آخر 10 مشاركات
93- رجل من ورق - كارول مورتمر - روايات عبير الجديدة (الكاتـب : samahss - )           »          خلاص اليوناني (154) للكاتبة: Kate Hewitt *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          شريكها المثالي (50) للكاتبة: Day Leclaire *كاملة* (الكاتـب : Andalus - )           »          حقد امرأة عاشقة *مميزه ومكتملة* (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          عزيزتى لينا (61) للكاتبةK.L. Donn الجزء4من سلسلة رسائل حبLove Letters كاملة+الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          ألـمــــاســة الفــــؤاد *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          عزيزى مافريك(60)للكاتبةK.L. Donn الجزء3من سلسلة رسائل حب Love Letters .. كاملة+الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          سلسلة رسائل حب Love Letters للكاتبة K.L. Donn (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          283 - الحب لا يكذب - كارولين اندرسون (الكاتـب : عنووود - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-08-11, 11:10 PM   #21

سالفة عشق

نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي

 
الصورة الرمزية سالفة عشق

? العضوٌ??? » 140548
?  التسِجيلٌ » Sep 2010
? مشَارَ?اتْي » 418
?  نُقآطِيْ » سالفة عشق has a reputation beyond reputeسالفة عشق has a reputation beyond reputeسالفة عشق has a reputation beyond reputeسالفة عشق has a reputation beyond reputeسالفة عشق has a reputation beyond reputeسالفة عشق has a reputation beyond reputeسالفة عشق has a reputation beyond reputeسالفة عشق has a reputation beyond reputeسالفة عشق has a reputation beyond reputeسالفة عشق has a reputation beyond reputeسالفة عشق has a reputation beyond repute
افتراضي


بارت رائع ومحزن كثير اللي صار لجواهر فهي انصدمت ممن تحب وفي قدوتها ومن الصعب ان تطيب جراحها بسرعه

الله يعطيك الف عافيه اختي تامان وبانتظارك يالغلا لا تتأخرين


سالفة عشق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-08-11, 10:51 PM   #22

taman

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية taman

? العضوٌ??? » 62057
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 6,430
?  نُقآطِيْ » taman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جرح الذات مشاهدة المشاركة
الله يعطيك الف عافيه هدى على المشاهد

العم عبدالله المفروض يعلم جواهر ومايخليها في تخبطها ونفس الشيء يعلم طلال

الصراح لم استصغ تدخلات الكاتبه مع الابطال وحديثها معهم وطريقة خلطها للعاميه مع الفصحى

تسلم يدك يالغلا بانتظارك على نار

تصدقى جرح انى شعرت بنفس الشىء
تدخل الكاتبة قلل من جمال الرواية وأخرجنى من الاستمتاع بها لكن ما باليد حيلة كناقلة لها يجب وضعها كما هى


taman غير متواجد حالياً  
التوقيع











رد مع اقتباس
قديم 20-08-11, 10:53 PM   #23

taman

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية taman

? العضوٌ??? » 62057
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 6,430
?  نُقآطِيْ » taman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond repute
افتراضي

(9) المشهد الأول

بقي العم عبدالله (حاقراً الجميعـــ،،، حلوة هاي حاقراً هههههه  و أنا معاهم  !)

موسم الشتاء أقبل في الـ ديسمبر ذاته ، موعد أبطالي مع الشتاء الذي أعشقه جنوناً، عبير و غسان في بروفات المسرح، طلال، عمله و شوقه لفاطمة ، و أخيراً مصير جواهر المعقد!
مع تقديم البحوث الإجبارية التعسفية إلى الأساتذة التُحف و بداية الفصل الجديد مع انتهاء mania الامتحانات، قررت جواهر الالتحاق بجامعة طلال!

و قبل أن تتخذ قرارها، كانت ساعات التأمل في كل صورها بالألبوم المغلق رفيقة مؤلمة و محببة، ربما لتحمي برائتها من تلوث أبيها و أمها.


الصورة الأولى، ليزلي و خالد ممسكان بايدي بعضهما و قبعة القش فوق رأس ليزلي تثير ضحكة على شفاه خالد


الصورة الثانية، ليزلي ترفع جواهر السمينة ذات الأعوام الخمسة و لا نظرة تواجه عدسة الكاميرا، فكلتاهما تضحكان و تنظران لبعضهما


الصورة الثالثة، صورتها مع العم عبدالله و الخالة فاطمة في عيد الفطر و قد أتمت عامها الثالث عشر


الصورة الرابعة ...... ! مؤلمة .... ! قبيح هو ذلك العشيق! قبيح جداً ! مزقت الصورة بهدوء،فقد أصابها القرف لأنه كان ممسكاً بها و هي صغيرة بأعوامها الخمسة و ليزلي ممسكة بيد خالد و نظرتها تائهة بعض الشي، كان هذا التاجر الفرنسي شريك والدها في بعض المشاريع، و لم تتخيل أن زيارته و هي صغيرة هي لوالدتها و ليس لوالدها. ثم تذكر اختفاء الرجل مع تساقط شعر والدتها بالسرطان.


مؤلمٌ أمي كثيراً، لماذا؟ لماذا؟

مؤلم أبي كثيراً، لماذا؟ لماذا؟

تنهدت و سقطت دمعة صغيرة على خدها بدون أن تتحرك ملامحها،،


هدوء غريب يمتزج في صدر جواهر، منظر العم عبدالله و هو يبكي كان مؤلماً جداً... و موقف طلال في محاولة شرح الوضع بهدوء...

هزت رأسها، طلال... طلال... كرهتك طلال كثيراً، و لا أعلم إن كنت ما زلت أكرهك بذات القوة، لكنك حطمتني... حطمتني و كفى!

خرجت من غرفتها و توجهت إلى غرفة العم عبدالله، فطلال في عمله، و عبير في مدرستها و العم عبدالله لا يلقي التحية إلا نادراً، حتى عبير التي لا ذنب لها، أصبحت في دائرة المتهمين.


طرقت الباب، و لم يجبها أحد


طرقته ثانية، و لا رد


أصابها الاحباط ، وذهبت للمطبخ لتعد لها فطوراً متأخراً


خلف طرقات الباب، العم عبدالله يتطلع بصورة الخالة فاطمة القديمة، و يتذكر حكاية قديمة وهو حزين.

- خذ الدراقة!
- دراقة؟ هههههههه
- تحب الدراق ناعماً أو مجعداً؟
- ما همتني التجاعيد في دراقة حياتي

ابتسمت بخجل من بعد سنين الزواج القوية، لا زالت ذكرى نظرتها الخجولة تبعثر شعوره.

يحبها كثيراً، و يفتقدها كثيراً، و يفكر بما سيفعل الأبناء إن ودع الحياة؟! آه فاطمة... الله يرحمك

سقطت دمعة سخية على وجنة العم عبدالله، و دخلت أنا أمسحها بالنيابة عن SCORPIO !

تطلع العم عبدالله إليّ و قال: صغيرتي الغالية، و كل الصغار الذين جلبتي محبتهم لي، ليت أولادي يفهمون القدر البسيط مما تفهمونه أنتم
تحركت رموشي باضطراب، و بقيت أقوي صمام الأمان في عيوني!
- راوية صغيرتي، إن حدث لي شي، هل ستعتنين بالأولاد؟
- أنا عمي؟
- نعم صغيرتي، حاولي أن تجمعي قلوبهم بالحب و طهريها من الحقد و الألم
- لا أدري إن كنت أستطيع
- تستطعين (أمسك يدي) تستطعين بنيتي
- عمي لا تتحدث بهذه الطريقة
- لن أموت اليوم صغيرتي، لكنني أريد أن أرحل مطمئناً بأنني سأجد من يحاول أن يجمع أبنائي جميعهم بالحب و الترابط
- عمي أرجوك لا تقل هذا (و سقطت دمعتي معاندة)
مسحها، و مسح دمعته و احتضنني لأترك القليل من أثر كحلي على ثوبه الأبوي الدافئ

أحبكَ عمي ،،، أحبكَ كثيراً ،،،


****


- ممكن؟


رفعت عبير رأسها من تلك القراءة اللذيذة في الـ best seller التي أشترها الأسبوع الفائت، و تطلعت بعيون الشهد


- طبعاً


و شاركها المقعد إياه في حديقة المدرسة الخلفية


- لا ترافقين الباقيات؟

- الباقيات؟
- أعني المدرسات
- أها، كلا.. آثرت القراءة

و أنزلت رأسها قليلاً تتطلع إلى أوراق الكتاب تتراقص مع ريح ديسمبر


- The First Days Of School: How To Be An Effective Teacher ؟



أحست ببعض الخجل، لعله يظنها مهزوزة الثقة لتقرأ كيف تصبح معلمة ناجحة، لكنه قال



- رائع


اكتفت بابتسامة أشغلت باله قليلاً


- أتعلمين؟

- ماذا؟
- دوماً يتبادر لأذهان البعض أن التدريس مهمة فاشلة لأنها غير قابلة للتجديد، فمثلاً المعلم أو المعلمة في عيون البعض لا زال يقبع في الاطار التقليدي
- الاطار التقليدي (بابتسامة) ؟
- نعم ، نظرية العصاية أو نظرية الوجه العبوس أو نظرية النظارة الطبية المخيفة (و حرك نظارته الطبية قليلاً بمزاح)

