آخر 10 مشاركات
لورا والدوق الأسباني (12) للكاتبة: Mary Rock *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          زهرة .. في غابة الأرواح (3) * مميزة ومكتملة * .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          ذنوب مُقيدة بالنسيان *مكتملة* (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          46 - صرخة البراري - مارغريت واي - ع.ق ( كتابة / كاملة )** (الكاتـب : أمل بيضون - )           »          حب غير متوقع (2) للكاتبة: Mary Rock *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          لا تَرُدِّي ناشدًا.. سعاد محمد (الكاتـب : سعاد (أمواج أرجوانية) - )           »          2 ـ عصفورة النار ـأن ميثر كنوز احلام قديمة (كتابة /كاملة ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          الابتزاز العاطفي (72) للكاتبة: لين جراهام .. كاملة .. (الكاتـب : سما مصر - )           »          القفص الذهبي (68) للكاتبة: أبي غرين (الجزء الاول من سلسلة الشقيقان) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          سراب الحب (8) للكاتبة الخلابة: نور الهدى *مميزة & كاملة* (الكاتـب : نور لينة - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree6588Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-06-23, 01:59 PM   #691

Aurora

كاتبة ومصممة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضو في فريق مصممي روايتي وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية Aurora

? العضوٌ??? » 346573
?  التسِجيلٌ » Jun 2015
? مشَارَ?اتْي » 6,779
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Aurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
وأكتبلك من حروفي شعر ..وأغزلك نجوم السما ..وأهديك من عمري عمر ...
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 30 ( الأعضاء 8 والزوار 22) ‏Aurora*, ‏Toto9900, ‏نعيمة محمد, ‏ام احمد ورؤى, ‏هتاف عبدالله, ‏Just give me a reason, ‏الغيد 11

Aurora غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-06-23, 02:00 PM   #692

Aurora

كاتبة ومصممة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضو في فريق مصممي روايتي وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية Aurora

? العضوٌ??? » 346573
?  التسِجيلٌ » Jun 2015
? مشَارَ?اتْي » 6,779
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Aurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
وأكتبلك من حروفي شعر ..وأغزلك نجوم السما ..وأهديك من عمري عمر ...
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الرابع عشر
.
.

شياطين الإنس أخطر
من شياطين الجن
شيطان الجن تقرأ عليه آيه الكرسي
يفر ويهرب ..!!!
وشيطان الانس تقرأ عليه آيه الكرسي
يعطيك تفسيرها ..!!!!

.
.

====================


:- غريب أمرك يا ترف ؟؟!
وصلها صوتها صقيعيًا باردًا بلا رحمه ..
نظرت لها ترف ..
فرأتها تنظر لها بعينيها الضيقتين المخيفتين ..
من خلف اهدابها الكثيفة ..
وتعقد ذراعيها لصدرها ومستنده إلى منضده المطبخ بتكاسل ..
لترد ترف بذات البرودة بينما تصب لنفسها الماء من براده المياه رغم شعورها السيئ نحوها :- إلا أنتِ الغريب أمرك يا ريم ؟؟
مالت ترف برأسها لتتابع بحيرة :- شوي أحسك صديقتي .. وشوي أحسك عدوتي ..!!!
احترت فيكِ والله .
ارتفع حاجبا ريم بتحفز حذر ليميل رأسها ببعض الشفقة الواهية ..
وتقول بقسوة لم تتضح بنبرتها فهي تجيد التحكم بتعابير ملامحها الشيطانية :- الحين انتِ اشغلتيني قبل كم شهر ..
تقولين في حسابات تأذِّيك وتسبك وتبتزك بصورك ..
ويوم اقترح عليك ترفعين شكوى على الحسابات الوهمية وتعرفين انّ فنار هي السبب ..
تتنازلين ؟؟!! غريب أمرك صدق ..
فترف اخبرتها عن فنار لأنها اقترحت عليها رفع القضية وبقي الأمر سرًا بينهما .
فريم اصرت أن لا يعرف أحد أنها تعرف ..!!!!
تنهدت ترف تحاول تمالك اعصابها وتشرب بعض الماء ..
وتقول :- في البداية صدقت أنها فنار وحقدت عليها وأهلي اجبروني اتنازل وكنت شايشه عليها لأنه الأدلة كلها تقول هي ..
بعدين يوم ركزت وفكرت .. عرفت واستوعبت انها غبيه ..!!!
" هه " .. صوت ساخر اطلقته ريم بداخلها
" وانتِ أغبى منها بعد “..
فهي من أوحت لترف أن تخبر عمتها سارة لتفضح فنار و لتتطلق من محمد ..
فهي تعرف جنون عمتها ولسانها السليط ..
لقد ظنت انها ستفضح فنار لا ما حاله وتدمر حياتها ..
لكن عمتها ساره خيبت أملها وتوقعاتها ..
بالمواقف الحقيقية والجادة حافظت على سمعة العائلة من الفضيحة ..
كانت أوعى من أن تفعلها وتفضح العائلة ..
"ما هو وقت وعيك يا عمه "
فلقد جعلت فنار تتطلق من ابنها وحسب …!!
حسنًا لقد ظنت أنها ستتطلق من محمد وتتزوج بآخر اسوأ منه " من حفره لدحديره "
وإذ بها فجأة تزوجت بـ عسكري ذو مقامٍ رفيع و " سيد الرجال " ..!!!
لقد ذُهلت كيف تطلقت وبعدها بفتره قصيرة جدًا خُطبت مجددًا ؟؟!
ورأت خطيبها في يوم الخطبة وقد خطف قلبها بطلته …
و لا تعرف كيف لم يعلم عن قضيتها ووافق على الزواج منها بذلك الملف الأسود ..!!!!
وبعد فتره اكتشفت السبب ..
إذ انها سمعت عمتها ساره خلسه تخبر فنار في بيتهم أن والدها قد دفع الرشوة حتى لا تظهر في السجلات ..
حاولت وقت الخطبة تتبع اخبار رداد لتُفسد الزفاف ..
ولم تستطع الوصول إليه وكأنه محاط بحصنٍ منيع ..
فملكتهم كانت صامته لا يوجد اي تواصل بينهما لتستطيع اخذ رقمه أو ما شابه ..
تزوجت فنار الغبية من شخص لا مثيل له ...
من أحاديث والدها الذي كان يتحدث عنه بانبهار وخيلاء وكان سعيدًا جدًا لزواجه من فنار ..
ربما الغبية فنار لا تتحدث كثيرًا عنه مهما حاولت أن تسحب منها الكلام ..
ولكن عندما تتحدث عنه عينيها تبرقان بالحب مما يؤكد لها أنها مرتاحه وسعيدة معه ..
وقُهرت عندما أخذها للمالديف ثم لباريس حتى يأخذها لدزني كما كانت تحب دون أن تطلب منه هذه المعتوهة الجاهلة ..
و كل مخططاتها باءت بالفشل منذ البداية ..
فكرت ترف بحيره عميقه ..
ولا تعرف ماذا يدور برأس " الشيطانة " التي تقف أمامها ..!!!
و قالت بارتباك :- تشوفين الجوال الي معها الحين ؟؟!
اخر موديل ولا عندها إلّا واتس اب ..!!!
لا تعرف لا للسناب ولا الإنستغرام مستحيل تسويها ولو بغت ما تدل الدرب غبيه ..
والله احترت مين أذّاني حسبي الله عليه ويجعل كيده في نحره ..
فهي تعترف أنها تغار من فنار كثيرًا وبما أن القضية انتهت وأغلقت وتزوجت فنار ..
فلا يوجد سبب حتى تستمر بحقدها لأنها ظنتها قد أذتها ..
فقضيتها ضمن اطار العائلة و القضاء ينظر لها نظره اخرى ..
“ المملكة العربية السعودية “
بكافه اجهزتها دائمًا تحرص على الترابط الاسري ...
اجراءات التقاضي لها طريقه معينه يحاولون المحافظة على صله الرحم والترابط الاسري ..
فلا تُعامل مثل أن أشتكي زميلي أو مثلًا اشتكي أحد اقربائي ..
ثم شوحت ترف بيدها وقالت :- يلا سلام بروح اساعد أمي ..
تنهدت ريم براحهٍ عميقه وأظلمت عينيها ببحر أسود لا قرار له ..
فهم لم يكتشفوا امر الهكر الذي استأجرته ليسرق الصور من حاسوب ترف ..
ثم يضعها في حاسوب فنار ويفتح الحسابات الوهمية ويقوم بالواجب ..
فيبدو الأمر وكأن فنار هي الفاعلة ..
دون ان تحُرّك اصبع ..
وتكون ضربت عصفورين بحجر واحد فهي تكره الاثنتين ..
ترف الغبية التي لا تستحق الشهرة ..
وفنار التي لا تستحق حب والدها العميق لها ..
ولا حب زوجها الحالي الذي يبدو أنه يدللها ..
التحقيق أُغلق بتنازل فوري ولم يكتمل لأنها قضيه عائلية ..
ربما كان هذا الأمر جيدًا للهكر لأنهم بالتأكيد سيصلون اليه لو اكتمل التحقيق ..
وفكّرت بغباء بأنه لا يهم ان اكتشفوا امره لأن الهكر لا يعرفها ولا يعرف ايّ معلومة عنها ..
فلقد تحدثت معه من حساب وهمي ..!!!
سمعت صوت الباب الحديدي في الخارج دلالةً على دخول أحدهم فجمعة العائلة نهاية الأسبوع هذه المرة عند عمتها نورة ..
ركضت بفضول و نظرت من نافذه المطبخ واتسعت عينيها بانبهار لقد كان والدها وتتبعه فنار و من خلفها زوجها المهيب الذي تراه للمرة الأولى بهذا القُرب ..
اظلمت عينيها عندما رأت فنار تخلع نقابها وتعانق والدها بحب مشتاق ..
الغبية ..!!
والدها و اختها منى هما الوحيدين في العائلة الذين يعانقانها بحب بلا شروط فاقده الحنان هذه ..
انهارت غيظًا بينما شاهدت نظرات الغيرة في عينيّ رداد لوالدها ..
ألا تعرف هذه النظرات ؟؟!!
انها تحفظ تفاصيل كل نظره ..
وتعرف كيف تحافظ وتخفي اختلاجات عينيها ..
ثم لاحظت أنه حاول انهاء هذا العناق الذي لم يكد ينتهي عندما سحبها من كتفها ..
وكأنه ألقى كلمه لوالدها ليضحك والدها بشدة ..!!!!
وعضت شفتيها بسخط امتلأ حتى طفى للسطح
وغادر والدها بينما هي ما زالت تتطفل على تلك الخصوصية ..
بينما رداد قرّب فنار إليه ببعض الحميمية وهمس بكلام ما قُرب اذنها ..
لتشهق فنار ضاحكة وتضربه بخفه على عضده
ويحمر وجهها خجلًا ..
تأوهت ريم بعذاب ما الذي قاله لها ؟؟!!!
فيعطيها الكيس الذي كان يحمله ويخرج من الباب .!!!


