آخر 10 مشاركات
زوج لا ينسى (45) للكاتبة: ميشيل ريد .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          جدائلكِ في حلمي (3) .. *مميزة و مكتملة* سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          ألـمــــاســة الفــــؤاد *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          كلوب العتمةأم قنديل الليل ؟! (الكاتـب : اسفة - )           »          52 - عودة الغائب - شريف شوقي (الكاتـب : MooNy87 - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          أسيرة الكونت (136) للكاتبة: Penny Jordan (كاملة)+(الروابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          605-زوجة الأحلام -ق.د.ن (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

مشاهدة نتائج الإستطلاع: ما هي أكثر شخصية من الأبطال أثارت انتباهكم في الرواية؟؟
سمر 3 27.27%
عليا 5 45.45%
ثريا 7 63.64%
عزة 2 18.18%
أسامة 3 27.27%
أشرف 1 9.09%
أنس 2 18.18%
زكريا 1 9.09%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 11. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree1899Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-02-23, 11:02 PM   #381

فاطمة الزهراء أوقيتي
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء أوقيتي

? العضوٌ??? » 475333
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 612
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond repute
Flower2 ……انتظروني🙈


مساء الخير جميعا🤍
أتمنى أن تلقاكم هذه المشاركة في أحسن الأحوال..

سيتم تنزيل الفصل التاسع عشر بعد لحظات..وأتمنى أن تستمتعوا به وتعذروا تغيبي عن التنزيل الأسبوع السابق🌼
قراءة ممتعة للجميع🤍


ملاحظة: قبل قراءة الفصل المرجو قراءة سورة الفاتحة على أرواح شهداء الزلزال في تركيا وسوريا🙏🏻


فاطمة الزهراء أوقيتي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية:
وشمتِ اسمك بين أنفاسي~
بقلمي
🤍أكتب لأحيا الواقع بنكهة الخيال🤍
رد مع اقتباس
قديم 06-02-23, 11:03 PM   #382

فاطمة الزهراء أوقيتي
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء أوقيتي

? العضوٌ??? » 475333
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 612
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond repute
Post الفصل التاسع عشر من رواية وشمتِ اسمكِ بين انفاسي 🌼



