آخر 10 مشاركات
[تحميل] من عقب يُتمها صرت أبوها،للكاتبة/ حروف خرساء "سعودية" ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          ذنوب مُقيدة بالنسيان *مكتملة* (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          عيون حزينة (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب حزينة (الكاتـب : mira24 - )           »          رحلة امل *مميزة*,*مكتملة* (الكاتـب : maroska - )           »          موريس لبلان ، آرسين لوبين .. الغريقة (الكاتـب : فرح - )           »          جناح مهيض*مميزة ومكتملة* (الكاتـب : بدر albdwr - )           »          586 - حب لايموت - صوفي ويستون - ق.ع.د.ن ( عدد حصري ) (الكاتـب : سنو وايت - )           »          598 - حين يتحطم القلب - ريبيكا ونترز ( أنت قدري ) - ق.ع.د.ن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          قـيد الفـــيروز (106)-رواية غربية -للكاتبة الواعدة:sandynor *مميزة*كاملة مع الروابط* (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree2701Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-01-24, 04:52 PM   #581

ياسمين أمين

? العضوٌ??? » 474458
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 65
?  نُقآطِيْ » ياسمين أمين is on a distinguished road
افتراضي


الفصل جمييييل اوووووى ورائع جداااااااا وأجواء الفرح مبهجه جداااااااا فى انتظار الجزء الثاني ❤️❤️❤️
Heba aly g likes this.

ياسمين أمين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-01-24, 10:02 PM   #582

memo77

? العضوٌ??? » 409380
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 95
?  نُقآطِيْ » memo77 is on a distinguished road
افتراضي

روووووًعة بكل التفاصيل
روعة
و حمدالله على السلامة مستر يزن ❤️❤️

Heba aly g likes this.

memo77 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-01-24, 02:57 PM   #583

حمزة**محمد

? العضوٌ??? » 481498
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 156
?  نُقآطِيْ » حمزة**محمد is on a distinguished road
افتراضي

تسلم ايدك وعنيكي اخيرا هلت الافراح مشاهد تيمور فكرتني ب بابا الله يرحمه
Heba aly g likes this.

حمزة**محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-01-24, 07:05 PM   #584

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم
بإذن الله الفصل هينزل بالليل متأخر شوية لإني لسة شغالة عليه ومخلصش دعواتكم ربنا ييسر الحال ويبارك في الوقت


Heba aly g غير متواجد حالياً  
التوقيع
لا بأس إن قضيت نصف عمرك غريب الروح إذا كنت ستقضي ما تبقى منه حبيب الروح
رد مع اقتباس
قديم 08-01-24, 11:24 PM   #585

halloula

? العضوٌ??? » 74478
?  التسِجيلٌ » Jan 2009
? مشَارَ?اتْي » 988
?  نُقآطِيْ » halloula is on a distinguished road
افتراضي

في الانتظار
على أحر من الجمر حبيبتي


halloula غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-01-24, 12:01 AM   #586

اميرة ياسمين

? العضوٌ??? » 498402
?  التسِجيلٌ » Jan 2022
? مشَارَ?اتْي » 62
?  نُقآطِيْ » اميرة ياسمين has a reputation beyond reputeاميرة ياسمين has a reputation beyond reputeاميرة ياسمين has a reputation beyond reputeاميرة ياسمين has a reputation beyond reputeاميرة ياسمين has a reputation beyond reputeاميرة ياسمين has a reputation beyond reputeاميرة ياسمين has a reputation beyond reputeاميرة ياسمين has a reputation beyond reputeاميرة ياسمين has a reputation beyond reputeاميرة ياسمين has a reputation beyond reputeاميرة ياسمين has a reputation beyond repute
افتراضي

بانتظارك عزيزتي موفقة باذن الله ومشكورة على المجهود الذي تبذلينه الف الف تحية لك

اميرة ياسمين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-01-24, 02:41 AM   #587

حبيبيه

? العضوٌ??? » 449709
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 320
?  نُقآطِيْ » حبيبيه is on a distinguished road
افتراضي

بالانتظار على ????????????????????????

حبيبيه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-01-24, 07:35 PM   #588

ايمان صفي

? العضوٌ??? » 476237
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 223
?  نُقآطِيْ » ايمان صفي is on a distinguished road
افتراضي

ناطرينك بدنا فصل يجنن
halloula and Heba aly g like this.

ايمان صفي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-01-24, 08:56 PM   #589