****************


قبل نصف ساعة ..

يقود السيارة على مهل ويتحكم بالمقود بيده اليسار ..
بينما كفه اليمنى تستريح على فخذه ..
انتفض جسده عندما تسللت يدها الناعمة تلامس كفه على حين غره ..
ثم تشبك اصابعها بأصابعه بحياء تلون به وجهها
فالتفت يبتسم لها تلك الابتسامة التي بالكاد ترتسم على ثغرة ..
فيطبق على كفها الناعم فتصبح عادة أثناء ركوبهما للسيارة ..
فجأة رأته يتوقف عند أحد محلات الحلويات ..
فيقول لها بهدوء :- بنزل أجيب لك شي تاخذينه معك لبيت خالتك عشان لا تدخلين ويدك فاضيه ..
تنهدت بعمق تنظر لظهره الصلب بنظراتٍ هائمه مختلطه بالحب ..
و يرفع النظارة الشمسية عن عينيه اثناء دخوله المحل وتسجل بعقلها كل تفاصيله ..
فتميل برأسها على الكرسي و تتنهد باسترخاء ..
" فوق كل الي يسويه لي وذوق بعد .. آآخ بس لو يترك العصبية الي ما لها داعي "
لحظات قليله ثم حضر بطلته الشامخة بلباسه العسكري ويُعيد النظارة الشمسية على عينيه ..
ثم همست بخفوت دون أن يسمعها :- حبيبي لترفع صوتها تتابع بالدعاء :- تسلم ما قصرت الله يحفظك ولا يحرمني منك ..
ليركب السيارة ويقول بحده :- الله يسلّمك .. انتم كذه دايم جمعاتكم بالقوايل ؟؟؟؟!!!
ضحكت ضحكتها الخلابة الأنثوية التي سلبت لبه كالعادة ..
وقالت :- لا .. كل عائله حسب وعندهم نظام ..
خالتي نوره وخالتي فهده وخالي فراس ..
لازم تجون بدري وترجعون بدري ما في سهر ..
أما خوالي خالد وفهد وخالتي ساره وأهلي يجتمعون من بعد العشا ..
لتعود وتضحك ثم تتابع بحلاوة :- النظام من سنين وتعودنا خلاص ..
ليهز رأسه بتفهم ومستمتع بأحاديثها بينما كان هو قليل الكلام ويفضل الاستماع أكثر من الحديث عن نفسه الأبية ..
ويهتف وعينيه على الطريق :- ما شاء الله يا كثرهم خوالك وخالاتك ..
لتومئ برأسها مع تنهيدة خرجت من صدرها ..
ربما هذه العائلة المزدحمة هي من خففت عليها وطأة وحدتها عندما تقوم بزيارتهم كل اسبوع فوالدها لم يكن يسمح بخروجها إلا لمنازل أفراد العائلة ..
ولم تخبره بالطبع أنه كثير من الأوقات تحصل القطاعة بينهم جميعًا لمشاكل سخيفة تخجل من ذكرها ثم يتصالحون وهكذا في كل مره ..
وخالها خالد هو من يبادر دومًا ليجمع الجميع فتعود وترتبط الأواصر بينهم ..
جرّت ذهنها عن هذه الذكريات ..
و التفتت فنار له وقالت :- ليش بتروح الدوام الحين ؟؟! اليوم جمعه ..
ليرد بهدوء :- بروح اخلص شغل ضروري عشان لا أغيب عنك وعن أهلي ثلاث شهور ..!!!!
شهقت بخفه وهمست برقه :- ليش تغيب عنا ثلاث شهور ؟!
لينظر لها وبصوته الجاف :- في مهمه مكلفيني فيها و سريّة ..
امور شغل ما رح تفهمينها .. بحاول أدبر احد مكاني لو ما قدرت مضطر بروح ..
ليتنهد بهمّ فالضغط ازداد بعد ترقيته وكأنه يحمل ثقلًا على منكبيه :- على العموم باقي مو واضح وش الي بصير ..
اجتاحها ضباب أسود كثيف وشعرت بضيق يطبق على انفاسها ..
فهي لا تريده أن يغيب ولا لحظه بعيدًا عن حنانه ودفء صدره ..
فكيف ستحتمل غياب ثلاث أشهر وهم للتوّ يتعرفان لبعضهما ؟؟!
ثم شعرت بمعدتها تتقلص و تنعصر ألمًا وهما يتوقفان عند بوابة منزل خالتها ..


