آخر 10 مشاركات
319 - زواج غير تقليدي - راشيل ليندساى - احلامي (اعادة تنزيل ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          307 – الحب والخوف - آن هامبسون -روايات أحلامي (الكاتـب : Just Faith - )           »          594- فراشة الليل -روايات عبير دار ميوزيك (الكاتـب : Just Faith - )           »          غزة والاستعداد للحرب القادمة (الكاتـب : الحكم لله - )           »          253- لعبة الحب - بيني جوردن - دار الكتاب العربي- (كتابة/كاملة)** (الكاتـب : Just Faith - )           »          في أروقة القلب، إلى أين تسيرين؟ (الكاتـب : أغاني الشتاء.. - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          1199 - مرارة الغيرة - روايات عبير دار النحاس ( كتابة /كاملة)** (الكاتـب : samahss - )           »          أيام البحر الأزرق - آن ويـــل -عبير الجديدة -(عدد ممتاز ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          [تحميل]مذكرات مقاتلة شرسة// للكاتبة إيمان حسن، فصحى (على مركز الميديافاير pdf) (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

Like Tree24693Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-07-23, 09:37 PM   #2231

انا غ

? العضوٌ??? » 481554
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 23
?  نُقآطِيْ » انا غ is on a distinguished road
افتراضي


لا إله إلا الله وحده لا شريك له له المـلك وله الحمـد وهو على كل شيء قدير

انا غ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-07-23, 09:49 PM   #2232

أم عهد

? العضوٌ??? » 507917
?  التسِجيلٌ » Oct 2022
? مشَارَ?اتْي » 224
?  نُقآطِيْ » أم عهد is on a distinguished road
افتراضي

لا إله إلا الله وحده لا شريك له له المـلك وله الحمـد وهو على كل شيء قدير سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم

أم عهد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-07-23, 09:52 PM   #2233

ظِل السحاب
 
الصورة الرمزية ظِل السحاب

? العضوٌ??? » 486399
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 605
?  نُقآطِيْ » ظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم
مساء الخير على الجميع
كيفكم أن شاء الله أنكم بخير أنتم و من تحبون
هاه بشروني كيف مر عليكم هذا الأسبوع .. أنا كان قاسي علي
مرت علي أيام ما قدرت أكتب فيها ولا حرف رغم أن ودي أكتب و المشاهد
واضحة لي بس حرفياً عجزت أكتب .. المهم أني بعدها كتبت فصل أنا أشوفه
طويل يا ويل اللي تقول قصير حاطه جنبي خيزرانه ناوية أجلد كل وحدة تقول
قصير ..
ولا تستعجلون على بعض القصص كل شيء بيجي بهدوء .
هالله هالله بالتفاعل ترا فصلنا هذا يستحق التفاعل و بقوة .
استلموا الفصل قراءة ممتعة للجميع
.
.


الفصل السادس و الثلاثون
.
.
( لشّفَق عينيكِ يا سماهر )
.
اقتباس نورا ( هذال لعيون سماهر )
الله أكبر يا عيونٍ ناظرني
فاتنات ناعسات ساحرات
**
في هواهن يا سعد كيف طرحني
راح عمري من مودتهن فوات
**
كان مما صابني ما عالجني
الوكاد أني خطير بالممات
.
نظر لفيصل الذي يقف بقربة ليهمس : أنت الحين وش عندك لاصق فيني ؟
نظر له ببرود : مراقب عشان اضمن أن بنت العمه ركبت سيارتها و أبعدت .
نظر له بحدة ليرفع كتفيه دون اهتمام : هذي وصاة الوالد و هذي جلسة بعد عندي أحساس أن
طلعتها قربت .
زم شفتيه بضيق وهو يبصر فيصل يجلس على مقدمه سيارته .. كان يطمع بلحظة ارتخاء
دفاعها و حين أتت بذهاب عائلة سيف الصواع جميعاً وجد فيصل أمامه يُدمر كل شيء ..
نظر لسيارتها التي أصدرت صوتاً و نوراً قبل أن تخرج هي تحمل حقيبتان الأولى قد ثبتتها
على كتفها و الأخرى كانت أكبر حجماً حملتها في كفها لتفتح باب سيارتها و تضعها بجوارها
ثم تغلق الباب ولم تُعني نفسها و تنظر له حتى بينما هو قد حفظ جميع تفاصيلها وحتى أنه لمح
طرف فستانها الذي توهج لونه في عينيه فبات يرسم الخيالات كيف سيكون شكلة وما هو متأكد
منه بأن هذا اللون يليق بها .. بل أن جميع الألوان لا تزهو حتى تُعانق بشرتها ..
همس وهو يشد على حروفه : فيصل حول أحسن لك .
كان يتصفح هاتفه : والله ما احول .. و أي كلمة بتقولها بوصلها لأبوي .
نظر له بغيظ : هذا كله بر .
هز رأسه مبتسماً : الحمدلله هذا من فضل ربي علي .. ثم ترا شايبنا هنا ما راح .
تنهد : هذي حرمتي ماني بحاسب حساب أحد لا بغيت الحقها .. و الحين أركب خلني الحقها
ماني ترك حرمتي تسري بالليل الحالها .
زم شفتيه بتفكير قبل أن يتنهد وهو ينزل و يأخذ مكانه في مقعد المعاون و يُسجل رسالة صوتيه
لوالدة ( يبه ترانا ورا بنت العمة .. الشيخ سهاج مو راضي تسري حرمته لحالها )
حين رفع اصبعه عن أيقونة التسجيل سخر منه : لا فعلاً عندك ذمه و ضمير .
ابتسم بهدوء : ما على الرسول الا البلاغ المبين .. المهم ركز فالطريق .
تبعها وهو ينقر على المقود بسبابته و يتمتم : مجانين رايحين و تاركينها فهالوقت .
نظر لأخيه بطرف عينه لا يظن سبب هذا الانزعاج أنهم ذهبوا و تركوها .. عاد ببصرة
للسيارة أمامه يُركز على حركتها و قائدتها تُظهر براعة في التحكم بها على هذا الطريق
شبه الوعر .. بالطبع هي معتادة على هذا مما يعرفه من أحاديث زينة أنها كانت معتمدة على
نفسها في جميع أمور حياتها و حتى أنها كانت تذهب لجدة او مكة مع والدتها ولم تحتاج لأحد
يقضي عنها مشاويرها او حتى ليوصلها .. ابتسم وهو يتشاغل بسبحته : مسكينة أكيد أنها شايله
هم عمتي .
شعر بمن يجلس بجواره يوجه له نظرات غاضبه فاستراح في مقعدة وهو يحرك سبحته بصمت
يداري خلفه ضحكته .. تليق بك مشاعر الحب و الاهتمام يا اخي ولكن صدقاً لم أتخيل بأن
تتعمق بها هكذا .
أخذت مركبتهم طريقاً مختلفاً حين دخلوا المنابر و اتجهت هي لمنزل راشد بن سيف و دخلوا
هم للسور ليبصر والدة يجلس على عتبة باب منزل سهاج فقال له : إذا تركك أبوي و فيك حيل
لسوالف دق علي .
نظر له باستغراب : النبرة ذي وراها مصيبة مو سوالف .
رسم ابتسامه بلهاء : يمكن بعرس و ابغى اشاورك .
هز رأسه بهدوء : من ناحية أن عرسك مصيبة فهو مصيبة فعلاً .. مدري من المجنون اللي بايع
بنته و يزوجك .
ترجل من سيارته ليحدث والده : ليه جالس هنا كان دخلت .
نظر لفيصل وهو يبتعد : ما ادخل بيت وأنا ما استأذنت راعيه حتى لو أنه ولدي .
مالت شفتيه بابتسامه وهو يفتح الباب قائلاً : أو ما تبغى تدخل وهي مو فالبيت .
عبدالله بهدوء : كلها .. عشان كذا تعال اجلس هنا .
نظر لوالده الذي جلس على العشب ليعود و يجلس أمامه : دامك بتسوي كذا ليه زوجتها .
تنهد ثم قال : يا ولد هو من قل خطابها .. ثم هذال رجال فيه الخير .
لوح بكفه : هذال مثله مثل غيره عندي دام عمتي هي الطرف الثاني .. ما شفت حالها جوا
كيف كان ؟ في عيني كانت مثل الأموات .. و أنا عند رأيي ولاني براجع عنه الا لين اشوف
الراحة بوجهها .
أشاح بنظره : يعني مصر على سالفة الشهر ذي .
هز رأسه موكداً : ايه ولا قلته لعمتي عشان اتراجع أنت شايف تصرفاته قبل كيف كانت ..
معه شهر واحد بس يا يثبت أنه كفو لها ولا والله لا أدخل لبيته و اخذها حتى لو أنها رافضة
.. هي اصلاً ماش قلب مبديتكم كلكم على نفسها ولا استغرب لو دق عليك الحين وقال ترا
وديت أختك للمستشفى .
رمقة بحدة : أعوذ بالله فالك ما قبلناه .. يا ولد أركد .
سحب نفس عميق وهو يمسح بكفيه على وجهه قبل أن يقول بنبرة منخفضة : والله أنها مب
راضية .. ولا أحد فيكم رحمها .. مير بتندمون بكرة و قولوا سهاج ما قال .
لن يفلح هذا أبداً .. كيف يخوض هذا النقاش بغية تهدئه ابنه وهو يقاسمه مشاعر القلق .. نهض
متنهداً : الحين خل سالفة عمتك على جنب .. حل سالفتك تراك طولتها وهي قصيرة شيل عمرك
و روح لبيت راشد تعذر من زوجتك .
زم شفتيه و صمت ليُكرر عليه : روح لا تقعد تلوي فمك .. ثم جدك تكلم معه له أسبوع كل ما
مريته علق عيونه فيك معجبك حاله .
ظهرت الحدة في نظراته : لا مو معجبني مير بعد خطاه بحقي كبير ولا تقول أنت اللي تركته
يروح ولا نتدخل .. انا خليت جدي الشيخ ولا هقيت أن هذا اللي بيجي منه .. ما والله تعدي هينة
كذا علي وانا سهاج .
ضرب كفيه ببعض حين نهض ابنه و دخل لمنزله هذه هي خصالة التي يراها الجميع حميدة
ولكن ما أن يتبعها معهم يبدأ تذمرهم .. هذا الفتى يتجاهل ثم يتنازل ثم يضرب بكف من حديد ..
هل ظن هو و والدة أنه لن يتبع فطرته و خصالة حتى معهم وهو من ترك جماعته معلقين
خلفة خمس سنوات دون أن يقبل بهم و يُصبح عقيداً .