ضحكت بهدوء


- نوع نظارتي ليس تقليدياً 

- بعض أنواع النظارات التقليدية تتمتع بطابع جيد

استغرب غسان كلامها، هل تقصده، و استطردت توضح قبل أن يسئ فهمها


- نظارة معلمتي بالاعدادية

- أها
- كانت على قدر تعبها، تأتينا بوجه بشوش و ابتسامة عذبة تجعل جميع الطالبات حيويات و نشيطات  المعلمة ضياء كانت قدوتي و سببي في أن أصبح معلمة مثلها
- جميل  و هل لا زلتما على اتصال

انكسرت ابتسامة عبير


- لقد توفيت قبل ثلاثة أعوام

- آسف، الله يرحمها
- الله يرحمها، و لا داعي للأسف، فذكراها أجمل من أن تجلب لي الحزن
- هذا نادر أتعلمين
- ما هو النادر؟
- أن تتذكر فقيداًُ بحب بدل الحزن
- نعم، ربما
- ربما؟
- لم أتغلب على رحيل والدتي تماماً (بابتسامة حزينة)
- و أنا أيضاً لم أتغلب على رحيل جدتي تماماً (بابتسامة أكثر حزناً)
- أتعلم ما هو المؤلم؟
- ماذا؟
- عندما تبدأ بنسيان الأشياء الصغيرة، حتى تنتهي بنسيانهم في بعض الأماكن ثم تنتبه أن الحياة تستمر (تحية لعلبة الألوان )
- لابد من أن تستمر الحياة
- أعلم، لم أقصد ذلك بشكل سلبي
- أعلم  لا تنسي أن النسيان من الإنسان
- و النسيان نعمة
- 
- 

و استمرت الابتسامات و الأحاديث الرقيقة... ثم دخلت إلى قضايا البروفات المسرحية بسؤال عبير


- ماذا قال المدير بخصوص المسرحية؟

-  سيدققون في النص حتى لا نثير زوبعةً وطنية في المدرسة
- لكن النص لا يتطرق إلى هذه المواضيع، بل على العكس، لو أنهم تنبهوا جيداً، ربما تفتحت عينهم الثالثة
-  لا أعلم عبير، سيبقى مايكل يحوم كالحشرة كما قالت كوكو ليثير الفتن
- لا أعلم لماذا يفعل ذلك؟!
- أليس واضحاً من بعد لقائنا الأخير

صمتت قليلاً كما صمت أيضاً، ثم غير الحديث إلى...


- ما رأيك في راحيل؟

- هذه الفتاة تملك روعة لا أستطيع وصفها
- بسبب اعاقتها؟
- لا أدري حقاً، إنه ذلك الشئ المشع في وجهها
- أعلم ما تقصدين
- هي و كاميل رائعتان و لا أستطيع سوى الفخر عندما أذكر أنهن طالباتي
-  رائع
- حقاً ،، رائع
- أنا معجب بروح يعقوب و باتريك
- له نظريات تثير دهشتي أحياناً
- من؟
- باتريك
- كيف؟
- في حصتي أشرت عليه أن يقرأ ما كتبه في أحد بحوثه
- و ماذا في بحثه
- الكثير أتصدق؟ لم أرَ صبياً في الثامنة عشرة و يتمتع بتلك الطلاقة التعبيرية في اللغة العربية
- والده عربي من أصل غير خليجي
- أعلم، لكنه أشقر بكثير من أن يكون عربياً
- ههههههههههه! أشقر من أن يكون عربياً
- ربما، كما ابنة عمي
- حقاً؟
- شقراء و تملك سحراً غربياً جذاباً و طلاقتها العربية لا توصف
- بحكم الاختلاط ببيئة والدها لابد من ذلك
- ربما

و صمتت عندما تذكرت كل ما جرى في المنزل بالأيام السابقة، بقيت جواهر في منزلهم لمدة ثلاثة أسابيع و قلبت كل الهدوء إلى عواصف و ذكريات مؤلمة، حتى والدها أصبح قليل الكلام و لا يحدثها كالسابق.


<<<< يتبع


taman غير متواجد حالياً  
التوقيع











رد مع اقتباس
قديم 20-08-11, 10:54 PM   #24

taman

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية taman

? العضوٌ??? » 62057
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 6,430
?  نُقآطِيْ » taman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond repute
افتراضي

(9) المشهد الثاني
- ألم يكونوا على موعد معنا منذ أسبوع؟!
- أعلم أمي
- لماذا تأخر إذاً؟
- لا أعلم
- لا تعلمين؟! اتصلي بجُلنار!
- أمي، دعي الموضوع يمر بسلام، و تعلمين شيئاً؟
- ماذا؟
- لا أريد الزواج بطلال و غيره لأنني أريد أن أكمل دراستي و أعمل بالارشاد الوظيفي بالجامعة!

تطلعت إليها والدتها باستغراب، ثم ابتعدت عنها. قاسية والدتها أحياناً! و والدها قد يقسى أحياناً لكنه أكثر إنشغالاً بزوجته الثانية و أخوتها.

دخلت سمية و التجهم يغلب وجهها الجميل

- ماذا دهاكِ؟

- الدكتور الحقير!
- من؟
- دكتور المادة 243 !
- ما به؟
- قيم تقريري على افتراض أنني و زميلة نسخناه معاً !
- و هل نسخته؟
- ليس كله!
- سمية! لن تفهمي الفائدة من البحوث إلا عندما تكتبينها بضمير واعٍ!
- فلسفة مجموعتك الجامعية؟
-  ربما، فالحياة الجامعية قد تتخذ أجواءً أجمل عندما تدب فيها الحياة
- رجاءً فاطمة، أنتم كنتم طفرة!
- ربما، و هذا لا يمنع أن تكوني أنتي و صديقاتك و زملائك مثلنا
- فاطمة؟
- ماذا؟
- أخبرتِ والدتي؟
- ..............
- عيناكِ حمراوان
- Leave it سميتي
- إذاً انتهى؟
- It’s over
- و لم يعاود الاتصال بكِ؟!
- اخفضي صوتك! لا و لا أظنه سيتصل لأنه أجبن من أن يعترف لي بما كان يفعله مع المجهولة في غرفته!
- الحقير!
- لا عليك! تعالي نرى ماذا نفعل بتقريرك هذا
- هيا

*********


- ما هذا يا طلال؟!


تنهد طلال، لأنه يعلم أن انتاجه أصبح رديئاً و لا يقارن بسابقه


- أتسمي هذا إعلاناً؟


و بقي طلال يسمع تأنيب مديره الذي طالما رأى فيه الموظف المبدع و الكفؤ. أحياناً، يفقد الموظف اتصاله بحياته عندما يَهمُ بالعمل، و الجميع يطلب منه المعجزات إذا ما استشفوا أن الموظف قادر على تحمل مسئولية أو اثنتان، حتى ينتهي الموظف بحالة من الركود عند عودته من المنزل و تضيع البقية من حياته بين النوم و الطعام بلا نكهة.


خرج المدير محملاً طلال المزيد من الأعباء، بظنٍ منه أن ذلك سيدفع طلال إلى الانتاج الأكثر إبداعاً و تصميم دعاية الشركة بما يبهر الشركة في الاجتماع القادم.


حسناً، تنهيدة هنا أتنهدها مع طلال، ما أدرى من بالكرسي بما يجري على طاولات الموظفين أو في أجهزتهم؟! بعضهم منهمك في الشات و الآخر في المنتديات و الآخر في بعث الايميلات التي لا طائل من ورائها و بالنهاية البعض يعمل ... مثله و مثلي!


- طلال؟

- What ؟
- قد يتهمني البعض بتشويه منطق العمل
- 
- لمَ تبتسم؟
- Life is not fair Raweya
- كيف؟
- تريدين أن أعيش مع انهاك عملك و أنا أريد أن أنهي عملي، لذا هل تتفضلين بالذهاب لأنني أريد أن أعمل!
- أنت لا تطاق!
-  أعلم

و بقي يعمل حتى نهاية ساعات الدوام، يمزج الألوان و يعبأ الفراغات في التصميم بأفكار جديدة ... تتوقف أصابعه فوق فأرة الحاسوب (اسمها بالعربية بايخ! Mouse)... تختلط الالوان في الشاشة الكمبيوترية الكئيبة و يظهر طيف شفاف اسمه فاطمة و يعود ذلك الاضطراب في المعدة، و يتدفق الدم بقوة حتى تسمع النبضات في الأذن بسهولة... آه فاطمة؟ ليتني عرفت ما الذي يدفعك عني كل مرة؟ بتخرجنا رحلت، و من بعد تقدمي تهربتي، و بعد وظيفتي أيضاً تهربتِ! بدأ بالتصميم مرة أخرى مع تنهيدة غير مسموعةٍ إلا في آذان أنا و أنتم، كل تلك الأشياء في قلب طلال تتحدث إليّ و إليكم.