***************


:- خالي خالد ..
قالتها فنار بطريقه مشتاقه ومبهجه أشعرته ببعض الغيرة ..!!!
ثم تابعت بحماس دون أن تنظر إليه :- مره اشتقت له حبيبي من زمان ما شفته ..
نزلت على عجل لينظر في اثرها وقد فتر شفتيه قليلًا باندهاش ..!!!
" حبيبي " وهي لم تقلها له ولا مره ولا حتى بالخطأ ..!!!
ثم ترجّل رداد ليسلم على خالها فلا يصحّ أن يذهب وكأنه لم يراه ويحمل عنها كيس الحلوى ..
لتخلع فنار نقابها عند مدخل الفناء وتقفز لتعانق خالها الذي بادلها العناق المشتاق ..
بينما رداد أجبر نفسه على الابتسامة يحاول تمالك نفسه واعصابه ..
و طحن شفتيه من الداخل بأسنانه واطبق على اسنانه حتى كادت تتحطم من ضغطه ..
طال العناق أكثر مما ينبغي ليسحبها من كتفها ويقول بجفاف :- طفّشتِ خالك ناشبه فيه ..!!
ليضحك خالها بشده ويرد بحنان :- إلّا هاذي جوهره العائلة ما اطفش منها الغالية ..
توقفوا قليلًا يتبادلون الأخبار ..
ثم هتف خالد :- يلا يا ولدي اخليكم بروح اسلم على اخواتي واسري لبيتنا ..
فهمس رداد قرب اذنها بحرارة وشعرت بقرب انفاسه :- حسابك الليلة .. اجل حضن ما بغى يخلص وتقولين حبيبي وانا ما قد سمعت تقولينها لي ..
ما رح تنامين الليلة لين تقولينها ..!!!
شهقت بخفه وضربته بخفه على عضده وزمّت شفتيها وزحف احمرار الخجل على ورد وجنتيها و قالت :- طيب بالليل نتفاهم مثل كل مره لمّا نتكلم قبل ننام ..
غارقان بمشاعرهما الوليده كعروسين في كل يومٍ يمضي من تلك اللحظات يتعرفان لبعضهما أكثر وأكثر ..
حتى باتا يفهمان بعضهما وتلك الأواصر تشتد بينهما بأغلال حديدية لا تصدأ ..
وكأن الله أرسل لها رداد يفتح لها الأبواب و يحمل لها العطايا ..
غافلان عن تلك النظرات الحارقة وتكاد تحرقهما بسعير غضبها ..
ذهبت فنار باتجاه المسبح ورأت البنات يلعبن ويقفزن بالماء ..
فزمت شفتيها بضيق لأنه لم يسمح لها فتفوتها احدى المُتع القليلة التي كانت تتمتع بها ..
ثم تذكرت سريعًا عوض الله لها حين سافرت وهي التي لم تتخيل ذلك في يومٍ ما ..
والهاتف الجديد و أخذه لها للسوق
و " الكوفي "
ليهدأ قلبها الملتاع فورًا ..
ثم شعرت برائحه الكلور ورائحه المسبح المعروفة تخترق انفها وتسبب لها الغثيان
جلست بهدوء على احد الكراسي حول المسبح وتشعر بالضيق من هذا الاحساس ومزاجها تعكر ..!!!
فهذه ليست المرة الأولى التي تشم بها رائحه المسبح ولا تعرف ما الذي يحدث معها ؟!
جاءت منى مع طفليها بينما نزل الطفلين للسباحة ..
جلست هي بجانب فنار وتبتسم لها بحب قائلة بحنانها المعتاد :- ورى ما تنزلين تسبحين حبيبتي تحبين السباحة ؟؟!..
لم تُرد فنار أن تُظهر رداد كالمتسلط لأنه لم يسمح لها أو تشتكي منه و احترامًا له فقالت السبب الآخر الذي شعرت به للتوّ :- ما ادري والله بس اول ما جيت حسيت بغثيان من ريحه المسبح ما هي اول مره اشم ريحته شعور غريب ويضايق ..!!!
ابتسمت لها منى بخبث متسلي وسألتها بسرور :- متى جتك آخر دوره ؟؟!
طيرت فنار عينيها للسماء الصافية وفكرت قليلًا ..
واثناء تفكيرها جاءت راما وريم وترف وبعض من بنات الخالات والخوال ..
فقالت وقد تذكرت :- تصدقين ما جت !! اخر مره قبل زواجي بكم يوم خلصت ..
لتصفق منى و تهتف بفرحه غامره :- خلاص واضحة يا عمري انتِ الف مبروك تراكِ حامل بالغالب بس لازم تتأكدين بالتحليل ..
شهقت ريم بذعر وعينين متسعتين بصدمه و التفت الجميع نحوها باستنكار ..
و انزلق صوتها حرِجًا من بين شفتيها بتلعثم :- مبروك .. احس توك ما مداك تنبسطين وتعيشين حياتك .. كأِنك استعجلتِ ؟؟!
تحاول أن تكتم أنفاسها المحترقة من القهر والغيرة ..
لترد فنار بخجل رقيق :- ما دري ما تأكدت باقي بس حتى لو صار بالعكس أحب الأطفال رح نفرح كثير ..
ثم بدأ الجميع يبارك لها وشعرت فنار بخجلٍ شديد وقد ذابت كالجليد في مكانها فهي لم تتأكد حتى الآن ..
ردت عليهم جميعًا بخجل ..
ثم قالت ترف بسعادة وقد نست أمر القضية بعد ان تأكدت مع الوقت ان فنار لا علاقه لها بأذيّتها :- مبروك يا حلوه انتِ .. بهاذي المناسبة بروح اجهز لكم الموهيتو ..
ونظرت لفنار تغمز لها :- ما عليه ما كنا ندري ولا جبنا لك كيكه ..
لترد فنار برقه وعينيها تبرقان بالحب لذلك الغائب الذي احتل تفكيرها :- لا تتعبين نفسك انا بروح اجهز الموهيتو .. انتوا ارجعوا اسبحوا انا مالي نفس للسباحة ..
ثم توجهت فنار نحو المطبخ ..
وكانت تتصل على رداد لتخبره أن يعيدها مبكرًا هذا اليوم فهي متحمسة جدًا ..
ولن تستطيع النوم قبل ان تتأكد أنها حامل من حبيبها وزوجها وتنتظر رده فعله بفارغ الصبر ولكنه لم يرد …
وضعت هاتفها على منضده المطبخ وبدأت بتحضير اغراض الموهيتو ..
ثم شعرت فجأة بغثيان أشد من السابق لرائحة المعقمات في المطبخ ..
لتركض نحو دوره المياه بجانب المطبخ ..
دخلت ريم بخطواتٍ متسارعة خلفها وقد كانت تراقبها عن كثب ..
والتقطت هاتفها وحمدت الله أنها لم تضع رمزًا وفتحت سجل الاتصالات ..
بينما تهمس بغِل يخرج مع كل زفير تنفثه من صدرها :- قطيعة من الفرحة قامت تنطّ تبي تعلمه .. أنا اسفه يا حلوه .. صار الوقت الي لازم يعرف فيه زوجك حقيقتك الوصخة لأني صرت متأكدة انه ما يدري عن شي …
رأت رقمًا مسجلًا باسم " حبيبي " بالعربي وهمست باشمئزاز :- عرفنا انك غبيه وبعد بيئة " لو كلاس " !!
" الهاي كلاس " الحين يكتبون " my love " .. ما علينا ..ما تستاهلين هذا الجنتل مان ..
اخذت رقمه ورقم فرح وخالتها لطيفه فهي عرفتهم من اسماءهم المسجلة فقد تحتاجها يومًا ما ..!!
خرجت فنار من دوره المياه ولم تجد احدًا ..
هذا غريب .!!
فقد شعرت بخطوات أحدهم يدخل إلى المطبخ ..
لم تهتم كثيرًا لتتابع عملها ..
ثم وصلتها رساله على " الواتس اب "
من رداد يقول فيها وكأنه كتبها على عجل ..
" اعذريني يا منارة مشغول مره اليوم وضروري بستلم ثلاث ايام .. برسل لك فرح تجي تاخذك مع السواق من عند خالتك "
عضت شفتيها بلهفهٍ له ..
و لا تعرف لما كل هذه اللهفة ؟؟
هل لأنها اكتشفت حملها منه للتوّ فهي باتت تشعر به ..؟؟!
أم لِمَا زرعه من حب وأمان منذ أسابيع ؟؟!
فلأول مره ينطق اسمها بمعناه الحقيقي ..
" المنارة " ..!!
ثم تنهدت بحزن يبدو أنها ستُأجّل فرحتها بعض الشيء ..
لن تستطيع رؤيته أو النوم في كنفه لثلاث أيام ..
وضعت كفها على بطنها المسطحة تمسدها بحنان غامر ..
يا الله كم تتمنى أن تعرف رده فعله ..
وقبل ان تخبره بهذه الفرحة ليتأكدا منها معًا ..
ستخبره عن تلك الحقيقة المخفِيّة لتُوضع كل النقاط على الحروف …

" لا تخبر احدًا بأنك تخشى فقدانه لأنه سيرغب جدًا في أن يجرب فزعك هذا "


