آخر 10 مشاركات
جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          داويني ببلسم روحك (1) .. سلسلة بيت الحكايا *متميزه و مكتملة* (الكاتـب : shymaa abou bakr - )           »          عطر القسوة- قلوب احلام الزائرة- للكاتبة المبدعة :داليا الكومي *مكتملة مع الروابط (الكاتـب : دالياالكومى - )           »          ومنك اكتفيت -ج2 من سلسلة عشق من نار-قلوب زائرة- للكاتبة : داليا الكومى(كاملة&الروابط) (الكاتـب : دالياالكومى - )           »          كوابيس قلـب وإرهاب حـب *مميزة و ومكتملة* (الكاتـب : دنيازادة - )           »          جنتي هي .. صحراءُ قلبِكَ القاحلة (1) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          وأغلقت قلبي..!! (78) للكاتبة: جاكلين بيرد .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          415 - لن أعود إليه - ماغي كوكس (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          442 - وضاعت الكلمات - آن ميثر ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          رواية المنتصف المميت (الكاتـب : ضاقت انفاسي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: أي شخصية عجبتك أكثر ..؟
كاثلين 14 41.18%
مارشال 15 44.12%
جون 2 5.88%
مينا 3 8.82%
المصوتون: 34. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-04-09, 05:26 PM   #1

أميرة المشاعر

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية أميرة المشاعر

? العضوٌ??? » 89606
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 63
?  نُقآطِيْ » أميرة المشاعر is on a distinguished road
[دروبـــ توأميــــن] .. قصة درامية رومانسيه (( كامله ))


بسم الله الرحمن الرحيم

مرحبا يا أعضاء وعضوات منتدانا الغالي ..

هذي القصة هي عبارة عن ما جسده قلمي من أحلى مشاعر الأخوة والحنان .. والحب الصادق العميق .. ان شاء الله تعجبكم .. وأتمنى إنكم تتفاعلون معاي ..

أبدأ بالبارت الأول ..






دروب توأمين
الفصل الأول
في ليلة ماطرة وفي قصر فخم كالقصور أطلت فتاة توازي القمر جمالاً من إحدى نوافذ ذلك البيت، وبدا وجهها وكأنه قد تأثر بحال القمر غي تلك الليلة، فكللته غيمة رمادية من الشحوب والحزن..
(آآآآآآآآآآآآآآآآآآآه..)، تنهدت تلك الحسناء، وكأن همًا ثقيلاً جثم على قلبها الضعيف، (إلى متى سيستمر هذا الوضع..؟؟) قالت في داخلها(والدي متوفى منذ سنتين وزوجته سافرت بعيدًا إلى أهلها ولن تعود الآن، وها أنا وحيدة في بيت كبير مع مجموعة تحيطني من الخدم..).
ابتعدت عن النافذة المبللة بدموع السماء، وأسدلت ستائر الغرفة عليها، ثم رمت بنفسها فوق سريرها المخملي الدافئ. وما لبثت أن أغمضت عينيها حتى فتحتهما فجأة..
هبت تلك الفتاة من مكانها بسرعة..وكأنها قد تذكرت شيئًا. توجهت نحو درجها الخشبي المركون بجانب السرير، ثم فتحته وأخرجت من جوفه صندوقًا زهريًا مزركشًا بفراشات ذهبية لامعة، وأخرجت معه مفتاحًا ذهبيًا، أخذ يبرق بخفة في ضوء الغرفة الهادئ..
أدخلت المفتاح في فم الصندوق وفتحته، ثم أخرجت منه دبًا صوفيًا أبيض ناعمًا، نظرت إليه بأسى لبرهة..ثم احتضنته بشدة، ووضعته جانبًا بكل رفق..
أخرجت من ذلك الصندوق البراق إطار صورة ذهبي اللون، كان يحمل صورة عائلية رائعة..امرأة شقراء جميلة، يقف بجانبها رجل وسيم ذا شعر بلون بني، وقد تعلقت المرأة بذراعه، وكانت السعادة بادية على وجهها.
أمام هذين الزوجين، كان يقف طفلان شقراوان شديدا الشبه بوالدتهما، ولكنهما فاقاها جمالاً ورونقًا، وبراءتهما المرسومة على ملامح وجهيهما استمدت من ملاك سماوي. وكانا قمرين نزلا إلى الأرض، فأضفيا ضياءً من البهجة والحياة على تلك الصورة الصامتة.
نظرت فتاتنا إلى المرأة الحسناء وإلى ذلك الرجل الوسيم، وإلى أحد الطفلين..أغمضت عينيها مرة أخرى..ومرت في ذهنها صور من ذكريات ماضٍ عمره عشر سنوات..