الفصل التاسع عشر🌼

أشار أشرف لأسامة بالحقيبة،فاستعد الأخير ليلتقطها بدون أن ترتطم بالأرض،ونحج في ذلك.
ثم ثبت السلم بيديه من الأعلى جيدا وقال بتشجيع"حاولي النزول ولا تنظري للأسفل أبدا،لا تزحزحي عينيك عن خاصتي، اتفقنا!"
أومأت مؤكدة لكن الخوف عرف طريقه إليها، ومع ذلك استجمعت شجاعتها وامتطت السلم،ووقفت للحظات تلتقط أنفاسها وتحاول تهدئة نفسها.
نظر لها أشرف بتشجيع وقال يهدئها"لا تقلقي ولا تخافي،لن يحدث شيء، ستنزلي وسيلتقطك زكريا وأسامة في الأسفل"
أومأت تقنع نفسها بكلماته، وبدأت تنزل ببطء.
سمع أشرف صوت قفل غرفتها يفتح،وتجمدت الدماء في عروقه فنظر لعزة التي وصلت لربع الطريق،ورفعت نظراتها لوجهه الممقتع ولم تفهم شيئا..
أدار وجهه ناحية الباب ينتظر من سيقتحم الغرفة..
فتح الباب فدخل مراد بهدوء وهو ينادي على عزة بصوت رخيم غير متوازن"عزة..عزة"
اقترب من سريرها في الظلام بخطوات مختلة وهمس وهو يحرك المفتاح في الهواء"لقد سرقت المفتاح من أمي..لنذهب لأشرف"
جلس على سريرها وتحسسه بهدوء فناداها بصوت عالي"عزة"
كان أشرف ينظر له بوجه ممقتع،وأصدر صوت وشوشة يحثه على خفض صوته،فرفع مراد نظراته باتجاه الشرفة وتراجع خطوتين للخلف ينظر له بحدقتين مهتزتين،ثم سأل"أين عزة؟"
رد عليه أشرف وهو يركز نظراته على اختلاجات شقيقه،الذي تبدو حالته غريبة وكأنه يخفي شيئا"سآخذها معي!" ثم ألقى نظرة على عزة التي لازالت على نفس وقفتها تنتظر أن يفسر لها سبب نظرته،فقال يطمئنها"لا تقلقي،إنه مراد..استمري في النزول،سألحق بك بعد قليل"
أومأ مراد وود لو يقترب ويلقي نظرة على طريقة فرار عزة،لكنه كان خائفا من أن يكتشف أشرف أمره بسبب الرائحة القوية المنبعثة من فمه وملابسه،فآثر البقاء في مكانه،خاصة أنه شعر بالدنيا تلف من حوله ولا بد أن ينسحب لغرفته لينام.
لكنه اقترح مغمغما"هل أساعدكم في شيء؟"
رفع أشرف ساعده لمستوى نظره ليتفحص الساعة التي تشير إلى وقت اقتراب أذان الفجر أي وقت استيقاظ والده،فقال بحزم"أمن المكان في الأسفل،حاول إلهاء أبي إن استيقظ قبل مغادرتنا،ولا تخبر أحدا بما رأيته!"
أومأ مراد موافقا،وقد وجد ملاذا للفرار،فاكتفى بالقول وهو يشير باصبعي السبابة والوسطى لأشرف"حظا موفقا!" ثم خرج وأغلق الباب بالمفتاح تحت نظرات أشرف المتفحصة وقد استشعر أن هناك شيئا غريبا يحدث بدون علمه،وسيعرفه عاجلا أم آجلا.
*******
نزلت عزة بخطوات مرتعبة على السلم،فتخفض بصرها أحيانا ليقابلها وجه زكريا الذي يناظرها بقلق ووجه أسامة المبتسم بتشجيع،ثم تنظر لأشرف الذي يعاود التأكيد عليها بهمس ألا تنظر للأسفل.
أوشكت على الوصول،فانزلقت قدمها وصرخت قبل أن تحتضن كفي زكريا خصرها من الخلف وأنزلها قائلا بهمس"أمسكتك".
شعر برجفة تسري في أوصاله فتطلع لكفيه باستغراب من الدفء الذي يشعر به فيهما،مقارنة مع الجو البارد،رفع عينيه لوجهها،فهاله منظر عيونها المنتفخة واحمرار أنفها وبين حاجبيها من شدة البكاء..أربكته ملامحها،كما أربكه التلامس اللحظي بين كفيه وخصرها،فابتلع ريقه وأخفض بصره ثم أدخل كفيه في جيبي سرواله يقبض عليهما بقوة.
عدلت عزة حجابها وناظرته بارتباك ثم ابتلعت ريقها وهي تحكم إغلاق سترتها الرياضية..وانبعث الخوف بداخلها من أن ينكشف أمرهم وهي تراقب نزول أشرف من على السلم.
وقف أسامة بجانبها قائلا بتشجيع مازحا"أحسنت يا أميرة،في العادة يهرع أمير واحد لإنقاذ الأميرة،لكن بما أنك حالة خاصة،فقد حصلت على عرض لأربع أمراء"
ابتسمت بتوتر وعينيها تدوران في المكان ونبست "شكرا" ثم مدت يدها لتحمل عنه الحقيبة فقال ببساطة"دعيها،سأحملها عنك"
أومأت بهدوء،فاقترب منها أشرف يحتضن كتفيها وقال بسرعة"لنغادر،قبل أن يستيقظ والدي لصلاة الفجر"
لفَّ زكريا السلم ثم حمله بمساعدة أسامة واستقلوا السيارة ثم انطلقوا ليقلوا أنس،ويخرجوا من الحي بسرعة.
*********
'في منزل عَلْيا'
جلست سمر مع عَلْيا في غرفة المعيشة ينتظران وصول عزة،بعد أن اتصل أشرف بسمر وأخبرها إن كان هناك مكان تستطيع عزة المبيت فيه،فاقترحت عليه منزل عَلْيا فورا،خاصة أن جدتها غادرت المدينة لبعض الوقت.
كانت عَلْيا تلتزم الصمت أغلب الوقت،تشرد كثيرا عن عادتها،فنظرت إليها سمر بقلق وسألتها"هل أنت بخير؟ تبدين شاردة!"
تهربت عَلْيا بنظراتها وردت عليها باختصار"أنا بخير،لم أعتد التواجد في المنزل بمفردي بعد"
اقتربت منها سمر واقترحت قائلة"لماذا لا تغلقين المنزل وتأتين للمبيت عندنا إلى حين عودة جدتك؟"
حركت عَلْيا رأسها بالنفي وردت"لا داعي لذلك، سأحاول التأقلم،ثم إن ثريا ستأتي للعيش معي بشكل مؤقت إلى أن تجد مكانا مناسبا للانتقال"
رفعت سمر حاجبيها باستغراب وتساءلت"ثريا التي تشتغل مع أسامة؟"
أومأت عَلْيا مؤكدة ثم قالت"لقد اتصل بي أسامة في وقت سابق يطلب ذلك،فوافقت"
أومأت سمر بتفهم وقالت"جيد،على الأقل ستتآنسان معا"
ثم مطت شفتيها يمينا ويسارا وضيقت عينيها تفكر في تصرف أسامة.
طرقات خفيفة على الباب،استقامت عَلْيا واقفة، واتجهت نحو الباب ثم فتحته فقابلها وجه أنس الذي يناظرها بوله أصبحت تستشعره في نظراته منذ اعترافه بمشاعره،وقد كانت تتعمد التهرب منه وعدم الظهور أمامه في محاولة منها لنسيان ذكرى اليوم الذي أفضت فيه عن مكنونات صدرها أمام مرآه،فبدت ككوب شفاف أمامه..
أخفضت بصرها ثم فسحت له المجال ليدخل ولحق به الآخرون أيضا،وكان أشرف آخر من ولج فقال بأسف"نعتذر عن إزعاجك في هذا الوقت يا عَلْيا"
هزت رأسها نفيا وقالت بهدوء"بالعكس،لم تزعجوني في شيء،تفضلوا البيت بيتكم"
تجمع الجميع في غرفة المعيشة،فاقتربت سمر من عزة واحتضنتها تطمئنها أن الأمور ستتحسن لا محال،
******
لم يستطع زكريا التحكم في نظراته المتأملة لعزة،وجهها الأحمر من البكاء،نظراتها المرتبكة والخائفة،كلماتها المختنقة والتصاقها بأشرف كأنها تحتمي به.
كلها أشياء أثارت فيه مشاعر غريبة لا يستطيع إدراك كنهها،لكنها تشعره بشعور سيء،بدا واضحا على ملامح وجهه المقتضبة،شعور بأنه يخون عهدا قديما.
لم يدرك بعد ما سر هذا الانجراف والغضب العارم الذي يشعر به اتجاه نفسه أولا، ثم اتجاه عزة ووالدها وعصام ذاك الذي عرف اسمه قبل لحظات في السيارة وحتى من أسامة الذي كان يحاول تلطيف الأجواء أغلب الوقت ليجعل عزة تشعر بالراحة.
****
أفكار متضاربة تعصف بدماغها،حديث الأشخاص من حولها يبدو بعيدا جدا ورغبة عارمة في إخراسهم، شجارها مع والدها وحديث والدتها وخطة أشرف للهرب، كلها أفكار تشكلت كتشابكات بداخل رأسها،
انحنت في جلستها تحاول التقاط أنفاسها بعنف وهي تتحسس صدرها،مصدرة أصوات تنهد عالية تدل على صعوبتها في التنفس،انهمرت دموعها،وتوسعت عينيها مرتعبة وضباب وهمي غزا مقلتيها، استقامت تحرك يديها بغير هوادة،ولازال صوت التقاطها لأنفاسها يعلو ويعلو.
نظر لها أشرف بخوف وهتف"عزة!"
تحدثت بصوت متقطع"أش..أشر..أشرف،لا..أستط� �ع ال..التن…فس" شهقت عاليا وهي تحاول فتح حجابها برعب،تشعر أنها ستموت بعد ثواني،ونطقت"سأموت، سأموت"
اقترب منها الجميع بقلق،وساعدها أشرف على فتح حجابها بدون أن ينزعه عن شعرها وهو يحادثها ببطء"أنا هنا يا عزة"،"أنت بخير وكل شيء بخير"
احتضنت كفه خدها وهو يردد"لقد مضى كل شيء الآن،هل تسمعينني،مضى"
رمشت بسرعة وأنفاسها لم تنتظم بعد،لكنها بدأت تستجيب له تدريجيا وهي تومئ ببطء..اقتربت منها سمر وقد اعتادت التعامل مع نوبات هلع أسامة، فأبعدت يد أشرف بهدوء وهي تردد"حاولي التنفس ببطء،شهيق،زفير" وهي تطبق معها ما تقوله وتحاول حثها على فعل نفس الشيء،"شهيق" وترفع سبابتها عاليا،"زفير"ثم تخفض سبابتها مجددا، واستمرت على نفس الإيقاع إلى أن انتظمت أنفاس عزة،فأغمضت عينيها بإنهاك وأسندت رأسها للخلف تحاول استعادة ثباتها.
نطق زكريا بقلق"هل يحدث معها هذا عادة؟"
هز أشرف رأسه نافيا وقال"لا،لا أظن ذلك"
وضعت عَلْيا صينية تحوي قنينة ماء وأكواب على الطاولة التي تتوسط الكنبات في غرفة المعيشة، وملأت أحد الأكواب ثم مدته لعزة مع حبة دواء وقالت بهدوء"ابتلعي هذه الحبة المهدئة وستشعرين بتحسن بعد قليل،لا بد أنك شعرت بالكثير من الضغط طوال الأسبوع"
أومأت عزة وهي تبتلع حبة الدواء وارتشفت من الكوب بعدها مباشرة.
نظرت لها عَلْيا بتعاطف،ثم قالت بلطف"لقد جهزت لك غرفتك سابقا،تعالي لترتاحي قليلا"
حركت رأسها بالنفي وقالت بوهن"لا، يجب أن نجد حلا أولا"
تدخل أسامة قائلا باهتمام"في رأيي أن ترتاحي أولا، ثم نفكر في حل لإقناع والدك بالتراجع عن قراره"
وافقه أشرف"أسامة محق،لقد كانت ليلة طويلة" وقف وسألها بقلق"هل تستطيعين الوقوف؟"
أومأت لكنه لم يلتفت لها،فانحى واضعا إحدى ذراعيه تحت ركبتيها والأخرى خلف ظهرها وحملها ببساطة،ففلتت صرخة ناعمة من بين شفتيها واعترضت تغطي وجهها بإحراج فغمغمت"أشرف أنزلني،هذا محرج أستطيع المشي وحدي"
رد عليها بحنان"أعلم ذلك،لكن دعيني أوصلك لسريرك،فلا أصدق أنك هناك أمامي بعد كل التوتر الذي عايشته طوال الأسبوع بسببك"
أحاطت عنقه بذراعيها وهي تشعر بالإحراج الشديد من حملها هكذا أمام الجميع،فبدت كطفلة صغيرة يحلمها والدها بعد يوم طويل ومرهق من اللعب واللهو،فقادتهما عَلْيا لغرفة فارغة في نفس الدور.
وضعها أشرف برفق على السرير ثم قبل جبهتها مودعا وقال"سأعود بعد ساعات،ارتاحي أنت الآن"
ابتسمت في وجهه بوهن وهي تشعر أن جسدها يحتاج للراحة حقا،فأومأت واستلقت على السرير تستعد لتنام وقد نال منها الإنهاك.
*******
سكن زكريا،يتأمل أثرهما والنور الذي لم يكن يغريه سابقا،بدأ يستهويه الآن.
'أ بهذه البساطة ستتخلى عن إيمان يا زكريا'صوت بداخله دوى بقوة،فحرك أذنيه كأنه يحاول طرده،إنه صوت ضميره القابع في جحره ويذكره في الكثير من الأحيان،أن حياته انتهت عندما غابت شمس إيمان عن هذه الدنيا،والقلب يحب مرة واحدة ومن واجبه أن يظل وفيا دائما،وميله لشخص آخر يعد خيانة عظمى!
'ليس تخلي؟بل هي حياة تستمر،وإيمان ستظل دائما الحب الأول الذي أنجبت له سعادته في هذه الدنيا،أما عزة فربما تكون هي المستقبل'أتاه صوت قلبه الذي شعر أخيرا بأنه حي بعد سبات طويل جدا نسي فيه كيف ينبض.
'بل اسمها خيانة وليست شيئا آخر،لقد تعاهدتما على حب بعضكما البعض إلى الأبد،وها أنت تخون العهد'فرد ضميره بصرامة..
