آخر 10 مشاركات
جدائلكِ في حلمي (3) .. *مميزة و مكتملة* سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          ثمن الخطيئة (149) للكاتبة: Dani Collins *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          انتقام عديم الرحمة(80)للكاتبة:كارول مورتيمور (الجزء الأول من سلسلة لعنة جامبرلي)كاملة (الكاتـب : *ايمي* - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          صبراً يا غازية (3) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          آسف مولاتي (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          الفجر الخجول (28) للكاتبة الرائعة: Just Faith *مميزة & مكتملة&روابط اخف* (الكاتـب : Andalus - )           »          عذراء الإيطالى(141)للكاتبة:Lynne Graham(الجزء1سلسلة عذراوات عيد الميلاد) كاملة+الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          تشعلين نارى (160) للكاتبة : Lynne Graham .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree5261Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-05-22, 09:38 PM   #51

نورهان الشاعر
 
الصورة الرمزية نورهان الشاعر

? العضوٌ??? » 477398
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 2,761
?  نُقآطِيْ » نورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لبنى البلسان مشاهدة المشاركة

صباح الخير والفل والياسمين
فصل جميل جدا
احببت السرد ب الرواية والبداية جميلة ومشوقة
بعد ماخلصت الفصل وبدأت تظهر الشخصيات
رجعت على صور التواقيع لم اجد أماني فستغربت
وظنيت انها راح تكون متواجدة فقط في الفصول الاولى
لكن بعد مارأيت ردك على الحان سعدت انها ستكون متواجدة لاخر الرواية
لكن شكل مفاجأة من العيار الثقيل تنتظرنا الفصل القادم
😅
تسلم اناملك على الفصل واهنئك مرة اخرى على الرواية
يعطيك الف عافية










جميلتي...
فعلا حدث خطأ اثناء وضع التواقيع، أماني بطلة أساسية جدا ههه ستكون حاضرة دوما. و لها دور كبير في تحريك الأحداث.
بالنسبة المفاجأة فحا إعذروني لكن لا بد منها فهي العقدة الأساسية في الرواية و التي ستنساب بعدها الأحداث.
سعيدة جدا جدا حبيبتي أن الأسلوب اعجبك.
و أتمنى أن تعجبك الرواية كاملة فهي تعني لي الكثير.
كما جد سعيدة أنك معي من جديد فالله أعلم لك مكانة خاصة بقلبي.
أنرتي حبيبتي لبنى


نورهان الشاعر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-05-22, 06:32 AM   #52

لبنى البلسان

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية لبنى البلسان

? العضوٌ??? » 462696
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 5,543
?  نُقآطِيْ » لبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نورهان الشاعر مشاهدة المشاركة
جميلتي...
فعلا حدث خطأ اثناء وضع التواقيع، أماني بطلة أساسية جدا ههه ستكون حاضرة دوما. و لها دور كبير في تحريك الأحداث.
بالنسبة المفاجأة فحا إعذروني لكن لا بد منها فهي العقدة الأساسية في الرواية و التي ستنساب بعدها الأحداث.
سعيدة جدا جدا حبيبتي أن الأسلوب اعجبك.
و أتمنى أن تعجبك الرواية كاملة فهي تعني لي الكثير.
كما جد سعيدة أنك معي من جديد فالله أعلم لك مكانة خاصة بقلبي.
أنرتي حبيبتي لبنى

اكيد ستعجبني الرواية نورهان
ومتشوقة فعلا للاحداث وماسيحدث
للابطال لكن لاتعذبيهم كثيرا 😅
وانت غالية ايضا على قلبي
الله يسعدك يارب




لبنى البلسان غير متواجد حالياً  
التوقيع


أعظم الارزاق ♡
دعوة رفعت بإسمك في ظهر الغيب ★
لاأنت طلبتها.... ولا حتى تعلمها ☆




رد مع اقتباس
قديم 12-05-22, 06:04 PM   #53

صل على النبي محمد
 
الصورة الرمزية صل على النبي محمد

? العضوٌ??? » 404607
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,174
?  نُقآطِيْ » صل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond repute
افتراضي

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد

لا تنسوا الباقيات الصالحات

سبحان الله

الحمد لله

لا إله إلا الله

الله أكبر

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم


صل على النبي محمد غير متواجد حالياً  
التوقيع
لا إله إلا الله وحده لا شريك له
له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
رد مع اقتباس
قديم 14-05-22, 12:55 AM   #54

نورهان الشاعر
 
الصورة الرمزية نورهان الشاعر

? العضوٌ??? » 477398
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 2,761
?  نُقآطِيْ » نورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond repute
افتراضي

المرجو إضافته في الصفحة الأولى.
https://www.rewity.com/forum/picture.php?albumid=3461&pictureid=33747[/IMG]


نورهان الشاعر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-05-22, 02:33 PM   #55

نورهان الشاعر
 
الصورة الرمزية نورهان الشاعر

? العضوٌ??? » 477398
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 2,761
?  نُقآطِيْ » نورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond repute
افتراضي




التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 15-05-22 الساعة 04:59 PM
نورهان الشاعر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-05-22, 02:34 PM   #56

نورهان الشاعر
 
الصورة الرمزية نورهان الشاعر

? العضوٌ??? » 477398
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 2,761
?  نُقآطِيْ » نورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نورهان الشاعر مشاهدة المشاركة
المرجو من المشرفات وضعها في الصفحة الأولى ❤❤


نورهان الشاعر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-05-22, 08:31 PM   #57

نورهان الشاعر
 
الصورة الرمزية نورهان الشاعر

? العضوٌ??? » 477398
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 2,761
?  نُقآطِيْ » نورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الخيرات حبيباتي أتمنى تكونو في أحسن حال.
سأقوم بتنزيل الفصل بعد قليل ❤❤❤


نورهان الشاعر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-05-22, 08:46 PM   #58

نورهان الشاعر
 
الصورة الرمزية نورهان الشاعر

? العضوٌ??? » 477398
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 2,761
?  نُقآطِيْ » نورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond repute
افتراضي




الفصل الثاني



يا شمس المساء هل أحكي لك دائي
هل أسر لك بلوعة حزني و لهيب إشتياقي
يا غاربة تغبين عن النظر
هل لك بعد هذا شروق أم دوام السواد قدري
لست أعرف هل هذه النهاية
أبعد اليوم ستنتهي عندي الحكاية
لا يشمس لا تغربي عن حياتي
دعيني أروي في الأفق حكاياتي
أنيري بشعاعك ذكرياتي
و منحيني فرصة لن أنساها
أهديني أماني كنت أهواها
أبدا لن تكون النهاية
ليس لي علم بما هو مكتوب
لكن سأعيش دوما في القلوب
لن أذهب فمازلت عن سعادتي أبحث
يا ساعدتي إنتظريني أنا قادمة مهما طال الزمن
إنتظريني و إن تأخرت إعذريني
إصبري معي فكم صبرت مع ألمي لأجلك.
أنا هنا و سأظل هنا فلا تذهبوا أنتم بعيدا
سيصبح القدر يوما سعيدا
فلا تذهبوا و تتركوني ظلوا جانبي إحموني
حبيبي لا تحزن سآتي
حبيبي إنتظرني لنغير ما فات.
إنتظروني جميعا و لا تنسوني سريعا.




