آخر 10 مشاركات
صفقة طفل دراكون(156)للكاتبة:Tara Pammi(ج2من سلسلة آل دراكون الملكيين)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          داويني ببلسم روحك (1) .. سلسلة بيت الحكايا *متميزه و مكتملة* (الكاتـب : shymaa abou bakr - )           »          [تحميل] كنا فمتى نعود ؟للكاتبة/ الكريستال " مميزة " (جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          متوجةلأجل ميراث دراكون(155)للكاتبة:Tara Pammi(ج1من سلسلةآل دراكون الملكيين)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          الضياع - بقلم الكاتبة ضي الشمس *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )           »          حنينٌ بقلبي (الكاتـب : عمر الغياب - )           »          *مهما كان الثمن* *مميزة & مكتملة* (الكاتـب : وجع الكلمات - )           »          2 ـ عصفورة النار ـأن ميثر كنوز احلام قديمة (كتابة /كاملة ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          [تحميل] جنون المطر ( الجزء الأول) للكاتبة الراااائعة/برد المشاعر(مميزة) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          بين أزهار الكرز (167) للكاتبة Jennie Lucas .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree5261Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-08-22, 12:55 AM   #451

فاتن عبدالعظيم

كاتبة في قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية فاتن عبدالعظيم

? العضوٌ??? » 448505
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,249
?  نُقآطِيْ » فاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond repute
افتراضي


مساء الخير على شعب التوليب🌹
فصل جميل كالعادة ومليء بالمشاعر الجياشة
اه يا نورهان.... اه مما تفعله بي كلماتك المليئة بالاحساس والمشاعر النابعة من عمق الروح...... سلمت اناملك غاليتي
اولا افتقدت في هذا الفصل رائد وامنية💗
وها قد عرفنا كيف انفصلا محمود وتوليب💔
اتوقع ان لسيلين صلة قوية بتلك التي تذكرها محمود والتي تسببت في تفريقه عن وتين قلبه...
اماني..... فراس
استطاع فراس بدفء روحه وقوة مشاعره ان يوقظ اماني القديمة القوية....انتظر عودتها اقوى في الفصول القادمة💗
اما عن سارة ورائد فكم احببت مشهدهما واردت ان يطول
حسناء..... فؤاد...... سيلين
يبدو ان القادم لن يكون خيرًا
كثير زعلت على حسناء وعلى مشاعرها البريئة ولكني اثق انك ستعوضينها عن كل تلك المشاعر المحبوسة والمحرومة... كثير متحمسة لهذا الثنائي💗💗
سلمت اناملك حبيبتي بانتظار القادم بلهفة💗💗💗


فاتن عبدالعظيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
سُبحان الله وبحمده سُبحان الله العظيم.
وابتسم القدر(وعندما اقتربت النهاية...ابتسم القدر)
https://www.rewity.com/forum/t468635.html
وهج
https://www.rewity.com/forum/t476564.html
رد مع اقتباس
قديم 04-08-22, 01:05 AM   #452

نورهان الشاعر
 
الصورة الرمزية نورهان الشاعر

? العضوٌ??? » 477398
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 2,761
?  نُقآطِيْ » نورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاتن عبدالعظيم مشاهدة المشاركة
مساء الخير على شعب التوليب🌹
فصل جميل كالعادة ومليء بالمشاعر الجياشة
اه يا نورهان.... اه مما تفعله بي كلماتك المليئة بالاحساس والمشاعر النابعة من عمق الروح...... سلمت اناملك غاليتي
اولا افتقدت في هذا الفصل رائد وامنية💗
وها قد عرفنا كيف انفصلا محمود وتوليب💔
اتوقع ان لسيلين صلة قوية بتلك التي تذكرها محمود والتي تسببت في تفريقه عن وتين قلبه...
اماني..... فراس
استطاع فراس بدفء روحه وقوة مشاعره ان يوقظ اماني القديمة القوية....انتظر عودتها اقوى في الفصول القادمة💗
اما عن سارة ورائد فكم احببت مشهدهما واردت ان يطول
حسناء..... فؤاد...... سيلين
يبدو ان القادم لن يكون خيرًا
كثير زعلت على حسناء وعلى مشاعرها البريئة ولكني اثق انك ستعوضينها عن كل تلك المشاعر المحبوسة والمحرومة... كثير متحمسة لهذا الثنائي💗💗
سلمت اناملك حبيبتي بانتظار القادم بلهفة💗💗💗






أهلا فتوني الحبيبة
و أنت أتدرين ما تفعله بي كلماتك الجميلة التي تسقيني سرورا، و هي فخر كبير جدا لي. أن انال هذا الإطراء من كاتبة موهوبة مثلك فهذا كثير علي.
لم يذكر مشهد لرائد و أمنية؟ هه نسيت صراحة لأنني حاليا صححت مشهد عريض لهما.
و فعلا أماني و فراس ستتوهج علاقتهما أكثر.
و لحسناء قصة أخرى ستطفوا شيئا و شيئا على السطح.
سلمت غاليتي على تعليقك الرائعة المنعش للقب


نورهان الشاعر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-08-22, 08:06 PM   #453

نورهان الشاعر
 
الصورة الرمزية نورهان الشاعر

? العضوٌ??? » 477398
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 2,761
?  نُقآطِيْ » نورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء النور أتمنى أن تكونو بأفضل حال
حالا غالياتي سأقوم بإنزال الفصل
تنبيه!!!
المهم سأنزله و أهرب لا شأن لي بالأبطال و أفعالهم
عاتبوهم هم لا أنا
و حقا أتمنى أن تستمعوا بالفصل
كل حبي و ودي لكن حبيباتي


نورهان الشاعر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-08-22, 08:09 PM   #454

نورهان الشاعر
 
الصورة الرمزية نورهان الشاعر

? العضوٌ??? » 477398
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 2,761
?  نُقآطِيْ » نورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond repute
افتراضي




الفصل الثالث عشر
لا تترك يدي فإني من دونك اتوه
أضيع في بعدك أنا و لا أجد مرسا
فيظل قلبي بدونك حزينا مبتئسا
في عشق الأرواح كنت أنت أستاذا متمرسا
و أنا صغيرة أمام هواك لا أجيد إلا التلعثم في كل مكتوب
و أمضي معك كالطفلة أتوه بين الدروب
لا علم لي بما هو في عالم الحب مطلوب
و أنت يا حبيبي مخضرم في رحلات القلوب
تلهو بقلبي كما شئت يا بطلي اللعوب
و كم حلو تلاعبك بي لقلبي كم هو محبوب
لا تغب بعيدا فلن ألقى مع غيرك الأمان
و لن أرى بعيدا عن صحبتك دفئا أو حنان
لن تغرب شمسي يوما و هي في مرفئ عينيك ترسو
فإن حجبتها بجفنيك يظل وهجها يشع دون إنقطاع
لن ينزل الليل على أيامي
مادمت شمسي و قمري نوري و نظري
أهواك يا سارق القلب و لا سارق غيرك محبوب