كاثلين: (هيّا يا مارشال..حاول أن تمسكني يا أخي..!!)
مارشال: ( سأمسك بكِ حتى لو درت الكرة الأرضية بأسرها وراءكِ!!)
تصاعدت ضحكات الطفلين البريئة، التي تضفي سرورًا في نفوس سامعيها.
المرأة: (آه..يا للزمن! إنهما يكبران بسرعة..ها قد أصبحا في ربيعهما السادس..)
الرجل: (نعم يا عزيزتي..لقد....)
ويقطع رنين الهاتف حديث الزوجين..
الرجل: (ألوو؟؟....أهلاً..)
ويقوم الرجل عن زوجته ليتحدث في الهاتف، بينما تستأنف المرأة مراقبة طفليها لتدخل الأمل بالحياة إلى قلبها..
بعد حوالي ربع ساعة، يرجع الرجل إلى زوجته، ويأخذ حاجياته..محفظة نقوده وساعته..وكانت هيئته تدل على أنه سيخرج..
المرأة: (إلى أين يا عزيزي..؟؟)
الرجل بارتباك واضح: آآم.. لقد اتصل وكيل أعمالي..السيد كارل..و..آآ..يريدني في..آآ.. عمل مهم..نعم..توقيع بعض المعاملات..
المرأة: حسنًا..ومتى ستعود..؟ هل ننتظرك..؟؟
الرجل: لا داعي يا عزيزتي..ربما يستدعي ذلك أن أبقى طوال الليل معه..لـ..أراجع المعاملات والصفقات كما أخبرتكِ..فلا تقلقي..
المرأة: حسنًا..أراك إذًا..
الرجل: إلى اللقاء حبيبتي..
ذهب الأب..بينما تعلقت نظرات الأم الكئيبة به إلى أن اختفى عن ناظريها..كانت تحبه..كيف لا وهو زوجها ووالد طفليها، لكن شيئًا ما كان يجول بخاطرها..يخبرها بأن شيئًا سيئًا سيفرق شمل تلك العائلة الصغيرة.
حركت رأسها يمنة ويسرة بقوة، وكأنها تحاول نفض تلك الأفكار والهواجس المشئومة عن رأسها. نهضت نحو طفليها لتدخلهما إلى الداخل، فقد اقترب موعد العشاء، وبدأ الليل يزحف نحو ذلك البيت، وتلبدت السماء بالغيوم الرمادية معلنة عن عاصفة عنيفة، ستعكر صفو ذلك البيت الكبير في حجمه والصغير في محتواه..
دخلوا جميعًا إلى المنزل، وكان طعام العشاء محضّرًا..تناولوه بشهية كبيرة..وأثناء ذلك..
كاثلين: ماما..؟؟
الأم: نعم يا طفلتي..؟؟
كاثلين: أين ذهب بابا..؟
مارشال: يا كاثي..يا أختي الحلوة..أبي لا بد وأنه في العمل..هذه عادته..
كاثلين: أهذا صحيح يا ماما..؟
الأم بابتسامة حنونة: نعم يا صغيرتي..وسيعود عند منتصف الليل..لا تقلقي..فلديه عمل مهم غارق فيه..
مارشال: ماما..؟ ألا يعرف أبي السباحة..؟
الأم باستغراب: بلى يا مارشي..
مارشال: إذًا كيف يغرق في العمل..؟؟
كاثلين: هاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاه اهاهاهاها!!!!
الأم: هاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاه اهاهاها!! يا لخفة دمك يا صغيري..!!
لمع البرق بشدة في السماء، ودوى صوت الرعد دويًّا جعل كاثلين الصغيرة ترتعش في مكانها..وهطل مطر غزير، وأقبلت رياح قاسية تهز الأشجار والأزهار بعنف وغضب شديدين..معلنة بدء العاصفة..
رن جرس الهاتف..
الأم: مرحبًا..السيدة براون تتكلم..
الطرف الآخر: مرحبًا سيدتي..هل السيد براون موجود من فضلك..؟؟
الأم: عذرًا..فهو غير موجود..لطفًا..من المتحدث؟
الطرف الآخر: أنا كارل فونكاسل سيدتي.. وكيل أعمال زوجك المحترم..
الأم: أووه..!! أعذرني.. أهلاً سيد كارل..زوجي انطلق نحوك منذ نحو نصف ساعة..ألم تتصل له على هاتفه المحمول..؟
كارل: ماذا؟ اتصلت به..؟ متى؟ اعذريني سيدتي..ولكن أنا لا أعرف رقم هاتفه الجديد، فهو لم يطلعني عليه بعد..فكيف أتصل به عليه سيدتي؟
صدمت الأم مما قاله وكيل أعمال زوجها..إذًا فقد كذب..نعم..كذب عليها..لكن لماذا.؟.لماذا كذب زوجي عليّ؟!
كارل: سيدة براون؟ سيدتي؟ هل من خطب ما..؟
الأم: ماذا؟ آ..عذرًا سيد فونكاسل..لقد شردت قليلًا..حسنًا..إلى اللقاء الآن..
كارل: إلى اللقاء سيدتي..
وضعت الأم الحائرة سماعة الهاتف..لا تزال تفكر وتقارن بين ما قاله السيد كارل، وبين ما حدثها به زوجها..(ربما كارل يكذب..) قالت محدثة نفسها (.. ولكن ماذا سيستفيد من الكذب عليّ..؟لا شيء..فليس من مصلحته..إذًا..فجورج هو من كذب..آآآآه.. لماذا..؟ لماذا لم يخبرني عن حقيقة المكان الذي أراد التوجه إليه..؟! ما الذي يخفيه عني..؟ ولماذا؟ يا إلهي..لماذا يحدث كل هذا لي..؟ لا أريد أن أبتعد عن زوجي وأطفالي..)
كاثلين: (ماما..؟ لماذا تبكين؟ هل حدث شيء يضايقك..؟)
الأم: (لا..لا يا صغيرتي.. لقد دخلت ذرة غبار في عيني..هذا كل ما في الأمر..)
مارشال: (مااماا!! نشعر بالنعاس..نريد أن نناااااام!! احكي لنا حكاية..أرجووووووووووووكِ..)
كاثلين متثائبة: (هاااااااااااااااا!! نعم..أشعر بالنعاااااااااااااااااااا اااس..)
مارشال+كاثلين: (نرجووووووووووووووووووووك� �!!) وتعلقا بثوبها..
الأم: (هاهاها! حسنًا..اتجها نحو غرفتكما..سأحضر حكاية و سأأتيكما..)
مارشال و كاثلين بفرح غامر: (هييييييييييييييييييييييي� �ييييييييييه!!!)
كاثلين: (سأسبقك إلى السرير..!! حاول إمساكي..)
مارشال: (سأمسكك بالتأكيد..! لن أفشل هذه المرة..)
أحضرت الأم حكاية، وجلست إلى جانب سرير طفليها، وبدأت بسرد الحكاية..ولم تشعر بنفسها إلا وقد استغرقت في النوم..
كاثلين: (مارشي.. أنظر..لقد نامت ماما..)
مارشال (أوه..ماما المسكينة..لا بد وأنها متعبة..جيد أنها نامت..لكي نستعد جيدًا ليوم الغد..)
كاثلين: (نستعد؟..لماذا؟؟)
مارشال: (هل نسيت يا أختي؟ غدًا التاسع عشر من يناير..يوم عيد ميلادنا يا كاثي.. لا أصدق أنكِ قد نسيت!)
كاثلين وهي تضرب رأسها: (أوووووووووه!! لا ...!! كيف نسيت هذا؟! غدًا سيكون عمرنا 6 سنوات..!)
مارشال: (ششششش!! أخفضي صوتكِ..! هيّا لنخلد للنوم..)
كاثلين: (لم أعد أشعر بالنعاس..لا أدري لماذا يراودني شعور سيء..)
مارشال بفزع: (ماذا؟ بماذا تشعرين يا أختي؟ بدأت تشعرينني بالخوف..)
كاثلين بحزن: (مارشال يا أخي..أشعر.. أشعر..بأن هذه الليلة الأخيرة التي سنقضيها معًا..لا أدري لماذا يراودني هذا الشعور..) وانخرطت بالبكاء..
مارشال وهو يمسح دموع أخته: (لا تبكي.. أرجوكِ..في الحقيقة يا كاثي..هئ..يراودني شعور مماثل..هئ) وبدأ هو الآخر البكاء..
احتضن التوأمان بعضهما..وسرعان ما استغرقا في النوم..
بعد فترة..فتحت كاثلين عينيها فجأة..وانتبهت إلى أن والدتها ليست في مكانها..وسمعت حديثًا في صالة البيت..
كاثلين: (استيقظ يا مارشال..)
مارشال وهو لا يزال ناعسًا: (مم..! ما الأمر..؟! اتركيني أنـــــــام!!)
كاثلين: (أرجوك.. أمي ليست هنا..)
مارشال: (ماذا؟ ما هذه الأصوات؟)
كاثلين: (يبدو أن ماما وبابا يتحدثان..)
مارشال: (لنذهب ونرى..) هزت كاثلين رأسها موافقة.. ونهضا نحو الباب..
فتح الصغيران باب الغرفة.. وأطلّا..وإذا بوالديهما..يتشاجران..
الأم: (جورج..ألم تلاحظ أنك لم تعد تهتم بي أو حتى بالطفلين؟)
الأب بحنق: (ما الذي دفعكِ إلى هذه الأفكار السوداء يا عزيزتي؟)
الأم والغضب بادٍ على وجهها: (اسأل نفسك..تكذب عليّ..وتقول أنك كنت مع وكيل أعمالك؟ أين كنت يا جورج؟)
نظر كل من مارشال و كاثلين إلى بعضهما مستغربين..
الأب وقد بدأ صبره ينفذ: (ما هذه الطريقة الجديدة؟ لم أعتد أن تسأليني عن مكان وجودي يا كارلا..)
الأم: (نعم..اعتدت على ثقتي بك..فتماديت..ولكن الوضع قد اختلف منذ هذه اللحظة..أريد إجابة يا جورج..أين كنت؟)
الأب بصوت غاضب: (قلت لكِ.. كنت في الشركة مع وكيل أعمالي و..)
تقاطعه الأم وتصرخ: (أو تجرؤ على الكذب علي مرة أخرى؟! لقد اتصل وكيل أعمالك وأخبرني أنه لم يتصل بك..وهو لا يعرف رقم هاتفك الجديد! أخبرني يا جورج..أين كنت أيها الكااااذب!!)
صرخ الأب بحدة قائلاً: (اصمتي يا كارلا..! حالاً!!)
وصفع وجه زوجته صفعة أطاحت بها على الأرض باكية..
بدأت كاثلين بالبكاء، واحتضنها شقيقها الذي ترقرقت دمعة من عينه..
كاثلين باكية: (هئ..مارشال..لماذا..؟ لماذا صفعها؟؟ ما الذي يحصل؟؟)
مارشال باكيًا هو الآخر: (لا أدري..هئ ..لـ..لكن شيئًا سيئًا يبدو وقد حدث لهما.)
كاثلين: (لا! لا أريد..أن..هئ.. أبتعد عنك يا..مـ..ـا..ر..شـ..ـا..ـل..أنا أحبك..أحبك يا أخي...)
مارشال: (لا تقلقي يا كاثي.. لن تستطيع قوة في العالم أن تفرقنا..ثقي بي يا أختي..)
صعقت الأم عندما صفعها زوجها..وانخرطت بالبكاء..وصرخت من أعماقها بقوة: (لماذا؟ لماذا يا جورج؟ أنت لا تحبني.. وأنا منذ الآن لا أحبك..لا أحبك يا جورج..)
الأب بحدة: ( إذًا..ما دام الوضع هكذا..فاسمعي ما سأقوله..اسمعيني جيدًا يا كارلا..احزمي أغراضكِ.. واذهبي إلى بيت أهلكِ..فلا مكان لكِ هنا..وورقة الطلاق ستصلكِ من المحكمة غدًا يا كارلا..سمعتني..لا مكان لكِ هنا..)
كانت هذه الكلمات ذات وقع كبير على قلب تلك الأم..انهارت حياتها خلال لحظة..في كلمات قليلة..كل ما بنته..ذهب أدراج الرياح..ماذا سيكون مصير أطفالي..؟! يا إلهي ساعدني..دارت الدنيا في رأس تلك المرأة..تمالكت نفسها وجلست على المقعد..لعلها تهدئ من أنفاسها المتلاحقة..

لم يفقه الطفلان معنى آخر الكلمات التي نطقها والدهما..لكنهما عرفا أنها سيئة..بل وسيئة جدًا..
بدت كاثلين وكأنها قد أحست بأن وقت الفراق قد حان، فصرخت: (لااااااااااااااااااااااا� �اااااااااااا!!) وتعلقت بأخيها باكية..
هب الوالدان نحو غرفة طفليهما..ولمحاهما في مشهد كئيب..حزين..يحتضنان بعضهما..ويبكيان بحرقة بالغة..
فهم الأبوان أن طفليهما قد شاهدا وسمعا ما حدث، فنطق الأب الخالي من المشاعر بكل قسوة: (حسنًا يا كارلا..غدًا ستذهبين إلى منزل أبيكِ.. وستأخذين معكِ ابنكِ مارشال..وستبقى كاثلين معي هنا..لا أريد نقاشًا سواء منكِ أو منهما.. انتهى الأمر..!!)
ولم يمهلها..أو يعطها فرصة لتنطق..فاحتضنت طفليها وانخرطت بالبكاء..
هاقد حل الصباح..لم ينم أحد من أفراد العائلة في تلك الليلة الحزينة..
أمضت الأم ليلتها في غرفة طفليها، كانوا منشغلين بالبكاء والنحيب..لم ترحم كاثلين المسكينة نفسها، فانتابتها حالات متتالية من فقدان الوعي..ومارشال كان محتضنًا أخته طوال الوقت..وقد احمرت عيناه ووجنتاه من شدة البكاء..
يا لهذه العائلة المسكينة..كل ذلك كان بسبب ذلك الأب القاسي..الذي أهان زوجته البائسة..وفرّق طفليه عن بعضهما..وجعلهما أتعس طفلين على وجه الأرض..ومتى..؟ في أسعد أيامهما..يوم عيد ميلادهما..!!

