آخر 10 مشاركات
رواية ناسينها ... خلينا نساعدكم [ أستفساراتكم وطلباتكم ] (الكاتـب : × غرور × - )           »          همسات حروف من ينبوع القلب الرقراق..(سجال أدبي)... (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )           »          كُنّ ملاذي...! (92) للكاتبة: ميشيل ريد *كــــاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          زهرة .. في غابة الأرواح (3) * مميزة ومكتملة * .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          ثمن الخطيئة (149) للكاتبة: Dani Collins *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          رواية كنتِ أنتِ.. وأنتِ لما تكوني أنتِ ما هو عادي *مكتملة* (الكاتـب : غِيْــمّ ~ - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          بين ذراعيك مملكتي - ج1 سلسلة رؤساء عاشقون - قلوب زائرة - للرائعة * salmanlina*كاملة * (الكاتـب : salmanlina - )           »          ترافيس وايلد (120) للكاتبة: Sandra Marton [ج3 من سلسلة الأخوة وايلد] *كاملة بالرابط* (الكاتـب : Andalus - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree3663Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-10-22, 09:50 AM   #51

صباح مشرق

? العضوٌ??? » 474136
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 295
?  نُقآطِيْ » صباح مشرق has a reputation beyond reputeصباح مشرق has a reputation beyond reputeصباح مشرق has a reputation beyond reputeصباح مشرق has a reputation beyond reputeصباح مشرق has a reputation beyond reputeصباح مشرق has a reputation beyond reputeصباح مشرق has a reputation beyond reputeصباح مشرق has a reputation beyond reputeصباح مشرق has a reputation beyond reputeصباح مشرق has a reputation beyond reputeصباح مشرق has a reputation beyond repute
افتراضي


اموله اعجز عن وصف جمال الفصل 💖
ان شاء الله فهد يلتزم بوعده لميلاء عشان مايقع الطلاق
رانيه اعوذ بالله حسبي الله عليها
في ام ولدها تعدى مرحلة الخطر تسافر وتتركه حزنت على خالد كثير بس ان شاء الله تعوضه مريم بمشاعرها الاخويه الصادقه
ذكرتيني بكارونا والحظر والكئابه الي عشناها الله لايعيدها


صباح مشرق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-10-22, 01:18 PM   #52

أمل سفر
 
الصورة الرمزية أمل سفر

? العضوٌ??? » 507660
?  التسِجيلٌ » Oct 2022
? مشَارَ?اتْي » 897
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » أمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond repute
?? ??? ~
التَجَاهُل مُـر لـِلغَاية وَالصَمْتُ حِكَايَة أُخْرَى وَأنَا ضَائِعة بَينَ مَشَاعِريِ المُرْتَبِكَة كـَ القُبلة في عُـــنْـقِ الكَلَاَمْ!
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة yasser20 مشاهدة المشاركة
الرواية جميلة والأحداث رائعة شكرا لك.
ممتنة لتواجدك.....


أمل سفر غير متواجد حالياً  
التوقيع

؛ لا أَرجُــــــو شَـــــــــيء مِنْ أَحَــــدْ ؛
؛ ثَمَتُ حَنِين وَحَفَنَةُ أَلَم فِي صَدِرِي ؛
فــــــ كن كريما مع قلمي...!!
رد مع اقتباس
قديم 27-10-22, 01:21 PM   #53

أمل سفر
 
الصورة الرمزية أمل سفر

? العضوٌ??? » 507660
?  التسِجيلٌ » Oct 2022
? مشَارَ?اتْي » 897
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » أمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond repute
?? ??? ~
التَجَاهُل مُـر لـِلغَاية وَالصَمْتُ حِكَايَة أُخْرَى وَأنَا ضَائِعة بَينَ مَشَاعِريِ المُرْتَبِكَة كـَ القُبلة في عُـــنْـقِ الكَلَاَمْ!
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قسيس مشاهدة المشاركة
الرواية جميلة واعجبني ادخال قضايا ومشاكل كثير غافله عنها وماتدري عنها
مبدعه وحبيتها واستمري

عندي مشكله في اللهجة مره فصيح ومره عامي😁

اي يوم تنزل الرواية وهل هي مكتملة؟؟
ممتنة لتواجدكِ عزيزتي

اللهجة لشيء في نفسي .. ممكن تتقبلوها كذا (ممتنه)

المفروض كل أحد
بس اذا كمل قبل أنزل فصول حسب اكتمالها

لا ماهي مكتمله
ولا تشيلي هم .. أنا رواياتي كلها مكتمله .. ولي تجارب سابقه


دمتِ بود


أمل سفر غير متواجد حالياً  
التوقيع

؛ لا أَرجُــــــو شَـــــــــيء مِنْ أَحَــــدْ ؛
؛ ثَمَتُ حَنِين وَحَفَنَةُ أَلَم فِي صَدِرِي ؛
فــــــ كن كريما مع قلمي...!!
رد مع اقتباس
قديم 27-10-22, 01:24 PM   #54

أمل سفر
 
الصورة الرمزية أمل سفر

? العضوٌ??? » 507660
?  التسِجيلٌ » Oct 2022
? مشَارَ?اتْي » 897
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » أمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond repute
?? ??? ~
التَجَاهُل مُـر لـِلغَاية وَالصَمْتُ حِكَايَة أُخْرَى وَأنَا ضَائِعة بَينَ مَشَاعِريِ المُرْتَبِكَة كـَ القُبلة في عُـــنْـقِ الكَلَاَمْ!
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صباح مشرق مشاهدة المشاركة
اموله اعجز عن وصف جمال الفصل 💖
ان شاء الله فهد يلتزم بوعده لميلاء عشان مايقع الطلاق
رانيه اعوذ بالله حسبي الله عليها
في ام ولدها تعدى مرحلة الخطر تسافر وتتركه حزنت على خالد كثير بس ان شاء الله تعوضه مريم بمشاعرها الاخويه الصادقه
ذكرتيني بكارونا والحظر والكئابه الي عشناها الله لايعيدها
ممتنة عزيزتي صباح
جميل أنه اعجبك💋

رانيه للاسف الموقف حقيقي😔

في أمهات كذا للاسف 😔


دمتِ بود❤💋


أمل سفر غير متواجد حالياً  
التوقيع

؛ لا أَرجُــــــو شَـــــــــيء مِنْ أَحَــــدْ ؛
؛ ثَمَتُ حَنِين وَحَفَنَةُ أَلَم فِي صَدِرِي ؛
فــــــ كن كريما مع قلمي...!!
رد مع اقتباس
قديم 27-10-22, 05:47 PM   #55

أمل سفر
 
الصورة الرمزية أمل سفر

? العضوٌ??? » 507660
?  التسِجيلٌ » Oct 2022
? مشَارَ?اتْي » 897
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » أمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond repute
?? ??? ~
التَجَاهُل مُـر لـِلغَاية وَالصَمْتُ حِكَايَة أُخْرَى وَأنَا ضَائِعة بَينَ مَشَاعِريِ المُرْتَبِكَة كـَ القُبلة في عُـــنْـقِ الكَلَاَمْ!
افتراضي

العطاء المفرط
مؤذي لصاحبة
فلا تعطي بعنف
ولا تقبض بعنف
كن سخيا بحكمه
حتى لا تؤذي مشاعرك


أمل سفر غير متواجد حالياً  
التوقيع

؛ لا أَرجُــــــو شَـــــــــيء مِنْ أَحَــــدْ ؛
؛ ثَمَتُ حَنِين وَحَفَنَةُ أَلَم فِي صَدِرِي ؛
فــــــ كن كريما مع قلمي...!!
رد مع اقتباس
قديم 29-10-22, 12:36 PM   #56

أمل سفر
 
الصورة الرمزية أمل سفر

? العضوٌ??? » 507660
?  التسِجيلٌ » Oct 2022
? مشَارَ?اتْي » 897
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » أمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond repute
?? ??? ~
التَجَاهُل مُـر لـِلغَاية وَالصَمْتُ حِكَايَة أُخْرَى وَأنَا ضَائِعة بَينَ مَشَاعِريِ المُرْتَبِكَة كـَ القُبلة في عُـــنْـقِ الكَلَاَمْ!
افتراضي




صباح الورد على قلوبكم الجميله
وأنا أعمل على كتابة الفصل العاشر.. تذكرت شيء مهم جدا
وهو حقيقة مقولة
" البعيد عن العين ..بعيد عن القلب " & " القريب من العيب.. قريب من القلب"

وجدت أنني كتب قصة قصيرة تصفها

دمتم بود

https://www.rewity.com/forum/t487872.html




أمل سفر غير متواجد حالياً  
التوقيع

؛ لا أَرجُــــــو شَـــــــــيء مِنْ أَحَــــدْ ؛
؛ ثَمَتُ حَنِين وَحَفَنَةُ أَلَم فِي صَدِرِي ؛
فــــــ كن كريما مع قلمي...!!
رد مع اقتباس
قديم 29-10-22, 12:44 PM   #57

أمل سفر
 
الصورة الرمزية أمل سفر

? العضوٌ??? » 507660
?  التسِجيلٌ » Oct 2022
? مشَارَ?اتْي » 897
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » أمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond repute
?? ??? ~
التَجَاهُل مُـر لـِلغَاية وَالصَمْتُ حِكَايَة أُخْرَى وَأنَا ضَائِعة بَينَ مَشَاعِريِ المُرْتَبِكَة كـَ القُبلة في عُـــنْـقِ الكَلَاَمْ!
افتراضي


