آخر 10 مشاركات
أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          كلوب العتمةأم قنديل الليل ؟! (الكاتـب : اسفة - )           »          52 - عودة الغائب - شريف شوقي (الكاتـب : MooNy87 - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          أسيرة الكونت (136) للكاتبة: Penny Jordan (كاملة)+(الروابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          605-زوجة الأحلام -ق.د.ن (الكاتـب : Just Faith - )           »          غيث أيلول -ج5 سلسلة عائلة ريتشي(121)غربية - للكاتبة:أميرة الحب - الفصل الــ 44*مميزة* (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          ترافيس وايلد (120) للكاتبة: Sandra Marton [ج3 من سلسلة الأخوة وايلد] *كاملة بالرابط* (الكاتـب : Andalus - )           »          أترقّب هديلك (1) *مميزة ومكتملة* .. سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

مشاهدة نتائج الإستطلاع: ما هي أكثر شخصية من الأبطال أثارت انتباهكم في الرواية؟؟
سمر 3 27.27%
عليا 5 45.45%
ثريا 7 63.64%
عزة 2 18.18%
أسامة 3 27.27%
أشرف 1 9.09%
أنس 2 18.18%
زكريا 1 9.09%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 11. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree1899Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-02-23, 11:25 PM   #391

فاطمة الزهراء أوقيتي
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء أوقيتي

? العضوٌ??? » 475333
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 612
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond repute
Flower2 تنزيل


مساء الخير جميعا،،

أتمنى أن تلقاكم هذه المشاركة في أحسن الأحوال...

لحظات فقط وسيتم تنزيل الفصل العشرين وأتمنى أن ينال إعجابكم.

قراءة ممتعة.

طلب بسيط قبل البدء بالقراءة..
المرجو قراءة سورة الفاتحة تيمنا لأرواح شهداء زلزال سوريا وتركيا..وحفظكم الله جميعا من كل شر...

shezo and سناء يافي like this.

فاطمة الزهراء أوقيتي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية:
وشمتِ اسمك بين أنفاسي~
بقلمي
🤍أكتب لأحيا الواقع بنكهة الخيال🤍
رد مع اقتباس
قديم 13-02-23, 11:27 PM   #392

فاطمة الزهراء أوقيتي
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء أوقيتي

? العضوٌ??? » 475333
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 612
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond repute
Icon26 الفصل العشرون من رواية وشمت اسمك بين أنفاسي...