.
لم تتستطع القيادة بسبب التوتر و القلق الذي كان يلعب بأعصابها المهتاجة، لتطلب من البواب إيصالهما للمستشفى، و هي تناوله المفاتيح بيد مرتجفة، الرحلة التي إستغرقوها في الطريق إليه،x كانت مجهولة الملامح تماما، فلم يبقى منها أي ذكرى في عقلهما المشوش. الذي يتلهف الوصول إلى أمهما قبل جسدهما.
بعد دقائق كان عددها مجهولا، كانتا تقفان أمام باب المستعجالات. أماني تروح جيئة و إيابا دون أن تجد شخصا يطمئنها على حالة والدتها، أما أمنية فكانت تجلس على إحدى الكراسي هائمة في شرود تام و كأنها إنقطعت عن العالم الخارجي تماما.
جأت بيلسان برفقة أمها نارينx و هي تركظ بسرعة بينما خصلاتها البندقية التي تركتها حرة تتطاير مع الهواء. كان وجهها شاحبا و طريقة إرتدائها للملابس كارثية فمن الواضح أنها إرتدتها على عجل. حال السيدة نارين لم يكن أفضل نهائيا و قد رفعت خصالات شعرها التي تشبه شعر إبنتها بعشوائية، بينما كان القلق و الشحوب واضحا جدا على قسمات وجهها المتعبة، ما يجمعها بتوليب لم يكن فقط صداقة أو أخوة، بل هو أعمق من ذلك بكثير، هي توأمة روحها و رفيقة دربها، هي كل ما تبقى لها من أهلها!
_أماني. كيف حال خالتي توليب لم أفهم شيئا من حديثك على الهاتف.
إرتمت بحضنها و هي تبكي قائلة بوجع و تشتت
_لا أدري! لا أدري يا توليب أمي هي....
قاطع حديثها خروج الطبيب من الغرفة،x كان شابا ثلاثنيا. طويلا ذو بنية رياضية.x أزال الكمامة من على وجهه لتتضح قسماته الوسيمة الذي ظهر عليها التوتر و التعب جليا، ليجول بنظره على أهل المريضة.
جرت أماني إليه ما إن رأته قد خرج من الغرفة.x بينما نهظت أمنية مغادرةx كرسيها و هي تسير برجلين من هلام، تترنح في خطواتها دون أن تسقط بأعجوبة.
سألته أماني بقلق دون أن تأخذ نفسا
_كيف حالها؟
حاول الطبيب أن يكون عمليا ما إستطاع و هو ينقل لهم الخبر، قائلا ببعض الآسف
_لقد أتت في وضعية صعبة جدا إستنشقت الكثيرة من الغاز، نحن فعلنا ما علينا لكن رئتها متضررة كثيرا.
_هل هناك إحتمال أن... تموت؟
نظرت أماني لأختها بإستنكار،x و كأنها ترى أن مجرد التفكير في الأمر جريمة شنيعة،x لكن صمت الطبيب جعلها تتوتر أكثر، و إرتجافة قلبها تزيد أضعافا،فقد كان يؤكد الإحتمال ما دام لم ينفيه!
._أريد أن أراها.
صرحت بها أماني و هي تتجه إلى الغرفة التي ترقض فيها أمها،x ليمسكها الطبيب من ذراها مانعا إياها و هو يقول.
_إنتظري لا يمكنك الدخول إليها الأن.
أبعدت يده بعنف لتفتح الباب دالفة للداخل.x حاول منعها.x لكن بيلسان تحدثت إليه بترجي، و هي أدرى بشعور صديقتها.
_أرجوك دعها.
نظر للباب حيث إختفت دون أن يستطيع فعل شيء،x فهو إنسان أيضاً قبل أن يكون طبيبا.x و يعلم جيدا كيف هو شعور أن تكون على وشك خسارة من تحب.x نظر بحزن للباب حيث إختفت أماني و هو يتمنى لو تجاوزت قدرته كطبيب كل هذا، ليته يستطيع فعل أكثر مما فعله و يفعله.
أحس بجسد يترنح بجانبه ليلتفت لأمنية التي كانت على وشك السقوط وقدمها قد خنتاها تماما.x أمسكها من خصرها في ردة فعل سريعة . و هو يقول
_خذي حدرك.
ظل ممسكا بها حتى قادها للكرسي.x بينما كانت هي غائبة تماما عن كل ما حولها.x لم تفكر يوما في إحتمال فقدان أمها و ها هي الأن تعيشه.x إن كانت الفكرة تقتلها فكيف بأن تكون حقيقة؟! هي لن تستطيع تحمل ذلك أبدا! هي لن تعيش دون أمهما يستحيل!
_هل أنت بخير يا آنسة؟
نظرت له بشرود دون أن تميز ملامحه حتى. فكرر نائل و هو ينظر إلى عينيها العسليتين
_آنسة أمنية هل أنت بخير؟ هل تسمعينني!
_أمي.
قالتها بشفتين مرتجفتين ككل شيء فيها و هي تنظر إليه بتوسل قطع قلبه، بينما تحررت دمعتان من عينيها. إلتفت مناديا إحدى الممرضات لتظل بجانبها.x بينما إستقام هو متجها لغرفة المستعجلات. يكتم الألم الذي يعصف به، كم هي الحياة غريبة جدا، في بعض اللحظات يكره فيها منصبه، يكره عجزه هذا! ما الذي تغير فيه عن ذاك الطفل العاجز إبن خمس سنوات؟!
_______
xx ما إن دخلت للغرفة حتى تسمرت مكانها و هي ترى جسد أمها الراقد على الفراش و كأن الروح غادرته.x كانت شاحبة تماما بشرتها البيضاء المشبعة بالحمرة عادة،x كانت صفراء خالية من أي نقطة دم.x إقتربت من فراشها بخطوات مترددةx و عينيها الدامعتين شابتهما نظرة ألم عميقة، جلست بجانب جسد أمها الممددة على الفراش، لتمسك بيديها الرقيقتين.x و كم صعقتها برودتهما الشديدة!x و تلك العروق الزرقاء التي بدت جاحضة أكثر من أي وقت مضى. هي لا تتذكر وجودها من قبل حتى!
_أ.. أمي
قالتها بصوت يكاد يسمع بصعوبة. فقد خرج متحشرجا تماما، بسبب بحة البكاء، التي رست على ميناء صوتها الذي تعصف به رياح القلق، رفعت يد أمها الموصول بأنابيب رقيقة، تقبله بشوق، و هي تنظر لوجهها الشاحب تماما بعيون دامعة قد نهشها الألم، مرة أخرى همست بألم شديد.
_أمي...تسمعينني يا غالية...إفتحي عينيك أتوسل إليك!
لم تتلقى جوابا غير الصوت الرتيب للأجهزة الطبية، رفعت يد أمها تكفف بها دموعها و هي تقول.
_حبيبتي أرجوك إفتحي عينيك و عودي إلينا، لا حياة لنا من دونك أنت كل عائلتنا.
لم تلقى جوابا فزاد نحيبها و هي تقول.
_أمنية لن تحتمل أبداً! قلبها العليل سيتوقف للأبد إن لم تعودي.
شهقة بكاء قطعت حديثها، لتحرك رأسها بضياع و هي تكمل.
_و أنا يا أمي! أنا يا حبيبتي لن أقوى دونك على فعل أي شيء! أنت قوتنا و أماننا، أنت كل ما نملك و أغلى ما نملك، لم تكوني يوما مجرد أم أنت أكبر من ذلك بكثير.
زاد نحيبها و هي ترى أمها لا تقوم بأي ردة أبداً، لتتوسلها بصوت يقطر شجانا.
_و إياك! و إياك أن تفعلي بنا هذا. لقد كنت دوما رحيمة! لا تظلميننا هكذا! يا أمي ليست لنا حياة بدونك، فبحق الله عودي. عودي أتوسل إليك غاليتي. وعدتنا أنك لن تتركينا أبدا مهما حدث. أنت لم تخلفيx بوعدك يوما و بالتأكيد لن تفعليها الأن!