صباح الورد على قلوبكم الجميله

وأنا أعمل على كتابة الفصل العاشر.. تذكرت شيء مهم جدا
وهو حقيقة مقولة
" البعيد عن العين ..بعيد عن القلب " & " القريب من العين.. قريب من القلب"

وجدت أنني كتب قصة قصيرة تصفها

دمتم بود


https://www.rewity.com/forum/t487872.html



أمل سفر غير متواجد حالياً  
التوقيع

؛ لا أَرجُــــــو شَـــــــــيء مِنْ أَحَــــدْ ؛
؛ ثَمَتُ حَنِين وَحَفَنَةُ أَلَم فِي صَدِرِي ؛
فــــــ كن كريما مع قلمي...!!
رد مع اقتباس
قديم 30-10-22, 06:31 AM   #58

شقف الزمان

? العضوٌ??? » 478041
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 164
?  نُقآطِيْ » شقف الزمان has a reputation beyond reputeشقف الزمان has a reputation beyond reputeشقف الزمان has a reputation beyond reputeشقف الزمان has a reputation beyond reputeشقف الزمان has a reputation beyond reputeشقف الزمان has a reputation beyond reputeشقف الزمان has a reputation beyond reputeشقف الزمان has a reputation beyond reputeشقف الزمان has a reputation beyond reputeشقف الزمان has a reputation beyond reputeشقف الزمان has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل سفر مشاهدة المشاركة
حاولت بس ما عرفت.. 😂
علميني عشان مره تاني تزبط معايا 😊
للأسف ما اعرف 😣
اسألي مشرفات المنتدى ان شاء الله بيعلمونك
ولي عودة للتعليق على الفصل الاخير
بإذن الله


شقف الزمان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-22, 07:11 PM   #59

أمل سفر
 
الصورة الرمزية أمل سفر

? العضوٌ??? » 507660
?  التسِجيلٌ » Oct 2022
? مشَارَ?اتْي » 897
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » أمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond repute
?? ??? ~
التَجَاهُل مُـر لـِلغَاية وَالصَمْتُ حِكَايَة أُخْرَى وَأنَا ضَائِعة بَينَ مَشَاعِريِ المُرْتَبِكَة كـَ القُبلة في عُـــنْـقِ الكَلَاَمْ!
افتراضي


#الفصل العاشر

#أمل سفر

إذا قررت أن تعود
فأختار جيدا..
هل هذا سيجعلك
في مركز قوه..
أما لا

(1)


رغم أن العودة للوطن شيء جميل الا أن مشاعر العودة هذه المرة مختلفه جدا.. تلك الرعاية التي وفرتها حكومة المملكة العربية السعودية العظمى تثير مشاعر رعاياه وتبعث بهم الفخر بمدى هذا الاحتواء والحب.. تنزل الطائرة مطار جدا.. المعقمات في كل مكان وبالمجان!! الرعاية الصحية على اتم استعداد لاي عارض صحي..
أخيرا تصل بهم الحافلات التي خصصتها الدولة الي مقر الحجر الصحي في أفخم الفنادق وأرقاها.. وفروا لهم جناحا ملكيا.. تم أخذ مسحات حين وصولهم لحمايتهم وحماية المواطنين والمقيمين من انتشار العدوى.
أخيرا اجتمعوا في الصالة وكل من يحمل بيده حاسوبه.. مكبين على أعمالهم فلديهم مهام دراسية..
بعد ساعات يُطرق الباب.. يذهب فهد لفتحه يستلم وجبات الطعام.. شكر المضيف باللغة الإنجليزية لحقت به "في" ولوليا" لمساعدتها..
فهد: الله أخيرا جاء الاكل ريحته شي من الاخر بصراحة
"في" تضع الطبق على الطاولة.. تنظر الي ساعتها ثم تهتف قائله: ما توقعت أني بجلس 3 ساعات متواصلة اليوم على شغلي.. بس والله يا أني خلاص منتهيه يا دوب اكل وأنام
لوليا: حتى أنا.. ما اعتقد أقدر أقوم اغسل اسناني!!
فهد: يالله حبايبي سموا وكلو.. عشان ننام ونصحى بدري ونكمل شغل.. أنا توقعت أخلص.. ما لحقت أكمل السلايدات..
في: هذا وانت كنت تشتغل في الطيارة
فهد: كل شويه تيجيني أفكار
ميلاء: طيب أنت لو حددت النقاط المهمة وبعدين بديت تسوي العرض.. كان وفرت وقت
فهد: تعالي كلي.. الاكل على كيف كيفك..
ميلاء بكسل: إذا لولو مافيها تغسل اسناناها.. أنا مافيا اكل من التعب
"في" تمد يدها.. تلتقط ميلاء يدها.. تقف وهي تحتضن "في"..: نزلي وجهك خليني ابوسك..
لوليا: بصراحة على انه الدولة موفره أفخم شي وأفضل تعامل.. بس الضغط النفسي الدراسي مسيطر بقوه ماني قادره استمتع والله.. المفروض نأخذ اجازه
ميلاء: لا حبيبي خلصي وراكم شغل لما نوصل البيت ان شاء الله!!
يقلب فهد سريعا هاتفه يرى #هاشتاق# بخصوص الحجر الصحي.. يتتبعه سريعا.. يفتح الفيديو المسيء للوطن
في تذهب سريعا لوالدها كذلك لوليا.. يعيد فتح الفيديو
رانيه كانت قد سبقتهم في العودة للوطن..
" كل يوم يأكلونا كبسه.. قرفنا خلاص..
لا وحابسينا في الغرف كأننا شيء معدي.."
لوليا: دي رانيه. . وي ايشبها اتجننت!؟
في: بنت فقر بصراحة.. لا أدب ولا ثقافة فكريه
تعود لوليا وتجلس بالقرب من والدتها. تنظر لها بنظرة مريبة: ماما ايش قصدك ورانا شغل؟!
ابتسمت ميلاء لــ لوليا فهي تفهم جيدا الصورة الذهنية التي في رُسِمَت في عقل ابنتها.. ترفعا حاجبا باستسلام.. تدفع لوليا جسدها للخلف وهي تقول: لاااا.. أنا أبا أروح شقتنا.. عند خالتي مها.. ما أبا أروح معاكم
فهد و "في" ينظرا الى لوليا بتعجب دون أدنى فهم!!
ينظر الي ميلاء.. يبحث عن إجابه.. تبتسم له وهي تفتح وجبتها.. تسمي الله.. تأكل وهي ترسم ابتسامة كبيره
يعيد النظر الي "لوليا": بنتي لولو البيت بيتك حبيبتي..
ابتسمت "لوليا" له.. تعود الي وجبتها.. تسمي وتأكل... تود لو تنفجر ضحكا.. ستترك لهم مفاجأة حين يصلون..


(2)



يفاجئها بكلامه.. تنظر اليه.. تفهم جيدا ما يقوله.. فهي تعيش حالة حب ايضا.. تبتلع كل يوم غصة الخوف عليه.. كم هو قاسٍ أن تشعر بالخوف من حب يذوب في مجهول ينتابه الهلع!!
هو يرابط في عملة لمواجهة هذا الوباء بين تلك الاحياء الشعبية.. للمرض ثورة عنيفة في بدايته.. ثم تخف ثورته مع اللقاحات ومع مرور الوقت.. وهذه ليست المرة الأولى وليست المرة الثانية.. بل هناك مرات سابقه لها نفس التاريخ للنمو والانحدار.