أغمض زكريا عينيه يحاول إخماد صوت أفكاره،ثم انتفض واقفا يقول بجفاء"سأذهب الآن".
وقفت عَلْيا تتجه للمطبخ وقالت"سيكون الفطور جاهزا بعد قليل،لا تذهب يا زكريا"
تمتم"في وقت آخر يا عَلْيا،أراكم لاحقا"
أومأت عَلْيا بتفهم ثم ذهبت للمطبخ،تلاحقها نظرات أنس.
*******
'في المطبخ'
دلكت جبهتها وجانب وجهها وأضغاث المشاعر تهاجمها،تواجده معها في نفس المكان يربكها،خاصة بعد اعترافه الصادم بمشاعره اتجاهها،والذي لم تتقبله بعد،ولازالت في بعض الأحيان تفكر إن كان ما حدث في ذلك اليوم مجرد تخيلات ستضيفها لأرشيف تخيلاتها على مدار السنوات،ثم تتسلل لذاكرتها نظراته التي تلاحقها في كل مكان لتخبرها بصريح العبارة أن ما عاشته تلك الليلة كان حقيقيا جدا،وما تمنته لوقت طويل حدث فعلا..لكن لم تستقبله بالطريقة المثلى.
علا صوت مسخن المياه معلنا عن انتهاء مهمته،لكن غرقها وسط دوامة أفكارها عزلها تماما عن سماع ذلك الصوت.
"سأساعدك" همس بالقرب من أذنها ومد يده من خلفها يطفئ المسخن،فتوسعت حدقتيها وتوقفت رئتيها عن استنشاق الهواء للحظات قبل أن تتذكر أنها لم تعد تتنفس،فزفرت ببطء.
تلاقت نظراتهما للحظات وهما على نفس الوضعية.. تقف أمامه توليه ظهرها بقامتها القصيرة وهو يقف خلفها تماما،ويمد يده التي ظلت متسمرة على المسخن من جانبها الأيسر…يبدو كعناق خلفي من بعيد،لكنه كان صراعا داخليا أكثر تترجمه النظرات بينهما والتي تشي بالكثير…ودائما ما كانت العيون واشية محترفة.
ابتلعت غصة مؤلمة ثم نطقت بصوت متحشرج"أريد أن أمر،لو سمحت؟"
أومأ وانزاح ببنت شفة وألقى نظرة سريعة على العلامة الرمادية خلف رقبتها،فأظلمت ملامحه للحظة.
استدارت وتقابلت أجسادهما،حاولت المرور لكنه انحنى مجددا يحتجزها بين جسده و منضدة المطبخ،وهمس"لماذا تتهربين مني؟"
رفعت وجهها لوجهه فلفحت أنفاسها رقبته ولفحت خاصته خدها،أغمضت عينيها لثواني تستنشق رائحة عطره الرجولي الفواحة،ولم يكونا بهذا القرب من قبل.
ثم فتحتهما مجددا لتقابلها نظراته المتأملة لتقاسيم وجهها،حركت عينيها يمينا ويسارا وهمست بصوت متحشرج "لم أفعل"
نظر لها من علو قامته وقال بهدوء"بلى تفعلين!"
حاولت التملص منه وهي تنظر للباب من تحت إبطه خوفا من أن يكشفهما أحد فهمست"أنس،سيرانا أحدهم،ابتعد أرجوك"
ابتسم نصف ابتسامة وهمس هو الآخر"وماذا إن رأونا!كل من في الخارج أصدقاؤنا"
دفعته عنها وقد بدأت تفقد أعصابها وجزت أسنانها قائلة بغضب"أنت توترني يا أنس!ابتعد"
أرخى عضلاته فكان دفعه سهلا،تراجع خطوتين للخلف
فرفعت سبابتها في وجهه توبخه"لا تفعل معي هذا يا أنس!لا تقترب مني أكثر من اللازم، ولا تتحدث معي حتى"
توسعت عينيه ينظر لها باستمتاع وهتف باستنكار"ألاَّ أتحدث معك أيضا؟ ألا ترين أنك تقسين علي؟"
خللت خصلات شعرها بأصابعها وتجاوزته تتجه نحو الثلاجة وقالت بحزم"لقد قلت ما عندي"
كتف ذراعيه ينظر لظهرها وقال بعدم رضا"لا أستطيع عدم التحدث معك!لكن سألتزم بعدم الاقتراب أكثر من اللازم،ولا تفرحي فلن ألتزم لوقت طويل"
فتحت الثلاجة تغمغم محدثة نفسها'من يظن نفسه!أنا بالكاد أتقبل مشاعره التي نزلت على كالصاعقة والآن يحاول التسرب لخلاياي أكثر مما هو متسرب أصلا"
أغلقت باب الثلاجة بعنف ثم تنفست الصعداء وهي تحاول تجاهل وجوده معها بنفس المطبخ.
********
خرج أشرف من الغرفة وأغلق الباب بهدوء،فألقى نظرة سريعة على غرفة المعيشة، ولم يجد أحدا، وكان قد سمع زكريا يودعهم سابقا،وربما أسامة ذهب للبقالة…تنفس الصعداء ليطرد التوتر الكبير الذي ألم به في الأيام الماضية وخوفه من أن ينكشف أمر خطتهم فيغضب والده ويسرع مراسم عقد الزواج..
ثم اتجه لأقرب كنبة ليرتمي عليها،لكن أوقفه جسد ضئيل ممتد بأريحية ويغط في نوم عميق..تسارعت دقات قلبه ومد يده في الهواء يتحسس تمددها،وود لو يقترب،فيخفيها بين جنبات صدره،ابتلع غصة عالقة في حلقه ثم اقترب منها ببطء ينزع عنه سترته الدافئة،ووقف لثواني يتأمل هيأتها الفوضوية وشعرها المنتشر في كل مكان،ثم انحنى وحطها فوق جسدها بهدوء،وكان تلك حركة كافية لتجعلها تحتضن تلك السترة وقد شعرت بالدفء يتسرب لأوصالها.
تجرأت كفه لتصل لخصلات شعرها وأزاحها عن وجهها بهدوء فتأمل سمرتها عن كثب ونبس بعمق"ما أجملك!"
دخلت عَلْيا تحمل الصينية لتصطدم بالمشهد أمامها فتنحنحت بحزم،انتفض أشرف واقفا ونظر لها بعيون متسعة وحك فكه بارتباك ثم نطق"لا تفهميني غلط!"
وضعت الصينية على الطاولة بحزم ثم ردت عليه بجفاء"لم أقل شيئا"
دخل أنس ينظر لوقفتهما بغرابة ثم ألقى نظرة سريعة على سمر النائمة وسأل"ماذا هناك؟!"
استدارت عَلْيا أولا وأخذت الصينية الأخرى من بين كفيه بحزم وهمست لنفسها"الطيور على أشكالها تقع" فضيق عينيه ينظر لها ولم يفهم ما الذي تتمتم به.
وضعتها على الطاولة ثم تجاوزت أشرف وهي ترمقه بغضب،وجلست القرفصاء أمام سمر ثم قالت توقظها بلطف"سمر..سمر استيقظي حبيبتي لتفطري"
تمطت سمر بكسل فوق الكنبة وغمغمت"سأنام قليلا بعد يا عَلْيا" ثم رفعت سبابتها بموازاة مع إبهامها وقالت"قليلا فقط" واستدارت للجهة الأخرى تتلحف سترة أشرف..كل خلية من كيانه تطالبه بالتقدم خطوة نحوها،بل بآلاف الخطوات…رصيد صبره بدأ ينفذ.. ومشاعره لم تعد تتحمل أن يراها قريبة منه تغزو كل ذرة منه ومن محيطه،لكنها بعيدة جدا..وفي قرارة نفسه يعترف بأنه جبان يخشى المضي في علاقة جديدة ولا زال سراب علاقته القديمة يفتك بأحشائه،أو ربما ما يراه جبنا حقا هو حماية لسمر من نفسه المريضة الشكاكة…
عاد أسامة من البقالة يحمل كيسا يحوي مخبوزات ساخنة،ويدير المفتاح على سبابته باليد الأخرى..
نقل نظراته بينهم وسأل"ما بكم تقفون هكذا؟ لا يحتاج منكم الأمر كل هذا الاحترام والتضرع لتستقبلوني" أشار للكنبات بتعالي وأكمل"اجلسوا، تفضلوا بالجلوس" ألقى نظرة سريعة على سمر التي تتلحف سترة أشرف ثم نظر له أيضا لثواني فوجده متجردا من سترته وقرر التجاهل.. مدرك تماما لتلك المشاعر التي تلوح في الأفق،ارتباك أشرف بحضرة سمر،وشراستها بحضرته،وما بين هذا وذاك انتباه تام على تفاصيل بعضهما وصراع النظرات الواشية بكل شيء.
جلس،التقط إحدى المخبوزات والتهمها بنهم،ثم رفع كفه في الهواء وبدأ بالعد"واحد،اثنان،ثلاثة"
فاستقامت سمر فورا وهي تحرك أنفها تتشمم بدون أن تفتح عينيها وغمغمت بكسل"إنها رائحة المخبوزات من المحل في آخر الشارع"
قهقه أسامة عاليا وقال بمرح"ستظل المخبوزات الطريقة المثلى لإيقاظك دائما"
فتحت عينيها بكسل ثم رفعت ذراعيها عاليا في الهواء تطرد الخمول وضربت على خدها ثم رمشت عدة مرات ووقفت تقول بهمة"سأغسل وجهي وأعود،لا تبدؤوا الأكل بدوني"
لاحقتها نظرات أشرف فانحنى ليلتقط سترته من الأرض،وتقابلت نظراته مع نظرات أسامة،فخفضهما يتجنب النظر إليه،وتسلل إليه شعور أنه يرتكب ذنبا في حق أسامة..كأنه منح الثقة التامة من طرفه في أن يحوم حولها سواء في العمل أو اجتماعاتهم معا،وهو يحدث شرخا بتلك الثقة بتصرفاته المتصابية أحيانا.
*********
أنهوواْ إفطارهم واقترب وقت الدوام،فوقفت سمر وقالت تهم بالمغادرة"سأذهب لأغير ملابسي..هل تستطيع إيصالي في طريقك يا أنس؟"
نظر لها أشرف بعدم رضا وقد تجاهلت فكرة أنهما يشتغلان في نفس المكان،فقال هو الآخر"وأنا سأذهب معك في سيارتك،لا داعي لنأخذ سيارتين بما أننا سنعود لنفس المكان"
أومأ أنس وقال موافقا"حسنا..هل تريد أن تغير ملابسك؟"
هز رأسه نفيا وقال"لا داعي لذلك،أملك ملابس احتياطية في المكتب سأتدبر أمري"..
'بعد دقائق'
خرجت سمر من المنزل ترتدي ملابس العمل ولم تستغني عن كعبها وأحمر شفاهها كالعادة..فتتبعت نظرات أشرف خطواتها إلى أن انضمت لهم بجانب سيارة أنس،الذي كان يساعد عَلْيا على فتح الاستوديو.
عدل أسامة خصلات شعرها وأغلق أزرار معطفها المتبقية قائلا باهتمام"البرد قارس،ستصابين بالزكام"
ابتسمت في وجهه فبرزت غمازتيها وردت عليه"لا تقلق علي!" ثم أشارت له بسبابتها بالاقتراب،فاستجاب لها وهمست له"لقد أخبرتني العصفورة بأنك تدبرت أمر إيجاد مسكن لثريا..ويا للمصادفة،ستكون جارتنا"
انفرجت شفتيه عن ابتسامة عابثة وقال"وسأسمح لكم بشكري لاحقا،لأنني أحضرت شمسا حارقة ستدفئ هذا الحي في هذا الجو البارد"
ابتسمت في وجهه بتكلف وردت"تماما،يا لكرمك!"
ثم تنهدت تمط شفتيها بقلة حيلة وضيقت عينيها تنظر له بشك،فرد بعبث"يا لكرم أخلاقي فعلا"
اقترب منهم أنس يضرب كفيه ببعضهما معلنا عن انتهائه مما كان يفعله وقال"لننطلق!" وفتح سيارته.
توقف للحظة كأنه تذكر شيئا وقال"شباب!"
نظروا له جميعا باهتمام فأكمل"لم أجد الفرصة المناسبة لإخباركم بهذا،بسبب موضوع عزة…لقد فسخت خطوبتي"
رفع أسامة حاجبيه وقال بتعجب"هل انتهت علاقتك مع ريم؟"
أومأ مؤكدا وقال باختصار"نصيب!"
ربت أشرف على كتفه وقال بهدوء"مبارك لك!"
رفعت سمر حاجبها الأيمن وقالت باستنكار"هل تقال مبارك عادة على هذه الأمور؟"
هز أشرف كتفيه ببساطة ورد"على حسب!"
فنظرت له بملامح مستغربة وهمست"عجيب" ثم رفعت نظراتها للاستوديو وتساءلت في نفسها'هل تعلم عَلْيا بالأمر يا ترى'
أما أسامة فأشار له بحركة معناها'كيف حدث ذلك!'
وأشار له أنس بحركة'سأخبرك فيما بعد!'
استقل الثلاثة سيارة أنس،واستقل أسامة سيارة حكيم،وذهب كل منهم لعمله.
______________________
"في منزل عائلة قاسمي"
دخلت نجاة لغرفة ابنتها تحمل صينية الطعام،لكنها كانت فارغة،تفقدت الحمام المرافق للغرفة وكان فارغا أيضا،فنادتها بهلع"عزة..عزة"
لكن ما من مجيب،اتصلت على هاتفها مرارا وتكرارا ولكنه كان على الوضع الصامت ولم تسمعه.
لفت في الغرفة بقلق وخوف عندما لمحت باب الشرفة مفتوحا،ففتحت الدرج الملاصق للسرير ولم تجد حاسوبها وحقيبة ظهرها،وتعلم جيدا أنها مقترنة بهما دائما،مما يعني أنها ليس في المنزل والأكيد أنها لم تخرج من باب الغرفة، فالباب كان مغلقا بالمفتاح.
بحثت في هاتفها عن رقم أشرف،فاتصلت به وأتاها الرد فورا يخبرها بدون مقدمات"صباخ الخير أمي،لا تقلقي عزة معي"
همست وهي تنقل نظراتها بين الباب والشرفة
"كيف؟"
رد عليها بهدوء"قصة طويلة يا أمي،سأخبرك بها عندما نجد حلا!"
زفرت بارتياح وجلست على السرير خلفها وهي تقول بعتاب"أ هنت عليك يا أشرف أن تضعني في موقف كهذا..على الأقل أخبراني من قبل..ماذا إن اكتشف والدك الأمر؟"
