آخر 10 مشاركات
♥♥ حضورك بإسم رواية او قصه ♥♥ (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          131- حقيبة الجراح - جانيت ديلي - ع.ق ( كتابة / كاملة )** (الكاتـب : أمل بيضون - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          الشبح * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : زهرة نيسان 84 - )           »          قلبُكَ وطني (1) سلسلة قلوب مغتربة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Shammosah - )           »          لا..للخضوع لك! (66) للكاتبة: لين غراهام (الجزء الثالث من سلسلة عرائس متمردات)×كاملة× (الكاتـب : Dalyia - )           »          جواهــــــــر(1) *مميزة و مكتملة * .. سلسلة البَتلَاتْ الموءوُدة (الكاتـب : البَتلَاتْ الموءوُدة - )           »          متزوجات و لكن ...(مميزة و مكتمله) (الكاتـب : سحابه نقيه 1 - )           »          دين العذراء (158) للكاتبة : Abby Green .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-02-13, 11:49 AM   #1

درة الاحساء

نجم روايتي ومشرفة سابقةومصممه

 
الصورة الرمزية درة الاحساء

? العضوٌ??? » 213582
?  التسِجيلٌ » Dec 2011
? مشَارَ?اتْي » 6,499
?  نُقآطِيْ » درة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond repute
Rewitysmile25 من ورق /لكاتبة سنوايت ،فصحى، مكتملة






بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

::::رواية ::::

من ورق

::::بقلم::::

سنوايت




مقدمة

يجد عبد الرحمن نفسه متزوجا من فتاة يتيمة تصغره بثمان سنين فقدت والديها في الحرب. ماذا سيفعل عبد الرحمن مع هذه الطفلة؟! و هل سيتركها ترحل من حياته لتعود لخطيبها السابق؟ أم أن ذلك الزواج الورقي سيتحول لزواج حقيقي!؟!




التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 20-10-13 الساعة 09:56 PM
درة الاحساء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-02-13, 11:52 AM   #2

درة الاحساء

نجم روايتي ومشرفة سابقةومصممه

 
الصورة الرمزية درة الاحساء

? العضوٌ??? » 213582
?  التسِجيلٌ » Dec 2011
? مشَارَ?اتْي » 6,499
?  نُقآطِيْ » درة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond repute
افتراضي



بسم الله نبدأ

الفصل الأول


طويل، نحيل، أبيض اليشرة، واسع العينين، مقوس الحاجبين، بشفتين زهريتين، شعر حريري كثيف، و أسنان ناصعة البياض، كنت أصف لكم شابا يثير غيظي، أنا لا أراه شابا، بل أراه فتاة مدللة، كان يتصرف بتعالي، و بدلال، باختصار كان فتاة، و لم أكن أطيقه أبدا.
هاهو جالس على كرسيه على بعد عني و يمسك القلم و يكتب على دفتره بخطه الأنيق المعتاد، و يصغي للمعلم، مكانه ليس وسطنا، بل في ثانوية الفتيات المجاورة، لا أعرف كيف أصبح بهذا الشكل؟! فوالده رجل محترم، و والدته -كما علمت من أمي و التي كانت تعرفها - محترمة للغاية، من أين جاء بهذا الدلال!؟! ربما لأنه ينتمي لعائلة ثرية و ذات مكانة اجتماعية! كانوا جيراننا و عائلتينا متحابتين للغاية! فقط أنا و هو لا نطيق بعضنا! فوالدي يحب والده، و أمي تحب أمه، و أختي تحب أخته! أما البقية فهم لم يتعارفوا لأنهم يعيشون في مدن أخرى!
الحمد لله أن السنة الدراسية على وشك الانتهاء و لن أراه بعد اليوم، فأنا لست بالطالب النجيب و عندما حصلت عل شهادة الثانوية العامة كانت نسبتي متدنية، لكنني لم أهتم، التحقت بمعهد في العاصمة و عشت عند أخي الأكبر، نحن نمتلك مبنى للعائلة في العاصمة، الطابق الأول لأخي الأكبر و عائلته، الطابق الثاني لأخي الأوسط و زوجته – تزوج حديثا – و الطابق الثالث لأبي و أمي و أختاي، الطابق الرابع كان لي، في الحقيقة لم آخذ سو نصف طابق، مجرد غرفة نوم و حمام ملحق بها و غرفة جلوس متصلة بمطبخ مفتوح على غرفة الجلوس!
كنت أذهب للمعهد و هناك أقضي نهاري و عندما أعود مع أصحابي نذهب لمنزل أحدهم لأنني لا أستطيع تقديم أي شيء لهم في شقتي، بعض الأحيان تجهز زوجة أخي الأكبر بعض القهوة و الشاي، لكنني لم أكثر من دعوتهم حتى لا أزعجها، و بعد ذلك أنام في سريري الواسع و الذي هو في الواقع مخصص لشخصين لكنني كنت أحب الأسرة الواسعة لأنني أصبحت ضخما في الآونة الأخيرة، ازداد طولي بشكل ملحوظ و كذلك عرضي، و خشن صوتي أكثر، و كنت أمارس التمارين الرياضية التي منحتني بعض العضلات و إن كنت غير محتاج لها فجسدي ضخم بما فيه الكفاية!
بعد ثلاث سنين من الدراسة تخرجت و حصلت على وظيفة مكتبية في إحدى البنايات الحكومية، كنت أجلس على المكتب أوقع الأوراق و في بعض الأحيان أقرأها أما معظم الوقت فأوقعها دون مبالاة، و معظم الوقت أجلس محدقا بالساعة أنتظر انتهاء الوقت لأذهب لأصحابي!
لا أظن أنني ذكرت لكم الكثير عن عائلتي، أبي – عبد الله – رجل محترم جدا و يمتلك بعض المحلات و عائلتنا ثرية، ليست فاحشة الثراء، لكننا نعيش في وسع و راحة، أمي – ساره – امرأة رقيقة للغاية، و حنونة معنا كثيرا، على الرغم من أنني أصبحت في السادسة و العشرين إلا أنها ما تزال تتصل بي يوميا و تطمئن على حالي، أخي الأكبر – حسام – متزوج و لديه طفلتان و فتى، و تليه شقيقتي – مريم – و هي طبيبة أطفال، و هي لطيفة جدا و معتدة بنفسها و جميلة للغاية، خطبها الكثيرون لكنها كانت ترفضهم و تريد البقاء دائما للاهتمام بأبي و أمي و شقيقتي الصغري، بعدها أخي – أحمد – و قد تزوج حديثا من ابنة خالي و هو مهندس حاسب و يعمل مع أخي الأكبر في العاصمة، و الآن أصبحت أعمل معهم في العاصمة، و أخيرا شقيقتي الصغرى – نور – و هي ما تزال طالبة في الثانوية، و هي الآن في السنة الأخيرة لها، و هي فتاة ذكية و متفوقة على عكسي تماما، و أنا أحبها كثيرا – ربما لأنها كانت أصغر مني – و لكنها أيضا لطيفة جدا و قد بدأت تصبح فتاة جميلة جدا و هي ظريفة للغاية.
في السنتين الأخيرة بدأت بعض المشاكل و نذائر الحرب، و قد تمكنت من الحصول على عطلة لأسبوعين فعدت أدراجي للمدينة الزراعية عند أهلي لأساعدهم على الانتقال للعاصمة، فنور تريد دخول جامعة العاصمة، و قد جهزوا كل شيء لها، اخذت الطائرة و عندما وصلت للمنزل كانت نور في مدرستها تأخذ ملفاتها و شهادتها و تودع صديقاتها، و قد جهزت لها هدية مميزة – خاتم ألماسي بداخله الحرفين الأولين من اسمها (ن ع) و تاريخ تخرجها، و قد انتظرت عودتها كي اهنئها شخصيا بتخرجها.
عندما دخلت من الباب وجدت أمي تستقبلني بحفاوة، عانقتني بحنان و امتدحتني قائلة:
- لقد كبرت كثيرا!!
رأيت مريم و التي كانت أجمل من قبل، عانقتني هي الأخرى بحرارة و قالت:
- لقد تغيرت كثيرا!!
كانوا جاهزين للانتقال و قد وضعوا الحقائب في السيارة و قال أبي أننا سننطلق بعد عودة نور من المدرسة، كان سيذهب لإحضارها من المدرسة بعد ربع ساعة، اعطتني أمي كأس عصير بارد لارتاح قبل عودة نور و انطلق بهم للعاصمة، فأنا من سيقود السيارة، ارتحت على الأريكة الواسعة في الشرفة في انتظار انطلاق أبي لإحضار نور، و كان الجو هادئا أغلقت عيناي لأرتاح لدقائق قبل أن تأتي أمي لتجلس بجانبي و تتحدث معي و تسالني عن أحوالي و عملي، طمأنتها إلى أنني سعيد جدا و مرتاح جدا، ارتاحت لسماعها هذه الكلمات، خرج أبي و قال:
- سأذهب لإحضار نور!!
هززت رأسي و قلت:
- عندما تعودون سأكون جاهزا!!
استدار متجها للباب عندما سمعنا أصوات صفارات الانذار، نهضت و حدقت بأبي الذي تجمد في مكانه ينصت للأصوات قبل أن يتداوى في المكان أصوات انفجارات، صرخت أمي و أمسكتها بقوة و في نفس اللحظة خرجت مريم و قالت:
- ما الذي يحدث!؟!
عندها دوى انفجار آخر فصرخت مريم و سقطت في الأرض أمسكها أبي و قال:
- علينا أن نخرج من هنا قبل أن ينهار المنزل فوق رؤوسنا!!
خرجنا و أنا ممسك بأمي و ابي ممسك بمريم، عندما وصلنا للسيارة التي كنا قد جهزناها ربكناها و شغلت السيارة ثم تذكرت نور، فقلت:
- نور!! إنها ما تزال في المدرسة!!
قالت مريم:
- يا الهي!! يجب أن نذهب إليها بسرعة!!
كانت المدرسة قريبة من المنزل فعدت بالسيارة للوراء و انطلقت بالسيارة لكنني سرعان ما لمحتها تركض في الشارع متجهة للمنزل فأوقفت السيارة و ركضت نحوها و قلت:
- نور!! نور!! هل أنت بخير!؟!
ارتمت على حضني و بكت بخوف و قالت:
- ما الذي يحدث!؟!
قلت:
- اركبي!! سننطلق من هنا!!
صعدت السيارة و انطلقت بها مسرعا و أصوات الانفجارات القريبة تجعل كل من في السيارة يصرخ و يخبئون وجوههم بين أيديهم و نور تتعلق بي و تصرخ و تقول:
- يا الهي عبد الرحمن توقف!!
التفت نحوها و قلت:
- ماذا!؟!
قالت:
- نادين!! منزل نادين!! لقد تهدم!!
التفت نحو المنازل المنهارة حولنا و أوقفت السيارة و أمي تقول:
- يا الهي!! لقد انهار المنزل!!
قالت نور و هي تنزل من السيارة:
- لقد كانت معي قبل قليل!! لقد خرجنا من المدرسة معا!!
و ركضت مسرعة نحو المنزل المنهار قالت مريم:
- نور!! عودي!! المكان خطر في الخارج!!
قالت أمي:
- ها هي هناك!!
نزلت من السيارة و لحقت بنور التي ركضت وسط الفارين متجهة نحو فتاة واقفة تحدق بالمنزل المنهار و ارتمت عليها و احتضنتها لتصرخ الفتاة و تقول:
- لقد انهار!! لقد قتلوهم!! نور!! يا الهي!!
كان شعرها الأشقر الطويل يلمع تحت نيران الانفجارات لألمحها بوضوح فاسرعت الخطى نحوهن و قلت:
- المكان هنا خطر!! يجب أن نسرع بالهرب!!
امسكت نور بيدي الفتاة الشقراء الباكية و قالت:
- نادين!! تعالي معنا!!
هزت الفتاة رأسها بالنفي و قالت:
- لا!! دعيني أموت!! أريد أن أموت معهم!!
قالت نور:
- نادين أرجوك!! لنسرع بالهرب!!
و أمسكت بيدها تجرها لكن الفتاة صرخت قائلة:
- لا!! سأبقى هنا معهم!!
دوى انفجار في المكان فصرخت الفتاتان و تعلقتا ببعض و كان الانفجار قريبا و لمحت في السماء بعض الطائرات التي تقترب فامسكت بالفتاتين و جررتهن بقوة و قلت:
- لا وقت للكلام الآن!! لنسرع!!
ركضت نور معي أما الفتاة الشقراء فقاومتني و قالت:
- لا!! دعني!!
عندها تركت يد نور و جررت الفتاة بالقوة و أدخلتها السيارة و ركبت نور أيضا ثم ركبت أنا و أنطلقت مسرعا و لا أدري إلى أين أنا متجه، فقط اريد الابتعاد عن الخطر!! سمعت أصوات بكاء من المقعد الذي خلفي!! إنها الفتاة الشقراء تبكي و تدفع مقعدي و تقول:
- أنزلني!! أريد النزول!! أريد أبي!! أريد أمي!!
قالت أختي مريم و التي كانت بجانبها:
- نادين!! أرجوك يا حبيبتي!!
صرخت و قالت:
- لا أريد الذهاب معكم!! دعوني و شأني!! أريد العودة للمنزل!! أريد أمي!!
لمحت مخرجا أمامي فاخذته و وجدت نفسي على الطريق السريع المؤدي للعاصمة، أصوات الانفجارات خفت و تقريبا تلاشت، و عدى عن صوت بكاء الفتاة التي خلفي لم يكن هناك أي صوت آخر، قدت لمسافة قبل أن أجد أمامي نقطة تفتيش توقفت و نظر الشرطي لنا و اقترب فمددت له بطاقتي و بطاقة أبي تفحص بطاقتي و قال:
- عبد الرحمن عبد الله!؟!
قلت:
- نعم!!
نظر نحو أبي و قال:
- أنت عبد الله محمد!؟!
هز أبي رأسه بالإيجاب فنظر الشرطي نحو أختي نور التي كانت جالسة بيني و بين أبي و قال:
- ما اسمك!؟!
تلعثمت نور و قالت:
- نور!!
بحث عن اسمها بين الأسماء الموجودة على بطاقة أبي و عندما وجد اسمها نظر نحو أمي التي كانت تجلس خلف أبي و قال:
- و أنت!؟!
قالت:
- ساره!!
عندما وجد اسمها وجه سؤاله نحو أختي مريم التي قالت:
- مريم!!
وجد اسمها ثم نظر نحو الفتاة الباكية و قال:
- أنت!؟!
نظرت نحو العينين الواسعتين الغارقتين في الدموع و هي تحدق نحو الشرطي بذعر ثم قالت بصوت خافت:
- نادين!!
بحث في البطاقتين ثم قال:
- اسمها ليس مسجلا هنا!؟!
و وجه سؤاله لي فتلعثمت أبحث عن جواب و قلت أول كلمة ظهرت على بالي:
- إنها خطيبتي!!
لمحت العينان الواسعتين تحدقان نحوي بتعجب من خلال المرآة، قال الشرطي:
- و ماذا تفعل معكم!؟! أين وليها!؟!
قلت:
- لقد كانت معي نشتري خاتم الخطوبة عندما حصلت الانفجارات!! عندما عدنا وجدنا منزلها قد انهار!! لم نستطع تركها وحدها!!
نظر الشرطي نحو الفتاة و قال:
- هل هذا صحيح!؟!
نظرت نحو العينين القلقتين نظرتا نحو الشرطي بتردد ثم هزت رأسها بسرعة مؤيدة أقوالي سكت الشرطي لثوان غير مصدق فقلت:
- هل تتصور أنني سأخطفها!! أرجوك!! و ها هو الخاتم إن لم تكن تصدق!!
و أخرجت الخاتم الذي اشتريته هدية لنور فتحه الشرطي و حدق بالحرفين الموجودين على الخاتم (ن ع) و ياللمصادفة!! فهي اسمها نادين و أنا اسمي عبد الرحمن!! هز الشرطي رأسه باستسلام و أعاد الخاتم لي و سمح لنا بالعبور، انطلقنا و نحن صامتين لبعض الوقت، و تعجبت من نفسي، كان عندي ملايين الأعذار، أي عذر غير هذا العذر، أبي ينظر نحوي و بعد فترة من الصمت قال:
- من أين لك بالخاتم!!؟
قلت:
- هدية لنور!!
نظرت نور نحوي في حين صمت أبي و أكملنا الطريق صامتين و تلك العينان تنظران نحوي بين لحظة و أخرى ثم تبتعد و أنا لم اجرؤ على النظر نحوها بعد الكلام الغبي الذي تفوهت به، و عندما وصلنا لنقطة تفتيش أخرى اضطررت لتكرار نفس العذر الغبي و انا أشعر بالخجل، فكأنني سعيد بهذه الكذبة الغبية.
بعد مسافة لمحت استراحة فقلت:
- هل تريدون شيئا للأكل أو للشرب!؟!
قالت مريم:
- أريد ماء!!
قالت نور:
- كعك!!
قالت أمي:
- ماء!!
نظرت نحو أبي الذي قال:
- عصير بارد!!
التفت للخلف لكنني لم أنظر نحو الفتاة بل نظرت للأسفل و أنا أدير رأسي للخلف موجها حديثي لها:
- و أنت!؟!
صمتت بعض الشيء ثم قالت بصوت خافت:
- لا شيء!!
التفت نحوي مريم التي نظرت نحوها ثم قالت:
- احضر لها كعكا و عصيرا!!
خرجت من السيارة و اتجهت نحو المتجر و احضرت قوارير ماء و بعض العصائر و الكعك و دفعت ثمنها ثم عدت للسيارة و مددت زجاجة عصير لأبي و قنينة ماء لأمي و لمريم ثم اعطيت كعكا لنور و أخرجت آخر كعكة و عصير و مددتها للخلف لكن أحدا لم يأخذها فالتفت للخلف لأجد الفتاة متجاهلتني و قد وضعت رأسها على الزجاجة بصمت فنظرت نحو مريم التي نظرت نحوها ثم قالت:
- نادين!! الكعك و العصير!!
قالت:
- شكرا!! لا أريد أي شيء!!
تنهدت مريم و أخذتها مني و قالت:
- على الأقل اشربي القليل!!
هزت رأسها بالنفي و قالت:
- لا أريد يا مريم!! أرجوك!!
أخرجت علبة الشاي المثلج التي اشتريتها لي و قلت:
- أتريدين شايا مثلجا!؟!
قالت:
- لا شكرا!!
التفتت نور نحوها و قالت:
- نادين!؟!
قالت الفتاة:
- أرجوك يا نور!! لا أريد أي شيء!! لو اكلت أي شيء فساتقيأ!! معدتي تؤلمني!!
قلت:
- هل أحضر عصير ليمون!؟!
قالت:
- لا شكرا!!
قالت مريم:
- بلى!! أحضر لها عصير ليمون بارد!!
خرجت مجددا و عدت بزجاجة عصير ليمون طبيعي باردة و قلت:
- تفضلي!!
أخذتها منصاعة و فتحتها و ارتشفت منها القليل ثم أغلقتها مجددا قالت مريم:
- أفضل!!؟
هزت رأسها بالإيجاب قالت مريم:
- و الآن كلي القليل من الكعك!!
أكلت صامتة ففتحت علبة الشاي المثلج و شربت منها القليل ثم انطلقت و نحن صامتين لا نريد ذكر ما حدث قبل قليل و لم يكن الوقت مناسبا للتحدث عن أي شيء، لذنا بالصمت و بعد ان مللت من الصمت شغلت المذياع لأسمع الأخبار، أذاعوا أخبار الانفجار الذي حصل قبل قليل و قالوا أن المدينة الساحلية كذلك تعرضت للانفجارات، و اطمئننا لأن العاصمة لم تتعرض لأي تفجيرات، وصلنا لحدود العاصمة و هناك مررنا على آخر نقطة تفتيش و بعد أن شعرت بمهانة مجددا من تكرار نفس العذر دخلنا العاصمة، عبرنا بعض الشوارع قبل أن يصلني اتصال هاتفي على جوالي، كان المتصل أخي أحمد، أجبت فقال:
- الحمد لله!! لقد قلقنا عندما سمعنا الخبر و حاولنا الاتصال بكم لكن لم نجدك!!
قلت:
- لم يكن هناك إرسال!!
قال:
- هل الجميع بخير!!
قلت مطمئنا:
- نعم!! و هم جميعا معي و سنصل بعد ربع ساعة!!
قال:
- الحمد لله!!
ثم نقل الخبر لأخي حسام ثم قال يحدثني:
- سنجهز كل شيء لكم!!
قلت:
- حسنا!! إلى اللقاء!!
و أغلقت الهاتف فقالت أمي:
- من!؟!
قلت:
- أحمد!!
قال أبي:
- هل هم بخير!؟!
قلت:
- أجل!! لقد كانوا قلقين علينا!!
قال:
- الحمد لله!!
عدنا للصمت حتى وصلنا للمنزل هناك وجدنا أحمد واقفا عند الباب ينتظرنا، أوقفت السيارة و نزلنا منها و عانقنا أحمد بفرح و هو فرح لسلامتنا حتى لمح الفتاة الشقراء فسكت و هو يحدق بها فقلت:
- سأحكي لك كل شيء!! انزل معي الحقائب!!
دخل الجميع للمنزل و بقينا أنا و أحمد ننزل الحقائب فقال:
- ما قصة الفتاة!؟!
قلت:
- أتعرف الفتى المدلل!! خالد!!؟
قال:
- أجل!! أذكره!؟!
قلت:
- هذه شقيقته!!
قال:
- أجل!! صحيح!! إنها تشبهه كثيرا!! نفس العينان و الحاجبين و البشرة!! عجبا!! لهذا السبب كان يشبه الفتيات!!
ثم قال:
- و لكن لماذا أحضرتوها معكم!؟!
قلت:
- لقد انفجر منزلهم!!
تعجب و قال:
- ماتوا!؟!
هززت رأسي بالإيجاب فتنهد و قال:
- ياللمسكينة!!
انزلنا الحقائب و أدخلناها المنزل لنجد أمي و أبي و حسام في غرفة الجلوس يشربون الشاي و فهمت أن البقية في الداخل مع زوجتي حسام و أحمد، جلسنا لبعض الوقت نتحدث قبل أن تنضم إلينا مريم فقالت أمي:
- كيف هي نادين!؟!
قالت:
- المسكينة!! بكت لبعض الوقت!! لكنها هدأت الآن!!
قال حسام:
- و ماذا سنفعل بها!؟!
قالت مريم:
- ماذا سنفعل!؟! ستبقى هنا بالطبع!!
نظر نحو أحمد ثم قال موجها حديثه لأبي:
- ستكون هناك مشكلة!!
قال أبي:
- ما الأمر!؟!
قال أحمد:
- لقد جاءوا قبل بضع ساعات لتفتيش المنزل!! و قد تأكدوا من الجميع و...!!
قال حسام:
- ماذا سنقول لهم إذا وجدوا الفتاة!؟!
قالت أمي:
- سنخبئها!!
قال أحمد:
- هم يبحثون عن أشخاص فارين من العدالة و قد فتشوا المنزل غرفة غرفة و حتى أنهم لم يتركوا النساء يتحجبن بل دخلوا المنزل عنوة و فتشوه ركنا ركنا و تأكدوا من بطاقاتنا!!
تنهد أبي و قالت مريم:
- هذه مشكلة!!
ثم قالت لأمي:
- أليس لديها شقيق في المدينة الساحلية!؟!
قالت أمي:
- أظن ذلك!! أجل!! إنه متزوج!!
قالت مريم:
- إذن فقد حلت المشكلة!!
قالت و هي تنهض:
- سأسألها عنه!!
خرجت و غابت لبعض الوقت ثم عادت و قالت:
- لا تحفظ رقمه!! لكنها تقول أنه يعمل في شركة بحرية!!
قلت:
- يمكنني الحصول على الرقم!!
و اتصلت بالإستعلامات و طلبت رقم الشركة فأعطاني الرجل الرقم ثم قال:
- لكنك لن تتمكن من الاتصال بهم!! فالخطوط قد قطعت عنها!!
قلت:
- و متى سأتمكن من الاتصال بها!؟!
قال:
- ليس قبل أسبوع!!
تنهدت و قلت:
- شكرا!!
ثم أغلقت الهاتف و بلغت الجميع فقال أحمد:
- عدنا لنفس المشكلة!!
سكت الجميع يفكرون ثم نظر أبي نحوي نظرة ذات مغزى لكنني لم أفهمه!! فقلت:
- ماذا!؟!