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الخامس والثلاثون
الجزء الثاني
***
حين فتح عبد الرحمن عينيه كان ضوء الصباح يتسلل من بين فتحات الستائر المُسدلة ففرك عينيه وهو يشعر بالخمول فالأيام الماضية كانت مُرهِقة بشدة وهو يُتابع مع تيمور كل التفاصيل الخاصة بزفاف شروق وشمس فتمتم بصوت ناعس
– ولا زال العرض مُستمرًا فخلال هذا الشهر سنُعيد الكرة مع سمر وسهر وبعدها أتفرغ لشيري هانم.
ومع كلماته الأخيرة ابتسم ثغره تلقائيًا في نفس الوقت الذي عَلَى فيه رنين هاتفه فسحبه من فوق الكومود المُجاور ليجدها هي فرد عليها مُباشرة – صباح الخير حبيبتي.
ليأتيه صوتها مُفعمًا بالحيوية – بونجور حبيبي.
-ظننتك ستنامين لما بعد الظهيرة بسبب سهر الأمس وإرهاق الأيام الماضية.
رددت ضاحكة – أنا في المطبخ منذ الصباح أعِد المُعجنات.
رفع حاجبيه مُتسائلًا بدهشة – لمَ تُرهقي نفسك هكذا ولمَ لم تنامي جيدًا؟
تمتمت وطبقة صوتها تهتز قليلًا – صراحة لم أستطع النوم، طوال الليل نومي مُتقطِعًا، غياب شروق وشمس في وقت واحد ليس هينًا.
اعتدل بموضعه حين شعر بأنها ليست على ما يُرام وردد بنبرة حانية – أشهر معدودة على أصابع اليد الواحدة يا شيري وتغادرين أنتِ الأخرى فلا تحزني.
قالت بخفوت – أنا لا أشعر أنني سأُغادر فالشقة فوق الشقة وأغلب الوقت سنكون معهم.
ثم استدركت حتى لا تستفيض في وصف مشاعرها السلبية – عامة أنا كنت أحدثك لتنزل وتتناول المُعجنات وهي ساخنة.
ابتسم قائلًا – تصوري شممت رائحتها الشهية من على بُعد.
____
بعد قليل
بعد أن اغتسل عبد الرحمن وصلى صلاة الصُبح التي فاتته حيث كان نائمًا كان يضع المُفتاح بهدوء شديد في الباب حتى لا تشعر به شيري ثم أغلقه بخفة وصوت الكركبة التي تصنعها بالمطبخ يصله فسار على أطراف أصابعه حتى وصل إلى المطبخ ورائحة المخبوزات الشهية تتسلل إلى أنفه ومنها إلى رئتيه وحين وصل إلى المطبخ كانت توليه ظهرها وهي تبحث عن شيء بالثلاجة المفتوحة فسار بخفة حتى وصل إليها وطوق خصرها بذراعه من الخلف فشهقت وقد أجفلها للوهلة الأولى وحين سمعت صوت ضحكاته العالية زفرت مُرددة وهي تستند برأسها على صدره
– أفزعتني يا عبد الرحمن كيف دخلت دون أن أشعر بك؟
طبع قُبلة طويلة فوق شعرها وهو يشدد من ضمها بذراعه وهمس بجوار أذنها
– أنا دخلت بنزاهة بالمفتاح خاصتي، أنتِ التي لا يستقر عقلك برأسك فلا تنتبهي للأصوات.
استدارت بجسمها لتوليه وجهها وتمتمت بنظرات تتقافز منها الشقاوة
– ومن الذي يأخذ عقلي غيرك يا دكتور.
-قلب وروح الدكتور.
رددها بنظرة غير بريئة أعقبها بأن خطف قُبلة سريعة "رغم عُمق مداها"من ثغرها الذي يُغريه دوما بشهيات القُبَلِ.
فاجئها بقربه كما فاجئها ببعاده السريع لتتسع عيناها وهي تتابع نظرة الشغف بعينيه وقبل أن تنطق أردف بهدوء وهو يخطو خطوات معدودة ليجلس على المقعد المُقابِل وكأن شيئًا لم يكُن
– ماذا ستُطعميني يا مودموازيل ؟
سحبت إلى رئتيها عِدة أنفاس وهي تتابعه ونفضت رأسها يمينًا ويسارًا حتى تتخلص من الدوار ثم تمتمت بصوتٍ مبحوح
– سأعِد لك النسكافيه خاصتك.
وقفت تعد مشروبه الساخن وقد أدركت دون أن ينطق أنه لم يفعلها سوى اشتياقًا كما أدركت أنه يُراعي ما حدث المرة السابقة فكان رقيقًا معها من جهة كما أراد أن يكون الأمر بينهما عاديًا من جهة.
-أحضرت عدة نماذج لمطابخ أريدك أن تختاري منها.
رددها لينتزعها من شرودها فيطغى صوته وحضوره على صوت اضطراب مشاعرها الحسية من لمساته التي تُذيبها
وضعت كوب النسكافيه أمامه وهي تردد – ثوانٍ وأكون معك.
ثم فتحت الثلاجة وأخرجت زجاجة المياه خاصته التي تعدها له مُضاف إليها شرائح الليمون والنعناع والزنجبيل ووضعتها على المنضدة ثم فتحت الموقد الكهربائي لتُخرج أخر دُفعة من المُعجنات وهي تردد – ستأكل من المخبوزات الساخنة أم التي بردت قليلًا؟
فأردف وهو يُلقي نظرة على الصينية التي تمسكها – الساخنة طبعًا.
ابتسمت وهي تضع الصينية فوق المنضدة وتمتمت بابتسامة عذبة – ها هي بالهناء على قلبك.
دقق النظر بوجهها لثوان فكان شديد الاحمرار من فرط حماسها وطاقتها المتأججة بصدرها ،كانت ترتدي إحدى المنامات التي سبق وأحضرها لها صبيحة يوم عقد قرانهما بلون أحمر قانٍ تبرز رشاقة قدها فتدير رأسه
-هل هناك شيء؟
رددتها بخفوت حين طال نظره إليها فتمتم وهو يتناول فنجان النسكافيه – لا حبيبي أنا فقط أحب النظر في وجهك.
ابتسمت وهي تشعر بحلاوة الحياة برفقته ثم مدت يدها وأخذت قطعة من المخبوزات وتمتمت - تذوق.
وضع كوب النسكافيه وسحبها من يدها ثم قرب باطن كفها من شفتيه مُقبِلًا وحين تركها ردد – سلمت يداكِ.
-صباح الخير.
قطع عليهما حوار القلوب المُشتاقة صوت فؤاد وهو يدخل المطبخ يفرك عينيه فاعتدلت شيري في مكانها ورد كل منهما عليه وجلس هو بجوار أخته التي مسدت على شعره قائلة
– أحضر لك كوب لبن؟
فأردف وهو يمد يده فيأخذ قطعة من المخبوزات الساخنة فتلسعه للوهلة الأولى - بل شاي باللبن.
فقامت تعده له وأردف الصغير وهو ينظر نحو أخيه – حمدًا لله أنك وشيري وسمر وسهر لن تغادروا البناية، زم شفتيه وبدى تأثره بعينيه وهو يُكمل:يكفي بُعد شروق وشمس.
رفع عبد الرحمن حاجبيه ثم أردف ضاحكًا – ألست أنت يا ولد من كنت تتمنى أن يتزوج الجميع حتى يخلو عليك البيت !
دلفت فريدة إلى المطبخ وتمتمت بابتسامة دافئة وهي تمسد على رأس صغيرها
– وماذا سيفعل في البيت بمفرده؟ هو لا يملك سوى لسان طويل يُردد كلماته هذه ووقت أن يُعايش الوضع يشعر كما يشعر الآن.
ضحك عبد الرحمن وظل التأثر يُخيم بمقلتي فؤاد وأردفت شيري – أعد لكِ قهوتك يا ماما؟