====================


الخيبة ..!!!
تأتي دائمًا من الذين قدمنا لهم كل شيء ..
هكذا فكّر طرّاد وهو يُخرج الهاتف المشؤوم من الدرج بكفه القاسية كقسوة قلبه ..
نصحه الطبيب النفسي أن يتخلص منه كما نصحه بممارسة الرياضة والسباحة وتشتيت الأفكار حتى لا يفكر …
ولم يتخلص منه فهو يُغذّي غضبه من هذا الهاتف ..
ولكنه مارس الرياضة بعنف حتى هلك ..
لا يريد ان ينسى أو يتناسى ..!!!!
ألم يتزوج اختها الآن ؟؟!
ماذا ان كانت مثلها وتشبهها ؟؟!
حاول أن يقاوم كثيرًا ويدرك أنه مخطئ وهو يغرق نفسه قسرًا في لُجة الظلام الهالك ..
ولكنه في النهاية فتح الهاتف وكأنه يقرأ هذه الكلمات لأول مرة ..
فتراق كرامته أمامه كما تُراق الدماء على الزجاج المصقول ..
لتقع عينه على محادثاتها في قروبات فتيات ومحادثات فرديه مع صديقه بغيضة ..
لم تُبقي صديقه في قائمتها لم تخبرها عنه ..!!!
وقعت عينه على اول كلمه
" خروف " !!
ارتفع حاجبه كرده فعله أول مره عندما قرأها ..
وفي كل مره تنتابه ذات رده الفعل ..
فتح شفتيه القاسيتين وهواءٌ صاخب بالألم يملأ كيانه ووجدانه ..
تجرع الكلمات كلمه كلمه وكل يوم حتى أصيب ببوادر الاكتئاب وكان يقف على حافّته كحافة مشرط ..
وغيرها الكثير من الجمل والكلمات التي نحرته دون رحمه ..
" مره طيب بزياده "
" ما احسه رجال ولا عنده رأي "
"ما اذكر انه من تزوجنا تهاوشنا "
"اي شي اطلب يقول ابشري .. حاضر "
"ما يضرب ولا يصرخ ويعصب مثل أيّ رجال "
"احسه خاين كل شوي يجيب هدايا "
" هادي جدًا وممل "
" انبسطت أول أشهر وبعدين طفشت منه "
وغيرها الكثير والكثير مما أثبت له كم هي معطوبة ومريضه ..
وتمثل عليه بجداره كم هي سعيدة معه كما مثلت على الجميع ببراعة ..
سنه وبضعه اشهر وهو يعاشر افعى في فراشه ..!!!
تذكر تلك الأيام كان مضغوطًا بتجارته الخاصة و يقف على رأس عمله مساءً ..
و يذهب ايضًا إلى عمله الرسمي في المشفى صباحًا ..
فيضطر ان يغيب طويلًا عن البيت فيعوضها عن غيابه وتقصيره بالهدايا وما تطلبه وما تريده ..
ليلقى جزاءه الذي يستحقه على غبائه في هذه الرسائل ….
امسك الهاتف وقذف به لآخر الدرج بينما انفاسه الملتهبة ككرة النار تهدر بلا هوادة من بين شفتيه القاسيتين المطبقتين بصرامة …
انتفض في وقفته والتفت بقوه نحو النافذة ويسمع صوت صراخ أفنان القادم من الحديقة ..
اندفع للخارج ليرى سعود و أفنان على حافه المسبح ..
و يستوعب ان افنان تغرق ..
لحظه ..!!
هي تستطيع ان تقف به فعمق المسبح متر ونصف فقط ..!!!
و الجزء الكبير من المسبح أقل من ذلك بكثير وحتى سعود يستطيع الوقوف به ..
و لم يفكر كثيرًا وهو يراها ما تزال تنتفض كقطة تغرق ..
ليقترب من الحافة وينحني قليلًا و يقبض عليها من رسغيها بكفه ..
ويخرجها بذراع واحده وكأنها لا تزن شيئًا يذكر ..!!
لتجلس على الطرف و ترتعش من فرط البرد والخوف وجسدها مغمور بالماء ..
وبقيت قدميها تتأرجحان داخل المسبح لتخرجهما بذعر ..
و سعلت كثيرًا وقد ابتلعت جزء من الماء ..
وهي تهتف بخوف تنظر حولها :- سعود ..
نظرت له ببهوت وهو ينظر لها ببراءة ويقف بالمسبح ..!!!!!
وهي من ظنته يغرق ..
فلديها رهاب من المسابح مهما كان عمقها بسبب أنها كادت تغرق في " شبر من الماء " ..
في طفولتها وانقذها والدها وهو يضحك ..
فلا تحب رؤيه المسابح او الذهاب لمكان يوجد به ألعاب مائية ..
فبعد صلاه الجمعة أصر سعود للخروج للحديقة وجلست على الطرف تحرك قدميها بالماء رغم أنها لا تحب ذلك أيضًا ..
لأن سعود اصر ان يفعلوا ذلك و بالرغم من ذعرها قاومت لأجله ..
لتراه فجأة يتحمس و يقفز داخل الماء ..
وتصرخ هي بقوه وتقفز خلفه دون تفكير بالعواقب ..
ويرد بصوته الطفولي البريء :- انا اسبح دايمًا هنا عادي ..!!
انفاسها تهدر بلا هوادة ..
تحاول التقاط انفاسها الثائرة من الذعر هنا وهناك ..
و صوت رجولي صلب و جاف يصلها :- دام ما تعرفين تسبحين ليش تنطين وسط المسبح ؟؟!!
اغلقت عينيها بحرج فلقد اكتشف انها لا تعرف السباحة نقطه لا تُحتسب لها ..
ليتابع بنفس الجفاف الحاد :- و ترى عادي تقدرين توقفين فيه حتى لو ما تعرفين تسبحين
حاولت أفنان التقاط أنفاسها الثائرة و صدرها يعلو ويهبط بانسجام من اثار الرعب الذي عاشته للتوّ ..
ثم شعرت بظلٍ عارم يقترب و يحُطّ عليها كالصقر ..
فرفعت حدقتيها المرتعشتين للأعلى تنظر لطراد بانبهار فاتر ..
فبدا لها بهذا القُرب كأنه بطل من الأبطال خارج من أرض الأساطير ..!!
بهيئته الوحشية التي هي متأكد لم تكن كذلك ..
لتنتبه لنظراتها الغبية له فتُزيحها بحياء ..
فتستحيل ملامحها للغضب اللذيذ ..!!
وتهدر ببعض الانفعال الذي اختلط بصوتها الانثوي :- كنت افكر الولد يغرق .. وبعدين ليش ما تحط سياج للمسبح ؟؟! خطر كذه تخليه مفتوح ..
عقد ذراعيه ليصغر عينيه ويرد بهيمنة :- سعود يعرف يسبح بديت اعلمهم وعمرهم سنه ..
وجزء كبير من المسبح يقدر يوقف فيه هو ولولو ما هو عميق ..
وفوق كذه سعود يعرف بالضبط ان ممنوع يسبح اذا ما كنت موجود معهم ..
ونظر لولده بنظرات حاده متهمة ..
فيرد الصغير بحرج :- سبحت عشان ماما أفنان موجوده جمبي ..
"هه " صوت ساخر اطلقه طراد بوضوح اثار ضيق افنان ..
فهو لم يسألها ولم يحاول حتى معرفة سبب خوفها فصمتت ..
ليتابع طرّاد باستهزاء :- ماما افنان بطولها ما تعرف تسبح و لا توقف بالمسبح ..
شوح بذراعه المفتولة دون اهتمام ليتابع :- على العموم هالمسبح حاطه للصغار ..
وعارفين هم الشروط ما يسبحون بدون ما يكون معهم أحد ..
المسبح الموجود في البيسمنت هو الي ممنوع يسبحون فيه لأنه عمقه ثلاث أمتار ..!!
كتمت أفنان شهقتها المذعورة ..
هل يوجد مسبح آخر ؟؟!
عقد طرّاد حاجبيه بضيق شديد فلم يكن يوجد في هذا البيت إلا مسبح البيسمنت العميق ..
فالسباحة تساعده كثيرًا على تشتيت افكاره السلبية وتسلب كل طاقته وجهده ..
كان يعمل صباحًا ومساءً ويعود ويسبح فينام خائر القوى ..
ولكن إلى متى ؟؟؟!!!
لقد تعب ..
تعب كثيرًا واضطر ان يترك عمله الصباحي في المشفى ويكتفي بتجارته التي ازدهرت كثيرًا الآونة الأخيرة ..
سعود كان مغامرًا جدًا ويصر على ان يسبح ..
وهو يموت ذعرًا عليه حتى وان كان يرتدي العوامات ..
ففتح فورًا المسبح الصغير في الحديقة ليناسب اطفاله ويعلمهم السباحة ..
( علموا أولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل )


*************


انهت افنان طبختها السريعة من المكونات الموجودة ووضعت طعام الغداء على الطاولة ..
لتركض لولو في مهمتها المفضلة وتخبر والدها أن يأتي ويجلس معهم ..
و جاء طراد وتناولوا الطعام بهدوء وكان الصمت يخيم على المكان ..
فقطعه صوت طراد الجاف عاقدًا حاجبيه عندما رأى أفنان تطعم لولو طوال الوقت ..
قائلًا ببرود متسلط :- خلها تتعود تاكل لحالها ..
زمت افنان شفتيها وردت دون أن تنظر إليه :- السباغيتي صعب تاكلها لحالها ما تعرف ولازم اساعدها ..
ليرفع حاجبه وبسخريه صريحة :- هذاه سعود بعمرها وياكل بنفسه لا تخلينها تتعود أحد يأكّلها ..
تنهدت بضيق وكانوا قد انتهوا من تناول الطعام ..
فهل تذكر الآن ان يتكلم ؟؟!
ثم لما يتحدث هكذا بنبراته وكأنه يكرهها ولا يُطيقها ؟؟!!
ما الذي فعلته له ليعاملها هكذا ببرود وجفاف ؟؟!!
فكرت أن تستأذن منه لأمرٍ ما بما أن زواجهما على الورق فلن يهم ان ذهبت لزياره صديقاتها ..
و قالت بهدوء :- لو سمحت يا ابو سعود ..
ابي اروح بكره لجمعه صديقاتي نتجمع كل شهر او شهرين على حسب ..
شعر بالضيق من طلبها وهما قد تزوجا للتوّ حتى وان كان على الورق فلقد اتفقا أن يكونا طبيعيان أمام الناس ..
فرأى أن طلبها سخيف بهذا الوقت ..
" بتروح تحش فيني عندهم الحين وهي توها عروس "
لذلك رد بحده و بدون تفكير :- لا .. أجّلي طلعه صديقاتك بكره بنروح نقضّي مقاضي البيت ..!!
ولم يتمالك لسانه ليتابع بفظاظة :- على الأقل احترمي صوره الثور الي قدامك !!
وش يقولون صديقاتك جايه تتجمع معهم وهي عروس ؟؟!!
تابع بخفوت حتى لا يسمع الأطفال :- ترى بس أنا وانتِ الي نعرف وش الي بينا الناس ما يعرفون ..
لتزم أفنان شفتيها بضيق ..
هو محق من رأسه لأخمص قدميه فالوقت غير مناسب للزيارة ..
ولكن تضايقها كثيرًا طريقته هذه وتجرحها ..
و كلامه لها مبطن بالسخرية والاستفزاز والوقاحة وكأنها عدوته اللدودة ..
زم طراد شفتيه بضيق هو الآخر لم يرغب ان يعاملها بهذه الطريقة بل كان يفضل الاحترام المتبادل بينهم ..
ولكن لا يعرف ماذا يحدث له يتذكر الماضي فجأة ..
فيتعكّر مزاجه رأسًا على عقب …
لا يعرف لما طاوع والدته وتزوج حتى يغرق في هذا البؤس والحياة الباردة ..
فلقد كان مرتاح البال ..


====================


لا أستطيع احترام شخص يحتقر ألمي .. ينفيه .. يستصغره .. يرفض تصديقه .. ويشوه شعوري به ..
تجلس سحاب " متربعة " على أرضية المطبخ ..
و تسند وجنتها إلى كفها ويدها الأخرى كانت تقلب البصل والبهارات والدجاج في القدر على الدافور ..
فالأمر متعب جدًا دون مطبخ ..!!!
شعرت بأنفاسه الحارة تلفح وجهها عن قرب ..
وقد كان قريبًا جدًا أشعرها بالضيق ..
لا لشي إلا انها تعلم مدى سلاطة لسانه ولن يتوانى عن تسلطه الآن ..
جلس بجانبها على ركبتيه حتى يرى ماذا تفعل ؟!
فقالت بدعابة تُشير للقدر :- تعال قرب بعد .. دخل راسك في القدر احسن عشان تشوف مضبوط كيف اطبخ ؟؟!
ليرد ببرود سخيف :- ومين قال تعرفين تطبخين ؟؟! هذا تسمينه طبخ ؟؟!
ما دري على وش الكل يمدح طبخك ؟؟!
لترد بثقه و بلا اهتمام :- ما احتاج رأي احد بطبخي خاصة رأيك أنت اعرف نفسي وقدراتي ..
وبعدين تدري انك قليل ذوق ؟؟!
توي عروس صار لنا كم يوم و تخليني اطبخ ؟؟!
ما عندي مشكله بالطبخ احبه ..
فرشت ذراعيها من حولها بحيرة وقلق وهمست بحسرة :- بس بدون مطبخ ؟؟ الموضوع صعب
ليرد بتسلية :- هذاكِ قلتيها كم يوم ناكل من المطعم غدا و عشا .. وانا انسان ما اداني أكل بره فخليك زوجه مؤدبه واطبخي تراني ساعدتك وقطعت البصل ..
قالت ساخرة :- امحق مساعده ..!!
غسّل المواعين الحين نشوف شلون بتغسلها ؟!
قرص انفها بأصبعيه السبابة والابهام يُلامس آثار الغيوم ولم يشعر بذلك السوء الذي كان يتخيله وهو يخطو معها أولى الخطوات للحياة الزوجية ..
ليرد ببشاشة سخيفة كعادته مع الجميع :- طيب بغسلها واليوم نروح نفصل مطبخ ونشوف لوازم البيت الناقصة .. تدرين أهلي دبسوني فيك تدبيس ..
ما دري وشو له العجلة ؟؟!
والشقة ما هي جاهزة غير غرفه النوم والصالة ..
ثم طيّر عينيه للسقف وتابع ببلادة :- مير الوكاد خايفين اغير رأي بسبب مرضك ..!!
حزت في خاطرها كلماته الأخيرة ..
ففي كل مرة لا يفتأ ان يذكرها بمرضها كلما تحاول أن تنسى أو تتناسى ..
يكون موجودًا ليُدخل الحقيقة بين عينيها ..
فتذبل تلك الزهور التي نمت حديثًا و نثر عليها السمّ لتموت في ارضها قبل ان تينع ..
تعرف انه يمزح بعض الأحيان ..!!!
ولكن مزاحه ثقيل جدًا بالنسبة لها لأمر حساس كهذا يؤثر بها على مشاعرها ولا تتحمله ..
اضاف الغامد الماء المغلي على القدر ..
وقال يغيظها :- ما عليه ما سافرنا شهر العسل ..
عاد قرويه انتِ وش عرفك بشهر العسل والسفر ؟؟!!!
زمت شفتيها بضيق شديد ولكنها ردت بثقة :- الحمد لله ابوي واخوي ما بقّوا عليّ قاصر وسفروني وشفت الدنيا ..
ثم تابعت بانفعال :- وبعدين خلاص عاد زودتها من حنّا بزران قرويه وقرويه .. ترى ما يضحك الموضوع .. لا يكون طالع من قصر السلطان وأنا ما دري ؟!
حتى انت من القرية وانولدت فيها ..
ليهز كتفيه بلا اهتمام ضاحكًا :- انولدت هناك بس نقلنا الرياض عشان جدتي تتعالج كانت تعبانه كثير وعلى فراش الموت قالوا ما في امل تعيش … والحمد لله ربِ طول بعمرها لليوم ..
همست متفاجأة :- جد ..!! جدتي كانت تعبانة كثير ؟؟! ما قد سمعت هالشيء ..
تربعّ هو أيضًا بجانبها ..
ينتظر ان تنتهي الطبخة ويكاد يموت جوعًا ..
إلا الطعام قبل كل شيء لو سمحتم ..!!
واكتشف أيضًا أنها تشابهه بهذا الأمر فمزاجها يتعكر وتغضب ان جاعت لهذا ترد عليه بفظاظة ..
ورد بهدوء :- ما احد يحب يتذكر ذيك الأيام يوم تعافت أخذها عمي للقرية ما تحب أجواء المدينة ..
ثم تابع بحنين وكأنه يتذكر :- عاد الليلة الي وُلدّت فيها .. انولد ولد خالتي بعد و يعتبر اقرب صديق لي وبيجي قريب خلال اسبوع معه الدكتوراه ..
لا تعرف لما لم ترتح لحديثه عن خالته بهذا الحنين ..
بينما تنبه احساسها بالخطر لحديثه بكل هذا الحنين .
فقاطعته قائله ببرود فظّ :- ايش دخلني أنا تسولف لي عن خالتك وعائلتها مالي دخل ترى ..
ارتفع حاجبه بدهشه وقد اخذته على حين غره بفظاظتها ..!!
ليرد بصوت اشبه بالفحيح وعينين مصغرتين فخالته هذه بالذات خطّ أحمر :- لسانك طويل وانتِ توك عروس ..
لترد بهدوء :- ليش انت عطيتني مجال تبغاني اسكت ؟؟!! شاحذ سنونك علي وتهزأني وتعايرني بمرضي من اول ليله مع انك كنت تدري وشفتني وعبالي قبلت فيني لو ادري انك قرفان ما وافقت عليك ..
تنهد بعمق لينهض ويحضر الارز المنقوع ويضعه داخل القدر ..
ثم التفت اليها عندما سمعها تقول بأدب لا يمثلها هذه اللحظة :- ممكن اطلب منك طلب ؟؟!
دون ان ينظر لها :- لا ..!! ولك عين بعد تطلبين ..
تأففت وبضيق ولكنها لم تتمالك لسانها لتقول بقوة :- ممكن تكلم خالتي عن مشروع الطبخ ؟؟!! كانت ناويه نشتغل فيه سوا بس استحيت منها ورفضت الحين فكرت زين بالموضوع ومعي رأس المال بعد ..
غطى القدر فهو من أكمل الطبخة لوحده وهي تثرثر على رأسه ..
وسألها بفضول :- من وين لك الفلوس ..؟؟!
لتجيب :- المهر الي عطيتني ما صرفته كله باقي ..
اصلًا ما مداني اجهز الا الضروري ..
زم شفتيه وعاد يسأل :- بس ترى المشروع صعب ما تقدرين لحالك .. مين بساعدك ؟؟!!
لتبتسم وترمش بعينيها مرتين :- طبعًا انت ..!!! و بتجيب خدامه تساعدني و نغدى شركاء لو بغيت ..
يلوي شفتيه ساخرًا :- وانتِ شايفتني معي مال قارون و لا جالس على بنك عشان اجيب لك خدامه ادفع راتبها كل شهر ؟؟!!
حتى ذا المهر الي فرحانه فيه اكثر من نصه ابوي الي دفعه وبرده له ..!!!
تنهدت بعمق آسي وهو يحطم آمالها :- يعني وش الحل ؟؟! لازم اشتغل ..
ليرد بضيق بينما عقله بدأ يعمل بإتجاه آخر ويفكر بالأمر :- وليش لازم ؟!!!
همست بداخلها " عشان أحمي نفسي و مستقبلي منك ومن لسانك و نفورك الواضح مني ومن مرضي "
فكرت هكذا ولم تخبره بأفكارها ولكنها قالت على مضض :- طفشانه لازم ألهى بشي لين تبدأ السنة الجديدة والدراسة ..
قال بهدوء :- خلاص انْجِبِ الغدا الحين ونروح نشوف موضوع المطبخ و يصير خير ..!!!


