17-05-09, 03:36 PM | #11 | ||||
قاصة و نـاقدة أدبية في قسم قصص من وحي الاعضاء
| لم أكن أحلم بأنني سأسمع صوتك من جديد..،صوت جديد الحاجة هي ما دفعتني إلى ذلك..، قالتها مروج بأسى السيدة مروج حرم السيد خالد لديها حاجة؟!، قالها بعثرة خاطر حاولت مروج أن تضبط أعصابها:إذن هل ستنفذ ما سأطلبه منك؟ أم أبحث عن غيرك؟ قال الصوت بسرعة:طبعا أنا تحت أمرك طالما تعطيني حقي.. لك ما شئت .. هل خيبت ظنك يوما؟! لا أبدا أنت عند كلمتك.. كيف أخدمك هذه المرة؟ همهمت مروج:الهدف هذه المرة شقيقة زوجي.. قال الصوت بدهشة:تقصدين الآنسة لينا؟! قالت مروج مبتسمة:نعم.. عليك إخراجها من حياتي و بأقصى سرعة ممكنة.. فتح خالد جفنيه ليجد نفسه في مكان أبيض وتلفه بطانية خضراء.. سيد خالد .. كيف تشعر الآن؟ حرك خالد شفتيه:لا بأس إنني بخير و الحمد لله قال الطبيب: هل تذكر ما حدث معك؟ أجاب خالد:نعم .. دفعت فتاة صغيرة إلى المرج وتلقيت صدمة من سيارة.. قال الطبيب:جيد.. لم تصب بأذى و بإمكانك الرحيل وقتما شئت.. عندها دخل شرطي الغرفة وخلع قبعته: إذن يا سيد خالد الحمد لله على سلامتك .. هل بإمكاني التحدث معك لدقيقة؟ قال خالد:نعم.. وقف الشرطي بتأمل:إن كنت لم تصب بأي أذى فهل ترغب برفع شكوى في حق من تسبب في هذه الحادثة؟ حرك خالد رأسه :لا ليس هنالك من داع ما دامت الأمور بخير رفع الشرطي حاجبيه الغليظين:هل أنت متأكد؟ أجاب خالد:نعم أنا واثق من ما أقوله.. استدار الشرطي ليخرج:جيد .. جيدا.. آه ... يا إلهي .. أرجو أن تسير الأمور على خير...، قالتها خلود بإنفعال جاء محمد ليقف أمام شقيقته:خلود هل أنت بخير؟ قالت خلود بتوتر:الحمد لله يا محمد .. ماذا سيحدث الآن؟ تنفس محمد بعمق:لا شيء يا عزيزتي فالرجل لم يرغب برفع شكوى ضدك.. حاولت خلود أن تهدأ:الحمد لله.. ومتى سأخرج من هنا؟ وضع محمد يده على كتفها:بعد قليل .. ساعتين و تكون حرة من جديد.. رفعت خلود يدها إلى السماء:الحمد لله الذي جعل من الأمر يسرا.. بلقيس.. لقد عدت .. أين أنت؟.. بلقيس؟ دخل طلال المنزل والتعب يسري في أوصاله، وضع حقيبته على الطاولة وسار نحو المطبخ لتناول كوب من الماء..: ما هذا يا امرأة لم تطبخي طعام الغداء؟.. شعر بتيار هواء التكييف الآتي من غرفة النوم..: هل ما زلت نائمة؟ بلقيس ما بك؟ لماذا لا تردين علي؟ كانت جالسة على الكرسي الخشبي وبين يديها كتاب ثقيل فمد يده ليأخذ الكتاب فشعر بأصابعها الباردة.. تسارع نبضه وأمسك برسغ يدها..بلقيس أرجوك كوني بخير يا عزيزتي.. ماهي إلا ثوان حتى تيقن من أن روحه قد فارقت الحياة لم يعد يشعر بذاته و وضع رأسه بين يديها ليغسلها بدمعه قال محمد :إذن ما أخبار المقابلة التي أجريتها صباحا؟ حركت خلود رأسها:لا أدري بعد و لكن أسلوب تعاملهم معي يدل على رفضهم لتواجدي.. لذا سأبحث عن عمل آخر..وماذا عنك؟ هل وصلك الرد على الوظيفة بالخارج؟ ابتسم محمد:نعم و الحمد لله لقد استلمت موافقتهم .. ولكن.. ضحكت خلود رغما عنها:مبارك عليك يا أخي .. ولكن ماذا؟ قال محمد:لا زلت مترددا في ترككم بمفردكم.. أمسكت خلود بيده:لا تقلق بهذا الشأن فنحن قادرين على الاعتناء بأنفسنا.. لا تضع المبررات والعقبات في طريقك والحياة قصيرة و لا تأتيك الفرصة مرة في الغالب فإن أتتك فانتهزها.. حرك محمد رأسه:معك حق.. دخل خالد منزله و شعر بالوهن و قلة الحيلة، كان سيفارق الحياة اليوم و لم يشعر به أحد و لم يعر أحد اهتماما لغيابه، نزلت مروج السلالم و نظرت إلى بذلته المتسخة و قميصه الأبيض الملطخ بالسواد: ليلة صاخبة على ما يبدو.. أين كنت؟.. قال خالد بنبرة محتدة:هذا ليس من شأنك .. ابتسمت مروج:طبعا ليس من شأني ... فقد تزوجت الحائط.. قال خالد بحنق:بل تزوجتي مال الحائط.. أطلقت مروج ضحكة سريعة: لا يا عزيزي.. لدي من المال الكثير قبل زواجي بك.. قال خالد ليضربها بكلماته:ولكن النسب كان هو ما ينقصك.. والثروة على المال الكثير سيرفعك في أعين الناس .. ضحكت مروج:فكر و احكم كما تشاء.. فأنا مرتاحة البال.. عندها دخلت لينا بعينين حمراوين و حاولت أن تتماسك و من خلف النشيج: خالد .. لقد توفيت بلقيس اليوم.. تجمد خالد في مكانه وشعر بقشعريرة تسري بجسده:ماذا تقولين؟ قالت لينا بصعوبة:لا تزد من معاناتي .. و تجعل الأمر أكثر صعوبة مما هو عليه.. شعر خالد بألم يوضع فوق ألمه و خرج بسرعة غير مبال بحالته وانطلق بسيارته بعيدا.. اسمع يا ولدي سأتركك لترتاح الآن.. شكرا لك يا أمي.. رحمها الله .. الله معك يا عزيزي فلا تستسلم لهذا الحال فما يجري هو من قدر مكتوب.. ما إن خرجت والدته حتى وضع طلال رأسه على الوسادة ، تلك التي تخلت عن كل شيء لأجلي تركتني للوحدة و الألم ، بعد أن جعلتني أتشبث بالحياة، تركت المسرح الطفولي بأكمله لأجلي، وما حاجتي لرفع الستار عن لحظات موت مرتقب.. ويتبع.. | ||||
17-05-09, 05:42 PM | #12 | ||||||||||||||
نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم وقاصة وكاتبة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء
| أختي ... " القاصة الصغيرة " ... فعلا انا كتييير بتشكرك ع ثرثرتك الجميلة جدا معي ... و يااااا محاسن الصدف اسم اختك نفس اسمي ... خلينا بالنقد هلأ ... هالقسم هاااد فعلا رووووعة ... بيعجبني هالنوع من الأدب ... بتحسي انو كلام بيعيدك فعلا لمسرح الطفولة الضائعة ... مع انو مو عالقافية بس الوووو معاني كتيرة ... اقتباس:
اقتباس:
يا ريت تخصصي موضوع الك بس هيك اشياء يعني مو قصة متكاملة ... بس متل هيك ... يا سلااااااااااااااااااااام كتير حزنتني بلقيس بموتها ... للعلم بلقيس اسم صديقتي !!!!!!! موفقة القاصة كملي بسررررررررررررعة | ||||||||||||||
17-05-09, 10:52 PM | #13 | ||||
قارئ مميز