رد عليها"تحججي بأي شيء يا أمي،لكي لا يصعد إلى غرفتها،وأعدك بأنني سأجد حلا في أسرع وقت ليتراجع والدي عن قراره"
ضربت على صدرها بتوتر وهي تتفقد الباب مجددا خوفا من أن يسمع حديثها فهمست"يومنا أسود يا أشرف إذا اكتشف الأمر!تعلم كم والدك عنيد..لا أحد يستطيع ردعه إذا قرر شيئا"
رد عليها مطمئنا"أنت فقط اهدئي ولا تفكري كثيرا.. فالأمر مختلف كثيرا هذه المرة"
ابتلعت ريقها بصعوبة وقالت بقلق"سأحاول! أخبر عزة أن تتصل بي"
أومأ قائلا"سأخبرها بذلك…إنها نائمة الآن"
أغمضت عينيها تتنهد بعمق ثم قالت"حفظكما الله ورعاكما"
رد عليها"في أمان الله"
نزلت نجاة بخطوات مترددة للأسفل فوجدت رشيد جالسا يطالعها باقتضاب وقال بجفاء"هل تناولت شيئا؟"
تهربت بنظراتها وقالت بهدوء مصطنع"ما زالت نائمة،ستأكل بعد أن تستيقظ"
أومأ ونطق بجفاء"لقد أوصيت الخياط أن يخيط بعض الأثواب على ذوقها،لتختار أحدهما من أجل حفل الخطوبة يوم الجمعة القادمة"
ابتلعت ريقها تتهرب من النظر إليه وهمست"إن شاء الله" ثم صمتت وكأنها استوعبت شيئا"هل سنقيم حفلة حقا؟أم مجرد جلسة بين العائلتين؟"
حرك خرزات المسبحة بإبهامه ثم رد عليها"جلسة بين العائلتين،لكن ستلبس فيها الخواتم ويحدد فيها يوم عقد القران"
تنفست الصعداء وقد كانت مرتعبة من أن يفكر في إحضار المأذون في نفس اليوم..فاكتفت بهز رأسها بتوتر..
أكمل رشيد بجفاء"اتصلي بابنك وأخبريه بأنه ملزم بالحضور..وإياه أن يعترض أو ينطق بكلمة واحدة يوم الجمعة"
نبست بعدم رضا"سأتصل به" ثم انسحبت من أمامه تتجه للمطبخ..فأوقفها قائلا"ما بك متوترة؟هل أنت معترضة على زواج ابنتك؟"
نظرت له طويلا وقالت بهدوء"وهل سيتغير شيء إن اعترضت عليها أم لا؟"
رد عليها بجفاء"لا شيء سيتغير"
أومأت بهدوء وقالت بجفاء أيضا"إذن سأحتفظ برأيي لنفسي"نظرت له ببرود وأكملت"سيكون الفطور جاهزا بعد قليل" ثم غادرت الردهة الواسعة ودخلت المطبخ.
____________________
"بعد الزوال"
'في Mariposa'
نزعت ثريا المئزر حول خصرها،واتجهت نحو أسامة الجالس المركز مع حسابات المطعم..
وقفت أمامه،فشعر بأحدهم يحجب عنه الضوء ورفع عينيه وابتسم في وجهها قائلا"أهلا بمونارش،أنرت طاولتي"
نظرت له بعيون ميتة وردت بجفاء"سأغفل عن جزء مونارش ذاك"
هز كتفيه بلامبالاة وقال ببساطة"كما تريدين، هل تحتاجين شيئا يا مونارش" ثم ابتسم في وجهها مجددا.
شعرت بالاستفزاز وأغمضت عينيها تأخذ نفسا عميقا ثم ابتسمت في وجهه بتكلف وقالت"هل أستطيع المغادرة باكرا اليوم؟ أحتاج أن ألملم أغراضي من أجل الانتقال"
ضيق عينيه ينظر لها لثواني ثم قال بفضول"بهذه السرعة؟هل حدث معك شيء جعلك تصرين على الانتقال؟"
كتفت عينيها تنظر له وردت عليه"هل يجب أن يحدث شيء؟"
نظر لحاسوبه وقال ببساطة"من يدري؟ على أساس أنك ستخبريني إن كان قد حدث!"
ردت عليه بهدوء"لم يحدث شيء أصلا،اعتبره انتقال لأنني أشعر أنني أثقلت على الخالة السعدية"
مط شفتيه وقال يشاكسها"سترتاح منك المرأة أخيرا!"
ابتسمت بتلكف وقالت"عقبى لك!"
قال باستنكار"ويحك!من قال أنني أريد أن أرتاح منك"
استند بذراعه على الطاولة ثم حط بذقنه على كفه يراقب تأثير جملته عليها،فتوسعت عينيها تنظر له واحمرت وجنتيها كحبات الرمان ،شعرت بشيء ينفجر بداخل صدرها،فابتلعت ريقها ونبست"سأذهب"
لاحقها بنظراته يتتبع مشيتها المستقيمة وابتسامة غريبة تزين ثغره ثم نبس"ثريا يا ثريا" وارتشف من كوب الشاي،ولازالت نظراته منصبه على ظهرها،إلى أن اختفت تدخل الحمام لتغير ملابسها تنوي المغادرة.
******
خرجت ثريا من الكوفي شوب،واتصلت على عزة فورا،فانتظرت أن يأتيها الرد..رنة،رنتين ثم ردت عليها…
فقالت ثريا بعتاب"أرسلت لك مئات الرسائل ولا تردين يا عزة"
أتاها صوت عزة من الجهة الأخرى مغمغما بنعاس"آسفة يا ثريا،هاتفي كان على الوضع الصامت، وقد نمت منذ الصباح ولم أستيقظ سوى الآن"
مطت ثريا شفتيها بأسف وقالت بلطف"هل تشعرين بأنك بخير الآن! لا بد أن عملية التسلل كانت صعبة عليك جدا!"
أغمضت عينيها وقد هاجمتها ذكرى هروبها من المنزل قبل فجر أحد الأيام قبل عام وبضعة أشهر،فارتعشت أوصالها للحظة وهي تشعر بالأسف على نفسها وعلى عزة بالرغم من اختلاف الوضعيتين.
ردت عليها عزة وقد بدأت تستفيق"أنا بخير..سأكون بخير عاجلا أم آجلا"
ربما لا مجال للمقارنة بينهما لكن ثريا رأت في عزة نفسها..والمشترك بينهما هروب من واقع يريد الأبوين فرضه عليهما.
ابتلعت ثريا ريقها وقالت كأنها تحدث نفسها"لا تسمحي لأحد بأن يفرض سيطرته على ما تريدينه" صمتت للحظة ثم أكملت بهمس كان كافيا ليصل لمسامع عزة"فهناك من يسندك وسيسندك دائما"
ابتسمت عزة في الجهة الأخرى بهدوء وهمست هي الأخرى"أعلم ذلك!"
تذكرت ثريا شيئا وقالت بحماس"سمعت أنك ستبقين عند عَلْيا لبعض الوقت"
ردت عليها"هذا ما قرره أشرف،في انتظار أن نقنع أبي بالتراجع عن قراره بطريقة ما"
أكملت ثريا بنفس الحماس"وأنا سأنتقل للبقاء معها لبعض الوقت أيضا إلى أن أجد مكانا آخر للكراء"
ردت عليها عزة بحماس"هل هذا صحيح! متى ستنتقلين؟"
ردت"أنا في طريقي للمنزل الآن لألملم أغراضي وسأنتقل غدا على أقصى تقدير"
فقالت عزة"هذا خبر سعيد..سنعيش معا حتى وإن كان الأمر مؤقتا،والظروف غير مناسبة لنمرح..لكنني سعيدة"
ابتسمت ثريا بهدوء"وأنا أيضا سعيدة، لا تقلقي ستتحسن الأمور…"
استقلت الحافلة وتأملتها تبحث عن مكان للجلوس ثم قالت تودعها"سأحادثك فما بعد يا عزة..إلى اللقاء" ثم أغلقت الخط وتوسدت الزجاج في أحد أركان الحافلة.
*******
نزلت عزة من سريرها ترتدي نفس الملابس التي خرجت بها من المنزل سابقا،تفحصت المكان من حولها،ثم خرجت بهدوء وكان المنزل فارغا،لفت انتباهها صحون فوق الطاولة في غرفة المعيشة،ملفوفة بورق الألومنيوم وبجانبهم ورقيتي ملاحظة،كتب على إحداهما'لقد أرسلت ماما سميرة الطعام،استعلمي الميكرويف لتسخينه في المطبخ!البيت بيتك ولا تترددي في التصرف بأريحية'
ابتسمت عزة وضيقت عينيها تقرأ الورقة الأخرى وقد اكتشفت أنها لم ترتدي نظارتها الطبية،وكتب على الأخرى'ستجدين على سريرك ملابس دافئة ومريحة ومعدات الاستحمام في الحمام بجانب المطبخ..إذا احتجت شيئا ستجدينني في الاستوديو..عَلْيا'
طوت الورقيتين معا،ودخلت الغرفة مجددا ثم وضعتها بداخل دفتر مذكراتها،وأخذت حاسوبها وهاتفها وملابسها ثم وضعتهما على الطاولة بجانب الطعام واتجهت للحمام تحمل ملابسها..
وقفت أمام المرآة تتأمل هيأتها،وتحسست خصرها فشعرت بتسارع دقات قلبها ونبست"لقد كان قريبا جدا!"…ابتلعت ريقها ثم أغمضت عينيها وحررت شعرها الذي يشبه في سواده الظلام الحالك ثم احتضنت نفسها بقلق وخوف من المستقبل..فهل ستغدو زوجة رجل لا تحبه،وقلبها ملك لآخر فعلا.
***
'بعد لحظات'
كانت تجلس أمام طاولة الطعام وعصافير بطنها تزقزق،لكن ألح عليها شيء أقوى لتفعله أولا..
فتحت صفحة على الفايسبوك وقد كانت تحت اسم مستعار باللغة الانجليزية معناه'خربشات بنفسجية'
ضغطت على حروف لوحة المفاتيح بسرعة،وكتبت بتركيز ما يجول في خاطرها..
"منتصب القامة،بهي الملامح،لمسته كانت كصعقة كهربائية،نشرت الدفء بداخلي،فكيف يكون اقترابه يا ترى؟…ألا تراني هنا قابعة في زاوية مظلمة أنتظر أن ينعكس نورك علي،فربما أبزغ وآخذ ولو حيزا بسيطا من حياتك"…
أغلقت حاسوبها مجددا وبدأت تأكل طعامها في هدوء ظاهري وأفكار صاخبة تعصف بكل زوايا دماغها..
___________
'في منزل السعدية'
دخلت ثريا بهدوء،تحمل كيسا يحوي بعض الأغراض،فوجدت السعدية جالسة في غرفة المعيشة تشاهد برنامجها المفضل على التلفاز وتحمل صينية عدس تنظفها من الزوائد..
قالت بهدوء"مساء الخير"
نظرت لها السعدية وقد انتبهت لدخولها للتو فابتسمت في وجهها بهدوء وقالت"مرحبا بعودتك…لم أرك في المنزل في هذا الوقت منذ مدة طويلة"
أومأت ثريا مؤكدة وهي تبتسم شبه ابتسامة وهمست"منذ مجيئي أول مرة"
ابتلعت ثريا ريقها بتردد ثم جلست بجانب السعدية وأخرجت من الكيس قطعة حلوى تحبها ومدتها لها..فنظرت لها الأخيرة وقالت بسعادة"إنها قطعتي المفضلة"
ردت عليها ثريا بهدوء وهي تبتسم لابتسامتها"أعلم ذلك!"
بدأت السعدية بالتهامها بسعادة وهي تنظر للتلفاز، وقالت"غذاؤك في الثلاجة..لو كنت أعلم بمجيئك لانتظرت أن نتناوله معا"
أومأ ثريا وهمست"سأتناوله فيما بعد".
جلست تشاهد التلفاز هي أيضا ولكنها لم تكن مركزة تماما بل كانت تفكر في طريقة لتخبرها بأنها وجدت مكانا آخر للعيش وستنتقل غدا.
قبضت على أصابع قدميها فوق السجاد وهي تنظر لحركتهما بتركيز وتحاول ترتيب الجمل في رأسها،ثم حزمت أمرها ونادتها بهدوء"خالة السعدية"
انتبهت لها السعدية فأكملت ثريا"سأنتقل لمنزل إحدى صديقاتي غدا"
نظرت لها بصدمة ونبست بأول ما طرأ على بالها"لماذا؟"
حمحمت ثريا قبل أن تجيب بنصف الصراحة"لقد كنت أبحث منذ مدة عن مكان للانتقال،لأن المكان هناك بعيد عن مقر العمل ومركز التكوين.."
وغفلت قصدا عن ذكر أنها لم تعد مرتاحة لأن تثقل عليها أكثر وموضوع عماد يزيد الطين بلة.
لن تعرف السعدية بما تجيبها فوضعت قطعة الحلوى جانبا وقالت"لا أعلم ماذا أقول،لقد صدمني قرارك!"
أخفضت ثريا بصرها وقالت بأسف"آسفة لذلك حقا!لكن حان وقت الانتقال حقا..فقد أحسنت إلي واستقبلتني في بيتك بما فيه الكفاية يا خالتي"
قاطعتها السعدية"بالعكس،لقد اعتدت على تواجدك معي،بالرغم من أننا لا نلتقي كثيرا،لكن على الأقل أعلم أنك هنا وستعودين في آخر اليوم"
فردت ثريا بصدق"وأنا اعتدت التواجد معك أيضا،ولن أنسى معروفك هذا ما حييت،فقد كان هذا البيت الملجأ الذي يأويني بعد تعب يوم طويل وشهد الكثير من جوانب ثريا.." ابتلعت ريقها تطرد الذكريات التي غزت دماغها وأكملت"وكنت الشخص المؤنس لحياتي لوقت طويل جدا"
ربتت السعدية على خدها بحنان وسألتها بقلق"هل أنت متأكدة من مغادرتك؟العالم الخارجي مليء بالذئاب،فلا تؤمني لأحد حتى صديقاتك"
هزت ثريا رأسها وقالت تطمئنها"لا تقلقي يا خالة،إنها فتاة لطيفة تعيش مع جدتها وأنا أعرفهم منذ مدة"
ردت عليها بقلق"ومع ذلك احذري" تنهدت فملأت الدموع عينيها وقالت بعتاب"ستذهبين وتتركيني وحيدة مجددا في هذا البيت الخالي"
اقتربت منها ثريا وحضنتها ثم قالت بلطف"لا تبكي أرجوك!سأزورك دائما"ثم ألقت نظرة سريعة على قطعة الحلوى"وأحضر لك الكثير من قطع الحلوى التي تحبينها"
