آخر 10 مشاركات
رواية ناسينها ... خلينا نساعدكم [ أستفساراتكم وطلباتكم ] (الكاتـب : × غرور × - )           »          همسات حروف من ينبوع القلب الرقراق..(سجال أدبي)... (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )           »          كُنّ ملاذي...! (92) للكاتبة: ميشيل ريد *كــــاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          زهرة .. في غابة الأرواح (3) * مميزة ومكتملة * .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          ثمن الخطيئة (149) للكاتبة: Dani Collins *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          رواية كنتِ أنتِ.. وأنتِ لما تكوني أنتِ ما هو عادي *مكتملة* (الكاتـب : غِيْــمّ ~ - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          بين ذراعيك مملكتي - ج1 سلسلة رؤساء عاشقون - قلوب زائرة - للرائعة * salmanlina*كاملة * (الكاتـب : salmanlina - )           »          ترافيس وايلد (120) للكاتبة: Sandra Marton [ج3 من سلسلة الأخوة وايلد] *كاملة بالرابط* (الكاتـب : Andalus - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات أحلام العام > روايات أحلام المكتوبة

Like Tree2Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-06-10, 06:55 PM   #11

الحالمة دائما

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية الحالمة دائما

? العضوٌ??? » 104999
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,065
?  نُقآطِيْ » الحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond repute
افتراضي


ساد صمت عميق مشحون قبل أن يقول بهدوء:" لا أظنني أعرف ما هو الحب! أتعرفينه أنت؟ كل ما أعرفه هو أن ميراندا كانت حاملا وكان من واجبي أن أتزوجها. ومن مسؤوليتي أيضا".
- واجب؟ . . . مسؤولية؟
ليس هذه كلمات رجل أحب وخسر من يحب. وبقلب متألم تقبلت صوفي حقيقة أن الأستقراطي الإسباني المتكبر لم يحب ابنة خالتها حقا



- وهل علمت هي بأن زواجك منها مجرد واجب؟ هل أخبرتها بذلك؟ بأنها أصبحت زوجتك فقط بسبب الظروف؟ ألهذا كانت تعيسة إلي ذلك الحد؟
فقال بحدة :" انتهي الموضوع، ولن أتحدث فيه أكثر من ذلك، والآن تناولي حساءك". فتحت فمها لتعترض، لكن العينين السوداوين منعتاها من ذلك، فأدركت أنها قالت ما يكفي وأكثر. ولماذا تغضبه؟ يكفي الإرباك والقلق. لكن تحويل ذلك الغضب إلي شجار سيكون هزيمة لها، بينما هي بحاجة إلي رؤية تيودور. ولأجل ذلك تريد لويس إلي جانبها. . .
- تناولي طعامك من فضلك.
عاد يقول لها ذلك وقد رق صوته على غير توقع. وإزاء هذه الرقة، خف شعور المحاربة في نفسها، فأقبلت على طعامها بنهم لم تكن تتصوره. كانت" الغازباتشو" لذيذة وكذلك العجة الممزوجة بالأعشاب الحلوة التي جاءت بعدها، ثم الحلوى مع القشدة التي لم تترك منها شيئا. وعندما انتهت ورفعت بصرها رأته يراقبها متأملا، فقال برزانة:" كنت جائعة جدا".
- نعم.
روايتى
وحاولت أن تتذكر آخر مرة أكلت فيها وجبة كاملة. كان ذلك قبل اتصاله الهاتفي، أي منذ يومين:" حسنا، لم يكن لدي شهية مؤخرا". وضع فوطته على المائدة:" لا، طبعا، تعالي صوفي، يجب أن تنامي الآن". فهزت رأسها:" ليس الآن". ووقفت مترنحة فرأت التساؤل في عينيه. فأرغمت نفسها على أن تقول:" أرجوك لويس ، أحب أن أري تيودور الآن". كان يفضل أن تنتظر حتى الصباح فهي تبدو بالغة الشحوب والإنهاك في هذا الوقت من الليل. . . حتى أنه يخشى أن تقع بين ذراعيه في أية لحظة. حاول أن يكبح فكرة مبلغ البهجة التي سيجدها حينذاك. لكنه رأي التصميم الذي بدا في ذقنها المرفوعة فتنهد بخفة:" حسنا جدا، تعالي معي". تبعته وهي تتنهد بارتياح، شاعرة بالذنب والاضطراب لعدم تمكنها من تحويل نظراتها عن حركاته. ما كان لهذا الشعور أن يتملكها، الآن وهي معه. . . وخصوصا في وقت كهذا. آن لرغبتها فيه أن تغادرها منذ زمن طويل تاركة مكانها شعورا باكراهية، فإلي أي جهنم ذهب هذا الشعور الآن؟ اجتازا متاهة من الممرات ثم وقف أمام باب والتفت إليها :" عليك الآن أن تكوني هادئة جدا. لقد أصبح نومه قلقا مؤخرا، وعلينا ألا نوقظه مهما كان الأمر". فردّت عليه همسا:" لا عجب من أن يصبح نومه قلقا، فالأطفال يشعرون بالفطرة. .
ولابد أنه يفتقد أمه كالمجنون". بدا وكأنه يريد أن يقول شيئا، إلا أنه عاد فغير رأيه ووضع إصبعا على فمه:" هششش! . . . لا مزيد من الكلام. تعالي". دخلا الغرفة بصمت كشخصين يمثلان شخصية " سانتا كلوز"، وعندما وقفا بجانب السرير طفل واسع قديم الطراز، أخذ قلب صوفي يخفق . لم تكن صوفي رأت تيودور منذ تعميده، عندما كان عمره عدة أسابيع. ومع أن عدة الصور له وصلتها من ميراندا، وآخر صورة أخذت في عيد ميلاده الأول، ولكن لا شيء أعدها للصدمة العاطفية الناتجة عن رؤيتها طفل ميراندا مستلقيا هنا، غافلا عن العالم كله. كان فمه الوردي مضموما باستياء، وأهدابه الملائكية الكثيفة السوداء منسدلة على وجنتيه. وبدت خصلات شعره فاحمة السواد على الوسادة، وخيل إلي صوفي أنهل تري آثار دموع جافة على خديه. دمعت عيناها وهي تري براءته وضعفه. وفكرت أنه سيستيقظ في الصباح ويشعر بالتعاسة لأجل أمه، من دون أن يفهم سبب غيابها . مسكين تيودور الحبيب!مدت يدها بالغريزة لتبعد خصلة من شعره، لكن قبضة من الحديد أمسكت بيدها هذه قبل أن تصل إليه.
روايتى
- لا.
همس بذلك بصوت ناعم مهدد. وقبل أن تستطيع صوفي منعه، كان قد أخرجها من الغرفة وأغلق الباب خلفهما. بقي ممسكا بمعصمها. كان تشعر بأصابعه القوية مغروزة في لحمها، كما استطاعت أن تشعر بالغضب يلمع في عينيه السوداوين. كان أقرب إليها من أن تتجاهلة . . . أقرب من أن تشعر بالارتياح، ومع ذلك ليس قريبا بما فيه الكفاية. كل خلية في جسدها كانت تصرخ بأنه في مجال اللمس . وفي لحظة هوس وجنون أرادت صوفي أن تلمسه قبل كل شيء.تماما كما فكرت في المرة الأولى التي وقعت عيناها عليه فيها. أن تلقي بنفسها بين هاتين الذراعين القويتين، وتريح رأسها المنهك على كتفيه العريضتين وأن تشعر بقوة جسده. قال لويس بغضب:" حذرتك بألا توقظيه، يا آنسة. أتريدين لأن يبدأ بالبكاء بقية الليل ولا يقبل التعزية؟". فقالت وهي تنزع معصمها من قبضته:" لم أكن أفكر". شعرت بنبضها يخفق بقوة تحت أصابعه القوية، وتساءلت عما إذا كان هو أيضا شعر بذلك. ثم تساءلت عما إذا كان قد تكهن بأن سبب ذلك ليس الخوف أو الغضب.
- لا.
قال هذا عابسا ، وإذا بفمها المرتجف وعينيها المظلمتين توقظان فيه مشاعر مفاجئة ما زاد من حدة غضبه:" أنت لم تفكري. حسنا، حاولي

أن تفكري الآن. تيودور هو طفل وليس دمية. . . لا يمكنك أن تحمليه بدافع من نزوة في منتصف الليل مهما كانت الظروف، وخصوصا ظروف كهذه حاولي أن تفكري فيه وفي ما يحتاجه هو وليس أنت!".
أنهي كلامه بمرارة فحدقت إليه. لقد حاولت جهدها أن تخفي كرهها له ولكن يبدو أنه يفعل الشيء نفسه. تراجعت خطوة إلي الوراء وقالت بهدوء:" تصبح على خير، لويس، أنا ذاهبة إلي سريري الآن".