====================


يوم الأحد ….

تنهدت فرح بعمق بينما تنتظر خطيبها " عريس الغفلة " وعائلته الآن في مجلس اهلها ..
لقد حدثها رداد وأخبرها أنه سأل عنه جيدًا و مع ذلك لا تستعجل مثل المرة الأولى وتأخذ فتره ملكه مريحه لتعرفه جيدًا ..
وأخبرها أنه يعمل في شركتها ولم يخبرها في اي قسم ..
وقد فكّر رداد بأن يكون احدهم دلّه عليها من هناك ..
وتحمد الله بأنه لم يظن بها ظن السوء فهو عاقل جدًا ويفكر قبل أن يجزم إن لم يتحكم به الغضب المدفون بالطبع ..
دخلت للمجلس عند الضيوف لتسلم عليهم فرح بحفاوة ..
وجلست بين اختها ووالدتها وفنار التي تبدو مكتئبة لعدم وجود رداد ومازال سيغيب ليومين آخرين ..
فابتسمت لها تقرصها على وجنتها :- ابتسمي يا كتكوته ماهي حلوه عليكِ الكشرة ..
ابتسمت فنار بتعب ..
فهي تشعر بالضيق و التعب الشديد وكأن أمرًا ما يطبق على صدرها كما أن كثيرًا من الروائح بدأت تضايقها ..
قدمّت لهم فرح القهوة بينما زوجه الأستاذ سيف المحترم ..
تنظر إليها مقطبه الوجه وشفتين مزمومين ..
و تبدو لها قد " ادهرت " !!
و ارتدت كل الماركات التي لديها في الدولاب ..
كتمت فرح ضحكتها المجلجلة بصعوبة فلقد كانت تبدو مضحكه ..
فالحقيبة عليها شعار ..!!
البلوزة عليها شعار ..!!
و كذلك البنطال الأنيق الذي ترتديه والحذاء واكسسوار الشعر ..!!!!
قالت ام سيف ببسمة تنظر لفرح :- تسلمين يا حبيبتي ارتاحي .. عشان بعد شوي تدخلين على ولدي ..!!
ابتلعت فرح ريقها بخجل عميق فهي حتى وان تزوجت من قبل ولكنها لم تجرب اي شعور او احساس كالعروس ..
فطليقها جعلها عديمة الاحساس .!!!
ثم سألتها أم سيف :- إلا صدق يا بنتي وين تشتغلين ؟؟!
لتهمس فرح :- بشركة يا خالتي ..
لتصر أم سيف على المعرفة :- ادري علموني .. بس شركه وش ؟؟! عشان إذا سألنا ولدي بعدين نقوله ..
لتجيبها فرح بخفوت ..
فينتاب ام سيف بعض القلق فهي لا تحبذ فكره أن يتزوج أولادها من محيطهم بالعمل ..
ثم شعرت بالتوجس هل يعرفان بعضهما يا ترى ؟!
ولكن فرح هي من خطبتها بنفسها ..
لذلك تعتقد ان الأمر حدث بمحض الصدفة وحسب ..!!


