آخر 10 مشاركات
للحب, الشرف والخيانة (101) للكاتبة: Jennie Lucas *كاملة* (الكاتـب : سما مصر - )           »          رواية بقلمي.. رواية يتيم الفؤاد.. (الكاتـب : الكاتبة هبة - )           »          59 - هل تخطئ الانامل - فيولييت وينسبير - ع.ق (تصوير جديد) (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          نوعاً ما، يبدو! (2) .. سلسلة حكايا في سطور *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : eman nassar - )           »          8-لا يا قلب- راشيل ليندساى -كنوز أحلام (حصرياً) (الكاتـب : Just Faith - )           »          أغدا ألقاك ؟ (1) *مميزة ومكتملة* .. سلسلة بين قلبي و عقلي (الكاتـب : نغم - )           »          جاكوب.. مولي (117) للكاتبة:Kate Hewitt(الجزء 8 من سلسلة دماء سيئة)*كاملة عيدية العيد* (الكاتـب : Gege86 - )           »          Buchanan - Renard series - book 8 - Sizzle by Julie Garwood (الكاتـب : Dalyia - )           »          أَعِدْ إليّ بسمتي (الكاتـب : نهى_الجنحاني - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

Like Tree399Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-05-24, 02:37 PM   #71

تثريب
 
الصورة الرمزية تثريب

? العضوٌ??? » 495981
?  التسِجيلٌ » Dec 2021
? مشَارَ?اتْي » 612
? دولتي » دولتي United Arab Emirates
?  نُقآطِيْ » تثريب is on a distinguished road
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ارجوان مشاهدة المشاركة
اسماعيل سربوت وصخ مقرف ليت ناصر مردغه وتف في وجهه المروح
فاخر الفاجر ذا حط ناصر في راسه وبيسحبه للي يبي باي وسيله كانت واسرع وسيله عند الفجار العرض قناعتي في تصاعد ان بنت الحديقه هي نوف كونها بنت رياضيه ومحترفه دفاع عن النفس ماجاء عبث العلم سلاح واي علم يفتح للانسان فيه معناته بيجيله يوم ويحتاج هالعلم وبشده وبعيد عن الروايه يابنات تعلمو مهارات بقد ماتقدرون لان المهاره قيمه مضافه لذاتك تعزز ثقتك بنفسك ترفع مستواك العلمي والعملي تخليك انسانه تعطي وتبذل اكثر مما تاخذ البذل قيمه رفيعه مايقدر عليها اي احد

نرجع لنجود كفو ثم كفو وشكل راشد يستاهلها ياحلوها طلعت له محتشمه لحد ماوافقت هي عليه ثم جته بكامل طلتها اسلوب راقي وجميل الصراحه لانها اصغر من نوف ونعيمه الي توقعت انهم في بداية العشرينات توقعت تكون يادوبها بزره في الثانوي وماهي يم الزواج خليتيني اضن ان اهلها من قوم استرو البنت بالزواج والدراسه لاحقه عليها والا عمرها لا لحقت تصفيقه قويه لنجود وعديني او فانزها
يا مرحبا أرجوان.. 3>

ضحكت علي بداية الرد هههههه لا واضح القهر من إسماعيل.. يمكن صدق كان يحتاج كم كف من ناصر بس شكله استهدى بالله اليوم p;

فاخر; بالفعل، على قولتج.. ما اعتقد "من وجهة نظر قارئ" إنه بيستسلم بدون لا يسحبه سحب للهاوية.. إلا إذا كان ناصر ذكي وقدر يطلع نفسه منهم

بخصوص نظرية نوف وبنت الحديقة; أولًا أنا وااايد مستانسة إنج تتذكرين الحدث وتحاولين تربطينه بالأحداث
بصراحة عندج وجهة نظر وعندج أسباب مقنعة.. لكن السؤال الأساسي.. ناصر اللي يخاف على خواته من الهوا كيف بيخليها تتم بروحها في مكان مثل هذا؟ وفي وقت متأخر بعد مثل هذا

واتفق معاج في ما تبقى من الكلام، لازم البنت تتعلّم لها حرفة ومهارة تعينها على وقتها وحياتها

نجود; للحين شخصية مبهمة، لكن تصرفها قوي وجريء
بصراحة أنا ماحب احط الأعمار، افضل إن القارئ يخمن بنفسه من تكوين الشخصية
لكن نجود بتكون حول 19-20 سنة


اشكر لج هالرد المجزي.. والممتع بصراحة
وننتظر تواجدج دائمًا 3>

ارجوان likes this.

تثريب غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 20-05-24, 02:41 PM   #72

تثريب
 
الصورة الرمزية تثريب

? العضوٌ??? » 495981
?  التسِجيلٌ » Dec 2021
? مشَارَ?اتْي » 612
? دولتي » دولتي United Arab Emirates
?  نُقآطِيْ » تثريب is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ***دهن العود*** مشاهدة المشاركة
كيف بيتصرف ناصر ؟
يارب مايستسلم لهذه العصابة الله يمحيهم من الدنيا
يخوف والله
انا اقرا واحس ارتعبت كأنه في دوامه
اصحاب السوء والشر شياطين وعفاريت الانس باختلاف اهدافهم تلقينهم يخلون الواحد عايش بنفس الدوامة بس باذن الله رب العالمين فوقهم
ناصر المفروض من البداية يبلغ
ماينتظر
اذا كان ابوه عايش بنقول خايف على ابوه
بس الحين ماشي
هل نوف وصفية بيدخلون بالاحداث
هل العنوان من ناصر لنوف لا تتركيني للاوزار
او من ناصر لمها ؟
نزلي الاجزاء بسرعة تحرقصنا ونحاتيهم
لازم تطمنينا عليهم

مرحبا يا دهن العود.... سؤال حقيقي، ومصيري.. كيف بيتصرف ناصر؟
يعوّر القلب صح؟ وأنا اكتب المواقف قلبي يتقطع عليه
مؤلم إن الظروف تكسر، وتذل هامة وظهر قوي.. مثل ناصر

ماتذكرين كلام فاخر لناصر؟ إذا بلّغ بيمد ايدينه على كل اللي يعزهم ناصر
وعلى قولتج هذا شياطين الإنس ما يوقفهم شي وصعب عليه يحمي كل هالناس
يمكن هذا الرادع الوحيد، ويمكن لأن بالفعل ما عنده أي دليل عليهم

بخصوص "لا تتركيني للأوزار"
أنا معجبة بتخمينج إذا هي من ناصر لنوف، والا لمها
شو اللي بيخليه يقولها؟ شو بيسوي ناصر.. لدرجة إنه يطلب، أو يرجو إنهم ما يتركونه لكل هالأوزار

صدقيني أنا متحمسة أكثر منكم
واتريا مرور الأحداث هذي، الله يعين بس (:


تثريب غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 20-05-24, 02:42 PM   #73

تثريب
 
الصورة الرمزية تثريب

? العضوٌ??? » 495981
?  التسِجيلٌ » Dec 2021
? مشَارَ?اتْي » 612
? دولتي » دولتي United Arab Emirates
?  نُقآطِيْ » تثريب is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فتاة طيبة مشاهدة المشاركة
ياهلا والله تثريب يالله حيها انا سرت من فانزاتك من وطايا الخيل جدا كانت عاجبتني والاجمل انك ماكررت نفسك هنا اسلوب وحبكة وقصة مختلفة تماما صراحة شدتني جدا على القوة يالغالية
أهلين وسهليين فتاة طيبة، وين هالغيبة اشتقنا لج؟
اتمنى ما تغيبين هالمرة بعد مثل غيابج الفائت ترانا نسج الحضور والغياب "مزحة" p;

شكرًا يا حبيبتي على الاطراء
الله يقويج ونترقب حضورج الدائم 3>


تثريب غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 20-05-24, 02:55 PM   #74

تالا الاموره

? العضوٌ??? » 320247
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,233
?  نُقآطِيْ » تالا الاموره has a reputation beyond reputeتالا الاموره has a reputation beyond reputeتالا الاموره has a reputation beyond reputeتالا الاموره has a reputation beyond reputeتالا الاموره has a reputation beyond reputeتالا الاموره has a reputation beyond reputeتالا الاموره has a reputation beyond reputeتالا الاموره has a reputation beyond reputeتالا الاموره has a reputation beyond reputeتالا الاموره has a reputation beyond reputeتالا الاموره has a reputation beyond repute
افتراضي

سلمت أناملك على الفصل الجميل

ياربي فاخر شايب ابليس قهرني جدا، واثق جدا من انضمام ناصر
واضح بي ذ معاه اساليبهم القذرة حتى يخضعه

ناصر أتمنى يلقى حل بسرعة، ليش مايسجل كلامهم؟؟ ويكون دليل عليهم

تثريب likes this.

تالا الاموره غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-05-24, 04:18 PM   #75

اومارو

? العضوٌ??? » 351865
?  التسِجيلٌ » Aug 2015
? مشَارَ?اتْي » 112
?  نُقآطِيْ » اومارو is on a distinguished road
افتراضي

كل الشكر لكي كاتبتنا تثريب متميزه بطرحك واستمرارك
اصحاب الفكر الضال في كل زمان ومكان وقت وصلو الىضالتهم بالتهديد والترهيب
متابعه معك الى النهاية

تثريب likes this.