درة الاحساء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-02-13, 11:56 AM   #3

درة الاحساء

نجم روايتي ومشرفة سابقةومصممه

 
الصورة الرمزية درة الاحساء

? العضوٌ??? » 213582
?  التسِجيلٌ » Dec 2011
? مشَارَ?اتْي » 6,499
?  نُقآطِيْ » درة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثاني

حل الظلام و ها أنا ذا ممدد على الأرض و قد التحفت بالملاءات التي أخذتها من عند أخي حسام، نظرت نحو سريري و نحو الشخص الممدد عليه كانت العينان الواسعتان الفزعتان تفتحان و تنظران نحوي بخوف لتتأكدان من أنني موجود في الغرفة ثم تغلقان مجددا، ثم تعودان و تفتحان مجددا و تطوفان في الغرفة بقلق ثم تغلقان، تنهدت و أنا أتذكر ما حدث في الساعات القليلة، لقد أجبرت على تنفيذ خطة أبي لأنه لم يكن أمامنا خيار آخر، ذهبت مريم و أمي لإقناع الفتاة بالفكرة، و أظن أن أمي قد ففرضت الفكرة عليها بدلا من أن تعرضها عليها، و قد قبلت خوفا من أن يأخذوها فيما لو عثروا عليها، طمأنتها نور أن زواجنا سيكون زواجا على الورق و أنها ستكون معها و لن تكون وحيدة، نفذنا كل شيء و ضممتها لبطاقتي الشخصية و لأنهم قد يأتون في أي لحظة فقد أجبرت على النوم معي في شقتي حتى لا يشكون في الأمر، و بما أنها خائفة فكان يتوجب علي أن أنام معها في نفس الغرفة!!
كنت مجهدا فنمت على الفور، لكنني سمعت أصوات ضرب مزعجة فتحت عيناي لأجد الفتاة الفزعة قد جلست تحدق بالباب ثم انتقل نظرها نحوي و قد انتقل قلقها إلي فقد كان الضرب مفزع، نهضت و اتجهت للباب لتنهض و تلحق بي خرجت لغرفة الجلوس و وقفت هي عند باب غرفة النوم و فتحت أنا باب الشقة ليدخل رجال فصرخت هي و عادت لغرفة النوم راكضة فلحقها بعض الرجال برشاشاتهم فقلت:
- دعوها!!
لكن بعضهم أمسكوني و كتفوني و دخل رجل أظنه كان أعلى رتبة، نظر نحوي ثم دخل غرفة النوم و دفعوني ء لأدخل خلفه و هم ما يزالون ممسكين بي، دخلنا الغرفة لأجد الفتاة قد انكمشت على الأرض و قد التصقت بالحائط و هي تبكي و قد غطت رأسها بيديها و ثلاثة رجال متجمعين حولها و مصوبين رشاشاتهم نحوها فقلت غاضبا:
- ابتعدوا عنها!!
عندها ضربني أحدهم برشاشه على معدتي فتأوهة من الألم و أغمضت عيناي و عندما فتحتهما مجددا وجدت الرجل صاحب البذلة المختلفة يقول موجها حديثه لي:
- هل يوجد أحد غيركما هنا!؟!
قلت:
- لا!!
نظر نحو فراشي الموجود على الأرض ثم قال للرجال المتجمعين حول الفتاة:
- فتشوا المكان!!
ثم التفت نحوي و قال:
- أين بطاقتك!؟!
اشرت نحو محفظتي الموجودة على المنضدة ففتح المحفظة و أخرج البطاقة و قرأها ثم التفت نحو الفتاة و قال:
- أنت زوجته!؟!
نظرت نحوي بخوف لأجيب فقلت:
- أجل!! هي زوجتي!!
التفت الرجل نحوي و قال:
- من كان ينام هنا!؟!
و اشار لفراشي فقلت:
- أنا!!
نظر نحو الفتاة المذعورة و قال:
- من كان ينام هنا!!
أشارت نحوي باصبعها و قالت:
- هو!!
التفت نحوي و قال:
- ألست زوجها!؟!
قلت:
- بلى!!
قال:
- و لماذا تنام على الأرض!؟!
قلت:
- تشاجرنا!!
ضحك و قال:
- و تنام على الأرض بجانبها!!
قلت:
- و ماذا في ذلك!؟!
عندها ضربني الرجل برشاشه على معدتي ثم وجه ضربة لوجهي فأغضمت عيناي غير قادر على تحمل الضربات الموجعة في حين سمعت الرجل يوجه كلامه للفتاة قائلا:
- أين هو!؟!
تلعثمت و قالت:
- من!؟!
قال بحزم:
- الذي نام على الفراش!!
عندها قالت:
- هو!!
فقال بغضب:
- زوجك و ينام على الأرض!؟! لو تشاجرتما لنام خارج الغرفة!! و الآن أين الشخص الثالث!؟!
و التفت نحوي و أمسك بوجهي و قال:
- أين يختبيء!؟!
عندها وصلنا صوت الفتاة تقول:
- لقد تشاجرنا و أردت أن اطرده من الغرفة لكنني اخاف من النوم لوحدي فتركته ينام على الأرض!!
التفت الرجل نحوها و حدق بها لثوان في تلك اللحظة دخل رجاله و قال أحدهم:
- لم نجد أحدا سيدي!!
سكت الرجل لثوان ثم أشار للرجال كي يتركوني ثم وضع بطاقتي على المنضدة بجانب محفظتي و مر بجانبي و وضع يده على كتفي و قال:
- لو كنت مكانك لما تركت هاتين العينان تطرفان و هما غاضبتان مني!!
ثم خرج و تبعه رجاله و بعد أن خلت الشقة من أحد سواي أنا و هي أخذت تبكي و هي تقول:
- أين أنت يا أبي!! يا الهي!!أنا خائفة!!
تنهدت و انا أنظر نحوها لكنني كنت أعاني ما يكفيني، فتلك الضربات كانت مؤلمة، دخلت امي و نور الشقة و قالت نور:
- هل نادين بخير!؟!
أشرت نحوها لتدخل أمي و تراها على حالها فقالت:
- صغيرتي!! لا تبكي!!
ثم عانقتها و قالت:
- أرجوك!!
أخذت تبكي الفتاة و تقول:
- أريد امي!!
أخذت نور و أمي تحاولان تهدئتها و عندها دخلت مريم و قالت:
- ماذا حدث!؟!
قلت:
- لقد ظنوا أن هناك شخصا ثالثا!!
قالت:
- و لماذا يظنون بمثل هذا الشيء!؟!
أشرت نحو فراشي ففهمت كل شيء ثم نظرت نحو الفتاة و تنهدت و قالت:
- المسكينة!! لا شك انها كانت خائفة!!
هززت رأسي بالإيجاب فالتفتت نحوي و قالت:
- هل انت بخير!؟!
هززت رأسي فأمسكت بخدي و قالت:
- هل ضربوك!؟!
هززت رأسي بالإيجاب فقالت:
- الأوغاد!!
ثم قالت:
- هل يؤلمك!؟!
هززت رأسي بالنفي و قلت:
- لقد زال الألم!!
ثم خرجت من غرفة النوم و اتجهت للمطبخ و سكبت لنفسي بعض العصير و عندما قربته من شفتي توقفت و تذكرت منظر تلك الفتاة المسكينة فابعدت الكأس عن فمي و اتجهت لغرفة النوم و أعطيت العصير لنور التي قالت:
- خذي يا نادين!! اشربي بعض العصير!!
شربت الفتاة بعض العصير ثم أعادته لنور التي قالت:
- أفضل!؟!
هزت رأسها بالإيجاب و هدأت قليلا فابتسمت نور لها و قالت:
- هيا!! ابتسمي لي!!
هزت رأسها بالنفي و قالت:
- نور أرجوك!!
قالت نور:
- أريد ابتسامة!!
نظرت الفتاة نحو نور لتجدها تبتسم لها فابتسمت و عانقتها فقالت نور:
- و الآن دعيني أنام!!
تركتها الفتاة و قالت:
- حسنا!!
نهضت نور و التفت نحوي و ابتسمت لي و قالت:
- انتبه عليها!!
ابتسمت لشقيقتي الصغرى الحبيبة و قلت:
- تصبحين على خير!!
خرج الجميع و نهضت الفتاة من مكانها و اتجهت للفراش و أطفأت أنا الأنوار و اتجهت لفراشي و غطيت رأسي و نمت بعمق، عندما فتحت عيناي كان السرير خاليا ففزعت و نهضت و تلفت حولي لكنني لم أجد أحدا في الغرفة، خرجت من غرفة النوم لأجد الفتاة جالسة على الطاولة في المطبخ و نور معها فتنهدت بارتياح فابتسمت لي نور و قالت:
- كنا سنفيقك!! فالفجر قد أذن!!
حككت شعري لأريح أعصابي ثم عدت للحمام و غسلت وجهي و توضيت ثم ارتديت ثوبي و خرجت من الشقة و نزلت الدرج و خرجت للمسجد و صليت الفجر و عندما كنت في طريقي عائدا للمنزل مررت بجانب صيدلية و لمحت إعلان صابون فتذكرت أنني لم أستحم من البارحة و يتوجب علي أخذ حمام ساخن و تفريش أشناني و غسل شعري، عندها تذكرت الفتاة و تذكرت أنها لا تملك اي شيء!! و لا حتى فرشاة اسنان فدخلت الصيدلية و اشتريت لها فرشاة أسنان و عدت أدراجي للمنزل و صعدت للطابق الرابع و دخلت لأجد نور و الفتاة على الحال التي تركتهن عليها قالت نور:
- أتريد إفطارا!!؟
تقدمت منهن و رأيت كوب قهوة ساخن و خبز محمص و عليه جبنة ذابت من الحرارة فابتسمت و قلت:
- أنا بالفعل جائع!!
و جلست على الطاولة و وضعت الكيس على الطاولة و قلت:
- أحضرت لك فرشاة أسنان!!
نظرت الفتاة نحو الكيس و قالت:
- شكرا!!
أخرجت الفرشاة و مدتتها لها و قلت:
- هل تناسبك!؟!
أخذتها و حدقت بها لثوان ثم قالت بصوت منخفض:
- أجل!! أشكرك!!
أخذتها نور منها و قالت:
- لكنها ليست ناعمة!!
قالت الفتاة:
- لا بأس!!
قالت نور:
- ألم تقولي انك لا تستطيعين استعمال فرشاة أسنان عادية!! و لا تستخدمين غير الفرشاة الناعمة!!
نظرت نحو الفتاة التي قالت و هي تأخذ الفرشاة من نور:
- قلت لك إنها مناسبة!!
لكنني خطفت الفرشاة من بين يديها و قلت:
- يمكنني تبديلها!!
قالت:
- لا حاجة!! فهذه..!!
لكنني قاطعتها قائلا:
- ما نوع الفرشاة التي تستعملين!؟!
ترددت فقالت لي نور:
- تستعمل فرشاة ناعمة لأنها تصاب بنزيف في اللثة لو استعملت فرشاة عادية!!
قلت:
- هل هناك نوع معين!؟!
نظرت نور نحو الفتاة التي سكتت فقلت:
- أنا سأعود للصيدلية لذى من الأفضل أن تقولي لي ما هو النوع الذي تستعملينه بدلا من أن أبقى هناك أفتش عن نوع مناسب!!
عندها قالت لي نوع الفرشاة التي تستعلمها فأنهيت قهوتي و أكلت بعض الخبز الساخن بالجبن و نهضت و اتجهت للخارج، وصلت للصيدلية و طلبت الفرشاة التي قالت لي الفتاة و عندما أخرجها لي الرجل حدقت بها مطولا ثم تعجبت مني نفسي، كيف لم اتوقع أن فتاة بنعومتها لا تستخدم سوى أشياء غاية في النعومة!! تلفت حولي لألمح بعض المناشف فقلت للصيدلي:
- هل لديكم مناشف ناعمة!!
أخرج الرجل لي منشفة للأطفال بألوان زاهية فأخذت اثنتين و بحث عن أشياء أخرى قد تحتاجها الفتاة و احترت فيما لو كانت تستعمل نوعا معينا من الصابون أم أن الذي عندي مناسب لها، و كذلك الشامبو، بعد أن أتعبت الصيدلاني خرجت من عنده بالفرشاة و المنشفة و أسماء لعدة أنواع من الصابون، لكنني لم أعرف ما كان يتوجب علي شراؤه.
عدت للشقة لأجد نور و الفتاة قد جلستا في غرفة الجلوس أمام التلفاز تتحدثان و قد وضعتا أمامهما ابريق عصير و كؤوس و قد تركتا أريكتي خالية، فغرفة الجلوس تكون من أريكة عريضة في المنتصف أمام التلفاز مباشرة ثم كرسيان على جانبي الأريكة متقابلان و عليهما جلستا نور و الفتاة متقابلتان تتحدثان فدخلت و وضعت الكيس على الطاولة الموجودة بين الكرسيين و جلست على أريكتي و مددت قدماي على الطاولة لأريحمها و أخذت كأس عصير بارد و قلت:
- هل هذه هي فرشاتك!؟!
فتحت الكيس و أخرجت الفرشاة ثم هزت رأسها بالإيجاب و قالت:
- أجل!! شكرا!!
قلت:
- أحضرت لك منشفتين كذلك!!
أعادت الفرشاة للكيس و قالت:
- شكرا!!
قالت نور:
- أنت كذلك بحاجة لبعض الملابس!!
سكتت الفتاة فقلت:
- عندنا ما يكفي من الوقت للذهاب للسوق و شراء ملابس جديدة لك!!
لكنها قالت:
- لا!! لا حاجة لذلك!! سأستعير بعض الملابس من عندك!!
قالت نور:
- لكن ملابسي لا تناسبك!! فأنا أطول منك و أعرض!!
سكتت الفتاة فقلت:
- لو ذهبنا الآن فيمكننا العودة مبكرا!!
قالت نور:
- هيا!!
قالت الفتاة:
- لا أريد الخروج!!
قالت نور:
- سأخرج معك إن أردت!!
قالت:
- لا!! لا أريد الخروج!! أفضل الجلوس هنا!!
قالت نور:
- و لكن ماذا ستلبسين!؟!
قالت:
- لماذا لا تذهبين أنت و تشترينها!!
قالت نور:
- لكنني لا أعرف مقاسك!!
قالت:
- أصغر مقاس!!
قالت نور:
- هل أنت متأكدة من أنك لا تريدين الخروج!! بعض الهواء سيفيدك!!
هزت رأسها بالنفي و قالت:
- لا!! بالإضافة إلى أنني لا أمتلك عباءة!!
قالت نور:
- حسنا!!
قلت أنا:
- حسنا!! سأذهب للاستحمام و بعدها سآخذك للسوق!!
دخلت الحمام و استحممت ثم خرجت لأجد نور قد بدلت ملابسها و ارتدت عباءتها و عندما خرجت قالت:
- لدينا مشكلة أخرى!!
قلت:
- ماذا!؟!
قالت:
- المطبخ فارغ!!
التفت نحو المطبخ و بالطبع لأنني لا أطبخ بل أطلب كل شيء من المطعم فإنه سيكون خاليا من كل شيء ما عدا القهوة و السكر و بعض الفاكهة التي اشتريها و اضعها في الثلاجة الفارغة، قلت:
- يمكنكم طلب أي شيء من المطعم!!
قالت نور:
- نادين لا تأكل من المطاعم!! فهي لا تثق بنظافهتم!!
قلت:
- حسنا!! ماذا ينقص!؟!
قالت نور:
- لقد كتبنا كل ما ينقص!!
أخذت القائمة من نور و قرأتها و تعجبت و قلت:
- ألا يوجد ملح!؟!
قالت نور:
- لا شيء على الإطلاق!!
وضعت القائمة في جيبي و قلت:
- حسنا!!
قالت نور و هي تسير معي لتخرج من الشقة:
- سأشتري انا أيضا بعض الملابس!!
قلت:
- حسنا!!
التفتت نور نحو الفتاة و قالت:
- إلى اللقاء يا نادين!!
عندها توقفت عند باب الشقة و قلت:
- سأترك لك رقم هاتفي في حال طرأ أمر ما!!
ثم أخذت ورقة و قلما و كتبت لها رقم هاتفي الجوال و مددته لها فأخذته فعدت لنور و خرجنا، عندما وصلنا للسوق قلت:
- أي محل تريدين أن نذهب!؟!
قالت:
- إلى محل الملابس الرياضية!!
التفت نحوها و قلت:
- الملابس الرياضية!؟!
قالت:
- نادين لا تريد أن ترتدي شيئا يضايقك!!
تعجبت و قلت:
- يضايقني!؟!
قالت نور:
- تقول لا أريد أن أسير فأشعر بالتحرج من ملابسي فأنا لست معتادة على ارتداء التنانير كما أنها تبرز جمال جسدي و أنا لا أريد إزعاج عبد الرحمن بمثل هذه الملابس!! الملابس الرياضية عادية و بسيطة و لن تزعجه!! كما انها مريحة لي!!
قلت:
- كما تحب!! لكنني لا أظن أن ملابسها ستزعجني!!
ضحكت نور و قالت:
- لأنك لم ترها ترتدي تنورة و إلا لقلت لا أريدك أن ترتدي هذه الملابس امامي!! فانا و أنا فتاة و صديقتها عندما أراها مرتدية ملابس أنيقة فإنني لا أستطيع منع نفسي من النظر لجسدها!!
التفت نحو نور التي اخذت تضحك و تقول:
- لا تتصور أنني منحرفة!! لكن جسمها جميل جدا!! ألم تلاحظ ذلك!؟!
قلت:
- ليس من اللائق قول ذلك!!
لكن نور لا تهتم بالياقة!! بل تتحدث بكل صراحة!! و قد تعجبت من أنها صديقة مع تلك الفتاة الخجولة!! توقفت أمام محل يبيع ملابس رياضية و نزلنا، تجولت نور ثم اختارت طقما بسيطا و طلبت من العامل ان يحضر أصغر قياس عندهم و عندما أحضره كان صغيرا جدا فقلت لنور:
- إنه صغير جدا!! اخشى أن لا يناسبها!!
قالت نور:
- لكنها قالت لي أصغر مقاس!!
قلت:
- أنظري لخصر البنطال!! إنه ضيق جدا!!
قالت نور:
- حسنا!! احضر مقاسا أكبر!!
أحضر العامل مقاسا أكبر من الذي قبله و على الرغم من أنه ما يزال صغيرا لكنني لم أتدخل أحضرت نور عدة أطقم و عندما انتهينا طلبت مني نور أن أذهب بها لمحل آخر لتشتري لنفسها بعض الملابس، دخلنا المحل و أخذت نور تفتش لنفسها عن طقم جميل و عندما مررنا أمام طقم جميل جدا، لا أظنني سأعرف كيف أصفه، فإنا لا أعرف أسماء الموديلات النسائية، كان بلوزة سوداء بفتحة حلق واسعة تبرز الكتفين و تلتفان على العضدين دون أكمام و تنورة تصل لتحت الركبة و واسعة، كان طقما أسودا و كان جميلا جدا و رغما عني تخيلته على الفتاة الشقراء، كان سيبرز جمال بشرتها البيضاء بوضوح، قلت لنور:
- مار رأيك في هذا الطقم!!
قالت نور:
- لا يناسبني!! فهو أسود!! و الأسود سيجعل لوني داكنا!!
قلت:
- و صديقتك!؟!
تعجبت و قالت:
- نادين!؟!
ثم نظرت نحو الفستان و قالت:
- سيكون رائعا عليها!! لكنها طلبت مني أن لا أحضر لها أي فساتين!!
ثم سكتت لثوان تتأمله قبل أن تبتسم و تقول:
- لكنني لا أستطيع المقاومة!! سيكون جميلا جدا عليها!!
و اشترته و اشترت لنفسها طقمين جميلين أيضا و بعد أن خرجنا من المحل قالت لي:
- ساذهب لمحل الملابس الداخلية!! انتظرني هنا!!
و غابت لبعض الوقت قبل أن تعود و معها أكياس إضافية فقلت:
- و الآن!؟!
قالت:
- محل الأحذية!!
و اتجهنا للمحل و اشترت بعض الأحذية الجميلة لها و للفتاة و قد كانت الأحذية التي تحضرها للفتاة صغيرة و كررت عليها أكثر من مرة أن الأحذية تبدو صغيرة جدا لكنها كانت تقول لي أن قدم الفتاة أصلا صغيرة!!
بعد أن خرجنا من محل الأحذية طلبت مني التوجه بها للصيدلية و هناك طلبت قطع تنظيف خالية من الصابون فتعجبت و قلت:
- لماذا!؟!
قالت:
- نادين بشرتها حساسة للغاية و لا تتحمل الصابون!! بل تستخدم قطع تنظيف!!
أحضر الصيدلاني الصابون فقرأت المكتوب على العلبة لأتعجب فهي خالية من أي صابون أو مواد قلوية فقلت لنور:
- هذا ليس صابون!!
قالت نور:
- لا!! إنها قطع تنظيف!!
ثم طلبت مرطب شفاة بالعسل و شامبو شعر بزيت الزيتون و السمسم و مياه الينابيع الجبلية ثم التفتت نحوي و قالت:
- أتسمح!؟!
قلت:- ماذا!؟!
قالت:
- أريد شراء بعض الأشياء الخاصة بالنساء!!
تراجعت و ابتعدت عنها و تسكعت في الصيدلية حتى نادتني نور فجئت لأجدها وضعت الأشياء في الأكياس دفعت الحساب ثم قلت:
- هل انتهيت!؟!
قالت:
- لا تنسى أغراض المطبخ!!
تذكرت فقلت:
- صحيح!!
توقفنا أمام سوبر ماركت و تسوقنا انا و نور، و قد اشترينا الكثير من الأشياء، عندما انتهينا و ملأنا السيارة بالكثير من المشتريات عدنا للمنزل، حملت نور بعض الأكياس و حملت أنا ما استطعت من الأغراض و صعدنا للطابق الرابع!! دخلنا لنجدها جالسة لوحدها و قد وضعت على محطة إخبارية تشاهد أخبار التفجيرات دخلت نور و قالت:
- انظري ماذا أحضرنا لك!!
التفتت نحونا و ابتسمت لنور و قالت:
- و أخيرا يمكنني الاستحمام!!
فتحت نور أول كيس و أخرجت منه البدلات الرياضية فابتسمت الفتاة و قالت:
- جميل!!
قالت نور:
- أنظري!! لقد اشتريت لك ألوانا مختلفة!!
قالت الفتاة:
- هل هذا أصغر مقاس!؟!
قالت نور:
- لماذا!؟!
قالت الفتاة و هي تمسك بالبنطال:
- يبدو كبيرا بعض الشيء!!
قالت نور:
- إنها بدلة رياضية يا نادين!!
أمسكت الفتاة بالبنطال و قربته منها و قالت:
- إنه واسع جدا!! سيسقط و أنا أمشي به!!
عندها ضحكت نور و قالت:
- ياله من منظر!!
احمر وجه الفتاة و قالت:
- نور!! هل هذا أصغر مقاس!؟!
نظرت نور نحوي و قالت:
- عبد الرحمن قال أن أصغر مقاس صغير جدا و خشي أن لا يكون بمقاسك!! فطلبنا مقاسا أكبر!!
التفتت الفتاة نحوي فقلت مدافعا:
- كانت تبدو صغيرة جدا!!
قالت الفتاة موجهة كلامها لنور:
- قلت لك أصغر مقاس!!
قالت نور:
- حسنا!! أنظري!!
و اخرجت الفستان الأسود الذي اخترته فذهلت الفتاة و حدقت به في حين قالت نور:
- ما رأيك!؟!
قالت الفتاة:
- جميل!! لكن!!
كنت جالسا على الأريكة و هما امامي يتحدثان و كنت ألمح كل تعبير على وجوههن و لمحت حمرة الخجل على وجهها و أظنها رفعت أحد حاجبيها مشيرة نحوي فقالت نور:
- عبد الرحمن هو الذي اختاره!!
ثم قربته من جسم الفتاة و قالت:
- كما أنه لا يوجد منه سوى مقاس واحد!!
قالت الفتاة:
- لا أظن أنني سأرتديه!!
عندها تدخلت أنا قائلا:
- ليست لدي أي مشكلة فيما سترتدين!! أشعري بالراحة!! تصرفي كما لو أنك في منزلك!!
التفتت نحوي و ابتسمت لي و قالت:
- شكرا!!
كانت أول مرة أشاهد فيها ابتسمامتها لذلك وجدت نفسي أبادلها الابتسامة، نظرت مجددا للفستان ثم قالت:
- حسنا!! سأرتديه!! لكن..!!
ثم نظرت نحو البدلات الرياضية فقلت:
- سأبدلها لك!!
التفتت نحوي و ابتسمت و قالت:
- لقد اتعبتك معي!!
ابتسمت لها و قلت:
- أبدا!!
و في الحقيقة!! تلك اللحظة التي تلاقت عيناي بعينيها شعرت بشقيقها ينظر نحوي، و شعرت بوخزة في قلبي على الكلام السيء الذي كنت أقوله عنه، و لكن الوقت تأخر، و إن أردت التكفير عن ذنبي فأظن أنني سأفعل ذلك عن طريق معاملة شقيقته بطريقة مختلفة تماما عما كنت أعامله، فأنا الآن فقط أدركت أنه لم يكن يتعمد أن يتصرف بتلك الطريقة، أظن أنه شيءفي جيناتهم!!
أمسكت نور بأحد الأكياس و قالت:
- و هذه بعض الملابس الداخلية!!
و عندها فتحت الفتاة فمها متعجبة و احمر وجهها خجلا فضحكت نور و قالت:
- لا تقلقي!! لم يشتريها عبد الرحمن معي!! لقد اشتريتها وحدي!!
سحبت الكيس من يد نور بسرعة و أخفته خلفها فلم أستطع منع نفسي من الابتسام، مدت نور آخر كيس و قالت:
- و هذه الأغراض التي طلبتها من الصيدلية!!
ثم قالت و هي تهز الكيس:
- و كذلك لم يكن عبد الرحمن معي!!
ابتسمت الفتاة و خطفت الكيس ثم قالت بصوت منخفض:
- سأريك


