آخر 10 مشاركات
جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          إشاعة حب (122) للكاتبة: Michelle Reid (كاملة) (الكاتـب : بحر الندى - )           »          رواية كنتِ أنتِ.. وأنتِ لما تكوني أنتِ ما هو عادي *مكتملة* (الكاتـب : غِيْــمّ ~ - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          عذراء اليونانى(142) للكاتبة:Lynne Graham(الجزء2سلسلة عذراوات عيد الميلاد)كاملة+الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          الخلاص - سارة كريفن - ع.ق ( دار الكنوز ) (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          عذراء الإيطالى(141)للكاتبة:Lynne Graham(الجزء1سلسلة عذراوات عيد الميلاد) كاملة+الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          اخطأت واحببتك *مميزة*& مكتمله* (الكاتـب : Laila Mustafa - )           »          ستظل .. عذرائي الأخيرة / للكاتبة ياسمين عادل ، مصرية (الكاتـب : لامارا - )           »          رواية واجتاحت ثنايا القلب (1) .. سلسلة ما بين خفقة وإخفاقة (الكاتـب : أسماء رجائي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

Like Tree2486Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-11-22, 10:54 PM   #331

يسمينة مسعود

? العضوٌ??? » 492275
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 463
?  نُقآطِيْ » يسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أميرة الساموراي مشاهدة المشاركة
هل يوجد فصل الليلة؟
💙💙💙💙
اكيد يا طيبة دقائق وبينزل 🖤


يسمينة مسعود غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-11-22, 10:55 PM   #332

يسمينة مسعود

? العضوٌ??? » 492275
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 463
?  نُقآطِيْ » يسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة moi esraa مشاهدة المشاركة
نستنى الفصل النهارده؟ 🥺♥️
💜💜💜💜
نعم يا قلبي رح ينزل بإذن الله أبشري 💜💙


يسمينة مسعود غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-11-22, 11:45 PM   #333

أميرة الساموراي
 
الصورة الرمزية أميرة الساموراي

? العضوٌ??? » 398007
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 763
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » أميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc4
¬» اشجع shabab
?? ??? ~
كن على على ثقة أن الله بسط لك الرزق في أي مكان ذهبت وستذهب اليه
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 19 ( الأعضاء 5 والزوار 14)
‏أميرة الساموراي, ‏asmaaasma, ‏Moi Esraa, ‏سارة12, ‏يسمينة مسعود


أميرة الساموراي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-11-22, 11:52 PM   #334

أميرة الساموراي
 
الصورة الرمزية أميرة الساموراي

? العضوٌ??? » 398007
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 763
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » أميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc4
¬» اشجع shabab
?? ??? ~
كن على على ثقة أن الله بسط لك الرزق في أي مكان ذهبت وستذهب اليه
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 21 ( الأعضاء 6 والزوار 15)
‏أميرة الساموراي, ‏Batol210, ‏asmaaasma, ‏Moi Esraa, ‏سارة12, ‏يسمينة مسعود


أميرة الساموراي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-11-22, 12:03 AM   #335

ام نود وريم

? العضوٌ??? » 487590
?  التسِجيلٌ » Apr 2021
? مشَارَ?اتْي » 133
?  نُقآطِيْ » ام نود وريم has a reputation beyond reputeام نود وريم has a reputation beyond reputeام نود وريم has a reputation beyond reputeام نود وريم has a reputation beyond reputeام نود وريم has a reputation beyond reputeام نود وريم has a reputation beyond reputeام نود وريم has a reputation beyond reputeام نود وريم has a reputation beyond reputeام نود وريم has a reputation beyond reputeام نود وريم has a reputation beyond reputeام نود وريم has a reputation beyond repute
افتراضي

بانتظار البارت الجميل

ام نود وريم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-11-22, 12:42 AM   #336

ام نود وريم

? العضوٌ??? » 487590
?  التسِجيلٌ » Apr 2021
? مشَارَ?اتْي » 133
?  نُقآطِيْ » ام نود وريم has a reputation beyond reputeام نود وريم has a reputation beyond reputeام نود وريم has a reputation beyond reputeام نود وريم has a reputation beyond reputeام نود وريم has a reputation beyond reputeام نود وريم has a reputation beyond reputeام نود وريم has a reputation beyond reputeام نود وريم has a reputation beyond reputeام نود وريم has a reputation beyond reputeام نود وريم has a reputation beyond reputeام نود وريم has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يسمينة مسعود مشاهدة المشاركة
💙💙💙💙
اكيد يا طيبة دقائق وبينزل 🖤
صار ساعتين من الانتظار عسى ان يكون التاخير خيرا 😘


ام نود وريم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-11-22, 01:14 AM   #337

ديناعواد

? العضوٌ??? » 412620
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,188
?  نُقآطِيْ » ديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond repute
افتراضي

ازيك حضرتك ممكن سؤال هو رعد هيغير معاملة مع سحر ازاي وهما الاثنان ناقرونقار مع بعض

ديناعواد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-11-22, 01:26 AM   #338

Moi Esraa

? العضوٌ??? » 362845
?  التسِجيلٌ » Jan 2016
? مشَارَ?اتْي » 86
?  نُقآطِيْ » Moi Esraa is on a distinguished road
افتراضي

حبيبتي اتأخرتي لعل المانع خير

Moi Esraa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 22-11-22, 01:35 AM   #339

يسمينة مسعود

? العضوٌ??? » 492275
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 463
?  نُقآطِيْ » يسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond repute
Rewitysmile25

~ الفصل الثالث عشر ~

الفصل غير مدقق لهذا عذرا على وجود أي خطأ 🥺✋

:
•♡•
:

🥀 أعـطِ الحب، وخذ مقابلـه ما تشـاء، فالحب وسـيلة وغايـة ونتيجة وثمن وأسلوب، الحـب وحده حـل ❤️

:
•♡•
:





إتخذ مجلسه واضعًا قدمًا فوق الأخرى وقد إهتزت مقلتيه بتفكير عميق متأملاً رقعة الشطرنج أمامه، لا يُسمع بالغرفة إلا صدى صوت أنفاسه المتسارع، ليرفع كفه متلاعبًا بقطعة البيدق بين أنامله، فإنحنى على تلك الطاولة محركًا بيدقه ببطئٍ شديد خطوة للأمام وقد علت بسمة خبيثة ثغره مردفًا بهسيس: دعنا نلعب مع آل سلطان قليلاً


:
•♡•
:


تعرق جبينه و تندى يصارع الكوابيس بنومه، حيث تدفقت تلك الومضات المشؤومة بطعمها المر اللاذع لعقله تقذفه هنا و هناك كورقة خريف بمهب الريح، تسارعت أنفاسه وتلاحقت، محركًا رأسه لكِلا الجانبين ، فإزدادت جموح الذكرى وقست، يراه يقترب منه بخطوات متمهلةٍ واثقةٍ تدب الأرض دبًا والضلام حوله بدأ ينقشع تدريجيًا فيلمح جانب وجهه ذاك والذي توشح بتعاليم القسوة والشر ليبتسم صاحبها بخبثٍ جلي، حيث إنحنى عليه ببطئ مستفز وقد زادت بسمته إتساعًا وإسودت مقلتاه أكثر فإرتعدت فرائص الآخر بخوف، حيث همس بفحيح: تؤ تؤ، متشوق جدًا لرؤية رد فعل عائلة آل سلطان عندما تصلهم جثة حفيدهم البكر


لينفجر ضحكًا بعدها كشخص مجنون تلبسه شيطان مارد، فدنى أكثر حاملاً بيده ذلك السكين الحاد ملوحًا به أمام وجهه ليباغته بطعنه مؤلمة إخترقت جسده و فجرت الدماء منه كأنهار متدفقةٍ


إنتفض مذعورًا بعيون جاحضة يلاحق ذرات الأكسجين كي يتنفس، والعرق ينساب من جبينه، فأغمض عيناه بقوة قابضًا على اللحاف بشدة متفطنًا أنّه بالواقع وما كان به منذ هنيهاتٍ مجرد كابوس من كوابيسه المعتادة التي ما إنفكت تراوده كل مرة


إبتلع ريقه بتعب ماسحًا وجهه بعصبية، ألن يتخلص من تلك الذكريات المريرة، كم عليه أن يضل رهينًا لها؟ ليوجه بصره لجانبه الأيمن فإبتسم بسمة باهتة راميًا اللحاف على السرير كي يغطي ذلك الجانب متمتمًا بروح مضلمة تبا لتلك الذكرى، ليستقيم هارباً من أحلامه المرة


:
•♡•
:


نفخت سحر برقة بوجه أبيها رافعةً أناملها تمسح بمحبة على لحيته متأملةً تقاسيمه الرجولية المهيبة، فجعد جبينه قليلاً لتنحني عليه لاثمةً إياه تنادي عليه بهمس: عصومي يا حبيب إبنتكَ


فتح المعني عينيه قليلاً ليغلقهما مجددًا، ناظرته سحر بشفقة فالواضح أنه مرهق وبحاجة لنوم أكثر، فليلة البارحة جلسوا سويًا بغرفة والديها مع أمها وكذلك شهد تسامروا وتحدثوا كثيرًا، حيث إكتشفت أنّ لأباها جانبًا مضحكاً حقًا، فلم تكفا عن الضحك هي وشهد حينها، فقد كان يقص عليهما مواقف من مرحلة طفولته ومراهقته وخلافاته مع إخوته وكيف كان ينتهي بهم المطاف معاقبين كل مرة، لعلّ أجمل شيئ حدث البارحة هو صلاتهم لقيام الليل فقد كان حدثًا جديداً عليها مع والديها، فهذه أول مرة تصليه معهما فقد خالجتها مشاعر بهجة وتأثر فلم يكن أمامها إلا الحمد والشكر للّه تعالى الذي بثها رحمته وأعادها لهم ، حيث إنتهت ليلتهم وهي قد نامت بين أحضان أبيها في حين نامت شهد بغرفتها مع والدتها


- صباح الخير صغيرتي


عادت لواقعها على همس أباها لتنحني أكثر مقبلةً خده عدة قبلات متتالية مرددة: صباحك زهر و ورد جوري يا أبي


حضنها عصام بقوة ماسحًا على شعرها بحنو متمتمًا بالحمد للمرة الألف على سلامتها، فهمهمت الأخيرة بين ذراعيه: ألن تذهب للعمل يا أبي ؟


قبل المعني رأسها مجيبًا: لا يا بنيتي، سوف آخذ إجازة لعدة أيام كي أشبع روحي منكِ


ناظرته سحر بحماس مستفهمة: تمزح ؟!


قهقه الأخير عليها مكوبًا خذها مأكدًا لها: أبدًا ...فمنذ قدومكما أنتِ وشهد لم أتفرغ لكما بسبب ضغط العمل الذي كان فوق كاهلي، لهذا قررت أن آخذ عطلة كي نستمتع على راحتنا


ضحكت سحر بحلاوة مقبلةً جانب صدره بحب مردفة: رائع.. صدقًا أريد أن أجلس معك كثيرًا كثيرًا


إستقام والدها متكئًا على ظهر السرير حيث إستفهم بعد أن أبصر التردد بمقلتي إبنته: أرى تسائلاً بعينيكِ يا صغيرتي، تفضلي


تلاعبت الأخيرة بطرف اللحاف مجيبةً بخفوت: ألن نتحدث بخصوص موضوع ذهابي لبيت زهير ذاك؟


رفع حاجبه مستفسرًا بهدوء: ولماذا تريدين أن تتحدثي به مادمت لم أسئلكِ عنه ؟


رفعت بصرها نحوه مرجعة خصلاتٍ من شعرها خلف أذنها قائلة بإرتباك: لا أفضل ترك الأمور معلقة هكذا، وأيضًا لا أحب رؤية الخذلان بعيناك يا أبي


تبسم أباها إبتسامة عميقة فرفع كفه رابتًا على شعرها بدفئ قائلاً: سوف نتحدث به يا إبنتي لا تقلقي، لكن ليس الآن فأنتِ بحاجة للراحة التامة


عبست سحر مجيبةً بثقة: لا تقلق أنا أصبحت بخير والحمد لله خاصة بعد أن نمت جيدًا


نفى عصام مرددًا بحزم أبوي : سحر لا تجادليني، الطبيبة نوهت أن ترتاحي تمامًا وتبتعدي عن أي ضغطٍ كان، لهذا لن نتحدث الآن يا بنيتي إلا عندما أرى أنكِ بخير كليًا


زفرت الأخير بخضوع متمتمة بحسنًا، فأردف بلين: والآن ما رأيكِ أن نذهب للخروج قليلاً نحن الأربعة أنا وأنتِ وشهد ووالدتكِ


لمعت مقلتيها اللازوردية بحيوية مجيبةً: طبعًا سنفعل


:
•♡•
:


وجه هاني بصره حيث زياد الواقف بقربه فعقب متهكمًا: صدقني عندما لم أجدكما بالمشفى تيقنت أنكما السبب فيما حصل لها


رمقه الأخير بحدة مرددًا: هاني ليس وقت إستظرافك صدقني


هز الأخير كتفيه معيدًا بصره للأمام حيث تلك المساحة الخضراء مغمغما: لقد أخبرتني سحر أنها لن تسامحكما أبدًا بل وأقسمت على ذلك أيضًا


توسعت عيني زياد هاتفا بعدم تصديق: مستحيل، سحر أختي طيبة و متفهمة أكيد لن تفكر هكذا


غمغم هاني بإختصار: حسنًا إذا


زفر زياد بضيق هادرًا: لا تستفز أعصابي يا هاني فبالكاد أتمالك حنقي


ناظره الأخير شذرا مجيبًا: لم أقل شيئًا لهذا أكرمنا بصمتك


تأفف الأخير متخذًا مجلسًا بقربه على الكرسي الخشبي، حيث أردف هاني بهدوء: كنت أمزح فقط، سحر لم تقل شيئاً


أجاب زياد دون النظر له: لست غبيًا لأصدقك أصلاً


أصدر هاني صوتاً ساخرًا قائلاً: أنت لم يفاجئني ما فعلت، فهذه هي طبيعتك و هي التفكير بعد حدوث الكارثة، ما أثار إستغرابي هو أدهم كيف له أن ينجر لهكذا أمر ، فهو ثقيل ويحكم عقله جيدًا قبل أي تصرف


رمقه زياد بتململ هاتفًا: إن أنهيت سخافتك فغادر، لا داعي لبقائك المضجر


قهقه هاني بشدة مرددًا من بين أنفاسه: يا ناكر الجميل وأنا الذي جئت مخصوصًا لكما كي أساعدكما في التصالح مع سحر


عقد زياد حاجبيه مستفهما منه: هل ستفعل حقا ؟


تجاهله الأخير متابعًا تأمل المنظر أمامه فجز زياد على أسنانه بغضب لاكمًا ذراعه بقوة هادرًا به: إنطق يا بني آدم


مسح الآخر على ذراعه بوجع مجيبًا بإستخفاف: لما العجلة يا ممل


قلب زياد مقلتيه مستدعيًا صبره على هذا المستفز فأردف بهسيس: تحدث أو إنقلع من أمامي


تنهد هاني مستفهمًا: لماذا لم تتصلا بها ببساطة !؟


رمى زياد بضع حجرات صغيرة للأمام مجيبًا: طبعًا فكرنا في هذا، لكن خشينا الضغط عليها أو قد نتسبب لها بضرر فينتكس حالها لهذا آثرنا عدم الفعل حاليًا


أومئ له هاني بتفهم معقبًا على حديثه: إذًا سأزورها بالقصر وأحاول تقصي الوضع وإن كان حالها يسمح بأن تحدثاها من هاتفي فإفعلا


لاح الأمل على وجه الآخر فتردد بعدها بعدم إقتناع للفكرة قائلاً: نود ذلك حقًا، لكن ماذا لو حدثت لها إنتكاسة ما، خاصة أنّها في فترة نقاهة نفسية، أخشى أن يسوء وضعها


إنفجر هاني ضحكًا، فتشنج فك الآخر غضبًا هادرًا به بسخط: هل هذا وقت ضحكك أيها اللعين؟


