آخر 10 مشاركات
أغلى من الياقوت: الجزء الأول من سلسلة أحجار كريمة. (الكاتـب : سيلينان - )           »          93 - زواج العمر - منى منصور (الكاتـب : meshomasray - )           »          حب غير متوقع (2) للكاتبة: Mary Rock *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          خادمة القصر 2 (الكاتـب : اسماعيل موسى - )           »          جدائلكِ في حلمي (3) .. *مميزة و مكتملة* سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          تشعلين نارى (160) للكاتبة : Lynne Graham .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          لا تتحديني (165) للكاتبة: Angela Bissell(ج2 من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          رواية واجتاحت ثنايا القلب (1) .. سلسلة ما بين خفقة وإخفاقة (الكاتـب : أسماء رجائي - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

مشاهدة نتائج الإستطلاع: ما هي أكثر شخصية من الأبطال أثارت انتباهكم في الرواية؟؟
سمر 3 27.27%
عليا 5 45.45%
ثريا 7 63.64%
عزة 2 18.18%
أسامة 3 27.27%
أشرف 1 9.09%
أنس 2 18.18%
زكريا 1 9.09%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 11. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree1899Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-01-23, 10:47 PM   #261

فاطمة الزهراء أوقيتي
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء أوقيتي

? العضوٌ??? » 475333
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 612
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond repute
Chirolp Krackr تحية 🤍


مساء الخير جميعا،،

بداية وقبل تنزيل الفصل الخامس عشر،

أود أن أبارك للجميع هذه السنة الجديدة،جعلها الله سنة مباركة وسعيدة للجميع
وأتمنى أن تتحقق أمانيكم وتختفي الشرور من حياتكم ويبدلها الله بالسعادة والنجاح والصحة🤍🤍.

وبما أننا مازلنا في بداية السنة فقد اخترت أن تكون قفلة الفصل هذا الأسبوع هادئة ومناسية لهدوء البدايات 🤍




فاطمة الزهراء أوقيتي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية:
وشمتِ اسمك بين أنفاسي~
بقلمي
🤍أكتب لأحيا الواقع بنكهة الخيال🤍
رد مع اقتباس
قديم 02-01-23, 10:58 PM   #262

فاطمة الزهراء أوقيتي
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء أوقيتي

? العضوٌ??? » 475333
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 612
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond repute
Post الفصل الخامس عشر-1-

الفصل الخامس عشر

ضرب المقود بعصبية وهذا الموضوع بالذات يفقده أعصابه وقد استهلك منه الكثير مؤخرا ثم هتف"انطقي بسرعة يا عزة!"
قالت بسرعة وقد أخافها انفعاله"لأنني السبب يا أشرف"
جحظت عيناه ثم نظر لها ونطق بهدوء متناقض مع انفعاله قبل قليل"ماذا تقصدين؟"
ابتلعت ريقها تنظر له للحظات ثم أحنت رأسها تعبث بأظافرها وقالت بخفوت"أنا من أرسلت لك الصور في ذلك اليوم"
فتساءل ولا زال لا يستوعب ما علاقة عزة بالموضوع"صور هند؟"
أومأت واسترسلت في الحديث ودموع حبيسة تزين مقلتيها"لقد حدث الأمر صدفة في البداية، كنت في المركز التجاري أنا وصديقتي ولمحت هند تجلس مع أحدهم،لم أستطع التعرف عليه،كانا يبدوان متقاربين جدا..ظننت في البداية أنها تشبهها فقط،لم أتوقع أن تكون هي أبدا،أنت تعرف هند،لقد تربينا مع بعض من الطفولة..كانت بمثابة أخت أكثر من كونها ابنة عم أو زوجتك لاحقا…لذلك اكتفيت بالمراقبة من بعيد،بعد ذلك زرتكما مرارا وتكرارا في شقتك، وقد سمعتها صدفة تتحدث مع أحدهم واتفقا على اللقاء في أحد المطاعم وكان ذلك عندما كنت في رحلة العمل، لذلك لحقت بها بدون أن تراني، أو بالأحرى سبقتها لذلك المطعم وانتظرت وصولها يصحبها ذلك الرجل، ثم..ثم التقطت لهما الصور"
صمتت تلتقط أنفاسها ونظرات أشرف المظلمة موجهة نحوها ثم أكملت بغضب"لم أستطع عدم إرسال الصور…لقد كانت ترتكب جرما في حقك ولم أستطع الوقوف مكتوفة الأيدي بدون أن أفعل شيئا، كنت أنوي أن أفضحها أمام الجميع..لكنني غيرت رأيي في آخر لحظة وخفت أن أؤذيك بذلك التصرف..لقد تأكدت ألا أظلمها،قلت ربما صديق مشترك بينكما، لكن تصرفاتهما وحركاتهما المبتذلة لم تكن تدل على صداقة نقية بل أقرب لكونهما حبيبين أو زوجين"
جحظت عينا أشرف وهو يسمع ما في جعبتها من حديث أخفته لثلاث سنوات…
طرق مقود السيارة بعصبية فناظرته بقلق ثم قالت"أشرف،أنا لم أقصد أن أخفي الأمر عنك،أقسم لك..لكنني لم أستطع التحدث بشأن ذلك..لأنني من جهة لم أصدق ما فعلته هند ومن جهة أخرى أعرفك جيدا، لا تحب أن تشارك لحظات ضعفك مع أحد."
لم يجبها ولم يقل شيئا، شغل السيارة مجددا ثم انطلق نحو المنزل،فابتلعت لسانها صامتة طوال الطريق.
وكان غارقا في أفكاره وملامح وجهه المكفهرة تدل على أن ذاكرته عادت به للوراء مجددا.
ركن سيارته أمام منزل والده،فحاولت عزة التحدث لكنه رد عليها باقتضاب"دعينا نتحدث لاحقا حسنا؟"
انتحبت قائلة"لكن.."
لكنه قاطعها مجددا"لست غاضبا منك يا عزة،أنا فقط أحتاج للانفراد بنفسي قليلا..سأتصل بك فيما بعد"
أومأت بعدم اقتناع ثم نزلت من السيارة على مضض، وهي تتأمل وجهه وتحاول استكشاف على ماذا ينوي، لكنه لم يسمح لها بأن تفعل ذلك طويلا فانطلق بسيارته إلى اللامكان مجددا.
'أمام الشاطئ'
لحظات قليلة قبل الغروب،
ركن سيارته مقابلا للبحر ثم فتح جميع النوافذ وترك الرياح تعبث بشعره الأسود وملابسه،لعلها تنفس قليلا عما يعتمل في صدره من مشاعر سلبية…
أما آن الأوان ليتجاوز تلك الحلقة السوداء، يريد أن يمضي،لكنها تجذبه نحو الأسفل..كأن حياته كلها اختُصرت في تلك الخيانة..
سافرت به ذاكرته الحسية لتلك المشاعر التي شعر بها عندما استلم رسالة محتواها صور لهند مع أحدهم وهو يقبل يدها وخدها ويهمس كلمات في أذنها لتنفرج شفتيها عن ابتسامة حالمة..والعديد من الصور من هذا القبيل..لقد شعر وقتها بأن الأرض تميد به وطنين في أذنيه لدرجة أنه ظن أن طبلتيهما ستنفجر في أي لحظة…
خنجر سام غرس في قلبه وكرامته وهو يرى شرفه وعرضه بين يدي غريب..السؤال الوحيد الذي تبادر إلى ذهنه وقتها في ماذا قصر معها لتفعل به ذلك…
واكتشف بعد ذلك أنه لم يقصر معها في شيء وأن معدنها الخبيث قد ظهر بتلك الطريقة…
لقد فرضت عليهما تلك الزيجة، وقد مُنِحا الوقت الكامل للتعايش مع أنهما عند الوصول لسن معينة سيتزوجان ليمنحا سلالة قاسمي عهدا جديدا…وقد تقبل وضعه واستسلم لرغبة والده، فبعد تخرجه وتوظيفه تزوجا فورا وكان فرق السن بينهما سنتين.
وهند أيضا بدت متقبلة للوضع ولم تتوانى عن إبداء رغبتها في إنجاح زواجهما…لكن هنالك دائما بوادر وتلميحات لكل شيء لكننا نتعمد تجاهلها لنمضي…
بعد زواجهما الذي امتد لخمس سنوات قبل طلاقهما..لاحظ في السنتين الأخيرتين أنها أصبحت حادة الطباع وتتعمد خلق المشاكل بينهما من أتفه الأسباب..فحلل الأمر على أن السبب هو تأخرهما في الإنجاب وضغط العائلة..ليصدم بعدها بالحقيقة المتعفنة وراء ذلك وأنها كانت تتعمد أكل حبوب الحمل لكي لا تنجب، لكنه تجاهل الأمر،خاصة وأنه لم يكن مهتما بموضوع الأطفال…ثم الصور التي اكتشف الآن أن عزة من أرسلتها والتي وضحت له الصورة كاملة لهند التي تربيا معا وأنها شيطان بهيأة ملاك لا أقل ولا أكثر.
راقب اختفاء الشمس وتمنى من أعماق قلبه لو اختفت علله معها أيضا،كيف لحدث واحد في حياة الإنسان أن يجعل كيانه ينقلب رأسا على عقب..أن تتزعزع ثقته في نفسه وثقته في من حوله.
_________________________
'في اليوم التالي'
'في Mariposa’
تصادف اليوم مع أحد الأيام الذي يشتغل فيها أسامة في الفندق مساءا، استيقظ باكرا وأوصل سمر للعمل ثم دخل إلى الكوفي شوب الذي فتحها يونس سابقا ليباشر العمل والتحق به الفريق أيضا.
'في استراحة الغذاء'
اقتربت فتيحة وسكينة من الكوفي شوب،فلمحتهما ثريا وهرعت نحوهما ثم قالت بحزن"هل ستغادران الآن؟"
أومأت فتيحة ثم ربتت على كتفها وقالت"لقد تأخر الوقت،يجب أن نصل للقرية قبل أن يحل الظلام"
حركت رأسها بتفهم ثم أشارت للكوفي وقالت"هذا هو المكان الذي أعمل به..ادخلا سأطلب لكما شيئا لتأكلانه حتى يحين موعد رحلتكما" ثم نظرت لسكينة التي كانت تتجاهلها تماما"سكينة هل أنت جائعة"
فردت عليها باقتضاب"لست جائعة"
مطت شفتيها بحزن ثم قالت تخاطب عمتها" اجلسا لحظة سأجهز لكما شيئا سريعا لتتناولانه في الطريق إذن"
اعترضت فتيحة قائلة"لا نريد إزعاجك يا بنيتي،لقد جئنا لتوديعك فقط بما أنك غادرت في الصباح الباكر"
خرج أسامة ينادي ثريا وقد كان يريد سؤالها عن شيء بخصوص العمل،فتلاقت نظراته مع نظرات فتيحة التي ضيقت عينيها تتأمل وجهه وقد بدا لها مألوفا،لكنها لم تستطع التعرف عليه.
اقترب منهم وقال بأدب"مرحبا بكما، لقد تقابلنا سابقا، أنا أسامة"
فردت عليه فتيحة" أنت رب عمل ثريا في العمل، أليس كذلك؟"
أومأ مؤكدا فأكملت بلطف"بسم الله ما شاء الله،تبدو صغيرا على إدارة عمل كهذا…بارك الله لك في عملك يا بني"
ابتسم بهدوء وأجابها"آمين،شكرا لك"
ثم نظر لسكينة التي ترمقه بغرابة وقال لثريا"هذه الصغيرة تشبهك كثيرا!نفس الشكل ونفس النظرة"
ثم أكمل بهمس لا يسمعه سواها"عائلتك تصَدِّر الفتنة والجمال"
وكزته بذراعها في بطنه ليلتزم الصمت وجزت أسنانها قائلة"ألا تستحي!"
فتأوه متراجعا للخلف وقال يغير الموضوع"تفضلا بالدخول، سأعزمكما على حسابي"
اعترضت فتيحة"شكرا يا بني!مرة أخرى إن شاء الله،أما الآن فستفوتنا الرحلة!"ثم ضيقت عينيها تنظر له بتمعن مجددا وقالت باستفسار"هل تقابلنا من قبل؟"
نظر لها بهدوء ثم قال بنبرة تماثل نظراته الهادئة"لا أعلم! ربما"
فردت عليه"أشعر أنني رأيتك في مكان ما،لكنني لا أستطيع تذكر أين؟"
وأجابها بهدوء"لا عليك! إذا استطعت التذكر أخبري ثريا أن تخبرني أين رأيتني لعلي أتذكر أنا أيضا"ثم ختم كلماته بابتسامة ثقيلة لم يستطع السيطرة عليها.