درة الاحساء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-02-13, 12:02 PM   #4

درة الاحساء

نجم روايتي ومشرفة سابقةومصممه

 
الصورة الرمزية درة الاحساء

? العضوٌ??? » 213582
?  التسِجيلٌ » Dec 2011
? مشَارَ?اتْي » 6,499
?  نُقآطِيْ » درة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond repute
افتراضي

--------------------------------------------------------------------------------

الفصل الثالث


كنت ممددا على سريري و لم أستطع عمل اي شيء سوى إطلاق أناة و أنا اشعر بيد مريم تعالج جراحي، كانت نور و الفتاة الشقراء تساعدانها و مريم تقول لي:
- تحمل!! لا تكن طفلا!!
كان حلقي جافا فقلت:
- ماء!! أريد ماء!!
اختفت الفتاة الشقراء و بعد لحظة ظهرت مجددا و هي تحمل كأس ماء بارد بيدها جلست على حافة السرير و قالت:
- اشرب!!
و وضعت يدها خلف رأسي لتساعدني على رفعه ثم قربت الكأس من شفتي فشربت من الماء حتى رويت عطشي فأرحت رأسي مجددا على الوسادة و تنهدت أمسكت الفتاة بمنديل و مسحت حبات العرق عن جبيني و قالت لمريم:
- هل سيكون بخير!؟!
قالت مريم و هل تلسعني على كتفي بخفة:
- هو قوي و سيتحمل!!
تنهدت فقالت مريم:
- تستحق ذلك!! من قال لك ان تتصرف كالبطل!!
دخل ابي و وقف عند باب الغرفة و قال:
- هل هو بخير!؟!
قالت مريم:
- أجل!! و سيكون أفضل بعد أن يرتاح حتى غد!!
نظر أبي نحوي و قال:
- ما كان عليك أن تتصرف بهذا الشكل!! لم يكونوا ليؤذوا أحد!!
قلت غاضبا:
- السفلة!!
قال أبي:
- أرجو أن تكون قد تعلمت درسا!!
أظنني أنجرف بعض الأحيان، فلا أحد غيري سيتصرف بهذه الطريقة!! فأحمد رزين للغاية و لا شك أنه سيسايرهم و لن ينال اي مشاكل معهم!! أما حسام فهو رجل مهاب و محترم و يعرف كيف يتعامل معهم بدبلوماسية!! أما انا فإظنني ما ازال غير ناضج!! فكثير من تصرفاتي صبيانية!!
نهضت مريم و قالت:
- حاول أن ترتاح!!
و خرجت مع أبي و هي تقول:
- سأمر عليك بعد العشاء!!
و خرج الجميع ليتركوني أرتاح!! لكنني تذكرت صلاة المغرب، التفت نحو الساعة لأجد أنني ما يزال يمكنني اللحاق بها فنهضت بصعوبة و اتجهت للحمام و توضأ بصعوبة و عندها سمعت صوتا غير مألوف لأذني يقول:
- عبد الرحمن!!؟
كانت الفتاة الشقراء!! و كانت هذه هي أول مرة أسمع اسمي على لسانها، التفت نحو باب الحمام لأجدها تحدق بي متعجبة و قلقة و هي تقول:
- ماذا تفعل!؟!
قلت:
- أتوضأ!!
تقدمت من باب الحمام و قالت:
- لقد قالت مريم ارتاح!!
قلت:
- سأصلي و بعدها ارتاح!!
سكتت ثم التفتت نحو الغرفة و عندما خرجت وجدتها قد جهزت لي السجادة لأصلي عليها، شكرتها و أردت الصلاة قائما لكنني عجزت بسبب إصاباتي فصليت قاعدا و إن كنت واجهت بعض المشاكل، بعدما انتهيت تمددت على السرير و أنا أطلق آهة ألم فتقدمت الفتاة مني و قالت:
- هل أنت بخير!؟!
هززت رأسي بالإيجاب و قلت:
- أجل!! لا تقلقي!!
عدلت الفتاة الملاءة فوقي و قالت:
- أتريد شيئا!؟!
قلت:
- لا!! شكرا!!
ثم أغمضت عيناي و تنهدت و بعد ثوان أطفِئت الأضواء و أغلق الباب فافترضت أن الفتاة قد أطفَأت الأضواء و خرجت و أغلقت الباب وراءها، شعرت براحة، و بعد وقت فتح الباب ببطء و سمعت صوتا مترددا يقول:
- عبد الرحمن!؟!
فتحت عيبناي و نظرت نحو الخيال الواقف عند الباب و من خلفه يدخل النور ليخترق عيناي اللتان لم تتحملانه فأغمضتهما و قلت:
- ما الأمر!؟!
قالت:
- هل تريد العشاء!؟!
و كانت كمن سمع أصوات معدتي، قلت:
- من فضلك!!
فجأة اختفت و بعد ثوان ظهرت مجددا حاملة صينية و أضاءت الأنوار و دخلت و وضعت الصينية في السرير، حاولت الجلوس فواجهت صعوبة فمدت يدها لمساعدتي و شعرت بقشعريرة تسري في جسدي تنبعث من مكان ملامسة يدها الناعمة لظهري العاري – فقد خلعت مريم فانيلتي لتعالجي إصاباتي – فقدت انفاسي للحظة، و لم أدري السبب، هل هي الآلام التي أشعر بها أم أنها يد الفتاة التي استقرت على صدري لتساعدني ارتاح فوق الوسادة التي وضعتها خلف ظهري، أرحت نفسي و تنهدت بألم فجلست الفتاة بجانبي على السرير و أخذت الملعقة بيدها و وضعت بها بعض الطعام و قربتها من شفتي لكنني لم أقبل أن تجلس تطعمني – صحيح أنني مصاب – لكنني أستطيع أن آكل بنفسي فأمسكت بالملعقة و لامست أصابعها الصغيرة الناعمة و قلت:
- أستطيع أن آكل بنفسي!!
ترددت الفتاة قبل أن تسلمني الملعقة فأكلت لقمة لأثبت لها أنني يمكنني أن آكل لوحدي بعدها نهضت و غادرت الغرفة فأكملت وجبتي و بعدما انتهيت تنهدت و أنا أشعر بالتخمة، أطلت الفتاة برأسها و نظرت نحوي ثم قالت:
- هل انتهيت!؟!
ابتسمت لها و قلت:
- كانت وجبة لذيذة للغاية!!
دخلت الغرفة و ابتسمت و قالت:
- كنت آمل أن تعجبك!!
ثم حملت الصينية و وضعتها على الأرض و التفتت نحوي لتساعدني على الاستلقاء على السرير، رفعت ظهري فوضعت الوسادة على الفراش و عندما أردت التمدد وضعت إحدى يديها خلف ظهري و الأخرى على صدري فثقلت أنفاسي مجددا و لم تعد إلا بعد أن رفعت يدها عن صدري، دثرتني ثم حملت الصينية و خرجت و أغلقت الباب خلفها فأغمضت عيناي.
شعرت بحركة ففتحت عيناي لأجد الفتاة تسحب فراشي من تحت السرير ثم تفرشه علىالأرض و قد ارتدت بيجامتها الحريرية فتعجبت، هل ستنام على الأرض!!؟ لن يتحمل جسدها الصغير قسوة الأرض!! حاولت الجلوس بصعوبة فالتفتت نحوي و قالت:
- عبد الرحمن!؟!
ثم تقدمت مني و قالت:
- ما الأمر!؟!
قلت و قد تذكرت للتو:
- صلاة العشاء!!
تنهدت الفتاة ثم قالت:
- ابقى هنا!!
و خرجت من الغرفة ثم عادت بوعاء كبير و إبريق ماء وضعت الوعاء على الأرض و أمسكت الإبريق لتسكب لي الماء، توضأت ففرشت السجادة لي بجانب السرير و عاونتني على النهوض من السرير و الجلوس على السجادة، صليت العشاء في حين حملت هي الإبريق و الوعاء و أخرجته من الغرفة، عندما أنهيت الصلاة كانت جالسة على حافة السرير تنتظرني و عندما رأتني أنهيت صلاتي نهضت لتساعدني على العودة للسرير لكنني رفعت يدي و قلت:
- لا!! سأنام على فراشي!!
تعجبت و قالت:
- لكنك مصاب!!؟
قلت:
- لقد تحسنت كثيرا!!
قالت:
- لن تنام على الأرض!!
التفت نحوها و قلت لأنهي النقاش:
- سأنام على الأرض!!
نظرت نحوي بتحد ثم قالت:
- و أنا أيضا!!
تعجبت و قلت:
- ماذا!؟!
قالت و هي تسحب الوسادات و الملاءات من فوق السرير:
- و أنا أيضا سأنام على الأرض!!
قلت:
- و من سينام على السرير!؟!
التفتت نحوي و قالت:
- لا أحد!!
ثم عادت تنظم الملاءات على الأرض فتعجبت لأنها وضعت المخدة على فراشي، حدقت بها و عندما انتهت نظرت إلي و قالت:
- ألن تنام!؟!
حدقت بها و قلت:
- ستنامين معي في نفس الفراش!؟!
قالت:
- أنا سأنام هنا!! و لا يمهني!! إن أردت أن تنام معي أو لا!!
انفتح فمي تدريجيا و أنا أحدق بها و هي تقول:
- فأنت في النهاية زوجي!!
تنهدتْ ثم قالت:
- أنت مصاب!! أرجوك!! كن عاقلا و عد للنوم على السرير!!
حدقت بها و قلت:
- لن أدعك تنامين على الأرض!!
قالت:
- حسنا!! سأنام معك على السرير!!
قد يكون وجهها عاديا!! لكن وجهي أنا احمر و اتسعت عيناي و فتحت فمي و أنا متعجب من جرأتها، فأنا لم أكن أتجرأ على النطق باسمها و هي تناديني باسمي بل تقول زوجي؟!؟ حدقت بها مذهولا فقالت:
- لا فائدة من النقاش!! ستنام على السرير و أنا سأنام على الأرض!!
سكت لثوان فقالت و هي تقترب مني لتساعدني على العودة للسرير:
- هيا!! دعني أساعدك!!
نهضت و عدت للسرير بمساعدتها فوضعت الوسادة خلفي فأرحت رأسي عليها ثم تمددت بارتياح فدثرتني و من ثم أطفأت الأضواء ثم اتجهت للفراش و تلحفت و أظنها نامت، أما أنا لم أستطع النوم!! ليس بعد الذي حصل قبل قليل!! و بمجرد التذكر خفق قلبي و أنا أتذكر قربها مني و هي تقول "أنت زوجي"!! كانت لحظة فقط، لكنها نفضت كل خلية في جسدي