أردفت فريدة وهي تُلقي نظرة على المُعجنات التي قلبت رائحة البيت من جمالها – لا حبيبتي سأعدها أنا لي ولوالدك.
ثم اقتربت من شيري التي تعد مشروب فؤاد وطبعت قبلة حانية فوق وجنتها مرددة
– ابنتي الحبيبة صارت أستاذة في المطبخ، رائحة المُعجنات أيقظتني أنا ووالدك من نومنا.
ضحكت شيري وتمتمت – تلميذتك يا ماما .
مسدت فريدة فوق شعرها واتجهت لتعد القهوة في الوقت الذي أردف فيه عبد الرحمن – تعالي يا شيري.
وضعت المشروب أمام فؤاد ثم وقفت خلف مقعد عبد الرحمن ووضعت كفيها فوق كتفيه ومالت قليلًا لترى صور المطابخ التي يريدها أن تراها فأردفت بعد قليل
– جميعها جميلة ولكني لا أفضل المطابخ المفتوحة أريد أن يكون المطبخ مُستقلًا كما هو الحال هنا، أشعر أن المطبخ حين يكون مُستقلا بذاته يُعطي خصوصية ودفء.
أردف وهو يشير إلى صورة بعينها – لا توجد مشكلة يكون مُغلقًا بتصميم كهذا.
تمتمت وخصلات شعرها تلامس جانب وجهه فيشعر بالدفء يسري بأوصاله – تمام هذا فعلا جيد جدًا ولونه جميل.
دلف تيمور إلى المطبخ مُلقيًا تحية الصباح فاعتدلت شيري ورد جميعهم عليه وكانت فريدة قد انتهت من إعداد القهوة فوضعتها أمامه بعد أن جلس في المقعد المُقابل لعبد الرحمن وعادت شيري للجلوس بجوار عبد الرحمن.
كان تيمور ينظر إليهما وإلى المشاعر التي تبدو على كل منهما في كل تصرف بسيط وشعور أبوي يتسلل إليه بالسعادة لسعادتهما فشتان ما بين شيري وعبد الرحمن اليوم ومنذ أشهر ماضية.
فأردف بعد أن احتسى رشفة من فنجان قهوته
– على ماذا نويت يا عبد الرحمن في أمر الشقة كنت قد أخبرتني أنك تريد مناقشة أمر الترتيبات معي.
أردف عبد الرحمن بحماس – سنبيع كل الأثاث والأجهزة التي بالشقة ونبدأ في تجهيزها من جديد وحين ننتهي نبدأ في إحضار الأثاث الجديد بإذن الله.
أخذ تيمور يتناقش معه في عدة أمور وكانت فريدة بجواره تتابع حديثهما وهي تشعر بتمام الرضا لاستقرار الأحوال بعد طول نزاع وأكثر ما يريحها مرونة تيمور وأنه يتعامل مع عبد الرحمن كأب فلا يضع أمامه أي عقبات.
***
فتحت شمس عينيها على عالم جديد بكل تفاصيله...
غرفة جديدة شديدة الأناقة اختارت كل تفاصيلها بدقة ...
وحياة جديدة صارت فيها زوجة لرجل كان لها جائزة السماء ...
كان يامن يرقد بجوارها يغط في النوم فمسدت على شعره بحنان وهي تتذكر كل تفاصيل الليلة الماضية...
اقباله عليها ولهف قلبه ...
تأنيه رغم توقه ورقته رغم زخم مشاعره...
أسبلت أهدابها على مشهد لن تنساه حين بدلت ثيابها وكانت تتحرج أن تبقى أمامه بغلالة مكشوفة وقد شعرت بالحرج لأن بشرتها ليست موحدة اللون فارتدت مأزر بكُمين طويلين ولا تعرف كيف قرأ أفكارها وأدرك مخاوفها دون أن تنطِق فوجدته يدنو منها وقد كانت جالسة على طرف الفراش فجاورها وفتح رباط المأزر بهدوء فحررها منه دون أن تجرؤ على منعه فقد كانت لمساته كالسحر ونظراته رغم حنوها حازمة أما ما فعله بعدها لجمها وهو يطبع قُبلات رقيقة كنقر فراشات على كل موضع مكشوف ببشرتها وكأنه يُخبرها دون كلمات أنها غالية عليه وأنها صارت قطعة من روحه وأن كل مخاوفها ما هي إلا أفكار خاطئة تسكن عقلها ...
وأن خجلها لا يجب أن يكون منه بل لا يجب أن يكون له موضع بحياتهما...
لقد محى في ثوان أفكار عششت بعقلها لسنوات ...
ظل هكذا حتى ذاب الخجل على أعتاب اللهف...
لهف كل منهما لخوض حياة جديدة شديدة الخصوصية والدفء وما بعد ذلك كانت السطور الأولى في حكاية ليس لها نهاية.
رفرفت بأهدابها وهي تتأمل تفاصيل وجهه بهيام حتى بدأ يستفيق وتتغضن ملامحه قليلًا فتتبسم شفتاها بحنان وهي تُمسد بإبهامها على فكه وشفتيه ففتح عينيه أخيرًا ليُشرق الكون بعينيها فلون عينيه الخضراوتين يُشعرها دائمًا بالسعادة ...
تمتم بصوت متحشرج من أثر النوم الطويل – صباح الخير شموستي.
-صباح الخير يا حبيبي.
رددتها بابتسامة مشرقة فسحبها جهته وهو يتذكر تفاصيل الليلة الماضية التي كانت كليلة من ألف ليلة وتمتم – إن قلت لكِ أن هذا هو أجمل صباح يمر عليّ على الإطلاق تصدقيني؟
تمتمت بعد أن سحبت إلى رئتيها أنفاس مُحملة برائحة عطره الممتزجة برائحة جسمه – أصدقك لأنه بالنسبة لي كذلك.
***
كانت شروق تقف تحت الماء الدافيء تأخذ حمامها بعد أن استيقظت مباشرة وأحداث الليلة الماضية تتوالى أمام عينيها وهي تشعر باسترخاء في كل أنحاء جسمها فهي لم تتوقع أن تمر ليلتها الأولى بعد الزواج بمثل هذه الانسيابية...
كان كريم مُتفهما لكل مخاوفها محتوي لتوترها فدثرها بفيض من مشاعر وترتها في البداية حتى ألفتها
ابتسمت شفتيها بينما تُغمض عينيها وهي تتذكر حوار بينهما أشعرها بخصوصية علاقتهما وبدفء المشاعر التي كانت بحاجة إليها دون أن تُدرك حين كانت بقربه ولكن الخجل والتراجع والخوف أسياد الموقف وكانا لا يزالان على البر لم يُبحران في رحلتهما الأولى نحو عالمهما الجديد وقتها سألها حين رأى تعثرها في استيعاب مشاعره وارتباكها
– أنا أقدر جدا خجلك وفي نفس الوقت تراودني رغبة في الغرق معك في بحر من مشاعر أشتاق إليها ألا تشعرين مثلي بهذه الرغبة؟
رفعت وجهها نحوه حيث كانت راقدة بجواره وتمتمت بنبرة صادقة
– أتحدث بصدق؟
اتسعت عيناه وساوره القلق مما تنتوي قوله ولكنه ردد – طبعًا.
فتمتمت بصدق – أنا لدي مشكلة وهي أنني لا أستطيع التعبير جيدًا عما بداخلي في أمور المشاعر، أعرف أنني قليلة الخبرة والاستيعاب ولدي تعثر عاطفي ؛غامت عيونها بالحزن وهي تردد :ولكنه قدرك.
فأردف بعاطفة مُشتعلة – أنتِ أجمل أقداري حبيبتي ولا تعرفين مقدار سعادتي أنكِ تختبرين كل هذه المشاعر للمرة الأولى معي ولا تقلقي أنا كفيل بأن أُخرِج من داخلك كل المشاعر الكامنة بداخلك.