اومارو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-05-24, 10:24 PM   #76

تثريب
 
الصورة الرمزية تثريب

? العضوٌ??? » 495981
?  التسِجيلٌ » Dec 2021
? مشَارَ?اتْي » 612
? دولتي » دولتي United Arab Emirates
?  نُقآطِيْ » تثريب is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تالا الاموره مشاهدة المشاركة
سلمت أناملك على الفصل الجميل

ياربي فاخر شايب ابليس قهرني جدا، واثق جدا من انضمام ناصر
واضح بي ذ معاه اساليبهم القذرة حتى يخضعه

ناصر أتمنى يلقى حل بسرعة، ليش مايسجل كلامهم؟؟ ويكون دليل عليهم
مرحبا يا تالا عزيزتي كيف الحال؟
الله يسلمج يارب
ثقة فاخر بالموضوع غريبة جدًا.. لكن ما اعتقد انها يت عبث.. والا شو رايج؟
ليش ناصر ما يسجل كلامهم.. اممم.. اقري مقدمة الجزء القادم!


تثريب غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 22-05-24, 10:25 PM   #77

تثريب
 
الصورة الرمزية تثريب

? العضوٌ??? » 495981
?  التسِجيلٌ » Dec 2021
? مشَارَ?اتْي » 612
? دولتي » دولتي United Arab Emirates
?  نُقآطِيْ » تثريب is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اومارو مشاهدة المشاركة
كل الشكر لكي كاتبتنا تثريب متميزه بطرحك واستمرارك
اصحاب الفكر الضال في كل زمان ومكان وقت وصلو الىضالتهم بالتهديد والترهيب
متابعه معك الى النهاية

مرحبا أومارو عزيزتي
العفو يا حبيبتي شكرًا لكم أنتوا تواجدكم المثري واللي يزيد الرواية جمال
بالفعل أصحاب الفكر الضال بشتى فروعهم وأنواعهم موجودين في كل زمان ومكان، وعلينا محاربتهم ما حيينا.. الله المستعان بس

شكرًا لج.. دائمًا معي وأنا دائمًا معاكم
بإذن الله

اومارو likes this.

تثريب غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 22-05-24, 10:26 PM   #78

تثريب
 
الصورة الرمزية تثريب

? العضوٌ??? » 495981
?  التسِجيلٌ » Dec 2021
? مشَارَ?اتْي » 612
? دولتي » دولتي United Arab Emirates
?  نُقآطِيْ » تثريب is on a distinguished road
افتراضي

.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شحالكم؟ عساكم بخير

كان في تساؤل يتكرر بعد الجزء الأخير، ألا وهو "ليش ما يشتكي ناصر؟ وليش ما يبلّغ؟"


ما بدّعي الخبرة في هالمجال، لكن من بحثي البسيط، اكتشفت إن التبليغ وخصوصًا في قضايا ضخمة مثل هذي يحتاج ادلة كبيرة وقاطعة.. والادلة اللي تؤخذ بشكل غير قانوني مثل التسجيلات الصوتية بالسر، لا يُعتد بها في المحكمة

ما تسمعون مرات في الافلام والوثائقيات عن ناس معروفين بالفساد، لكنهم أحرار طلقاء لأن محد قادر يمسك عليهم دليل؟

قضيّتنا هالمرة بنفس الفكرة.. إذا بلّغ عنهم ناصر بيكون هو الخسران الوحيد
وخصوصًا إذا ايدينهم امتدّت على أحبابه، أهله، وخطيبته، والأيتام، واصدقائه وغيرهم.. وطبعًا هالناس ما تعرف الله ولا تخافه

ما بنستبق الأحداث، للحين مب واضح تصرّفه شو بيكون، لكن هذا ردّي على التساؤلات


،


الوزر السابـع



رفعت طرف فستانها المنزلي بيد، والأخرى تحمل كوب القهوة المحضّر في غرفتها، ونزلت على الدرج بكامل نعومتها تتبختر.. لم يدري الرائي أهي الطاووس، أم أنها ملهمته؟
اختارت اليوم فستانًا أصفرًا.. يناسب إشراقة مزاجها.. فهي تشعر بالسعادة بلا سبب بيّن.. ولكنها اختارت أن تمدّ كل ما حولها بهذا الشعور.. حتى أنها حلّت قهوتها على غير العادة.. امتدادًا من حلاوة هذا الصباح
قالت بصوت مبتهج: صبااحو

ردت والدتها باستنكار: صباحو! زين إنتس قمتي ياللي ما بوجهك سحى.. وش هاللي سويتيه أمس؟

قالت: وش سويت؟

أم ناصر: وشلون طالعة للرجال بنقابتس، ثم تفسخينه وترجعين بدونه
من كيفتس؟ اعنبوتس أنتي ما وراتس أهل تشاورينهم؟

جلست نجود باعتراض: يوووه يمه.. وش سويت عاد؟ ما غلطت ولا تعديت على حدود ربي

أم ناصر: وحدود أهلتس ما فكرتي فيها؟ يوم إنتس رحتي لا ترجعين
راجعة له تتبوسمين يعني إني موافقة عليك.. وش هالحركات بالله؟ "ثم التفتت على ناعمة" انهبلن هالبني كل وحدة منهن تسوي اللي براسها ولا تحسب حساب أحد

نجود باعتراض: طيب وش فيها؟ وأنا كل من جاني يخطب أوريه وجهي؟ لا طبعًا، كان لازم اتأكد إنه يستاهل

أم ناصر: لو إنه ما يستاهل كان ما عطاه أبوتس حق النظرة هذي.. الله يصلحتس
وش بيقول عنتس الرجال؟ قوية عين من أولها

نجود: لو عقله كبير ما بيقولها.. وإذا عقله صغير ويتحسس، ما يلزمني.. "حركت كتفها" هو الخسران

دفعت أم ناصر ابنتها ناعمة بخفة: وأنتي ليه ساكتة.. كلمي أختتس.. عقليها

ناعمة التي غصّت بلقمتها: يمه بنتك هذي من يقدر عليها.. لسانها وش طوله، إن قلت لها كلمة أكلتني بقشوري

حرّكت نجود شعرها بغرور مصطنع: ايه طيب.. زين إنك تهابينني

ناعمة: يا ثقل طينتك.. ما أقول إلا الله يعين راشد عليك

ضحكت نجود: ههههههههه طيب اعطيني العلم عنه وش؟

ناعمة: ماعرفه كثير.. لكن ما شفت منه إلا كل خير ولا سمعتهم يذمونه في يوم

نجود: طيب يطلع كثير؟ يروح يدج؟ والا قاعد علتن على تسبد أهله؟

ناعمة: وش دراني عنه أنا عايشة في بيت ثاني، وإذا زرتهم يطلع ولا يرجع إلا لا رجعت بيتي.. لكن الظاهر إنه طيب وأهله يحبونه

أم ناصر: الحمدلله.. تزوجي اللي يبكون عليه، ولا تتزوجين اللي يفرحون بزواجه

ناعمة: هههههههههه ليه يمه؟

أم ناصر: ايه وأنا صادقة، اللي يبكون عليه، من طيبه يخافون لا تغيره مرته، أما اللي يفرحون بزواجه هذا اقشر ويبون الفكة منه.. متعشمين في هالمسيكينة تغيره وتصلحه

ناعمة: ههههههههه والله إنك صادقة يمه

نجود: الله عليك يا أم ناصر وش هالحكم الصباحية.. لازم اسجلهن عندي كود إني أقدر أهايط قدام زوج المستقبل بكم حكمة

ناعمة بتعجب من خنوعها، ولا عجب من جرأتها: لا واضح إنه جاز لك مرة

نجود: افضل من جاني للحين.. لكن ما تدرين.. نشوف يوصل للتصفيات النهائية والا لا

رمتها ناعمة بالوسادة بمقت: يا شينك يالمغرورة




.
،




مساءً.. في الإمارات

خرج من المسجد وبدأ بالمشي بدون تخطيط ولا هدف.. ينظر إلى الشوارع بصمت
ضجيج الناس، ازدحام السيارات.. يتخيل همومهم، ويتذكّر همومه الماضية التي كانت تشبههم
وكيف كان يقضي كثيرًا من وقته غاضبًا من أمور، تافهةٌ الآن بعينه
ما كل تلكَ الهموم أمام هذا الهم؟
وما كل تلكَ الأوزار، أمام هذا الوزر؟

لقد ذبلت نفسه فأين الارتواء؟
لقد استنفد كل الخطط، وكل الحلول.. وخرج خالي الوفاض
كل الخطط والحلول فاشلة

لم يجد شيئًا ينقذه.. صحيح بأنه متوكّل على الله تمام التوكّل، ويبحث عن الأسباب.. ولكنه لم يجد شيئًا
الأرض جدباء، وما من ماءٍ يروي العطش

لا يُنكر بأنه فكّر حتى بالتضحية بشقيقاته لأجل الوطن، ولكنّه تراجع عن الفكرة مباشرة
زواج شقيقاته من الخونة مستحيل.. لسبب أساسي.. [ أنهم خونة ] !
كلماتهم كاذبة
وعودهم محتالة
أوزارهم كثيرة
وحسناتهم لا تذكر

فإن كان سيضحّي بتضحية كهذه، على الاقل عليه أن يجدَ ضمانًا عليها

تنهّد بهمٍّ.. لم ينقص منه مكيال شعرة.. منذ ذاك اليوم
تنهّد وقرّر العودة إلى المنزل.. فإن عليه دينًا لم يقضِه بعد


