|
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
23-07-09, 07:56 PM | #13 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| ثم تنهدت , ومضت الى القول: " صدقيني أولا أنني لا أدري كيف بدأت قصتي , أحببت التمريض كثيرا , كما تعلمين , وكنت وديريك ننعم بخطوبتنا ونتطلع قدما الى زواج سعيد ودائم , كانت هذه مشاعري أنا , على الأقل , أوه , ماري , لماذا لم يثق بي؟ لم أكن أتصور أبدا أننا سنكون بحاجة لمثل هذه الكلمة ... ثقة! هل تذكرين موظف المكتب ال****ي الذي وجد لنا شقتنا؟". " ميتش سوندرز ؟ نعم, أذكر محاولاته اليائسة للتود اليك ... والتي أزعجتنا في بعض الأحيان , وأذكر أيضا ملامح وجهه عندما أقتنع أخيرا بأنه يضيع وقته مع شابة ... مرتبطة بغيره , أوه , كم كان تصرفك معه باردا ومؤلما! لن أنسى أبدا نظرات العاشق المسكين عندما طلبت منه مغادرة الشقة ! هيا , أكملي!". " كانت لديه أخت تدعى سيلفيا ... أرملة , وثرية الى درجة التخمة". " وما علاقتها بالموضوع؟". " أعجبها خطيبي , يا سيدتي , أعجبها كثيرا , لأنه كان لديه كل ما تطمح اليه ... مكانة رفيعة في المجتمع , ثروة لا بأس بها تجعله غير راغب بأموالها , وبيت جميل في الحي الأرستقراطي المناسب , أنا متأكدة تقريبا من أنها هي التي كانت سبب مشكلتي الحالية , رفضت محاربتها , ألتقينا مرارا في الحفلات والمناسبات الأجتماعية , وكانت تبذل كل مرة جهودا مضنية لجذب أهتمامه والأستئثار بأنتباهه , أمطرته أطراء وثناء , وتقبل طبيبي الوسيم كل ذلك برحابة صدر... وسعادة , لم يتخل أبدا عن حبه لي أو أهتمامه بي , ولكنها مهدت له الطريق بعناية فائقة , المسكين! أنني حقا أشفق عليه ! ". توقفت لحظة , ثم تابعت بهدوء حزين: " الأمر الذي لا يمكنني تناسيه أو غفرانه هو عدم ثقته بما حذرته منه, ورفضه العنيد لما قلته له, أصر على القول أنه ليس من الممكن أن تخدعه عيناه , وهكذا كان!". " هكذا كان, ماذا , يا تيريزا؟". " لن أكمل ما لم أتأكد أنك ستصدقينني ". تأملتها ماري فترة طويلة , وكأنها تذكرها بعمق الصداقة التي تربط بينهما , أقتنعت تيريزا بذلك التأكيد الصامت , وقالت: " شكرا يا ماري, وأعذريني على هذا التشكك الذي لا ضرورة له أطلاقا, لم أكن مضطرة أبدا للتحدث معك أنت عن الثقة , ولكن الأحداث التي مررت بها في الفترة الأخيرة جعلتني أنظر الى الحياة والمثل العليا من زاوية غير صحيحة , ها قد عدت الى الكلام الفارغ ". " لديك كل الوقت لتفعلي ذلك, فأنا لن أختفي من هنا". " أتصل بي ميتش سوندرز في أحد الأيام , ويدا كأنه يجد صعوبة في أختيار الكلمات المناسبة , كان يتحدث بأنفعال عن أخته , ويريد مني نصيحة طبية , قلت له أنني ممرضة في سنتها الثالثة , وطلبت منه الأتصال بأحد الأطباء , قاطعني بعصبية بالغة , مصرا على التحدث معي أولا كي أنصحه بما سيفعل, سألته عن مشكلة أخته التي تبدو بصحة ممتازة , فلم يجب لفترة طويلة , ثم قال لي بصوت منخفض ينم عن الخجل الشديد , أنه أكتشف بين أوراق شقيقته معلومات مذهلة ومؤلمة عن صحتها , وأنها لا تفعل شيئا لمعالجة نفسها , طلبت منه أن يأخذها فورا الى أحد المستشفيات , ولكنه قال أنها من النوع الذي لا يمكن أرغامه على أي عمل لا تريده ... وخاصة أذا جاء الأقتراح من أخيها , توسل اليّ لأقبل بموافاته الى مكان ما , لكي نبحث الأمر بالتفصيل , رجاني أن أطلب من الطبيب ديريك مان التحدث معها , علّه يتمكن من أقناعها , وعدني بأطلاعي على كافة التفاصيل المتعلقة بصحتها , لأنه يثق بأستقامتي , يا لهذه الكلمة! دعوته الى الشقة ولكنه رفض ذلك , قائلا أنه لا يريد أحراج خطيبة الطبيب بأي شكل أو آخر, أتفقنا في النهاية على اللقاء في أحد المطاعم , وما أن أنتهينا من حديثنا , حتى أتصل بي ديريك ودعاني الى السهرة , كنت حائرة ومترددة , فقلت له أنني أفضل عدم الذهاب بسبب التعب والأرهاق , أخبرته ذلك في وقت لاحق , صدقيني , يا ماري , لم أكن أنوي خداعه , وعدت ميتش بمقابلته لهدف نبيل , وقررت في تلك اللحظة ألا أفشي سره لأحد .... حتى لديريك , أوه , كم كنت غبية ورعناء!". كانت ماري تصغي أليها بأهتمام بالغ , مما شجعها على متابعة الحديث بدون تردد أو أحراج , قالت: " وجدت ميتش في سيارته على منعطف قريب من المطعم , بدا منفعلا بعض الشيء , وقال أن المطعم مكتظ بالزبائن ... وقد نلتقي أحدا من معارفنا وأتعرض بالتالي لثرثرة أنا بغنى عنها , لم يخطر ببالي آنذاك سبب هذا التحول المفاجىء في تصرفاته وأهتمامه المتزايد بالحفاظ على سمعتي , بدا قلقا للغاية , فقبلت أقتراحه بالذهاب الى مكان آخر , ذهلت عندما أوقف السيارة في مكان يشرف على المدينة , لم أعترض على الفور ظنا مني أنه يحاول أيجاد الكلمات المناسبة لأطلاعي على تفاصيل المشكلة الصحية لأخته , سألني بتردد عن صحتي وأحوالي , مضيفا أنه لم يرني منذ فترة طويلة , فأجبته بأنني بخير , وطلبت منه الدخول في الموضوع , لاحظت أنه يماطل بعض الشيء, ويتأمل منعطف الطريق بشكل وثيق , وما هي الا لحظات ,حتى أقترب مني وكأنه يتفادى أنوار سيارة كانت مقبلة نحونا ببطء شديد , وقفت السيارة الثانية قربنا ونزل منها ... ديريك! يا للأثارة! فتح بابي وسألني بتهذيب بالغ أذا كان بأمكانه أيصالي الى البيت , بعدما تنشقت ما يكفيني من الهواء النظيف ... والنسيم العليل, كان المشهد يا ماري , مثيرا للضحك". " يا له من متعجرف أحمق!". " لا , أيتها العزيزة , فقد تصرف كسيد محترم طوال الوقت , تطلعت نحو ميتش كي يبادر الى شرح الموقف , ولكنه أمسك بمقود سيارته , وقال أن بحث الموضوع