أبي؟ لا زال عاتباً عليّ، حتى أنه لم يسألني متى نتقدم لخطبة الفتاة؟ ابتسم بسخرية... بسبب زوابع جواهر!
آه من هذه الجواهر التي أحضرت الكثير معها إلى منزلنا، حتى أنني عشت كل أنواع الدراما! تحركت يده على خده الأيمن يتحسس خدشها، لقد أصبح خطاً رفيعاً من الدم اليابس، بدأ يقشره و إذا بالدم يخرج من جديد! ترك الخدش و تنهد و ابتعد قليلاً عن الشاشة. أسند رأسه إلى الوراء و يداه خلف رأسه يتطلع إلى السقف الكئيب. لا ثريات، و لا ألوان و لا مصابيح... اللون الرمادي ذاته و رائحة الأوراق ذاتها.
و يريدون أن نبدع في جو يثير الكآبة؟ لابد من بعض الحيوية، بعض الأكشن، بعض الألوان! لمَ لا يوظفون مثل جواهر لتحطم هذا المكان الكئيب كما حطمت منزل والدها؟ ابتسم على هذه الفكرة الطائشة و تخيل جواهر تعيد ترتيب هذه المكاتب المقيتة بصراخها و همجيتها.
تحطم تلك الفازة القبيحة بنهاية الرواق، و تمزق المقعد البني الكئيب و تبعثر الأوراق المملة من على المكاتب! ابتسم أكثر، أسعدته فكرة تقليب المكتب كله. ترى، هل كانت جواهر تشعر بهذه الكآبة لتحطم كل شي يتعلق بوالدها؟ لم يمنح لنفسه المزيد من التفكير ! أغلق جهازه و خرج من المكتب.

**********

مر الـ ديسمبر، و بعده الـ يناير ،،، و وصلت إجازة الربيع الباردة. عبير لا تزال تساعد غسان في ردع حركات مايكل الحشرية من بعد إجازة الطلبة، طلال لا زال يحاول أن يبدع بعد غياب فاطمة، جواهر تسجل في الجامعة، وسمية تسقط في أغلب موادها الجامعية لتتأخر سنة دراسية أخرى!

غموض واضح؟ أم هل لي أن أوضح أكثر؟ أم أبقي ما أريد إلى الجزء القادم؟ حسناً، سأخفيه إلى القادم




taman غير متواجد حالياً  
التوقيع











رد مع اقتباس
قديم 20-08-11, 10:54 PM   #25

taman

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية taman

? العضوٌ??? » 62057
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 6,430
?  نُقآطِيْ » taman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond repute
افتراضي

(10) المشهد الأول

في صوت الناي و الآه العذبة، أرى غسان فارساً بعيون لونها شهدٌ صافي نقي من سموم تشوه الوصف الجسدي، مترفع عن مفاتن رجالٍ ذهبوا و قدموا،،، ببساطة مختلف. الأصوات تختفي عندما يتحدث، و عندما أتحدث أنا نفسي، لا أسمع سوى (لحن هيام الفؤوس)* و غسان يتحرك بخفة بين طالب و آخر، يوجه هذا و يشير بقلم رصاص إلى ذاك، ثم يريح قلم الرصاص على أذنه برقة خشنة! ليتني أعرف قصة غسان... و إن كنت أكتبها، ليتني أستطيع أن أعيشها لبرهة، أن أستنشق كل ألمه و كل كبريائه و كل عنفوانه قبل أن أستنشق عبيره! أفلاطونية لابد منها في عبير، لكنني أريد أن أفهم غسان أولاً! فمشاهد غسان لا زالت صامتةً برأسي إلا من ألحان حزينة أو روحانية تأسر لي المشاهد دموعاً و قيوداً لا أريد أن أتحرر منها...


إليكَ غسان... مشاهد مسرحية هيام الفؤوس// مستوحاة من قطعة موسيقية بذات الاسم، و من مسرحية لفلاح شاكر بعنوان الفلوجة


المشهـد الأول


أصوات القذائف تختلط بموسيقى جارحة، و الجثث الشابة مكتضة على خشبة المسرح، و بينها راحيل الفتاة المعاقة تبحث عن أخيها غسان المضرج بالدماء


راحيل برعب: غســــــــان؟؟ لا! لا ! لا يا غسان!

غسان بأنفاس أخيرة: راحيل، ماذا تفعلين هنا؟ ارحلي
راحيل: دم ! دم! دم كثير يا غسان!
غسان و هو يدفعها: ارحلي

صوت قذيفة يشق الحوار، يتخلله صوت عذب بآه تشبه تلك التي سمعناها في مسلسل الفوارس السوري، تذكرت كيف أن أمها تلف يد غسان عندما تجرح بشالها، و بحيرة نفس مزقت شالها تحاول بلا جدوى أن تضم صدره الكبير الدامي


راحيل بهلع و قلة حيلة: لا تكفي ! لا تكفي! إلهي ... غسان لا تكفي!

غسان بآخر الأنفاس: أر... ــحــ... لي

ضغطت على صدره بكل اليأس تريد أن توقف النزف، لكن دون جدوى، سحبت رجلها و هي تعرج باعاقةٍ حقيقية، بين جثة و أخرى تبحث عن ما يوقف نزيف أخيها، ثم وجدت العلم الذي لا ينتمي إلى وطن عربي (تجنباً لعرقلات مايكل)، مزقته إلى قطعتين و جرت و هي تعرج إلى أخيها لتلف صدره الذي ينزف بغزارة، و عندما وصلت وجدت عيونه مفتوحة و سبابة يده اليمنى نافرة إلى الأعلى


راحيل بهمس مجروح: غسان؟


احتضنته بكل قوة و صرخت كعصفورة موجوعة بدم أخيها الذي يغطي ثيابها


قـطــــــع


المشهـــــد الثانـــــي



أم غسان، العجوز الكبيرة ... تدور في الطرقات بحثاً عن ابنها وسط الجثث و القذائف


أم غسان: غســـــان بنــــــــــــــــي؟؟؟ (صوت قذيفة يتخلل صوتها) ؟! أقسم... أقسم يا ربي أنني سأزوجه لابنة جارنا مريم... لن أؤلمه و أعترض على قراره... غســـــــــــــــــان؟؟؟ هل تسمعني؟؟!!! عُـــد يا غســـــــــــان!!!!!! راحيل أين تسحبين أقدامك صغيرتي! أواااااااه!


يدخل أبوغسان و أحمد (أخ غسان) إلى المشهد حاملين أحد الجرحى إلى نقطة آمنة


أبو غسان: ماذا أنتِ فاعلة يا إمرأة؟؟!!!!!!

أحمد: عودي للبيت يا أماه!
أم غسان: أي بيت هذا و أبنائي خارجه يموتون! راحيل خرجت كالمجنونة تبحث عن غسان! أبنائي! أريد أبنائي! أعيدوا أبنائي يا أوغاد!
يا عالم! أعيدوا غساني إليّ لأزوجه و أرقص في زفافه! لا تكفنوه اليوم! ليس اليوم! راحــــــيل! بنيتي! أين تسحبك أقدامك العليلة؟! أوااااااااااااه! تباً للألم الوغد! (و تضرب بقوة على صدرها) أبنائي يا أهل الكرامة! أبنائي! فلذات كبدي! (و تنخرط في بكاء مؤلم) فلذات كبدي ... هل قطعوهم؟ هل شوهوهم؟ هل ألقوهم في حفرة لا ترى النور؟! أواااااااااه!

اصطحبها أحمد إلى المنزل و أبو غسان يحمل الجريح بصلابة و دموع!


قـطــــــــع


المشـهـــــد الثالث


متمسكة بجثة أخيها تسحبها بكل قوتها إلى البيت، ستعود إلى البيت مع غسان كما وعدت أمها ذات ليلة بكاء. يلحظها جندي أجنبي، و يتساءل عن ما تفعله فتاة صغيرة في هذه المشاهد المريعة


الجندي: اتركيه و اهربي

راحيل: لاااااااا !