ابتسمت السعدية وسط دموعها وقالت"سأنتظرك دائما…ومرحب بعودتك في أي وقت تريدينه"
غمغمت ثريا بتأثر"أعلم ذلك!"
فكت الحضن ونظرت لوجهها لثواني ثم قالت بحنان"كنت سأسعد كثيرا لو قبلت أن تكوني زوجة عماد"
خفضت ثريا بصرها وتمتمت"نصيب"
فأكملت السعدية"لم يعجبني الأمر في البداية وربما استشعرت ذلك من معاملتي التي تغيرت في بداية الأمر،لكنني فكرت في الأمر مليا..الزواج قسمة ونصيب،ونصيبكما ليسا معا"
اكتفت ثريا بإيماءة بسيطة تؤكد كلامها..فقالت السعدية مجددا تسألها"هل تعلم عائلتك بأمر انتقالك؟"
نفت ثريا وقالت"سأخبرهم بعد لملمة كل أغراضي"
أومأت بتفهم وسألتها مجددا"هل تريدين أن أساعدك في شيء؟"
هزت ثريا رأسها بلا وقالت"شكرا! سأنتهي منهم بسرعة،فلا أمتلك العديد من الأغراض أساسا".
ثم وقفت تصعد إلى الغرفة التي شهدت الكثير من يأسها ودموعها أكثر من فرحها.
____________________
'في استوديو عَلْيا'
فتحت عزة باب الاستوديو ودخلت بهدوء،فاستقبلتها عَلْيا بابتسامة خفيفة وقالت"استيقظت!" أومأت عزة،فألقت عَلْيا نظرة سريعة على ملابسها وسألتها "هل تشعرين بالراحة في هذه الملابس؟..ملابسي أغلبها رياضية لذلك اخترت لك أكبرها حجما لتناسب الحجاب أيضا وتستطيعين التجول بها في الحي بأريحية"
ابتسمت عزة وهي تنظر للسروال الرياضي الرمادي وسترته الواسعة وقالت"إنها مناسبة تماما،شكرا يا عَلْيا وآسفة لإزعاجك حقا"
أشارت عَلْيا للكرسي الملاصق للمنضدة وقالت"لا داعي للرسميات بيننا، فأنا سعيدة باستقبالك حقا"
ابتسمت عزة بهدوء ونبست بشكر.
كانت عَلْيا تجهز حقيبة كاميراتها فنظرت لها عزة بفضول لاحظته عَلْيا وقالت"لقد بدأت بجولة تصوير مؤخرا من أجل معرضي"
نظرت لها عزة بانبهار وقالت"هل ستقيمين معرض صور؟"
ابتسمت عَلْيا بهدوء وقالت"ربما..لم أقرر بعد متى وأين،لكنني اخترت بعض المواضيع التي أريد نقلها عبر الصور،وبدأت في تصويرها حقا"
قالت عزة بنبرة صادقة"هذا جميل جدا! متشوقة لرؤية تلك الصور ومعرفة مواضيعها"
ردت عَلْيا "سأريك إياها في أقرب وقت" حملت حقيبتها وسألتها"هل أنت مهتمة بالذهاب معي؟"
ابتسمت عَزة وقالت"أود ذلك حقا! لكن أشرف سيعود بعد قليل..ولن أستمتع برفقتك حقا وأنا ذهني مشغول."
أومأت عَلْيا بتفهم وقالت"كما تريدين! في المرة القادمة إن شاء الله"
ثم تجاوزت المنضدة ووقفت بجانبها ثم أشارت لمنزلين"ذلك منزل سمر والآخر منزل أنس،سيرحبان بك في أي وقت..هل تريدين زيارتهما الآن؟"
حركت عزة بالنفي وقالت بحرج"أنا محرجة من ذلك!سأنتظر أن تعود سمر ونزور المنزلين معا..سأعود لمنزلك"
ربتت على كتفها وقالت باعتذار"آسفة لتركك وحدك، لكني ملتزمة بأحد المواعيد حقا…فقد حصلت عليه بصعوبة"
ابتسمت وردت عليها بلطف"لا داعي لاعتذارك! أنا أتفهم ذلك"
ثم خرجتا معا من الاستوديو،فهمت كل واحدة منهما لوجهتها،لكن قاطعهما خروج عزيزة تحمل لينا وهي تنادي على عَلْيا"عَلْيا!لحظة يا ابنتي"
اقتربت منها عَلْيا وقالت"خير يا خالة؟"
سألتها عزيزة"هل تستطيعين الاهتمام بلينا لحين عودة أنس أو زكريا؟"
ابتسمت عَلْيا بإحراج وقالت"كنت بصدد الخروج الآن!" ضيقت عينيها ثم نظرت لعزة التي كانت تشير للينا وهمت بالاقتراب لتلقي التحية على عزيزة..
فقالت عَلْيا"ستعتني بها عزة..هل تمانعين ذلك؟"
نظرت لهما عزة باستغراب وتسآلت"أعتني بمن؟"
ردت عَلْيا"الخالة عزيزة تريد الذهاب لمكان ما وتحتاج لمن يهتم بلينا لحين عودة زكريا أو أنس"
تهللت ملامح عزة واقتربت من عزيزة تحمل عنها لينا وقالت بفرح"بالطبع سأعتني بها..أليس كذلك يا ليّون" ثم مرغت وجهها بين خدها وعنقها وهي تتشمم رائحتها الزكية وهتفت"الله!ما أزكى رائحتك" احتضنتها لينا وهتفت بمرح"أزة"
ابتسمت عزة ووزعت قبلتين على خدي عزيزة قائلة"مرحبا يا خالة"
ابتسمت عزيزة وبادلتها التحية بلطف،لقالت عزة"لا تقلقي على لينا يا خالة..سأعتني بها جيدا"
ردت عزيزة بسرعة"شكرا يا ابنتي..هل تستطيعين بزكريا وتخبريه بأنها ستبقى معك،فقد انتهى رصيد هاتفي"
ابتلعت ريقها وردت بابتسامة هادئة"حسنا سأفعل"
شغلت عَلْيا دراجتها النارية ووضعت الخوذة على رأسها ثم مدت الأخرى للخالة عزيزة وقالت"تعالي يا خالة سأوصلك في طريقي"
نظرت عزيزة للدراجة بعيون متسعة ونطقت بهلع"لا لا..لا أستطيع..سيبدأ بالاهتزاز،يخيفني ذلك"
ضحكت عَلْيا وقالت تشجعها"تشجعي يا خالة،سنصل بسرعة ولن تشعري بأي اهتزاز..هيا، هيا"
نظرت عزيزة للدراجة بتوتر ثم رفعت جلبابها قليلا وركبت وهي تهتف"يا الله، يا الله" تنفست الصعداء عندما اعتدلت في جلستها فقالت عَلْيا"سأنطلق الآن! استعدي"
هتفت عزيزة"لحظة،لحظة..عزة طعام لينا في الحقيبة وملابسها أيضا..ش_"صرخت عاليا عندما انطلقت عَلْيا بالدراجة ثم تشبتت بها بقوة وبدأت تستوعب تدريجيا أن الأمر ليس بتلك الخطورة…فتنفست الصعداء وقالت باستيعاب"لم تكن بتلك الخطورة!"
ابتسمت عَلْيا وقالت"لقد أخبرتك بذلك"
طرأت فكرة ماكرة على بال عزيزة،وقد أخبرها أنس سابقا أن موضوع خطبة عَلْيا مؤجل لسبب لم يفصح عنه،لكنها ارتأت أن السبب هي عَلْيا نفسها
فقالت"هل تعلمين أن أنس فسخ خطوبته؟"
أغمضت عينيها لثواني ثم قالت صوت حاولت جهدها ليبدو عاديا"لقد أخبرني بذلك سابقا!"
رقصت عزيزة حاجبيها من خلفها ثم تظاهرت بالحزن قائلة"لقد كان سعيدا عندما فسخ خطوبته،لكنه تغير في اليوم التالي وبدا منطفئا،كأنه تلقى خبرا جعله حزينا..وتعلمين أنه لا يخبرني بتفاصيل حياته،فهل أخبرك بشيء؟ أعلم أنكما مقربين"
ابتلعت ريقها وفكرت'هل يعقل أنه حزين بسببها لأنها رفضت مشاعره!"رغما عنها سعدت لذلك..رغما عنها دغدغت فراشات معدتها وهي تفكر أن رفضها له أحزنه..فكرت مجددا'هل يعقل أنها تؤثر به لهذه الدرجة!'
أغمضت عينيها تحاول التحكم في تسارع دقات قلبها والتركيز على الطريق فأجلت صوتها قائلة بهدوء متناقض تماما مع مشاعرها الصاخبة"لا أعلم يا خالة!لم يخبرني بشيء..ربما ندم على فسخ خطوبته"
مطت عزيزة شفتيها بامتعاض وهي تلعن غباء عَلْيا بداخلها ثم قالت"أقول لك الفتى كان سعيدا لأنه فسخ خطوبته وتقولين أنه نادم"تنهدت بصوت عالي وقالت بنبرة حزينة مزيفة"لو ترينه يا عَلْيا،لا ينام جيدا ولا يأكل جيدا!حتى أنه فقد وزنه،هل لاحظت ذلك..مسكين حبيبي أنس..شاب كالزهرة المتفتحة لكنه أصبح يذبل شيئا فشيئا"
نغزها قلبها عليه وبدا ذلك جليا على ملامحها التي انقبضت فجأة…لكنها مترددة…ترددا جميلا يجعلها تشعر بأنها مرغوبة أخيرا من طرف أحدهم…وهذا الأحدهم هو من كان يقض مضجعها لسنوات طويلة..سنوات حب عجاف ظنت أنه سيفتك بها حتما..
نطقت أخيرا بعد صمت طويل سئمت منه عزيزة وودت لو تشدها من شعرها وتجبرها على الموافقة على الزواج من أنس"لا تقلقي يا خالة،إنها مرحلة وستمر وسيرجع أنس كما كان" ثم أكملت همسا"زهرة متفتحة" أضحكها التشبيه،فاتسعت ابتسامتها بسعادة..ولم يكن سببها التشبيه إنما شيء آخر…الشعور بأنك مرغوب.
____________________
'في المساء'
خرجت ثريا من المنزل مساءا،واتجهت لمحل البقالة تريد أن تبتاع حقيبة للسلع لتلم فيها المتبقي من أغراضها الخاصة بالحياكة.
أثناء رجوعها للمنزل،مرت بجانب شارع ضيق فجذبتها يد قوية للداخل وكتمت صرختها المرتعبة.
فتحت عينيها باتساع وهي ترى عماد بملامح قاتمة، يشل حركتها بقبضه على كلتا يديها ويده الأخرى تغلق فمها،فتحركت بجنون لتتحرر من بين يديه…
همس بتردد"اهدئي،اهدئي..لن أسيء لك بأي شكل من الأشكال"
صرخت فتحررت صرختها على شكل همهمات فقط وهي تنظر له برعب قرأه بشكل واضح في عينيها، فهمس مجددا"لا تنظري لي هكذا يا ثريا…أنا أريد التحدث معك لبعض الوقت فقط"
أومأت بسرعة وهي تشير ليده بعينيها بمعنى'أبعد يديك وسنتحدث'.
فهمس مجددا"سأبعدها لكن لا تصرخي"
أبعد يده بحذر فشهقت بقوة تحاول التقاط أنفاسها،نفضت يديها من ذراعه ثم هتفت بشراسة"ماذا تفعل؟"دفعت كتفه بعد أن استعادت رباطة جسدها وقد شعرت لوهلة أنها ستموت من الرعب الذي أصابها وظنت أن المعتدي من المرة السابقة هو من عثر عليها،فهتفت مجددا"هل جننت؟ ما الذي كنت تحاول فعله؟"
قبض على ذراعها بقوة فتأوهت وهي تحاول تحريرها وقال بقسوة"توقفي عن تظاهرك بالعفة!"
رفعت إحدى حاجبيها وتوقفت عن محاولة تحرير ذراعها وهمست بصدمة"ماذا تقصد؟"
رد عليها بنفس النبرة القاسية"ستنتقلين لحيه أليس كذلك؟لم تكتفيا بالمقهى فقررتما الاقتراب من بعضكما أكثر وكان الحل أن تنتقلي لحيه"
هتفت باستنكار وصدمة وعرفت أن الضمير يعود لأسامة"هل تتهمني في شرفي الآن أم يخيل لي؟"
صاح بجنون وقبض على ذراعها أكثر"بل إنها الحقيقة،يغازلك وسط العمل وتسمحين له بذلك..والآن سمحت له بأن يجعلك قريبة منه ليفعل بك ما يريده"
صاحت بغضب عارم ورفعت سبابتها في وجهه قائلة"التزم حدك يا عماد، أنا لا أسمح لك بالتفوه بأكثر من هذا.." نفضت ذراعها من كفه وأكملت" ظننتك رجلا مختلفا عن الشائع في مجتمعنا،لكن اتضح أنك تشبه الجميع…تنتهز الفرصة لترضي غرورك وتقنع نفسك بأنني سيئة السمعة ويا لحظك لأنني لم أقبل الزواج بك" زفرت بغضب ثم أكملت باستنكار"صدمت فيك حقا!..لا أصدق أن هذا الكلام صدر منك أنت بالذات"
نظر لها بصدمة ليس منها بل من نفسه وبما تفوه به…خبر أنها ستنتقل من منزل جدته لم يرق له بتاتا، ومعناه أنه لن يرها مرة أخرى كما اعتاد،ولن يقلها من محل عملها كما اعتاد أيضا..أي ابتعادها النهائي عن حياته…ومشاعره التي رفضتها مرتين من قبل ستبقى يتيمة وهو لا حول ولا قوة له لإخمادها..
مشاعر الغيرة عليها من أسامة والتي كان يحاول التحكم فيها منذ أن بدأ يقلها من العمل، خانته وخرجت بأسوأ طريقة ممكنة…الطعن في شرفها..
نظر لها وحاول النطق باعتذار لكنها قاطعته قائلة باستنكار وقد استوعبت شيئا للتو"كيف علمت أنني سأنتقل لحيه؟هل تتجسس علي؟"
ابتلع ريقه وصمت للحظة فهتفت باستنكار"أنت مجنون!..لماذا كل هذا… لماذا؟"
صرخ بجنون"لأنني أحبك!هذا هو السبب، لأنك تتساهلين في التعامل معه بينما تعاملينني بجفاء..لماذا هو ولست أنا؟"ضرب الحائط بجانبها بقبضته وهتف بجنون"لماذا؟"
نظرت له بصدمة..وفغرت فاهها ثم نطقت بعدم استيعاب"ما هذا الذي تهذي به؟أنا أنت هو؟"