مع توالي اللحظات في حياتنا،والتعرف على العديد من الأشخاص ومعرفة قصصهم…نبدأ في التفكير في ماهية شخصيتنا الحقيقية،ثم نحاول بناء كيان يمثلنا نحن، وتبقى المعضلة على أي أساس سيتم هذا البناء…هل سيكون كيانا تشبع بعقد الماضي أم يطمح للمستقبل ولا يأخذ الحياة على محمل الجد بل يعتبرها محطة،الهدف الأساسي فيها هو العيش بالصورة التي يشعر بها ويريدها..
أسامة والفاجعة التي أصابته في سن صغير،جعلته يلوم صاحب الدراجة التي لا يعرف هويته،على أنه السبب في موت والديه، وبعدها توصل إلى أن السبب في تلك الحادثة هو والدته وخبرتها القليلة في السياقة وأقنع نفسه بأنه لو كان والده من يقود السيارة وقتها لما وقع ما وقع…فعاش صراعا داخليا بينه وبين نفسه يدور حول الحادثة وسبب وقوعها…
لا يستطيع القول أنه لم يتجاوز ما حدث فها هو يمضي في حياته بدون أن يعيقه ذلك،لكنه باطنيا لا زال لم يتقبل الأمر ولازال وقع ذلك على نفسه عميقا جدا لدرجة مؤلمة.
شرد للحظات فأيقظه من شروده صوت ثريا وهي تمد إحدى الرسائل لعمتها قائلة"عمتي أوصلي هذه الرسالة لطارق"ثم أخرجت ظرفا مغلقا وناولته لسكينة وقالت بخفوت"هذا لك ولأمي"ثم انحنت وهمست في أذنها"احرصي على ألا يراه أبي"
لم تتجاوب معها ولم تحاول أخذ الظرف واكتفت بالنظر إليه فقط، فاضطرت ثريا إلى فتح الحقيبة التي كانت تحملها ووضعه بداخلها.
ثم احتضنتها بقوة وهمست في أذنها"ستبقين دائما سكينتي المفضلة..أعدك بأن كل شيء سيتحسن"
بادلتها بحضن بارد ولم تتحدث معها أبدا.
ثم احتضنتها فتيحة وقالت بعتاب"لا تغلقي هاتفك مجددا، دعيني أطمئن عليك من حين لآخر"
أومأت ثريا بتأثر ثم نظرت للسماء تحاول طرد الدموع التي تهاجم مقلتيها.
غادرت سيارة الأجرة فبقيت ثريا لدقائق تراقب أثرها في آخر الشارع وهي تقاوم نوبة بكاء،فتنهدت بعمق ثم أغمضت عينيها تستحضر سبب هروبها من الأساس كدفعة لتجعلها أقوى.
أما أسامة فقد جلس على أحد الكراسي في الشرفة،واكتفى بمراقبتها من بعيد، ومشاعر لذيذة تلوح في الأفق.
مرت من جانبه فسألها بهدوء"ألم تراودك رغبة في الذهاب معهما؟"
وقفت ثم أدارت وجهها وتفحصت وجهه علها تجد نظرة تدل على أنه يريد استفزازها لتصب عليه مشاعرها السلبية،لكن خاب أملها،فقد كان ينظر لها باهتمام وملامح وجهه لا تنم عن المرح والمشاكسة هذه المرة فأجابته بهدوء"ليس هناك وقت للاستلام لما أرغب به،فلو كان الأمر كذلك لما اضطررت لفعل ما فعلته…مازال الوقت غير مناسب للرجوع وأنا لم أحقق شيئا يذكر منذ مجيئي"
ضيق عينيه فقد توقع أن تخبره مجددا أن هذا ليس من شأنه ثم قال ببساطة"يتملكني فضول لمعرفة ما مررت به منذ مجيئك!وما سبب هروبك من الأساس"
ابتسمت ببرود ثم قالت بهدوء"لا أعرف إن كان من حقي أن أقول أنني مررت بالكثير، لكن ما أدركه حقا أن خطوة الهروب لم تكن بالشيء الهين وما مررت به لم يكن سهلا أيضا..لكن أنا آسفة لا أستطيع إرضاء فضولك بهذا الشأن"
مط شفتيه وقال بمشاكسة"ربما سأرضيه يوما ما بطريقة لا يمكنك تخيلها"ثم نظر لوجهها مطولا ومد ساقيه للأمام ثم قال براحة"أيا كان ما مررت به،أنا سعيد بأنك نجوت، وهذا يعتبر إنجازا أيضا"
شعرت براحة غير مفسرة تتسرب لداخلها،شعور لذيذ ينبعث من هذا الشخص أمامها وقد راقها أنه لا يصر على معرفة شيء ويجعل المرء أمامه مرتاحا ليخبره بأي شيء دون الحكم عليه، وشعور آخر بالرضا عن نفسها والفخر لأنه لم يرى هروبها كمصدر عار كما رآه والدها أو سيراه أي شخص آخر علم أنها هربت تمردا على واقعهاا.
مطت شفتيها ثم ضيقت عينيها وقالت تنهي الحوار "صحيح!النجاة يعتبر إنجازا أيضا".
_____________________________
'بعد شهر'
'في مدينة تبعد عن القرية بحوالي أربعين دقيقة بسيارة الأجرة'
'في محل بقالة كبير'
جلس طارق في أحد الأركان، ثم أخرج رسالة من جيب سترة العمل باللون الأحمر، قلبها بين أصابعه ثم تذكر زيارته للقرية قبل أيام ليرى والدته ووالده،فتفاجأ بعمته تمد له الرسالة بسرية وتخبره أنها من ثريا..
تشاجرا لأنها لا تريد أن تخبره بمكانها وحاول مع سكينة أيضا عندما علم أن تلك الرحلة كانت على شرف زيارة ثريا،فلامها كثيرا لأنها لم تفكر بأخذه هو بدل سكينة أو أن تعطيه عنوانها بكل بساطة،لكنها تهربت من طلبه كالعادة وهو بكل قدراته المحدودة في البحث لم يستطع التوصل لشيء.
فتح الرسالة ليقرأها للمرة الألف منذ أن استلمها"عزيزي طارق!لقد اشتقت إليك كثيرا!أنا أعلم أنك غاضب مني ولكنك قلق علي في الوقت ذاته،لكن لا تقلق أنا بخير وبصحة جيدة وعمتي وسكينة سيؤكدان لك ذلك…أنا آسفة لأنني لا أجيب على اتصالاتك،لأنها وبكل بساطة تشعرني بالضعف والحنين ولا مجال لتلك المشاعر الآن،عندما يحين الوقت المناسب سأتصل بك أو ربما سأرسل لك عنواني وتزورني…أنا أعمل الآن في أحد المقاهي يسمونها'كوفي شوب' في أحد الأحياء الراقية،في انتظار أن أجد عملا آخر مناسبا…قابلت العديد من الأشخاص منهم اللطيفين ومنهم الخبيثين،لكن الطيبين كانوا أكثر..لدي صديقة الآن اسمها عزة إنها لطيفة وتعتني بي جيدا وعرفتني على أشخاص آخرين.
لم أعد وحيدة…وأخيرا أصبحت أشعر بأنني أفعل شيئا من أجل نفسي..من أجل ثريا!.
سأبدأ دراسة التمريض في الشهر القادم وبفضل رب العمل سأستطيع العمل والدراسة في نفس الوقت..أنا سعيدة على كل حال…ربما ليس هذا ما كنت أريده حقا في السابق،لكنني راضية وهذا الأهم.
علمت من عمتي أنك تشاجرت مع أبي من أجل سكينة،لدي طلب بسيط..لا تنشغل عنها أبدا،حاول زيارتها بين الفينة والأخرى واجعلها تشعر أنها إنسانة مهمة وأن هذا الوضع مؤقت فقط وستستطيع مزاولة دراستها في أقرب وقت.
اعتن بنفسك جيدا ولا تقلق علي فأنا لم أكن بخير هكذا من قبل.
مع حبي ثريتك الصغيرة'
أغلق الرسالة ثم زفر نفسا عميقا…
إنه في صراع بين قلقه عليها وسخطه على ما فعلته،وشعور بالراحة لأنه استطاع الاطمئنان عليها..
تأمل المكان بعينيه..وتفكيره كان حول لو كان يملك عملا بدخل أكبر يستطيع أن يؤمن له بيتا كبيرا يسعهم جميعا،لكان أقنع عائلته بالانتقال إلى المدينة،على الأقل كانوا سيتخلصون من مجتمعهم الحالي ذو التفكير الضيق والعادات المقيتة وربما كان والده سيتغير أيضا وينمي تفكيره أكثر ليرى أن الدراسة والعلم للنساء لا يعني التحرر السلبي كما يخيل إليه..بل أن هناك من استطاعوا تحقيق ما لم يستطع تحقيقه هو كذكر بكل سنوات دراسته لينتهي به المطاف يرتب المواد الغدائية في هذا المتجر.
______________________

يتبــــع....


فاطمة الزهراء أوقيتي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية:
وشمتِ اسمك بين أنفاسي~
بقلمي
🤍أكتب لأحيا الواقع بنكهة الخيال🤍
رد مع اقتباس
قديم 02-01-23, 10:59 PM   #263

فاطمة الزهراء أوقيتي
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء أوقيتي

? العضوٌ??? » 475333
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 612
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond repute
Post الفصل الخامس عشر-2-