،


كانت تتعشى مع أختها وهي سارحةٌ في عالمٍ آخر
ملامحه المُرهقة لم تفُتها، خسارته الهائلة لوزنه في فترة قياسية، والتي أخبرتها بأنه لا يأكل أبدًا، أيضًا لم تفُتها
نظرة الحزن في عينيه، والحشرجة في صوته
غضبه ذاك اليوم غير طبيعي أبدًا.. كل شيء فيه لا يمتُّ للطبيعية بصلة
ولكنّها تحاول كتم فضولها.. خجلًا من التطفّل عليه
فعلى الرغم فارق السنِّ البسيط ما بينهما، إلا أن لناصر عندها، هيبة عظيمة، وتوقير شديد، بناهما بنفسه.. بشخصيته وتحمله للمسؤولية في سن صغير

سمعت صراخ التي بجانبها: نوووووف

فزّت نوف: بسم الله.. شو فيج زيّغتيني (خوفتيني)

صفية: اكلمج ياخي "مدت هاتفها مرة أخرى" شو رايج بهالميكب؟ أبا اجدد اللي عندي كله.. تحسينه بيناسبني؟ والا أسير المحل اجرب؟

نوف: جربي في المحل أحسن

صفية: اففف ما احب اسير عند هالحريم.. حشرة! (مزعجين)
ليه شكلك هيييك؟؟ امج من وين؟.. ومادري شو.. لقافة مب طبيعية.. اكرههم

نوف: بالغتي.. تراها مسكينة تسوي شغلها.. تتأكد جمالج اصلي والا لا.. عشان تعطيج المناسب

صفية: لا بس هم يمصخونها واايد.. يتليقفون على كل شي بشكل مقزز

نوف: لأنج شوي مختلفة.. مختلفة لكن جميلة ماشاءالله عليج
بياض وشقار وعيون زرق.. شو بعد تبين زيادة؟
الله يبارك لج ماشاءالله البنات يسيرون الصوالين يصبغون ويلبسون عدسات.. أنتي عندج كل شي جاهز وتتدلعين مب عايبنج شي

صفية بغيظ شديد: لأنه منها.. أنا مابغي اشبهها.. عشان جي اكره عمري اكره شكلي اكره كل شي

نوف: شو عليج منها انتي؟ خلاص الله عطاج هالنعم احمدي ربج واستمتعي بها
مب لازم تعقدينها وتفكرين من وين وكيف وليش

صفية قامت بزعل: مستحيل تحسين فيني.. مستحيل

نوف: يا الله صفوي.. تعالي.. صح ما بحس فيج لأني ما جربت بس صدق أنا أبغيج تحبين شكلج ونفسج مثل ما أنتي

صفية: مستحيل أحب نفسي طول ما إني اشبهها

نوف: يعني شو؟ بتسوين عملية تجميل عشان تغيرين ويهج؟

صفية بصراخ وهي تبتعد: هيه بسوي عملية تجميل حتى أنتي ما بتعرفيني

ابتسمت نوف على ردة فعلها المبالغ فيها، ولكنها عادتها.. دعتها وشأنها الآن
وستعود إليها لاحقًا

سمعت صوت الباب، وانشرح وجهها ما أن رأته
سمعت سلامه الذابل، فردّت: وعليكم السلام.. هلا ناصر.. تعال تعشى

ناصر: مب مشتهي شي

نوف: انزين تعال ايلس وياي بس.. لا تاكل

اقترب وهو يقبّل رأسها: أول ما بيلس بتحايليني عشان آكل.. حافظنها حركاتج

ابتسمت وهي تشعر بشفتيه مستقرّة على رأسها، ولم يبتعد أبدًا
قالت: من كل له حيلة فليحتال، ما دامت هذه حيلتي الوحيدة أمامك ساستخدمها إلى أن تنتهي صلاحيتها

قبّل رأسها مرة أخرى وقال بصوت منخفض: آسف.. سامحيني

لفّت وجهها إليه وقالت بصدق: على شو؟

ناصر: صرخت عليج بدون سبب

نوف بزجر طفيف: عمرك لا تعتذر مني.. عمرك! سمعت؟ أنت ما تعرف بغلاك

ناصر: مب الأولى ما استغل هالغلا؟

نوف: خلني اكمل.. والافضال.. ما اقدر اعدها.. فضلك علي كبير.. وجمايلك وايدة
تحملت مسؤوليتي وأنت صغير، وربّيتني ويا أبوي ما قلت أنا صغير وبلعب.. لا والله كنت ريّال قد المسؤولية
كنت سند وعضد، وظهر
أنت يمكن ما تعرف بقدرك عندي.. لكنك أغلى إنسان بالنسبة لي
أكيد بتحمل صريخك علي سواء كان بسبب وبدون سبب

نظر إليها بامتنان، وحبٍّ أخوي طاهر
هو أيضًا يبادلها نفس الشعور.. كان يودُّ البوح.. لطالما كنتِ يا نوف بلسمًا للجروح.. نسمة عليلة.. إن مرت، سرّت وما ضرت
كفٌّ أنثوي دافئ، ممتد وسط برودة المنزل، وذكوريّته
زفر بتعب وجلس بجانبها: بعد.. آسف.. اعذريني

نوف بعيون دامعة: عمري ما بزعل منك
مستحيل ازعل منك والله.. مستحيل.. لا تفكر جي

استراح على ظهر الكرسي وهو يقول، وكأنه سارح في عالم آخر: لا تصيحين.. بس اعذريني.. ومب بس اليوم.. دوم اعذريني

نوف: وعد وعهد علي اعذرك دوم يا ناصر.. دوم.. مهما سويت

ناصر: وادعي لي

لم تستطع المقاومة أكثر، تركت كل شيء وأحاطت رأسه بيديها تحتضنه: دعواتي ما تفارقك.. كل يومي ادعي لك.. والله إني ادعيلك دوم
تراني أحس بك.. لا تخاف.. الله بيفرجها عليك.. صدقني.. بيفرجها
ما ضاقت إلا لتفرج.. هذا وعد الله وترا ربي لا يخلف الميعاد


يتمنى لو يستطيع الاستسلام والبكاء مع بكائها.. فإن هذه الحنونة قد أثارت مشاعره بطريقة لا يستطيع تحمّلها
ولكنه صفع مشاعره وتمالك نفسه.. هو عمود المنزل.. إن انهار هو.. سينهار الجميع
قال بكلمات صادقة هو موقنٌ بها: يمكن ماشي فرج في هالدنيا.. في ناس تموت في كربتها


أبكاها.. بنبرته اليائسة.. والتي مزقت نياط قلبها
يا الله ماتت روحك يا ناصر.. يا الله.. ما اثقل الوجع في قلبك
سيطرت على بكائها بصعوبة، وقالت وهي تقبل رأسه: لكن الله موجود.. ولو نفرض إن ماشي فرج في الدنيا، ترا كل الحزن محسوب، والعوض في الجنة

ناصر: ما في شي مصبرنّا إلا إن الله موجود، وإنها فانية

نوف: لكن الله بيفرجها عليك.. في الدنيا قبل الآخرة.. بإذن الله

ناصر: إذا ربي راضي يا نوف ما نبالي بالدنيا.. بس نبغي رضاه.. ادعي لنا

نوف: بإذن الله.. أوثق بالله ووكله أمرك كله
عاجله وآجله.. ما علمت منه وما لم تعلم

ناصر: إن شاءالله

أردف بنبرة، أبعد ما تكون عن الصدق: ترا الموضوع سخيف يخص الدوام، بس تعرفين كيف يهمني شغلي يكون مثالي.. لا تحاتين وايد

نوف، بنبرة أشد كذبًا: أدري إنك كفو وما ينخاف عليك.. ما أحاتيك أبدًا
بس تدري بي أم دميعة وأصيح على اشياء سخيفة

ناصر، وهو يمسح دمعتها: يعل هالدموع ما تنزل على شي كبير.. أنا بسير ارقد
"ثم قال بمرح خافت" بس لاحظي تراج ما قدرتي تتحايلين علي اليوم

نوف: عندنا باجر.. والعمر كله إن الله أحيانا

ناصر ابتسم: تصبحين على خير يالغالية

نوف: وأنت من أهله



.
،



بعد يومين
صباح الريـاض


دخلت عليهم بصوتها المرح: السلام عليكم يا هلااا بالحلويين

ردوا عليها السلام بابتسامة وترحيب حار.. قبّلتها العنود: ارحبي يا زوجة أخوي الحلوة

رنا: يا هلا فيك يا قلبي.. كيفكم وش الاخبار؟ وش أخبار عروستنا؟

ابتسمت تلك بمجاملة: تمام كيفك أنتي؟

رنا: تمام.. وش فيك أنتي؟ وش هالحيا الجديد؟ ما اخبرك تستحين.. "قالت بمكر" والا عشانهم جوك من يومين يصلحون الكهرب قبل لا تذوبين؟

قالت بنفس الابتسامة المزيّفة: هههه لا وش دعوة.. موب عشاني بس
بيت خالته طبيعي جاي يفزع