الفصل العشرين🌼

'في صباح اليوم التالي'
'في منزل عائلة قاسمي'
دخل رشيد إلى غرفة عزة يستند على عكازته ويحاول ألا يصدر صوتا،لكي لا يوقظها؛كان ضوء الصباح قد بدأ بالتسلل فعلا من الشرفة،فظهر الجسد الممدد على السرير وهو يلتحف بطانية دافئة ويكور هيأته..
مد رشيد كفه لينتزع الغطاء،لكن الجسد الممدد أحكم شده على جسده،وبدأ يصدر أنينا أنثويا يدل على إنزعاجه في النوم،حاول رشيد شد الغطاء مجددا وبقوة أكبر،فتزامن مع دخول نجاة تحمل صينية الطعام،ونظرت له بصدمة ثم همست"ماذا تفعل هنا يا حاج؟"
رد عليها باقتضاب"جئت لأوقظها،سأسمح لها بمغادرة الغرفة"
تلعثمت قائلة"دعها على راحتها يا حاج،الوقت ما زال مبكرا على استيقاظها" ثم ابتلعت ريقها وهي تتطلع لمراد الذي أخرج رأسه من تحت البطانية وهو يشير لها بكفه بأن يخرجا من الغرفة قبل أن ينكشف أمره.
وضعت نجاة الصينية جانبا بارتباك ثم اقتربت من رشيد وربتت على صدره قائلة بلطف"لننزل للأسفل،ونتناول فطورنا،أنا وأنت فقط"
نظر لها من علو قامته وهو يستند على عكازه أكثر قائلا بجفاء"لماذا تعاملينني بلطف فجأة،لقد كنت تتجاهلينني طوال الأمس"
ابتسمت بتوتر وربتت على صدره أكثر تقول"حاشى يا حاج أن أتجاهلك،لقد كنت في مزاج سيء فقط…أما اليوم أنا في أقصى حالات نشاطي..وجهزت لك فطورك المفضل"
قادته لخارج الغرفة فأطاعها باستسلام مستمرا بالتحدث معها بنبرة جافة.
سمع مراد صوت إغلاق الغرفة،فأخرج رأسه من البطانية على مهل يتأكد من خلو المكان ثم زفر براحة،وأغمض عينيه يتذكر خروجه من غرفته قبل قليل،وهم بالتوجه للأسفل فسمع خطوات والده يصعد الدرج،وهو يعلم أنه لا يفعل ذلك عادة..ففطن أنه ربما صعد من أجل عزة…دخل غرفتها بسرعة ودفع بحذائه أسفل السرير ثم استلقى على سريرها والتحف بطانيتها محاولا أن يكور جسده بطريقة تجعل حجمه يبدو أصغر ومتوافقا مع قامة عزة.
سكنت حركته يترقب دخول والده في أي لحظة،فسمع صوت فتح الباب وشد الغطاء على جسده،ثم شعر بوالده يحاول سحب الغطاء من فوقه،فشده أكثر وهو يحاول إصدار أنين أنثوي يدل على انزعاجه في نومه على أساس أنه عزة.
_____________________
'في الحي'
وقفت ثريا بارتباك بجانب الاستوديو ولم يكن قد فتح أبوابه بعد،فقد غادرت باكرا جدا من منزل السعدية،بالرغم من أن الأخيرة أصرت عليها أن تنتظر أن يساعدها عماد في نقل أغراضها،لكنها رفضت وبشدة فلم تكن تريد مقابلته بعد ما حدث بينهما البارحة،لذلك اختارت أن تحضر سيارة أجرة لعتبة الباب وتحصل على مساعدة منه فتضيف على ثمن أجرته إكرامية لعرق جبينه.
واختارت هذا الوقت من الصباح لأنها تعلم أن عَلْيا تفتح الاستوديو باكرا وستستطيع اللحاق بالمركز بعد نقلها للأغراض..
نظرت للحقائب المتراصة بجانبها،إنهما أكثر بكثير من ما أحضرته معها في مرتها الأولى..فقد تضاعفت أغراضهما كما تضاعفت تجاربها ومشاعرها والكثير من الأشياء..أو بمعنى آخر،فقد نضجت واكتسبت قشرة صلبة تمكنها من مواجهة العالم بشكل أقوى.
****
خرج أسامة من المنزل يرتدي بدلة سوداء أنيقة تناسب عمله كمسير فندق معروف في المدينة..دقق النظر فيها من رأسها إلى أخمص قدميها،ثم اقترب منها بهدوء قائلا"لقد وصلت مبكرا!"
انتبهت لصوته فرفعت عينيها لتتلاقى مع خاصته فتذكرت كلمات عماد،أومأت بخفة ونطقت"لقد وصلت للتو"
وقف أمامها يتأمل وجهها لثواني ثم قال"ألم تفتح عَلْيا الباب بعد؟"
ردت عليه بهدوء"لم أطرقه بعد!"
أومأ متفهما ثم مد يده للباب وطرقه بهدوء،ففتحته عَلْيا بعد لحظات فقط.
ابتسم أسامة في وجهها"صباح الخير! هل تتركين الضيوف ينتظرون أمام الباب عادة؟!"
نظرت له باستغراب ثم أخرجت رأسها من عتبة البيت فقابلها وجه ثريا التي تنظر لها بارتباك..فقالت عَلْيا وهي تقترب منها"لم أسمع الباب، هل انتظرت طويلا!"
تبادلا التحية بتلامس خدودهما فردت ثريا"لم أطرق الباب،لقد وصلت للتو"
أومأت عَلْيا بتفهم وأشارت للداخل"تفضلي ادخلي فالجو بارد" وسبقتها بعد أن حملت إحدى الحقائب لتساعدها على إدخالهم.
أومأت ثريا ثم رفعت أكمام كنزتها الصوفية وانحت لتحمل أو الحقائب،انتبه لها أسامة فورا فلمح علامة زرقاء على ذراعها وسألها فورا"ما تلك العلامة؟"
نظرت لذراعها ثم أنزلت كمها بسرعة ونطقت"لا شيء!"
اقترب منها وسحب ذراعها غصبا فحاولت مقاومته لكنه ثبتها قائلا بحزم"توقفي عن التحرك!ودعيني أرى هذه اللاشيء!"
سكنت حركتها لثواني وهي تراقب كفه على ذراعها قبل أن يهتف باستنكار"إنها آثار أصابع؟" رفع نظراته إليها وسألها بحزم"من فعل هذا!؟"
نفضت ذراعها من كفه بقوة وقالت بحزم أكبر"لقد قلت لك لا شيء! كان مجرد سوء فهم وتم حله"
كتف ذراعيه ينظر لها بغموض وقال بجفاء"ما نوع سوء الفهم هذا الذي جعل صاحبه يفعل بك هذا!"
تهربت بنظراتها وهي تمنع نفسها عن إخباره بأن له علاقة بالأمر،فاكتفت بقول بلامبالاة"سوء فهم كأي سوء فهم آخر! إنه ليس بالأمر الجلل،لقد تعرضت لأسوء"
توسعت عينيه توسعا طفيفا من وقع جملتها على مسامعه،بالرغم من أنها نطقتها ببساطة كأنها اعتادت التعرض للعنف الجسدي،أو أنها تعرضت لشيء أكبر مما تعرضت له البارحة،فبدا لها أمرا بسيطا مقارنة مع ما مضى.
انحنت تلتقط إحدى الحقائب من الأرض ونطقت بسخرية"ألن تساعد في هذا؟" ثم أشارت لباقي الحقائب.
رمش عينيه ينظر لها،فتجاهلته بعد نطق جملتها وهمت بالدخول،لكنه أوقفها يجذبها من ذراعها برفق وسألها بنبرة قلقة"هل يعترض أحدهم طريقك؟"
تسمرت نظراتها على ملامح وجهه القلقة ثم هزت رأسها بلا،فأكمل بنفس النبرة"لا تترددي في إخباري بذلك يا ثريا،أستطيع مساعدتك"
شعرت بالدفء يتسرب من كفه عبر كنزتها وينتشر بأوصالها،ارتعشت داخليا ثم همست"أنا بخير يا أسامة،لا أعلم ماذا تخيلت لكن الأمر لم يكن بشعا لتلك الدرجة واستطعت حل الأمر بنفسي"
ألقت نظرة سريعة على كفه،ففهم الأمر وأزاحها ببطء وهو نفسه ود لو يظل ممسكا بها لوقت أطول.
دخلت أولا،فلحق بها يحمل المتبقي من الأغراض،ووضعهم في غرفة المعيشة،قبل أن يتفقد ساعته فيكتشف أنه متأخر قليلا..
سألها ببساطة"دوامك سيبدأ بعد قليل أليس كذلك؟"
أومأت وهي تتفقد ساعة هاتفها ونبست"بلى!"
فقال"هيا سأوصلك في طريقي!"
هزت رأسها بلا وكلمات عماد تطرق برأسها"لا..لا داعي،لن يستغرقني الكثير من الوقت من هنا…فالمركز قريب جدا"
سألها مجددا"هل أنت متأكدة؟"
هزت رأسها بالإيجاب،فرد بهدوء"على راحتك" ثم خرج من المنزل بعد أن ودع عَلْيا التي كانت تراقبهما بهدوء.
رفضت ثريا أن يوصلها بالرغم من أنها كانت متأكدة من أنها متأخرة،لكنها شعرت بعدم الراحة من فكرة ذهابها معه بنفس السيارة وحدهما..
مسحت المكان بعينيها ثم قالت بهدوء"شكرا لاستقبالي عندك يا عَلْيا"
فردت عليها عَلْيا بنفس النبرة"لا داعي لتلك الرسميات بيننا، خدي راحتك في المنزل،فالبيت بيتك"
ثم أشارت لغرفة أرضية ملاصقة لغرفة عزة وأكملت"لقد جهزت لك غرفتك مسبقا، إذا كنت تحتاجين لشيء آخر فقط أخبريني"
أومأت ثريا بهدوء،وابتسامة ممتنة تزين ثغرها،ثم تحركت باتجاه الغرفة وبدأت تنقل أغراضها رويدا رويدا.
دخلت عَلْيا المطبخ،وباشرت في إعداد الفطور.
********
خرجت عزة من غرفتها على عجل وهي ترتدي ملابسها وتحمل حقيبة ظهرها الثقيلة،ودبوس الحجاب بين شفتيها،اتجهت للحمام من أجل تعديل حجابها في المرآة،فالتقت بثريا التي لا زالت تنقل أغراضها وقالت باستغراب"لقد أتيت؟ظننت أنك ستأتين بعد انتهاء دوامك في المطعم"
انتبهت لها ثريا فتهللت أساريرها واقتربت منها بفرح،ثم احتضنتها بخفة وقالت"لا أملك وقتا كافيا في المساء،لذلك قررت المجيء في الصباح"
رحبت بها عزة قائلة"أهلا بك!" ثم انتبهت لساعة يدها وقالت بسرعة"سأرتدي حجابي لأذهب بسرعة فزكريا ينتظرني أمام الباب" ثم ذهبت باتجاه الحمام.
أومأت ثريا بتفهم وقالت"لنلتقي في المساء إذا!"
خرجت من الحمام وهي تجري نحو الباب وأرسلت لها قبلات هوائية قائلة"حسنا!..وداعا يا عَلْيا"
خرجت عَلْيا من المطبخ تحمل صينية فارغة وهي تهتف"لم تفطري عزة!"
وكان آخر ما سمعته هو صوتها وهي تغلق الباب"سأفطر في المصنع..باااي"
نظرت لثريا التي تستعد للخروج أيضا وقالت بارتياب"ألن تفطري أنت أيضا؟"
هزت ثريا رأسها بلا"عذبناك معنا يا عَلْيا،لكنني متأخرة عن المركز أيضا!"
تنهدت بصوت عالي ثم قالت وهي تحني رأسها وتدخل للمطبخ مجددا"حسنا حسنا!على راحتكما"
_______________
أغلق باب المنزل بهدوء يخالف تماما العواصف بداخله،وهو على موعد معها،ألا يكفي أنها أصبحت تقض مضجعه مؤخرا،ليفاجئ الآن بأشرف يطلب منه أن يقلها معه،سيجمعهما سقف واحد،سقف متحرك..
لطالما كان مقتضب الملامح في السنوات الأخيرة،لكن حالته هذه المرة تجاوزت الاقتضاب وأضيف وصف آخر لملامحه،التصلب ولا يدري إن كان لهذا علاقة بما يعيشه مؤخرا،من مشاعر دخيلة اجتاحت صدره وهي في الطريق لتجتاح كيانه أيضا.
دخل سيارته وأدار المحرك،ثم نصب نظراته على باب منزل عَلْيا ينتظر خروجها،انتظر لدقائق لم يكن مركزا ليعدها،لكنها لم تكن بالقليلة وساعته البيولوجية أشعرته بأنه متأخر…ها هي،لقد خرجت وتقبل على سيارته بابتسامتها المعهودة يكسوها بعض الحرج،هزت رأسها تحييه ثم فتحت الباب بجانبه وجلست بخفة قائلة"أعتذر عن تأخري،لم يخبرني أشرف بأنك ستقلني معك سوى قبل لحظات فغيرت ملابسي بسرعة وخرجت"