--------------------



ما هذا ؟ أطرفي بجفنيك لُطفاً .. لا أُريد أن أُبصر هذه القصص .. لستِ بحاجة لإدعاء
الصمود و الغروب قد لاح في مُقلتيك .. دخلت مع هذا الباب بلا شيء من الأفكار او المشاعر
فلا تزيدي عبء هذا المساء أرجوك .. ليس أبشع من الفراغ الا رسم البدايات ..
تحرك طرف جفنة بثقل ليهتز معه هدب عينية في عادة تُلازم نظراته .. لينظر لليلى بهدوء
: صورتي .
كانت تُحدق في الكاميرا قبل أن يسحبها حديثه لتبتسم : و أحلى صورة بعد .. يلا أنا بمشي .
تبعها وهي تجمع أغراضها ثم ترتدي عبايتها وهي تحدثه بصوت خافت : العشاء فالمطبخ
خالتي ما أكلت شيء .. و بعد تركت قهوة و شاهي .. و أدويتك بالثلاجة أمانه لا تنساها .
كانت تتحدث بينما هو يتأملها و شعور من الضيق يسيطر عليه لا يتخيل بأنها ستنام بعيداً
عنه .. انتمائه الوحيد سيغيب عنه أسبوع كامل .. تنهد وهو يمسك بطرف أصابعها لتتوقف
عما تفعل و تنظر له فيقول : أقعدي هنا .. وين يجيني النوم و أرتاح و أنتِ مب حولي .
أمسكت جيداً بكفه لترفعها و تقبلها : الله لا يحرمني منك يعني وين بروح أنا كلها كم كيلو .
كشر بضيق : 45 كيلو لا تقللين منها يا بنت .
همست له وهي تحرر كفه : عندك خوه ما تنعاف .. يلا تصبح على خير أنا تأخرت عليهم
عيب وش بيقولون عني .
هذال بتحذير وهو يمسك طرف الباب : لا تطلعين لمكان الا و أم عبدالله معتس .
هزت رأسها برضا : أبشر .
أسرعت في مشيتها وهي تحمل حقيبتها على كتفها وحين خرجت من باب سور المزرعة
وجدت سيارة لفاء تقف قريباً و بداخلها حاتم و لفاء الذي أشار لها أن تصعد خلفه فتنهدت
لتفتح الباب و تأخذ مكانها بجوار عائشة التي همست لها : هاه كيفها .
رفعت كتفيها وهي تجاريها بالهمس و تنسج كذبه صغيرة لأجل هذه الأم : ما عليها حتى
صورتهم بس شكل جيداء راحت قبلنا .
تنهدت بشيء من الراحة : الله يوفقهم و يألف بين قلوبهم .
تلك الدعوات خرجت من قلب راجيً صادقاً ولكن من خلف ذلك السور كان هُناك قلبان وجلان
.. أغلق باب المزرعة حين تأكد من ذهاب سيارتهم بثواني ثم عاد للمنزل ليدخل و يغلق الباب
بالمفتاح ثم يتجه للمطبخ ليأخذ قنينة ماء من على الطاولة فينظر لها بضيق و اسمها قد طُبع
عليها مع أسمه .. فتح الثلاجة و اخرج كيس الأدوية ليتناول كل ما خُط عليه حرف (م ) أي
أن وقته في المساء .. ثم وقف قرب الباب يتأمل الصالة التي تغيرت 180 درجة هل هكذا
أصبحت زواجاتهم .. يال حظ الشباب السيء .. وكم هُن مسكينات الفتيات سيذهبن لرجال
تملأ الديون حياتهم .. ذهب نظرة لباب المجلس ليزم شفتيه بتفكير يُرتب خطواته التالية ثم
يتقدم نحوه وهو ينزع البشت عن كتفيه و يضعه على أقرب على ذراعه حين دخل و تعلق
نظرة بتلك الحسناء بُحلتها الرائعة و عقلها الشارد لمكان ما بالطبع ليس قريب منه ..
نادى عليها : يا حرمة .
قبل أن يعض على شفتيه حين أدرك أنه اخطأ .. من العيب أن يُحدث عروسه بهذه الطريقة
و ربما من حُسن حظة أنها لم تنتبه له و مازالت مغيبة عن هذا الحضور و المكان و لسوء
حظها هو يقترب الان منها و يُنادي عليها بنبرة واضحة : سماهر .
ظهر له ارتجاف جسمها واضحاً وهي تعود للواقع و تنظر حولها ثم يتعلق نظرها بالباب و
تتحدث بصوت مرتجف خافت : راحوا .
هز رأسه بهدوء : ايه .
ما زال بصرها معلقاً هُناك وهي تعود لتتأكد بسؤالها : كلهم ؟
سحب نفس عميق هل ستفقد صوابها الان و تفر هاربة ام أنها ستفقد الوعي و سيحملها للفراش
كما فعل مع تلك سابقاً .. حك حاجبه : ايه كلهم راحوا يا سماهر .. معد فيه الا أنا و أنتِ ..
تعالي خلينا نصلي .
خرج من المجلس نحو غرفته ليفتح الباب و يعقد حاجباه بضيق .. رائحتها مُختلفة عن
رائحة البخور المستخدم هذا المساء .. تميل للعطور الهادئة و هُناك بقايا من رائحة العود
قد علقت في زواياها .. إضاءتها خافته و مفرش السرير قد تغير .. التفت للخلف يُريد
أن يتأكد من قدومها خلفة فوجدها تقف على باب المجلس كفها تتمسك بمقبضه وعينيها
تتجول في المكان الفارغ سوا منهما .. تنهد ثم نادى عليها : تعالي يا بنت الحلال .
انتفضت من جديد و تقدمت منه ليدخل و يعلق بشته و يتبعه بعقاله و غترته ثم فتح
الخزانة بجواره ليأخذ سجادته لحظة شعوره بتواجدها معه في نفس المكان ليعود بخطواته
للباب و يُغلقه : على طهارة ؟
كان هذا السؤال موجه نحوها لذلك اجابته بخفوت وهي تتجه للجهة الأخرى من الخزانة
و تخرج سجادتها و شرشف الصلاة : ايه .
فرش سجادته : زين يلا بنصلي .
نزعت الهامه و وضعتها على طاولة الزينة لتستطيع ارتداء شرشف الصلاة و تقف خلفة ..
كان يُطيل قليلاً في السجود جاعلاً لنفسة و لها مساحة ثمينة للدعاء وهي احسنت استغلالها
كما فعل .. حين انتهى استدار نحوها فكانت تشبك كفيها ببعض و نظرها لحجرها .. اه كم
هو ثقيل هذا المساء .. نظر لباطن يمينة لديه دعاء متبقي و يجب ان يدعو به .. فنهض
لتفعل كما فعل و تبقى في مكانها حين تقدم منها و وضع كفه على رأسها يتمتم بدعائه ثم
يبتعد للخزانة و يُخرج بجامته : أخذي راحتس أنا بطلع لحمام الصالة .. فتح الباب و غادر
لتجثو على ركبتيها وهي تسحب النفس بقوة بينما دموعها أخذت تفيض من عينيها وكأنه
بذهابه قد اعطى لها إشارة بدء الانسكاب .. شهقت لتطبق بكفيها على شفتيها حين علمت بأن
هذه الشهقات لن تنقطع .. حاولت النهوض خشية أن يعود و يجدها على هذا الحال ولكنها
تعثرت بطرف شرشف الصلاة لتزداد شهقاتها و الدموع تحجب عنها الرؤية ومع ذلك سارعت
لنهوض من جديد .. لن تتركه له الفرصة ليتشمت بها .. فتحت الدولاب و سحبت بجامه لا تعلم
ما هو لونها او شكلها فقط أخذتها و اسرعت للحمام .. مع أول تجربة زواج رغم ان الذعر كان
يدب في سائر بدنها الا أن مشعل كان شخص مختلف عن هذا الرجل بكل ما تعنية كلمة
الاختلاف .. السلام في عيني مشعل مختلف عن الغضب الكامن في مقلتيه .. الهدوء في ملامح
مشعل لا يحمله هذا في صفحة ملامحة .. أوامره لا تشبه أحاديث مشعل التي كان ينسجها
بابتسامه و مرح يبعد به كل قلق و توتر .. و الأهم مشاعرها نحوه تختلف عما كانت تحمله
لمشعل .
فتحت الماء تستحم وهي ترفع كفها بين الحين و الأخر لمسح عينيها وكأنها لم تعد تتحمل
نزيف هذا الدمع حتى لو اختلط بالماء .. نظرت لرؤوس أصابعها التي تلطخت بسواد كحلها
فنظرت للخزانة جانباً لتذهب لها و تبحث عن المزيل هُناك .. مسحت وجهها جيداً ثم عادت
لتكمل استحمامها .