1



تأففت قبل أن تقول و هيx تتفحص الطريق بعينيها علها تعلم أين يتجهان. و قد أصر أن لا يخبرها بوجهتهما.و لم تفلح هي و كل محاولتها في ثنيه عن رأيه، سألته عاقدة حاجبيها و هي تنظر إليه.
_إلى السينما؟!
هز رأسه نفيا و هو يرد عليها.
_كلا لقد ذهبنا إلى هناك المرة السابقة.
قالت بتأفف و قد أرهقت من التفكير
_و هلx يذهبx الناس إلى السينيما مرة واحدة بحياتهم؟
ضحك قبل أن يرد عليها و هو يتوقف عن سيره للحظة ليقف مواجها لها.يخفض عينيه ليأسر بهما عينيها. و كم كان آسره هو الأحلى و الأغلى لقلبها، ففيه تحلق لعالم مختلف، عالم أضحى فجأة عالمها و مسكنها، أضحى ملجأها و دنيتها.
_بل إن الحب و الموت و الولادة هم الذين لا يعادون اكثر من مرة واحدة في حياة الإنسان.xx
توترت من نظرته التي كانت تتفحصها، و كأنها ترسل لها معنا خفيا بين الكلمات،x زادت نبضات قلبها بشدة لتبعد عنه وجهها و هي تقول.
_عموما أنا أشعر بالجوع. و أريد أن أتناول شيئا أولا.
إبتسمx و هو يفتح باب السيارة التي كانا قريبين منها هذه اللحظة بينما يجيبها
_لا تخافي لقد فكرت في الأمر قبلك و المكان الذي سنذهب إليه يوجد مطعم جميل بقربه. فما كنت لأتركك بالجوع بالتأكيد!
إبتسمتx و هي تهم بالجلوس في مقعدهاx بعد أن فتح لها الباب، ليغلقها من جديد و يتجه لمقعده. محركا السيارة إلى وجهة مجهولة لها.
حاولت تفحص كل الأماكن القريبة من المطعم ذو الإطلالة الزجاجية حيث توقفا لتناول وجبة الغذاء، تتفحص اللافتات المعلقة على واجهات المحالات المجاورة، محاولة جمع خيوط اللغز، علها ترضي فضولها فتصل للجواب الصحيح. لكنها لم تفلح نهائيا في معرفة المكانx الذي سيأخذها إليه. فلا أحد من هذه المحالات يمكن أن يكون جوابا!
أخرجها صوته من شرودها، و هو يقرب يديه ليحمل شوكتها التي ألقتها على الصحن يضعها بين يديها بينما يقول بأبتسامة
_طعامك سيبرد لا داعي لإستباق الأحداث.x عيشي اللحظة فقط،x و كفي عن التفكير فيما سيأتي بعد. إستمتعي الأن بالجلسة و الطعام.
كان يحدثها و هو ينظر إلى عينيها كما إعتادت منه، و دائما كانت عينيه تنطقان بأكثر مما تلفضت به شفتيه، كانت نظراته تتمة للحديث و تأكيدا عليه
تنهدت و هيx تلعب بالشوكة بدل أن تأكل بها تتشاغل بالنظر لمحتوى الصحن حتى لا تواجه عينيه اللتان توترانها بينما ترد عليه.
_لكن الفضول سيقتلني.
إبتسم و هو يرد عليها مستغلا فرصة هربها من النظر إليه كي يتفحصها هو كما يشاء، قبل أن يقول برقة
_الفضول سيتركك بالجوع و قد أخبرتني قبلا أنك جائعة.و بهذا سأضطر لأضيف إلى قائمة اليوم وجبة إيضافية.
رفعت وجهها إليه و هي تقول عاقدة حاجبيها بضيق.
_تقصد أنني شرهة أليس كذلك؟!
ضحك و هو يقول
_كفاك وضعا لتفسيرات لا أساس لها، هل ذكرت أنا الشراهة من قريب أو بعيد؟
زمت شفتيها و هي ترد عليه
_قد لا تكون ذكرتها حقا، لكن ما معنى أنك تتهمني أني سأريد وجبة ثانية بعد الغذاء؟!
ضحك و هو يجيبها.
_معناه يا صغيرتي أنك لا تتناولين شيئا الأن بسبب فضولك.
إنحنى قليلا و هو يضع يده على الطاولة مستندا عليها ليكمل برقة
_هيا تناولي طعامك ستحتاجين للطاقة فيما بعد.
قالت بحماس و كأنها إكتشفت دليلا جديدا
_إذن المكان الذيx سنذهبx إليه يحتاج إلى مجهود بدني!
حرك رأسه بيأس و هو يقول
_بالله عليك أترجاك يا أماني لا تقومي بلعب دور المحقق، فأنت بذاك لا تشبهين كونان أبدا. لقد أتقنت دور طوكو موري و حسب.
فتحت فمها بصدمة و هي تقول
_تشبهني بطوكو موري أي أنني غبية في نظرك؟
بدت اليوم له كطفلة صغيرة بعنادها و قد إكتشف بها جوانب ما كان يعرفها قبلا.و كلها لم تزد حبها إلا قوة بقلبه.إبتسم لها قائلا بحنان
_حشاك أن تكوني غبية في نظري فهذا بعيد جدا عنك، لكن لأصارحك، حاليا أصابك غباء شديد و أنت تضيعين هذه اللحظات لتفكري في لحظات أخرى، فتخسرين جمال الأخرى.
تبسمت له رغما عنها و هي تنظر إليه أخذتا بنصيحته في عيش اللحظة فقط. رفعت شوكتها بالطعام إلى شفتيها و هي تقول
_إذن لأتناول طعامي فأنا أحتاج للطاقة على قولك.
ضحك بقوة على مشاكستها و هو يقول
_أنت لاx تستسلمين أبدا صحيح؟x عموما الطاقة يا عزيزتي تحتاجينها في أبسط الأمور حتى رفع كأس ماء،x و ليس فقط عندما تبدلين مجهودا بدنيا كبيرا.x ثم ان الأمر لا يحتاج حقا لطاقة بدنية.x فقط كفي عن تحليل كلامي.
زمت شفتيها و هي تقول
_إذن لن أخذ منك لا حقا و لا باطل.
أشار لصحنها الذي لازال كما هو بينما يقول لها
_بدل كل هذه الثرثرة.x كلي طعامك بسرعة. لنذهبx و تكتشفي بنفسك. لعلمك لن نخرج من هنا إلا بعد إكمالك للصحن كله.
رفعت كتفيها قائلة
_كانت محاولة أخيرة فشلت فيها.لهذا فل أكمل طعامي أفضل لي.
تبسم لها و هو الأخر يهم بمتابعة أكله قائلا.
_عين العقل.
لقد وضعت كل الإحتمالات للمكان الذي سيذهبان إليه إلا هذا.x لم يخطر ببالها.x لا من قريب و لا بعيد. و حتى لو ظلت تفكر عقودا ما كان خيالها ليجنح بها إلى هنا!x نظرت إليه بصدمة و هي تسأله بذهول
_من كل عقلك يا فراس!x لم تختار إلا هذا؟! مدرسة لرقص التانكو!
إبتسم لها برقة مضيقا عينيه و هو يحدثها بطريقة محببة لقلبها، تجعلها تحس بأنها طفلة صغيرة واقفة أمام أبيها و كم هي محتاجة لهذا الشعور اللذيذ الذي لم تذقه.
_من كل عقلي يا أماني. لماذا ترين الأمر غريبا؟
لوحت بيديها في إستنكار و هي تقول له
_قلي أنت كيف ترى الأمر عاديا ان نتعلم أنا و أنت رقص التانكو؟ ام أنك تجيد ذلك اصلا و أنا المعنية بهذا التدريب؟!
إبتسم و هو يميل برأسه قليلا يرد عليها
_كلا أنا لم أرقصه يوما. لكنني شاهدت البارحة رقصة شبيهة بهذه في أحد الأفلام و تحمست لتعلمها. و بما أنني أحتاج لشريك إخترتك أنت.
تبريره لم يقلل شيئا من إستنكارها و صدمتها، حركت رأسها و هي تقول بعدم تصديق
_بالتأكيد أنت تمزح فقط يا فراسx لا أصدق أنك حقا تريدنا أنا و أنت ان نتعلم التانكو معا
جذبها من يدها ليأخذها لقاعة الدرس و هو يقول.
_كفاك ثرثرة يا أماني و هيا بنا الأن.
كان معظم من في القاعة، إما من الاجانب المقيمين في المدينة، ام من الطبقة البرجوازيّة . حتى أستاذي الرقص كانا أجنبيين، تعلقت نظرات أماني على زوجين كبيرين في السن. كانا يبدوان في غاية النشاط و الشباب و هما يراقصان بعضهما بحب لم تمحوه سنينا، سألها فراس و هو ينظر بدوره للزوجين
_جميلين أليس كذالك؟!
إبتسمت و هي تجيب عليه دون أن تزيح نظرها عن الزوجين
_بل إنهما رائعين جدا.
وضع يده في جيبه و هو ينخفض قليلا ليهمس في أذنيها بمشاكسة
_أتساءل هل ستظلين في رشاقة هذه السيدة حين تصلين إلى سنها.
إلتفتت إليه تناظره بغيظ شديد و هي تجيبه.
_يبدوا أنك لا تفرق بيني و بينك. فأنت من ستصبح مترهل الجسد كبير البطن حين تصل لسن هذا الرجل.
ضحك بإستمتاع و هو يسألها مدعيا الإستنكار
_أنا أصير مترهل الجسد كبير البطن؟!
أومأت برأسها بتأكيد و هي تقول
_أجل. و ستكون رجلا ثقيلا على القلب للغاية. ثم إنك حتى الأن تبدوا عجوزا.
جذبها إليه عندما أعلنت بدايةx حصة تعليم الرقص للمبتدئين و هو يهمس لها قائلا
_حسنا مشاكستي لا بأس الأن. سأحاسبك على كلامك هذا لاحقا أما الأن ستبدأ الحصة.
حسنا لم يكن عجوزا أبدا، أدركت فضاعة كذبتها و زيفها، و قد أحست بنفسها تتمايل كالريشة بين ذرعيه، و قد شهقت لعدة مرة حين ظنت أنه سيسقطها كلما إنحنى بها، لكنه كان يطوق خصرها، ليرفعها من جديد بإبتسامة. وجدت نفسها تنسجم مع حركاته بسرعة، بينما كان يبعهدها كل مرة ويعيد سحبها لتصطدم بصدره كل مرة. سألته و هي تنظر إلى لون البن في عينيه من هذا القرب القاتل، و قد كانت كلماتها همسا كنجوى العاشقين و قد فاق قرب روحيهما أي قربا أخر.
_أنت متأكد أنك لم ترقص من قبل؟ أنت تبدي تقدما هائلا.
سحبها مجددا لتصطدم بصدره ليهمس قرب أذنها بصوت مبحوح يحمل عاطفة قوية
_فقط عندما يكون الحافز كبيرا نحن نتعلم بسرعة
و قبل أن ترفع رأسه لتجيبه و قد بعثرت كلماته كيانها، كان يدفعها مرة أخرى لتسقط بين ذراعيه. شهقت بقوة و قد كاد قلبها يهوي من شدة الخوف، لتصرخ به.
_فراس لقد أخفتني. لا أحب مثل هذه المفاجأت! كاد قلبي يسقط من مكانه!
إنحنى إليها و قد كان وجهه قريبا جدا من وجهها، قربا أتلف كل مشاعرها و هي تتشبت به بقوة، أنفاسهاx تخرج من صدرها لاهثة، تتأمر عليها مع ضربات قلبها المجنونة، قربهما هذا كان خاطئا بل خطرا جسيما عليها تدرك ذلك جيدا، لكنها تتلهفه له رغما عنها، أنفاسه كانت تداعب بشرتها المشرئبة بالحمرة، و شفتيه قد أوشكت على الإلتصاق بشفتيها، و مسافة صغيرة جدا تفصلهما عن عناق لن ينفك أبدا، لم تستطع الحديث و قد تزاحمت مشاعرها دون أن تسمح لها بذالك. عينيه كانتا تخبرانها هذه المرة بقصة أكثر واقعية، قصة ترى بدايتها الحقيقية تخط بسطور عميقة في قلبها، لقد كان وعدا لا يستحمل التشكيك! إستقام مرة أخرى ليجذبها إلى صدره هامسا في أذنها.
_أول درس يجب أن تتعلميه معي، هو لا خوف و أنا معك. إنسي الخوف أتفهمين؟ ما دمنا سنمضي معا فلن يكن الخوف أو القلق رفيقا لنا.
أمسك يدها ليجعلها تلف على نفسها، و كالعادة يجذبها كل مرة لترتطم في صدره مطوقا إياها بذراعيه. مع دفعه لها هذه المرة منحنيا إليها، أعلنx المدرب على نهاية الحصة. ساعدها فراس في الإستقامة، ليعيد ترتيب إحدى خصلات شعرها التي نزلت على وجهها تحجبه عنه، إبتسم لها قائلا بحنان
_هل إستمتعي؟
كانت وجنتيها محتقنتين تماما من هول المشاعر التي عاشتهم هذه اللحظات، ضربات قلبها لم تنتظم بعد من الجنون الذي أصابهم، فبعثر نفسها إلى شظايا صعبة الجمع. وضعت يداها على قلبها و هي تحاول أخذ أنفاسها بينما تقول
_لقد كدت تسقط قلبي كل مرة. كنت مهيمنا بشكل كامل على الرقصة. أي أنني لم أتعلم شيئا!
ضحكx و هو يحك رأسه بحرج قائلا
_يبدوا أنني إنسجمت قليلا.
بادلته إبتسامة صغيرة هي الأخرى، بينما تنظر لملامحه التي كانت تنبض بالحياة، وجهه كان مختلفا عما عرفته دوما، فكأن غيوم الحزن التي كانت تظله على الدوام قد إنقشعت، لتشرق الشمس ساطعة من ورائه، و كأنه مثل الكون تجرد من شتائه ليحتضن ربيعه المزهر، في عينيه بريق البداية، ذاك البريق السحري الذي يتلألأ كألف نجم في ليله القاتم. فيجرك للغوص وسط أحداث الحكاية، مسلوب الإرادة، مسحورا تمضي على ترانيم القلب.
_رائع. أنتما رائعين في هذه الرقصة.أنتما متأكدين أنها رقصتكما الأولى؟!
قالها معلم الرقص بلغته الفرنسية و هو يقترب منهما قاطعا وقفتهما الصامتة بسؤاله المستغرب. ضحك فراس و هو يجيبه ناظرا إليها.
_كنت أقول لها أن الحافز كان قويا.
إبتسم الرجل الثلاثني الأشقر و هو يقول له بإعجاب
_جميل.x يبدوا أنكما حديثا الإرتباط. تبدوان ثنائي رائعا جدا.
_كلا نحن أصدقاءx فقط.
قالتها أمانيx بسرعة بلهجة دفاعية قبل أن يجيب فراس.x ليبتسم الأستاذ بتعجب و هو يقول رافعا حاجبيه.
_غريب!x كنت أظنكما حبيبين.x عموماx سررنا بإنظمامك إلينا.
عادت من ذكرياتها و هي تزيد من إحتضان الدب إليها. و عاطفة غريبة تطوقها، عاطفة قوية جدا، هادئة جدا، مجنونة و مشتعلة،x دافئة و وقورة، أحاسيس لم تدرك لها معنا.و ما عرفت بوجودها يوما، تجرها بخيوط سحرية إلى عالم أخر، بعيد عن الزمان و المكان.خارج من نطاق التاريخ، تكتب حروفه على السحاب فتسافر بعيدا مع الرياح، لتغمض عينيها مستسلمة للنوم و هي تحس أنها ريشة تحلق مع فراشها في السماء، فتقطف منها زهور الحب و ذرر الأمنيات، تستقي من مناقير الطيور حبرا سحريا تخط به حروف الحكاية، حروف لا تمحى و لا تنسى بل تظل قائمة على صفحة الوجود شامخة على كل موجود،x تتطلع إلى مجيء الصباح بسرعة حتى تهمس لها أشعة الشمس ببقية الحكاية.و حتى يوشوش لها العصفور بسر من أسرار كونها الجديد، و تتمنى أن يطول الليل كي تستمتع بنجوى القمر إليها، و تفسر همهمات النجوم المتلصصة على عشقها، أتراه يحيى ما تحياه؟! ذاك الذي أيقض فيها مشاعرا لم تكن موجودة.و صنع من شظايا روحها المكسورة إمرأة عاشقة، ذاك الذي سقاها بالحياة بعد أن زهدت كل الحياة، سلطان النوم كان قويا ليأخذ أخر ذرة من وعيها و يأخذها إلى عالم الأحلام حيث تجري الأرواح بلا لجام. لتغرد مع طير الحمام و تهمس يا روح عليك السلام.
_________