حملت الأم حقيبة حاجياتها وحاجيات ابنها، وأمسكت يد مارشال الذي كان راضخًا للأمر الواقع..يمشي مع والدته..منكس الرأس، مكسور القلب..ولكنه..توقف فجأة..وكأنه نسي شيئًا..هرع مسرعًا إلى غرفته..فتح درج طاولته..أخرج منه صندوقًا زهري اللون مزركشًا بفراشات ذهبية..معه مفتاح ذهبي براق..وأسرع إلى أخته التي كانت تنتظره عند الباب، لتودعه وأمها..
أعطاها الصندوق والمفتاح، وقال لها بكل حنان والدموع تترقرق من عينيه: (كل عام وأنتِ بخير يا أختي..عيد ميلاد سعيد..)
انحدرت دمعة ساخنة شفافة من عيني كاثلين البلوريتين..أخذت الصندوق من بين يدي أخيها، وأعطته باقة ورد جوري أحمر، و شمعة حمراء نقش عليها اسميهما، وقالت له بصوت مبحوح: (كل عام وأنت بخير يا مارشي..عيد ميلاد سعيد.....لا تنساني أرجوك..هيء..)
مارشال: (لن أنساكِ يا أختي..ثقي بذلك..لن أنساكِ أبدًا ما حييت..هيء..وأنتِ بدوركٍ أيضًا..لا تنسيني..)
كاثلين: (لن أنساك يا مارشال..لن أنساك يا أخي..)
واحتضن الشقيقان بعضهما بقوة..وأطلت الأم..فركضت كاثلين إليها.. واحتضنتها..وبقيت في دفئها طويلاً..إلى أن جاء الأب..
الأب: (كارلا..مارشال..السيارة التي ستقلكما جاهزة..هيّا أسرعاااا!!)
صرخت كاثلين ممسكة بثياب أمها بقوة: (ماماااااا!! لا تذهبي عني..!! لا تتركيني..!! أرجووووكِ..!!!)
الأم باكية: (ليس بيدي يا صغيرتي..ليس بيدي..ماذا أفعل..؟ أرجوكِ اتركيني وإلا غضب أبوكِ.. أرجوووكِ يا كاثي..)
صرخت كاثلين بعناد: (لااااا!! لن أترككِ.. وليغضب من يغضب..لن أترككِ مهما حدث..لاااااااااااااا!!)
صرخ الأب في الخادمة لويزا: (لويــــــــــزا!! أمسكي بكاثلين..!!)
الخادمة: (ولكن يا سيدي..)
الأب وقد زاد من صوته حدة: (قلت لكِ أمسكيها وإلا قدت السيارة فوق ظهرك...!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!)
خافت الخادمة..وأمسكت مضطرة بكاثلين..كاثلين التي كانت تقاوم وتحاول اللحاق بأمها، بينما مارشال كان يصرخ في أبيه القاسي: ( بابا..!! لا أصدق أنكَ أبي..!! لا.. أنت لست أبي..!! أنا أكرهك..!! أكرهك!! أكرهك!! أكرهـــــــــــــــــــك!! !!!!!!!!!)
الأم وقد زادت من البكاء: (مارشال..أرجوك اهدأ يابني..يكفي.. يكفي.. يكفي كل هذا..لم أعد أحتمل هذا..)
مارشال وهو يبكي: (أرجوكِ يا ماما..أخبري بابا أن يسمح لكاثي أن تأتي معنا..أرجووووووكِ..!)
صرخ الأب: (اصمت يا ولد..!! ولتذهب مع أمك إلى الجحيم..! هيّا يا امرأة! ارحلي..!! لا شيء لكِ هنا..!! هيّا ارحلي مع ولدكِ البائس..!!)
قال هذا وهو يدفع بالأم المفجوعة بقسوة أشد قساوة من الصخور، و الأم المسكينة تصرخ: (ابنتي..!! أريد ابنتي..!!) وكانت كاثلين تصرخ بدورها: (ماما..!! مارشال..!! لا تنسياني..!! أحبكمااااا!! أريدكما..!! لا ترحلااااااااااااااااااااا اا....!!!)

كان مشهدًا رهيبًا..تتقطع له القلوب..ومنذ ذلك اليوم، ظلت كاثلين منطوية على نفسها، وازداد مرضها سوءًا على سوء..وأحضر والدها امرأة جديدة لتحل مكان أمها، وقد كانت زوجة الأب لطيفة جدًا وحنونة مع كاثلين، وخاصة أنها لا تستطيع الإنجاب، وقد أحبتها كاثلين..
استطاعت السيدة "ريتا" أن تخرج كاثلين من عزلتها، ولكنها لم تقدر أن تعوضها عن حنان الأم المفقود..وقد سافرت بعد وفاة زوجها -والد كاثلين- إلى أهلها..وهاهي كاثلين الآن وحيدة مع الخدم..



التكملة ..إذا شفت التفاعل ان شاء الله ..

أنتظر ردوكم وتعليقاتكم ..

لا تبخلوا علي فيها ..


أميرة المشاعر غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 30-04-09, 08:30 PM   #2

عذووبة
 
الصورة الرمزية عذووبة

? العضوٌ??? » 18043
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 442
?  نُقآطِيْ » عذووبة is on a distinguished road
افتراضي



بدآيـــــــــــة رآآآآآئعة ..


أعجبني تسلسل الأحدآث ..


كآثلين .. مارشال ..


لحد الحين ماتوضحت الشخصيــآآت ..


ننتظر البـآرت يوضح لنـآ الكثير ..


{ أميرة المشــآعر ..~

روآيتك جميــلة جداً ..

سأكون متابعة لك لحد النهـآية ..

في انتظارك عزيزتي ..




عذووبة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-04-09, 09:21 PM   #3

سعود2001

مراقب عام ومشرف منتدى قصص من وحي الأعضاء وكاتب في قسم وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية سعود2001

? العضوٌ??? » 52
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 3,299
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » سعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc
¬» اشجع naser
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


كملي يا أميرة المشاعر ... اذا تبين قصتك تنجح لازم تكملينها .....

حتى تبان و توضح الصورة اكثر و يبدا التفاعل معها .....

ننتظر الجزء الجديد بكل شوووووووق


سعود2001 غير متواجد حالياً  
التوقيع
لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير

لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين


رد مع اقتباس
قديم 01-05-09, 12:04 AM   #4

هبة

روايتي مؤسس ومشرفة سابقة وقاصة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية هبة

? العضوٌ??? » 3455
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 23,166
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » هبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond repute
افتراضي

أهلا بك عزيزتى بداية مشوقة أطلقت عدة أسئلة ما سبب الطلاق و وحشية الأب بتلك الصورة , ما سبب انفصال التوأمين بتلك الصورة و ماذا حدث للأم و مارشال؟؟؟؟؟ عزيزتى متابعاكى بكل لهفة لتوضيح خفايا و أحداث القصة .دمتى بود وشكرا لك

هبة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-05-09, 09:58 AM   #5

أميرة المشاعر

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية أميرة المشاعر

? العضوٌ??? » 89606
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 63
?  نُقآطِيْ » أميرة المشاعر is on a distinguished road
مشكوووريــــن كلكم على مروركم وتشجيعكم .. :blushing:

نورتوا الصفحة ..

وبالنسبة لأصسئلتكم راح تجاوب نفسها بنفسها مع الأحداث القادمة ..

لا تكونوا عجولين .. ^.^

ثواني وأنزل التكملة ..


أميرة المشاعر غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 01-05-09, 09:59 AM   #6

أميرة المشاعر

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية أميرة المشاعر

? العضوٌ??? » 89606
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 63
?  نُقآطِيْ » أميرة المشاعر is on a distinguished road
افتراضي

يا ترى..أماتزال تذكرني يا أخي..؟) قالت كاثلين والدموع تملأ عينيها البلوريتين..( إذا كنت تذكرني..فهل لا زلت تحبني كما أحبك يا مارشال..؟) ثم نظرت إلى السقف وقالت: (لقد اتخذت قراري..غدًا سأسافر إلى أمي وأخي وسألتقيهما أخيرًأ..)




في صباح اليوم التالي، استيقظت كاثلين مبكرة، وأخذت تبحث في حاجياتها، إلى أن وجدت ورقة صغيرة كتب فيها ((مدينة أوليفاين-شارع غرين919-منزل 461.....ابنتي كاثلين..لقد كتبت لك هذا العنوان في حال اشتقت إلينا..وأردت زيارتنا إن سمح لك أبوكِ..مع حبي..أمك..))
كاثلين -تملؤها الغبطة: (إنه عنوان أخي وأمي..منزل جدي..شكرًا لكِ يا أمي..حمدًأ لله..وجدته..!! وجدته أخيــــــرًأ..!! سألتقي أخي وأمي..هاهاهاها!! علي أن أستعد..))
فتحت كاثلين خزانة ملابسها، وارتدت أجمل ثوب لديها، وحملت معها حقيبة صغيرة وضعت فيها حاجياتها الضرورية..
وبينما هي تجهز أغراضها، وإذا بخادمة كاثلين الخاصة "ماني" تطرق الباب..
ماني: (آنستي..طعام الفطور جاهز..)
كاثلين: (تفضلي يا ماني..)
ماني: (عذرًا يا آنسة كاثلين..ألن تتناولي طعام الإفطار..؟)
كاثلين: (شكرًا لكِ يا ماني..ولكنني لن أتناول طعام الإفطار..)
ماني: (عفوًا آنستي..ولكن هل أنتِ ذاهبة إلى مكان ما..؟؟)
كاثلين مبتسمة: (نعم يا ماني..أنا ذاهبة إلى أمي وأخي مارشال..في مدينة أوليفاين..)
ماني: (إذًا رافقتكِ السلامة آنستي..)
كاثلين: (إلى اللقاء يا ماني..)
وخرجت كاثلين..الفتاة الحسناء ذات الست عشرة ربيعًا..متوجهةً إلى محطة القطار..فمدينة أوليفاين تبعد مسافة طويلة عن المدينة التي تعيش فيها..