حين انتهت و وقفت أمام المرآة كشرت بضيق وهي تلمح عينيها مُحمرة من البكاء تأففت
بضيق وهي تفتح جهاز تجفيف الشعر و تخبر نفسها ( لا بأس يا سماهر مررت بما هو أشد
و أعظم .. لستي صغيرة بالسن او جاهلة .. أنتِ الان سماهر سيدة الأربعون عاماً إذاً أنتِ
قادرة المواجهة بكل سهولة .. عليك هزيمة أبنه 18 من واجهت الحياة و بين ذراعيها طفلة
يتيمه )
أغلقت المجفف و عادت للخزانة تبحث عن شيء لتتزين به بالتأكيد تركت لها جيداء شيءُ هنا
و كانت مُحقة فهي تركت لها حقيبة صغيرة بها بعض المنتجات .. رتبت حاجبيها كما تفعل
دوماً ثم رطبت بشرتها و شفتيها عطرت شعرها ثم اعادت الحقيبة لمكانها هذا يكفي بل
و كثير جداً .. نظرت للبجامة البيضاء لتتنهد و تشد شعرها للخلف .. نعم بنطلونها طويل
و لكن أكمامها قصيرة هذه ضريبة البكاء فتحمليها .
في الخارج انتظر طويلاً حتى مل وهو يجلس على احد الكراسي بعد أن بدل ملابسة ..
لم تخرج لتبحث عنه او حتى تُنادي عليه من مكانها فتأكد بأنها لن تفعلها ابداً لذلك نهض و دخل
للغرفة حتى دون ان يطرق الباب ولم يجدها .. كشر بضيق و جلس على طرف السرير فمزاجه
ليس في أفضل حالاته و جسمه على وشك الانهيار .. فقد ارهق نفسه كثيراً هذا اليوم بين
الوقوف للاستقبال و الجلوس مع ضيوفه لتبادل أطراف الحديث .. الشيء الوحيد الجيد الذي
فعله أنه لم يتناول طعام دسم او يشرب قهوة و شاي .
نهض ليقف قرب طاولة الزينة يُفكر هل يضع من عطره ام لا داعي لذلك ! فرك عنقه وهو
يتأمل زجاجه عطره قبل أن يلتقطه بسرعة و يرش منه لمرة واحده فقط من أجل نفسه ..
عاد ليجلس على طرف السرير و ينظر للساعة التي أقبلت ****بها على الثانية عشر صباحاً ..
حينها أنفتح باب الحمام فذهب نظره لا إرادياً نحوه لتظهر بحلتها البيضاء فيعقد حاجبيه وهو
يبصر ذراعيها و نحرها .. انزل نظره سريعاً حين أغلقت الباب و نظرت نحوه .. لم
تفعل هذا ؟ كان يجب أن تتعامل مع الأمر بشكل عادي .. هذا النوع من اللباس جديد عليه حقاً
.. توقفت خطواتها حين وجدته في الغرفة ثم سحبت نفس عميق لتقول بنبرة هادئة تحاول أن
تخرج فيها صوتها طبيعياً لا يبان فيه حشرجة البكاء : معليش طولت عليك .
عاد ليرفع نظره نحوها وهذه المرة أخذ فرصته بتأملها ولكنها تركت بصرة في حيرة عند أي
تفصيل منها يقف و يتأمل .. شعرها المنسدل بكثافة حتى نهاية ظهرها .. ام لخصرها النحيل
او يرتقي لتفاصيل ذراعيها و نحرها .. لا عُنقها يرفض ذلك و يجذب بصرة بقوة .. بأي فتنة
تم صياغة هذا الجمال ؟ شفتيها و خديها و حتى الشّفق في عينيها .. اليوم فقط أبصر الغروب
في منتصف الليل .. من جعل الغروب يستمر في عينيها إلى ماله نهاية .
وجد نفسه تميل للطمع وهو يرفع كفه و يربت على المكان بجواره قائلاً بهدوء : تعالي .
تقدمت بخطوات تختلف عن خطواتها سابقاً .. تبدو الان متحكمة في أعصابها أكثر ..
جلست بجواره و بدل أن تهرب بعينيها او تخفض بصرها لحجرها صوبت سهامها نحو
عينيه لتميل شفتيه بشيءٍ من السُخرية و يرفع حاجبيه بخفه : ظنيتتس ما تطلعين من هناك مير
والله هذا أنتِ هنا و عينتس في عيني .
تحدثت بنبرة منخفضة ربما بسبب صمتها الطويل هذا المساء : وليه ما أطلع .. وليه ما
أحط عيني بعينك ؟
لاح شيء من الغضب في عينيه : مدري .. يمكن عشانتس سماهر و أنا هذال اللي ما تطيقين
شوفه .. و يمكن عشان أخر مره سمعت صقع عظامتس و عينتس ما رفعتيها عن الأرض .
سحبت نفس عميق قبل أن تقول بهدوء : أخر مره كنت قدام رجال غريب و الحين أنا جالسة
قدام زوجي .. عرفت وش الفرق .
سحقاً لحُسنك بماذا تتجلدين يا امرأة ؟ هذا ما جال في عقلة بينما هي اشاحت بنظرها للأمام في
صمت تشبك كفيها ببعض و تكاد تقسم بأن قلبها نزل من عرش الأضلع ليهوي في جوفها ..
ربما هو الان مختلط مع أمعائها .
شعرت به ينهض من جوارها فتبعته بنظراتها وهو يفتح الخزائن يبحث عن شيء ما قبل
أن يتنهد ثم يزم شفتيه و يفرك عنقه بتفكير استغرق منه ثواني قبل أن ينظر لها و يسألها
: شفتي بالدولاب فراش ؟
هي حتى لا تذكر ماذا وضعت في حقائبها التي رتبتها جيداء هُنا لذلك نهضت لتفتح الخزانة
ثم تغلقها تهز رأسها نافية ليميل شفتيه بعدم رضا وهو يسر في نفسه ( ليلى الجاهلة أقلها
كان تركت مفرش ثاني )
عاد لصمت لثواني قبل أن يقول : الشكوى على الله تحمليني الليلة أنام معتس .
عقدت حاجبيها بينما هو ذهب ليُغلق باب الغرفة .. حينها أدركت ماذا يعني بحديثه لتنظر له
بشيء من الحدة : و بعدها .
رفع حاجبه الأيمن باستغراب : وش اللي بعدها ؟
لم تنزل نظرها ابداً وهي تُجيبه : الليلة بتنام هنا و بعدها ؟
حك أرنبه أنفه و رسم ابتسامه ساخرة : بعدها الله يفرجها .
لوحت بكفها وهي تود لو تقترب منه لتهديه صفعة تنقشها في ذاكرته للأبد : غلطان .. بعدها
أنت مالك مكان عندي ابداً .. قلتها لك قبل شوي مير شكلك ما استوعبتها و بعيدها لك عشان
تفهم .. اللي قدامك مب وحدة غريبة أنا زوجتك ولي حقوق عليك أولها الاحترام وهو بذات
ما أقبل أي شح فيه .. أنا مالي حاجة برجال ما يعرف وش يعني الزواج .. و الحين أطلع برا
و متى ما رجعنا لديرة دبر لك مكان تنام فيه لأن غرفتي ما راح تستقبلك .
أطلق ضحكه صاخبه بينما هي اشغلت نفسها بترتيب الوسائد و رفع اللحاف حين قال
: أي غرفه ؟
لم تنظر له لأنها استنفذت كامل قوتها الزائفة و تشاغلت بضبط منبه هاتفها وهي تقول ببرود
: غرفتي اللي أعطتها لي عمتي .
استلقت و سحبت اللحاف على جسمها بالكامل : و أنت طالع سكر الباب ما احب أنام في غرفة
بابها مفتوح .
و بدل أن ينسحب وجد كفه تدير القفل بينما هي كفها تقبض على اللحاف بقوة و عينيها تتسع
حين سمعت صوت إقفال الباب بالمفتاح ثم شعرت به يدخل معها أسفل اللحاف ليديرها نحوه
و لم تستطع النظر لملامحه فهو انحنى بسرعة ليضع شفتيه قرب أذنها : كنت بترك الموضوع
لتس أنتِ اللي تقررينه بس دام هذا كلامتس أنسي أن السالفة تصير بأمرتس.
تصلب جسمها حين شعرت بذراعة تلف خصرها وهو يجذبها نحوه بينما يعدل وضعيته
ليكون عرض صدرة هو ما يواجها و تسمع صوت تمتمته بالأذكار مختلط مع صخب طنين
أُذنيها و نبضات قلبها .
حين مرت خمس دقائق همس : تصبحين على خير .
جنت على نفسها براقش هذا ما كان يصرخ به قلبها و لكن عقلها كان يخبرها بأنه كاذب ولم
تكن هذه نيته بل حور الموضوع ليرد اعتبار نفسه حين واجهته .. و عقلها لا يكذب أبداً