رنا بغمزة: ايييه بيت خالته من زمان.. ماتذكره الا بعد ما خطبك؟

ضحكت المعنيّة بضحكة أخرى مزيفة: ههههه الله يقطع سوالفك يا رنو

نهضت رنا من مكانها: جاييتك أنا وسواليفي.. بروح أشوف خالتي اسلم عليها

هديل: طيب خذي راحتك

رنا بحواجب معقودة: بسم الله عليك وش هالأدب جاك فجأة.. لا لا أنتي يبي لك فحص وتمحيص.. جايتك أنا اصبري

وما أن اختفت عن ناظريهن.. حتى قالت العنود شقيقة هديل: وش هالترقيعات البايخة.. حتى الخبل يفهمها.. يالست العروس؟

هديل: انقلعي.. عروس فعينك أنتي وياها

ضحكت العنود: طيب هذا الصدق.. موب أنتي عروس؟

هديل: الله يقطع هالسيرة.. توترت.. ماعرفت وش أقول.. كنها زايدة سماجة رنا

العنود: إيه لأنها تحكي عن سعود.. والا هي صديقتك من أول وتحبين سماجتها

زفرت هديل بضيق: طيب وش أسوي؟.. سعود أخوي.. أدري إنه رجال لُئطة دين وخلق ومايتفوت على قولهم.. لكني مو بقادرة أشوفه أكثر عن كذا
تعبت وأنا أعيد هالكلام لكن ما فيه أحدن يسمع

العنود: يقولون لأنك كبرتي معه تشوفينه أخوك.. يمكن بعدين تتغير نظرتك له.. اصبري وش وراك؟ لا تستعجلين

هديل بقلق: هذاني صابرة.. وانتظر تبدل المشاعر السحري اللي بيصير
لكن أقول الله يستر لا تكشفنا رنا وتفضحنا عند الرجال

قالت العنود تمازحها: اسم الله عليك.. صايرة تخافين عليه؟

هديل: ايه طبيعي مو هو ولد خالتي؟ وحسبة أخوي؟
أكيد ما اتمنى له الأذى.. بس هذا ما يعني إني ميتة عليه

العنود: وأنتي وشلون بتغيرين نظرتك له وأنتي تعيدين نفس الاسطوانة.. اخوي واخوي.. كنه الله ما عطاك اخوان

هديل: طيب ماشوفه الا اخوي.. تبين اكذب على نفسي؟ والا اكذب قدامكم

العنود: الاثنين.. تخيليه زووجك وبيصير زوجك

هديل: اففف.. طيب اسمعي انا بنحاش لغرفتي قبل لا ترجع.. موب قادرة اتحمل ضغوطاتها
اذا جت قولي هجيل تدرس عندها اختبار للجامعة طيب؟

العنود: طيب.. نشوف آخرتها معك


- يتبع -


تثريب غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 22-05-24, 10:27 PM   #79

تثريب
 
الصورة الرمزية تثريب

? العضوٌ??? » 495981
?  التسِجيلٌ » Dec 2021
? مشَارَ?اتْي » 612
? دولتي » دولتي United Arab Emirates
?  نُقآطِيْ » تثريب is on a distinguished road
افتراضي

.
،




ليلة فرح!


استقام أمام المرآة، وهو يبخّر ثوبه السعودي.. وشماغه الأحمر الجديد.. ثم وضع المبخرة على المنضدة.. سامحًا لدخانها الطيّب أن يعم في الارجاء
عاد إلى مرآته، وتمهّل هذه المرة وهو يرفع شماغه ويضعه على رأسه، يحسّن نسفته ويرتّبها حتى حازت على رضاه
رتّب ياقة ثوبه الأبيض، ثم ثبّت الخاتم الفضي في بنصره.. وأغدق نفسه بالعطور.. ثم ابتسم لنفسه: كاااشخ والله يبو محمد

سمع صوتها: كنك انجنيت يبو محمد؟

ضحك وهو يسمعها: هههههههههههه الظاهر إني انجنيت.. بالله وش هالزين اللي ورثتيني اياه يا أم محمد

قالت الجدة بغرور: ايه.. الزين ما يورث إلا زينن يشبهه
وين رايح أنت بكل هالكشخة؟ لا يكونه زواجك وموب عازمني؟

سعود: ههههههههههه أخسى والله أعرس بدونتس يا تاج هالراس
"قبل رأسها" وبعدين العرس يبي له فلوووس.. قروووش
منين لي أعرس وأنتي مستحوذة على الميزانية كلها

الجدة: وأنا ماخذتهن بشتري لي عمارة؟ تراي أجمعهن لعرسك قبل لا تفسفسهن على الفاضي

سعود: هههههههههه جعل عمرك طويل يا هيلة بنت سعود
اليوم طال عمرتس عرس خويي محمد.. رجالن طيب كان معي في الدورة

الجدة: ايه الله يبارك لهم.. وعقبال اللي فيهم خير

سعود بمزح: طيب واللي ما فيهم خير؟

الجدة بحدة: جعل نسلهم ينقطع!

سعود: ههههههههههههه آمين
طيب أنا رايح الحين.. تأمريني بشي؟

الجدة: سلامتك ولا تبات برا

سعود: إن شاءالله.. لا تخافين.. معتس خدامة تقل حارس شخصي عن سبع رجال
ماحد يقدر يتعداها ويخطفتس

الجدة: واخزيااه بس.. من بيخطفني وأنا بهالعمر؟ الظاهر انك خرفت
رح لزواج خويك بس لا تتأخرعليهم

تهيء بطريقة عسكرية: حاضر سيدي


وغادر المنزل بسعادة بادية على وجهه.. لا يُنكر بأنه اشتاق لاصدقاء العسكرية شوقًا ليس بهيّنٍ أبدًا
رغم صعوبة الأيام في الدورة العسكرية وبُغضه لها، إلا أن علاقة العسكري، تجاه زميله الذي شاطره أصعب الأيام مختلفة تمامًا عن أي علاقة أخرى


وصل إلى حفل الزفاف.. وتعدّت على مسامحه دفوف الفرح وطبوله.. كانت الاضاءة الصفراء تزيّن القاعة بالكامل
تنعكس حتى على السجاد الأحمر الذي يغطي الأرض
نزل من السيارة فوجد صاحبيه في نقاش وجدال.. ضحك بحنين لهذا المنظر.. واقترب منهما

سمع صوت مشعل المبتهج: اررررحب حصيني

اقترب سعود يسلّم عليه، الخد بالخد: يا هلاا مرحبا يا أبو سعد كيف الحال؟ والله لكم وحشة

مشعل: طيب الله يحييك.. وش هالكشخة وهالزين.. الظاهر انك المعرس موب محمد

سعود بتواضع: يا شيييخ انت راعي الكشخة كلها.. وشلون الشباب عساكم طيبين

مشعل: الحمدلله عال العال

تركي: ايه حصيصة ومنيرة متى تخلصون من المجاملات هذي.. كاشخة وكشوخة

ضحك سعود واقترب يسلم عليه: هههههههههههه وشلونك أنت يالنذل.. للحين على نذالتك؟

مشعل: ظني إنها زادت

تركي: من فضل ربي.. ماركة أصلية ماتغيرها الأيام

سعود: ههههههههه يقطع إبليسك.. دخلتم عند العريس؟

تركي: ايه سلمنا عليه وطلعنا.. أشغلنا هالبزر موب عارف يضبط شماغه

التفت سعود على مشعل: ليه وش فيه؟ ورني أشوف

مشعل: زايد النشا.. طالع كني مدرس

ضحك سعود وهو يرى شماغه المستقيم: هههههههههههههه جبها خلني انفضها لك كود انها تلين شوي

مشعل: اييه تكفى تضبطني.. عاد الضباط كل أبوهم حاضرين.. الله يهديه ابو عبدالله ما ترك احد الا وعزمه

سعود: كفوو عليه الرجال يكرم عربانه

مشعل: يا شييخ.. ضبطني بس خلنا ندخل فطسنا من الحر

قهقه سعود وهو يعيد تضبيطها على رأسه.. إلى أن وجد طريقة مناسبة: خلاص اتركها كذا ولا تتحرك كثير

تركي: ندري إن فيك دودة لكن حاول تكبسها الحين لا تفضحنا عند الرياجيل.. بس ضبطك والله الحصيني

مشعل ابتعد متجهًا إلى أقرب سيارة ليشاهد انعكاسه: تقولها صادق.. ايه والله.. بيض الله وجهك.. يلا رحنا يا شباب


دخل الرجال الثلاثة إلى الحفل الصاخب.. حيث كانت القاعة ممتلئة بالرجال، يتوسطهم محمد ووالده ووالد زوجته وكبار عائلاتهم

و "المقهوين" يمرون على الجميع لاداء الضيافة اللازمة

استقبلهم صوت محمد ما أن وصلوا: ارررحب حصيني

قال سعود ببهجة: ارحب يالعريس.. مبروك.. منك المال ومنها العيال

محمد: الله يبارك فيك وعقبالك يارب

أخفض سعود صوته: آمين.. العلم وش؟ بشتك تأجير والا اقساط

ضحك محمد: هههههههههههههه لا وأنت الصادق هدية من الوالد.. خبرك البشوت غالية

سعود: ههههههههههههه الله يعين مرتك بس

التفت محمد على أحد الرجال الكبار بالقرب منه: هذا ابوي يبو محمد.. يبه هذا خويي من الدورة العسكرية.. سعود بن محمد الصاع

