغرفة" همت أمه بالدخول لكنه أوقفها قائلا"إنها لا ترتدي شيئا"ناولها سترته ثم أكمل"اجعليها تلبس هذه"
أومأت أمه ودخلت الغرفة تبحث عن تلك الصغيرة التي كانت لا تغادر بيتهم يوما فوجدتها على نفس وضعيتها تتمتم ببعض الكلمات وكأنها تحادث جدها للمرة الأخيرة..
اقتربت منها وجذبتها إلى حضنها تبكي وتطبطب عليها وتهمس لها بكلمات مواسية لكنها لا تستجيب..ألبستها السترة وحاولت إخراجها من الغرفة لكنها رفضت قائلة بجفاء مؤلم"دعيني أحتضنه قليلا بعد…لقد كان الوحيد الذي يحتضنني دائما لا أريد أن أتركه وحده" ورجعت لنفس وضعيتها تحت نظرات عزيزة التي كانت تراقب المشهد بألم ومسامع أنس وزكريا المتأثرين وكأنهما تذكرا شيئا مشابها.
بدأ الجيران يتوافدون على المنزل بعد أن انتشر الخبر في الحي فاضطر أنس للتعامل مع عَلْيا بنفسه...كانت كل من سميرة وعزيزة تحاولان إقناعها بالخروج لكنها لا تستجيب...صامتة فقط ومتعلقة بجسد جدها..دخل أنس إلى الغرفة وقال بحزم"سأتولى الأمر"
نظرت له عزيزة بتردد خاصة وأن المنزل مليء بالغرباء وسيسيء الناس فهم الوضع"اتركينا وحدنا يا أمي رجاء"
استسلمت لرجائه فهو ابنها في النهاية وهي تثق به تماما وخرجت من الغرفة فلحقت بها سميرة…
استدار ببطء ونظر لها من رأسها لأخمص قدميها و سترته غطت نصف جسدها..لا زالت على نفس حالتها،ملتصقة بجدها و تتمتم فقط…
سافرت به ذاكرته قبل ستة عشر سنة من الزمن..
كان جالسا على الأرض يضم ركبتيه لصدره ويحيطهما بذراعيه ورأسه مستريح عليهما،فتى في السابعة عشر صدم بموت والده المفاجئ كما صدم الجميع..
شعر بكف صغيرة تربت على شعره فرفع وجهه الباكي ليقابل وجهها الصغير.. فتاة في عمر الثامنة تزين شامة سوداه خدها الأيسر، تسللت لغرفته بينما الجميع مشغول بجنازة والده…
وقفت أمامه بقامتها القصيرة وقربت وجهها من وجهه ثم قالت"جدتي قالت أن والدك سافر لمكان بعيد جدا..وقالت أيضا أنه كان رجلا طيبا لذلك سيكون سعيدا في المكان الذي سافر إليه.."
ربتت على شعره مجددا وقالت"لا تحزن يا أنس اتفقنا؟ إذا حزنت سأحزن أنا أيضا"
ثم أخرجت شيئا من جيبها…حلويات بنكهات مختلفة"تفضل خذ واحدة…إنها هدية من والدك لأنني لم أضرب ابن الجيران بالرغم من أنه شد شعري..لقد قال أنني فتاة طيبة وأعطاني الكثير منها"
كان ينظر لها فحسب لم يجبها لكنه كان بحاجة لشيء يبعده عن التفكير السوداوي الذي سيطر عليه..وهذه الفتاة الثرثارة أمامه نجحت في ذلك…
راقبها وهي تفتح غلاف أحد الحلويات وقربتها من شفتيه وقالت"قل آه" استجاب لها وفتح فمه فوضعتها بداخله..
أخرجته من ذكرياته عندما سمعها تتمتم مجددا بشيء فاقترب منها وحاول إبعادها عن جسد جدها فدفعت يده بشراسة وهتفت"لماذا لا تفهمون أنا لا أريد أن أتركه وحيدا"
أمسك كتفيها بحدة فأوقفها أمامه،حاولت الرجوع لوضعيتها السابقة لكنه هتف بحزم"عَلْياءْ توقفي عما تفعلينه حالا"
نظرت له بعتاب ممزوج بألم الفراق لكنه لم يستسلم لنظرتها وأكمل"ماذا تظنين نفسك فاعلة؟..تجلسين هنا مبتعدة عن الجميع ولم تدعي أحدا ليدخل لماذا كل هذا؟" همست بألم"لا أريد أن أتركه وحده"