درة الاحساء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-02-13, 12:04 PM   #5

درة الاحساء

نجم روايتي ومشرفة سابقةومصممه

 
الصورة الرمزية درة الاحساء

? العضوٌ??? » 213582
?  التسِجيلٌ » Dec 2011
? مشَارَ?اتْي » 6,499
?  نُقآطِيْ » درة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond repute
افتراضي

شكرا لمروركن الليدي وعاشقة القصص
الفصل الرابع
عندما فتحت عيناي كان الظلام حالكا، التفت للساعة لأجد أن الفجر قد أذن فنهضت و قد وجدت أن الآلام قد خفت كثيرا، اتجهت للحمام و في طريقي وجدت الفراش الموجود على الأرض خالي، دخلت الحمام و توضأت عندما خرجت دخلت هي الغرفة و نظرت نحوي و قالت:
- كيف تشعر اليوم!؟!
قلت:
- أفضل!!
لكنني لم اتمكن من الخروج لتأدية الصلاة في المسجد!! بل صليت هنا، بعد أن انهيت صلاتي خرجت لغرفة الجلوس لأجد الفتاة في المطبخ التفتت نحوي و قالت:
- هل تريد ان تتناول إفطارك!؟!
دخلت المطبخ و وجدتها قد جهزت إفطارا شهيا فجلست على الطاولة و قلت:
- يبدو لذيذا!!
جلست هي كذلك و تناولنا إفطارنا، فجأة فتح الباب و دخلت نور، قالت:
- أيها اللئيمان!! تتناولان الإفطار دوني!؟!
ثم جلست و قالت:
- أم أنه إفطار رومانسي خاص بالعريسان!!
عندها ضحكت الفتاة و قالت:
- متى ستتوقفين عن هذه التصرفات!؟!
قالت نور و هي تسكب لنفسها كوب قهوة:
- كيف تشعر اليوم!؟!
و قد قصدتني بسؤالها فقلت:
- أفضل بكثير!! الحمد لله!!
قالت الفتاة:
- لقد افتعل ضجة البارحة و كدت أقتله!!
قالت نور:
- ماذا فعل!؟!
قالت الفتاة:
- السيد الشهم رفض أن يدعني أنام على الأرض و ينام هو على السرير!!
قالت نور و هي تأخذ قضمة من الخبر المحمص:
- و لماذا ينام أحدكما على الأرض!! فأتنما متزوجان!! المفروض ان تناما أنتما الاثنان على السرير!! كما أنه ليس صغيرا!!
قلت بحدة:
- زواج على الورق!!
التفتت نور نحو الفتاة و ضحكت و قالت:
- لقد احمر وجهه خجلا!!
تعجبت و قلت:
- و من قال أنني خجلت!؟!
قالت الفتاة لنور:
- لقد فتح فمه عندما قلت أنني سأنام معه على نفس الفراش!!
ضحكت نور و الفتاة فقلت غاضبا:
- لأن زواجنا على الورق و يجب أن يبقى كذلك!!
قالت نور:
- من يسمعكما يتصور أن عبد الرحمن هو الفتاة و أنت الرجل!!
ثم انفجرتا ضاحكتين فنهضت غاضبا و ذهبت للغرفة عندها لحقتني نور و صديقتها و قالت نور:
- عبد الرحمن!؟! هل غضبت!؟!
قالت الفتاة:
- لقد كنا نمزح و حسب!!
قلت:
- اذهبا و أكملا مزاحكما!! فأنا لا مزاج لي اليوم لسماع أي نكتة!!
التفتت نور نحو الفتاة و خرجتا و أنا أسمع الفتاة تقول:
- هل هو دائما هكذا!؟!
ثم نور ترد قائلة:
- أبدا!! إنه في العادة يتقبل المزحة بصدر واسع!!
ثم أكملت:
- أظنه بسبب إصابته!!
قالت الفتاة:
- آمل أن لا يظل غاضبا طوال اليوم!! فمظهره مخيف!!
ضحكت نور و قالت:
- أوافقك على هذا!! لا أحب ان أرى وجهه عندما يلتقي حاجباه!!
قالت الفتاة:
- بعد أن ضرب ذلك الجندي أصبحت أخافه أكثر!! فقد بدى قويا للغاية!! اتمنى أن لا أكون في طريق اي من ضرباته!!
ضحكت نور و قالت:
- قد يضطر لتأديبك!!
ضحكت الفتاة و قالت:
- تخيلي المنظر!!
فجأة سمعت صوت فتح الباب ثم صوت مريم تقول:
- صباح الخير!!
ردت الاثنتان عليها التحية فقالت:
- أين عبد الرحمن!؟! لا تقولا لي أنه نائم!!
قالت نور:
- في غرفته!! غاضب!!
عندها قالت مريم باهتمام و تعجب:
- لماذا!؟!
قالت نور:
- لقد كنا نمزح و يبدو أن ليس في مزاج جيد اليوم!!
قالت مريم:
- لا شك أنه ما يزال يعاني بعض الآلام!! فالضربات التي نالها ليست سهلة!!
نهضت و خرجت لأرى مريم التي ابتسمت لي و قالت:
- حبيبي!! كيف تشعر!؟!
قلت:
- أفضل بكثير!!
قالت:
- دعني أرى!!
و اشارت لي أن أخلع فانيلتي فقلت:
- لا داع!! أنا بخير!! و الحمد لله!!
قالت مريم:
- ما الأمر!؟! هل تخجل!! لا يوجد هنا سوى شقيقتيك و زوجتك!!
تنهدت و تمنيت لو أنهم يتوقفون عن قول زوجتي!! فزواجنا على الورق!! و فعليا هي ليس زوجتي!!
دخلت الغرفة و خلعت فانيلتي فنظرت مريم لإصاباتي و قالت:
- تقريبا شفيت!!
ثم قالت:
- لا شك أن نادين كانت ممرضة ممتازة حتى تتحسن بهذه السرعة!!
ثم غمزت لي و هي تضحك، ارتديت فانيلتي و خرجت خلف مريم التي قدمت لها الفتاة كوب قهوة و قالت:
- و كيف حاله!؟!
قالت مريم:
- لا تقلقي!! زوجك العزيز سيكون بخير!!
ابتسمت الفتاة و قالت:
- يسعدني سماع ذلك!! – و نظرت نحوي – فأنا قد خططت بعض المشاريع!!
قلت متعجبا و قد التقى حاجبي بامتعاض:
- ماذا!؟
قالت:
- هناك بعض الأشياء الناقصة!!
تعجبت و قلت:
- لقد اشتريت كل شيء البارحة!!
ضحكت الفتاة و قالت:
- كنت أمزح معك!!
قالت مريم:
- لا تمزحي معه اليوم!! ربما غدا!
قالت نور و هي تنضم لمريم:
- هل نسيت ما وعدتنا به!؟!
ابتسمت مريم و نظرت نحو الفتاة ثم نور ثم قالت:
- حسنا!! هيا بنا!!
التفتت الفتاة نحوي و قالت:
- ساذهب مع الفتيات إن لم تكن تمانع!!
تعجبت و قلت:
- ماذا تخططون!؟!
قالت نور و هي تجر يد الفتاة:
- أمور خاصة بالفتيات!!
ثم شدت الفتاة من يدها و ركضت خارجة و مشت مريم خلفهم و عندما وصلت لباب الشقة التفتت نحوي و قالت:
- لا تقلق!! لن تتأخر!!
ثم غمزت لي و أغلقت الباب، عدت أدراجي لغرفتي و أخرجت منشفة لي و دخلت الحمام و فككت الضمادات و استحممت بماء دافيء و شعرت براحة شديدة و أنا أشعر بحرارة المياه تريح عضلاتي المجهدة من الضرب الذي نالته، و صفى ذهني من كل الأمور ما عدا صورة واحدة كانت ملتصقة بعيناي فإن أغلقتهما رأيت وجها طفوليا مبتسما واسع العينين و إن فتحت عيناي سمعت صوتا يقول لي "أنت زوجي" غسلت شعري و أظنني بالغت في غسله آملا أن آصل لدماغي و أغسله من الأفكار التي باشرت بالنمو فيه، أسبوع فقط و تعود خطوط الهاتف للعمل في المدينة الساحلية و عندها سيأتي شقيقها لأخذها و لن أراها بعد ذلك أبدا!! لن أفيق في الصباح لأجد الفطور اللذيذ جاهزا لي، لن أجد الغداء اللذيذ و لن يطردني أحد من سريري، سأعود كما كنت!! سأعود لوظيفتي المملة و أتسكع مع أصدقائي و أمارس الرياضة و أصمم البرامج و أشاهد المسلسلات الأجنبية و لن أسمع سخريات في الصباح لا منها و لا من نور، و لن تغمز لي مريم في كل مرة تتحدث عنها....!!!
ما الذي أصابني!؟! لم يمضي على بقاءها هنا سوى يوم و هذا صباح اليوم الثاني!؟! لماذا عششت في دماغي!؟! و لماذا اسمع صوتها!؟! و لماذا ارى صورتها كلما أغلقت عيناي!؟! لماذا أفكر بها بهذا الشكل اليائس!؟! خفضت بصري و نظرت نحو صدري، لمست المكان الذي لمسته يدها الناعمة!! لم تكن يدي بصغر حجم يدها!! و لم تكن بنعومتها!! لم أشعر بشيء!! حتى مريم عندما لمستني لم أشعر بشيء!! أما عندما لمستني يدها تقلصت عضلاتي!! انتفض بدني!! بل انتفضت خلاياي!! شعرت بحرارة تنبع من يدها و تسري في كل جسدي!! شعرت بقشعريرة تنفض أطرافي!!
ما هذه الحال التي أصابتني!؟! لم أستطع التوقف عن التفكير بها!! خرجت من تحت الدش و التقطت المنشفة و لففتها على وسطي و اتكأت على المغسلة!! نظرت للمرآة!! هذه ليست عيناي!! هذا ليس وجهي!!لم ذبلت ملامحي!؟! لم اسود وجهي!؟! من أين ظهر هذان الواديان على جانبي وجهي!؟! من أين ظهر هذا الشعر على وجهي!؟! لم أحلق ذقني منذ رأيت وجهها!! نظرت نحو شفرة الحلاقة!! و لكنني لست في مزاج يخولني للحلاقة!! إن مددت يدي لتلك الشفرة فسأنحر نفسي!! ما الذي دهاني!؟! أشحت بوجهي عن المرآة و خرجت من الغرفة و ما إن خرجت من الغرفة حتى رأيتها أمامي!! لا أدري إن كانت قد خرجت من رأسي أم دخلت من باب الغرفة!! لا أدري إن كانت حقيقية أم أنها مجرد خيال!! حدقت بها لثوان و أنا أظن أنها ستتبخر!! لكنها لم تتبخر!! بل حدقت بي و احمر وجهها و خفضت بصرها و قالت:
- لم أقصد!!
و ركضت خارج الغرفة!! بقيت في مكاني لثوان!!هل ما رأيته حقيقي!؟! هل هي نفسها نادين!؟! أم أنها الصورة التي تتراقص أمام رموش عيني!؟! سرت نحو خزانة الملابس و أخرجت منها أول شيء أمسكت به يدي و ارتديته على عجل و خرجت من الغرفة و قطرات الماء تتساقط من شعري، رأيتها جالسة على الأريكة في غرفة الجلوس أمام التلفاز، كان التلفاز مطفأ و هي سارحة!! عندما خرجت التفتت نحوي و نظرت نحوي ثم احمر وجهها و طأطأت رأسها بخجل و قالت:
- لم أكن أعلم أنك تستحم!! آسفة!!
قلت على الفور السؤال الذي كان يدور بذهني:
- لم لست مع مريم و نور!؟!
نظرت نحوي بتعجب و قالت:
- لقد خرجت معهن قبل ساعة!!
التفت نحوي الساعة المعلقة على الحائط لأجد أنني قد أمضيت ساعة في الحمام!! تعجبت و حدقت بالساعة غير مصدق!! لا يمكن!! لا شك أن الساعة معطلة!! و هل الفتاة مخطئة!؟! أم أن أعصابي أنا هي التالفة!؟!
نظرت نحوها لأجدها ما تزال تحدق بحذاءها فقلت:
- لا عليك!!
نظرت نحوي فابتسمت و قلت:
- ألست زوجتي!؟!
ابتسمت لي و قالت:
- أرى أن مزاجك قد تحسن بعد الاستحمام!!
ثم قالت:
- أتريد مشاهدة التلفاز!؟!
و التقطت جهاز التحكم عن بعد و شغلت التلفاز و تنقلت بسرعة بين المحطات ثم توقفت على محطة غنائية و قد كان بها مغني أجنبي قالت:
- متى صور هذه الأغنية!؟!
كنت قد جلست على أريكتي نظرت نحو التلفاز و قلت:
- و من يهتم!؟!
ثم قلت باحتقار لهذا الرجل:
- لا أدري من يستمع لأغانيه!!؟
التفتت الفتاة نحوي و قالت:
- أنا!!
تعجبت و قلت:
- هل تستمعين إليه!؟!
قالت:
- هل تمزح!؟! أنا أعشق أغانيه!! إن له صوت رائعا!!
تعجبت و قلت:
- صوته أخاذ!؟! بل إنه معاق!!
نظرت نحوي لثوان بتشكك ثم قالت:
- هل سبق لك أن أغلقت عينيك و أنصت لصوته!؟!
قلت:
- لا نية لدي لأفعل ذلك!!
قالت
- أما أنا فلدي كل الاستعداد!!
ثم أغلقت عينيها و انصتت للأغنية باستمتاع تام و أنا أحدق بها بتعجب و عندما انتهت الأغنية تنهدت بعمق و قالت:
- يا الهي!!
قلت:
- بالفعل!!
التفتت نحوي ثم ابتسمت عندما قرأت التعجب على وجهي و قالت:
- لكل شخص منا تصرف غريب!!
قلت:
- لا أظن أنني أتصرف بشكل غريب!!
نظرت نحوي لثوان و ابتسامة خبيثة ترتسم على شفتيها فقلت:
- ماذا!؟!
قالت:
- هلا قلت لي لماذا كسرت الآنية في الحائط عندما أخبرتك نور عما فعله ابن عمي!؟!
و كأنها مست وترا حساسا قلت غاضبا:
- و ماذا كنت تتوقعين!؟! أنا لا أقبل تصرفا قذرا مثل تصرفه!!
ابتسمت و اقتربت مني و قالت:
- ألم تعتريك الغيرة!؟!
تعجبت و تراجعت للخلف و التصقت بظهر الأريكة و قلت:
- غيرة!؟! و لماذا أغار!؟!
عندها رجعت للخلف و قالت:
- صحيح!؟؟! فزواجنا على الورق!! ألن تغضب لو قال لك أحدهم أنه نال من زوجتك و أنت لم تنل منها شيئا!!
حدقت بالفتاة متعجبا و قلت:
- ألا تخجلين من قول هذا الكلام أمامي!؟!
ضحكت و قالت:
- و ما العيب في ذلك!؟! ألست محقة!؟! أم أنه يتوجب علي ان أكون لبقة و مهذبة و خجولة و أن لا أقول أمورا لا يتوجب علي قولها!! لم يسبق لأحد أن تضايق مني!! فأنا أقول الحقيقة!! و الحقيقة لا تضر أحدأ!! حتى إخواني لم يغضبوا مني!! فأخي خالد كان دوما يضحك مني و يقول أنني سأسقط في يد رجل يخجل من النظر في عيني!!
ثم نظرت إلي و قالت:
- و أظنه كان محقا بعض الشيء!!
قلت:
- لا أظنني أعتبر رجلك بمعنى الكلمة!!
ابتسمت و قالت:
- رسميا أنت زوجي و رجلي!! و لكن فعليا...!!
و لم تكمل فقلت:
- و فعليا ماذا!؟!
قالت:
- فعليا أنا حرة!! مثلك تماما!! قل لي يا عبد الرحمن!! هل تحب!؟!
تعجبت من جرأتها الغير معقولة و قلت:
- أحب!؟! ما هذا الكلام!؟!
قالت:
- ألا تحب فتاة معينة و تود الزواج منها!؟!
قلت:
- ما هذا الكلام السخيف!؟!
قالت:
- دعك من التمثيل!! ألا توجد فتاة تود الزواج منها!! قل لي!! و سأخطبها لك!!
هل سبق لكم أن رأيتم فتاة تقول لزوجها أطلب أي فتاة و سأخطبها لك!؟! لا أظن ذلك!! وجدت الموقف مضحكا و لذلك ضحكت!! ضحكت من أعماق قلبي!! كيف لا أضحك من هذا الموقف!؟!
قالت:
- تضحك!؟! هذا يعني أنني محقة!! قل لي!! من هي!؟!


درة الاحساء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-02-13, 12:05 PM   #6

درة الاحساء

نجم روايتي ومشرفة سابقةومصممه

 
الصورة الرمزية درة الاحساء

? العضوٌ??? » 213582
?  التسِجيلٌ » Dec 2011
? مشَارَ?اتْي » 6,499
?  نُقآطِيْ » درة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond repute
افتراضي