كانت تتمشى معه في جوانب الغابة التي تطل على البحر، في عناق جميل للطبيعة، تلتقي الخضرة القاتمة مع الزرقة المتلألئة، فتتمازج الألوان بسحر عظيم، كان يلف ذراعه على كتفها يقربها من صدره و هما يمضيان في صمت محترمان سكون الطبيعة ، في حين تحول لون السماء إلى تدرجات اللون الأحمرx التي تمازجت مع الزرقة مشكلتا ألوانا سريةx تضفي لمسة الحلم على الغروب. كان قرص الشمسx يختفي شيئا فشيئا، يسقط في المياه لتطفئ لهيبه المستعر، فتصير رؤيته أيسر للعين بعد أن تخلى عن غروره و هو يشد رحاله مغادرا، و مع إبتعاده تتغير كل الألوان.فلا خضرة الطبيعة تظل خضرة و لا زرقة البحر تحافظ على الأزرق بها. تمتزج الألوان و كأن ريشة كبيرة تحركها بقوة، فتخفي عنها أي إختلاف، تستمر الريشة بتحريك وسط نواح الطيور المحلقة لأعشاشها، حتى تختفي فجأة كل الألوان و الليل لص متربص يلقي رداءه الأسود على الكون، كان الغروب صورة للنهاية، صورة تؤكد أن الحياة ليست إلا نهاية متقطعة، قصصا قصيرة تبدأ صباحا مع الشوق و تنتهي في المساء على أعتاب الغروب، للغروب لمسة شجن محببة لا تشبع من الغوص فيها، رغم الألم، إلا أن قدسية غريبة تحيط به، فتسمو بالأرواح إلى عالم مجهول.
وسط لوحة القدر العظيمة،x توقفت أمنية مواجهة للبحر ليتوقف رائد معها.بينما يطوقها بذراعيه من الوراء و يسند رأسه على كتفها، خصلاتها الذهبية كانت تحلق كالطيور القريبة مع الرياح فتنشر عبيرها ليستنشقه هو بإنتشاء، و قد كان اللمسة الأخيرة التي أضافت للوحة أمامها حياة، وسط عظمة الكون و سحر الوجود كان معا، كان سويا يتحديان هذه النهاية الصغيرة التي تخطها الحياة كل يوم و تجعل من يتجاوزها شامخا حتى اللقاء الأخر بطالا، نسيم الليل الذي يداعب الأشجار فتتراقص أوراقها بإنتظام،x و يلمس صفحة البحر فيخلق أمواجا قد كان أشد برودة بعد أن غادره الدفءx راحلا مع الشمس التي جمعت أشعتها من الكون تحزمها معها في حقيبة سحرية لا تدركها العيون.
قطعت أمنية الصمت مع إبتعاد صوت العصافير التي رست على بيتها تختبئ وسط أعشاشها من ظلمة الليل، خرج صوتها هادئا حزينا كالغروب
_لقد كانت أمي تحب الغروب كثيرا. كنا نستمتع دوما بمشاهدته أنا و أماني معها.
غمر رأسه في ثنايا شعرها الناعم، قبل أن يجيبها بصوت خرج مبحوحا قليلا بسبب الصمت الطويل
_منظر الغروب رائع جدا، لا يفقد سحره رغم تكراره كل مرة.
تنهدت بألم لتقول في شجن و قد بدى صوتها بعيدا و كأنه الأخر يشد رحاله مغادرا مع الغروب.
_كانت أمي تقول أن الغروب هو دليل على أن الشمس لم تغب إلا لتشرق من جديد. على أن النهاية ليست إلا فاصل راحة ننتقل بعده لبداية جديدة،x فسر الحياة لا يكمن في الإستمرار المطلق إلى ما لانهاية،x بل هو موجودx في حقيقة توالي البداية و النهاية بشكل دوري،x فنحن لا ننتهي إلا لنبتدئ من جديد،x و قد كانت الحياة تعاقبا للمتناقضات التي شكت ماهيتها، لكني فقدت إيماني بهذا بعد وفاة أمي. فصرت أرى أن عداد الحياة قد يتعطل فجأة فتتوالى النهايات دون أن تسمح لبداية جديدة بالبروز.
أدارها إليه ليبتسم لها برقة و هو يداعب وجنتيها بأنامله، مبعدا بعضا من خصلاتها الشقراء المتمردة عن مرمى وجهها، حتى يسطع كالقمر وسط الظلمة التي تزحف على الكون، تحدث معها برقة و هو ينظر إلى عسل عينيها الصافي الذي إنعكست عليه ألوان الغروب
_حبيبتي. كفاك حزنا أرجوك. صدقني أمك لن تكون سعيدة بهذا. أريحي نفسك و لا تحمليها أكثر من طاقتها.كفي عن إجترار ألام الماضي فقد إنقضى و عيشي حياتك بذكريات جميلة لا قاتلة
تنهدت بقوة تخرج نفسا مثقلا، لتبسط يديها على صدره تستند فوقه على موطن أمانها، بينما ترفع عينيها لتنظر إلى عينيه الشبيهة بألوان الطبيعة الممتزجة جميعا بسحر الغروب، غير أن سحره هو كان مختلفا، فإن كان الغروب نهاية فعينيه كان كل البدايات.
_أقسم أنني أحاول يا رائد. أنا لا أريد إحزانكم، أحاول كل جهدي كي أكون أقوى، كي لا أظل عبئا فوق ظهوركم، لكن رغما عني لا أستطيع الشيء فوق مقدرتي! ذاك أقوى مني لا أستطيع النسيان أبداً. أمي لا تغادر تفكيري. هي كل حياتي يصعب علي أن أتخيل الحياة من دونها حياة.
إبتسم لها بحب و هو يمرر يديه بدفئ على وجنتيها
_أنا لا أطلب منك النسيان أمك. يستحيل أن افعل ذلك و إن أردت. فهي ستظل حاضرتا دوما، توقفي فقط عن جعل ذكرها مدعا للألم. ألا تستحق السيدة توليب تكريما أفضل من ذالك؟ هل تستحق تلك الإنسانة التي كرست حياتها لإسعاد غيرها أن تظل بعد موتها حزنا يظلل نفوس من تحب، إبتسمي حبيبتي و كوني سعيدة من أجلها.
إرتجفت شفتيها بإبتسامة مقهورة تعافر لتخرج من شتات روحها، كما تخرج أشعة الشمس من خلف الظلام لتشرق على أرض جعلتها حروب الحياة خرابا، لكنه كان بصيص الأمل، و وهج البداية، التي وقفت بشموخها على أعتاب النهاية تتحدها و تسموا فوقها، هزت رأسها بموافقة و هي تقول بصوت متحشرج
_ستكون أنت بدايتي، و ستظل هي معي طوال القصة. بين السطور و خلف الكلمات، لن تترك فراغا إلا ملأته بروحها. ستظل دوما كما كانت أصل الحكاية و بطلتها. ففيها إبتدى كل شيء و إليه سيرجع كل ما إبتدى.
قبل جبينها بحب، قبلة طويلة أودعها فيها سلام روحها و أمان قلبها، ليبتعد عنها ويطوق وجهها بيديه و يرفعه قليلا لتتواجه أعينهما، وسط مدن الحب و ديار السلام، إبتسم لها برقة و هو يقول بحنان.
_هكذا حبيبتي كفاك غوصا في دوامات الأحزان. إبتسمي إبتسامة جميلة من أجلي. هيا.
إكتفت برسم إبتسامة ميتتة على وجهها كانت كل ما إستطاعت الخروج به من وسط الشتات، حملت شفتيها تلك الإبتسامة و كأنها تحمل جثة خرجت بها من تحت الأنقاض، جثة لا تحمل من روح الإبتسامة إلا شكلا باهثا ما كان ليخدع الناظر أبداً.
لم ترق له ردة فعلها و هوx يكره تركها فريسة لوحوش الحزن تنهشها كما شاءت،x يعلم أن مهمته صعبة جدا،x أكثر صعوبة حتىx من مرضها الذي لازال يحتاج للكثير من الإعتناء، سألها عاقدا حاجبيه بلا رضى
_بحق الله هذه إبتسامة لديك؟
و قبل أن تفتح فمها لتجيبه بكلمة كان يمد يديه ليدغدغها بأصابعه. إنفجرت أمنية بالضحك و هي تلتوى بين ذراعيه تحاول التحرر منه و هي تحدث بكلمات متقطعة بين ضحكاتها.
_ رائد.....ههه....أرجوك كفى... رائد...لا أستطيع....أرجوك!
لم يتوقف هو عن دغدغتها بل زاد من ذلك أكثر و هو يشدها إليه هامسا في أذنها
_تستحقين. لقد علمت الأن نقطة ضعفك. حاولي إعتراضي هذه المرة لتري ما سيحدث لك.
كانت منفجرة في الضحك و هي تعافر لتتخلص من يديه دون أن تفلح، تقاتل حتى تخرج كلمات متقاطعة غارقة في صوت ضحكاتها
_رائد...ههه...أرجوك.
لا حياة لمن تنادي.كان مطربا بسماع صوت ضحكاتها الحبيبة التي طمرتها بعيدا جدا، كان ينظر إليها مبهورا و أصابعه تعزف عليها ألحانا سلبت قلبه، و كأنه عازف أجاد ترويض ألته العصية، فنال ما يستحق على مجهوده، لتكافئه ألته العنيدة بلحن يطرب النفوس.
_رائد أمنية، أمي تبحث عنكما سنذهب الأن.
جملة بيلسانx قطعت عليهما تلك اللحظة ليتوقف رائد عن دغدغتها و هو يضمها إليه يخبئها بين صدره، و يرفع يده ملوحا لبيلسانx بينما يقول بإبتسامة.
_حسناx بيلسان نحن قادمان حالا.
لم تنتظره بيلسانx حتى يتم جملته،x فقد فرت هاربة ما إن ألقت بكلماتها في حرج من الموقف، و هي تشتم في نفسها سرا لقد طلبت من أمها إعفاءها من المهمة و هي تتوقع ما قد تصادفه من عاشقين حديثي الإرتباط.x لكن أمها العنيدة لا يجاريها أحد في صلابة رأسها و هيx تجبرها جبرا علىx ذلك.
إستقامت أمنية بوجنتين محمرتين و هي ترتب ملابسها التي إنكمشت بسبب دغدغاته، و قد إنفتحت أيضا الأزرار العليا من قميصها، مد هو يده ليغلق تلك الأزرار و يرتب بيديه خصلاتها المشعتة. أبعدته عنها بغيظ و هي تضربهx في كتفه معاتبة
_هل أعجبك هذا؟؟ ماذا سيقلون عنا! لقد شاهدتنا بيلسان الأن بسبب جنونك! رأيت كيف فرت الفتاة و كأن العفاريت تطاردها! لقد فضحتنا!
إبتسم لها بمشاكسة و هو يثبتها بيديه ليزرر قميصها جيدا و هو يقول.
_و ماذا كنا نفعل نحن؟ أنا كنت أدغدغك و حسب كطفلة صغيرة،دغدغة بريئة جدا جدا، تصلح لأب و إبنته، و ليس لزوجين عاشقين. إحمدي الله فقد كنت على وشك تقبيلك في تلك اللحظة حينها كانت بيلسان سترانا.
إنتفضتx أمنية عنهx تصرخ به و هي تقول بوجنتين محمرتين.
_أنت قليل الأدب!
نظر إليها بخبث و هو يشيعها كاملة بنظرة ذات مغزى، قبل أن يقول لها هامسا
_حسنا حبيبتي دعينا نذهب الأن قبل أن أريك قلة الأدب على أصولها. فتكونx الفرجة عندما يأتون للبحث عنا. في الحقيقة تزرير قميصك أوحى لي بأفكار خطيرة، لن أقوى على إخبارك بها حتى لا يغمى عليك.
فرت جاريتا تهرب منه، و قد إنطلقت كالسهم تعدوا و خصلاتها الذهبية التي توشحت بلون الغروب ترفرف من خلفها.وقف هو يراقب هروب أميرته للحظات. متمتما "سندريلا الغروب"، لكن سندريلته لم تكن تجيد الجري رغم إرتدائها لحذاء أرضي، فتعثرت في خطواتها، و في رمشة عين كان يحيط خصرها لتسقط بين ذراعيه، و لم يتركها و هو يمسك كفها كي لا تضيع، أو ربما كي لا يضيع هو بعيدا عنها




.......



يتبع.........


نورهان الشاعر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-08-22, 08:11 PM   #455

نورهان الشاعر
 
الصورة الرمزية نورهان الشاعر

? العضوٌ??? » 477398
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 2,761
?  نُقآطِيْ » نورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond repute
افتراضي