ابتسم له والد محمد وهو يسلم عليه: ونعم والله يا ولد الصاع.. كيف الحال يا غالي وشلون الاهل والوالد عساهم بخير

سعود: الوالد الله يرحمه، والاهل كلهم طيبين ولا عليهم خلاف

أبو محمد: الله يرحمه يارب ما مات من خلف رجال يا سعود.. محمد من رجع وهو يمدح فيك ويذكر مواقفك الطيبة

سعود: تسلم الله يرفع قدرك وقدره

وابتعد سعود عنه تاركًا المجال لغيره بالسلام، فإن طابور المهنئين طويل
ثم اقترب من محمد بعد مدة: عرضتكم تبيض الوجه ماشاءالله

ابتسم له محمد: داري بك تلمح؟؟ طيب رح ادخل معهم.. موب أنت اللي أبثرتنا وأنت تقول إنك شيخها ولعبتك
يالله ورنا اللعب

سعود: للحين على كلامي.. تدخل معي؟

محمد: لا يا رجال الدنيا زحمة.. ورجال.. وشلون اتركهم وأروح

سعود: ايه وش فيها الرياجيل مستمرين وبيجون وأهلك موجودين وما بيقصرون.. قوم أنت نعرض سوا تراها ليلتك يا عريس لا تفوّت لك فرح

امسكه محمد بيمناه وهو يتجه للمنتصف: ما نردك يا أبو محمد

استلَّ محمد أحد السيوف الخاصة بالعرضة، وسبقه سعود وهو يجهر بحماسه: طريق يا هل العوجا

ثم استلَّ سيفًا هو الآخر.. وهو يحرّك رجليه بسلاسة تماشي تحرّكات الفرقة الشعبية
وبدؤوا بالعرضة النجدية الأصيلة، بحركاتها الثقيلة الخفيفة، البطيئة المتموّجة، والمدروسة جيّدًا
كانت سيوفهم تلاعب الهواء وتداعبه بتناغم رائع مع اللحن

لا بكت نجد العذيّة تهل دموعنا
بالهنادي قاصرين شوارب قومها

ابتعد سعود خطوة فجأة، والتفَّ بمهارة تامّة هو وسيفه الأعوج يتمايل بيده.. كان يستعرض ابتسامته وبحماسٍ يكرر الكلمات التي يحفظها عن ظهر قلب

صعبتن أفعالنا لا بغاها غيرنا
وكلمة التوحيد حنا عمار سورها

كان يشعر بالنظرات عليه.. أثارته فطمع بالمزيد.. رفع سيفه عاليًا ثم اخفضه واستقر على كتفه من الخلف وهو يتحرّك بذات البطء، والتناغم
وكأنه يهدي كل هذه البراعة إلى صديقه العريس
الذي هز رأسه بإعجاب.. واقترب منه يمشي بمحاذاته.. يسايره في الخطوات، وحركات السيف التي رغم شدّتها إلا أنها كانت تحرّكاتٍ حذرة ولا تلمس شيئًا سوى الهواء





.
،





الإمارات العربية المتحدة
يوم الخميس - صباحًا


رفع كفّيه للسماء.. وردد بهمس مضطرب دعاء الاستخارة.. ثم سلّم عن اليمين والشمال
بقيَ في مكانه متورِّكًا، ناكسًا رأسه لبُرهةٍ من الزمن.. لا يفكر بشيء، ولكن الإحباط تملكه، وشفط كل قوته

دقائق مرّت إلى أن قرر بأن الجلوس هذا لن ينفعه أبدًا.. نهض وبدّل ملابسه لتوجّه إلى السيارة.. ووجهته الأولى

قاد مسافةً طويلة نسبيًّا.. إلى أن تبادى لعينيه سورٌ رملي على مد البصر، تعلوه حلقات شوكية أمنية، لمنع التسلل

قرأ الاسم في سرّه.. المعسكر الشرقي
حدّق باللوحة الحمراء المغروزة في الرمل "منطقة محظورة .. يمنع التصوير"

تأمل الكلمات وتهجئ الحروف في سرّه.. ثم ابتسم بمرارة.. فقد تكون هذه آخر مرة!

اقترب أكثر وفُتحت له البوابة مباشرةً.. فسيارته مألوفة بالنسبة للحراس.. ما أن تعدى البوابة حتى تهيئ له العسكري تحيةً عسكرية

ركن سيارته في المكان المعني، ونزل بتثاقل.. فلقد تهرّب منهم منذ أن قدّم طلبه المفاجئ
لم يجب على أي مكالمة، ولا رسالة
ويتوقع كمية الزجر والغضبة التي سيتلقاها بعد قليل

طرق الباب، وما أن سمع الإجابة حتى دخل وسلم بهدوء

المقدّم حمد: وعليكم السلام.. "بنبرة استهزاء" لا لااا طلعت بخير وتعرفنا.. أنا قلت أكيد الريال خرّف والا فقد الذاكرة
من البارحة وأنا اتصل بك وحارق تيلفونك ليش ما ترد؟
والله لو إني مب طالع برع بوظبي چان ييتك بيتكم وسحبتك من أذنك

ناصر: السموحة منك سيدي

المقدّم حمد: بالله عليك.. والسموحة مالتك هذي شسوي بها؟
"أردف بجدية وحدة" شو هالخبر اللي وصلني؟

ناصر: الخبر صحيح سيدي

ضرب طاولته وهو ينهض بغضب: العسكرية مافيها استقالة.. هذا مب مكتب بلدية والا مقاولات متى ما بغيت تطلع منه

ناصر: للظروف أحكام

المقدّم حمد بغضب: أي ظروف وأي خرابيط.. هالكلام تقوله لواحد غريب عنك.. مب لي أنا
إذا عندك شي تصارحني به وتتكلم مثل الرياييل.. أنا ربيتك تربية عسكرية.. تربية رجال.. مب تربية عصافير عشان تقوللي ظروف وخرابيط

ناصر بنبرة هادئة صادقة: ما قصرت وياي والله يشهد

قال المقدّم وهو يحاول تمالك نفسه: ترا صبري مب طويل وأنت أدرى به.. خبرني شو عندك؟ ليش تبغي تطلع؟

ناصر: الظروف سيدي

اقترب منه وهو يهزّه من كتفه بعنف: أنت تبا تذبحني هنيه والا شو سالفتك؟ أي ظروف؟ شو هالظروف اللي عندك؟

ناصر: موضوع خاص ماقدر اصرّح به

المقدّم: انزين يا ناصر.. لا تصرّح بشي.. بعطيك إجازة مفتوحة
ويوم تنحل ظروفك ارجع، وبنتحاسب وقتها

ناصر: ماقدر ارد.. أنا ابغي استقيل

زفر المقّدم بضيق: ردّينا على نفس الموضوع.. بتخبّرك (بسألك) مب أنا اللي تعدني مثل أخوك؟ تكلم وياي بصراحة
شو عندك؟ شو ظروفك؟

ناصر: ماقدر أقول شي.. أنا ابغي الاستقالة سيدي

عاد المقدّم إلى مكتبه وهو يردد بخفوت "تبغي الاستقالة يا ناصر.. تبغي الاستقالة" كان يرددها وهو يشعر بغيـ شديد.. نار في جوفه.. فقد كان يرى المستقبل في ناصر
كان يرى فيه رجل دولة.. رجلًا قياديًا بوزنٍ ثقيل.. وقد هيّأه لذلك.. استنزف تدريب ناصر دمه وطاقته.. والكثير من وقته
نسجوا أحلامهم سويةً.. هكذا سيفعل ناصر، وهكذا سيكون طحنون.. وحمد.. هو من يتوّجهم
هكذا كانت أحلامهم.. لم يصبروا على المر والحنظل إلا لأجل ذاك الحلم
فكيف يتركه بعد كل ذاك الجهد؟

جلس على الكرسي وهو يقول: وتدري إني اقدر اقيّدك وارفض الاستقالة.. استقالتك مرهونة بموافقتي أنا.. هذي عسكرية مب لعب يا ناصر وأنت تدري

ناصر: نعم إني أدري.. لكن السموحة منك بس إذا ما وقعت عليها أنا ما بداوم

قاطعه المقدّم: غيب عن دوامك وأنا بستدعيك، بحاكمك عسكريًا وبسجنك

قال ناصر، بنبرة ليس فيها أي تحدي، بقدر كونها نبرةً يائسة: عندي علم سيدي.. وأنا مستعد للعواقب.. بقضي محكوميتي وبنفصل منها

رفع المقدّم حاجبيه بصدمة: لهالدرجة عفتنا! مستعد إنك تنفصل من القطاع؟

أنكس ناصر رأسه: ما تنعافون سيدي.. بس الظروف..