انتهاء الفصل الثالث
- لماذا أنتظرك ؟-4
نظر لويس إلى الرأس الأشقر و هو يفكر ... كانت صوفي ترتدي السود ، وتبدو صغيرة في السن إلى حد سخيف : "صوفي ".
رفعت إليه بصرها بتلبد : " ماذا "
ناولها فنجاناً صغيراً من القهوة ،و أمرتها عيناه السوداوان برقة : "هاك . اشربي هذا ".
اومات كأنها مخدر ثم أخذت منه الفنجان . فقد أمضت معظم النهار و هي تسير خلف جنازة مزينة بالزهور ، فشعرة و كأنها تتحرك كآلة جامدة .
أخذ ينظر إليها وهي ترشف القهوة من خلال شفتين متجمدتين . بدت له ضئيلة الجسم كدمية ، وهي مكومة في إحدى تلك الكراسي الكبيرة الحجم التي أجلسها عليها برفق . وكانت عيناها الزرقاوين الكبيرتين تحتلان وجهها الناصع البياض.
روايتى
تأوه لويس بصوت منخفض , كأنه يزيل ما يشعر به ، شاعراً بالارتياح لان هذا النهار شارف على نهايته. كانت الجنازة مزينة وقوراً في الوقت نفسه، وثمة أربعة كهنة يقومون بالطقوس الكنسية تبعاً لمركز لويس، وليس لان ميراندا كانت متدينة بشكل خاص.
سألها برقة: "هل تشعرين بتحسن الآن؟".
- نعم .
وكانت مسرورة لانتهاء كل شيء الآن . ها قد انقلبت صفحة أخرى تاركة المحنة خلفها. لقد مرّ بها النهار بسلام بشكل ما. خلال تشييع الجنازة وصلت مجموعة من الم****ن، براقي الأعين، أنقي اللباس، عددهم حوالي العشرين أو الثلاثين. أبلغها لويس عابسا، أنهم " شلة "ميراندا في الملاهي. لكن أكثر المحتشدين في الكنيسة كانوا من أسرة وأصدقاء لويس. . . وقد جاء والداه بالطائرة من مدريد لحضور الجنازة
.
م أعادتهما سيارة للتوّ إلي المطار. حدّقت إليها والدة لويس بفضول، لكنها عانقتها، ما جعل صوفي تشعر نحوها بالشكر. كانت ميريندا قد أخبرتها أن علاقتها بوالدة لويس ليست علاقة طيبة. . . فقد قالت في أحد المرات إنها كانت تفضل لو تزوج أبنها من إسبانية صغيرة ظريفة. لكن حزن والدة لويس بدا لها صادقا وقد تقبلت صوفي تعزيتها وهي تترنح. نظرت في أنحاء الغرفة. كان الجميع قد ذهبوا، ولم يبق سواهما في غرفة الجلوس المزخرفة والوقور في الوقت نفسه. بدا لويس في ملابسه السوداء الرسميا إلي حد بالغ. . . بدا رجل غريبا أسود الشعر وفي ملابس سوداء. . . لم تكن تفصلهما عن بعضهما البعض سوي بضع خطوات ومع ذلك قفد بدا بعيدا عنها مليون ميل. سألته :" أين تيودور؟".
- سلفادورا تحمّمه .
- أليس الوقت مبكرا لذلك؟
فأجاب متهكما :" أظنني أدرى بمصلحة ابني، أليس كذلك؟".
عضت شفتها بإحباط. لم تكد تري الطفل منذ سحبها أبوه الغاضب من غرفته ليلة أمس، ظنا منه أنها تحاول أن توقظه عمدا. واليوم أحضروه إلي الكنيسة في سيارة خاصة مع سلفادورا، وقد تعلق بعنقها طوال الوقت. قابلت صوفي نظرة لويس اللامبالية بتمرد مفاجئ:" لويس، هل تحاول أن تبقيني بعيدة عن ابن ابنة خالتي؟". رفع حاجبيه وكأنها قالت شيء غير مفهوم:" ولماذا أفعل شيئا كهذا؟".
- أظن هذا واضحا. ألا تريدني أن أعرفه؟ أو لعلك لا تريده أن يعرفني؟
فقال بحرارة:" يا إلهي . . . الطفل يشعر بالتشتت وضياع. . . ".
روايتى
- حسنا، طبعا هو كذلك. فقد فقد أمه لتوّه.
فتح فمه ليجيب ثم غير رأيه ونظرت إليه بإحباط:" أليس لديك جواب لذلك؟ ألا يمكنك أن تتصوّر أهمية هذا الأمر بالنسبة إلي طفل ؟ منذ لحظة كانت أمه هنا. . . وإذا بها في اللحظة التالية. . .". وتلاشي صوتها وتأوهت. إنها تصعب الأمر بالنسبة إليه. ورفعت بصرها إليه وقد تألقت عيناها:" حسنا؟". فقال بصوت ثقيل:" صوفي. الأمر ليس كما تتصورينه. كان يمكن أن يكون أسوأ".
- وكيف؟
اختار كلماته بعناية، كأنه يقتلع أشواكا غرزت في لحمه:" لم تكن مرياندا من نوع الأمهات اللواتي يمضين مع الطفل كل ساعة من
يقظته". سمعت في صوته إشارة إلي شيء غير معروف:" أتريد أن تخبرني أنها أم سيئة؟".
- أنا أقول إنها لم تكن . . . بقربه. . . أغلب الأوقات. كانت تترك أكثر العناية بالطفل إلي سلفادورا. . . ولابد أنك رأيت البرهان على ذلك اليوم. أي شخص يمكنه أن يري أن تيودور متعلق بها كليّا .
لم تشأ أن تصدق، مع أن لهجته بدت صادقة. وعضت شفتها وهي تتذكر حديث ميراندا عن حياتها بعد أن أصبحت أما. ألم تقل أن الأمومة ليست تماما بالجمال التي يصفونها به؟ ألم تقل لصوفي إنها لن تقدر قيمة الحرية إلا بعد أن تفقدها؟ قطبت صوفي جبينها. هل كانت ميراندا تهمل ابنها بغيابها عنه؟ . . . هل أجبرتها تصرفات لويس على الابتعاد عنه؟ ربما لم تتمكن من احتمال اهتمامه بالنساء الأخريات؟ وتأملت وجهه الجامد. حتي لو كانت تلك هي القضية، هل هناك فائدة من أن تدع ذلك يعيقها عن هدفها الحقيقي من وجودها هنا؟ وماذا يفيد تيودور أن تلوم هي أباه وتعنفه؟ كان لويس يراقب التعبير السلخط الذي بان في زمها لشفتيها، وتنهد :" ماذا تريدين صوفي؟ أخبريني بصراحة وأنا سأهتم برغباتك". لكن الرعب تملكها وشعرت بقشعريرة باردة. فكلماته الخافته قد تحمل تفسيرا آخر. أتراها مجرد خدعة من الطبيعة تجعلها تشعر به كرجل يهتم بها؟ تساءلت بيأس صامت. هل الموت وحده هو الذي يظهر قوة الحياة؟ ابتلعت ريقها مركزة على الوقائع وليس على رغباتها، ثم قالت ببطء:" سأخبرك بما أريد لويس .
روايتى
أريد أن أمضي بعض الوقت مع ابن ميراندا لكي يعرفني ويحبني. . . ". فكرر غير مصدق:" أن يحبك؟".
- وهل هذه جريمة؟
- لا، ليست جريمة. ولكن هل تظنين حقا أن هذه الأشياء يمكن أن تحدث بين ليلة وضحاها؟
- طبعا لا أظن ذلك. لكنها أيضا لا تحدث إذا أنا بقيت بعيدة عنه. كنت أحب أن أراه وهو يأخذ حمامه. . . فقال بهدوء:" ظننتك متعبة، وأكثر حزنا اليوم من أن تهتمي بنظام تيودور اليومي".
- مثلك، كما أظن.
- أنالست مدعيا صوفي، أنا أتألم لحيات فتية ضاعت سدي،لكني لن أذرف الدموع على الوسادة الليلة.
ضاقت عيناه مفكرا:" من يدري؟ البعض يقول لا. هذا ما كانت النساء تقوله أثناء فترة شبابي. لكنني سأخبرك بأمر يا صوفي : عندما يتعلق الأمر بأبني، من المؤكد أن لدي قلبا وتصميما بالغا بألا أدع شخصا أو شيئا يؤذه على الإطلاق. هل أنا واضح؟". واضح كالبرور! وكذلك نبرة التهديد في ذلك الصوت العميق الغني. قوة شخصيته هذه قد ترهب أي امرأة ألآخري بسهولة لكن صوفي لديها قضية تناضل من أجلها. . . أو بالأحرى، شخص. اقتناعها أنها تناضل لأجل تيودور منحها القوة لكي تبادله نظرة التحدي.
- ليس لدي النية في إيذاء تيودور على الإطلاق، لويس.
- ولا رغبة لديك في وصف أبيه بأنه شيطان أسود القلب؟
قابلت الشموخ والكبرياء في نظرته من دون أن تجفل:" حتى ولو كان هذا رأيي . . . لا يمكن أبدا أن أحاول التأثير على مشاعر طفل صغير. ربما أنت لا تشعر نحوي بأية مودة، لويس. . . لكن علاقتنا ليست هي الشيء الهام هنا، وإنما علاقتي بتيودور". فقال بهدوء:" ولكن لا علاقة حقيقية لك بتيودور".
روايتى
- صحيح، لا علاقة حقيقية لي به. وربما ما كنت سأراه سوى في مناسبات عائلية عرضية. لكن الأمور تغيرت. ما حدث من قبل ليس له صلة بالموضوع الآن. ميراندا ماتت وأنا أريد أن تسنح لا بنها فرصة بتعرف فيها إلي الشق الثاني من أسرته. أن يعلم عن جذوره الإنكليزية، بدءا من الآن.
فقال وقد ضاقت عيناه:" الآن؟". فأومأت وهي تقف وتسوي تنورتها:" وفي هذه اللحظة، بعد أن ينهي تيودور حمامه، أريد أن أقرأ له حكاية قبل النوم. لا أظن أن لديك اعتراضا على ذلك. لويس؟".
تسلل شعاع من الشمس من بين مصراعي النافذة فأحال شعرها إلي خيوط ذهبية. ومع بشرتها الناصعة البياض المناقضة تماما للون ثوبها الأسود بدت له غاية في النقاء، ما جعل النبض في صدغه يتسارع. فأجاب بصوت أجش:" طبعا لا أعتراض لدي، لكنك لن تعترضي إذا كنت أنا أيضا موجودا".
- أتخاف أن أخطفه وأهرب به؟
قاوم دافعا يدفعه إلي أن يجيبها بشكل منطقي، فهي لا تملك جواز سفر لابنه. لكن المبدأ هنا كان أهم من المنطق العملي؛ على صوفي ميلز أن تعرف تماما حقيقة وضعها ووضعه. فقال بصوت ناعم مبطن بالتهديد:" حاولي القيام بشيء كهذا يا صوفي. أتعلمين ما معني أن أغضب؟ أنا "

