62 - قل كلمة واحدة - آن ميثر - ع.ق ( كتابة / كاملة )**

[بنوته عراقيه]

يسلمووو اموله ...يعطيك العافيه

[أمل بيضون]

لمعت عيناه بالسرور وأحس أنها غفرت له فقال لها:
" ألا تعرفين من أنت؟".
" أخبرني أنت".
" أنك أبنة جوزيف فاريل بالطبع ووريثته الوحيدة , وبالتأكيد لن تتشبتي بأول شاب يصادفك , بالأضافة الى أن والدك سيتأكد عندما يوافق على من سيتقدم لطلب يدك بأنه سيقدم لك أكثر مما هو قادر على تقديمه كيميائي بسيط".
" آه فهمت".
" أذن دعينا ننسى ما حدث هذا الصباح ونبدأ صفحة جديدة وأعدك أنني سأتعلم درسا بأن لا أغتر بنفس مرة أخرى".
شعرت روث بجفاف في حلقها فقالت له:
" هل لديك مانع أن نرتاح قليلا ونشرب بعض العصير؟".
" ليس لدي مانع , دعينا نذهب الى القاعة الأخرى وسنلاق بيتر وجوليا عندما ننتهي ".
وبعد أن شعر باتريك بعدم وجود مؤامرة لتزويجه أرتاحت أساريره وأنطلق في الحديث على سجيته , مما أشعر روث بأنه محدث لبق ورفيق ممتاز ,كانت روث تستمع اليه وهي تراقب لونه البرونزي وضحكته , حركات يديه , وأحست بأنه يختلف عن جميع الشبان الذين تقابلهم وأحست بمشاعر غريبة تنتابها نحوه....
وفي الصباح التالي أجتمعوا حول مائدة الفطور , أذ بدأ أسبوع العمل , فالسيد ستيفنسن لديه بعض الأعمال ال****ية ليتمها بينما السيدة ستيفنسن ستساعد اللجنة القائمة على خدمة المقعدين , ولم يحضر باريك لتناول الفطور , وشعرت روث بالأرتياح فهكذا يمكنها أن تغادر بدون رؤيته ثانية ورفضت دعوة جوليا لتبقى حتى الظهر , وأستأذنت بالعودة داعية جوليا لزيارتها في لندن ثم ودعتهم وأنصرفت.
يقع منزل والد روث في شارع خلفي هادىء , ذلك البيت الذي حولوه الى منزل جميل بمساعدة أحد مهندسي الديكور من أصدقاء والدها ,كان الطابق الأرضي قد أعد ليكون كاراجا للسيارة وجزء منه شقة للخدم , ثم الردهة التي يصعد منها السلم الى الطابق الأول حيث غرفة الجلوس وكانت هذه الغرفة مؤثثة بعناية وأناقة تامتين تشعر الزائر بالراحة , لم تجد روث والدها في البيت لدى وصولها في حين جاءت السيدة لوسون المشرفة على المنزل مرحبة بها وسألتها أذا كانت تود شيئا خاصا للغداء.