استراح المقدّم على كرسيه وهو يفكّر لمدة طالت.. ثم قال: لك اللي تبغيه.. استقالتك مقبولة

كان ينتظر هذه الكلمة.. وبقدر تحرّقه لها.. إلا أنه تمنى لو أن رئيسه رفضها
تمنى لو أنه تجرأ عليه ووضع السلاح على رأسه وهدده إلى أن يعترف
تمنى لو أنه سجنه.. ودكَّ رأسه
تمنى وتمنى.. ولكن الأماني تبقى أماني

بقي في مكانه.. يتبادل النظر مع رئيسه.. عيونهما تحكي الكثير.. تحكي قصصًا وآلامًا وطموح، ذهبت في مهب الريح
ولكن الشفتين تكبّرت وآثرت الصمت

زفر فجأةً واقترب.. بأصابعَ مرتجفة، وضع أحلامه على الطاولة.. طموحاته، أمانيه، أيامه الصعبة، قطرات عرقه التي لم تجف بعد
ترك ثلاث نجومه، وشاراته العسكرية.. وهو يضرب الأرض برجله، ويده تدق طرف جبهته بـ"تاهية" للمرة الأخيرة
سامحًا لأنفاسه بالاضطراب.. سامحًا لتساؤلاته.. بالتحليق في سماء عقله "هل أنا مصيب؟ أما من مخرجٍ آخر؟ أهي النهاية؟ أأترك كل شيء هكذا وأرحل؟"

تساؤلات، بل جلدات قاسية على قلبه.. تزيد حدّتها ولا تنقص
ضجيج عقله لا يهدأ.. أصابعه تتفرقع من شدة البرودة.. برودة نفسية ضربت أوصاله، ليست برودة الطقس حوله

قال المقدّم حمد بيأس: والله إن اللي مثلك حرام يطلع.. حرام.. البلاد تحتاج أمثالك.. ظلمت نفسك يا ناصر

يودّ الاستسلام والصراخ "والله مب بيدي".. يود الخضوع والاسترسال "سيدي ساعدني".. ولكنّه ابتلع كل التوسّلات
وضع كفه على صدره، وكأنه بهذا الفعل، يثبّت ما خلف الضلوع.. وهو ينظر للا شيء أمامه
قال بتماسك مصطنع: البلاد هني سِيدي.. "رفع سبابته للسماء" محفوظة بالله ثم الحزام الياسي.. وعيالها الكِرام موجودين.. وكله خير بإذن الله

(**ملاحظة: الحزام الياسي نسبة إلى بني ياس، والتي ينحدر منها حكّام الإمارات الكِرام)


قال المقدّم باستهزاء: تقوللي سيدي، وأنت اللي تخلّيت عنها بنفسك؟

ناصر: ما يتخلى عنكم إلا أردى القوم سِيدي

المقدّم حمد: محشوم يا ناصر.. محشوم

حاول بلع الأشواك في حلقه، وما زالت عينه مسلّطة للأمام.. متهيء بطريقة عسكرية بحتة: السموحة منك سيدي

لم يستطع كتمان قهره أكثر.. ضرب الطاولة بكفه بصوت عالٍ: والله إن فيك عوق (بلاء).. وعوق كبير
"أردف بنبرة اشد غضبًا": في خاطري اشل السوط واجلدك به لين تعرف إن الله حق

لم يُجب ناصر.. بل استمر على نفس وضعه.. ينظر للا شيء.. وعينه لا ترمش
كان يشاركه نفس الأماني.. نعم.. أرجوك اجلدني.. الجلد بالسوط إلى أن يعترف جسمه وينطق، قبل لسانه، سيكون حلًّا رائعًا بالنسبة له
بل إن الجلدات هذه ستكون أحلى من العسل في فمه

تنهد رئيسه، وأردف بنبرة أكثر حنية: خبرنا.. بنساعدك.. حتى لو كنت غلطان
والله إن البلاد ما تلفظ عيالها.. انتوا خيرها.. انتوا ثروتها يا ناصر

لا زال يحاول بلعها.. قال ناصر يغصب حروفه: السموحة منك سيدي.. أنا استأذن
سامحنا على ما فات.. وسامحنا على القادم
"قال بنظرة صادقة، راجية": سامحني دخيلك.. سامحني

قالها وهو يتراجع بخطواته.. فتح الباب وهرب.. حرفيًّا هرب من المكتب.. مضى بتخبّط وهو يصطدم بكل ما حوله.. الطاولة، الباب، المرآة.. حتى العسكري في الممر
يريد الهروب من معلّمه.. ممّن أشرف على تكوينه العسكري
ممّن مرّغ جسمه على التراب كثيرًا.. ورسم خارطة الحروق على جسمه
من أذاقه الويل.. حتى يُصبح بهذه الصلابة
كما هو الآن

كان يمشي بخطوات واسعة يكفكف دموعه
جروحه تنزف.. كل ما فيه دامٍ.. وداخله يصرخ بصمت "راح الحلم.. راح المستقبل.. راح كل شيء.. يا الله كل شيء راح.. كل شيء"

توقّف خارج البوابة.. فاتحًا فاهه.. يحاول سحب الهواء إلى جوفه
اتكئ على ركبته بيديه.. حتى رجليه لم تعد تحملانه
جلس على الرصيف باختناق
يريد الانهيار.. ولكنه صعب.. صعبٌ جدًا
أغمض عيونه بقوة.. وهو يتوسّل لله.. يارب.. أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرًا منها.. يارب أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرًا منها.. دخيلك يا ربي
انقطعت السبل.. ولا لي باب ادقّه غير بابك.. لا تردني يا الله.. طلبتك.. لا تردني

كانت الرؤية أمامه ضبابية.. لا يستطيع النظر إلى شيء أمامه.. دموعه تحول ما بينه وبين النظر.. وكأن عيونه سماءٌ ملبّدة بالغيوم

انسلّت بعض الدميعات من عينه، مرورًا بخدّه الخشن، تغلغلت ما بين شعيرات لحيته.. مسحها بسرعة وهو يتمنى أن يُجهش بالبكاء
يتمنى لو يستطيع الصراخ على قدر ألمه
ولكن المنى هذا مُحال.. كحال بقية أمانيه لليوم

نهض.. يحاول تمالك نفسه، فهو لا يزال في مكان عمله.. أي أنه مكان مألوف جدًّا لشخصه الكريم
تحامل على ركبتيه وتوجّه إلى سيارته.. وما أن اغلق الباب حتى تزايدت شهقاته
لا يستطيع تمالك عينيه ودموعها.. تفجّرت الدموع من عينيه
كان يبكي وكأنه طفل تائه.. تنهّداته تعلو.. يا الله…... يا الله

محرجٌ هو من نفسه.. ولكنه لا يستطيع التوقّف.. فكيف يبكي كل هذا البكاء وهو ناصر؟

ولكن الرد جاء من نفسه، عليها: ناصر مات.. ناصر.. مات.. الله لا يرحمه "شهق بقهر وهو يضرب المقود" الله لا يرحمه

استمرَّ على حاله.. واستند على ظهر الكرسي لبرهةٍ من الزمن
ثم تنهد وعصر قلبه.. جفف كل دموعه.. وحرّك المقود ليذهب قاصدًا جهة عذاب أخرى
وما أن ركن سيّارته، حتى أنزل المرآة العلوية.. ليتأكد من طبيعية ملامحه.. وغلّفها بالبرود والهدوء

وسحب رجليه إلى داخل مركز رعاية الأيتام والقصّر، حيث كان يقضي كثيرًا من أوقات فراغه متطوّعًا.. ومسؤولًا بمنصب يليق به
حيث يعرفه الجميع، وبالتأكيد يحبّه الجميع.. من كبار الإدارة، إلى أصغر عامل
فضلًا لصفحته البيضاء، وخصاله الحميدة.. ويده الممتدة لرؤوس الأيتام

كان يمشي والجميع يحيّيه.. وما أن انتشر خبر تواجده.. حتى توافد الكل في الممر.. وهو يمشي بينهم

كانت جنازة، حرفيًّا.. يمشي في المنتصف وفي الأطراف يقف الجميع يمسحون دموعهم وحسرتهم على رحيله
المنظر بالضبط يبدو وكأنه مراسم تشييع.. لم يمانع، فإن الأمر يناسبه.. فهو يشعر بأنه بالفعل جثة قد فقدت أبسط أساسيات الحياة

دخل إلى مكتبٍ معيّن.. سلّم.. وواجه سيلًا من العتاب
يشبه عتاب رئيسه السابق، ولكنّه أحن وألطف.. خاليًا من جلافة العسكرية

قال مدير المركز: يا ناصر.. نحن نشتغل للآخرة يا ولدي.. لا تخلي الدنيا تسرقك من آخرتك
الرسول عليه الصلاة والسلام قال أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، كافل اليتيم الواحد، فما بالك باللي يجابل (يقابل) كل هاليتامى.. يعلمهم ويسعى في حاجاتهم ولا يرضى ياخذ فلس حَمَر؟

كان مرهقًا.. لا يريد الحديث.. ولكنه مجبر
قال: الله المستعان.. دعواتك يا بو خالد

بو خالد: لا حول ولا قوة الا بالله.. أدري إن حفل التوديع انتهى.. وإنك طلعت رسميًا لكن نحن أهلك
والمركز مكانك وبيتك الثاني.. أي وقت تبا ترد له بيكون مكانك محفوظ وموجود.. ولو ما بغيت ترد لكنك اشتقت لنا وحبيت تسلّم افتح الباب وادخل.. ترا المكان مكانك يا ولدي

ناصر: الله يعوضكم بمن فيه خير.. السموحة منك
أنا استأذن


وخرج بسرعة، حتى أمسك به عامل في المنشأة: بابا ناصر لا تروح.. والله حرام

كان يحاول كتم أنفاسه: خلاص يا رحيم.. الله وياك

مسح رحيم دمعة فلتت منك: بابا ليه؟ خليك معانا

ناصر: سامحني رحيم.. وضع يده في جيبه يبحث عن مبلغ يعطيه
ولكن رحيم ردها، وابتعد: ما يريد فلوس
شو فايدة فلوس ونفر زين يروح؟