كاثلين: (آآآه..هاقد وصل القطار..)
صعدت كاثلين إلى القطار..وجلست في مقعد بجانب النافذة، وكانت تستمتع بمشاهدة مناظر الجبال وقد كستها أثواب من الثلوج، وأغمضت عينيها تتخيل كيف ستقابل شقيقها ووالدتها بعد عشر سنوات من الفراق..
(منظر ساحر أليس كذلك..؟؟)
التفتت كاثلين إلى صاحب الصوت، فإذا به شاب يشاركها المقعد نفسه.
كاثلين: (نعم..ما أجمل منظر الجبال حين تغطيها الثلوج..!)
الشاب: (هل تعلمين يا آنسة..؟ بياض وجهكِ وصفاؤه، فاق بياض الثلوج وصفائها..)
احمرّ وجه كاثلين عندما سمعت إطراء ذلك الشاب..ولم تنبس بكلمة..
الشاب: (اسمي ريك..وأنتِ..؟)
كاثلين: (أدعى كاثلين..)
ريك: (أهلاً يا كاثي..تشرفنا..)
كاثلين - تحدث نفسها: (من يظن نفسه هذا الشاب ليحدثني هكذا..؟؟)
ريك: (عذرًا..هل قلتِ شيئًأ..؟)
كاثلين: (ماذا..؟ لا..لم أقل شيئًا..كـ..كنت أحدث نفسي فقط..)
ريك: (أخبريني يا كاثلين..إلى أين أنتِ متوجهة..؟)
كاثلين - في داخلها: (هه..وما شأنك أنت؟! يا لك من شاب فضولي..!!)
كاثلين: (أنا ذاهبة إلى مدينة أوليفاين..وسأنزل في المحطة التالية..)
ريك: (يا للخسارة..سأكمل رحلتي من دونك..أففففففففف..!!)
كاثلين: (هذا أفضل..!!)
ريك: (هل قلتِ شيئًا..؟؟)
كاثلين تداركت الموقف: (لا....لا...كنت أقول خسارة..ههههه..)
كاثلين في داخلها: (أحمد الله أنه أصم..وإلا رحت مع الريح..!!)
توووووووووووووووووووووووت ..!! أعلن القطار وصوله إلى محطة أوليفاين..وقد كان الهواء قويًّا في تلك الأنحاء من البلاد..
كاثلين: (هذه محطتي..سأنزل الآن..إلى اللقاء يا ريك..)
ريك - بتفاؤل: (إلى اللقاء..أرجو أن أراكِ مرة أخرى..)
كاثلين في نفسها باشمئزاز: (أنا لا أرجو ذلك..)
أغلق باب القطار.. وعاد للانطلاق من جديد..أخرجت كاثلين قصاصة الورق من جيبها لتعيد قراءة عنوان منزل جدها..
كاثلين: (ها أنا الآن في أوليفاين.. وهذه الورقة..وهذا العنوان..بقيت خطوة أخيرة فقط..علي أن أتتبع العنوان لأصل إلى منزل جدي..ياااااه!! كم أنا متحمسة..!!ّ)
ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه..تجري الرياح بما لا تشتهي السفن..
هبت ريح قوية..جعلت كاثلين نفلت القصاصة التي كانت تحمل الأمل الوحيد لملاقاة شقيقها ووالدتها مرة أخرى..فما كان من الفتاة المسكينة إلا أن صرخت: (لااااااااااااااااااااااا� �اااااااااااا!! الورقـــــــة!!!!)
طارت الورقة من بين يدي كاثلين، فما كان منها إلا أن لحقتها كالمجنونة تحاول الإمساك بها..ولكنها ذهبت في مهب الريح..وذهب معها آخر خيط أمل للوصول إلى من تحب..
لم تتمالك كاثلين نفسها..فانخرطت في البكاء..وهي تقول: (لماذا؟ لماذا يحدث كل هذا معي..؟ لماذا يعاندني القدر دائمًا..؟ لماذا..؟)
وتعود إليها ذكريات أحد الأيام وهي تتحدث إلى أخيها في الهاتف خلسة دون علم أبيها..
مارشال: (أختي لا تبكي أرجوكِ..سنلتقي يومًا ما..وسترين..لا تيأسي يا كاثي..أتعدينني بذلك..؟)
كاثلين: (نعم يا أخي..أعطيك وعدًا بأنني لن أيأس..وسنلتقي..نعم..لابد من ذلك..)
ويأتي الأب فجأة..ويضبطها تتكلم في الهاتف..

الأب: (كاثلين..!! ماذا تفعلين..؟؟! تتحدثين مع أخيكِ ... ها؟ أعطني الهاتف..!!)
كاثلين- بخوف: (و لكن يا أبي..)
الأب –مزمجرًا: (قلت لكِ أعطني الهاتف..!!)
أعطت كاثلين الهاتف لأبيها، فصرخ في سماعة الهاتف: (اسمعني يا مارشال! إذا اتصلت مرة أخرى فتلقى أختكِ عقابًا لم ترَ مثله في حياتها..!! إذا كنت تحبها فإياك والإتصال!! هل فهمت؟؟!!)
وأغلق السماعة في وجهه.. وقال مخاطبًا كاثلين: (وأنتِ..اسمعيني..سأغير رقم هذا الهاتف..وإن أعطاكِ رقمه..فإياك ومحاولة الاتصال به..إياااااكِ..فالكاشف سيبين الأرقام الصادرة..فهمتِ..؟؟
توقفت كاثلين عن البكاء فجأة..وقالت في داخلها: (يا إلهي..! وعدت أخي بأنني لن أيأس..إذًا لابد وأن أجده..علي أن أفكر بدلاً من أن أبكي وأندب حظي السيء..)
توجهت كاثلين إلى مكتب الاستعلامات في محطة القطار..
كاثلين: (عفوًا يا سيدي..هل أجد لديكم دليلاً أو مخططًا للمدينة..؟)
الموظف: (بالتأكيد يا آنسة..تفضلي..هذا الدليل يحمل معلومات وافية عن المدينة، بالإضافة إلى مخطط مفصل لأدق مرافقها..)
كاثلين: (شكرًا لك يا سيدي..)
جلست كاثلين على أحد مقاعد المحطة، وشرعت بقراءة الدليل..
كاثلين: (أوه..لا! لا يوجد عناوين في هذا الدليل..كيف سأجد شقيقي وأمي..؟! مممممممم..أوه لحظة..هذه مدرسة أوليفاين الثانوية..وهي المدرسة الوحيدة الثانوية في البلدة..كما يذكر هذا الدليل..)
نظرت كاثلين إلى ساعة المحطة..وقالت بفرح: (الساعة الآن الثانية..بقيت ساعة واحدة على انتهاء الدوام المدرسي..إذا أسرعت قد ألحق بأخي..بالتأكيد سأعرفه..فأنا لا أزال أذكر شكله جيّدًا..)
حاولت كاثلين إيقاف سيارة أجرة لتسهل عملية البحث..ولكنها لم تنجح..فاضطرت إلى المشي..
مشت كاثلين..مشت ومشت، إلى أن أرهقت..فجلست إلى أحد المقاعد لتستريح قليلًا. في تلك الأثناء، وقف شاب وفتاة قريبًا من كاثلين، كانا يبدوان من زيهما المدرسي أنهما خارجين من المدرسة، وكأنهما تعمدا الوقوف بالقرب من كاثلين بحيث تسمع حديثهما..ولكن للمصادفة دور دائمًا..
الفتاة: (....نعم..إنه غريب الأطوار اليوم..لقد كان قلقًا في الصف..ولم ينتبه لحديث الأستاذ..)
الشاب: (لا أدري ماذا دهاه اليوم..فمارشال كان شارد الذهن..وكأنه في عالم آخر..)
توقفت كاثلين عند كلام هذا الشاب..(لقد ذكر اسم أخي مارشال..!) قالت في داخلها..ثم ابتسمت ساخرة وتمتمت: (هه..! يالسخفي..! أخي ليس الوحيد الذي يحمل هذا الاسم..!)
ولكن الفتاة استأنفت حديثها، وكأنها تعمدت ذكر ما ذكرته: (هه..إن مارشال براون هكذا دائمًا.. يفكر في أخته..حينها ينسى كل ما يدور من حوله..!)
صدمت كاثلين: (مارشال براون؟! يفكر في أخته؟! لا..لا يمكن أن تكون مصادفة تشابه الأسماء..إنه هو..وهذان الشابن يعرفانه..يعرفان أخي..!)
هبت كاثلين من مكانها كالمصعوقة، واندفعت نحو الشابين..
كاثلين: (أرجو المعذرة منكما..فقد كنت أستمع إلى حديثكما دون أن أقصد ذلك..ولكن هل تعرفان شابًّا يدعى مارشال براون..؟)
الشاب: (نعم..كيف لا نعرف أعزّ أصدقاءنا؟)
الفتاة – وقد بدت الغيرة على وجهها: (ماذا تريدين منه يا آنسة..؟؟)
يقاطع الشاب حديث زميلته قائلاً: (لحظة..! أنت صورة طبق الأصل عنه..هل من الممكن أن تكوني أنتِ...)
كاثلين ودموع الفرح تترقرق من عينيها: (نعم.. أنا توأمه.. أخته كاثلين..كاثلين براون..!)
الشابان بذهول شديد: (أخته؟ كاثلين؟ معقول؟ هذا مستحيـــــــــل!!!!)
الفتاة بسعادة: (لا بد وأن نأخذكِ إليه..سيطير فرحًا عندما يراكِ..!!)
الشاب: (نعـــــــــــــــم..!!)
ياللمصادفات الغريبة التي تغير مسار الأحداث..!! للتو كانت فتاتنا تبكي..والآن.. هي تكاد تطير من الفرح الكبير الذي غمرها..!!
في الطريق..