كم هو قاسٍ وموحش أن تُقحم في عالم يذيقك المر في كل خطوة من إدراك العلاقة.. تعض على شفتها السفلى.. يدخلها في متاهة موجعه.. تترنح افكارها وهي تعقد مقارنه بينها وبين "رتيل"!!
خالد:" انتي بس أساليها
لو عندها قُبول..
يسير اروح مِنِي لعمي..
وأنا اذا مشيت ورا كلام اهلي مستحيل اتزوج!
انتي مو فاهمه الوضع"
تود لو تخبره أنها تفهم الوضع جيدا.. وأنه هو من يجهل كيف تسير الامور
تبتلع ريقها وهي تقول
: "بصراحة..
أنا أخاف أتكلم معاها..
وتوافق فرضا..
وأمك واخواتك أصلا يعاملوها بأسواء أسلوب"
نظر اليها خالد. سحب كمية كبيره من الاكسجين ثم زفره.. حقا أزعجه أن مريم تفهم العلاقة بين عائلته وعائلة عمه بهذا الوضوح.. قال يائسا
: "أنا ايش ذنبي..
قوليلي ايش ذنبي..
والله ما كانت في بالي..
قلت لهم زوجوني أي وحده..
تعرفي 4 سنوات وهم يبحثو..
أنا شغلي مختلط مو مقدرين ابدا هذا الوضع
المفروض أحصن نفسي..
ترا عمري سار الحين 29 سنه..
لو أمشي علي شورهم راح اموت مجلوط من القهر"
مريم بخوف: " بسم الله عليك ياقلبي..
شوف أنا حكلمها..
بس أنا بصراحة خايفه عليها من أخواتك"
يبتلع غصته بقهر" شفتي أي وحده راح تدخل بيتنا راح تعاني.. انتي مو متخيله.. أنا نفسي آعاني من ذاك البيت..
انتي تعاني!!"
تطبطب على ذراعه وهي تقول:" طيب أنا حكلمها"
يقطع كلامهما رنين الجرس.. ينظر خالد الي مريم متسائلا: منتظرين أحد
هزت راسها نافيه: لا
ذهب لفتح الباب.. نظر عبر العين السحرية.. ابتسم وهو ينظر الي مريم.. يشير لها بالدخول الي الصالة الداخلية.. تقف وتتوجه سريعا للصالة الداخليه
في البداية لم تفهم لماذا يغير "خالد" صوته
"مين؟"
بات صوت نسائيا.. لكنها ابتسمت وهي تسمعه يقول:
"انقلع عني.. انا مو موافقه عليك يا وجه النحس.. انت السبب بلا في شكلك.. أخويا بغى يموت منك".
تلك الــــ"مين؟" أنهكت قلبه.. نبضه تأهب لتسقط قطرات الحب في شفتيه في عينيه في اذنيه في يديه في قدميه!!
يستحضر صوته الرجولي الدافئ: عادل!
باغتته بداية الجملة الثانية " انقلع عني".. ثم ما أن فهم تلك الخدعة.. يتعثر في قهره.. يود لو يخلع الباب ويكسره على أم راس خالد.. ذاك المعتوه جر الشوق اليه ثم تركه يفلت.
فتح خالد الباب.. هجم عادل على خالد.. ضربه.. اِنفجرت أصواتهم.. قلقت النساء في الصالة الداخلية!!
التقط خالد أنفاسه ثم قال
:"ما لقيت تمرض الي ذاك اليوم.. كان انتظرت لثاني يوم"
يعدل خالد جلسته.. يرتب قميصه القطني وهو يضحك:
"نحاسه فيك يا أخي".
يجلس عادل أمام خالد.. يفرد ذراعيه:
"تصدق أول مره أجي هنا"
خالد: "عمتك عندها بنت."
عادل وهو يتذكر: "ايه صح نسيت"
يلتقط خالد "ترمس" القهوة.. يسكب قليلا في الفنجان.. يقدمها له مع الشوكلاه السوداء.
يرتشف من القهوة.. يصمت.. لا يعرف كيف قادته قدماه الي هنا.. كان قد التقى بــ عمه الذي يبدو أنه كان يراقب الشارع من النافذة.. يبدو أن الحظر خلق عادة مراقبة الشارع لدى البعض!!
هادي:" أنت رايح تخطب بنتي من وراي
تظن إني مو عارف انك طمعان في فلوسها!!"
يخرجه خالد من صمته:
"خير فيك شيء"
عادل يترنح في الإجابة الى متى سيظل موضوعه عالقا.. ألم يكفي هدرا للعمر بعيدا عنها.. يريد أن يصرخ بملء مشاعره.. حين أحببتها كانت تتموج مشاعري حولها.. تختلط في صمت اللقاء..
"ودك تظل ساكت لمتى"
أجابه خالد أخيرا
"أنا ودي أملك وأدخل يا أخي بعد اسبوعين "
خالد بحيرة
"أسال واردلك اذا يناسبهم ولا لا؟"
ثم خرج الحديث الي محاور عده كثيره..

(3)

من شدة الملل أخذتهم الأحاديث في الغوص في فهم علاقاتهم الأسرية!!
يجلسن على الجلسة الموجودة في الشرفة بالدور العاشر.. يطل على منظر خلاب وخاطف للعواطف. هدوء النيل يتنهد على غير العادة.. يبحث عن زواره الذي يتباهى بهم!!
فـــ للتو "خيريه" تنتهي من سرد قصة اكتشافها زواج زوجها من أخرى والذي دام لسنوات طويلة!!
هدى يتطاير شعرها الذهبي.. تضعه خلف اذنها.. يبرز وجهها.. ذو بشره بيضاء لها ملامح حاده جدا.. وتلك الشامة التي على خدها الأيمن يلاحظها المرء سريعا.. ولا ينساها.. لا تشوهها ابدا.. لكنها علامة بارزه في وجهها.. تجعل المرء يتذكر هذا الوجه ولو بعد حين!!
الكثير من التعليقات حصلت عليها خيريه كلها تنصب في مصلحة الخلع... غير أن هدى قالت لها رأي آخر جدا: أنا اختلف في الرأي.. اذا تشوفي نفسك اكتفيتي من وجود رجل في حياتك تطلقي.. اذا لسا تحشي انه لك رغبه خليكي معاه.. وهو على حسب ترا اذا بتاخذي مصروفك ولا يوقفه عليك..
أجابت بحسره:
"أخاف يوقفه..
ترا هددني أخر مره بعد ما عرف اني مسافره بدون شوره"
تكلم هدى وكأن أبواب الحزن تفتح لها أبوابها وما كادت تقفل!!:
"والله شوفي أنا تطلق لأني ما أحب أبو "رانيه" خير شر..
تزوجته زواج تقليدي..
والوضع كان عادي تماما
لين شفت ذيك الشوفة..
كرهتني في الدب الي عندي..
ما عنده غير الاكل!!"
تعالت الضحكات وكثرة التعليقات
هناء: "طيب ليش ما اخذتيه دام عاجبك.. كان أغريته.. وانتي وحده الجمال عندك يوقف ماشاءالله عليكي"
اجابت هدى بقلة حيلة:
"للأسف كان يحب زوجته..
ولا أنا حاولت
مين قالكم ما حاولت..
والله لو التفت لي..
أنى خلعت الي عندي..
لكن حتى نظره ما يرفعه"
تسألها خيريه:
"كيف عرفتيه"
تستنشق الهواء.. تلعق شفتاها.. تزدرا ريقها.. ثم تجيب:
"كان جارنا.. الباب قدام الباب..
تخيلي انتي هو شيء جسم طول ..شكل ورزه. وزوجته دبا!
وأنا جمال ورشاقه وزوجي دب..
تصدقي لو انو التفت لي كان مداني الحين نايمه في عسل.".
هناء وهي تضحك: شكلك ما حاولتي تمام
خيريه: أي والله صادقه.. شكلك تطلعي له بعباءتك
ابتسمت هدي: لا يا قلبي.. كنت اطلع بملابس النوم اكنس السيب الي قدام الشقتين وقت جيته.. والعطر والميكاب فل .. لكن هو جدار ما يحس!!
هناء بضحك: يا خوفي انتي الي تغرين وهي تأخذ العسل!
خيريه: طيب ما حاولتي فيه بعد ما تطلقتي
هدى: لا هي زوجته ماتت وترك الشقة.. المشكلة بالصدفة اكتشفت انه اخو بنات خالتي من الام
هناء بنبره محفزه: اوووه آجل في طريق ما انقطع تماما .. كلميهم
هدى: كلمتهم.. بس هو رافض.. عنده بنت.. وبنته ما تبا غير ام صحبتها.. وقريب تزوجها.. مشكل الأطفال!!
خيريه: اووه يعني طول لين تزوج
هدى: ايه

:: عــــــــــــودة للماضي::



في أحد احياء جده.. كانت تعيش حياة هادئة الى أن سُكِنَتْ الشقة التي امام شقتهم.. فرحت كثيرا.. أخيرا سوف تحظى بجارة لعلها تنتشلها من الروتين المُمل اليومي!
جهزت طبقا من البسبوسة وترمس قهوة.. ذهبت الي تلك الجارة الجديدة.. ضغطت على زر الجرس.. أتاها صوتا من خلف الباب
:"مين؟"
تجيبها وهي تستقيم في وقفتها أكثر
:"أنا جارتك هدى.. عايشة قدام شقتكم"
استقبلها "ريهام" ورحبت بها.. مرت الأيام عليهما. يجتمعان على مائدة الإفطار الصباحي في منزل "ريهام".. الى أن أتى ذاك اليوم الذي تقتحم هدي منزل "ريهام" بعنفوان!! اقتربت من المكتبة العملاقة في الصالة.. تنظر الي الصورة التي وضعت عليها.. تلمسها.. تتحس أطرافها الخشبية.. نهض داخلها صوت مشوش.. مشوش جدا.. تراه كسقيا خير يهطل على حقولها.. طفقت تسترجع وجه وجسد زوجها.. ممتلئ جدا.. وجهه يشبه بطنه يشبه صدر. فكرة أن زوجها لديه ثديين كبيرتين باتت مقرفه تماما بالنسبة لها.. تكاد تجزم أن كتافه فقط هما من تحملا رأسه. ذاك الجسد يستحيل أن يحتوي عنقا طويلا كهذا العنق!!
سمعت صوت خطوات ""ريهام".. تركت الصورة سريعا وقلبها يخفق بشدة خوفا.. وكأنها شوهدت بالجرم المشهود.. تدفق الدم الي وجهها.. وهي ترا مضيفتها تقف على حافة باب المطبخ
: في يا ماما ابعدي عني راح يطيح الشاي يا ماما.. بعدين تتعوري
تتركها "في" وتذهب سريعا الي غرفتها.. تخاف من نظرات هذه الساحرة الشريرة.. وتلك الشامة تجسد نمطا يحاكي تلك الشريرة في الرسوم المتحركة. كما انها قد أخبرت والدتها يوما عن المرأة الشريرة "ماما دي الساحرة الشريرة الي في الكوتون" نهرتها والدتها وحذرتها من ذكر هذه الوصف أمام أي كائن من كان!!