غارة تمزق الآذان


الجندي: من هنا


و يساعدها على اجترار جثة أخيها إلى بقعة آمنة من القصف، ثم تبدأ هي بتنظيف وجه أخيها بالطرف النظيف لشالها


راحيل بهمس مجروح: سآخذك لأمي


و استمرت تمسح وجهه الذي بدا كأنما صفحة نور


الجندي: لماذا تخاطرين بحياتك يا فتاة؟


نظرت إليه بحقد


الجندي: هذا جزائي لأنني أنقذتك من الغارة؟

راحيل: أنقذتني مما تفعله أيديكم؟ أي انقاذ هذا أيها الباسل؟
الجندي: سوف أحمله معكِ

تبدلت نظرة راحيل إلى ارتياح، عبرا فيها الطرق الجانبية كي لا تصيبهم رصاصة طائشة أو جندي ثائر. و عندما وصلت إلى منزلها لم تتمكن من شكر الجندي لأنه غاب عن وعيه من بعد ضربة أحمد القوية


قـطــــــــع


المشـهـــــد الرابع



أبوغسان، يحمل الجريح تلو الآخر و لم تبقى بثيابه سوى بقعة صغيرة بيضاء. الأحمر يغطي الأجساد و المسرح، و تلك الآه العذبة تثير الألم في الألحان التي رافقت كل المشاهد. و صوت عذب يقول بينما الحوار صامت و المشاهد تتحرك


كم من الدماء ستشرب أرضي اليوم؟ كم من القلوب ستنزف اليوم؟ روح شبابي تطير للسماء، لخالقها، طفلتي فقدت ذراعها، طفلي فقد ابتسامته، رضيعي يبكي، أمي تتوجع، أبي جُن، جدي همد، جدتي تصرخ، الممرضة تركض بروح تتمزق، الطبيب يداوي و من يداويه؟ آه! آه يا بلادي، لكم من الدم يريدون أكثر؟ ألا يشبعون؟ ألا يكتفون؟ ألا يكفي الألم؟ هل صار لزاماً أن نلد ألمنا بإرادتنا؟ الظلم يلف بلادي! بلادي تموت أمام عيني في أطفالها، في شبابها، في أمها، في أبيها، في شيخها و عجوزها!


قـطــــــــع


المشـهـــــد الخامس



أحمد: سأفقأ عينه و آكل كبده!

راحيل: لقد حماني يا أحمد، و حمل غسان إلى أمي
أحمد: أمي؟ أهذه أمي؟ انظري إليها!


أم غسان تهدهد غسان في حضنها كما الطفل، جُنت الأم!


أم غسان تغني: لولولو لولو... نمـ يا صغيري نمـ.. غداً أشتري لك الحلوى... و بعدها أزوجك بنت الجيران... لولولولو

أحمد: أنظري راحيل! أهذه أمي؟ هذا سبب في قتلها!

و أشار إلى الجندي


راحيل: هو أسير لدينا ،، أهكذا نعامل أسرانا؟


تمزق أحمد باشارتها، ركل الجندي بقهر


أحمد: لقد ربطته إلى الكرسي، إياكِ أن تفلتيه، سأبعث باسل إلى هنا ليحميكما! يجب أن أبحث عن أبي! لا تفتحي الباب لأي كان!

راحيل: لا تتركني وحدي!
أحمد: سوف أبعث باسل! انتبهي لنفسك راحيل

قبلها على رأسها و أحست أنه غادرها للأبد، استفاق الجندي من غيبوبته القصيرة


الجندي: أين أنا؟ ماذا حدث؟

راحيل: أنت في منزلي
الجندي: لماذا ربطتني بالكرسي؟
راحيل: أخي فعل
الجندي: أهذا جزاء معروفي؟
راحيل: ........
الجندي: سيعذبني أخوكِ لا محالة! أرجوك إلا النار!

أم غسان تهذي: بني؟ ((و أمسكت بوجهه تتخيل أن غساناً عاد ببدلته العسكرية)) النار؟ تشعر بالبرد بني؟

الجندي برعب: من هذه المجنونة؟
أم غسان: أنا أمك بني! ((و قبلته على رأسه)) أنت جائع... سوف آتيك بالطعام
راحيل ببكاء: جُنت أمي! جُنت!

أم غسان تعود بصحن به بعض الطعام، و تضع بالملعقة بعض اللقم الصغيرة و تطعمها الأسير الذي دمعت عيناه


الجندي بهمس: توقفي

أم غسان تهز رأسها بجنون: لا يجب أن تتغذى بني، لقد قررت أن أزوجك مريم، هيا افتح فمك (و فتح فمه يأكل تلك اللقمة المليئة بالأمومة)
راحيل بهمس: مريم ابنة الجيران، من كان غسان يريدها زوجة
أم غسان: لماذا أنت مقيد بني؟

((فجأة دخلت الرصاصات الباب لتطرح راحيل و أمها و يبقى الجندي مدهوشاً من الأم التي سقطت على حضنه باسمة، كانت رصاصات زميله))


قـطـــــــع

المشـهــــد السادس و الأخير


الجندي مشنوقاً، و بيت راحيل متضرج بدمائها و دماء أمها، و باسل الذي انطلق يبعثر الرصاص بجنون في كل ما أمامه من جنود، أحمد يبكي فوق جثة أخته الصغيرة و أمه المبتسمة، و أبو غسان لا زال يركض بين الجرحي يبحث عن عائلته


الجندي في رسالته الأخيرة: زوجتي الحبيبة، جوانا صغيرتي، بنيتي .. إنـّهم لم يقتلونني ولم انتحر جبناً أو سوء معاملة .. لقد دافعت عن راحيل و أم راحيل …. لا أريد قتال هؤلاء الأبرياء .. أريد أن أدافع عن هؤلاء الأبرياء .. وهذا ما لـن يستطيع أحد فهمه … أو بالأصحّ لستُ قادراً عليه … قبـّـلي الجميع .. بالمناسبة آخر قتيلة سمعت بها بجوار قبري كان إسمها جنات…


يجد أبو غسان عائلته، و يصرخ صرخة يأس كأنما هي فأس تخترق الآلام... و يتكلم صوت عذب بعد هدوء الأصوات و تجمد المشاهد


بلادي يا ريح البساتين، ذهب الياسمين و أتى الكافور! بلادي يا شقاوة الطفولة، ذهبت الألعاب و أتت القنابل! بلادي يا أحلام المحبين، ذهب فستان الفرح و أتت الأكفان! بلادي يا كف عجوزي الدافئ، ذهب الوقار و أتى الخُزي! بلادي يا صرخة تتوجع في قلبي ترفض من ألمها أن تخرج للألم خارجاً! بلادي يا نبض فؤاد يريدون قتله...

يهيم فأسي في صدري، يقطع أوصالي، يا بلادي... متى أنام؟ متى السلام؟

******* تصفيق حار ********


عيون عبير ممتلئة بالدموع، كما هي حال المشاهدين في هذه البروفة الأخيرة قبل المسرحية الختامية. كان ذلك ألم غسان في سطور بسيطة.


غسان/ إهداء إليك يا جدتي العزيزة، يا آخر من احتضن حضني من ريح أهلي و دمي! و مسح دمعته و أنا أمسح دمعة حائرة أيضاً!


>>>>>>>>> يتبع


taman غير متواجد حالياً  
التوقيع











رد مع اقتباس
قديم 20-08-11, 10:55 PM   #26

taman

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية taman

? العضوٌ??? » 62057
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 6,430
?  نُقآطِيْ » taman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond repute
افتراضي

(10) المشهد الثاني


أنتهى يا أمي، كله أنتهى! انتهت أحلامي، أنتهت آمالي بالحب. لا زلتُ أنا أنا، أنا عُقدي و اضطراباتي، أنا الطفلة التي حارت بين طلاق مؤلم و زعزعة الشكوك. حتى طلال الذي ظننته دواء روحي، أصبح داءً خبيثاً. أنا المتعثرة بين طلاق والديّ، و شكوك أمراض نتجت عن ذلك لاحقاً، كل الرجال سواسية! سواسية! لا تهمهم تضحيات النساء، و آلام النساء. فتاتان بجمال الزهور لم تكفِ عُقد الرجولة! لزم صبي من زوجة أخرى ليصبح الأب أبو ابراهيم و ليس أبو فاطمة! و أي ابراهيم هو ذاك الابراهيم! أخ كسول بليد مدلل! لم تكن ساعات مخاض أمي الطويلة كافية ليشعر بالعِشرة؟ إذاً ما هي العِشرة؟ حتى سمية تلك الصغيرة التي تضحك، تخبأ في قلبها الكثير، و تتكلم بسخرية عن أنها لو كانت صبياً لاختلفت الأمور. سخرية ورائها الكثير من الحزن، فسمية كانت آخر أمل سيجمع أمها القاسية و أبوها المتحجر.


خرجت سمية بتحية سريعة إلى جامعتها: إلى اللقاء توتة

فاطمة بهمس و حنان: إلى اللقاء

انطلقت تلك الصغيرة التي تحمل الكثير من الحب في قلبها لأختها توتة (فاطمة) إلى الفصل الدراسي الجديد، جلست إلى جانب شقراء جميلة جداً بالمحاضرة المملة، ثم استحدثت حواراً خافتاً


- hi


ابتسمت الشقراء


- hi

- can you understand him in Arabic ؟
- أنا عربية 

فغرت فاهها من بعد الكلمات العربية من شفاهها التوت


- حقاً؟

- نعم، اسمي جواهر خالد
- و أنا سمية خليل
- أهلا 

استوقفهم المحاضر: في الخلف هناك؟! ماذا لديكما؟


- لا شي

- لا شي

و قضب المحاضر حاجبيه بمزاج متعكر


- لا تعيره اهتماماً، هو رجعي متزمت

- حقاً؟
- نعم، متعسف أيضاً
- خخخــ

للمرة الثانية: انتما؟ اخرجا!