هز الأخير رأسه مجيبًا من بين أنفاسه الضاحكة: لا أقصد واللّه، لكن باللّه عليك أي إنتكاسة هذه التي قد تصيبها، البارحة كنت عندها بالمشفى، قسمًا بالله لولا تأكيد الأطباء لنا بأنها إنهارت حقًا لكنت قلت أنّها كانت تمثل فقط على الجميع، بدت لي شبه طبيعية لولاَ بعض الإرهاق


أغمض زياد عيناه شاردًا في ومضات حديثها السابق ذاك فهمس بصوت هارب: ماذا توقعت منها إذًا ؟ سحر واجهت العديد من الصعاب ومرت بكثير من المواقف العصبية لكنّها تجاوزتها ببسالة فذة ترفع لها القبعة، لهذا فطبعًا ستستيقط من الإنهيار قويةً كعادتها، شخصيتها رُوضت على مثل هذه المحن، وصدقًا مستقبلاً سوف أتوقع منها أي شيئ


أنهى حديثه ماسحًا وجهه بحركة عصبية و قلبه يرتج بين أضلعه قهرًا على ما قاسته أخته سابقًا، فقط لو يمنح الفرصة لإقتلاع وجعها وكل ذكرى سيئة ألمت بفؤادها لما تردد لحظة في فعل ذلك


أشفق عليه هاني مدركاً الصراع الذي بقلب صديقه فربت على عضده مردفًا: لا بئس سوف تسامحكما بسهولة إطمئن فهي تحبكما كثيراً


زفر زياد بخفوت قائلاً: أتمنى ذلك حقًا


وجه هاني بصره للخلف حيث لمح أدهم بالشرفة يتحدث بالهاتف وقد بدى محياه واجمًا، ليعيد نظره لزياد مستفهمًا منه: كيف حال أدهم، يبدو لي صامتًا ؟


أجاب شريك جلسته بهدوء: أدهم أساسًا طبعه صامت، لكنه غاضب من نفسه جداً فبالكاد يتمالك زمام حنقه، كلما أقول أنه بدأ يتحسن فجأة تحدث مشكلة تعيده لنقطةِ الصفر


تنهد هاني متسائلاً بحيرة: لماذا لا يذهب لطبيب نفسي علّه يساعده في تخطي الأمر، بدلاً من أن يبقى مقيدًا بالماضي هكذا


علت الحدة ملامح زياد مجيبًا بسخط: على أساس أننا لم ننصحه بذلك، لكنّه يعاند كل مرة ويقول أنّ الموضوع ليس بذلك التضخيم الذي نراه


آثر هاني تغيير الموضوع متأملاً المكان من حوله: لماذا إخترتم البيت الخشبي بالذات ؟ لماذا لم تذهبوا لأحد شققكم ، خاصة أنّ هذا الجزء يخص رعد


هز زياد كتفيه مجيبًا بعدم مبالاة: الجو هنا رائع أفضل من المدينة وسكنها، فتشعر بالراحة من خلال هوائها العليل، خاصة أن المكان بعيد تمامًا عن الضوضاء


رمقه هاني بطرف عينيه مغمغمًا بتهكم: إن علم والدك أنكما لم تسافرا وأخلفتما كلامه للمرة ثانية سوف يغضب جداً


حدجه زياد شذرا مرددًا بسخرية مماثلة: أنت فقط إهتم بشؤونك ولا تتدخل فيما لا يعنيك


قهقه هاني بخفة موجهًا بصره حيث أدهم فرفع كفه ينادي عليه: أدهم إشتقت لك يا أخي


ناظره الآخر بإستخفاف متابعًا التحدث بالهاتف وقد تجاهله كليًا، لينفجر هاني ضحكًا مردفًا: تبا، إنّه يتجاهلني كالعادة مثل رعد تمامًا، لا غريب أنّهما رفيقان فهما يشبهان بعضهما جدًا


تأفف زياد بضيق هادرًا به: أخبرني هل سوف تساعدنا أو لا ؟


مط الأخير شفتيه مجيبًا بإستفزاز: طبعاً سأفعل (فناظره بتردد معقبا بعدها) لكن لدي طلب صغير جدًا أود أن تساعدني أنت أيضًا به


أصدر زياد تشه ساخرة قائلاً بتهكم صريح: كنت سوف أستغرب لو ساعدتنا دون مقابل


إبتسم هاني إبتسامة صفراء متحدثًا بتهكم مماثل: جيد أنك عرفت ذلك، فأنا لست جمعية خيرية طبعاً


قلب الآخر مقلتيه مرددًا بضجر: أفحمني يا حبيب ضحى ماذا تريد ؟


إزدر هاني ريقه بإرتباك وقد جال بنظره بالمكان مجيبًا: في الحقيقة..أريدك أن تساعدني كي أتصالح مع خالتي عطاء


قطب زياد جبينه موجهاً بصره له مستفهما بخفوت حاد: تتصالح معها ؟! ما الكارثة التي إرتكبتها حتى تخاصمك أصلاً


تهرب هاني مغمغمًا بمراوغة: لم أفعل شيئ، فقط زلة لسان غبية وهي إتخذت موقفاً مني


رفع زياد حاجبه على حجته السخيفة تلك فهدر به: لا تكذب يا هاني، خالتي عطاء ليست بتلك الشخصية السطحية ولا الحقودة حتى تخاصمك لسببٍ تافهٍ، كلنا ندرك جيدًا أنّ والدتي وخالتَي حنونات جدًا، أي أنّ خطأك كان جسيمًا كي تتخذ منك موقفًا، هيا أفحمني يا ذكي


تردد هاني إلا أنّه قرر البوح له علّه يساعده ويوجهه في كيفية إسترضاء خالته، فتوسعت عيني زياد فاغرًا فاهه على حماقة إبن خالته حيث هسهس بحدة: ماذا فعلت يا غبي؟


هدر هاني به وقد ضاق ذرعا: قلت لك ساعدني وليس قدم لك موشحاتك الغبية


إستقام زياد قابضًا إياه من تلابيبه وقد إستشاط غضبا: أنت لا تعقل أبدًا إلا بعد أن أحطم وجهك هذا


نزع هاني كفي الآخر من ياقته مبعدًا إياه عنه وقد هدر به بحنق: أولاً لا تبدأ عنفك فصدقًا لست مستعد كي تولول أمي لساعاتٍ فوق رأسي، ثانياً أنا بالكاد أتمالك نفسي يا زياد لا تزد الوضع سوء


صرخ به زياد وقد بلغ الغضب أوجه معه: أنت غبي، لا بل معتوه تافه، معها حق بأن تخاصمك، تقذف إبنتها وتريد منها أن تفرح لك بهذا


إنفجر به الآخر مدافعاً عن نفسه: لم أقذفها أيّها اللعين، كانت لحظة غضب وزلة لسان لأنّ طليقها الحقير إستفز أعصابي للآخر


تشنج فك زياد غضًبا فدفعه بقوة ليتقهقر الآخر للخلف مرددًا بضيق: أغرب عن وجهي قسمًا باللّه لا تستحق أي مساعدة


ليتحرك نحو المنزل الخشبي، فصك هاني على أسنانه متحركا هو الآخر خلفه مجيبًا بتهكم: على الأقل لست أنا من أوصل أختي للمشفى مسببًا لها إنهيارًا عصبيًا


توقف زياد فجأة ليستدير له بسرعة مباغتًا إياه بلكمة أردته أرضًا مرددًا بعدها بإشمئزاز: على الأقل أنا لا أشك في شرف إبنة خالتي أيها الحقير


فتابع سيره صاعدًا الدرجات دالفًا للمنزل، فزفر هاني بضيق مستقيمًا من على الارض يشتم زياد بسره، فتحرك هو الآخر خلفه متوغلاً بالمكان حيث ترائى له أدهم مضجعًا بالأريكة وبقربه مجموعة أوراق فغمغم بشقاوة: مرحبًا يا أدهم


أجابه الآخر بهدوء دون النظر له: أهلاً


أردف هاني مستفزًا إياه: بالمناسبة سحر تسلم عليك قائلةً تبًا لك يا أخي الأكبر


هدر به أدهم دون أن يرمقه بأي نظرة: أغرب عن وجهي أفضل لك


قهقه الأخير مرددًا بإستخفاف: حسنًا، حسنًا لا تتأزم هكذا يا حبيب جولي


فتجاهله الأخير ليتحرك هاني صاعدًا للدور الثاني حيث الغرف، فطرق باب غرفة زياد هاتفًا: سوف أدخل


ليدير المقبض فاتحًا الباب متوغلاً بالغرفة ذي الأثاث الراقي فلمح الأخر بالشرفة حيث قلب عينيه بتهكم مرددًا: هل سوف أبقى أركض خلفك يا بني آدم ؟


أجابه زياد بضيق: هاني أخرج أحسن لك


تقدم الأخير منه متكئا على الشرفة هو الآخر، فزفر بخفوت كأنه يخرج مع كل زفزة ثقلاً يجثو على قلبه مغمغمًا: توقعت أنك ستتفهم موقفي يا زياد


رمقه الأخير بإستهجان مجيبًا إياه: أي موقف هذا الذي تطلب مني أن أتفهمه يا أخي، قهرت قلب خالتي وجرحت سهام إبنة خالتنا التي طوال عمرنا كانت جزء لا يتجزء منا، والأشد أنك شككت في شرفنا أجمع لأنّ عرض وكرامة وسمعة سهام يعنينا كلنا، وبعدها تأتي تطلب مني أن أتفهم موقفك بكل وقاحة !؟


ضرب هاني سياج الشرفة بغضب متكلماً بحدة: لم أقصد قولي لتلك الكلمات يا زياد، طبعًا لن أفكر حتى بيني وبين نفسي أن أجرح خالتي، مستحيل صدقني خالتي عطاء وجوليا أغلى إمرأتين بحياتي مستعد أن أفديهما بروحي دون تردد، فقط الغضب أعمى بصيرتي


ناظره زياد بتهكم مصرحًا: بل قل الغيرة هي التي أفقدتك صوابك


نفى هاني بسرعة قائلاً بحدة: توقف عن سخافتك، أي غيرة هذه رغم كرهي لها إلا أنّها تضل إبنة خالتي وسأغضب لأي ضيق يمسها لا غير


أومئ له زياد ببطئ متحدثًا بسخرية جلية: أنت أدرى بنفسك


هدر به الآخر بسخط: هلا كففت عن تفاهتك الآن، وهلاَ أكرمتني بمساعدتك كي أصالح خالتي


مط هاني شفتيه موافقًا على مضض: قسمًا باللّه لولاَ غلاوة خالتي عطاء لتركتك تندب حظك التعس أيها الغبي


ناظره الأخير بإستخفاف مجيبا إياه: ولد شاطر والله، والآن أبهرني بطريقة مناسبة كي أستسمحها عذراً


:
•♡•
:


إنحنت سحر على والدها الذي كان متأملاً الطريق أمامه قابضًا على المقود بخفة مقبلةً وجنته هامسة بحب: كان اليوم رائعاً بحق يا عصومي، شكراً لك كثيرًا


تبسم والدها بدفئ مجيبًا بصوته الأجش: أنتما صغيرتاي وأنا طوع أمركما كل وقت


إلتفتت جوليا التي كانت جالسة بالأمام قرب زوجها للخلف مستفهمة من شهد كي تشركها بالحديث: وأنتِ يا شهد هل إستمتعتِ؟


أومئت الأخيرة والسعادة قد تجلت على محياها مجيبةً بصدق: نعم كان يومًا رائعاً بحق، شكرًا كثيرًا أبي عصام


رفع عصام نظره للمرآة الأمامية قائلاً بعطف: تتدلل صغيرتي شهد، فقط أشيري بإصبعكِ يا إبنتي وسأهب فورا لأخذكِ لأي مكان تريدين بنيتي


توردت الأخيرة بخجل فصدقًا اليوم كان رائعاً حقًا فهم الأربعة ذهبوا منذ الصباح لحديقة الحيوانات وإستمتعوا هناك كثيرًا وبعدها أخذهم عصام للمركز التجاري وإشترى لَهنّ كل ما يردنَ وبعدها تناولوا الغذاء بأحد المطاعم لينتهي بهم اليوم وقد قضوا عدة ساعات بمدينة الملاهي ينتقلون من لعبة لأخرى بإستثناء الألعاب الخطرة التي منعهم عصام من تجربتها بحكم وضع سحر الذي لم يستقر بعد كليًا، طوال اليوم لم يكفوا عن الضحك و لا عن أخذ الصور مع بعض، فتنهدت شهد براحة شاكرة الله للمرة الألف فقد حَبوا مجدداً بذلك الجو العائلي الدافئ وعاد يلفهم من جديد


- بالمناسبة


كلمات نبس بها عصام واضعاً كفه بجيب سترته مخرجا بطاقتين مقدمًا إياهما لسحر مرددًا بعدها وهو يتأمل الطريق: خذا هاتان لكما، كل واحدة كتب إسمها عليها


قلبت سحر البطاقتين بين كفيها لتقرأ إسم أختها "ندى إبراهيم" فقدمتها لها، هذه الأخيرة التي تأملت البطاقة بيدها لتحول بصرها بإستفهام حيث سحر التي قرأت إسمها " سحر آل سلطان" لتبتسم على عودة لقبها الحقيقي لها بفخر قد تغلغل لثنايا قلبها النابض بقوة، حيث أردفت بتسائل: أليست هذه بطاقة إئتمان يا أبي؟


أومئ لها أباها دون أن يزيح بصره عن الطريق: نعم بنيتي، كل بطاقة تخص إحداكما تحتوي على مبلغ محترم هي تحت تصرفكما وإستغلاهما كما تريدان، كي لا تتحرجا عند رغبتكما بشراء أي شيئ


إنحنت شهد على مقعد عصام متسائلة بحماس متناسية نفسها: هل حقا أتصرف بها كما أريد يا أبي عصام؟


ضحك عصام بخفة مؤكدًا كلامه: طبعًا صغيرتي كما تريدين تمامًا، يوجد بها مبلغ معتبر، أشك أنكما ستنفقانه خلال عدة سنوات


دبت الحيوية بشهد مصفقة بكفيها: رائع سأشتري ما أريد، يا إلهي شكرًا لك كثيرًا أبي عصام، أنت أروع أب بالكون


قهقه عصام على برائتها لتشاركه جوليا نفس الضحكة هازة رأسها على عفويتها الظريفة تلك، فتوردت شهد بحياء بعد أن أدركت مبالغتها، حيث وجهت سحر بصرها للبطاقة التي بيد أختها التي كانت تتلاعب بها بحماس لتنظر لبطاقتها هي مرددة بعد برهة: أبي ما رأيك أن تعيد لك شهد بطاقتها وأعطيها بطاقتي أنا كي تستخدمها كما تريد؟


تغضنت تقاسيم وجه شهد نافية برأسها برفض وقد أجابت: لا، لقد أعطاها لي أبي عصام يا سحر هي ملكي الآن وأتركي بطاقتكِ عندكِ أنتِ


تبسم عصام إبتسامة عميقة رامقًا جوليا بطرف عينه، هذه الأخيرة التي بادلته نفس البسمة بعد أن تفطنت ما تريده إبنتهما، فإستفهم بهدوء: لماذا ؟


زمت سحر شفتيها تهز كتفيها مجيبةً: هكذا أطمئن أفضل


رفع عصام بصره للمرآة الأمامية مكررًا تسائله: تطمئنين على ماذا من ماذا بالضبط بنيتي؟


زفرت سحر بخفوت موضحةً: أبي بطاقتي تحتوي على مالي من العائلة وسأتركه تحت تصرف شهد لا بأس ولتأخذ ما تشاء منه فأنا طوال عمري لم أبخلها بشيئ، لكن لا داعي لبطاقة تخصها هي


عبست شهد بضيق، في حين قهقه عصام يهز رأسه على إبنته فأردف مطمئنًا إياها: لا تقلقي صغيرتي المال الذي وضعته بحساب شهد كله من مالي الخاص ولم أضع ولا فلس يخص أملاك العائلة لهذا فمالها حلال محلل، أختكِ لن تأكل فلسًا حرامًا لا تقلقي


ضيقت سحر عينيها مستفهمة: متأكد ؟!