أما تلك الجارة الطُفَيــلِة فقد وقعت في بقعة حزن كبيرة.. تتسع كلما شاهدت الصورة.. تجرها قدما لمراقبته ذهابا واياباً.. باتت تعرف مواعيد دخوله وخروجه.. وتقلق عليه حين يتأخر.. وفي عتمة افكارها تفتح الباب لتخرج سلة النفايات وقت عودته.. ثم تطور الوضع باتت تنظف ذاك الدهليز الصغير. تترنح في صنع الأعذار للخروج له.
سقطت ضحية لاستقامته! أغواها بتلك الاستقامة! وذاك النفور الذي يمارسها عليها.. أغواها أكثر!!
توغلت في حبه حد عظامها.. فرغ قلبها من كل شيء الا هو.. باتت لا تملك في عقلها سواه.. كرهت أكثر كرة اللحم التي عندها.. تفتعل الشجار كل يوم.. لا يمكنها حتى امتصاص طيبته.

وفي أحد المرات اخبرتها "ريهام" بأن فهد يوشك على التخرج وسوف يتركون جده بعد ثلاث شهور..

ستعود حياتها مفعمة بالوحدة تماما!! قيمها وانسانيتها تعوجان.. تفكر في طريقة للحصول عليه وحده.. لـــِ إغواءه!!
فذاك الجدار لن يسقط بوجود امرأة في حياته.. ترا بعينيها أثر الحب ولقائتهما الحميمة في رقبة تلك الجارة!!
تشرب نار الغيرة كلما وجدت أثرا خفيفا وجديدا..
تعاقر الهبة الحقد والغيرة وهي تتخيل ما يدور في تلك الشقة الآن!
حتى جاء الليلة التي يعانق زوجها الفرح
:" يا قلبي لك هديه مني.. اشتريت بيت وحننقل نهاية الأسبوع ذا"
:" ومدرسة رانيه"
:"عادي ياقلبي تروح وتجي لين نهاية السنة.. بعدين ننقلها السنة الجايه"

انتقلت الي المنزل الجديد.. وكعادة للمباركة بالمنزل الجديد.. يحضر الاهل ويقدمن الهدايا مباركة وفرحا.. سمعت حوار بين اقاربها يدور حول فهد.. ويا للمصادفة فهد هو ذاك الجار الوسيم.. ما احقر هؤلاء الأقارب.. يفضلون الغريبة عنها!
دعاء: أنا أخوي "فهد" من أمي هنا عايش وحيخلص دراسته قريب وينزل مكه
ليلى شقيقتها تتذكر امرا ثم تسال: هي زوجته متى شهرها كأني سمعت انها حامل
سهام بــِ اسا: بصراحة ظلم كل الورث راح له.. من نحاستنا امي تموت قبل ابوه.. بالعادة الإباء يموتون الأول..


تغرق تماما في أفكارها.. عادت لها أحلامها.. تعانق الشر تمسك بكل قبلات الخطيئة... قلبها يخفق فرحا..
تفكر.. وتفكر.. لا مقياس للحب عندها.. لا مقياس للشر.. تتخيل نفسها بين أحضان ذاك الجسد.. ذاك الرجل المستقيم الذي لا يرمش للنساء!
كل شيء فيه مستقيم.. جسده.. اخلاقه.. انفه.. قبلاته.. كل شيء
لا وزن للحب سوى أن تمتلئ به!!
ملئه به.. هي ملئه تماما بذاك الرجل..

في اليوم التالي.. يذهب زوجها للعمل.. تذهب ابنتها للمدرسة.. تذهب هي لتلك الجارة.. توقف سيارة أجرة.. تنزل.. توقف اخر.. تصعد.. اخير تصل لتلك الجارة.. تضغط على زر الجرس. تسال المضيفة "مين" بعد أن رأت امرأة من خلال العين السحرية..
تجيب هدى: أنا هدى
تفتح الباب فرحه.. يتبادلان السلام.. فثمت أمر بات ملفتا جدا في رقبة "ريهام".. تلف "طرحتها" على رقبتها!!
سالتها هدى بفضول: أنتي خارجه؟
تنفست بـتعب وهي تجيب: لا.. دوبني استلمت طلبات من الحارس.. ورتبتهم في الثلاجة
لم تهتم بخلع "طرحتها".. سوف تنهي مهامها ثم تذهب لغرفتها وتعلقها بجوار عباءتها. فقد أصبحت الحركة ثقيلة بالنسبة لها..
: حياك هدى.. تفضلي.. يوووه وحشتني.. راحت أيام الفطور الصباحي
هدى: الله يرحمها من أيام فقدتها والله!
تدخل "ريهام" للمطبخ.. تتبعها هدى.. كانت تفكر في طعنها.. الا أن تلك الطرحة سهلت لها المهمة نوعا ما.. عقلها يعمل سريعا وفقا للمعطيات المتوفرة!
هدي: "ريهام" تعالي اوقفي هنا.. كأنك قصرتي
تضحك "ريهام" وهي تقف في المكان الذي اشرت عليه تماما
:"ههه. شكلي قصرت مع الحمل"
هدى بخبث: حتى ظهرك تقوس.. شوفي انا ظهري مستقيم.. تعالي خليني اوريك تدريب أسويه كل يوم
"وأنا حامل كذه"
"هو أصلا للحوامل.. لأنه يخفف الضغط على الجسم"
تلتقط سريعا طرفي "الطرحة" تمرر طرف من خلال مقبض اليد.. تعقدها سريعا..
: اوقفي عدل.. ابعدي كذه...
جعلتها تبتعد عن باب الرف حتى يمكنها فتحه
تَنظر "ريهام" لها باستغراب.. لكنها تتماثل باستسلام مع كلام جارتها السابقة.. هي تثق بها.. مرارا وتكرارا التقيتا.. ربما لم تكن تعي أن مثل هذا النوع من المعرفة تلقي بك الى هاوية المجهول.. أو أنها يجب ألا تثق بــأحد في خلوتها معه!! فجاءه تشعر بشيء يشدها من رقبتها وهي ترا باب الرف يُفْتَحْ.. تَتَعَثَر فِي وَقْفَتِهَا.. تَكاد تَسقط.. يَنْتَابها الهلع.. تمْسَك طرحتها.. تُحاول التخلص.. يُقفل باب الرف.. تَتَعثر أكثر.. تُحَاوِلُ جَاهده تخليص رقبتها من قبضة "الطرحة" تَكاد تنجح. تجرح وجهها بأظفرها.. تضغط "هدى" على كتفها. تَفْقِدُ السيطرة على جسدها. تَسْقُط بِـثِقْلِهَا على رقبتها.. تَكَسَرَت غضاريف حنجرتها.. أغلق مجرى التنفس. تَسْقُط يَدَاهَا










(4)


الايدي العاملة التي تؤجرها الشركات أوقفت بسبب الوباء.. لا يوجد وقت كافي لجلب العاملات من عند خالتها مها.. ربع ساعة وسيبدأ وقت الحظر.. سمحوا لهم بمغادرة الحجر الصحي اليوم لمن أراد بعد ظهور سلبية العينات للجميع.. أما الآن فهم مضطرين لتنظيف المنزل! لتنظيف تلك الأجزاء التي اتسخت بسبب دخول المطر.. يبدو أن احدى النوافذ تُركت مفتوحة بإهمال لتسمح لتدفق بعض المياه والكثير من الغبار للطابق الارضي! وربما تسربت المياه الي السرداب!
في: بابا الله يهديك.. والله كم مره قلتلك تتأكد من الشبابيك!!
فهد ينظر لتلك الكارثة التي وضعهم فيها دون قصد: شايفه كم شباك في البيت.. تبيني اشيك عليهم كلهم! خلاص الي سار سار
يقفز فهد سريعا.. يذهب للدور الثاني.. يعود متبسم الا أنه يصعق وهو يرى وجه ميلاء.. انسحبت الدماء من وجهها وتدفق فقط في عقلها
ميلاء تدخل في اضطراب الفوضى..
جثث الموتى تترامى حول تلك الأمواج الجافه الغاضبة..
هناك من زحف على مهل هاربا من الغرق
الا أنه مات بعد أن لامست المياه رئتيه..
وتلك الأوراق الجافه "أطفال الدار" أنهكهم الجوع والعطش..
المدينة تعطلت بالكامل..
مات كل من بها..
كل ما بها تعطل!!
أصعب المعارك هي تلك التي تنشأ بين التغيير المناخي والمكان!
الأصوات الحقيقية تؤجل..
تسكت..
تَسْقُطْ..
تَركَب مُفرداتُ الدَمَار وحدها..
تَقِف عثرة بين الموتى والخراب
وحيدة ترتعش خوفا
سحابات الحزن تَدّمع في قلبها
يجف ريقها..
تجف شفتاها!
تسقط من وجع الذاكرة
يلتقفها فهد بين ذراعيه
لوليا تربت على خد والدتها برفق: ماما.. ماما.. فوقي بليز..
يحملها.. يصعد بها يضعها على الكنبة.. يسحب قارورة العطر من يد لوليا التي اخرجته من حقيبة يدها.. يرش الكثير في يده.. يضع يده على أنفها.. شيئا فشيء تخرج من عتمة الوجع.. تسحب رجليها اليها.. تبحث على أرض ثابت خاليه من الفوضى لتستند اليها.. تغمض عيناها
فهد يربت على خدها بخفه: ميلاء.. ميلاء
ترتمي في حضنه.. تبتلع شهقاتها. تسحب أصابع قدميها للأعلى.. تركز عليهما.. تضغط على اعصابها بقوه لتبتعد عن ذاك التشويش الذهني.. ينقبض كل ما فيها