**************


جلس معن متوترًا ينتظر دخول عروسه ..
ولا يعرف لما انتابه التوتر فهذه ليست المرة الأولى التي يخطب فيها ..
وعندما عرف أخيه العائلة التي سيخطب منها تذكرها و أخبره بما أثار قلقه ..
" البنية الي بتخطبها ترى كانت موكلتي بقضية والحق معها ميه بالميه "
سأله معن بضيق عن القضية فهو لم يكن يعرف و إلا لما اعطى الناس كلمه لزيارتهم منذ البداية حتى لا يُحرج أحد ..
ليرد سيف ببرود من أفكاره السفيهة العجولة ..
" لا تستعجل بالرفض و ما اقدر اقول لك أسرار موكلين بس تخطبها اسألها من حقك وأكيد بتقول لك السبب "
عرف انها تعمل بشركه لكن لم يعرف التفاصيل و عرف ان اسمها فرح ..!!
هل تطارده تلك حتى باسمها ؟؟!
هو لا يريد ان يظلم من ستكون زوجته بتفكيره بأخرى ..
فهمس بداخله بدعاء ..
" يا الله وكلتك امري فأنت لي خير وكيل ودبر لي أمري فإني لا أحسن التدبير " …
قاطع شروده صوت والدها كبير السن يقول بحنان :- تعالي يا بنيتي اقربي ..
لتدخل هي على استحياء لتنظر له نظره سريعة أثناء دخولها جعلت عينيها تتسعان بصدمه وقد عرفته …
شعرت بذلك قبل دخولها من رائحه عطره النفاذة المميزة ..
إنها نفس الرائحة عندما يُقبل عليهم بهيمنته في الشركة ورغم المسافة الطويلة بينهم إلا انها رائحة نفاذة جدًا ..
اقتربت بحياء فساعدها والدها لتجلس بجانبه ونظرت له باستجداء ..
ليربت على كفها يطمئنها قائلًا :- ما بياكلك يا بوي و بجلس هنا لا تخافين ..
ابتلعت ريقها وقد احرجها والدها دون ان يقصد و تتمنى أن تنشق الأرض وتبلعها ..
لقد رأته اليوم بالعمل ..
ولم تتخيل بأقل احلامها اثارة أنها ستراه هنا و يجلس بجانبها في مجلس عائلتها وبدون عباءة ونقاب ..
ارتعشت رغمًا عنها كورقه في مهب الريح لقد بدا لها كالحلم ..
أن تتزوج مديرها بالقسم كالمسلسلات و شعرت بالسرور لذلك ولكن القلق كان أعمق ..
بينما هو خجل أن ينظر لها ووالدها يجلس بهذا القرب فكان يحدق بفنجان القهوة بتوتر ..
ولا يعرف ما الذي فعلته بها طلّتها عليه ؟؟
شعر بشيء ينغز قلبه وشيءٌ ما يحوم حول روحه وكأنه ارتاح لرؤيتها وقد كان وجهها ودودًا ..
شعور جميل لم يشعر به أثناء خطبتيّه السابقتين ..
فقاطع شروده صوت والدها المازح :- يا ولدي انت جاي تناظر فنجان القهوة ولا تناظر البنت ؟؟!
تنحنح معن بحرج ليلتفت إليها و يسألها بتأني ما يريد فالوقت يداهمه :- كيفك ..؟؟!
ابتلعت ريقها وشكّت إن كان سيعرفها ان تكلمت و أرادت ان ترى رده فعله ..
فردت تنظر اليه بصوتها الصارم الخافت كما في العمل تمامًا :- الحمد لله بخير ..
اتسعت عينيه بدهشه ..
لتبعد وجهها عنه بحياء زيّن ملامحها ولاحظه فتنظر له بطرف عينيها و رأته يُشير بسبابته إليها دون ان يلاحظ والدها وكأن لسان حاله يقول ..
" أنتِ نفسها فرح الي في الدوام "
ابتسمت ابتسامه سريعة خجولة بذات اللحظة لاحظ هو اصابع كفها تتحرك كتحية ..!!!
ثم تشتت عينيها بتوتر ..
فيتأكد أنها هي من حركتها البلهاء و كتم شهقة كادت تصرخ من اعماقه ..
بينما كان يبحث عنها بالسماء بعيده المنال ..
عثر عليها على سطح الأرض ..
فلم يتمالك نفسه إلّا أن يبتسم …
فُترت شفتيه وانفاسه تهدر بلا هوادة ..
ينظر لجانب وجهها مأخوذًا بسحرها الخلاب والدته محقه لم تكن جميله كطليقته ولكنها بدت له أخاذة وودودة …
حسنًا ..
ربما ليس وقته الآن بعد ان عرفها ..
ولكن عليه أن يسأل حتى يطمئن وهذه فرصته الوحيدة قبل عقد القران فسألها بخفوت :- عرفت أنه أخوي سيف كان محاميكِ بقضية ممكن تعلميني السالفة ؟؟! لأنه رفض يعلمني ..
نظرت لوالدها بقلق فأومأ لها يطمئنها ..
فشرحت له فرح باختصار ما حدث وبحياء ..
ثم شردت نظراتها بأسى وغادر السرور وجهها فهي لن تتأمل أن يوافق الآن بعد ما عرفه ..
خاصة بعد الصمّت المهيب الذي حلّ في الأرجاء ..
ان كان الذين من قبله يعرفون الحقيقة ولا يجرؤن على خطبتها ..
أما هو فظنته قد عرف من قبل لأن المحامي أخيه قد أخبره ..
ثم جاء ليخطبها ..!!
ولكن من سؤاله عرفت أنه لم يكن يعرف ..
بهتت ملامح معن بصدمه ..
لقد تعامل مع الكثير من الناس في حياته ..
عرف الأشكال والألوان ولم يرى منها ما يُعيب
ويعلم انها بريئة من اي تهمه ..
لقد عمِلت تحت سقفه وادارته لفتره طويله ..
هي فقط لفتت انتباه متأخرًا ..
متأخرًا جدًا ..
فلقد كان متزوجًا وبالطبع لم يلفت نظره إمرأة ..
مشاعر حقد وليده اللحظة لطليقها " الغثيث "
الذي أذاها هذا الأذى وجعل الجميع يتحدث عنها بالسوء ..
غرق معن بالصمت المروّع وملامحه متصلبة و قاطع افكاره صوت والدها يقول بغصة :- قومي يا بنيتي .. قومي وادخلي داخل ..
وقد ظن والدها مثلها أن الخطبة هذه لن تتم من الجمود الأسود الذي تلبّس وجه العريس ..
ثم اخرج معن من جيب ثوبه علبه مخملية و قال بعجله :- ثواني يا عمي بعطيها هدية الخطبة بس ..
ليمدها لها وتأخذها فرح بتردد خجول ..
وتنشرح اسارير والدها الذي فهم علامه الموافقة لكلا الطرفين ...


====================


جلست أميرة باتجاه القبلة وبيدها تقرأ القرآن الكريم ..
علّها تهدأ وتطمئن ..
ولكنها لا تستطيع أن تطمئن عقلها لا يتوقف عن التفكير في تلك الليلة قبل أكثر من ثلاثون عامًا عجاف ..
عام بعد عام قلبها يشيخ ويئن بوجع ..
لا يهدأ فؤادها من هول تلك المصيبة التي ارتكبتها وعقلها غائب عن الوعي
والألم ينخرها يجتاحها كالمرارة ..
تغصّ بهذا العذاب المحتظ بروحها ..
خرجت مع اختها ذات ليلةٍ قمراء لتنتهي هذه الليلة بولادتهما في أحد منازل القرية و بينهما حائط ..
القابلتين تركضان هنا وهناك بين الصراخ والعويل وبحر من الدماء ..
لإنقاذ حياه خمسة أنفس ..!!!
وَلِد ابنها ميتًا لتبكي دمًا على روحه التي لم ترى الحياة ..
وضعت يدها تربت على صدرها الذي يئن ..
كانت مقهورة جدًا وقد تأخر حملها لسنوات ..
حملت به بعد ابر ومثبتات وعمليات لم تستطع عدها ليرحل هكذا بكل بساطة ..
وغمضة عين بسبب تهور اختها ..
وسمعت صراخ القابلة في الغرفة المجاورة تصرخ بالفرحة لخروج التوأمين ..
لتنتابها فجأة فكره مجنونة وغير معقوله ..!!
بل انها أكثر من الجنون بمراحل كوادِ سحيق مقفر ..!!
تفكر سريعًا وبجنون ..
فزوجها ليس لديه أخوات ..!!
ووالدته على فراش الموت وستموت ..!!
ليس لديه محارم حتى وان كبر الطفل فهي لن تتورط !!!
ان اخذت طفلًا من أطفال أختها لتربيه سترضعه ويصبح ابنها ..!!!
وزوجها سيكون والده ..!!
مرت هكذا اللحظات سريعًا والأفكار الغبية أسرع ..
وطلبت مساعده القابلة التي طمِعت بصيغتها ومالها ..
وأخذت الطفل بكل سهولة ولكن ما بعدها كان أصعب وأشد قتامة كلما كبُر أمام عينيها ..!!!
وبعد ايامٍ معدودة فور ذهابهم للرياض لعلاج الجدة " ذهبت السكرة وحلّت الفكرة "
ربااااااه …
ما الذي فعلته ؟؟!
اختطفت طفلًا من أمه لتربيه ولا احد يعلم إلا هي و القابلة …!!
لم تستطع اعادته ..
لم تستطع خافت ان تُسجن وتتدمر حياتها لأنها اختطفته وهي تعرف مدى قسوة زوج اختها الدوبلوماسي ان عرف ..!!!
ومع مرور الأيام تعافت الجدة وكانت هذه ورطتها التي لم تحسب حسابها ..!!!
فأبعدته عنها بكل قوتها ولم تسمح من صغره ان يعتاد تقبيلها ..
ونفعها عاداتهم وتقاليدهم بأن الجدة تُغطي وجهها عن الجميع فلا تنكشف له ..
و صمتت تتجرع الدم والندم فقد تعبت كثيرًا في ابعاده عن الجدة ..!!!
لو يعود الزمان إلى ذلك اليوم لا تفعلها ..
لا تفعلها ابدًا …
انهارت دموعها ألمًا وغرقت في بحرٍ لُجيّ وهي تشهق بقوه وصدرها يئن ..
ونظرت لصورته بالزيّ العسكري تمسح عليها بحنان ..
فلقد أحبته حبًا عميق كفلذة كبدها حتى بعد انجابها لرباب كانت مكانته مختلفة في قلبها
هذا الزي الذي كاد يتخلى عنه من أجل أن يتزوج اخته ..!!
:- سامحني .. يا ولدي حبيبي .. سامحني ..
ما كنت بوعي يوم سويتها وأخذتك من أمك ..
مرّت الجدة وسمعت همسها الغريب ولم تعر الأمر اهتمامًا فهي لم تفهم ما قصدته ..!!!
انتفضت أميرة تقول بتوتر :- هلا خالتي الحين بجهز علاجك قبل النوم وترتاحين ..
هزت الجدة رأسها بهدوء متعجبة من حال زوجة ابنها الغريب والدموع التي تغرق عينيها …!!!
ولكنها كالعادة لا تتطفل ولم تسال ..