الفتاة: (لم أعرّفكِ نفسي يا كاثلين..أنا مينا..صديقة أخيكِ..)
الشاب: (وأنا جون..)
كاثلين: (تشرّفنا..أنتما تعرفان اسمي..لا بد أن مارشال قد حدّثكما عني..)
جون: (نعم..لطالما كنتِ موضوع حديثه الرئيسي..كان يخبرنا عن صفاتكِ..كان يقول أنكِ لطيفة ورقيقة وأنكِ آية من الجمال..ويبدو أنه كان صادقًا في ذلك..ولم يبالغ..مع أنني أراكِ تفوقين وصفه بكثير..!)
غلبت صبغة حمراء على وجه كاثلين..وقالت بخجل: (و...ماذا أيضًا؟)
مينا: (كان يقول أنه يحبّكِ.. ومشتاق إليكِ..وأن أمنيته الوحيدة في هذه الحياة هي أن يراكِ ويتحدث معكِ مرة ثانية..)
ابتسمت كاثلين..وقالت في نفسها: (إذًا..فأخي لا يزال يذكرني..وهو يحبني..يااااااااااااه..!! يا لسعادتي..!!)
جون: (هاقد وصلنا..إنه منزل جدكِ..)
كاثلين: (يااااااه..! سأحاول أن أتمالك أعصابي..)
مينا: (لا داعي أن تجهدي نفسكِ في ذلك..فهو لن يستطيع ضبط أعصابه..هاهاها..!!)
اتجه جون ومينا نحو الباب..دقّا الجرس..فتح الباب..فإذا هو مارشال..وقد أصبح شابّا وسيمًا جدًّا..
مارشال: (أهلاً جون ومينا..مالذي أتى بكما الآن؟!)
مينا: (مارشـــــــــي..لدينا لك مفااااجأة..!!)
مارشال: (مفاجأة..؟؟ ماهي؟؟)
جون: (إنها رااااااااائعة..! ستعجبك بالتأكيد يا صديقي..)
مارشال – وقد أكله الفضول: (حسنًا..لقد أثرتما حماسي بما فيه الكفاية..ماهي..؟؟!!)
مينا: (أغمض عينيك أولاً..)
مارشال: (هاقد أغمضتهما..هياااااا..أين هي..؟؟)
جون + مينا: (تااااااااااااداااااااااا� �ااااا!! افتح عينيك..!!)
فتح مارشال عينيه..فإذا به يرى قمراً قد هبط من السماء..وظهر في وسط النهار..لكن..أين شاهد هذا الوجه الجميل من قبل..؟!
مارشال بذهول: (هل من المعقول أنكِ هي..؟؟ لايمكن..!! لا أصدق..!!)
كاثلين وهي تبكي: (بلى..! صدق يا مارشال..يا أخي..إنها أنا..كاثلين..أختك التوأم..!)
مارشال وهو يكاد يطير: (آآآآآآه..!! أخيـــــرًا..!)
وحضن القمران بعضهما بشّدة..والدموع كالشلال تنهمر من عينيهما..ولكنها دموع فرحة اللقاء هذه المرة..وليست دموع الفراق..
مارشال: (آآه ياأختي..! كم افتقدتك!)
كاثلين: (ما أفدفأ حضنك يا مارشي..!)
مارشال: (أنتِ تعنين لي كل شيء يا كاثي!..كم أحبكِ يا أختي..)
وقف جون ومينا يراقبان من بعيد..
مينا – والتأثر بادٍ على وجهها: (أليس موقفًا مؤثرًا يا جون..؟)
جون: (بلى..بلى يا مينا..ياليتني كنت مكان مارشال..آآآه!) تدارك جون كلامه..فحاول تعديله قائلاً: (أقصد أن تكون لي أخت مثلها..هاها..!!)
تنظر مينا بخبث إلى جون وتبادره قائلة: (آآ..تقصد أختًا أم شيئًا آخر..؟!)
احمرَّ وجه جون..لا أدري غضبًا أم خجلاً وقال: (لا تفهميني هكذا..! أنا لا أقصد ما تفكرين به يا مينا..هه..!!)
يمسح مارشال على شعر أخته الناعم الطويل بحنان وحب شديدين، قائلاً: (لم تتغيري أبدًأ يا كاثي..رغم كل السنوات التي مضت..إلا أنكِ أصبحتِ أكثر جمالاً وإشراقًا..)
احمرّ وجه كاثلين خجلاً من قول شقيقها..وابتسمت ابتسامة رقيقة..ابتسم مارشال بدوره وقال: (هيّا يا كاثي..لندخل المنزل..عليكِ مقابلة جدّي..)
كاثلين بلهفة: (وأمي..؟ أين هي؟ أنا متشوقة للقاءها..)
مارشال بحزن: (في الحقيقة يا كاثي..أمي..)
كاثلين بفزع: (أمي..؟ ما بها؟ أخبرني يا أخي..أرجوك..!!)
مارشال: (أمي..لقد..توفيت بعد شهر من رحيلنا..)


أميرة المشاعر غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 01-05-09, 10:03 AM   #7

أميرة المشاعر

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية أميرة المشاعر

? العضوٌ??? » 89606
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 63
?  نُقآطِيْ » أميرة المشاعر is on a distinguished road
افتراضي