'في الحي الصناعي'
جلس زكريا في مكتبه ينظر أمامه مركزا على نقطة مبهمة وتفكيره يدور حول ثلاثة أشياء،إيمان ولينا وعَلْيا…
والدته لم تتوقف عن إصرارها منذ شهر وهو يسمع نفس الأسطوانة صباحا ومساءا..
لماذا لا تستطيع تفهم أنه يشعر بأنه يخون عهدا قديما عندما يفكر في أن يتزوج ثانية..
ما كان بينه وبين إيمان لم يكن شيئا عابرا أو غريزة بحثة تحثه عن الزواج والإنجاب…بل هو حب منذ سنوات المراهقة توج بزواج للأسف لم يدم طويلا فكتب عليهما الفراق الذي خلف بعده فتاة كالبدر،لينته الصغيرة، وخرابا داخليا لا يستطيع وصفه حتى لو أراد..
الأمر أشبه بجسد يمشي بدون أعضاء داخلية..جسد يبدو كبشر من بعيد لكن عند الاقتراب منه تجد أنه غدا هيكلا غادرته روحه..
ووسط كل هذا الخراب،هناك شعلة خافتة مصدرها ابنته وهذا ما تضغط عليه والدته بشأنه..لينا ومدى حاجتها لأم في حياتها، لعنصر نسوي يوازن حياتها بل حياتهما معا.
تساءل في نفسه"ما مدى احتياج لينا لأم؟"هو يستطيع سد كل احتياجاتها..سيبذل جهده ليكون الأم والأب في ذات الوقت،المهم ألا تموت ذكرى زوجته بداخله.
لم يفكر في مدى احتياجه هو كزكريا،كرجل لامرأة في حياته..
كان غارقا في صراعه الداخلي،قبل أن تخترق أفكاره طرقات على الباب الخشبي للمكتب،ويبدو أنها استمرت لوقت طويل مما جعل عزة تضطر للدخول بهالتها اللطيفة التي تبعث بالراحة وقالت بقلق"هل أنت بخير سيد زكريا؟ لقد طرقت الباب عدة مرات وما من مجيب لذلك فتحته!"
ضيق عينيه ينظر إليها باستغراب ثم قال بعد لحظات"أنا بخير…بخير يا عزة!..هل كنت تريدين شيئا؟"
أومأت بتفهم ثم قالت"كنت أريد أن أسألك إن كنت أستطيع تجربة العمل على البرنامج الذي قلت عنه سابقا! فقد أنهيت دوراتي الشرفية على جميع الأماكن، أنهيت الملخصات التي أخبرتني عنها وبدأت بتحرير الجزء التحليلي من التقرير النهائي،لكن أحتاج لمباشرة الجزء التطبيقي"
نظر لها وهي تعد المهام مشيرة إلى أصابعها ثم حرك رأسه قليلا باتجاه كتفه الأيسر وسألها مباشرة"هل تحبين إنجاز كل شيء بسرعة هكذا عادة؟"
ضيقت عينيها تستوعب سؤاله فأكمل موضحا"أراك تسابقين الزمن في الانتهاء من التقرير ولازال أمامك الوقت الكافي على نهاية التدريب"
فتحت فمها باستيعاب وقالت توضح له"أنا أحب الانتهاء من عملي مبكرا..لا أحب أن أشعر أنني مضغوطة بشيء،فهذا يقلل من جودة إنتاجي..يمكنك القول بأنني أميل للمثالية قليلا في إنجاز المهام أو الدراسة عموما"
أومأ بتفهم وقال بهدوء"لقد لاحظت ذلك منذ فترتك التدريبية الأولى"
أشار لها بالجلوس ثم نظر لها لثواني وشيء بداخله يلح عليه بسؤالها، ربما هالتها التي تبعث بالارتياح،أو ربما فضوله ليعرف رأيها في الموضوع كأنثى..حزم أمره وسألها بأدب"هل تسمحين بأن أسألك سؤالا؟لا يخص العمل"
ردت ببساطة"أكيد!"
شرد للحظات يفكر في طريقة صياغة السؤال ثم قال بعدها بارتباك طفيف"ما مدى احتياج الفتاة لأم في حياتها!"
أربكها سؤاله،ربما لأن علاقتهما لم تتجاوز حدود العمل..وكان دائما متحفظا بخصوص حياته الشخصية أو شخصيته بصفة عامة، حتى عندما تسأله عن أحوال لينا، يجيبها بكلمات مقتضبة وحسب..
نزعت نظارتها الطبية ثم وضعتها على مكتبه وهي تستعد لإجابته، فنظر لها ولأول مرة يلاحظ أن رموشها سوداء كثيفة وبؤبؤ عينيها حالك السواد كذلك،وفكر'إنها لا تشبه أشرف أبدا'..
همست تعيد سؤاله كطريقة تساعدها على إجابته"ما مدى احتياج الفتاة لأم في حياتها"
نظرت له وقالت"لنتفق على أن الأم لها دور كبير في حياة الفتى والفتاة…لكن سأتحدث عن دورها في حياتي أنا، من الصعب وصف دورها بكلمات محددة، لكن سأختصر لك دورها في جملة، إن كانت المرآة هي الوحيدة التي نتجرد أمامها من ملابسنا بدون خجل فالأم هي المرآة التي نعري روحنا أمامها…لا نخجل من إخبارها بماذا نشعر وإن كانت في أغلب الأحيان تشعر بنا من دون أن نتحدث..تجدها دائما خلفك وتساندك حتى وإن كنت مخطئا..مهما قلت لن أستطيع اختصار دورها في عدة جمل"
صمت بانشداه أمام ما تقوله، النساء دائما بارعات في وصف مشاعرهن الخالصة اتجاه أمر ما،ربما لو طرح عليه السؤال كان سيكتفي بجواب'لا أستطيع تخيل حياتي بدونها' جملة تلخص الكثير لكنها لا تنفذ إلى جدار الروح.
ضيق عينيه ثم سألها"لا بد أنك مقربة من والدتك جدا!"
أومأت مؤكدة ثم قالت"إنها تحرص دائما على تكون مقربة منا، أنا وأشرف ومراد"
أومأ بتفهم ثم سألها بهدوء"كيف أستطيع أن أكون كذلك للينا؟"
لقد عرى أفكاره أمامها للتو بدون أن يشعر، وهي شعرت بوخز في صدرها وتأثر من سؤاله البسيط لكنه ذو أبعاد عميقة.
فحاولت إجابته بطريقة لا تجعله يشعر بأنه لن يستطيع فعل ذلك"لا أستطيع أن أجيبك عن سؤالك بشكل مباشر…أنا أومن بأن للأم دورا في حياة الطفل كما للأب دورا أيضا..وعلاقتك بلينا أنت المتحكم الأكبر بها،إن استطعت تقريبها منك بشكل يجعلك تؤدي دور الأم والأب في حياتها، فهي ستتعامل معك على ذلك الأساس..ربما في مراحل متقدمة من حياتها ستخجل من أن تناقش معك أمورا متعلقة بالإناث،لكنني أثق دائما بأن هناك استثناءات..فربما تكون بارعا لدرجة ألا تشعر بأنها ستخجل من مناقشتك في شيء مهما كان محرجا أو قاسيا أو غريبا..يعني أن الأمر يعتمد عليك كليا خصوصا في سنها الصغير هذا"
تبادر سؤال إلى ذهنهما معا'لماذا يسألها هي بالضبط!"
ربما لأنه فكر في الأمر كثيرا لدرجة أنه احتاج أن يسأل أي شخص..أو ربما لأن هالتها المريحة جعلته يسألها فقط.
مازال باطنه يجيش بأسئلة كثيرة يود أن يستفسر عنها لكنه شعر بأنه تحدث عن حياته كثيرا اليوم..وهذا شيء لم يعتد أن يفعله منذ مدة طويلة.
ابتسم بهدوء وقال شاكرا"شكرا لإجابتك عن أسئلتي يا عزة"
ابتسمت وردت عليه بلطف"بالعكس! اسألني عن أي شيء وفي أي وقت…أتمنى أن أكون قد نفعتك بشيء"
ثم خرجت من مكتبه ووميض جديد يشع بداخلها، ربما ليس جديدا وقد شعَّ منذ مدة طويلة لكنه خمد فجأة لأنه لم يكن بتلك القوة.
______________________
'في المكتب'
جلس أشرف في مكتبه، يحمل أحمر شفاه سمر الذي نسيته في تلك الليلة، يقلبه بين أنامله ثم قربه من أنفه،يستنشق رائحته…
هذا الشهر كان عبارة عن ساحة قتال السلاح المستخدم فيها النظرات الباردة والكلمات القليلة التي لا تتجاوز حدود العمل…يحاول استفزازها لكنها تتهرب وتكتفي بتجاهله..هل تفعل ذلك عمدا أم أنها تجاوزت حقا مشاعرها اتجاهه وتركته غارقا في تلك المشاعر ويصارع النجاة وحيدا بعد أن خسر فرصته في النعم بها…
طرقات على الباب ثم نطق"تفضل" وأخفى أحمر الشفاه.
دخلت تحمل حاسوبها وملامح وجهها الخالية من أي تعابير تستفزه…وضعته بأدب على الطاولة ثم قالت بعملية"لا استطيع الإلمام بكل أنواع الخامات التي تستخدمونها هنا..فما الذي تراه مناسبا؟"
أجابها بهدوء"ها أنت تلجئين إلى لمساعدتك،وقد قلت سابقا أن العم محمد في الكفاية"
نظرت له ببرود لثواني ثم قالت بدبلوماسية"ألا تستطيع الالتزام بحدود العمل؟سألتك سؤالا عن العمل،اكتفي بإجابة تحت نفس الإطار..هل هذا صعب؟"
أومأ ببساطة"نعم!صعب جدا…هل أنت راضية؟"
مطت شفتيها بامتعاض وقالت بتكلف"جيد إذن،سأنتظر أن يعود العم محمد أو ربما سأسأل شخصا آخر..الأمر لا يتوقف عليك كما تعلم!"
ثم همت بحمل الحاسوب والمغادرة فأوقفها بوضع كفه على ذراعها،نقلت نظراتها بين وجهه وكفه الممسكة بها ثم أبعدت ذراعها قائلة"ماذا الآن! لقد رفضت مساعدتي"
أشار لكرسي وقال بهدوء"اجلسي!"
نظرت للكرسي ثم قالت بعملية"لا أملك وقتا للجلوس يا أشرف…أنتم تسبقونني بسنوات ضوئية ويجب أن ألحق بكم،لذلك هل ستجيبني عن سؤالي أم أنتظر العم محمد"
استند على كفه واستقر كوعه على المكتب وقال بهدوء"صدقا!لماذا عدت؟"