2






لم تزحزح عينيها عن نائل على طاولة الطعام، لكنها أجادت إخفاء ذلك و هي تتحدث بإقتضاب إلى فؤاد،x و بالتأكيد لم تكن كلماتها خالية من نظراتها المغوية، و لمساتها التي قد تبدوا عابرة لكنها مدروسة جيدا. كان يلزم سارة صبر أسطوري كي لا تنقض على تلك المدعوة سيلين، تشد قبضة يديها تحت الطاولة أو تعض على شفتيها حتى تفرغ غيظها وتمنع نفسها من إرتكاب جريمة في تلك الساحرة المغوية التي خطت برجليها قصرهم الحبيب لتلوثه بحقارتها، تساءلت في نفسها هل حرباء كهذه قد جذبت إعجاب أخيها حقا؟ فؤاد ليس شابا طائشا أبدا، فقد كان دوما يشبه أباه. منك لله يا فؤاد أبعد سنوات من العزوف عن أي نوع من الإرتباط و صيامه على نساء يفطر ببصلة؟ استغفرالله أي بصلة، هو يفطر بعقرب أسود مسموم! كررت في نفسها و صدرها يشتعل غيظا، منك لله يا فؤاد، منك لله يا أخي، أإنقطعت النساء من الدنيا حتى تأتي بساحرة يا حبيب أختك؟! يا من لعنته حماته قبل أن تعرفه!
_ستقتلين الفتاة بعينيك. حاولي التحكم في نفسك و إلا ستفضحيننا.
همست بها حسناءx في أذنها و هيx تنحني إليهاx قليلا، حاولت سارة الإبتسام إلى فؤاد الذي كان ينظر إليها بتعجب و هو لا يفهم حالتها الغريبة، إبتسامتها بانت مضحكة جدا و لا تمت للابتسامة بأي صلة بينما تجيب حسناء و هي تجز على أسنانها
_ألا ترين أفعالها الرخيصة؟ كم مرة لمست يدي نائل بشكل أرادت أن تجعله عرضي، و فؤاد المسكين يثق بها ثقة عمياء. العقربة تريد الحصول على فريستين مرة واحدة. و الله فقط أتق الله فيها، إحتراما لفؤاد لن أنهظ لأرتكب فيها مجزرة.
إبتسمت حسناء بخبث و هي تقول لها بينما تلعق شفتيها
_لا تخافي. سأجعلك تتشفين فيها الأن. ليست حسناء من تترك مثل هذه الأفاعي تتجول في حقولها بسلام
نظرت سارة لها بتوجس تسألها بخفوت كي لا يصل حديثهما للبقية
_ماذا تنوين فعله يا مجنونة! لا تتهوري أرجوك. أنا أنا أعرفك جيدا لا عقل لديك
إبتسمت حسناء و نظرة مشاغبة تتراقص في عينيها بينما تهمس لها بتشويق
_سترين.
ثم نهظت من مكانها و هي تسأل بنبرتها المرحة
_من يريد شايا؟ سأذهب لإعداد الشاي لنفسي.
عقد محمود حاجبيه بإستغراب و هو يسألها
_أي شاي يا إبنتي نحن على العشاء. إنتظري قليلا بعد أن نكمل.
إبتسمت حسناء و هي تقول
_عموما أنا قد شبعت الحمد لله و لا أستطيع أن أبقى بلا شاي سأترككم الأن لأحضره، الشاي الذي أقوم بإعداده لا يقاوم متأكدة أنه سيعجبكم جدا.
قالت جملتها الأخيرة و هي تلقي نظرة ذات مغزى على الساحرة السوداء.
نظرت لها سارة بإستفهام عن ماذا ستفعل، لكنها إكتفت بغمزها بإبتسامة. إنسحبت سارة هي الأخرى من الطاولة و هي تمسح جانب شفتيها بالمنديل قائلة
_الحمدلله. لقد شبعت سأذهب لغسل يدي.
نهظ نائل هو الأخر من مكانه و هو يقول
_إنتظريني سأذهب معك أيضا فقد إنتهيت..
_أنا أيضا شبعت.
قالها فؤاد منسحبا من الطاولة، لينظر إلى سيلين التي كانت قد توقفت عن الأكل. تشيع الخارجين بعينيها
_و أنت يا سيلين هل إنتهيت؟دعينا نذهب لغسل يديك.
_حسنا.
قالتها بشبه إبتسامة و هي تومئ برأسها بينما تنهظ من مكانها لتتبع فؤاد. تلك المهمة البغيضة تلتوى على رقبتها كطوق من جمر، لا تستطيع التحرك الا معه!
_______
تنهدت سارة بغضب ما إن خرجت من غرفة الطعام، تنفث الدخان من صدرها و هي تغمغم بكلمات غير مفهومة.كانت في مرحلة الإشتعال. و تبقى القليل كي تنفجر مدمرة القصر المسكين فوق رؤسهم. تبعها نائل ليهمس قرب أذنها بإبتسامة و هو ينحني إليها قليلا
_كدت تقتلين الفتاة بعينيك يا سارة.
إلتفتت إليها و أوداجها منتفخة بغضب،x بينما تصرخ من بين أسنانها بلهجة قوية لكنها خافثة حتى لا تصل للمسكين أخوها
_و أنت لم ترى أفعالها الرخيصة. صدقا كان يلزمني صبر أسطوري كي أمسك نفسي عنها. كنت أمنع نفسي كي لا أرميها بصحن أو سكين أو شوكة! كلا بل الرمي ما كان ليريحني.كنت أريد أن أجرب فيها قتال الشوارع هكذا أضرب و أمزق.
قالتها و قد إنفعلت كثيرا و هيx تمثل المشهد بيديها إنفجرx نائل ضاحكاx و هو يقول
_يا لطيف! لم أكن أعلم أبداً أن بك جانبا متوحشا و شرسا لهذا الحد! من اليوم علي أن أخذ إحتياطي!
تنهدت سارة بغيظ و هي ترجع خصلة من شعرها وراء أذنها بينما ترد عليه بحروف مضغوطة، بسبب إشتداد أعصابها.
_تلك الإنسانة تخرجك عن طوعك! هي قادرة تماما على جعل جميع النفوس الهادئة مشتعلة و متحفزة!
إبتسم لها بحنان قائلا
_صدقيني لا داعي لكل هذا الغضب، هي لا تستحقx حتى أن تتلفي عليها أعصابك!
_و أخي فؤاد لا يستحق ما تفعله به. إنها تلهوا به! و هو يتبعها كالمعمي!
رفع نائل حاجبيه و هو يسألها بشبه إبتسامة
_أنت غاضبة من أجل فؤاد؟!
عقدت حاجبيها تنظر إليه و هي تضيق عينيها قليلا، سائلة بتحفز
_و من أجل من في رأيك؟!
غمزها و هو ينظر إليها بإبتسامة لعوبة، قبل أن يسألها بلهجة ذات معنى
_فكري أنت.
تجاوزته و هي تقول بغيظ.
_لا تثني على نفسك كثيرا يا نائل.
إبتسم بإستمتاع و هو يسألها بخبث يدعي به البراءة
_و هل تحدثت أنا أصلا عن نفسي؟ أنت أين جنح تفكيرك سرور أظن ان حالتك مستعصية حقا.
عضت علىx شفتيهاx بغيظ لكنها لم تجبه و هي تتجاوزه داخلتا للمطبخ ليتبعها هو و إبتسامته المستمتعة لم تغادر شفتيه. وجدت حسناء تقف أمام الموقد و هي تعد الشاي. لتبتسم حين رأتهما و هي تقول
_اوه لقد أنهيتما عشاءكما؟
إبتسم نائل بطريقة محببة و هو يجيبها بمرح
_في الحقيقة لم أستطع الاكل بعد أن غادرت الطاولة.فقد كنت أنت من تفتحين شهيتي. فقد الطعام مذاقه لما قمت
ضحكتx حسناءx حتى أدمعت عينيها قبل أن تغمزه سائلة بخبث
_متأكد أني أنا يا دكتور من كنت أمنح مذاقا للطعام؟
إبتسم لها نائل بشقاوة بينما يغمزها هو الأخر
_و هل عندك شك في نفسك يا حسناء؟ هذا لا يجب أن يكون
أزاحته سارة عن طريقها بغضب و هي تضربه بكتفيها بقوة بينما تقول بغيظ و هي تتجه للمغسلة
_إبتعد و أتركني أغسل يدي، و أكملا أنتما رومنسيتكما الرخيصة بعيدا عني!
ضحك نائل بإستمتاع ليسألها بمشاكسة
_ما بالك اليوم مع كلمة" رخيصة" هذه؟
نفضت يديها من الماء في المغسلة، ثم جففتهما بالمنشفة المعلقة، و هي تجيبه بغيظ منشغلة في ما تفعله تتعمد عدم النظر له
_و الله أنا أيضا لا أعلم ما اللعنة التي سلطت علي اليوم!
أنهت جملتها لتدفعه مجددا و هي تضربه بكتفيها حين وجدته لم يتزحزح من مكانه لتهم بالخروج من المطبخ. دلك ذراعه و هو يقول بألم.
_الله عليك يا سارة ماذا فعل لك ذراعي المسكين لتدخل فيه مرتين كالقطار؟!
كتمت حسناء ضحكتها و هي ترى توقف صديقتها للحظة تشد على قبضة يديها بقوة، علمت جيدا أنها تمنع نفسها بصعوبة من رمي نائل بشيء ثقيل على رأسه، كانت لحظة فقط ثم أتمت مشيها خارج المطبخ، حين أوقفها نائل قائلا.
_إنتظري سآتي معك.
لعقت شفتيها تحاول التحكم في غيظها الشديد قبل أن تلف إليه سائلة إياه بشبه إبتسامة مشدودة
_هل أنت ظلي؟ هل أنجبتك و نسيتك؟ كف عن اللحاق بي أينما ذهبت! أنت في ضيافة أبي الذي تكرم عليك لا أنا!
إبتسم بخبث مستمتعا بإغاظتها ليقول ببراءة زائفة
_حسنا كما تردين سأذهب إلى سيلين أنا متأكد أنها ستكون مرحبة جدا بي عكسك.
أوشكت سارة على الإنفجار و قد أصبحت حمراء كالطماطم من شدة الغضب،تتمتم شيئا في سرها خشى أن تكون تعويذة قاتلة بالنظر إلى ملامحها المهتاجة،x بينما كانت هي تشد عن قبضتي يدها بقوة، لتمنع نفسها من تمزيق وجهه الوسيم. و هي تهمس لنفسها أن تهدأ و لا تتهور!
رفعت وجهها إليه و هي تقول من بين أسنانها مدعية عدم الإهتمام
_إفعل ما تشاء في الأصل هي تليق بك. هكذا أتهنى أنا على أخي
رمت جملتها المحقونة بغضبها الشديد، ثم إنطلقت خارج المطبخ كالصاروخ. لم تستطع حسناء منع نفسها من الإنفجار ضحكاx هذه المرة حتى أدمعت عينيها، و كم حاربت حتى لا يصبح ضحكها بكاءا و رثاءا على النفس فنائل كان لا يزال واقفا هنا بقربها، مدت يديها لتمحوا تلك الدموع التي تبدوا ظاهرا دموع ضحك، لكنها تحمل من القهر و الألم ما تجاوز منظرها الرقيق.لم يكن نائل ليعلمx الحرب التي تجري بداخلها، و قد أجادت دوما الإخفاء، أجادت التظاهر بما ليسx موجودا و ما لم يكن يوما موجودا نظر إليها نائل مبتسماx و هو يرفع كتفيه قائلا
_صديقتك مجنونة.
تبسمت له برقة تجيبه بصوت خرج منها متحشرجا قليلا
_و أنت تجيد اللعب و التلاعب جيدا بجنونها.
غمز لها قائلا بمشاكسة، جعلته يبدوا مجرد مراهق تخطى عتبة الطفولة حديثا.
_أصارحك القول. الامر يروق لي جدا.
مسحت دمعة أخرى لا تدري كيف هربت منها و هي تقول له ضاحكة بمرح لا يشبهها، لكنها أجادت إرتداءه.
_و سارة لن تكون سهلة لك أبدا.
إبتسم بشرود و هو يجيبها في حين كان يجيب نفسه أولا
_و أنا أكثر من مدرك لهذا.



يتبع.........


نورهان الشاعر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-08-22, 08:12 PM   #456

نورهان الشاعر
 
الصورة الرمزية نورهان الشاعر

? العضوٌ??? » 477398
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 2,761
?  نُقآطِيْ » نورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond repute
افتراضي