-----------------


تأملت السحاب المتراكم بالأعلى و وميض البرق ينعكس بين الحين و الأخر على نافذتها
فوجدت كفها تذهب لقفل النافذة تحرره ليهجم الهواء البارد و يتطاير معه شعرها بينما هي
أغمضت عينيها تستمتع برائحة المطر التي تتسلل لها مع رائحة أوراق الليمون مر هذا
اليوم الغريب و انتهى و أصبحت والدتها زوجة لذلك الرجل و يفترض بأن فصول حكاية
مشعل قد انتهت ولم يبقى منها سوا الواقع المتمثل بها هي جيداء ابنه مشعل و سماهر ..
ابتسمت لشجرة الليمون الكبيرة التي لمحت قبل أيام أحرف قد نقشت على جذعها بعضها
قد اختفى و البعض قد بقي ولكنها متاكده بأن ما كان مكتوب هُناك هو ( أبو جيداء )
لذلك همست الان : سرقتني من دفاتر الشعار .. بس محد قال لي عنه من قبل ! رغم
أني متأكدة أن فيه احد عاد على النقش .
سحبت نفس عميق : تدري أنها اليوم تزوجت .. و تدري أن اللي أخذها هو اللي حكم عليكم
.. أحسن خلها تكوي كبده و تخليه ما يعرف صبحه من ليلة .. هي بتأخذ حقها منه من غير لا
تدري .. لكن أنت محدً أخذ حقك منهم .. عيونهم ما تشوف الا خطأك ولا خطأهم في حقك
مدموح .. هذا عرفهم المقرف .. مير الدنيا ماهي على مزاجهم .. و أنا اللي بأخذ حقك منه ..
والله لأحرق قلبه .. مب هو بس اللي يعرف يحقد كلنا نعرف .. صح ؟
استلقت على الكنبة وهي ترفع كفها ليرتطم بها الهواء البارد : الليلة قصائدك بعتقها لكن
بسولف عليك .
وصلتها رسالة لتلمح أسمه فتميل شفتيها : هذا أبو تسعه .. مختل و عنده الحب و الزواج على
مزاجه .. كأن الزواج له لحالة ابد ما فيه شيء اسمه طرف ثاني .. هذا المختل ليلة زواجنا قال
أنا المهم و هم صفر على الشمال و كلامهم و رضائهم و زعلهم و محبتهم مو مهمه .. وهو
نفسه المختل اللي يهاوشني لا دافعت عن نفسي و عن أمي و هو بعد اللي مفلت شايبهم العايب
يتهجم علي وأنا في بيتي .. المهم أني بخلعه بس بعطيه فرصته يطلق هو عشان خالي مب
عشانه هو .
زمت شفتيها من جديد و ابتلعت ريقها لترفع كفيها للهواء مرة أخرى : كان عندي عمي
سلطان و أخذوه .. و خالي عبدالله بعد بيلحقه .. كل هذا لأنهم ناس مرضى حقودين .. ولا
يعرفون يعطون بس يأخذون .. ما يقبلون الأذى لأنفسهم وللي يحبون بس غيره لا يدعسون
عليه وكأن الله ما خلق لنا قلوب ولا كرامه .. كأن الله بس خلقهم هم بشر و حنا البهائم .
عاد صوت الرسائل لهاتفها لتفتحها ( ما نمتي ؟ )
( إذا تبغين تتكلمين أرسلي لي )
ضحكت بسخريه قبل ان تقطع ضحكتها بتنهيدة : يعني مدري وش أقول .. هو شايف أني
بدون مشاعر و كرامة لهدرجة .. يستغل أني اتوجع و يرسل نتكلم .. ما يعتذر ولا يجي
هنا يطلب السماح ولا يرسل أخذت حقتس منه .. بس يتكلم .. الله يأخذ الكلام اللي تعرفونه .
القت هاتفها جانباً و هي تسحب النفس بقوة و تزفره سريعاً : ودي أقهره .. أحيان أقول اذا هو
صدق يحب بقهره فيني .. بحرمه مني عشان يعرف أن الله حق و اني استاهل من يحترمني
مو واحد يحذفني بأخر مكان و ابعده .
سحبت النافذة لتغلقها حين سمعت طرقات خفيفة على الباب لتمسح على وجهها بكفيها
ثم تعتدل جالسة : أدخل .
فُتح الباب و دخلت منه فاطمة لتتنهد براحة : اشوى أنتس صاحية قد سويت كوبين شاهي رمان
و بعدها فكرت هي نايمة ولا صاحية .
ابتسمت : و وش اللي مخليتس ما تفكرين الا متأخر .
وضعت الصينية في المنتصف و جلست : رسائل بعض الناس .
رفعت الكوب : هذا اللي فالحين فيه بس رسائل .
نظرت للهاتف بجوارها : ما عرفتي نظامهم .
ارتشفت من الشاي وهي تنظر لها ان أخبريني لتقول : يرسل و تقومين تاخذين و تعطين
معه بعدها يضمن أن اللي فرأستس طاح يجي هو و يعتذر و تروحين معه .. نفسهم عزيزه
ما يحبون يترددون على بيت الحرمة كذا مره .
رفعت كتفيها : طز فيهم جو ولا راحوا .
كتمت ضحكتها بكفها قبل أن تنحني و تضرب ركبته جيداء بخفه : يا خبله قصري صوتتس
لا تسمعتس جدتي ثم والله تقرصتس .. عيب عندها البنت تقول هذا الكلام .
لوحت بكفها : والله ما علي من احد و دام كلن يهرج باللي يبغاه أنا بعد بقول اللي في قلبي ..
ثم العيب واحد ما يفرق أن طلع من بنت ولا ولد .
عاد صوت الرسائل لهاتفها فرفعت لتتأفف من حديثه ( اعتبريها هدنه لساعة وحدة بس )
حينها أنزلت الكوب و كتبت له ( ما فيه هدنه و الكلام معك ما ابغاه ولا يفيدني الا لو كان
أنتِ طالق غيره وفره لنفسك ما ابغى منك شيء )
زمت فاطمة شفتيها ثم تنهدت : تصدقين جاني فضول .
نظرت لها بصمت لتكمل : أنتِ تبغين تأدبينه ولا تبغين الطلاق .
رفعت سبابتها و والوسطى : الثنتين .. و أنتِ ؟
رفعت كتفيها : بس تأديب .
رمشت بسرعة : ذابحتس الحب .
اراحت ظهرها للخلف : مو عشان الحب .. في مثل هذا الوضع الحب احطه على جنب و افكر
بأشياء ثانية .. يعني نزال كزوج يعتبر زين .. أن أعطيتهم قرصة الأذن هذي بعدها خلاص
أقدر اكمل معه عادي .
تأملتها للحظات قبل أن تكشر مازحة : عاد لو قائلة هذا الكلام عن واحد غير نزال كان
قلت وش ذا الحرمة العاقلة .
عادت لتكتم ضحكتها في كفها حتى لا توقظ جدتها بينما جيداء أكملت : بس بعد عندتس وجهة
نظر تحترم .. ما فيه وحدة لاقيه الأحترام و المودة تفرط فيها الا إذا كانت مجنونه .. و انتِ
مو مجنونة .
حركت الكوب و تتبعت تموجات شاي الرمان بداخلة : يعني سهاج ما قدم المودة و الاحترام .
هزت رأسها نافية : من وجهة نظري لا .. و أتوقع السالفة الأخيرة أكبر دليل .. و أنا ما أحكم
من تصرف واحد .
إذاً كانت له أخطاء سابقة هذا يفسر مدى تمسكها بالطلاق .. غيرت الموضوع و سألت : صح
بنت سلطان الثانية هي كبرتس ؟
هزت رأسها بالإيجاب : ايه .. مرام كل أيامي كانت معها .
ابتسمت : حظتس ما كان عندي هذا الشخص .. كنت البنت اللي علاقاتها رسمية .
اتسعت عينيها بعدم تصديق : عاد أشوف لتس شعبيه كبيره هنا .
اتسعت ابتسامتها : صح و حتى بالجامعة نفس الشيء بس كنت احب الجأ لمكان أمن خاصة
بالمدرسة لأن عندهم صاحبتي يعني تسولف لي عن حياتها و أنا ما حبيت هذا الشيء .. بس
كنت لطيفة معهم ما اذي أحد و اساعدهم أحيان عشان كذا لي شعبيه .
قطع حديثهم الأصوات التي بدأت بالارتفاع شيءٌ من الارتطام سبقه القاء بعض الأشياء .