ناصر: اتكل على الله.. استودعتكم الله


ركب سيارته.. جلس خلف المقود.. وهو يفكّر بآخر وجهاته اليوم
والأقسى على قلبه.. لا يعلم بعد كيف سيفعلها
لا يعلم من أين ستأتيه الشجاعة على البوح.. أم أنه سيكتم ويواري نيّته؟

مر بشارع معيّن.. وهو يقرأ اللوحات.. بقلبه لا بشفتيه.. فلقد حفظها عن ظهر قلب
لطالما مر من هنا ليطمئن قلبه، أو ليخفف لوعات الشوق
أو طيش مراهقته.. والذي تأخر جدًّا بالتلويح عليه

توقّف أمام المنزل وهو يتنفّس بانقطاع.. نزل بعد أن رن الجرس وخرج له رجل كبير في السن.. يهلّي ويرحّب به.. ولا يعلم بعد بالمصيبة التي أتى بها هو

جلس بعد أن شرب أول فنجان: السموحة منك عمي بو حارب.. ييتك في هالوقت

بو حارب: افا عليك بس يا ناصر.. البيت بيتك.. تيينا في أي وقت

ناصر: الله يسلمك.. ما بطوّل عليك يالغالي

بو حارب: خل عنك هالرمسة.. دامك ييتنا ما تطلع الا متغدي

سبقه ناصر بالقسم: لا والله إني ما اتغدى.. اعتبرني متغدي وأكرمتني.. والله إن اليلسة وياك هذي خير كرامة يالعم مالها داعي الكلافة

بو حارب بعتاب: ليش تحلف ولدي؟ مب زين عليك تمر بيتنا عقب هالقطاعة بدون غدا ولا عشا.. منقود

ناصر: السموحة منك مستعيل شوي.. وأنت كريم وخيرك سابق يالعم

بو حارب: ما عليه.. بنمشيها اليوم، ما نحنث حلفتك.. لكنك بتينا نوجبك يوم ثاني

ناصر: إن الله راد

صمت بو حارب.. ليسمح لناصر بالحديث.. والذي بات يسحب أنفاسه بصعوبة.. ثم قال وهو ينظر للأرض تحته
ناصر: والله مادري كيف افتح وياك هالموضوع.. مستحي والله

بو حارب: أنت نسيبي ومثل ولدي يا ناصر.. من زمان قلتلك.. نحن شارينك ولا اظن بنلقى واحد بكمالك والكامل الله.. لا نحن ولا بنيّتنا مها

لفظ بالاسم.. واحترق قلب ناصر.. للمرة الألف.. بل تزيد
كتم تنهداته.. كتم كل آلامه وهو يستمع إلى حديث والدها: مرة لا تستحي منا.. واللي تامر به إن الله قدرنا نعطيك اياه ونراعيك به


لم يكن ينقصه سوى هذا الكرم.. من هذا الكريم.. يظن بأن الأمر مقتصر على المال أو أمور الزفاف.. لا يعلم بحجم مصيبته
ابتلع غصّته وقال: يشهد الله إني ما شفت منكم إلا كل خير.. ويشهد الله إني لو ألف الدنيا بيت بيت ماظني بلقى أخيَر عنكم
لكن العوق والبلاء فينا مب فيكم.. "قال بغصة عظيمة" أنا يا عمي مضطر افچ (أفك) الخطبة.. وربي يوفق كريمتكم بمن هو أحسن وأكرم مني

اختفت ابتسامة الرجل الطيب أمامه.. وعلت حواجبه بصدمة.. كان ينظر إلى ناصر وكأنه ينتظر تكذيبًا.. أو ضحكة تنبؤ عن مزح.. ولو أن الأمر غير لائق حتى بالمزح

قال ناصر بصوت مخنوق: سامحني

بو حارب: شو هالكلام؟ من صدقك تتكلم والا تسوي ويانا سوالف؟

ناصر بأسف قبّل رأسه: السموحة منك.. سامحني

قال بنبرة غاضبة: الخطبة والعرس لعبة عندك، يوم إنك يايني فجأة تقول بفج خطبتي؟

ناصر: سامحني عمي

بو حارب برفض قاطع لكلامه: شو اللي سامحني.. ناصر شو هالكلام؟ شو ياك الله يهديك؟؟ في شي مستوي ونحن ما ندري؟ شايف شي على بنتنا؟

ناصر: لا والله وحلفتك بالله ما تعيدها.. والله إن ما عليها أي قاصر ولا شفنا منها الا كل خير
سامحني.. واطلب من كريمتك تسامحني.. إذا تقدر تسامحني.. وإذا ما تقدر تراها محلّلة ومعذورة
والله إني ما شفت منكم إلا كل خير.. لكن العوق فينا
السموحة منك عمي.. السموحة


قالها وهو يخرج متجاهلًا نداءات بو حارب.. وطلباته بأن يعود ويبرر موقفه.. كان يكرر.. "السموحة.. السموحة".. وهو يعلم بأن السماح محال
كيف يطلب أحدٌ السماح وهو يفك خطبته من ابنتهم بهذه الطريقة؟ وينسحب بدون أي مبرر ولا شفيع؟
كان يكرر "االسموحة" حتى وهو يعود إلى سيارته، التي لا يشاركه فيها أحد
وكأنه يطلب من نفسه، مسامحته على ما يفعله بها

لقد دمّر حياته رسميًّا.. لقد هدم كل ما بناه طيلة شبابه
ضرب رأسه بمقوَد السيارة.. يتمنى لو يستطيع كسر هذه الجمجمة.. يتمنى لو يستطيع كتم كل الأصوات بداخلها

العالم مرهق.. البقاء في هذا العالم.. مع كل المصائب التي تُثقل صدره صعب جدًّا
ما من مفر.. لقد فكر بحلول للفرار.. ولم يزد الطين إلا ابتلالًا
لم يغرق في الوحل إلا أكثر.. لم يجد منفذًا.. لم يجد أي مهرب.. الغرق في المستنقع نصيبه.. ومثواه الأخير

قاد سيارته.. وسمح لدموعه بالنزول هذه المرة بسلام
حدادًا على روحه التي قتلها صباح اليوم


- يتبع -


تثريب غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 22-05-24, 10:29 PM   #80

تثريب
 
الصورة الرمزية تثريب

? العضوٌ??? » 495981
?  التسِجيلٌ » Dec 2021
? مشَارَ?اتْي » 612
? دولتي » دولتي United Arab Emirates
?  نُقآطِيْ » تثريب is on a distinguished road
افتراضي

.
،




كانت تتمشى معها في محل المكياج النسائي، وهي تُزيح عنها أي مسوّقة تحاول اعتراض طريقها
صفية لا تحتاج إلى أي دفاع، فإن لسانها حاد، ولاذع.. يُجيد سمَّ البدن
ولكن الأمر هنا حسّاس.. فبالنسبة لصفية، كل شيء مرتبط بمظهرها وجيناتها، هو أمر شديد الحساسية.. ويجعل منها شخصًا مختلفًا، حساسًا ولا يطيق الكلمة

قالت: شكرًا يا أختي مب محتاجين مساعدة

قالت البائعة: طيب خليني أشوف لك البراند التاني.. اختك صايرة كأنها روسية مابيناسبها هالبراند.. بس تعي هاد منيح على لونك أنتي

زفرت نوف بملل: خلاص.. أختي شكرًا.. ما نحتاج مساعدة

رمت صفية السلة بضيق وهي تبتعد: خلاص مابغي شي.. عكروا مزاجي

نوف أعادت حمل السلة بيد، وسحبت صفية باليد الأخرى: تجاهليهم.. كم مرة أقولج لا تراوين الناس نقاط ضعفج؟ ترا بيستغلونها ضدج
حتى لو إنج ما تقدرين تعالجينها.. اقل شي لا تخلّين الناس تحس
ما استطاع أحد أذيّتي لو أبقيتُ عيوبي بيني وبين نفسي!

صفية بزعل: كل ما اخترت شي قالت ما يناسبج مبينة روسية.. شو أسوي يعني أسير روسيا اشتري مكياج؟

ضحكت نوف بخفة: ههههههه إذا تبين ماعندنا مانع بنكلم ناصر يودينا في الاجازة.. ما بيقصر

مدّت شفتيها بزعل: تتسخفين؟

نوف بمزح: ترا عيب.. أكبر منج أنا لا تنسين

التصقت بها صفية وقالت بصدق: أنتي ربيعتي.. مب أختي بس
ما يهمني كم عمرج أنتي ربيعتي وتوأمي

ابتسمت لها نوف وهي تمشي بالسلة تجاه المحاسب: تبين شي زيادة والا خلاص نحاسب؟

صفية: لا بس.. طفرت منهم
إذا بغيت شي بطلب أون لاين أريح

أومأت نوف: زين حبيبتي.. نخلص من هني وبنسير ناخذ عشا عشان ما نتأخر على البيت

صفية: لاااااا أبا اتعشى في مطعم.. من زمان ما سرنا مطعم

نوف بصدمة: من زمان يالظالمة! توج من يومين سايرة

صفية: أبغي بعد.. في خاطري

نوف: ما عندي مانع بس المشكلة ناصر ماعتقد تعشى
هالأيام شالة همه

صفية: انزين بناخذ له تيك أوي (طلب خارجي)

نوف: ما بيتعشى.. لازم نيلس وياه ونحايله

صفية باحتقان: تراه قريب الثلاثين مب بيبي!