صدح صوت الألات عاليا فجأة حين إرتخت يد توليبx لتقع بجانبها بعد أنx أفلتتها أماني، الصوت كان مزعجا جدا، مرعبا لأقسى الحدود و هو يصرخ دون إنقطاع، ظلت تنظر بعدم إستعاب لجسد أمها ثم الألات ثم وجهها و عينيها المنغلقتين تماما. و كأن الزمن توقف لحظتها، فلم تعد تسمع إلا نبضات قلبها الملتاعة،x لتقف بسرعة ما إن وجدت القدرة على ذلك، تجري متوجهة إلى الخارج من أجل أن تنادي الطبيب،x لكنها وجدته يدلف للغرفة في نفس الوقت الذي إقتربت فيه من الباب،x تغيرت ملامح نائل و هو يتوجه إلى فراش توليب.x بقلب وجل شاهدته أماني يتوجه إلى الفراش جريا،x يتفحص الأجهزة المحيطة بأمها و يقوم بشيء ما.xصعقات كهربائية إرتج لها جسد أمها، بطريقة كادت تقضي على عقلها،
جلست x بصدمة على أرضية الغرفة دون أن تتمكن من إستعاب ما يحدث أمامها. تغلق عينيها عن المنظر البشع و قد بدى أن الطبيب نسي وجودها، ألم شديد لم تشعر به في حياتها كان يفتك بصدرها فتكا، علمت أنها أبدا لن تنسى هذا المنظر مهما طال الزمن.
فجأة عم صمت رعيب جعلها ترفع رأسها لتنظر إليه، صدرها يعلو و ينزل بعنف، و عينيها جاحضتين تماماx ، تطوق جسدها المرتجف بيديها. و هي تحرك رأسها بنفي غير مصدقة نهائيا لما تراه، لقد كان يغطي وجه أمها بالملاءة البيضاء و هو يسجل شيئا ما، بينما إنحنى رأسه بإنكسار.
إستدار نائلx ليجدها جالسة على أرضية الغرفة، متكورة على نفسها، و جسدها يهتز كاملا، إقترب منها ليساعدها على الوقوف بينما هي لم تبدي أي ردة فعل فقط رفعت إليه عينيها العسليتين المصدومتين و هي تهمس.
_إنتهى.
قالتها بلهجة تعني الكثير، كان يلزمه مجهود مهول حتى يتجاوزx مشاعر ألمه الشديد، و هو يسندهاx ليخرجها من الغرفة و هو يقول.
_كني أقوى أرجوك أختك بحاجتك.
حركت أماني رأسها بنفي و هي تقول
_أرجوك قولي أن الأمر ليس حقيقة.
نظر إليها بألم شديد، كان يتوق للعودة و لم يتخيلها ستكون بهذه القساوة، لم يقدر على إجابتها بشيء، فكان سكوته مرة أخرى تأكيد للمصيبة، صرخة متوجعة تقطع القلب،x خرجت من صدرها لتشق أرجاء المكان و هي تهتف بإسم من غادرت و لن تعود أبدا، صرخة حملت من الألم ما كان كافيا لإرعاب أي مستمع إليها، تهز الحيطان و ترتج لها قلوب الواقفين خارجا.
_أميي!
رفعت أمنية عينيهاx بصدمة حين وصلتها صرخة أختها المرعبة،x بينما جحظت عينا بيلسان و هيx تضع يدها علىx قلبها الذي أحسته إنزلق من مكانه،x و نارين أخذت تحرك رأسهاx برفض لأي فكرة سيئة و هيx تهمس بالدعوات،x و قبل أن تقوم واحدة منهن بردة فعل كانت أماني تخرج و هي مستندة على الطبيب.x و من ملامحهما علمت أن ما تخشاه قد حدث حقا،xx لم يكن ينقصها لتتأكدx إلا أن ترى وجه توأمتها، لكنها رغم ذلك كانت لاتزال آملتا،x غير أن كل شيء تهدم تماما وسط الواقع،x فلم يطول إنتظارها لقتل أي بذرة شك في قلبها حول ما حصل لم تحتج للسؤالx حينما وصل إليها الجواب بعد أن إقتربت بيلسان إليهما و القلق يعتصرها،x تسللت همست أختها التي لم تكن مسموعة أبدا إليها،x لكن قلبها إلتقطها قبل أذنيها.
_ماتت.
على هذه الكلمة البغيظة أغمضت أمنية عينيها بتعب و هي تريد الإنفصال تماما عن العالم.
______
كان الفجر قد إقترب و سواد السماء قد أستبدل بحمرة قانية،x كحمرة الدم.x و كأن السماء هي الأخرى تنزف حزنا معهما.x هذه الحمرة قد تعني حبا للعشاق،x قد تعني بداية للمتحمسينx و قد لا تعني شيئا للكثيرين،x فكرت أن حالة الإنسان تنعكس على كل ما يراه،x فهي الأن تنظر للعالم كله كأن الروح غادرته،x كلx شيءx كئيب جدا، لا معنى له تحركات الناس و السيارات تبدوا جد رتيبة ،x و كأنها دخلت عالم الفراغ،x صوت ضربات قلبها واضح جدا لأذنها و هو الدليل الوحيد على أنها حية،x خيل إليها أنها تستطيع سماع سيلان الدم بعروقها بوضوح، عقلها لا يستوعب لحد الأن ما حدث،x فيستحيل أن يكون ذلك حقيقة،x تنتظر بفارغ الصبر الوقت الذي ينتهي فيه هذا الكابوس البئيس،x فتننهظ من نومها المؤلم لتتجه بسرعة إلى غرفة أمها،x تريد أن تضمها إليها أن تحس بدفئها،x أن تستشعر حضنها الحبيب. صوت مؤلم كان يهمس لها أن كل ذلك صار مستحيل، فلسوء الحظ هي لا تحلم! هي صاحية تعيش كابوسا لن ينتهي أبداً.
أحست برأس أمنية يهبط على كتفيها و هي تبدوا مغيبة تماما عن الواقع. قربتها إليها لتضمها بقوة،x و هي تغمض عينيها في محاولة فاشلة لأنهاء الألم. تشعر بحاجة ماسة لتوأمتهما، لوجودهما معا. تريد أن تمنحها دعما هي لا تملكه أبدا!
_وصلنا يا إبنتي.
قالها السيد عماد حارس البوابة و الذي كان واضحا من صوته الضعيف نبرةx الحزن الدفين.x و كيف لا و توليب قد أغضقت حبا و عطاءا كل من تعرفه،x و علقته بحبها و معزتها؟!
نزلت أماني من السيارة بعد أن فتح لهما السيد عماد الباب و هو يطرق برأسه أرضا، غير قادر حتى على الهمس بكلمة عزاء و هو الأخر غير مستوعب لكل ما حدث.x
ظلت ممسكة بأمنيةx التي كانت تستند إليها بجسدها الهش،x الذي يبدوا للناظر و كأن الروح قد هجرته،xتشعر الأن بثقل المسؤولية عليها و كبر العبئ الذي نزل على كتفها فجأة دون سابق إنذار، لكنها مجبرة على الصبر كي لا تخيب ظن أمها بها، أمنية أمانة وجب عليها أن تقاوم من أجلها.
تبعتهما بيلسان التي نزلت من السيارة و هي تسير خلفهما بحزن دون أن تقتحم خلوتهما،x كانت عينيها الحمروتين كالدم،x دليلا على بكائها الطويل لفقدانها أمها الثانية،x كانت توليب دائما بمثابة أم لها منذ كانت صغيرة،x لم تفرقها يوما عن بتوأمتيها،x حتى انها هي من كانت تقوم بجميع حفالات عيد ميلاديها في القصر. و قد أصرت دوما على التكلف بمصاريف دراستها مع إبنتيها، هي كانت بمثابة أم لها كما كانت أمها بمثابة أخت و صديقة حميمة لتوليب،xالعلاقة التي كانت تجمع بينهما غريبة جدا لقوتها الشديدة، تماما كالعلاقة التي تجمعها هي الأن بأماني و أمنية.