" أنا غير جائعة كثيرا , فقليل من السلطة أو الحساء يكفيني".
" هل أمضيت وقتا طيبا يا آنية؟".
" نعم , أستمتعت كثيرا , أخبريني هل سيحضر والدي للعشاء هذا المساء؟".
" نعم , على ما أعتقد , ولكن من الأفضل أن تتصلي به وتسأليه أعتقد أنه مشتاق لك جدا , لقد أفتقدك يا آنسة".
" هل هذا صحيح".
" نعم , أنك تعلمين أنه لا يخرج كثيرا في عطلة نهاية الأسبوع , بل يمضي معظم وقته في البيت , وكان البيت هادئا بدونك".
" سأتصل به حالا".
يشغل مكتب السيد جوزيف فاريل حيزا في أحدى البنايات في بيزووتر , وردت السكرتيرة على الهاتف قائلة:
" أعتقد أن السيد فاريل خرج للتو من المكتب , ولكن دعيني أتأكد فربما لا يزال في الردهة يا آنسة".
" نعم من فضلك".
كانت روث تنتظر على الهاتف حتى تجيبها السكرتيرة عندما سمعت صوت والدها.
" هذه أنت يا روث؟".
" كيف حالك يا والدي , هل أخرتك عن الخروج؟".
" آه كنت خارجا مع أندي لنتناول شيئا خفيفا للغداء , بأمكانه أن ينتظر فنحن لسنا على عجلة من أمرنا".
" طعام الغداء؟ كنت سأسألك أن تدعوني للغداء اليوم".
" طبعا ,بكل سرور ,ولكن يجب ألا نتأخر عن الساعة الثانية بعد الظهر فلدي موعد مهم ويجب أن أعود الى المكتب".
" لا أعتقد أن هذا يناسبني , لأن وقتك ضيق".
" هل تودين أن آخذك الى العشاء؟".
" لا , لا تفكر كثيرابالموضوع , ولكن في أي ساعة ستعود هذا المساء؟".
" في الساعة السادسة".
" سأراك في البيت".
" حسنا , هل أمضيت وقتا طيبا في عطلة نهاية الأسبوع , وهل أوصلت تحياتي لجيم؟".
" بابا أسمه جيمس وليس جيم , فوالد جوليا لا يحب أن يناديه أحد بأسم جيم".
" ها! كنت أنادي جدك بجيم ولم يتضايق , فلماذا ينزعج جيمس من هذا الأسم ألا يليق به؟".
" أرجو أن لا تغضب يا والدي , مع السلامة سأراك في المساء".
" حسنا , مع السلامة ".
وضعت روث السماعة في مكانها , وشعرت بفخر وأعتزاز بوالدها , الرجل الجاد الذي كوّن ثروته بتعبه وجهده , وليس لديه وقت لأضاعته ,ومع ذلك فهو ودود مع جميع العاملين في شركته يقابلهم جميعا ويستمع الى شكاويهم , ويحل مشاكلهم.
صعدت روث الى غرفتها الأنيقة ذات اللون التركوازي الرائع ووضعت ملابسها على السرير أستعدادا للأستحمام.