تمتمت وهي تُخفِض عينيها – ولكني بالفعل أشعر بمشاعر جميلة معك و أخشى أن أظل هكذا فاشلة في التعبير،رفعت عينيها نحوه ثانية تسأله بفضول: أنت بماذا تشعُر وأنت معي؟
-أشعر بكل المشاعر الحلوة يا شروق.
رددها وهو يختصر المسافة القليلة الفاصلة بينهما ويلتهم ما تبقى من حروفها فيخبرها على مهل بمشاعره فتتعرف معه على نوع جديد من مشاعر كامنة في أعماقها لم تدع لها الفرصة من قبل للانطلاق وهو بخبرته فعلها.
_____
-شوشو ماذا تفعلين؟
نزعها من دائرة أفكارها صوته الذي تبعه بطرقتين على باب الحمام وكانت قد أنهت حمامها فتمتمت وهي تتدثر بمأزر الاستحمام – آخذ حمامي يا كريم.
فأردف بنبرة مُشاكسة وهو يفتح الباب – هل تحتاجين إلى أي مُساعدة؟
وقفت بمنتصف الحمام تضع كفيها بخصرها وتناظره بتعجب من جرأته التي فاجأها بها منذ الأمس ثم تمتمت بحاجب مرفوع فبدت بعينيه شديدة الفتنة وقطرات الماء تتساقط من شعرها
– انتهيت وأحبطت محاولتك.
قهقه ضاحكًا وهو يقطع الخطوات القليلة بينهما وضمها إليه بقوة.
قوة حبه وطول اشتياقه إلى يوم كهذا تُختصر فيه المسافات وتذوب الحواجز ثم قبل رأسها وتمتم بينما يبعدها قليلًا ليرى ملامحها الحلوة عن قُرب
– وهل يعني انتهائك أن تُحبط محاولتي ؟
نظرت بعينيه اللامعتين بتوقه ولم يُمهلها الفرصة للرد وهو يروي شوق السنوات الماضية.
***
كانت الشمس تقترب من المَغيب حين ذهب تيمور برفقة فريدة ومعهما فؤاد الصغير لزيارة شمس ...
زيارة قصيرة للاطمئنان عليها وعلى أمورها فكانوا يجلسون جميعًا بحجرة الصالون بعد أن استقبلهم العروسان اللذان يبدو من ملامح كل منهما ومن نظرات العيون أن الوضع مُستقر
-اشتقت إليكم جميعًا والله.
رددتها شمس بنظرة متأثرة وهي تنقل بصرها ما بين أبيها وأمها فأردف تيمور الذي كانت ليلته الماضية من أصعب لياليه وكذلك صباحه الأول والبيت خاويًا من قُرتي عينيه
– ونحن جميعًا يا حبيبتي اشتقنا إليكِ.
لسعت عينيها الدموع وهي تلمس تأثر والدها وحين شعر يامن باشتعال الموقف بمشاعرهما أردف لزوجته
– ما رأيك أن نُجهز الغداء لنتناوله معا لأول مرة ببيتنا ؟
رفع تيمور كفه مرددًا بنبرة قاطعة – نحن تناولنا الغداء وأتينا مباشرة ودقائق معدودة وسنغادر لأننا سنذهب إلى شروق.
رددت شمس باعتراض – لماذا يا بابا ابقوا معنا لوقت أطول .
أردفت فريدة التي كانت تريد الانفراد بشمس وهي تستقيم واقفة
– كما قال لكِ بابا يا حبيبتي لن نستطع اليوم، بإذن الله الأيام القادمة كثيرة،تعالي لنعد مشروبا معا.
استقامت شمس معها وأردف فؤاد وهو يهم بتتبعهما – وأنا سآتي معكما اشتقت إليك شموسة.
نظرت فريدة إلى تيمور نظرة خاصة فأردف لابنه – اجلس مع الرجال يا فؤاد وهما دقائق وستعودان.
فعاد فؤاد للجلوس ودلفت كل من فريدة وشمس إلى المطبخ فأردفت فريدة وهي تمسد على كتف شمس بحنان - طمأنيني حبيبتي ما أخبارك؟
فهمت شمس مقصدها فأردفت بابتسامة خجولة – الأمور كلها على ما يُرام.
_____
بعد قليل
كان يامن وشمس يودعان تيمور وفريدة وفؤاد عند باب الشقة ويامن يردد لتيمور – هذه الزيارة لا تُحسب يا دكتور.
فأردف تيمور بابتسامة صغيرة
– بإذن الله حين تعودان من السفر سنزوركما ثانية.
-تنيرون البيت في أي وقت.
رددها يامن ببشاشة فأردفت شمس لفريدة – خالتي نرمين حدثتني وستزورنا في الغد وبإذن الله بعد غد سنسافر.
ردت فريدة – بإذن الله يا حبيبتي تذهبان وتعودان بالف سلامة.
ثم احتضنتها وقبلتها وكذلك تيمور الذي لا زال نفس الشعور يراوده بأنه ترك قطعة غالية على قلبه وعليه أن يعتاد على ذاك الشعور.
***
وكما فعل تيمور مع شمس حين أحضر لها غداءًا فاخرًا وحلوى وقبل أن يرحل أعطاها ظرفًا به مبلغًا ماليًا قيمًا فعل مع شروق التي استقبلت والدها وفريدة وفؤاد ببيتها وكانت سعادتها غامرة فقد اشتاقت إلى والدها وإلى البيت بمن فيه خلال الساعات الماضية.
كانت شروق تجاور والدها في حجرة الصالون وتحتضن ذراعه بكفيها فأردف كريم الذي يجلس في الجِهة المُقابلة بجوار فريدة بنبرة ساخرة
– تُشعرني منذ الأمس أنني مُختطفها وأشعر أنها ستقول لي أريد العودة مع أبي.
قهقهوا جميعًا ضاحكين وتمتمت فريدة – لا يا كريم ليس إلى هذه الدرجة ابنتي عاقلة.
شددت شروق من ضغط كفيها فوق ذراع تيمور ومالت لتستند برأسها على كتفه وتمتمت بعينين لامعتين –غالبًا لديه حق وسأفعلها.
كانت تتحدث بمزاح والابتسامة لا تُفارق وجهها فقهقهوا جميعًا ضاحكين واحتضنها تيمور وقبل رأسها وهو يحمد الله أنه يراها سعيدة هكذا وكما فعلت فريدة مع شمس فعلت مع شروق فانفردت بها وهما تعدان المشروبات فسألتها بابتسامة صغيرة
– طمأنيني حبيبتي هل مرت ليلتك بشكل جيد؟ كنتِ متوترة بشدة الأيام الماضية.
فأردفت شروق وهي تفرك كفيها – الحمد لله، أنا نفسي لم أتخيل أن تمر بتلك السلاسة.
-اللهم لك الحمد.
رددتها فريدة من أعماق قلبها فشروق كانت متوترة بشدة طوال الأيام الماضية وهي من كانت تُطمأنها.
_____
بعد قليل
كان تيمور ينوي الانصراف بعد أن يطمئن على ابنته إلا أن حضور وليد وزوجته وابنته جعله يجلس معهم فصارت الجلسة أكثر حميمية والتلفاز المفتوح ولا ينتبه له أحد يدوي صداه بالبيت والجميع منشغلين بالحديث فأردفت رانيا موجهة سؤالها لابنها
– متى ستسافران يا حبيبي؟
أردف كريم الذي يجلس بجوار زوجته فيبدو بينهما تآلفا وانسجام – بعد غد بإذن الله؛سنسافر مع يامن وشمس.
سأله وليد – ومتى ستعودان؟
-اسبوع بإذن الله ونعود.
-إجازتك طويلة يا كريم إن كنت تتعجل من أجل العمل فلا تحمل هما.
رددها وليد بنبرة أبوية فأردف كريم موضحًا وهو يتحرى التدقيق في ملامح وجه والده
– الفكرة أن لدي تصوير الأسبوع المُقبِل فلن أستطيع التأخر عنه.