صُدمت جواهر، من أول محاضرة تطرد؟ أي حظ؟! خرجت سمية و جواهر من المحاضرة لتبدأ مشاكسة لطيفة من سمية بأسئلتها الفضولية، لماذا أنتِ شقراء؟ هل نصفك الآخر أجنبي؟ هل تعيشين في البلاد أو خارجها؟

استمرت اسئلة سمية الفضولية و جواهر تجيبها بحذر، لأنها لا تحب أن يعرف عنها الناس الكثير، خصوصاً و أن ماضي والديها مؤلم كفاية لتذكره لنفسها، فاكتفت بالقول أن والدتها توفيت مذ كانت بالثامنة و والدها من قرابة الأربعة أشهر توفي في حادث و هي تعيش مع عمها الآن. تعاطفت سمية مع هذه الشقراء الفاتنة، إذاً هي وحيدة، يتيمة، مثلي قليلاً، فأنا من غير أب عطوف و مع أمِ قاسية. ربما جمعنا القدر لنكون بذات المحاضرة و نطرد منها لنتعرف على بعضنا أكثر. و عندما همت جواهر و سمية بتبادل أرقام الهواتف، تنبهت سمية أن هاتفها ليس بحقيبتها! إلهي! في الفصل الآخر! هرعت الفتاتان إلى ذلك الفصل لتبحث سمية كما المجنونة عن هاتفها.

- إلهي! أين ذهب؟

- لا تقلقي، ربما أحدهم أخذه للأمن
- صحيح

و توجهتا إلى مكتب الأمن الذي أرجع سمية بالدموع خوفاً و توجساً من كل الصور التي تحتفظ بها في هاتفها؟! إلهي! في يد من وقع هاتفي؟! و جواهر تواسيها بصدق.


*********


- طلال؟

- نعم بو عيسى؟
- سأتغاظى عن رداءة هذا الاعلان، فقط لأنني أؤمن بقدراتك
- .............
- ما بك يا طلال؟
- لا شئ بوعيسى
- لست بحيويتك السابقة، قبل أن أكون مسؤولك، تذكر أنك ابن صديقي
- أعلم بوعيسى، ربما أمر بحالة من الجمود الفكري
- إذاً خذ اجازة لترتاح قليلاً

اجازة؟ لأرتاح؟ و هل ستتركني فاطمة لأرتاح؟


- ربما أنت على حق

- بارك الله فيك يا بني، و أتمنى أن ترجع بذات خلاقة كما اعتدتك دوماً

ابتسم طلال، و خرج من مكتب مديره، لا يجدر بي أن أجلب مشاكلي الشخصية إلى العمل! فالعمل عمل! و البيت بيت! و لا منطقة وسطى بينهما! أوف! كل هذا الكلام الوظيفي و التحليلي! كيف يفصل الانسان نفسه عن نفسه؟ قدم طلال اجازته إلى أبوعيسى و توجه مبكراً إلى المنزل ليرى جواهر تغوص بين الكتب


- تدرسين من أول يوم؟ (بابتسامة)

- أريد أن أعرف ما تحتويه الكتب لأعرف ما يجب أن أدرسه بدقة و ما أدرسه بسرعة
- ما هذا المنطق؟
- تعرف الـ scanning ؟
- نعم
- حسناً، أنا في خضم فعل بعض الـ scanning لكتبي الجامعية
جلس بقربها و تناول كتاباً يذكره

- هذه مادة خصبة

- ما رقمها
- 243 ...
- أوف!
- ماذا؟
- المحاضر غليظٌ جداً، طردني اليوم!
- الدكتور رمزي؟
- أهذا اسمه؟
- هههههههه! يبدو أنكِ لم تحضري من المحاضرة حتى ما يكفي لالتقاط اسمه!
- حضرتها متأخرة، ثم طُردت منها بسبب محادثتي لفتاة
-  هذا هو الدكتور رمزي
- يطرد من يتحدث؟
- لا يحب أن يقطع جوه سوى تنفس الطلاب لما سيقول
- أتعرفه؟
- تمام المعرفة  جمعتنا مشاريع جامعية فذة
- حقاً؟ مثل ماذا؟
- اسمعتي عن المجموعة البريدية (In Sight)؟
- أظن
- أسستها مع مجموعة من زملائي و باشراف الدكتور الغليظ كما تسمينه
- حقاً؟؟؟
- لا يبدو عليَ كذلك؟
- بصراحة كلا، لأنك دخلت الجامعة متأخراً و كنت أظنك تكره الدراسة
- ربما كنت أحلم أنني سأجد نفسي من غير شهادة
- كيف ذلك؟
- كنت أتكل على دورات قصيرة ثم مشاريع تافهة هنا و هناك في تصميم الدعايات و المواقع
- و عندما لم تنجح، قررت أن تدرس
- Better late than never ... لوالديّ الكثير من الفضل في التحاقي بالجامعة
- صحيح (و توجهت أنظارها إلى الكتاب بيده)
- أظنني أستحق هذا
- ماذا؟ (و عادت تنظر إليه و هو شارد قليلاً في غلاف الكتاب)
- سوء ظن الناس، إنتِ مثلاً (و نظر إليها) تظنينني ذئباً أو مخلوق بلا عاطفة
- ............... (أبعدت نظرها بلؤم عنه و هي تنظر إلى الكتب أمامها بينما شرد في الكتاب ثانية و أكمل حديثه)
- و قد كشفت لكِ الكثير من الألم، مما يترتب عليه الكثير من الوقت للشفاء من كل تلك الأشياء
- اصمت (بهمس)
- آسف جواهر (و أودع الكتاب على الطاولة أمامها و رحل، بينما شوكة تنغرس في ضميرها الذي صحي فجأة من بعد أن اقترفت يداها السوء بينه و بين من أحبها)

في الطابق العلوي، طلال يسير إلى غرفته و هو شارد، و أبوه يخرج من غرفته و بيده بعض ثياب طلال المتسخة. كان منظر العم عبدالله المتجهم في وجه الأولاد ظاهراً و المنظم لغرفتهم خفاءً بالغ الأثر في نفس طلال. أمسك طلال ثيابه بلطف من يد والده، و قبل رأس والده.


- أنا سأغسلها


لم يتحمل العم عبدالله أكثر من ذلك، فأمسك يد طلال من على كتفه و احتضنه. ربما، كان احتضان العم عبدالله أو الأب عبدالله في حالة طلال شفاءً من كل الضياع. كم من الشوق سيتحمل صدر طلال إلى أبيه و كل من يحب؟ منظر يسرب برودةً في القلب، و دموعاً في العين! شوقي أنا أيضاً


- عمي؟

- راوية؟
- هل لي بالقليل؟
تنحى طلال، لأرمي أنا نفسي في حضن عمي الذي خاصمني في الجزء السابق و رفض أن أكتبه

- لا تغضب مني عمي

- لست غاضباً صغيرتي
- و لا تغضب من طلال و عبير و جواهر
- لست غاضباً حبيبتي
- و لا من أحد... لا تغضب عمي
- لن أغضب،،، كفي عن البكاء

يتدخل طلال


- أنفها يكبر بسرعة و هي تبكي

- أيها السخيف! (و رميته بالقلم)

تصعد جواهر مع كتبها الكثير لترانا جميعاً مبتسمين ضاحكين.


وقفة!


تنهد!


ليتني أنتمي إليكم يا عائلتي الوحيدة! ليتني أستطيع أن أمتزج معكم! هذا شعري أشقر و هذه عيوني زرقاء، تذكرني بنسب أمي التي خانت، و أبي الذي سكر! و الآن، طلال يتأسف مني، و العم عبدالله يصمت عني، و عبير لا أراها إلا نادراً من بعد انشغالاتها بعملها الذي يمتد من النهار إلى الليل!


ابتلعت غصة صغيرة و توجهت إلى غرفتها، ليلحقها العم عبدالله


- جواهر؟

- نعم عمي؟
- تعالي صغيرتي، أعددت بعض الحلوى
- لا شكراً ... لا أريد

تدخل طلال مازحاً


- سآخذ نصيبها، فهي لا تعلم ما تفوت


اغتاظت


- حسناً، سآكل


ابتسم طلال، يعرف بالضبط أن أي تحدي لا ترفضه عيون السفايار، و إن كان تحدي مزاح. غريبةٌ أنتِ يا جواهر


وصلت عبير و وجهها منتفخ من بعد كل البكاء في البروفة ليسألها العم عبدالله


- ما بكِ عبير؟

- زميلي بالعمل أنهى المسرحية، و تغلبنا على الأستاذ الحقير، و سوف نعرض المسرحية الأسبوع القادم!

فرح الجميع، فها هي جهود عبير تثمر كما التفاح الأخضر في فصل ربيع


- أبي؟

- نعم حبيبتي
- هل تصالحتم؟
-  نعم

و دفنت وجهها في حضن أبيها ثم قبلت وجنة أبيها و أخيها و أخيراً وجنة جواهر....