---------------


سحب تنهيدة راحه حين استلقى على سريرة بعد أن مرت عليه ساعات طويلة و صعبة
قضاها واقفاً في غرفة العمليات بسبب ذاك الحادث و إصابة الرأس الخطيرة .. ولا يزال
المريض في مرحلة الخطر مثل هذه الإصابات لا يمكن التنبؤ بنتائج العملية بعدها ..
قد ينهار الجسم ولا يحتمل .. حين اتى للمنزل قبل ساعة مر بغرفة والدته وجدها نائمة
و جيداء لا يصدر أي صوت من غرفتها و كذلك غرف بناته .. اما أبنائه فقد وجدهم يجلسون
في الخارج لشرب الشاي و السهر في عطلة نهاية الأسبوع رغم أن الجو شديد البرودة
و البرق لا يكاد يخبو وميضه ولكنه رفض دعوتهم لسهر بغيه أن يسابق الوقت و يمر
بها ولكنها خيبت ظنه و تغلق على نفسها في غرفتها .. يُريد أن يطمئن عليها .. بالتأكيد
تُخالجها العديد من المشاعر بعد زواج سماهر و انتهاء تلك القصة للأبد .. اعتدل جالساً
وهو لا يعلم هل هرب النوم من عينية بسببها ام بسبب مريضة .. في هذه اللحظات تذكر
حديث تلك الصغيرة المدللة حين لحق بها قبل يومين وهي تمشي في الخارج وحدها ..
كانت تتأمل المكان وهي تشبك كفيها للخلف بينما هو يسير خلفها بصمت .. و لأنها جيداء
التي لا تتردد في إبداء الرفض توقفت عن السير و التفتت نحوه بضيق قائلة : الحين ليش
لاحقني .
قدم لها عذره الأول : أخاف عليتس .
لوحت بكفها : لا شكراً ما ابغاك تخاف علي .. أنا طالعة ابغى أمشي لحالي ابغى وقت هادئ
مع نفسي .
وقف أمامها : ما اقدر أرجع و اتركتس .
تأففت بضيق وهي تشيح بوجهها : قول أنثبري فالبيت و أنكتمي هناك بدال اللف و الدوران .
ميل شفتيه : ما قد قلتها لأحد عشان أقولها لتس .. بس أنا صادق ما أأمن عليتس لحالتس .
نظرت له و عينيها تلمع بتحدي : مصيري بروح لحالي .. بس تتزوج أمي و اتطلق أكيد أني
مب قاعدة فالمنابر .
بدأ عليه الذهول : وين بتروحين .
رفعت كتفيها وهي تكمل مسيرها : مدري بس أكيد بعيد عنكم .. يمكن أروح لنجد لأن هذاك هو
مكاني مثل ما هو مكان ابوي .
تبعها ولا يستطيع أن يعلم أهي صادقة أم تكذب لتغيظه : و ليه ما تقعدين معنا .
توقفت من جديد لتنظر له : وليه أقعد ؟
فتح كفيه : لأننا أهلتس .
هزت رأسها نافية : ما أحب الكذب .. أنتم مب اهلي .. كنتم أهل مشعل الصواع و تبريتم منه
والحين أنا استغلكم عشان تفكرون عن ذنبكم بحقي .. بس أخذ ورقتي من حفيد لفاء و أفضحه
هو وجدة لين أخلي المنابر تنبذهم وقتها بعتبر أننا متعادلين و أروح من هنا .. أنا جيداء مشعل
وبس محد له حق علي ولا أحد له كلمة علي الا أمي وهي بتصير على ذمة رجال يعني بتكون
عندها حياتها وأنا لي حياتي .
رفع كفيه : نأجل هذا الموضوع لبعدين .
مالت شفتيها بسخرية : أنت من هذا النوع !
عقد حاجبيه : أي نوع .
أخذت خطوتين للخلف وهي تتأمله : اللي يأجل المواضيع او يستصغرها و يستهين برغبة
اللي قدامه ولا يصحي على نفسه لين يطيح الفأس بالرأس .. يعني من النوع اللي يأخذ ولا
يعطي او حتى يشوف أن الطرف الثاني كان يقول شيء مهم .
لا شعورياً وجد بصرة يذهب للمنزل وهو يهمس : يمكن كنت كذا مع بعض الناس لكن أكيد
أنا مو كذا معتس .. كل اللي بغيته أني ما أخذ هذا الكلام منتس و أنتِ مشغولة بزواج أمتس
وهالمشاكل .
عادت بخطواتها للمنزل : أنا كلامي واحد .. عقلي تعود يحسب مئة حاجه في نفس اللحظة لا
تظن أنه بيتأثر الحين .
..
غادر فراشة و غرفته ليقف قرب بابها و يطرقه مرة و اثنتان قبل أن يمد كفه و يفتح الباب
نظر لها متدثرة لا يكاد يظهر منها شيء فتقدم منها لينادي بصوت خافت : نادية .
لم ترد عليه فأقترب أكثر وهو يدخل معها للفراش حينها تحركت لتصبح مواجهة له
تنظر لعينيه بضيق : ما سمحت لك تدخل ولا رديت عليك ليه جيت ؟
تأمل ملامحها ليمد كفه يمسح على خدها : كنتِ تبكين .
زحفت للخلف حتى تبتعد عن كفه : ما يهم .. أرجع لغرفتك يا راشد ما ابغى أسمع منك أي
شيء .. ولا حتى حرف .
تنهد وهو يسند رأسه لكفه و يغرس مرفقه في الوسادة : لا تسمعين .. تكلمي يا نادية .
صمتت لثواني تنظر له بعدم استيعاب .. هل يستوعب عقله ما ينطق به لسانه .. تمسكت
باللحاف وهي تركن رغبتها جانباً : ما عندي شيء أقوله لك .
ذهب بصرة لقبضتها على اللحاف ليهمس : حول الثلاثين عام معقولة ما فيه شيء تقولينه .
لمع الغضب في عينيها : بلعتها يا راشد .. هو مو كل هرج ينقال ولا أي واحد نتكلم معه ..
روح الله يرحم شيبانك اللي فيني مكفيني .
هز رأسه نافياً : لا ماني برايح .. و تكلمي يا نادية .
اعتدلت جالسة لتقول بقهر : وهي الدنيا على مزاجك .. أجلسي يا نادية و اسمعي أجلس و اسمع
.. تكلمي يا نادية أتكلم .. إذا كان عقلك ما يستوعب اللي قدامك بشر .. حاول تتذكر هذا
الشيء .. لي حدود صبر و لمشاعري حدود .. و أنت أخذت كل هالحدود و أحرقتها لين
تركت اللي وراها رماد .. تدري حتى لو رجوعنا لبعض فيه نفع لي معد ابغاه .. لأنه ينفعك
حتى أنت وأنا معد ابغى افيدك بأي شيء .. لأن حتى النفع اللي بيرجع لي ما راح يعوضني عن
اللي عشته .. و هذا بعد شيء ثاني لازم يستوعبه عقلك و تفهم .. هالدنيا معد لي فيها عوض
ابداً .. رجاي الأخرة و من هنا لين ربي يأخذ أمانته أتركني .. لا لك كلام ولا دموع عندي .
كان قد اعتدل جالساً في اللحظة التي هي جلست بها فقعد حاجبيه : يعني زواجي بيرضيتس ..
أنتِ بعد استوعبي اللي قاعدة تقولينه في كل مرة أجيتس بعذري .
رفعت حاجبها الأيسر : ومن قال أني بخليك تتزوج .. كنت غبيه و الحين صحيت على نفسي ..
لا والله ما اخليك تتهنى بشيء حرمتني أنا منه .. البيت اللي هدمته فوق رأسي بتقعد معي تحت
ركامة حرام عليك ترفع جدرانه ولا تأسس غيرة .. و بتسويها و أنت راضي .. لو لمرة
بتسمع و تسكت و تبلعها .. لو لمرة خلني الجلاد .. خلني أدوس على حقوقك مثل ما دست أنت
على حياتي بأكملها .. و تدري حتى سكوتي غلط .. من اليوم كل صبح بمرك و أنكد عليك
بالكلام .. بسرق منك كل شيء .. أن شفتك مبسوط جيتك و قلت كيف تفرح و أنت سارق
الضحك مني .. أن أنجزت شيء بقلل منه .. لو تزرع لي ورد بقول يا كثر البساتين ما وقفت
على وردك .. لو تشب في نفسك بقول ما عندك دفا يا بردك يا راشد .. كل هاللي داخلك
و تبغى تعتذر عشانه بذبحه .. كل هاللي فعيونك بسرقه و أهمله .. كل شي سويته لي
برده لك .. لين تذبل ورودك ولين يهب الهواء في جسمك و يلعب فيه وهو خاوي.. بخليك
بارد مثلي يا راشد .
أغمض عينيه وهو يشيح بوجهه جانباً و يسحب نفس عميق لتنهض هي : هاه جاك الكلام
اللي تبغاه .. والله أني ما تغيرت يا راشد نفسها نادية الباردة اللي أنت مليتها بالثلج لين فاضت
به عليك .. روح أمرح وراك مرضى يحتاجونك .
نهض ليصل للباب و بدل أن يغادر أقفله و وضع المفتاح في جيب بجامته ليعود لها قائلاً
: ما والله أطلع من هنا .. و خليني مثل ما قلتي ..بكرة لا صرت مثلتس وقتها نداوي بعض .
اقبلت نحوه لتلكمه على صدرة : والله أن ما طلعت يا راشد لأفضحك و اجمعهم الليلة هنا خلهم
يشوفون بأي وضع هو زواجك .
أمسك بكفيها ليسحبها للخلف و يقبض على معصميها بكفه اليمين بينما اطبق بيسراه على
فكها ليثبت ملامحها : ناديهم .. و أنا بعد في خاطري أشوف لأي درجة وصل برودتس .
ختم جملته وهو يسلب أنفاسها بينما هي تصلبت لا تصدق ما يفعله .. القت عليه القنابل واحدة
تلو الأخرى فلما لا يهرب بعيداً كما أعتاد أن يفعل .. لما في هذا المساء دون غيرة يطرق بابها
بعزم .. لما تُبصر شيء من عهدٍ قديم فيه بعد أن كان يتجول أمامها لسنوات كشخص لا تعرفه
.. أغمضت عينيها بقوة حين أمرها عقلها ( قاومي يا نادية ) لتتبع عينيها سائر أعضاء جسمها
ليس وكأنها فقط تمتلك ذراعين ليظن بأنه أوقف مقاومتها .. رفعت قدمها لتلفها حول قدميه
و تخل بتوازنه حين سحبتهما لجانب واحد فيسط و تسقط هي معه .. حينها فقط استعادت أنفاسها
و كادت أن تصرخ به لولا أن ارتفعت الطرقات على باب جناحهم تبعها دخول فاطمة الصارخة
: يمه الحقي جدتي .


----------------


وقع قطرات المطر على الأرض كان صوته مُريحاً للنفس .. رافقها هذا الشعور حين صلت
الفجر خلفه ثم غادر الغرفة لتبقى هي أمام النافذة لتلف كتفيها بشال صوفي .. لم تنعم ابداً
بالنوم عكسه هو من أغمض عينيه و نام محكماً لف ذراعة حول خصرها .. مُزعج جداً
حضوره و قربة .. وحتى رائحته و صوت نبضات قلبه المنتظمة .. كل شيءٍ في هذا الرجل
مُزعج و غير مُريح .. تندم الان على مواجهته لو أنها صمتت و ابتلعت تلك الإهانة التي
وجهها لها بشكل غير مباشر لما كان تراجع عنها و أصبحت الان مرهونة لرغبته هو ..
زمت شفتيها وهي تتذكر حديث جيداء و للحظة تتمنى أن تكون أفكار ابنتها صحيحة .. لا
تتخيل أن تعيش تجربة مثل هذه معه .. بل لا ترغب بها ابداً .. داعبت رائحة القهوة
حواسها فنظرت لباب الغرفة المطرف باستغراب .. هل أعد القهوة في هذا الوقت ..
اتجهت لهاتفها لتنظر لساعة فكانت الخامسة فجراً .. كانت لتعود للنوم ولكن رائحة القهوة
طردت النعاس الذي زار عينيها بعد ليل طويل .. فنجان واحد لا يضر و ستأخذه حتى لو
اظهر الرفض .. دخلت للمطبخ لتجده واقفاً يتأمل ابريق الحليب حتى وصل للغليان فأغلق
النار و نظر لها بهدوء قبل أن يعود بنظرة هذه المرة لأبريق القهوة : زين جيتي .. تعالي
رتبي المنقل .
نظرت لصينية على الطاولة و قالت : هذا هي جاهزة .
سحبت الثلاجات الممتلئة على الطاولة كانت قد ملئتها ليلى لهم ولكن لم يلمسها أي منهم ..
انشغلت بتنظيفها في صمت بينما هو لم يُعلق على ما قالته و بقي نظرة مفتوناً بذلك السائل
الأشقر .. على الرغم بأنه نام لعدة ساعات الا أنه استيقظ لصلاة الفجر وهو ما زال يشعر
بالنعاس و التعب .. أدرك حينها أنه لم يتذوق لذة النوم بسببها .. كره هذا الشعور و حتى أنه
ندم لاحتضانه لها .. هو يعلم جيداً بأنه لم يتقبلها بعد و الجمال وحدة ليس سبباً لينهار رغم أنه
كأي رجل أنساق سابقاً لحسن امرأته و شعر البارحة بذات الشعور .. في المرة الأولى تلاشى
انجذابه الفطري بسبب تصرفاتها و نفورها منه والان لا يعلم بأي طريقة ستنهي هذه انجذابه
نحوها .
اطفأ النار و حمل الأبريق ليسكب القهوة في الثلاجة و حين التفت يبحث عنها لم تكن موجودة
و حتى فناجين القهوة و الحليب اخذتها معها .. اتجه للمجلس ليجدها هُناك حين دخل أخبرها
: الفطور بترسلة ام عبدالله الساعة 8 و العمال بيجون الساعة 9 .
سكب لها من القهوة و ترك الفنجان جانباً لتأخذه و كأنه لا يجدها لائقة ليمد لها الفنجان رغم
أنها لم تكن نيته و مع هذا هي لم تجد لها تفسيراً أخر فزمت شفتيها بتفكير قبل أن تمد كفها و
تأخذ كاسه فارغة و تسكب لنفسها من الحليب حينها نظر لها عاقداً حاجبيه و تجاهلته و كذلك
تجاهلت الصداع الذي بدأ ينتشر بسبب رائحة القهوة .. لم يترك الأمر يمر هكذا دون تعليق
فقال بشيء من الحدة : ويش فنجالي ماهو بقد المقام يا بنت لفاء .
ارتشفت من الحليب ثم نظرت له ببرود : من متى لا قدمنا الفنجال يا ولد جميل نزلناه بالأرض.
أغمض عينيه وهو يسحب نفس عميق ثم فتحها ليقول : ما كان هذا القصد .
انزلت الكاسه الفارغة و نهضت : بعض الأمور مالها الا تفسير واحد .
عادت للغرفة لتلقي الوشاح على طرف السرير و تستلقي بعد أن عدلت ساعة المنبه عليها
أن تنام .. نعم فكري بالنوم فقط يا سماهر .. ولكن رائحته تشتت أفكاري و تطرد النوم ..
نهضت بضيق لتسحب معطر المفارش و ترش منه ثم تعود لتستلقي و تغمض عينيها .. هذه
ليست رائحته بل رائحه عطر مفارشك .. و هذا ليس صوت نبضات قلبة هذا وقع قطرات
المطر بالخارج إذاً نامي يا سماهر .
..
نظر للفنجان الذي بقي في مكانة ثم تمتم : أحسن .
رتب الصينية و غادر المنزل للصيوان ليشرب قهوته هُناك لن يبقى حبيساً مع هطول المطر
وضع ما كان في كفه ليمسح وجهه بكفيه يبعد عنه قطرات المطر حينها لاح البرق و ارتفع
صوت الرعد ليهمس : ما شاء الله .. سبحان الذي يسبح الرعد بحمدة و الملائكة من خيفته .
تنهد وهو يجلس و يخرج هاتفه من جيب ثوبه ليرسل لليلى ( صليتي يا ورعه )
ثواني و اتاه الرد ( ايه الحمدلله .. و قفل جوالك عشان الصواعق )
ابتسم فهو متأكد بأنها لا تقصد الصواعق و مع ذلك انزل هاتفه و رفع بصره للجزء الظاهر له
من السماء و السحاب المتراكم ثم تنهد من جديد و سكب له من القهوة : أنتِ الخسرانة ولا
قهوتي لو هي على التراب ما تنعاف .
سحناً لا يُنكر يشعر الان بالكثير من الراحة بما أنه يجلس وحيداً بعيداً عنها و عن أي شيء قد
يسبب له أرتباك في أفكاره او يجلب الضيق لصدرة .