[nany nany]

شكرااااااااا

[أمل بيضون]

3- الأمسية المملة

بعد ثلاثة أيام وبينما كانت روث تتناول طعام الأفطار في غرفة نومها , حضرت السيدة لوسون لتخبرها أن هناك من يسأل عنها على الهاتف.
نظرت روث الى ساعتها متسائلة:
" ومن يكون في هذا الصباح الباكر , الساعة ما زالت التاسعة؟".
" يقول أنه السيد هاردي . هل تودين أن تتكلمي معه؟".
وضعت روث صينية الطعام جانبا وقفزت من السرير قائلة:
" هل قلت السيد هاردي؟".
" نعم , هل أطلب منه أن يتصل بك بعد قليل؟".
" لا , لا أنا قادمة حالا لأتكلم معه , شكرا سيدة لوسون".
وأرتدت روث الروب دي شامبر ونزلت الدرج مسرعة لتجيب على الهاتف , مما أثار أستغراب السيدة لوسون , وجعلها تتساءل , من يا ترى يكون هذا السيد هاردي الذي أسرعت روث لتكلمه مع العلم أنها ترفض أية مكالمة هاتفية قبل الساعة العاشرة صباحا رفعت روث سماعة الهاتف قائلة:
" نعم , أنا روث , من الداعي؟".
" مرحبا روث, هل أيقظتك من النوم؟".
" في الحقيقة أنني نهضت لتوي من النوم".
" أليس هناك خط للهاتف في غرفتك؟".
" لا , فأن والدي يعتبر صوت رنين الهاتف في غرفة النوم مزعجا جدا".
" لعله على صواب , أرجو أن تعذريني أذا أزعجتك في هذه الساعة المبكرة ولكنني وددت أن أدعوك للغداء".
" متى ؟ اليوم؟".
" نعم , هل ستتمكنين من تلبية الدعوة؟".
تمهلت روث قليلا محاولة أسترجاع مواعيدها لهذا اليوم , وتذكرت أنها على موعد مع زوجة أحد المدراء في مكتب والدها , ولكنها فكرت بألغائه وأجابت بتردد:
" نعم , أعتقد أنه يناسبني , من أين تتكلم؟".
" من شقتي".
" شقتك؟ لم أعرف أن لديك شقة".
" لقد أستأجرتها أخيرا ,يوم الأثنين فقط".
" حسنا , هل هي في لندن؟".
" بالطبع , أنها في ساحة كوين آن".
" أعرف المكان جيدا , أنه قريب من شارع مليبورن , أليس كذلك؟".
" نعم , هذا صحيح, أفهم من ذلك أنك تعرفين لندن بشكل جيد".
كان صوته هازئا ولذلك أجابت روث بلهجة دفاعية :
" عشت فيها ثلاث عشرة سنة".
" هل هذا صحيح؟ لم يظهر عليك ذلك العدد من السنين".
" لن تقول ذلك لو رأيتني الآن".
" ولكن مخيلتي فورية".
وشعرت روث فجأة بوهن في جسمها فجلست على الكرسي القريب من الهاتف ثم سألته محاولة تغيير الموضوع:
" أي ساعة تقترح موعدا للغداء؟".
" الساعة الثانية عشرة , هل لي بعنوانك؟".
" حسنا".
وأعطته روث العنوان وودعته قائلة:
" مع السلامة , سأراك في الثانية عشرة".
أعادت روث السماعة الى مكانها , وعادت الى غرفتها تفكر بهذا الأنسان الذي لم يبرح مخيلتها منذ أن قابلته في الأسبوع الماضي حتى أن صوته لا تزال تذكره جيدا , ولم تكن تصدق أذنيها أنها حادثته لتوها وستذهب معه لتناول الغداء , يا للمفاجأة , عليها الأتصال الآن بالسيدة فيلدينغ للأعتذار لها عن موعد ظهر اليوم , وحفت بها السيدة لوسون ولاحظت عليها الأسهام فسألتها:
" هل أنت خارجة يا آنسة؟".
" نعم , عند الظهر , أعتقد أن والدي ذهب الى المكتب".
" نعم , قبل قليل".
فتحت روث خزانة الملبس محاولة أختيار ما ترتدي للخروج , وقالت لها السيدة لوسون:
" أنك على موعد مع السيدة فيلدينغ , أليس كذلك يا آنسة؟".
" كنت على موعد معها , ولكنني غيرت رأيي , وسأذهب للغداء مع السيد هاردي فأرجو أن تتصلي بها هاتفيا وتخبريها أنني أشع بتوعك , وما زلت في الفراش".
ورمقتها السيدة لوسون بعين متفحصة وسألتها:
" ماذا هنالك يا آنسة؟".
" ولكن هذه ليست عادتك".
" هي لا تعلم بذلك , أرجو أن تعتذري لها فقط".
" لا , ولكن هذا لا يعجبني , من هذا السيد هاردي ؟ وهل يعرفه والدك؟".
" لا , ولكن لا تخافي أنه أنسان محترم".
وأجابتها السيدة لوسون بجفاء:
" هل أنت متأكدة؟".
" سترينه عندما يحضر في الساعة الثانية عشرة ليصطحبني الى الغداء , أرجو أن تدخليه الى الصالة لدى حضوره".
" سأفعل ذلك يا آنسة , ولكن هل ستعودين للعشاء؟".
" نعم , سأكون هنا في المساء".