إنفجر عصام ضحكًا على شقاوة إبنته فشاركته زوجته الضحك أيضًا، حيث رددت هذه الأخيرة من بين أنفاسها: بالله عليكِ يا سحر هل تشكين أنّ أباكِ قد يكذب ؟


نفت سحر بسرعة مجيبةً بصدق: أمي طبعًا ليس هكذا، أدرك خلق أبي جيدًا لكن فقط خفت أن يكون قد إختلطت عليه الأمور، خاصة أنّ الكثير من أملاك العائلة مشتركة ولها ربح يضم كل الأفراد لهذا خشيت أن يتم تحويل بعض الأرباح لحساب شهد، وبإعتبارها ليست فردًا حقيقيًا منهم فهذا يعتبر إعتداء على حقوق الغير ولا أرضى لشهد أن تأخذ ما ليس لها فيصنف أكل حرام ولن يضع الله البركة فيه


تأثرت شهد بشدة على حرص شقيقتها فصدقًا سحر تحسب لكل شيئ ألف حساب خاصة فيما يخص شرع الله، فتراقصت الفراشات الزاهية البهية بفؤادها عازفة ترانيم الإمتنان لتوأم روحها الذي تجلى بشقيقتها الكبرى


تبسم عصام بفخر حقيقي بسبب حكمة صغيرته وضميرها الحي ليجيب بهدوء: لهذا أعلمتكِ بأن تطمئني كليًا يا إبنتي، لم أكن لأدوس على أي حق من حقوق أحد أفراد العائلة، فحسابكِ أنتِ أساسًا قد تم فتحه بعد ولادتكِ، فمن قانون الأسرة أنّ أي مولود يولد يتم فورًا تخصيص حساب بنكي له ويوضع شهرياً مبلغ مالي له حتى يكبر ويصبح راشدًا فتمنح له البطاقة، وحتى بعد إختطافكِ ضلّ الحساب موجوداً ولم نوقف عملية تحويل المال له على أمل عودتكِ يومًا والحمد لله هَا قد عدتِ، وأما بخصوص شهد فالمبلغ الذي به أنا فقط من حول المال لها من مالي الخاص، ورغم إصرار جوليا كي تشارك بذلك أيضًا فقد رفضت هذا كليًا، لهذا فلتنامي قريرة العين يا إبنتي لن أرضى لشهد بأن تلمس فلسًا حرامًا ليست أهلاً له


إنحنت سحر معيدة تقبيل خد أباها بحب هامسةً: لا حرمنا الله منك يا نور عيني


ربت بحنو على وجنته دون إزاحة بصره عن الطريق مجيبًا بدفئ: ولا منكم ، وأيضاً بعد أيام سوف نذهب لأحد المنتجعات ونقضي فترة هناك، ما رأيكما؟


تهللت أسارير شهد مستفهمةً بشقاوة: حقًا سنفعل يا أبي عصام؟


أومئ لها الأخير مغمغمًا ببسمة ودودة: طبعًا بنيتي


عمت السعادة وجه سحر مرددةً بتسائل: إلى أين سنذهب بالضبط يا أبي؟


أجابت جوليا بدلاً من زوجها موضحةً: لإحدى المدن التي على الحدود الغربية فنحن لم نذهب لها منذ سنوات مضت


عقدت سحر جبينها بحيرة قائلة: لكن شهد لديها جامعة كيف ستذهب معنا؟


عبست شهد بعد تذكرها لجامعتها فغمغم عصام بهدوء مجيبًا إياها: لا تقلقي يا إبنتي أنسيتي أنّ العيد الوطني قريب وسوف تمنح إجازة لمدة أسبوع للمدارس والجامعات


قهقهت شهد برقة بعد أن تذكرت ذلك العيد فهتفت بحيوية: صحيح لم يبقى الكثير على قدومه، رائع حقا سوف نستمتع


تنهدت سحر براحةٍ قد إختلجت قلبها فيبدو أنّ أباها يريد تعوضيهما بكل السبل و دفع شهد كي تتوطد علاقتها بهم أكثر


::


ترجل الجميع من السيارة بعد صفت بمكانها المعتاد فتحرك عصام مع جوليا بعد أن أخرجا أكياس مشترياتهم من صندوق السيارة مرددًا: هيا


رقت ملامح سحر مجيبة: دقائق وسوف نوافيكم


أومئ لها والديها بصمت فتابعا سيرها حيث باب القصر، فإلفتت الأخيرة لأختها شهد مستفهمة بحيرة: شهدي أريد أن أسئلكِ سؤال؟


عقدت الأخرى حاجبيها بعد أن لمحت التردد والإرتباك على وجه أختها فأجابت بقلق: أكيد يا سحر تفضلي


تنهدت الأخيرة مستفهمةً منها بما يقض مضجعها: أين أخواي ولماذا هما ليسا بالقصر؟


إرتبكت شهد نافية برأسها مجيبةً برفض: لن أخبرك، لا أعرف أساسًا، لا لا


قطبت سحر جبينها على جوابها المتناقض فشهد عندما ترتبك تقول جملاً لا معنى لها، حيث أردفت: شهد أعرف أنّ أبي غضب منهما كثيرًا لكن مالذي حدث ولماذا هما غائبان هكذا ؟


إبتلعت الأخيرة ريقها مغمغمة بتهرب: لا، أبي عصام سيغضب، والطبيبة قالت الضغط ممنوع، لهذا لا أعرف


زمت سحر شفتيها مرددةً بعبوس: شهد بالله عليكِ للمرة الألف أنا بخير كفاكم مبالغة، هيا أخبريني ما الذي حدث ؟


ترددت شهد تدعك كفيها ببعضهما البعض قلقاً على أختها من أن تغضب أو تحزن، فمسحت سحر على خدها بحنان تدرك الصراع الذي بداخل أختها مشجعة إياها بلين: هيا صغيرتي أخبريني ووعد لن أعلم أحدًا بأنكِ من قال لي


زفرت الأخرى مجيبةً: أبي عصام كان قد غضب جدًا وطلب منهما أن يسافرا للعمل بدلاً من رعد ذاك، ومنعهما من الولوج للقصر حتى يسمح هو بذلك


غامت مقلتي سحر تسبحان بالقلق شاعرةً بالذنب الشديد تجاههما، فقد غابَا عنها ليومين فقط إلا أنّها مشتاقة لهما كثيرًا، يخالجها شعور الفقد والحاجة لهما، جالت بنظرها تريد أن تتأكدا بأنهما ليسَا هنا أو علّها تلمح طيفهما فتروي مرآها بهما


مسحت شهد على ذراع أختها بعد أن تغضن محياها بألم متسائلة : سحر ما بكِ؟


إستفاقت الأخيرة على صوت أختها متحدثةً بحنو: لا شيئ صغيرتي (فتنهدت بخفوت معقبة بعدها ) سوف أصعد للأعلى


أومئت لها الأخيرة بهدوء ليرن فجأة هاتفها مخرجةً إياه من جيب فستانها مجيبة: ألو


::


تحركت سحر بخطوات هادئة لتلمح نور التي كانت جالسة قرب المسبح ونظرها موجه للبوابة الخارجية وكأنّه تنتظر أحدًا، فهتفت بتحية: مرحبًا نور


جفلت الأخيرة ملتفتة لها مجيبةً: أهلاً


إرتخت تقاسيم وجه سحر مرددةً بإعتذار: آسفة لم أقصد ترويعكِ


نفت الأخرى رافعةً عنها الحرج قائلة: أبدًا، أنا التي شردت


تبسمت سحر بلطف قائلةً: لابأس، في الحقيقة لقد إشترت بعض المشتريات اليوم ما رأيكِ أن نتشاركها؟


لاح التردد على مقلتي نور مجيبةً بخجل: لا داعي لذلك


دنت منها سحر أكثر مادةً كفها لها مردفةً بلطف: هيا يا نور أنت صديقتي وبمقام أختي ولقد إشتريت لكم عدة أشياء لهذا لا تكسري خاطري رجاءًا


رقت تقاسيم نور قابضة على كف الأخيرة الممدود لها مستقيمة من مجلسها مجيبة بمودة: حسنا كما تريدين


قهقهت سحر بخفة تمشي بمحاذاتها مصرحة لها بصدق: أنت فتاة رائعة حقًا يا نور ماشاء الله تذكرينني بصديقتي ميس


حولت الأخرى بصرها لها وقد توردت وجنتاها لمديحها مستفهمة: من ميس هذه؟


تنهدت سحر موضحة: هي صديقتي بمدينتي الأخرى تعرفت عليها عندما إنتقلنا قبل سنوات لحيهم وقد درسنا بنفس الثانوية خلال تلك الفترة، وهي فتاة لا مثيل لها راقية بتعاملها و معدنها طيب و ذات خلق رفيع جدًا، صدقًا هي عملة نادرة


إرتسمت إبتسامة ودودة على ثغر نور قائلة: يبدو أنكِ تحبينها كثيرًا ؟


مر بريق خاطف بمقلتي سحر مصرحةً بصدق: أحبها فقط !! ميس تستحق أكثر من الحب صدقيني فتاة مثلها لا تتكرر مرتين، هي غالية وعزيزة جدًا على قلبي


أردفت نور بضحكة خفيفة: تشوقت لرؤيتها حقا بعد كل هذا المديح


هزت الأخرى رأسها متابعة سيرها وقد أجابت بلين: قد تأتي فرصة يومًا ما

صعدتا الدرجات فوجهت نور بصرها حيث البوابة الحديدية علّه يتجلى لها كعادته دالفًا بسيارته مترجلاً منها بكل رجولة وهيبة، ففكرت أن تستفسر من سحر إلا أنها شتمت نفسها على غبائها فكيف سيكون موقفها وهي تسألها عن أخاها وأيضًا حالها أساسًا لا يسمح لها بأي ضغط نفسي أو إنفعال، فزفرت بخفوت متوغلةً معها للقصر تمران على بهوه فترائت لهما سارة التي كانت تنزل بعصبية هادرة بها بسخط: أنتِ ألم أنبهكم بأن ترسلوا لي مشروبي كل مساء ؟


إرتبكت نور فقد تناست أن تجهز لها مشروبها المعتاد فغمغمت بإعتذار: عذرًا حقًا، دقائق فقط وسوف يكون جاهزاً


همت بالتحرك للمطبخ إلا أنّ سحر قبضت على رسغها موقفةً حركتها مرددةً ببسمة بلاستيكية دون أن تعيد ببصرها عن سارة: إلى أين يا نور؟


وجهت الأخيرة نظرها بينها وبين سارة مجيبةً بحرج: إلى المطبخ نسيت أن أحضر لها ذلك المشروب


رفعت سحر حاجبها متحدثةً بتهكم: ولماذا أنتِ يا نور، أظن أنّ سارة لديها يدين كي تحضره بنفسها


رمقتها الأخيرة بإستهجان مرددة بتعالي: أنا !! تمزحين حقا ؟؟ وما دور الخدم إذًا ؟


إبتسمت سحر بإستخفاف قائلة بحدة: أولاً إسمهم العمال وليس خدمًا، ثانياً الحمد لله لديكِ كَفين كي تصنعي مشروبكِ لوحدكِ لهذا إذهبي للمطبخ بنفسكِ وجهزيه بدلاً من الصراخ على الناس وإستعراض سخافتكِ عليهم


همست نور بخفوت محاولةً نزع رسغها من كف سحر: لا داعي لهذا يا سحر رجاءًا، لا بأس سوف أجهزه لها


هدرت بها سحر بغضب: لن تفعلي يا نور، أنتِ لستِ عبدة عند أي أحد ولا أرضى لكِ ولا لأي عامل آخر أن يتم التقليل من شأنه خاصة من فتاة مدللة غبية مثلها


هدرت بها سارة وقد ملت حقا من تدخلها المستمر: كلامي معها هي وأنتِ لا دخل لكِ يا سحر


ناظرتها الأخيرة بقرف مجيبةً بحدة: نور صديقتي ولن أسمح لكِ بالتقليل منها أو إهانتها ولا معاملتها بهذا الأسلوب المقيت هل فهمت أم أحشر لكِ الكلام بدماغكِ الفارغ ذاك ؟


إنفجرت سارة بها وقد تراقص الجنون بمقلتيها : ماذا تعتقدين نفسكِ يا هذه ؟ حتى بعد عودتكِ ستضلين تلك الفتاة السوقية التي تربت في الأحياء الشعبية، ورجوعكِ هذا لن يغير من حقيقتكِ شيئاً


إبتلعت نور ريقها مرتبكةً من إحتدام الوضع، في حين تراقصت بسمة متلاعبة على شفاه سحر مجيبةً بمكر: هل تعلمين شيئاً يا سارة ؟ إن ظننت أنّ أسلوب الإهانة هذا ونعتي أنني من أحياء شعبية وسوقية وكل هذه السخافة بأنه سيحزني وأجعلني أفر هاربة كي أبكي على سريري، فدعيني أؤكد لكِ أنكِ واهمة للأسف، فلقد مررت بحياتي بالحمقى أمثالكِ أولائك البشر التافهين ذو الشخصيات السطحية، وكنت كل مرة أدوس على كرامتهم (فدنت منها أكثر معقبة بنظرة حادة وبسمة شامتة) وأنتِ لستِ بمختلفة عنهم للأسف، لأنكِ يا سارة عبارة عن فتاة تربت بملعقة ذهب بثغرها ولم تجرب من الحياة شيئاً غير الدلال الفاسد لهذا كبرتِ وأصبحتِ تافهة نكرة لا قيمة لكِ


كتمت نور ضحكتها بصعوبة فسحر تجيد الرد ببراعة حقًا، في حين إتقدت عيني سارة شررًا فهدرت بها صارخة بغضب أهوج: بل أنتِ الحقيرة التي لا قيمة لا سابقًا ولا الآن


عقدت سحر ذراعيها على صدرها مجيبةً بتلاعب: صدقيني كنت ولازلت سحر بجلالة قدرها التي تعطي لكل ذي حقٍ حقه، وبما أنني عدت فأنا سيدة هذا القصر رغما عن أنفكِ ذاك يا تافهة


جن جنون الأخيرة من برودها المستفز ذاك فهدرت بها: في أحلامكِ، ولن نرضخ لكِ أبدًا و......