ي لاكامارا" ولا شيء يمكن أن يأخذ مني عنوة، هل فهمت؟". كانت ملامحه الصلبة قد توترت بمشاعر مظلمة بدائية لا أثر فيها للحضارة، ما جعله يبدو كعدو لا يرغب معظم الناس في مواجهته. وتملك صوفي اليأس للحظة. . . لماذا أختارت ابنة خالتها أن تقرن نفسها برجل كهذا؟ لماذا لم تستقر وتسعد مع أحد أؤلئك الرجال الذين كانوا يعشقونها حتى العبادة؟ هل لأن الفوز به كان صعبا، وهذا وحده يكفي؟ ألم تكن ميراندا دوما تلاحق من يهرب منها؟ وتألقت العينان السوداوان:" هل فهمت"
وفجأة، اكتسحتها موجة من الإرتياح بردت شيئا من توتر الذي أصابها. لقد أنتهي أسوأ جزء من هذا النهار. . . وهي ستقرأ للطفل القصة:" آه، لأجل الله يا لويس، لا تبالغ في مشاعرك هذه! سأذهب لأحضر الكتاب القصص من غرفتي". ولأول مرة هذا النهار، ابتسم:" حسنا جدا. وأنا سأحضر تيودور إلي هنا لينتظرك". وفي غرفتها غيرت ملابسها مستبدلة بثوبها الأسود بنطلونا وبلوزة قديمتين. فالأطفال هم الأطفال حتى ولو كانوا قد اغتسلوا حديثا. وهكذا لم يعد يقلقها إذا تقيأ على ثيابها أو سال لعابه. هي بحاجة أن تكون مرتاحة الأعصاب معه بقدر ماهي متلهفة إلي احتضانه. تناولت أحد الكتب التي قد أحضرتها معها وطردا ملفوفا بورق متألق الألوان ، ثم أغلقت باب غرفتها خلفها وعادت تهبط السلم إلي غرفة الجلوس. لكنها عندما وصلت إلي الباب المفتوح وقفت جامدة تستوعب المشهد الذي بدا أمامها. كان لويس ممددا على السجادة يلعب مع ابنه. ولا بد أنه كان قد خلع سترته وربطة عنقه، وفتح أزرار قميصه العليا أن صدره الأسمر بد مكشوفا. لم ير صوفي وهي تدخل لأن اهتمامه كان مركزا على ابنه الممتلئ الجسم والذي كان يملأ الجوّ ضحكا وهو يصرخ: بابا!. . . بابا! وكان لويس يضحك هو أيضا، ملقيا برأسه المغطي بالشعر الأسود إلي الخلف، منطلقا على سجيته في البهجة. تنفست صوفي بعمق غير مصدقة، وهي تراه يلوي قسمات وجهه بشكل مضحك حتى ليكاد يصبح غير مميز. هل هذا حقا لويس دي لاكامارا؟ وتمتلكها الذهول. كانت عيناه السوداوان قد رقتا والتوى فمه بابتسامة عطف وتسامح، فيما القبضة الصغيرة السمينة تتشبث بكثفيه. عاد يضحك وهو ياقي برأسه إلي الخلف بينما الأصابع الصغيرة تخدش ذقنه. رنين ضحكه هذا جعل شيئا داخل صوفي يثب إلي الحياة بشكل غير مرغوب فيه. لم تشك يوما
بجاذبيته تلك، والتي كانت واضحة لكل امرأة على وجه الأرض . لكن لويس هذا، الرقيق الحنون، فاجأها تماما. لم تره قط بهذا الشكل، من قبل، أو بهذه
لجلسة المسترخية البهيجة. كان يبدو. . . كان يبدو صبيانيا تقريبا، عندما أخذ يتمتم شيئا في أذن تيودور. حاولت أن تقنع نفسها بأن الغريزة فقط هي التي جعلت قلبها يبدأ بالذوبان، تماما كالغريزة التي تجعلك توجه ضربة إلي الذبابة التي تئز قريبا من وجهك. والغريزة ليست عقلانية وإنما هي قاسية عشوائية. هزت رأسها وكأنها تنكر أن يكون في شعورها ذاك غير الجاذبية الجسدية. . . لأن التحكم في ذلك كان سهلا تماما. بينما من الخطورة البالغة أن تبدأ في النظر إلي لويس بعطف ناسبة إليه صفات غير موجودة فيه . أنه شغوف بابنه وهذا كل شيء . . . هذا كل شيء عند ذلك رفع لويس نظره إليها، وإذا بملامحه تتغير وكأنه بسحر ساحر، وكأن غطاء امتد عليها فجمدت، أما هو فََقَدَ وجهه بعض حيويته ونشاطه. وربما أحس تيودور بما أصاب أباه فأدار رأسه المغطي بالشعر الأسود فجأة، ليحدق في صوفي بعينين واسعتين متسائلتين. البراءة والاضطراب اللذين قرأتهما في عينيه أحدثا غصة في حلقها، فسارعت نحوه. ارتجفت يدها التي تحمل الكتاب والهداية تأثرا برؤيته مرة أخرى . إن تيودور جزء منها، جزء من لحمها ودمها هي أيضا، مثل لويس. ركعت بجانبه على الأرض، وسرورها لرؤيته أعماها عن رؤية ساقي لويس الممتدتين على بعد إنشات منها. قالت برقة وبصوت متهدج متأثر:" هالو، حبيبي تيودور". تابع الطفل تحديق فيها والرزانة بادية على وجهه الصغير فقال لويس برقة بالإسبانية:" تيودور. . . هذه صوفي ابنة خالتك. أنت قتبلتها مرة وأنت صغير جدا". فقالت مرة أخرى:" هالو، حبيبي". لكن الشعور بالحقارة تملكها وهي تري شفتيه ترتجفان والدموع تسيل من بين أهدابه السوداء الكثيفة وهمست بعجز:" أواه، تيودور، لا تبك".
روايتى
جلس لويس ، وأخذ يهز ابنه بين ذراعيه وهو يتمتم له بالأسبانية بأرق وأنعم طريقة يمكن أن تصدر عن رجل. أما هي فجعلته بيكي.
نظر لويس إلي وجهها المصدوم وتملكته شعور بالعطف على كره منه.
كان الطفل قد هدأ بين ذراعيه ، فقال لها بهدوء : "لا تلومي نفسك يا عزيزتي . فهذا وقت صعب بالنسبة إليه ".
قابلت نظراته فرات فيها تفهماً خطف أنفاسها :"نعم".
- أنظري . لم يعد يبكي .
قال هذا وهو يعبث بشعر ابنه الأسود . أومأت صوفي وهي تتساءل عما إذا كان الطفل سيعانقها ذات يوم كما يع أمسك لويس بالكتاب ثم قال شيئاً بالاسبانية لابنه ، فأومأ برأسه على كتفه ثم التفت ببطء .
فسأله أبوه :" هل نقرأ الكتاب معاً ، نحن وصوفي ؟ تعالي . تعالي يا صوفي "
أشار إلى احد الأريكتين . وتبعته هي وقد أحست بالخجل فجأة . أنتظرها لويس حتى جلست ، فجلس ماداً ساقيه بينما ظل ابنه متعلقاً برقبته أشبه بقرد صغير .
ربضت صوفي على حافة الأريكة ، وقد افعمت خياشيمها رائحة هي مزيج من محلول بعد الحلاقة ورائحة رجولته الخاصة. ثم فتحت الكتاب .
مال لويس نحوها لينظر إليها، فأصبح محلول بعد الحلاقة أشد تأثيراً .
وسألها :"ما هي القصة ؟"
- أنها أغاني أطفال .
كانت قد اختارت الكتب التي أحضرتها بعناية فائقة ، متروّية ، خائفة من أن تجلب ألاغاني ذكريات مؤلمة عن ميراند .
- أرجو أنك تحب أغاني الأطفال يا تيودور !
فترجم لويس لابنه قولها فمال هذا إلى الأمام . وجذبت نظراته صورة براقة رائعة الجمال لشجرة جوز فضية واجاصة ذهبية .
فقال لويس :" انه يعرف قصصاً اسبانية فقط "
ولكن من المؤكد أن ميراندا كانت تقرأ لابنها قصصاً انكليزية :" حسناً، هذه قصة انكليزية تتحدث عن اسبانية . وهكذا تبدو رائعة ! والآن اسمع ، تيودور : كان عندي شجرة جوز لا تحمل ثماراً ... "بدأت تنشد الأغنية ببطء وتنغيم، وأخذ تيودور يصغي وقد بدت عليه البهجة. وعندما وصلت إلي الفقرة التي تقول:" ابنة ملك إسبانيا جاءت لتزورني وكل ذلك لأجل شجرة الجوز الصغيرة التي عندي!".
روايتى
ضحك لويس ، ووجدت صوفي نفسها تضحك معه. أذاب الضحك الجليد بينهما، ثم تلاشي كليا عندما قرأت صوفي حوالي عشر أغنيات. ثم شعرت بلمسة خفيفة على ذراعها، وعندما ألتفتت وجدت عينيّ لويس مسمّرتين عليها وقد بدا فيهما الأسف:" تأخر الوقت يا عزيزتي. أنظري إنه يشعر بالنعاس". رأت الصبي يفرك عينيه بقبضته ثم يتثائب، وهو يجاهد لكي يسمع المزيد من الأغاني. فأغلقت الكتاب وهمست:" سأقرأ لك المزيد من الأغاني غدا يا تيودور. هل تحب ذلك؟". ترجم له لويس ما قالته بالإسبانية ، فكوفئت بإمائة صغيرة للغاية جعلت خصلات شعره تتراقص، ثم ما لبث أن وضع إبهامه في فمه، ثم عاد يريح رأسه على انق أباه. ولم يبد لها ذلك محتملاً.