هي من يجب أن تكون الطرف القوي لتقف بجانب أختيها،وحتى أمها المنهارة تماما و التي لم تراها يوما في هذه الحالة حتى وقت وفاة جدتها!
x كم تتمنى الأن أن تنعزل في غرفتها الهادئة و تبكي. تبكي و تبكي،x حتى تنضب جميع الدموع. تعتزل العالم مع قهرها الشديد. لكنها بدلا من ذلك أسندت إليها أمها التي عانت من هبوط حاد و إغماء ما إن سمعت الخبر، تجر قدميها جراx و هيx تتبع إبنتهاx ، و عينيها مرتكزتين بألم شديد علىx التوأمتين، الذي كان منظهرهما يدمي القلب.
________
الجدران لم تعد كما هي،x الأثات تغير،x تلك النباتات و الزهور التي كانت تعتني بهم أمهما دائما لم تعد كما كانت،x اللوحات الملونة أصبحت غريبة لنظرهما،x لا شيء كما كان أبدا،x القصر الحميمي الجميل أصبح موحشا بلا روح،xكآبة خانقة غلفت جوه، فأصبح هواءه مسموما.
كانx مهجورا تماما رغم الإستعدادات،x المكثفة للجنازة،xx الخدم يتحركون هنا و هناك دون أن يعني ذلك شيئا لهما،x لا شيء ظل له معنى أبدا.
_حبيبتيَ
رفعت الفتاتان عينيها لتجدا السيدة نارين أم بيلسان واقفة أمامهما و هي متوشحة بالسواد،x و عيونها الخضراء الجميلة المشعة عادتا بطريقة كانت تحبها أماني كثيرا كانتا الأن منطفأتين تراجعت خضرتهما لتميل إلى البني،x مع سواد خفيف على جفنيها المنكمشتين من كثرة البكاء. لم تقل شيئا فقط ضمت إليها الفتاتان بقوة و دموعها تسيل على وجنتيها. ترثي حالها، و حال صديقة عمرها التي أبت الحياة إلا أن تخطف منها كل جميل، ترثي حال الفتاتين اللتان فقدا سندهما الأخير في هذه الحياة.
لم تكن الدنيا عادلة مع توليب أبداً، فمنذ كانت صغيرة و هي تعاني، إلى أن إلتقت بمحمود فظنت أن أحزانها إنتهت عند تلك المرحلة، و كم كانت مخطئة جدا.
وقفت بيلسان في الباب و هي تنظر لأمها تضم كل من أماني و أمنية إلى صدرها و هي تستند بذقنها على رأسيهما،x بينما دموعها تهطل مضرارا من عينيها المنطبقتين لتجلس على الأرض متئكتا على الحائط البارد و هي الأخرىx تغمض عينيها كما فعلت أمهاx تبكي بقوة دون أن تهتم بأي شيء .
خرجت أماني من حضن السيدة نارين و هي تنظر لأمنية التي لم تبدي أية ردت فعل و كأنها لم تشعر أصلا بضم نارين لها،x و لم تراها من الأساس. مسحت دموعها و هي تقول بصوت متعب، خرج منها مبحوحا تماما.
_خالتي خذي أمنية لغرفتها كي ترتاح.
وقفت أماني من مكانها بإرهاق، بعد أن ربثت بإبتسامة حزينة على شعر أمنية، و هي تتجه للدرج لتصعدهما ببطء و مع كل درجة تتلاطمها إحدى الذكريات التي كانت في ما مضى سعيدة مبهجة أما الأن فقط أصبحت مؤلمة،x مؤلمة للغاية،x كانت دموعها ساخنة رغم برودة الجو و هي تغزو وجنتيها طاعنتا قلبها و روحها.
خيل لها أن رحلتها على درجة طويلة جدا لا نهاية لها، و أشباح مؤلمة تعتصر فؤادها عصرا، تمضي بخطوات زائغة و هي تستند بيديها على حافة الدرج تمنع سقوطها بصعوبة، عينيها الدامعتين تتأملان نهاية السلالم، و هي تتمنى أن ترى أمها مقبلة عليها منهما، هي لم تتركهما يوما في حاجة لها مهما كان السبب لا يعقل أن تتخلى عليهما الأن، أغمضت عينيها لثانية، تستنشق الهواء ببطء، يخيل لها أن شيئا من نسيم أمها سينبعث مع ذراته، صوت القارئ بالأسفل الذي يتلوا أياتا من الذكر الحكيم يشق صدرها شقا، بشعور غريب بين الرهبة و الإطمئنان، همست بصوت متعب مرهق حد الموت.
_أمي.
وصلت إلى غرفة والدتها لتفتحها بهدوء،x و هي تخجل لعدم طرقها الباب كما إعتادت،x ما إن وضعت قدميها في الغرفة حتى صدمتها رائحة أمها الزكية،x هذه الرائحة التي لن تنساها ما حيت،xطوقتها بخفة من كلx إتجاه، أغمضت عينيها و هي تحس بروح أمها تحتضنها، رفعت ذراعيها تضم بهما نفسهاx لتسيل دموعها أكثر و أكثر و تلك الرائحة تداعب صدرها كالحلم.
إقتربت من فراش أمها لتمرر يديها على الشراشف البيضاء المزينة بورود وردية،x علقت بيديها شعرة أمها الشقراء لترفع يديها المرتجفة و هي تنظر إليها بألم لتقربها لقلبها و هي تضمها لها كما لو كانت تظم أمها.
_لما؟ لما؟ يا الله!
صرخت بها و هي تنهظ من الفراش،x لتقع عينيها على صورة أمها المبتسمة و هي تضمها إليها هي و أمنية.
لتخونها رجليها من جديد فتجلس على الارضية متئكة على حافة السرير و عينيها لم تفارق الصورة. بكت بقوة و هي تتحدث من بين دموعها تحس أن قلبها سيقتلع من صدرها، الألم كان رهيبا، رهيبا جدا غير محتمل.
_لما؟! لما يا أمي؟x كيف؟x كيف سأصبر يارب كيف؟!
أحست بجسد أمنية التي جلست بجانبها بصمت،x كانت تنظر للصورة دون أن تبدي أيت ردت فعل لم تكن تبكي أبدا،x بل يبدوا أنها لم تستطع ذرف و لو دمعة، كانت تنظر للصورة و كأنها لا تراها مغيبة تماما عن الواقع، نادتها أماني بصوت مرتجف و هي تنظر لحالتها بقلب مكلوم.
_أمنية.
_أمي ماتت يا أماني.
قالتها و كأنها تحاول إقحام الخبر في رأسها هي الأولىx لا إخبار أختها.عضت أماني على شفتيها بألم شديد، و هي تسمع أختها تكمل بعد أن صمتت قليلا، كان الكلام يخرج منها بصوت فارغ تماما لا روح فيه.
_ماتت حقا،x ذهبت و لن تعود،x لن تعود أبدا.x النهاية أمنا إنتهت.
كانت تبدوا كتمثال من الرخام تصدر عنه أصوات عميقة غير مفهومة، لتعود لصمتها القاتل، بينما أمانيx x هي الأخرى لم تفعل شيئا غير النظر إلى الصورة. و بيديها تشد أختها لها، تجعلها تستند برأسها على كتفها، كان ألمها شديدا، شديدا لدرجة لم تعد تشعر معه بشيء، حينما يصل الألم إلى أعلى درجاته، حتىx مشاعر الحزن تصبح مبتذلةx معه، فحينها لا تعود قادرة على التعبير أبدا.
لم تعلما كيف ظلتا على هذه الوضعية، لكن من الواضح أن النوم قد سرقهما في غفلة عن قلبهما المجروح،كانت أماني أول من إستيقظت بسببx أصوات التحرك و الحديث الصاخب في الطابق السفلي، أبعدت رأس أمنية عنها برفق، و هي تمسكه بين يديها الإثنين، غصة أليمة تجتاح صدرها و هي تدرك أنها لم تكن تحلم! لقد بنت الكثير من الآمال على أن ينتهي كل شيء ما إن تفتح عينيها، لكن كل ما يحيط بها يؤكد لها بأنها كانت واهمة! غرفة أمهما الخالية، أصوات الإستعدادات للجنازة بالأسفل، و ألم قلبها الغير محتمل، كلهم يخبرونها أن هذا واقع!