و بقيت الأخيرة تشعر بشئ غريب، شعور غريب، شعور يبعث الدفء في أوصالها و البرد في قلبها


العائلة.....


هل ستمتزج بعائلتها أخيراً ؟


taman غير متواجد حالياً  
التوقيع











رد مع اقتباس
قديم 20-08-11, 10:56 PM   #27

taman

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية taman

? العضوٌ??? » 62057
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 6,430
?  نُقآطِيْ » taman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond repute
افتراضي

بهاتفين مشحونين بالكلمات المجنونة، جواهر تقود سيارتها من بعد نجاحها في امتحان السياقة، و سمية في منزلها تنتظر قدوم جواهر من الصالون

- قسماً بالله سوف تندمين!

- سمسم ؟!
- ترهات! من قال لكِ أن شعرك يشكو تقصفاً؟
- عبورتي
- و لماذا تسمعين كلام عبورتك و لا تعيرين كلام العمة سماسم أهمية؟!
- ما بكِ؟ (بابتسامة)
- ......
- سمسم ؟
- ...... (مغتاظة)
- أعلم أنك تحبينني على الرغم من أنفك المسلول! بشعرٍ قصير أو طويل، ستظلين تحبينني و أنا أكيدة !

ياه من الصداقة عندما تزهر وروداً في القلوب، سمية و جواهر و المكالمات الكثيرة و الطويلة! تأتيهم الأيام بعسل ذا مذاق فريد، عسل وردي على قلبهم و قلبي وردي وردي وردي! و عقبال الوردي في دروب الجميع! خارج نطاق التغطية (نقلل الخبط الروائي لعيون دافوديل )


- هل أكملت بحث النحس رمزي؟

- Not yet و الله
- طيب لا تخلطي الإنجلش مع العربي
- يا شيخة لا أقلب الفصحة عامي! خليني على راحتي!
- حاضر يا شقرائة الجامعة
- هههههههههههههههه
- ... ألو ... ألو؟
- ألو؟
طوووووووووووووط! فضت البطارية و لم تتكلما في بحث الرمزي! أخرجت هاتفها القديم و دقت على سمية مرة ثانية

- ألو؟

- نعم؟
(خخخخخ لا تعرف رقمي هذا... راح تاكلي كبسة يا سمسم.. غيرت صوتها)
- أختي، ممكن نتعرف؟
- ؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!
طووووووووووووووط!

ضحكت جواهر كما لم تضحك، سمية من النوع الجبان التحفة، اتصلت و لم ترد سمية، ثم بعثت لها رسالة من الهاتف


(you chicken… it’s me JoJo) / (أيتها الجبانة، إنها أنا جواهر)


و لم تكتمل الدقيقة الأولى، إلا و سمية تمطر جواهر بوابل من قذائف الكلمات التي كانت تنعش روح جواهر بصداقة هذه الـ سمية المرحة.

أعظم الأشياء أن تكون صديقاً، و أن تمنح ما يمنحه صديق. تبقى خيوط الصداقة بين هاتين الاثنتين تتشابك بأقدار و بلا أقدار، كلتاهما تعاني من اضطراب أسري، و كلتاهما اتفقتا على النجاح، و كلتاهما قررتا أن تتركا الماضي يمضي. فجواهر لن تستمر بالعيش على مرارة ذكرياتها، و سمية سوف تتقوى على غياب والدها المتكرر. جميل، كم جميل لو بقينا أصدقاء؟! بغض النظر عن صوت ماجدة الرومي الذي يتوجه إلى حبيبها المفتري، كم جميل لو بقينا أصدقاء، ألا تحبون ماجدة الرومي و كلمات سعاد الصباح؟! هل هناك أجمل من الصداقة التي تجتمع في الدببة الصغيرة كهدايا الميلاد؟ هل هناك ألطف من صورة مشط يتشارك تلك الخصل الشقراء و الخصل السوداء، دوماً كرهت جواهر تشاطر الأمشاط، لكنها اليوم تشاطرت مشط سمية! و مشط سمية يقع في منزل سمية، أي .... جواهر دخلت بيت سمية ! و من في بيت سمية؟! عليكم نووووور! 

داخل نطاق التغطية لعائلة فاطمة و سمية/ عذراً إن سقطت بعض الحروف المحلية هنا، إنه الشوق إلى اللون الوردي أظن

بيت صغير، يضم فتاتين جميلتين، خلوقتين و طيبتين كما لم تكن للطيبة عنوان. أتراها الاضطرابات الأسرية التي تخلف في القلوب حناناً و شوقاً و فيضاً يحتوي الآخرين؟! أم تراها فطرة و نعمة من رب العالمين لروحين تملكان من الطهر ما يقول للنور (لابد من أن تغار)؟!
فاطمة، الفتاة الكبيرة، و القلب الكبير، احتوت سمية منذ صغرها في دائرة الحب الأخوي الأمومي، تعرفون ذاك الحب؟ الذي تمثله الصغيرات أمومةً لأطفال يصغرونهن؟ لم تكن فاطمة أنانية أبداً، بل كانت قطرة ندى تتعلق بأهداب من أحبها حباً صافياً، كل ذاك الطُهر و كل ذاك الصفاء، لم أكن منصفة في حقك يا فاطمة عندما أبعدتك عن طلال، فهم لا يعرفونك تماماً، ليس كما يعرفون جواهر. ألم أخبرك أن الحب المثلثي مؤلم؟! أتذكرين يا فاطمة؟ كل الأيام التي سكنتها في هاجس قلمي، تريدين أن تفرغي ألمك في ألمي؟ لعيونك أكتب اليوم، و لا تفهموني غلط! فاطمة خيال صديقة يسكن خيالي، معها أتحرر من همزات و لمزات الفتيات الفارغات، معها أتحرر من ألمي و شوقي، معها أكون نفسي بدون أقنعة!
لسخرية الأقدار، احتوت فاطمة الـ جواهر أيضاًـ فهي ترى سمية أختها في عيون السافاير، من بعد قصة جواهر المؤلمة أصبحت الـ جواهر تحتل مكانة خاصة في قلب فاطمة، و هنا قررت فاطمة أن تحتوي جواهر في قلبها كما احتوت سمية، و هكذا أصبحت لفاطمة أختان... أخت دم و محبة... و أخت عطف و محبة ... على الرغم من معرفتها بصلة القرابة بطلال، إلا أنها أخفت حقيقة أن طلال أرادها زوجة كي لا تتهشم صورة ابن عمها في عيونها، كم أنتِ عظيمة يا فاطمة! عندما تسنح الفرص لبني آدم ليؤذوا أو يجرحوا أو حتى ينفروا، لم تقعي هناك! في تلك المنطقة المظلمة من سوء النية، على الرغم من شكوكك و وساوسك، إلا أنكِ في اختيار عاطفة الأخوة لا تترددين، لم ترمي جواهر على هامش الصفحة لأنها ابنة عم طلال، ليس من بعد أن سردت سمية تفاصيلها لكِ ذات ليلة! أيها الحب الطاهر في قلب فاطمتي، لا تتلوث أبداً بسموم الكره، بسموم الأقنعة، بسموم سوء الظنون! كلا، لم تتخلَ فاطمة عن جواهر، و لم تتخلِ سمية عن جواهر، على رغم عدم مصارحتهما بقضية طلال المؤلمة، و بتهرب مستمر من زيارة سمية منزل جواهر! فصلت الأختان الأمور، فـ جواهر = جواهر بدون طلال! و جواهر لا تزال لا تعلم أن فاطمة هي الحبيبة المجهولة!
أي ألم ينتظرنا يا فاطمة و جواهر؟ أي ألم؟ آه!
وصلت جواهر منزل سمية و حملت كتبها الكثيرة و يدها متعلقة بجرس و كتاب و انتثار شعر أشقر طازج من تحت المقص، فتحت أم فاطمة الباب، و قالت بلهجة باردة/ أهلاً. تفضلي. و سارت عنها.
حسناً، لأتكلم عن أم فاطمة، يلزمني بعض الوجع! و لا أريد الوجع اليوم! يكفيني أن أخبركم أن تصرفات أم فاطمة تضايق جواهر التي لا تعبر عن ذلك لسمية، و سمية ذاتها تعرف أن أمها ترفض علاقتها مع جواهر، كونها شقراء و متحررة!

