17-03-15, 10:28 PM | #679 | ||||
| [QUOTE=زهر البنفسج;5080907] - تصلب فكه بانزعاج , وسمح لها الضوء الخافت برؤية احمرار يعلو وجنتيه . وسرت كايتى لذلك . - فضمت ذراعيها إلى صدرها وابتسمت : (( سأعتبر هذا نفياً , أليس كذلك ؟ )) . - ليس الأمر سيان على الإطلاق . - فقالت بدهشة وعيناها تتسعان : (( هذا مخيف للغاية . انتابنى شعور غريب بأنك ستقول ذلك )) . - تصلبت أصابع نيكوس الطويلة اللينة على المقود . وقال بعنف : (( يا إلهى ! )) . - ولم يعد احمرار الغضب موضعاً للشك حين أضاف : (( لا أسمح لك بأن تكلمينى بهذه الطريقة )) . - سالته كايتى فيما هى تضع رجلاً على الأخرى بأناقة : (( هل ينقذ الناس دائماً ما تطلب منهم ؟ )) . - فأجاب : (( نعم ! )) . - لابد أن هذا ممل . - لماذا تتزوجين توم ؟ - للأسباب المعتادة التى يتزوج الناس من أجلها . - هل تعنين أنك حامل ؟ - هز كتفيه استهجاناً بينما شهقت كايتى وقد شعرت بالإهانة . - إذاً لست حاملاً . - وأكمل بينما قطب حاجبيه : (( ولست مغرمة به . هذا يترك لنا ... )) . - من قال إننى لست مغرمة بتوم ؟ - ضحكته الخافتة الساخرة جعلتها ترتجف من الكراهية . - وأضاف , كما لو أنه جاهل يحاول فهم مسألة بسيطة : (( يمكننى أن أستنتج أنه وقع ضحية إغراءك . ولكن غن كنت تملكين العديد من الأثواب المشابهة لهذا الذى ترتدينه , فالأمر لا يفاجئنى )) . - وسمح لعينيه بالتحديق إلى الفستان الحريرى الأزرق وتكاوين جسمها الجميلة التى يخفيها . - إنه من ماركة (( سى جى مالون )) , أليس كذلك ؟ - وفكر أن كاتيلين ستفرح لرؤية أحد تصاميمها على جسم امرأة تملك القياسات الخيالية التى يعتمدها كل مصمم عند ابتكار الملابس . - على الأرجح . - أجابت كايتى شاردة , إذ أنها لن تتعرف على فستان من ماركة (( سى جى مالون )) حتى لو وقعت عيناها عليه . لكنها ما كانت لتعترف له انها ترتدى فستاناً مستعاراً . - أعرف العديد من النساء اللواتى يرتدين ملابس غالية الثمن . ولكن أى منهن لن تظهر عدم الاهتمام إن كانت ترتدى (( سى جى مالون )) . - فهزت كتفيها باستهجان وقالت : (( ذكرتى سيئة فى حفظ الأسماء )) . - ولكنها جيدة فى توقيع الشيكات . أفترض أنك إن تزوجت مقابل المال مرة يصبح الأمر أسهل فى المرة الثانية ؟ - وخفف سرعته عند تقاطع طرق , فقالت كايتى بتهذيب : (( إلى الشمال ... أنت تستعمل الازدراء بسهولة بالنسبة إلى شخص تزوج من أجل المال . ولكننى أظن ان الزواج المدبر فى دمك )) . - سرت كايتى لرؤية فكه المتوتر يتصلب , وافترضت أنها تمكنت من إثارة غضبه . فى الواقع , هذا ما أملته , مع أنها لم تعرف لما أرادت أن تغضبه . كان من الصعب عليها أن تتأكد من نجاحها فى ذلك , لأن رموشه السوداء الطويلة كانت تغطى عينيه وتعكس خيالاً على وجنتيه العاليتين المسطحتين أما وجهه فبدا جميلاً مع أنها تنظر إليه جانبياً . - أظهرت كايتى تعبيراً ينم عن التعاطف الساخر : (( ما الأمر يا نيكوس ؟ عندما قطع والدك دعمه لك , ووجدت مصدر دعم آخر بتلك الطريقة , هل شعرت بأنك قمت بعمل قذر ؟ )) . - رمقها بنظرة كراهية حارقة قبل أن يأخذ المنعطف الذى أشارت إليه : (( لست مجبراً على تبرير تصرفاتى أمامك )) . - فقالت بغضب : (( ولا أنا أيضاً )) . - من بين كل الرجال فى العالم لما اختار هارفى هذا الرجل بالذات ؟ لماذا ؟ قال بغضب : (( يا ألهى ! )) . - ثم صر أسنانه وأضاف : (( لسوء حظى , أنت أكثر النساء اللواتى قابلتهن أذية . إن منعك من تدمير حياة صديقى أمر يستحق العناء )) . - تصلبت كايتى كما لو أن تياراً جليدياً تسلل إلى عمودها الفقرى : (( ماذا تعنى بذلك ؟ )) . - أظنك تعرفين تماماً ما أعنيه . - لست بقارئة أفكار . - لم تكن قادرة على إخفاء الارتجاف الخائف فى صوتها . - لو ظننت للحظة واحدة أنك ستسعدين توم , لمنحتك الطلاق . - ولكننى سأسعد توم . أنا أحبه ... - أعلنت ذلك بصوت عال . فتردد صوت ضحكة ساخرة فى حلق نيكوس , وأعلن بهدوء : (( راقبتكما معاً . أنت لا تحبين توم )) . - وأنت كنت لتعرف . على ما أظن ؟ - أجابها بسخرية وازدراء : (( أعرف كيف تتصرف امرأة مغرمة , وأنت لا يبدو عليك ذلك . لم يظهر فى عينيك أى شغف عندما التقتا بعينيه , تتصرفين وكأنه صديقك لا أكثر )) . - لا يظهر الجميع مشاعره بسهولة . وفى الزواج ثمة ما هو أكثر بكثير من العلاقة الجسدية ! - هذا صحيح . أعترف أن العديد من الزيجات الناجحة مبنى على أسس أكثر منطقية . لا مشكلة عندى فى ذلك ططالما يوافق الطرفان على الاتفاق بوعى ونضوج . - مثلنا تماماً . - هناك فرق كبير بين الحالتين إلا إذا كنت تنوين عدم مشاركة توم غرفته . من جهتك أنت , فالشبه واضح . ولكن أنا بعكس توم ’ لم أكن مغرماً بك بجنون . - قال ذلك بتهكم , ثم تابع : (( أنا أحتقر نفاقك فى الادعاء بأنك تتزوجين لأسباب نقية وسامية . فالأمر الذى تحبينه هو فكرة الزواج من رجل يستطيع ابتياع المجواهرات والثياب الثمينة لك )) . - كيف تجرؤ على التصرف وكأنك تعرفنى ؟ صحيح أنك تزوجت منى ولكنك لا تعرف شيئاً عنى ! - ولكننا متزوجان . وطالما نحن كذلك , توم فى أمان من ارتكاب أسوأ غلطة فى حياته ... - ولا يمكنك الزواج من صديقتك . لابد أن يكون هذا مهماً فى نظره . - سنتنظر . أظهرت لهجته المتفاجئة أن ما من احتمال آخر خطر له . - سمحت كايتى لنفسها بتصور نيكوس لايكس رجلاً محطماً متروكاً عند المذبح . والعروس التى تتركه فى هذا الموقف تشبهها إلى حد بعيد . وبالرغم من جمال هذا الوهم , أدركت أن عليها التفكير بطريقة تمكنها من التعامل مع نيكوس فى العالم الحقيقى , فما هو الحل ؟ لم تعد تعلم بما عليها أن تفكر . - ربما لديك صديقة تسمح لك بتجاهلها وتنتظرك إلى ما لا نهاية , ولكن الصحافة أمر آخر فهى لا تتحلى بالكثير من التسامح مع الاغنياء المستهترين . - شعرت كايتى بجسمه الكبير يتوتر خلف المقود : (( ماذا تعنين ... ؟ )) . - رفضت كايتى الاستسلام للتهديد فى صوته : (( أعنى أن الصحافة ستحصل على أخبار جيدة إذا اكتشفت أن فرداً من عائلة لايكس تزوج صورياً ليحصل على مبلغ من المال للحافظ على حياته الرغيدة )) . - لم تكن كايتى تعرف الكثير عن هذا الموضوع , لكنها متأكدة من أن الصحافة تهتم لمعرفة أخبار نيكوس لايكس , وتهتم أكثر لمعرفة قصة زواجه ! هى لن تقصد الصحافة بكل تأكيد , لكنه لن يعرف هذا . يناسبها فى الوقت الحاضر أن يظن أنها سافلة جشعة . رمقته بنظرة حذرة ... وابتلعت ريقها لقد أصابت بكل تأكيد نقطة حساسة . - يمكننى أن أرى العناوين الرئيسية منذ الآن ... - تنفست بقوة . ومع أنها كانت تنظر بثبات من النافذة , إلا أنها شعرت بالتوتر المنفجر من وجهه . طال الصمت بينهما , ولم تعد كايتى قادرة على احتماله , فاستدارت فى مقعدها ونظرت إليه . - إن كان التعبير على وجه نيكوس يدل على ما يدور فى خاطره , فلا شك أنه رأى , هو أيضاً العناوين التى تكلمت عنها . أسكت كايتى ضميرها المنزعج مذكرة نفسها بأنها ما كانت لتلجأ إلى هذا النوع من المخططات لو لم يلعب هو بقذارة أولاً . - سألها أخيراً غير مصدق : (( أنت تهدديننى ؟ )) . - أحست كايتى أن ابتسامة القرش الرقيقة تلك , والصوت الناعم الذى رافقها أشد تهديداً من الصراخ والشتائم . - فى الواقع , بدا الوضع مثيراً للأعصاب . لكن لو كانت تملك خياراً آخر , أو أنها أقل عناداً , لفضلت الانسحاب من هذا الموقف فى الحال . - فكرى جيداً قبل القيام بذلك , (( يينيكا مو )) ( أى صغيريتى ) . - من الذى يهدد الآن ... ؟ - لا تدعونى (( يينيكا مو )) . - صرت أسنانها قبل أن تضيف : (( المنزل الثالث إلى اليسار بعد الهاتف العمومى )) . - أراحتها قليلاً رؤية فى هذا الشارع . حتى فى الضوء الخافت , بدت السيارة التى يقودها نيكوس مميزة . ولم يساورها شك فى أن الرجل يود أن يخنقها . لكن بدا لها أنه رجل عملى لا يرتكب حماقة تعرضه للخطر . - بدا نيكوس مصعوقاً : (( تتكلمين اليونانية ؟!)) . - جمدت كايتى , فقد جاءت ردة فعلها على كلامه الساخر لا شعورية : (( بضع كلمات فقط )) . - تمتمت بهذه الإجابة , وهى تفكر بالتهويدة التى اعتادت أمها أن تنشدها لها قبل النوم عندما كانت طفلة صغيرة . فمعرفتها باللغة اليونانية تقتصر على هذه التهويدة وبضع كلمات أخرى , مع أنها تتمنى الآن لو أتقنت لغة أمها . فقالت له بلطف : (( عندما أزور بلداً , أحرص دائماً على الاستفسار عم أمكنة اللهو , وكيفية العثور على صحبة , وفهم ما يقوله لى الرجل عندما يغازلنى )) . - ثم أضافت فى سرها : هذه أنا , المرأة المجربة التى سافرت كثيراً واختبرت الكثير . - يا ألهى ! هل كان ليضحك إن علم كم أن هذا بعيد عن الحقيقة ؟ المرة الوحيدة التى خرج فيها جواز سفرها من الحفظ كانت للقيام برحلة استغرقت يوماً واحداً إلى (( كاليه )) . ولا شك أن الكثرين ممن يبلغون الخامسة والعشرين من العمر أكثر خبرة منها ! - تبخرت كل أفكارها بينما هما يعبران المنعطف الضيق التالى . - صرخت فجأة بإصرار : (( يا إلهى ... ! أوقف السيارة ! )) . - لا حاجة أبداً للتهديد . كونى متعقلة فمعاداتى ليست أمراً سهلاً . وامرأة واسعة الحيلة مثلك ستجد بدون شك رجلاً ساذجاً آخر يملك الكثير من المال . لكن لا يمكننى أن أسمح لك بالزواج بتوم . - لم تكن كايتى تستمع إلى هذه الكلمات بينما قفزت فى مقعدها بغضب : (( قلت لك أوقف السيارة ! )) . - أمسكت المقود بعنف وجرى بينهما صراع صغير انحرفت خلاله السيارة بعنف , وبالكاد نجت من الاصطدام بشجرة كبيرة قبل أن يتمكن نيكوس من إيقافها بأمان وهو يطلق الشتائم . - قال لها متوعداً , وهو يرمقها بنظرات متقدة : (( هل أنت مجنونة ؟ كدت تتسببين بقتلنا ! )) . - هزت كايتى رأسها لتوقف الرنين فى أذنيها , فقد ارتطم رأسها بالباب وهما يتصارعان . - قالت وهى تمد يدها لتفتح الباب : (( حسناً , لو نفذت ما قلته لك بدل تجاهلى ... )) . - وإذا بأصابعه البرونزية الطويلة تغطى أصابعها : (( لن تذهبى إلى أى مكان ... )) . - أدارت كايتى رأسها نحوه بنفاذ صبر : (( إخرس واطلب الإطفاء . هذه شقتى هناك التى يخرج الدخان من نافذتها اللعينة )) . السلام عليكم [font=comic sans m الثالث | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|