همس مركزا نظراته على الطريق،وقد انطلق بالسيارة فور ركوبها"لا عليك!".
تظاهرت بتعديل إطار نظارتها فرمقته بنظرات جانبية،رافقها تسارع نبضات قلبها،فتذكرت ما طرأ ببالها عندما أخبرها والدها بأمر خطوبتها من ابن عمتها…كان أول ما غزا تفكيرها وقتها هي صورته،بل زكريا بكليته..فتساءلت وقتها إن كانت ستتجاوز مشاعرها اتجاهه يوما ما،لا تعلم كيف حدث وأحبته في الأساس..وكيف تجاوزت إعجابا أوليا كإعجاب مراهقة بأستاذها الوسيم،عندما تقابلا في التدريب أول مرة إلى حب شابة ناضجة لرجل كامل الأوصاف…تفكيرها في هذا الانتقال أربكها فاستدارت تنظر له لثواني وقد خيم الصمت على السيارة….
سألها بعد برهة بنبرة جامدة"هل وجدت طريقة لإقناع والدك بأنك لا تريدين الزواج من قريبك؟"
خضها سؤاله،فآخر ما كانت تتوقعه أن يسألها عن موضوع خطوبتها،وكانت متأكدة من أن تواجده في عملية تهريبها كان بناءا على طلب من أحد الشباب وهي لا تعلم أنه من اقترح ذلك باندفاع لم يستطع تبريره حتى لنفسه.
ردت عليه بهدوء ظاهري"سنواجهه بالأمر،أنا وعصام"
أومأ ثم سألها بجفاء"وماذا إن لم يستطع تفهم الأمر؟وأجبرك على الزواج منه بطريقة ما!"
قبضت على كفها بتوتر وخوف من الفكرة وقالت بنبرة مصرة"سأرفض وسأصر على رفضي،حتى وإن كان ذلك آخر ما أفعله في حياتي..المهم أنني لن أتزوج بتلك الطريقة"
رفع حاجبه الأيمن وسألها يجس نبضها"وما بها تلك الطريقة؟ألم يتزوج شقيقك بنفس الطريقة سابقا؟"
ردت عليه بحدة طفيفة"وهل بدا لك من طلاق أخي أن زواجه كان ناجحا؟"
أجابها"أفهم من كلامك أنك ترفضين الزواج من قريبك لأنك أخذت زواج شقيقك كمثال، بما أنه فشل فزواجك سيفشل أيضا!"
كتفت ذراعيها تنظر له باستغراب من تحدثه معها عن الأمر فردت عليه بهدوء وهي تستمتع بلحظة تبادلها معه حديث يخصها هي"لم أقل ذلك،أنا فقط أرفض فكرة تزويجي رغما عني"
قال باندفاع" أي أن ما تفعلينه الآن عناد منك فقط وليس لأنك لا ترين قريبك زوجا مناسبا"
فتحت عينيها على مصرعيها وقالت باستغراب"لماذا تستمر في تأويل كلماتي بشكل خاطئ؟" صمتت تنتظر إجابته عن سؤالها،لكنه اكتفى بالنظر لها بجانب عينيه،فأكملت"علاقتي بعصام علاقة أخوة،أراه كابن عمة وأخ لا أقل ولا أكثر وهو يراني كذلك أيضا، بالإضافة إلى أن زواج الأقارب مصدر للمشاكل فقط،عوض أن تقتصر المشاكل على شريكي الزواج فقط،فهي تطال العائلتين أيضا وهذا شيء مقيت حقا!"
أومأ متفهما وجهة نظرها،ففلت سؤال متسرع من بين شفتيه"وما هي الطريقة التي ترغبين الزواج بها في الأساس؟"
نظرت له مطولا ثم قالت بهدوء"سؤالك محرج بعض الشيء،اعذرني لن أجيب عنه"
مط شفتيه بانزعاج من نفسه لأنه تجاوز حدوده بهذا السؤال ثم التزم الصمت مركزا على الطريق،وجانب منه مرتاح لأنها مصرة على رفضها لتلك الزيجة،لكن الجانب الآخر يشعر بالخوف من فكرة ارتباطها في يوم من الأيام..وضميره في الخلفية يسخر من تطور مشاعره بهذه السرعة وخيانته للعهد القديم.
____________________
'بعد الزوال'
كان أشرف في مكتبه يعمل بدون توقف،فصدح رنين هاتفه في الغرفة ورفعه لأذنه عندما لمح اسم شقيقه، ولم يتوقف عن العمل.
حدثه قائلا"نعم مراد!هل تحتاج شيئا؟"
أتاه صوت مراد من الجهة الأخرى قائلا"أحتاج بعض النقود الإضافية لهذا الشهر"
رفع أشرف حاجبيه بتعجب وقال بشك"لقد أعطيتك مصروفك قبل أيام فقط! ألم يعد يكفيك؟"
فرد عليه مراد بارتباك"بلى! يكفيني، لكن..لكن لقد صرفته كله من أجل مشروعي الدراسي وأبي رفض إعطائي"
لم يستوعب أشرف كلام شقيقه فقال بارتياب"لقد قلت نفس الشيء الشهر الماضي،ألن تنتهي مشاريعك الدراسية؟"
ارتبك مراد أكثر وهو يقضم أظافره بتوتر ثم قال بانفعال"حسنا على راحتك لا تعطني شيئا"
وأغلق الخط في وجهه،هتف أشرف بغضب"مراد مراد"
ثم أبعد الهاتف عن أذنه وناظره بذهول،وقد تذكر محادثه مع عزة قبل شهرين.
'قبل شهرين'
دخل أشرف لمنزل والده،فجلس معهم لبعض الوقت وعندما هم بالمغادرة،وصلته رسالة من عزة وشعر بالغرابة من أن تراسله وهما جالسان في نفس الغرفة، نظر لها باقتضاب فأشارت له أن ينظر لهاتفه بدون أن تراها والدتها الجالسة بجانبها،فتح الهاتف يقرأ الرسالة والتي كان مفادها'أريد أن أحادثك في شيء مهم، وحدنا'.
أدخل الهاتف في جيب سترته وقال يودعهم"سأذهب الآن،أمسية سعيدة للجميع..عزة تعالي لحظة،لقد أحضرت لك المذكرة التي طلبتها..إنها في سيارتي"
نطقت نجاة بحنان"كن حذرا في الطريق يا أشرف،واتصل بي عندما تصل"
أومأ مبتسما في وجهها بهدوء ثم ألقى نظرة سريعة على والده المتجهم وخرج فلحقت به عزة فورا.
ركب سيارته فركبت هي الأخرى بجانبه وسألها فورا"ماذا هناك؟"
نظرت له بتوتر ثم قالت"ربما يجب أن تتحدث مع مراد يا أشرف"
نظر لها بتعجب"لماذا؟ ما به؟"
سألته"ألم تلاحظ تصرفاته الغريبة؟ربما لأنك لا تلتقي به كثيرا، لكنه أصبح يتصرف بغرابة،يفقد أعصابه على أبسط الأمور و أصبح يتأخر مؤخرا في العودة للمنزل ودائما ما يضع عطرا نفاذا جدا..أمي لم تلاحظ ذلك لأنها تنام باكرا وأبي تعلم أنه لا يغادر غرفته كثيرا"
نظر لها بتفكير"سأرى ما أفعله حيال ذلك" تذكر شيئا فقال"هل لديك معلومات عن رفاقه الذين حدثتني عنهم الصيف الماضي؟"
هزت رأسها بلا وقالت"لا أعلم عنهم شيئا غير أنهم يمرون عليه بسيارتهم أحيانا"
تنهد أشرف بعمق ثم قال بذهن مشغول"سأبحث في الأمر..إذا علمت شيئا جديدا أخبريني"
أومأت ثم فتحت باب السيارة لتغادر"تصبح على خير إذن"
تمتم"تصبحين على خير"
انتفض واقفا من ذكرياته فارتدى سترته على وجه السرعة،وغادر مكتبه.
وصل لمدرسة مراد فركنها في ركن بعيد بحيث لا يستطيع شقيقه أن يلمحها..وبحث في أرشيف هاتفه عن رقم حمادة،فوجده واتصل به فورا.
رد عليه حمادة بعد لحظات ومن نبرة صوته بدا مستغربا من اتصاله به"أهلا أشرف!"
أجابه أشرف"مرحبا حمادة؟ هل مراد معك؟؟"
رد عليه حمادة"لا لقد غادر قبل لحظات فقط!"
نطق أشرف وهو يتطلع للتلاميذ يخرجون من الثانوية عله يلمح حمادة"أنا هنا بجانب الثانوية،هل تستطيع الانضمام لي للحظات؟"
رد عليه حمادة بترقب"هل حدث شيء لمراد؟"
أجابه أشرف ببساطة"لا لم يحدث شيء! أريد فقط أن نتحدث قليلا،ستجدني بجانب بائع القهوة"
خرج حمادة من الثانوية يبحث بعينيه عن سيارة أشرف فلمحه أخيرا ورفع ذراعه عاليا يشير إليه"لقد رأيتك،أنا قادم"
ركب حمادة سيارة أشرف فتبادلا حديثا رسميا عن أحوال العمل والعائلة والدراسة ثم انطلق أشرف بسيارته ينوي إيصاله لكوفي شوب أسامة وسؤاله عن شيء ما في نفس الوقت.
فسأله بدون مواربة"هل يحضر مراد حصصه مؤخرا؟"
حك حمادة أرنبة أنفه بتوتر ثم قال"نعم دائما"
ضيق أشرف عينيه يستشعر توتره فقال"أعلم أنكما صديقين مقربين،لكنني لا أراكما تتسكعان معا دائما،هل لديه أصدقاء آخرون؟"
رد عليه بارتباك "بلى،نحن نتسكع دائما،نظل معظم الوقت معا في المدرسة وأزوره في منزلكم وهو أيضا يزورني في منزلي"
فقال أشرف بهدوء"أعلم ذلك،لكن هل يرافق أصدقاء آخرون غيرك؟"
تمتم حمادة"لا أعلم" ثم صمت لثواني وسأله"هل لي أن أعلم ما سبب هذا الاستجواب؟"
أبعد أشرف نظراته عن الطريق ثم قال بدون مواربة"هل مراد يتعاطى أي نوع من المخدرات؟"
تهرب حمادة بنظراته فورا وتمتم"لا أعلم!"
لم ينفي وهذا في حد ذاته اعتراف بأن شكوك أشرف كانت صحيحة منذ البداية.
فقال أشرف"أخبرني بالحقيقة يا حمادة،أنا أعلم أنه يتغيب عن الحصص مؤخرا،وأنه يصاحب رفاقا جدد،فهل تعلم شيئا عن الأمر؟ سيبقى الأمر سرا بيننا ولن أخبره أنك أخبرتني"
رمش حمادة عدة مرات فقال بارتباك يتهرب من سؤال أشرف"أنا لا أعلم شيئا عن رفاقه الجدد سوى أنهم من ثانوية أخرى وتعرف عليهم في إحدى الرحلات المدرسية"
ركن أشرف سيارته بجانب Mariposa،فاستغل حمادة الأمر وقال يتظاهر بالتعجل"شكرا لإيصالي يا أشرف،مركز دروسي الخصوصية قريب من هنا" ثم خرج بسرعة وأغلق الباب.
لمحهما أسامة فاقترب وقال وهو ينقل نظراته بين حمادة الذي انصرف بسرعة وأشرف الذي يتقفى أثره"هل حمادة من كان معك؟"
أومأ أشرف ثم نظر لأسامة الذي اتكأ على نافذة الباب الأمامي للسيارة وقال بغموض"يبدو أنني سأحتاج مساعدتك"
رفع أسامة حاجبيه وسأل بقلق"هل هناك مشكلة؟"
رد عليه بهدوء ظاهري"إنه مراد،أشك في تعاطيه للمخدرات،وحمادة يرفض الاعتراف بذلك..أنا متأكد من أنه يعلم شيئا"
ربت أسامة على كتفه بدعم وقال بنبرة صادقة"اترك أمر حمادة لي،وعندما تنتهي مشكلة عزة سنرى ماذا سنفعل مع مراد أيضا"
أومأ أشرف بذهن متشتت وهو يشعر بأن أثقال العالم تصب فوق رأسه ولا يدري ماذا يقدم وماذا يؤخر.
____________________
'في اليوم التالي'
خرجت عَلْيا من منزلها تدفع قنينة الغاز بقدمها وهي تحمل هاتفها بيدها تحاول الاتصال بحمادة ليأتي ويساعدها على حملها إلى محل البقالة.
حركت عينيها يمينا ويسارا لعلها تراه صدفة لكنه مختفي ولا يرد على هاتفه…
فتح الباب المقابل فخرج أنس برفقة ريم يتحدثان بشكل ودي وعزيزة خلفهما،رفعت عَلْيا حاجبيها تنظر لهما بعدم استيعاب وتكونت غصة مؤلمة في حلقها أبت أن تُبتلع..