هز وليد رأسه دون رد فقد كانت الفترة الماضية فترة حساسة بالنسبة له وهو في صراع ما بين حلمه الذي رسمه لمسار ابنه الدراسي والعملي وما بين رغبات ابنه وميوله التي تفاجأ بها!
وقد كان بعد ثورته بفترة أكثر صراحة مع نفسه خاصة بعد تدخل الدكتور فؤاد في الأمر وكلماته التي لمست وترا حساسا لديه ...
كان صريحًا مع نفسه ليعترف أمام مرآته أن الأمر لم يكن مُفاجأة فميول ابنه واهتماماته كان يعرفها منذ صغره ولكنه يتجاهلها تحت مُسمى أنه الأدرى منه بمستقبله
المُفاجأة الحقيقية كانت حين اكتشف حجم الموهبة التي بلغت الاحتراف عندما بدأ في البحث ورأى أعمال مكتوب عليها اسم كريم قدري وقتها كان لابد أن يقف مع نفسه وقفة ولكنه لم يعترف أمام ابنه بذلك، اكتفى بأن قبل الصُلح بينهما خاصة بعد عودة كريم للعمل بالمشفى.
-ما أخبار العمل في أقسام المشفى يا دكتور تعرف أنني انشغلت الفترة الماضية بزواج البنات .
سحبه تيمور بسؤاله من دائرة أفكاره فأردف – الحمد لله كل شيء جيد إن كان هناك أي مشكلة كنت سأخبرك.
ثم استدرك متسائلًا باهتمام شديد – حقا ما هذا الذي رأيناه بالأمس ما الذي جمع جميلة بعلاء؟
انتبهت رانيا التي كانت مُنهمِكة في الحديث مع فريدة إلى الحوار وولت حديث زوجها كل اهتمامها فأردف تيمور وهو يستند على ظهر مقعده ويضع ساق فوق ساق
– والله لا أدري أنا أيضًا تعجبت،ثم أردف بحاجب مرفوع : سأشعر بالذنب إذا تأكدت أنني في مُقابل أن أبعد ذاك البلوى عنا ابتلينا به شخصية في طيبة جميلة.
مالت رانيا قليلًا على أذن فريدة مرددة بنبرة خاصة – زوجك سيشعر بالذنب من أجل شخصية في طيبة جميلة.
فرسمت فريدة ابتسامة فوق شفتيها وتمتمت من بين أسنانها بخفوت – أنتِ أستاذة في زرع الشك بالنفوس.
انسحبت شروق من الجلسة لتعد مشروبات وتضع من الحلوى التي أحضرها والدها وحماها ...
وقفت في منتصف المطبخ تنظر حولها بارتباك فهي لا تزال لا تعرف أماكن كل شيء وتشعر بالتوتر حين تعد وتقدم مشروبات لعدد كبير ومن بين توترها وجدت ابتسامة تتسلل إلى شفتيها فهناك شعور جديد يراودها في تلك اللحظات حين تجمع والدها وزوجته مع حماها وحماتها لديها، امتلاء البيت بالأهل وأنها تستقبلهم وتُضيفهم يشعرها بسعادة من نوع خاص
أناقة المنزل وأنه يخصها تشعرها بأنها صار لها حياة جديدة كانت تظن أنها لن تستطيع خوضها ولكن كل تفاصيلها حتى الآن تبدو دافئة تعدها بحياة مُشرِقة ...
-شوشو.
دلف كريم إلى المطبخ ليتفقدها فوجدها تقف شاردة فسألها باهتمام – ماذا بكِ؟
تمتمت بنظرة مُشاكسة – صراحة لا أعرف من أين أبدأ،ولا أتذكر أين وضعت أطباق تقديم الحلوى.
قهقه ضاحكًا وأردف وهو يُقبِل عليها – قلبي شعر بكِ لذلك أتيت.
ابتسمت وهي تشعر في اقباله عليها بأن الحياة بكل ألوانها تُقبِل عليها وهو حين اقترب مال على ثغرها ليطبع قُبلة دافئة فوق شفتيها ومع هدوئها عن الأمس شعرت بحرارتها تسري بجسدها وحين ابتعد ظلت مغمضة العينين فأردف بخفوت وهو يلامس ذقنها بسبابته وابهامه – ماذا بكِ؟
شعرت أنها تريد أن تخبره بشيء هام لا تعرف هل السبب هو حاجز الخجل الذي كُسِر بينهما بالأمس؟
أم لرغبة تجتاحها وتدغدغ حواسها للقُرب منه أكثر ووصف مشاعرها له؟
أم لأنه بالفعل يستحق أن يعرف طبيعة مشاعرها التي احترمها وقدرها وسار معها خطوة بخطوة حتى وصلا إلى هذه المرحلة
ولكنها فعلتها وتمتمت بخفوت وهي تنظر بعينيه الهادرتين دوما بعشقها – كنت قد سألتني بالأمس عن مشاعري وأخبرتك أنني أحبك وأشعر معك بمشاعر استثنائية ولكن ما اكتشفته بالأمس أنني لم أكن على دراية بكنه وتوصيف مشاعري لوقت طويل وأن حُبك كان يجري بدمائي منذ سنوات ولكنني كنت أضعه في خانة الصداقة للظروف التي تعرفها ولكنه أبدًا لم يكن صداقة أنا أحببت كل شيء بك وأحببت نفسي معك ورأيت نفسي كأنثى بعينيك وعشقت حياتي برفقتك.
كانت نظرتها دافئة وملامحها مسترخية وحروفها تخرج من أعماق قلبها وهو كان في توق للحظة كهذه فأردف وعيناه تلمعان بالسعادة وكأنه طير يرفرف بجناحيه – اخترتِ الوقت المضبوط للبوح بمشاعرك يا شوشو ووالديّ ووالديك بالخارج.
قالها وهو يحتضنها بقوة فتُطلق ضحكة حلوة تحلو بها الحياة بعينيه وقد استقرت سفينته أخيرًا في ميناء قلبها.
***
رن جرس الباب فاستقام مازن من مكانه ليفتحه وما إن فعلها حتى وجد أمام باب بيت والديه الراحلان جارتهم المُقيمة بالشقة المُقابلة تحمل قدر يتصاعد البخار منه فرفع حاجبيه مرددًا – ما هذا يا خالة؟
فأردفت المرأة الكبيرة سنا وقلبا والتي كانت صديقة لوالدته طوال فترة سكنهما معا
– طعام يا بُني لك أنت وشقيقك والبنت الصغيرة التي معكم.
أردف بحرج وهو يحمل عنها القدر – كنت للتو أطلب من المطعم.
رددت المرأة التي بدأت في إعداد الطعام منذ أن عرفت بقدومهم واستقبلتهم عند الظهيرة – وهل طعام المطاعم كطعام خالتك أم كرولوس؟
أردف بنظرة حانية للمرأة التي تذكره بأمه الراحلة – لا بالطبع،سلمت يداكِ.
بعد قليل كان مازن يغلق باب الشقة بعد أن رفضت المرأة الدخول ووضع القدر فوق أقرب منضدة في الوقت الذي خرج فيه يزن من حجرته بعينين ناعستين مرددًا
– ما هذه الجلبة؟
أردف مازن متهكمًا – وما هذا النوم الذي نمته؟ وكأنك كنت جائعًا للنوم يا رجل.
ابتسم يزن وردد بصوت ناعس – إرهاق السفر فقط.
ثم نظر حوله متسائلًا -أين هيا؟
أردف مازن ساخرًا – نامت مثل عمها.
____
بعد قليل
كان ثلاثتهم يجلسون في الشرفة المُطِلة على شارع رئيسي من شوارع منطقة وسط البلد بالقاهرة ويضعون الطعام الذي أحضرته الجارة والطعام الذي طلبه مازن ويأكلون بشهية مفتوحة فلهما سنوات لم يجتمعان على طعام وسعادة كل منهما لا تُقدر فسِحر البيت القديم والحنين لكل ركن به ولكل ذكرياتهما به كفيل بسريان الدفء والحميمية بالأجواء.