- ما الخطب ؟


قاطع صوت الشجار قدوم رعد الذي توشح محياه بكل ألوان البرود فعقب بحدة: لماذا كل هذا الصراخ والصوت العالي؟


إرتبكت نور أكثر داعية الله أن لا يسوء الوضع خاصة مع لسان سحر هذا، في حين إختلست سارة النظر لرعد القادم لهم بخطواتٍ تدب الأرض دبًا فإبتلعت ريقها مرتدية قناع المسكنة مجيبةً: والله يا رعد هي من بدأت ولست أنا تضل تتحين لي الفرصة كي تفتعل معي شجارًا ؟


قلبت سحر مقلتيها بضجر متمتمة بسرها ها قد أتى المتبجح، توقف بالقرب منهم سائلاً بغضب: منذ متى وصراخكن يعلو بالقصر؟


إبتلعت نور ريقها هامسة بإعتذار: لم نقصد سيد رعد كله سوء فهم، عذراً


إلتفتت سحر لها مستهجنة فعلتها مردفة: لماذا تعتذرين له، أنت لم تخطئي في شيئ


هسهس رعد بحنق: ألا يكفي تمردكِ أنتِ حتى ترسلي العدوة لكل الأفراد


ناظرته سحر بإستخفاف مجيبةً ببسمة مستفزة: طبعًا لا يكفي


أردفت سارة موجهة حديثها لرعد: هي تحاول جعل الخدم يتمردون ولا يطيعون الأوامر، فقد طلبت من نور تلك أن تجهز لي مشروب بسيط، لكن سحر منعتها بكل وقاحة واهانتني أمامها، إن لم يطيعوننا فلماذا هو هنا إذا ؟


تغضنت ملامح رعد في حين شعرت نور بحرجٍ شديدٍ يتملكها هامسة بخفوت مرتبك خشية أن تطرد هي ووالدتها من العمل: لابئس سوف أجهزه، عذرًا


تراقص الجنون بمقلتي سحر هادرةً بسارة: نور فرد من الأسرة وهي خط أحمر أيتها البلهاء (لتوجه بصرها حيث الأخيرة مرددةً بحدة) وأنتِ يا نور لن تحضري لها شيئًا


همت الأخيرة بالإعتراض كي لا يتفاقم الأمر إلا أنّ سحر زجرتها قائلة: أنت لستِ عبدةً عند أحد وإن كانت تريد شيئاً فلتجهزه بيديها فهي ليست معاقة


رفع رعد حاجبه عليها متابعًا تأمل شراستها تلك بصمتٍ تام، حيث فقدت سارة أعصابها مصرحة: هذا هو عمل الخدم فكفاكِ معارضةً دون داعي


رفعت سحر حاجبها مجيبةً بحدة: أووه حقًا، واللّه لو كنت تجيدين إستعمال يديكِ لتجهيز المشروب وغيرها من الأعمال لما إحتجت لخادمةً كي تنظف قذارتكِ من بعدكِ، لكن لا طبعًا، فأنتم مجموعة حمقى مدللون لا تفعلون شيئ غير العجرفة والتكبر


بهتت سارة لتحول بصرها لرعد مستنجدة به بمسكنة: هل سمعتها يا رعد، أنظر كيف تتشاجر معي دون أي سبب قوي


أصدرت سحر تشه ساخرة مغمغمة بتهكم: يا إلهي إنها تستنجد برعد سوف أرتعب جداً


قهقهت نور غير قادرة على كتمانها فناظرها رعد بحدة جعلتها تبتلع لسانها ، حيث تقدم الأخير من سحر مستفهمًا ببرود: هل إنتهيتِ من وصلة الهجوم؟


عقدت سحر ذراعيها على صدرها مرددةً بسخرية جلية: هذا يعتمد عليكم أنتم


هدر رعد بصوته الجهوري الذي هز المكان: تحركوا فورًا من أمامي


إرتكبت الفتاتان كل من سارة ونور فجأة فإختفتا بسرعة فارتين من غضبه ذاك، في حين رفرفت سحر برمشها مردفة بصوت بدى ساخراً: لا داعي للصراخ نحن أمامك ولَسنّ على بعد ألف ميل


دنى رعد منها مرددًا بنبرته مفعمة بالكراهة: أتعلمين كيف أراكِ ؟


رفعت سحر حاجبها متحدثةً بإستهبال: تراني !! إذًا أنت تبصر ماشاء الله وأنا التي فكرتك أعمى ولا فائدة ترجو منك


تقبض على جانبه وقد تشنج فكه، صدقًا هي الوحيدة التي تخرجه عن طوره و تشعره بالعجز فلا هو يستطيع تجاهلها بسبب وقاحتها وتمردها الدائم على قوانين الأسرة، ولا هو يستطيع التعامل معها بسبب لسانها ذاك وسرعة بديهيتها في قلب الموقف لصالحها، فصرح بحدة وقد أضلمت عيناه: أراك كشيطان خبيث ماكر


لاعبت سحر لسانها بفمها فقط لو كانت تلك الشظية بيدها الآن لشوهت بها وجهه القبيح هذا، فتنهدت مجيبة برقة مفتعلة: أنت تعلم جيداً أنّ الشياطين لا تراها إلا الحمير طبعًا


توسعت عيناه بصدمة مرددًا بخفوت مندهش على إهانتها الصريحة: هل..هل تقصدين أنني حمار؟


هزت سحر كتفيها مغمغمة بلامبالاة: أنت الذي إعترفت بنفسك ما دخلي أنا


فتحركت صاعدة عتبات الدرج تاركةً رعد مصدومًا يصارع شياطينه المهتاجة، فصعد خلفها بعد أن ضاق ذرعًا بواقحتها قابضًا على رسغها يشدها بعنف، حيث إستدارت تلقائيًا فكادت أن تقع لولاَ تماسكها بآخر لحظة، فهدر بها رعد: لحد الساعة أنا متمالك أعصابي يا إبنة العم فلا تجريني كي أدوس على إحترامي لوالديكِ، وحينها سوف أعيد تربيتكِ من جديد


توهجت عيني سحر بشراسة مجيبةً بحنق: بل أنت الذي لا تجرني كي أدوس عليك أيها المدلل، صدقني رأيت أمثالك كثيرًا بحياتي والحمد لله كان ينتهي بهم المطاف تحت قدمي


صك على أسنانه ململمًا جنون غضبه المتزايد كي لا يبطش بها فضغط عليها بقوة أكبر هادرًا بوجهها: تلك القدمين سوف أكسرهما لكِ وعندما تصبحين مقعدة تفاخري بعدها بقلة أدبكِ


حاولت سحر نزع رسغها من كفه متأملةً وقوفه الثابت أسفل منها ببضع درجات فبدت بنفس طوله تقريبًا، متحدثة بإستخفاف: أنت لا تجيد سوى التهديد الفارغ، إذهب و أفرغ عقدك النفسية بعيدًا عني يا هذا


جذبها بعنف فتماسكت بآخر ثانية واضعةً كفها على كتفه كي لا تسقط على الدرج مبصرة عيونه المضلمة تلك و النيران بأعماقه تزداد إتقادًا هامسًا بخفوت حاد: ما رأيكِ أن أرميكي من أعلى الدرج أيتها اللعينة ؟


ضربت سحر كتفه بعنف دون أن يرف جفن لرعد تأثرًا ، مهسهسة بتمرد: فلنقلب السؤال وأقول ما رأيكِ بأن أدفعكِ أنت أفضل، وهكذا تنكسر رقبتك تلك هَا ؟


همس بفحيح والبركان بجوفه يشتعل أكثر: حسنًا إذا أيتها الوقحة


فقبض على ذراعها من الأعلى بقوة وقد تنحنى قليلاً جاذبًا إياها للأمام فتوسعت عينيها وكادت تسقط إلا أنه أمسكها مرة أخرى على ذراعها الآخر مردفًا بهسيس حاد: إعتذري فورًا


خفق قلب سحر بعنف وإرتج بين أضلعها لولاَ إستعادة سيطرته على نفسه في آخر لحظة لكانت تدحرجت على الدرج، فرفعت لاَزورديها نحوه مبصرةx توحش محياه ذاك و قد إزداد ضلام مقلتاه شدةً ، فضربت صدره كي تبعد هيمنته عنها هامسةً بخفوت شرس: إذهب وإضرب رأسك على أقرب جدار يا مدلل آل سلطان


أومئ لها ببطئ وقد صفن يتأمل لاَزورديها ذاك الذي يشع عنفوانًا حادًا مصرحًا بأنّها فتاةٌ غَير عادية تَفرضُ حُضورها وترفضُ كل المُقارنات ، فتحدث بهسيس: صدقًا يجب قطع هذا اللسان اللاذع، ففتيات آل سلطان لم يَكنّ يومًا هكذا


ليباغتها بمحاولة دفعها فصرخت متمسكة بسترته محاولةً نزع كفيه عن ذراعيها هادرةً به بغضب: رأيك الغبي ذاك ضعه في قهوة الصباح وإشربها، لأنني لا أبالي به إطلاقًا، والآن إبتعد عني قبل أن أشتمك أنت وسلالتك كلها يا غبي


إرتفعت زاوية شفتاه الثخينة ببسمة مبطنة مردفًا بهسيس: وداعًا إذًا


ليدفعها بسرعة فصرخت بهلع ليشدها من فستانها معيدًا إياها للخلف كي تتوازن دون الوقوع، فتراقص الجنون بمقلتيها هل يظنها كرةً صالحة للعب كي يتعامل معها هكذا، فرفعت كفها كي تصفعه فقبض عليه بسهولة هاتفًا بفحيح: لقد أخطأتِ الهدف هذه المرة ..فلست بالضحية السهلة يا إبنة العم


ناظرته الأخرى بشراسة وقد إتقت مقلتاها توهجًا أنثويًا بهيًا مجيبةً بتحدٍ صريح: أنت أقل من أن تكون ضحيتي أساسًا، فسحر آل سلطان لا تتعامل إلا مع من هو ند حقيقي لها، وللأسف أنت لست كذلك أصلاً


رفع حاجبه على جرأتها مستفهمًا بإنشداه حقيقي: هل وقاحتكِ هذه متأصلةً بجيناتكِ أو ماذا ؟


حاولت الأخيرة نزع كفه من ذراعها وقد ملت حقًا من جبروته هذا مرددةً بفجاجة: أجل هي كذلك، مثلما تأصلت الغباوة بجيناتكَ أنت يا مدلل


كظم غضبه على تجاوزها المتزايد ذاك من قبلها بحقه فحركها قليلاً لتصرخ بفزع هادرةً به: دعني يا غبي


- ما الأمر؟


كلمات هلعة نبست بها جوليا تنزل الدرج بسرعة بعد أن تهادى لها صوت صراخ إبنتها ، حيث أبعد رعد كفيه فورًا عن ذراعيها ليختل توازن سحر فكادت أن تقع لولاَ تمسكها بالدرابزين فجأةً كي تسيطر على جسدها فسقطت جالسة على الدرجة التي كانت واقفة عليها تلهث بخوف


جلست جوليا قربها ماسحةً على ظهرها بحنان سائلةً إياها بقلق أمومي: صغيرتي ما بكِ، هل أنتِ بخير؟


أومئت لها سحر إيجابًا مردفة بخفوت: بخير، بخير إطمئني أمي


تنهدت الأخيرة براحة محولةً بصرها حيث رعد مستقيمة مستفهمة بحزم: ما الذي جرى منذ ثواني يا رعد، هل كنتما تتشاجران؟


تهرب رعد ببصره منها شاتمًا نفسه على فقدانه لصوابه ونسيانه لجوليا ومقامها الكبير عنده، كله بسبب تلك المهرة الجامحة فهي تفقده هدوءه المعتاد، فهمس بندم: أنا ....


- رعد لا دخل له يا أمي


إستقامت سحر مقاطعة حديثه حيث وجهت جوليا عيونها لإبنتها التي إستكملت موضحة: كنت سوف أقع فجأة لكن رعد أمسكني بآخر لحظة


ضيقت جوليا عينيها بشك مستفهمة بصرامة: لكنكِ صرخت قبلها؟


إختلست سحر نظره سريعة لرعد الذي رفع حاجبه على كذبها معقبةً بهدوء: طبعًا صرخت خوفًا من الوقوع لكن رعد تلقفني الحمد لله، لولاه لكنت مرمية أسفل الدرج


رقت تقاسيم جوليا معيدةً بصرها لرعد ماسحة بحنو على عضده هامسةً بصوتها الحاني: يا إلهي شكراً لك كثيرًا بني، حقًا دينك يزداد يومًا بعد آخر لا أعرف كيف سأرده لك


لولا غضبها من ذلك المتبجح لكانت إنفجرت ضحكًا على ذلك الإرتباك الذي لمحته بعيناه، فصدقًا يبدو كطفل صغير يواري ذنبه عن والدته، يبدو جليًا أنه يكن حبًا كبيرًا لها

ً

أومئ رعد لجوليا بصمت خجلاً من تصرفه ذاك ففعلاً تناسى وجودها للحظة وكاد أن يخيب ظنها، فكررت الأخيرة شكرها مرددة: بوركت بني


هزت سحر رأسها مغمغمة بتهكم مبطن: أجل يا إبن عمي، بووركت حقا


رمقها رعد بحدة فغمزت له الأخرى بإستفزاز، ليتحرك بعدها نازلاً الدرج بخطوات سريعة يسب ذاته للمرة الألف على تهوره ذاك، فلوى عنقه للخلف قليلًا حيث لمح جوليا تحضن إبنتها بقوة فتقابلت مقلتاه السوداوين الحادتين بعينيها اللازوردين فهزت حاجبيها له بإستفزاز شقي، ليتقبض بقوة حتى إبيضت مفاصله على إستخفافها ذاك، فعلت تقطيبة خفيفة فوق جبينه مشيحًا ببصره عنها متابعًا سيره للأمام متمتما بخفوت حاد: نفس اللعنة...نفسها تمامًا


:
•♡•
:


- تحدث من أنت وكيف حصلت على رقمي أو سوف أغلق المكالمة فورًا


كلمات حانقة نبست بها شهد بالهاتف بعد أن إتصل بها رقم جديد ليس مدونًا عندها، فقهقه الأخير بشدة مرددًا: يبدو أنكِ قطة شرسة ونحن الذين فكرناكِ ملاك بريئ


قطبت شهد جبينها فهذا الصوت بدا لها مألوفاً حيث همست بضيق: يبدو أنك شاب مستهتر قليل أدب مثل أولائك الشباب عديمي الأخلاق، وداعًا


تحدث الآخر بسرعة كي لا تغلق : بالله عليك هذا أنا ألم تعرفيني يا شهد؟


عقدت الأخيرة حاجبيها مستفهمة: من أنت؟


تنهد المعني مجيبًا بضحكة خفيفة: طبعًا زياد


تحرجت الأخيرة من تهورها فقد عاملته بسوء، هامسة بخفوت مرتبك: أنت


أومئ الأخير كأنها تراه مهمهماً بهدوء: أجل أنا يا شهد


توردت الأخرى متسائلة بتلعثم: لكن...رقمي كيف حصلت عليه؟


ضحك زياد برجولية مجيبًا بمكر: أخبرتكِ سابقًا هناك موقع يخص السنافر الصغيرة، لهذا عثرت على رقمكِ هناك


عبست شهد على مراوغته تلك فقهقه زياد بالجانب الآخر معقبًا بعدها: أراهن أنكِ الآن عابسة مثل الطفلة الصغيرة التي سرقت حلواها منها


قهقهت شهد برقة على تشبيهه ذاك فأبعد زياد الهاتف من أذنه ليعيده مستفهمًا: هل هذا صوتكِ حقًا ؟


عقدت جبينها بحيرة مجيبةً: أجل


تبسم بحنان مصرحًا: يبدو كصوت البلبل


إنعقد لسان الأخيرة مبتلعة لسانها بصمت، فتنحنح زياد بعد أن أدرك غباء قوله مرددًا بعدها: حسنًا هلاَ أتيت للحديقة الخلفية لدقائق يا شهد


توسعت عيني الأخيرة مستفهمة بإنشداه: أنت هنا ؟!