لمحتها ريم أولا فأشارت لها بود وقابلتها عَلْيا بتحية باردة قبل أن تدفع قنينة الغاز مجددا بقدمها ولكن هذه المرة لداخل المنزل وتغلق الباب بقوة.
استندت عليه وهي تخلل شعرها بأصابعها وتضغط على قلبها بقوة تحاول تهدئة نبضاته ثم أغمضت عينيها تحاول التحكم في دموعها…والشعور بالغيرة هذه المرة كان أقوى من أي مرة ثم قفز عقلها إلى احتمالية ندم ريم ورغبتها في التراجع عن فسخ خطوبتها وماذا سيكون موقف أنس من ذلك..ضغطت على شفتيها بقوة وهي تحاول كتم صرخة مؤلمة لكي لا تسمعها عزة التي تغلق على نفسها في غرفتها..
همت بالجري لغرفتها هي الأخرى لكن أوقفها جرس الباب،فمررت كفها على وجهها بانفعال تحاول أن تبدو طبيعية.
فتحته ففاجأها وقوف أنس أمامها يحمل قنينة الغاز الثقيلة وقال بلطف"لقد كنت تريدين جرة غاز لكنك غيرت رأيك فجأة!"
رمشت عينيها عدة مرات تنظر له ثم فسحت له المجال ليدخل، فاتجه فور للمطبخ وهو يحفظ مكان الجرة عن ظهر قلب وقد غيرها للحاجة نعيمة مرات عديدة..لحقت به فاتكأت على إطار الباب تتأمله يركب الجرة،طلب منها المفتاح فمدته له فورا وكان ذلك مجرد عذر ليجعلها تقترب منه أكثر..
قال بهدوء"لقد زارتنا ريم قبل قليل لتعتذر مني أمي على فسخها الخطوبة"
تهربت بنظراتها وقالت باقتضاب"لم أطلب توضيحا!"
ابتسم بلطف قائلا"أعلم ذلك،لكنني أردت إخبارك"
أومأت وابتسامة ساخرة تزين ثغرها..تجاهل أنس تلك الابتسامة وهو يعلم جيدا أنها نابعة من مما عانته وحدها من حبها له في صمت لوقت طويل.
سألها"هل عزة وثريا هنا؟"
ردت بجفاء"عزة في غرفتها وثريا في العمل"
نفض كفيه ببعضهما ثم وقف بعد أن انتهى مما يفعله واقترب منها قائلا"تعلمين أن بيننا حديث لم ينتهي بعد،أليس كذلك؟"
تراجعت نصف خطوة للخلف وردت عليه باقتضاب"لا أملك شيئا للحديث عنه معك"
كتف ذراعيه ينظر لها بعيون ضيقة قائلا بعتاب"أنت أقسى مما توقعت يا عَلْياءْ"
هزت كتفيها بلا مبالاة واتجهت للباب الخارجي تفتحه وتشير له ليخرج قائلة بجفاء وملامح متصلبة"نشكر خدماتك سيد أنس، عن نفسي لا أريد أن نتحدث عن شيء، وحبذا لو ننسى ذلك اليوم"
رد عليها بإصرار هادئ"لن ننسى شيئا يا عَلْياءْ،لن ننسى ذلك اليوم ولا الأيام المقبلة وسترين ذلك"
ثم خرج من المنزل واتجه لمنزله فورا بدون أن يستدير.
تتبعت عينيها خطواته إلى أن دخل لمنزله ثم تنفست الصعداء قبل أن تغلق باب المنزل وتسند عليه وهي تستغرب تغير حالها من شأن إلى آخر…وتتسآل إلى متى ستستمر حمى الكبرياء التي أصابتها ومنعتها من الاستسلام لمشاعرها ومشاعره.
____________________
'في ساعة متأخرة من الليل'
كانت عَلْيا تشتغل على حاسوبها تحاول تعديل بعض الصور على أحد البرامج،وعزة تتجول في صفحتها الأدبية بينما ثريا كانت تجلس أرضا وتكمل حياكة الكنزة الصوفي التي وعدت بها سمر سابقا.
سمعو رنين جرس الباب فنظروا لبعضهم البعض وقالت عَلْيا"من سيزورنا في هذه الساعة المتأخرة من الوقت؟ هل أخبرك أشرف أنه سيأتي يا عزة؟"
هزت عزة رأسها نفيا وقالت"لا،لن يأتي اليوم"
وقفت عَلْيا تتجه نحو الباب قائلة"سأرى من الطارق،لا بد أنه أحد الشباب"
وقفت خلف الباب وقالت بترقب"من؟"
أتاها الرد ففتحت الباب بحماس لتقابلها ابتسامة سمر الواسعة وهي تحمل في يدها كيسا يحوي وجبات خفيفة ورفعته عاليا تقول"هل تستقبلون ضيوف آخر الليل؟"
فسحت لها عَلْيا المجال أمام الباب لتدخل وقالت بحماس"طبعا وخاصة الضيوف من النوع الخاص"
ابتسمت سمر وتقدمت للأمام بحماس وهي تهتف"پيجاما پارتي!!"
كانت الفتاتان تنتظران الضيف بترقب وهما مستغربتان من سيزوهم في هذا الوقت من الليل، فتهللت أساريرهما عندما لمحا سمر واعتدلا في جلستهما، فقالت عزة"أنت من كانت تنقصنا في جلستنا،خيرا فعلت بقدومك"
نزعت سمر سترتها ووضعتها جانبا ثم قالت بمرح"ليس من العدل تفويت لحظة كهذه…ومنها أرحب بثريا فلم تسنح لنا الفرصة أن نلتقي فور وصولك"
ردت عليها ثريا ببهجة"شكرا…وفرصة ممتازة بالنسبة لي لأرى قياس الكنزة عليك"
نظرت لها سمر بعدم استيعاب وقالت"أي كنزة؟"
وقفت ثريا وهي تحمل كنزة مفتوحة من الأمام باللون الأزرق عليها زهور أقحوان بيضاء ثلاثية الأبعاد، وقالت"الكنزة التي وعدتك بها سابقا" ثم رفعتها في وجهها فقالت سمر بانبهار"هل هذه لي؟"
أومأت ثريا وابتسامة تزين ثغرها وهي تنتظر رأيها بفارغ الصبر.
تحسستها سمر بانبهار حقيقي وقالت بفرح"إنها رائعة"
ابتسمت ثريا وهي تعرضها أمامها وقالت"ارتديها لأرى إن كان يجب تكبيرها أكثر أم أنها تناسبك" وساعدتها على ارتدائها.
تفحصتها على جسدها ثم احتضنت نفسها وقالت"إنها دافئة وأنيقة أيضا" واقتربت من ثريا ثم احتضنتها برفق وشكرتها بنبرة صادقة.
قالت عَلْيا مؤيدة كلام سمر"أنت موهوبة يا ثريا..ألا تفكيرين في امتهان الحياكة والكروشي؟"
أضافت سمر"إنها بارعة في التطريز أيضا"
ردت ثريا وهي تحاول تعديل أحد خيوط الصوف على الكنزة"في الحقيقة أنا أمتهنها بشكل متقطع منذ مدة طويلة..لكنها لا توفر مدخولا قارا يمكن الاعتماد عليه في العيش والحاجات الأخرى،بالإضافة إلى أنها تحتاج الوقت الكامل لحياكة كمية وفيرة من الملابس والأمر ذاته بالنسبة للتطريز ثم إن الأسواق مليئة بالأشكال والأنواع من مختلف الملابس والقليل فقط من يفضلون الأعمال اليدوية المحاكة بعناية لثمنها العالي بالمقارنة مع ما يعرض الأسواق"
اعترضت عَلْيا قائلة"بالعكس..لكل منتج مستهلكيه..السر في الطريقة التي تعرضين بها منتجك والفئة التي توجهين لها العرض..وهناك الكثير من التطورات في مجال الدعاية والتي تمكنك من عرض منتجك في جميع أنحاء العالم"
سألتها ثريا بعدم استيعاب"عل تقصدين أن الناس خارج البلد يمكنهم شراء ما أحيكه"
أومأت عَلْيا مؤكدة"تماما…وكل ذلك من خلال مواقع التواصل فقط"
تدخلت سمر قائلة"على ذكر مواقع التواصل..أستطيع نشر هذه الكنزة على حسابي،وتعلمين أن العديد من الأشخاص يتابعونني، ربما يكون من بينهم من مهتمين بالأمر وبهذا تحصلين على بعض الطلبات"
حكت ثريا شعرها بحرج قائلة"يبدو أنني لا أفقه في هذه الأمور شيئا…فأنا لا أعلم من مواقع التواصل سوى الفايسبوك واليوتيوب"
تحدثت عزة أخيرا بعد انتهائها من بعض كتاباتها"كل شيء متاح لتعلمه الآن..يجب المحاولة تدريجيا حتى تنجحي في إتقان ذلك"
بحثت سمر عن هاتفها فوجدته واتجهت لمرآة كبيرة في غرفة المعيشة وعدلت من مظهر شعرها ثم التقطت صورة لها على المرآة لا يظهر منها سوى الكنزة الصوفية والهاتف يغطي وجهها.
اقتربت منهم مجددا تريهم الصورة"سأنشرها الآن على حسابي وسنرى ما سيحدث بعدها"
أومأت ثريا وهي تنظر لها بترقب وحماس من فكرة أن تبيع ما تحيكه في العديد من الأماكن.
***
جلست الفتيات بعدها يتناولون الوجبات الخفيفة ويشاهدون أحد الأفلام الأجنبية وهن مندمجات معه تماما.
فمرت السهرة البناتية في جو هادئ يخلو من التوتر ويسوده البهجة والمرح ولم تغفل سمر عن تقديم فقرتها الراقصة وأرغمت عزة على مشاركتها الرقص أيضا..وثريا تصفق لهم وهي تشعر بالألفة وتفكر في كم أن الدنيا مليئة بالمفاجآت والصدف الغريبة التي تجمعنا بأشخاص لم نعرفهم من قبل لكن يبدو الأمر كأننا قضينا الكثير من الوقت معا،بينما عَلْيا سعيدة أنها ليست وحيدة في هذا المنزل الواسع بعد مغادرة جدتها حتى وإن كان الأمر مؤقتا.
____________________
'بعد أيام'
'في النادي الرياضي'
دخل أشرف بملابسه الرياضية لقاعة الملاكمة،وكانت فارغة،وضع حقيبته في المكان المخصص ثم نزع قميصه فبرز جذعه العضلي،ارتدى قفازي الملاكمة واتجه نحو أقسى حقيبة رملية وبدأ يضربها بقوة وقسوة..لكمة واحدة،اثنتين،ثلاثة ثم يصرخ عاليا كأنه يترجم ضجيج أفكاره المتضاربة…لكمة أخرى،اثنتين ثم صرخة أخرى تتزامن مع اللكمة الثالثة،واستمر على نفس المنوال..
شعر مبلل وغرة التصقت بجبهته،والعرق يتصبب من كل إنش من جسده،ويا ليت السلبيات في حياتنا تتصبب مثله فتنسى بمجرد مسحها..
يوم الجمعة أقرب مما يبدو،ماذا سيحصل مع عزة، ماذا إن لم تنجح خطتهما..هل سيستلم فقط ويسمح لهم بأن يصنعوا أشرف آخر…لكم الكيس بغضب والضجيج بداخله أصبح ضوضاء تسمم عقله وبدنه…
راقبته من خلف الزجاج لدقائق كثيرة لم تهتم بعدِّها،يصرخ عاليا بغضب مكبوث وستخور قواه في أي لحظة..شيء عميق ألح عليها للدخول إليه،أم ربما هي مشاعر مجروحة لكن مترسخة،اختارته هو من بين الجميع ولا تستطيع إلجامها بالرغم ما حدث..
فتحت الباب بهدوء واتجهت نحوه بخطوات رقيقة لكن واثقة،وصل عبقها إليه قبل أن تصل هي فتجمدت الدماء في عروقه قبل أن يلكم الكيس مجددا بكبث أكبر ويستمر على ذلك بدون الالتفات إليها.
لم تتحدث معه،واكتفت بالوقوف على مقربة منه وهي تكثف ذراعيها إلى صدرها وتنظر له من رأسه إلى أخمص قدميه،لقد أخبرها أسامة سابقا باحتمالية أن مراد يتعاطى المخدرات ومن حالة أشرف فالموضوع يؤرقه بالإضافة إلى مشكل عزة..
كانت تخونه نظراته لثواني ثم يحيد بها عنها مجددا ليركز على الكيس الرملي،بقي على حالته لمدة طويلة ثم توقف فجأة يلهث بقوة.
مدت له منشفة نظيفة كانت تعلقها على رقبتها"إنها نظيفة"
نزع القفازين ثم أخذها منها بهدوء ونظراته مركزة عليها ولا زال يحاول التقاط أنفاسه.