------------------


وقف قربها أمام النافذة : وش مصحيتس هالوقت .
نظرت له ثم عادت بنظرها للنافذة : ما قدرت أرجع أنام .
هز رأسه بتفهم : طبيعي قد أدمنتي على الأدوية .
نظرت له بحدة : يعني أنت اللي قلت له .
رفع كتفيه : لا هو شايف الأدوية و باحث عنها و زين يسوي فيتس .
كشرت بضيق : فيصل والله أنك فاضي .. أنتم تحسبون كل شيء يجي على مزاجنا .
نظر لها بهدوء : لا مو كل شيء بس كثير اللي نقدر نمشيه على مزاجنا و الاكتئاب في هذي
المرحلة تقدرين تسيطرين عليه .
مالت شفتيها بسخرية : الكلام هين .. مو أنت اللي عليك مسؤولية ثلاث ورعان ولا أنت جربت
هذا الشعور اللي أنا اعيشه .. و فهد مثلك يحسب أنها هينة .
نظر للخلف : سمعتها .
نظرت حين وقع بصرة لتجد سهاج يقف و بيده كوب حليب تتصاعد منه الأبخرة و تفوح رائحته
بعطر الزنجبيل .. تقدم منهم ليقف على الجانب الأخر : محد يسحب أنها هينة بس بعد ما نعطيها
أكبر من حجمها .
رفعت خلود كفيها : لا هذي خطه مدروسة و أنا أقول وش عنده الرجال قال نامي عندهم وهو
ما عنده دوام .
ضحك فيصل باستمتاع بردة فعلها أما سهاج أبتسم : الشهادة لله ما كنت ضمن الخطة لكن قبل
الفجر دخلوني فيها .. يا الظالمة تفضفضين لهالصعلوك و أنا اخر من يعلم .
تنهدت : متحسفه .. لو جايتك والله أنه أبرك لي بس وش أسوي في روحي حين شافته جابت
الأولي و التالي .
هز رأسه بتفهم : هذا درس لتس حتى الروح أحيان تكذب .
تأملته لثواني قبل تميل رأسها : و أنت روحك كذبت ولا فيه روح كذبت عليك .
رفع السبابة و الوسطى : أنا سهاج ما تجيني الا الأشياء المدبله .
هزت رأسها : مسكين .
نظر لها ببرود : المسكين اللي حذفوا علاجاته وهو ساكت .
ضربت كتف فيصل الذي عاد للضحك ثم لوحت بكفها : لو ما حسيت أنه سواها عشاني فعلاً
كان ما سكت .
مسح على كتفه : هيه خلوكم حذرين مع يديني و أي جزء فيها .. ثم كيف حسيتي يا ام أحساس .
عادت بنظر للنافذة و رفعت كتفيها : عشان كذا هو إحساس ما تقدر توصفه .. بس تحس فيه
و أحيان تشوفه بعيون اللي قدامك .. ماله وصف و أن كنت بوصفه كأنه يقول أنت اهم من
كل هذا .
صمتت لثواني حين ادركت أنها باحت بشيء من مشاعرها أمام أخوتها ثم عضت على شفتيها
وهي تفكر بالانسحاب ولكن كف سهاج أخذت تمسح على راسها بحنان وهو يقول و نظرة
على النافذة : ما فيه أبلغ من كلام العين و دامتس قريتيه معناته هو صادق و انتِ عارفه صدقه
.. خلاص هونت ماني بجالده قد بيت له النية .
نظرت له بامتنان : لا لا تهون .. بجرب شعور اللي أخوانها يجلدون زوجها .
لوح بكفه مازحاً : لا عيب أبو عيالتس و حنا خوال عياله .
فيصل بتغيير للموضوع : الحين وراك ما حسبت حسابنا بالحليب .
رفع حاجبيه : الله أكبر عليك .. أخوك الكبير قدامك و تبغى تتخدم .
ميل شفتيه : هو عشانك الكبير أنا مصدوم كيف سويت لك حليب و تركت أخوانك الصغار
فهالبرد .
: أنتم وش تسوون .
ذهبت أنظارهم لوالدتهم التي تقف على مقربة منهم و يبدو أنها لتو نزلت من الأعلى ليقول
سهاج : نتفرج على المطر .. و عيالتس يبغوني أسوي لهم حليب .
نظرت لهم بضيق : هذا بدال لا تسوون قهوة لأمكم و ابوكم تخدمون بأخوكم الكبير .
كانت ستغادر ولكنها رمقت سهاج بطرف عينها و تمتمت : و انت ماهو ضارك لو سويت
لأخوانك حليبه معك .
شهقت خلود بصدمة بينما فيصل أخرج هاتفه : يمه تكفين عيديها بحطها نغمه لجوالي .
لوحت بكفها وهي تكتم ابتسامتها : روح عني هناك .
لحقت بها خلود : يمه لا تسوين قهوة ترا مجهزتها فالمجلس .
نظرت لها لثواني قبل أن تهز رأسها : أدري من متى كنتِ فيه ولا سويتي لنا قهوتنا أنا بروح
اشرب لي ماء .
حين غابت عن أنظارهم عقد سهاج حاجبيه : والله أن وجهها ماهو باللي .. أنتم ملاحظين .
فيصل وهو ما زال لينظر للمكان الذي توارت خلفه : ايه ملاحظ .. تقهون قابعه بينها و بين
شايبنا .
: و ان كانها قابعة صدق وش بتسوي .
رفع كفه : السموحة مير أن كانت قابعه قابعه أنا مع حلوة اللبن .
نظر لسهاج : و أنت .
ميل شفتيه : أمك ثم امك ثم أمك ثم أبيك .
كتم ضحكته وهو ينظر لخلود : و انتِ ؟
رفعت كفيها : ولا واحد .. لأن اصلاً أنت ما تغلط بحقها ولا تزعلها .
اقترب ليمسح على شعرها : بنت أبوها عارفته .
نظر لسهاج بطرف عينه : تردها لي هاه هين .
تركهم خلفه ليدخل المطبخ و تنمحي ابتسامته : امسحي دموعتس .. أخوانها معها .
أقتربت لتسند رأسها لكتفه و دموعها تهطل بصمت ليمسح على شعرها : لا تفكرين واجد
تعرفين خلود قوية .. مير ما نبغاها تشيل همنا .. أخوانها معها يكفون أن عرفت أننا ندري
بتحس بالضغط .
همست بحسرة : كله مني ضغطت عليها وهي نفاس .
ابعدها ليمسح دموعها : تعوذي من ابليس .. ثم أنتِ بعمرتس ما قصرتي معهم في شيء .. راح
عمرنا و حنا نجاهد فيهم .. نربي و نصرف و نعلم مو لا جاء شيء بحياتهم معناته الغلط منا ..
هذا اختبار من ربي لهم خليهم يتعدونه و يتعلمون .. هم بعد فاتحين بيوت .. و هي معها عيال
خليهم يصيرون أقوى هذا ينفعهم ما يضرهم .
سحبت نفس عميق ببطء ثم زفرته سريعاً و عادت الحركة عدة مرات ثم همست : أن شاء الله .