نظرت له بعدم تصديق وقالت بنبرة ساخرة"من خلال سؤالك،أشك في أنك تنتظر جوابا محددا محوره أنت، لكن آسفة لتخييب أمالك…عدت لأن لدي عائلة هنا ولم أكن أنوي الاسقرار في برشلونة مدى الحياة…لا أقل ولا أكثر"صمتت للحظة وأكملت بنفس النبرة"أرأيت،ليس للأمر علاقة بك وأنا هنا للعمل في حال بم تكن تعلم" ثم هزت كتفيها بلامبالاة.
نظر لها مطولا ثم قال باستفزاز" حسنا غادري، لا أرغب بمساعدتك"
رفعت حاجبيها وجزت أسنانها بغضب ثم رفعت سبابتها في وجهه وقالت باستنكار"لم أكن مخطئة عندما نعتك بالمتصابي…يا متصابي"
أخذت حاسوبها بعصبية ثم التفتت لتغادر فقال بهدوء"لقد قلت عني حقير أيضا."
فردت عليه ببرود"تلك الصفة أصبحت ملتصقة بك،لا داعي لذكرها في كل مرة".
ثم أغلقت الباب بقوة ونفضت خصلات شعرها بغرور ثم اتجهت لمكتبها.
دخلت المكتب وتحركت وسطه ذهابا وإيابا وهي تحدث نفسها بغضب"مستفز…أنا الملامة لأنني لجأت إليه.."تنهدت بعمق ثم قالت مجددا"اهدئي يا سمارا،فهو لا يستحق أن تغضبي من أجله، اهدئي" ثم شهقت وزفرت مجددا تطرد مشاعر الغضب.
رن الهاتف الأرضي للمكتب فردت بهدوء"عم أحمد، مرحبا،لقد عدت..حسنا سآتي فورا"
وتوجهت لمكتب العم محمد تعانق حاسوبها، فوجدته هناك يجلس بأريحية ورمقته ببرود ثم نقلت نظراتها لمحمد الذي استقبلها بابتسامته المعتادة.
وقال ببساطة"لقد كنت أخبر أشرف للتو بأننا سنذهب لرحلة عمل في إحدى المناطق السياحية القروية."
نظرت له باستغراب"رحلة عمل، ثلاثتنا؟"
أومأ بتأكيد وأكمل"ستستغرق أسبوعا تقريبا، إنها من أجل فندق سيتم بناؤه ونحن سنتكلف بهندسته الداخلية والديكور…ولأن المكان بعيد بعض الشيء فسيصعب علينا التنقل يوميا"
سألته باهتمام"هكذا إذن! ومتى هذه الرحلة؟"
فأجاب أشرف بالنيابة عنه"في منتصف الشهر القادم، أي شهر من الآن"
قلبت عينيها وهي تنظر له ثم قالت"حسنا.."
ووضعت الحاسوب أمام محمد تنوي سؤاله الكثير من الأسئلة.
________________________
'في ڤيلا عائلة مفتاح'
اعترضت ريم قائلة بحنق"لماذا تصرين على تخريب هذه الزيجة يا أمي؟ ما به أنس؟"
تحدثت أمها باستصغار"ليس به شيء، لكنني لا أراه مناسبا لعائلتنا، وعائلته أيضا…هل رأيت أمه؟إنها بلدية جدا..ملابسها وطريقة كلامها لا تعجبني"
انتحبت ريم وقد ضاقت ذرعا من نفس المحادثة المتكررة منذ خطوبتها"بالعكس يا أمي بالعكس، الخالة عزيزة طيبة جدا وتعاملني بلطف!"
مطت شفتيها بامتعاض وقالت بغرور"أنا لا يهمني ذلك! واعلمي أنني لا أنا ولا والدك راضيان مئة بالمئة، ربما لو بادر أنس بشراء شقة لك في وسط المدينة لتستقرا معا لفكرنا في أنه يناسبك ولو قليلا..عموما افعلي ما تشائين…لكن لا تشتكي لاحقا عندما تكتشفين أن أسلوب الحياة ذاك لا يناسبك.."
دافعت ريم عن أنس قائلة"لقد تحدثنا في الموضوع سابقا يا أمي..الحي مناسب جدا والناس طيبين…ولقد تركتك تزينين شقتي كما تريدين وأنس لم يشتك من ذلك ولم يعلق على الأثاث الباهض الثمن"
قاطعتهما الخادمة الشابة عندما اقتربت منهما وقالت بأدب"آنسة ريم،لقد وصل السيد أنس"
ابتسمت في وجهها وقالت بلطف"حسنا أنا قادمة، شكرا"
ثم استدارت لأمها قائلة"أرجوك يا أمي، لا مزيد من تعليقاتك اللاذعة.."
أجابتها والدتها باستنكار"هل أصبحت الحقيقة تسمى تعليقات لاذعة الآن".
همست ريم بنفاذ صبر"أرجوك يا أمي!"
أومأت والدتها بعدم اقتناع ثم زينت ملامحها بابتسامة متكلفة لترحب بالصهر الغير مرغوب فيه حقا.
دخل أنس بذهن شارد ثم تأمل المكان ببرود وهو لا يشعر بأي دفء في أرجائه…ڤيلا واسعة، الخدم والحشم، لكنه سئم من عائلة ريم،ومن تلميحاتهم من أنه لا يناسب ابنتهم..وقد صبر على ذلك ويتظاهر باللامبالاة من أجل ريم فقط والتي من حسن حظه أنها لا تشبه والدتها….لكن هل سيستطيع حقا الخروج من معركة اليوم بدون أي خسائر…يشعر كأنه قنينة مملوءة لا تستحمل ولا قطرة ماء أخرى وإلا فاضت، من جهة مشاعره الملحة اتجاه عَلْيا ولا يبدو أن الوحش بداخله سيهدأ بعد أن استيقظ من سباته الطويل، ومن جهة أخرى إلحاح والدته على زكريا ليفكر في الزواج بجدية ولا يعلم لماذا ترشحها والدته هي بالضبط،هل انتهت النساء من كوكب الأرض، ثم ريم وتأنيب الضمير الذي يرافقه بشأنها وما يزيد الطين بلة أنها طيبة جدا،ولا تستحق منه هذه الخيانة التي لم يتعمدها من قبل،وأخيرا عائلتها التي لا تترك الفرصة لاستصغاره.
أيقظه من أفكاره صوت ريم المرحب" مرحبا أنس، تفضل!"
ابتسم بهدوء يخالف تماما العواصف بداخله ثم سأل"هل تأخرت؟"
نفت قائلة"لا لا لم تتأخر..لقد كنا ننتظرك!"
دخلا معا فكان والديها جالسين على طاولة الطعام…يناظرانه بملامح باردة وابتسامة متكلفة تزين شفاههما..شعرت ريم بالخجل من تصرفات والديها التي أصبحت مكشوفة وبالرغم من أن أنس لم يلمح لذلك من قبل،إلا أنها شعرت أنه ضاق ذرعا منها.
ألقى بتحية إجبارية خالية من المودة ثم جلس وجلست ريم بجانبه.
تناولوا الطعام في هدوء تام تسوده بعض الأحاديث المملة عن الأعمال.
أنهواْ الطعام ثم انتقلوا لردهة الجلوس المقابلة للمسبح لاحتساء الشاي..
فقال والد ريم باستعلاء"كما تعلم يا أنس! لم يبقى سوى شهرين تقريبا عن حفل الزفاف،وفكرنا أنا ووالدة ريم أن تأتيا لتستقرا معنا هنا بعد الزواج!ما رأيكما؟"
نظرت لوالديها بصدمة،فلم يفاتحاها في الموضوع من قبل، ثم نظرت لأنس الذي نظر لها في الوقت ذاته وقال بتساؤل"لم تخبريني سابقا!"
أجابت أمها مكانها"لم نناقش الموضوع معها..لا بد أنها موافقة،فلا أظن أن هناك أنثى ترفض عرض السكن مع والديها بعد زواجها، أليس كذلك يا ريم"
جزت ريم أسنانها بعصبية وإحراج من الموقف ثم قالت بغضب مكتوم"أمي!أبي! لقد قررنا سابقا أنا وأنس أننا سنعيش معا في شقته وقد بدأنا بتجهيزها بالفعل"
أجاب والدها ببرود"أعلم ذلك،بإمكانكما اللجوء لها أحيانا..عندما تزوران والدة أنس..ما رأيك يا أنس؟"
ضغط على كفه بغضب حتى ابيضت مفاصله ثم قال بهدوء تغلفه عصبية تحكم فيها بصعوبة"سيد وسيدة مفتاح!أعتذر عما سأقوله الآن، لكن لقد ضقت ذرعا من كل شيء،أنتما تتحكمان في هذه الزيجة بطريقة مستفزة! طلبتما أن تتكلفا بحفل الزفاف بالرغم من أنني وريم رافضان لفكرة إقامته، وقلت لا مشكلة من حقكما أن تفرحا بابنتكما،رفضتما دعوة والدتي للعشاء الأسبوع الماضي،قلت لا مشكلة،لا بد أنكما متعبان من العمل..لكن أن تتماديا لفرض شيء بديهي علينا فهذا ما لا أقبله أبدا…شقتنا ستجهز قريبا جدا وانتهى الموضوع!لن نستقر في مكان آخر غير تلك الشقة، إلا عندما نقرر نحن ذلك"
ثم وقف وأنهى كلماته بأدب قائلا"بعد إذنكما!" وغادر الڤيلا متجها نحو سيارته ولم يلتفت لنداء ريم التي لحقت به.
فتح سيارته ثم استدار وقال لها بهدوء ظاهري"دعينا نتحدث لاحقا يا ريم،أنا لست في مزاج لأسمع شيئا آخر..آسف لانفعالي قبل قليل"
أومأت بتفهم ثم فسحت المجال أمامه لينطلق بسيارته، ودخلت الڤيلا.
في تلك الأثناء، تحدث الأب بانفعال"كيف تجرأ على قول أننا نتمادى أو نفرض عليهما شيئا"
وأكملت الأم بنفس النبرة"لست راضية لا عنه ولا عن الزيجة بأكملها…أرأيت كيف تكلم معنا قبل قليل، لم يحترم حتى أننا والدا زوجته المستقبلية…لا أفهم حقا لماذا تصر عليه لتلك الدرجة…نحن نفكر في تحسين وضعيته وهو مصر على أن يظل في القاع"
رفع سبابته عاليا يقول بتوعد"سيرى ماذا سأفعل!لن أكون من عائلة مفتاح إذا لم أجعل ريم تتخلص من هذه الزيجة من تلقاء نفسها، أنا أنتظر فقط أن يجيب صديقي عن طلبي"
نظرت له زوجته تنتظر أن يفسر لها ماذا يقصد فقالت"هل تخطط لشيء؟"
فأجابها بشرود"لقد خططت، سيبقى التنفيذ فقط"
دخلت ريم وهي تشعر بغضب عارم مخالف لطبيعتها الهادئة، فلمحتها أمها ونادت عليها لكنها اكتفت بالقول بعصبية"لا أريد التحدث مع أحد الآن! لقد سئمت من كل هذا!" ثم صعدت لغرفتها وأغلقت الباب بقوة لتنفرد بنفسها.
_______________________