راقبته وهو يمسح العرق عن وجهه وشعره وتفادت النظر إلى جذعه العاري ولأول مرة تشعر بالغرابة من تواجدهما معا في نفس المكان وتريد الانسحاب فقط..لكن هناك ما يلح عليها أن تبقى معه،هيأته أخبرتها أنه يحتاج لأحد معه،وليس هناك غيرها في هذه الحالة.
ابتلعت ريقها تستجمع شتات نفسها ثم نطقت"سأذهب الآن!" واستدارت لتغادر،فأمسك ذراعها وهمس"ابقي قليلا!"
اقترب منها بهدوء واستنشق عبيرها المنتشر في الهواء كأنه يحاول حفظة بين جنبات رئتيه، استدارت تنظر له وقالت بهدوء"يجب أن أذهب يا أشرف"
ربت على الجزء المكشوف من ذراعها بإبهامه وهمس مجددا"ابقي معي قليلا سمارا"
سرت رعشة بكامل جسدها فأغمضت عينيها تكتم تنهيدة عميقة وهمست"هلا أبعدت كفك عن ذراعي؟"
ربت على ذراعها أكثر وهمس هو الآخر"هل تؤثر لمستي عليك لهذه الدرجة"
رفعت نظراتها لخاصته بحدة،فاهتزت حدقتيها وهي تحدق في عينيه التي توحي بالكثير..رفع كفه الأخرى وأبعد خصلة فرت من شعرها الذي كان مصففا بعناية قبل أن تفسده حصة الرياضة..فأغمضت عينيها من اقترابه،سألها بدون مواربة همسا"لماذا لا تبتسمين عندما تكونين معي؟"
فتحت عينيها فتلاقت نظراتهما وردت عليه بكبرياء"ربما لأنك فقدت فرصة أن تكون تلك الابتسامة ملكك فقط!"
ابتسم نصف ابتسامة وأخذ نفسها عميقا يستنشق عبقها ثم همس"هل تظنين أنني فقدت تلك الفرصة حقا؟ ألم تنسي شيئا؟" ولا زال يعبث بتلك الخصلة.
حاولت إبعاد رأسها عن ملمس كفه،لكنه لاحقها بها مجددا،فقالت بحزم وهن وهي تعلم أنه يشير لاعترافها قبل شهور"لم أنسى يا أشرف،لكن أنت من نسيت على ما يبدو..اعترافي أصبح من الماضي"
همس يقاطعها"تراهات!" ثم ابتسم وعينيه تتشرب ملامح وجهها بنهم وأكمل"عيونك،نظراتك،اختلاج? ?تك وكل شي فيك ينطق بعكس ما تقولينه..لن تخدعيني بتظاهرك بنسيان مشاعرك اتجاهي"مرر خنصره على صدغها"هل أنا محق فيما قلته يا سمارا؟"
نظرت له بصدمة لتتأكد من إن كان واعيا..ثم ارتدت بجسدها للخلف مبتعدة عنه ونفضت ذراعها من كفه وهي تشعر بحرارة تسري بكامل جسدها، وهرولت ناحية الباب لتغادر القاعة.
تيار جارف يأخذها لمكان بعيد لا رجعة منه…تيار مشاعرها، ألا يقولون أن كل شيء جائز في الحب والحرب،حتى الدناءات تصبح مسوغة ويتم التجاوز عنها عندما نحب…ألم تعد نفسها سابقا أنها لن تستمر على حبه وستمحي الجزء المتعلق به من ذكرياتها،لكن لماذا يعاكسها القدر ويطبق جملة كل الطرق تؤدي إلى أشرف بدل كل الطرق تؤدي إلى روما..
يستفزها فتكرهه من هنا ثم ينسيها كرهه في اللحظة الموالية فتجد نفسها واقعة في عيوبه وزلاته قبل محاسنه..لكن كبرياؤها مجروح ورفضه لها وسخريته منها سيظلان نقطة سوداء تغلف ذلك الحب مهما بلغ عمقه.
وصلت المسبح في الدور الأرضي،ولم تفكر مرتين قبل أن تنزع عنها قميصها الواسع وسروالها الرياضي الضيق ثم رمت بنفسها بقوة بداخل الحوض المائي،وكأنها بفعلتها تحاول غزو كل خلية من جسدها بالماء لتطرده من تفكيرها…قطعته سباحة مرارا وتكرارا ولم يقاطعها سوى رنين هاتفها العالي، فأخرجت رأسها من تحت الماء تحاول تنظيم أنفاسها،ثم صعدت من المسبح واتجهت لسروالها وأخرجت منه الهاتف فلمحت اسمه،ترددت في الرد،لكنها عزمت أمرها وردت عليه فأتاها صوت أنفاسه العميقة قبل أن ينطق بحزم هادئ"لا تفكري حتى بالسباحة بتلك الملابس المبتذلة مرة أخرى؟"
تطلعت لهيأتها،ملابس سباحة رياضية من قطعة واحدة باللون الأسود ترتديها بداخل المسبح فقط…ثم لمحت المنشفة التي مدتها له قبل قليل واستنتجت أنه دخل للقاعة أثناء سباحتها لكنها لم تلاحظ ذلك…استفزها فردت عليه بشراسة"وما شأنك؟"
أجابها بصوت عميق"شأني الكثير يا سمر، الكثير وقد قلتها لك سابقا"
تنفست بعمق ثم قالت بهدوء ظاهري"أشرف دعنا نفعل شيئا سيفيد كلانا" لم يجبها فانتظرها أن تكمل كلامها"دعنا لا نعترض طريق بعضنا اتفقنا؟…لا تتدخل في أي شيء يخصني وأنا سأفعل المثل، ولتقتصر أحاديثنا على العمل فقط"
انتظرت أن يرد عليها لكنه أغلق الخط فقط،أبعدت الهاتف عن أذنها ثم نظرت له طويلا وهمست لنفسها"لننهي هذا الألم فقط"
____________________
ركن أنس سيارته بجانب المنزل،وألقى نظرة سريعة على سيارة مألوفة تصف بجانب الاستوديو ثم رفع نظراته للزجاج فوجد عَلْيا تجلس خلف المنضدة وحمزة أمامها،وهي تحادثه بملامح جادة وحركاتها تنم عن ارتباكها.
أظلمت ملامحه وانتفخت أوداجه،فنزل من السيارة بسرعة متجها نحو الاستوديو وتزامن ذلك مع خروج حمزة أيضا متجها نحو سيارته،نظرا لبعضهما بتعالي..فكسر أنس النظرات أولا مقتحما الاستوديو.
رفعت عينيها لوجهه ثم خفضتهما مجددا تتظاهر بترتيبها للصور على المنضدة ولا زال تأثير شعورها بالغيرة من وقوفه مع ريم في أحد الأيام الماضية يسيطر عليها..وكأن اعترافه بحبه لها منحها الأهلية بأن تصبح غيرتها أكثر وحشية عن ذي قبل..
قال بحزم وهو يركز نظراته عليها"عَلْياءْ يجب أن نتحدث!"
نظرت له لثواني ثم تهربت بنظراتها بسرعة قائلة"ليس الآن يا أنس!فلدي ما أفعله!"
وبدأت تجهز حقيبة كاميراتها لتبدأ رحلة اليوم في التقاط صور من أجل معرضها،رد عليها بحزم أكثر"بل اليوم يا عَلْياءْ، فالأمر لا يحتمل التأجيل"
تنهدت بعمق ثم أغمضت عينيها قبل أن تنطق"أنس،أنا أعلم ما تريد التحدث بشأنه،ولقد قلت ما عندي سابقا" لم تكن مقتنعة بما قالته الآن،هي فقط ليست مستعدة لأن تُحَبَّ،بل متخوفة من ذلك..وقد تملكها الندم في لحظات كثيرة لأنها رفضت مشاعره لكن كبرياؤها لم يسمح لها بالتراجع.
كتف ذراعيه ينظر لها للحظات وقد أوشك عنادها أن يفقده السيطرة على أعصابه ورؤيتها قبل قليل مع المحامي كان النقطة التي أفاضت الكأس،نطق بانفعال وهو يتجه لباب الاستوديو"سنتحدث اليوم يا عَلْياءْ،يعني اليوم" أدار المفتاح ثم أغلق الستائر التي كانت على شكل شرائح تسمح بمرور الضوء لكنها تمنع الرؤية.
سألته بحذر"ماذا تفعل؟"
رفع المفتاح أمام وجهها ثم حركه قبل أن يدخله لجيبه وكتف ذراعيه مجددا وقال بجفاء"أسجنك هنا،إلى أن ننهي حديثنا المؤجل منذ أيام"
هتفت باستنكار"هل جننت يا أنس؟ دعني أغادر فلدي ما أفعله"
هز كتفيه ورد عليها بهدوء"لن تغادري هذا الاستوديو إذا لم تقولي بصريح العبارة أنك ما زلت تحبينني،وتقبلين الزواج بي" خلل شعره بأصابعه مكملا"ولا أقبل بإجابة غير هذه" ثم حرك الكرسي وجلس عليه فأصبح وجهه مقابلا لوجهها لكن تفصل بينهما المنضدة.
كتفت ذراعيها تنظر له لثواني ثم سألته بهدوء ظاهري"أنس ما الذي تريده مني؟"
هز كتفيه ببساطة"أن نتحدث..بشفافية ووضوح"
ردت عليه بهدوء"لقد وضحت ما عندي سابقا يا سابقا، أنا لن أرضى ولا أقبل أن أكون الخيار الثاني في حياتك!" كانت هادئة وواثقة،كأن اعترافه بمشاعره اتجاهها منحها قوة إضافية لتواجهه وقد تخلت عن موضع التهميش الذي كانت تشعره به.
اتكأ على المنضدة الفاصلة وقد هدأ نسبيا،ثم قال بصوت عميق"لم تكوني أبدا الخيار الثاني..لقد كنت دائما الأول في حياتي يا عَلْياءْ،لكنني كنت معمي البصيرة لا أفقه في أمور العشق شيئا..كنت أصارع الوحش بداخلي…الوحش الذي منذ أن فطنت له أصبح يسبح باسمك ليل نهار،ألا يستحق منك هذا العبد العاشق أمامك أن تغفري له قلة خبرته!
بل وعلميه كيف يضاهي عشقه عشقك،فأنس كالطفل عندما يتعلق الأمر بعَلْيائِه.
توسعت عينيها وهي تستمع لاعترافه الخاضع وسمعت طنينا في أذنيها ترافقه دقات قلبها المتسارعة،لكنها ابتلعت ريقها ونظراتها تفضح كل شيء،فهمست بصوت متحشرج"لكنك اخترتها هي"
رد عليها باندفاع"انسيها يا عَلْياءْ،انسيها،لم أحبها من قبل وهي أيضا لم تحبني،لقد كنا شريكي عمل قررا توقيع عقد شراكة حياة أيضا،لكنك من حصلت على الصفقة في النهاية"
نظرت له بعدم فهم فأكمل موضحا"لقد تغير كل شيء منذ عودتك..في الواقع،لقد كانت كل الأشياء مختلفة عندما يتعلق الأمر بك..تقلبين كياني دائما،لكنني كنت معمي البصيرة كما قلت لك من قبل ولم أفهم الأمر سوى بعد وقت طويل جدا"
سألته باستنكار"هل تلومني لأنك فسخت الخطبة؟"
أغمض عينيه بصبر ثم قال بحزم"استهدي بالله يا عَلْياءْ،لم ألمك على شيء،لكنني أقول أن عودتك بعد غياب وضحت الكثير من الأمور"
همست"لم أفهم!"
رد عليها وهو يشبك أصابعه ببعضهم فوق المنضدة،فنظرت له لثانية وودت لو تشيح ببصرها بعيدا عن وجهه لكنها لم تستطع،ركزت نظراتها على وجهه، فقال وعينيه الكستنائيتين تكتسح عسليتيها"ظننت ولوقت طويل أن ما كنت أشعر به اتجاهك كان مسؤولية لكوننا أصدقاء منذ زمن
قاطعته"بل قل شفقة!"
نظر لها طويلا ثم ابتسم بهدوء"تسيئين الظن بمشاعري مجددا يا عَلْياءْ،لماذا سأشفق عليك مثلا؟"
هزت كتفيها بلا مبالاة وردت"لا أعلم،ربما بسبب خلفية علاقتي مع والداي..أو لأنني الفتاة الصغيرة التي كانت تبحث عن الاهتمام في كل مكان"
قاطعها يمنعها من إتمام ما تتفوه به"أنا من أحتاج لمن يشفق علي ويرأف بحالتي لأن المرأة التي أحبها ترفض حبي"
همست "امرأة"
فرد بصوت عميق وهو يتأمل وجهها ويركز نظراته أكثر على عمق عينيها"امرأة متكاملة الأنوثة،يهفو لها قلبي مسبحا باسمها،وها أنا ذا أرجو وصالها لكنها ترفضني وبقسوة"