3





وجدت والدها يهم برفع الصحون من المائدة، لتقترب إليه تساعده في ذلك و هي تقول بمرح.
_عيب أن نترك السلطان يجمع المائدة وحده.
إبتسم لها محمود قائلا بمشاكسة
_و هل هي المرة الأولى يا أميرة؟ أم أنك تحبين أن تظهري بمنظر الزوجة المتفانية حتى تصطادي العريس؟
تخضبت وجنتيها بحمرة الحرج و هي تدافع عن نفسها بقوة.
_بماذا تهذي يا أبي أي عريس و أي عروس ألهذه الدرجة أصبحت أثقل عليك و تريد أن تتخلص مني بأي طريقة؟!
أكمل جمع المائدة و هو يرتب الصحون إستعدادا لحملها.
_لا دعي للتلاعب بمشاعري يا صغيرة، أنت مكشوفة أمامي فلا تتعبي نفسك بالإدعاء.
أخفضت رأسها أرضا تتلاعب بشرشف الطاولة و قد نسيت أنها أتت إلى هنا من أجل مساعدته، سألته و هي تتجول في المكان بحثا بعينيها.
_أين فؤاد و سيلين؟
أجابها دون أن ينظر لها و هو منشغل بما يفعله
_لقد ذهبا لغسل يديهما في الحمام.
عضت على شفتيها مهمهمتا.
_همم...
سألها والدها مقرا واقعا
_أنت لم ترتاحي للفتاة أليس كذالك؟
نظرت سارة لأبيها لتقول بجدية و قد عاد الغضب لإلتباس روحها من جديد
_أصادقك القول يا أبي أنا لم أرتاح لتلك الفتاة أبدا!
أجابها والدها بإختصار و هو لايزال منشغلا بعمله
_و لا أنا.
نظرت سارة لأبيها بصدمة، و قد صعقها رده، فقد كانت هذه أول مرة يبدي رأيا سلبيا في شخص ما. لطالما علمهما عدم الحكم علىx أي أحد كان بسوء.x و قبل أن تفتح فمها لتعقب بأي شيء كان هو يستقيم في وقفته ليواجهها بملامح كانت غامضة لثانية و قبل أن تحاول تفسيرها كان يبتسم لها، ليغمزها و هو يقول بمشاكسة في محاولة لتغيير الموضوع.بالرجوع إلى الموضوع الذي هربت منه سابقا
_لكن لي رأي مغاير تماما في ما يخص نائل.
إحمرت وجنتيها بغضب و هي تتذكر كلامه لها في المطبخ. لتستعمل الهجوم في الدفاع على نفسها و هي تقول بإنزعاج
_بل إنه إنسان مزعج جدا. و وقح و قليل الادب و.....
رفع محمود كفه يمنعها من الإسترسال و هو يقول
_كفى! كفى بالله عليك! لقد دنست سمعة الرجل المسكين لما فيه الكفاية. ساعيديني على رفع الصحون صامتة من فضلك.
عضت على شفتيها بغيظ و هي تمثتل لأمره، و بالتأكيد أكملت وصلة شتائمها في نفسها، ترميها تارة على العقربة سيلين و أخرى على الوقح نائل
_________
وقف ينتظرها أمام المغسلة، بينما كانت تنظف يديها. كان يشعر بنار من الغضب تجتاحه و هو يتذكر نظراتها لنائل، تلك النظرات المفضوحة بنواياها للأعمى. هل ظنت أنه لم يلاحظها؟! هل تستخف به لهذه الدرجة حتى تقوم بتصرفاتها المفضوحة أمامه، ظنا منها أنه لم يلاحظ؟! كما أنه متأكد أن كل من كان على المائدة لاحظها. و فهمها تماما، كم شعر بالخزي منها و من نفسه.فلأول مرة يشعر بنفسه صغيرا أمام أهله. لقد جعلته يظهر بمنظر الغبي أو التافه ناقص الرجولة! لم يستطع منع نفسه عن سؤالها بغضب
_هل أعجبك؟
إلتفت سيلين إليه و هي تعقد حاجبيها بعدم فهم مستغربة لهجته الحادة التي لم تسمعها منه يوما. سألته بإستفهام
_ماذا تقصد؟
نظر إليها بغضب شديد و الشرر يتطاير من عينيه المحمرتين
_نائل. لقد كدتي تأكلينه بنظركx لما كنا في مائدةx الطعام.
شحب وجهها بشدة و قد ظنت بغباء أنه لن يلاحظ أو لن يفهم، لتهز رأسها بنفي و هي تقول بتوتر.
_أأ..أنت مخطئ يا فؤاد، أنا كنت أعامله بطريقة طبيعية، أنا دائما أتعامل بعفوية دائما.
هدر فيها بعنف شديد و هو يحاول ما أمكنه أن لا يرفع صوته كي لا يسمعه أحد
_لم يكن تعاملك عفويا أبدا يا سيلين! ماذا تظنينني؟!مجنونا لأصدق ادعائك الزائف هذا؟!
حركت رأسها بنفي و هي تدافع عن نفسها بقوة
_كلا يا فؤاد صدقني. أقسم أنني كنت أتصرف بعفوية فقط! لم أقصد شيئا
ثم إمتلأت عينيها بالدموع و هي تدرك جيدا نقطة ضعفه لتكمل بألم
_ربما، ربما أنا لا أجيد التعامل،لأنني كبرت في أسرة مشتة لم أجد من يعلمني ما يصح أو ما لا يصح! ليس ذنبي صدقني!
كان على وشك الضعف أمامها. لكنه يعلم أنها أخطأت و لا يمكنه مسامحتها بهذه السهولة. إستدار ليخرج من باب الحمام المفتوح. لكنها جذبته إليها ممسكة ذراعه تمنعه من الخروج، ما إن إلتفت لها حتى ألصقت شفتيها بشفتيه، تقبلهما قبلة عميقة و هي تتعلق برقبته. حاول أن يبعدها عنه في الأول. و هو يضع يده في خصرها مزيلا إياها، لكنه سرعان ما ضعف بعد ذالك، خصوصا أنها أجادت التلاعب جيدا به، أجادت اللعب بمشاعره الرجولية و قد كانت خبيرة في ذلك، لتستغلها لمصلحتها و هي تعلم ضعف الرجال أمام هذه النقطة، إلتفت ذراعه على خصرها يضمها إليه و هو يبادلها قبلتها بحرارة، فلم يدرك أنها هي من كانت تسيره . إبتعدت عنه بعد لحظات و عينيها ممتلئة بالدموع، لتقول بلهفة و هي ترفع يديها الذهبيتين لتربث على لحيته القصيرة بلوعة
_أحبك يا فؤاد صدقني أنا أحبك أنت و لا أحد سواك! أصادقك القول، لقد فعلت ذالك متعمدتا على طاولة العشاء، لأجذب غيرتك. أحبك يا فؤاد لكنني مللت من جمودك. أعترف أنني لجئت لتصرفات دنيئة من أجل ذالك. لكنني فعلت كل هذا من أجلك. أنا أحبك! أنت من لدي في هذه الدنيا! كنت أخشى أن أخسرك! أخشى أن يأتي يوم و تتركني فيه! لأني أموت من دونك فؤاد! أموت يا حبيبي!
لم يستطع فؤاد منع دمعتين هربتا قسرا من عينيه، ليجذبها إليه ضما إياها. و هو يربث على ظهرها هامسا بإعتذار و قد أجادت قلب غضبه عليها لتجعله يشعر بالذنب
_آسف. آسف حبيبتي لأنني جعلتك تعانين كل هذا. أقسم أني أيضا أحبك. لكنني كنت مترددا خائفا.
إبتسمت سيلين و هي تنحشرx في صدره و تضمه إليها أكثر و كأنها تريد الإندماج به،x فما كان ليشاهد إبتسامتها المستهزئة و هي ترتسم على شفتيها
على بعد خطوات من المشهد وقفت متسمرة في مكانها و قد شلتها الصدمة، أحست بدلو من الثلج ينسكب فوق رأسها بقوة، فيصدم أعصابها المنهارة و يجبرها على الثبات! لما لم تسرع بخطواتها جريا لتمحوا هذه الصورة من عينيها؟ لما لاتزال واقفة حتى الأن و كأنها أضحت تمثالا حجريا؟ يديها لاتزالان تحملان صينية الشاي دون أن تفلتها مهشمة محتوياتها بأعجوبة، يديها المرتجفتين كانتا تمسكان بها بقوة شديدة حتى إبيضت رؤوس أصابعهما من شدة الضغط، أنفاسها كانت تخرج منها مثقلة بشدة و هي تشاهد أصعب منظر في حياتها، منظر سيحفر في ذاكرتها بنزيف قلبها العاشق. بوادر الإغماء لفت بها و هي تشعر بدوار شديد لتضبب الصورة أمام عينيها ربما بسبب الدموع التي أغرقت بحرها الأزرق و ربما بسبب الألم الذي أعمى جميع حواسها،حاولت الثبات متشبتة في أخر ذرة قوة في جسدها، لا تعلم هل مشت أو زحفت حتى تصل إلى منضدة صغيرة في البهو تنزل عليها الصنية الثقيلة و تحط بيديها على السطح الأملس للمنضدة، تدحرجت دمعة من عينيها تنزل قرب مكان يديها، و كأنها توقع لحظة ألمها و تبصمها.
حاولت الإستقام مبتعدة عن المكان. تخرج من بوابة جانبية إلى الحديقة الواسعة، لتسقط بثقلها على العشب الأخضر الذي إكتسى هو أيضا السواد بسبب ظلام الليل، تكورت على نفسها، تضم رجليها إلى صدرها و تحشر رأسها بينهما، بكت بحرقة و لم تجد غير دموعها لتواسيها، بكت بضياع شديد و وحدة قاتلة، وسط هذا العالم الكبير جدا كانت حسناء تعيش وحيدة، كزهرة نمت وسط صحراء جرداء، لا ماء و لا مؤنس فيها، بكت بحرقة شديدة حتى ضاعت منها أسباب البكاء و إعترافه بالحب يشق صدرها بخناجر مسمومة، شيئا فشيئا بدأ بكاؤها يهمد و يتباعد، و صوتها يختنق بين صدرها إلى أن إنقطع تماما. رفعت رأسها تنظر إلى السماء السوداء إلا من بضع نجوم تناثرت على صفحتها بعشوائية، و هلال دقيق جدا يكاد لا يرى، فترك الدنيا بعده ظلماء، لم تكن عيونها تحمل شيئا.و كأن كل ما به مات، و كأن بحرها الأزرق قد إختار السكون و إبتلع شظايا المدينة المخربة بين مياهه، ساترا أثار جريمة شنيعة أتلفت روحا بريئة أثقلتها الحياة بهمومها.
ساكنة كسكون الليل وقفت تحت ظلال الشجرة تناظر السماء. و تتمنى التلاشي بين نجومها، ناسيتا كل شيء، ملقيتا وراءها كل همومها، لقد وصلت لدرجة من الألم لم تعد قادرة بعده على الإحساس، كل شيء إنتهى فجأة قبل حتى أن يبتدئ. الحياة تمضي من بداية إلى نهاية، بينما كانت هي خارج سطور كل حكاية.x
_حسناء ماذا تفعلين هنا؟ لقد بحثت عنك في كل مكان؟كيف إختفيت فجأة؟
وسط الظلام الذي لا يكسره إلا شعاع نور خافت قادم من مصباح بعيد قرب بوابة القصر، إلتفتت حسناء لتناظر سارة، كانت ملامحها غريبة جدا، رغم الإبتسامة البسيطة التي تعانق مبسمها. لا تعلم سارة لما أحست بإنقباظ في صدرها و هي تنظر إليها، فرغم أن ملامحها لم تكن واضحة بسبب الظلام، إلا أنها أبصرت بوضوح ضمارا لا يمكن تجاهله. سألتها بقلق و هي تضع يدها على ذراعها.
_حسناء هل أنت بخير حبيبتي؟!
تبسمت حسناء و هي تنظر إليها للحظات قبل أن تجيب.
_كالعادة أنا دوما بخير لا يمكن إلا أن أكون كذلك.
ثم أتبعت جملتها بضحكة قصيرة و هي تسألها بمزاح مرير.
_أتتخيلين يا سارة حسناء ليست بخير؟ من سيخلق الجو و يبعث الحياة غيرها في المكان؟!
لم تستطع سارة أن تجيب و هي تنظر إليها بتيه، كانت عاجزة عن فهمها. فرغم مزاحها الطبيعي إلا أن شيئا كان بها مختلفا. ضحكت حسناء بقوة و هي تناغشها قائلة
_ما بك يا سرور؟ إضحكي للدنيا تضحك لك.
ضحكتx أكثر و هيx تقول
_إفعلي مثلي أترين كيف أضحك حتى تقهقه الدنيا معي؟!x الليلة ستبدأ للتو، يجب أن نحتفل.
زاد توجس سارة من حالة صديقتها لكنها ما كانت لتلمس أبداً الإختلاف فيها، فهذه هي حسناء دائما لا تتوقف عن الضحك و كأنها لم تجد مصاحبا غيره، عقدت حاجبيها تسألها بعدم فهم.
_ماذا تقصدين بالحفلة؟
تجاوزتها تتجه للباب التي خرجت منه و هي تقول بمرح
_لا تستبق الأحداث، أظن اننا اليوم سنستمتع كثيرا. أين سنجلس في غرفة المعيشة أو الحديقة؟ حتى أعيد تسخين الشاي و أحضره.
كانت سارة لاتزال واقفة في مكانها تحاول أن تفهم ما يجري، لكنها لم تستطيع، لتجيبها بصوت ضعيف قليلا
_الحديقة تكون باردتا ليلا. سنجلس في غرفة المعيشة.
كانت حسناء قد إختفت عن ناظرها داخل القصر و لا تدري هل سمعتها أصلا أو لم تسمعها، صوت ضحكاتها الغريبة لازال صداه موجودا في المكان، لكنه يعاد بطريقة مرعبة كقهقهات متألمة أشبه بالنواح. لا تعلم لما أحست بهذا الخاطر الغريب، لكنها حركت رأسها بقوة تحاول نسي هذا الجنون. فحسناء بخير هكذا كانت دوما.

xx



يتبع.........