يتحمل التأجيل الى وقت لاحق , الخسيس! شعر المسكين ديريك وكأنه أصيب بالصميم , قال له أن ذلك لن يتم أبدا , أذا كان الأمر عائدا اليه , ودّعه بلهجة جافة وجملة مقتضبة ثم ذهبنا". وراحت تيريزا تسرد على صديقتها تفاصيل ما جرى بعد ذلك , قالت أنها وقفت أمامه بعزة وكبرياء , وهو يسألها عما أذا كان وجودها مع ميتش هو ضمن موضوع النوم باكرا , تنهدت بأنزعاج واضح , ثم بدأت تعيد على مسامع ماري تفاصيا الحوار الذي جرى بينها وديريك. " لا أزال أنوي النوم باكرا , يا ديريك , كنا على وشك بحث مسألة مفاجئة تتطلب التكتم والسرية". " أوه , سرية الى درجة كبيرة ... كما لاحظت! كانت السرية بالطبع تحتم عليه الأقتراب منك الى تلك الدرجة!". " أتصل بي ميتش وطلب مقابلتي لبحث موضوع خاص , وعد بأن أبحثه معك أنت بالذات في وقت لاحق". " لا شك في أنه خاص جدا, لدرجة أن بحثه يتطلب مغادرتك شقتك ومقابلته في منطقة تسمى ... طريق العشاق". " أوه , ديريك! لا تكن سخيفا! لم يكن الأمر هكذا على الأطلاق , المسألة طبية , وليس فيها أي شيء آخر , هل أرتاح بالك الآن؟". " مسألة طبية ؟ أرتاح بالي؟ هل تحاولين الأيحاء لي بأن ميتش يسعى للحصول على مساعدتك لأنقاذه من ورطة مع أحدى صديقاته ؟ ". " لا أعرف تفاصيل المشكلة , لأنه لم يتمكن من أطلاعي عليها بسبب مجيئك , كل ما أعرفه أن لديه مشكلة مع أحدى النساء , ولكن ليس بالطريقة التي تعنيها أو تتصورها , ثم ... كيف تجرؤ على التلميح بأنني أتورط في ...! أوه , كيف عرفت بوجودي هناك ؟". " تلقيت أتصالا هاتفيا .... من مجهول". " مجهول! هذه مكيدة يا ديريك , وسوف أصارحك بكل شيء , من المؤكد أن سيلفيا لا تعاني من أي مشكلة صحية , وميتش الخائن الحقير هو الذي رسم الخطة للأيقاع بيننا!". " سيلفيا ؟ ما بها؟ هل هي مريضة؟ أشرحي لي الأمر بالتفصيل يا عزيزتي". " أتصل بي ميتش للتحدث معي على أنفراد بصدد مرض ما تعاني منه سيلفيا , كان متوتر الأعصاب الى درجة تثير الشفقة , ووافقت على أقتراحه لهذا السبب فقط". " ولماذا قيل لي أنها لم تكن المرة الأولى التي تشاهدان فيها معا في ذلك المكان؟". " رباه , ديريك! ألا يمكنك الوثوق بكلامي؟ أنت تثق بي بالتأكيد , أليس كذلك؟". " أتت سيلفيا اليوم الى العيادة لأعالجها من مشكلة بسيطة , لا تستدعي أطلاقا مخاوف شقيقها ... كما ورد في روايتك للقصة ". " روايتي؟ هل هذه الكلمة تعني أنك لم تصدقني ؟ أوه , ديريك , الأفضل لنا أن نتحدث في موضوع آخر , مجيء سيلفيا اليوم الى العيادة يثبت ... روايتي , أيها العزيز , ولكن الأتصال الغامض هو محاولة متعمدة لأحداث شرخ عميق في العلاقة بيننا ... هل لديك أي فكرة عن هوية الشخص؟ هل هو رجل أم أمرأة؟". " لا أدري , كان الشخص يتمتم هامسا وكأنه يتحدث من تحت الماء". " لماذا لم تقل لذلك الشخص أن يذهب الى الجحيم؟ هل سيطر حب الأستطلاع على طبيعتك الطيبة وثقتك بي؟". " لديّ سمعة معينة ومكانة مرموقة يجب المحافظة عليهما , فلو شاهدك فعلا أحد الأصدقاء هناك , لتصور أشياء بعيدة عن الواقع , أردت التأكد بنفسي من عدم صحة هذا الأدعاء , وشعرت فعلا بصدمة حقيقية عندما رأيتك معه, في أي حال , سأكتفي بهذا القدر من الأيضاحات وأنسى الموضوع بكامله , ولكن لا تورطي نفسك بعد الآن في أمور كهذه , أبعثي لي بأي مريض محتمل ... فأنا الطبيب , أيتها الحبيبة". تنهدت تيريزا للمرة العاشرة , ثم تابعت سرد قصتها لماري. | ||||
23-07-09, 09:31 PM | #14 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| "سألت نفسي مرارا , بعد ذهاب ديريك , عما أذا كان ميتش يخطط للأيقاع بي, من كان يعلم بوجودي هناك غيره, ولماذا أخذني الى ذلك المكان بالذات ؟ شعرت بأن أخته هي المخطط الرئيسي , ووراء محاولة تشويه سمعتي بالنسبة الى ديريك , حاولت تناسي الموضوع وأعتباره من أحداث الماضي , ولكن الضربة القاضية جاءت بعد أسبوعين فقط من تلك القصة , أوه , ماري! كنت أتصور الحب بطريقة أخرى ... أعتبره رمز النقاوة والعفة والطهارة ! أصطدمت بصخرة الأحلام التي بنيتها لنفسي , وتحطمت عليها كل آمالي! لا, لا , الحب ليس الا مزيجا من الأوهام والأكاذيب". " مهلك , يا صغيرتي, أنت اليوم في وضع معين, ولكن أرجوك ألا تدعي هذه الأفكار السوداء تغوص الى أعماق قلبك ومشاعرك , هيا أكملي". " كنت في قسم الطوارىء , عندما أتصلت بي سيدة طالبة النجدة , ذهبت فورا الى المنزل المحدد . فأستقبلتني على بابه ... سيلفيا , نعم , يا سيدتي, سيلفيا , فتحت فمي لأصب عليها جام غضبي , ولكنها بدأت تتهاوى أمامي وسكبت عليّ محتويات كوب العصير الذي كانت تحمله , ساعدتها للوصول الى الغرفة وقمت بما يمليه علي الواجب كممرضة , أستفاقت بسرعة من الأغماء المؤقت وشكرتني على أهتمامي بها , معتذرة في الوقت نفسه عما فعلته بثيابي, توسلت أليّ لطي أنظف ثوب التمريض الأبيض قبل مغادرتي الشقة, وأعطتني معطفا لأرتديه أثناء ذلك , عدت الى الغرفة بعد دقائق , فتبين لي أنها غادرت المكان ! وفجأة , فتح الباب ودخل ديريك ! أكتشفت منه بسرعة , وأنا أقف حائرة مذهولة , انه تلقى أتصالا هاتفيا من مجهول ليحضر الى ... شقة ميتش ! أنهمرت على بالطبع أتهاماته القاسية , ولم يترك لي مجالا لأطلاعه عما حدث , لم أرد البقاء مع رجل لا يثق بي الى هذه الدرجة , فقدمت له أستقالتي في اليوم التالي ... وقررت الأبتعاد عن طريقه". " وسيلفيا؟". " لم أرها بعد ذلك أبدا , حاول ديريك الأتصال بي مرات عديدة , ولكنني رفضت مقابلته أو التحدث اليه ... بأستثناء مطالبته بالأستفسار من سيلفيا عن حقيقة