-كنت قد نسيت هذا الزحام والضجيج.
رددها يزن وهو ينظر إلى السيارات التي تملأ الشارع فأردف مازن ضاحكًا – طبعا له حق الخواجة ينسى أصله.
ابتسم يزن مرددًا بينما يضع القليل من الطعام بفمه – الأمر ليس كذلك أنا أتحدث عن الاعتياد أما الاشتياق فموجود بالطبع.
زفر مازن نفسا طويلًا مرددًا – أعرف.
-أنا أشعر بالملل.
رددتها هَيَا بفم ملوي وقد شعرت بالفعل بالملل فأردف يزن بحاجبين مرفوعين – مللت من عمك الذي له ساعات معدودة هنا؟
قالت دون تفكير – لم أمل منك ولكن مللت من الجلوس بمفردنا هكذا.
أردف مازن ضاحكًا – الهانم اعتادت الجلوس مع سهر واخوتها البنات وأنت تعرف قدر التسلية والدلال الذي تحصل عليهما ببيت كله بنات.
أردف يزن مشاكسًا – حسنًا يا هيا لقد عرفت قدري لديكِ.
لم تعرف الصغيرة بم ترد عليه فعاودت تناول طعامها وأردف مازن بجدية
– غالبًا يا يزن لن نستطع أن نبقى الفترة القادمة في هذه الشقة لبعدها عن مدرسة هيا وعملي، وشقتي كما تعلم الوضع بها مأساوي لأننا نجهزها فما رأيك أن نؤجر شقة مفروشة هذا الشهر بجوار شقتي نُقيم بها حتى ينتهي العمل بشقتي؟
صمت يزن قليلًا وهو ينظر حوله إلى المكان من حوله ثم ردد
– ليس لدي مانع الفكرة فقط أنني أشعر وأنا بهذا البيت أنني أشم رائحة أبي وأمي.
أردف مازن بتأثر – رحمهما الله، ولكننا مُضطرون هذه الفترة فقط فلن أستطيع الابتعاد عن الشقة وقت تجهيزها كما تعلم.
أردف يزن مُمازحًا – أو لن تستطيع البُعد عن عروسك.
فقهقه مازن ضاحكًا وأردف – لن أنكر.
فنظر أخوه إليه نظرة حانية وهو يحمد ربه أنه اجتاز أزمته بسلام وأزهرت حياته من جديد.
***
بعد مرور أسابيع قليلة
____
حل الشتاء وحلت معه السعادة التي سكنت القلوب، ورائحة الهواء الممزوج بقطرات المطر تنثر بالأجواء شذى لا نستنشقه إلا في هذا الفصل من العام ...
كانت سمر بشقة الطابق الثاني المُقابلة لشقة عبد الرحمن
شقتها التي تحمد ربها ليل نهار أن رزقها الله بها،كانت تقف بحجرة المعيشة التي خصصاها هي وفارس كمكتب يعملان به هو في عمل أبحاثه وكل ما يخص دراسته وعمله وهي لأعمالها الفنية.
كانا قد تسلما الشقة من المكتب الهندسي الذي أنهاها في وقت قياسي
وكان فارس قد طلب منها أن تضع لمسات فنية على الحوائط من صنع يدها وبعد أن عرضت عليه عدة أفكار استقرا على رسومات ترسمها على الحوائط فكانت مُندمجة فيما تفعل وقد كانت ترسم وردة قوس قزح على أحد الأعمدة كما طلب منها فارس في الوقت الذي رن فيه هاتفها باسمه فردت عليه بابتسامة حلوة مُرددة
-أهلا حبيبي كيف حالك؟
أردف وهو يصف سيارته أسفل البناية – بخير يا روحي أين أنتِ؟
-أنا بشقتنا أُكمل العمل بغرفة المعيشة، قاربت على الانتهاء.
رفع حاجبيه ومعدل الادرينالين بجسمه يزداد وسألها – وحدك ؟
-نعم سهر كانت معي ولكنها صائمة اليوم، نزلت لتفطر ثم ستصعد ثانية.
أردف وهو يغادر السيارة بهدوء شديد والادرينالين يواصل تصاعده بجسمه – تقبل الله.
كان قد أتى إليها دون أن يُخبرها وكان ينوي أن يطلب منها الخروج له ليراها ويطمئن عليها فهو يعرف أن الدكتور تيمور وعبد الرحمن غير متواجدان وهو يتحرج من دخول البيت وهما غائبان ولكن بعد أن أخبرته أنها بشقتهما بمفردها أغرته للصعود واقتناص ولو دقائق برفقتها.
ظل يتحدث معها دون أن يُخبرها بحضوره حتى وصل إلى باب الشقة وفتحه بهدوء وأغلقه فشعرت هي بصوت الباب فأردفت – غالبًا سهر عادت.
ثم تمتمت بتدقيق – لا ... الباب كان مُغلقًا وسهر ليس معها المفتاح.
شعر بتوتر صوتها فأردف وكان قد وصل إلى باب الحجرة – إنه أنا يا سمر.
اتسعت عيناها ورفعت حاجبيها دهشة وهي تلتفت فتجده خلفها فأردفت وسعادتها لرؤياه تغلب دهشتها – لمَ لم تُخبرني أنك هنا؟
ابتسم قائلًا وهو يدنو منها – كنت سأطلب منكِ الخروج لأطمئن عليكِ فأخبرتيني أنكِ هنا فقلت في نفسي يا محاسن الصُدف.
ردد جملته الأخيرة بنظرة غير بريئة فولته ظهرها وابتسامتها تعلو وجهها وأكملت ما كانت تفعله.
لامس بكفيها كتفيها وهو يقف خلفها وكل خلية فيه تئن اشتياقًا لها فهما منذ عقد قرانهما لم تتسنى لهما خلوة يبثها فيها مشاعره، وحين فعلها شعرت هي بالسكينة والدفء يسريان بأوردتها فتمتمت بخفوت وهي تُكمل ما تفعله – ماذا تفعل يا فارس؟
ردد وكفيه ينتقلان من كتفيها ليستقران على حدود خصرها ويستند بذقنه فوق كتفها – أتأمل جمال ما ترسمين.
تنحنحت وهي تشعر بالتوتر من لمساته المفاجئة "الجريئة" وتمتمت – بهذا الوضع لن أستطيع فعل شي.
سحب الفُرشاة من يدها وألقاها دون تركيز وأدارها حتى صارت بمواجهته ودون كلام ضمها إليه ليذوب كل منهما في الآخر ...
كان يشعر بتعب الأيام الماضية قد حل عليه ولم يكن هناك مُسكنًا أقوى من حضنها الذي حَلُم لليالٍ طويلة بدفئه ولم تأته الفرصة لفعلها وها هي قد أتته.
لم ينطق بحرف واحد واكتفى بشعوره الذي يغمره... شعور بالاستغناء عن العالم أجمع والاكتفاء بها ...
شعوره كطير كان ينتفض من البرودة ووجد أخيرًا ركن دافيء يأوي إليه
وهي لم تكن أقل منه احتياجًا ...
ضغط الأيام الماضية كان يُجثم فوق صدرها وكانت بحاجة لعناق دافيء كهذا.
فقد كانت الفترة الماضية حرجة على كل منهما فتجهيز الشقة من الألف إلى الياء في وقت قياسي كهذا كان مُرهِقًا بشدة وكان فارس في هذا الوقت كمن يُصارع الوقت لينهي كل شيء من تجهيز الشقة لانتقاء الأثاث
من جهة كان يريد أن يُحقق حلم سمر بأن تتزوج في نفس اليوم مع توأمتها ومن جهة ثانية كان قد وصل إلى ذروة تحمله فكان يريد التعجيل بالزفاف.