نظر لها عماد بعدم تصديق ثم زفر بنفاذ صبر..فهو قد اعترف لها بمشاعره الصريحة للتو ولأول مرة لكنها اعتبرته هذيان…ابتلع ريقه ولمَّ ما تبقى من كرامته ثم همس بصوت متحشرج"غادري يا ثريا"
ضيقت عينيها تنظر له بغضب ثم انسحبت من أمامه تمطره بوابل من اللعنات بينها وبين نفسها وقد أخافها جدا،وأنتج عقلها العديد من السيناريوهات المخيفة عن انتهاكها بأبشع الطرق.
أما عماد فقد بقي على نفس وقفته ينظر في الفراغ بجفاء ثم خرج من الشارع الضيق واتجه لمنزله مباشرة.
____________________
طرقات خفيفة على باب منزل عَلْيا،وقفت عَزة خلف الباب وقالت"من الطارق؟"
فرد عليها زكريا بهدوء"إنه أنا زكريا"
هتفت من الداخل"لحظة واحدة"
اتجهت للداخل وارتدت حجابها على عجل ثم فتحت الباب،فتقابلت نظراتهما وتأمل وجهها لثواني قبل أن يسألها بقلق"هل أنت بخير؟"
أومأت بالإيجاب وابتسامة رقيقة تزين ثغرها، فسألها مجددا"هل عاودتك نوبة الهلع مجددا؟"
حركت رأسها بالنفي وقالت بهدوء"أنا بخير"
فهمس"جيد!".
أدخل يده في جيب سرواله يصارع الشياطين بداخله ،فتأمل وجهها لثواني بملامح مقتضبة ثم نقل نظراته لداخل المنزل وسألها بجفاء"أين لينا؟"
ابتلعت غصة في حلقها وقالت بهدوء"لقد نامت للتو"
أومأ بهدوء قائلا"سآخذها للمنزل، لا بد أنها أتعبتك!"
نفت قائلة"بالعكس،لقد قضينا وقتا ممتعا معا"
فرد بهدوء"شكرا لاعتنائك بها"
تمتمت"على الرحب"
فرد بتأكيد"سأدخل لأحضرها"
أومأت وأفسحت له المجال للدخول،ثم همت باللحاق به فأوقفها قائلا بحزم"لا تلحقي بي، سأحضرها بنفسي"
نظرت لظهره باستغراب ثم ضيقت عينيها تحدث نفسها"ما الذي يحدث معه!"
فقالت"إنها في الغرفة الثانية على يدك اليسرى"
خرج زكريا بعد لحظات يحمل لينا بين ذراعيه وملامحه المقتضبة تفسر عدم ارتياحه لتواجده مع عزة في نفس المكان..
فتجاوزها متمتما"سأذهب الآن…شكرا"
أوقفته متسائلة"هل سيؤثر تغيبي عن التدريب على المشروع؟"
نظر لها بطرف عينيه وهتف بينه وين نفسه باستنكار"كيف تفكر في التدريب وهي تحت هذه الظروف"..تنحنح يطرد الجملة من عقله وقال بهدوء"سأرسل لك آخر المستجدات على بريدك الالكتروني،وتستطيعين سؤالي عن أي شيء في أي وقت..أنت تتجاوزين المتدربين الآخرين بأميال لذلك لن يؤثر تغيبك في شيء"
ابتسمت بهدوء ونطقت تشكره"أشكرك على تفهمك لظروفي ..سأحرص على أن أحتفظ بنفس الأداء"
أومأ بتفهم ثم تمتم"سيتحسن كل شيء بإذن الله"
ثم غادر من أمامها بخطوات سريعة،وظلت تتأمل ظهره لبعض الثواني قبل أن يغلق باب منزله ويختفي تماما.
******
دخل غرفته بهدوء ووضع لينا على سريره برفق، ثم نزع سترته وقميصه وجلس أرضا يتأمل صغيرته،أو يتظاهر بتأملها وبداخله أعاصير لا يعرف طريقة لتهدئتها..
تحسس الخاتم الذي يحيط بنصره لوقت طويل، ثم نزعه ببطء ينظر له بعيون جاحظة،ويشعر أنه لا يستحقه، بل فقد أهلية أن يرتديه بعد الآن،بسبب تلك المشاعر الدخيلة التي تصر على الخروج إلى النور..وقد عثرت على طريقها بالفعل..
رؤيتها قبل قليل دغدغت مشاعره بطريقة مؤذية،والدفء الذي بعثته لمستها صباحا في كفيه مازال يشعر به…فأرجع ذلك لكونه صام عن النساء لوقت طويل بشكل جعل احتياجاته الجسدية تترجم بتلك الطريقة…تراجع عما يفكر به ونفاه فورا بداخل عقله مدركا أن ما يشعر به الآن مشاعر مألوفة عايشها قبل سنوات ولا تمت للاحتياجات الجسدية بصلة.
عيون عسلية في مخيلته تعاتبه تصارعها أخرى سوداء تطلب وصاله..وهو تائه بينهما…
لا يستطيع مقارنة ما يشعر به اتجاه إيمان مع مشاعره الحديثة اتجاه عزة…فالأولى مترسخة في كل جنبات صدره،لكن الأخيرة بدأت تلح عليه بشكل وأعمق،ولا يطيق الأمر بل يشعره بالدناءة..
قطعت لينا حبل أفكاره،وهي تقترب منه وتحتضنه، فأدرك أنه شرد للحظات ولم ينتبه لاستيقاظها…
وزع قبلات عديدة على خدها،وسألها عن يومها،فردت عليه بحروف متلعثمة"لقد بكيت مع أزة..وآكل أنا وهي و لإبنا وركصنا"(لقد بقيت مع عزة..وأكلنا ولعبنا ورقصنا)
ابتسم بهدوء ينظر لها تشير لأصابعها الصغيرة أمام وجهه وتعد ما فعلته مع عزة..فسألها بلطف"هل تحبين الخالة عزة؟"
أومأت لينا وقالت"أزة شميلة"(عزة جميلة)
لمست أطراف شعرها وقالت تصارع الحروف المتلعثمة"أريد سأري متل أزة…تويل زدا"(أريد شعري مثل عزة..طويل جدا)
ابتلع ريقه يتأمل وجهها وسافر عقله لتخيلها بدون حجابها،فأغمض عينيه يطرد تلك الأفكار…وهمس يلوم نفسه"متى وصلت لهذا الحد يا زكريا؟ متى؟" .
******
جلست عزة أمام حاسوبها تتجول على صفحتها وتنتظر أن يصلها البريد الالكتروني الذي أخبرها عنه..
الكثير من الخواطر والأشخاص يتفاعلون معها بشكل جميل…اكتشفت منذ مراهقتها أنها تميل لكتابة الخواطر والأشعار…فكانت دائما ما تجد نفسها تعبر عن مكنوناتها بتلك الطريقة،وأنشأت صفحة لمشاركة ذلك مع الآخرين.
غيرت إعدادات الصفحة لتطلعها على خواطر السنة الأخيرة،وكانت أغلبها تتحدث عن المشاعر،بل عن شخص لم يجف حبر قلمها عن الكتابة عنه منذ أول لقاء بينهما.
تنهدت بتعب،لم يكن جسديا بل نفسيا..وقد قضت اليوم كله تفكر ماذا ستكون ردة فعل والدها إن علم باختفائها…بالرغم من أن والدتها طمأنتها على الهاتف أنه يلتزم غرفته ولم يذهب ناحية غرفتها أبدا ويكتفي بالسؤال عن إذا كانت تناولت طعامها.
نزعت نظارتها ثم قربت أذن الإطار من شفتيها تفكر في الخطوة التالية بعد الهروب،هل ستبقى هكذا فقط،أم سيقتنع والدها بأنها لا تريد الزواج من عصام،وهل سيقبل أن يستمع لها من الأساس.
زفرت نفسا عميقا ثم أغلقت حاسوبها تنتظر وصول أشرف الذي اتصل بها قبل قليل وأخبرها بأنه قادم.
________________
'في سيارة أنس'
ركنها بجانب منزله،فنزلت سمر أولا ثم لحق بها أشرف يحمل بعض الأكياس،وتزامن نزولهما مع وصول عَلْيا التي ركنت دراجتها بجانب المنزل.
اقتربت منها سمر أولا وهمست في أذنها بشيء، فنظرت فورا لأنس الذي خرج من سيارته وكان ينظر لها أيضا…بعد التدقيق في تقاسيم وجهه،لقد فقد القليل من وزنه كما أخبرتها عزيزة،لكن ليس لتلك الدرجة المهولة التي صورتها لها..
دخلوا منزل عَلْيا جميعا،فمد أشرف بعض الأكياس لعَلْيا وكانت تحتوي على لوازم غدائية،والأخرى لعزة،وكانت تضم بعض الملابس والحاجيات النسائية التي لم تملك الفرصة لتأخذها كلها من المنزل.
بعد الكثير من المحادثات العادية بين الجميع..
اعتذر أنس عن الذهاب للمنزل لبعض الوقت،وانضمت سمر لعَلْيا في المطبخ،فبقيت عزة مع أشرف في غرفة المعيشة.
سألته بقلق وقد أدركت أخيرا حجم المصيبة"ماذا سنفعل الآن يا أشرف،ألا تظن أن هروبي سيثير جنون والدي أكثر؟"
أغمض عينيه يدلك صدغه واقترح قائلا"كل ما يجول بخاطري الآن هي فكرة المواجهة،خاصة أن عصام ضد هذه الزيجة أيضا،وأشك أنه على علاقة بأخرى وبشخصيته العاطفية أظنه متعلقا بها جدا ووعدها بالزواج"
ردت تعيد كلماته بالشكل الذي فهمته"إذن تقترح بأن نعترض أنا وعصام معا..ونثبت على موقفنا إلى أن يقتنعوا بأننا لا نليق ببعضنا"
أومأ اشرف مؤكدا"تماما!"
نظرت له بحيرة"لكن متى وكيف وأين؟"
رد عليها بهدوء"لقد تقرر أن يوم الخطوبة سيكون الجمعة القادمة..وسيكتشف والدي أنك مختفية في نفس اليوم،ثم سيسود التوتر في المكان وهنا يأتي دورك ودور عصام في أن تعترضا وأنا سأدعم اعتراضكما أيضا.."
نظرت له بعدم استيعاب ونطقت"ولماذا غادرت المنزل إذا كان تنفيذ الخطة لن يكون سوى يوم الجمعة"
رد عليها"لقد خشيت أن تستفزي الحاج رشيد فقدم على تزويجك بالإكراه وبدون علمي ولن أستطيع فعل شيء وقتها.."
فسألته مجددا"ماذا إن اكتشف غيابي قبل يوم الجمعة؟"
أجابها ببساطة"سنتعامل مع الأمر وقتها بما يتناسب مع الموقف…و ربما سنحتاج وقتها لكشف جميع الأوراق فيدرك فداحة ما أقدم عليه في الماضي،وما بصدد الإقدام عليه الآن"
سألته بتردد"هل تقصد سبب طلاقك"
اقتضبت ملامح وجهه فاكتفى بتحريك رأسه بالإيجاب.
ثم وقف يهم بالمغادرة وقال"سأغادر الآن!إذا احتجت شيئا اتصلي بي"
أومأت مؤكدة ووقفت هي الأخرى ثم اقتربت منه فضمها لصدره وقبل فوق رأسها برفق.
أبعدت وجهها عن صدره ولازالت تحتضنه ثم سألته"هل أستطيع العودة للتدريب؟"
نظر لها لثواني ثم قال بتفكير"من الصعب أن أقلك من هنا للحي الصناعي ثم أذهب للعمل بعدها"
قاطعته تفتي حلا بسرعة"سأستخدم المواصلات..أستطيع استقلال الحافلة أو سيارة الأجرة"
اعترض قائلا"من الصعب إيجاد حافلات تصل للحي الصناعي..والدخول إليه وحدك في ذلك الوقت من الصباح الباكر ليس آمنا" همس بتفكير"أنس لن يستطيع إيصالك لأنك لست في طريقه"تذكر شيئا وقال"آه تذكرت،أنت تحت إشراف زكريا في الأساس..سأطلب منه هذا المعروف"
اعترضت قائلة"لا داعي لذلك! أستطيع استقلال المواصلات"
هز رأسه نفيا"أمر المواصلات مرفوض…وزكريا لن يرفض هذا الطلب..سأخبره..وسأرد عليك هذا المساء"
أومأت بعجز ونبست"كما تريد"
قرص خدها برفق"ارتاحي أنت يا مدمنة الدراسة والعمل"
ابتسمت وردت عليه"لم تر شيئا بعد!"
فتمتم"أعلم ذلك!"
ثم أدار عينيه يمشط المنزل ويبحث عن أي أثر لسمر،فانتبهت له عزة وقالت بخبث تشير للمطبخ"إنها هناك!بالمطبخ"
نظر لها يتظاهر بعدم الفهم"من؟!"
همست تدندن"أسمر يا اسمراني" وابتسمت في وجهه بمكر
أبعدها عنه برفق وقال بحزم مزيف"سأغادر"
فمر من جانب المطبخ وتنحنح ليجذب انتباه الفتاتين قبل أن يقول"أنا سأذهب الآن..شكرا مجددا يا عَلْيا على كل شيء"
أومأت عَلْيا بهدوء وردت على شكره"على الرحب والسعة!مرحبا بك في أي وقت"
أومأ وابتسم بخفة ثم ألقى نظرة على سمر التي تخلصت من معطفها سابقا ولمت شعرها على شكل كعكة فوضوية فوق رأسها،فكانت ترتدي قميصا بأكمام يلتصق بجزئها العلوي وذو فتحة عنق واسعة تبرز عظمتي التروقة،فاستطاع من خلاله رؤية الوشم الذي رآه لأول مرة…وشم اللافندر مرسوم بطريقة فنية على العظمة اليسرى ولم تغفل عن تلوين زهور اللافندر بلونها البنفسجي.
ابتلع ريقه وأبعد نظراته عنها بسرعة ثم تحرك مغادرا.
____________________
'في صباح اليوم التالي'
'في منزل عائلة قاسمي'
دخل رشيد إلى غرفة عزة يستند على عكازته ويحاول ألا يصدر صوتا،لكي لا يوقظها؛كان ضوء الصباح قد بدأ بالتسلل فعلا من الشرفة،فظهر الجسد الممدد على السرير وهو يلتحف بطانية دافئة ويكور هيأته..
مد رشيد كفه لينتزع الغطاء،لكن الجسد الممدد أحكم شده على جسده،وبدأ يصدر أنينا أنثويا يدل على إنزعاجه في النوم،حاول رشيد شد الغطاء مجددا وبقوة أكبر،ف___