لوليا تفرك أصابع قدميها.. تبعث الهدوء لتلك الفوضى
تلم "ميلاء" ساقيها تحتها.. تحرر جسدها من بين ذراعي "فهد".. تخفي وجهها بين قبضتي يديها.. تهرول مع الخجل!! تود لو تختلي بنفسها
"لوليا" تود لو تبقى مع والدتها.. لكنها تنسل وتسحب "في" معها: عمي فهد أنا و"في" حننزل ننظف الفوضى الي تحت.. انت خليك معاها .. اذا احتجت شيء ناديني

نزلا للطابق الأرضي.. حينما استقراء فوق تلك الفوضى.. قالت لوليا بوجه بارد جدا: لو أني شارده انا وامي وخليناك انتي وابوك تشوفوا بيتكم.. بالله ذا استقبال!!
في بحرج: أنا اسفه لوليا..
نظرت لوليا الي "في": لا تزعلي في حبيبتي.."
ثم ابتسمت وهي تكلم
" بس بصراحة انا كنت متصوره انو ماما راح تشغلنا على الفاضي.. اقل شيء في شيء نشوفه ونتعامل معاه!!"
ثم غرست ضحكة هيستريتا في المكان الهادئ


(5)

هدوء المكان يثير رغبة الجنون في صدره.. باتت تسلبه قلبه.. وهذه "الأتاكسوفوبيا" التي تصيبها باتت تثيره جدا.. ينظر الي عيناها يغوص بهما.. ترتبك.. تغلق عيناها.. خجله جدا من نفسها.. متى وجدت الفوضى تفقد السيطرة.. تفتح عينياها.. تمد يدها.. تضعها على ذقنه.. تتحسسها بلطف..تعتذر بخجل:
" أنا آسفه فهد. الشيء مو بيد والله"
ينحني برأسه بهدوء لها.. يقبلها:
" قلتلك اني مفتون بك ولا لا..
حتى الفوبيا الي عندك أحبها..
بس بسك لا عاد تسحبيني لك..
حرام عليكي قلبي يوجعني عليكي..
أخاف أخسرك ميلاء..
بليز قوي قلبك عشاني."
تبتسم.. تقترب منه.. تطبع قبله سريعة وتنهض: قوم ورانا شغل كثير.. خلينا ننظف البيت. صحيح فين غرفتنا.. خلينا نبدأ منها عشان لو انهدينا من التعب نلاقي مكان نظيف ننام فيه
يقف يمد ذراعه لها.. تغرس ذراعها بين ذراعه: فهد
فهد: عيونه
ابتسمت ميلاء: انا احبك تعرف دا الشئ
فهد: لا ما اعرف
ميلاء: بايخ تعرف
كانا قد وصلا لغرفتهما.. طافت عينا ميلاء سريعا.. تشعر بدور يخطفها.. "يا حبيبي دبل هايت.. أحد ينام تحت سقف مرتفع!".. اعلى السرير ديموغرافية للوحات فنية.. عشرات من الفن الفوتوغرافي الأبيض والاسود محاطة بإطار خشبي ابيض.. لكنها مرصوصة بإتقان.. لن تدخلها فوضى.. لكن شعور أنها ستقع عليها وهي نائمة تحتها بات يسيطر عليها.. سريعا التفتت لــــ فهد.. تتعلق في رقبته.. ترفع ساق وتقف على ساق وتسند بثقلها عليه.. تبحث عن حالة اتزان.. كل شيء في منزل هذا الفهد خطاء.. يضعها على حافة الدوامة.. شعر بتوتو تنفسها
"ميلاء.
حبيبي..
انتي بخير..
فيك شيء"
تغلق عيناها بخجل. لا تريد أن تدخل في دوامه أخرى.. تبحث عن اتزان..
ميلاء: دي غرفتنا
فهد بابتسامه: يعز علي أقولك ايه.. بس نبض قلبك يقول إنك خايفه من شيء
ميلاء: أحد ينام في غرفة دبل هايت .. يعني لو طار السقف وطاحت اللوحات علينا ايش حيسير!
يسكب صوته الحنون في مجرى قلبها البارد.. يدفئه.. يبعث الاطمئنان له

" اذا تبينا نغير الغرفة غيرناها.. بس عشان خاطري حطي في بالك وأنا معك ما راح أخلي شيء يأذيك ويلمسك.. لو أقدر اخبيك بين روحي وقلبي خبيتك"
كان قد أحاطها فعلا بذراعيه.. ويداه تحيطان برأسها من الخلف.. تشعرانها بدفء لم تحصل عليه من قبل! يملئ فراغها العاطفي ثم يغفو على صدرها.. يغيب صوت الخوف والقلق.. تلتف الي المكان سريعا.. الألوان متناسقة جدا ذو طابعي ذكوري بحت.. الغرفة تعم باللون الرمادي والأسود وتكسيات خشب.. الأثاث باللون الأبيض.. سوف يضيع صوتها مع صوت القلق مع ارتفاع السقف.. تراقب اللوحات.. لا تصدر صوتا!! تحكم الالتصاق بالجدار. تعود مجددا له بنظرها
"أقل شي نغير مكان السرير.. لو طاحت اللوحات ما تطيح علينا"
"نغير مكان السرير"
لا يريد إضافة أي جملة قد تدخلها في دوامه أخرى.. يحكم عليها بين أحضانه.. كالطفلة الصغيرة تدور برأسها تبحث عما يقلقها لتبكي مجددا.. مستمتع جدا وهو يرى احتياجه له.. لن يتركها.. لن يبوح بشيء الى أن تخطو هي خطوتها.. تكتشف شيء مريحا جدا تخلص نفسها سريعا وتذهب الى المسكنة الروبوت الذكية، بجانبها فلتر الهواء
"دا احلى شي في المكان!! بصراحة ذوقك يفوز.. كيف نشغلها"
قال وهو يشغل الفتلر:"الفتلر بس ذا الزر.. أما المكنسة تحتاج شحن أنتظريها.. على كذا عندي لك شي راح يعجبك مرره."
تنظر اليه باهتمام:" ايش"
"مكنسة الأثاث"
ابتسمت.. عانقته بفرح:
"الله شكرا.. لك ياقلبي.. حتى أحنا عندنا.. بصراحة كنت حقولك اجيب حقتي. بس كده مرره ممتاز"
تتركه سريعا .. تخلع عباءتها تدخل غرفة الملابس.. تخرج سريعا وهي تقول:
"يالله ورانا شغل كثير"
تنهد للتو وهو يفهم مدى استياء لوليا من هذه الكلمة.. ود لو يتركها وحدها.. لكن مع انتفاخ بطنها يستحيل تركها..


دون أن تعلم غاصت بين بقع مخاوفها.. فـــ بعض البقع تمحى بوجود فهد حولها.. غضبه عليها وهي تقوم بشيء يرى أنه مرهق لها يتجلى في روحها..
"انتي ما تسمعي الكلام اكسر راسك الحين"
قالها غاضبا جدا.. غاب عنها قليلا.. ليخرج من الحمام ويجدها تقف على الكرسي وتمسح اعلى باب الغرفة
صوته كان غاضبا جدا.. وصل صوته الى لوليا وفي اللتان صعدتا للتو والتعب يعتقلهما.. ذهبت لوليا لترى ماذا يجري.. تخشى على والدتها.. تعاني حقا من الامكان الجديدة.. هي لا تخرج كثيرا من المنزل بسبب هذه المعاناة!!
تفضل أن تكون حبسيه على أن مشاعرها تزهق تحت قسوة الفوضى!!
ابتسمت وهي ترا والدتها تسحب شعر ذقنه وهي تقول: "انت ليش عصبي كده.. يالطيف فلفل"
حينما قررت مغادرة المكان بهدوء قبل ان ينتبها لوجودها سمعت فهد يناديها:
لولو تعالي إنتي وفي نحتاجكم نبا نحرك السرير ..نبا نغير مكانه!"
تنهدت لوليا وهي تنظر لـــ"في"
دخلت في الي غرفة والدها الذي حدثها اثناء تواجدها في بريطانيا "الله حلوه غرفتك.. وحلو مكان السرير"
لوليا وهي تنظر للوحات قالت ببراءة دون وعي منها لِما قالت.. وربما التعب جعلها تتحدث بهذه الطلاقة أمام فهد.. أو ربما الاجهاد يشوش عليها وجود فهد بينهم:" احمدي ربك الموضع جاء على السرير.. شكله ابوك غسل مخها.. أعرفها ماما مستحيل تنام في غرفة زي كذا"
نظرت ميلاء الى عينا فهد.. وجدتهما تضحكان على غبائها.. هذا الخبيث هل حقا بات يغيرني.. أما أصبح دواء لمخاوفي.. أما بات يخلع عني ردائي ويلبسني رداءً على ذوقه.. فستاني اليوم مجعد مع ذلك يعجبني لم أكويه.. يعجبني فقط لأنه هو من أحضره لي!!
تكبح جموح ابتسامتها..
لا تعلم هل يداه التي تربت على مواضع فوأدها
تشفي جراحها !!
وتلتهم مخاوفها!!
انتهوا للتو من تحريك السرير.. وضعوه في الجهة المقابلة لذاك الجدار الممتلئ باللوحات
تُسْقِطْ "في" جسدها على السرير.. يتبعها جسد "لوليا"
في: والله ياماما .. أنا قريت من البر علي حتى لو ما تزوجتي بابا اني اراعي طلباتك.. بس آنتي بصراحة أووفر.. وأخاف كلامي ذا يبطل عملى
تحنى ميلاء جسدها وتقبل انف "في": "سامحيني يا بنتي مو بيدي"
تلتقط يدها تقبلها وهي تساعدها على الوقوف:
"روحوا حبايبي خذو شور واكون أنا غيرت بيت السرير.. وحننام كلنا في دي الغرفة الي عاجبتكم!
في بإحراج وهي ما تزال تجلس على السرير: لا بروح غرفتي
لوليا وهي تقف على قدميها: أنا مستحيل اساعدكم في تنظيف أي غرفه.. لو تبوني أنام على الأرض هنا نمت.
في: حنام فيها بغبارها وبكره ان شاء الله انظفها
لوليا: قابليني اذا خلتك!!
تقف "في" سريعا وهي تشير للمكان الذي اشارت اليه لوليا:
"لا والله أجل حنام معاك هنا على الأرض.. دا حتى نومت الأرض صحية تصلب الجسد وتخليه الظهر مستقيم"
يغصون في مشاعر الود.. يلامس الغضب أطراف المواقف.. لكنها تزول سريعا وهي تكشف سريعا عن كائن المودة تحت فراش الرحمة!!
اليس الله قائلا في كتابه الكريم
(وَمِنْ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَٰجًا لِّتَسْكُنُوٓاْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَءَايَٰتٍۢ لِّقَوْمٍۢ يَتَفَكَّرُونَ) (الروم -21)
لم يقل في هذه الآية الكريمة كلمة "الحب".. فالمودة والرحمة ركزين أساسين لبناء أسرة على منهج أسري سليم.. وهما أبلغا من كلمة الحب وأكثر عطاءً وأكثر وصولا لتلك التجاويف الخالية.. تملئه عواطفا.. تملئه استقرار.. تجعلك مكتفي بهما تماما.. تصاحب أهلك.. تقف مع المريض تتعاطف مع وضعه.. يرحمك وترحمه.. يودك وتوده