كاثلين وهي تبكي: (ماذا؟ لااااا!! هئ هئ..لن ألتقيها أبدًا..أبداً..!!) وترتمي في حضن أخيها..
مارشال: (ارجوكِ..لا تبكي يا كاثلين..فقد مرضت مرضًا شديدًا بعد رحيلنا، وماتت على إثره..أرجوكِ..لا تبكي يا حبيبتي..) قال هذا وهو يمسح دموعها..
الجد: (آآه..مارشال..مالذي يجري هنا؟)
طارت كاثلين إلى حضن جدها وهي تهتف: (جدّي..!! جدّي!!) ^.^
الجد: ( أوه..من أنتِ يا فتاتي الصغيرة..؟)
كاثلين: (ألم تعرفني يا جدّي..؟ أنا كاثلين.. حفيدتكَ الحبيبة..!!)
الجد: (أوووه!! كاثلين يا حبيبتي الجميلة..! كم كبرتِ وأصبحتِ شابة يافعة..! هاهاها!!)
بعد ذلك اللقاء الحار..تناول الجميع طعام الغذاء الذي أعده الجد، وبعد الغذاء، جلس التوأمان معًا على احدى أرائك ذلك المنزل الصغير يتحدثان..
مارشال: (حسنًا يا أختي..إلى متى تودين البقاء؟ أرجو ألا تكون مدّة قصيرة..)
كاثلين: (لا تقلق يا مارشي..فأنا قد قررت أن أمضي بقية حياتي هنا..معك ومع جدّي..)
فرح مارشال كثيرًا عندما سمع ما قالته أخته وصرخ: (يا سلااااااااااااااااااام!!! هذا أجمل خبر سمعته في حياتي..هيّا..علينا أن نحضر حاجياتكِ..وأن نجهز غرفتكِ..و..)
كاثلين: (هاهاها! لا تقلق بهذا الشأن..سأتصل الآن بالسيد ويليام رئيس الخدم..وسأخبره بأن يحضر حاجياتي وملابسي..بالإضافة إلى ذلك..سأتصل بمحامي العائلة، وسأخبره بأن ينقل أوراقي إلى المدرسة التي تدرس فيها..وسأوصيه بأن يعلم المدرسة أن يضعوني معك في صفّ واحد.. ها؟ مارأيك..؟)
فرح مارشال فرحًا لم يفرحه من قبل..ولشدة سعادته التي لا توصف، انتشل أخته من مكانها، وحملها عاليًا، وهي تصرخ وتضحك..
كم كانت لحظات سعيدة..لم يعشها هذان الشقيقان منذ عشر سنوات..تصوروا..عشر سنوات! ياااه..كيف تحملا الفراق هكذا..؟!..
اتصلت كاثلين بالسيد ويليام وبمحامي العائلة، وبعد نصف ساعة فقط، حضرت سيارة تحمل حاجيات كاثلين، وحملها الخدم والعمال إلى غرفتها الجديدة، والتي كانت غرفة والدتها قبل أن تموت..ثم رتب العمال الحاجيات وانصرفوا..
حل الليل..وسكنت الأصوات..وحان وقت الخلود للنوم..اتجهت كاثلين نحو غرفتها..ولحقها شقيقها..
مارشال: (هيّا..استلقي يا كاثي..سأغطيك لئلا تشعري بالبرد..)
كاثلين: (أوووه..شكرًا لك يا مارشي..)
غطى مارشال شقيقته، ثم طبع قبلة رقيقة على جبينها، وقال لها بكل حنان: (تصبحين على خير يا أختي..)
كاثلين بابتسامة: (وأنت بخير يا مارشي..)
***************************
في صباح يوم جديد، استيقظت كاثلين مبكرة..كانت أول من استيقظ في المنزل، فنزلت السلم، وتوجهت إلى المطبخ وأعدت فطورًا شهيًّا، ثم جهزت المائدة..
توجهت كاثلين إلى غرفة شقيقها لتوقظه، وعندما فتحت باب الغرفة..شاهدت مارشال مستلقيًا على ظهره، ويبتسم برقة، لم يغير عادته تلك في النوم..أشاحت بوجهها عنه..ليقع نظرها على حوض زجاجي بجانب النافذة..
(يا إلهي..! لا أصدق ذلك..!) هتفت كاثلين بدهشة (إنه..إنه الورد الذي أهديته لمارشال..كيف بقي كل هذه المدّة..!!؟)
نعم..كان ذلك ورد الجوري الذي أهدته كاثلين لشقيقها يوم عيد ميلادهما..منذ عشر سنوات..!
جلست كاثلين عند طرف فراش مارشال..مسحت بيدها الصغيرة على شعره الأشقر بكل رقة..(كم أحبك يا أخي..) همست كاثلين بحنان..فإذا بها تتفاجأ بقول شقيقها مارشال الذي كان يتظاهر بالنوم..
مارشال: (وأنا أحبكِ يا كاثي..صباح الخير..)
كاثلين: (صباح الخير..هيّا..هيّا..انهض واغتسل..طعام الأفطار جاهز..)
نهض مارشال بكسل..ثم ضم أخته نحو صدره..وطبع قبلة على خدها..ثم قام..
وبينما كان الجميع يتناولون طعام الإفطار، وإذا بجرس الباب يرن..
كاثلين: (سأرى من الطارق..)
فتحت كاثلين الباب، فإذا به موفد من مدرسة "أوليفاين" الثانوية..
الموفد: (مرحبًا يا آنسة..)
كاثلين: (أهلاً يا سيدي..)
الموفد: (عذرًا..هل يمكنكِ تسليم هذه الحاجيات إلى الآنسة كاثلين براون من فضلك..؟)
كاثلين: (أنا هي كاثلين يا سيدي..)
الموفد: (عفوًا يا آنستي..أعذريني..ولكن هذه كتبكِ المدرسية..وهذا زيّك الرسمي للمدرسة..تستطيع المداومة منذ اليوم في مدرستنا..مدرسة "أوليفاين"..)
كاثلين – بسعادة: (أوووه..كل الشكر لك يا سيدي..)
الموفد: (على الرحب يا آنستي..)
أغلقت كاثلين الباب..وعندما عادت إلى غرفة الطعام..
الجد: (من كان الطارق يا ابنتي..؟؟)
كاثلين وهي تكاد تطير من الفرح: (جـــــــدي..!! إنه موفد من المدرسة..وسأداوم اليوووووووم!!!)
قفز مارشال من مكانه كالمجنون، وصرخ: (رااااااااااااااائع..!!)
كاثلين: (هاهاهاهاهاهاها!! على رسلك يا مارشي..!!)
الجد: (مارشال..؟ ماذا دهاك يا بني..؟)
احمرّ وجه مارشال خجلاً.. وتدارك الموقف قائلاً: (لا..أبدًا..هه..لقد انفعلت فقط..)
صعد كل من مارشال وكاثلين إلى غرفته، وشرع بتبديل ملابسه استعدادًا للمدرسة..
في غرفة كاثلين..
(كم يعجبني هذا الزيّ..) قالت محدثة صورتها في المرآة ( إنه أنيق جدًّا..مم..سأرتدى معه حذاءً أسود وجوارب بيضاء..) ارتدت كاثلين ملابسها,,وربطت شعرها الذهبي الطويل بشريط أحمر يتناسق مع زيّها..
رنننننننننننننننننننننننن نننننننننننننن..
رن جرس الباب..ففتحه الجد الحنون..فإذا به يرى شابًّا وفتاة..إنهما مينا وجون..
مينا: (صباح الخير سيد جونز )..
جون: (مرحبًا سيد جونز..)
الجد: (أهلاً يا أبنائي..صباح النور..سيجهز مارشال وكاثلين حالاً..)
مينا: (كاثلين؟! هل ستأتي تلك الجميلة معنا..؟)
الجد: (نعم..لقد سجلت في صف مارشال..وستداوم منذ اليوم..)
ارتسمت ابتسامة مشرقة على وجه جون..فهو مع مارشال في صف واحد..وستكون معه كاثلين أيضًا..
مارشال: (هيـــه..!! صباح الخير يا أصحاب..!)
مينا: (أووه..! صباح النور يا مارشي..)
جون: (أين كاثلين يا مارشال؟!..)
مارشال: (لحظات وتكون جاهزة..سأذهب لأتفقدها على أي حال..)
رمقت مينا جون بنظرات خبيثة وقالت: (آآ..ولمَ تسأل عنها يا جون..؟)
ارتبك جون من نظرات مينا..وقال: (آآ..ماذا تقولين يا مينا..؟ آآ..لقد كنت فقط..أنا..أووووووه..!! لم تسألين هذه الأسئلة التي لا معنى لها يامينا..؟! أنتِ تربكينني..!!)
مينا: (آآ..أربككَ يا جون أم...؟)
جون: (يالكِ من مزعجة يا مينا..! لن أتفوّه أمامكِ بكلمة بعد الآن..!!)
كاثلين: (آسفة على التأخير يا رفاق..)
مينا: (كاثي ..! تبدين رائعة بهذه الملابس..! إنها تلائمكِ..)
كاثلين: (أنتِ تبالغين يا مينا..! هاهاها..!)
جون: (آآ..مرحبًا كاثلين..!)
كاثلين: (أهلاً يا جوني..كيف حالك..؟!)
لم يجب جون..كان ضائعًا في ملامح وجه كاثلين..
انتبهت مينا إليه..ولكزته بذراعها، وقالت: (إنها تسألك عن حالك أيها المغفل..!)
انتبه جون من سرحانه: (آآ..ها؟ ماذا..؟ نعم..أنا بخير..أين مارشال..؟ لنذهب قبل أن نتأخر..!!)
مارشال: (ها أنا ذا..هيّا لننطلق قبل أن يبدأ الدوام..)
في الطريق إلى المدرسة..
كاثلين: (هاهاها! حقًا ؟ وماذا أيضًا يا مينا..؟)
مينا: (وفي رحلة أخرى..كنا ذاهبين إلى.....................)
مارشال: (أنظر يا جون..لقد تأقلمتا معًا بسرعة..وأصبحتا صديقتين..)
جون: (نعم يا مارشي..هذا طبيعي..فرقّة أختك ولطفها وطيبتها وحلاوة حديثها وخفة ظلّها تجعل الجميع ينجذب إليها..)
قفزت كاثلين إلى وسط الشابين وابتسمت قائلة: (عن ماذا تتحدثان..؟)
مينا: (ربما يتحدثان عنكِ..هاها!!)
كاثلين: (لا تكوني سخيفة يا ميمي..!)
مارشال: (في الحقيقة..كنا نتحدث عنكما أنتما الاثنتان..!)
احمرّ وجه الفتاتين خجلاً..وسألتا في وقت واحد: (وماذا قلتما عنّا؟!)
ضحك كل من مارشال وجون، وقال جون: (هذا سرّ..!)
مارشال: (نعم..إنه حديث خاص بالرجال..)
مينا: (كيف يكون حديث خاص بالرجال ونحن موضوعه..؟)
جون: (لا علاقة لكِ أيتها الفضولية..!!)
مينا بغضب: (أنا فضولية؟! أنت الأحمق يا جووووون!!)
جون: (أنا الأحمق أم أنتِ البلهاء التي لا تعرف شيئًا..؟!!)
مينا: (انا بلهاء يا أبله..؟ أراهن أنني أفضل منك في لعب كرة القدم..!!)
جون: (أنتِ؟! أفضل مني؟! ها..أنتِ لا تستطيعين ركل كرة..!)
مينا: (وأنتَ لا تقدر على صدّها..!!)
كاثلين: (أرجوكما..توقفا عن الشجار..!)
مارشال: (دعيهما يا أختي..! فهما على هذه الحال في كل يوم..!)
كاثلين: (ولكنني لا أتحمل رؤية شجار هكذا ..حتى لو كان على سبيل المزاح..!)
مارشال: (لا عليكِ..دعيهما..)
كاثلين: (هل أنتَ متأكد يا مارشي..؟!)
مارشال: (نعم..هاهاهاهاهاهاهاها..!! انظري إليهما..!)
*******************
وصل الجميع إلى المدرسة، وكانت كاثلين فرحة بذلك..وخصوصًا أن الإدارة وافقت على أن تكون مع شقيقها في صف واحد..
دخل مارشال وهو يمسك يد أخته إلى الصف..
مارشال: (صباح الخير..)
الجميع: (أهلاً مارشال..!)
أحد الطلاب: (هيه..مارشال..! من هذه التي معك..؟!)
مارشال: (إنها أختي التوأم..قدمت بالأمس إلى هنا..)
ساندي – بدلال مصطنع: (أوووووه..مارشي..لم أعلم أنه لك أخت توأم..)
مارشال باشمئزاز: (اعلمي ذلك الآن يا ساندي..ان اسمها كاثلين..)
ساندي: (تشرفنا يا كاثلين..)
كاثلين بلطف: (أهلاً بكِ يا ساندي..)
>>نبذة:: ساندي فتاة تبعث على الاشمئزاز..مغرورة..ومتعالية ..ومدللة..وغالبًا ما تلاحق مارشال..فهو وسيم جدًا..ولكنه لايطيقها أبدًا. مينا تتحول إلى بركان عندما تراها تتقرب من مارشال..والحمد لله أنها لم تكن هناك في تلك اللحظة..!!<<
نعود إلى القصة::
دخلت المعلمة، ورحبت بالطلاب وبالطالبة الجديدة..
انتهى اليوم الدراسي، وغدًا عطلة نهاية الأسبوع، وهذا يعني أنه لا مدرسة..لا دروس..لا معلمين..ولا واجباااات!!!
في منزل مارشال وكاثلين...
مينا: (مارشال..هل سنذهب إلى الجبل ككل أسبوع..؟)
جون: (نعم..نريد أن نذهب إلى الجبل غدًا..)
مينا: (ومن سألك أنت أيها الفضولي..؟)
جون: (أنا الفضولي أم أنتِ الغبية..؟ طبيعي أن نذهب إلى الجبل..فلا مكان نقضي فيه عطلتنا في هذا الشتاء القارس..!)
مينا: (أيها الـ........)
مارشال يقاطعهما: (أرجوكما كفى...! سنسأل أختي..فهي صاحبة القرار اليوم..!)
كاثلين بخجل: (مارشي أنتَ تحرجنـــــــي..!)
جون: (أنا أوافقك يا مارشي..اختاري المكان الذي تريدينه يا كاثي..وأنا سأوافق على الذهاب..)
مينا: (عادة لا أوافق جون..ولكن..أنا أيضًا..)
كاثلين: (حسنًا..أنا لم أرَ جبلاً من قبل..وأريد الذهاب إلى الجبل..ممكن؟!)
مارشال: (إذًا..غدًا سنذهب إلى الجبــــــــــل..!!)


في صباح اليوم التالي..جهزت كاثلين سلة بها بعض الطعام، وارتدت قبعة صوفية جميلة، وفستانًا أحمر قصير يتناسب مع بشرتها الثلجية، وخصلاتها الذهبية، وانطلق الجميع في الحافلة نحو مخيمهم في الجبل..