نهاية الفصل التاسع عشر🌼
أتمنى أن ينال إعجابكم فرأيكم يهمني
شكرا لانتظاركم ومتابعتكم لفصول روايتي
نلتقي في الأسبوع القادم بإذن الله🌼
قراءة ممتعة🤍






فاطمة الزهراء أوقيتي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية:
وشمتِ اسمك بين أنفاسي~
بقلمي
🤍أكتب لأحيا الواقع بنكهة الخيال🤍
رد مع اقتباس
قديم 06-02-23, 11:11 PM   #383

فاطمة الزهراء أوقيتي
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء أوقيتي

? العضوٌ??? » 475333
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 612
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond repute
:sss4: ملاحظة🙏🏻

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة الزهراء أوقيتي مشاهدة المشاركة
صباح الخير جميعا،،
أتمنى أن تلقاكم هذه المشاركة بألف خير..
سيتم تأجيل تنزيل الفصول إلى الأسبوع القادم، لأسباب خارجة عن إرادتي.
نلتقي الأسبوع القادم، مع الفصل التاسع عشر..

وأترككم مع تصميم بسيط لمشهد من الفصل القادم…

ملاحظة بخصوص هذا التصميم🌼

لقد تم تغيير بسيط في حبكة الرواية، وفرضت بعض المشاهد نفسها بحيث لم يكن من المناسب تسريع الأحداث وإدماج هذا الاعتراف في الفصل التاسع عشر..

أتمنى أنني لم أخيب ظنكم..والقادم سيكون أحلى وأمتع بإذن الله..
شكرا لاهتمامكم..استمتعوا🤍


فاطمة الزهراء أوقيتي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية:
وشمتِ اسمك بين أنفاسي~
بقلمي
🤍أكتب لأحيا الواقع بنكهة الخيال🤍
رد مع اقتباس
قديم 07-02-23, 11:43 AM   #384

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,559
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي

مرحبا.صباح الخيرات فطومة قلبي الجميلة
يا هلا وغلا بحضورك الجميل حبيبة قلبي

☆مشاعر مرتبكة☆

الإنسان بعقله وقلبه كتلة من المشاعر بعضها يكون واضحا لا لبس فيه
والبعض الآخر خاصة بالشق الخاص بالقلب قد يرتبك وتتشوش رؤاه
مع انها واضحة وضوح السمس
واحيانا قد يضيع فرصا لسعادته او نجاحه جراء هذا الإرتباك

لقد نجحت خطة الفرسان الاربعة لتهريب عزة
وبعمق الخطر تتفجر مشاعر الإنسان الحقيقية
عزة ما زالت مصدومة...
اشرف مازال منفعلا ومتأثرا بما عاناه من قلق...
زكريا تجتاحه مشاعر غريبة تهز كيانه لا يعرف كنهها او بتجاهلها ويهرب منها...
بينما الباقين كانوا أكثر ثباتا...
وبوصول عزة لدى عليا تنتهى مشكلتها مؤقتا

☆الكون يتحرك☆

تنتقلين بسرعة حبيبتى.. من مشهد.. لشخص... لحركة دائبة
تصورين ثريا وهى تخبر سعدية ومنها لعزة واستيقاظها ببيت عليا
وعليا وحوارها مع عزيزة بشكل غير مباشر علها تدرك اهميتها بالنسبة لأنس
وذاك الموقف المرعب لثريا مع عماد الغيور وما فاه به من ترهات
واستكمال جمعها لاغراضها
ثم عزة ورعايتها للينا..كله في سرعة شديدة جدا

ونعود هنا ثانية لزكريا وتلك الحيلة الازلية التى يلجأ لها الإنسان بالإنكار
ثم الإتيان بسلوك مخالف تماما لما يجول بنفسه
كحركة استباقية يدافع بها عن نفسه ويظل قابضا على مشاعره الحقيقية
فيتعامل بشكل رسمى وبإقتضاب مع عزة

☆المواجهة الحتمية☆

الهروب لم يكن يوما حل للمشاكل
والهروب قد يكون معنويا بالنفس كما يحدث مع زكريا
وقد يكون ماديا كما يحدث مع عزة بهروبهامن منزلها
ولكن الحل هو كما اوضحه لها أشرف وإلا كان الامر عبثيا
فرشيد لن يرجع عن رأيه إلا بالمواجهة وإدراكه لخطأه الكبير حتى لو إضطر أشرف ان يفصح عن سبب طلاقه

بينما النهاية المثيرة ايضا
فلا ادرى لمن الصوت الانثوى هل هذا مراد من نام مكان عزة أم هى عادت بنفس الطريقة التى خرجت بها

سلمتى حبيبتى
وبإنتظار القادم
لك كل حبى


shezo متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-02-23, 11:46 AM   #385

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,559
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي

مرحبا جميلتى

ما أجمل تتمة مشهد الهروب الكبير بالامراء الاربعة
وأيضا قدوم مراد لمساعدة شقيقته جاء إضافة جميلة منك
فهو أيضا من ضحايا والده والذى بتعنته وقسوته عليه
جعله يتبع قرناء السوء في غيهم فيتناول المسكرات

الهروب الكبير الذى صورته بشكل مذهل حرك الكثير من المياة الراكدة
رفض عزة للإستسلام...
وهذا زكريا ومشاعر جديدة تتحرك بداخله...
وان كان هناك خلط لديه بين الضمير الذى يصور إنجذابه لعزة على انه خيانه وبين سنة الحياة التى تجعلها تستمر ولا تتوقف على موت أحد
وفائه لإيمان لا يعنى عزوفه عن الحياة ستظل تحتل جانبا في حياته
لجزء ما زال ينبض بالحياة متمثلا في لينا
عليه ان يعيد تقييم الامور وتصحيح المفاهيم

بينما علياولاول مرة يمتلأ بيتها باللاجئين اليها اى انها مصدر قوة وأمن لهم وسيأتيها ثرياأيضا
ربما يسهم هذا في تعزيز الثقة لديها بنفسها وبانها ليست شخصية هامشية
فقد صارت محورية بالنسبة للكثيرين

وقد أبهرتنى حبيبتى برسمك لحالة عزة المنهارة
وما اروع حنان وعطف أشرف عليها مس قلبي جدا
ولا ريب مس قلب سمر

راقنى جدا باقي مشاهد الباقين لدى عليا
وقدرتك المبهرة في تناول مشاعر الجميع المرتبكة ليس في تحديد كنهها
ولكن في كيفية التعامل معها
انس ما زال يحاول مع علياوأشرف تفضحه تصرفاته تجاه سمر وقد دللت عبارتك(ربما ما يراه جبنا حقا هو حماية لسمر من نفسه المريضة الشكاكة…) على مدى حبه لها

بينما ردة فعل نجاة على تحديد موعد خطبة عزة فأجده سلبية كبيرة منها ..على الاقل كانت ترفض الإجابة خاصة مع علمها بهروب عزة

يعجبنى وضوحك جدا في إعتراف أبطالك بمشاعرهم صراحة
ليس كلهم طبعا..لكن عزة لم تنفى او تنكر مشاعرها القوية تجاه زكريا

الفصل كله رائع حبيبتى في كل جزء منه
حقا أنت مبدعة
دمتى ودام ألقك الرائع


shezo متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-02-23, 11:50 AM   #386

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,559
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة الزهراء أوقيتي مشاهدة المشاركة
ملاحظة بخصوص هذا التصميم🌼

لقد تم تغيير بسيط في حبكة الرواية، وفرضت بعض المشاهد نفسها بحيث لم يكن من المناسب تسريع الأحداث وإدماج هذا الاعتراف في الفصل التاسع عشر..

أتمنى أنني لم أخيب ظنكم..والقادم سيكون أحلى وأمتع بإذن الله..
شكرا لاهتمامكم..استمتعوا🤍
حبيبة قلبي

المشهد سوا أجاء بالفصل الحالى أو القادم
المهم فيه هو النتيجة
وان تقتنع عليا بصدق مشاعر أنس
ولا تضيع سعادتها بترهات لا داعى لها
ويكفيها ما عانته وحدها
ولتسمح لأنس ليكون أنس فعلا لوحدتها
مطيبا لجروحها
معوضا عن سنوات اضاعها بقصر نظره

سلمتى حبيبة قلبي


shezo متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-02-23, 02:23 PM   #387

فاطمة الزهراء أوقيتي
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء أوقيتي

? العضوٌ??? » 475333
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 612
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond repute
Icon26 حبيبتي Shezo🤍

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shezo مشاهدة المشاركة
مرحبا.صباح الخيرات فطومة قلبي الجميلة
يا هلا وغلا بحضورك الجميل حبيبة قلبي

☆مشاعر مرتبكة☆

الإنسان بعقله وقلبه كتلة من المشاعر بعضها يكون واضحا لا لبس فيه
والبعض الآخر خاصة بالشق الخاص بالقلب قد يرتبك وتتشوش رؤاه
مع انها واضحة وضوح السمس
واحيانا قد يضيع فرصا لسعادته او نجاحه جراء هذا الإرتباك

لقد نجحت خطة الفرسان الاربعة لتهريب عزة
وبعمق الخطر تتفجر مشاعر الإنسان الحقيقية
عزة ما زالت مصدومة...
اشرف مازال منفعلا ومتأثرا بما عاناه من قلق...
زكريا تجتاحه مشاعر غريبة تهز كيانه لا يعرف كنهها او بتجاهلها ويهرب منها...
بينما الباقين كانوا أكثر ثباتا...
وبوصول عزة لدى عليا تنتهى مشكلتها مؤقتا

☆الكون يتحرك☆

تنتقلين بسرعة حبيبتى.. من مشهد.. لشخص... لحركة دائبة
تصورين ثريا وهى تخبر سعدية ومنها لعزة واستيقاظها ببيت عليا
وعليا وحوارها مع عزيزة بشكل غير مباشر علها تدرك اهميتها بالنسبة لأنس
وذاك الموقف المرعب لثريا مع عماد الغيور وما فاه به من ترهات
واستكمال جمعها لاغراضها
ثم عزة ورعايتها للينا..كله في سرعة شديدة جدا

ونعود هنا ثانية لزكريا وتلك الحيلة الازلية التى يلجأ لها الإنسان بالإنكار
ثم الإتيان بسلوك مخالف تماما لما يجول بنفسه
كحركة استباقية يدافع بها عن نفسه ويظل قابضا على مشاعره الحقيقية
فيتعامل بشكل رسمى وبإقتضاب مع عزة

☆المواجهة الحتمية☆

الهروب لم يكن يوما حل للمشاكل
والهروب قد يكون معنويا بالنفس كما يحدث مع زكريا
وقد يكون ماديا كما يحدث مع عزة بهروبهامن منزلها
ولكن الحل هو كما اوضحه لها أشرف وإلا كان الامر عبثيا
فرشيد لن يرجع عن رأيه إلا بالمواجهة وإدراكه لخطأه الكبير حتى لو إضطر أشرف ان يفصح عن سبب طلاقه

بينما النهاية المثيرة ايضا
فلا ادرى لمن الصوت الانثوى هل هذا مراد من نام مكان عزة أم هى عادت بنفس الطريقة التى خرجت بها

سلمتى حبيبتى
وبإنتظار القادم
لك كل حبى
صباح الخيرات حبيبتي Shezo🤍
سعيدة أنا بهذا اللقاء الأسبوعي الذي يجمعنا معا…

المشاعر تكون مرتبكة بقدر ما تكون مربكة للشخص…من الصعب التعايش مع المشاعر الدخيلة التي تهاجمنا،سواء الحب
أو الحزن أو أي شعور آخر…نحن كيان رهيف من السهل اهتزازه وقلب أموره رأسا على عقب…

عزة وأشرف مدركين تماما أن المسألة مؤقتة والهروب ليس خطة مثالية خاصة لمثل حالتهم..لكنه أقدم على تنفيذه لأن لا يستطيع التنبؤ بما قد يفعله والده في غيابه.