أجاب زياد بهدوء: نعم أنا كذلك، تعالي فورًا أحتاج خدمة منكِ قبل أن يعرف أبي بوجودي


إزدرت الأخري لعابها مردفة بخفوت: حسنًا


أغلقت شهد المحادثة تجول بنظرها بالمكان فأبصرت خلوه لتتحرك بخطوات سريعةً شبه ركض للجانب الأيمن من القصر حيث تتواجد تلك الحديقة التي تقع بالخلف، فلمحت زياد متكئًا على الجدار وقد إرتدى بنطالاً بلون الرمادي الداكن وقميصًا أبيضًا، لتتقدم بخجل فوقعت عيني زياد عليها بثوبها السكري الهفهاف حولها ووشاحها الذي ماثله نفس اللون فتبسم برجولية على خجلها الرقيق ذاك هاتفًا بترحيب: ها قد أتت الصغيرة


توردت شهد بخجل مصرحة: أبي عصام سيغضب إن علم أنك هنا


تغضنت تقاسيم وجه زياد مقلدًا إياها بتهكم: أبي عصام سيغضب إن علم أنك هنا...نينينينينيني


إنفجرت شهد ضحكًا واضعةً قبضتها على ثغرها برقة، فإرتخت ملامح زياد معقبًا بسخرية: أباكِ عصام لن يعلم إذا صمتت يا شهد


إزدادت إيقاع قهقهتها الرقيقة، فتأملها ملأ عينيه مستفهمًا بلين: كيف حالكِ يا صغيرة ؟


رفعت المعنية نظرها نحوه متأملة حبات البن بمقلتيه ووجهه ذاك الذي بدى شاحبًا إلا أنه لم يفلح في مداراة وسامته تلك، مجيبةً بخفوت: بخير الحمد لله


تنهد الآخر مستفهمًا منها بلطف: هل أنتِ غاضبة منا بخصوص ما حدث لسحر يا شهد؟


نفت المعنية برأسها هامسة بحياء جذاب: لا..فأنتما طيبان جداً وأكيد لا تقصدان ذلك


رقت تقاسيم زياد بحنو فهذه المخلوقة التي أمامه تشع براءة جدًا، علت تقطيبة خفيفة جبينه منتبهًا أنّ عيونها واسعة حقًا تشبه عيون الغزال في جمالهما الخلاب، ليستدرك نفسه بعد رؤية ذلك التورد على وجنتيها فيبدو أنّ التعب قد أثر على تفكيره حقًا، مرددا: كيف حال سحر ..هل هي بخير؟


أومئت الأخرى وقد شبكت كفيها ببعضهما البعض مجيبة بإرتباك: أجل ..بخير تمامًا..ولقد سألت عليكما مرتين


تهللت أسارير زياد مستفهمًا بأمل: حقًا..أليست غاضبة منا؟


نفت شهد مبصرة تلك الفرحة الجلية على محياه مؤكدة: لا..رغم أنّ أبي عصام رفض الحديث عنكما، إلا أنّها تسائلت عن غيابكما فواضح أنها تشتاق لكما كثيرًا


تنهد زياد براحة أثلجت صدره متكلماً بعدها: هلاَ ساعدتنا إذًا أنا وأخي أدهم يا شهد من فضلكِ


رفرفت الأخيرة برمشها متسائلة: طبعًا ماذا تريدان؟


هرش زياد شعره مجيبًا بخفوت كأنه يعلمها بسر: فقط نريد مقابلة سحر لثواني كي نحدثها


فغرت شهد فاهها مرددةً برفض: لا، أبي عصام سيغضب إن خالفت تعليماته


عبس زياد مرتديًا وجه الجرو كي يكسب تعاطفها قائلاً بمسكنة: رجاءًا يا شهد يا لطيفة


قهقهت الأخيرة على تعابيره مغمغمةً بإرتباك: ماذا لو حدث لها إنفعال ما، هذا سيضر بها


تنهد زياد محاولاً إقناعها: أي إنفعال هذا الذي سيحدث، كلها ثواني نعتذر لها وبعدها نختفي كفص ملح وذاب


ترددت شهد إلا أنّ زياد شجعتها بتلك البسمة الرجولية الحانية، فتوردت مومئة إيجابًا، ليزفر براحة قائلاً بمناغشة: وأنا الذي ظننتكِ بريئة ويسهل إقناعكِ يا شقية


قهقهت برقة مشيحةً بوجهها عن مرآه، لتنتقل عدوة الضحك له مردفا: حسنًا لدينا خطة صغيرة علينا تنفيذها


قطبت جبينها مرددةً بتسائل: ما هي ؟


حول بصره بالمكان هامسًا بعدها: ليس الآن، سوف أرسل لكِ رسالة أوضح بها كل شيئ لا تقلقي، إذهبي الآن وسوف أغادر أنا فأدهم ينتظرني بالسيارة خارج القصر


أومئت له بهدوء مبتعدة بخطوات حثيثة ليناديها بخفوت فإستدارت له بتسائل، ليبتسم بحنو قائلاً: شكرًا لكِ توقعنا أنكِ طيبة ولن تخذلينا يا شهد


توردت الأخيرة بحياء بهي رافعة كفها بحلاوة تحييه لتتحرك بعدها بخطوات سريعة مرتبكة مخفية توهج وجنتيها ذاك، فهز زياد رأسه على ظرافتها تلك متمتما بضحكة خفيفة: قشدة حقًا


ليعقد جبينه بإستغراب على تصرفاته الغبية متمتمًا بعتاب: يبدو أنني بدأت أجن فعلا ً


:
•♡•
:


جلس زياد قرب أدهم ليشغل الأخير سيارته منطلقاً بها مستفهمًا بهدوء دون أن يحيد بمرآه عن الطريق : إذًا ؟


هز زياد كتفيه مجيبًا براحة بدأت تتغلغل بكيانه: حمد لله وافقت تلك الشقية سوف تساعدنا


أومئ له أدهم بصمت ليستفهم بعدها بعد أن إبتلع غصته تلك: كيف حالها ؟


حول زياد بصره لأخيه مردفًا: هي بخير ما يرام يا أدهم، وقد أخبرتني شهد أنها سألت عنا ؟


قطب الآخر جبينه وقد بدأت تقاسيمه ترتخي تدريجيًا متمتمًا: حقًا !؟


أومئ له الآخر مؤكدًا: نعم، الحمد لله يبدو أنها ليست غاضبة لذلك الحد الذي كنا نخشاه ولم تتخذ موقفاً سلبيًا منا


زفر أدهم براحة وكأنه يخرج معها ما كان يشد خناقه مستفسرًا: متى سنبدأ بتنفيذ خطة هاني تلك؟


تلاعبت بسمة شقية على شفاه زياد قائلاً: الليلة بإذن الله


همس أدهم بإذن الله، فعقب زياد بضيق: لماذا رعد لا يحدث أبي كي يسمح لنا بالعودة للقصر بدلاً أن ننتظر عفوه هكذا وكأننا مجرمي حرب


هز أدهم رأسه قابضًا على مقود السيارة بقوة مغمغمًا: توقف عن سخافتك يا زياد، رعد يحترم قرار أبي ولن يناقشه في أي أمر يصدره، لأنه طبعًا سيراه تجاوزًا بحق عمه


لوى زياد شفتيه مجيبًا بتهكم صريح: ماشاء اللّه الإبن المثالي البار


ضحك أدهم بخفة موضحًا: كفاك تهكما باللّه عليك، ما تراه أنت سطحيًا يراه رعد أكبر من ذلك، فهو يفكر بأي فعل ألف مرة قبل أن يقوم به وليس غرًا ساذجًا، لهذا هو تنحى جانباً ولم يتدخل بالأمر أي يراقب من بعيد


عقد زياد ذراعيه على صدره وقد رمق أدهم نظره هازئة معقبًا على حديثه: أجل فقد نسيت أنّ لديه عقل عملي كالحاسوب تمامًا، يكثر الدراسة والتدقيق بعيدًا عن العواطف


قهقه أدهم متابعًا تركيزه على الطريق أمامه مصرحًا: توقف عن غيرتك هذه، أبي يعتمد عليه كليًا أكثر منا لهذا هو مرتاح من جانبه


قلب زياد عينيه متحدثا بمعارضة: رعد أخي وأحترمه حقا، لكنه يوافق أبي كليًا في فكرة إبعادنا عن القصر بعدما حدث لهذا سوف أنتقم منه


تنهد أدهم مجيبًا بعدها بهدوء: ببساطة لأن أبي إتخذ قرارًا صائبًا


ناظره زياد بإستهجان متسائلاً: تمزح أليس كذلك؟


نفى أدهم موضحًا: زياد أبي لم يخطأ أبدًا، في البداية كنت غاضبًا بشدة وهذا الذي منعني من رؤية الموقف من الجانب الصائب لا أنكر… لكن بعدما هدأت أخذت أفكر بالأمر من عدة زوايا وبنظرة حيادية بحتة، حينها أيقنت أنّ قرار أبي كان صحيحاً كليًا، لأنني وضعت نفسي مكانهx فلو رأيت إبنتي تسقط كجثة هامدة على الأرض منهارة عصبيًا بسبب أخواها اللذان خالفا أمري طبعًا حينها كنت سأشتعل غضبًا وأبعدهما عن ناظري ، خاصةً بحالة سحر تحتاج البعد التام عن أي ضغط نفسي فيزيد حالها سوءًا وبما أننا كنا السبب لهذا يجب أن نختفي مؤقتًا عن الصورة


حول زياد بصره خارج نافذته قائلاً: على الأقل كان يجب أن نطمئن عنها وبعدها نعاقب وليس هكذا


هز أدهم كتفيه مرددًا: هي كانت نائمة أساسًا و الإطمئنان يكون بعد إستيقاظها فقط ولا أحد كان يدري كيف سيكون تصرفها بعد أن تفيق لهذا كان يجب علينا أن نغيب أفضل كإحتياط، بالإضافة في ذلك الوقت كان أبي مخذولاً منا وقد خيبنا ظنه وبمعنى أدق جرح من قبلنا يا زياد فإبناه اللذان يفتخر بهما داسَا على أمره بسهولة دون أي إعتبار له، لهذا رد فعله طبعًا ستكون حادة


زم زياد شفتيه مدركاً صحة قول أخيه الذي تابع مسترسلاً بهدوء: نحن أخطئا بحق أبانا يا زياد وبحق أمنا أيضًا فهي حساسة جداً بخصوص أي ضرر قد نتعرض له فما بالك بصغيرتها سحر التي عادت بعد غياب طويل وكانت ستفقدها بلمح البصر وشهد المسكينة التي بكت كثيرًا بسببا، بالفعل نحن أخطئنا وأبي تصرف بحكمة كعادته


مسح زياد وجهه بعصبية مرددًا بتعب: حسنًا سوف نعتذر لهم


رمقه أدهم بنظرة جانبيه ليعيد بصره للأمام متكلماً: لا تفعل ما لست مقتنع به كليًا، كم مرة أخبرتك أن تكون تصرفاتك بناءًا على يقين تام


قلب زياد مقلتيه هاتفًا: ومن قال لك أنني لست متأكد مما سأقوم به ؟


تبسم أدهم برجولية مصرحًا: واضح على ملامحك المتجهمة تلك


ناظره الأخير بضجر مرددًا بتهكم: يناسبك دور الأخ الأكبر حقا


قهقه أدهم مردفًا: شكرًا رفعت معنوياتي كثيرًا


شاركه زياد ضحكته حامدا الله أنّ أخاه قد تخطى موجة الغضب العنيفة التي مر بها بسبب ما جرى، فتنهد وقد رق محياه مغمغمًا: تبا لقد إشتقت لسحر حقا، تلك الجنية الشقية


إرتخت تقاسيم وجه أدهم متمتمًا بخفوت: وأنا مثلك وأكثر



:
•♡•
:


فتحت سحر ستار جفنيها قليلاً رافعة كفها ماسحة بخفة وجهها من آثار النوم وهي تمطط جسدها على سريرها، فجلست متكئةً على ظهره مرددةً أذكارها ، فوقعت بصرها على العديد من الألعاب المنتشرة بغرفتها والتي كانت عبارة عن دببةٍ صغيرة بحجم الكف، وكل دب صغير ملون بلون معين، فإبتهجت ملامحها تجول بأنظارها بالغرفة فقد كانت منتشرة بكل مكان، حيث أبعدت شعرها المنساب خلف أذنها حاملة دب صغير من السرير بجوارها بين يديها تتأمله بإنبهار شديد فملامحه كانت مطرزة يدوياً كأنّه يطلب الصفح، قهقهت برقة على جمال محياه لتنادي على أختها: شهد..شهد


أسرعت الأخرى من غرفتها وقد دلفت لغرفة أختها مجيبةً: نعم يا سحر


قبلت الأخيرة الدب بين يديها مستفهمة: من أحضر هذه الدببة المحشوة ؟


إرتبكت شهد نافية برأسها بسرعة متهربة: لا...لا أعرف..وكيف أعلم..كنت بغرفتي طوال الوقت..لدي دراسة أقوم بمراجعتها


رفرفت سحر برمشها على ذلك التردد على تقاسيم أختها مستفهمة بإستغراب: منذ متى وأنت تدرسين بإرادتك دون أن يبح صوتي وأنا أطلب منك ترك اللهو والإهتمام بدراستك؟


إنفعلت شهد قائلةً بمراوغة: يا اللّه لا يعجبك العجب...إذا درست تقولين لماذا ؟x وإذا لم أدرس تقولين نفس الشيئ؟


رفعت سحر حاجبها على تلعثمها ذاك مجيبة: إهدئي صغيرتي لماذا كل هذا الإنفعال ؟


إنتبهت شهد لمبالغتها فهتفت: لست منفعلة، لكنكِ تسألينني عن دببة غبية وأنا لا علم لي بها، أساسًا كيف سأعرف فلم أغادر غرفتي أبدًا


أومئت لها سحر ببطئ وقد تيقنت أنها تعلم شيئاً ما وتداريه عنها، فهذه هي طبيعتها فشهد فاشلة تمامًا في التمثيل، حيث أردفت بلين تسايرها: حسنا يا شهدي إهدئي فقط، وإذهبي للإهتمام بدراستكِ


إزدرت الأخيرة لعابها متراجعة للخلف متهربةً بسرعة حيث غرفتها، لتتأمل سحر ذلك الدب الصغير فتدفق الحنان لقلبها وقد علمت أنّ هذه الدببة الظريفة من أخويها فضمتها بقوة لحضنها متمتمة بتأثر: حَبيبَي قلبي إشتقت لكما جداً


فتنهدت بخفوت تشعر بوغز بضميرها لأنها السبب في إبعادهما عن القصر فهي لا تستطيع التحدث مع أبيها بخصوصهما فيغضب منها لأنها تعارضه، لتتلألأ مقلتيها متأملةً جمال تلك الدببة الصغيرة ذات الألوان الزاهية المنتشرة بكل أنحاء غرفتها


::


قهقهت منى مرددة بتسائل: هل شكت بالأمر يا شهد؟


هزت الأخيرة كتفيها مجيبة: لا أعلم ..لكن سحر ذكية أكيد سيذهب فكرها نحوهما


جلست منى على الأريكة رافعة قدميها عليها مردفة بحلاوة: يا إلهي وأخيراً سوف أستمتع برؤية زياد يعتذر كطفل صغير


قهقهت شهد برقة مصرحة: زياد لطيف جدًا لا أعرف لماذا لا تطيقينه


رفعت منى حاجبها مغمغمة بتهكم: لطيف؟ ! وجدًا أيضًا ؟!