-اشتقت إليكِ سمر.
رددها بخفوت خشن بجوار أذنها فتمتمت وهي تترك لمشاعرها العنان فتغمره بدفئها وتتنعم بقربه
– أنت تراني تقريبًا كل يوم.
ردد وهو يُحكم ذراعيه حول خصرها ويدفن وجهه ما بين كتفها وعنقها – مقابلاتنا كلها إما في بيتكم أو في الجامعة أو عندما نشتري أي شيء للشقة وكلها في أماكن عامة.
علت الابتسامة وجهها ثم تمتمت بخفوت – وماذا كنت تريد من الأماكن الخاصة ؟
-عناق كهذا.
رددها ببساطة فشعرت بسيل من مشاعر جارفة ينساب بأوردتها ورفعت كفها لتُلامس مؤخرة عنقه صعودا إلى خصلات شعره فتمرر أناملها بين خصلاته،ترك نفسه قليلًا يتنعم بدفئها ولكن كل خلية منه كانت تُطالب بالمزيد فابتعد قليلًا وهو يسحب الرباط المطاطي المربوط به شعرها لينساب شعرها الأسود الطويل فيمرر أنامله بين خصلاته مرددًا بعينين لامعتين – لأول مرة أرى شعرك وهو تمامًا كما تخيلته كذيل مُهر عربي أصيل سواده كليل حالك بملمس الحرير .
ابتسمت بخجل من دقة وصفه ونظرته وهي تُسبل أهدابها فقربهما كان موترًا رغم حميميته وهي كانت بين يديه كتلة من التوهج وقد أشعل حماسها كما أشعلت حواسه
فتمتم بخفوت شديد ونبرة صوته تنبأها بما يعتمل بداخله -سمر.
رفعت عينيها نحوه لتتلاقى النظرات التي تحكي قصة عشق وشوق وتوق ولهف وأقبل هو عليها يروي ظمأ قلبه فتشعر بأنفاسها تُسحب منها وتمتزج بأنفاسه الدافئة وسيل من حُمم مشتعلة يسري بأوردة كل منهما فيجدان بقربهما الدفء عوضًا عن برودة ديسمبر التي تغمر الأجواء.
بعد قليل
___
ارتفع رنين جرس الباب فشعر كل من فارس وسمر بالتشتت وبدءا ينفصلان تدريجيًا عن العالم الذي كانا به فيشعر كل منهما كأنهما كانا بفقاعة وردية وانفجرت أو كأنهما كانا بفجوة زمنية وسُحبا منها فابتعد كل منهما قليلًا جدًا وتمتم فارس باستياء وهو مُتشبث بها
– من الذي أتى في هذا الوقت الغير مناسب بالمرة؟
تمتمت بخفوت وهي تستند بجبهتها فوق كتفه – غالبا سهر،وندعو الله أن تكون سهر وليس أي شخص آخر وإلا صار مظهرنا سيئًا.
تمتم وهو يُمرر أنامله على طول شعرها – ولمَ يكن سيئًا أنا زوجك.
تنحنحت وهي تدفعه برفق وتنفض رأسها كطائر ينفض ريشه المبلل حتى يستعيد هيئته ورددت بصوت مبحوح من عمق مشاعرها التي لا تزال غارقة بها
– اذهب وافتح يا زوجي العزيز وأنا سأتظاهر بأنني أقوم بعملي وهذا من أخرنا عن فتح الباب.
تمتم بابتسامة جذابة وهو يطوف على ملامح وجهها الحلوة التي طافت فوقها شفتيه منذ قليل – نحن كنا نقوم بالعمل بالفعل.
دارت ابتسامتها وتمتمت من بين أسنانها – افتح الباب يا فارس.
في نفس الوقت كانت سهر تقف عند باب الشقة تتصل بهاتف سمر التي لم تستجب لفتح الباب ولكنها وجدت فارس من يفتحه فنظرت إليه مندهشة للوهلة الأولى ثم تمتمت بابتسامة صغيرة – أهلا يا دكتور فارس كيف حالك؟
أردف فارس بمودة – بخير الحمد لله،ثم تمتم وهو يشير للداخل : سمر تعمل بحجرة المعيشة تفضلي.
هزت رأسها وشعور يتسلل إليها بأن وجوده خلفه شيء وسمعت سمر تردد من الداخل – أنا هنا يا سهر.
دلفت هي إلى الغرفة لتجد شقيقتها تقف أمامها بيدها ريشتها وشعرها مُستلق فوق ظهرها عكس ما كان حين كانت معها منذ قليل فتمتمت وهي تدقق النظر إليها
– ما الذي أتى بفارس وأنتِ هنا بمفردك؟
ردت سمر ببراءة – صدفة ... كان يمر بالجوار فحدثني وعرف أنني هنا فصعد ليُلقي نظرة.
نظرت إليها سهر بشك وتمتمت – وألقى نظرة؟
هزت سمر رأسها ورفعت حاجبيها مرددة بعينين لامعتين – نعم .
دلف فارس وأردف وهو يشعر نفسه كطائر مُحلق بالسماء
– أنا سأرحل يا سمر هل تريدين شيء؟
شعرت بنقر فراشات صغيرة تداعب بشرتها وبالرغبة في بقائه لوقت أطول فأردفت
– انتظر أنا تقريبا انتهيت وابقَ معنا بالأسفل.
- لا الدكتور تيمور ولا عبد الرحمن متواجدان فدعيها لوقت آخر.
هزت رأسها ولم تحب أن تضغط عليه
وخرجت خلفه لتودعه وبقت سهر بالحجرة وعند باب الشقة تمتم بنظرة شديدة الخصوصية
– أنا كنت أريد أن أبقى طويلًا معكِ،كانت دقائق قليلة نسيت فيها العالم أجمع وغرقت فيكِ.
تمتمت بخجل – غدا نكون معا طوال العمر، انقضى الكثير ولم يتبقَ سوى القليل.
لم يستطع الصمود طويلا أمام سحرها خاصة وهو يتذكر كم كانت مشاعرها معه منذ قليل جلية وكم كانت الكيمياء بينهما عالية كما سبق وتوقع فسحبها إلى حضنه ثانية فشهقت بخفوت وتمتمت بتوتر
– فارس سهر بالداخل.
تمتم وهو يسحب إلى رئتيه نفسا مُحملا برائحتها العطرة – لن تخرج ما دمت أنا هنا.
دفعته برفق مُرددة – وماذا لو خرجت؟
زفر زفرة قصيرة ثم أردف وهو يتخصر بينما ينظر إليها – لقد وضعت نفسي بورطة كبيرة.
ضيقت ما بين عينيها متسائلة – أي ورطة؟
-كيف سأتحمل الأيام القادمة قبل الزفاف؟
أغمضت عينيها لثوان ثم تمتمت وهي تدفعه بكفيها نحو الباب – هيا يا فارس ونكمل حديثنا في الهاتف بإذن الله.
قهقه ضاحكًا وفتح الباب وهو يردد – تطردينني؟
فتمتمت بابتسامة حلوة – نعم أطردك من بيتك.
ظل يشاكسها قليلًا حتى انصرف فدلفت هي إلى الحجرة لتجد سهر تقف عند النافذة تنظر عبرها وحين وجدتها رددت بنبرة متهكمة
– طبعا كل منكما لا يطيقني لأنني حضرت في وقت غير مناسب.