قلت:
- لو كنت أحب فتاة ما!! هل تتصورين أنك ستكونين هنا الآن تتحدثين معي!؟!
قالت:
- لم لا!؟! فأنا فعليا لست زوجتك!! و أنت تزوجتني حتى تجنب أهلك المشاكل!! و عندما تعود الحرارة للمدينة الساحلية ستتصل بأخي و تخبره بمكاني و و بعد ذلك تتخلص مني و تتزوج من فتاتك!! قل لي!! من هي!!
قلت:
- حسنا!! سأخبرك من هي عندما يأتي أخيك لأخذك!!
قالت:
- أتعدني!!
قلت:
- بشرط!! أن لا تخبري نور أو مريم عن حديثنا هذا!!
قالت:
- أعدك!!
ثم قالت لي:
- لا شك أنها جميلة جدا!!
ابتسمت فقالت:
- هل هي بيضاء أم سمراء!؟!
قلت:
- و أي نوع يناسبني!؟!
قالت:
- السمراء!! فالبيضاء تكون عادة رقيقة و لن تستطيع تحملك!! فأنت من الواضح أنك شخص متقلب المزاج!! من الأفضل أن تكون طويلة البال!! و من الأفضل ان تكون طويلة حتى لا تخجل من السير بجانبك!! فلو كانت قصيرة فسيظن الناس أنها شقيقتك الصغيرى!!
نظرت نحوها لتفهمني فقالت:
- أجل!! أنا قصيرة!! و لو سرت بجانبك فإن منظرنا سيكون مضحكا!! نحن متعاكسان تماما!! أنا قصيرة و أنت طويل!! أنا صغيرة الجسم و أنت ضخم!! أنا شقراء و أنت أسمر!! أنا واسعة العينين و أنت صغير العينين!!
قلت:
- عيناي ليستا صغيرتين!؟!
قالت:
- لا!! لكنهما حادتين!! كعيني الصقر!!
ثم ضيقت عينيها و نظرت نحوي لتقلد نظرتي فضحكت و قلت:
- أنا لا أنظر بهذا الشكل!!
قالت:
- بلى!! خصوصا عندما تفكر!! فإنك تتكي بذقنك على يدك و تضع أحد أصابعك أمام فمك و تضيق عينيك و تسرح و أشعر أن أي شيء سيقف في وجه تلك النظرات فإنه سينشق لنصفين!!
ثم وضعت أحد قدميها فوق الأخرى و أسندت مرفقها لذراع الكرسي و اتكأت علي يدها بذقنها و مدت إصبع السبابة فوق شفتها و ضيقت فتحتة عينيها لتكون نظراتها حادة و هي تنظر نحو الطاولة التي أمامها و بين لحظة و أخرى ترفع إصبع السبابة ثم تعيده لمكانها و هي تقلدني بهذا التصرف فضحكت و أدركت أنها محقة تماما فقلت:
- و ماذا عنك أنت عندما تخافين!!
ثم فتحت عيناي عن آخرهما و ألصقت ظهري بظهر الأريكة و وضعت يداي أمام صدري و ثنيت قدماي و ضممتها إلي و أظهرت الذعر في عيناي فضحكت و قالت:
- في الحقيقة أنا لا أنكمش بهذا الشكل في العادة!! بل إنني أركض فارة مما يخيفني!!
قلت متشككا:
- صدقتك!!
قالت:
- لا!! أقسم!! إنني اركض بسرعة و دون وعي مني!! أذكر مرة أن صرصارا ظهر لي في الحمام و أنا أستحم!! لقد ركضت خارجة من الحمام دون أن أرتدي أي ملابس!! لكن لحسن حظي لم يرني أحد!!
ضحكت و قلت:
- أتمنى أن لا يحدث هذا الأمر هنا و إلا فإننا سنكون في موقف محرج للغاية!!
قالت:
- مثل الموقف الذي حدث قبل قليل!!
قلت:
- لقد لفتت المنشفة!!
قالت:
- و هي ليست بالكثير!!
تعجبت من جرأة هذه الفتاة!! قلت:
- ألا تخجلين من نفسك!؟!
قالت:
- لا!!
ثم نظرت نحو التلفاز و غيرت المحطة و استقرت على برنامج حديث و أخذت تراقبه بصمت، و فعلت أنا نفس الشيء!!
أذّن الظهر فنهضت أنا و خرجت للمسجد و لكن قبل أن أغادر الشقة قلت:
- هل تريدين شيئا!؟!
ابتسمت لي و قالت:
- سأوفر كل شيء إلى أن تشفى تماما حتى تحمل معك ثلاجة جديدة!! فهذه لا تكفي لشيء!!
قلت لأصبّر نفسي:
- أسبوع!!
ضحكت هي و أغلقت أنا الباب و غادرت المنزل و ذهبت لأصلي الظهر!!
عندما عدت للمنزل وجدت أبي و حسام و أحمد في غرفة الجلوس فانضممت إليهم و قلت:
- حول ماذا تتناقشون!؟!
قال أحمد:
- حول زوجتك الجميلة!!
تعجبت و قلت و أنا أجلس أمامه:
- ماذا بها!؟!
قال حسام:
- هل هي مرتاحة!؟!
تعجبت و قلت:
- مرتاحة!؟!؟ بالطبع!!
قال ابي:
- لنأمل أن تعود الحرارة للمدينة الساحلية قريبا!! فنحن لا نريد أي مشاكل!!
قلت:
- لا تقلق!! كل شيء سيكون على ما يرام بإذن الله!!
قال أبي:
- كيف تشعر اليوم!؟!
ابتسمت له و قلت:
- الحمد لله!!
كرر أبي:
- الحمد لله!!
ثم نظر نحوي و قال:
- آمل أن لا تكرر تصرفك الغبي!!
ابتسمت لأبي و قلت:
- سأحاول!!
ضحك أحمد و قال:
- أجل!! صدقتك!! هل تظنه سيتوب يا أبي!!؟! أنت مخطيء!! فعبد الرحمن لا يعرف شيئا يدعى التريث!! فهو بطبعه عجول!!
قال أبي:
- و أتمنى لو أنه يغير طباعه!! فهي ستقوده للكثير من المشاكل!!
قلت و أنا آخذ فنجان الشاي الذي سكبه حسام لي:
- لا تقلق يا أبي!! سأحاول الابتعاد عن المشاكل!!
و قد كنت جادا في وعدي!! لكنني لم أكن أعلم ما ينتظرني!!
نزلت نور و قالت:
- عبد الرحمن!! هل يمكنك أن تأخذني للسوق!؟!
تعجبت و قلت:
- الآن!؟!
قالت:
- أجل!!
قلت:
- نحن في الظهيرة!! لا يوجد محل مفتوح الآن!!
قال أحمد:
- كما أن عبد الرحمن لم يشفى تماما من إصاباته!! سآخذك أنا في العصر!!
قالت نور:
- لكن إياك أن تعجلني!! فأنا لا أحب الذهاب معك لأنك تظل فوق رأسي تقول لي "هل انتهيت!؟! هل بقي لك الكثير!؟! ألم تنتهي بعد!؟!"
قلت:
- ألهذا السبب تطلبين مني دائما!؟!؟
قالت:
- أنت لست مزعجا مثله!!
قلت:
- من الآن و صاعدا سأصبح كذلك!!
قال أبي:
- ماذا تريدين من السوق!؟!
قالت:
- سأشتري بعض المساحيق!! فأنا نسيت أحد حقائبي في المنزل!! و بها مساحيق التجميل خاصتي!! كما أن نادين تحتاج لعباءة!! فهي لا تملك أي عباءة!!
قلت:
- هل طلبت منك ذلك!؟!
قالت نور:
- أبدا!! فنادين لا تطلب من أحد شيئا!! لكنني أنا ذكرت الموضوع و قررت شراء عباءة لها!!
قال أحمد:
- لا بأس!! كوني جاهزة عصر اليوم!!
قلت:
- لا!! سآخذك أنا!!
تعجب أحمد و قال:
- لماذا!؟! ألا تريد لأحد أن يقضي حاجات زوجتك غيرك!!
قلت:
- أظن أن هذا واجبي انا!! كما أنك لديك زوجتك!! لا تستطيع تركها و الذهاب!!
ضحك أحمد و قال:
- هل تغار على زوجتك مني!؟!
قال أبي:
- توقف عن هذا الكلام!! فالفتاة ليست زوجته!! قد يكون تزوجها!! لكنها فعليا ليست زوجته!! لا يجب عليك أن تقول هذا الكلام عنها!!
ضحكت و تمنيت لو أن أبي سمع الحديث الذي دار بيننا قبل قليل!!
قال أحمد:
- حسنا جدا!! ستذهب أنت مع نور!! و لكن لا تقل أنني لم أعرض تخفيف بعض الأمور عن عاتقك!!
قلت:
- لا عليك!!
قالت نور:
- حسنا!! سأنتظرك بعد صلاة العصر!!
و عادت من حيث أتت!!
* * *
جعت و تذكرت أنني لم اتناول شيئا بعد إفطاري الذي لم أكمله اليوم فاستأذنت و صعدت للشقة و هناك وجدت الفتاة جالسة تشاهد التلفاز و عندما دخلت قالت:
- أين كنت طوال الوقت!؟!
تعجبت و قلت:
- ما الأمر!؟!
قالت:
- أكاد اموت جوعا و انا أنتظر حضرتك أن تأتي حتى نتناول الغداء!؟!
قلت:
- و لماذا لم تأكلي دون أن تنتظريني!؟!
قالت:
- لست معتادة أن آكل لوحدي!!
قلت:
- و لماذا لم تنادي نور لتأكل معك!!
قالت:
- لقد تناولت غداءها مبكرا!!
قلت:
- آسف!! لم أكن أعلم!!
قالت:
- انتظر حتى أسخنه!! فقد برد!!
و دخلت المطبخ و لحقت بها و أنا اراقبها و هي تدخل الأطباق في الفرن الكهربائي و تعد الوقت و لا أعلم لماذا و لكنني أخذت اضحك فالتفتت نحوي و قالت:
- ما المضحك!؟!
قلت:
- أنت!!
ابتسمت و قالت:
- ما المضحك فيّ؟!؟
قلت:
- دخلت لأجدك غاضبة و تسالينني اين كنت!! كما لو أنك زوجتي!!
ابتسمت و قالت و هي تخرج الأطباق من الفرن:
- من الأفضل لك ان لا تتزوج إن كنت ستنسى زوجتك كما نسيتني!!
قلت:
- لم أنسى!! لقد كنت مع أبي و إخواني و لم أدرك كم مر من الوقت قبل ان أشعر بالجوع!!
قالت:
- يعني نسيت!!
و وضعت الأطباق على الطاولة فتنهدت و قلت و أنا أجلس:
- حسنا سيدتي!! لقد نسيت!! و أنا آسف!!
ابتسمت و قالت:
- لا تكررها مجددا!!
قلت:
- أمرك مولاتي!! لن أكررها مجددا!!
قالت و قد اعجبها الوضع:
- في المرة القادمة سآكل دونك و لن أعطيك شيئا لتأكله!!
قلت:
- لا تبالغي!!
ضحكت و قالت:
- من الممتع لعب دور المتزوجين!!
ثم اتكأت بمرفقها على الطاولة و رفعت الملعقة في الهواء و هي تلوحها في الهواء و تنظر للأعلى و تتخيل قائلة:
- لو كان لدي زوج فإنني لن أتركه ينظر لامرأة أخرى!! و إن فعل فسأفقأ عينيه!! – ثم نظرت نحوي – و لن يخرج من المنزل دون علمي!! و إن فعل فسيندم!!
ضحكت و قلت:
- هذا ليس رجلا!!
قالت:
- ماذا تعني!؟!
قلت:
- ليس رجلا الذي تتحكم به زوجته!! فالرجل لا يترك القيادة بيد زوجته!! هو الذي يدير كل شيء حسب ما يراه مناسبا!!
نظرت نحوي و ابتسامة ترتسم على شفتيها الزهريتين و هي تتكيء على الطاولة بمرفقيها و تسند ذقنها بيديها و تميل بوجهها نحوي ببطء و تقول:
- هل هذا ما ستفعله مع حبيبتك!؟!
ابتسمت و أنا اتذكر الحوار الذي دار بيننا و أضحك!! فتلك الفتاة لا وجود لها أبدا!! و أنا لا توجد أي فتاة في حياتي!!
همست لي قائلة:
- هل تعلم هي بما أنت فاعل بها!؟!
ضحكت و قلت:
- لماذا!!؟
قالت:
- لأنها لو علمت فلا شك أنها ستكون مجنونة لو قبلت بك!! لا يمكن أن أتزوج بشخص يقول لي أنه لن يسمح لي بفرض رأيي عليه بل إنه سيفعل كل ما يراه مناسبا له!!
قلت و أنا أميل نحوها بدوري:
- و لا أظن أنني ساقبل بفتاة تقول لي أنها ستفقأ عيني لو نظرت لغيرها!!
ضيقت فتحة عينيها و قالت و هي تقترب مني بتحد:
- و هل ستنظر إلى غيرها!؟!
ابتسمت و قلت:
- لو تحدتني فإنني لن أترك فتاة تمر أمامي دون أن أنظر نحوها!!
ابتسمت و هي تنظر لعيناي و المسافة بيننا لا تتخطى بضع سنتيميترات ثم قالت:
- يا لهذه النظرات الحادة!! لو نظرت لزوجتك بهذا الشكل فإنها ستطلب منك الطلاق على الفور!!
قلت و أنا أزيد من حدة نظراتي:
- و هل ستطلبين هذا الشيء!؟!
ضحكت و قالت:
- لكنني لست زوجتك!! ليس فعليا!!
عندها دخلت مريم و عندما رأتنا تعجبت و توقفت في مكانها و قالت:
- هل جئت في وقت غير مناسب!؟!
ضحكنا و قلت:
- أبدا!! تعالي!! شاركينا الغداء!!
دخلت و هي تنظر نحونا بتشكك و تقول:
- لا شكرا!! لقد تغديت!!
عندما دخلت المطبخ قالت:
- قالت لي نور انك ستأخذها للسوق اليوم!؟!
التفت نحوها و قلت:
- أجل!! بعد صلاة العصر!!
قالت:
- سأذهب معكم!!
قلت:
- كما تحبين!!
نظرت نحونا لثوان ثم قالت:
- حسنا!! أنا أستأذن!!
و انصرفت فأخذت الفتاة تضحك فنظرت نحوها و قلت:
- ما المضحك!؟!
قالت:
- لقد ظنت بنا سوءا عندما رأتنا قريبين بهذا الشكل!!
قلت:
- لا يمكن أن تشك بنا!!
قالت:
- أجل!! فزواجنا على الورق و لا يمكن أن يحدث شيء!!
هل عددتم كم مرة ترددت هذه الكلمة إلى الآن!؟! بصراحة!! لقد تضايقت من كثرة تكرارها!! الجميع يعلم هذا الشيء!! لماذا يجب أن يرددونها كل مرة!؟!
قلت:
- على ذكر السوق!! قالت نور انك بحاجة لعباءة!!
قالت الفتاة:
- هل فعلت!؟! تلك الثرثارة!! لقد قلت أنني لا أملك عباءة و لذلك لا أستطيع الخروج معها!! لكنني لم أقل أنني بحاجة لعباءة!!
قلت:
- لا بأس!! سأشتري لك واحدة!!
قالت:
- هل ستذهب بالفعل للسوق!!؟
قلت:
- و لم لا!؟!
قالت:
- البارحة فقط كنت عاجزا عن النهوض للصلاة!!؟ هل ستخرج للسوق!؟!
قلت:
- اليوم أنا بخير و الحمد لله!!
زمت شفتيها و قالت:
- أنت حر!!
أذن العصر فقلت:
- سأذهب لأصلي!! فنور ستأتي بعد قليل و تأمرني بالتحرك!!
ابتسمت و قالت:
- و عندما تضع نور شيئا في رأسها فإنها تنفذه!!
هززت رأسي بالإيجاب و خرجت للصلاة


درة الاحساء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-02-13, 12:09 PM   #7

درة الاحساء

نجم روايتي ومشرفة سابقةومصممه

 
الصورة الرمزية درة الاحساء

? العضوٌ??? » 213582
?  التسِجيلٌ » Dec 2011
? مشَارَ?اتْي » 6,499
?  نُقآطِيْ » درة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الخامس