توردت شهد مبررة: أقصد أنه يعاملني بلطف شديد لهذا أستغرب لماذا تتشاجران


ضحكت منى بخفة مجيبة: هو وأدهم طيبان جداً ومحترمان أعترف، لكنه يضل يتنمر علي دومًا وأنتِ شاهدة على ذلك


وضعت شهد كفها أمام ثغرها مقهقهة: كما قالوا من قبل لأنهما يعتبرانكِ كأخت صغيرة وَجدا بها العوض بعض غياب سحر عنهما بالماضي


تنهدت منى مردفة بخفوت: صدقا تمنيت أن يكون لي إخوة فأتشاكس معهم كما يحلو لي


رقت تقاسيم وجه شهد مجيبةً بلين: كلنا إخوتكِ يا منى والجميع هنا يحبك كثيرًا، تذكرت ما رأيكِ أنت
تذهبي معنا للمنتجع الذي سوف نزوره خلال الأيام القادمة ؟


تبسمت منى بإمتنان مرددةً: سوف أذهب مع أمي وأبي لإحدى المدن الجنوبية حيث الواحات ورمال الصحراء الخلابة والجِمال، فلطالما وعدني أبي أنه سوف يأخذني لهناك بإحدى الفرص


فغرت شهد فاهها مردفة بإنبهار: تذكرت لقد قرأت عن تلك المنتجعات الذي أفتتحت بالمناطق الجنوبية خاصة مع الإقبال الكبير من السياح القادمين من خارج الوطن كي يزوروا صحرائنا


هزت منى كتفيها بزهو مجيبة: طبعًا سوف نذهب للمدينة التي يوجد بها أجمل شروق و غروب بالعالم


إستقامت شهد هاتفة بحماس : لا تقولي سوف تذهبون لمدينة " تمنراست"


إرتسمت بسمة شقية على ثغر منى مومئة بنعم، فعبست شهد مرددة: يا إلهي أريد الذهاب لها أيضًا إنها جنة ساحرة حقًا


تنهدت منى مرددة: لو كان عمي عصام يسمح لكِ بالقدوم معنا سنستمتع حقا، لكنه لن يوافق أبدًا فنحن نعرفه مستحيل أن يبعدكِ عن ناظره فأنتِ بمقام إبنته الصغرى التي يولي لها دلالاً خاصًا


توردت شهد بخجل ممتنة هي للعاطفة الجياشة التي يحيطونها بها فزفرت بخفوت قائلة: لابأس مستقبلاً سوف أطلب من أبي عصام أخذنا لهناك


أومئت لها منى بتأييد لتستفهم بعدها: أنت لست غاضبة يا شهد لأنني منحت رقمكِ لزياد وأدهم أليس كذلك ؟ في البداية ترددت في منحه لكن بعدها وافقت بإعتبراهما كأخين لكِ وتعيشان تحت سقف واحد


تبسمت شهد برقة رافعة الحرج عنها مرددةً: لا تهتمي يا منى أنا لا أمانع، فطبعًا سيحتاجان للتحدث معي من حين لآخر خاصة إذا طرأ شيئ ما مستعجل لهذا لا تحملي هما


تنهدت الأخيرة براحة ممتنة بسرها على تفهمها وخلقها الطيب المتسامح



:
•♡•
:


•~ بعد أيام ~•


وضعت سهام عصيرها على المنضدة بقربها تجول بنظرها بالحديقة وقد بدت ساهية


- ها هي ذي


أردفت سحر واضعة صحن الحلويات على المنضدة قرب سهام مُضجعة على كرسيها أمامها، فأردفت سهام بهدوء: ما كان عليك إتعاب نفسك


إبتسمت الأخرى بحنو مجيبةً بعتاب: لا تقولي هذا يا سهام أنتِ أهل للإكرام ، خاصة أنك لا تأتي إلا نادراً


إبتعلت المعنية ماء حلقها مصرحة: عذراً أعلم أنني مقصرة بحقكم


أمسكت سحر كفها ماسحة عليها بدفئ نافية بقولها: أبدًا لا تعتذري يا سهام، كلنا نقصر بحق بعضنا وكان الأولى أن أزوركم بنفسي وليس العكس


بادلتها سهام بسمتها برقة فسحر فعلاً إنسانة لطيفة كما وصفت، فغمغمت الأخيرة مشجعة إياها على الأكل: تفضلي وهات رأيك؟


أخذت سهام قطعة حلوى قاضمة منها مستحسنة لذتها لتقول بعدها: لذيذة حقا ..الحشو باللوز والجوز وليس الفول السوداني أليس كذلك ؟


ضحكت سحر بخفة ساكبة لها العصير مجدداً مرددةً من بين أنفاسها: أجل فالبقلاوة يفضل أن تصنع بالجوز واللوز، لكن سابقاً لم أكن أصنعها إلا بالفول السوداني، لأن وضعنا المادي لم يكن يسمح لي بإقتناء اللوز والجوز فسعرهم كان مرتفعًا، لهذا لطالما كنت أستبدله مع إضافة نكهة معدلة كي يصبح طعمها ملائماً


إرتسمت بسمة رقيقة على وجه سهام مردفة: لابأس، حتى الفول السوداني ملائم جداً لها والأغلبية يحضرون الوصفة به


رقت تقاسيم وجه سحر مدركة غايتها في رفع الحرج عنها فهمست: نعم يتم إضافته عادي..كما أخبرتكِ كنت أعتمد عليه دومًا، لكن الآن حمد لله قررت وضع العنصر الأساسي أفضلx


أومئت لها سهام بتأييد قائلة: نعم أفضل


فأردفت سحر بلطف: سابقا كنت أعتقد أنني ماهرة في صنع الحلويات لكن بعد أن تناولت ما صنعته والدتكِ الخالة عطاء أدركت حقا أنني مازلت مبتدئة


قهقهت سهام برقة مجيبة: أمي تصنع الحلويات منذ أكثر من خمس وثلاثين سنة يا سحر، إنها خبرة سنوات طويلة لهذا فهي تتقنها جيدا، عكسنا نحن فلازلنا لم نتمرس لتلك الدرجة


عبست سحر مغمغمة: كم سنة سأنتظر حتى أصبح متفوقة مثلها


هزت سهام رأسها عليها مجيبة: أنت أساسًا بارعة فيها ماشاء الله إنها لذيذة حقا


توردت سحر على مديحها متأملة إبنة خالتها فهي شابة جميلة حقا بعيون عسلية وبشرة قمحية، تبدو في غاية الرقة واللطف مثل النسمة الدافئة التي تخالج الفؤاد، فعقدت سحر حاجبيها لا تعرف لماذا تشعر أنّ بها خطب ما، كأن هناك هالةً حزينة تلفها من كل صوب، فأردفت بلين: سهام ما رأيك أن تعطيني رقم هاتف؟ ، سأتشرف حقا بصداقتك


وضعت الأخيرة كأسها بعد أن إرتشفت بضع رشفات منها مومئة إيجابا: لابأس هات هاتفكِ أسجله لكِ


أخرجت سحر هاتفها من عبائتها الشبابية مقدمة إياه لها، لتسجله الأخرى مدونة الرقم بإسمها مرددة بعدها: تفضلي


إرتسمت على شفتي الأخيرة بسمة حانية هامسة: شكرا لك، وأنا هنا دومًا يا سهام إن أردت أي شيئ لا تتحرجي أبدًا و إعتبريني أختكِ


إرتبكت مقلتي سهام مجيبة بتهرب: طبعًا


إلتفتت سحر حيث أصوات الضحك المتعالية فقد كانت كل من منى وشهد وهاشم الصغير يلعبون الكرة، فنادت عليه: هاشم تعال يا صغيري


إستدار الأخير لها بعيون مستفهمة لتبتسم بلطف: أحضرت الحلويات تعال وخذ حصتك


تحمس الصغير ليأتي ركضًا نحوها فعبست شهد ضاربة الأرض بقدمها هاتفة بضيق: هل هذا وقته يا سحر بالله عليك؟


تجاهلتها الأخيرة مستقيمة من كرسيها حاضنة الصغير هامسة بإستلطاف: يا إلهي إنه في غاية الظرافة


قهقه هاشم بطفولية فأجلسته بمكانها مقربة منه صحن الحلويات لتسكب له العصير بعدها تساير طفوليته البهية تلك: خذ يا هاشم كل ما يحلو لك


تلألأت مقلتي الصغير مباشرا الأكل فمشطت سحر شعره بدفئ مرددة: أخبرتني أمي أنك متفوق في دراستك وكذلك تمكنت في الكثير من الرياضات والأهم هو إلتزامك بصلاتك وذهابك للمسجد مع والدك دوما


أومئ لها الصغير قاضمًا من إحدى قطع الحلويات مفتخرا ببراءة شقية: طبعا أنا كذلك، فزياد يعلمني السباحة وأدهم الكاراتي وقريبا سوف يعلمني رعد الفروسية وبعض الرياضات الأخرى


قبلت سحر أعلى رأسه مجيبة بفخر حقيقي: ماشاء الله أنت بطل يحتذى به، فقط لا تنسى التركيز أكثر على حفظ القرآن ومعرفة دينك يا ذكي


تبسم الصغير بطفولية مفتخرًا بهذا المديح الجميل حيث أومئ لها بصمت متابعا أكله، فوقعت الكرة بقربها لتنحني لها حاملة إياها بين كفيها مرددة: هذه المرة العاشرة التي ترسلونها لي، هل أمزقها كي ترتاحوا ؟


قهقهت منى بخفة مجيبة: مزقيها لابئس هي أساسًا لزياد


ضحكت شهد بحلاوة قائلة من بين أنفاسها: سوف يقتلنا إن علم أننا نستخدم كراته


هزت سحر رأسها مرسلة لهم الكرة بخفة، فأمسكتها شهد لتضربها مجدداً حيث سحر كي تستفزها إلا أنها تحركت بإتجاه معاكس فإرتطمت بظهر رعد الذي خرج من باب إحدى القاعات، ففغرت كل من شهد ومنى فاههما بإرتباك


فتوقف الأخير فجأة بعد أن أحس بأن ظهره قد ضُرب بشيئ ما، فأسرعت شهد مشيرة لسحر بصمت خائف لما حدث، لتلتفت المعنية بعد أن لاحظت قلق البنتين


ليستدير رعد رامقا إياهم بحدة فوقع بصره على الكرة ليبعد الهاتف عن أذنه قليلاً منحنيًا عليها ماسكًا إياها بكف واحد مستفهما بحدة أرسلت الرجفة لقلب البنتين خاصة مع ضلام مقلتاه ذاك: من الذي ضربني بها ؟


إبتلعت شهد ريقها محولة بصرها لمنى التي عمها الإرتباك هي أيضًا، في حين قلبت سحر عينيها مجيبةً بلامبالاة: هلاَ أعدت الكرة دون إعلان شراراتك السلبية المعتادة


كتمت سهام بسمتها متأملة المنظر أمامها، رعد بجلالة قدره الذي تُهاب لأجله المجالس وسحر التي هي عبارة عن زوبعة مشاعر وطاقة سخية صدقا هما مزيج فريد


إتخذت سحر بضع خطوات نحوه كي تحضر الكرة للبنتين فهما قد تصلبتا بمكانهما خوفا منه، مغمغمة ببسمة متهكمة: هلا أعطتني الكرة ؟


رفع الكرة للأعلى قليلاً لتعود للإستقرار بكفه مرة أخرى مستفهما ببرود تام: هل أنتِ التي ضربتني بها؟


" نعم "x أجابت سحر و قد خرجت الكلمة بثوب من البراءة المصطنعة


أومئ لها الأخير ببطئ شديد ومحياه يزداد برودة متسائلا بحدة: تريدين الشجار كالعادة أليس كذلك؟


قلبت سحر عينيها مرددة بسخرية صريحة:x بالله عليك هل تعتقد أنك محور الكون حتى أفكر في إفتعال شجار معك هَا، أنا بالكاد أطيق وجهك ذاك


رفع حاجبه عليها فهذه الفتاة أصبحت لا تفاجئه أبدًا فصدقا هو يرى أنّ معها كل شيئ قيد التوقع، فإستفهم ببرود: ما رأيك أن أمزقها أمام عينيكِ الآن؟


إبتسمت الأخيرة بسمة بلاستيكية مجيبة: أجل إفعل، كي أمزق لك أنا وجهك ذاك


هز رأسه عليها ،.فدنت سحر منه كي تأخذها إلا أنه رفعها عاليًا بعيدًا عن متناولها


فإرتفعت على رؤوس أصابع كي تصل لها لكن دون جدوى فهتفت بضيق حقيقي: هات الكرة يا غبي


تبسم هازئا مردفا بسخرية: فلتصلي لها بالأول يا وقحة


ضربت سحر الأرض بقدميها هادرة به: هل تشعر بنفسك ظريفا هكذا ؟


ناظرها بإستخفاف مجيبا بحدة مقيتة: أغربي عن وجهي قبل أن أخطئ بحقك يا إبنة العم


عقدت سحر ذراعيها على صدرها مصرحة: هات الكرة أنت وأغرب عن وجهي


زفر الأخير بحنق بعد أن ذاق ذرعا من لسانها ذاك راميا الكرة لها إلا أنها إصطدمت بها بقوة لتتقهقر للخلف بضع خطوات ، فتحرك مستديرًا موليا لها ظهره مواصلاً سيره وقد أعاد الهاتف لأذنه متابعا مكالمته التي قطعها بسببهم


فجزت سحر على أسنانها بحنق وقد بدأت الدماء تغلي بشرايينها فأمسكت بالكرة لتضربها بشدة على رأسه ليسقط هاتفه على الأرض بقوة متحطمًا لعدة شظايا


فغرت الفتيات فاههن بصدمة على فعلتها تلك في حين تابع هاشم المنظر بطفولية مستمتعة، حيث رفع رعد كفه لرأسه من الخلف كأنه يتحرى موقع الضربة فأنزل بصره للأرض متأملاً هاتفه الذي يبدو أنه لم يعد صالحًا للإستعمال بعد تحطمه ذاك، ليستدير لها ببطئ مخيف وبدأت مقلتاه تتوهجان غضبا أسودًا


فتلاعبت على ثغر سحر ضحكة مستفزة مرددة ببراءة مفتعلة: أظنك تملك المال الكافي لشراء هاتف جديد أليس كذلك؟


دنى منها بتمهل لتعود هي خطوة للخلف مدركة نيته فركض نحوها بسرعة كي يبطش بها لتصرخx سحر راكضة... هاربة منه


فوقعت الفتاتان على الأرض ضحكًا، فأردفت منى من بين أنفاسها الضاحكة: يا إلهي، قسمًا بالله هذه أول مرة أرى رعد يركض خلف فتاة


وضعت شهد كفها على بطنها بعد أن آلمتها من الضحك هامسة بأنفاس متلاحقة: صدقا الموقف مضحك حقا


هزت سهام رأسها كاتمة ضحكتها بصعوبة فيبدو أن سحر أفقدت إبن عمها ذاك صوابه كليا حتى جعلته يخالف طبعه الهادئ


::


قهقهت سحر بشدة تبحث عن مدخل للقصر من هذه الجهة كي يسهل دخولها للأجنحة، فإلتفتت للخلف لتراه مازال يركض وراءها فأسرعت أكثر هاتفة بتهكم:x هيا يا حلزون حرك قدميك قليلاً، فعيب أن تهزمك فتاة


صك رعد أسنانه على سخريتها فأسرع كي يوقفها قبل ولوجها للقصر ، فلمحته سحر قد دنى منها بسرعة فائقة لتصرخ بفزع فاتحة الباب الخلفي لإحدى القاعات فحاولت إغلاقه بسرعة كي لا يلج خلفها، فدفعه بقوة لتتقهر هي للخلف فهربت بسرعة من بابها الداخلي ليركض خلفها مجدداً هادرًا: سأكسرك يديك أيتهاx اللعينة


ركضت سحر بأول رواق هاتفة بسخرية ضاحكة: أمسكني أولاً وبعدها تبجح


ليزيد سرعة فكاد يقبض على وشاحها المتراقص بخفة حولها إلا أنها كثفت سرعتها مبعدة وشاحها الوردي عن متناوله


فجز على أسنانه تبا فهذه أول مرة يرى فتاة سريعة هكذا تبدو كسيارة سباق، فملّ من الركض خلفها قابضًا على ذراعها بخفة لتستدير له مباغتة إياه بضربة على ساقة جعلته يفلتها لوهلة فإستغلت بفطنتها الموقف متابعة ركضها بضحكة شقية مرددة: وداعًا يا بِطريق


أضلمت عيناه فيبدو أنّ تساهله معها جعلها تشعر بالنصر حقا، ليعود للركض خلفها وهي تدخل من رواق لتخرج من الآخر، حيث أسرع خلفها فلمحته سحر وقد بدى كالصاروخ خلفها ففزعت راكضة بسرعة أكبر لتلمح أباها واقفا مع عمها خالد لتستنجد به: أبي...أبي


حول عصام بصره حيث الصوت فبرزت إبنته تركض نحوه بسرعة فقطب جبينه فاتحًا ذراعيه لها متلقفا إياها، فحضنته سحر بقوة محتمية به من بطش إبن عمها ذاك


فإبتلعت ريقها وقد تسارعت أنفاسها تعبا بسبب الركض، قبل عصام رأسها مستفهما بقلق: صغيرتي ما خطبكِ ؟


إنفجرت سحر ضحكًا على الموقف مشيرة بكفها مرددة من بين أنفاسها: ذاك ..إنه


لتلتفت للخلف بسرعة لتراه قد إختفى تمامًا كأنه لم يكن، فقطبت جبينها على سرعة مغادرته تلك، لتبتسم بمكر: فيبدو أنه لاحظ وجود أباها لهذا تراجع عن الإمساك به، ذلك اللئيم لا يريد أن تهتز صورته بعيني والدها

ربت خالد على ظهر سحر بحنو مستفسرًا: لماذا كنت تركضين يا سحر؟


حولت الأخيرة بصرها حيث عمها مستعيدة أنفاسها المسلوبة لتجيب بهدوء:x لا شيئ مهم، كنت أركض منفذة تعليمات الطبيبة بممارسة الرياضة بإعتبارها مفيدة جدا لي خلال هذه الفترة، وبعد أن لمحت أبي أتيت لحضنه فقد إشتقت له كثيرًا كعادتي