رغم محاولتها أن لا تقيظ أختها، و هي تضع أسفل رأسها وسادة قطنية لأمها، لم تفلح، فقد فتحت أمنية عينيها تنظر إليها بعدم إستعاب للحظة، و هي تهمس بصوت ناعس.
_أماني.
لم تكن إلا لحظة واحدة هي ما فصلتها عن مرحلة اللاوعي و الوعي الكامل، إستقامت في جلستها تنظر إلى ملامح توأمتها، و قد إختنقت أنفاسها فجأة، عينيها مرتا بأرجاء الغرفة لتعود من جديد إلى أختها، تسألها بصوت مختنق مرتجف تماما.
_لم يكن حلما؟!
لم تكن حقا تسأل بل تقر واقعا مرا! إبتسمت لها أماني بألم و هي ترفع يديها لتمسح على وجنتيها قائلة.
_أختي.
حركت أمنية رأسها بنفي و هي تقول
_يستحيل أن يكون حقيقة! قوليها يا أماني يستحيل!
عضت أماني على شفتيها بألم شديد و قد هربت دمعة مختنقة من عينيها، ضربتها أمنية على صدرها و هي تقول بإستنكار.
_لما أنت صامتة! أماني تحدثي يا أختي و قولي لي أن ذلك يستحيل أن يكون صحيحا! أمي لن تذهب و تتركنا، ليس بهذه البساطة تحدثي يا أماني بالله عليك!
بكت أماني بألم و هي تمسك يدي أختها من رسغها و هي تقول لها بغصة.
_أمنية أرجوك كفى حبيبتي!
حركت رأسها بقوة و هي تصرخ في أختها قائلة.
_أنت مجددا لا تثقين بي! أماني أمي لم تمت! قلبي يخبرني بذلك! أمي لم تمت هناك خطأ قد حدث! هناك شيء ما غير مفهوم. يا أماني أمي لم تمت! لم تمت! صديقيني أنا متأكدة من ذلك، قلبي يا أماني يخبرني أنها حية!
جدبتها أماني لحضنها، تمسح على ظهرها و شعرها و هي تقول بصوت باكي.
_كفى يا أختي أرجوك! ما حصل حقيقة! حقيقة و إن لم نتقبلها! إهدائي صغيرتي! إهدائي أرجوك!
حركت أمنية رأسها بنفي بين أحضان أختها و هي تكرر.
_يستحيل! أمي لم تمت! سترين يا أماني أمي لم تمت! هي لم تمت يا أختي! هذه ليست نهاية القصة، أعلم أنها ستعود، قلبي متأكد من ذلك! شاهدتها في المنام و أخبرتني أنها لم تغادر و ستعود هي لا تزال على قيد الحياة!
ظلت أماني تمسح على ظهرها دون أن تقول شيئا، دموعها تسيل بصمت و ألم شديد! ألم قاتل، كم تتمنى أن تملك نفس إيمان أختها، و توهم نفسها بشيء يستحيل أن يكون، لكنها على الرغم من رفضها التام للأمر تدرك أنه واقع، واقع لا هروب منه.
علا صوت طرقات خفيفة على الباب، تبعها إنفتاحه لتدخل عليهماx نارين، بملابس سوداء و وجه متعب شديد الإرهاق و الحزن. إبتعدت أماني عن أختها تمسح دموعها بيديها، تحاول تنظيم تنفسها المبعثر ككل شيء فيها، بينما ترفع نظرها لخالتها في تساؤل لم تنطقه. بادلتها النظر للحظات قبل أن تقول بصوت وشحته نبرات الألم و الحزن الشديد.
_لقد أتى المعزون،و وصل الصندوق الذي يحوي جث... أقصد توليب.
من تلعثمها في الكلام كان واضحا عليها صعوبة نعت صديقتها بالجثمان، كيف بحق الله أن تصير أمهما جثمان لا روح أو حياة فيه ؟!لكن هل بتجميل الكلمات قد نستطيع تخفيف الواقع؟ إذا إخترنا العبارات و قمنا بترتيبيها بعناية، سيتغير الوضع و ستعود؟ هذا ما فكرت به أماني و هي تنهظ بهدوء من مكانها، ليس لها القوة لفعل أي شيء، فكيف لها بتلقي عزاء في أمها؟! و قبل حتى أن تكمل وقفتها، كانت أمنية تندفع للخارج و هي تجري بسرعة، و قد تبدلت حالة الهدوء بها إلى هيجان. تحدث السيدة نارين عن جلب أمها في صندوق كانت الضربة التي تحتاجها لتستفيف لتفهم أن ما يحدث حقيقي تماما، أنها تعيش واقعا ملموسا و ليس مجرد كابوس ستستفيق منه، كانت تجري و كأنها تسابق تضفق أفكارها و أحاسيسيها، لم تهتم بمن ترتطم بهم أو بالكلمات التي كان يلقيها عليها من يمر بها، تلك الكلمات التي لم تسمعها أصلا، تسمرت في مكانها و هي تنظر إلى نعش أمها الموصود، لترتمي عليه محاولة فتحه، تصرخ بهياج و جنون.
_إفتحوه! هيا هيا إفتحوه! أمي ليست هنا ليست هنا! من المستحيل أن تكون هنا أتفهمون؟! أنا اعلم ذلك جيدا أمي لن تذهب بهذه الطريقة. أمييي!
صرختها الأخيرة بكلمة"أمي" قد أدمت قلوب كل من كان حولها، و قد خرجت بصوت مختنق متألم شق أرجاء القصر كاملا،x حاولت بضع سيدات إبعدها عن النعش، لكن دون جدوى، فقد كانت تتشبث به كتشبت الغارق بالحياة، وقفت أماني تنظر إليها بألم من بعيد، و هي تضع يديها على فمها تبكي بمرارة، و تخنق صوت نشيجها، لتقترب إلى أختها حين هاجت حالتها أكثر،و زاد صوت نواحها و صراخها الغير مصدق، كان منظرا يدمي القلوب و يمزق النفوس، الفقدان تجلى أمامها بأصعب صوره. منظر لم يغزو حتى أكثر كوابيسها سوءا، فحتى عقلها الباطن ما كان ليجرأ على التفكير بشيء بهذه البشاعة.
جلست بجانب أختها وx النعش ضمتها إليها، لتنظر إليها تعتصرها بين ذراعيها، تتمنى أن تدخلها وسط صدرها، إبتعدت عنها أمنية تنظر لها بعينيها الحمروتين. و قد رسمت إبتسامة على شفتيها و هي تقول بثقة و فرح أفجع قلب أماني. و خوفها على شقيقتها المريضة يفتك بها، فمعجزة أن قلبها العليل لم يصدر أي ردة فعل حتى الأن.
_أمانيx أمي لم تمت! أنا احس بهذا تصدقينني أماني؟!، اليس كذالك؟ انت أيضا تحسين بذالك؟ أماني قولي شيئا أرجوك. إن ماتت أمي حقا كنت سأعلم لكن لا! هي لم تمت أمي لم، تمت هي حية صديقيني! أماني لما لا تجبينني؟!
قالت جملتها الأخيرة و قد غلبتها غصة بكاء و هي ترى ملامح أختها اليائسة، حين لم تلقى من أختها جوابا، غير شهقة بكاء أفلتت منها، إزداد نحيبها أكثر و هي لا تجد جوابا من أماني التي فاضت عيينيها بالدموع و هي تقظم شفتيها بألم. كل شيء يدل على شيء واحد العالم كله تأمر ضدها،x ليعلمها أن أمها ماتت لم يعد لها وجود أبدا،x لكن قلبها يصرخ رافضا الحقيقة،x لا يمكن أبدا أن تتقبل موت أمها هي لم تمت و لو تحدث العالم كله بالعكس.x بدأت بضرب النعش بيدها و هي تصرخ بقوة أكبر.