يتبــــع....


فاطمة الزهراء أوقيتي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية:
وشمتِ اسمك بين أنفاسي~
بقلمي
🤍أكتب لأحيا الواقع بنكهة الخيال🤍
رد مع اقتباس
قديم 02-01-23, 11:00 PM   #264

فاطمة الزهراء أوقيتي
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء أوقيتي

? العضوٌ??? » 475333
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 612
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond repute
Post الفصل الخامس عشر-3-

'في المساء'
وصل أنس للمنزل، ركن سيارته وألقى نظرة على الاستوديو فوجده مغلقا،وتساءل إن كان قد تأخر في الوصول أم أغلقت مبكرا اليوم.
دخل بهدوء وقد استطاع الرجوع إلى طبيعته بعد أن التقى بأشرف وأسامة في وقت سابق وحكى لهم ما حصل معه،ولكنه رجع بثقل آخر…
**قبل ساعات**
اتصل أنس بأسامة وسأله إن كان متفرغا فرد عليه بالإيجاب واتفقا على أن يتقابلا في أحد الأركان الفارغة في المدينة والتي تطل على البحر وتتجمع فيها السيارات عادة في وقت الغروب، ثم اتصل بأشرف أيضا وأخبره بمكان المقابلة.
ركن الثلاثة سياراتهم ثم نزلوا وسلموا على بعضهم، وتوسد كل واحد منهم الجزء الأمامي من سيارته،فتحدث أنس أولا وحكى لهم ما حدث مع عائلة ريم،فرد عليه أشرف من خلال تجربته السابقة التي لا يحب التحدث عنها،وقال بحيادية"تحدث مثل هذه المناقشات عادة قبل حفل الزفاف..تلك الاحتكاكات بين العائلات وكل يبدي رأيه حول أشياء تخصه أو لا تخصه…لذلك اصبر بما أنك قررت أن تتزوج..فعلى كل حال لم يتبقى سوى شهرين"
حرك أنس رأسه بتفهم ثم مط شفتيه قائلا"ربما…لكنني أصبحت أنفعل مؤخرا على أبسط الأمور، لا أعلم ما يحدث معي!"
نظر له أسامة بغموض ثم سأله مباشرة"أنس، هل أنت متأكد من أنك تحب ريم؟ وتريد الزواج منها حقا!"
لم يتوقع هذا السؤال،ولا يملك جوابا عنه وسط دوامة الأفكار التي يسبح فيها مؤخرا فقال يتهرب" ما المغزى من هذا السؤال..بالطبع متأكد مادمت مقبلا على هذه الخطوة"
انتقل أسامة من مكانه واقفا أمامهما وتحديدا مقابلا لأنس ثم قال ببساطة"ريم فتاة طيبة!أخلاقها عالية والجميع يشهد بذلك!أنتما تناسبان بعضكما من جميع النواحي، ربما الفرق الوحيد هو مستواكما الاجتماعي الذي لا يلتفت له أحد سوى والديها، لكنني سأسألك مجددا يا أنس! هل تحب ريم؟، أجب بنعم أو لا بدون إجابات دبلوماسية، فأنا أعرفك جيدا"
نظر له أنس وقال بتشتت"مشاعري اتجاهها ليست حبا بقدر ما تميل أكثر لمعزة لشخصها ثم احترام وأنا معجب بأنها فتاة مجدة وطموحة"
نظر لهما أشرف وقد استشعر أن أسامة يحاول أن يجعل أنس يتوصل إلى شيء بدون أن يخبره ما هو ذلك الشيء.
فقال أسامة مجددا متسائلا"هل تعلم ماذا أرى أمامي الآن؟" صمت للحظات ينظر له ثم أكمل بصراحة"أرى أمامي أنس متشتت الذهن، لا يعلم ماذا يريده بالضبط..ليس أنس الذي لا يخطو خطوة إلا وفكر بها مليا"
قاطعه أنس قائلا"لكن خطوة الزواج من ريم كانت عن اقتناع..لقد فكرت في الموضوع مليا"
صدمه أسامة قائلا"لو كنت مقتنعا الآن،لما حاولت تبرير اقتناعك أو تحدثت معنا عن الموضوع أبدا!"صمت للحظة وهو يرى الحيرة تبدو جلية على ملامحه فأكمل بنبرة حذرة ذات مغزى"أو ربما كنت مقتنعا في إحدى المراحل، لكن شيء ما قلب كيانك!"
تراءت عَلْيا لذهنه فورا،لم يحتج أن يفكر في ما الذي أربك كيانه فجأة.
لكنه سأل باستفسار"ماذا تقصد!"
هز كتفيه ببساطة وقال متظاهرا بالجهل"لا أقصد شيئا، أنا فقط أحاول كشفكَ أمامك"
قاطعهما أشرف قائلا"لا أفهم ما تلمحان له كلاكما، لكنني سأخبرك بشيء واحد اعتمادا على خبرتي،لا ترم نفسك في مشنقة الزواج وأنت لست متأكدا مما تريده بالضبط..لأنك ستكون ضحية نفسك أولا وضحيتك الثانية هي ريم"
وأكمل أسامة بغموض"وربما تكون هناك ضحية ثالثة، من يدري!"
نقل أنس نظراته بينهما بحيرة وقد ظن أن هذا اللقاء سيقلل من صراعه الداخلي، إلا أنه زاد الطين بلة.
"شهرين يا أنس، وستكون إما قاتلا أو مقتولا!"همس لنفسه بهذه الجملة ولا يعلم ماذا يقدم وماذا يؤخر.
أخرج أشرف بذور شمس محمصة من جيبه ثم ناول منها القليل لأسامة ولأنس..
عبث أنس بهاتفه يرسل رسالة وقال"سأرسل رسالة لزكريا، أن ينضم إلينا إن كان متفرغا"
فأجابه أسامة"لقد سمعت أن عريسا آخر سينضم للمجموعة" ثم احتضن كتف أشرف وقال باستياء مزيف"ألا تظن أننا سنبقى العازبين الوحيدين في المجموعة"
بصق أشرف قشرة البذور وقال بغرور"تحدث عن نفسك!أما أنا فقد نلت شرف المحاولة،ولا أنصح بها صراحة.."
ثم نظر لأنس"هل سيتزوج زكريا؟"
أجابه أنس باقتضاب"تصر عليه والدتي مؤخرا أن يتزوج بعَلْيَاءْ"
همس مفكرا"عَلْياءْ عَلْياءْ"
فقاطعه أسامة يقول بمشاكسة"احذر يا أشرف،فالوحيد الذي من حقه أن يناديها عَلْياءْ هو أنس ،أما نحن عامة الشعب"وأشار لنفسه ولأشرف"فيجب أن نناديها بعَلْيا فقط" ونظر لأنس بنظرة ذات مغزى فبادله الأخير بتجاهل.
أصدر أشرف همهمة تدل على أنه تذكر أخيرا من تكون وقال"آه تلك المصورة…لقد ظننتها في البداية من عائلته، لأنه كان يركز على تصرفاتها كثيرا،ويبدي اهتماما غريبا بها" ثم نظر لأسامة الذي مازال يحتضن كتفه وقال"ما الفرق بين عَلْيا وعَلْياءْ"
ربت على كتفه وأشار له بعينيه لينظر لأنس ثم قال"سأخبرك! قبل سنوات، كنا ما زلنا مراهقين وسمر وعَلْيا طفلتين..وبما أننا نسكن في حي واحد وهناك صداقة تجمع بين العائلات،فقد كنا نقضي أغلب أوقاتنا معا..وكانت عَلْيا تصر على ألا ننطق الهمزة في آخر اسمها وهذا الأخ أمامك كان دائما يشاكسها بنطقه بدعوى أن اسمها يبدو أفخم بنطقه مع الهزة واستمر على تصرفه إلى يومنا هذا" ثم قال"عَلْياءْ" يحاول تقليد طريقة نطقه.
ضيق أشرف عينيه وقال بعبث"لم أظن أنك هكذا!تشاكس الفتيات الصغيرات.. ظننتك مسالما"
اعترض أسامة قائلا"لا لقد كان مسالما جدا جدا،لكن مع عَلْيا كان الأمر مختلف…"ثم قال بنبرة ذات مغزى"لا أعلم ما الذي تغير الآن يا ترى!"
نظر لهما أنس ببرود وهما يشاكسانه ولم يجدا موضوعا غير عَلْيا…فقال"هل انتهيتما من فقرتكما البهلوانية!ألم تجدا موضوعا غير عَلْياءْ"
صفق أسامة قائلا بتهكم"أرأيت كيف ينطقها!"
أومأ أشرف مؤكدا وهو يحك ذقنه بتفكير"غريب حقا! أكمل،وما رأي شقيقك في هذا الزواج؟"
فرد عليه أنس بازعاج"لا أعلم…زكريا صندوق غامض يصعب التنبؤ فيما يفكر فيه!"
وقف أسامة معتدلا وقال يحاول استفزازه "عموما..علاقة عَلْيا بلينا جميلة،تهتم بها كثيرا، يعني إذا فكر زكريا بجدية في الموضوع فلن يجد زوجة مناسبة أكثر منها"
انفعل أنس قائلا"هل جننت!لا يمكن ذلك،عَلْيا ما زالت صغيرة..وشخصيتها لا تتناسب مع شخصية زكريا أبدا"
نظر له أشرف باستغراب ثم قال يجس نبضه "بالعكس! ربما لم أتحدث مع تلك العَلْيا لكنها تبدو هادئة ولاحظت في الحفل أنها تهتم بلينا كما قال أسامة،وزكريا هادئ أيضا،ربما سينجحان كزوجين" ثم وجه كلامه لأسامة"لقد قال عنها صغيرة!كم عمرها؟"
رد عليه أسامة"إنها في عمر سمر"
فأكمل أشرف"كيف تقول أن خمسة وعشرون سنة سن غير مناسب للزواج؟"
خلل شعره بأصابعه بعصبية وقال بانفعال"هلا أغلقنا موضوع عَلْيا ،قلت ليست مناسبة،إذن فهي ليست مناسبة، ثم لماذا أصبحت فجأة ناصحا في موضوع الزواج؟ ألم تقل أنه مؤسسة فاشلة من الأساس؟"
هز أشرف كتفيه بلامبالاة وقال يواجهه بدون مواربة"ربما مشكلتك الحقيقية ليست ريم ووالديها، مشكلتك الحقيقية هي هذه المشاعر التي تحكمك الآن اتجاه تلك العَلْيا..لم أرك تنفعل من أجل أنثى من قبل!" ثم نظر لأسامة الذي ابتسم بانتصار وقد فهم أخيرا ما الذي كان يلمح له منذ بداية اللقاء فأكمل"هل يا ترى عَلْيا هي الشيء الذي هز كيانك؟"
نظر لهما أنس بعيون عسلية جاحظة ولم يقو على الرد، لقد لخصا ما لم يستطع أن يعترف به لنفسه في محادثة واحدة، هل كان مكشوفا لهذه الدرجة لأسامة الذي كان يلمح منذ البداية ولأشرف الذي استطاع استنتاج الأمر بسهولة بالغة…
وقف أسامة أمامه وقال"بما أن الحديث أخذ هذا المنحى، فدعني أخبرك بشيء أجلته منذ مدة طويلة وأنا أقنع نفسي أنك ستكتشف الأمر عاجلا أم آجلا وأنه مهما بلغ عمق علاقتنا لا يحق لي توجيهك خصوصا عندما يتعلق الأمر بمشاعرك…أنا كأسامة، صديقك منذ الطفولة،أحفظك كخطوط يدي..لطالما ارتبط اسم عَلْيا في ذهني بأنس..لا أعلم متى وكيف حدث هذا، لكن الأمر هكذا…دائما أنس على اطلاع بحياة عَلْيا أكثر من سمر نفسها…أينما تواجدت عَلْيا يتواجد أنس..أول من تلجأ له عَلْيا هو أنس..وردات فعلك عندما يتعلق الأمر بها دائما تكون عدائية على عكس طبيعتك الهادئة كأنها تخصك..من يستطيع إخراج أنس عن طوره وهدوءه عَلْيا طبعا! الأمور كانت واضحة منذ البداية بشأن مشاعرك..لكنني صدمت فعليًا عندما علمت أنك خطبت وكنت أتوقع اسما آخر غير ريم…"
نظر لهما أشرف وقال باستيعاب" يبدو أنني كنت كالأطرش في الزفة!"
بينما صمت أنس للحظات طويلة ثم قال بعدها بهدوء"لا أعلم ماذا حدث لي،عَلْيا…لقد كانت دائما حولي،ثم افترقت طرقنا بعدها..لم أتوقع أن تعود مجددا، وعندما أصرت أمي على أنني يجب أن أتزوج كانت ريم أول من تبادرت لذهني، ربما لأننا كنا مقربين ويجمعنا العمل ونفس النظرة لأمور الحياة.." صمت لثانية ثم همهم باستهزاء"لكن يبدو أن للقلب رأي آخر"
مشط شعره بأصابعه بتوتر وقال بصراحة وتأثر"أنا في ورطة!لا أستطيع ترك ريم في وسط الطريق،ولا أستطيع التوقف عن التفكير في عَلْياءْ…أنا في صراع بين أخلاقي ومشاعري…وتأنيب الضمير يقتلني..ريم فتاة جيدة، لا تستحق مني هذا أبدا..لا أريد أن أظلمها أو أجرحها"ضغط على وجهه بكفيه ثم زمجر بغضب من نفسه ممزوج بقلة حيلة..
فنظر له صديقاه بتعاطف..كلاكهما يعرفان طبيعة شخصية أنس…مسالم،ولا يحب التلاعب بمشاعر الناس…لطالما كان محافظا في علاقته مع النساء ولم يتجاوز معهن إطار الزمالة والعمل، وها هو الآن في موقف لا يحسد عليه ويجب أن يختار، إما مشاعره أو أخلاقه.
تعمد أسامة عدم ذكر أنه شبه متأكد أن عَلْيا تملك اتجاه أنس…لكي لا يزيد الضغط عليه فيكفيه أنه يشعر بأنه يظلم ريم،ولا يريده أن يفكر أنه يظلم ريم وعلْيا معا..لذلك التزم الصمت وهو متأكد من أنه سيجد حلا لذلك…وتمنى ألا يكون هذا الحل على حساب نفسه.
*********
وجدها هناك تجلس أرضا مع لينا وتحيط بهما مجموعة من ألعاب البناء….لم يعلم كم من الوقت بقي على نفس وقفته يراقب كل حركاتها، إنها تغدو طفلة مرحة عندما تكون مع لينا،على عكس شخصيتها الهادئة التي اكتسبتها في السنوات الأخيرة..
تساءل في نفسه إن كان معمي البصيرة لهذه الدرجة..لدرجة أنه لم يكتشف أن مشاعره كانت تقوده نحوها منذ البداية فكيف تجاهل النداء!
كشف أسامة وأشرف ماكان يحاول إخفاءه عن نفسه منذ مدة طويلة..وكان ذلك بمثابة تلقيح تظن أنه العلاج،لكنه عذاب مقَنَّع…
ها هو أصبح عاريا ومكشوفا أمام نفسه،فما الخطوة التالية،هل سيضرب بكل شيء عرض الحائط وينهي علاقته بريم بجملة مبتذلة ك"آسف ريم،لن أستطيع الزواج منك لأنني ولغبائي اكتشفت أنني كنت أحب عَلْياءْ منذ البداية..فدعينا نظل أصدقاء وأتمنى ألا يتأثر عملنا بذلك"
جزر نفسه بغضب ونعتها بالغباء والحقارة..ويشعر بثقل يجثو على صدره وكم يتمنى لو أنه يملك قدرة خارقة على استرجاع الزمان للوراء.
استشعرت وجوده،فاختلست النظر لقامته الطويلة،لكنها قررت تجاهله والتظاهر بأنا لم تلمحه أبدا،فشدتها ملامح وجهه التي تناظرها بعذاب ظنت لوهلة أنها تتخيله..تعلقت النظرات ببعضها،فكانت السباقة بكسرها وهي تتمنى أن يتجاهل وجودها فقط ويمضي في حال سبيله كأنه لم يرها أبدا.