الأمر , فكرت كثيرا بالعمل في مستشفى آخر , لأن الأموال التي ورثتها عن والدي سوف تنضب عاجلا أو آجلا". نظرت أليها ماري بحنان ظاهر , وقالت: " كنت سأفعل الشيء نفسه , أيتها الحبيبة , وأنا أشكرك لأطلاعي على ما حدث معك , أنت هنا على الرحب والسعة , ويمكنك البقاء معنا طالما أنا على قيد الحياة". دمعت عينا تيريزا , وقالت لماري بتأثر بالغ: " شكرا جزيلا , أيتها الحبيبة , أنا حقا محظوظة لوجود أصدقاء أوفياء مثلك, سأساعدك في البيت , وفي أي شيء آخر تطلبينه ". " هيا , ها! لا أريد منك شيئا سوى تمتعك بالراحة ومحاولتك نسيان الماضي , لدينا هنا مجموعة كبيرة من أفضل الخيول , وعدد لا بأس به من ملاعب كرة المضرب ... وناد للرقص .. صدقيني , يا تيريزا , فالشبان هنا لن يتركوا لك أي فرصة ... للبكاء على الأطلال". | ||||
24-07-09, 01:17 PM | #15 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| 2- الفارس المنقذ وقفت تيريزا صباح اليوم التالي تتأمل التلال والسهول والأشجار , وتملأ رئتيها بالهواء النقي , أنضمت أليها صديقتها بعد لحظات , وقالت: " أنه منظر رائع , أليس كذلك؟". " بكل تأكيد, أوه , ماري , هل يمكنني القيام بعد الفطور بجولة في هذه المنطقة؟ أشعر وكأن تلك الأشجار الخلابة تناديني وتصر على حضوري". " صرخة البراري ودعوة الطبيعة! أنتبهي , يا تيريزا! فأما أن تبتعدي عنها كليا , وأما أنك ستعلقين بها حتى النهاية ولن تعرفي بعد ذلك طريق العودة ". " وزوجة سكوت ميلوارد ؟ هل كانت صماء عمياء لا تسمع نداء الطبيعة ولا ترى جمالها وجاذبيتها ؟". " لم تخلق أيلاين لمثل هذا النوع من الحياة , تحب المدينة وكل ما توفره لها من أسباب الرفاهية والترفيه عن النفس , وحياتنا هنا...". " هل كان ... هل يحبها كثيرا؟". أجابتها ماري بصراحتها المعهودة , وبدون تردد : " كان يحبها حتى الجنون". لم تعلق تيريزا بشيء على الموضوع , بل ظلت صامتة بعض الوقت ثم قالت مازحة: " كل ما أريده اليوم هو القيام بجولة قصيرة, لن أستمع خلالها الى أي من نداءات الطبيعة , هل تعتقدين أن دان سيسمح لي بأستخدام الحصان الأسود؟". " طبعا, لكن عديني بأنك لن تبتعدي كثيرا , العمال كلهم اليوم في الحقول وليس لدي أحد هنا لأرسله معك , كما أنني لست قادرة على مرافقتك بسبب الطفلة". " أعدك بذلك , هيا الآن لنأكل , فأنا جائعة كثيرا ويتحتم علي الأهتمام بصحتي ... ووزني". أنضم اليهما دان , وتناول الثلاثة فطورهم وهم يثرثرون ويضحكون , وبعد مساعدة ماري في أدخال الصحون الى المطبخ , أمتطت تيريزا صهوة الجواد وأنطلقت في جولة تنتظرها بفارغ الصبر , أعجبتها فسحة جميلة بين الأشجار , فنزلت عن حصانها وراحت تقفز بفرح وسرور ... وتغني, أوه , سكون منعش وطقس جميل... يزيد من روعتهما نسيم بارد وزقزقة عصفور , يا لهذه الطبيعة الخلابة! وفجأة , سمعت وراءها صوتا يشبه الزئير. أستدارت بسرعة لتواجه بأضخم حيوان شاهدته في حياتها, شعرت في قرارة نفسها أن قفزة واحدة من ذلك الثور سوف تقضي عليها خلال لحظات , ضرب الأرض بحوافره , فجمدت في مكانها تفكر بأفضل طريقة للنجاة من الكارثة المرتقبة , رأت خيالا على بعد مئات الأمتار , فأحست بالأرتياح , ولكن الرجل لم ينتبه اليها , وحوّل حصانه الى جهة أخرى , دب الفزع والهلع ثانية في قلبها , فصفرت بقوة شديدة جعلت الحصان يتوقف بصورة مفاجئة ... خائفا مذعورا , تطلع الرجل نحوها , ثم قال لها بصوت عال لتسمعه: " لا تتحركي من مكانك ... سوف أبعده عنك, أستعدي للأمساك بذراعي والقفز ورائي , ها أنا آت!". صرخ بأعلى صوته كرعاة البقر , ثم هجم بحصانه نحو الثور وهو يلوح بيده , ذعر الحيوان الكبير وفر هاربا , فيما أمسك الرجل بذراع تيريزا الممدودة ورفعها الى حصانه بسهولة ويسر فائقين , تذكرت تيريزا في تلك اللحظات قصص الفرسان الشجعان , وأفتر ثغرها عن أبتسامة أمتنان وأرتياح , ولكن السرعة الهائلة للحصان التي كان منطلقا بها , أفزعتها وأرعبتها , هل أنقذها هذا الرجل الشجاع من الثور ليدق عنقها , أو يحطم عظامها بسبب هذه السرعة الجنونية , صرخت به متوسلة: " توقف! أوه , توقف, أرجوك! ". خفف الرجل من سرعة حصانه وألتفت نحوها , فقالت له متلعثمة: " ليست ... ليست هذه وجهتي , يا سيد.... يا سيد ميلوارد ! بيتي ... بيتي في الجانب ... الآخر". أوقف سكوت جواده قرب المنطقة التي تركت فيها حصانها , ثم نزل وحملها بين ذراعيه القويتين لأنزالها الى الأرض, كانت ترتجف كورقة في مهب الريح , فلم يتركها على الفور ... بل ظل ممسكا بها بعض الوقت , حاولت جاهدة الوقوف بمفردها على قدميها , كي تتمكن من الأبتعاد عنه... وعن نظراته التي تكاد تذيبها , ستغرق... ولكنه أبعد ذراعيه عنها ببطء شديد وتراجع خطوة الى الوراء , قائلا بهدوء: " ستكونين بخير , يا آنسة ستانتون , ذهب ثورك الهائج بعيدا , ولن يعود". " لا أعرف كيف أشكرك, يا سيد ميلوارد , كنت مذعورة جدا... وكنت أنت في غاية الشجاعة لأنقاذي بتلك الطريقة...". " كان ذلك من دواعي سروري , يا آنسة , ولست بحاجة لتقديم الشكر". " أنا حقا ممتنة لك , لمن هو ذلك الثور يا ترى , وهل كان فعلا يشكل خطرا حقيقيا على حياتي ؟ من المؤكد , أنك أفزعته جدا بصراخك القوي". أبتسم سكوت وقال لها: "أعذريني , أيتها العزيزة , على تلك الطريقة الدراماتيكية التي أنقذتك بها , يظل الصبي صبيا يحب الأثارة والتباهي بشجاعته وفروسيته , حتى ولو أصبح في سني , هل بأمكانك الآن أيجاد طريق العودة بدون صعوبة؟". هزت رأسها ايجابا وكررت شكرها له, بعد الأعتذار عن الأزعاج الذي سببته له , ثم أمتطت حصانها وعادت الى منزل صديقتها , يا له من رجل مزاجي غريب الأطوار! لماذا أعتذر منها عن أنقاذه لها ؟ ولماذا تلك النكتة عن عقلية الأحداث وطعم الأثارة ؟ لماذا لا تزال تشعر بحرارة جسمه وقوة ذراعيه اللتين طوقتاها لبعض الوقت؟ و... ابتسم لها دان الذي كان آتيا لتوه من العمل , وسألها ممازحا: " هل كنت خارج البيت طوال هذا الوقت , يا حلوتي؟ يا لك من شيطانة صغيرة!". " أوه , يا دان , هل حان موعد الغداء ؟ لم أشعر أبدا بمرور الوقت , أرجو ألا تكون ماري غاضبة". ظهرت صديقتها في تلك اللحظة , وقالت : " سوف ألغي الأتصال الهاتفي الذي أجريته مع الشرطة بهدف البحث عنك , لا , لا تخافي , لم أتصل بالدائرة , مع أنني كنت فعلا أنوي ذلك , في أي حال...". طوقها دان بذراعه , ثم قبّها وقال مداعبا: " هيا, هيا أيتها الحبيبة , دعي الصبية تشرح موقفها". " أياك والمغازلة , يا دان رورك , أريدك أن تعرف جيدا أني امرأة متزوجة ومحترمة , هيا يا تيريزا ستانتون , أجلسي ... واشرحي لنا ما جرى". ضحكت تيريزا من الجدية التي أفتعلتها صديقتها مع زوجها وقالت: " لا يمكنكما تصور ما حدث معي اليوم . ألتقيت ثلاثة مخلوقات برية خلال أقل من ثلاث دقائق , خاف الأول مني كما خفت منه , وهرب كل منا في أتجاه معاكس , حاصرني الثاني على صخرة عالية , وكاد يودي بحياتي , أما الثالث , الذي كان يمتطي حصانا , فقد أنقذني من الثاني , هل تصدقان هذه القصة؟". حدقا بها بأستغراب واضح, فأنفجرت ضاحكة , وجهت ماري الى زوجها نظرات ذات معنى , فوقف رافعا يده كأنه يهدد تيريزا بمعاقبتها كطفلة صغيرة. " أرجوك , يا دان , لا تضربني , سأخبرك الحقيقة!". أبتسم دان وماري , فبدأت تيريزا تردد على مسامعهما تفاصيل ما جرى معها , ولما أنتهت من رواية قصتها , لاحظت أن ملامحهما لم تتغير أو تتبدل". " يبدو أن عملية أنقاذي الدراماتيكية لم تثر أيا منكما على الأطلاق". أستفاقت ماري من ذهولها وقالت: " يا لها من حادثة مثيرة ". " كان وجود سكوت في تلك المنطقة صدفة عظيمة , سأراكما في وقت لاحق". تنهدت ماري مرة أخرى , وقالت بشيء من الحدة: "يا لها من تجربة قاسية , وخاصة تلك السرعة الجنونية التي أطلق فيها سكوت حصانه , سوف أتحدث معه بهذا الخصوص , أوه , تيريزا , ثمة شيء يحترق في المطبخ!". تضايقت تيريزا كثيرا لشعورها بأنها كانت ضحية حادثة مفتعلة مع ذلك الرجل المقيت , لا شك في أنه حاول أذلالها , ستعرف جيدا كيف ستواجهه ... هذا المخلوق الذي يتصور بأنه يستطيع التحكم بالأنسان والحيوان على حد سواء ! سيطرت على أعصابها المتوترة بسرعة مذهلة , وأبتسمت لزوج صديقتها عندما عاد الى الغرفة وقالت: " أعتقد أن الغداء جاهز , أيها العزيز دان , هل من شيء يزعجك؟ لماذا تنظر الي بهذه الطريقة؟ أوه, أنك بالتأكيد متضايق من التطلع الى وجهي المتسخ , سأغسله على الفور , يا سيدي !". أرسلت له قبلة في الهواء , ثم غادرت الغرفة على عجل , وأثناء الغداء , قررت تيريزا متابعة أسلوب المراوغة والدهاء , أذا كانا يريدان مساعدة سكوت على أيقاعها في شباكه , فسوف تعرف كيف ستتصرف معهما , تظاهرت بأنها تذوب غراما وهياما , وهي تقول لصديقتها: " أعذريني , أيتها الحبيبة , على التأخير الذي أقلقك , أما وقد أطلعت على تفاصيل تلك الحادثة المروعة , أفلا تظنين أن اللقاء يستحق كل ذلك العذاب والذعر ؟ أوه, يا له من فارس شجاع رائع! لا شك في أن قلبه توقف عن الخفقان عندما ...". " تيريزا , أعتقد أنني ... أظن... أعني أن عليك...". " لماذا هذا التلعثم يا ماري؟ حاولي أن تجمعي أفكارك قبل الأدلاء بأي تصريح , والا فأنك ستوقعين جانيس تيريزا بمشكلة مماثلة". " حقا ؟ أوه, تيريزا ! أنا لا ... أتلعثم ... دائما . ولكني .... ولكني أريد أن أقول ...". " ها قد عدت اليها ثانية , أيتها العزيزة , يا لسخافتي! أنت تشعرين الآن بالقلق , وهذا هو سبب الأنفعال , أعرف ماذا تريدين قوله لي , ولكني أعرف كيف أتصرف بطريقة جيدة , سوف أشكر ذلك الرجل الشجاع... بأسلوب رقيق ناعم , تأكدي من ذلك , يا ماري!". أستعدت ماري للتعليق على كلام ضيفتها , ولكن تيريزا سارعت الى تغيير الموضوع وبدأت تحدثها عن طفلتها وتسألها عن كافة أمورها ... لحين أنتهاء الجميع من تناول طعامهم , وعندما حان موعد عودة دان الى عمله , توقف برهة ليذكّر زوجته بأن سكوت ميلوارد سيتناول معهم طعام العشاء , ألتفتت تيريزا نحو صديقتها بعد خروج دان , وقالت: " أشعر بالأسف أتجاه السيد ميلوارد , يا ماري , هل تعرفين السبب؟". " ما هو السبب, يا عزيزتي؟". " أفكر جديا في عرض خدماتي عليه... بالنسبة لمليندا , ألم ينقذ الرجل حياتي ؟ ثم... أليست خبرتي في التمريض عاملا أيجابيا فيما يتعلق بالمؤهلات المطلوبة ؟ لن يرسلها الى المدرسة في الوقت الحاضر لصغر سنها , ولذلك , فهي بحاجة لممرضة وصديقة أكثر من مربية وصديقة أكثر من مربية أو معلمة". " لا! يجب ألا.... ألا...". " أنت تتلعثمين مرة أخرى, ماذا دهاك يا ماري؟ لم تكوني هكذا في الماضي , أيتها الحبيبة , لا تغضبي , فأنا أمازحك , هل تعنين أن عمري لا يسمح لي بتحمل مثل هذه المسؤولية , كما قال لي سكوت بمجرد وصوله الى المحطة؟". " لا , لم أقصد ذلك , ولكن ... أوه , تيريزا ...". " لا بأس , يا عزيزتي , سأعرض عليه الفكرة أثناء العشاء , أما الآن , فقد حان موعد القيلولة والراحة , أوه , كم أنا بحاجة أليها! الى اللقاء بعد حوالي ساعتين , أيتها الصديقة الغالية". | ||||