كتف أبيه. نظرت إلي لويس وهو يقف، ثم أزاحت خصلة من شعرها عن وجهها:" أيمكنني. . . أيمكنني أن أساعدك في وضعه في السرير؟". جمد مكانه وقد أسرته منها هذه الحركة فكادت تفقده توازنه، الطريقة التي أعادت بها شعرها إلي الخلف جذبت انتباهه إلي صدرها تحت قميصها المقفل الحائل اللون. ضاقت عيناه وشعر بخفقة في صدره، وبموجة ساخنة تكتسحه. لعنها بصمت رغم أن هذا الإغراء صدر منها من غير وعي ولم يكن متعمدا. وقال بفتور:" لا. ليس الليلة". رفعت حاجبيها متسائلة، فعاد يشير بشفتيه بغطرسة بكلمة(لا)، من فوق رأس ابنه. ألقت صوفي عليه نظرة متمردة. لم تشأ إثارة جلبة أمام تيودور، مع أن الأمر لم يعجبها مطلقا. كيف يجرؤ على أن يتراوح تصرفه معها بين السخونة والبرودة، فيتصرف وكأنها طلبت منه أمرا فاحشا؟ فكل ما طلبته هو أن تساعده في وضع ابنه في السرير، وذلك بعد جلسة قراءة ودية للغاية. لكنها منحت تيودور ابتسامة رقيقة وقالت بلطف:" تصبح على خير". ثم كررتها بالإسبانية وسرعان ما كافأها الطفل بالتواء سريع من فمه، أنبأها بالضبط كيف كانت شفتا لويس عندما كان في مثل سنه. صعد لويس بابنه السلم وهو يزفر، منتظرا أن تنزاح هذه المشاعر التي تمتلكه، وتمتم في سره: تباً لها.
روايتى
راح جسده ينبض بالمشاعر وحواسه تحترق، ما جعله يشعر باضعف. ماذا فعلت به، وكيف؟ ولماذا يزيد الزمن من شوقه إليها بدلاً من أن يخمده كما يحصل معه عادة؟ في غرفة تيودور أخذ يراقبه منتظرا وهو يمرر على شعره بيده إلي أن نام الطفل. عند ذلك فقط تنفس لويس بعمق ينظر إلي ابنه، وهو يفكر بحزن ومرارة، كم هو مسكين و بريء! أمه دفنت اليوم، وكل ما بإمكان أبيه أن يفكر فيه مشاعره الجسدية الملحّة.