(6)

الغوص في المشاعر من أصعب الأمور التي تواجه المرء دون أن يعلم!!
فــهي دون أن تعلم كانت تغوص أكثر في مشاعر الغضب.. تنثر حولها مشاعر الكره.. تسقي مشاعر الحقد دون وعي منها..
تنمو دون وعي منها !
لا ترا تلك الغابات السوداء التي تحيطها.. لكنها تقطف منها ثماره المرة وتأكل لتسد جوعها !!
كما تغوص في خيالها لتسد رغباتها
تمسك مشطها.. تنظر الي المرآة.. تفكر.. وتفكر.. من بين كل البنات يختاروا له أهله أختها! أختها التي فقط بالأمس القريب عرفوها.
لا تملك من الخطط الشيء الكثير.. تَأِنُ من شدة قهرها.. لن تتركه يضع من يديها.. ســتعاند الظروف وستقلب مزاجية أولئك الحمقاء.. خرجت من دوامة أفكارها وهي تقول لأختها التي تستلقي على بطنها وتتابع مسلسلا عبر احدى البرامج المدفوعة: خلود.. ايش رايك نروح بيت عمي عبدالله..
لما تحصل على اجابه
" اسمعي.. شفتي كيف وضعنا الحين كيف بيض.. إذا تزوج عادل مريم.. فــ خالد راح يأخذ رتيل.. سمعتيه تراك"
تركت خلود هاتفها.. واستقامة في جلستها.. فثمت أمر بدء ينصب اهتمامه في ذاكرتها.. نعم حياتهما أصبحت مملة جدا مع فرض الحظر.. الليل يشبه النهار.. حياة مترفه ملئه بالملل
"طيب ايش بيدنا نسوي"
ابتسمت خوله فهي على الأقل ستحظى بدعم.. سوف تحاول أقل تقدير.. المهم أن تحاول
"كلمي رسيل.. قوليلها نبا نجيكم.. احنا طفشانين ..وامنا ماهي موجوده"
نظرت اليها خلود بضجر وهي تقول:
"تعرفي أني ما أحب رسيل.. إنتي كلميها"
"لا يا ذكيه عشان كذا انتي الي تكلميها.. عشان تثق فيك وتحزن عليك وتعرف انتي وحده تحبي الخرجات والدخلات.. يعني راح نكسبها في صفنا"
مارست عليها فن الاغواء فهي تعلم أن خلود تثيرها القضايا الأسرية.. تحب الاستماع لها.. تحب ابدا الرأي فيها..
التقطت هاتفها.. اجرت اتصالا سريعا..
الكلام اللين سريعا يكسر تقاليد القلوب النافرة.. تسقط رسيل سريعا في شراك خلود.. ترحب بها وتعزمها على العشاء.. لم تنسى كذلك دعوة خوله..
أغلقت خلود هاتفها.. نظرت الى خوله وهي ترسم ابتسامه خبيثة

(7)

أغلق هاتفه بعد أن دخل في شجار لفظي مع "حمد".. ذاك الحقير.. يقف بصفها لأنها تسرف في عطائها له.. هذا غير أنه في وظيفة مرموقة وبوضع اجتماعي هام.. صاحب الدراسات العليا..
يشعر بأن ذاك الحقير يراه من فوقيه.. وهو الموظف البسيط ذو التعليم الجامعي البسيط!!
لن يترك حقه.. سوف يمشي في إجراءات قضايا الورث.. فمن غير المعقول أن والده موظف في الدولة لم يترك لهم شيء!!
نظر الى زوجته "ناديه" التي كانت تستمع لحوار الشقيقان.. ترسم على شفتيها ابتسامه حزينة!! تربت على كتفه بلطف. تداوي جراحه بحفنة عطف وكلام معسول.. تترك لدموعها حرية التعبير في وصف بقية ما عجزت عنه
" ياقلبي.. لا تزعل نفسك..
أصلا يوم ابوك حرم عليك دخول ذاك البيت..
المفروض انت تكون متأكد انه ما يحبك...
وترا عادي كثير ناس ابائهم ما يحبونهم وعايشين حياتهم بدون زعل..
ترا اهم شيء والله صحتك..
والله لو مرضت ولا تعبت محد راح يسال عنك ولا عن عياك..
وحتى البيت ذا ممكن يطردونا منو إذا سارلك شيء.. ترا باسم اختك"
يعانق الهم بذراعيه.. راتبه يكاد يكفيه حقا.. ظروف كوفيد19 التي تزهق الأرواح بات الامر مرعبا بالنسبة له..
يَطْرق القلق باب قلبه بعنف!!

(8)

يُطرق الباب بخفه.. تنظر الى اختها تبتسم.. تفتح الباب.. تستقبلا بنات عمهم "هادي"
"حياكم بنات.. تفضلوا"
دخلتا بخجل.. رائحة خليط العطر تُقَبِلُ الطرقات..
خوله تأنقت لدرجة ملفتة جدا!!
وفي نفسها لو تعانق أشياء عادل.. تلتمسها بشفتيها..
لكنها تعلم أن "زوج الغفر" لن يتركها تدخل غرفة عادل ابدا..
دخلتا.. سلمتا على الهام وعمهم
" حياكم بناتي..
العشاء اليوم بصراحة عمكم عبدالله الي طابخه..
الحمدلله رب كتبلي عمر واشوف أبو عادل يطبخ"
يضحك وهو يحمل القدر بالصينية..
"بابا لحظه.. والله اصور" قالتها رسيل وهي تفتح هاتفها.. كذلك فعلت رتيل
"بسم الله".. قالها وهي يقلب القدر.. كاد أن يسقط القدر لولا ستر الله
"الله.. الله.. يا بعد قلبي انت.. ايش ذا الجمال.. ايش ذا الفن.. لحظة لحظة.. والله سامحوني اذوق الأول"
تلتقط الهام ملعقة سريعا تلتقط حبات قليلة من الأرز تذوقه.. تبتسم.. تلتقط مجموعه أخرى تدفعها الي فم عبدالله..
"الله ذا الاكل ولا بلاش.. "
تضحك الهام..
"يا ناكر.. الحين 28 سنه اطبخ ما عجبك شيء"
"لو تسقيني السم بيدك بقول عسل على قلبي"
يلتقط الملعقة منها يلتقط حبات طيبه من الأرز.. يدفعها في فم الهام
"أمم... تسلم يدك.. بصراحة الذ مقلوبه أكلتها بحياتي"
يقبل رأسها.. ثم قال وهو يجلس:
" يالله حبايبي حياكي .. وتر الأكل ذا لازم يخلص اليوم.. عشان بكره حنسوي شيء جديد!"
تلتقط رسيل ملعقتها سريعا.. تملئها.. تدفعها الي فمها.. بدآ الطعام خالي تماما من الملح
ومازال الاكل يملء فاهها :" بابا كم متاكد حطيت ملح"
نظرت له الهام:" هذا غلطي أنا شكلي ما حيطت لك في الصحن ملح كفايه"
عبدالله:" لا أنا شفته كثير ورجعته في العلبه.. والباقي حطيته في الرز"
الهام: "عادي ينقص ولا يزيد وهذه الملاحات عندكم حطو لنفسكم.. أنا عاجبني بدون ملح بصراحة!!"

تفتح "رتيل" عيناها على كبرهما.. تعلم مدى حب والدتها للملح.. بل أنها تعاني من الاملاح الزائدة في جسمها.. لكنها تعلمت درسا هاما.. ليس للمرء أن يكسر فرحة الاخرين بأعمالهم.
أما الضيفتان.. كانتا تعانيان امرا أخر.. فقدانهما لهذا الجو العائلي يلقي النيران في قلبيهما.. يلتهمهما الجفاف العاطفي دون كأس ارتوى..

تفتح عليهما وجعا مختلف.. تلهب تجاويف قلبيهما الخاوية!!