24-07-09, 01:50 PM | #16 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| 3عرض...... وقبول أرتدت تيريزا أجمل ثيابها , أستعدادا لمقابلة .... المنقذ الشهم! نظرت اليها ماري بأعجاب ظاهر , فيما قام دان من مقعده تأدبا وأحتراما , حيتهما بغنج وهي تنضم اليهما , ثم راح الثلاثة يتبادلون بعض الأحاديث العادية بأنتظار وصول الضيف الآخر , وفجأة لاحظت بأستغراب شديد أنها تفكر بخطيبها السابق طوال ذلك النهار , هذا لا يعني أنها نسيته , ولكن يبدو أن شخصا آخر يستحوذ على أنتباهها ... شخصا يعتبرها فتاة سخيفة تحتاج الى أحداث مثيرة لتنفض عن نفسها غبار الضجر والملل , حدقت بماري ودان طويلا , ثم سألتهما: " بالمناسبة , لماذا وصفني جاركما بأنني المثقفة المدللة؟". فتح دان فمه ليعتذر , ولكن زوجته سبقته الى ذلك قائلة: " أنا المذنبة , يا عزيزتي , عندما تحدثنا مع سكوت عن وصولك المرتقب, ركزت كثيرا على ماضيك الأدبي والفني , أنت تعرفين بالتأكيد مدى محبتي وأحترامي للأستاذ الكبير , المغفور له والدك , سمعني سكوت مرات عديدة أتحدث عن شخصيته القوية وأفكاره الذكية النيّرة , وأعتقد أنه رسم في مخيلته صورة فتاة لا يهمها شيء في الحياة سوى الفكر والثقافة , هذه لست أهانة , يا حبيبتي , أنا أذكر بوضوح تام كم كنت تفضلين مثلا مكتبة والدك الغنية عن الحفلات والسهرات". قبلت تيريزا ايضاح صديقتها برحابة صدر , قائلة أنها فهمت الموضوع الآن على حقيقته , وما أن أنتهت من جملتها , حتى دخل سكوت وحيا دان وماري بود ظاهر , بدا جذابا وأنيقا للغاية , وسرّها بأنه يتأملها بأعجاب , صافحها بحرارة , وقال: " أسعدت مساء, يا آنسة ستانتون , كيف حالك اليوم؟". " بخير والحمد لله , يا سيد ميلوارد , كيف...". تدخل دان قائلا بلهجة مرحة: " أوه, لا داع لهذه الرسميات بحق السماء , أسمه سكوت, وأسمها تيريزا". أبتسم سكوت وقال لها بصوت دافىء: " مرحبا , يا تيريزا". حيّته مرة أخرى , مستخدمة أسمه الأول , ولكنها أنّبت نفسها على تلك النعومة التي ظهرت في نبرة صوتها , وحذرت قلبها من التهور والأندفاع , يجب عليها أتخاذ جانب الحذر والحيطة مع هذا...الرجل الساحر الماكر! أخذت كوب العصير من دان , ثم أستدارت نحو سكوت وقالت: " أخبرتني ماري عن أبنتك , كيف حالها؟". " بخير , شكرا , ولكنها تضايقت كثيرا لعدم أحضارها معي". " هل تمكنت من حل اللغز الغامض بالنسبة... بالنسبة الى المربية؟". " نعم , أتصل بي الشخص المسؤول بعد ظهر اليوم لأبلاغي بأنها مريضة , ولا يوجد حاليا أي شخص آخر ليحل محلها , أعني ... سيدة تكون لديها المؤهلات الضرورية". " كممرضة مثلا؟". تدخلت ماري على الفور , قائلة لضيفها : " أنا متأكدة من أنك ستجد سيدة أخرى قبل ذهاب فيرا". أبتسمت تيريزا وقالت له: " ماري قلقة بخصوصك أنت ومليندا , يا سكوت , لديّ عرض أريد مناقشته معك في وقت لاحق , أذا كان الأمر يهمك ". دخلت الخادمة في تلك الآونة , وأعلنت للموجودين أن العشاء جاهظ, أمسكت ماري بذراع صديقتها بحدة , وسارت وأياها قبل الرحلين , وأثناء أحاديث العشاء العادية , أغتنمت تيريزا فرصة مناقشة فيلم سينمائي وقالت: " أنا أحب أفلام رعاة البقر والفروسية والبطولات , وما حدث معي صباح اليوم يشبه الى درجة كبيرة أحداث أفلام كهذه ,,, أشكرك ثانية , يا سكوت , على ما قمت به , كانت عملية مثيرة للغاية ... وشجاعتك أعجبتني كثيرا وبددت مخاوفي , مع أن السرعة الهائلة أفزعتني في البداية ". " يسعدني جدا أنني ذكّرتك بأفلامك المفضلة , يا تيريزا". " بما أن الصداقة بدأت تتوطد بيننا جميعا , فلماذا لا أحدثك الآن عن العرض الذي...". قاطعتها ماري وكأنها تنهرها : " تيريزا ! تيريزا!". " نعم , يا عزيزتي ؟ أوه , أعرف أنك ستحذرينني من أن السيد ميلوارد ... سكوت ... سوف يرفض العرض الذي سأتقدم به, ولكنني سأتقدم به, بغض النظر عن النتيجة المرتقبة". | ||||
24-07-09, 07:19 PM | #18 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| تطلعت نحوه بهدوء تام, وهي تعلم بالتأكيد أنه سيرفض عرضها . أرادت مشاهدة نظرات الأحتقار والأستهزاء الباردة في عينيه , قبل أبلاغه بأنها كانت تمازحه , قالت له: " أنا ممرضة في سنتها الثالثة , وهذا يشمل تدريبا مكثفا في أجنحة الأطفال , أذا لم يكن لديك أعتراض جدي على صغر سني , فأنا مستعدة للأعتناء بمليندا على الأقل لحين ايجادك مربية... أو ممرضة أخرى , وها أنا أتقدم الآن بطلب لملء المكان الشاغر". خيّم الصمت طويلا , ولم تظهر في عينيه أو ملامح وجهه أي دلائل على الأحتقار أو الأشمئزاز , ألتفت نحو ربة البيت وقال لها بتأدب: " هل تسمحين لما يا ماري , بالذهاب الى قاعة الجلوس لنبحث معا في هذا العرض السخي؟". وافقت ماري بصوت مرتعش الى حد ما, متحججة بالذهاب الى ابنتها والأهتمام بها , كذلك ... تذكر دان أمرا هاما في المزرعة , وأعتذر عن أضطراره للذهاب , أصبحا وحدهما... وشعرت تيريزا فجأة بأنها لم تعد تريد أي نظرات أحتقار أو تهكم وسخرية في رد فعله, أنّبت نفسها كثيرا على سوء تصرفها معه, و... " هل سيوافق خطيبك الطبيب على عملك في منزل رجل مطلق؟". فوجئت بسؤاله الهادىء , فأخذت بعض الوقت لتحليله... قبل أن تشعر بالألم يعصر قلبها , هل تألمت بسبب فقدانها خطيبها , أم نتيجة أعترافه بكل بساطة أنه تخلى نهائيا عن المرأة التي يحبها حتى الجنون؟ رفعت رأسها بشموخ , وقالت: "ديريك وأنا لم نعد مخطوبين , كما أنني أستقلت من وظيفتي في المستشفى". " حسنا , قبلت عرضك , أتصور أنك تريدين تمضية يوم أو يومين مع ماري قبل ممارستك مهامك الجديدة , هل يناسبك يوم الأربعاء المقبل؟". صعقت بموافقته السريعة, فلم تعرف كيف تجيبه أو تعلق على كلامه , أقترب منها, وقال لها بلهجة جافة الى حد ما: " من الواضح أن أربعة أيام ليست كافية , لا ألومك , يا عزيزتي , فلك كل الحق بأجازة طويلة , ولكنني في وضع حرج بسبب أستقالة المربية الحالية , سوف تتزوج ... المسكينة ". دفعتها السخرية اللاذعة الى الرد بسرعة: " ليس كل زواج فاشلا , يا سكوت , أنا خسرت خطيبا وأنت فقدت زوجة , ولذلك فأننا ننظر الى الحياة نظرة قاتمة , أما دان وماري مثلا , فهل هناك أسعد منهما في حياتهما الزوجية؟". " أنت شابة في ريعان الصبا , أيتها العزيزة تيريزا , من المحتمل جدا أن تعود المياه الى مجاريها مع خطيبك ... السابق , أو أن تجدي هذا الذي يسمونه حبا مع شخص آخر , وعليه , فلا تقارني بين مشكلتك ومشكلتي , أنا لم أعد شابا في مقتبل العمر ". " ولكنك لست عجوزا , يا سكوت , سيزول بعد فترة ., وستفتح أمامك قريبا آفاق جديدة , ثم ... لديك ما يعوضك بعض الشيء عن خسارتك الفادحة... لديك أبنة رائعة تحبها وتسعى لأسعادها , أما الحب بالنسبة اليّ , فهو مجرد أوهام...". " لا ترهقيني بالتفاصيل, يبدو أننا أبتعدنا عن موضوعنا الأساسي". دخل دان في تلك الآونة وهو يطوق خصر زوجته بمحبة وحنان, ثم سألهما مازحا : " ما هي هذه الأمور الجدية التي تبحثانها؟". " أوه, أمور جدية للغاية تدور حول قلبين محطمين , وأخشى أيها الصديق , أنني سأخسر موظفة محتملة ". كاد الغيظ يفقدها سيطرتها على نفسها , ولكنها أبعدت وجهها عن نظراته الساحرة الجذابة وقالت لماري بلهجة أخفت حقيقة مشاعرها: "وافق سكوت , أو بالأحرى السيد ميلوارد , على طلبي ... وسوف أبدأ العمل يوم الأربعاء المقبل , لم ألتق مليندا بعد, ولكنها أذا كانت طيبة وكريمة النفس كوالدها العجوز , فلا داع أبدا للقلق , لا تجزعي , أيتها العزيزة , فسوف أزورك بين الحين والآخر , ما رأيكم جميعا بفنجان قهوة؟". أجابها سكوت بسرعة , قائلا بمرح ظاهر: " عظيم , وبالمناسبة , يمكنك مناداتي بأسمي الأول ". ثم ألتفت نحو دان وماري وقال: " أبلغت تيريزا قبل لحظات , وأريدكما أن تعرفا ذلك أنتما أيضا , أن الطلاق أصبح نهائيا – وضعت ماري يدها على ذراعه بمحبة وحنان , قائلة: " لا أدري ماذا أقول لك , يا سكوت , ولكنني أعتقد صراحة , وبكل أسف , أن الطلاق في أوضاع كهذه أمر لا بد منه ". | ||||
25-07-09, 02:16 PM | #19 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| أما دان فلم يتفوه بكلمة واحدة , ألا أن نظرات الصداقة الحقيقية حملت أسمى معاني التعاطف والمشاركة , تدخلت تيريزا على الفور لأشاعة جو من الفرح , فقالت: " يا للمفارقة العجيبة! سكوت ميلوارد يستعيد حريته , وتيريزا ستانتون تسعى وراء العبودية!". أبتسم سكوت وقال لها : " شكرا لك , يا تيريزا... يا شمس الصباح التي تخفف آلالآم وترفع المعنويات". أمضى الأربعة بعد ذلك فترة طويلة من المرح والسرور , ولما حان وقت ذهاب سكوت , شكر صديقيه على دعوتهما اللطيفة وطلب من دان أحضار ... الفتيات الثلاث ... بعد ظهر اليوم التالي لشرب الشاي , وبعد خروجه , تطلعت ماري نحو صديقتها وقالت: " ماذا فعلت بنفسك , يا فتاة؟". " بدأت المسألة كنكتة أردت أستغلالها للأنتقام منه , ومن عنجهيته , ولم أكن أحلم بأنه سيقبل عرضي , وعندما تحداني بالقول أنني قد لا أكون راغبة في البدء خلال أيام قليلة , لأنني أريد التمتع بوقتي , رفضت كرامتي التراجع عن العرض". علّق دان على الموضوع بشكل ايجابي للغاية , مثنيا على قرار تيريزا ومؤيدا خطواتها , ثم أضاف قائلا: " سيكون سكوت كريما معك فيما يتعلق بالأمور المادية , هل بحثت معه هذا الموضوع؟". " لم يخطر ذلك ببالي أبدا !". " أذا كنت حقا مصممة على تولي هذه المهمة , فلا مبرر أبدا للقلق , سكوت أنسان طيب , وخاصة عندما يكون الأمر متعلق بأبنته". بعد ظهر الأحد توجهت تيريزا مع عائلة صديقتها الى منزل سكوت ميلوارد ... لتجده ينتظرهم في الحديقة الواسعة ومعه أبنته ومربيتها المستقيلة , هجمت مليندا على كل من دان وماري , وعانقتهما بحرارة وشوق بالغين , ثم أمطرت الطفلة جانيس بالقبل , وتحولت نحو تيريزا لتتأملها بدقة وعناية , تم التعارف بسرعة بين المربيتين من جهة , وبين تيريزا ومليندا من جهة أخرى , ابتسمت الصغيرة , وقالت: " شعرك , يا تيريزا ,كأشعة الشمس ... وعيناك مثل ... مثل ماذا يا أبي؟ لا , لا تقل , تذكرت ... عيناك كزرقة السماء , تيريزا جميلة جدا , أليس كذلك يا أبي؟". " شكرا , يا مليندا , أنت أيضا جميلة جدا". أحضر سكوت كرسيا لتريزا , وقال: " أخذت عني أبنتي حبها للطبيعة ... وللجمال , أتصور أنكما ستقيمان علاقات طيبة فيما بينكما". " لا شك أبدا في هذا الأمر , ولكنني لا أدري ما أذا كنت سأحب وجود والدها قربنا بأستمرار". جلس قربها وسألها بصوت رقيق ناعم يحمل بعض التحدي : " هل يزعجك وجودي الساحر الى هذه الدرجة , أم انك تستخدمين هذا العذر للتهرب؟". يا لجاذبيته الساحرة ! أبعدت وجهها عنه قليلا , وقالت بعنفوان: " لست من النوع الذي يتهرب أو يتراجع عن كلمته , كما أنني لست معتادة على أختلاق الأعذار". ثم تطلعت بسرعة نحو فيرا , وقالت لها: "علمت أنك ستتزوجين قريبا , يا آنسة سميث , أرجو أن تقبلي تمنياتي بمستقبل سعيد وزاهر". " شكرا, يا آنسة ستانتون , عمل خطيبي بجد ونشاط مذهلين لنشتري بيتا خاصا بنا , أنتظرنا طويلا , ولكننا حققنا بحمد الله ما كنا نصبو اليه , أنا مسرورة جدا لأنك ستعملين مع السيد ميلوارد, مع أن عمرك ... أعني ... مليندا فتاة طيبة جدا ولكنها...". " لا تخافي , يا آنسة سميث , أنا في