----------------


نظرت لها وهي تنام بعمق ثم سحبت نفس عميق لا تصدق ما مر عليهم البارحة فما أن
سمعت هي و جيداء تلك الأصوات أسرعن لغرفتها ليجدنها قد سقطت على الأرض وهي
تتكور على نفسها و تأن بصوت يدمي القلب .. أسرعت هي لوالدتها بينما جيداء حاولت سحبها
لسريرها لتعود برفقة والديها و ينقلونها للمستشفى .. كانت الزائدة هي السبب و تم إجراء
جراحة لها .. نظرت لجيداء التي تغلق عينيها ببطء ثم تفتحها بصعوبة لتهمس لها : جيداء أخذي
أمي و ارجعن للبيت .. ابوي هنا دوامة و أنا برافق معها .
نظرت لها لثواني قبل أن تنهض : بروح أجيب لي قهوة تبغين .
هزت رأسها بالقبول : ماني قايلة لا يا عنيدة .
خرجت جيداء لتنهض هي و تجلس بجوار والدتها : كلمتي عماتي ؟
أسندت رأسها للخلف : لا أبوتس يقول بيكلمهن الساعة 8 يمديهن صحن من النوم حرام
نروعهن .
نظرت لجدتها النائمة : بيزعلن .
لوحت بكفها : وش دخلنا هذا كلام اخوهن .. الحين هي ليه ما تقوم المفروض تأثير البنج رايح
من زمان .
نهضت لتقترب منها تتفقدها : مدري والله .. بس الدكتور قال عادي لأنها كبيرة و تأثير التخدير
عليها يختلف عن الشباب .
انحنت لتقبل جبينها : يا عمري كل ما تذكرت انينها .
عضت نادية على شفتيها تمنع نفسها عن العودة للبكاء : ما عليه أهم شيء أنها الحين بخير ..
الحمدلله أنها بيننا .
سمعت صوت طرقات على الباب فأسرعت لنقابها بينما نادية ذهبت لتفتح الباب لتجد أصيل و
و الدته .. ام أصيل بهمس : السلام عليكم .. هاه بشرن كيفها .
ردن السلام ثم أشارت عليها نادية : الدكتور يقول ما عليها بس للحين نائمة .
أقترب اصيل من سريرها : و عمي وينه .
نادية : راح يشوف مريضة اللي البارح و بيجي .
مسح على رأس جدته لتفتح عينيها ببطء فنادى عليهن : صحت .
اقتربن بسعادة بينما هو قال لها مبتسماً : انا قائل ماهي فاتحة عينيها لين اجيها .
رسمت ابتسامه مُرهقة على شفتيها ثم أغمضت عينيها من جديد لحظة دخول راشد الذي سأل
بقلق من تحلقهم حولها : وش فيه .
أصيل : صحت و رجعت نامت .
أقترب ليفحص عينيها ثم يتنهد براحه : تكلمت ؟
هز رأسه نافياً : لا بس ابتسمت .
رفع حاجبه : لا يكون لك .
أشار عليهم وهو يضحك : أنشدهن .. اساساً ما صحت لين جيتها واضح حست فيني .
أم اصيل : أهم شيء انها بخير و الحمدلله على سلامتها .
اتتها الردود متفاوتة بينما راشد أشار بعينية لأصيل ليتبعه للخارج : شويات و أخذ امك
و عمتك أم عمر معك البنات بيرافقن هنا و أنا بكلم الحين عماتك و أعلمهن .
هز رأسه نافياً : لا أرجع أنت معهن شوف وجهك واضح اللي ما ذاق النوم من امس .
لوح بكفه بعدم اهتمام : أنا متعود على قلة النوم .. ثم انت قعدتك هنا ما تنفعها بشيء البنات
يعرفن وش تحتاج و تقدر تطلب منهن اللي يبغى ولا تستحي .. يلا أنا بروح اكلم عماتك .
ابتعد راشد واضعاً هاتفه على اذنه بينما هو وقف ليرسل لأخيه يخبره بأن جدتهم استيقظت
قبل قليل .. أعاد الهاتف ليبصرها قادمة تحمل علبة بداخلها عدة اكواب من القهوة اشاح
بوجهه و هو يغمض عينيه بقوة و يسر في نفسه ( خلاص تعوذ من ابليس ما يجوز هي على
ذمة رجال و قبلها بنت عمك )
اما هي فيبدو أنها لم تتعرف عليه هذا أن كانت حتى تعرف من يكون .. عبرت من الجانب
الأخر و دخلت لغرفة جدته ليتنهد .. هذا خطأه بالكامل .. كان يجب أن يغض بصرة حين عبر
من امام بوابة منزل عمه ولكنها جذبت كل حواسه .. حتى في لحظات حزنها تلك فتنتها برزت
له بشكل صادم .. جلس على احد الكراسي في الممر و غطى وجهه بكفيه مستغفراً الله بصوت
مسموع .. هي على ذمة رجل و هو خاطب أبنه خالة و ينتظر أن تُنهي دراسة الماجستير
ليتزوجها .. كل شيء خاطئ .. عليه أن يُخرجها من عقله و بسرعة من اجل نفسه قبل
أي شخص .
انتظر بالخارج لعشر دقائق قبل أن يطرق الباب و يخبر والدته و ام عمر بكلام عمه
فيخرجن معه من المستشفى .
انزلت فاطمة عبايتها وهي تتنهد : هاه وين قهوتي .
اشارت بعينيها لثلاجة الصغيرة : حطيتها هناك .
فتحت الثلاجة لتخرج لها كوباً : أشوى أن اليوم إجازة ولا كان ما خلوني اقعد معها .
استلقت على الكنب و نظرها على جدتها : من اليوم تصحي و ترجع تنام .
ارتشفت من القهوة في صمت قبل أن تنزل الكوب و تنظر لجيداء باستفهام حين طُرق الباب
ولم تعتدل جيداء جالسة حتى فُتح و دخلت عائشة : السلام عليكم .
تقدمن منها لسلام و سؤال واحد يدور في أذهانهن ( كيف علمت )
تنهدت عائشة وهي تنظر لأختها بحزن : يا شري عنها وجهها رايح أصفر .
جيداء بتساؤول : جدة من جابتس .
اشارت للباب وهي تعود نحوه : ورعي برا .. علمه سيف بعد صلاة الفجر لقاه فالمسجد .
فتحت الباب و نادت : تعال ما فيه أحد غريب .
كادت أن تصرخ فاطمة جزعاً وهي تركض لعبايتها و لكنها توقفت قبل أن ترتديها حين دخل
نزال مُلقياً السلام حينها رمقتها جيداء بنظرات ساخرة ثم اشارت على وجهها دليل على
الحال مزري المظهر فاطمة .. تقدم ليقبل جبين خالته التي فتحت عينيها منذ ثواني : الحمدلله
على السلامة .
تمتمت له بثقل : الله يسلمك .. امك وينها .
أبعدته عائشة وهي تقترب منها : هنا يا خلف هلي و جداني .. الله يجعلني ما اذوق حرتس .
امسكت بكف أختها و دمعة قد فرت من عينها اليسرى لجانب وجهها و همست بتعب : والله
أنهم شالوني و أنا ما أفكر الا فيتس و في ورعة مشعل .
قبلت كفها بحب : الحمدلله على سلامتتس .. و انا و جيداء هنا ولا بنا خلاف .
جيداء وهي ترتب القهوة و الشاي على طاولة بعد أن أخرجتها من سلة جدتها عائشة : الله
لا يحرم ورعة مشعل منتس .
أقتربت لتقبل جبينها : انا هنا .
ابتسمت لها قبل أن يذهب نظرها لنزال الذي سألها : هاه تونسين شيء ؟
حركت كفها نافيه : ابد .. مير البارح أحسب أني أقضي .
انحنى ليعدل السرير و يرفع ظهرها قليلاً بينما جيداء ترتب الوسائد خلفها ليقول : الحمدلله
على كل حال .. اجر و عافيه بأذن ربي .
تمتمت : ان شاء الله .
ذهب نظرها لفاطمة : كني شفت أصيل فوقي أولا .
تجاهلت نظرات نزال نحوها لترد : ايه جاء هو و خالتي بس ما طولوا و أخذوا أمي معهم
و راحوا .
تنهدت براحه لتعود بنظرها لأختها تتحدث معها اما نزال فجلس على الكنب وهو يحدث جيداء
: هاه كيف اصبحتي .
مدت عليه فنجان القهوة : بخير و صحة .. أنت بشرني عنك كيف أصبحت .
كانت ترد عليه وهي ترسم ابتسامه ساخرة فأخذ الفنجان منها و قال بنبرة خافته : لو أني امسيت
مع المسلمين كان قلت لتس كيف أصبحت .
لم تتردد في توجيه نظراتها لفاطمة وهي ترفع حاجبيها : الله يعينك .
أشارت لها بعينيها متوعده قبل أن تلتقط عبايتها و ترتديها قائلة : بنزل شويات و اجي .
جيداء باستغراب : على وين .
لوحت بكفها : على البقالة جدتي اكيد ما تقدر تأكل بعد التخدير بجيب لها عصير .
نظرت لنزال حين غادرت فاطمة لتتمتم : هذي كذبه صارفتها الحين من مخها .
مد عليها الفنجان بصمت لتنظر له بسخرية و تهمس لنفسها : مسوي فيها محترم و يعطيها
مساحتها .
خرجت لتسحب نفس عميق وهي تسند ظهرها للحائط هل قاطعته لفترة ليأتي و لا يشملها
بحديثه .. بل و يخرج أمامها بكامل أناقته بينما هي ترتدي ثوب منزلي و تجمع شعرها
بعد أن استحمت البارحة و ازالت كل زينتها بعد الحفل .. عضت على شفتيها قهراً وهي
تكمل طريقها للأسفل لا يهم يا فاطمة لا يهم .. نزل كتفيها بإحباط بل أنه مهم و مهم جداً
ايضاً .. خرجت من المستشفى لتذهب للمواقف و تفتح باب سيارتها ثم تشغل المحرك و تضع
الحزام قبل أن تشهق بصدمه حين فُتح الباب بجوارها ليجلس على مقعد المعاون و ينظر لها
: على وين العزم ؟
نظرت له بصمت بينما هو أراح ظهره للخلف و اسند رأسه و عيناه تتأمل عينيها من فتحة
النقاب : أنا هذي هي اللي احرمتني لا أمسي مع المسلمين .
اشاحت بوجهها للأمام : أنت وش تسوي هنا .. أنزل عيب عليك .
مد كفه ليسحب حزام الأمان و يشبكه : مو كنتِ بتروحين للبقالة ! يلا أنا بعد ودي بشيء يبرد
على كبدي بعد ما شفتتس .
انحنى باتجاهها قليلاً و قال بنبرة خافته : الا كانتس بتأخذيني لمكان ثاني و تغنين كبدي عن
العصيرات كلها .
حركت القير بضيق : اقسم بالله قليل أدب .. دواك عندي يا نزال .
تنهد مبتسماً : أي بالله عندتس و البلا أنتس شحيحة فيه هذا و ابوتس دكتور .
توقفت عن أقرب محل بقالة لتترجل وهو يتبعها بصمت .. اخذت سلة صغيرة و اتجهت لثلاجة
المرطبات لتأخذ كل ما تقع عينها عليه بينما هو يقف بقربها و ينظر لها بصمت ثم ينقل نظرة
للمحل الفارغ سوا منهما و من البائع خلف طاولته قرب الباب ليعود بنظرة نحوها و يهمس : ما
مليتي من لعبة الهجر .
ردت عليه هامسه وهي تضع عُلب الحليب : لا جازت لي .
هز رأسه بتفهم : كنت عارف .. مير أنا ما جازت لي و كانت النية أصبح أبوتس مير خالتي
دمرت الخطة .
نظرت له بضيق : ليه هو بكيف خالتك .
ميل شفتيه : ما قلت شيء أنا قاعد أشرح موقفي .
لوحت بكفها و هي تتجه لأحد الرفوف : موقفك أشرحه لأبوي أنا مالي دخل .
سحب مغلف بسكويت ليضعه في سلتها : أخذي هذا تراه لذيذ .
نظرت للمغلف في صمت ليسألها : خلصتي ؟
هزت رأسها بالإيجاب ليسحب السلة من كفها و يتجه نحو البائع ليحاسب بينما هي وقفت
على مقربة منه تزم شفتيها بضيق .. حين انتهى غادر للسيارة و أخذ المقعد خلف المقود
فتتأفف بضيق و هي تجد نفسها مُجبره على الجلوس في مقعد المعاون و لكنها تحدثت بحزم
: نتحرك من هنا للمستشفى .
هز راسه بهدوء : لو فيه شقق قريبة كان رأيي بيختلف .
شهقت بصدمة وهي تنظر له ليضحك بخفه : خبلة من عقلتس بسويها .
نظرت له بشك : تصدق أنك مو مضمون .. خاصة بعد كلامك هذا .
سحب نفس عميق : أحترمي أني مقاوم وجهتس اللي بدون مكياج ولا أنتِ تعرفين أنه نقطة
ضعفي .
عضت على شفتيها وهي تُشيح بوجهها لتتأمل الطريق من النافذة قبل أن تشعر بكفه تحط
على كفها و يشد من احتضانه لها قائلاً : كانتس ما تدرين تراني اشتقت لتس .. و حتى لو
تدرين تراني بعد مشتاق .. مالي نية أكتمها بصدري .
لا تفعل هذا .. ها أنت تعود لبعثرتي من جديد .. و تقول أنها لُعبتي في الهجر أُقسم أنها لُعبتك
أنت .. وحدك من يضع قوانينها .. ارتجاف كفي بحضن كفك عن مئة تعبير من الاشتياق ولكن
أنت تطمع في المزيد دوماً .. و كأن هذا الارتجاف يُرضيك ولا يُرضيك .. عند أي نقطة
سينتهي جشع العاشقين بالله عليك .