في المخيم..
مينا: (أخيرًا...لن أكون وحدي في هذه الغرفة..وستكون معي كاثي..)
جون بسخرية: (هذا أفضل..فلن يوقظنا أحد خائف في الليل يريد الذهاب إلى دورة المياه..هاهاهاهاهاهاها!!!)
لم ترد مينا هذه المرة..وكأن ماء باردًا قد سكب فوق رأسها..المسكينة..!!
مارشال: (هيّا بنا لنخرج من هنا..الجو جميل في الخارج..)
كاثلين: (يبدو كذلك..)
مينا: (هيّا بنا..)
جون: (هل أحضرتم الطعام..؟؟!!)
مينا: (هذا أنت يا جون..! لا تتغير..! لا يهمكَ إلا الطعاااام!!)
جون بوجه طفولي: (ما ذنبي إذا كنت جائعًا..؟)
كاثلين: (يكفي..لقد أحضرت الطعام يا جوني..لا تقلق..)
جون: (حقًا..؟ شكرًا لكِ يا كاثي..!!)
في الخارج..كان الجو لطيفًا وباردًا بعض الشيء..فقد كان الشتاء على أبواب مغادرته..
كان الصبيّان يلعبان بكرة القدم، بينما جلست كاثلين ومينا تتناولان الكعك وتشربان القهوة، وتستمتعان بالجو الجميل..
فجأة..طارت الكرة التي ركلها جون بدون قصد، فأصابت وجه مينا مباشرة..!
مينا: (آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ� �آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآآآآآي!!!)
كاثلين: (حبيبتي مينا..! هل أنتِ بخير..؟)
مينا: (آآه..!! من ذلك الأرعن الذي ركل الكرة على وجهيييييييييييييييييييييي ييي؟؟!!)
جون: (هاهاهاهاهاهاهاهاهاها!! انتبهي أيتها البلهاء..!!)
مينا: (أنتَ من ركل الكرة! أليس كذلك؟!)
جون: (نعم..أنا ..هاهاهاهاهاهاهاهاها!!كم تبدين مضحكة..!!)
لم ترد مينا..فلم تمهلها كاثلين: (جووون!! أيها الأرعن!!انتبه مرة أخرى..!! كدت تقتلني من الخوف على مينا..!!)
صدم جون عندما حدثته كاثلين بصيغة التوبيخ، واحمرّ وجهه، ثم قال: (أ..أنا آسف يا كاثلين..آسف يا مينا..لم أكن أقصد..)
مارشال: (ما الذي حصل؟!)
مينا: (أنظر إلى صاحبك الأحمق الذي ركل الكرة في وجهي..!)
مارشال: (أوه يا إلهي..!! هل أنتِ بخير يا مينا..؟)
مينا: (نعم..)
مارشال: (لقد كان حادثًا..هيا يا جوني..لنواصل اللعب..وانتبه أكثر في المرة القادمة..)
ذهب مارشال، ولكن جون كان واقفًا في مكانه..يتأمل وجه كاثلين الجميل..ويشعر بتأنيب الضمير لأنه أغضبها بهذا الشكل..
مارشال: (هيــــــــــــــه!! جووووووون!! ألن تأتي...؟)
جون: (ماذا؟ نعم..نعم..)
حل الليل..وأعدت كاثلين العشاء..
كاثلين: (ما رأيكم..؟)
مارشال: (يممممم!! إنه لذيذ!! أنتِ طاهية ماهرة يا أختي..!)
جون: (يااااااااااااااه! طعمه رائع..!! سلمت يداكِ!)
كاثلين: (شكرًا لكما..)
مينا: (كاثي..هيا عزيزتي..سنغسل الصحون..)
كاثلين: (حسنًا يا ميمي..)
في المطبخ وبينما كانت الفتاتان تغسلان الصحون..أحست كاثلين بألم فظيع في قلبها..
كاثلين في داخلها: (إنه الألم..يعاودني مرة أخرى..أووه هذا المرض اللعين..!!)
بدأت كاثلين تتعرّق بشدة..وأصبح وجهها مائلاً إلى الزرقة، وصرخت بقوة: (آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ� �آآآآآآآآآآآه!!!!)
فزعت مينا من صرخة كاثلين..وأسقطت الصحن من يدها فانكسر وأصدر صوتًا مسموعًا..
في غرفة الصبيّان..
مارشال: (ما هذا الصوت..؟)
جون: (لا تقلق يا مارشال..لابد وأن مينا كسرت صحنًا كعادتها..)
ولكن مينا فزعت بشدة عندما سقطت كاثلين على الأرض وهي تتألم بشدة..
فصرخت مستنجدة: (مارشاااااااااااال!! جوووووووووون!! النجدة!!!!)
هبّ مارشال من مكانه، ولحقه جون إلى المطبخ..
مارشال: (ما الذي يحدث..؟ كاثلين!! ما بها أختــــــــي؟!!)
جون: (يا إلهي!!)
احتضن مارشال أخته بقوة وهو يبكي..وجون يسأل مينا المصدومة بفزع: (مينا.. مالذي حدث..؟؟!)
أجابت مينا وهي تبكي: (هئ..كنا نغسل الصحون..و..و..فجأة أخذت كاثلين تصرخ وهي تتألم بشدة، ثم تهاوت على الأرض وهي تتنفس بقوة..أووووه..!! حبيبتي كاثلين..!!)
صرخ مارشال: (استدعوا الإسعاااااااااااااااااااا اف!! هيااااااااااا أسرع يا جوووون!!)

.................................................


شصار مع كاثلين ..؟ وليش طاحت مغمى عليها ..؟ وشلون راح يكون موقف أخوها الوحيد .. وخصوصًا إنهم التقوا لتوهم بعد فراق 10 سنوات ..؟ وأصدقائها .. شراح يسوون ..؟؟؟؟!!

أنتظر ردودكم وتعليقاتكم .. ولا تنسوا توقعاتكم ..


أميرة المشاعر غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 01-05-09, 06:46 PM   #8

هبة

روايتي مؤسس ومشرفة سابقة وقاصة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية هبة

? العضوٌ??? » 3455
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 23,166
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » هبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond repute
افتراضي

يسلموا عزيزتى بارت رائع ليس هناك أجمل من لم الشمل بين الأخوة و خصوصا التوائم , أتوقع أن كاثلين مصابة بمرض القلب و أصيبت بنوبة قلبية و مارشال سوف يخاف عليها كثيرا و يحاول أن يعالجها, متابعاكى و شكرا لك

هبة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-05-09, 02:28 PM   #9

أميرة المشاعر

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية أميرة المشاعر

? العضوٌ??? » 89606
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 63
?  نُقآطِيْ » أميرة المشاعر is on a distinguished road
B11

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هبة مشاهدة المشاركة
يسلموا عزيزتى بارت رائع ليس هناك أجمل من لم الشمل بين الأخوة و خصوصا التوائم , أتوقع أن كاثلين مصابة بمرض القلب و أصيبت بنوبة قلبية و مارشال سوف يخاف عليها كثيرا و يحاول أن يعالجها, متابعاكى و شكرا لك

هلا حبيبتي هبة ..

توقعاتج صحيحة قلبي :icon30: .. ومشكوورة على المتابعة .. :44:

ثواني وأنزل البارت اليديد ..


أميرة المشاعر غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 02-05-09, 02:29 PM   #10

أميرة المشاعر

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية أميرة المشاعر

? العضوٌ??? » 89606
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 63
?  نُقآطِيْ » أميرة المشاعر is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الثاني



اللحظات السعيدة..لاندري متى تزول..اليوم المرح لا نعرف متى ينتهي، إلى رواق العناية المركزة..بالمستشفى..
هاهو مارشال..الفتى الرئع..واقف في ذلك الممر الكئيب..وقد التصق وجهه بزجاج نافذة بارد..يرمق من خلاله بكل حزن وأسى إلى أخته الجميلة..المستلقية فوق فراش المرض..شاحبة الوجه..محمرّة الخدّين..مقطّبة الحاجبين..مغمضة العينين..قد أحاطتها الممرضات، بينما وقفت الطبيبة تكشف حالتها وتعاين مرضها..
وهاهما مينا وجون..الصديقان الوفيّان..قابعان في احدى الزوايا..ينظران إلى أرضية الممر تارة..ويرمقان مارشال بأسى وشفقة تارة أخرى..
ما أغرب هذه الحياة..كيف تتبدّل بسرعة هكذا..؟ للتو كان الأصدقاء يمرحون ويلهون فرحين في الهواء الطلق..و هاهم الآن حزينين..قلقين..في قسم العناية المركزة..وقد غلبت الكآبة على وجوههم..

ظلت أنظار مارشال متعلقة بوجه الطبيبة..التي كانت تسجل الملاحظات حول حالة أخته..وقد راقب ملامح وجهها بدقة..يحاول قراءة شفتيها لعله يدرك ما يدور في تلك الغرفة الكئيبة..

خرجت الطبيبة..فلحقها مارشال كالمجنون..
مارشال: (أخبريني يا دكتورة..كيف هي كاثلين..؟ ما بها..؟)
الطبيبة: (لابد وأنكَ شقيقها..هل أنتما..توأم..؟)
مارشال: (نعم يا دكتورة..نحن توأم..)
الطبيبة.( إذًا..لقد صحّت توقعاتي..)
مارشال بفزع: (ماذا..؟ ماذا كانت توقعاتكِ؟ أخبريني أرجوكِ..!)
الطبيبة: (حسنًا..أخشى أن تفزع يا بني..)
مارشال: (أرجوكِ أن تخبريني..! إن الأمر يهمني كثيرًا..أرجوكِ..)
الطبيبة: (ولكن يا بني..هذا ليس في صالحك..)
مارشال بعناد: (أرجوكِ..!)
الطبيبة باستسلام: (حسنًا..ما دمتَ مصرًّا..)
مارشال: (أنا أنصت..)
الطبيبة: (عندما كنتما جنينين، حدث تشوّه خلقي في كل منكما، فعند تكون العضلات، وعضلة القلب بالتحديد، تكونت في قلبك قطعة زائدة، وكان من المفترض أن تكون في ......قلب شقيقتكَ..) توقفت الطبيبة، وعندما رأت سكوت مارشال تابعت بقولها: (هذه القطعة..لم تؤثر فيك..ولن تؤثر أبدًا..ولكن في المقابل..ففي مكان فقدانها في قلب أختك، تكوّن ورم ازداد مع مرور الأيام، وانعدام العلاج..فأدى إلى حدوث نوبات مفاجئة، ومؤلمة جدًا تؤدي إلى فقدان الوعي وحدوث غيبوبة..)
صدم مارشال..بلع ريقه..ثم سأل الطبيبة: (وهل سينتهي هذا..؟ أقصد...هل لهذا الورم علاج..؟)
الطبيبة: (بني..للأسف..ليس هناك علاج رادع لهذا الورم..فهو نادر الحدوث..وشاء القدر أن يكون في شقيقتك..ولكن لا تحمل همّا بهذا الشأن..فأنا سأعطيك مهدئات..قد لا تكون فعّالة جدًا..ولكنها ستخفف من حدة النوبات..)
مارشال: (وهل هذه المهدئات ستقوم بإنهاء هذا المرض إذا واظبت أختي على تناولها..؟!)
الطبيبة والأسف بادٍ عليها: (لا يابني..فهذا المرض سيستمر معها إلى الأبد..فلا علاج له حتى الآن..وقد يتسبب بـ.....)
تداركت الطبيبة نفسها..فقد نسيت أنها تخاطب فتى لم يتجاوز السادسة من عمره بعد..مفجوع على حالة أخته الوحيدة..
مارشال وقد بدأت عيناه تدمعان: (يتسبب بماذا؟ هذا المرض اللعين..!! بماذا؟! بموتها؟! أليس كذلك..؟!!)
الطبيبة: (....................)
مارشال وقد بدأ يصرخ: (ألــــــــــيس كـــــذلــــك؟؟!!)
الطبيبة وقد استسلمت لصراخ مارشال: (أجل..قد تنتهي حياتها بفعل هذا المرض..)
فتح مارشال عينيه على وسعهما..وانحدرت دمعة ساختة على خدّه..وقال بحرقة وألم: (حسنًا..شكرًا لكِ يا دكتورة على أي حال..ومتى ستخرج أختي..؟)
الطبيبة: (ذلك يعتمد على مدى تحسن حالتها..وقوة أختك يا بني..وأنا أراها صامدة..وهذا جيد بالنسبة إلى فتاة بعمرها..هه..أتمنى لها الشفاء...أوه..نعم..خذ هذا يا صغيري..)
مارشال: (ماهذا يادكتورة..؟!)
الطبيبة: (إنها المهدئات...اجعلها تأخذ قرصًا قبل النوم، وقرصين في الحالات الطارئة...حسنًا..؟)
مارشال: (نعم يا دكتورة..شكرًا لكِ..)
الطبيبة: (على الرحب..)