جلست صوفي قبالته إلي العشاء وهي في مزاج من يعاني من الصداع. في البداية، لم تنطق سوى بكلمات معدودات. كما بدت فاقدة الشهية. قطب لويس حاجبيه:" أليس الدجاج لذيذاً؟".
- إنه لذيذ جداً.
- لماذا لم تأكلي منه جيداً إذن؟
لكن جوابها قوطع برنين الهاتف، وبعد ذلك بلحظة دخلت سلفادورا:" دون لويس؟".
- اماذ فقالت بسرعة:" إنها ألخاندرا".أومأ لويس ثم نهض وافقاً، وتمكنت صوفي من رؤية النظرة العابسة في عينيه.
- هل تسمحين لي؟
- بالطبع.
حاولت أن تصغي إلي حديثه، تماما كما أصغى إلي حديثها مع ليام. لكنها لم تستطع أن تفهم كلمة من الإسبانية السريعة التي كان يتكلم بها. أياً كانت ألخاندرا هذه، فهو على علاقة حميمة معها بكل تأكيد، فقد بدا ذلك من طريقة حديثه معها. ولكن عندما عاد إلي الغرفة، خيّل إلي صوفي أنه يبدو متوتراً. فقد بدا وجهه الوسيم متوتراً مظلماً، كما أنه راح ينظر إلي ساعته بين الحين والآخر. وأخيراً، وضعت فنجان قهوتها على المائدة بشدة:" هل أنا أعطلك عن سيء ، لويس؟". فقال :" تبدين متعبة قليلاً".
- نعم، وكذلك أنت.
فقال محاولاً ألا يطيل النظر إلي عنقها العاجي الطويل:" هل لي أن أقترح أن تنسحبي إلي غرفتك في أول فرصة؟ كان النهار شاقاً".
روايتى
- وأنت؟ هل تنوي النوم باكراً؟
تصلبت شفتاه وأخذ النبض يخفق في صدغه . هل تصورت أن وجودها هنا كضيفة يمنحها الحق في أن تحاسبه على تصرفاته؟ فقال بنعومة:" عليَّ أن أخرج، إذا لم يكن لديك مانع". تساءلت صوفي عما سيفعل إذا أجابت بأن لديها مانعاً فعلاً. هل يلغي ما جعله يبدو بهذا الشرود؟ ومع ذلك ، ربما من الأفضل أن يخرج. يمكنها أن تتصل بليام وتتفحص بريدها اللإكتروني، وتهتم ببعضشؤنها الخاصة. وهكذا ستشغل نفسها عن تذكر أحداث هذا اليوم الهائل، وتبقي أفكارها بعيدة عن هذا السيد الأسةد العينين الذي نهض واقفاً الآن.
وقف لويس ينظر إليها ويداه في جيبي بنطلونه. لم تستطع صوفي أبعاد نظراتها عنه . شعرت بحلقها يجف، فأرغمت نفسها على الانتباه بينما راحت أصابعها تطوي فوطة المائدة. نعم. . . من الأفضل أن يخرج ويبتعد عنها إلي أقصي ما يمكنه. فقالت بصوت مبحوح:" طبعاً ليس لدي مانع". ألقي نظرة أخيرة عليها. بدت جميلة للغاية. جعلت أضواء الشموع لون شعرها بلون العسل السائل البرّاق وهو ينسدل كأجنحة الملائكة على جانبي وجهها. هل تدرك أنها أحياناً وهي تتحدث إليه، تعلق شفتيها بلسانها فتتألقان بإغراء كما لو أنهما مطليتان بأثمن أنواع أحمر الشفاه؟ هل جاءت إلي بيته لتعنيفه بسبب أمور ما كان يملك قدرة لتغييرها؟ ألم تدرك أن كراهيتها الواضحة له ليس لها أي تأثير عليه على الإطلاق، كما لا تؤثر بشيء على التوتر الذي يبدو دوما في الجّو بينهما؟ وقال:" تصبحين على خير، سنيوريتا".
جعلت خشونة صوته هذا التهذيب الرسمي دون معني:" سأقابلك في الصباح فلا تنتظريني، رجاءً".
رفعت إليه نظرها وقالت ببرودة:" وما الذي يجعلني أنتظرك، لويس؟".

انتهى الفصل الرابع




الحالمة دائما غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-06-10, 07:11 PM   #12

الحالمة دائما

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية الحالمة دائما

? العضوٌ??? » 104999
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,065
?  نُقآطِيْ » الحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond repute
افتراضي

5 - والحياة تستمر - 5

بعد مغادرة لويس، بدت الغرفة والبيت خاليين بشكل غريب، ومع أن صوفي تعلم أن سلفادورا وبييرو ما زالا في المنزل، وتيودور نلئم في الطابق الأعلى، فقد شعرت وكأن أشباح الماضي نهضت لتصبح هاجسها. تخيلت ميراندا وهي تجلس هنا، تتناول الطعام اللذيذ في غرفة الطعام الرائعة الجمال. لكن الجنوح أكثر من ذلك في الخيال بدا لها صعباً. فالمنزل ممتاز لكنه منعزل. وكانت ميراندا دوماً تحب الاختلاط بالناس، وتفضل الحفلات على الانفراد. تساءلت صوفي إن كانت قريبتها قد أزعجت نفسها بالتفكير في طراز حياة لويس قبل أن تتزوجه. شربت كوباً صغيراً من القهوة الثقيلة اللذيذة التي تركتها سلفادورا على المائدة، وعندما لم تستطع أن تكبح تثاؤبها ، صعدت إلي غرفتها واستحمت قبل أن تلجأ إلي سريرها . كان السرير واسعاً مريحاً، لكنها أمضت وقتا طويلاً قبل أن تستغرق في النوم ولم تجد في نومها هذا ملجأً مريحا، ذلك أن أحلامها لم تمنحها السلام. فطبيعة هذه الأحلام كانت مزعجة، بقدر هوية الرجل الذي أخذ يتسلل إليها بشكل متسلط خطير.
لويس!
بدا وسيماً، قوياً. . . وجهه الأسمر يسخر منها من بعيد ، وعيناه السوداوان يجذبانها كعادتهما على الدوام. مدت يديها إليه لكن الجوّ كان فارغاً، ورجاؤها فيه كان زائفاً كالسراب. تناوبت عليها البرودة والسخونة، ولمست جسدها فإذا به ينضح بالعرق. دفعت عنها الأغطية وأخذت تتقلب في الفراش شبه مستيقظة، تتأوه محتجة على ضربات قلبها السريعة، غير قادرة على تخليص نفسها من الصورة الجبارة لذلك

لإسباني المتكبر ذي الوجه الصلب والجسد الحار. عاد وجهه يسبح أمامها، وهذه المرة. . . كان بإمكانها أن تصل إليه. وللحظة أمسكها بين ذراعيه وسحقها على صدر. لكنه عاد فهز رأسه نبذاً وازدراء، فدفعها إلي السرير ثم ابتعد عنها. وتأوهت من أعماقها قائلة بصوت ممزق:" لويس".
في تلك اللحظة كان لويس يمّر من أمام غرفتها على رؤوس أصابعه سمع صرخة جفلى صادرة من الغرفة صوفي فجمد مكانه. وقف خارج الباب صامتاً، وما لبث أن سمع صوتاً آخر. . . لكنه بدا هذه المرة كنواح. ثم سمع اسمه. كانت تصرخ باسمه! اسمه! ياإله السموات! التوي قلبه، وجعلته صرختها متشوقاً بشكل لا يحتمل. وبخفة بالغة، لوى قبضة الباب ثم دفعه. جمد مكانه إلي أن اعتادت عيناه الضوء. وهمس دون وعي:" رباه". لا بد أنها فتحت مصراعي النافدة، لأن القمر كان ينساب عليها من خلال النافذة ساطعاً براقاً ما جعلها تبدو بلون الفضة. بل أشبه بمخلوقة خرافية لا يكسوها سوى قميص نوم خفيف باهت اللون. أما شعرها فقد انتشر لامعاً فوق الوسادة، بينما امتدت ذراعها بتراخ إلي ما فوق رأسها. أخذ لويس ينظر إليها مبهوراً . تحركت صوفي متقلبة في السرير، فبدا انعكاس الضوء والظل على جسمها ساحراً أخّاذاً. رآها تعود فتنقلب إلي الجانب الآخر، ثم تقطب جبينها . بدا واضحاً أن نومها متعب، وتساءل عن السبب كل ذلك الضيق والكرب البالغين اللذين تعاني منهما. يا إله السموات!
روايتى
هل كانت تحلم؟ أم هو الذي يحلم؟ تساءل عما إذا كان عليه أن يوقظها، ولكن هل يمكنه أن يثق بنفسه عند أقترابه منها بهذا الشكل؟ ماذا لو استيقظت فوجدته في غرفتها، مشرفاً على سريرها ، ووجهه متوتر بسبب رؤيتها نائمة في فراشها. . . ؟ ألن تصرخ حينذاك ، فتقيم الأرض ولا تقعدها؟ تقدم نحو السرير من دون أن يهتم لحماقة تصرفه هذا، وأخذا يحدق فيها، فلاحظ قطرات العرق الضئيلة للغاية التي جعلت بشرتها تتألق وكأنها مضاءة من الداخل. ومرة أخرى شعر بحرارة مشاعره المؤلمة. وقفته هذه والنظر إليها جعلتاه يشعر بعذاب لا يطاق ، فعض شفته مستعداً لمغادرة الغرفة.
وإذا بعيني صوفي تنفتحان على أتساعهما، وتريان ذلك الوجه الوسيم المتكبر، وقد بدت عيناه سوداوان أكثر مما تعهدهما، وهما تنظران إليها. حتى في ضوء القمر استطاعة صوفي أن تري وهج الانفعال يلوّن وجنتيه.
- لويس!
همست بذلك غير مصدقة، وكأنما تحقق حلمها فجأة. فقال بصوت مرتجف:" سمعت صوتك". لكنه أغفل أن يذكر ما كانت تقوله:" ظننتك. . ربما تعانين من كابوس". انتصبت جالسة.، وارتفعت يدها إلي عنقها:" ما. . . هو الوقت الآن؟". ابتلع لويس ريقه:" الوقت متأخر. . . أو بالأحرى مبكر جداً. الساعة الآن الرابعة، وما زالت الطيور ساكنة في أعشاشها. عودي إلي نومك يا عزيزتي. نامي، نامي. أنت بحاجة إلي النوم". لم تسمع صوفي صوته بهذه الرقة قط من قبل، ولا بهذه البهجة. واستندت إلي الوسائد خلفها.
- نامي.
عاد يحثها، فجذبت ملاءة الفراش حتى ذقنها . استحسن لويس ذلك منها وكرهه في الوقت نفسه . وقف ينظر إلي أهدابها تنسدل فوق عينيها بينما هي تتأوه المرة بعد الأخرى. . .
انتظر حتى هدأت أنفاسها، ثم، بألم قد غزا كل خلية من جسده، ابتعد بحزم عن السرير . أغلق الباب بهدوء كما فتحه. بعد أن اطمأن إلي تيودور ذهب إلي حمامه وأخذ دوشاً عنيفاً قوياً من الماء البارد. ثم استلقي في سريره وأخذ يراقب الفجر وهو يزحف من النافذة بعينين فارغتين. استيقظت صوفي برأس مثقل وشعور غريب بالذهول لم يستطع الحمام الطويل أن يمحوه. أخيراً، نزلت إلي الطابق الأسفل. كان الإفطار جاهزاً على الشرفة المزينة بالزهار والتي غمرتها أشعة الشمس، لكن مكان لويس مازال فارغاً. مسحت الخبز بالمربى، ثم نظرة ، بخيبة أمل، إاي سلفادورا التي كانت تسكب لها القهوة:" هل تناول لويس فطوره؟". فتردّدت المرأة:" لا، سنيوريتا. دون لويس لم ينزل من غرفته بعد". أتراه تأخر في الخارج؟ وأخذت صوفي تحدق في صحنها من دون أن تري، بينما عادت أجزاء من الحلم مزعج إلي ذاكرته. وضعت سلفادورا أمامها طبقاً من الفاكهة الطازجة وسألتها:" ربما تريدين بعض البيض؟".
روايتى
- لا، شكراً. الخبز وحده يكفي. ولكن عندما ذهبة سلفادورا، لم تأكل صوفي سوى القيل من وجبتها . أبعدت عنها الصحن، وجلست تجيل نظراتها في ما يحيط بها من جمال. هذا المكان هو، حقاً، من أجمل الأمكنة التي رأتها في حياتها. بدت السماء زرقاء فوق التصوّر ، ومن بعيد كانت أشجار الليمون تبدو صفراء متدرجة الألوان ومثقلة بالثمار. وقفت ثم سارت تتكئ على الدرابزين وتتفرج على البساتين المنظمة بشكل رائع. وأدركت أن هذا المكان هادئ ومسالم للغاية.