عندما عدت وجدت عباءة نور معلقة عند باب الشقة و نور جالسة مع الفتاة في غرفة الجلوس و حالما رأتني قالت:
- هل أنت جاهز!؟!
قلت:
- أجل!!
نهضت و ارتدت عباءتها فالتفت نحو الفتاة و قلت:
- كم هو مقاس عباءتك!؟! أصغر مقاس أيضا!؟!
ضحكت الفتاة و قالت:
- لا أعلم!! لقد مر زمن منذ اشتريت آخر عباءة!؟!
تقدمت مني حتى التصقت بي و أنا تراجعت للخلف متعجبا فنظرت إلي و قالت:
- اثبت!!
وقفت مكاني فوقفت أمامي و وضعت يدها على رأسها ثم مدتها على مستواها لتلامس ذقني فرفعت نظرها و قالت:
- هذا هو طولي!! أحضر عباءة مناسبة!!
ثم نظرت نحوي و قالت:
- يا الهي!! هل أنا قصيرة لهذه الدرجة!؟!
قالت نور:
- لست قصيرة لهذه الدرجة!! لكن عبد الرحمن هو الطويل!!
نظرت الفتاة نحوي لترى وجهي التي تصلب من قربها الشديد فابتسمت لي و قالت:
- ما بالك!؟!
تنهدت و ابتعدت عنها متجها نحو نور و أنا أقول:
- لا شيء!! هيا يا نور!! هل مريم جاهزة!؟!
قالت نور و قد انهت ارتداء عباءتها:
- نعم!!
ثم التفتت نحو الفتاة و قالت:
- سأشتري لك أسوأ عباءة!!
قالت الفتاة:
- لئيمة!!
خرجتُ و خرجت ْخلفي نور و نزلنا لنجد مريم جاهزة في غرفة الجلوس في الطابق الأول و عندما وصلنا نهضت و ركبنا السيارة و انطلقت بهن للسوق، اشترتا العديد من الأشياء و تنقلنا بين المحال، بعد أن درنا في السوق الكبير شعرت ببعض الآلام في جسدي، أظنني لم أشفى تماما كما قال أحمد، و تمنيت لو أنني تركت أحمد يأخذهن للسوق بدلي،اشترينا العباءة و أخذت نور تضع كل عباءة أمامي ثم تعيدها و تضع أخرى و أنا متعب من الوقوف، عندما اختارت نور عباءة مناسبة قلت:
- هل انتهينا!؟!
قالت مريم:
- ليس بعد!!
تنهدت و سرت خلفهن و أنا احمل الأكياس الكثيرة و الثقيلة لكنني لم أعد أستطيع السير أكثر فتوقفت أمام مقهى و قلت:
- هل يمكنكن الذهاب من دوني!؟!
التفتتا نحوي فقلت:
- لقد تعبت سأنتظركن هنا!!
و أشرت للمقهى فقالت مريم:
- ما بك!؟!
قلت:
- لا شيء!! فقط بعض التعب!!
قالت مريم:
- حسنا!! انتظرنا هنا!! لن نتأخر!!
دخلت المقهى و ارحت نفسي و وضعت الأكياس على الأرض، لقد اُجِهدَتْ عضلاتي، طلبت بعض الشاي بالليمون عله يريحني، بعد نصف ساعة عادت نور و مريم و معهن المزيد من الأكياس و قالت مريم:
- هل انت أفضل!؟!
قلت:
- أجل!! هل انتهيتن!؟!
هزت مريم رأسها بالإيجاب فنهضت بعد أن وضعت المال على الطاولة و حملت الأكياس لكن مريم و نور ساعدتاني و عدنا لسيارتي و وضعت الأكياس في حقيبة السيارة و عدنا للمنزل، حملنا الأكياس للطابق الرابع و عندما دخلنا وجدنا الفتاة جالسة أمام التلفاز، التفتت نحونا و قالت:
- أهلا!!
ألقيت الأكياس على الأرض و ارحت جسدي المرهق على الأريكة و مددت قدماي على الطاولة و و قالت مريم:
- هل تريد عصيرا!؟!
هززت رأسي بالإيجاب فنظرت الفتاة نحوي متعجبة ثم قالت لمريم:
- ما به!؟!
قالت نور:
- لقد تعب!!
لحقت الفتاة بمريم في المطبخ و قالت:
- يوجد إبريق عصير بارد في الثلاجة!!
أخرجت مريم الإبريق و أخرجت الفتاة كأسا و سكبت مريم فيه فأحضرته الفتاة لي و قالت و أنا آخذ الكأس منها و أشكرها:
- هل تريد شيئا آخر!؟!
هززت رأسي بالنفي و شكرتها فقالت مريم:
- لا تقلقي!! سيكون بخير!!
شربت من العصير البارد و شعرت بقليل من الانتعاش، فتنهدت و أرحت جسدي على الأريكة و قلت:
- لا تقلقوا علي!! أشعر أفضل من الآن!!
قالت نور:
- لا تقلقي على عبد الرحمن!! سيعيش!!
ثم أمسكت أحد الكياس و قالت:
- أنظري!! لقد اشترينا لك المزيد من الفساتين!!
نظرت الفتاة نحوي بقلق لكنها وجدت وجهي ارتاح أكثر فقالت:
- أفضل!؟!
ابتسمت لها و قلت:
- أجل!! انظري للملابس!! لقد احترنا حتى نجد شيئا يناسبك!!
قالت مريم و هي تجلس على الكرسي معي:
- جربيها!!
أخرجت نور أحد الفساتين و قالت:
- خذي!!
و اعطتها الفستان و دفعتها لداخل الغرفة لتبدل ملابسها، دخلت الفتاة و بحثت نور داخل الأكياس في حين قالت مريم:
- ألم تعد خطوط الهاتف للعمل بعد في المدينة الساحلية!؟!
هززت رأسي بالنفي فقالت مريم:
- هل تظنها ستعود!؟!
قلت:
- بالتأكيد!!
قالت نور:
- هل ستعود مبكرا!؟!
قلت:
- لا أعلم!!
خرجت الفتاة و قد بدت جميلة جدا في الفستان الأزرق الحريري سارت امامنا ثم دارت حول نفسها و قالت:
- كيف أبدو!؟!
قالت مريم:
- إنه جميل جدا!!
قالت نور:
- أنظري لهذا الفستان الذي اشتريته لنفسي!!
قالت الفتاة:
- إنه جميل جدا يا نور!! و يناسبك!!
دخلت نور الغرفة لتجربه و بقين يجربن الملابس و يتفقدن ما اشترينه من مساحيق و يجربنها على بعضهن و قد حاولت نور تجريب طلاء الشفتين الزهري على لكنني منعتها بصعوبة، عندما سمعت آذان المغرب غادرت للمسجد و عندما عدت كن ما يزلن على حالهن يجرب الكثير من الأشياء و قد رأت الفتاة العباءة و قد أعجبتها كثيرا، بعد أن انتهين جمعن اغراضهن و باشرن بإعداد العشاء و أنا بقيت جالسا و أنا ما ازال أشعر بعضلاتي المشدودة، لم يخف الألم، ربما مثل البارحة سيزول الألم بعد النوم!! تعشينا و تطرقنا للكثير من الأحاديث و بعد العشاء جلسنا أمام التلفاز و كنا نتحدث و أنا اتنقل بين المحطات حتى شاهدت المغني الأجنبي الذي تحبه الفتاة فنظرت نحوها لأجدها مشغولة بحديثها مع نور و مريم فقلت:
- نادين!!
التفتت نحوي فأشرت نحو التلفاز فشهقت و قالت:
- ارفع الصوت!!
قالت نور:
- ما هذا!! لم أعلم أنه صور هذه الأغنية!!
قالت مريم:
- المغفل!!
قلت لمريم و التي كانت بجانبي:
- نصيحة!! لا تتدخلي!! فلن يسمعك أحد!!
ظلت الاثنتان منسجمتان مع الأغنية و بقيت أنا اراقب الأغنية كذلك و قد لاحظت لأول مرة أنه بالفعل وسيم!! من النوع الذي يعجب النساء دون الرجال، و تعجبت أن نور كذلك تحبه!! لم أعلم بهذا الشيء!!
نظرت مريم نحوهن بتعجب ثم قالت:
- أخجلن!! فأنت – و أشارت نحو نور – أخوك جالس معك!! و أنت – و أشارت نحو الفتاة – زوجك جالس معك!!
قالت الفتاة:
- أنا زوجي لا شأن له!! لأن زواجنا على الورق!! أما أنت – و أشارت نحو نور – فاخجلي!! أخوك جالس معك!!
تضايقت من كلماتها، لا يتوجب عليها التقليل من شأني!! خصوصا أمام شقيقاتي!! و إن كان زواجنا على الورق فأنا ما ازال زوجها!!
أكملنا جلستنا و بعد ان صليت العشاء في المسجد عدت أدراجي و دخلت لأجدهن يتحدثن و يتفرجن على التلفاز لكنني كنت متعبا فتمنيت لهن ليلة طيبة و دخلت الغرفة لأنام، فرشت فراشي و تمددت عليه و أغلقت عيناي و من شدة التعب نمت على الفور.
* * *
فتحت عيناي لأجد الظلام حالكا، التعب زاد معي، من النوم على الأرض، و عصلاتي كانت متخشبة أكثر من السابق، تنهدت و نظرت لساعة يدي لأجد أننا بعد منتصف الليل بقليل، نظرت لسريري بشوق و أنا أعلم أن غفوة فوقه ستريح جسدي المتعب، لكنني تعجبت من أنه فارغ، نهضت متعجبا و تساءلت، هل ما تزال ساهرة مع مريم و نور، ألم ينمن بعد!؟! نهضت و خرجت من الغرفة، لكنني لم أجد لا نور و لا مريم، فقط الفتاة كانت جالسة على أريكتي و صوت بكاء منخفض يصدر منها، تعجبت و تقدمت منها لترفع رأسها و تنظر نحوي لأرى وجهها المبلل بالدموع و كم آلمني المنظر، سارعت بمسح دموعها و قالت:
- هل أزعجتك!؟! أنا آسفة!!
وقفت أمام الطاولة و قلت:
- لماذا تبكين!؟!
خفضت بصرها و قالت:
- لا شيء!!
تعجبت و مسحت هي دمعة ترقرقت على خدها فتقدمت منها و وقفت خلف الطاولة و قلت:
- نادين!!
نظرت نحوي ولأرى دمعتين أخرتين متجمعتان في عينيها فجلست بجانبها و قلت:
- ما بك!؟!
جاهدت لتتماسك لكنها لم تكمل ثانيتين قبل أن تنهار و ترتمي في أحضاني و تبكي و تقول:
- لقد أشتقت لأهلي!! أشتقت لأبي!! أشتقت لأمي!! اشتقت لمنزلي!! أريد ان أعود إليهم!! لا أريد أن أبقى وحيدة!! لا أريد أن أكون يتيمة!! أريدهم!! أريد عائلة!! أريد أحدا أعتمد عليه!! أريد كتفا لأبكي عليه!! أريد أذنا لأشكي لها!! أريد يدا تجفف دموعي!! أريد حضنا أرتمي فيه!!
ثم تعلقت بي أكثر و قالت بصوت ضعيف:
- لا أريد أن أكون وحيدة!!
تمزق قلبي لحال هذه الطفلة اليتيمة و كدت أبكي أنا معها، رددت مجددا:
- لا أريد أن أكون وحيدة!!
قلت:
- أنا معك!!
توقفت عن البكاء و رفعت بصرها و نظرت نحوي بعينيها الواسعتين و ووجها المبلل و قالت:
- أنت!؟!
مسحت دموعها و قلت:
- هذه اليدان ستجفف دموعك!!
ثم أشرت لكتفي و قلت:
- و هذا الكتف ستبكين عليه!!
و أشرت لأذني و قلت:
- و هذه الأذن ستشكين لها!!
ثم ضممتها بين ذراعي و قلت:
- و هذا الحضن سترتمين فيه!!
توقفت عن البكاء و بقيت في أحضاني بهدوء و أنا لم أتحرك!! تركتها حيث هي!! شعرت بالراحة و هي قريبة مني!!
بعد دقائق من الهدوء رفعت رأسها ببطء و نظرت إلي ثم قالت:
- هل تعدني!؟!
ابتسمت لها و قلت:
- أقسم بالله!!
ابتسمت ثم طوقت عنقي بذراعيها و طبعت قبلة خاطفة على خدي ثم أراحت رأسها على كتفي و قالت:
- أحبك!!
تجمدت الدماء في عروقي!! و توقف قلبي عن النبض و توقفت رئتاي عن التنفس و توقف عقلي عن التفكير و توقفت الساعة عن المسير!!
عندما زاد تراكم ثاني أكسيد الكربون في جسدي ارسل عقلي إشارات لعضلاتي للتحرك فشهقت بطء ليعود الأكسجين لرئتاي و يعود قلبي للنبض و يعود عقلي للتفكير و نظرت للساعة لأجدها تعمل، ترددت في ذهني تلك الكلمة "أحبك"!! لم أصدق أنني سمعت تلك الكلمة!! كذّبت أذناي، لا شك أنه الإرهاق، لا شك أنني متعب!! و قد يكون قد وصل لذهني فشوش افكاري!! لم أصدق انها قالت لي احبك!!؟ و لكن إن كانت قالتها بالفعل...!!
فلم تكن قصدت حب المرأة للرجل!! فهذه الطفلة الصغيرة لا تعرف الحب!! و إن كانت تعرف حبا فهو حب طفولي، حب اخوي!! أي نوع من أنواع الحب ما عدا حب الزوجين!! فهي طفلة صغيرة وحيدة تجد الأمان معي!! تشعر بأنني أبيها أو أخيها!! لكن ليس زوجها!! لكن على الرغم ما قلت إلا أنني شعرت بحرارة تسري في عروقي!! أشعر بها تحرق شرياني، تنبع منها!! تنبع من المواضع التي تملسني فيها!! و شعرت أنني لو بقيت بقربها أكثر فإنني ساحترق!! أبعدت يداي عنها ببطء فرفعت رأسها عن كتفي و نظرت نحوي فقلت له:
- ألست متعبة!؟! لقد تأخر الوقت و انت مفيقة من الفجر!!
ابتسمت لي و قالت:
- أنت محق!!
ثم نهضت و سارت نحوي الغرفة و دخلت أنا ايضا كالمنوم بعد هذه اللحظات الحارة، دخلت الغرفة خلفها و حملت هي بيجامة لها و دخلت الحمام تبدل ملابسها اما أنا فتمددت على فراشي و أرحت جسدي الملتهب و لم استطع الالتحاف!! رميت اللحاف و تمددت لكنني شعرت بحرارة تسري في جسدي فنهضت و اتجهت لجهاز التكييف و في نفس اللحظة خرجت هي من الحمام و قد ارتدت بيجامتها و نظرت نحوي فقلت:
- هل تمانعين لو زدت من التبريد قليلا!؟!
هزت رأسها بالنفي فزدت من البرودة و التفت لأجدها قد تمددت على السرير و تلحفت فأطفأت الأضواء و تمددت على فراشي و أغمضت عيناي لكنني لم أنم لوقت طويل!!


درة الاحساء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-02-13, 12:11 PM   #8

درة الاحساء

نجم روايتي ومشرفة سابقةومصممه

 
الصورة الرمزية درة الاحساء

? العضوٌ??? » 213582
?  التسِجيلٌ » Dec 2011
? مشَارَ?اتْي » 6,499
?  نُقآطِيْ » درة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل السادس
شعرت بشيء يحرك كتفي ثم وصل صوت ناعم هادئ يناديني باسمي ففتحت عيناي ببطء و التفت لأجد الفتاة تهز كتفي و تقول لي:
- عبد الرحمن!! ألن تصلي الفجر!؟!
قلت بتعجب:
- هل أذن!؟!
قالت:
- سيقيمون الصلاة في أي لحظة!!
شكرتها و جلست و أنا أشعر بصداع شديد و عضلاتي متخشبة أكثر مما سبق!! لم أتحمل الألم!! لكنني جاهدة و نهضت و توضأت و خرجت للمسجد و صليت و عدت للمنزل لأجدها جالسة تعد الإفطار و عندما دخلت نظرت نحوي و ابتسمت و قالت:
- هل تريد الإفطار؟!؟
قلت و أنا ما أزال أشعر بصداع شديد ناتج من تخشب عضلات رقبتي:
- لا شكرا!! ساشرب فقط كوب قهوة!!
جلست على الطاولة و سكبت لي القهوة فشكرتها و أخذت القهوة و شربت منها بصمت نظرت نحوي بقلق و قالت بعد صمت:
- هل أنت بخير!؟!
قلت:
- أجل!!
سكتت و أكملت شرب قهوتي ثم مددت يدي لابريق القهوة آخذ المزيد لكن عضلات ظهري كانت تؤلمني فأعدت يدي لمكانها فنظرت نحوي و قالت:
- أما تزال متعبا!؟!
قلت:
- بعض الشيء!!
سكبت لي المزيد من القهوة و شربت منها ثم وضعت الكوب في الطاولة و رفعت رأسي و أنا غير قادر على تحمل الصداع فنهضت و اتجهت للثلاجة و فتحتها لأول مرة منذ دخلت الفتاة لشقتي لأجدها مليئة و على عكس العادة فتعجبت و بحثت عن مسكن الآلام لكنني لم أجده فقالت لي:
- عما تبحث!؟!
قلت:
- مسكن الآلام!!
نهضت و أعطتني إياه فشكرتها و أخرجت حبة فسكبت لي كأس ماء فشكرتها و أخذت الكأس و اكلت الحبة و شربت الماء ثم أمسكت برأسي فقالت لي:
- مما تشكو!؟!
قلت:
- بعض الصداع!!
نظرت نحوي بتشكك و قالت:
- فقط!؟!
قلت:
- و عضلاتي مجهدة!!
قالت:
- أتريد ان أدلكها لك!!؟
قلت:
- لا حاجة!!
قالت:
- سيفيدك كثيرا!!
هززت رأسي بالنفي لكنني ما إن فعلت حتى زاد صداعي من تحريك رأسي فأمسكت برأسي فأمسكت بيدي و قالت:
- هيا!! لا تناقشني!!
سرت خلفها مجبرا و دخلنا غرفة النوم فالتفتت نحو المنضدة و هي تقول:
- انزع قميصك!!
تعجبت و بقيت مكاني في حين أخذت كريما و قالت:
- ليس كريم تديلك!! لكنه سيفي بالغرض!!
ثم نظرت نحوي لتجدني مكاني فقالت:
- ما بالك!؟! انزع قميصك و دعني أدلكك!!
قلت:
- لا حاجة!! لا تتعبي نفسك!!
قالت:
- قلت انزع قميصك و إلا سأنزعه بنفسي!!
حدقت بها متعجبا!!؟ هل تصدق أنها يمكنها نزع قميصي!؟! نظرت نحوي لتفهم قصدي فقالت:
- أعلم!! لست قوية لأنزع قميصك!!! لكن لي طرقي الخاصة!!
تعجبت من كلمتها و قلت:
- طرقك!؟!
قالت:
- إن لم تنزع قميصك فسأخبر عمي و عمتي و مريم و نور و الجميع و تعلم ماذا سيقول لك عمي!!
إن كنت شكت في كلمة "طرقي" فإنها قد بددت هذا التشكك فضحكت و أنا أفكر فيما سيقوله أبي!! سيرمقني بنظرة و يقول لي أنني مغفل لأهمل المرض و سيلومني لأنني لم أترك أحمد يأخذ نور و مريم للسوق!! عندها نزعت قميصي منصاعا فابتسمت و قالت:
- لم أكن أعلم أنك تخاف من أبيك لهذه الدرجة!!
ثم اشارت نحو السرير و قالت:
- استلقي على وجهك!!
تمددت على الفراش و جلست هي بجانبي و وضعت الكريم على يدها ثم وضعته على ظهري و على الرغم من برودة الكريم إلا أنني شعرت بحرارة في الموضع الذي تلمسني فيه، أخذت تدلكني و أنا أشعر بقوة يديها الصغيرتين الناعميتن و أشعر بعضلاتي ترتاح تحت لمساتها و إن كانت أعصابي مشدودة!! بعد تدليك طويل شعرت بالألم يزول تدريجيا، دلكت ظهري و كتفاي و عندما دلكت عنقي شعرت بالدم يتحرك في رأسي و بدأ الصداع يزول تدريجيا!! بعد فترة قالت لي:
- كيف تشعر!؟!
فقلت و أنا مغمض العينين و تحت تأثير سحر لمساتها الناعمة:
- أفضل!!
أكملت التدليك و بعد فترة توقفت و قالت:
- اجلس!!
نهضت ببطء و أنا أشعر بالراحة و عندما جلست و قد كانت خلفي أمسكت بيدي و أخذت تحركها في عدة إتجاهات و أنا أشعر بالليونة تعود ليدي!! فعلت المثل بالأخرى ثم أمسكت برأسي و خذت تحركه في عدة اتجاهات و عندما انتهت كنت أشعر بأنني إنسان جديد!! فقالت لي:
- كيف!؟!
قلت:
- لقد زال كل شيء!! أشكرك!!
عندها – و دون سابق إنذار – جلست على ركبتيها لتصل إلي و ترتمي على ظهري و تطوق عنقي بيديها ثم طبعت قبلة على خدي و قالت:
- العفو!!
عندها عادت جميع عضلاتي و تخشبت مجددا، ألا تدرك هذه الفتاة ماذا تفعل بي!؟! ألا تشعر بما يحدث لي في كل مرة تلمسني!؟!
قالت لي بدلال و طفولة:
- لو عاد لك الألم مجددا فأخبرني!!
أخبرك!؟! أخبرك لتكرري فعلت مجددا!! أفضل أن أبقى بعيدا عنك!! لا أريدك أن تلمسيني!! كل هذه الآلام منك!! من لمساتك الناعمة!! من قبلاتك البريئة!! متى ستتركينني و تعودين لأخيك!! متى سارتاح من هذا الكابوس!؟!
سمعنا شخصا يفتح باب الشقة فقفزت الفتاة و قالت:
- لا شك أنها نور!!
خرجت بمرح طفولي في حين ارتديت أنا قميصي و خرجت لأجد نور، قلت:
- هل تريدون شيئا!؟!
قالت الفتاة:
- ستخرج!؟!
هززت رأسي بالإيجاب فقالت:
- لكنك متعب!؟!
تعبي من قربك!! آلامي من رؤيتك!! قريبة مني و بعيدة عني!! كيف سابقى بجانبك و أنا لا أستطيع لمسك!! كيف ستكون عيناك قريبة مني و لا أستطيع تأمل جمالها!؟! كيف تكونين قريبة مني كل هذا القرب دون أن تكوني لي!؟!؟ صغيرتي!؟! حبيبتي!! قربك مني نار!! و بعدك عني جحيم!!
- أصبحت أفضل!!
خرجت بسرعة و صعدت سيارتي و قدت بعيدا!! حيث يسير بي الطريق!! شارد!! حالم!! كيف كنت غافلا عنها طوال هذه السنين!؟! كيف لم يخبرني احد عنها!؟! كل هذه السنين و أخوها بالقرب مني!! كنت استطيع طلب يدها منه و عندها ستكون الأمور مختلفة تماما!! لكن ماذا عساي أفعل!؟! هي زوجتي!! لكنها ليست لي!! حتى هي لا تنظر إلي على أنني زوجها!! و كل مرة تقتلني بتلك الكلمة "زواجنا على الورق"!! اشتعل جسدي بنار الغضب عندما تذكرت كلمتها تلك!! لو كررتها على مسامعي مجددا فإنني سافقد أعصابي!! توقفت عند مطعم و تناولت بعض الطعام لأن معدتي كانت خاوية، ثم أكملت طريقي!! نحو المجهول!! لا أريد العودة للمنزل!! فعلى الأقل الآن هي بعيدة عني!! لن تجتاحني تلك الآحاسيس الغريبة!! لن تراودني تلك الأفكار الغريبة!! علي أن أتخلص منها بأسرع وقت!! يجب أن تعود لأخيها على أسرع وجه قبل أن أفقد عقلي!! ساجن لو بقيت بقربي يومين آخرين!! خصوصا أنها الآن أعتادت علي و أصبحت لها كالأب!! تقبلني على خدي كلما شعرت نحوي بامتنان أو حنان!! كيف لا و أنا اكبر منها بثمان سنين!! تلك الطفلة لا تدرك ماذا تفعل بي!! سأجن!! سأجن منها!! من براءتها!! من عينيها الواسعتين!! من شعرها الأشقر الطويل!! كم أكره نفسي!!
سمعت أذان الظهر لأنظر للساعة متعجبا!! هل حان وقت الصلاة!؟! كل هذا الوقت و أنا في الخارج!؟! توقفت عند أول مسجد مررت به و صليت الظهر و عندما خرجت و اتجهت لسيارتي وجدت رجلا واقفا عند سيارتي!! تعرفت على صديقي عمر!! تقدمت منه و قلت:
- عمر!!
التفت نحوي و قال:
- كنت أعلم أنني لم أكن مخطئا و أن هذه هي سيارتك!!
عانقت صديقي و قلت:
- كيف حالك!؟!
قال:
- أفضل!! إلا أنني أشعر بالملل في المكتب وحدي!! ألم تنتهي إجازتك بعد!؟!
تذكرت المشاكل التي على كاهلي و قلت:
- قد أضطر لتمديدها!!
قال عمر:- هل أنت على ما يرام!! تبدو أكبر بخمس سنين!؟!
قلت و أنا اتنهد:
- لن أتعجب لو شاب شعر رأسي مما يحدث لي!!
قال عمر متعجبا:
- هل هناك مشكلة!؟!
هززت رأسي بالنفي و قلت:
- بعض المشاكل في المنزل!! لا تهتم!!
ثم فتحت باب السيارة و قلت:
- تعال سأدعوك للغداء في أحد المطاعم!!
قال عمر:
- أفضل أن تأتي للمنزل معي!! فالشباب هناك عند أخي صالح!!
تذكرت أصدقائي!! مر وقت لم أجلس معهم!! منذ ظهرت تلك الفتاة في حياتي و أنا لم أعد كما كنت!! لكن إن أردت أن أنساها فعلي أن أنغمس في حياتي الخاصة و أتركها لمريم و نور!!
ركبت السيارة و معي عمر و قاد عمر متجها لمنزله و تذكرت ما حدث البارحة عندما تأخرت على الغداء و ما أصاب الفتاة فرفعت هاتفي و اتصلت بالمنزل فقال عمر:
- بمن تتصل!؟!
قلت:
- بالمنزل!!
ردت علي نور فقلت:
- نور!! هل نادين عندك!؟!
قالت:
- أجل!! هل تريد التحدث معها!؟!
قلت:
- لا حاجة!! فقط قولي لها أنني لن آتي للغداء!! ساتغدى في منزل صديقي!!
قالت نور:
- حسنا!!
أغلقت الهاتف فنظر عمر نحوي و قال:
- من نادين!؟!
قلت و أنا اتنهد و أعيد الهاتف لجيبي:
- زوجتي!!
عندها تعجب عمر و قال:
- تزوجت!؟! فعلتها و تزوجت!؟! و لم تخبرني!؟!
قلت:
- لا تكبر الموضوع يا عمر!! إنه مجرد زواج على الورق!!
تعجب عمر و قال:
- ماذا!؟!
قلت:
- زواج على الورق!! و سرعان ما ساطلقها!! فقط حتى أعيدها لشقيقها!!
تعجب عمر و قال:
- من هي!؟! لا يبدو لي الاسم غريبا!؟!
قلت بتضجر:
- شقيقة خالد!!
تعجب و قال:
- تزوجت نادين!؟! شقيقة خالد!؟! لا تمزح معي يا رجل!!
قلت:
- و هل ابدو و كأنني أمزح!؟!
قال عمر:
- عندما تحدثت بتضجر تصورت أنها امرأة قبيحة و أنك أجبرت على الزواج منها و أنك لا تطيق فكرة أن اسمها مربوط باسمك!! أما نادين...!؟!
التفت نحوه متعجبا و غاضبا في نفس الوقت و قلت:
- و ما أدراك عنها!؟!
قال:
- و من لا يعلم!! كنا جميعا نعلم بشأن شقيقة خالد الفاتنة!! و لكن أليست مخطوبة لابن عمها!؟!
قلت:
- ليس بعد الآن!!
قال:
- ماذا فعلت!؟! تزوجتها و هي بالفعل مخطوبة!؟!
قلت:
- لقد فسخت الخطوبة منذ وقت طويل!!
قال عمر:
- لو علمت لسارعت بخطبتها!!
التفت نحو عمر بغضب و قلت:
- عمر!! إن لم تلاحظ فهي تحت عصمتي الآن!! فهلا توقفت عن الحديث عنها بهذه الطريقة!!
قال عمر:
- آسف!! لكن قل لي!! لماذا هربت من المنزل و تركتها وحيدة!؟! لو كنت مكانك لما فرطت ثانية واحدة دون أن أكون بقربها!!
تنهدت و قلت:
- و لماذا أبقى بقربها!؟! كي اجن!؟!
نظر عمر نحوي ثم قال بجدية:
- ما بك يا عبد الرحمن!؟!
تنهدت و قلت:
- لا تعرف ما الذي أصابني يا عمر!! أكاد أجن من هذه الفتاة!! إنها ساحرة و آسرة!! و قريبة مني!! لكنها بعيدة عن متناول يدي!! فعليا هي ليست زوجتي!! فأنا ساعيدها لأخيها الكبير عندما تعود خطوط الهاتف للعمل!! لكن متى!! أشعر انه لن يحين ذلك الوقت إلا و أنا قد شاب شعر رأسي و كبرت خمسين عاما!!
قال عمر:
- لهذه الدرجة!؟!
قلت:
- و هي لا تدرك تأثيرها علي!! و تتصرف بحرية و عفوية و كأنني شقيقها أو أبيها!! أكاد أجن!!
أوقف عمر السيارة امام منزله و قال:
- لو كنت مكانك يا عبد الرحمن لما اهتممت لو كان الزواج على ورق او لا!! و إن كانت ستعود لشقيقها فإنني لن أتركها تجلس أمامي كما لو أنني رجل عاجز!! و أنت تعرف معنى زواج على ورق!!
التفت نحو عمر و قلت:
- لا أستطيع فعل هذا بها!! فهي صغيرة جدا!! إنها أصغر مني بثمان سنين!؟!
قال عمر:
- الجميع يتزوج فتيات صغيرات!! هل تريد تزوج امرأة في الخامسة و العشرين!؟! جميع من في سنك يتزوجون من فتيات شابات في مقتبل العمر!! أبي أكبر من أمي بخمسة عشر سنة!! و أخي صالح أكبر من زوجته بست سنين!! و ماذا عن اخوانك!؟! لا شك أن كل واحد منهم أكبر من زوجته!! الفتيات ينضجن بسرعة!! و هي على حسب ما سمعت فتاة ناضجة!!
نزلنا من السيارة و أنا غير مصدق لما قال لي عمر، و قد أخذ يدور في رأسي مرارا و تكرارا!! لكن لا أسطتيع أن أفعل ذلك بها!! فعمر لم يرها و إلا لما قال ذلك!!
دخلنا غرفة الجلوس الرجالية و هناك وجدنا العديد من أصدقائي عندما رأوني هللوا و رحبوا بي و أخذوا يعاتبوني على طول فترة غيابي فقال عمر:
- لا تضايقوا الرجل!! فهو عريس!!
التفت نحو عمر غاضبا لكن الجميع تعجبوا و تساءلوا عن العروس فأجاب عمرو هو يجلس معهم:
- شقيقة خالد الفاتنة!!
تعجبوا و أخذ الكثيرون يضايقونني بملاحظاتهم فقال عمر:
- لا تفرحوا كثيرا!! فهو زواج على ورق!!
و شدد على آخر كلمة فتمنيت لو أنني أوسعه ضربا!! بالطبع هم يمزحون و دائما أتقبل مزاحهم بصدر واسع!! لكن اليوم لا أتحمل أي شيء!! أخذ الجميع يلومونني و يسخرون مني و كيف قبلت بزواج على الورق و ما إلى ذلك من الملاحظات التي تقلل من رجولتي لكنني تاجهلتها لعلمي بأصدقائي، و حبهم للسخرية!!
تغدينا و غيرنا الموضوع و تحدثنا في الكثير من الأشياء على الرغم من الملاحظات الساخرة نحوي بين لحظة و أخرى و كانت تزيد توتري و بعد أن نلت كفايتي غادرت و عدت أدراجي للمنزل لأنني لم أعد أطيق ما يحدث لي!!
دخلت الشقة لأجد الفتاة في المطبخ تنظف الأطباق و عندما دخلت التفتت نحوي و ابتسمت و قالت:
- هل استمتعت بوقتك!؟!
تلك الابتسامة أجبرتي رغما عني على الابتسام، قلت لها و أنا أجلس على أريكتي:
- أجل!! مر وقت منذ رأيتهم!!
عادت تغسل الأطباق و أنا شغلت التلفاز و أخذت اتنقل بين المحطات بتململ حتى لمحت ذلك المغني الذي تحبه الفتاة، سارعت بتغيير المحطة لكنها التفتت نحوي و قالت:
- أعد!!
قلت و أنا أبتعد عن تلك المحطة بسرعة:
- أعيد على ماذا!؟!
قالت و هي تخرج من المطبخ و تتجه نحوي:
- على المغني!! لقد مررت عليه للتو أليس كذلك!؟!
قلت:
- أجل!! لكنني لن أعيد عليه!!
نظرت نحوي بتعجب و قالت:
- ولم لا!؟!
قلت:
- ألا تخجلين من نفسك!؟! انا هنا و أنت تشاهدين رجلا على التلفاز!؟! ألست ذو قيمة هنا!؟!
قالت بتعجب:
- في حال نسيت زواجنا على الورق!! و الآن أعد!!
قلت بغضب:
- إياك أن تعيدي هذه الكلمة مجددا و إلا فإنك ستندمين!! و لن أعيد على ذلك المغفل!!
قالت بتهديد:
- قلت أعد!!
فقلت بغضب عارم:
- لن أعيد و هذه كلمتي الأخيرة!؟!
قالت:
- لماذا!؟! اتغار منه!؟! هل نسيت أن زوجنا على ورق!!
و شددت على كلماتها فاستشطت غضبا و القيت بجهاز التحكم و وقفت و قلت:
- سأريك كيف أحول هذا الزواج من على الورق إلى زواج حقيقي!!
و تقدمت منها في حين اعتلى وجهها الذعر و تراجعت للخلف ببطء ثم استدارت و ارادت الهرب من الشقة لكنني كنت أسرع منها فالتقطت يدها و أدرتها نحوي و ضممتها إلي و .................. في حين أخذت هي تناضل بين يداي تحاول الهرب لكنني كنت أقوى منها بكثير!! فجأة سمعت صوت خطى تصعد الدرج و تحاول الوصول لباب الشقة فجفلت و في لحظتها فرت الفتاة من بين يدي و ركضت نحو باب الشقة لتدخل مريم و نور فاختبأت خلفهن و قالت:
- حمدا لله أنكن جئتن!!
تعجبت مريم و نور و نظرت مريم نحو الفتاة ثم نظرت نحوي و قالت:
- ما الذي حدث!؟!
قلت بغضب:
- لا شيء!!
التفتت مريم نحو الفتاة المذعورة المختبئة خلفها ثم نظرت نحوي و قالت:
- عبد الرحمن!؟!لماذا يوجد آثار لطلاء شفتي نادين على شفتيك!؟!
تعجبت و لمست شفتي باصبعي ثم نظرت له لأجده يلمع بطلاء زهري فاتح فمسحت شفتاي بظهر يدي فنظرت مريم نحوي بتشكك ثم قالت:
- أريد التحدث معك على انفراد!!
ثم دخلت غرفة النوم و هي تشير لي باصبعها أن ألحقها فدخلت خلفها و عندما دخلت الغرفة أغلقت الباب خلفي و قالت لي:
- الفتاة يتيمة يا عبد الرحمن!! و قد قتل جميع أهلها دفعة واحدة قبل فترة ليست قصيرة!! و زواجكم على ورق!!
و كدت أجن من هذه الكلمة فقلت بغضب:
- و هل قال لك أحد أنني نسيت حتى تذكرينني!؟!
نظرت مريم نحوي لثوان ثم أشارت نحو شفتيها و قالت:
- ما يزال لديك آثار لطلاء شفتيها!!
التفتت نحو المرآة المعلقة على المنضدة لأجد شفتي لامعة فمسحتها و مسحت كل وجهي نظرت مريم نحوي لثوان ثم قالت:
- لقد عادت الحرارة للمدينة الساحلية!! اتصل بشقيقها!!
أخذت هاتفي الخليوي و عندما نظرت نحوه و جدت بطارياته فارغة فقلت:
- إنه فارغ!! سأتصل من غرفة الجلوس!!
خرجت مريم و خرجت خلفها لأجد الفتاة و نور جالستين على الكرسيين المتقابلين في غرفة الجلوس، تقدمت مريم منهن و جلست على أريكتي و تقدمت أنا وجلست بجانبها لتنهض الفتاة لكن مريم قالت لها:
- ابقي يا نادين!! نحن سنتصل بشقيقك!!
جلست منصاعة فرفعت أنا السماعة و اتصلت على الشركة البحرية و رن الهاتف بضع رنات قبل أن يجيبني رجل فقلت له:
- أود أن أسألك عن رجل يعمل عندكم اسمه....!!
و نظرت نحو الفتاة بعد أن نسيت اسمك شقيقها فقالت لي اسمه كاملا فأعدته على الرجل الذي تنهد و قال:
- فليرحمه الله!!
تعجبت و قلت:
- ماذا!؟!
قال الرجل:
- عندما بدأت نذور الحرب أخذ عائلته للمدينة الجنوبية!! زوجته و ابنتيه!! ثم عاد إلينا!! لكنه قتل في الانفجارات!! أرسلنا التعازي لزوجته و والديه!! لكننا علمنا بعد ذلك أن والديه قد قتلا أيضا!!
ذهلت و قلت:
- أشكرك!!
و أغلقت السماعة فنظرت نحوي مريم و قالت:
- ماذا قال!؟!
سكت لثوان أنظر للفتاة المسكينة و أتخيل وقع الخبر عليها لكنها لم تكن تنظر نحوي!! كانت غاضبة مني!! و بعد أن طال صمتي نظرت نحوي و كانت النظرات أبلغ من أي كلمة فهزت رأسها بالنفي و قالت:
- لا!! لا يمكن!!
طأطأت رأسي و لم أقدر أن أتحمل نظراتها!! شعرت بالخزي بما فعلت لها!! كيف استطعت إيذاءها و هي تعاني مما تعانيه!! ألا يكفيها ما هي فيه حتى أضيف لها مشكلة أخرى!! نهضت و قالت:
- غير ممكن!! ليس هو أيضا!! لا!!