نوف: سبحان من جمع فيه الأضداد
هو طفلي، وهو أبي، وأغلى الصحاب

صفية: انزين يالمتنبي.. خلاص بناخذ.. لأنج راضيتيني اليوم بتنازل

ابتسمت نوف: شطورة


أنهين حوائجهن.. ليتّجهن إلى المنزل.. بالطبع لم تخلو الرحلة من ثرثرات صفية، حنقها على الدراسة، النهوض مبكرًا، وزميلاتها والمعلّمات.. كل شيء تقريبًا
ومسايرة نوف لها، والتي غدت بارعةً فيها مؤخرًا
إلى أن وصلن المنزل.. ولم يجدن سيارة ناصر

قالت صفية: شفتي.. مب موجود.. خليتينا نرد من وقت على الفاضي

نوف: لا والله؟ ولو أخونا مب موجود يعني بنسترغد على كيفها (نسترغد=نصيع)

صفية: هيه طبعًا

نوف: يلسي احلمي.. أنا لج بالمرصاد.. تعالي ندخل داخل نرتب عشانا عشان نرقد
عندج دوام باجر

صفية: افففف الله ياخذه من دوام

نوف: استغفر الله.. مب زين ترا.. احمدي ربج على النعم غيرج يتمناها

صفية بملل: الحمدلله.. ماقلنا شي.. يلا نتعشى بموت يوع!




.
،




ضحـى الجمعـة

كانت جالسةً في أحد غرف المكتبة الضخمة، تقابل الحاسوب، وحولها عدد من الكتب
كلها عن الشعر الجاهلي
كانت منغمسة في العمل، لا تشعر بتعب ولا نصب.. وبمهارة فائقة كانت تبني مشروعها الأدبي.. حين وردها الاتصال
وكإنسانة تبغض المقاطعة، وضعت الهاتف على الصامت بدون أن تشاهد اسم المتصل
ولكنه استمر بالاتصال، واستمر الهاتف بالاهتزاز، مصدرًا ضجيجًا مزعجًا
عقدت حاجبيها وهي تأخذ الهاتف: الو

سمعت صوته: اطلعي

قالت باستغراب: بسم الله.. في شي مستوي؟

ناصر: لا.. بنطلع.. تعالي انتي

نوف باعتراض: انزين سيارتي!

ناصر: لا تحاتينها البلاد أمان.. يلا اطلعي اترياج (انتظرك)

لا تنكر بأنها استنكرت الأمر، ولكنها لم تستعجل
فلكل حادثٍ حديث بالطبع.. استجابت له بدون أي سؤال.. كعادتها
خرجت له بابتسامة، وركبت السيارة بسماحة وهي تسأل عن يومه، وكيف قضى ليلته الماضية

عقدت حاجبيها وهي تشاهده يقترب من مدرسة صفية، بل ويتعدى الأسوار ليركن فيها
سبقها بصيغة الأمر: ازقريها (ناديها)

نوف: شو السالفة ناصر بديت تخوّفني؟

ناصر: ازقريها يا نوف، بنتفاهم عقب

بقيَت تنظر إليه برهةً من الزمن.. ولكن نظراته لم تهدأ، ولم تتحرّك من مكانها
أي أنه مصرٌّ على أمره.. فانصاعت له نوف.. ونزلت للمدرسة


في أحد الصفوف

كانت تلك مستندة على طاولة الدراسة بكوعها وهي تشاهد المعلمة بملل شديد
من قوّته كانت تتخيل المدرّسة بوضعيّات مُحرجة ومضحكة.. أثارت ضحكها حتى تسلل من فمها صوت شخص يكتم ضحكه

قالت المعلمة: صفية صالح.. شو يضحكج؟ ضحكينا وياج

قالت صفية وهي تحاول تمالك ضحكتها: ماشي أبلة (أبلة تقال للمعلمة)

المعلمة وضعت كتابها على الطاولة: لا والله.. عيل ليش تضحكين تخبلتي؟

صفية وهي تعض شفتيها: أبلة ماشي بس تذكرت شي ضحكني

المعلمة: خبرينا شو اللي تذكرتيه.. بنضحك وياج ما ورانا شي

كادت تتحدث.. لو لا طرق الباب الذي قطع صوتها
التفت الجميع إليه.. كانت العاملة تنادي: صفية صالح.. بتروح البيت

هبّت صفية على حقيبتها تفتحها وتزجُّ فيها كل أغراضها

قالت المعلمة: يالله يالله لهالدرجة تبين الفكة منا؟

تهللّت أسارير صفية وحملت حقيبتها ثم اتجهت للمعلمة وقبّلتها على رأسها: لا محشومة أبلة

ابتسمت المعلمة بشكلٍ لا ارادي: بسم الله.. شو ياج؟ فيج شي؟

قهقهت صفية: أبدًا أبلة.. يللا اسفة اذا زعلتج ومع السلامة
ثم التفتت على زميلاتها: مع السلامة بنات.. سلموا على باقي الابلواات واعتذروا منهم أنا آآآسفة لكم كلكم لا تزعلون مني

المعلمة قهقهت وهي تراها: شكله عندهم عرس اليوم.. أشوف البنت مب طبيعية
الله يحفظج حبيبتي
وسلامج يوصل ومسامحينج كلنا ولا يهمج.. استانسي

خرجت صفية بابتسامة واسعة.. فلا شيء بالنسبة لها أسعد من الخروج المفاجئ من المدرسة

وجدت نوف بالانتظار واحتضنتها بحب: شكرًا شكرًا يا أغلى أخت فهالدنيا.. والله ما مثلج اثنين
"قبّلتها بقوة" أحبج

ابتسمت نوف على ردة فعلها العجيبة ومشت تسبقها: تعالي يا أم الرومانسيات.. ناصر يتريانا

مشت معها، ودخلت السيارة بصخبها: هلااااا ناصر.. شكلك مسوي لنا مفاجأة صح! اعترف

ناصر، بدون أن يبتسم: هي مفاجأة.. عباتج وين؟

أشاحت صفية بوجهها.. فقال بنبرة حادة: أنا مب قايل لج ما تطلعين من البيت بدون عباة؟

فقابلته بابتسامة واسعة: هههههههه أسوي فيك مقلب.. عباتي في الشنطة الحين بطلعها

ابتسم ناصر مُجبرًا.. ثم حرّك عينه ليركّز في الطريق: زين.. البسيها

أما تلك، فلم تكن تستطيع التمثيل كناصر.. كان القلق ينخرها نخر الرمة في الخشب
الأسلوب، عقدة الحواجب، التوتّر الذي يبدو على أصابعه التي يطرقها على السيارة.. كل شيء ينبؤ بمصيبة
وزاد الأمر عليها ما أن اختار طريق "المغادرون" في المطار

سمعت صوت صفية المتفاجئ: احلف انك بتسفرنا!!!!!

وضعت كفها على كتف نوف: مستحييييل والله رحلة أحلامي! تذكرين يوم اقولج حلم حياتي اسافر فجأة؟؟ والله حبيبي ناصر "اقتربت منه تقبله" فديييتك الله لا يحرمنا منك

قالت نوف بصوت مضطرب: صفية خليه يسوق

صفية: انزين وين بنسير؟ والا بعد مفاجأة؟

ناصر: مفاجأة

صفية: بس ترا آخرتنا بنعرف!

ناصر: بتعرفين في وقتها

صفية: انزين ثيابنا!! ما يبنا شي "قالت لنوف" قهررر مكياجي اليديد ما يبته

ناصر: ما بتحتاجون شي

صفية: بنسوي شوبينق هناك؟

بلع ناصر ريقه: خير إن شاءالله
ركن سيارته وهو ينزل: يالله.. انزلن

نزلت نوف بخنوع، ولكن اضطرابها كان يزيد ولا ينقص.. لا تبدو هذه كرحلة استجمام أبدًا.. خصوصًا ردود ناصر المقتضبة
تشعر بتقلّصات بطنها تزيد بخوف من الآتي
فهو لم يكن حاله طبيعيًّا أبدًا في الأيام الماضية
كان يُرثى له.. تارةً يطلب منها السماح وتارةً يطلب منها أن تلتمس له العذر مهما فعل.. والآن هذه الرحلة المفاجأة!

كانت تستمع إلى أحلام صفية الوردية، ولم تستطع مسايرتها مهما حاولت
شاهدتها تسحب أحد العربانات وتنطلق للتسوّق في السوق الحرة بلا اعتبار لأي شيء
بينما كانت هي تحدّق بناصر الشارد ذهنيًا.. والذي كان يتتبعهن بعينه
ترغب بمواجهته وسؤاله، ولكنّها أجبن من أن تواجه عقدة الحاجبين، والعيون الجارحة.. خصوصًا عندما تكون بهذه الحدية

سمعوا النداء: نداء الرحلة mn1209 المتوجهة إلى الرياض.. على جميع المسافرين التوجه إلى البوابة

قال ناصر: هذي رحلتنا.. يالله.. بسم الله




نهاية الوزر السابع

،


توقعاتكم؟


تثريب غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:43 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.