الانتقال السريع بين المشاهد،…لم أستطع تبين إن كان تحدثك عنه يعد انتقادا بناءا أم ملاحظة فقط لأن المشاهد كلها حدثت في يوم واحد…
سأسعد بأن أعرف ذلك عزيزتي Shezo لتكون الفصول الأخرى بأبهى حلة….فأنا أثق في خبرتك في القراءة وذائقتك الأدبية الرفيعة..

مشاعر زكريا تستمر بالإلحاح عليه…وستظهر عاجلا أم آجلا بشكل من الأشكال..
والمواجهة كما وصفتها ستكون حتمية…فالحياة عبارة أحداث مترابطة ببعضها…وهروب عزة يؤثر على تلك الحياة حتما..

الصوت الأنثوي..سأتركك لاستكشافه في الفصل القادم…ولن أحرق عليك

سلمتِ حبيبتي على مرورك الجميل والمشجع…
لك مني كل الحب والود والاحترام


فاطمة الزهراء أوقيتي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية:
وشمتِ اسمك بين أنفاسي~
بقلمي
🤍أكتب لأحيا الواقع بنكهة الخيال🤍
رد مع اقتباس
قديم 07-02-23, 04:41 PM   #388

فاطمة الزهراء أوقيتي
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء أوقيتي

? العضوٌ??? » 475333
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 612
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond repute
Icon26 Shezo الحبيبة🤍

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shezo مشاهدة المشاركة
مرحبا جميلتى

ما أجمل تتمة مشهد الهروب الكبير بالامراء الاربعة
وأيضا قدوم مراد لمساعدة شقيقته جاء إضافة جميلة منك
فهو أيضا من ضحايا والده والذى بتعنته وقسوته عليه
جعله يتبع قرناء السوء في غيهم فيتناول المسكرات

الهروب الكبير الذى صورته بشكل مذهل حرك الكثير من المياة الراكدة
رفض عزة للإستسلام...
وهذا زكريا ومشاعر جديدة تتحرك بداخله...
وان كان هناك خلط لديه بين الضمير الذى يصور إنجذابه لعزة على انه خيانه وبين سنة الحياة التى تجعلها تستمر ولا تتوقف على موت أحد
وفائه لإيمان لا يعنى عزوفه عن الحياة ستظل تحتل جانبا في حياته
لجزء ما زال ينبض بالحياة متمثلا في لينا
عليه ان يعيد تقييم الامور وتصحيح المفاهيم

بينما علياولاول مرة يمتلأ بيتها باللاجئين اليها اى انها مصدر قوة وأمن لهم وسيأتيها ثرياأيضا
ربما يسهم هذا في تعزيز الثقة لديها بنفسها وبانها ليست شخصية هامشية
فقد صارت محورية بالنسبة للكثيرين

وقد أبهرتنى حبيبتى برسمك لحالة عزة المنهارة
وما اروع حنان وعطف أشرف عليها مس قلبي جدا
ولا ريب مس قلب سمر

راقنى جدا باقي مشاهد الباقين لدى عليا
وقدرتك المبهرة في تناول مشاعر الجميع المرتبكة ليس في تحديد كنهها
ولكن في كيفية التعامل معها
انس ما زال يحاول مع علياوأشرف تفضحه تصرفاته تجاه سمر وقد دللت عبارتك(ربما ما يراه جبنا حقا هو حماية لسمر من نفسه المريضة الشكاكة…) على مدى حبه لها

بينما ردة فعل نجاة على تحديد موعد خطبة عزة فأجده سلبية كبيرة منها ..على الاقل كانت ترفض الإجابة خاصة مع علمها بهروب عزة

يعجبنى وضوحك جدا في إعتراف أبطالك بمشاعرهم صراحة
ليس كلهم طبعا..لكن عزة لم تنفى او تنكر مشاعرها القوية تجاه زكريا

الفصل كله رائع حبيبتى في كل جزء منه
حقا أنت مبدعة
دمتى ودام ألقك الرائع
مرحبات عزيزتي Shezo🤍

سعيدة أن المشاهد نالت إعجابك..وما استنتجته عن عَلْيا صحيح جدا…فقد انتقلت من مرحلة كونها ترى تفسها مهمشة إلى أنها أصبحت ملجأ الكثيرين..وسيظهر مع الوقت جانبها المحتوي لكل من حولها تحت المقولة التي يجب كسرها(فاقد الشيء لا يعطيه) واستبدالها بفاقد الشيء يعطيه وبكثرة…

مراد يا مراد…خلاصته أن أشرف لن ينتهي من مشكلة عزة حتى يسقط في مشكلة مراد فكيف سيتعامل مع الأمر يا ترى؟
ربما حان الوقت ليتحرر زكريا من ماضيه ولا أقصد نفي إيمان من حياته بصفة نههائية فكما أشرت سابقا أنها ستتمثل في جزء مهم في حياته وهي لينا…

وهذا الفصل كشف عن جزء آخر مطموس من شخصية أشرف..والذي استشعرته سمر ولاحظته منذ لقاءاتهما الأولى..

نجاة النموذج للأم التي تساير زوجها في كل شيء لكي تتفادى المشاكل لا تخرج من منطقة راحتها…

شكرا حبيبتي على دعمك المستمر
دمتِ رفيقتي العزيزة والمحبة أمالي 🤍😻


فاطمة الزهراء أوقيتي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية:
وشمتِ اسمك بين أنفاسي~
بقلمي
🤍أكتب لأحيا الواقع بنكهة الخيال🤍
رد مع اقتباس
قديم 07-02-23, 04:45 PM   #389

فاطمة الزهراء أوقيتي
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء أوقيتي

? العضوٌ??? » 475333
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 612
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond repute
Icon26 حبيبتي Shezo🤍

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shezo مشاهدة المشاركة
حبيبة قلبي

المشهد سوا أجاء بالفصل الحالى أو القادم
المهم فيه هو النتيجة
وان تقتنع عليا بصدق مشاعر أنس
ولا تضيع سعادتها بترهات لا داعى لها
ويكفيها ما عانته وحدها
ولتسمح لأنس ليكون أنس فعلا لوحدتها
مطيبا لجروحها
معوضا عن سنوات اضاعها بقصر نظره

سلمتى حبيبة قلبي
حبيبتي Shezo🤍
دامت رحابة صدرك وتفهمك للجميع واحتوائك لنا😍
أنس سيكون أنس فعلا كما قلت وسيعوض عَلْيا عن ما عانته
فيكون كالبلسم على جراحها

سلمت حبيبتي 🤍
قبلاتي 😘😘


فاطمة الزهراء أوقيتي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية:
وشمتِ اسمك بين أنفاسي~
بقلمي
🤍أكتب لأحيا الواقع بنكهة الخيال🤍
رد مع اقتباس
قديم 12-02-23, 11:40 PM   #390

نورهان الشاعر
 
الصورة الرمزية نورهان الشاعر

? العضوٌ??? » 477398
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 2,761
?  نُقآطِيْ » نورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الخير حبيبتي المبدعة...
عذرا عن غيابي هذه الأيام فحقا كانت نفسيتي متعبة قليلا..و لم أستطع القراءة بمزاج جيد...
و حقا إشتقت بشدة لكل الأبطال..و أنا أقرأ علمت أن جمال قلمك كان ينقصني جدا هذه الفترة..
الفصل السابع عشر...
فوضى المشاعر قد أفرغت بأثقالها على الشباب تشدهم بخيوط عجيبة غير مرئية تشبك القلوب..
فما بين حب ممنوع و حب مشتعل يداري نيرانه. و حب هادئ في طور الولادة.. دقت القلوب متفرقة لتشكل لحن الحب.
اللحظات السعيدة لا ثمن لها.. تلك المبارة المليئة بالعواطف و التحديات كانت مجمعا للقلوب، و قد تكرمت إن أنت أحضرت لأسامانا فراشته النارية لتشعل الجو و هي تتعثر في نفسها لاعبة بالكرة، عكس بناتنا الماهرات بهمتهم العالية.. كم أحب أجاوءك الجميلة المليئة بالحياة التي ترسمينها في جنبات فصولك فتمنح دفئا خاصا و لذة مميزة..
و للفراشة النارية التي تنفث لهيبها كل لحظة في وجه أسامة سحر خاص، و قد. سرقت إهتمام عاشق الفراشات لتقطن في قلبه. أحب علاقتهما المفعمة بالحياة و مشاكستهما الحلوة التي تسعد القلوب..
حب سمر و أشرف قوي ملتهب لكن عقد الماضي و الكبرياء برزخ أقيم بينهم يبعد المسافات و يرهق القلبين العاشقين...
و لازالت علياء تشهد بقسوة على إنهيار حبها و مشييه لمقصلة الإعدام و هي ترى حبيب قلبها يزف لغيرها.
لا أمل في محب الفراشات العابث و هو يقفز من فراشة لأخرى دون ملل.
كم ألمتني علياء و هي تقف متحاملة على جراحها تتلقى طعنات مؤلمة في قلبها العاشق و هي ترى حبيبها مقترنا بأخرى. ترى بعينيها موت أملها و تحول عشقها لنيران مشتعلة تحرقها بلا رحمة...
و تعود علياء للبيت لتجد طعنات أخرى تنتظر أن تخترق روحها.. تعود لتجد خطيبا و أسرة بعيدة كل البعد غريبة كل الغرابة عن نفسها... تعود محملة بجراحها فتلحقها جراح أخرى.. ربما نية حمزة كانت واضحة منذ الأول و هو دخل لخطبتها مباشرة للمنزل بدل أن يسألها أولا عن رأييها فيريحها و يريح نفسه من الإحراج...
بعد يوم صعب أتتها مواجهة أصعب مع والدين تخلو عنها و تركوها يتيمة في عيشهم..انتهت علاقتهما و تطلقا،لكن علياء تظل إبنتهما صغيرتهما،إستحقت منهما إهتماما حبا إحتواءا...و تتهمها أمها الآن بالقسوة!ألم يكونا عليها أقسى؟اكثر جفاءا؟! اخطاءا و تحملت هي وحدها الخطأ لينصرف كل واحد لشؤونه ثم بعد عمر يأتيان للمطالبة بحقوقهم؟! ماذا فعلا من أجل هذه الحقوق؟!دوما سمعنا عن بر الأباء؟ فماذا عن الأبناء.؟
أيكفي أن تنجب لتكون والد و تستحق المرتبة العظمى؟!
و إنطوت صفحة ريم.. ريم شخصية مميزة فريدة..
أحب قوتها عمليتها رقتها و أنوثتها،كل ما فيها نادر و مميز.. و كذلك أنس لكنهما لم يخلقى لبعض.. ليس العيب في أحد منهما لكن هكذا هي الحياة لن تنجح كل العلاقات.. و كان الإستمرار في هذا الزواج ليشتت عدة قلوب.. و التراجع على بر الأمان بكل صراحة و صدق هو انسب فعل!
تعرفين ذبت في أنس و هو يقف شامخا أمام والدته يصرح بأحقيته بعلياء.. يقف بثبات الرجال صريحا كما لم يكن من قبل شامخا بحبه مجنونا بغيرته، يدافع عن من ملكت قلبه و قد إنسحقت أمامهما الآن كل الموانع.. فواجه أول مرة حقيقة حبه، و هو ينتهي من عقبة ليدخل في أخرى حين علم أن علياء قد أتاها خطيب جديد..و يستحق بعض العذاب ليحس بألام المسكينة علياء، هذا العنيد الأعمى.. يجب ان يجرب لوعة الحب و علقم الحسرة الذي ارتشفتهم علياء بلا رحمة.
ريم حقا ما كانت لتخرج من كل هذه المعارك سالمة و ستظل تملك جراحها و ألامها الخاصة،تعلمت أن تكتمها في نفسها و تظهر دوما بشخصية رزينة هادئة فماذا ينتظرها بعد ذلك؟
و كما عادتك جميلتي نهاية مليئة بالغموض و التسألات تتركبن قلبنا معلق بها دوما.


نورهان الشاعر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:00 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.