_غير صحيح أتفهمون؟x غير صحيح أمي ليست هنا.؟ أنا أحس بذلك إفتحوا هذا الصندوق اللعين فأمي ليست بداخله! أنتم لم تصدقوني و لا مرة! حاولو فقط أن تصدقوني لمرة واحدة! أمي كانت دائما تثق بي أتسمعون! أمي كانت تقول أن شعوري صادق و أن أتتبعه كي لا أظل! أمي تعالي أرجوك و أخبريهم! هم لا يصدقونني فتعالي أنت حبيبتي!
أتت بيلسان و هي تمسح دموعها، تقاوم حزنها و ألمها الشديد من كل شيء لتجر أمنية من قرب النعش بعد أن إنهرت أماني تماما تضع رأسها على نعش أمها تمرر يديها عليه بحنان و جسدها يهتز كاملا من بكائها، صوتها الهامس خرج مختنقا مهزوزا و هي تقول
_ليتك تقومين يا أمي، ليتك تعودين حبيبتي، نحن ضعيفتان جدا من دونك،x أمنية لن تتحمل أبدا، قلبها البريء ضعيف جدا و لن يتحمل هذه الصدمة أبدا، أخشى عليها جدا،x أما أنا يا أمي فماتت نفسي معك، ليتك تنهظين و تعودين إلينا ليتك يا غالية!
_سيأخذون الميتتة الأن ليصلوا عليها صلاة الجنازة، ثم يقمون بدفنها.
قالتها إحدى السيدات التي أتت برفقة مجموعة من الرجال الذين هموا بحمل الصندوق. إنحنت السيدة نارين على أماني تحملها من على النعش، بينما أمسكت هي به بقوة لتنحني مقبلة إياه و دموعها تسيل بصمت من عينيها،xتهمس بألم شديد و قلبها يتقطع من الوجع.
_ودعا يا حبيبتي...ودعا أيتها الغالية، في رعاية الرحمان و رحمته الواسعة.
رفعتها السيدة نارين من على النعش، تجدبها لحضنها، تضمها إليها و هي تمسح على رأسها بحنان أمومي، و هي تهمس لها بوجع.
_كوني قوية، كوني صامدة يا إبنتي من أجلها.
تشبتت أماني في حضن خالتها و هي تقول بوجع.
_قلبي يا خالتي قد تمزق، تمزق و لن يعالجه شيء في الدنيا.
أتي الرجال لحمل النعش الخشبي الموصود، يأخدون رفاث سيدة القصر إلى مثواها الأخير. بينما صراخ أمنية تعالا و هي تجري محاولة اللحاق بهم، صوتها المرتفع الذي يجرح حنرجرتها، خرج مبحوحا مليئا بالألم
_هي لم تمت أمي ليست هنا! أتفهمون إفتحوا الصندوق إفتحوه!
كانت تحاول اللحاق بالموكب دون فائدة. بينما أمسكتها بيلسان و مجموعة من السيدات. ضمتها بيلسان إليها و هي تترجاها بصوت باكي.
_إهدائي أرجوك حبيبتي لا تفعلي هذا بنفسك.
حركت رأسها بالنفي و هي تقول
_جميعكم لا تصدقونني! لكني وحدي أعلم الحقيقة! أمي ليست هناك! لما لا تفتحون الصندوق!
سمعت همس السيدات بالحوقلة، و هن يرثين حالتها هذه، لم تكن بحاجة للإشفاق و هي تعلم أن لا أحد سيصدقها أبدا، صدرها يعلو و يهبط بينماx كانت تنظر إلى إبتعاد أمها في الصندوق الخشبي. تدرك بمرارة أنها لن تراها مرة أخرى تدلف إلى البيت. إنسلت من الأيدي التي كانت تمسكها بطاقة رهيبة نابعة من ألمها الشديد، لتجري محاولة اللحاق بالموكب. لكنها تعثرت في درج البوابة قبل أن تخرج، أو تلحق بالموكب المهيب. لتسقط على أرضية الحديقة الخضراء. تكورت على نفسها فوق الأرضيّة تفترشها دون أن تقوى على الوقوف و هي ترى من بعيد الموكب يبتعد.
كانت تقف في شرفة البيت،و هي تشاهد خروج رفاث أمها. رفاث أمها؟ أمها أصبحت مجرد رفاث لا روح فيه، تلك الإنسانة الرائعة المليئة بالحب و الحنان و العطاء أصبحت مجردة جثة! مغيب أمها عن البيت صادف مغيب الشمس في كبد السماء. كانت الشمس تختفي رويدا رويدا، كما موكب الجنازة، الفرق الوحيد أن الشمس ستشرق غدا من جديد. بينما أمها غابت إلى الأبد. كانت الطيور تغادر إلى أعشاشها، لكن زقزتها اليوم كانت تبدوا كقصيدة رثاء مجهولة المعنى. ظلت تتابع إبتعاد أمها بعينيها و كلما إبتعدت أكثر خارت قواها أكثر لتتكور في النهاية جالسة على الأرض و دموعها قد إختفت هذه المرة، و نار الحزن بقلبها إشتعلت أكثر فأكثر.
صدرها يعلو و يهبط بأنفاس مختنقة، و الهواء الذي تستنشقه كأسهم مسمومة تخترق روحها و تمزقها تمزيقا.
غابت أمها، غاب عنها كل جميل، غابت سعادتها مع أخر شعاع للشمس، و لن تشرق أبدا.
مع إقتراب الليل خلت الدار من المعزين. و أصبحت مهجورة تماما. إلا من أشباح الألم الخانقة.
ظلت كل من نارين و بيلسان برفقة الفتاتين. التي كانتا مدمرتين للغاية. كانت أمنية تنام بغرفتها بعدما ثم حقنها بئبرة مهدئة. بينما أماني كانت تجلس في الأرجوحة الموجودة فيx شرفة أمها. شاردة تماما لم تهتم ببرودة الطقس الشتوي، ترتدي فستانا أبيضا خفيفا، فستانا صيفيا لا يمت للجو بصلة، فستان أبيض! ذلك هو اللون المفضل عند أمها الحبيبة هي ترتديه اليوم في جنازتها. فكم هي قاسية سخرية القدر منا. قاسية و مؤلمة حد الموت، الموت الذي قرر أن يتغذى على روح أمها هذه المرة.
أحست بوشاح ثقيل ينزل على كتفيها. لتجلس بيلسان بجانبها. ربثت على كتفيها بحنان تجذب رأسها لتضعه على صدرها، تقول لها بصوت دافئ، بيما تمسح على ذراعها.
_أماني كني قوية من أجل أمك حبيبتي هي لن ترضى عن حالك أبدا.
همست أماني بوجع و صوت مبحوح
_هي ذهبت يا بيلسان ذهبت للأبد.
ضغطت بيلسان على ذراعها تضمها إليها أكثر و هي تقول.
_بل إن روحها يا أماني ستظل حية دائما، هي غابت فقط عن مجالنا البصري، غابت عن إدركنا المحدود، لكنها موجودة، لابد أنها تسمعك الأن ترى عذابك فتحترق من الحزن. صديقيني يا أماني أنا لست أقل منك حزنا أنا أيضا أتعذب و أحترق من الداخل، لكننا مجبرون على الإتمام. فالحياة ستستمر. أمنية يا أماني محتاجة لك كثيرا إن وجدتك أنت أيضا ضعيفة و أنت سندها الأن فماذا ستفعل؟
همست بتعب شديد و عينيها تنظران إلى الأفق البعيد، وراء مياه البحر المظلم، الذي تخلى عن زرقته ليتوشح بالسواد.
_أنا ضعيفة جدا يا بيلسان! ضعيفةجدا بلا أمي و لا اقدر حتى على أن أسند نفسي فكيف تطلبين مني إسندها؟
أبعدتها بيلسان عنها لتمسك وجهها بين يديها تمرر أصابعها بحنان على وجه صديقتها البارد. إبتسمت لها بحب لا يخلو من الألم و هي تقول