درة الاحساء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-02-13, 12:18 PM   #9

درة الاحساء

نجم روايتي ومشرفة سابقةومصممه

 
الصورة الرمزية درة الاحساء

? العضوٌ??? » 213582
?  التسِجيلٌ » Dec 2011
? مشَارَ?اتْي » 6,499
?  نُقآطِيْ » درة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الأخير
اقترب الوقت من الفجر و أنا جالس في غرفة الجلوس كما كنت!! نهضت و فتحت باب غرفة النوم و استرقت نظرة لتلك الفتاة الصغيرة الوحيدة و شعرت بسهام تصيب قلبي!! وجدتها جالسة في السرير متكورة على نفسها و تبكي بصمت!! فتحت الباب على مصراعيه لترفع رأسها و تنظر إلي نظرة قتلتني!! أصابتني في قلبي و قضت علي في جزء من الثانية!! السبب الوحيد الذي يبقيني واقفا هو قبضتي المتعلقة بمقبض الباب، بقيت جامدا أحدق بها غير مصدق، منذ متى و هي على هذا الحال!؟! تبكي بصوت مختنق حتى لا أسمعها!! ألا تريدني أن أعلم عنها!؟! تلك النظرات تخبرني أنها لم تنسى!! بل إن ذلك المشهد تكرر في عينيها ليقتلني على الرغم من أنني بالفعل ميت!! قتلتني بذلك الهدوء الذي خيم على المكان!! لم أتحرك! لم أتكلم!! لم أقدر!! لا أستطيع!! ماذا سأقول!؟! كيف لي أن أريها وجهي بعد فعلتي الشنيعة!؟! كان هذا السؤال مقروء على وجهها بوضوح!! لكن لا!! لن أنسحب!! هي تحتاج للحنان!! تحتاج للسند!! تحتاج للكتف الذي تبكي عليه!! و أنا قد وعدتها!! قلت بصوت أردته أن يبدو ثابتا:
- منذ متى و أنت مفيقة!؟!
قالت بصوت مرتجف:
- و ما همك!؟!
ثم عادت للبكاء مجددا فتمزق قلبي و لم أتسطع التحمل أكثر اقتربت منها و قلت:
- نادين!!
عندها صرخت علي قائلة:
- لا تقترب!! ابتعد عني!!
و تراجعت مبتعدة عني فتمنيت لحظتها لو أنني لم أولد أبدا!! تمنيت لو أنني مت قبل أن أسمعها تصرخ خائفة مني بعد أن كانت تصرخ طالبة مني النجدة!! قلت بصوت مرتجف:
- نادين!؟!
قالت: - أين نور!؟! أين مريم!؟! أين عمتي!؟! كيف تركوني وحدي معك!؟! لا أصدق أنهم تركوني وحيدة!! أخرج من هنا!! لا أريد رؤية وجهك!! أخرج!!
حدقت بها غير مصدق لما تقول!! تمتمت مذهولا:
- كيف تتحدثين عني بهذا الشكل يا نادين!؟!
و تقدمت منها فصرخت و قالت:
- قلت ابتعد!! لو اقتربت أكثر فإنني سأرمي نفسي من النافذة!!
عندها أوقفت خطواتي و حدقت بها غير مصدق، أنا أستحق ما يحدث! أنا أتسحق ما تفعله بي!! أستدرت و خرجت و أغلقت الباب خلفي و غادرت المنزل!!
* * *
لم آخذ السيارة!! بل سرت على قدماي!! و أطلقت غيظي على كراتين ورقية فارغة مجمعة خلف متجر فركلتها بكل قوتي و ضربتها و مزقتها و أنا أتمنى لو أنني أمسك بأحد و أصب عليه جام غضبي!! كيف سأعود للمنزل!؟! كيف سأرى تلك العينين و هما تطلقان علي سهامها القاتلة!! صرخت و أطلقت للساني العنان بكلمات السباب و الشتام و أنا أمزق الكراتين! فجأة ظهر لي رجل و قال:
- أجننت!؟!
التفت نحو الرجل و قلت:
- حل عني و إلا فستندم!!
نظر الرجل لحالتي المزرية ثم قال:
- هل أنت ثمل!؟!
تعجبت و قلت:
- ثمل!؟! ثمل!؟! أنا ثمل!؟! أنا لست ثملا و حسب!! بل إنني تخطيت الثمالة!! لقد شربت من كأس الهموم حتى ثملت!! و ارتويت من الشوق حتى ملأ رأسي!! أنا لست ثملا!! بل أنا أحب!! أحب!! أحب نادين!! هل تعلم من هي نادين!؟! إنها زوجتي!! أجل!! هي زوجتي!! زوجتي التي ليست لي!! زوجتي التي هي محرّمة علي!! أنا أحب نادين!! الفتاة التي بسن أختي الصغرى!! أحبها!! و لن أسمح لها بأن ترحل عني!! لن ترحل عني مهما حدث!! سأكسب قلبها و ثقتها و إن اضطررت أن أمضي العمر كله لتحقيق هذا الهدف!! فهي إن لم تكن لي فلن تكون لرجل غيري!! لن يمسها أحد غيري!! ليس و قد لمستها!! ليس بعد أن تذوقت حلاوة شفتيها!! لن يفكر رجل أن يقترب منها!! و إن فعل أحد ذلك فسوف أحطم وجهه!! سأمزق أحشاءه!! سأقتله!! سأفتح رأسه!! سأفعل ذلك!! فهي لي!! هي زوجتي!! هي عمري!! هي حياتي!! هي حبي!! حبي الأول و الوحيد!! هي عمري كله!! هي روحي التي إن فارقتني فلن يبقى سوى الجسد!! هي قلبي الذي إن توقف نبضه فلن أعيش لخمس دقائق!! هي النفس الذي إن اختفى فسوف أهلك في ثوان!! هي زوجتي!! زوجتي التي أحب!! أحبها!! احبها بجنون!! أحبها!! أنا لست ثملا!! أنا عاشق!!
نظر الرجل نحوي بقليل من الذعر ثم قال:
- و ماذا تفعل هنا!! و لماذا لست عند زوجتك!؟!
ما هذا السؤال!؟! هو محق!! ماذا أفعل هنا!؟! مكاني ليس هنا!! مكاني عند حبيبة قلبي!! عند نور عمري!! ابتسمت للرجل و قلت:
- أجل!! أجل أنت محق!!
ثم ربت على كتفه و عدت أدراجي من حيث أتيت!! كان الطريق طويلا!! و في الطريق تبادر أذان الفجر لمسامعي!! فدخلت المسجد و صليت ثم حمدت ربي على النور الذي هداني له، فنادين زوجتي و ستبقى كذلك!! و دعوت ربي أن يسهل علي مهمتي لأنال قلبها!! خرجت من المسجد و سرت نحو المنزل و لكنني أجهدت في منتصف الطريق!! فآلام عضلاتي قد عادت مجددا!! توقفت عند مطعم و أرحت جسدي المرهق ثم طلبت بعض الطعام لآخذه معي للمنزل!! فأنا أريد أن آكل مع حبيبة قلبي!! سرت مسافة طويلة قبل أن آصل للمنزل و عندما دخلت فوجئت بابي و حسام و أحمد في غرفة الجلوس و معهم رجلين!! الأول كان كبيرا في السن و قد خط الشيب رأسه و قد كان أنيقا و محترما و مهابا و الآخر فقد كان شابا يصغرني بخمس سنين و قد كان على قدر من الوسامة و الجاذبية نظر أبي نحوي و قال:
- تعال يا عبد الرحمن!!
وضعت الأكياس على الطاولة و تقدمت منهم و أنا أنظر نحو ضيوف أبي ببعض التشكك و عدم الطمأنينة خصوصا مع نظرات الشاب المتراقصة فرحا!! أشار أبي نحوي و قال:
- ابني عبد الرحمن!!
ثم أشار نحو الرجل المسن الذي وقف ليصافحني و قال:
- أبو خالد عم الفتاة!!
عندها تصلبت يدي التي كانت ممسكة بيد الرجل لكن الرجل ابتسم لي و قال:
- لقد أخبرني والدك عما فعلته من أجل صغيرتي نادين!! أنا عاجز عن شكرك على مبادرتك الرائعة هذه!! لم أصدق أنه يوجد رجل بمثل هذه الشهماة كي يفعل ما فعلته مع ابنتي الغالية!!
قلت بتلعثم:
- لم أقم إلا بما يمليه علي ضميري!!
أشار الرجل نحو الشاب الذي نهض و مد لي يده و إن كنت حزرت قبل أن يقول الرجل:
- خالد!! ابني!!
نظرت نحو الشاب الوسيم و صافحته بجفاء فقال:
- أنا أوافق أبي على ما قال و أكرر إعجابي بمبادرتك النبيلة تجاه نادين!!
نظرت نحو الشاب الجريء!! نادين!؟! نادين!؟! أهكذا يناديها!؟! نادين!؟! من يحسب نفسه هذا الفتى!؟! ألا يدرك إلى من يتحدث!؟! ألا يعلم أنه يتحدث عن زوجتي!؟! و يناديها نادين!؟!
كررت شكري و أشرت لهم بالجلوس ثم جلست أنا أيضا فقال ابي:
- لقد كنا متعجبين من زيارتكم!! فالفتاة لم تخبرنا بأي شيء عن عمها!!
قال الرجل الموقر:
- لقد كنت أعلم أنها لم تفعل!! فلا يمكن أن تعلموا بأن لديها عما و لا تتصلوا بي!! على الرغم من أنني لا أفهم سبب صمتها عن مثل هذا الأمر!! و قد ظننا أنها ماتت مع شقيقي و البقية!! لكن الحمد لله!! علمنا أنها حية!!
قال حسام:
- و كيف علمتم بهذا الأمر!؟!
عندها تولى الشاب التوضيح قائلا:
- لقد وجدتها على الشبكة العنكبوتية!! لقد فوجئت عندما رأيت اسمها و لم أصدق!! سألتها أين هي فأخبرتني أنها عند صديقة لها و أنها ستذهب عند شقيقها الأكبر عندما تعود خطوط الهاتف للعمل في المدينة الساحلية!!
حدقت به متعجبا!؟! هل كانت نادين تتحدث معه هو!؟! الم تقل لي أنها تتحدث مع ابنة عمها!؟!
تنهد أبي و قال:
- أجل!! كنا نظن ذلك!!
قال عمها:
- لقد سمعنا بالخبر!! و حاولنا أن نعرف اين هي!! فلا يمكن أن أترك ابنتي الغالية وحيدة!! فهي ابنة أخي العزيز!! و لا يمكن أن أتركها وحيدة بين الأغراب!!
قال ابي:
- أغراب!؟! نحن!! لا يا سيد عمار!! لقد أغضبتني!! فنادين صديقة ابنتي و هي في حسبة ابنتي!! كما أنني كنت صديقا لوالدها العزيز!!
قال السيد:
- أعلم ذلك!! و أعلم أنك لن تقصرون معها!! لكن ما تزال الفتاة تشعر بالغربة بينكم!! فهي لم تعتد عليكم!! لن تشعر بينكم بالانتماء!! ليس كما ستشعر معي!! فانا كوالدها!! كما أننا لا نريد أن نثقل عليكم!! و ليس على ابنك الشهم!!
و أشار نحوي فتغصبت ابتسامة فقال احمد:
- و كيف عرفتم بعنواننا!؟!
عندها عاد الشاب للتحدث مجددا فقال:
- لقد ارسلت لنا رسالة إلكترونية تخبرنا فيها أنها تريدنا أن نأتي لأخذها!! و أخبرتنا أين هي!!
عندها تجمدت الدماء في عروقي!! نادين تفعل ذلك!؟! تطلب منهم المجيء لأخذها!؟! هل فقدت ثقتها بي!! هل تريد الرحيل عني!! أعادني صوت ابي للواقع و هو يقول:
- لقد كان خبر وفاة شقيقها صعب عليها!!
قال الرجل:
- توقعت ذلك!!
ثم قال:
- هل يمكنني رؤيتها!؟!
نظر ابي نحوي و قال:
- هل يمكنك ان تناديها يا بني!!
نهضت منصاعا و أنا أتمنى أن أرفض!! صعدت للطابق الرابع و عندما دخلت كانت جالسة على الطاولة في المطبخ تحتسي القهوة بصمت و لم تلتفت نحوي عندما دخلت!! دخلت المطبخ و وقفت امامها لكنها لم تنظر نحوي فقلت:
- هل صحيح أنك أرسلتي رسالة لابن عمك اللعين تطلبن منه المجيء لأخذك!؟!
عندها رفعت بصرها و قالت:
- هل جاءوا!؟!
قلت:
- نعم!! لقد جاء عمك و ابنه الغالي!!
قالت:
- خالد!؟!
عندها ثرت و قلت:
- و تتجرءين على مناداته باسمه!؟!
نظرت نحوي بصمت فقلت:
- ألم تكوني تقولين أنك لا تريدين أن يعلم عمك بأنك حية!؟!
قالت:
- اين هو!؟!
سكت لثوان و أنا أحاول ضبط الغضب الذي اعتراني!! نادين حبيبتي ستتركني!! ستتركني و ترحل مع عمها و ابنه اللعين!! شعرت بطعنات تمزق قلبي لكنني داريت الألم و قلت:
- بالأسفل!!
نهضت و قالت:
- هل طلب رؤيتي!؟!
ازدريت ريقي ثم قلت:
- أجل!!
ثم اتجهت للباب و قلت:
- الحقي بي!!
ركضت خلفي و نزلنا و عندما اقتربنا من غرفة الجلوس التفت نحوها و قلت:
- انتظري هنا!! فحسام و أحمد هناك!!
و قد تعمدت عدم النطق باسم ابن عمها لأنني أعلم أنها لا تهتم بوجوده!! لا شك أنه كالمحرم لها!! دخلت غرفة الجلوس و قلت:
- إنها في الخارج!!
نهض الرجل المسن و خرج نحو نادين لتستقبله بحضن حار و دموع جارفة!! ضمها الرجل لحضنه و قال:
- بنيتي!! لا تبكي!!
أخذت تبكي بحرارة و هي تقول:
- لقد خسرتهم يا عمي!! خسرتهم جميعا!! لم يبقى لي احد في هذه الدنيا!!
قال العجوز:
- ماذا تقصدين يا صغيرتي!؟! ماذا عني!؟! أنا ما زلت موجود!!
ثم رفع رأسها و أجبرها على النظر إليه و قال:
- و سأهتم بك!! أنت تعلمين أنك طفلتي الغالية منذ أن جئتِ لهذه الدنيا!!
ابتسمت له نادين و قالت:
- أجل!! اعلم!!
عندها جاء حسام بابريق القهوة و الشاي فقلت للرجل:
- القهوة يا أبا خالد!!
التفت الرجل نحوي ثم عاد لزوجتي و قال:
- جهزي نفسك لأننا ما إن ننهي القهوة حتى نرحل و ستأتين معنا!!
قالت نادين:
- حاضر!!
طبع الرجل قبلة على جبينها ثم عاد لغرفة الجلوس في حين لحقت أنا بنادين و أوقفتها في منصف الدرج و قلت لها:
- و ماذا عن ابنه الذي القذر الذي كنت تفضلين الموت على الزواج منه!؟!
نظرت نحوي مطولا ثم قالت:
- اتضح أن جميع الرجال متشابهين!!
ثم استدرات و رحلت!! لا يا نادين!! لن ترحلي عني بهذه السهولة!! لن أتعب لكي ترحلي عني بهذه السهولة!! أنت زوجتي و ستبقين كذلك طالما انا حي!!
عدت لغرفة الجلوس و انضممت للبقية و أخذت فنجان قهوة و قلت و انا اريح نفسي على مقعدي:
- لكن هناك مشكلة ياأبا خالد!!
التفت الرجل نحوي فقلت:
- أنت لديك ابن!! ماذا ستفعل بهذا الشأن!! فلن يكون من السهل عليه التنقل في المنزل بحرية و ابنة عمه موجودة!!
قال ابي:
- نحن لا شأن لنا في هذا الموضوع يا عبد الرحمن!!
لكن الرجل قال:
- لاعليك يا أبا حسام!!
ثم وجه كلامه لي و قال:
- يعجبني اهتمامك!! نادين و خالد خانا مخطوبين من قبل!! و قد فسخت الخطوبة لأسباب!! و الآن فإنني أخطط لتزويجها منه مجددا!! فهو ابن عمها و ليس له سوى ابنة عمه!! و هي ذات الشيء!!
قلت بفضول:
- و ما السبب الذي دعاهم لفسخ الخطوبة!!؟
عندها قال خالد:
- لا شأن لك!!
التفت نحوه في حين قال والده:
- خالد!! عيب عليك!!
سكت الشاب لكنني أعدت سؤالي مجددا:
- لم تخبرني!! ما السبب!؟!
قال الرجل:
- لأكون صريحا معك يا بني!! لا أعلم!! لقد فسخت نادين الخطوبة فجأة و لم تخبر احدا!! و لا حتى والدها!!
قلت:
- ألا تظن أنها قد لا ترغب في الزواج منه مجددا!؟!
عندها نهض الشاب واقفا على قدميه و قال:
- ما شأنك في هذا!؟! لا تقل لي أنك صدقت أنها زوجتك!؟! أم أنها أعجبتك و لا تريد التخلي عنها!!
عندها قلت و بحزم:
- هي بالفعل زوجتي!! و لي الحق في رفض هذا الزواج!! فأنا لن أقبل بتزويجها من نذل مثلك!!
تعجب الرجل و أبي و قال أبي:
- عبد الرحمن!؟!
وجهت كلامي لعم نادين و قلت:
- إن لم تعلم فإن نادين قد فسخت خطوبتها من ابنك الموقر لأنه تحرش بها!! فكيف تتوقع مني أن ائتمن شابا طائشا مثله على نادين!؟!
تعجب الرجل في حين قال الشاب:
- كيف تجرؤ على مناداتي بالطائش؟!
عندها وقفت على قدماي و واجهت الشاب بقامتي التي تطوله و تكبره في العرض و قلت:
- لا ترفع صوتك علي!!
عندها قال الرجل:
- يكفي!! خالد اجلس!!
لكن الشاب لم يبدي أي نية للجلوس فنهض الرجل و قال:
- هلا ناديت نادين لي!! أود سماع ذلك منها!!
قلت:
- بكل سرور!!
و انصرفت صاعدا للطابق العلوي و عندما دخلت الشقة كانت عباءتها معلقة عند باب الشقة و هي جالسة في غرفة الجلوس و عندما دخلت هبت واقفة فقلت:
- هل أنت متحرقة حتى تنطلقي مع عمك و حبيبك الوسيم!؟!
قالت:
- هل سنرحل!؟!
ابتسمت بلؤم و قلت:
- لا أظن ذلك!! فقد أخبرت عمك العزيز عن سبب فسخك للخطوبة!!
تعجبت و نظرت نحوي في حين وقفت امامها بتحد و قلت:
- و هو يريد سماع الحقيقة منك!!
حدقت بي بتعجب و قالت:
- لا أصدق انك فعلتها يا عبد الرحمن!!
قلت:
- لا أظن هاتين الشفتين ستكذبان على عمها!! و لن يخرج منهما كذب!!
حدقت بي بتعجب ثم قالت:
- هل تعلم ما سيخرج من هاتين الشفتين!؟!
نظرت نحو شفتيها الجميلتين و قلت بصوت هامس:
- ماذا!؟!
و تحركت شفتيها لتقول لي و بصوت عالي:
- وغد!!
ثم صفعتني على وجهي بيدها لكنني لم أتحرك!! ذهلت!! لم اصدق أن نادين حبيبتي تستطيع مد يدها على أي كائن حي!! لكنها فعلتها!! و مكان يدها يتوهج حرارة!! بقيت جامدا لدقائق في حين قالت هي:
- الا يكفيني ما انا فيه!؟! لماذا تفعل هذا بي يا عبد الرحمن!؟!
التفت نحوها ببطء و قلت:
- لأنني لا أريدك أن ترحلي عني!!
التفتت نحوي متعجبة و قالت:
- ماذا!؟!
أمسكت بيدها الناعمة الصغيرة بين يداي الكبيرتان و قلت:
- نادين!! لا تتركيني وحيدا!! لا ترحلي مع ذلك القذر!! لا أريد أن أخسرك يا نادين!! أرجوك!! سأكون كل ما تريدين!! ساكون أباك!! ساكون أخاك!! سأكون صديقك!!
ثم همست قائلا:
- و إن أردت زوجك!!
حدقت بي مصدومة فقلت:
- لا!! ارجوك!! لا تقتليني بهذه النظرات!! نادين!! لا تقتلي حبي الوليد!! أرجوك!! ماحدث أمس لم يكن سوى من غضبي مما تفعلينه بي!! تعاملينني كأنني لا أعني لك شيئا!! كما لو أنني لست رجلا!! و في كل مرة ترددين علي عبارة زواجنا على الورق و التي تقتلني في كل مرة!!
عندها ترحكت شفتيها و قالت:
- و لكن...!! لماذا أغضبتك هذه الكلمة!؟!
تعجبت و قلت:
- صغيرتي!! الا تفهمين ماذا تعني لي هذه الكلمة!؟! كأنك تقولين لي أنني رجل عاجز!! كأنك تشككين برجولتي و عدم قدرتي على جعل هذا الزواج حقيقيا!!
عندها ظهر التعجب على وجهها و قالت:
- لم أقصد!! لم أكن أعلم!!
ابتسمت و قبلت يدها ثم قلت:
- أعلم!! فأنت فتاة بريئة لا تدركين خطورة ما تتفوهين به!!
قالت:
- لكن!! عمي!! هو يريدني!! و قد طلبت أنا منه الحضور لأخذي!! ماذا سأقول له!؟!
قلت:
- سأتدبر أنا الأمر!! فقط تعالي معي و أخبريه بما فعل بك ذلك الوغد!! و بعد ذلك دعي كل شيء لي!!
ابتسمت لي و قالت:
- أعتمد عليك!!
ابتسمت لها و داعبت خدها بيدي و قلت:
- سأكون الجدار الذي تختبئين خلفه!!
ثم التفت نحو الباب و قلت:
- هيا بنا!!
خرجنا و نزلنا للطابق السفلي ثم أوقفتها حيث تركتها المرة السابقة و دخلت غرفة الجلوس و قلت:
- نادين هنا يا أبا خالد!!
نهض الرجل و سار نحو نادين و تحدث معها لكنني لم أكن أصغي لهم!! كنت أوجه نظراتي نحو الوغد المدعو خالد و الذي كان يشتعل غيظا في مكانه و لم يستطع الصبر فنهض و قال:
- أريد التحدث معها!! نادين!!
عندها تقدمت منه و دفعته كي يتراجع و قلت:
- من تحسب نفسك حتى تتحدث معها!؟! هل تظن نفسك محرما لها!؟!
لكنه دفع بيدي و قال:
- لا دخل لك بيني و بين ابنة عمي!! نادين!!
ثرت غاضبا و دفعته بقوة كي يرتاجع خطوتين و أنا أقول:
- كرر اسمها مجددا و ستندم!!
عندها قال:
- قلت لك ابتعد!! فتلك خطيبتي!!
عندها لم أتمالك نفسي بل وجهت لكمة إلى وجهه فنهض ابي و حسام و أحمد و قالوا معا:
- عبد الرحمن!!
لكنني لم أتوقف عند هذا الحد بل وجهت له لكمة أخرى و أنا أريد التنفيس عن غضبي المكتوم منذ زمن منذ علمت بما فعل بحبيبة قلبي!! حاول الجميع فض النزاع لكني لم أتوقف!! و لم يتوقف هو أيضا!! و قد وجه لي بعض اللكمات القوية!! لكنني توقفت فجأة عندما وجدت نادين واقفة أمامي فتعجبت و قلت:
- ماذا تفعلين هنا!؟!
قالت:
- يكفي يا عبد الرحمن!! ستقتله!!
قلت بغضب:
- عودي من حيث أتيت يا فتاة!!
قالت لي:
- ليس قبل أن تعدني أن تتوقف عن العراك!!
عندها قال الوغد:
- نادين!! لا يمكن أن تكوني عازمة على البقاء مع هذا الرجل!!
التفتت نحوه و سكتت لثوان ثم قالت:
- خالد!! لقد حلمت كثيرا بقول هذه الكلمات لك!!
ثم تقدمت منه و كدت أجن و أنا اراها تتحدث معه بتلك الطريقة و تقترب منه بتلك الطريقة!! نظرت نحوه و قالت:
- خالد!! انت وغد **************** قذر و أنا أتمنى أن تنال عقابك على ما فعلت بي!!
صدم الشاب و صدمت أنا ايضا لكن نادين لم تنتهي بل أكملت قائلة و بصوت عالي:
- لتذهب للجحيم ايها الوغد!!
ثم صفعته على وجهه، عندها اتسعت حدقتا الشاب و هو ينظر نحو نادين التي استدارت و سارت نحوي و قالت:
- عبد الرحمن هو زوجي!! و لا أستطيع تركه قبل أن يأذن لي!!
ثم نظرت نحوي و قالت:
- هل تأذن لي بالذهاب مع عمي يا عبد الرحمن!!
عندها قلت بحزم:
- أبدا!!
التفتت نحو عمها و قالت:
- سمعت زوجي يا عماه!!
نظر عمها نحوها ثم ابتسم لها و ضمها إليه و قبل جبينها ثم قال:
- آمل أن يكون قرارك صحيحا يا حبيبتي!! و إن لم يكن كذلك فأنا دائما موجود!! و أنت ستبقين طفلتي المدللة!!
عانقته و قالت:
- أعلم!! و هذا يجعلني احبك أكثر يا عمي!!
تركها عمها ثم نظر نحوي و قال:
- من الأفضل لك أن تحسن معاملتها و إلا فإنك ستندم!!
ثم التفت نحو ابنه و قال:
- هيا!!
نظر الشاب نحو نادين و قال:
- هل ستتركها!؟!
قال الرجل:
- فلتحمد ربك أنني لن أقتلك على ما فعلته!! لا أصدق أنك فعلت هذا بنادين!!
و جره و خرجا من المنزل فالتفت نحو نادين و قلت:
- لماذا خرجت!؟!
التفتت نحوي و ابتسمت و قالت:
- قلت لك من قبل!! لا يمكن أن أتزوج بشخص يقول لي أنه لن يسمح لي بفرض رأيي عليه!! لذلك غير أسلوبك معي!!
قلت بحزم:
- عودي للشقة!!
قالت:
- قل من فضلك!!
قلت بحزم:
- الآن!!
ابتسمت و قالت:
- سنعمل على تغيير أسلوبك مع الوقت!!
ثم غادرت و بقيت مع أبي و أخواي الذين كانوا يحدقون بي متعجبين و أول شخص تحدث هو أبي الذي قال:
- أظنك وعدتني أنك ستوقف عن التصرف بطيش!!
قال أحمد:
- كان يستحق ذلك الوغد ما ناله!! و إن لم ينل منه عبد الرحمن فأنا كنت سأوسعه ضربا!!
ابتسم ابي و قال لي:
- لكن ليتك ضربته بشدة أكبر!!
ابتسمت لأبي الذي قال لي:
- الحق بزوجتك!! فأنا أريد رؤية أبناءك بأسرع وقت ممكن!!
ابتسمت لأبي ثم استدرت و ركضت أصعد السلالم و عندما دخلت كانت قد دخلت قبل ثانية التفتت نحوي و قالت:
- أهلا بزوجي العزيز!!
ابتسمت لها و حملتها بين ذراعي و ما إن فعلت حتى عاودتني الآلام فتأوهت فقالت لي:
- هل انت بخير!؟!
قلت:
- الآلام عادت مجددا!!
ثم نظرت نحوها و قلت:
- أتدلكينني مجددا!؟!
ابتسمت لي و قالت:
- لا تستطيع الصبر حتى تخلع قميصك!؟!
ابتسمت لها و من ثم نظرت نحو باب غرفة النوم و قلت:
- سيتعين أن أعيد لحسام فراشه!!
ضحكت و قالت:
- انسى!! لقد تعودت على النوم على السرير وحدي!!
خطوت نحو غرفة النوم و قلت:
- ليس بعد الآن!!
لكنني فجأة توقفت فقالت لي:
- ما الأمر!؟!
أنزلتها من ذراعي و استدرت نحو باب الشقة و اقفلته بالمفتاح و قلت:
- لا أريد لأحد أن يزعجنا!!
ثم استدرت نحوها و ضممتها بين ذراعي و قلت:
- و لن أفتح لأي أحد يطرق الباب!!
لكنها دفعتني عنها فتعجبت و قلت:
- ما الأمر الآن!؟!
قالت و هي تشيح بنطرها عني:
- ماذا بشأن حبيبتك تلك!؟!
قلت و أنا أفقد صبري:
- عدنا لنفس الموضوع الغبي!! لا وجود لها!! كنت أمزح معك!!
و أمسكت بيدها لكنها سحبت يدها و قالت:
- لست مغفلة لتخدعني بهذه السهولة!!
قلت و أنا أثور غضبا:
- حسنا جدا!! تريدين أن تعرفي من هي!؟!
التفتت نحوي فأمسكت بيدها بقوة و قلت:
- هي فتاة مدللة جدا و صعبة المراس لكنني سأحرص على أن تكون فتاة مطيعة تطيع أوامري و تنسى دلالها الذي نشأت عليه!! فأنا لا أحب التدليل!! و أريد امرأة ناضجة!!
ثم قربتها مني بقوة و قبلتها.


درة الاحساء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-02-13, 09:05 AM   #10

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,440
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

روايه رااااائعه جدا
شكرا درة الأحساء على الإنتقاء الراقي يعطيك العافيه


فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:23 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.