خرجت عزيزة من المطبخ وهتفت"أنس متى عدت، لماذا تقف هنا؟" نظرت له باستغراب ثم نقلت نظراتها لعَلْيا التي أشاحت بوجهها واندمجت تماما مع لينا.
لمحته الأخيرة فوقفت بقامتها القصيرة تجري ناحيته وهي تصرخ بمرح"أنث أنث…"
انحنى ليستقبلها بين ذراعيه ثم رفعها عاليا وقال"عيون أنس" ووزع قبلات رقيقة على خذها وعنقها،احتضنت عنقه بذراعيها الصغيرة وقالت تحاول استخراج الكلمات بصعوبة"أين بابا؟" ثم نظرت خلفه تبحث عنه..
فقال أنس بلطف"سيأتي بعد قليل!" ونقل نظراته لوالدته"زكريا سيتأخر قليلا، لقد أخبرني سابقا أن لديه اجتماع عمل"
أومأت بتفهم ثم دخلت للمطبخ قائلة"سأكمل تجهيز طعام العشاء..ساعد عَلْيا في الاعتناء بلينا، لقد ناديتها لتعتني بها لأنها لم تتوقف عن البكاء تريد والدها"
أومأ بتعب وقد تسللت لأفكاره أحاديثه مع أشرف وأسامة عن كون عَلْيا مناسبة لتكون زوجة لزكريا..فشعر بنيران متقدة تحرق صدره.
ربتت لينا على خذه توقظه من شروده وقالت"لقد بنينا أنا وأليا بيتا" وأشارت لعَلْيا الجالسة تحاول ترتيب بعض الألعاب وإزاحتهم عن الطريق.
نظر لها باهتمام وقال"أرني بيتك إذن"
ابتسمت ببهجة وهتفت"هيا!"
تحركا نحو عَلْيا التي همت بالنهوض والمغادرة فقاطعها صوت عزيزة من الداخل"لا تفكري في المغادرة قبل تناول طعام العشاء معنا..ولا مجال للاعتراض"
رجعت لمكانها بهدوء مستجيبة لكلام عزيزة، فجلس أنس أرضا ولينا في حضنه…بدواْ كعائلة جميلة تقضي الوقت معا.
نظر لها بغرابة استشعرتها وقال بنبرته اللطيفة المعتادة"شكرا لاعتنائك بلينا يا عَلْياءْ"
حركت رأسها بهدوء فتحركت خصلات شعرها البنية القصيرة معها وقالت بهدوء"لا داعي لشكري..فأنا أستمتع بالأمر.." ثم نقلت نظراتها للينا وفكرت في أن تلك الصغيرة تذكرها بنفسها…بالرغم من وضعيتهما تختلف، لكنها تشعر بأن لينا تحتاج الاهتمام والرعاية الكاملة لكي لا تكبر وهي تشعر بالنقص من أنها لا تملك أما.
تأمل وجهها وأصابعها التي تعبث بإحدى العرائس وقال يحاول طرد الهدوء الذي ساد بينهما"كيف حال العمل؟"
أجابته بهدوء"بخير! بما أنه فصل الشتاء، فالمناسبات شبه منعدمة!"
سألها بقلق "هل تضطرين للعمل ليلا؟"
نفت قائلة"حاليا لا! لكن لدي مواعيد في الشهور القادمة"
أومأ بتفهم ثم رد"هكذا إذن!"
يريد أن يحادثها أكثر..كيف سمح لنفسه بأن يغفل عن مشاعره اتجاهها،عليائه الثرثارة التي كانت تلتصق به دائما..
جلستهما الآن ذكرته بها، عندما أتت في إحدى الليالي وهي تحمل دفترا ذو غلاف وردي عليه أميرات ديزني والجزء الخلفي للكتاب يضم جدول الضرب..و كانت وقتها في التاسعة أو العاشرة من عمرها ..
كان الجو ممطرا،طرقت الباب وهي تبكي بحرقة فأدخلتها عزيزة وتفحصت قامتها المبللة بقلق ثم سألتها"ما بك صغيرتي،لماذا تبكين؟"
انتحبت باكية وهي تقول من بين دموعها"أريد أنس،لم أستطع أن أحفظ جدول الضرب والأستاذة ستعاقبني غدا"
سمع صوت نحيبها من غرفته فنزل بقلق وسأل أمه"ما بها يا أمي؟هل أزعجها أحد"
طمأنته قائلة"لا إنها تبكي لأنها لم تستطع حفظ جدول الضرب..احضر منشفة من الحمام وساعدها في تجفيف شعرها..وساعدها يا أنس لتتوقف عن البكاء..لا بد أنها هربت من المنزل مجددا سأطمئن جدتها"
مدت يدها تمسك بقميصه من الخلف وتلحق به بخطوات بطيئة ولازالت تبكي وتهمس"لماذا لا أستطيع الحفظ!"
أخذ منشفة نظيفة من درج الحمام ثم بدأ يجفف شعرها الطويل وقال يعاتبها"هل هربت من المنزل مجددا؟"
أومأت ولازالت الدموع تملأ وجهها وقالت بنحيب"لم أستطع أن أحفظ هذا" ومدت له الدفتر الذي تبللت أطرافه"سأعاقب غدا، لا أريد أن أعاقب"
انحنى ليقابل وجهه وجهها ثم مسح وجهها المبلل بالدموع الممتزجة مع قطرات المطر وقال بلطف"لا تبكي..سأساعدك لتحفظيه ولن تعاقبك الأستاذة،لكن توقفي عن البكاء أولا لقد تورمت عينيك" ثم مسحهما بلطف.
أومأ ثم شهقت نفسها عميقا تستجمع دموعها وهمست لنفسها"لن أبكي..لقد طلب من أنس ألا أبكي..إذن فلن أفعل"
ابتسم في وجهها ثم ربت على شعرها بلطف"فتاة جيدة"
لحقت به عندما تحرك باتجاه غرفة الجلوس وهي تكرر"اثنان ضرب تسعة ثمانية عشر.." ثم عطست ومسحت أنفها بظهر كفها فنهاها قائلا "انتظري، استخدمي المنديل" وأخرج منديلا من جيبه يمسح يديها ثم ناولها واحدا آخر لتستخدمه..فعاتبها قائلا"أرأيت..ستمرضين الآن لأنك ركضت في المطر" وجلس أرضا متربعا ثم فعلت مثله وقلدت طريقة جلوسه..
هزت كتفيها وقالت بلامبالاة"لن أمرض!جدي يخبرني دائما بأنني فتاة قوية..ثم إن المسافة لم تكن بعيدة"
حرك رأسه ثم قال مشجعا"إذن كوني فتاة قوية الآن واحفظي ما عليك!"أخذ الدفتر من حضنها ثم أكمل"هيا أنا سأسألك وأنت أجيبي..اتفقنا؟"فأومأت بعزيمة ثابتة وهي تتأمل وجهه.
لمح والدته تعود من الخارج فنادها قائلا"أمي هل تستطيعين إحضار بطانية لعَلْياءْ، ملابسها مبللة"
ثم نظر لها وسألها"سبعة ضرب خمسة كم تساوي؟"
استيقظ من الذكرى على صوت زكريا الذي ألقى التحية بهدوء،ولم ينتبه للينا التي تركت حضنه وأكملت اللعب مع عَلْيا..
******
سمعت لينا صوت والدها فوقفت وركضت نحوه بلهفة وهي تهتف"بابا" التقطها بين ذراعيه ثم عانقها يستنشق رائحتها الزكية وهمس"اشتقت لك حبيبتي"
بادلته العناق ووزعت قبلات على وجهه فاستقبلها بابتسامة هادئة..ثم نقل نظراته لعَلْيا الجالسة أرضا ويقابلها أنس، وتذكر حديثه مع عزة فتساءل إن كان سيستطيع حقا لعب دور الأم والأب في حياة لينا أم يلتفت لإصرار والدته ويفكر في عَلْيا كزوجة..
كان أنس يراقب زكريا بغموض ويحاول فك شيفرة ملامحه أو التنبؤ في ماذا يفكر..لكن بدون فائدة..فتعابير وجهه لا تعبر عن شيء كالعادة، لكن بدأ يشعر بالخوف من أن يستسلم لإصرار أمه..ماذا سيحصل له بعدها؟ ستكون نهاية قلبه حتما!
______________________
'أمام منزل عائلة قاسمي'
ركن أشرف سيارته ويصادف هذا اليوم في الشهر،يوم العشاء العائلي الذي لا يمكن التخلف عنه تحت أي ظرف…
استغرق في أفكاره حول أنس وتساءل إن كان سيكون يوما بشجاعة صديقه ليعترف أمام نفسه وأمام أحد أنه واقع في حب تلك السمراء الفاتنة التي تقض مضجعه ويتلذذ في استفزازها.
كلما توالت الساعات والأيام،يكتشف أن رغبة ملحة تسيطر عليه ليخفيها عن أنظار العالم..تأثيرها كقهوة تركية،مرة لكنها تعدل مزاجه بعبيرها المسكر الذي ينتشر في المكان.
المكان ساكن ولا يزعج سكونه سوى نبضات قلبه العالية…"تأثيرك أصبح يفوق قدرتي يا عقلة الإصبع! بل يا فاتنة" همس لنفسه كأنه يحادثها أمامه وتحسس جيبه يبحث عن أحمر الشفاه الذي لم يعد يفارقه منذ تلك الليلة.
استجمع شتات نفسه وزفر نفسا عميقا يستعد لليلة الطويلة ويتمنى من أعماق قلبه أن تمر على خير..
فتح الباب بمفتاحه ثم ألقى تحية هادئة قبل أن يقابله وجه نجاته وهي تخرج من المطبخ وقالت بلطف"كنت سأتصل بك للتو! مرحبا بعودتك يا حبيبي"
اقترب ولثم جبهتها بقبلة حانية ثم قال"أهلا بك نجاتي" ثم احتضن قامتها القصيرة،ونظر لعزة التي تقف خلف والدتها وتناظره بعتاب لأنه انقطع عن محادثتها كما كان يفعل واكتفى برسائل مقتضبة ثم يوصلها للمنزل أحيانا بعد العمل بدون أحاديث عميقة.
فتح ذراعيه وقال بحنان"اقتربي"
جرت نحوه ثم ارتمت في حضنه باكية وقالت تلومه"لماذا انقطعت عن الاتصال بي ومحادثي كما كنت تفعل..لقد ظننت أننا لن نتحدث مجددا، وستكتفي بأن تشتغل سائقا عندي"
قهقه ضاحكا وقال"لا حل مع تهكمك!"
حركت رأسها بلا وسط صدره..ثم احتضنت وسطه أكثر تحت نظرات نجاة المستغربة، فهمس في أذنها"لا تخفي عني شيئا مجددا!لقد اعتدتك صريحة!فابقي كذلك دائما"
أومأ وسط صدره ثم رفعت وجهها المحمر من البكاء وقال بنشيج"أنا آسفة،لن أكررها مرة أخرى" ثم أكملت هامسة"لم أكن أريد إحراجك فالموضوع حساس"
أومأ بتفهم ثم ربت على شعرها الحريري الحالك السواد وقال"أعلم ذلك!"
ناظرتهما نجاة باستغرب ثم تساءلت"هل تشاجرتما؟"
طمأنها أشرف قائلا"لقد كان مجرد سوء فهم، لا تقلقي يا نجاتي"
ضيقت عينيها تنظر لهما بشك يروادها عن شيء يخفيانه عنها فاحتنضها أشرف قائلا "أين زوجك يا نجاتي! هيا تعالي معي لنطمئن عليه ولتحميني من بطشه..لقد أصبحت أخاف أن ينفرد بي!"
ضحكت نجاة من الطريقة المضحكة التي عبر بها أشرف عن توتر علاقته بوالده وبداخلها حزن عميق لأنهما لا يستطيعان التفاهم كأنهما لا يتحدثان نفس اللغة!
طرق باب غرفة والده فقابلته ملامحه المتجهمة وهو جالس على الكرسي ويسبح، وقال بهدوء"مساء الخير يا حاج رشيد!أرى أن صحتك بدأت تتحسن"
أجابه رشيد باقتضاب"الحمد والشكر للمولى!"
ونبس أشرف"الحمد لله" ثم نظر لوالدته كأنه يستنجد بها.
فقالت بنبرتها اللطيفة"لقد حان وقت تناول العشاء يا حاج رشيد..وقد سبق وجهزت الطاولة"
رد عليها باقتضاب"أريد أن أتناول عشائي وحدي في غرفتي"
قاطعه أشرف قائلا يحاول مراضاته"ضعي لنا بعضا مما صنعته أصابعك الذهبية يا نجاتي..فأنا والحاج سنأكل معا هنا!"
أشاح رشيد بوجهه بعيدا ثم قال متجاهلا أشرف الذي جلس على السرير"أخبري ابنك يا نجاة أنه ليس مرحبا به في غرفتي..وأنني لا أريد أن آكل معه على نفس الطاولة"
فرد أشرف بعناد"أخبري والدي يا نجاتي أنه لا بأس فليأكل هو على طاولته وأنا سآكل على طاولتي،فالمهم أن يجمعنا سقف واحد"
نقلت نجاة نظراتها بينهما وقد وصلت درجة تحملها لأقصى حد،فقد يبدو الأمر كمشاكسة بين ابن ووالده لكنها تدرك أبعاد الموضوع جيدا..فما سيلي هذا هو شجار مجددا على نفس الموضوع ثم سيغادر أحدهم بدون عشاء وسيغلق الآخر باب غرفته بعد قصيدة عن عصيان الابن لوالده وغيرها من الأبيات التي سئمت منها.
أخذت نفسا عميقا ثم قالت بصوت مرتفع نسبيا لكنه حازم"سأعد للخمسة وأريد أن أراكما أمامي على طاولة الطعام وإلا أقسم بالله العظيم لا عشاء لكما عندي الليلة…الابن أكثر عنادا من والده..كأنني أربي طفلين حديثي الولادة وأنا في هذا السن..لا حول ولا قوة إلا بالله" ثم أولتهم ظهرها وهتفت" واحد"
تبادل أشرف النظرات مع والده فقال الأخير وهو يتحامل على نفسه ليقف مستندا على عكازه"عندما تقسم نجاة فلا مجال للنقاش، فقد فعَّلت مجددا الوضع الحازم"
ساعده أشرف على الوقوف ثم قال بحذر وهو يراقب ظهر والدته التي هتفت مجددا"اثنان"،"لا بد أننا أغضبناها جدا لتقسم، ألم أقل لك يا حاج رشيد مرارا وتكرارا أننا كبرنا على هذا العناد؟ دعنا نعش ما تبقى من عمرنا في أمان وسلام!"
نفض رشيد ذراعه من كف أشرف وقال بحزم"لو تخليت أنت عن عنادك أولا وتزوجت هند"
تعوذ أشرف من سيرتها قائلا"أعوذ بالله من الشيطان الرجيم! هند مجددا يا أبي"
كانوا على وشك الشجار مجددا عندما هتفت نجاة من غرفة الطعام" أربعة"
تجاهله رشيد خارجا من غرفته ويلحق به أشرف وقد وعد نفسه سابقا أن سيحاول قدر الإمكان أن تمر الليلة على خير وألا يتم مناقشة موضوع طلاقه أو زواجه من هند على الأقل هذه الليلة.
خرج من غرفة والده ثم توجه نحو طاولة الطعام وجلس في مكانه المعتاد، ثم انضم لهم مراد الذي بدا شاردا وتفوح منه رائحة عطر نفاذة ويمضغ علكة، كأنه يحاول إخفاء شيء ما.
نظر له أشرف بشك وكانت عزة تنظر له بنفس الطريقة ثم تذكر حديثها قبل مدة عن كونه يصاحب مجموعة غريبة من الشباب…تجاهل الموضوع لكي لا يثير جلبة ففضل أن يتأكد من الأمر أولا وسيفعل ذلك بطريقته.
مر المساء في هدوء استغربه الجميع وأولهم أشرف،فقد كان يشك في أنه سيدخل في صراع مع والده وسيبدآن في الجدال مجددا.