لثم عصام جبينها الندي ذاك هامسا بخفوت: حبيبة أباها


حضنته الأخرى بحب متمرغة بصدره مقبلة جانبه ككل مرة فهو فأباها لا يشبه أحداً أبدا..فهو متفرّد..إستثنائي و مختلف جدّاً...بإختصار هو واحة خضراء بقلب الصحراء


:
•♡•
:


دنت جوليا من الفتيات مستفهمة منهن: لماذا أنتن لوحدكن أين سحر؟


كتمت البنات ضحكتهن بصعوبة، لتجيب سهام بلطف مشيرة البنتين بالصمت: كانت هنا منذ لحظات ودلفت للداخل


أومئت جوليا بصمت، فغمغمت شهد بهدوء بعد أن لمحت قدوم سحر مع أباها: ها هي ذا


إلتفت الكل لهما فإستفهمت منى من سحر بسؤال مبطن: هل أنت بخير يا سحر ألم تتعبي من الركض؟


تحكمت سحر بضحكتها مجيبة ببراءة مفتعلة: لا تقلقي بخير تماما فكل شيئ تحت السيطرة


- مرحبا يا جماعة


تقدم هاني منهم فشحب وجه سهام مبتلعة ريقها بإرتباك، حيث تهللت أسارير جوليا بمحبة مرحبة به: أهلا بك يا بني


حضنها الأخير بقوة مستفزا عصام الذي ناظره بإمتعاض، مقبلا وجنتها بحب مردفا: خالتي الحنونة


قهقهت الأخيرة رابتة على عضده بحنو عاتبة: ماشاء الله نراك بالشهر مرة


ضرب هاني كفيه ببعضهما البعض مرددا بإستهجان: ألم نتقابل قبل أيام فقط يا خالة


نفت الأخرى مغمغمة بعبوس: أشتاق لكم يا ولدي ماذا أفعل


رقت تقاسيم الآخر لاثما جبينها مردفا: حسنا سوف أزورك كل فترة فقط لا تعبسي


فلوح بكفه مرددا بتحية على الفتيات: مرحبا يا آنسات


تبسمت كل من منى وشهد بلطف وقد حيتاه بلباقة، ليستفهم عصام منه بهدوء: لماذا أتيت؟


رفع هاني حاجبه مجيبا ببسمة مصطنعة: لأنني إشتقت لك يا زوج عمتي


قلب عصام عينيه على سخافته، فضحك هاني بخفة مقتربا من سحر منحنيا عليها قليلا مرددا بلطف: هل لي بالحديث معك قليلا يا أختي الصغيرة


تبسمت المعنية بدفئ هازة كتفيها مجيبة: طبعا


- وأنا قلت لا


كلمات نبس بها عصام مشددا على إحتضان كتف إبنته له أكثر، فرفعت الأخيرة بصرها له مستفهمة: لماذا يا أبي؟


مسح عصام بحنان على ذراعها مجيبا: فليأجل حديثه لوقت آخر


قطبت سحر جبينها بإستغراب في حين مط هاني شفتيه مدركا أنّ عصام قد تفطن لما كان ينويه فغمغم بهدوء: هيا يا عمي لا تبالغ إنها أختي الصغيرة أريد فقط الإطمئنان عليها


هز عصام رأسه عليه متحدثا بعدها: كما تراها هي بخير واقفة أمامك


كتمت الفتيات بسمتهن على عبوس هاني ذاك، فبلغ هدير فؤاد سهام أوجه لتستقيم متهربة : أظن أن الوقت قد تأخر...علينا أن نغادر


تشنج فك هاني متجاهلا النظر لها، فأردفت جوليا معاتبة: فلتبقي للعشاء بنيتي


نفت سهام بسرعة حاملة حقيبتها الصغيرة البنية هامسة: رجاءا يا خالتي دعيها فرصة أخرى


تنهدت جوليا موثرة الصمت كي لا تضغط عليها، فهتف عصام ببسمة حانية: إذا دعي السائق يقوم بإيصالك


همت سهام بالرد إلا أن جوليا تحدثت بلين: لا فليوصلها هاني أفضل


توسعت عيني سهام بوجل مسرعة بالرد: لا أبدا..قصدي لا داعي لأي تعب


فجز هاني على أسنانه مرددا بهدوء مختلق: لابأس، تفضلي أمامي


إبتلعت سهام ريقها مترددة فشجعتها جوليا برقة: لا بأس بنيتي أكيد لن تعودي بسيارة أجرة الآن


وافقت سهام على مضض لتنادي على هاشم الذي كان يلعب بالكرة فأتى ركضا لها


:
•♡•
:


إتخذت سهام مجلسا هي وأخيها الصغير بالخلف ليستدير لها زياد مرحبا ببسمة رجولية: مرحبا يا أميرة


تفاجئت سهام بوجوده فقد فكرت أنه أحد أصدقاء هاني الآخرين فتبسمت برقة مجيبة: أهلا


هتفت هاشم بحماس ظريف: مرحبا يا زياد


قهقه الأخير بخفة ضاربا كفه بكف الصغير قائلا: أهلا يا ذكي


أغلق هاني حزام الأمان منطلقا بسيارته فحول زياد نظره للأخير مستفهما بفضول: ماذا جرى؟


إبتسم هاني بتهكم مصرحا: لاشيئ، ماشاء الله أباك كجهاز مخابرات حقا إكتشف الخطة فورا


إهتز كتفي زياد ضحكا مجيبا بعدها: هو هكذا كعادته يتنبه كالصقر تماما


ساد صمت بالسيارة فرمق زياد هاني بطرف عينه فلمح ذلك الوجوم الذي علا محياه فزفر بضيق مرددا: بما أننا سنوصل إبنة خالتنا المصونة فلنسلم على خالتي عطاء، صف السيارة عند إحدى محلات الورود كي نشتري لها باقة ورد


تنهد هاني بخفوت بعد أن أدرك خطة الأخير في مساعدته كي يصالح خالته عطاء، فنفذ مطلبه وقد أوقف السيارة قرب إحدى المحلات المخصصة للهدايا والزهور فترجل الإثنان منها وبعد لحظات عديدة دلفا حاملين هدايا وبقات ورد، فإستدار زياد نحو سهام مقدما لها باقة ورد مرددا بحنو: هذه لك يا أميرة كي لا تقولي أننا نسيناك


توردت سهام بحياء وقد أخذت الباقة بلطف هامسة بخفوت: شكرا لك جزيلا


تبسم برجولية مرددا بلين: أهلا بك دوما


شغل هاني سيارته وصدقا بدأت دمائه تغلي بسبب سخافة الآخر


::


فتحت عطاء الباب فحييتها سهام بلطف دالفة هي وأخيها للبيت، ليبتسم زياد فاتحا ذراعيه لها مردفا ببسمة خلابة: عطاء القلب ألن تحضنينني


قهقهت الأخيرة برقة تضمه لصدرها مغمغمة بدفئ: حبيبي يا زياد أنرت البيت والله


لثم زياد كتفها بحب هامسا: رضاك فقط يا خالتي


إبتعدت عنه الأخيرة مكوبة وجنته متأملة أحد أشبال جوليا التي فلحت وبجدارة في تربيته وتقويمه مجيبة بحب تجلى بلمعة مقلتيها: أنا راضية عنك يا حبيبي عساني أراك طوال عمرك سعيدا


لثم كفها بإمتنان مستفهما منها: حسنا لو طلبت طلب صغير منك متدللا عليك هل توافقين ؟


رق محياها مردفة بحنان: طبعا بني


تنهد زياد وقد لوى عنقه للخلف مناديا على هاني الذي كان متكئا على جدار البيت غير مرئي لها: تعال


إبتلع الأخير ريقه متقدما بإرتباك فلمحته عطاء ليتغضن محياها دالفة للمنزل بصمت، فتهدلت كتفي هاني متمتما بخيبة: ها قد رأيت يا زياد هي غاضبة جدا؟


شجعه الأخير قائلا: لا بأس دعنا نحاول للآخر، فلندخل


دلف الإثنان للبيت بعد أن أغلقا الباب فلمحها خالتهما جالسة بالصالة بصمت تام، فتوغل الإثنان وقد وضعا الهدايا وباقتي الورد على المنضدة، فغمغم زياد بمرح: خالتي ألن تضيفيننا كعادتك


تبسمت الأخيرة برقة مجيبة : طبعا حبيبي سوف أحضر لك القهوة


فإستقامت متجهة نحو المطبخ لتعود بعد لحظات حاملة الصينية واضعة فنجاني القهوة أمامهما مع الحلويات، حيث تنهد هاني مرتشفا من القهوة مردفا بعدها: لا يوجد بها سكر يا خالتي


أشاحت الأخيرة بوجهها مشيرة بكفها للسكرية الموضوعة على المنضدة بما معناه ضع السكر لك


فكتم زياد بسمته مستفهما بجدية: خالتي ألن تسامحيه، لقد إعتذر لك عدة مرات وندم حقا خاصة أنك تدركين جيدا أنه لا يقصد ولا كلمة من التي قالها، كلما تربينا مع بعض وندرك أخلاق بعضنا البعض يا خالة،x فكيف لك أن تظني أنه عناها حقا


أجابت عطاء دون النظر لهاني: قلناها لكم سابقا أن أثر الكلمة بقلب الإنسان أسوء بكثير من الضرب، طوال حياتنا ربيناكم أن الكلمة السامة تحرق الفؤاد وتشوه صورة قائلها، فعرض إبنة خالتكم ليست مرتعا للخوض فيه


إستقام هاني جالسا قرب خالته آخذا كفيها مقبلا إياهما عدة مرات مستسمحا منها بندم شديد: حقك علي يا خالة والله، لكن كل هذا بسبب الغضب الذي أعمى بصيرتي رجاءا لا تكسري خاطري بتجاهلك هذا


فهتف زياد مؤيدا هاني بقوله: هاني معه حق يا خالتي، فأي رجل غيور مكانه كان سيجن طبعا عندما يرى عرضه المتمثل في إبنة خالته وقد تجرأ وغد لعين على قول مثل ما قاله طليقها ذاك، فطبعا سينفعل يا خالتي، أنسيت أنه أبرحه ضربا كرامة لسهام ولك فقط، لهذا رغم غباء فعلته إلا أنه معذور


زمت عطاء شفتيها موثرة الصمت، فإستقام زياد جالسا هو الآخر بقربها على الجانب الآخر مقبلة وجنتها مردفا بمناغشة: هيا يا خالتي ...يا عطاء القلب يا أجمل النساء بالكون


لملمت الأخيرة بسمتها مجيبة على مضض: حسنا


تهللت أسارير هاني مستفهما بشك: هل حقا سامحتني يا خالة؟


اومئت الأخيرة بهدوء فلثم زياد رأسها مردفا بتأثر: لا حرمنا الله من قلبك الحنون هذا


تبسمت بحنو مغمغمة برقة: ولا منكم يا اولادي


قبل زياد رأسها هو الآخر مغمغما بسعادة أشرقت بقلب لسعادة صديقه: شكرا شكرا لأنك لم تخيبي ظننا بعفوك


مسحت الأخيرة بدفئ على لحيته مرددة بحزم أمومي: لكن عليه الإعتذار لسهام أيضا


تخشب هاني متفاجئا من طلبها هذا، فرمقه زياد بحدة بما معناه وافق دون مناقشة، فزفر الآخر شاتما نفسه على الغباء الذي ورطه بهذا الموقف اللعين مهمهما بموافقة: حسنا


نادت عطاء على سهام فهرعت الأخيرة دالفة للصالة حيث أشارت لها والدتها بالجلوس بالأريكة المقابلة مرددة بهدوء: هاني يريد الإعتذار لك عما بدر منه يوم الحادث


إبتلعت الأخيرة ريقها متهربة من مقلتيها الحادة تلك، فتحدث زياد بحيوية كي يمتص قلقها ذاك: وإن كنت تريدين أن لا تقبلي إعتذاره فلك كل الصلاحية في فعل هذا يا أميرة، تدللي فقط ولا تبالي


تبسمت سهام برقة وقد توردت وجنتاها، فتنحنح هاني عاجزا عن تكوين جملة قائلا: أنا...لم أقصد ما حدث ذلك اليوم


أصدر زياد تشه ساخرة مرددا بتهكم: قلنا إعتذار يا حبيب ضحى، الأمر بسيط قلها هكذا " يا سهام يا أميرة عذرا جدا لأنني أعاني تخلفا عقليا أثر على السيالات العصبية بدماغي، لهذا لدي تأخر ذهني جعلني فاشلا تماما في تقدير المواقف وفي التحدث مع الناس بطريقة سوية طبيعية " هل رأيت الأمر بسيط جدا


جز هاني على أسنانه يريد حقا تحطيم وجهه الحقير ذاك، فتهادى صوت قهقهة سهام الرقيقة لأذنيه فتشنج فكه غضبا مرددا: حسنا آسف


رفع زياد حاجبه هاتفا بضيق مستفز: هل تسمي هذا إعتذار يا بني آدم(فحول بصره لسهام مستفهما منها ببسمة حانية) هل أعجبك هذا الإعتذار يا أميرة ؟


تبسمت الأخيرة برقة نافية برأسها، فغلت الدماء تغلي بعروقه هذا ما كان ينقصه الآن سوى دلالها الغبي ذاك، فكبح لجام غضبه كي لا ينفجر بها مهسهسا بحدة: قلت آسف


رفع زياد كفه بوجه هاني مصرحا: دعها ترفض هي حرة وليس لك حق بالإعتراض، لهذا كرر إعتذارك بطريقة لبقة أكثر وحبذا لو تكون مع بسمة ممتنة، فطبعا صفح الأميرة سهام بجلالة قدرها لا يتكرر مرتين بهذا الكون


هزت عطاء رأسها متابعة المشهد أمامها، في حين وضعت سهام كفها على ثغرها بخجل وقد تورد محياها، حيث قلب هاني عينيه فصدقا الآن لا يريد إلا البطش بزياد الذي يزيد من جرعة إستفزازه مرة بعد أخرى ،فإبتسم إبتسامة بلاستيكية محاولا إنهاء الموقف: أميرة سهام أعتذر حقا


رفعت الأخيرة بصرها نحوه لتلتقي ذهب مقلتيها بفيروزيتيه تلك، فإنحسرت أنفاسها لوهلة وقد بدأ فؤادها يعاني خفقانا عنيفا كعادته عندما تكون بحضرته، فأشاحت ببصرها بسرعة عن تأثير عينيه تلك التي لطالما كانت تغوص بهما جذلاً،x فأومئت بإرتباك مجيبة: لابأس ...سامحتك


تنفس زياد الصعداء متحدثا بسعادة جلية: وأخيرا حل الأمر بسلام مع كل الأطراف


:
•♡•
:


دلفت شهد لغرفة سحر بخطوات هادئة غير مسموعة تنادي عليها بخفوت: سحر هل أنتِ نائمة ؟!