فكرت في عزلة المزرعة. . . في عزلة ميراندا بصفتها زوجة أجنبية بعيدة عن وطنها. اكتسحتها موجة من الحزن،وهي تدرك غلطة ابنة خالتها في القدوم إلي هنا. ولكن لو أن ميراندا لم تفعل هذا ، لما جاءت صوفي إلي هنا ! وتنهدت. طبعا ما كان هذا سيحدث، فهي لم تكن لتعرف هذا المكان إلا من خلال ميراندا . كما أن الحظ ما كان ليجمعها بلويس دي لاكامارا. عليها ألا تنسي ذلك أبدا. آه ميراندا. . . همست بذلك بعجز، وأخذت دموع الشعور بالذنب تنساب من بين أهدابها. هل كانت ستصدم أو تدهش لو علمت أن صوفي كانت دوماً ترغب بزوجها خفية؟ أخذت صوفي تطلب الصفح من الله بصمت. رآها لويس من داخل البيت، وعلم أنها تبكي حتى قبل أن يقترب منها إلي حدٍ كاد يري معه لمعان الدموع على خديها الناصعين. أجفل، وكأنما هو الذي فجّر دموعها . ربما كان من الأفضل لها أن تبكي فهذه المرة الأولي التي يراها تذرف الدموع فيها. اقترب منها برقة:" صوفي؟". سمعت وقع قدميه لكنها لم تلتفت، بل أخذت تجفف دموعها بفوطة السفرة. لا تريده أن يراها بهذا الضعف والضياع، خائفة من أن تتكهن هاتان العينان الذكيتان بجزء من ذنبها الخفي.
روايتى
- -لماذا تبكين؟
سألها بعد أن أصبح من القرب منها بحيث أمكنه أن يلمس خصلة من شعرها الحريري . هزت رأسها وهي تبتلع آخر دموعها:" لا شيء. . . أنا بخير الآن". فقال بلطف:" لا، بل أخبريني عن سبب بكائك". لطفه أذاب كل دفاعاتها:" كنت . . . كنت فقط. . . ". وارتجف صوتها :" أفكر في ميراندا. متمنية لو أن الأمر كان. . . ".
- مختلفاً؟ وعندما أومأت، قال بلطف:" آه، صوفي . . . صوفي"., كانت دموعها تنهمر على وجهها. قال لويس يواسيها:" لا بأس". ورفع يده بحركة آلية يملّس بها على رأسها، وأنامله تتمهل على شعرها الحريري:" لا بأس". حتى في منتصف العاصفة، ألهبت لمسته حواسها، حرارته، صلابته، رائحته، قدرته على إثارة العواطف، وقدرته على الاستفزاز برجولته الفياضة. وقبل أن تهزمها مشاعرها، أخذت أجراس الإنذار تقرع في عقلها الباطن. لقد حلمت به. . . فقالت تتهمه:" أنت كنت في غرفتي في منتصف الليل! ". تمني لو أنها لم تذكره بذلك . ذلك أن ذاكرته ابتدأت تسبب له ألماً وضيقاً :" سمعتك تناديني فدخلت لأطمئن عليك". تملكها ارتباك بالغ بعد أن تذكرت الحلم. وتساءلت عما عسي أن تكون قد نادت. بدا لها

من الأسهل والأقل إزعاجاً أن تركز على ما كان يفعله هو هناك، فقطبت جبينها:" كنت لا تزال في الخارج، أليس كذلك؟ كان الوقت متأخراً جداً".
- - نعم، كنت ذاهباً إلي غرفتي عندما سمعتك. روايتى
- خرجت لتري امرأة، تلك المرأة التي اتصلت بك هاتفياً أثناء العشاء، ألخاندرا؟
فقال موافقاً:" نعم، ألخاندرا. هذا صحيح". شعرت أن لهجته تحمل نبرة مختلفة. أتري أحداث الأيام القليلة الماضية عمّقت قدرتها على الملاحظة ؟ علمت بيقين بالغ أن علاقته بهذه المرأة ألخاندرا ليست علاقة صداقة بريئة. سألته وعيناها تخترقان عينيه:" إنها صديقتك. . . منذ متي؟". لم ينكر هذا . . . وكيف يمكنه ذلك؟ لم يستطع أن يحول نظراته. وساد صمت طويل ثقيل قبل أن يجيب كارهاً:" منذ ستة أشهر". قال هذا بعد أن حدث نفسه بأن ليس لديه ما يجعله يكذب عليها. ولكن رغم هذا دهش لردة فعلها. اندفعت بعنف وشعرها الأشقر يتطاير شاهرة أظافرها قرب وجهه الأسمر الجامد لولا أنه أمسك بمعصميها بقوة، وهو يقول:" أغضبي مني واشتميني قدر ما يرضيك. ولكن لا تتركي آثاراً على وجهي".
- لمَ؟ ألن يعجب ذلك ألخاندرا؟
- كفي، صوفي.
- هل لك أن تترك يديّ من فضلك؟
- إذا وعدتني بأن تتوقفي عن محاولة خدشي.
- لن أخدشك.
تركها لويس وعندما عادت فشهرت أظافرها في وجهه، عاد يمسكها مرة أخرى:" آه، كنت تكذبين، إذن، أليس كذلك يا عزيزتي؟ لقد وعتني ألا تخدشيني مرة أخرى".حدقت إليه وقلبها يخفق بعنف وألم:" أنت. . . أنت أمضيت الليلة الماضية. . . مباشرة بعد الجنازة بين ذراعي امرأة أخرى؟ كيف أمكنك أن تفعل هذا، لويس؟".
فقال بهدوء :" أنت تطلبين أجوبة ، وما ذنبي أذا كانت لا تعجبك؟"
تمنت لو بإمكانها ان تضربه بشيء ، أن تلكم صدره المغطى بالحرير بقبضتيها :" أنت . . . أنت تركت ابنك نائماً وذهبت لتنام مع امرأة أخرى".
- نعم كان ابني نائماً برعاية سلفادورا