ابتلعت ريقها للمرة الألف منذ أن أغلق الاستوديو، وتملكتها فجأة رغبة برمي كبريائها وكل شي خلف ظهرها والارتماء بين حضنه لعلها تنعم ببعض الراحة بعد سنوات عجاف.
تجاوز المنضدة وقد لاحظ عليها بوادر اللين،وقف أمامها فرفعت نظراتها تنظر له ونظراتها تفضح الكثير،أمسك كفها برفق وقربها منه بدون أن يلتصق جسديهما ثم همس بقرب مسامعها"من أنس بالنسبة لك يا عَلْياءْ؟"
نظرت له لثواني معدودة،كانت كافية لتتشرب ملامح وجهه ثم همست بكل ما يعتمل في صدرها من مشاعر مخفية لسنوات طويلة جدا"لقد كنت فتيل الشعلة التي تضيء يومي في نهايته…يكسرني العالم فآتيك قي آخر النهار لتجبر كسري..وتخيل أن مرآك فقط كان يفعل ذلك..أما لطفك وكلماتك كانت كبلسم فعال يمحي كل ندوبي…أنس كان دائما دواء عَلْيا عندما كان العالم دائها..ولازال" أكملت جملتها ولم تبعد عينيها عن وجهه وعينيه خاصة…
حرر زمجرة مكبوتة تنم عن الكثير ثم احتضن وجهها بين كفيه،فتمنعت عن ذلك،لكنه ثبتها برفق وعينيه لم تفارق ملامحها،قرب وجهه من وجهها،فتضاربت أنفاسهما ثم أغمض عينيه يستنشق أنفاسها كمتعطش للأوكسجين،تحت نظراتها المرتبكة وصرخات قلبها الذي يوشك على مغادرة قفصها الصدري،نبست من بين شفتيها"أنس"
فنبس هو الآخر بوله"روح أنس" ثم طبع قبلة حانية على أنفها بين حاجبيها وتحسس الشامة السوداء بإبهامه قبل أن يطبع شفتيه برقة عليها أيضا..
شعرت عَلْيا بالحرارة تغزو أطرافها وتملكها شعور مزيف بأن الدنيا تميد من حولها فهمست"أنس، سأسقط"
ابتسم وهو يرى تأثير قربه عليها فحرر وجهها على مضض ودفعها برفق على الكرسي من خلفها ثم جلس القرفصاء أمامها وهو يتأمل وجهها ومحاولاتها الفذة للتحكم في احتلاجاتها،فقد كانت تضغط على قلبها تهدئ من روعه وعينيها ترمش بسرعة كأنها تعرضت لصدمة ناهيك عن احمرار خديها.
أخذ كفها التي تضغط على صدرها واحتضنها بين كفيه بحنان ثم أخذ الأخرى وقربهما لشفتيه ثم لثمهما برقة قائلا بصدق"أحبك عَلْيائي".
نظرت له بتأثر فدمعت عينيها وحال لسانها يقول'هرمنا من أجل هاته اللحظة'
مسح دموعها بإبهامه قائلا بعتاب مازحا"هل حبي لك محزن لهذه الدرجة؟"
ردت عليه بصوت باكي وهي تهز رأسها نفيا"بل أنا سعيدة..لم أتوقع أن أعيش لحظة كهذه معك من قبل..بل كان قربك أشبه بالمستحيل بالنسبة لي..من الصعب استيعاب الأمر بسهولة"
احتضن خدها بكفه الكبيرة وقال بصدق"والآن ابتعادنا هو ما سيكون مستحيلا عَلْيائي"
أومأت مؤكدة وهي تحتضن كفه على خدها أيضا وتنظر له بغير تصديق…هذا ما يسمى اعترافا أما ما حصلت عليه قبل أيام كان مجرد فتات ضاعف عذابها..
ظل أنس على نفس جلسته يتأمل وجهها ولا يصدق أن المسافة بينهما ستمحى قريبا،وابتسامة مطمئنة تزين ثغره..فقال براحة وحماس"سأخبر أمي أن تتصل بجدتك لنأتي لنطلب يدك في أسرع وقت ممكن!"
همت بالرد عليه لكن قاطع حديثهم ضجيج صادر من الخارج فنظرا لبعضهما بتساؤل،ثم وقف أنس متجها نحو الباب فلحقت به عَلْيا لكنه أوقفها خلفه قائلا"ابقي هنا،ولا تغادري الاستوديو،سأرى ما يحدث خارجا ثم أعود لك لنكمل حديثنا"
أومأت وهي ترفع الستائر لتشاهد ما يحدث أيضا، فرأت رجلا ستينيا يزمجر غضبا وهو يستند على عكازته، يصرخ في وجه زكريا وعزة وهو يحاول جذبها من ملابسها وأخذها معه،لكن زكريا كان السد المنيع بينهما،وحمادة ومراد يقفان بالقرب لكنهما يراقبان الوضع بارتباك فقط،وكان الأخير يحاول الاتصال بأحدهم،فاستنتجت أنه أشرف.
اقترب أنس منهم،فقال بهدوء يحادث رشيد"مرحبا بك يا حاج رشيد،نورت الحي"
رفع العكازة في وجهه وصاح بغضب"أي نور وأي زفت بعد ما فعلتموه،تستغفلونني وتهربون ابنتي من بيتي والآن أجدها هنا في حيكم تنزل من سيارة غريب"
رفع أنس كفيه عاليا في حركة استسلام وقال يحاول تهدئة الوضع"اهدأ يا حاج،فالأمر ليس كما فهمته،هذا شقيقي زكريا وهو المشرف على تدريبها،وأوصلها لأنهما يتجهان إلى نفس المكان،هذا كل ما في الأمر"
دفعه رشيد بعكازه قائلا بغضب"لا تلق علي بأعذارك السخيفة،لكن الحق ليس عليكم بل على شقيقها..إن لم يصنها هو فكيف ستصونوها أنتم"
تدخل زكريا قائلا بحزم وكانت بضع دقائق كافية لمعرفة شخصية رشيد المتسلطة"لا تتكلم عنها بهذه الطريقة يا حاج رشيد،فهي ابنتكم في نهاية الأمر وأنتم أدرى بأخلاقها"
هدر رشيد بغضب عارم"ومن أنت لتعلمني كيف أتحدث عن ابنتي؟" ثم نظر لها بنظرات مظلمة وصاح"اصعدي إلى السيارة الآن"
نظرت له عزة بخوف وقد علمت أنها نهايتها حقا،وقد تخربت مخططاتها مع أشرف ولن تستغرب إن قادها والدها لمكتب المأذون حالا ليعقد قرانها على عصام.
ثم نقلت نظراتها لزكريا التي ازدادت ملامحه تصلبا، وتحركت باتجاه السيارة بخضوع والدموع تملأ عينيها.
********
كانت ثريا عائدة من دوام المركز لتأخد بعض أغراضها من منزل عَلْيا ثم تذهب للعمل،فاصطدمت بذلك المشهد أمامها والذي يترأسه رجل في ستيني واستنتجت فورا أنه والد عزة عندما لمحتها تتجه لسيارته،فشعرت بالهلع وقد رأت كابوس أن يجدها والدها يوما يتحقق لكنه مع شخص آخر.. هرعت نحوهم وحطت يدها على كتف عزة قائلة بجفاء"أنت لن تغادري!"
همست عزة"ثريا"
لكن ثريا كانت كمن فقدت السيطرة على نفسها وهي تستدير وتهتف بجنون"هل تسمي نفسك أبا؟"
نظر لها رشيد بملامح مقتضبة وهم بالصراخ في وجهها لكنها هدرت بغضب مكبوث"هل تظنها كبش فداء؟أو عربون محبة تدفعه لابن أختك فتحافظ على العلاقات الأسرية وكأن تزويجها بالغصب هو الحل لاستمرار علاقتك بعائلتك!..هل هذا ما يتجلى فيه دور الأب في نظرك أن يكون الآمر والناهي في حياة أولاده" ضحكت عاليا باستهزاء وهي تصفق بيديها وتتخيل أنها تلقي بتلك الكلمات في وجه والدها ثم أكملت"أليس من المفترض أن يكون الأب هو الشخص الذي تستند عليه ابنته وليس من تهرب منه"ثم نظرت لعكازته التي يستند عليها وأكملت"ربما عكازة كخاصتك كانت ستفي بالغرض أكثر"
رفع كفه عاليا ثم لطمها على خدها بقوة فارتد وجهها للجهة المعاكسة،وهدر بغضب"هذا لأنك قليلة التربية".
تحسست خدها وهي تشعر بوخزات حارقة ونبضات على خدها فترقرقت الدموع في عينيها ثم نظرت إليه بعيون منكسرة وهي ترى نسخة أخرى من والدها أمامها،وانفعالها قبل قليل كان بسبب ذلك،فلم تستطع تحمل فكرة إجبار شيء على الفتيات تحت دعوى أن أولياء الأمور يحق لهم تشكيل أبنائهم كما يريدون.
تطلع فيها بغضب ثم صرخ في وجه عزة قائلا"هذا ما نجنيه من رفقتك..اصعدي السيارة في الحال"
شهقت عزة ببكاء وهي تشعر بالخزي والحرج من الموقف ثم نظرت لثريا بطارف عينيها ونقلت نظراتها لآخر الشارع تدعو أن يأتي أشرف ليخلصها.
صعدت على مضض تحت نظرات زكريا المقتضبة وذهول أنس مما صدر من ثريا الآن والصفعة التي تلقتها من رشيد،فرفع هاتفه يتصل بأشرف الذي أجابه بسرعة وجنون"أنا قادم في الحال"
اقتربت عَلْيا من ثريا بهدوء ثم تحسست كتفها وهمست"هل أنت بخير؟"
رفعت ثريا وجهها فتوسعت عيني عَلْيا بصدمة من آثار الصفعة ونطقت بذهول"يا إلهي! يجب أن تضعي ثلجا عليها"
وأمسكتها من يدها تجرها خلفها فتبعتها ثريا باستسلام ثم همست"ماذا سيحصل مع عزة؟"
ردت عليها عَلْيا بثبات"سيحل شقيقها الأمر لا تقلقي"
تسللت نظرات زكريا لخد ثريا فاعتصر قلبه قلقا من أن يصيب عزة ما أصاب ثريا أو ربما أكثر.
دخلت سيارة أشرف الحي فضغط على المكابح بقوة أصدرت الإطارات صوتا عاليا،نزل من السيارة يهتف بجنون"أين عزة؟"
رد عليه أنس وهو يقترب منه ويحاول تهدئته"لقد أخذها والدك"
صرخ أشرف وهو يضرب صندوق السيارة بقوة مرارا وتكرارا"كيف علم بالأمر؟ كيف"
اقترب منه مراد بحذر وقال مطأطئا رأسه"لقد سمعنا أنا وحمادة نتحدث عن عزة في المنزل،وعندما علم بغيابها قامت القيامة فأرغمنا على أن نريه مكانها"
زمجر عاليا بغضب وهو يخلل شعره بأصابعه بعصبية ثم هتف في وجه أنس"لن أدعه يفعل بها ذلك،لن أدعه يفعلها"
شعر أنس بالخوف على صديقه ولم يره على هذه الحالة منذ مدة طويلة فاحتضن رأسه وقال يحاول تهدئته"لن يحدث ذلك يا أشرف، اهدأ أنت ومدبرها حكيم" ربت على ظهره برفق هامسا"اهدأ..يجب أن تستعيد رباطة جأشك"
كان أشرف يلهث بغضب وأكثره قلة حيلة وخوف مما يمكن والده أن يفعل بعزة..حرر رأسه من حضن أنس ثم بحث في جيوبه بلهفة عن هاتفه الذي صدح رنينه بالنغمة الخاصة بعزة ووجده أخيرا،فرد عليها هاتفا باسمها بهلع"عزة!"
ردت عليه تطمئنه"أنا بخير،لا تقلق،لقد سجنني في الغرفة فقط" .
كان زكريا يقف على مقربة من أشرف وربما قد كان أكثر لهفة من أشرف عندما سمع اسم عزة..إنه تحت وطأة مشاعر غريبة في هذه اللحظة تلح عليه ليفعل شيئا جنونيا لا يدرك ما سيترتب عنه بعدها..مرتعب من فكرة ما ستتعرض إليه عزة في الأيام المقبلة وقد رأى لمحة صغيرة من بطش والدها، فهل سيرغمها حقا على الزواج،ردة فعل أشرف توحي بذلك أيضا وهو الأدرى بما يستطيع والدها أن يفعله، ومتأكد من أن كلاهما مرتعبان من نفس الفكرة، أن يحضر والدها المأذون الليلة انتقاما منه على كسر كلمته والتلاعب به بشأن هربها..قادته قدماه للاقتراب من أشرف أكثر،فوقف في مواجهته،ونطق بدون مواربة"أنا أطلب يد عزة للزواج"
نظر له كل من أنس وأشرف بصدمة،وسمع الأخير صوت شقيقته تشهق بصدمة من الجهة الأخرى قبل أن تنطق بعدها بثواني"أنا موافقة"