[أمل بيضون]

أرتدت روث ثيابها ووضعت الماكياج اللازم , وكانت تحدق بنفسها في المرآة عندما دخلت السيدة لوسون لتخبرها بوصول باتريك قائلة:
" هل تريدين شيئا آخر يا آنسة؟".
" لا أعتقد ذلك , شكرا".
وغادرت السيدة لوسون الغرفة متسائلة , كيف ألتقت روث بهذا السيد هاردي.
ودخلت روث مرحبة بباتريك:
" هل ترغب بفنجان من القهوة قبل أن نخرج؟".
كان باتريك مرتديا سترته الكحلية ومعطفه البيج , مما أظهر أناقته الرفيعة ووقاره وجعل روث تشعر بالرهبة وأجابها قائلا:
" لا ’ لا , شكرا , لا أرغب بتناول أي شيء".
" حسنا , أنا جاهزة , ولكن ظننت أنك ربما تريد أن تشرب شيئا قبل خروجنا".
" هل تريدين أنت أي شيء؟".
كانت روث تشعر بالعطش ولكنها تجاهلت ذلك مجيبة:
" لا , دعنا نذهب الى الغداء , فأنا جائعة".
خرجا ليركبا سيارته الميني , وبينما كانت روث تفتح باب السيارة , لاحظت السيدة لوسون تسترق النظر بأندهاش , ربما لأنها فوجئت بسيارته الصغيرة .
أوقف باتريك سيارته بقرب أحد المطاعم في سوهو , ولاحظ نظرات الأستغراب على روث فأخبرها أنه يعرف مدير المطعم منذ زمن , فهو صديقه وسيهتم بهما كثيرا .
كانت أضواء المطعم خافتة جدا ألا من بعض الشموع على الطاولات , ولكنه يوحي بالنظافة والترتيب , قدمها باتريك الى المدير ووقفا يتحدثان عن غيبته الطويلة , وأخذ باتريك يشرح له عن عمله والبلاد التي يعمل فيها , وتعجبت روث لقوة شخصيته وجاذبيته مما جعله شخصية مميزة , يذكره الناس لمجرد رؤيته حتى بعد غياب طويل , لا بد أن ذكي يحسن التكيف مع مختلف الظروف والمجتمعات.
وأحست روث بفراغ حياتها وتمنت لو أن لديها عملا ما أو هدفا تعمل من أجله وخطر لها في الوقت نفسه أنه لو كانت فتاة عاملة ربما لما كانت قابلته ولما دعاها الى الغداء.
جلسا الى المائدة في ركن المطعم وتوجه باتريك بحديثه الى المضيف قائلا:
" ماذا لديك اليوم لتقدمه لنا يا ماركو؟".
أحضر ماركو قائمة الطعام وأخذ يتباحث بشأنها مع باتريك , ولاحظت روث أنه أختار بعض أنواع السمك والخضار ولما سألها عما تفضل أختارت الوجبة نفسها , ومن ثم تركهما المضيف وذهب لتحضير الجبة.
وبادرها باتريك بالديث قائلا:
" أرجو المعذرة لأنني أطلت الحديث مع ماركو ولكن في الحقيقة لم أره منذ خمس سنوات والطليان بطبيعتهم أجتماعيون".