| عزيزتي القاصة الصغيرة.. استمتعت هنا بين أحرفك كثيراً وأنا اتنقل بين كل جزء ويجذبني للذي بعده.. انتقل للشخصيات.. خالد.. لا أدري لما شعرت بأن من يحبها هي بلقيس.. لكن شككت في ذلك قلت لا ربما هي أخته.. لأني عرفت بأن شخصياتك بينها رابط ما (ربما لأني تذكرت روايات دان براون).. وخرج توقعي صحيح تماماً.. أعانه الله لا أعرف ما الذي صبره على تلك المروج وهو يعلم بأنها لم تتزوجه إلا لماله.. هل أقول أنه من ذلك النوع الذي لا يحب أن يطلق حتى وإن تضرر.. أو أنه بسبب العلاقة الأسرية التي تحكم هذه العلاقات كالعادة.. ترى ما الذي سيحدث له وأين ذهب بعدما ما علم بموت حبيبته.. وخصوصاً أن تلقيه للخبر جاء بشكل مفاجيء ربما لو كنت أنا لا أظن أنني سأصاب بأقل من جلطة قلبية*ـ^.. لينا.. أعانها الله توفيت هل أقول أعز صديقاتها هي.. لا أدري ما العلاقة بينهما.. وأعانها الله على ما تخطط له مروج.. مروج.. هل أقول الشر المتجسد .. أم ماذا..؟ طلال.. ليس بالسهل فقد حبيبة فيا ترى مالذي ستفعله.. محمد وجواهر.. هل سيكونون مجرد شخصيات عابرة أم أن لها دور ما..؟ ننتظر جزءك القادم بكل صبر.. | ||||
18-05-09, 09:48 AM | #14 | |||||
روايتي مؤسس ومشرفة سابقة وقاصة في منتدى قصص من وحي الاعضاء
| القاصة الصغيرة الرائعة بأسلوب يجذبنى و يجعلنى أغوص أكثر فى روايتك بلقيس .......الله يرحمها تركت وراءها قلوب محطمة من الفراق و عذاب لوم النفس خالد.......... أشفق عليه بالرغم من ماله و عزه فهو مدفون و ميت فالانسان حياته لا تساوى شئ بدون الحب و الدفء الانسانى طلال....... الله يصبرك و يعوض عليك بالخير لينا .......... مسكينة الله يسترها من الحية مروج التى ستغرز نابها المسموم فى غفلة وسط حزنهم مروج...... الشر المتمثل بصورة أنثى ماذا تخطط و من الذى اتصلت به خلود ........... أعتقد أن لها دور كبير بالرواية و من الممكن أن تكون هى من توقظ خالد من موته و لكن لا أعرف كيف ؟؟؟؟؟؟؟ الرد سيكون عندك القاصة عزيزتى القاصة الصغيرة متابعاكى و شكرا لك | |||||
20-05-09, 02:59 PM | #15 | ||||
نجم روايتي وكاتب في قسم قصص من وحي الاعضاء
| العزيزة .... القاصة الصغيرة ... أتابع بصمت و إعجاب ... هذا المسلسل الذي تقدميه لنا .... وضعت ِ به أقطاب متباعدة .. و تحركيها كما تُحرك الدمى بمسرح العرائس ... بلقيس ... رغم مايوحي اسمها بالسحر و التاريخ .... قد أبعدتها عن أنظارنا بموتها ... وخالد ... الذي لم تمنحه الحياة للآن شريكا ً روحيا ً يناسبه ... أما لينا و مروج ... فهن صورتين مختلفتين ... لحواء ... كان الله بعون لينا من كيد .. مروج .. و الباقي مازال يسبح بفلك قلمك ِ ... وأنا أنتظر ربط تلك الأقطاب ببعضها ( كما أعتقد أنك تخططين لذلك ) .. وبأسلوبك الذي لا يخلو من الروعة و الخيال ... دمت ِ بخير زياد | ||||
23-05-09, 06:40 AM | #16 | |||||
قاصة و نـاقدة أدبية في قسم قصص من وحي الاعضاء
| اقتباس:
يا أهلا بكِ عزيزتي رغد وشكرا لكِ على إطلالتك التي تسعدني وتنير أرجاء دربي وهكذا يولد سطري من معان النفس التي أخطها أولا في خاطرة أو قصة قصيرة بعدها يصبح التدرج والإيضاح والتفصيل في الكلمات المقبلة هنيئا لكِ صداقتك الجميلة ويا مرحبا بكِ في أي وقت ويلا بكمل بعد شوي | |||||
23-05-09, 06:53 AM | #17 | |||||
قاصة و نـاقدة أدبية في قسم قصص من وحي الاعضاء
| اقتباس:
لمسة جوري القارئة العزيزة ذات الإطلالة الساحرة إن مجرد رؤيتي لاسمك بلسم سطري حيث تلتئم جروحه ضمن كوكبة السطر لتدرك حقيقة محتواها تساؤلاتك جعلت للقصة عنصرا جديدا في رسم شخصياته ودائما اتبعي إحساس قلبك فأنتِ على الدرب الصحيح وأتمنى أن تنال القصة إعجابكِ ولو قليلا | |||||
23-05-09, 07:10 AM | #18 | |||||
قاصة و نـاقدة أدبية في قسم قصص من وحي الاعضاء
| اقتباس:
العزيزة هبة متابعتك الدائمة لي تجعلني أدرك أنني على الدرب الصحيح لأزهو بنفسي فشكرا لكِ جزيل الشكر على هذه المتابعة والكلمات الآسرة التي تجعل من قصتي مسرحية لنوع آخر أتمنى حقا أن تكون هذه القصة جميلة بنظرك وأن أكون عند حسن ظنك | |||||
23-05-09, 07:18 AM | #19 | |||||
قاصة و نـاقدة أدبية في قسم قصص من وحي الاعضاء
| اقتباس:
العزيز زياد أهلا بك على مسرحي الصغير وأركانه التي جعلت قلبي يتجدد للكتابة من هنا تبدل أسلوبي الحواري إلى رسم أرجاء المكان والشخصيات من هنا انتقلت إلى نوعية أخرى للكتابة ألا وهي أسلوبي الخاص فستلاحظ التدرج بهذه النقلة النوعية من الجزء التالي أشكركَ على تواجدك بين الحضور هنا فلا غنى لي عن تشجيعك وكلماتك الجميلة | |||||
23-05-09, 07:31 AM | #20 | ||||
قاصة و نـاقدة أدبية في قسم قصص من وحي الاعضاء
| اليوم كان عجيب غريب ولد عمتي خالد جاب صينية بسبوسة حارة من إلي يحبها قلبي و وضعها على مائدة في مسرحنا السري في غرفتنا السرية الموجودة........لا الأفضل ألا أخبرك يا يومياتي العزيزة فهذا سر أيضا.. أردت أن أنتظره لنأكل معا ولكنه تأخر وستبرد البسبوسة.. أخي فيصل أخذ لينا لتلعب الغميضة بعيدا عن مكاننا السري لكي لا تفضح السر.. ياه.. تأخرت يا خالد فسامحني لأني سأبدأ الأكل.. ************** وضع خالد رأسه بين يديه بعد أن أغلق دفتر مذكرات بلقيس الذي تركته في مكانهم السري مسرح طفولتهم المحبوب، كان يوما عجيبا حقا يا عزيزتي فقد تعثرت بدراجتي وكسرت ساقي لهذا تأخرت عليك، لطالما تأخرت وكلما احتجت إلي لم تجديني، لقد أخطأت عندما ابتعدت عن كل شيء يخصك، و وضعت مشاعري على مكتبة الأسى وتناسيتك.... حدقت عيناه البنيتين في المسرح الصغير الذي جمع طفولة من السعادة البريئة، ليت الزمن توقف هنالك وانتهى، فلا داع من متابعة الحياة دون نورها الملكة بلقيس مليكتي و ملكة القلب الأبيض.. كانت لينا غائبة في أفكارها الخاصة:أحيانا لا أستطيع فهم ما يحدث لي كلما سار الزمان كلما رحل الأحباء بعيدا عني، كلما وضعت ثقتي بإنسان كلما جار على نفسي، الآن ترحل من كانت همزة وصل بيني و بين الأمل، من سيقف معي الآن بعد أن رحلت .. قالت