نهاية الفصل العشرين…أتمنى أن ينال إعجابكم..ولا تبخلوا علي برأيكم الصريح فرأيكم يهمني..
قراءة ممتعة للجميع وأمسية سعيدة🤍





فاطمة الزهراء أوقيتي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية:
وشمتِ اسمك بين أنفاسي~
بقلمي
🤍أكتب لأحيا الواقع بنكهة الخيال🤍
رد مع اقتباس
قديم 14-02-23, 12:12 AM   #393

فاطمة الزهراء أوقيتي
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء أوقيتي

? العضوٌ??? » 475333
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 612
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond repute
Icon26 نورهانتي🤍

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نورهان الشاعر مشاهدة المشاركة
مساء الخير حبيبتي المبدعة...
عذرا عن غيابي هذه الأيام فحقا كانت نفسيتي متعبة قليلا..و لم أستطع القراءة بمزاج جيد...
و حقا إشتقت بشدة لكل الأبطال..و أنا أقرأ علمت أن جمال قلمك كان ينقصني جدا هذه الفترة..
الفصل السابع عشر...
فوضى المشاعر قد أفرغت بأثقالها على الشباب تشدهم بخيوط عجيبة غير مرئية تشبك القلوب..
فما بين حب ممنوع و حب مشتعل يداري نيرانه. و حب هادئ في طور الولادة.. دقت القلوب متفرقة لتشكل لحن الحب.
اللحظات السعيدة لا ثمن لها.. تلك المبارة المليئة بالعواطف و التحديات كانت مجمعا للقلوب، و قد تكرمت إن أنت أحضرت لأسامانا فراشته النارية لتشعل الجو و هي تتعثر في نفسها لاعبة بالكرة، عكس بناتنا الماهرات بهمتهم العالية.. كم أحب أجاوءك الجميلة المليئة بالحياة التي ترسمينها في جنبات فصولك فتمنح دفئا خاصا و لذة مميزة..
و للفراشة النارية التي تنفث لهيبها كل لحظة في وجه أسامة سحر خاص، و قد. سرقت إهتمام عاشق الفراشات لتقطن في قلبه. أحب علاقتهما المفعمة بالحياة و مشاكستهما الحلوة التي تسعد القلوب..
حب سمر و أشرف قوي ملتهب لكن عقد الماضي و الكبرياء برزخ أقيم بينهم يبعد المسافات و يرهق القلبين العاشقين...
و لازالت علياء تشهد بقسوة على إنهيار حبها و مشييه لمقصلة الإعدام و هي ترى حبيب قلبها يزف لغيرها.
لا أمل في محب الفراشات العابث و هو يقفز من فراشة لأخرى دون ملل.
كم ألمتني علياء و هي تقف متحاملة على جراحها تتلقى طعنات مؤلمة في قلبها العاشق و هي ترى حبيبها مقترنا بأخرى. ترى بعينيها موت أملها و تحول عشقها لنيران مشتعلة تحرقها بلا رحمة...
و تعود علياء للبيت لتجد طعنات أخرى تنتظر أن تخترق روحها.. تعود لتجد خطيبا و أسرة بعيدة كل البعد غريبة كل الغرابة عن نفسها... تعود محملة بجراحها فتلحقها جراح أخرى.. ربما نية حمزة كانت واضحة منذ الأول و هو دخل لخطبتها مباشرة للمنزل بدل أن يسألها أولا عن رأييها فيريحها و يريح نفسه من الإحراج...
بعد يوم صعب أتتها مواجهة أصعب مع والدين تخلو عنها و تركوها يتيمة في عيشهم..انتهت علاقتهما و تطلقا،لكن علياء تظل إبنتهما صغيرتهما،إستحقت منهما إهتماما حبا إحتواءا...و تتهمها أمها الآن بالقسوة!ألم يكونا عليها أقسى؟اكثر جفاءا؟! اخطاءا و تحملت هي وحدها الخطأ لينصرف كل واحد لشؤونه ثم بعد عمر يأتيان للمطالبة بحقوقهم؟! ماذا فعلا من أجل هذه الحقوق؟!دوما سمعنا عن بر الأباء؟ فماذا عن الأبناء.؟
أيكفي أن تنجب لتكون والد و تستحق المرتبة العظمى؟!
و إنطوت صفحة ريم.. ريم شخصية مميزة فريدة..
أحب قوتها عمليتها رقتها و أنوثتها،كل ما فيها نادر و مميز.. و كذلك أنس لكنهما لم يخلقى لبعض.. ليس العيب في أحد منهما لكن هكذا هي الحياة لن تنجح كل العلاقات.. و كان الإستمرار في هذا الزواج ليشتت عدة قلوب.. و التراجع على بر الأمان بكل صراحة و صدق هو انسب فعل!
تعرفين ذبت في أنس و هو يقف شامخا أمام والدته يصرح بأحقيته بعلياء.. يقف بثبات الرجال صريحا كما لم يكن من قبل شامخا بحبه مجنونا بغيرته، يدافع عن من ملكت قلبه و قد إنسحقت أمامهما الآن كل الموانع.. فواجه أول مرة حقيقة حبه، و هو ينتهي من عقبة ليدخل في أخرى حين علم أن علياء قد أتاها خطيب جديد..و يستحق بعض العذاب ليحس بألام المسكينة علياء، هذا العنيد الأعمى.. يجب ان يجرب لوعة الحب و علقم الحسرة الذي ارتشفتهم علياء بلا رحمة.
ريم حقا ما كانت لتخرج من كل هذه المعارك سالمة و ستظل تملك جراحها و ألامها الخاصة،تعلمت أن تكتمها في نفسها و تظهر دوما بشخصية رزينة هادئة فماذا ينتظرها بعد ذلك؟
و كما عادتك جميلتي نهاية مليئة بالغموض و التسألات تتركبن قلبنا معلق بها دوما.

مرحبا بك صغيرتي🤍
وأنا كان ينقصني تواجدك من حولي لكن لا بأس فقد التقينا في مكان آخر بالرغم من قصر الزيارة..لا أعلم ما الذي أصاب المغرب مؤخرا..الجميع مزاجهم زي الزفت على قولت إخوانا في الخليج وإخوانا في نصر..
لكن لا مشكلة في ذلك فعاحلا أو آجلا سنتغلب على المزاح السوداوي و نعود بقوة.

مشهد المباراة كتبته باستمتاع حقا..أحب تلك الأجواء،ودائما وسط الجماعة تفضح الكثير من الأمور المثيرة..المشاعر السرية إن صح القول..فيغدو الأمر ممتعا..لا يكون الفصل ممتعا بدون شقاوة أسامة والتي تظهر عاليا مع عليا وثريا..وهذه الأخيرة بالأخص..فلا بد أن نكرمه بثريا ليكرمنا بشقاوته أليس كذلك..
سعيدة أنك تشعرين بالدفء بين فصولي..هذه شهادة أعتز بها من كاتبة مثلك عزيزتي🤍
حب قوي ملتهب..راق لي الوصف..إنه يناسب طبيعة شخصياتهما يناسبها جدا…عنيد متحجر الرأس مع عنيدة شرية..فكيف سيكون مصيرهما يا ترى..
عَلْيا صغيرتي التي عانت الكثير..دعيني أسعدك وأخبرك أن الفرج حل عليها أخيرا..وسأدعك لاكتشاف التفاصيل بنفسك…
أسامة العابث لكن جميل ههه حتا زين ماخطاتو لوله كما يقول المغاربة(في كل جميل علته)
المواجهة كانت قاسية بعض الشيء..مواجهة عَلْيا مع والديها..كانت قاسية عليهما وعليها عي بالأخص..
البر بالأبناء..للأسف الكثيرون يتجاهلون الجزء ويعتبرونه استصغارا من قيمتهم كأباء..لكن المعادلة أبسط من ذلك فما يزرعه المرء بحصده..أي إذا كنت لينا مع أبنائك مصادقا لهم فستنال المثل أو الضعف من المعاملة اللينة..
ريم يا ريم..شخصية تستفزني لأعطيها حقها..وشياطين عقلي مازالت تغزل لها الكثير لكن ليس الآن..يوما ما ..
ههه ستذوبين في أنس أكثر في الفصول القادمة..وخاصة فصل اليوم..
ريم شخصية فريدة كما قلت..وما ظهر من شخصيتها لم يكن سوى القليل فقط.

سعيدة عزيزتي أن الفصل نال إعجابك🤍
في انتظار رأيك في الفصول القادمة أيضا..

shezo likes this.