" لا داعي للأعتذار أبدا".
وشعرت روث ببعض اليأس حتى أن أعتذراه لم يعن شيئا لها.
وبادرها بالسؤال:
" هل أعجبك المكان؟".
" لم يسبق لي أن حضرت هنا من قبل".
" الطعام هنا ممتاز".
" حسنا".
" ما الأمر؟ تبدين صامتة ,هل تشعرين بالندم لأنك خرجت معي , قد كنت منشرحة أكثر عندما أتصلت بك في الصباح".
" على العكس , أنا سعيدة جدا , ولو أنني لم أكن راغبة بالخروج معك فما من شيء يجبرني".
" أذن , دعينا نتصرف وكأننا بالفعل مسرورين , هل ترغبين بشيء من العصير أو الكولا؟".
" سأشرب أي شيء تختاره أنت".
أدركت روث مدى تصرفاتها السلبية مع باتريك , ولكنها لم تكن قادرة أن تسيطر على تصرفاتها والتحكم بمشاعرها , ثم فكرت- أنه لو كان مع فتاة أخرى لكان أسعد مما هو عليه الآن- ولكن فكرة وجوده مع فتاة أخرى لم ترق لها أبدا فأستدارت اليه قائلة:
" أنا آسفة".
" هل حقا أنك آسفة؟".
" لا أدري لماذا أتصرف كالأطفال".
" أذن , أنت مدركة لما تفعلين ,والآن هل لك أن تبتسمي؟".
كان الطعام جيدا , وسرت روث بصحبة باتريك الذي حدثها عن حياته في الغربة وعمله في فنزويللا , تركا المطعم حوالي الساعة الثالثة متوجهين الى السيارة , كان الجو قارسا ينذر بهبوط الثلج , وأسهبت روث متسائلة عما سيحدث فيما يلي والى أين سيذهبان وأذا بباتريك يقول لها:
" سأوصلك الى المنزل أذ لدي موعد في الساعة الرابعة".
" بأستطاعتي أن أستقل سيارة تاكسي أذا كنت على عجلة من أمرك".
" لا , سأوصلك الى البيت , فلا يزال لدي الوقت الكافي".
وعندما نزلت روث من السيارة ودعته قائلة:
"أشكرك على هذه الدعوة اللطيفة , لقد سررت كثيرا".
وأجابها غير مصدق لما تقول:
" هل حقا أنك سررت؟ وأنا كذلك".
" مع السلامة".
وأومأ برأسه محييا وأنطلق بسيارته , بينما كانت روث تراقبه حتى أختفى , ثم صعدت الى غرفتها وأرتمت على السرير مجهشة بالبكاء , وحضرت السيدة لوسون اليها مستفهمة:
" آنسة روث ماذا حدث؟".
ورفعت روث رأسها مجيبة:
" لا شيء , لا شيء , أرجو أن تتركيني وحدي قليلا".
وأذا كانت السيدة لوسون قد أخبرت والد روث أن أبنته عادت من الغداء بحالة يرثى لها لكنه ما سألها مما أشعرها بالأرتياح , فلم تكن لترغب بمناقشة ظهر ذلك اليوم.