استدار مارشال..ورجع نحو رفيقيه..مينا وجون..وقد تحطمت من خلفه الآمال التي ما لبثت أن وقفت من جديد..
جون بعصبية: (مارشال..طمئني..كيف هي حال كاثلين..؟ ما بها..؟ ولماذا كانت تتألم..؟ ماذا قالت لك الدكتورة..؟؟!)
مارشال بألم شديد: (جون..إن حالتها سيئة جدًا..)
وقفت مينا وقالت بدهشة: (كيف ذلك..؟؟!!)
مارشال وقد أغمض عينيه بشدة: (إنها مريضة ..مريضة بمرض لا علاج له..في القلب..لا علاج له..أبدًا..!!)
طأطأ مارشال رأسه..بينما أخذت مينا تبكي..
كان جون مصدومًا..قلقًا..وخائفًا..فسأ ل بغباء شديد: (و..هل أنتَ متأكد..؟!..)
رفع مارشال رأسه بقوة..وبانت دموعه المنهمرة كالمطر الغزير..وصرخ في وجه صديقه: (كيف لا أكون متأكدًا..؟ كيف لا أكون..؟! وأنا..أنا..أنا المجرم الذي زرع هذا المرض فيها..؟ كيف لا أكون متأكدًا..؟! أنا المجرم..! إنها غلطتي..أنا..أنـــــــــــا!! !!)
وضرب مارشال الحائط بقبضة يده بقوة، وأخذ يبكي بحرقة شديدة ويقول: (بسببي أنا....كاثلين أصبحت أيامها في الحياة معدودة..نعم..بسببي..فقد سرقت منها صحتها..أنا..المجرم..)
وجلس مارشال على أرضية الممر وأدخل رأسه بين ذراعيه، وتكوّم على بعضه يبكي وينوح..قائلاً: (لماذا..؟ لماذا يحدث لي كل هذا..؟ بعد أن التقيت أختي أخيرًا..وفرحت بها..ها أنا الآن أعرف أن لقاءنا هذا لن يطول..وأنني أنا الذي سأتسبب في فراقنا الأبدي..آآآآه..ياليتني أموت ولا أراكِ تذبلين أمامي..ياليتني..)
*************************************************

عمّ الصمت المكان بعد سماع كلمات مارشال المسكين..ذهبت مينا نحو مارشال..وضعت يدها فو قكتفه..نظر إليها..ابتسمت..فابتسم بألم..
جاء جون..وأمسك بيد مارشال..وأمسكت مينا بيده الأخرى..ساعداه على النهوض عن الأرض..ثم أجلساه على الكرسي..
انحدرت دمعة من عيني مارشال..
نظر جون بإشفاق نحو مارشال وقال: (يكفي يا صديقي..بكاؤكَ لن ينفع في شيء..لن يعيد الصحة لأختك..)
مارشال بألم: (أعلم ذلك..أعلم يا جون..ولكن..لا..لا يمكنني أن أمنع نفسي عن البكاء..لا أستطيع وأختي مرمية هناك وأنا واقف مكتوف اليدين..لا يمكنني..)
وعاد مارشال المسكين إلى البكاء..

مينا: (مارشال..لم أعهدك ضعيفًا هكذا..)
رفع مارشال رأسه ونظر إليها بدهشة..ثم قال: (مينا..لا أستطيع فعل شيء..لا أعلم كيف سأواجه أختي بعد أن تشفى..وأنا السبب في مرضها..لا أدري كيف..) وقبل أن يكمل ... رفعت مينا يدها، ولطمت وجه مارشال..

تجمد مارشال, ثم تحسس مكان الضربة..ونظر إلى مينا نظرة غريبة..فوجد الدموع في عينيها الخضراوتين وهي تقول: (مارشال..!! استيقظ..! كيف تكون السبب في مرض أعز وأحب الناس إليك..؟! أخبرني..كيــــــــف..؟؟! إن ما حدث لم يكن بيدك..! يالك من أحمق..!! لم أعهدكَ هكذا..! مارشال!! مالذي جرى لك..؟)
صمتت قليلًا..فقد رأت مارشال لا ينبس بكلمة..ثم أردفت بصوت منخفض: (أنا..آسفة يا مارشال..)
قاطعها مارشال: (..لا..لاداعي للأسف..بل أنا من يجب أن يشكركِ..شكرًا يا مينا..تلك الصفعة جعلتني أبصر الحقيقة من جديد..)
ابتسمت مينا..بينما أضاف جون بسخف: (ميـــــــــــــــنا..؟! لم أعلم بأنكِ بطلة في المصارعة الحرة..!!)
استشاطت مينا غضبًا..ولكمت جون لكمة قوية قائلة: (هذا لكي أريك البطولة في المصارعة على أصولها...أيها الأحمق الفاشل ..السخيف..المتعجرف..يا ثقيل الدم..!!!!)
ضحك مارشال..فضحك الجميع معه..فتلطّف الجو الكئيب قليلاً..
مينا: (هيّا يا مارشال..علينا الذهاب لتخبر جدّك بالأمر..)
مارشال: (لا يا ميمي..خذي جون واذهبا لتخبرا جدّي..أنا لن أذهب معكما..)
مينا: (ولماذا..؟! هل ستبقى هنا وحدك..؟)
مارشال: (لا..بل مع شقيقتي..)
جون: (ولكن وجودك أو عدمه واحد..)
مارشال بحزن: (قلبي لا يطاوعني يا جون أن أتركها وحيدة..كما أنني أريد أن أكون أول شخص تراه عينيها عندما تستفيق..)
ابتسم كل من مينا وجون لكلمات مارشال الرقيقة المنبعثة من صميم القلب..
مينا: (حسنًا يا مارشي..كما تشاء..) ثم قالت موجهة الكلام إلى جون: (وأنت! هيّا علينا أن نذهب..!)
غضب جون وقال: (وماذا تقصدين بـ "أنت" ؟ ها؟ أليس لي اسم أنادى به..؟)
مينا وهي تنظر إليه بنصف عين: (في الحقيقة..إنك نكرة عندي..هاهاهاهاهاهاها..!)...
احمر وجه جون من الغضب..وزاد احمرارًا عندما أخرجت مينا لسانها إليه..
مينا بدلال: (حسنًا .. هيّا يا جوووووووووووووووووونـــــ ــــــــــــي..!! لنذهب..!)
جون بوجه طفولي: (حسنًا..هيّا بنااااا..!! سـأذهب لأوقف سيارة أجرة..)

مارشال: (مينا..انتظري..)
مينا: (ما الأمر يا مارشال..؟)
مارشال وهو يمسك يدها: (لا تخبري جدي أن كاثلين بحالة صعبة..قولي له أنها قد أصيبت بإرهاق..وقد نقلت إلى المشفى لأنها فقدت الوعي..وقولي له أنها بخير..ولكنها تحت تأثير المهدئ..حسنًا..؟!)
مينا: (أصبت يا مارشي..فجدك عجوز ولا يتحمل الصدمات..سأفعل كما طلبت..)
ويضم مارشال مينا وهو يقول: (شكرًا لكِ يا مينا..)
أفلتها .. وهي لا تزال مصدومة ولم تستوعب الموقف حتى الآن..ثم سرعان ما أطلقت ساقيها للريح لتتجنب موقفًا محرجًا آخر..

دخلت مينا إلى سيارة الأجرة بجانب جون..وكانت صامتة على غير عادتها..فبادرها جون بسؤاله: (مينا..؟ ماذا حدث..؟)
لم تجب مينا..بل اكتفت بالنظر إلى جون والابتسام..فظهرت علامة استفهام كبيرة على وجه جون..وقال في داخله: (ما بالها هذه الفتاة..؟ إنها غريبة أطوار حقًا..!!)
كانت مينا في عالم آخر تمامًا..(لقد..ضمـ..ـني إليه..هل أنا في حلم..؟!..ياااااااااااه..كم أحبك يا مارشااااال..!!)
قالت هذا في نفسها وهي ساااااااارحة............

جون وهو يلوح بيده أمامها: (يووووووووووووووهوووووووو� �ووو!!! مرحبًاااااااااااااااااااا اااااا!!!....هل من أحد هنااااااااااااااااااااااا ااااااا؟؟؟؟!!!!)
أبعدت مينا يد جون بغضب وقالت: (أففففففففففف!!! يالك من شاب مزعج!! أوه!!!)


أميرة المشاعر غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:37 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.