الحالمة دائما غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-06-10, 07:19 PM   #13

الحالمة دائما

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية الحالمة دائما

? العضوٌ??? » 104999
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,065
?  نُقآطِيْ » الحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond repute
افتراضي

انت رجل بلا قلب! أما كان بإمكانك أن تتأخر وقتاً كافياً قبل أن تطلق العنان لشهوتك؟
- هل هذا نوع من الاشياء التي اعتدت ان تؤذي بها ميراندا أثناء حياتها؟
- أخفضي صوتك!
فهزت رأسها: " أي نوع من الرجال ذلك الذي يزور عشيقته ليلة جنازة زوجته؟"
شعر بحرارة القتال تبرد فيها فتركها. وهذه المرة سارت متعثرة إلى كرسي جلست عليه بعينين متبلدتين. ثم قالت وأنفاسها ترتجف :" رباه، لا عجب في أن ميراندا كانت تعيسة للغاية"
شعر لويس أنه نال الكفاية من اتهاماتها وإدانتها له ، فتقدم إليها ورفعها لتقف على قدميها غارزاً أصابعه في لحمها الطري:" أنت لا تعرفين شيئاً عن زواجي!"
- أنا أعلم ما يكفي!
- -هل لك أن تهدئي ، صوفي ؟
- أبداً.
روايتى
- رأى شفتيها ترتجفان تمرداً فاندفع شيء في أعماقه، أشبه بحبل من المطاط قد شُدّ حتى عاد ينقطع. و بزائير غاضب جدبها إليه وعانقها بقوة. الغضب ، الإحباط ، الهياج، و الإحساس بالظلم . . . تفجرت كلها في داخلها ما إن شعرت بذراعيه القويتين تضمانها بشدة، كما حلمت بهما الليلة الماضية في السرير.
لكن هذه المرة أصبح الحلم حقيقة. ومع أن الأمر أعجبها، إلا أنها تعلم أن ذلك خطأ. كله خطأ، فلماذا تتركه يعانقها إذن ؟
كان تنفسها ضعيفاً للغاية، إلا أنه لم يمنع آهة صغيرة من ؟أن تنطلق من بين شفتيها. لماذا تشعر وكأنها تذوب وكأنها لم تعرف عناق رجل من قبل ؟ في الحقيقة، لم يفعل ذلك رجل آخر. ليس مثله على أي حال!
وشعر لويس بذراعيها تلتفان حول رقبته. وصرف بأسنانه غاضباً :" يا إلهي . . . يا إلهي . . . "
شعرت صوفي بالحرارة و الشوق يغليان في داخلها. و مع ذلك، هذا هو الزجل الذي خدع ميراندا. . . و الذي زار عشيقته الليلة الماضية فقط. إنه يملك من القوة و الوسامة ما يجعل أية امرأة يريدها رفيقة منسجمة غير متذمرة، نهمة إلى عناقه و لمساته ، تماماً كما هي الآن.


الحالمة دائما غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-06-10, 07:21 PM   #14

الحالمة دائما

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية الحالمة دائما

? العضوٌ??? » 104999
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,065
?  نُقآطِيْ » الحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond repute
افتراضي

سلخت نفسها من بين ذراعيه وإذا بها ترى السخرية السوداء الكريهة في عينيه. استعادت أنفاسها بسرعة غريبة ، ما جعلها تنفجر متهمة بعد لحظة:" ذلك يخبرني بكل ما أريد معرفته، وأي نوع من الرجال تزوجت ميراندا . إنه رجل بإمكانه أن يعانق أية امرأة من دون تمييز . . . فقط لكي يمنعها من الكلام!".
لكن لويس هز رأسه. لم يكن يعانقها من دون تمييز منه. لا ، أبداً . فقد أراد أن يفعل ذلك أثناء الليل و مرات كثيرة قبل ذلك. إحساسه الآن بنعومتها ودفئها و براءتها جعله يشعر و كأنه سينفجر إحباطاً.
و قال بغموض: " لقد استغرق هذا زمناً طويلاً لكي يحصل بيننا، ونحن الاثنان نعلم هذا. ولهذا لا تزعجي نفسك بإنكار ذلك إمامي، صوفي".
كانت أنفاسها ما تزال مضطربة و عيناها متوهجتين: " نعم ، أتذكر الطريقة التي رحت تنظر بها إلي في المرة الأولى التي رأيتني فيها. . . و كأنك لم تر امرأة في حياتك ".
فقال بنعومة :" ولكن لم تبد لي نظراتك حينها أقل خطراً".
روايتى
لقد نطق لويس بالحقيقة ، ما زاد في شعورها بالخزي:" عرفت حينذاك أي نوع من الرجال تزوجته ميراندا. رجل مستعد لأن يقفز إلى أحضان امرأة ترغب فيه. ويا ليتني أخبرتها بذلك! لكنت فعلت لو أنها لم تكن حاملاً حينذاك! "
- أضنك الآن تضغطين عليّ كثيراً يا صوفي.
قال هذا بصوت ناعم إلى حد الخطر. بقد حاول أن يحترم ذكرى زوجته الراحلة، لكنه لن يمضي حياته كاذباً، كما لن يدع صوفي تأخذ فكرة زائفة عنه و تلعنه إلى الأبد في عينيها. إن كرامته لا تقبل بذلك.
- أنت لا تتركين لي خياراً سوى أن أخبرك الحقيقة عن زواجي. عند ذلك فقط سيكون لديك الحق في أن تدينيني.
- طبعاً، الآن يناسبك أن تكذب عليّ!

ألقي عليها نظرة احتقار باردة كالثلج :" أتظنينني أحمي نفسي بالكذب ؟ أبداً!"
استغربت صوفي كيف أن الغضب و الاحتقار الارستقراطيين اللذين ظهرا في صوته جعلاها تصدقه.
راح يقول ببطء :" من المؤلم استعادة سرد الذكريات. في البداية، أعجبتني ابنة خالتك كثيراً. كانت حلوة مرحة و على شيء من الجنون".




الحالمة دائما غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-06-10, 07:24 PM   #15

الحالمة دائما

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية الحالمة دائما

? العضوٌ??? » 104999
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,065
?  نُقآطِيْ » الحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond repute
افتراضي

وتنهد وهو يتساءل كم أن حياة الكثيرين قد تتغير لو أنهم استطاعو معرفة المستقبل:" ا و قد استمتعنا معاً بعلاقة كانت ترضينا معاً".
- أنت تجعل تلك العلاقة تبدو باردة للغاية، لويس!
- لم تكن باردة. . . وإنما كانت كما نتمناها . أنا لست منافقاً، يا صوفي! وأنت تعلمين ذلك. لا أتظاهر بمشاعر لا أملكها.
كانت شمس الصباح الدافئة تنصب عليه بقوة ، لكن لويس كان يشعر بالبرد:" أنا لم أقع في غرام ميراندا قط، وكانت هي تعلم بذلك. ولم أحاول إخفاء الأمر عنها . كانت جميلة جدا ومتألقة، وكنا مسرورين معاً. لكنها كانت أيضاً تعلم أن ليس لعلاقتنا مستقبل". حدقت إليه بقنوط:" لكنك تزوجتها! أي جهنم جعلك تتزوجها من دون حب؟".
- تزوجتها لأنها كانت حاملاً بابني كما تعلمين. . . وهو طفل لم نخطط لقدومه. . . على الأقل لست أنا الذي خططت لذلك.
قال الجملة الأخيرة ببطء وتثاقل . هزت صوفي رأسها. لن تصدق هذا. لن تصدق :" إذا كنت تحاول أن تخبرني أن ميراندا تعمّدت ذلك، فأنا أعلم أن هذا غير صحيح . فهي لم تكن شديدة اللهفة إلي الأمومة، كما أنها كانت تستعمل حبوب منع الحمل . لقد أخبرتني ذلك بنفسها!".
- بماذا أخبرك غير ذلك؟
- أخبرتني بأن ذلكحصل صدفة. فقد شعرت بوجع في بطنها، وذلك. . .
روايتى
فقاطعها:" صوفي، أنا لا أريد أن أشوّه ذكري ميراندا، لكن الأمر لم يحصل مصادفة. صدقيني. كنت أبحث عن بعض الأوراق عندما وجدت أن حبوب منع الحمل لم تمسّ. وواجهتها بالأمر، وإذا بها تعترف بأنها توقفت عن تعاطيها من دون أن تخبرني".
- آه، رباه!
قالت صوفي هذا بصوت خافت. تذكرت ثرثرة ميراندا بعد العرس مباشرة، حين أخبرت صوفي أن لويس هو أكثر الرجال الذين عرفتهم جاذبية وصممت على الحصول عليه بأي ثمن. أتراها خططت لذلك حقاً؟ مستعملة أقدم الحيل المعروفة لجعل الرجل يتزوجها؟ وتكهنت بالجواب وقلبها يغوص. وقالت تدافع عنها:" آه، لقد أمضت ميراندا طفولة فظيعة. لم يهتم بها والداها قط. كانت تعاني من شعور مزمن بعدم الإحساس بالأمان". فقال برفق:" أنا لا ألوم ميراندا لتصرفها، وإنما أخبرك فقط كيف حدث الأمر