*****

في المدرسة، صوت الطلاب يختلط مع أثير الورود. و عبير الورود يفكر في الأشياء التي تخبأها أعماق غسان؟ كل ذلك الألم و كل تلك الوحدة؟ هل بين تلك المشاهد شئٌ احتفظته ذات ألم و بكاء؟! عميق أنت يا غسان... عميق جداً
قطعت أفكار عبير أصوات طفولية مرحة
- miss miss
ابتسمت لراحيل المعاقة و التي تسحب نفسها إلى حيث تجلس عبير، كان وقت الفسحة وقت تأمل و غرق و صحبة فتيات ورديات بريئات.
- راحيل توقفي!
و ورائها كاميل التي تجري و الكتب تملأ ذراعيها
جلست الفتاتان حول عبير و كلتاهما تكاد تحتضن الدفأ في روحها و قلبها، معلمة غالية و ذات روح لم يسبق لأحد أن تحلى بها، مدت راحيل يدها بوردة وردية لعبير التي أخذتها بابتسامة امتنان و صمت، و قلدتها كاميل في ذات الوردة بلون أبيض. بقيت الابتسامة الممتنة معلقة بصمت على شفاه العبير، و امتدت ذراعاها حول طرف الكرسي لتضم الفتاتين و بكل يد تحتضن وردة صافية بصفاء العلاقة العميقة بين معلمة و طالباتها، ياااااااه ليرحمك الله يا معلمة ضياء ... و ليرحم معلمتي التي ودعتها بسرطان قبل سبعة أعوام!  ربما انتزعت عبير من هنا، من تلك المعلمة التي فارقتني في ذهول من أمري و عمري لم يتعدَ السابعة عشرة، الله يرحمك يا معلمتي العزيزة.
بقيت تلك المشاهد معلقة في عيون الشهد الذي لحظ هذا المنظر و الورود في يد عبير، كم من الأشياء الجميلة تحمل روحك يا عبير؟ كم من البساطة و طهر الحديث تملكين؟ لا أظنه التواضع أو ما يتشكل على شاكلته، إنها هالة من النور حولك عندما تبتسمين، عندما تتكلمين، عندما تهتمين لصغائر الأمور في طلبتك و طالباتك، إنه عبير الورود ... عبير الورود ... فالورود ذات الرائحة تبقى في ذاكرة الحنين، كورود جدتي في الحديقة الخلفية. تشبهين الحنين، الوطن، شئٌ ما، يتعلق في عيونك كبلور أو كألماس، هل فاضت روحك روعة في طهر عيونك؟ إلهي... هل بدأت أغرم بكِ يا عبير؟! و ما سأقدم لكِ سوى شقةٍ صغيرة تحتوي بؤسي من اسم لا مواطن؟! ليتها الظروف كانت أفضل من هكذا، لكنت قدمتُ لكِ بيتاً و قلباً يحتوي طفولتكِ و طُهركِ أيتها النقية من سموم الإناث... فقط لا تتغيري، و إبقي هكذا، نقية من سموم الإناث على شاكلة جولي و غير جولي! فقد سقمت مطاردات الثعالب الإناث، سئمت ريح البلغاري و الأرماني و كل العطور! سئمت ضيق الملابس و ثورة الشعر الملون! سئمت الأنوثة المصطنعة في كل ما تلبسه النساء اليوم! سئمت الجميع يا عبير... و بقيت أتعلق في أطيافكِ، أتراكِ ترين ذلك في عيوني؟ أم لعلك تظنين أن تكلفي مع الجميع يشملكِ؟ قطع شوط الأفكار قدوم جولي! أوف من تلك الـ جولي المصبوغة بالألوان و الأنوثة الصارخة!
على الطرف البعيد، تنظر إلى ذاك المشهد، تستريح يداه في جيب بنطاله و يكلم جولي من عليائه بينما تتودد هي إليه كقطة مدللة خبيثة! استعر شئ في داخلها ثم خبا، تغارين يا عبير من ماذا؟! لا تخلطي ارتباطات العمل مع المشاعر، تفكيركِ هذا محلهُ في بيتكم و ليس هنا! ثم شخص بتلك الوسامة الطاغية سينظر إلى فتاة بوزن التسعين؟!!! التقطتها أصوات كاميل و راحيل إلى العالم المحيط مرة أخرى، ثم تنبهت إنه يسير ناحيتها، حسناً... يسير ناحيتها، ليس بالضرورة أن يسير لأجلها! ناحيتها و ليس لأجلها! أووووووووووه من التحليل السخيف!

- صباح الخير

انطلقت الفتيات برد التحية بروح مرح
- صباح الخير
و بعدهما بهدوء عبير
- صباح الخير
- كيف تسير أمور المسرحية معكن؟
راحيل و كاميل تجيبان بحماس على أسئلة غسان، و عبير تهيم في عالم مظلم من احتقار الذات، و احتقار المظهر، لأول مرة أحست بالخجل الشديد من وزنها المفرط، فلم تتحمل البقاء و استئذنت الجميع حاملةً ورود كاميل و راحيل و استغراب غسان من انصرافها المفاجئ.

*****

في بيت العم عبدالله، طلال مع أبوه في نقاش غير مجدي
- كيف أن الفتاة لا تريد الارتباط؟ لماذا وافقت منذ البداية إذاً؟
- لا أعرف أبي!
- كيف لا تعرف؟! من يعرف إذاً؟ أهل الفتاة رفضوك ثانية؟!
- ليس هذا... لا أدري... ربما
- طلال! ماذا لا تدري و ربما و كل هذا؟! كيف ترفضك الفتاة بعد أن تستقر أمورك المادية؟
- لا أدري بما يجري في رأس فاطمة أبي! ربما طلاق والديها أثر على قرارها!
- ما دخل هذا؟!
- زوجة أحمد حاولت مراراً معها، و فاطمة تقول إنها لا تريد الزواج بي و انتهى!
- أمرٌ غريب
- لا أظن أن هناك نصيباً بيننا.. رفضتني مرات كثيرة، لعلها لا ترتاح لي

و بداخله تألم لتلك الفكرة، أيعقل يا فاطمة أنكِ لا ترتاحين لي؟ أو إنكِ تريين فيّ شيئاً كريهاً ؟ ماذا كان يجب أن أفعل لكي أكسب ودكِ؟


- لا أدري ما أقول

- لا تقل شيئاً أبي (بابتسامة) عسى أن تكرهوا شيئاً و هو خيرٌُ لكم

تنهد العم عبدالله و تكلم طلال بسرعة


- أحمد ينتظرني

- حسناً بني
- إلى اللقاء أبي (و قبل رأس والده بحنان لتتعلق يد العم عبدالله على يد طلال المستريحة على كتفه، ثم مضى طلال)

ليتني أعرف ما يجول في رأسك بني، ربما تستطيع أن تمثل اللامبالاة عليّ، لكنني أعلم أنك حزين... حتى إنتِ يا عبير، حزينة و ضائعة الأفكار، و إنتِ يا جواهر سعيدة بالقيادة و السيارة و خوفي يتعاظم عليكِ من كل تلك السيارات المجنونة!

دخلت المنزل متضايقة من تصرفات والدة سمية، و الدموع تملأ عيونها. لمحها طلال، و تقدم إليها
- ما بكِ؟
- ......
- جواهر؟؟
- لا شئ طلال... لا شئ
- تبكين؟!
نظرت إليه مستغربة كيف يلتقط تعابيرها الجامدة دوماً، كيف تفعل هذا يا طلال؟
- لستُ أبكي
- و هذا الاحمرار، ماذا تسمينه؟ ما بكِ جواهر؟
و توالت أسئلة طلال، جواهر تعي أن طلال أكبر من كل الترهات التي ملأت رأسها في يوم، و الذنب يأكلها في ما اقترفت يداها في يوم، و هو الآن يحن عليها كما يحن على عبير، كفى يا طلال، أظنني لا أستطيع احتمال لطفكَ و لطف سمية و فاطمة و عمي عبدالله! أمثال والدة فاطمة و كل من ينظر إلى اختلاف لون بشرتي و شعري، يحسسوني بداء اللاانتماء!

((( فجـــــــأة )))



يتبع


taman غير متواجد حالياً  
التوقيع











رد مع اقتباس
قديم 20-08-11, 10:57 PM   #28

taman

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية taman

? العضوٌ??? » 62057
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 6,430
?  نُقآطِيْ » taman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond repute
افتراضي

يشق حوار طلال و جواهر صوت العم عبدالله باختناق! سقط العم عبدالله و أنفاسه تتقطع! و طلال و جواهر في حالة من الخوف و الهلع!
طلال يمد يده إلى أزرة ثوب العم عبدالله، ذلك الثوب الذي طالما جمع دموع عبير و جواهر، الأنفاس في حالة من الجري، و طلال يطلب من جواهر الاتصال على رقم الاسعاف.
ترتجف يد الأخيرة كما لم ترتجف يوماً، و أنفاسها تتقطع و هي تزود الاسعاف بعنوان المنزل!
ما هي إلا لحظات و سيارة الاسعاف تزعج المنطقة بألوانها الحمراء و الزرقاء و الصوت إياه الذي يثير الرعب في كل من يسمعه! أكره صوت سيارة الاسعاف! أدخلوا العم عبدالله في تلك السيارة و الأجهزة تلفه و هو يفتح عيونه و يغمضها!
بكت جواهر كما لم تبكي على أبيها، ربما كان العم عبدالله أكثر من أبيها... صورة الحنان الأبوي الذي طالما افتقرته مع والدها، و اليوم يسقط هكذا؟!
طلال على الجهة الأخرى شعره ثائر على جبهته، كان متماسكاً و خائفاً، لم يعرف كيف تصرف و كيف جاء الاسعاف و كيف انطلق وراء الاسعاف مع جواهر، كل المشاهد تتكرر في مخيلته، خالته.. أمه... و الآن أبوه! ذات الموعد السقيم مع سيارة الاسعاف! و ذات السقم في اخبار عبير التي تبعد عن البيت الكثير! كانت عبير لا ترد على هاتفها و هي في فصلها، و لكنها استغربت اتصال طلال في هذا الوقت من النهار! أجابت... و كانت لها لحظات من العلقم و هي تتخيل والدها يرحل عنها! تركت المدرسة و طارت من فورها على المستشفى