نهاية الفصل الخامس عشر
أتمنى أن ينال إعجابكم وسأنتظر تعليقاتكم وإنتقاداتكم بفارغ الصبر
قراءة ممتعة وشكرا على مروركم العطر
أمسية سعيدة وسنة سعيدة مجددا🤍🤍
رأيكم يهمني...



فاطمة الزهراء أوقيتي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية:
وشمتِ اسمك بين أنفاسي~
بقلمي
🤍أكتب لأحيا الواقع بنكهة الخيال🤍
رد مع اقتباس
قديم 02-01-23, 11:02 PM   #265

فاطمة الزهراء أوقيتي
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء أوقيتي

? العضوٌ??? » 475333
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 612
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond repute
B17 تصميم ثريا

تصميم سريع لثريا



فاطمة الزهراء أوقيتي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية:
وشمتِ اسمك بين أنفاسي~
بقلمي
🤍أكتب لأحيا الواقع بنكهة الخيال🤍
رد مع اقتباس
قديم 02-01-23, 11:23 PM   #266

فاطمة الزهراء أوقيتي
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء أوقيتي

? العضوٌ??? » 475333
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 612
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond repute
Icon26 عزيزتي نورهان 🤍

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نورهان الشاعر مشاهدة المشاركة
فاطمتي الجميلة..ههه ليس بالضرورة أن أنس بارد أنا العاطفية بشدة فأرى الناس العاديين باردين هههه بمعنى المشكل بي!
المهم هذا الأنس لازال في القائمة المحذورة عندي لأنني أحببت علياء جدا و هو يحزنها...
لاا يا جميلتي ما في داعي تقنعيني أنا وقعت و ما حد سما علي خلاص حبيت أسامة و بما أن لا بطلة لديه أفكر في خطفه من الرواية..و إبادة كل الفراشات لأحفظه لي..ههه عارفا قلبوا أبيض..
ياااه تناديه حبيبتي شيزو بالجميل..انا لا أقرأ التعاليق كي لا أحرق الأحداث فيفوتني الكثيير..
أسرع لأصل إليكم...
أما المسكينة ثريا فحقا تأدي ثمن محاربتها من أجل حريتها...
هههههه يبدو أن أنس يتعرض للانتقاد من طرفك إذا استمريت بقراءة الفصول
لكن اصبري فالقادم أجمل و أسامة كالحصن المنيع لعليا وربما ستحبينه أكثر
استمتعي صغيرتي


فاطمة الزهراء أوقيتي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية:
وشمتِ اسمك بين أنفاسي~
بقلمي
🤍أكتب لأحيا الواقع بنكهة الخيال🤍
رد مع اقتباس
قديم 02-01-23, 11:37 PM   #267

فاطمة الزهراء أوقيتي
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء أوقيتي

? العضوٌ??? » 475333
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 612
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond repute
Icon26 عزيزتي نورهان🤍

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نورهان الشاعر مشاهدة المشاركة
يا مسااء الورد يا عصفورتي...
الفصل السادس......
بطلتنا الجديدة دخلت القصة حزينة و موجوعة و أحلامها المحبة تسحب منها، و هي ترى الحب الذي حافظت عليه دوما بروحها و إعتنت به يتسرب من يديها و حبيبها السري يكمل حياته بعيدا عنها دون أن يشعر بها، فهل سيكون لها نصيب معه أو أنه قد إنتهى للأبد و رثاؤها عليه سيدوم طويلا دون أن تعود إليه يوما!(هذا الأنس يذكرني في غبي عندي..فؤاد و عماه)
تتغير الجبال و لا تتغير الطباع! ما كان السيد أشرف ليترك اللقاء الأخير يمر على خير فقد إختتمها بكلامه المستفز و هو يتدخل في شيء ليس من شأنه حقا! و بالتأكيد سمراؤنا الفاتنة ما كانت لتترك الأمر يمر مرور الكرام و أجابته بما يستحق و ختمت بنهاية نارية كطبعهما معا! لكن ما يعتمر في الصدور قارب أن يكشف و يعرف سره.
علياء الجميلة صديقة لفاتنتنا السمراء و قد إلتقت دروب أبطالنا بطرق مختلفة.. علياء و قد فقدت حبا و سمر و هي تستعد لدخول حب جديد. لكن ما يجنني الآن ان كانت علياء تحب هذا الأنس من يكون للمسكين أسامة لا يعقل أن نتركه أعزابا ما عنا نحن شباب وسط رواياتنا لا يتزوجون... أليس كذلك غاليتي شيزو؟(ناوية أتحالف ضدك حبيبتي ههه)
ثريا ما إن إستقرت حياتها قليلا حتى عادت لتتشتت
من جديد، فلا ظروفها الصعبة تتركها تحيى بسلام و لا كلام الناس يتركها و حالها.. و لو كان لها نصيب في هذا العمل الجديد ربما تتغير حياتها للأفضل.
كم تألمت على علياء الجميلة و هي تشاهد بعينيها إحتضار حبها، و أحلامها الجميلة صارت كوابيسا بوجه إمرأة أخرى، بينما الفارس النبيل لازال يطل على حياتها لكن بغير الصورة التي تتمناها.
زكريا لازال يجثاث أحزان الماضي و ليس الموت أبداً سهلا، مهما إعترفنا أنه سنة الحياة إلا أنه سيظل الجزء الأصعب فيها فلا أحد من بعده يظل كما كان.
أما غير سمرءنا الفاتنة هو الحب! ذاك الزائر الغريب الذي قلب كيانها و هو يأتي قويا عاصفا يززل كل ثبات عندها و لأول مرة لم تستطع أن تكون صريحة مع أسامة لأنها لم تصارح حتى نفسها بعد.
لكنه يجيد دوما علاج أحزانها حتى لو لم يعرفها! علاقتهما تعجبني جدا!
اه كم أشفقت على المسكينة علياء و هي بين أحضان جدها الطيب الذي تسلل المرض لجسده و كأنه زائر ثقيل أتى ليفني هذا الجسد و يحرر تلك الروح من مسكنها الدنيوي لتحلق في السماء حيث أصلها في رحلة قد كتبت على جميع الأرواح، لكن من سيمنح الصبر و السلوان ان ذلك حدث و الرقيقة علياء تطوفها الأحزان من كل اتجاه و أشباح الفراق تحلق فوق رأسها ناشرة الأحزان و الألام على قلبها الطيب المحب.
كم ألمني أن الفراق كان حتميا و ليس مجرد شبح يهدد السلام بل هو الموت أتى ليقتلع بمنجله القاسي روحا شاردة في غيابات الكون و يمزق في المقابل قلوبا لن تتدوى أبداً من ندب شرخ سلامها.. قصيرة جدا هي الحياة مهما طالت أيامنا فيها تلقينا للفناء ثم الإندثار و كأننا لم نكن يوما، الحقيقة أن الموت أقرب لهذه الروح من الحياة نفسها! و كأننا أماانة من الموت تركها في يد الحياة و ظل يلتف بنا ينتظر لحظة خطفنا للأبد!
حرام عليك يا فاتي قد بكيت كما لم أفعل من قبل، الحمدلله أن لا أحد كان في البيت ليرى حالتي المزرية، لكن حقا موت الجد أثر بي كثيرا و ألمني أكثر حزن حفيدته عليه.