هز كتفها بقسوة غير معهودة منه"أفيقي يا عَلْياءْ..الحاج أحمد توفي..الالتصاق به هكذا لن يعيده..جدك مات يا عَلْياءْ..هل تدركين هذا؟"
حركت رأسها بألم وعدم تصديق لكنه أكمل وهو مدرك أنها تحت تأثير الصدمة لكنها بحاجة لتستفيق"هل جلوسك هنا بجانبه سيغير شيئا…لا لن يغيره وأنت تعلمين هذا…جدتك المسكينة لقد خسرت شريك عمرها زوجها وصديقها وكل شيء بالنسبة لها لكنها تتحامل على نفسها لتتقبل الأمر أما أنت فماذا تفعلين؟ أفيقي يا عَلْياءْ فجميعنا سنفنى في النهاية..جدتك بحاجة إليك..أفيقي يا عَلْياءْ فأنا مدرك أن الأمر قاسي ويصعب تقبله لكنك ستتعايشين مع الوضع والوقت كفيل بمعالجة كل شيء"
كأن تذكرها لجدتها جعلها تستفيق وتدرك ما حدث وأن هناك شخصا يحتاجها بجانبه الآن..
لازالت لم تذرف دموعا ..تشعر بغصة في حلقها لكن الدموع تأبى الانسياب..
راقبها أنس وهي تحدق في الغرفة ثم استدارت فجأة وارتمت في حضن جدها وقالت بصوت شجي مليء بالألم"سأشتاق إليك..لطالما كنت أحب الأشخاص لقلبي"ولثمت جبهته في قبلة أخيرة قبل أن تستعد لمغادرة الغرفة..
تألم أنس لحالها..الفتاة الثرثارة التي لم تعد كذلك..
'في صباح اليوم التالي'
كان الجميع قد غادر بعد صلاة الفجر سوى أنس وزكريا وعزيزة وسميرة وحكيم…وفي الثامنة صباحا وصل أبناء الحاج بحكم أنهم يعيشون في مدن بعيدة…
كان الجو يسوده الحزن والتأثر…وامتلأ المنزل بالرجال والنساء يأتون لتأدية واجب العزاء…
أنا عَلْيا فاستمرت على حالتها من الصدمة ولا تفارق حضن جدتها التي لم تجف دموعها أبدا..لم تستوعب الأمر إلا عندما رأت الرجال يحملون النعش ويغادرون به للمسجد من أجل صلاة الجنازة..في تلك اللحظة بالضبط انفجرت مكنوناتها فبكت بألم وحرقة وهي ترى جسده محمولا وغادرها إلى الأبد..
احتضنت جدتها جسدها ومنعتها من ملاحقة النعش والنساء الملتفون حولها يواسونها بكلماتهن التي لا تطفئ نار ما تشعر به من غم.


نهاية الفصل السادس
أتمنى أن ينال إعجابكم
قراءة ممتعة وشكرا على انتظاركم 🤍


فاطمة الزهراء أوقيتي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية:
وشمتِ اسمك بين أنفاسي~
بقلمي
🤍أكتب لأحيا الواقع بنكهة الخيال🤍
رد مع اقتباس
قديم 03-11-22, 07:51 PM   #39

سهيلة مح

? العضوٌ??? » 501812
?  التسِجيلٌ » Apr 2022
? مشَارَ?اتْي » 6
?  نُقآطِيْ » سهيلة مح is on a distinguished road
افتراضي مرحبا بالعودة

مسرورة بعودتك، اشتقنا لروايتك ☺️

سهيلة مح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-11-22, 08:06 PM   #40

فاطمة الزهراء أوقيتي
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء أوقيتي

? العضوٌ??? » 475333
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 612
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سهيلة مح مشاهدة المشاركة
مسرورة بعودتك، اشتقنا لروايتك ☺️
شكرا على دعمك عزيزتي 🌹😉


فاطمة الزهراء أوقيتي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية:
وشمتِ اسمك بين أنفاسي~
بقلمي
🤍أكتب لأحيا الواقع بنكهة الخيال🤍
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:04 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.