نورهان الشاعر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-08-22, 08:14 PM   #457

نورهان الشاعر
 
الصورة الرمزية نورهان الشاعر

? العضوٌ??? » 477398
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 2,761
?  نُقآطِيْ » نورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond repute
افتراضي




4




______________4
وقفت أمام المرآة تتأمل فستانها الربيعي المزين بزهور صغيرة من مختلف الألوان. كان يتجاوز ركبتيها بقليل، أرضه بيضاء اللون، بينما كانت زهوره ملونة بمختلف ألوان الربيع المنعشة التي تناثرت على صفحته تعانق بعضها بعضا و كأن نسيم الربيع حملها لتستقر هنا في سكون. تركت شعرها منسدلا بتدرجات محببة و قد بان عليه الإنتعاش فسطع لونه الذهبي أكثر و كأن الشمس فيه أشرقت من جديد ، بينما وضعت على وجهها زينة خفيفة خفيفة جدا طغت عليها الألوان الفاتحة. لتضفي إشراقا رائعا على وجهها الملائكي، عينيها العسليتين كانتا منيرتين بطريقة محببة، يبتسمان بإشراق فيزيد جمالهما، منذ متى لم تعتني بنفسها بهذه الطريقة؟ مدة تحسها دهرا، لطالما كانت أمهما تحب أن تعتني بزهرتيها ليظلا دائما متفحتين، الأنثى زهرة براقة و جميلة، لا يذبلها أو يقتلها إلا الجفاء و الإهمال، لا السنين و لا الأعمار قادرة على إنقاص جمالها بذرة، هكذا كانت أمهما تحب أن تقول. فكانت تختار ألوانا دافئة للشتاء، و متدرجة في الخريف، ملونة في الربيع و فاتحة في الصيف، بدت كفراشة أتت لتستقبل الربيع ببهاء، كانت مقبلة على الحياة بعد عزلة قاتلة وضعت ملمع شفاه وردي، و رشت عطر ورد خفيف. كانت تنتعل صندلها الوردي اللون بكعب صغير. حينما عال صوت دقات على الباب.
_قادمة!
قالتها و هي تستقيم في وقفتها بعد أن أغلقت خيوط الصندل لتحمل حقيبتها المماثلة له لونا. ألقت نظرت أخيرة على نفسها في المرآة و هي تغرس أصابعها في شعرها تنفضه قليلا ليزيد إنتعاشه، ثم تجري لتفتح الباب، وجدت فراس واقفا أمامها بإبتسامته المعهود و وجهه البشوش. صفر بإعجاب و قال لها مداعبا برقة
_اووه. يبدوا أن الربيع حل أخيرا. تبدين جميلة جداً اليوم.
همس بجملته الأخيرة و هو ينظر إلى عينيها و كأنه يسر لهما بكلامه قبل أن يخبرها هي، إحمرت وجنتيها قليلا من الخجل. لتخفض رأسها إلى الأرض مجيبتا إياه بتلعثم بينما يديها الإثنين تشد على الورقة بقوة
_شكرا لك.
إبتسم لها بحنان و هو يتأملها للحظات يشبع نظره منها، ليهمس بها برقة
_إذن هيا بنا.
رفعت رأسها إليه تعقد حاجبيها هامسة بتساؤل
_إلى أين؟
قرب وجهه إليها قليلا و هو يهمس بمشاغبة
_إلى مدرسة الرقص هل أحببتها؟! هل هذا سؤال بالتأكيد إلى العمل.
توردت وجنتيها من جديد و هو يذكر مدرسة الرقص، و مجرد الذكر جعل قلبها يضرب بقوة، حاولت التحكم بإضطرابها و هي ترد عليه
_لكنني سأذهب بسيارتي.
إبتسم لها بحنان و هو يرد عليها برقة
_منذ اليوم لن تذهبي إلا معي. سنذهب و نعود بسيارتي.
سألته عاقدة حاجبيها بإستفسار
_وسيارتي؟!أنا لي سيارة أنسيت؟
إبتسم لها برقة و هو يقول بمرح
_لا سيدتي لم أنسى أن لك سيارة جميلة حمراء اللون، تقف بخيلاء في مرأب العمارة، لكن العالم يعيش أزمة بسبب إرتفاع سعر الوقود، و نحن نتجه إلى نفس المكان، و ننطلق من نفس المكان فلما التبذير؟ علينا أن نحافظ على الطاقة للأجيال القادمة. في ظل إستراتجية التنمية المستدامة التي ينهجها البلد.
سألته بإستنكار
_و ما فائدة السيارة إن ظلت مركونة هكذا دون عمل؟
أجاب بإسترخاء و هو يمتع عينيه بالنظر إليها
_توفير مال الوقود و الحفاظ على الطبيعة.
ضحكت و هي تحرك رأسها بعدم تصديق
_أنت مجنون حقا.
عقد حاجبيه يدعي الجدية و هو يقول
_إحذري يا فتاة أنت تشتمين مديرك!
تبسمت بشرود لكن إبتسامتها لم تكن مشرقة كسابقتها، لترفه وجهها إليه تقول بتوتر
_أنت مدري حقا! ألا ترى بأننا قد تخطينا الحواجز كثيراً. ستظل أنت المدير و أنا مستخدمة عندك.
إقترب منها خطوة و هو ينحني قليلا بقامته الطويلة بينما يقول لها برقة
_لن أسمح لك ببناء أي حواجز بيننا أماني. أنا أبتغي قربك تدركين ذلك؟ لم تكوني و لن تكوني مجرد عاملة لدي، أنت تعنين لي الكثير، بل أنت كل شيء بالنسبة لي.
إبتلعت ريقها و هي تقول
_لكن يا فراس نحن....
قطعها قائلا بإبتسامة
_نعم نحن. سنظل دوما واحد، قريبا جدا أماني لن يفرقنا شيء، فقط أريد إتمام شيء مهم و سأبلغك بمفاجأتي.
كان قلبها ينبض بقوة شديدة و هي تحس بأن رجليها على وشك أن تخونها بسبب المشاعر المهتاجة التي إجتاحتها. سألته بتلعثم و هي تنظر إلى عينيه اللتان تسران لها بوعود كبيرة.
_أي مفاجأة؟!
إبتسم لها بحنان و هو يقول
_قريبا جدا. قريبا جدا سأخبرك بكل شيء و بعدها لن يفرقنا شيء.
نظر لها برقة و هو يقول بمداعبة
هيا الأن جميلتي لا نريد أن نتأخر عن العمل
جذبها معه إلى المصعد و هو يضع يده على كتفها، ليدلفا له معا.
_____________
كانت ترتدي قميص المستشفى الأبيض، جالسة على سرير يماثله بياضا، تضم ركبتيها إلى صدرها، و تتئك برأسها على ظهر السرير، شعرها الأشقر الذهبي يسترسل على كتفيها فيغطي جزءا من ظهرها، كما يحجب القليل من وجهها الذي أدارته جهة النافدة، تسترق منها بعض مظاهر الحياة التي لم تعد تحس بها أو تشعر بوجوده، كانت شاردة تماما و كأنها أضحت جثة بلا روح، لونها الأبيض الذي تشوبه الحمرة إختفى تماما. ليصبح أصفرا شاحبا و كأنه جسد تحوم حوله أشباح الموت نافخة في روحه من أثرها، عينيها العسليتين مفتوحتين دون حراك، لا ترمش بهما إلا للضرورة، بين لحظات متباعدة جدا.
عينيها لم تكونا أبداً عيني شخص حي، بل مجرد أحجار بهية المنظر لكن ميتة بطريقة مرعبة، يدها البيضاء الرقيقة كانت تستقر بين كفي صديقة عمرها التي تربث عليها بحنان، و قد أحست بإهتزاز جسدها قليلا ما أعلمها أنها تبكي على حالتها، لم يكن بيديها هي لا أن تبكي و لا أن ترثي حالتها كل شيء بالنسبة إليها قد فقد معناه حتى البكاء ما عاد يجدي نفعا، لقد سكبت دموعها أنهارا عليه، حتى نشفت الدموع و نشف معها إحساسها.فكأن مشاعرها تلبدت فلم تعد قادرة على الإحساس بشيء، الزمن بعده ليس كالزمن معه و ليس أبداً كالزمن قبله.الزمن بعده ما هو إلا مرار قاتل و ضيق خانق.
أصوات الحياة تزورها من خلف النافدة بعيدة، بعيدة جدا لكنها تؤكد لها بقسوة أن الحياة تستمر، و لم تكلف نفسها عناء التوقف لتشاركها حدادها.
إبتسامة مريرة عانقت شفتيها الشاحبتين و قد غاب عنهما لون الورد، فأضحيتا كزهرة ذابلة جفت و إنكمشت تحت شعاع الشمس بعد أن إنقضت أيامها في الحياة، حاولت الحديث فخرج صوتها عميقا جدا غريبا جدا و كأنه عزف مريب قادم من أعماق قصر مهجور تصدعت جدرانه، عزف و إن كانت ألحانه جميلة. إلا أنه يبعث رهبة في النفوس و كأن أشباح المكان نفخت فيه من روحها. و كأن الخوف و الوحشة إستلقيا على ضفاف نبراته، لم تغير شيئا من جلستها، فبدا و كأنها ليست هي من تتحدث و كأن تلك الاشباح تطوعت بنفسها لتسرد أسرار هذه الروح
_ يقولون أن مرآة الحب عمياء لا تبصر، لكنني كنت مؤمنة دائما، أن العقل و القلب سلطتين منفصلتين، فإن إتفقا على شيء تكون الحقيقة دون شك. إن خان العقل القلب يفي، و إن خان القلب يفي العقل. أن يخونا معا ذلك شيء فوق المنطق! و أنا قلبي و عقلي إتفقا على حبه و عشقه، فظننت أنه الحقيقة التي لا غبار عليها.الحقيقة الوحيدة التي لا عقلي سيكذبها و لا قلبي يتوجس منها، مسلمة في حياتي لن ينقص إيماني بها. لم يكن الفارس الذي خطف قلبي و حسب، بل العقل الذي فهمني و تفهمني دائما، الحضن الذي أواني. و القلب الذي إحتواني لقد كان كل الحقيقية بالنسبة إلي. أنا دمرت تماما يا نارين دمرت تماما بيد الشخص الذي إعتبرته كل الأمان. لم تقتلني الطعنة بحجم ما قتلني صاحبها.أنا إنتهيت على يد من كان لي كل الأمان و الحياة! في من بعده أثق إن خان،
إرتجف صوتها رغما عنها في أخر كلامها.كما إرتجف معه كل جسدها بألم يقطع نياط القلب، كانت لاتزال تنظر بعيدا بشرود لم ينتهي، لكن عينيها قد غزاهما بعض اللون الأحمر و كأنه يوشوش أن هناك حياة، لكنها كريهة أشد قسوة من الموت. شغطت نارين على كفها أكثر و كأنها تخبرها أنها معها و ستظل تسندها لأخر يوم دون أن تتركها أو تغفل عنها. حملت كفها تضمه لصدرها قائلة بصوت مرتجف قليلا بسبب تأثرها، لكنه كان يحمل صدقا لا حدود له
_إهدائي يا أختي أرجوك. أنا هنا معك و سأظل دائما ما كتب الاه لي أن أعيش! لا شيء! لا شيء يا حبيبتي في هذه الحياة يستحق أن تدمري نفسك من أجله! لا تقتلي روحك و تسلمينها قربا للحزن. لقد إنقضى كل شيء ليبتدأ شيء أخر..
إلتفتت توليب إليها لأول مرة اليوم، فهالها رؤية شحوب وجه صديقتها المقارب للأموات، لم تكن هذه هي توليب الزهرة النضرة التي تشع حياة، بل كانت مجرد ذكرى لإنسانة إنتهت و لن تعود، لقد كانت ذكرى توليب كان حيا يوما، و اليوم هو رفاث مؤجل الجنازة لأجل غير مسمى.
لم يكن صعبا على توليب قراءة نظرات صديقتها و التي كانت أشبه بمرآة ترى من خلالها أشلاء روحها، من يعزي الميت في جنازته، من سيهمس أمام النعش بخشوع "البركة في نفسك"، روح الميت حين تغادره لا تعود لها كما لم تعود حياته كذلك. نظرت في عيني صديقتها الخضراويتين لتهمس بوجع و قد خرج صوتها الخافت أشبه بنواح
_لقد تدمرت أصلا يا نارين. تدمرت يوم تركني محمود. وقعت ورقة وفاتي، يوم وقعت ورقة الطلاق! أنا التي إنتهيت. أنا إنتهيت! حكم علي بالإعدام و نفدت أنا الحكم في نفسي.
فرت دمعة مريرة من عيني نارين المتألمة لتترجاها بألم و هي تقبل كفها القابعة بين يديها
_توليب لقد كنتي دوما قدوتي.بقوتك و إستقلاليتك. فلا تضعفي الأن من أجل طفلك حتى! أنت كنت قوية دوما فظلي كذلك! لا تستسلمي! لا تيأسي حبيبتي أترجاك
إبتسمت توليب بحزن شديد و هي تضع يديها على بطنها التي لاتزال مسطحة. بينما شبه إبتسامة داعبت شفتيها و هي تقول بصوت حالم رغم المرارة
_هكذا هو محمود دائما، أبى أن يتركني إلا و قد علقني به من كل الإتجاهات. و كأنني كنت في أي حال من الأحوال لأستطيع التخلص من حبه الذي بعد ما كان إستوطنا سلميا لروحي فأضحى غزوا ظالما جائرا. و في جميع الأحوال ما كنت لأستطيع التخلص من حبه فقد دمغ في كل جزء من جسدي و روحي. بعد كل هذا ليس بإمكاني إلا أن أحبه و أعشقه. فتبا لهذا القلب تبا له!
قالت جملتها الأخيرة و هي تضرب صدرها بقوة بينما فرت دمعة قاسية من عينيها.دمعة يتيمة مثلها، وحيدة كصاحبتها. أمسكت نارين يد صديقتها تمنعها من الإسترسال في ضرب نفسها و هي تحدثها بجدية هذه المرة، بلهجة قوية علها تصل إلى روحها البعيدة جدا.
_إسمعني يا توليب ستبيعين كل أملاكك هنا، و سنذهب جميعا إلى الشمال. أدم إشترى بيتا هناك. و أنت ستبدئين في ذلك المكان من الصفر. راميتا وراءك الماضي و أثقاله!
تبسمت توليب بتعب و قد عادت نظراتها للشرود من جديد، فأجابت صديقتها بحروف ميتة و صوت بعيد جدا
_دائما الحياة تعاقب للنهايات و البدايات، لكن هناك نهاية أخيرة لا تتبعها بداية أبدا.
وضعت نارين يديها على كتفي صديقتها و أختها، لتحركها بعنف و هي تصرخ فيها بعتاب بعد أن يئست من أن يصل لها صوتها، تحاول أن تحدث صديقتها التي تجلس أمامها و رغم ذلك لم تكن موجودة! تحاول أن تتجاوز هذا الركام المهول علها تصل لروحها و تلمسها
_توليب إستيقظي أرجوك يا أختي. إستيقظي و أنظري إلى ما تفعلينه بنفسك؟ أتريدين أن تقظي بقية حياتك بين جدران هذه المشفى؟! أتردين من طفلك أو طفلتك أن يعيشا كاليتامى و أمهما على قيد الحياة؟! إن لم يكن لهما أب فإنك أنت تستطعين أن تكوني لهما كل شيء، و أنا واثقة أن الحنان الذي بقلبك قادر على سد كل نقص الذي سيخلقه غياب أبيهما. إستيقظي حبيبتي أترجاك. لا الحزن سيعيد لك ما فقدت و لا هو سيريحك! ستصبحين أما! لا تنسي هذا! حياتك لم تعد لك وحدك فلا تظلمي روحا لم يكن لها ذنب إلا أن القدر إختار أن تنموا في رحمك!
إرتجفت شفتي توليب و قد ظهر ألم شديد في عسل عينيها المنطفئ لتسألها بصوت مختنق مليء بالألم و الخيبة التي لا حدود لها
_لقد قال أنني لن أكون أما صالحة لولديه، فهل أكون أما صالحة لهذا الطفل؟
لم تستطع نارين أبدا الصبر أمام الألم و الضعف الذي تراه يختطف منها أختها و صديقة عمرها، ما كانت لتتركها هكذا تسلم نفسها لليأس و ترفع ريات الإستسلام منهية حياتها في بدايتها، عز عليها أن ترى تلك الوردة الجميلة تفقد أوراقها ربيعا و تنحني قامتها حتى إنكسرت مبعدتا وجهها عن الشمس و كأنها صارت تخشى النور! سحبت صديقتها من يديها بقوة، دون أن تعبأ بحالتها الجسدية الضعيفة أو بخطواتها المتعثرة التي تبعتها بها، فقد كانت لا ترى إلا الحريق الذي يلتف حول صديقتها و كانت تريد إنقاذها بأي ثمن، حتى لو تطلب الأمر قسوة، ستقسوا! ستفعل ذلك من أجلها حتى لا تخسرها!
أدخلتها لحمام غرفتها بالمشفى و أوقفتها أمام المرآة. صرخت بها و هي تجبرها على النظر للمرآة، تمسك ذراعيها بقوة حتى تساعدها على الإستقام
_أنظري إلى نفسك يا توليب! أتذكرينها! أنظري إلى صورتك أتتعرفين عليها؟ أنا لا أعرفك فقولي لي من هذه التي أمامي؟من هذه و أين أخذت أختي عني؟!
تهدج صوتها برجفة البكاء و هي تقول بألم شديد
_ أنظري إلى بشرتك التي كانت دوما في قمة إنتعاشها و صفائها، كيف أصبحت شاحبة من التعب كيف جفت فإختفت نعومتها الطفولية، أنظري إلى الهالات الزرقاء تحت عينك أتذكرين نفسك بها يوما؟بل أنظري إلى عينيك اللتان كانتا دوما تنبض بالحياة، كيف أصبحت خاوية و ذابلة لا أثر للحياة بها. أنظري لشفتيك الدائمة الحمرة فيما ماضى كيف تشققتا و جفتا تماما، فلم يعودا يشبهان الشفتين بشيء!
أمسكت شعرها الذهبية و هي ترفعه قائلتا.
_شعرك الذي كان كشلال من الذهب، كيف تقصف و فقد نضارته. أنت تموتين يا توليب، تموتين يوما بعد يوم و هذا ليس عدلا. ليس عدلا أبدا. لطالما كنت مشرقة كالشمس. بل أنت فعلا الشمس، و الشمس لا تنطفئ أبدا يا توليب هي فقط تغرب لتشرق من جديد.
كانت توليب تغمض عينيها بقوة و هي تتنقس بألم شديد، لم تكن قادرة أبداً على مواجهة نفسها لم تكن راغبة في رؤية الشبح الذي تلبس روحها بعد أن غادرها كل أمان. لم تكن راغبة بشيء غير التوقف عن السمع و النظر و الرؤية أو التوقف عن الحياة كاملة! غير أن نارين أجبرتها على النظر لنفسها و هي تصرخ فيها بلوعة ألمها عليها.
_إفتحي عينيك يا توليب.إفتحيها و واجهي نفسك! إفتحيها فأنت بإغلاقها لن تغيري شيئا من الحقيقة! هروبك لن يجعل الواقع يختلف. إفتحيها!
بثقل فتحت توليب عينيها تعود للنظر بهلع إلى نفسها، أحقا كانت تلك هي؟ هي أبدا لا تتعرف عن نفسها هذه الصورة المشوهة لا تشبهها! لا تشبهها أبدا؟؟
سألتها نارين بألم شديد
_هل تعرفت عليها؟! أخبريني هل تعرفينها؟ إن عرفتيها إسأليها ترجيها أن تعيد لي صديقتي و أختي. أريد أختي يا توليب أريدها فأعيديها لي!
تكسر صوتها في جملتها الأخيرة و قد غلبها البكاء و هي تترجى صديقتها بألم شديد
لم تستطع توليب الصبر أكثر فقد كان ذلك فوق طاقتها، لتنفجر هي الأخرى ببكاء مرير، و قد خنتها قدمها فلم تعد قادرة على الوقوف، لتسقط مع نارين على الأرض الرخامية الباردة للحمام، ترتفع شهقات بكائها بشدة في نواح يقطع نياط القلب و كأنها روح تحتضر. إنكسرت كتفيها فسقطتا أرضا في دل و ألم شديد، تعض على شفتيها لتمنع صوت بكائها المتألم من الخروج. لكنه يخونها فيهرب قويا منكسرا.
لم تكن حالة نارين بأفضل منها و قلبها يتمزق على توأمة روحها، لفتها إليها تضمها لصدرها بقوة، تحاول إمتصاص ألمها و بث الطمئنينة فيها، عل حبها الأخوي الكبير لها يمحوا الأثار المهولة لحب كان مدمرا بقوته، دموعها تسيل من عينيها دون رداع في بكاء صامت لكنه مقهور، تربث على ظهر أختها ، و هي تحاول تهدئتها تهمس لها قرب أذنها بصوتها الباكي.
_إبكي يا توليب، إبكي حبيبتي و أفرغي كل ما في قلبك. إبكي حتى تفقدين القدرة على ذلك. و بعدها عودي قوية، عودي كما كنت دائما، لا يهزمك شيئا دوما مستعدة لمواجهة عقبات الحياة بنفس مطمئنة أن القادم أجمل. لا تستسلمي و تسلمي بالخسارة، إن إنتهى هذا الحب.فحياتك لم تنتهي! لا تسلمي نلسك قربانا للألم، لا تترك روحك تضيع بين سراديب الرثاء، فقد إنتهى و لن يعود مهما فعلت! لا تجعلي هذا الحزن يحرقك، الشمس لا تحرق بلهيبها بل تضيء الدنيا و تجلب النور بنارها. عل الغد أفظل علك تجدين يوما هذه السعادة التي فقدت.
همست توليب بلوعة و هي تتشبت بصديقتها
_ليتني أموت يا نارين! ليت هذا القلب يتوقف عن النبض فألقى راحتي، ليتني أدرك النهاية فما عدت أتحمل
مسحت نارين دموعها و هي تعود من الذكرى البعيدة، تراقب من النافدة أمنية التي إستلقت السيارة مع رائد بعد أن أتى لإصالها للعمل، لقد مرت الأيام، مرت بسرعة مهولة، تلك اللحظة التي تحس أنها عاشتها الأن مرت عليها سنوات طويلة أكثر من نصف عمرهما، لكنها لحد الأن لاتزال تشعر باللهيب الذي كان يلسعها و هي تضم حبيبتها توليب لصدرها، لهيب كان يشع من روحها المحترقة التي تأكلها النيران.زمن مضى عن ذلك العمر مر بعد تلك اللحظة لكنها تدرك جيدا أن ذالك الألم ما كان ليمر أبدا، وقف جامدا متحجرا كجبل لا يزحزح أمام فيضانات السينين و جرفها للأعمار. ترى هل وجدت توليب راحتها في متواها الأخير؟ هي لم تراها أبدا بعد موتها، فقد وصلت إليهم في صندوق موصود و لم تطالب بفتحه لأنها كانت تخشى رؤية صديقتها و قد غادرتها الروح، صعب عليها أن تشاهد أختها حبيبتها جثة هامدة، لكنها تتمنى اليوم لو ألقت نظرة عليها حتى يتبين لها إن وجدت خلاصها في الموت الذي تمنته كثيرا بعد ما حدث لها
_نارين
إلتفتت نارين لزوجها دون أن تخفي دموعها عنه لتقول له بألم شديد و هي ترى وقوفه أمامها كما كان دائما شامخا متعاليا سندها في الحياة
_توليب ما كانت تستحق كل هذا أبدا، لماذا على الرغم من سيول عطائها و كرمها لم تكن الحياة كريمة معها؟ لماذا كان يجب أن تعيش كل هذا؟ طفولة مشتة بعد موت والديها. أخذت على عتقها تربية أختها التي لا تصغرها إلا بسنوات قليلة، كافحت تعبت قاست حتى حققت في شبابها الأول نجاحا متوضعا، بعد كل الحرمان الذي عاشته تزوجت شخصا ظنت أنه سيصبح كل عائلتها ليدمرها نهائيا و يلقيها من سابع سماء لتسقط بقسوة فتجني جروحا وألما لا حصر لهما، بعد أن رفعها بالحب عاليا جدا، فكانت وقعتها قاتلة، لكنها لم تمت بل عاشت محطمة.و بعد أن قررت هجر الحياة، أوتيت بطفلتيها التوأمتين لتكرس كل عمرها لهما، و تحقق نجاحا عظيما، و بعد أن كبرتا تموت بهذه الطريقة دون سابق إنذار، لم تكن تستحق. صدقني يا أدم لم تكن تستحق كل هذا.
تنهد أدم لا يجد ما يقول لها،ليقترب منها يضمها له بقوة، مربثا على ظهرها بحنان، يؤلمه كثيرا حالها على أختها لكنه لا يستطيع أن يستكثر عليها هذا الحزن، فهو أدرى بتوليب و ما عانته، حدثها برقة و هو يمسح على خصلات شعرها البندقية القصيرة
_قد ينال الإنسان كل شيء من الحياة إلا ما يستحقه. لم تكن الحياة عادلة يوما حتى تكون توليب أول مظلومة فيها، ما باليد حيلة حبيبتي نحن لن نستطيع فعل شيء أمام القدر.
بكت بشدة على صدرها الذي كان دوما موطن الحنان و الأمان بالنسبة إليها، تتعلق بقميصه و هي تقول بلوغة
_لا يستحق أن يعرف! لا يستحق أن يعرف بعدما فعل لها! ليس عدلا أن يتركها تموت من الحزن و يحيى هو بسعادة! يستحق! يستحق أن يحرم من معرفة أن لديه توأمتين!
لم يشأ أن يجادلها في حالتها هذه، هو لديه فكرته مقتنع بها، و لو لا الجديد الذي إقتحم حياته من حيث لا يدري، لا كان نفدها، لكنه الأن لا يستطيع تركها وحيدة تعاني بعد كل ما عشته!
دوما تجري الرياح بما لا تشتهيه السفن، و الريح قد هاجمت بقسوة سفينتهما.لكنه كربان ماهر لازال يحاول بكل قوته التصدي لهذه الرياح، لكن إلى متى؟ الوقت يمضي و هو ليس في صالحه أبداً
____________
ركبت بجانبه في السيارة و هي تلقي عليه تحية خجولة.بدت جميلة جدا بلباسها الربيعي المبهج للروح، كانت ترتدي فستانا بلون الفستق، ينسدل على جسدها بخفة.بينما جمعت شعرها ذو الخواتم الذهبية بمقبضين صغيرين على جانب رأسها.
_صباح الخير
إبتسم لها برقة و هو يرد عليها
_ صباح الورد و الياسمين كيف حال قطتي الذهبية. إشتقت إليك.
إبتسمت أمنية و هي ترد عليه بضحكة
_كيف إشتقت إلي و أنت لم تخرج من البيت بعد عودتنا من النزهة، إلا حين كنا سنذهب للنوم. أي كلها بضع ساعات من النوم.
ضحك برقة ليقترب بوجهه من وجهها قليلا و هو يقول لها هامسا برقة
_و من قال لك أنني نمت؟ انا لا أزال أعيش في أرق دون ان يغمض لي جفن ما دمتي لا تنامين في أحضاني.
إحمرت وجنتيها قليلا من الخجل لتقول مغيرتا الموضوع
_سنتأخر يا رائد هيا بنا أتعلم كم من الوقت و السيارة واقفة دون أن تتحرك
إبتسم ليقول بمشاكسة.
_حسنا قطتي أهربي مني الأن كما شئت، كلها أيام قليلة جدا، و ستكونين دوما وسط أحضاني.
ثم إنحنى ليقبل وجنتيها.قبل أن يدير محرك السيارة و هو يقول برقة
_قبلة الصباح لا يمكن أن أنطلق بدونها.
تبسمت له برقة و هي تتفحصه بحب شديد. هو من أعادها للحياة و جعل لها معنى.
_______