لمياء مشجعة:لديك شقيقك خالد يا لينا.. حركت لينا رأسها بأسف:خالد.. لا بد من أن خالد مدمر أكثر مني فقد كانت حب حياته منذ الطفولة.. قالت لمياء بثقة:ستمر الأيام و تشفى جراحه.. لازالت لينا غير مقتنعة:هنالك جراح لا يمكن أن تلتئم أبدا يا لمياء.. ابتسمت لمياء:إذن أين ذهبت أنا؟.. تعلمين أنني أعتبرك أختا لي.. فأرجوك أن تضعي ثقتك بي.. بادلتها لينا الابتسام:شكرا لك .. ولكنني أخاف أن أثقل عليك بهمومي.. وضعت لمياء يدها على كتف لينا:ومتى كنت قد شكيت من ذلك؟ اتسعت ابتسامة لينا:شكرا لك يا عزيزتي.. أمسكت لمياء بكتابها لتضعه جانبا:بل الشكر سيكون لك .. رفعت لينا حاجبها:وكيف ذلك؟ قالت لمياء ضاحكة:لأنني سأحتاج إلى مساعدتك أنا الأخرى.. ضحكت لينا رغما عنها و قالت: تقصدين مصلحة متبادلة؟! قالت لمياء:هذا إن صغتها بهذا الشكل.. وقفت لينا :يا إلهي.. كم تشبهين أخي .. صراحتك تقتلني لو أنك تتزوجين به لكنتما ثنائيا جليديا.. أمسكت لمياء بيد لينا لتساعدها على الوقوف:هذا مضحك حقا .. تعلمين أنني لست موافقة أبدا فأنا أريد الزواج بشخص لا يشبهني على الإطلاق لنخلق بعض التنوع.. قالت لينا:أنت غريبة حقا يا لمياء و أفكارك أغرب.. ربما هذا هو ما يعجبني في صداقتنا.. ************************************************** *********** كيف كان يومك؟ ، كانت (حياة) تجمع ملفاتها وتملأ كوبا آخر من القهوة عندما هم الطبيب فيصل بالخروج. حرك فيصل رأسه مرهقا:الحمد لله لقد مر بسلام وأنت متى تنتهي نوبة عملك؟ ثم ضعي كوب القهوة جانبا فأنت تقتلين نفسك بإدمانك عليها. ابتسمت حياة وقالت: كأنك تهتم لأمري. ثم بالمناسبة هنالك رسالة قد وصلت إليك قبل ساعة إنها هنالك على الرف..بجانب كوب القهوة الرمادي.. ضحك فيصل:ألا ترين سوى أكواب قهوتك؟!.. فتح فيصل الرسالة و تبدل لونه فأسرعت حياة لتضع له كرسيا ليجلس عليه: ماذا حدث؟ تمتم فيصل بصعوبة:لقد توفيت شقيقتي.. ************************************************** *********** هل تراني أخطأت بالعنوان؟ سارت خلود في ممرات الشركة الفارغة و وضعت رأسها داخل إحدى الغرف فلم تشعر بحركة شخص خلفها: كيف أستطيع مساعدتك يا آنسة؟ قفزت خلود في مكانها بينما وقف شعر رأسها عدلت نظارتها الطبية لتجد أمامها رجلا طويلا ببشرته البرونزية التي لونتها الشمس الخريفية و شعر أسود كاحل وعينان بنيتان متعبتان ولكنهما تبرقان ببريق من الذكاء خلف إطار النظارة السوداء: أنا .. جئت لوظيفة سكرتيرة شاغرة في شركات خالد الاستثمارية..هل أنا في المكان الصحيح؟ قال الرجل:نعم .. تفضلي من هنا... سار في ممر مترف بأرضه المشعة ربما هو انعكاس الأضواء على هذه الأحجار الغريبة بلونها الأخضر الزمردي ويتخللها عروق سوداء من الجرانيت على ما يبدو، تركها تسير في ظله الذي ترامى على الجدران بشموخ، إن ملامحه تبدو مألوفة، أم هي هالة الكبرياء التي تحيط به؟ أشار إلى المكتب بثقة بالغة بإصبعه فلمحت خاتما فضيا أضاء أرجاء المكان: هذا سيكون مكتبك إذا حصلت على الوظيفة .. حدقت خلود بالمكتب المرمري الذي تواضع ليكون خشبا، و المقعد الجلدي واجه المكتب بتحد عله يكسب معركته مع الرفوف الخشبية الكلاسيكية المغلفة بزجاج لم تشاهده من قبل مما يدعوها للتساؤل عن ماهيته حقا؟! أثناء انشغالها بالتأمل أدخل مفتاحه في باب خشبي فاخر وفتحه : لا تقفي مشدوهة عندك .. تفضلي من هنا.. سارا في صالة أنيقة بسجادها الفخم الوثير و طاولتها المستديرة بمقاعد مخملية منصوبة حولها ثم وضع بطاقة في فتحة من الفتحات فتبدل لون إضاءة صغيرة من الأحمر إلى الأخضر فدفع الباب ليكشف عن سر جديد لم تعرفه حياتها.. ************************************************** *********** دخلت لينا السيارة المظللة و أغمضت جفنيها بعد أن أبعدت نظارتها الشمسية السوداء جانبا، شعرت بألم في رأسها جراء وقوفها في الشمس أثناء انتظار السيارة وسابقا في التنقل بين المباني والكليات داخل الجامعة، سمعت صوت هاتفها النقال فكانت النغمة تشير لرقم غريب فتجاهلته: ليس الآن لا رغبة لدي بالحديث.. ولكن الرنين علا و تكرر ففتحت حقيبتها و بحثت عن الهاتف و عندما وجدته قامت بإغلاقه على الفور، لا أعرف أحدا قد يحتاجني لأمر طارئ و إن كانت إحدى الفتيات بالجامعة سترسل إلي رسالة بمطالبها.. أسندت ظهرها وأراحت رأسها ستصل إلى المنزل خلال نصف ساعة بإذن الله لتقابل مقابلة ملكية من ملكة الأكوان مروج هانم!! كم كانت الحياة ستبدو أجمل بوجودك يا بلقيس..فليرحمك الله.. ************************************************** *********** خرج محمد من الطائرة إلى ممر طويل، لم يسافر محمد سابقا خارج بلاده و ها هي قدماه تقفان على أرض غريبة لأول مرة في حياته، سار خلف مجموعة الناس في طائرته ومسح ببصره السقف الزجاجي العالي والأعمدة الحديدية المتشكلة بطرق فنية عجيبة، لوحات إرشادية بلغة لا يفهمها لحظة هنالك لوحات باللغة العربية.. نظر إلى جانبيه ليجد حاجزا زجاجيا و بداخله عمود إسمنتي غريب يبدو كالجسر و في لحظة تأمله مر أمامه شبح سريع فارتد إلى الخلف، سرت منه رجفة عندما توقف ذلك الشبح وتجسد على هيئة قطار طويل كالذي يراه بالتلفاز في الأفلام السينمائية و الكرتونية..، ثم سمع صوتا كالبوق ثم تحدثت امرأة بكلام غير مفهوم و كأنه عد تنازلي وانفتح باب القطار ليخرج من كان فيه ويدخل آخرون، عندها شاهد بعض ركاب طائرته يدخلون فدخل معهم، ما هي إلا ثوان حتى تحرك القطار فأسرع وأمسك بمقبض تدلى من سقفه حتى لا يسقط مع هذه السرعة الغير اعتيادية بالنسبة له.. ومن خلال النافذة امتدت المساحات الخضراء الشاسعة وكأنه يحلق بحصانه على قطعة من الجنة، اللهم ارزقنا الدرجة العالية الرفيعة في الجنة وارحمني برحمتك التي وسعت كل شيء.. لازال الستار مرفوعا فهنالك بقية | ||||
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|