الحالمة دائما غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-06-10, 07:25 PM   #16

الحالمة دائما

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية الحالمة دائما

? العضوٌ??? » 104999
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,065
?  نُقآطِيْ » الحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond repute
افتراضي

وتزوجتها لمجرد أنها حملت بابنك؟ لم يعد الرجال يفعلون ذلك يا لويس. إذا لم تكن تحبها، لا بد أنك كنت تعلم منذ البداية أن الزواج لن ينجح.
- سبق وأخبرتك أنني تزوجتها بسبب إحساسي بالواجب. فالطفل هو ابني بقدر ما كان ابنها ! ولم تكن ميراندا تريد أن يولد الطفل غير شرعي، ولا أنا في الواقع . وهكذا قررنا أن بإمكان الزواج أن ينجح. أرادت أن تنعم بالطمأنينة التي ستكسبها بالزواج مني، كما أنني سأحصل على الطفل الذي بدأ قلبي يحنّ إليه.
- لقد كان زواج مصلحة إذن؟
- أو. . لنقل زواجاً مناسباً.
فسألته بحرارة:" وهل كنتما صادقين مع بعضكما البعض منذ البداية؟ هل أخبرتها بأنك لن تبقي مخلصاً لها وأنك ستبدأ قريباً بالبحث عن سلوى عند امرأة أخرى؟". ساد صمت آخر قبل أن يجيب:" لا. لم تكن هي صادقة، ولا أنا! لقد أردت الوفاء بعهودي الزوجية كلياً، يا صوفي. أنا رجل شريف!". وضاقت عيناه وهو يتذكر:" ولم يكن صعباً عليّ أن أبقي مخلصاً لامرأة مثل ميراندا. فالزواج يمكن أن يؤسس على أكثر من مجرد حب، كما تعلمين. وفي الواقع ، حضارات كثيرة تؤمن بأن الزواج ينجح إذا كان مؤسساً على الثقة والاحترام أكثر منه على الحب. ولكن. . . ".
- ولكن ماذا؟
اختار كلماته بعناية، فهو لايريد أن يؤلمها. ولكن قد لا يكون هناك مناص من الألم إزاء الحقيقة:" لا أضنني قدمت إلي ميراندا نوع الحياة التي تريدها حقاً".
- آه ، لا تقل هذا، لويس . . . كانت تحبك بشغف.
روايتى
فقال بحزم:" لا. كانت تحب ما أقدمه لها . لكن الحقيقة قصرت عن بلوغ الهدف. كانت تعشق حياة الترف والرجال المتألق المنغمس في الماذات. . . كما كنت أنا حين تعارفنا. أما الحياة في هذا البيت، " لاريوجا" والقيام بدور الزوجة والأم فلم يناسبها على الإطلاق. لقد وجدت أن الحياة الهادئة البطيئة هنا لا تطاق، فأرادت أن تعيش في برشلونة. . . وقد اعتادت أ؟ن تسميها " باريس الحرية" لكن ذلك لم يكن ممكناً ".
- كان بمكانكما الوصول إلي حل وسط والذهاب إلي هناك أثناء العطلات الأسبوعية.. .


الحالمة دائما غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-06-10, 07:28 PM   #17

الحالمة دائما

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية الحالمة دائما

? العضوٌ??? » 104999
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,065
?  نُقآطِيْ » الحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond repute
افتراضي

الأمر كذلك لفترة. حتي أن تيودور ذهب معنا مرة، ولكن. . . كما أخبرتك مرة . . . وجود الطفل يغير كل شيء.
- هذا ليس ضرورياً. . .
فتنهد:" هذا كلام من ليس لديه طفل. لكن الطفل يغير الأمور، يا صوفي، أكثر مما تظنين. عندما يكون لديك طفل، لا يمكنك التأخر في النوادي الليلية، والنوم حتى الظهر".
- هل كانت تفعل ذلك ؟
- نعم ، كانت تفعل ذلك. وفي الفترة الأخيرة كانت تذهب بالطائرة إلي " برشلونة" وحدها تاركة تيودور هنا ، بينما تسهر هي في الحفلات حتى الصباح. فقلت لها إنها إذا استمرت على هذا المنوال فسيحدث بيننا ما لا مناص منه، فيعيش كل منا حياة منفصلة. وهذا ما حصل.
- وهل كان ذلك عندما وجدت لنفسك صديقة؟
فبدا الأسى على وجهه:" لا، وإنما اقترحت أن نعقد جلسات للتشاور . تابعت ميراندا الجلسات الثلاث الأولى قبل أن تخبرني بأنها تقيم علاقة مع رجل آخر . عند ذلك رحت أبحث لنفسي خارج بيت الزوجية عما حُرمته في بيتي".
سمعت رنين الحقيقة في صوته. وبالرغم من كل شيء هفا قلبها إليه، فهمست:" أواه، لويس. هذا فظيع. لماذا لم تتطلقها؟". فضحك بمرارة:" أتظنين الأمر بتلك السهولة؟ ربما هو سهل في إنكلترا. . . ولكن لم تكن لدي نيّة في أن أدع تيودور يتمزق في معركة الوصاية. أو أن أدعه يعيش، ولو لفترة قصيرة، مع أم لا تهتم به كما يجب. كثير من الزيجات تستمر على هذا النحو يا صوفي".
روايتى
- ثم ماتت.
وسمّرته بنظرة تابتة. مدركة أن "الرجل الحديدي" الذي كانت تظنه، لم يكن له وجود. فلويس إنسان كبقية البشر. مع أن هذا الرجل الوسيم الغني الواسع النفوذ لم يمنح قلبه لميراندا، لكن لديه ضميراً حياً للغاية وشعوراً بالواجب.
- أظن أنك شعرت بالراحة في التخلص من مثل هذا الزواج الفارغ.
فتصلب فمه:" أتظنينني غولاً أسود القلب بحيث أتمني لأم إبني الموت؟".
- لكن سلوكها لم يكن يعجبك!
فتنهد:" لا لم يكن يعجبني. . . لا أنكر أنني شعرت بشيء من الارتياح لأنه لم يعد هناك شقاء. ولكن، صدقيني، شعرت بالذنب لهذا التفكير




الحالمة دائما غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-06-10, 01:56 PM   #18

noga33
alkap ~
 
الصورة الرمزية noga33

? العضوٌ??? » 114980
?  التسِجيلٌ » Apr 2010
? مشَارَ?اتْي » 1,259
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » noga33 has a reputation beyond reputenoga33 has a reputation beyond reputenoga33 has a reputation beyond reputenoga33 has a reputation beyond reputenoga33 has a reputation beyond reputenoga33 has a reputation beyond reputenoga33 has a reputation beyond reputenoga33 has a reputation beyond reputenoga33 has a reputation beyond reputenoga33 has a reputation beyond reputenoga33 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



noga33 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-06-10, 09:20 AM   #19

ام مزن

نجم روايتي ولؤلؤة فريق الكتابة للروايات الرومانسية وأميرة حزب روايتى للفكر الحر

alkap ~
 
الصورة الرمزية ام مزن

? العضوٌ??? » 121790
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,641
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Sudan
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك abudhabi
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

رواية جميلة جدا منتظرين التكملة
ربنا يكون فى عونك
شكر ليك


ام مزن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-06-10, 04:39 PM   #20

ام مزن

نجم روايتي ولؤلؤة فريق الكتابة للروايات الرومانسية وأميرة حزب روايتى للفكر الحر

alkap ~
 
الصورة الرمزية ام مزن

? العضوٌ??? » 121790
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,641
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Sudan
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك abudhabi
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

نحن منتظرين باقى الرواية حبيبتى
انشاء الله المانع خير


ام مزن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:46 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.