(9)


يفتح عيناه بإرهاق على صوت أنين!! تنام بين ذراعيه ويدها حول خصره.
لم يكن وحده الذي استيقظ مِن أنينها.. "فَيْ" و"لوليا" كذلك استيقظتا لكنهما التزمتا اماكنهما. أما هي فقد توقفت عن الأنين وخلصت جسدها بثقل من بين ذراعيه حين سمعته يجيب على هاتفه..

"هلا والله أبو نواف.."
....
"بخير الله يسلمك.. انت كيفك علومك.. بشرني عنك"
....
سكت مطولا بدء أنه يستمع لحوار هام.. وهام جدا
" الله يعطيك العافية.. طيب ايش معنى ذا الكلام"
....
"انا لسا ما كلمت بنتي.. لكن اليوم بإذن الله حجلس معاها وبقولها اني فتحت قضية أمها .. والموضوع فيه شبه جنائية"
...
"تمام .. الله يعطيك العافيه..شكرا ما قصرت يا أبو نواف"





أغلق هاتفه.. تعود افكاره مجددا الي تلك اليد الخبيثة التي طالت زوجته
يصدق ابنته تماما. إلا أنه لا يريد ادخالها في حالة من القهر حالة من الوجع.. يريدها أن تنسى.. فأكبر النعم هي النسيان لكن المرء لا يدرك هذه النعمة..
ابتعد عن إخوته بعد ان اشتكت له "في" ذات مره واخبرته مدى كرهها للذهاب لهم.. وكم هو متعب لمشاعرها.. بكت بكاءً حارقا جدا.. للمرة الثانية يراها تبكي بهذه الحرقة.. كانت الأولى حين خطب ميلاء ورفضته.. مما سبب له حرجا في ترك ابنته في بيتها مما منعها من الذهاب الي منزل ميلاء.. يومها بكت وهددت بقتل نفسها لتذهب الي والدتها!! تفضل الموت على أن يحرمها من تلك الام الغريبة التي تحتويها!
هي تفضل البقاء في ذاك المنزل عن الذهاب الي أي مكان أخر!!
والمرة الثانية هي حين عودتها من منزل شقيقته "دعاء".. صفعته بكلامها يومها..

::عـــــــودة للماضي::




منزل دعاء (شقيقة فهد من الام) استوعب الاهل والاقارب في أحد المناسبات. من بينهم كانت "هدى" التي بالغت جدا في تأنقها.. قد التحقت في سلك التعليم بعد ان تطلقت.. وكغيرها من المعلمات.. عملت سنوات خدمه في إحدى القرى.. لتعود منذ شهر الي جده بعد أن شملها النقل..
دعاء: حي الله من جانا تو ما نور بيتنا!!
هدى: ما بغي يختي يجينا ذا النقل
في تلك الأثناء تدخل "في" بعد ان أوصلها والدها بناءً على دعوة شقيقته.. فثمت طبخه تدار لذلك أصرت عليه احضارها!!
تسلم على الحضور.. تجلس دون ارتياح وكأنها تجلس على جمرة قلق!!
هي لا ترتاح لهم كثيرا.. أما الآن قلقها يفور داخلها!! مع وجود تلك السيدة.. الامر بات مريبا لها.. تشعر بأنها تلتهمها بنظراتها.. تعريها تماما.. هي تماما تشعر كمن تقف عاريه أمام تلك العينان الجائعتان!! تلتهمان مشاعرها بقسوة.. توقد النار في أطراف سكينتها!!
سمعت وقتها كلاما شديد الاعوجاج..
دعاء تهمس لها بعد أن جلست بجانبها
" ايش رايك في خالتك "هدى".. كلمي أبوك يخطبها بدل أم صحبتك الي رفضته.. ترا أبوك رجال ويحتاج وحدة تلبي رغباته الجنسية!! ترا يا بنتي الرجال ما يقدر يعيش بدون مره.. وابوك يسافر كثير.. الله العالم ايش يسوي برا .. ولا كم حرمه نامت بحضنه!!؟"
صفعتها بكلامها.. ترمي تهما فضفاضة على مسامعها!!
تخلل الوجع الى تجاويف قلبها..
أصيبت حواسها بالمرض
روحها تتمدد أمامها
فوق النعش
كانت شبه ميته
تنظر إليها
تمد أصابعها
فوق صدرها
تمزقه
تغرس أظافرها في قلبها!!
وقبل أن تخلع قلبها سمعت عمتها دعاء تقول
" كلمي أبوكي و أوصيفيها له.. صدقيني راح يوافق.. وترا أنا كلمتها وهي موافقه!!"
انتزعت نفسها من تلك الكنبة التي بجوار عمتها.. التقطت حقيبة يدها.. وبرغم صغر سنها.. كانت تحمل هاتفا!!
حين سمعت صوت والدها
" بابا .. تعال خدني دحين"
بعد نصف ساعة كانت تجلس بجوار والدها..
" بابا ايش فيك.. أحد ضايقك .. قالك شيء زعلك.. قوليلي"
" ليت ماما لما موتت نفسها..
موتتني معاها..
أصلا هي موتت نفسها عشان ترتاح منك!!
أنا اكرهك وأكره دا البيت."
انهارت تماما.. تضرب صدرها من شدة قهرها.. لم يجد لها طريقة لإسكاتها.. لتهدئتها على أقل تقدير.. يخشى عليها من أن تفعل شيء بنفسها.. التقط هاتف "فْي" .. اتصل بــ ميلاء:
"أم لولو أنا حجيب "في" عندك.. ما أدرى ايش فيها"
كانت تسمع صوت بكائها العنيف
" أنا في شقتي في جده.. حرسلك العنوان تجيبها عندي هنا.. واذا ما تقدر.. أنا الحين انزل مكه وجيبها على شقتي هناك"
" لا أنا حطلعها جده.. طيب خذي كلميها وهديها لين نوصل.. بس ارسليلي العنوان"
ناول "في" هاتفها. وهو يقول لها
"بابا ..لما يوصلك العنوان.. ارسيليلي هو.. طيب"
التقطته دون أن تكمله.. كانت كمن تلقي بصوتها على صدر انفاس "في" فتهدئ التهاب جروحها
يلتفت لها بين الحين والأخرى.. كانت يَوَدُّ لو يسمعها تتحدث.. كانت فقط تستمع.. توقفت عن البكاء.. توقف ارتعاش يديها.. جسدها..
يبدو أنها حزينة كورقة شجر حين سقطت.. صرخت بارتعاش وهي تسقط على الأرض.. ثم تَدَحْرَجَتْ على الأرض بــ آلم الى أن هدأت العاصفة فسكنت الأرض حزينة.. تنتظر يد فتاة رقيقة تلتقطها وتضعها في صدر دفتر ذكرياتها!!
كان يعلم أنها ستهدأ حين تسمع صوت ميلاء
يعلم بمدى حبها لتلك المرأة التي تحرجه كثيرا.. وزاد حرجه حين رفضته!!
يأتمنها على حياة ابنته برغم هذا الرفض الجارح جدا لرجولته!!
كان يضع "في" عندها حين يسافر او يذهب الى ندوات.. كما أنها تقضي نهاية الاسبوع كذلك مع لوليا.. ايام الاختبارات كلها تقضيها في منزل ميلاء..
تلك الغريبة كانت تخلق لها جو لطيف جدا.. جو أسري ودود جدا.. جو نظيف جدا!
كانت تحرص جدا على نظافتها.. على سلامتها..
لا ينسى ابدا تلك الرسالة الورقية التي احضرتها له "في" من ميلاء
" السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اعتذر للإزعاج
لكن "في" في مرحلة بلوغ..
تحتاج الى عناية شخصيه..
لك حرية الخيار
اما اذهب بها للعيادة..
عشان يشيلو لها الشعر بالليزر..
او أنا شخصيا راح اشيلو بالواكس
وأنا حجزت للبنتين
عطلة الأسبوع الجاي
أنا سالتها..
وهي تفضل الليزر
رجاء رد بالموافقة ورقياً!!"




لم تترك له خيارا سوى الموافقة.. علم أنها فقط تخبره وأن لها الحق المطلق في التصرف مع "ابنته" أكثر منه!!
ولو أن "في" فضلت الشمع ما كانت ستخبره من الأساس!!

رد عليها في ورقه أخرى.. لإنه علم أنها تريد موافقه خطيه منه تجنبها الوقوع في أي مشكله مستقبلا


"أي شي يخص متعلقاتها النسائية
انتي مسوله عنه
هي بنتك الثانية
فهد
يضع توقيعا كبيرا جدا ومعقدا جدا"



كما أنه ممتن لها جدا بما حصلت عليه "في" من تقدم في حياتها الدراسية.. لقد وفرت لهما مدرسين ليقفزا سنوات دراسية.. وتلك التي تدعى "ابنته" لا تنبس ببنت شفة عما يحدث في ذاك المنزل.. علمتها ألا تنقل الاخبار بين المنزلين مهما حدث.. ولولا تلك الأوراق التي عليه أن يعبئها للقفز الدراسي ما كان سيعلم بموضوع الدروس الخصوصية.. لم يضع لها مجلا للاعتراض بخصوص الدفع.. وها هما الان بعمر الــ 20 يدرسن الماجستير بعد أن أكملن عاما في صقل المواهب الاكاديمية في الكتابة والقراءة والتحدث.. كانتا فقط تحتجن كورس واحد لعدم حصولهن على 7 في درجة الايلتس.. لكن التعليم العالي سمح لهن بالالتحاق بدورة "البرسيشنال كورس" كاملا.. كذلك ميلاء وفهد تركا لهما حرية الاختيار في دراسة الكورس كاملا عوضا عن الجلوس في المنزل.. فــ برنامجهما للماجستير ســ يبدا في شهر يناير.
الاكثر من ذلك أصبح لديها غرفة مستقله في منزل ميلاء..
والأكثر جملا هو حرص ميلاء على "في".. لم تكن تجعل أعين الشباب الصغار تطالها ولا حتى الكبار.. لا تسمح لــها بالخروج وحيده.. ترافقها.. تقف خلف الباب حين يستلمها والدها.. وحين يسلمها لها.. كذلك فعلت مع لوليا.. لذلك لوليا لم تنسجم كثيرا مع فهد حتى اللحظة.. كانت تغرس فيها خلق مسافات واسعه بينها وبين الرجال الغرباء.. ليس فقط الغرباء من الرجال.. كانت تخلق مسافات شاسعة بين لوليا وأخوالها أيضا!! عدى حمد وعبداالله..