الحادية والعشرين من عمري , وممرضة في السنة الثالثة , وقادرة تماما على تحمل المسؤولية ... مهما كانت , وعليه , فأنا لست صغيرة كما تتصورين .... وآمل ألا يشاطرك الرأي السيد ميلوارد هذا الرأي!". " لا , أيتها العزيزة , فأنا واثق من قدرتك ومؤهلاتك , سوف نبحث التفاصيل في وقت لاحق , لأنني أريد الآن من دان مرافقتي الى الأسطبل لمشاهدة الحصان الذي أبتعته في الآونة الأخيرة , أنه عنيف جدا , ولكنني سأروضه". تأملته تيريزا طويلا , وهي تقول لنفسها أنه قادر على ترويض أي شيء بدون تعب أو عناء , وسمعت ماري تعلق على كلامه بالقول: " ما من أحد أفضل منك في هذا المضمار , يا سكوتأوه تيريزا , يجب عليك مشاهدة هذا الرجل ممتطيا حصانا , ومن المؤكد أن الدماء ستتجمد في عروقي أذا رأيته مرة يروض حصانا بريا ! لو لم يكن سعيد الحظ لدرجة لا تصدق , لكان دق عنقه منذ فترة بعيدة " ضحك سكوت وقال: " الأعناق لا تدق بمثل هذه السهولة , أيتها الصديقة المتعطشة للدماء , على الأقل , ليس بالسهولة التي...". ابتسمت تيريزا لأخفاء أرتباكها , وقاطعته قائلة: " تتحطم فيها القلوب ! ألم يكن هذا ما كنت تنوي قوله؟ لا , لا يجوز أجراء مقارنة بين هذين الأمرين , فالقلوب المحطمة يمكن أن تعود الى سرورها وبهجتها ... مع مرور الزمن". أقتربت منها مليندا في تلك اللحظة , وقالت: " تعالي , يا تيريزا , لأريك طفلتي الصغيرة , أنها نائمة مثل جانيس , ولذا يجب التحدث همسا... أو حتى الأمتناع عن الكلام لحين عودتنا الى هنا". قال لها والدها بلهجة حازمة الى حد ما: " سوف تشرب تيريزا الشاي الآن ثم تذهب معك". " أبي, أرجوك! أريدها أن تأتي الآن!". تردد سكوت قليلا وتطلع نحو تيريزا , فقالت للصغيرة بصوت قوي حنون: " على الفتيات الصغيرات الأصغاء دائما لللآباء وأطاعة تعليماتهم , وعليك أنت أيضا تعليم طفلتك على الأستماع اليك, لكي تصبح مثلك تماما.... فتاة طيبة عظيمة". شرب الجميع الشاي , ثم ذهبت تيريزا مع مليندا لمشاهدة لعبتها الجميلة التي تسميها أبنتها , لحقت بهما ماري بعد قليل , وقالت لتيريزا عندما التقتا في قاعة الجلوس: " أتمنى لو أن سكوت يفعل شيئا بالنسبة لهذه المفروشات والستائر !". " أنها فعلا مزعجة ! راودني الشعور ذاته وأنا في الحمام , ورحت أتخيّل التغييرات الهائلة التي يمكن القيام بها فيما لو سنحت لي الفرصة لذلك". " ربما تمكنت , يا عزيزتي , من أحداث تغييرات كثيرة ... أذا عرفت كيف...". " تذكري أن هذا المنزل يخصه هو , وأنني لست أكثر من مجرد موظفة , ثمة أمر واحد فقط قررت القيام به , ولو كان ذلك على حسابي , وهو استبدال الستائر في غرفة مليندا". وقفت ماري وتيريزا بعد ذلك تتأملان الجياد الأربعة , فيما كان دان , وسكوت يتبادلان بعض المعلومات حول الحصان الجديد , وفجأة , أقترب أحد الجياد من تيريزا وراح يداعب كتفها برأسه , أخرج سكوت قطعا من السكر من جيبه , وأعطاها اياها قائلا : " يبدو أن أفروست أحبك, يا تيريزا , أطعميه هذه القطع , فهو يحب الحلوى الى درجة كبيرة , أعتبريه حصانك طوال فترة وجودك هنا , عامليه جيدا , فيخلص لك ويطيعك حتى لو أمرته بالقفز الى الوادي". حان وقت العودة , ففتح سكوت باب لسيارة لتريزا , وقال: " لم نتمكن من بحث التفاصيل المتعلقة بعملك هنا , ولكن يمكنك البقاء مع ماري حتى الأحد المقبل , سأتحدث معك خلال هذا الأسبوع حول الأمور المالية , وأي موضوع آخر يهمك أو تريدن معرفته , هل لا زلت موافقة على الأعتناء بمليندا؟". " نعم , يا سكوت , فأبنتك أعجبتني كثيرا". " عظيم , لقد كسبنا بذلك نصف المعركة , ومن الواضح أن الأعجاب متبادل ... من جانب مليندا". من جانب مليندا قط ! لا بأس , فلديه أسبوع كامل ليعود عن رأيه , وقررت تيريزا أنها ستثبت له , في حال أستخدامها , مدى فداحة الخطأ الذي أرتكبه بحقها , ستبرهن لهذا المتعجرف المتغطرس أنها ليست كبعض النساء الضعيفات... لن تضعف أمامه ... ستواجهه بكل قواها! | ||||
25-07-09, 05:22 PM | #20 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| 4- الأستعداد للمجابهة كانت تيريزا تعمل بجد ونشاط في الحديقة , عندما شاهدت ظل أنسان يتحرك قربها, ألتفتت بسرعة الى الوراء , فرأت سكوت ينحني ليساعدها وهو يقول: " مرحبا, أيتها العزيزة , يبدو أنك منهمكة في العمل لقطع دابر الأعشاب البرية المؤذية , دعيني أساعدك". كانت وجنتاها محمرتين بسبب الشمس والتعب , ولكن الأحمرار أزداد قوة وترسخا نظرا لوصوله المفاجىء وملامسته ذراعها بطريقة الصدفة , تسمرت في مكانها لحظات طويلة , فأستدار نحوها قائلا بلهجة سكان المنطقة: " السيدة لا تحكي اليوم , آسف جدا , سوف ينسحب المسكين ...". " طبعا يمكنني التحدث ... أذا أردت ذلك". رفع رأسه نحو وجهها الغاضب , وقال بحدة: " أذن , أطلب منك بكل تهذيب وأحترام ... أن تفعلي ذلك, لأنني أتيت لبحث الترتيبات الخاصة بعملك". ثم وقف قربها, وتابع قائلا بلهجة أكثر نعومة: " هل تعلمين أن العمل في مثل هذا الحر الشديد ضار للغاية؟ أنظري الى نفسك... وجهك كثير الأحمرار ... ومتسخ , هيا , أسرعي وأغسلي وجهك , لنشرب الشاي ونتحدث في أمور هامة, ما بك تنظرين اليّ هكذا؟ هل أصبت بضربة شمس؟". " تصورت أنك على عجل...". " صحيح, ولكنني مستعد للتضحية ... أذا قبلت أستضافتي بعض الوقت , هيا , يا فتاة". تأملها وهي تتوجه نحو الباب بعصبية غاضبة , ثم ناداها قائلا: "لا تكرهيني الى هذه الدرجة , يا حبيبتي , فالكراهية , على ما يبدو, تجعل طريقة سيرك مثيرة جدا ... وأستفزازية!". أستفزازية حقا! كيف يجرؤ على أستخدام كلمة حبيبة؟ ومن يظن نفسه ليطلب منها , كطفلة صغيرة , أن تغسل وجهها؟ ستعرف كيف تواجهه... هذا اللعين! ولكن عليها الأسراع في العودة, والا فأن هذا المتغطرس المتعجرف سيتبعها الى الحمام , ماذا سيردعه؟ أخلاقه؟ تهذيبه؟ عادت بعد قليل ومعها الشاي, فوجدته مستلقيا على الأرض , تأملت وجهه الجذاب الذي لفحته الشمس , وشفتيه الجميلتين اللتين... " شاب وسيم جدا, أليس كذلك؟". " جمال الأنسان في أعماله وتصرفاته". " آه, هكذا يقولون ! تعجبني فطنتك وكمتك , أيتها الشابة الحلوة". " شكرا على هذا الأطراء , كم قطعة سكر تريد , يا سكوت؟". " واحدة, شكرا". أخذ فنجان الشاي من يدها , ثم دخل فورا صلب الموضوع الذي حضر لأجله قائلا: " يمكنك الأستعانة عند الضرورة بخادمة مليندا الخاصة, كليو , أذا أردت زيارة أحد, أو الخروج من البيت لأي سبب أو آخر , تتولى كليو مهمة الأعتناء بمليندا , ولكنني لا أريدك أن تغادري المنزل , ما لم أكن أنا أو مدير أعمالي جيم في الجوار , يجب أعداد ترتيبات محددة كلما أردت مغادرة البيت, هذا أمر بالغ الأهمية بالنسبة الي". " حسنا , سأفعل ذلك ". " لنبحث الآن الأمور المالية , هل يمكنني معرفة ما كنت تتقاضين في المستشفى؟". أطلعته بسرعة وأيجاز على دخلها الشهري الشامل , بما في ذلك المنح والساعات الأضافية وما شابه , نظر اليها بأستغراب بالغ, وقال: " يا له من مبلغ تافه! هل كان كافيا؟". " الى حد ما , وخاصة للذين يعيشون في المستشفى". " وماذا بالنسبة الى المال الذي ورثته عن والدك؟". أجابته بصراحة وبدون تردد : " أنفقت معظمه على دراستي , ولكن الباقي يكفيني لمدة سنة تقريبا ... أذا عرفت كيف أتصرف به". عرض عليها سكوت مبلغا كبيرا , فأحتجت قائلة أن عملها لا يستحق هذا الدخل المرتفع , أصرّ على عرضه , وقال: " أنا لا أعتبره أبدا مبلغا كبيرا , أذا كانت مليندا سعيدة وتتمتع بصحة جيدة ". " أذا تبيّن لي أن الخدمات المطلوبة مني لا تستحق دخلا كهذا فسوف أرفضه رفضا قاطعا". وقف سكوت , وقال لها باسما: "لنترك الجدل حول هذا الموضوع الى وقت آخر , هل أخبرتك ماري عن الحفلة الراقصة التي ستقام في القرية مساء السبت المقبل؟". " نعم, وسوف نكون هناك بأذن الله". " سيكون من دواعي سروري أن أرافقك ومليندا الى الحفلة". " أوه! هل علم دان وماري بهذا .... القرار". " لا , ولكنني سأطلعهما على ذلك قريبا". " أعتقد أن العرف يقضي أولا بالطلب من السيدة ذات العلاقة , ثم...". " هل تسمحين بمرافقة مليندا ووالدها الى تلك الحفلة؟". تجاهلت سؤاله اللطيف , وتابعت جملتها بعزم وأصرار: " أتصور أنه ليس من المناسب أبدا أن يصطحب رجل ممرضة أبنته الى ... حفلات راقصة وغيرها من...". نظر اليها بحدة وقال: " لتذهب التقاليد والرسميات الى الجحيم , هل تريدين مرافقتي الى الحفلة؟ تذكري أنك لن تباشري العمل قبل الأحد المقبل , وبالتالي فلن توني مع رب عملك اللعين!". طالبها قلبها بالقبول فورا, وأصر عقلها على التروي وعدم الأندفاع وراء العاطفة , ولكن ... لما لا ؟ قالت له بهدوء مزعج : " أقبل دعوتك المهذبة جدا , يا سيد ميلوارد ... ربما لأن مليندا بحاجة ماسة لوجود شخص لا يستخدم مثل هذه الكلمات النابية ". خيم الصمت بينهما لفترة طويلة , راح كل منهما خلالها يتأمل الآخر ويحلل شخصيته , وأخيرا , قطع سكوت حبل الصمت قائلا: " يبدو أنني سأمضي حياتي أعتذر لك عن هذا التصرف أو ذاك , موعدنا تمام السادسة من يوم السبت , الى اللقاء , يا آنسة , تحياتي لماري ودان". أخبرت تيريزا صديقتها أثناء العشاء عن زيارة سكوت ودعوته المفاجئة وقالت: "تصورا أنه لم يبحث الموضوع معي , بل أكتفى بالقول أنه سيأخذني الى الحفلة! هكذا! أبتسمت ماري رغما عنها , وقالت لصديقتها: " هذا هو أسلوبه في المعاملة , ومن النادر جدا أن يبحث أو يناقش , ولكنني أستغرب الى حد ما رغبته في الذهاب الى مثل هذه الحفلات, فهو لا يعير الرقص أي أهتمام يذكر , يبدو , يا عزيزتي , أنه بدأ يميل اليك!". " تبا له من المؤكد أنه يفكر بأمور أخرى ... وضيعة!". " أنت شابة جذابة جدا , فلماذا لا يحاول الفوز بقلبك قبل أن يختطفه شبان آخرون ؟ أنا واثقة من أنها أمور رفيعة , وليست وضيعة ". تدخل دان عندئذ , قائلا: " يبدو على الأقل أنه تخلى نهائيا عن حمل مشعل ايلاين , وهذه بحد ذاتها خطوة بالغة الأهمية". " لماذا تركته يا دان؟ هل يعقل أن يكون أنزعاجها من هذه المنطقة السبب الوحيد لقرارها؟ هل هي بارعة الجمال؟". " نعم, والى درجة كبيرة, لم يحدثني سكوت في هذا الموضوع , ولكنني أعتقد أن ثمة أمرا حدث في العاصمة و...". توقف دان عن الكلام , فأكملت زوجته رواية القصة: " ذهب سكوت مرة في رحلة عمل لمدة أسبوع , ولكنه عاد فجأة في اليوم الرابع , لم يجد زوجته وأبنته , وعلم أنهما ذهبتا الى العاصمة , تبعهما الى المدينة وعاد في اليوم التالي... ومعه مليندا فقط , لم يعرف أحد ماذا جرى هناك, كما أن سكوت يرفض منذ ذلك الحين التحدث ولو بطريقة غير مباشرة عن سبب أختفاء ايلاين من حياته". " حدث هذا الأمر قبل عامين , وراح سكوت بعد ذلك يمضي معظم وقته في المزرعة , ولكنه بدأ يكثر في الآونة الأخيرة رحلاته الى العاصمة , ولا أدري ما أذا كان ذلك بداعي العمل... أو الغرام ". " لا تهتمي كثيرا بما يقوله هذا الزوج المحتال يا تيريزا , سوف نمضي سهرة رائعة مساء السبت , خاصة وأن جميع أصدقائنا متشوقون لمقابلتك, أرتدي أجمل ثيابك وتألقي , أيتها العزيزة , لنريهم كيف يكون الجمال الخلاب والذوق الرفيع". | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|