تمتمت سمر وهي تقف بجوار شقيقتها بالنافذة لتراه وهو يستقل سيارته
– بل حضرتِ في الوقت المناسب.
فنظرت سهر إلى وجه شقيقتها التي تعلقت عيناها بفارس وهو يستقل سيارته وشردت قليلًا فدعت الله أن يُديم عليهما سعادتهما فكل منهما يستحقها.
***
في اليوم التالي صباحًا
في مدافن العائلة كان هناك جمعا كبيرًا من الأهل والأصدقاء ورجال الأعمال والسياسيين يودعون رفيق عمرهم ويوارون جسده الثرى ...
وضِع الجُثمان في موضعه الذي مهما طال الزمن لابد من الاستقرار به،يعلو نواح النساء ويعلو فوقه صوت الشيخ الذي يدعو بدعوات لا يكن المرء أحوج لشيء بحياته أكثر منها والحضور يرددون خلف الرجل بعضهم بصدق وبعضهم بزيف...
وبدأ بعدها الحضور في الانصراف تباعًا بعد أن قدموا واجب العزاء...
كانت جنازة السياسي المُخضرم"عبد المجيد مهران"
ضخمة نظرًا لمكانته فكانت السيارات على كل الجوانب المُحيطة بالمدفن الموجود بالمدينة الجديدة وبدأت السيارات في التحرك تباعًا منصرفون بعد أن قدموا واجب العزاء
ووقفت "رؤى" ابنة عبد المجيد والزوجة السابقة ل "عمر الدسوقي" بجوار والدتها تبكيان بحرارة فاقترب خال رؤى من شقيقته وابنتها وأردف وهو يُربت على كتف الأولى
– هيا يا فافي يكفي هذا يا حبيبتي بقائك وأنتِ بحالتكِ هذه لن يفيده ما سيفيده الدعاء له.
كان يقف بجوار رؤى زوجها "رجل الأعمال الذي دخل دائرتهم بعد انفصالها عن زوجها الأول بأعوام قليلة وحدث توافق بينهما وتزوجا" فأردف وهو يحيط كتفي رؤى بحنان
– خالك لديه حق يا رؤى لابد من أن تعودي إلى البيت وترتاحي حتى تستعدين للعزاء بالغد.
رفعت عينيها الدامعتين إليه وهزت رأسها بالنفي مرددة من بين دموعها – لا أستطيع، أريد البقاء بجواره.
فأردف وهو يضغط على نقطة ضعفها الوحيدة بالحياة – وميجو ستتركينه مع المُربية كل هذا الوقت؟
قطبت جبينها وهي تتذكر صغيرها ذو السابعة،عبد المجيد الذي رزقها الله به بعد سنوات حرمان،تذكرت أنها تتركه لها أيام منذ مرض والدها وملازمتها له بالمشفى وشعرت بالاشتياق إليه فكفكفت دموعها وهي تأمر نفسها بالتماسك من أجل صغيرها.
____
وبعد قليل
كان من تبقى من الأسرة والأصدقاء يرحلون بسياراتهم تاركين الفقيد ليبدأ رحلته الأبدية بمفرده ...
مرت أخر سيارة كانت مصفوفة بعيدًا نظرًا للزحام وانتظر صاحبها حتى تهدأ الأجواء ليستطيع الخروج بسيارته
كان ماجد صديق عمر الدسوقي يقودها والأخير بجواره ....
بالأمس انتشر خبر وفاة عبد المجيد مهران وتلقى عمر النبأ بصدمة فالرجل كانت صحته جيدة جدا وفي آخر لقاء لهما كان جبروته كفيل بأن يهدم جبال فتعجب من حال الدنيا
وفي الصباح حدثه ماجد ليأتي معه الجنازة في البداية رفض ولكنه بعد دقائق عدل رأيه فأتى وقدم واجب العزاء للرجال مع صديقه وها هو يمر من أمام مدفنه فأردف بنبرة غامضة لصديقه
– توقف قليلًا يا ماجد.
نظر الأخير إليه متسائلًا – لماذا؟
فمط شفتيه ثم قال – قليلًا فقط.
فامتثل لطلبه وتوقف فنزل عمر من السيارة أمام مدفن آل مهران مباشرة وسار خطوات معدودة حتى توقف أمام البوابة الحديدية المُغلقة ولكن السياج الحديدي لها يُتيح لمن خارجها بكشف كل تفاصيلها فأردف بنبرة جامدة ونظرة فاترة وهو يتذكر كل ما فعله معه عبد المجيد
– كل ظالم وله نهاية وكل انسان مصيره إلى ما آل إليه مصيرك ولكن لا أحد يتعظ فنرى أمثالك يعيثون في الأرض فسادًا ويدهسون تحت أقدامهم الناس وأنت دهست الكثيرين.
رفع حاجبيه وعيناه تتعلقان بالمقبرة وتمتم – لن أنسَ لك كل أفعالك معي ولكن أخرها هو أكثر ما يتعلق بذهني الآن.
رفع زاوية شفته العليا وهو يردد – يومها قلت لي لن تدخل المجلس إلا على جُثتي.
لمعت عيناه بابتسامة وهو يردد بتفكر – سبحان الله أقداركم تؤخذ من أفواهكم...
نطقها لسانك دون أن تدري أن نبوئتك ستتحقق وأنني بالفعل سأدخل المجلس على جثتك.
ردد جملته الأخيرة واكتفى بهذا القدر من الحديث مع الموتى وفضل أن يعود إلى الأحياء ليواصل حياته فولى ظهره للمكان مُتجهًا نحو سيارة صديقه الذي كانا منذ أيام قليلة يرتبان معا شأن دخوله المجلس دون أن يُصيبه سم عبد المجيد فأتى الترتيب الآلهي كالعادة أفضل من ترتيب البشر.
***
نهاية الفصل الخامس والثلاثون
قراءة ممتعة بإذن الله
ولا تنسوا إخوتنا في غزة والسودان دعواتكم لهم بفك الكرب



Heba aly g غير متواجد حالياً  
التوقيع
لا بأس إن قضيت نصف عمرك غريب الروح إذا كنت ستقضي ما تبقى منه حبيب الروح
رد مع اقتباس
قديم 09-01-24, 11:33 PM   #590

al gameel rasha

? العضوٌ??? » 424155
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 245
?  نُقآطِيْ » al gameel rasha is on a distinguished road
افتراضي

كل ظالم وله نهاية وكل انسان مصيره إلى ما آل إليه مصيرك ولكن لا أحد يتعظ فنرى أمثالك يعيثون في الأرض فسادًا ويدهسون تحت أقدامهم الناس وأنت دهست الكثيرين

و انت يا عمر امتى هتعترف انك انسان خسيس جبان


al gameel rasha غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:28 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.