هي لا تفرق في المعاملة بين الفتاتين.. لهما نفس الحقوق عندها.. غير أنه هو شخصيا بات ينزعج منها بعد أن رفضته.. كان يود حقا لو يستطيع فصل "في" عن ذاك المنزل الذي يسبب له الاحراج..
يشعر بمدى غبائه وهو يتجاوز موافقتها وسؤالها أولا.. فقد كان مستقيما في طلبه.. مباشرة توجه لــ شقيقها.. طلبها.. واليوم التالي جاءه الرفض سريعا!!
كان يود لو يقتلها!!
أكانت حمقاء فعلا حين رفضته سريعا!!
فـ لا يكون الرفض بهذه السرعة الا لسبب!!
في ظل وجود تلك العلاقة المتينة بين في ولوليا
كان يمكنها أن تنتظر حتى يعيد هو الاتصال على شقيقها.. فيخبره بأنها تريد أن تربي ابنتها بعيدا عن الضغوطات.. أو يتحجج بــِ أي عذر لتبعد عنه الحرج!!
أما تلك الاستقامة في الرفض لا تعني سوى "انقلع انت وبنتك!!"
تحولت تلك العاطفة تجهها الي كره عميق لا يمكنه البوح عنه!!
ولكن بعد عشرتها علقته من شفتيه في رقبتها
يحبها بجنون.. يخشى على نفسه منها!!
ويخشى عليها من عصبيته الخرقاء!!









::عـــودة للحاضر::


ابتسمت وهي ترا ابتسامته.. بصوت ناعم مجروح من التعب
" تحبها!!"
التفت لها.. قطب حاجبيه متعجبا متسائلا
"مين؟!"
"أم في"
"ليش تسالي ذا السؤال"
" يعني من جاء الاتصال وانت تطالع في السقف وكأنك تمسكه بعيونك لا يطير ويعرينا.. وأخر شيء تبتسم.. والاتصال كان عن أم في الله يرحمها.. وترا عادي لو قلت ايوه.. بقول الله يرحمها.. وادفك من دا السرير.. يدوب يكفيني أنا وبناتي!!"
كان يخشى أن تسمع "في" هذا الحوار.. كانت تنام خلف ميلاء مباشرة
" انتبي "في" لا تسمع ذا الحوار الي ما أعرف فين راح توصلينا فيه"
ابتسمت ميلاء وهي تمد يدها وتقبض على خصله من ذقنه
" ياقلبي ياعمري إنت .. في بنتي الي ما جابتها بطني.. وزعلها في بريطانيا عليا كان بسبب بعدها عني.. عصبيتها تزيد إذا بعدت عني.. عشان كذا انفجرت علينا ذاك الانفجار الى بغيت إنته تبارك له وتسبب كارثه ما كنت راح أعرف وقتها كيف المها.. حبيبي.. بنتك مأخذه لهجتي البيضه.. ما أخدت لهجتك البدوية!! وأنا أحذتها من أمي ما أخذت لهجت ابوي البدويه... يعني الحين مثلا لو نتفت شعر لحيتك طبيعي راح توقف في صفي.. لإنك تفكر في حرمه ثانيه وأنا جنبك.. شفت حتى لو كانت دي الحرمة أمها.. بنتي أنا مربيتها على الوفاء والمبادئ الطيبة.. تفداني بعمرها وافديها بعمري.. في ولوليا ملتصقين في قلبي ما راح يشيل حبهم من قلبي غير موتي.. والله لو كنت في قبري منعمة بدعيلهم وأنا في قبري.. لكن غير كذا عاد يسامحوني.. يالله ادعي لنفسي لعل ربي يغفرلي وقتها!!"

كانت "في" تنظر في عينا "لوليا".. استيقظتا مع أنين "ميلاء" لكن خجلتا أن تنهضا وتسألنِها إذا ما كانت تريد شيء.. فربما سيران شيئا خاص جدا!! لذا التزمتا مكانهما برغم استمرار الانين!!
يعلمن تماما أن هناك ما يؤلمها..
هما أيضا عظامهم مكسرة من شدت التعب!
حتى أنهما يشعرنا بنبض قلبيهما أسفل ظهرهما.. سيقانهم.. وأماكن كثيرة لكنها تتمركز أسفل الظهر.. والرقبة
قبضت "لوليا" على يد "في" لتمزق تلك اللوحة السوداء التي بدأت ترسم في مخيلتها عندما ذكرت والدتها موقف بريطانيا.. علمت "في" الآن لماذا لما تعاتبها "ميلاء" لم ولن تفتح لها الموضوع.. سـ تتركه معلقا في الذاكرة لتأكله آفة النسيان.. شعرت "في" بانها تنكشف أمام نفسها حقا.. هي يثور غضبها إذا غابت "ميلاء" عن حياتها.. نعم "ميلاء" أمها التي ربتها وقدمت لها الحب من باب العطاء والكرم.. ابتسمت وهي تسمع باقي الحوار.. التصقت ميلاء أكثر بقلبها!!
لا يمكن أن تبتعد حقا عن ميلاء.. تنهار فعلا وتشعر بالضياع!!

"هااااااا.. ياويلك والله لو نتفتي شعره.. بعضك والله ما راح استحي من زوج الغفر الي تحتمي فيهم كل مره"
توسعت ابتسامتهما أكثر.. يشعران أن فكيهما يؤلمانهما من شدة اسرافهما في التبسم دون الانفجار ضحكا..
نغمة الواتساب تمزق الهدوء.. تلتقط ميلاء هاتفها من أعلى السرير.. تفتحه وهي تبتسم.. انتصرت عليه للمرة المئة ربما!! نتفت شعره وقبلته سريعا لتمتص غضبه.. لا تعلم ما الذي يحدث لها.. باتت تشتهي نتف ذقنه!! ثم تقبيله!!
مجنونة هي المرأة حين تحب!!

رمت اللحاف سريعا.. تخطو سريعا.. تتعثر من اللحاف.. تفقد توازنها.. تسقط أرضا. قبل أن يجلس فهد بجانبها.. تمد يدها.. يساعدها.. تنهض سريعا.. تدخل غرفة الملابس..
يتبعها فهد.. تقف أمام صندوق "جميل"!!

تقف وقلبها يخفق بشدة.. يداها عالقتان أمام الصندوق!!
بين اللحظة واللحظة شارع فضفاض جدا
ملئ بالأشياء المختلفة
ربما تعبره بهدوء
وربما يصدمها خبر حزين
فتحتاج الى مسعفين لتعبره
تقدمت "في" سريعا هذه المرة
لتنهي معاناتها سريعا.. احتضنتها..


#انتهى الفصل العاشر



#أمـــــــــــــــــــــل سـفــــر
#روايه
#صوتك-يناديني

#سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ











أمل سفر غير متواجد حالياً  
التوقيع

؛ لا أَرجُــــــو شَـــــــــيء مِنْ أَحَــــدْ ؛
؛ ثَمَتُ حَنِين وَحَفَنَةُ أَلَم فِي صَدِرِي ؛
فــــــ كن كريما مع قلمي...!!
رد مع اقتباس
قديم 30-10-22, 07:16 PM   #60

أمل سفر
 
الصورة الرمزية أمل سفر

? العضوٌ??? » 507660
?  التسِجيلٌ » Oct 2022
? مشَارَ?اتْي » 897
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » أمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond repute
?? ??? ~
التَجَاهُل مُـر لـِلغَاية وَالصَمْتُ حِكَايَة أُخْرَى وَأنَا ضَائِعة بَينَ مَشَاعِريِ المُرْتَبِكَة كـَ القُبلة في عُـــنْـقِ الكَلَاَمْ!
افتراضي





للتذكر فقط عائلة عبيد الله (40) .. كتبت مرتين عبدالله 😂
نادية ( عام 33) الزوجة
جاسر الابن واخ خالد بالرضاعة (15)
ياسمين: عمرها( 9)
يمكن كبروا سنه مع مرور الوقت !!
😔
ماني حاسبتهم بالاشهر 👀 يا دوب فاكره تاريخي ميلادي ما حفظه غير هنا في بريطانيا التاريخ يعني هويتك 😉



أمل سفر غير متواجد حالياً  
التوقيع

؛ لا أَرجُــــــو شَـــــــــيء مِنْ أَحَــــدْ ؛
؛ ثَمَتُ حَنِين وَحَفَنَةُ أَلَم فِي صَدِرِي ؛
فــــــ كن كريما مع قلمي...!!
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:53 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.