وقفت متجمدتا عند باب المكتب و هي تراه يجلس بإسترخاء على مكتبها، يعبث بعدة أوراق، بينما وضع أمامه صحنا من المكسرات، يلقيها في فهمه و هو يتفحص الملفات أمامه بتركيز مستفز ككل شيء فيه. غلى الدم في عروقها و هي تحس أنها على وشك الإنفجار لتدخل إليه كالصاروخ، تضرب على ظهر المكتب لتستدعي إهتمامه و هي تصرخ فيه بغضب شديد.
_أتظن أننا في غابة؟! ماذا تفعل في مكتبي و فوق كرسي دون إدن؟ ماذا تظن نفسك!
رفع رأسه إليها ليبتسم إبتسامته المغيضة التي تكشف عن أسنانه البيضاء المرصعة فتزيد بإستفزازها
. نهظ كنان بتثاقل من على الكرسي، ليتجه إليها يقف أمامها و هو يقول بصوته الرجولي الرخيم
_اوه صباح الفل والعنبر، يا جميلة، أتعلمين أنك رائعة في كل حالاتك، فرغم أنك دوما على وشك الإنفجار من الغضب إلا أن هذا لا يزيد جمالك إلا جمالا على جمال. لو تدركين كم تبدين شهية و وجنتيك حمروتان بفعل الغضب.
حسنا إذا كانت وجنتيها قبل قليل حمروتان من الغضب، فرأسها الأن على وشك الإنفجار و الدخان يخرج من أذنيها، حتى أنه فكر أن إنذار الحريق سيشتعل الأن من فرط الحرارة التي تخرج منها. إنفجرت فيه بحنق شديد و هي تضربه على صدره صارخة به
_كيف تجرؤ أيها الوقح السافل!، قليل الأدب، عديم الحياء؟ كيف هل ستبالغ و تتمدى بعد أن صمت لك. أتظن أنني إحترمتك بسبب عينيك الملونة أو صف اللؤلؤ المرصوص في فمك، أنا فقط أتقي الله فيك حفاظا على أعصابي!
ضحك بقوة و هو يرجع رأسه للوراء في إستمتاع لا حدود له. ثم قال لها بمشاغبة
_ألحظت أنك كنت تتغزلين بي.
زاد إشتعلها و قد إنتفخ وجهها من شدة غضبها، رفع كنان يديه ليلوح بهما أمام وجهها و كأنه يطفئ نارا بينما يقول
_ثم ذكريني ما قلت أيضا أنت صمتي لي؟!رأسي لم ينفجر بأعجوبة من كثرة صراخك بي كل مرة و تقولين صمتي!
حاولت إبتلاع حنقها الشديد و عينيها تتجولان في المكتب بحثا عن أي أداة تستطيع إستعمالها لتهشيب رأسه القاسي، أو ربما عليها أن تهشم أولا أسنانه المستفزة؟! إستغفرت الله تحاول كبح جنونها. فلن تضيع حياتها بسبب وسيم ثقيل على القلب.قالت له من بين أسنانها و هي تنفث لهيبا
_إذن لما تتبعوني. لما تكلف نفسك و نفسي هذا العناء؟ أتركني بالله عليك، أنا لن أصلح لك!
مجددا إبتسم إبتسامته المستفزة، و قد بدأ إشهار معجون الأسنان، وضع يديه في جيبه و هو يقول لها غامزا.
_غصبا عني أنت دائما ما تجرينني إليك و تعلقينني بك لقد ألقيت بشباكك على قلبي فما ذنبي أنا . إعتقيه و سأتركك.
طفح الكيل حقا كانت تقاوم نفسها كي لا ترتكب جريمة بأعجوبة. لكنها لم تستطع منع نفسها من الصراخ فيه بجنون.
_سأعلقك على حبل في بهو الشركة أيها السافل. لأزهق روحك و أستريح!
ضحك و هو يرفع يديه بحركة مسرحية قائلا بإستنكار
_أوباا! لما نصل إلى كل هذا ماذا فعلت أنا لك؟
عضت على شفتيها بحنق لتقول له بغيظ شديد و تضرب بقبضتها على سطح المكتب.
_بل قل ماذا لم تفعل! سأموت ناقصة العمر بسببك.
عقد حاجبيه بإستنكار و هو يقول بضيق مصطنع
_أعوذ بالله من الشر يا عمري جعل الله يومي قبل يومك.
أسدلت جفنيها تعد في نفسها حتى العشرة كي لا ترتكب جريمة الأن، ثم رفعت وجهها إليه تحدثه بإبتسامة قاسية و لهجة مغلفة بالوعيد
_كم مرتا أعدتها لك؟ لست ظريفا أبدا أيها المتملق أنت مزعج! مزعج إلى أقسى الحدود أتدرك ذالك؟!
تلك الإبتسامة المغيظة لا تختفي! لا تختفي أبداً و ذاك ليس جيدا نهائيا لأعصابها، قال لها برقة
_و من قال لك أنني أريد أن أكون ظريفا. أنا فقط أحب إمتاعك فصحبتك جميلة.
سألته بإستنكار و هي قد جحظت عينيها بعدم تصديق
_إمتاعي؟! بالله عليك يا كنان عد خطواتك و أخرج من الباب أحسن لك! هيا بسرعة.
تحرك يعد خطواته و هو ينظر للأرض
_واحد. إثنان، ثلاثة! أوبس آسف لم اقصد أن اصطدم بك لكن أنت تقفين في طريق.
قالها بعد أن تعمد الإصطدام بها بقوة حتى أفقدها توازنها، لكنها إستقامت بسرعة، لتبعده عنها بعنف. و تتجه بغضب إلى مكتبها تجلس على كرسيها الذي تعرض للإحتلال تنفضه بقرف و قد أخرجت عطرها من حقيبتها ترشه على الكرسي الذي غرق برائحة عطره الرجولية. كان لازال ينظر إليها بإستمتاع.و في رمشة عين رأى الصحن الزجاجي الذي كان يأكل منه المكسرات، يطير في الهواء مع محتوياته، لتصيبه بعض حبات المكسرات، قبل أن يتفادى الصحن بصعوبة. و الذي سقط منكسرا بجانب رجليه تماما! نظر لها بصدمة و هو يقول بعدم تصديق
_ماذا تفعلين يا مجنونة كنت ستكسرين رأسي!
قالت له بغيظ من بين أسنانها
_يا ليته. يا ليته كسر. هيا بسرعة أغرب عن وجهي قبل أن أتهور أكثر.
ضحك بإستمتاع و هو يقول لها
_حسنا حلوتي لكنني سأعود قريبا.
مع نهاية كلماته ألقى لها بقبلة طائرة و قبل أن تلقي عليه بقنبلة من كلامها الغاضب كان قد إختفى. لتتنهد بتعب و هي تحاول البدأ في عملها دون رغبة في ذالك، و قد كانت فاتحة الصباح كارثية