[af9f8041f1e217e4586b56535]

thank

[af9f8041f1e217e4586b56535]

:icon30:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياقوته

باين من الملخص ان الروايه حلوه بنتظارك

[أمل بيضون]

وبدأت تشعر بالتحسن في المساء وجلست مع والدها تناقشه بمختلف المواضيع , محاولة أبعاد باتريك هاردي عن ذهنها , وقبيل نهاية الجلسة بادرها أبوها القول :
" ما رأيك برحلة الى الولايات المتحدة ".
ونظرت اليه بدهشة متسائلة :
" الولايات المتحدة ؟ لماذا؟".
" لقد دعاني السيد دون هاملتون لأطلع على سير العمل في شركته , وهذه مؤسسة كبيرة تمتد من الشرق الى الغرب وبالطبع ستكون رحلة طويلة , فما رأيك؟".
وفركت روث يديها قائلة:
" لا ادري..... وكم تستغرق هذه الرحلة؟".
" ربما أستغرقت ثلاثة أو أربعة أشهر , وفكرت بأن نغتنم فرصة وجودنا هناك لزيارة المكسيك فهذه رغبتك منذ زمن بعيد , ألا تودين تحقيق هذه الرغبة؟".
وبللت روث شفتيها مجيبة.
" نعم , نعم , على ما يبدو أنها رحلة جميلة ولكن ثلاثة أو أربعة أشهر فترة طويلة جدا".
" هل تعتقدين أنك ستشعرين بالوحدة , حيث أنني سأكون مشغولا عنك في العمل؟ لماذا لا تطلبين من جوليا أن ترافقك؟".
" جوليا؟".
لم ترق لها فكرة السفر في هذا الوقت على الأطلاق , يا لها من حماقة , ولكن هذا ما شعرت به وما باليد حيلة ,ونظرت الى والدها قائلة:
" هل تعطيني فرصة لأفكر بالموضوع ؟ لا تظن أنني ناكرة للجميل , ولكنك تعلم أنني سأكون بخير لو بقيت وحدي ريثما تعود أنت".
" أعلم هذا يا بنيتي , وأعلم أن السيدة لوسون جديرة بالأعتناء بك ومساعدتك , ولكنني لاحظت أنك تبدين قلقة منذ عودتك من عطلة نهاية الأسبوع التي قضيتها في ويلتشاير , ففكرت أنك بحاجة لأجازة تروحين بها عن نفسك".
" لا بأس علي كل ما هنالك ربما تغيير الطقس".
" حسنا سأتركك تفكرين بالأمر , لديك عشرة أيام لتقرري أذا أردت السفر معي ".
مضى أسبوع كامل منذ أجتمعت بباتريك هاردي , آخر مرة ,وعليها أن تقرر آجلا أم عاجلا لو كانت ستسافر , أتصلت بجوليا وأخبرتها بشأن الدعوة وبالرغم من سرور جوليا القلق لكنها أعلمتها بعدم رغبتها في السفر لأن علاقتها ببيتر فورستر بدأت تتوطد , وهي لا تود أن تتركه في هذا الوقت ليقابل فتاة أخرى.
بعد ظهر أحد الأيام وبينما كانت السيدة لوسون تقوم بشراء بعض الحاجيات ,ووالدها لا يزال في المكتب , وأذا بجرس الباب يرن ,وأسرعت روث لتفتح الباب متوقعة أحد موزعي الأعلانات , وفوجئت برؤيتها باتريك هاردي بالباب , وخطر لها أن تلقي نظرة على ملابسها لأنها كانت ترتدي بنطلونا من الجينز الباهت الذي أحتفظت به لسنوات طويلة , وبلوزة قطنية مقلمة , وربطت شعرها بمطاطا الى الوراء حيث كانت ترتب خزانة الملابس في غرفتها , وبادرها باتريك قائلا:
" مرحبا روث , هل لي أن أدخل؟".
" بالطبع أهلا وسهلا , هل تمانع في أن نصعد الى الطابق العلوي؟".
وتقدمته صاعدة الدرج , متمنية أن يكون بنطلونها نظيفا من الخلف الى حد ما , فيا للمصادفة فبالرغم من كل ما تملك من ثياب , لدرجة أنها توزع على أقارب السيدة لوسون , أنها تقابل باتريك مرتدية هذا البنطلون ,ولكنها أحتفظت به لأنه عزيز عليها.
بينما باتريك كان يرمقها بأعجاب ثم قال:
" هل عطّلتك عن عملك؟".
أجابته روث وهي تحل ربطة شعرها محاولة الأصلاح بعض الشيء من هيئتها.
" لا , أبدا , لا شيء ,ما رأيك بفنجان من الشاي أم أنك تفضل شيئا آخر؟".
أجابها وهو يتجه الى أحدى اللوحات الزيتية المعلقة:
" لا أرغب في شيء الآن , هل هذه اللوحة لبيكاسو؟".
" هذه صورة عن الأصل , يحتفظ والدي بالأصل في مكان أمين".
" يا للخسارة".
" أنها لوحة ثمينة جدا ,ولم توافق شركة التأمين على تحمل المسؤولية بدون وجود نظام أنذار جيد ضد السرقة , وبما أن والدي لم يوافق على هذا النظام".
وقطعت روث حديثها منتبهة الى باتريك الذي كان يحدق فيها وسألته:
" كيف حالك؟".
" بخير والحمد لله , كيف حالك أنت؟".
" وأنا بخير والحمد لله".
وحاولت ايجاد ما تتكلم عنه , فقالت:
" الطقس سيء جدا , أليس كذلك؟".
" بالتأكيد أنه سيء , ولكنه لا يزعجني".