_بل أنت قوية جدا حبيبتي، قوية بروح أمك التي ستظل مرافقة إياك طوال حياتك غاليتي. لا تستسلمي للحزن حبيبتيx ،x أعلم أن لا كلمة ستخفف من مصابك،x لكن لا حزن سيعيد لنا ما ذهب.
قبلت جبينها و هيx تبعد خصلاتها الشقراء الغامقة عن وجهها،x لتقول لها بإبتسامة.
_سأتركك الأن حبيبتي، أدخلي لتنامي قليلا، لا تسهري أنت و الألم هنا ستحطمين قلبك فقط.
هزت أماني رأسها دون أن تجيبها بشيء، لم تكن تقوى حتى على الكلام،
بينما ظلت بيلسان تنظر إليها للحظاتx بقلة حيلة، قبل أن تنهظ خارجة من الغرفة، بعد أن شدت على كتفها في مؤازرة، هي كل ما إستطاعت أن تمنحه لها، إبتعدت عنها تاركة إياها في مكانها، و قبل أن تخرج من الباب، إستدارتx تنظر وراءها لصديقتها القوية البشوشة و الطيبة. تشاهد كيف ماتت فيها كل الحياة بموت أمها، كيف إنطفأت ضحكاتها المرحة، و إبتسمتها الودودة، كيف كسر شيء في عينيها فأصبح غير قابل للإصلاح. أماني لن تعود أبدا كما كانت و لو تجاوزت هذه الأزمة. هي تعرف أنها ستصبح أقوى بعد الأن لكنها تعرف أيضا أن شيئا عميقا في أماني قد ذهب و لن يعود أبدا.
لم تتبع نصيحة صديقتها و تخلد إلى النوم وسط غرفتها، فعلى أي ما كانت أبداً لتستطيع أن تنام و كل هذا الألم يجثو على صدرها، رفعت رجليها على الأرجوحة، تستند بذقنها فوق ركبتيها، و هي تنظر أمامها بشرود، صرير الأرجوحة التي كانت تتحرك بها برتابة هو ما كان يقطع الهدوء الذي يلتف حولها، بتناقض مستفز مع الصخب المدوي الذي يعج داخل روحها، كان الليل قد إنتصف فإزداد سواد السماء، التي كانت شبه خالية من النجوم الليلة بسبب الغيوم المتلبدة.
_هيا يجب أن نذهب الأن
إنتفضت أماني الشاردة على صوت أمنية القوي. لم تشعر بدخولها و قد كانت هائمة تماما في غيابات حزنها و ألمها نهظت من مكانها بسرعة، لتتوجهx إلى أمنية تربث على وجنتيها قائلة بقلق و هي تستشعر أنفاسها المضطربة.
_هل أنت بخير حبيبتي ما بك؟
قالت أمنية بقوة و هي تنظر إلى عيني أختها
_لنذهب لأمي.
حركت أماني رأسها بقلة حيلة و هي تقول
_أمنية أمي...
حركت رأسها بموافقة و هي تقول
_أعلم يا أماني أعلم ما ترغبين قوله! أريد أن ارى قبرها! رغم أنني أبداًx لن أصدق ما تقولون!
قالت أماني بإستنكار
_في هذا الوقت من الليل؟! لا يمكن ذلك حبيبتي، يجب أن ننتظر الصباح على الأقل!
لكن أمنية قالت بعناد
_إن كان ما تزعمون صحيحا، فهي تنام وحدها هناك أريد أن أطمئن عليها.
تنهدت أماني بتعب و هي تقول لأختها بألم
_أمنية حبيبتي...
لم تمهلها وقتا لإكمال كلامها و هي تقاطعها قائلة
_حسنا إن لم تشائي سأذهب لوحدي.
قالتها و هي تنسل من يد أختهاx خارجة من الغرفة لتمسكها أماني قائلة بقلة حيلة.
_إنتظري سأذهب معك.فقط سأحضر معطفي.
وقفت أمنية في إنتظار أختهاx تضم نفسها بإرهاق.
_______
كانت تسوق في طريق المقبرة و هي تحس بألم فضيع بقلبها ألم لم تجربه قبل الأن. كما أنها واثقة أنها لن تجرب أقوى منه أبداً. بعد مدة وصلتا للمقبرة لتندفع أمنية دخلة إليها، لكن أماني أمسكتها من رسغها تمنعها قائلة
_إنتظري يا أمنية نحن لا نعلم مكان قبرها حتى!
_لا يهم سأبحث: عنه سأبحث عنه أين ما كان!
قالتها و هي تزيح يد أماني عنها لتندفع داخلة للمقبرة. أمنية الطفلة المدللة التي تخاف من الظلمة و لا تنام إلا و النور مشتعل. تدخل المقبرة بعد منتصف الليل دون أن تشعر بذرة خوف،يحركها ألمها الشديد، فيقتل فيها أي شعور أخر،x تبعتها أماني و هي تجري وراءها تتعثر في كل قبر لتهمس له بإعتذار واه كأنهم فعلا احياء يسمعونها، بينما أمنية كانت تجري و تجري تنتقل من قبر إلى قبر و قد تملكتها طاقة غريبة على عكسها هي،x فقد كانت تجري وراءها بتعب، تحرك رجليها بصعوبة بالغة،x حتى توقفت أمنية فجأة عند قبر حديث. لتنزل على ركبتيها أمامه.بينما قد وصلت إليها هي أخيرا. ظلت تمرر يديها على التربة و هي تقول.
_إنه قبرها. ذلك الصندوق اللعين يتواجد هنا!
مرت بنظرها على المقبرة السوداء تحت الظلام. لتكمل.
_في هذا المكان الموحش و المخيف لا يمكن أن تتواجد أمي هنا!
رفعت نظرها إلى أختها تقول لها بألم.
_أماني صدقيني يا أختي أنا أحس أن أمي ليست هنا، ذلك الصندوق كان فارغا منها، لا أعلم ما يحمله لكن ليست أمي، لقد أحسست بذلك، دعينا نحفر لنخرجه، يجب أن تتأكدي أن أمي ليست فيه!
بكت أماني و هي تجدب أختها لحضنها قائلة.
_يا حبيبتي لا يمكننا! نحن حتى لا نعرف هل هذا قبرها حقا أم قبر أحد أخر.
حركت أمنية رأسها بنفي و هي تقول.
_أنت هل رأيتي وجه أمي؟! الصندوق كان موصودا، لم تكن جثة أمي هناك أنا متأكدة! يجب أن نبحث عن أمي دعينا نستخرج الصندوق اللعين حتى ننقدها.
بكت أماني بألم على حال أختها، لتجدبها لحضنها تمسح على رأسها بحنان شديد. و هي تقول
_إنتهى. إنتهى حبيبتي ما عاد نافعا.
______
_بسم الله الرحمان الرحيم. إستيقظا يا إبنتي ماذا تفعلان هنا؟
فتحت أماني عينيها لتنظر إلى الرجل الكبير في السن و الذي يقوم بإيقاظها إستقامت لتجد نفسها نائمة في المقبرة و أمنية بحضنها نظرت إلى القبر الذي كانت تتوسده قبل قليل و هي تتخيل أمها داخله. كم هو مختلف تماما عن صدر أمها الدافئ و الحنون.
_ماذا نفعلان هنا يا إبنتي هل أنتما بخير هل أنادي الإسعاف هل أنادي الشرطة كيف أساعدكما.
_لا تقلق سيدي نحن بخير.
قالتها و هي تقيظ أمنية النائمة على التراب.
_أمنية حبيبتي إستيقظي
فتحت أمنية عينيها بوهن و هي تحس بنومتها الغير مريحة. لتنفض ما إن رأت نفسها نائمة على القبر. أمسكت بها أماني قائلة
_لا تخافي حبيبتي انا معك.
نظرت أمنية للقبر. و هي تقول.
_إنها ليست هنا.
ضمتها أماني إليها بحنان تساعدها على الوقوف و هي تقول
_ هيا حبيبتي يجب أن نذهب.
لم تعرض هذه المرة فالتعب كان قد تمكن منها تماما، لتستند على أختها تتبعها حيث تقودها