دنت منها تهزها قليلا لترى أنها نائمة بعمق فهي أصبحت تنام فورًا بعد صلاة العشاء لتستيقظ قبل الفجر بساعة كي تقيم الليل، يبدو أنّ الدواء الذي منحتها إياه الطبيبة يجعلها تسقط نائمة مبكرا فالساعة الآن الثامنة فقط ، لتسرع شهد خارج الغرفة تنادي الإثنان، فدلف كل من زياد وأدهم فردد الأخير بهمس: للمرة العاشرة يا شهد عذرا على إقتحامنا لجناحكما الخاص


تبسمت شهد نافية برأسها مجيبة برقة: أبدا لا عليكما


فأسرع الإثنان يخرجان الألعاب من الأكياس التي أحضروها خلسة، فقد أرسل لها زياد منذ أيام تلك الرسالة التي تضمنت أن يحضروا كل ليلة لغرفة سحر كي يطمئنوا عليها بأنفسهم ويهدوها تلك الألعاب علها تستسيغ حركتهم هذه وتسامحهم بسهولة لهذا وافقت شهد مرتدية إسدال سامحة لهم بالدخول سرًا عندما تنام سحر خاصة أنّ نومها أصبح مبكرا فهذا يساعدهم بشدة


أخرج زياد دمية عروس بفستانها الوردي المنتفخ فأخذ يتأملها فهمس بتهكم: لا أعرف لماذا تحببن مثل هذه الدمى الغريبة


قهقهت شهد برقة على عبوسه ذاك، في حين هدر به أدهم بصوت خافت بعد أن أتم وضع مختلف الدمى على الأرائك والسجاد والتسريحة: لا وقت لنا لسخافتك أسرع قبل أن نكشف


قلب هاني مقلتيه متمتما بخفوت مماثل: سحر لن تستيقظ فالمهدئ يجعلها تسترخي تماما ولن تحس بنا


فدنى من سريرها متأملاً إياها وهي نائمة وشعرها الطويل منساب حولها، فرقت تقاسيمه بحنان على مرآها ذاك فقد بدت في غاية الجمال والبراءة


فإنحنى لاثما وجنتها بحب صادق هامسا: يا قلب أخيك أنت


ليستقيم قليلا واضعا الدمية قربها فقبضت سحر بكفها على رسغه وقد فتحت عيناها قليلاً فتجمد زياد بمكانه بغتة، فإستدارت سحر نائمة على ظهرها متأملة وجه أخيها


لحظة صمت تام حلت بالمكان فقد فغرت شهد فاهها و أدهم الذي توقف بمكانه مترقبا لحركتها القادمة فقط تمنى أن لا تهتاج وتغضب


همس زياد بخفوت منادي: سحر


رفعت الأخيرة كفها تتلمس وجه أخيها مجيبة بصوت حنون: يا قلب سحر


فجلست على سرير رافعة ذراعيها له كي يحضنها فتنهد زياد وقد غمرته عاطفة شديدة محتويا إياها بين ذراعيه بقوة، لتغمر سحر وجهها برقبة أخيها متشربة منه معنى الأمان هامسة بخفوت متهدج: إشتقت لكما كثيرا يا روح سحر


غامت مقلتي زياد تسبحان بألم مرددا بصوت مبحوح: آسف ..الله يشهد أنني لم أقصد ما فعلت


إبتعدت سحر عنه قليلاً متأملة وجهه ملأ عينيها واضعة أناملها على ثغره هامسة: شششش لم تخطئ بشيئ يا حبيبي ، الحق علي أنا يا أخي


قبلت وجنته عدة قبلات رقيقة كنسمة مداعبة مرددة: بعدكما عني أرهق روحي حقا ، فلم أعد سحر السابقة بل أصبحت سحر التي قد رزقها الله بضلعين قويين يشدانها دوما


لثم زياد جبينها بعطف معيدًا ضمها بقوة شديدة عساها تخترق فؤداه وتسكنه للأبد


بعد لحظات إبتعد عنها قليلاً فحولت بصرها حيث أدهم الذي كانت مقلتاه تشعان تأثرا، فنزلت سحر من سريرها راكضة له تضم نفسها بصدره تتمرغ فيه فأحاطها الآخر بذراعيه يشدها له علها تغرق بحضنه، فقبل رأسها عدة قبلات يبثها ما عجز لسانه عن البوح به


فإغرورقت مقلتاها مصرحة بصوت باكي: سامحني يا أخي....سامحني


مسح الأخير بحنو على شعرها مرددًا بقلب متخم بالمشاعر: بل أنا الذي سامحيني يا زهرة أيامي


إبتعدت سحر عنه رافعة نفسها على رؤوس أصابعها مقبلة خده هو الآخر هامسة بحب أخوي: حبيبي يا أدهومي إشتقت لك كثيرا


تأثرت شهد بالموقف حامدة الله أن سحر متسامحة جدا وسهلة الطبع ولا تحقد على أحد


بعد لحظات عديدة تشاركوها ضحكا جلسوا على سريرها حيث إستفهم زياد منها بعبوس: كيف كشفت خطتنا وأننا سوف نأتي؟


تلاعبت سحر بزر قميصة مجيبة بضحكة شقية: كنت كل صباح أستيقظ فأجد الدببة تلك والدمى منتشرة بالغرفة وفكرت أنه طبعا أنتما، فأكيد لو كان أبي لأحضرها لي مباشرة دون لف، لهذا خمنت أنكما تأتيان ليلا عندما أنام فطبعا لن تحضرا فجرا فشهد تكون نائمة وأكيد لن تقتحما الجناح إلا بعلمها فأنتما لن تكشفا حرمات الغير طبعًا، خاصة مع شهد التي كان واضح الإرتباك عليها، لهذا قررت أنx أدعي النوم وأنتظركم


مسح أدهم على شعرها بمودة مستفهما بهدوء: إذا لست غاضبة منا؟


قبضت سحر على كفه مقبلة باطنه مصرحة بصدق: أبدا يا أدهم، الوضع كله كان سوء فهم فقط وأنا موقنة أنكما ما كنتما لتفكرا ولو للحظة بأن تسببا لي ضررا، لهذا مستحيل أن أتخذ موقفا منكما، أنتما رزق حباني الله به بعد طول غياب كيف لي أن أرضى بوجع ما قد يمس قلبكما


هم أدهم بالحديث إلا أنّ صوت طرق الباب قاطعه فتهادى لهم صوت أباهم المنادي: سحر


توسعت عيني شهد فقد تناست أنّ هذا موعد زيارة عصام لغرفة سحر كل ليلة بعد الحادث، لهذا طلب منها أن تحتاط بلباسها، أغمض أدهم عينيه شاتما نفسه فقد تناسوا أنهم هنا سرا في حين أشار له زياد بماذا نفعل؟ !


إرتبكت سحر مستقيمة من سريرها حائرة وجلة من أن يغضب أباها من أخويها فتسوء الأمور أكثر لتجيب بصوت عالي: دقيقة فقط يا أبي


لتشير لهما بأن يذهبا للحمام فتردد أدهم إلا أن سحر دفعته هامسة بخفوت شديد: سوف تخيبا ظنه إختبئا حتى يخرج هيا


أغلقت الباب بسرعة فتحركت نحو باب الآخر لغرفتها فاتحة إياه فولج أباها الذي علا وجهه الحنان مستفهما: ظننتك قد نمت صغيرتي؟


نفت الأخيرة بإرتباك فصدقا هي لا تحب أن تخفي شيئا عن أباها، لتجيب برقة: لا، فلم أشرب تلك الأقراص فقد إنتهت مهلة الأسبوع التي منحتني إياها الطبيبة


تبسم عصام بحنو ليعقد حاجبيه بعد أن وقعت عيناه على تلك الدمى المنتشرة بالغرفة مرددا بإنشداه لكثرتها: من أحضر لك هذه الدمى يا سحر؟


شحب وجه الأخيرة فقد تناست كليا تلك الألعاب فحولت بصرها بالمكان متهربة محاولة إختراع كذبة ما: ااا...لقد...لقد أحضرها لي رعد


شتمت سحر نفسها على غبائها ألم تجد غير ذلك المتبجح حتى تستخدم إسمه، في حين رمش عصام بأهدابه عدة مرات بإستغراب متمتما بتسائل مستغرب: رعد قد أحضر لك تلك الدمى ؟


بالداخل حول زياد بصره لأخيه هامسا بضحكة مكتومة: قالت رعد، يا إلهي معجزة القرن أن يحضر رعد الدمى


جز أدهم على أسنانه مغمغما بحدة خافتة: واضح أن أبي لن يصدقها لو قالت جدي لكان أفضل


قهقه زياد واضعا كفه على ثغره فضرب بدون قصد قارورة شامبو لتقع على الأرض مصدرة صوتا، فتخشب الإثنان بغتة


في حين جلست شهد على الأريكة عاضة شفتيها مشيحة بوجهها عن المشهد كي لا تتفاعل معهم، فعقد عصام حاجبيه مستفهما: من بالحمام؟


أسرعت سحر بالإجابة: مجرد قطط يا أبي لا تهتم


أومئ لها عصام ببطئ مرددا بغموض: قطط إذا ؟ وبالحمام أيضا !! هل هي تستحم بالداخل أو ماذا بالضبط ؟


كتمت سحر ضحكتها متحدثة بعدم مبالاة: ربما ..والآن يا أبي هل تريدني بشيئ ما؟


ناظرها والدها بعيون مبهمة أربكت سحر لترتخي تقاسيمه بعدها قائلا بحنان: إن كنت لن تنامي فتعالي أنت وشهد للأسفل لتسهروا معنا


أومئت سحر بإيجاب موافقة: حسنا يا عصومي كما تحب، إسبقني وأنا سوف أرتدي إسدالي وأوافيك


ربت أباها على شعرها مختلسا بنظرة سريعة لباب الحمام فتحرك بعدها مغادرا الغرفة بهدوء


زفر الجميع براحة فأسرعت سحر للحمام متوغلة له وقد رفعت سبابتها نحوهما مصرحة: هذه أول مرة أكذب على أبي، يا إلهي أنا أمقت نفسي الآن


ضربها أدهم على رأسها بخفة مهسهسا: رعد أحضر لك الدمى، لماذا لم تقولي إسما آخر


تنهدت سحر موضحة: من مثلا ؟ فلشدة أنني لا أطيق ذلك المغرور قلت إسمه


غمغم زياد مغيرا الموضوع: لماذا حمامكم مملوء بتلك الزجاجات والقارورات وكأنها محل تجاري ، عكسنا نحن الشباب


قهقهت شهد برقة مجيبة: لقد قلتها أنتم شباب


هم زياد بالرد إلا أن سحر دفعتهما زاجرة: غادرا قبل أن يعود أبي رجاءا، وسوف أحدثه بشأن سماحه لكما بالعودة


قبلها زياد بسرعة هامسا: سنفورة مفيدة


في حين ربت أدهم على شعرها مغادرا هو الآن، فأسرعت سحر ترتدي إسدالها مشيرة لشهد بأن تلحقها



نزل عصام عتبات الدرج فتجلى له رعد بالبهو لينادي عليه، حيث تقدم الأخير منه مرددا بهدوء: نعم يا عمي


وضع عصام كفيه بجيبي بنطاله قائلا: تلك الدمى التي أحضرتها لسحر كانت ستكون جميلة لو كانت بلون بناتي وليس أن تكون كلها سوداء فهذا اللون ليس للفتيات


رفع رعد حاجبها مغمغما بإستفهام: دمى؟ !


أومئ له عصام بهدوء متأملا رد فعله مجيبا: طبعا ألست أنت من أرسلها لها !؟


هم رعد بالنفي فيبدو أن هناك سوء فهم ما، إلا أن بصره وقع على سحر أعلى الدرج التي أشارت له بالصمت مقوسة شفتيها بمسكنة مرتدية وجه الجرو الوديع ذاك


لملم رعد بسمته بصعوبة فهذه أول مرة يراها كحمل وديع حقيقي، فأجاب بهدوء: نعم...لابأس


رفع عصام حاجبه ملتفتا للخلف فإختبئت سحر بسرعة كي لا يراها، ليعيد نظره لرعد قائلا: هل ترى أن اللون الأسود مناسب في الدمى؟


شتم رعد تلك المستفزة التي لا تسبب له إلا الكوارث فأجاب بمراوغة: طبعا لا...المرة القادمة سأغير اللون


أومئ عصام ببطئ فربت على كتفه متحركا نحو الحديقة، فنزلت الفتاتان بسرعة لتشير سحر لشهد بالذهاب حيث السهرة فلبت الأخرى طلبها تاركة إياها مع رعد ذاك


فدنت الأخيرة منه مستفهمة بفضول: ماذا قال لك أبي؟


هز الأخير رأسه عليها مجيبا بحدة: عن تلك الدمى السوداء التي أحضرتها لك


فغرت سحر فاهها مرددة بإنشداه: سوداء !! يا إلهي ليست كذلك بل هي وردية وحمراء ...لقد كشفنا أبي


جز رعد على أسنانه هادرا بها: كل هذا بسببك كيف تقحمينني بتلك المهاترة الغبية


تقبضت سحر تريد ضربه حقا فتنهدت متحركة تشتم ذاتها على غبائها ذاك، فناداها رعد مستفهما بغضب: ومن أين أتتك تلك الدمى حتى أتى عمي ليسئلني؟


تنهدت سحر مجيبة بعدم مبالاة: هناك شابان أحضرا لي تلك الألعاب وخفت أن يغضب أبي إن علم ذلك، لهذا لم أجد حلا غير قولي له بأنها من طرفك أنت


تمتم رعد بإنشداه: شابان أحضرا لك الألعاب


أومئت له سحر متابعة سيرها، فأوقفها رعد مرة أخرى لترفع الأخيرة رأسها للسماء طالبة الصبر من الله عليه ملتفتة له: نعم يا سيادة رعد تفضل


دنى الأخير نحوها وقد إسودت مقلتاه غضبا هادرا بها: من هما هاذان الشابان؟


هزت سحر كتفيها مجيبة: ليس شرط أن تعلم


فقبض على ذراعها مردفا: قلت من هما؟


تلاعبت بسمة شقية على ثغر سحر مستفهمة بإستفزاز: بالمناسبة هل إشتريت هاتف جديد ؟


تشنج فكه غضبا فأجبرها على المشي معه لأقرب قاعة فحاولت التملص منه مرددة: دعني يا غبي


تابع سيره متجاهلا لشتمها المتواصل ذاك هامسا بحدة: أنت لا ينفع معك إلا الهمجية


فتح الباب مقحما إياها داخله مغلقا الباب وراءها هادرا بعدها: سوف أحدث عمي بنفسي فلا طائل من الجدال معك أنت


توسعت عيني سحر ضاربة الباب بكفيها بعنف مردفة بغضب: إفتح الباب يا مدلل


هز رأسه عليها فتحرك إلا أنه أحس بشيئ ما قد داس عليه فأبعد حذائه لتتجلى له قلادة مرمية على الأرضية فإنحنى لها ملتقطا إياها حيث كانت عبارة عن سلسلة فضية وبها إسم منقوش وهو "سحر " ، تمتم رعد بتهكم: يبدو أنها لتلك الشرسة


فوضعها بجيبه متجاهلا ضرب الأخرى للباب متحركا نحو الحديقة، في حين جزت سحر على أسنانها هامسة بحنق: ذلك المتبجح الغبي


لتقع عيناها على المكتب فركضت بسرعة له، متجاوزة إياها حيث الجدار الزجاجي فوجدت باب يطل على الحديقة الخلفية فأدارت مقبضه ليفتح، فقهقهت برقة فاتحة إياه مغادرة المكتب بخطوات سريعة خفيفة كفراشة ملونة شقية ، فركضت حيث الحديقة الأمامية كي لا يصل رعد لأباها قبلها، حيث تجلت لها تلك الجلسة قرب المسبح التي جمعت جدها وكل أفراد الأسرة، فأبصرت رعد الذي يتحرك نحوهم حيث أسرعت هي كي تسبقه تنادي برقة: أبي


حول رعد بصره نحوها ليتفاجئ بظهورها، ألم يغلق عليها باب القاعة؟ ! كيف غادرت إذا !!


إستكانت سحر بحضن أباها متنعمة بدفئه، فإضجع رعد بكرسيه رامقا إياها بحدة، فهزت له حاجبيها بإستفزاز، حيث كبح الأخير جماح حنقه مشيحا ببصره حيث المسبح وقد بدأت تراوده فكرة إغراقها حقا


:
•♡•
:

🍂 إنتهى 🍂

☘️Yasmina Messaoud☘️

عذرا على التأخير النت كان ضعيف جدا تعبني كثير معه 🥺


يسمينة مسعود غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-11-22, 02:03 AM   #340

يسمينة مسعود

? العضوٌ??? » 492275
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 463
?  نُقآطِيْ » يسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ديناعواد مشاهدة المشاركة
ازيك حضرتك ممكن سؤال هو رعد هيغير معاملة مع سحر ازاي وهما الاثنان ناقرونقار مع بعض
ههههههه هذا سر خطير 😂😂😂لا تقلقي حبيبتي رح تكتشفوا كلشي مع الحبكة وباذن الله رح تحبوها كثير ابشري 🥺🙈


يسمينة مسعود غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:15 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.