[nor11]

مش عارفة يا امول اشكرك ازاى على مجهودك فانت فعلا متميزة وانا متبعاك ياجميل

[أمل بيضون]

وحاولت أن تبدو هادئة وطبيعية بينما كانت تنظر اليه بأستغراب ,فقال لها :
" أنك تتساءلين لماذا أنا هنا؟".
" بالفعل ,هل هناك من شيء معين؟".
" بالطبع , هل تعتقدين أنني قطعت كل هذه المسافة كلها بدون سبب؟".
" ربما ولم لا؟".
" في الحقيقة هناك سبب , أتصلت بك هذا الصباح ولما لم أجد جوابا قررت الحضور بنفسي".
" بالفعل, خرجت مع السيدة لوسون لشراء بعض الحاجيات هذا الصباح".
" توقعت ذلك , وهل تمانعين بأن نتعشى سوية هذا المساء؟".
" أنا , أنا؟".
" أنا مدرك أنني لم أعطك وقتا كافيا لتهيئي نفسك , ولكنني لم أكن أنوي رؤيتك قبل الآن".
" لماذا؟".
" لأنني شعرت في لقائنا الأخير بأنني غير قادر على منحك ما تتوقعين مني ".
" والآن؟".
" ما كل ما يتمنى المرء يدركه".
" ماذا تعني بقولك هذا؟".
" لم أستطع مقاومة الرغبة العنيفة التي أجتاحتني لرؤيتك , لا ألومك لو رفضت الدعوة فلك كل الحق , وأنا على يقين أنه لديك الكثير من المشاغل الأجتماعية والأصدقاء , ولكنني صممت على دعوتك الى العشاء".
أرتعشت روث للمفاجأة , وأخذت تتساءل عن سبب مجيئه , وماذا يريد بالتحديد , فهل أنه معجب بها شخصيا أم أنه معجب بجمالها , ولماذا عاد الآن بعد أن بدأت تقنع نفسها بنسيانه , وفي الواقع فهي غير مشغولة في ذلك المساء , فهي لم ترتبط بأية مواعيد ولم تخرج لأية حفلة منذ عودتها من عطلة نهاية الأسبوع تلك التي قضتها عند جوليا , من السهل أن تختلق له عذرا الآن , ولكن هل يا ترى تود الأعتذار منه فعلا؟ وفجأة أجابته قائلة:
" أنا آسفة , فأنا مرتبطة بموعد مسبق".
وأجابها بخيبة أمل:
" لقد توقعت ذلك".
وودت روث أن تتراجع في كلامها وتقبل دعوته لما لاحظته من خيبة أمل على وجهه ,فتابعت قائلة:
" أنا حرة غدا , فلماذا لا تحضر أنت لتناول طعام العشاء معنا وتتعرف الى والدي؟".
" هل تعتقدين أن والدك لا يمانع بهذا؟".
" لا أبدا , بل على العكس سيسر بمعرفتك".
" حسنا قبلت الدعوة , ومتى تريدينني أن أحضر؟".
" السابعة والنصف , هل يناسبك هذا الوقت؟".
" نعم أتفقنا , سأذهب أنا الآن لأتركك تتممين أعمالك".
لم تكن روث ترغب بمغادرته , وتمنت لو طلبت منه البقاء , ولكنها أخفت مشاعرها وودعته وأنصرف ومن ثم عادت الى غرفتها وهي تشعر بالضيق والقلق مما لم يمكنها من التركيز على أي عمل تقوم به , فأعادت كل محتويات الخزانة بأهمال , وجلست تفكر بذلك الأنسان الذي أستولى على مشاعرها.