فاطمة الزهراء أوقيتي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية:
وشمتِ اسمك بين أنفاسي~
بقلمي
🤍أكتب لأحيا الواقع بنكهة الخيال🤍
رد مع اقتباس
قديم 14-02-23, 10:05 AM   #394

سناء يافي

? العضوٌ??? » 497803
?  التسِجيلٌ » Jan 2022
? مشَارَ?اتْي » 447
?  نُقآطِيْ » سناء يافي is on a distinguished road
افتراضي وشمت اسمك بين انفاسي

فصل راىع الصراحة الرواية بشكل عاك كتير حلوة بتسدك لت تابعيها بكل تفاصيلها تسلم ابدك

سناء يافي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-02-23, 11:05 AM   #395

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,559
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي

مرحبا.صباح الخيرات حبيبة قلبي فطوم

☆بداية لبداية☆

حياة الإنسان مراحل ومحطات قد ينزل بها وقد يغادر منها
وبكل محطة يحمل معه آماله واحلامه ونتاج تجربته
هى نقطة إنطلاق قد تعيده للخلف لمحطة سابقة او تدفعه للأمام بإرتقاء محطة أخرى في تحقيق أحلامه وإثبات وجوده
هكذا الدنيا وهكذا الإنسان في حركة دائبة إن توقف مكانه سيفوته قطار الحياة

ثريا تبدأ مرحلة جديدة بإنتقالها لدى عليا اظنها ستكون مختلفة تماما وعاملا إيجابيا سييسر لها تحقيق أحلامها
وهذا ما تجلى بعضه في عرض الفتيات عليها باحتراف الحياكة والكروشية
بالوسيلة الصحيحة بعرض ما تنتجه في آفاق اوسع خاصة ان الاعمال اليدوية لها من يقدرها ويعرف قيمتها المعنوية فتستطيع ثريا ان يكون لها اسما بل وعلامة تجارية خاصة بها
وكأن انتقالها مع عليا هو ثانى الخطوات الصحيحة التى اتخذتها بل ثالثها فالأولى كانت بهروبها والثانية بعملها لدى الجميل أسامه واستكمال دراستها

وبداية اخرى بدت ملامحها لمحطة جديدة لكلا من زكريا وعزة في تطور علاقتهما ولو ببطء
هى حددت مشاعرها بينما هو يهرب من مشاعره

☆ما وراء الغمام☆

من طبيعةالامور وما يفترض أن تكون عليه فالانسان خاصة ان كان مسئولا عن شخص ما ان يتتبع سلوكه إذا إرتاب في شئ غير موافق للمنطق لان معناه ان الشخص الآخر يخفى شيئا وغالبا غير سوى

ما يفعله أشرف مع إخوته كان اولى به رشيد
الذى تسبب في كل تلك المشاكل بعدم قيامه بدوره كأب متفهم يحتوى اولاده ويعاملهم باللين والرحمة وليس بالشدة والتعنت

ويبدو أن اشرف يحاول تعديل مسار معاملته مع سمر بعد ان حدد مكانتها بقلبه

☆نقطة آخر السطر☆

عندما نفتح صفحة تتضح بهاالامور بعد غموض الصفحات السابقة وإمتلائها بالحزن والالم
لابد لتلك الصفحة الاخيرة ان تكون واضحة محددة المعالم نختمهابنقطة لايكتب بعدها احدا حرفا واحدا

انس اخطأ عندما تجاهل مشاعره التى لم يكن يعرف كنهها
وهو ليس ملام فيما سبق وقد كانت عليا بالنسبة له شيئا مسلمابوجوده بحياته وربما لم يرى فيهاسوى الجارة الصغيرة الاولى بالرعاية
لكنه ما ان حدد بالضبط موقعها من قلبه فالصواب هو مافعله وبذلك الحسم دون ترك فرصة واحدة للتردد لدى علياء

وكما فعلها زكريا بعد ذلك الاسلوب الهمجى الذى اتبعه رشيد مع عزة عندما قرر صراحة لأشرف انه يرغب عزة كزوجة لتأتى موافقتهابالحال

ربما كلا منهما اخذته حمية الموقف وبعدهاسيفكرانx في توابعه وانه ربما كان لانقاذ موقف
ولكن بالاخير الامور ستستقيم
وكلا بالوقت يوضع في نصابه الصحيح

سلمتى حبيبتى
ودمتى مبدعة ومتميزة


shezo متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-02-23, 11:07 AM   #396

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,559
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي

مرحبا مبدعتى الجميلة

ولأقل لك صغيرتى كما تنادين بها نورهان
بحق يا فاطمة انتى ذات أسلوب راق ومريح جدا
وتستطيعين وصف حالة الشخص بدقة
فقد راقت لى عبارتك
(فقد تضاعفت أغراضهما كما تضاعفت تجاربها ومشاعرها والكثير من الأشياء)
بالفعل بعد مرور بعض الوقت تزبد حاجيات المرء ولكن ان لم يصاحبها زيادة خبراته ونضج مشاعره فهو لم ينجح بعد في تحقيق ذاته

تعجبنى براعتك في إدارة الحوار كلا على حسب شخصيته
زكريا وعزة طبيعة حوارهما تتفق وشخصية زكريا فتأتى عملية جدا كما لو كان حوار بين صديقين بما يتفق وطبيعة زكريا

تستخدمين أسلوب عملى رائع في حل المشكلات ولفت النظر إليها
كأسلوب أشرف في حل مشكلة مراد..فالحل كان في تتبعه والسؤال عن سلوكه ليصل لحقيقة الامر فيستطيع مساعدته لا ان يكتفي بالتوجس فقط وافتراض حسن النية

بينما تناولك للأمور بشكل منطقى يعجبنى جدا
خاصة زيارة ريم لوالدة أنس
فليس بالضرورة ان تنتهى علاقة ما بين اثنين بالتناحر والقطيعة طالما انها انتهت برضا الطرفين

لقد أسعدت قلبى باعتراف انس بالحب بهذه الطريقة الجميلة الصادقة كى تقتنع عاليا وتهدأنفسها ويسعد قلبها فهى حددت موقع أنس في عبارتك
( أنس كان دائما دواء عَلْيا عندما كان العالم دائها..ولازال")
وهذه تكفى لكى يفعل أنس المستحيل لتكون له

بينمامشهد ثريا وهى تهاجم رشيد من أجمل المشاهد فهى كما لو كانت تدافع عن حقها هى وتردع اباها في صورة رشيد
وجاءت كل كلمة منها في محلها تماما
والصفعة التى تلقتها هى وسام لها فهى لم تجبن ورشقت الرجل بما لم يفعله الاخرون وكان واجبا عليهم حتى يأتى اشرف

بالفصول الاولى من الرواية ظننت ان ثريا ستكون هى الشخصية المحورية للاحداث
ولكن بالمتابعة وجدت ان كل من جاء بالرواية من اشخاص لهم دور محورى
فلا تضعين شخصية ولا حرفا إلا بمحله
وهذا يدل على موهبتك الفطرية الجميلة ككاتبة مبدعة تستحق التميز بحق
وهو ما اتمناه لك فأنت جديرة به

وفقك الله حبيبتى
وكتب لك السعادة


shezo متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-02-23, 11:10 AM   #397

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,559
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة الزهراء أوقيتي مشاهدة المشاركة
مساء الخير جميعا،،

أتمنى أن تلقاكم هذه المشاركة في أحسن الأحوال...

لحظات فقط وسيتم تنزيل الفصل العشرين وأتمنى أن ينال إعجابكم.

قراءة ممتعة.

طلب بسيط قبل البدء بالقراءة..
المرجو قراءة سورة الفاتحة تيمنا لأرواح شهداء زلزال سوريا وتركيا..وحفظكم الله جميعا من كل شر...
جزاكى الله خيرا حبيبتى

بدعوتك الجميلة تلك
وانزل الله لطفه ورحمته على من جرت عليهم المقادير
ورحم موتاهم وشفى مصابهم
وحفظ الله أمة الإسلام
من كل شر وسوء


shezo متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-02-23, 11:16 AM   #398

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,559
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة الزهراء أوقيتي مشاهدة المشاركة
صباح الخيرات حبيبتي shezo🤍
سعيدة أنا بهذا اللقاء الأسبوعي الذي يجمعنا معا…

المشاعر تكون مرتبكة بقدر ما تكون مربكة للشخص…من الصعب التعايش مع المشاعر الدخيلة التي تهاجمنا،سواء الحب
أو الحزن أو أي شعور آخر…نحن كيان رهيف من السهل اهتزازه وقلب أموره رأسا على عقب…

عزة وأشرف مدركين تماما أن المسألة مؤقتة والهروب ليس خطة مثالية خاصة لمثل حالتهم..لكنه أقدم على تنفيذه لأن لا يستطيع التنبؤ بما قد يفعله والده في غيابه.

الانتقال السريع بين المشاهد،…لم أستطع تبين إن كان تحدثك عنه يعد انتقادا بناءا أم ملاحظة فقط لأن المشاهد كلها حدثت في يوم واحد…
سأسعد بأن أعرف ذلك عزيزتي shezo لتكون الفصول الأخرى بأبهى حلة….فأنا أثق في خبرتك في القراءة وذائقتك الأدبية الرفيعة..

مشاعر زكريا تستمر بالإلحاح عليه…وستظهر عاجلا أم آجلا بشكل من الأشكال..
والمواجهة كما وصفتها ستكون حتمية…فالحياة عبارة أحداث مترابطة ببعضها…وهروب عزة يؤثر على تلك الحياة حتما..

الصوت الأنثوي..سأتركك لاستكشافه في الفصل القادم…ولن أحرق عليك

سلمتِ حبيبتي على مرورك الجميل والمشجع…
لك مني كل الحب والود والاحترام
مرحبا جميلتى وصغيرتى المبدعة

الإنتقال السريع بين الأحداث جاء إيجابيا جدا
في نقل صورة كاملة المعالم دون بترها بمشهد آخر
وهو اسلوب جميل جدا يعطى التقدمة للتفصيل بعد
بما يمهد للقادم بشكل مشوق للتفاصيل بعده
انا ادرك ان من يكتب يكون كالمسحور تسيره افكاره النابعة من روحه
ثم حين يقرأها قد يجدها غريبة عليه
متى كتبها وكيف اخذت هذا المسار
وهذا بالضبط هو ما اسميه بالصدق والعفوية
التى تجعل كل كلمة تتسم بالوضوح وبالواقعيةو المصداقية
انتى على الخط الصحيح يا جميلة وتبلين بلاءا حسنا بلا ريب

دمتى اختى الرقيقة ودام إبداعك


shezo متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-02-23, 03:14 PM   #399

شموخي ثمن صمتي

? العضوٌ??? » 179150
?  التسِجيلٌ » May 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,118
?  نُقآطِيْ » شموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond repute
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية

شموخي ثمن صمتي غير متواجد حالياً  
التوقيع
[SIGPIC][/SIGPIC]
رد مع اقتباس
قديم 14-02-23, 04:16 PM   #400

al gameel rasha

? العضوٌ??? » 424155
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 244
?  نُقآطِيْ » al gameel rasha is on a distinguished road
افتراضي

روووووووووووووووووووووووو وووعة
موقف ثريا
تسرع زكريا
موافقة عزة

كله روووووووووووووووووووووووو وعة


al gameel rasha غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:27 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.