انتهى الفصل الثالث عشر من رواية ذكرى التوليب
قراءة ممتعة لكم حبيباتي
موعدنا يوم الإثنين القادم إن شاء الله
تحياتي وقبلاتي



نورهان الشاعر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-08-22, 10:21 PM   #458

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نورهان الشاعر مشاهدة المشاركة
الله. الله كلماتك أثلجت صدري حبيبتي، حتى قمت لأقفز و أرقص من السعادة.
اه بالنسبة لفضولك عن خواطر بداية الفصول. الأسابيع الاخيرة أكتبها من أجل كل فصل رغم أني عندي عدد كبير من الخواطر المطمورة التي لم تشاهدها عين. فانا بدايتي كانت مع الشعر الحر، لهذا كل اسبوع احاول كتابتها كي لا تموت هذه الموهبة عندي بعد إنشغالي بالرواية.
إحساسك صدق تماما محمود تقريبا تعرف على سيلين،، لكن من تحدث عن زوجة أخرى؟ و كلا هي ليست أخت فؤاد قطعا.
هههع و أنا أشتهي كثيرا الركوب على الدراجة شعور مدهش، دراجة أخي اصغر مني مع ذلك أسرقها له. حقا شعور لا مثيل له أبدا ابدا.
انا ايضا عاشقة للعزلة و بيت محمود بيت أحلامي ههه.
حقا مشهد توليب كان قاس علي جدا، توىيب ستحضر كثيرا بعدها في الرواية على شكل فلاش باك. و من هنا أتت تسمية ذكرى التوليب.
هههه شفت سارة المجنونة بغيرتها خربت كل شيء.
اممم عن مفاجأة فراس حقا إعذروني لكن ما شأني به هو من إختارها و لم أستطع منع. ستصدمون حين تعرفونها. بالتأكيد ليس المأذون.
هههه بيلسان المسكينة لم تحظر هذا الفصل اشفق عليها هذه الفتاة
حبيبتي أنتِ ...

ما شاء الله عنك تليق بك الخواطر فأنت كتلة من المشاعر ..استمري بها.......احب كتابة الخواطر لكن لا تأتي متى ما اردت ههههه تأتيني حسب الظرف او الحدث ههههه

لم يتحدث احد عن زوجة اخرى لكن سيلين مربوطة بامرأة يعرفها محمود ....ظننت من نفسي ربما زوجته الاول بعدها اعتقدت ممكن ان تكون امراة احبته على هيأة أفعى ههههه وجاء ببالي الآن وانا اكتب ربما شقيقة له هههههههههه


كلام في سرك من فترة رحت عند اهلي وهناك احنا وبيوت اعمامي جنب بعض وساحة كبيرة مشتركة وفي جيران طبعا هلأ تحت بيت احد اعمامي كان في مساحة اسمنتية كبيرة ما بشوفونا الجيران وابني اله دراجة كبيرة هناك وكنا انا وبنت عمي قاعدات مع الاولاد واهالينا طالعين مشوار .....استغلينا ما في حدا وصرنا نسوق بالتناوب انا وهي وخلينا الاولاد يراقبولنا عشان اذا اجا حدا نقعد ومتضعش الهيبة ووصيناهم ميفضحوناش لابوتهم هههههههههههههه بس بالاخر انا فضحت حالي وقلتله وصار يضحك .....رجعنا الطفولة هههههه


لم استطع تخمين المكان تبع فراس باشا هههههه


ألحان الربيع متواجد حالياً  
التوقيع
((---لاجـــــــــ في سمائها ـــــــــئ---))

https://www.rewity.com/forum/t484164.html


اللهم كلّما ابتعدنا عنك ردنا إليك رداً جميلاً
رد مع اقتباس
قديم 08-08-22, 10:30 PM   #459

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نورهان الشاعر مشاهدة المشاركة
لا كلا لا تحاولي خداعي أعلم أنك جميلة جدا جدا و إن دعيت العكس،و انت تغزلين أخاك كنت أسرق وصفك لنفسك فتكونت صورة مذهلة، حورية جنة ما شاءالله. مع مسحت جمال الفلسطيين المبهر. حقا رفرف قلبي.
لا زينب بالضبط بعيدة كل البعد عني. صورة البروفيل أقرب خصوصا اليدين. ههه أما بين أبطالي أشبه توليب أكثر قد أعطيتها بعضا من أوصافي مع وضع اللمسات السحرية هههه


يا الهي كل هذا غزل فيي ؟؟!.....هخلي جوزي يقرأه اشوف حالي عليه شوي ههههههههه......بمزح ....حبيبتي هذا جمال قلبك وروحك .....صدقيني عادية جداً مثل كل الناس ..... الله يسعد طيابتك ...انتوا الأحلى

يمكن لاني كنت عايشة مع اجواء الرواية حسيت انت زينب ......

توليب فائقة الجمال اذا انت القمر......


ألحان الربيع متواجد حالياً  
التوقيع
((---لاجـــــــــ في سمائها ـــــــــئ---))

https://www.rewity.com/forum/t484164.html


اللهم كلّما ابتعدنا عنك ردنا إليك رداً جميلاً
رد مع اقتباس
قديم 08-08-22, 10:37 PM   #460

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shezo مشاهدة المشاركة
حبيبة قلبي لحونتى
انت لك الدنيا كلها
تطلبى عيونى ..وليس تطريز فستان وحسب
وأحلى تطريز لقمرنا الضاوى
اللــــه.....تسلملي عيونك .....نيالي يا غالية.....كأنك طرزتيلي عنجد


ألحان الربيع متواجد حالياً  
التوقيع
((---لاجـــــــــ في سمائها ـــــــــئ---))

https://www.rewity.com/forum/t484164.html


اللهم كلّما ابتعدنا عنك ردنا إليك رداً جميلاً
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:28 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.