====================


كان رداد يجلس على مكتبه يجري الكثير من الاتصالات المهمة ..
ويجهز عناصر الدوريات للمداهمات فمنذ ترقى الترقية الجديدة زادت على كاهله الأعباء ..
تنهد بعمق يضع رأسه بين كفيه وما زال امامه يومين ليعود لمنزله ..
التقط قنينة الماء واثناء شربه وصلت رساله الى هاتفه فمد ذراعه الطويلة ليلتقط الهاتف ..
ربما يكون أمرًا مهمًا من احد افراد عائلته ..
فحدّق ببرود كالصقيع الذي استحال على ملامحه بنظراتٍ قاتمة ..
في هذه الرسالة التي وصلته من رقمٍ مجهول ..
" تدري زوجتك المصون كانت خريجة سجون ..
ويوم خطبتها كان صار لها اسبوع او اسبوعين طالعه من السجن ..
مسكين ...!!!
خدعوك واستغفلوك و تزوجتوا بسرعه عشان يدارون الفيضحة ..
وابوها دافع رشوه عشان لا تتسجل قضيتها بالسجلات الله يصبرك على مصيبتك "
اطلق نفساً خشناً قاتمًا ..
وهو ينتفض بعُنف مُتناغم مع ضخامته ..
ويدفع المقعد الذي كان يجلس عليه بقوه للخلف حتى اصدر المقعد صوت ارتطامه بالحائط ..
وخرّ المقعد صريعًا على الأرض و يشعر بأن الارض تنهار أسفل قدميه ..
تنهار وتتصدع وتُغرقه في دوامه لا قرار لها ..!!!


.


.

انتهى الفصل



التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 12-12-23 الساعة 08:21 AM
Aurora غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-06-23, 02:15 PM   #693

آمال العيد

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية آمال العيد

? العضوٌ??? » 358740
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,030
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » آمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 36 ( الأعضاء 9 والزوار 27)
‏آمال العيد*, ‏سناء يافي, ‏braa, ‏الماسه مياسه, ‏Toto9900, ‏نعيمة محمد, ‏ام احمد ورؤى, ‏هتاف عبدالله


آمال العيد غير متواجد حالياً  
التوقيع
ياربَ بارك لي في وقتي وعُمري وطهره من الفراغ، وألهمني يا الله البصيرة والحكمة والإتزان 🍁 .
رد مع اقتباس
قديم 19-06-23, 02:47 PM   #694

سناء يافي

? العضوٌ??? » 497803
?  التسِجيلٌ » Jan 2022
? مشَارَ?اتْي » 447
?  نُقآطِيْ » سناء يافي is on a distinguished road
افتراضي غمد السحاب

انتظرنا الفصل على نار مبروك لفرح الخطبة
ريم شريرة القصة الغيرة العملية بدمر الله يكون بعون فنار برجع بلوم فنار كان لازم تصارح رداد من الاول بتمنى ريم تنال جزاء أعمالها تتحاسب
سحاب تفكير سليم تأمن مستقبلها مع هيك زوج اذا ما تغير ما منه امل
افنان حاسة في شي غلط بزوجها منتابع معك لنعرف
اميرة اخدت ابن اختها وعملت ابنها تفكير شيطا ن ي تسلم ايدك عا الفصل الراىع


سناء يافي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-06-23, 03:00 PM   #695

najla1982

نجم روايتي

alkap ~
? العضوٌ??? » 305993
?  التسِجيلٌ » Oct 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,267
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي tunis
?  نُقآطِيْ » najla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك max
افتراضي

فعلا صدمة الرواية ريم ....يا لطيف على الغدر و الطعن في الظهر من اقرب الاقربين ...سلمت يداك و دمتي مبدعة في انتظار ردة فعل رداد و ان شاء الله دايما مفرحتنا كل يومين بفصل جديد

najla1982 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 19-06-23, 03:19 PM   #696

ارجوان

? العضوٌ??? » 422432
?  التسِجيلٌ » Apr 2018
? مشَارَ?اتْي » 497
?  نُقآطِيْ » ارجوان is on a distinguished road
افتراضي

مساء الخير

ابي اعقب على نقطه وحده وبعدين ارجع ارد على الباقي

اميره ارضعت الغامد على حسب ذكرياتها معناته جدته محرم له وجدته من الرضاعه ويعاملها شرعا بمثل معاملته لجدته الحقيقيه فما كان له اي داعي انها تبعد غامد عنها


ارجوان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-06-23, 04:07 PM   #697

Aurora

كاتبة ومصممة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضو في فريق مصممي روايتي وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية Aurora

? العضوٌ??? » 346573
?  التسِجيلٌ » Jun 2015
? مشَارَ?اتْي » 6,779
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Aurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
وأكتبلك من حروفي شعر ..وأغزلك نجوم السما ..وأهديك من عمري عمر ...
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ارجوان مشاهدة المشاركة
مساء الخير

ابي اعقب على نقطه وحده وبعدين ارجع ارد على الباقي

اميره ارضعت الغامد على حسب ذكرياتها معناته جدته محرم له وجدته من الرضاعه ويعاملها شرعا بمثل معاملته لجدته الحقيقيه فما كان له اي داعي انها تبعد غامد عنها
لا يا حبيبتي ما تصير دورت بنفسي وسألت كثييييير
ما رح تحل له ابدًا حتى بالرضاعة


Aurora غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-06-23, 04:23 PM   #698

Aurora

كاتبة ومصممة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضو في فريق مصممي روايتي وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية Aurora

? العضوٌ??? » 346573
?  التسِجيلٌ » Jun 2015
? مشَارَ?اتْي » 6,779
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Aurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
وأكتبلك من حروفي شعر ..وأغزلك نجوم السما ..وأهديك من عمري عمر ...
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة najla1982 مشاهدة المشاركة
فعلا صدمة الرواية ريم ....يا لطيف على الغدر و الطعن في الظهر من اقرب الاقربين ...سلمت يداك و دمتي مبدعة في انتظار ردة فعل رداد و ان شاء الله دايما مفرحتنا كل يومين بفصل جديد
فعلًا طعنه الاقراب صعععبه

الله يجيرنا منها

الله ييسلمك وشكرًا لمرورك

يا رب دعواتكم عاد الفصل هذا استنزف طاقتي
صارت صفر


Aurora غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-06-23, 04:31 PM   #699

عمر الغياب
alkap ~
 
الصورة الرمزية عمر الغياب

? العضوٌ??? » 312449
?  التسِجيلٌ » Feb 2014
? مشَارَ?اتْي » 820
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » عمر الغياب has a reputation beyond reputeعمر الغياب has a reputation beyond reputeعمر الغياب has a reputation beyond reputeعمر الغياب has a reputation beyond reputeعمر الغياب has a reputation beyond reputeعمر الغياب has a reputation beyond reputeعمر الغياب has a reputation beyond reputeعمر الغياب has a reputation beyond reputeعمر الغياب has a reputation beyond reputeعمر الغياب has a reputation beyond reputeعمر الغياب has a reputation beyond repute
افتراضي

كمية الجمال تبارك الرحمنْ
اسلوب سلس وسهل وقريب للقلبْ ..

"هُناك الكثير مِن القِصص خلفَ النوافِذ"
وكان فصل اليوم مليئ بالشجن وحب ذات وقسوة القلب
ابدعتِ في مشاهد كثيرة الله عليكِ ارورا

ونهاية الفصل
ما اقول غير الله يعين قلبك يا فنار
مشكلتها كانت تحارب راداد عصيبته و حنيتّه غالبة ..

ليتها اخبرته قبل أن يقع الفأس بالرأس.


عمر الغياب غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 19-06-23, 04:43 PM   #700

Aurora

كاتبة ومصممة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضو في فريق مصممي روايتي وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية Aurora

? العضوٌ??? » 346573
?  التسِجيلٌ » Jun 2015
? مشَارَ?اتْي » 6,779
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Aurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
وأكتبلك من حروفي شعر ..وأغزلك نجوم السما ..وأهديك من عمري عمر ...
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ارجوان مشاهدة المشاركة
مساء الخير

ابي اعقب على نقطه وحده وبعدين ارجع ارد على الباقي

اميره ارضعت الغامد على حسب ذكرياتها معناته جدته محرم له وجدته من الرضاعه ويعاملها شرعا بمثل معاملته لجدته الحقيقيه فما كان له اي داعي انها تبعد غامد عنها

خلاص يا جوجو انتِ الصح ياقلبي ببحث بفتوى بن باز واتأكد
مع انه بحثت كثير من قبل لا ابدا الروايه
وطول بحثي اشوف انه ما تحل له
وانا اقول بنفس يا رب تطلع جدته يا رب تطلع جدته بالرضاعه

على العموم رح احلها بشكل ما


Aurora غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:22 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.