انتهى الفصل الثاني من رواية ذكرى التوليب
قراءة ممتعة لكم حبيباتي
موعدنا يوم الإثنين القادم إن شاء الله
تحياتي وقبلاتي



نورهان الشاعر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-05-22, 07:26 AM   #59

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,559
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي

مرحبا.صباح الخير حبيبتى طيبة القلب

☆دموع التوليب☆
لا تقوليها حبيبتى..لا أصدق أن تغادرنا توليب بهذه السرعة وهى حاملة إسم الرواية...وقبل أن تلتقي محمود وتنجلى غشاوة إختفائه...قبل أن تطمأن علي بناتها...قبل وقبل وقبل الكثير من الاشياء

أعلم أن ذكراها ستشاركنا الأحداث كلها ولكنك أقصيتها سريعا فتجدينى حزينة عليها كما إبنتبها بالضبط
فليس بعد الام حزن وليس بعدها قلب رحيم

لقد أجدتى حبيبتى رسم الصورة الحزينة بمنتهى الصدق ليس في ردة فعل أمانى وأمنية فقط بل فى كل الموجودين حتى نائل الطبيب المعتاد علي الموت والفراق والحزن الذى ليس غريبا علي طبيب
ولم ألحظ شقيقتها ضمن الموجودين..كنت اتصور ان موت توليب هو الوحيد القادر على مراجعة نفسها والندم علي كل هذا الحقد والجحود

الموت حق ولا يحتاج لسبب ولكنى لم أعهدك قاسية حبيبتى كنا دائما نوقن أن الغائب معك سيعود والمريض سيشفى..
ولكنى أحييك علي الواقعية والكتابة بشكل يخالف طبيعتك الحالمة الرقيقة

☆طائر الموت الحزين☆
لقد حلق الحزن بجناحيه العريضين علي كل شئ يحيط بقصر التوليب فأصبح باهتا فاقدا لمعناه برحيل من كانت تمنحه قبلة الحياة

ولكن من رحمة الله أن الحزن مهما كان كبيرا إلا أن الله ينزل السكينة علي القلوب وإلا لأنتهت البشرية بحزن المرء علي من فقده ولملأت الدتيا أنهار من دموع المكلومين

لقد فقدتx الفتاتين أما ولكن عوض الله قريب قد يمنحهما أبا لم يستطع العثور علي حب حياته حيا لكن موتها قد يدله على بناته عن طريق نعيها الذى قد يقرأه
فقدر الله يأتى معه لطفه

أبكاني مشهد الفتاتين وهما تحتضنان الصندوق الذى يحتوى جثمان أمهما وتلك الكلمات التى تمزق نياط القلب
على الرغم من أنها تتواتر كثيرا مع فقد أى عزيز إذ يظل المرء ينكر أن من يحب قد رحل مع ان الموت هو الحقيقةةالوحيدة بحياتنا
ويزداد الحزن بقد الإحتياج... دائما ما أوقن لهذا ان الحزن بحجم الحاجة فحزن الصغير لبس كحزن الكبير... حزن من لم يشب عن االطوق بعد ليس كحزن من هو واقفاعلي قدمبه ويستطيع الإعتماد علي نفسه
هكذاهى الحياة
بينما تقف السيدة نارين وبيلسان بجوارهما والتخفيف عنهما ..وما اشد إحتياج الإنسان بتلك اللحظات لأن يرتمى بأحضان الاقربين عل حزنه يخف وطأته ولو قليا
في حين غابت ايضا خالتهما عن المشهد

☆زيارة الحبيبة☆
مشهد القبر مؤلم بالفعل ..إذ مع علمنا بمآل مصيرنا جميعا آلا ان تخيل أن هذا التراب يحتوى أجساد أحبابنا يكون مؤلما للغاية

الحزن معروف ملامحه لكن الملامح الجديدة التى ظهرت بشخصية امنية هو الغير مألوف...
سلوكها المخالف لطبيعتها الرقيقة...صمودها وتحمل جسدها رغم مرضها..
حقا إن المحن والصدمات قد تظهر بالإنسان أقوى ما به وقد يؤدى رحيل توليب إلى تغيير حذرى في امنية فتتخلى عن تلك الطبيعة الهشة وتظهر قوتها الكامنة خلف إعتمادها علي توليب وأمانى

سلمتى حبيبتى علي الفصل الموجع الذى أجدتى تصويره تماما وأكاد ارى دموعك وأنت تخطينه بيديك
وتخطين به خطوات كبيرة في إثبات إمكانية تناولك أى موصوع وإن كان قاسيا عليك في تميز رائع

بإنتظار الفصل القادم
لك كل الود والحب الخالص


shezo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-05-22, 10:35 AM   #60

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

اسعد الله صباحك في كل خير....


عدنا الى خواطرك الجميلة المعبرة ....سلمت يداكِ وزادك الله من فضله


عبّرت بمشاعر جميلة حقيقية رغم انها مؤلمة ....كان وصفك رائع لأماني وما تعيش داخلها ....هل يوجد ألم اكبر من الم فقدان الام ؟!...حفظ الله جميع الامهات ورحم منهن المتوفيات .....

ظهر بطل جديد وهو الطبيب ويبدو انه من نصيب امانينا هههه

ما اعظم الصداقة التي تدعمنا في اصعب ايامنا وابشع مواقفنا والتي تتمثل بنارين وابنتها بيلسان ورغم انهما لا تعوضانهما عن والدتهما الا انهما ستخففان من حدة الألم.....

نأتي لأمنيتنا .....لم استطع التحديد هل ما تشعر به هو الحقيقي أم هذا اثر الصدمة ؟؟!..

أما أنا ضعت صراحة فتارةً اقول لا يمكنك ان تنهي حياة بطلة رئيسية في القصة اي توليب وتارةً اقول منطقي انهاء دورها ما دام عنوان القصة هي ذكرى التوليب فربما فعلا اصبحت مجرد ذكريات وأن سيكون ذكرها خلال الاحداث كذكرى وشيء من الماضي فقط !!...


من المواقف المؤلمة هو عندما يفرغ البيت من المعزين ويبقى اهل البيت ينظرون للمكان الفارغ الذي تركه ميتهم وكيف ان كانت الأم ؟!!...

امنية متهورة في ذهابها للمقبرة بمنتصف الليالي لكن أيعقل أن قوة حدسها تدفعها لذلك ؟؟!!

اصبحتُ أميل أن توليب لم تمت ويوجد هدف ذلك كما اني انقهرت لمَ لم يفتحوا الصندوق هههه ؟؟!....عدم فتحه يوحي لمفاجآت فالطبيعي ان اهل الميت يرونه في نعشه ويودعونه ويقبلونه وهما لم تفعلا ذلك !!....

سؤال خارجي هههه.....هل عندكم يوضع الميت في تابوت مغلق لا اراكم الله مكروه ؟!!


سلمتِ على الفصل الجميل الحافل بالمشاعر حتى لو انه موجع لكنك صدقاً ابدعتِ بالوصف وايصال المشهد بسلاسة وبشكل مقنع جداً....

ننتظر معك القادم باذن الله احلى نورهان....نهارك سعيد


ألحان الربيع متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:56 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.