مساء الخيرات عزيزتي
آسفة لأنني أبكيتك بدون قصد..لكنني سعيدة في ذات الوقت أنني استطعت إيصال تلك المشاعر الموجعة التي شعرت بها عَلْيا من فقدان جدها..ويصادف أنني قرأت أيضا الجزء المحزن من روايتك ذكرى التوليب فتزامن توقيت شعورنا بالحزن🥺
عَلْيا وحياتها المليئة بالألم والفقدان بكل أنواعه..كيف ستنجو وهي ستتغير شخصيتها مع الوقت.
الحب من طرف واحد مؤلم ومحزن ويكون قاتلا ما إن ترى أن شخصا آخر يعيش ما تمنيت أن تعيشه مع محبوبك لوقت طويل جدا…
أما سمر وأشرف..توم وجيري…مستفز وهي له بالمرصاد دائما وترد عليه بنفس أسلوبه لكن بطريقتها هي.
أما أسامة الحميل فهو كالبلسم بين الفصول وأنا أحب علاقته بسمر أيضا😅
أتمنى أن تستمتعي بباقي الفصول يا صغيرة🤍


فاطمة الزهراء أوقيتي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية:
وشمتِ اسمك بين أنفاسي~
بقلمي
🤍أكتب لأحيا الواقع بنكهة الخيال🤍
رد مع اقتباس
قديم 03-01-23, 12:23 AM   #268

نورهان الشاعر
 
الصورة الرمزية نورهان الشاعر

? العضوٌ??? » 477398
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 2,761
?  نُقآطِيْ » نورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة الزهراء أوقيتي مشاهدة المشاركة
مساء الخيرات عزيزتي
آسفة لأنني أبكيتك بدون قصد..لكنني سعيدة في ذات الوقت أنني استطعت إيصال تلك المشاعر الموجعة التي شعرت بها عَلْيا من فقدان جدها..ويصادف أنني قرأت أيضا الجزء المحزن من روايتك ذكرى التوليب فتزامن توقيت شعورنا بالحزن🥺
عَلْيا وحياتها المليئة بالألم والفقدان بكل أنواعه..كيف ستنجو وهي ستتغير شخصيتها مع الوقت.
الحب من طرف واحد مؤلم ومحزن ويكون قاتلا ما إن ترى أن شخصا آخر يعيش ما تمنيت أن تعيشه مع محبوبك لوقت طويل جدا…
أما سمر وأشرف..توم وجيري…مستفز وهي له بالمرصاد دائما وترد عليه بنفس أسلوبه لكن بطريقتها هي.
أما أسامة الحميل فهو كالبلسم بين الفصول وأنا أحب علاقته بسمر أيضا😅
أتمنى أن تستمتعي بباقي الفصول يا صغيرة🤍












حبيبتي...هههه شفت المصدفة حقا قرأنا و مع إختلاف التفاصيل أكثر الفصول حزنا في رواية كل منا..و هي مصدفة غريبة و جميلة في نفس الوقت...
أنا حقا أحببت علياء و أحببت أسامة و سمر و ثريا أنا حبييت الجميع حتى أشرف و أنس هههههه...كل شخصية لها نكهتها الخاصة و الحلوة...كعدة أصناف من الأكل الشهي و الحلويات بالشكولا...
حقا أحببت علياءجدا و هي أكثر شخصية تحمل الكثير من الحزن و الألم في قلبها..فليت السيد أنس يستفيق...


نورهان الشاعر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-01-23, 05:38 AM   #269

ميساء بيتي

مشرفة وكاتبة بعالمي خيالي

 
الصورة الرمزية ميساء بيتي

? العضوٌ??? » 496747
?  التسِجيلٌ » Dec 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,034
?  مُ?إني » تائهة في ارتطامات متتالية
?  نُقآطِيْ » ميساء بيتي تم تعطيل التقييم
?? ??? ~
اذكروني بدعوة ان انقطع وصلي
Icon26

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة الزهراء أوقيتي مشاهدة المشاركة
مساء الخير جميعا،،

بداية وقبل تنزيل الفصل الخامس عشر،

أود أن أبارك للجميع هذه السنة الجديدة،جعلها الله سنة مباركة وسعيدة للجميع
وأتمنى أن تتحقق أمانيكم وتختفي الشرور من حياتكم ويبدلها الله بالسعادة والنجاح والصحة🤍🤍.

وبما أننا مازلنا في بداية السنة فقد اخترت أن تكون قفلة الفصل هذا الأسبوع هادئة ومناسية لهدوء البدايات 🤍




صباحك ورد فطومة قلبي 🌹
وانت بخير وصحه وسلامه عسى ايامك كلها فرح و سعاده
وكل عام و نحن عالقون في عشق مولودتك الجميله ❤

فصل رااااائع رااااائع جدًا مثل روعتك ✨
على الرغم من مشاعري المضطربه
الا انه مر ك نسمه دافئة على قلبي
فالعاده انا من احتضن حروفك بكل بأنانيه
لكنها هي اليوم احتضنتني و بعثرتني
ما اجملك و ما أجمل ربطك الجميل بين الاحداث
تحاوطين كل حدث بكل عنايه فائقه و حكمه

صح اني انقطعت عن روايتك بسبب ظروفي الدراسيه
لكن حبيبة قلبي ثريا اكثر من اشتقت لها
بدأت شخصيتها في الروايه بالتطور بشكل يخطف القلب
🥺🤍

مبدعه فطومي مبدعه مثلما عهدناك
بإنتظار القادم بكل لهفه و شوق ❤


ميساءك


ميساء بيتي غير متواجد حالياً  
التوقيع


غيــــــــاب بلا مــدة
استودعتكم الله
وصيتــــي
تذكروني بدعوة ... ان انقطع وصلي





إبتعد أيها الحزن
فلدي رب مجيب
وصديق رغم البعد قريب

M☆D
سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
رد مع اقتباس
قديم 03-01-23, 09:41 AM   #270

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,551
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي

مرحبا.صباح الخيرات والامل حبيبة قلبي فطوم

☆شهادة حق☆

هناك بعض الامور التى يستطيع الإنسان تجاوزها والصمت عنها فمهما كان ضررها فقد يمر
إلا الخيانة خاصة لأقرب الاشخاص فالصمت عنه يجعل الآخر يعيش في غفلة

عزة عندما ارسلت الصور لأشرف لم تكن مخطأة
وحين اخفت علمها بالموضوع أيضا لم تكن مخطأة
هى اخبرت صاحب الشأنى وما يلى فالستر فيه أولى

☆سلاما..أيها الماضي☆

لو عاش كلا منا يتأسي على ماضيه ويظل يعيش ذكرى حادث معين ولا ينتقل آلى مرحلة اخرى تسيطر عليه الاحزان وتلازمه الكوابيس ولا يهنأ بحياته
ولذا نهانا المولى تعالى عن التأسي على ما فاتنا فهو بفسد الحاضر ويؤثر على المستقبل وبالاخير الامر كله لله

ايا كان ما توصل إليه الجميل أسامه بالنسبة لوفاة والديه فلا اهمية له غير آيغار صدره
فالآجال محسومة عند رب العالمين
وبدون ءدذلك الحادث كان والداه ليموتا بنفس اللحظة..فالاولى هو تقبل القضاء دون اسباب

وما كان لرؤية فتيحة ان يؤثر عليه فالمرأة لا ذنب لها وهو بالفعل لم يسء التصرف معها

☆الوفاء العظيم☆
ما أجمل الوفاء والإخلاص وإن كان لشخص غادر حياتنا فله معانى سامية ندر وجودها
لكن حكمة الله إقتضت على الإنسان أن يستمر في حياته وإلا فنيت الارض ومن عليها
زكريا رائع بوفائه وحبه لزوجته ولكنه عليه ان يؤهل نفسه ان عليه ان يبحث عن زوجة من أجل لينا ومن اجله ايضا
حتى يستطيع تقبل الفكرة..فالحياة تستمر شئنا ام أبينا

☆خمسة سياحة☆

ليست السياحة بمعناها المعروف ولكنها تلك الرحلة مع النفس عندما يغمض المرء عينيه لبضعة دقائق يسافر بخياله حيثما يرغب

أشرف فى اسلوب تعامله مع سمر يتوقع دائما أشياء أو يتمنى حدوثها من سمر
بعدما أحرق سفنه معها

لاريب متأثر بتجربته ..لكن عليه تحديد ماذا يريد ويتصرف على أساسه وإلاسيظل يرتحل بخياله ولا يحرى لسمر محلا بحياته أو سبيلا للوصول إليها

☆الطريق المسدود☆

الزواج ليس رجل وإمراة فقط بل عائلتان تتوحدان معا ويربطهم احفاد ينتمون لكليهما
فإذا كان الخلاف بين الاسرتين شاسعا
حد إحتقار طرف للآخر والبدء بخطبة يتمنون فشلها منذ البداية بل والتخطيط بالفعل لإفشالها ما اظنها تستمر او تنجح

التباين الكبير بين اسرتى ريم وانس ينذر بالفعل بفشل الزيجة
فريم نفسها لم تختبر بعد حياة اخرى بعيد عن مستواهم الطبقي
ربما هى نفسها يذل لسانها بلحظة وتعير انس بتواضع حالهم بجوارهم
والاكثر اهمية من ذلك هى مشاعر انس تجاه عليا والتى بات متيقنا معها
مما يجعل مقومات حياة زوجية سليمة حتى وان بنيت على العقل غير متوفرة

☆الحقيقة والسراب☆

هى لحظة عابرة فقط يتدبر فيها الإنسان ويواجه نفسه بالحقيقة خاصة عندما يساعده شخص آخر بالقاء الضوء على ما يحرص ان يخبئه في الظلام
لانه واقع بنقطة المنتصف بين قلبه وعقله
بين مشاعره وأخلاقه

انس لم يخطأ حين أرتبط بريم على اساس العقل لكنه يخطأ الآن وهو يستمر معها وقلبه معلق بعلياء والذى لم يكن خافيا في كل تصرفاته فيدركه الجميل أسامة بسهولة وكذلك المنكوب أشرف
وكلاهما على إختلاف طبيعتهما إلا انهما نصحاه بالنصيحة الصحيحة
وعليه تدبر امره خاصة وان زكريا ربما بدأيشاور عقله بالزواج منها من أجل لينا
فهل يستطيع التعايش والتحمل وقتها
الامر راجع اليه وعلى قراره

سلمتى حبيبة قلبي
وبإنتظار القادم
كل السعادة لقلبك الطيب


shezo متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:57 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.