-------------------


فتح الباب بحذر قبل أن يُغلقه و يقول لزميلة : هذا مات ؟
كشر بضيق : قلت لك واضح مدمن .
ضرب كفيه ببعض : أدق على أبو سهاج .
هز راسه نافياً وهو يبتعد : لا خله .. كلها ربع ساعة و يجي يتفقده .
غادر زميلة ليتأفف و يعود ليفتح الباب و هذه المرة يقترب منه يتأكد هل ما زال يتنفس
أم أنه غادر الحياة ليتراجع بجزع ما أن أمسك ذاك بكفه و همس : إذا تبغى تسلم هات جوالك
ولا أنا بطلع من هنا ثم والله لترجع لديرتك ولا تدج هنا .
ارجف بذعر حين اعتدل حزام وقال بثقل : هات جوالك بكلم أبوي .
نظر للباب بتردد ليقول له بسرعة مستغلاً تردده : هاته بسرعة بكلمة قبل لا يجي أحد و يشوفنا
أنا ان قعدت هنا قضيت ابغى لي دخان .
نظر له باستغراب : بس دخان .
هز راسه مؤكداً : ايه بس دخان قد شفتني طلبت غيره .
هز رأسه نافياً ليمد كفه : بسرعة هاته بكلم أبوي .
مد يده لجيبه و اخرج هاتفه ليسحبه حزام ثم يُعيده له : افتحه بسرعة .
أدخل الرمز ليُشير له : أقف عند الباب لا يجينا أحد .
اسرع ليراقب المكان بينما هو أخذ يحاول تذكر ذاك الرقم و بصعوبة تذكره ليدخله وكله
رجاء بأنه لم يغيره .. الاتصال الأول انتهى دون أي رد فعاود الاتصال وهو يشتمه في نفسه
قبل أن يتهلل وجهه حين أجاب صوته الناعس : هلا.
أخفض نبرة صوته : لا هلا ولا مرحبا .
ثواني من الصمت قبل أن يهمس : حزام !
هز رأسه مؤكداً : ايه حزام .. الحين يا قليل الحياء ليه تارك اختك عندي .. مو لها شهور
أخذت ورقتها ليه للحين جالسة في بيتي .. وش تخطط له أنت وياها .
تلقى صوته الغاضب بابتسامه : ويش ؟ أنت وش تهذري فيه .
لوح بكفه : أقول تعال ضف أختك اللي أنا مطلقها من شهور وهي للحين في بيتي مدري وش
تبغى ولا ليه أبو سهاج واقف في ظهرها تعال ضفها .
.
.
اثر الشدايد تكشف الناس للناس
و يبين فيها اهل الحكي و الصمايل
**
كم واحدٍ وقت الرخا تحسبه رأس
ولا هبته هوج العواصف تمايل
انتهى الفصل


ظِل السحاب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-07-23, 11:41 PM   #2234

حلمي البعيد

? العضوٌ??? » 512023
?  التسِجيلٌ » May 2023
? مشَارَ?اتْي » 23
?  نُقآطِيْ » حلمي البعيد is on a distinguished road
افتراضي

يسلموا ظل يعطيك العافيه ماتمنيته يخلص
اه كميت المشاعر اللي في الفصل عجيبه
شي واحد حزام القتل فيه حلال


حلمي البعيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-07-23, 01:03 AM   #2235

قسيس

? العضوٌ??? » 391086
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 831
?  نُقآطِيْ » قسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond repute
افتراضي

ودي اطب داخل الروية واذبح حزامةالوسخ

اخخخ نبي بارت هدنه من دونه الوسخ

البارت الجاي نبي مشاهد هذال وسماهر وخنقاتهم اكثر????????????


قسيس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-07-23, 01:04 AM   #2236

موزه الكواري

? العضوٌ??? » 488157
?  التسِجيلٌ » May 2021
? مشَارَ?اتْي » 52
?  نُقآطِيْ » موزه الكواري is on a distinguished road
افتراضي

اوووه سماهر وينها الي كانت بتنهار امس ;)

حبييت مقطع خلود وفيصل وسهاج معنى عظظيم وحنون للاخوه ..

تعب الجده حبييبتي اتوقع المستشفى بتكون مسرح لاكثر من موقف بين الحبايب وبدا بنزال وفاطمه ؛(

اصيل ! شسالفه كل مانقول ممكن تنحل بين جيداء ويهاج يطلع لنا شي جديد

حزام !! يبي يقهر زوجته وبناته حرام عليه اكيد اخوها شديد دام مابلغوه بطلاق اخته !! شبيسوي الآن

التلميحات من الحين بموت عبدالله حرام علييج لاتسوينها ارجوووج

تسلم يدج وننتظر بشووق الفصل القادم


موزه الكواري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-07-23, 01:53 AM   #2237

Fatima82

? العضوٌ??? » 448353
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 193
?  نُقآطِيْ » Fatima82 is on a distinguished road
افتراضي

حزام هذا أخبث من الشيطان والعياذ بالله مصر على تدمير بناته وأمهم

Fatima82 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-07-23, 02:34 AM   #2238

ام نجد و

? العضوٌ??? » 507590
?  التسِجيلٌ » Oct 2022
? مشَارَ?اتْي » 49
?  نُقآطِيْ » ام نجد و is on a distinguished road
افتراضي

اخخخخخ البارت اللي بتقول قصير صدق بجلدها انا وبقرصها قرصه ماتنساها

بارت فخم و مليان مشاعر بس القفله سبحان الله ابو طبيع مايخلي طبعه ????☹️

حزام نذل و خسيس و لئيم واللي متفق معاه بكر اخو سماح

هذال وسماهر والله يالظاهر ان علاجه على يدها ????????
من اولها خامها وراقد

حبيت ان سماهر قويه وبينت له وضوح شخصيتها و انها ماترضى بالميله ولا كأنها خايفه ومسويه شي غلط


ليلى يا ناس ليلى نسمه حلوه ????❤️


فيصل خرب علينا لقاء الجبابره ههههه
اكثر شي حبيته علاقة عيال عبدالله تهبل ماشاء الله ???????? خصوصاً كيف فاهمين نفسية اختهم ويحاولون يطبطبون عليها ????????

طيب نوريه تجنن للحين مافهمت ليش متطيرين منها ????????‍????????



ناديه و راشد ياربي متى تهداء الامور بينهم مو طبيعي المناقر ذا يع ماتحمل مناقر الكبار يوترني ????????????



جيداء ياعوبك عوباااااه بس
واصيل لوقيييييي وهو اللي عاد على حفر الجذع جعلك ماتصيد يالسلوقي ماحفظت عينك يع ماتخيل يجتمعون وتنحمس تسبد سهاج ????????



نزال وفاطمه اخخخخخخ
جامعن داي ودواي ياحلوكم حلوااااه بس ????❤️????????




سعود وعياش مالهم ليحه اليوم ????????????????????


ام نجد و غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-07-23, 02:42 AM   #2239

ارجوان

? العضوٌ??? » 422432
?  التسِجيلٌ » Apr 2018
? مشَارَ?اتْي » 452
?  نُقآطِيْ » ارجوان is on a distinguished road
افتراضي

ياصباح الخير

وش هالزين وش هالحلات

سماهر وهذال اثبتو انهم قادرين يتحكمون في انفسهم ومع الوقت بتسقط كل الحواجز بينهم شوية مداحر في البدايه ماتظر

حزام العله مانا بخالصين منه

خلود واخوانها عجبني جوهم وترابطهم والالفه بينهم يازين البيوت الي كذا

مدري ليه انبهار اصيل بجيدا خلاني اتوقع انها بتثبت على رايها وتطلق من سهاج عقبها اصيل يترك بنت خالته الي خاطبها ويتقدم لجيدا


ارجوان متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-07-23, 03:35 AM   #2240

Lmya

? العضوٌ??? » 400070
?  التسِجيلٌ » May 2017
? مشَارَ?اتْي » 90
?  نُقآطِيْ » Lmya is on a distinguished road
افتراضي

لا اله الا الله محمد رسول الله

Lmya غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:29 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.