******

في المستشفى، الخطوات تقطع المسافات بخوف، و طلال لا ينفك عن التحرك، بينما جواهر أصبحت عيونها تغرق في الزرقة و الحمرة. وصلت عبير على هذا المشهد، و بالتفاتة من طلال، غرست نفسها في حضنه الذي التقطتها بقوة و ثبات،،، و بكت عبير كما لم تبكي!
و مع كل شهقة بكاء، كانت جواهر تزيد في الاختناق و البكاء! خرجت من حضن طلال محمرة الوجه، و التفت إلى جواهر التي تبكي كما لم تراها تبكي يوماً، أمسكت بكف جواهر الجالسة على الكرسي... و جواهر تطأطأ رأسها لتستقر في حضن عبير، و ظلت تبكي في حضن عبير حتى اختنق شهيق البكاء.
مرت الساعة الأولى و طلال يسأل الممرضات النزقات عن أية أخبار ترجي، و كان الرد نفسه يقول أن المريض في العناية و لابد من الطبيب أن يأتي بعد لحظات... أي ساعة تحتسب لحظات كهذه؟ تمر كأنها الدهر.. كأنها العمر!
غادرت عبير غرفة الانتظار متوجهة إلى المصلى، و تبعتها جواهر، لتصلي فرض العصر و تدعو لوالدها.
جلست جواهر بينما عبير تلف رأسها بخمار كبير مرمى على زاوية المصلى، و تبدأ بالصلاة و الدموع تجري بطيئة على خدها.
ودت جواهر أن تفعل شيئاً، أن تصلي شيئاً ... لكنها لا تذكر شيئاً! لا شئ البتة؟! كيف أدعو إليك عمي؟ كيف و أنا لا أعرف كيف أصلي؟! أو حتى كيف أقرأ القرآن قراءةً صحيحة؟! غطت وجهها و أحست بندم عميق على كل الأيام التي كانت الخالة فاطمة تحثها على الصلاة و هي تتهرب منها!!! أحست بكل الندم لأنها لم تعر وصايا العم عبدالله أي اهتمام و هي مراهقة غبية! بكت و بكت و بكت... تحس بعجز... بضعف... بذُل! كانت دوماً تراقب سمية و هي تصلي فروضها و تخجل من أن تخبرها كيف هي الصلاة! كل ذلك الخجل و كل ذلك اللاانتماء! فرغت عبير من صلاتها و هي ترى جواهر تبكي بحرقة، فأمسكت بيدها و احتضنتها بذلك الخمار الكبير الذي غُسل بدموعها السوداء.

وصل الطبيب.. و الجميع ينتظر .... كم هي صعبة تلك اللحظة التي تنتظر فيها تلقف الأخبار... و كان خبراً جيداً و سيئاً في آن واحد


- المريض نجا من الجلطة، لكن لابد من اخضاعه للمراقبة، حيث أن حالة الشلل واردة


يااااااااااااااه! العم عبدالله يصاب بالشلل؟! من يملأ أركان البيت حيوية و بهجة يصاب بشلل؟! شلل كلي؟ شلل نصفي؟ كيف هو هذا الشلل؟!!

العم عبدالله الذي يغسل و يطبخ و ينظف.... هل أتى اليوم الذي لا يستطيع فيه أن يغسل و يأكل بنفسه محتفظاً بكرامة ذاته؟!
لمَ لمْ تنتبه إلى طعامك ؟ لمَ أطلت التفكير في الأولاد و شقائهم؟ هل الأدوية تقيك العوارض الجانبية للافراط في الطعام و الارهاق والتفكير؟! لا خادمة تخدم في المنزل! و أنت من يجري من غرفة لأخرى تلتقط ثيابهم و ترتب أغطية أسرتهم كما كانت الخالة فاطمة تفعل..
أي أيام تنتظرنا يا عم عبدالله؟!
أي أيام؟!


taman غير متواجد حالياً  
التوقيع











رد مع اقتباس
قديم 20-08-11, 10:58 PM   #29

taman

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية taman

? العضوٌ??? » 62057
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 6,430
?  نُقآطِيْ » taman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond repute
افتراضي

(12) المشهد الأول

كان نائماً، اقترب و تأكد أن ثوبه لا يضايقه، ثم غطاه تماماً كي لا يشعر بالبرد في سريره و خرج. عاد إليه صوت الطبيب في ذلك اليوم المؤلم


- هل سيعود إلى ما كان عليه بعد معالجة الجلطة؟

- هذا في الحقيقة يعتمد على حجم الجلطة عند بدايتها ومقدار الضعف الذي أحدثته في الجسم ومقدار التحسن الذي يظهره المريض في الأسابيع ( 3 – 4 ) الأولى ، إن لم يحدث تحسن ملحوظ خلال(3-4) أسابيع فسوف لن يطرأ شفاء كامل لهذه الجلطة وغالباً التحسن المستقبلي يكون ضعيفاً. أما إن ظهر تحسن تدريجي في الأسابيع الأولى فإن هذا يبشر بأن حالة المريض سوف تتحسن أكثر ولكن لا نستطيع أن نحدد تماماً ما إذا كان سيعود المريض كما كان قبل الجلطة أم يبقى هناك ضعفاً جزئياً ولاشك أن العلاج الطبيعي هنا يكون حجر الزاوية لزيادة نسبة التحسن لدى المريض.
- (بقلق) و ماذا نفعل الآن؟
- هناك نقطة هامة يجب الإشارة إليها وهي الحالة النفسية للمريض والمرافقين فلا شك أن الحدوث المفاجىء للجلطة وتحول المريض خلال ساعات من إنسان طبيعي لإنسان عاجز يعتمد على الآخرين في المشي والطعام وقضاء حاجاته يعتبر صدمة نفسية شديدة للمريض و لكم. وهنا يأتي دوري كطبيب مع الجهاز التمريضي في دعم الحالة النفسية للمريض و لكم ، وغرس الأمل الدائم بالله بإعتباره هو الوحيد الشافي والقادر على أن يحسن حالة المريض وذلك بالإضافة لمحاولة إيجاد الظروف المساعدة لتأقلم المريض مع الوضع الجديد
- هل لا وضحت أكثر؟
- أن تساعدوا المريض في الحركة وتأمين كرسي متحرك له يساعده على مغادرة السرير وربما القيام بنزهات خارج المنزل ودعمه نفسياً بشكل دائم ومستمر وتكثيف العلاج الطبيعي في المنزل.

تدحرجت دمعة سريعة على خده، فحالة العم عبدالله من الشلل النصفي هذا و صعوبة نطقه تأكل طلال خصوصاً أنه يلوم نفسه على انفعال والده الأخير بسبب خطبته الفاشلة. صادفته جواهر و هو متوجه إلى غرفته بالطابق العلوي، و تألمت لتلك الدمعة المتعلقة بطرف أهدابه و التي حاول مراراً و تكراراً أن يخفيها عنها و عن عبير. كانت تشعر بالقلق عليه لأنه يخفي ألمه عندما يقوم بكل شئ، يغسله، يبدله و يحمله و يقوم بكل شئ إلا من الطعام التي تحاول فيه هي و عبير أملاً برسم ابتسامات على وجه العم عبدالله و هما تحاولان الطهو الفاشل على أصول طبية. هي تعلم أن طلال يريد أن يجنب والده احراج أن تفعل الفتيات له كل شئ. حمل كل ذلك على كاهله وحده، تعلق بالألم وحيداً و لم يعطي نفسه في هاذين الشهرين من الجحيم أي متسع ليبكي أو يفرغ ألمه.


- طلال؟


انتبه طلال لها


- كـ.. ؟

- هو بخير، لقد نام
- و أنت؟

تجمدت نظراته لوهلة أوقفت اللحظة حولهما، كيف أنا؟ كيف أنا؟ كانت عيونه تتحرك كأنها سهم يخترق الفؤاد، كيف أنا يا جواهر؟ ربما بخير و ربما لست بخير أبداً


- بخير، لا تقلقي

- حقاً؟
- نعم

كانت تريد أن تحاول أكثر، لكنها تعرف أن طلال لا يحب أن يعبر عن نفسه بمثل هذه اللحظات، كانت الأشياء أكبر من أن يتكلمها، غريب كيف تشعر بألمه و كأنه ألمها فهما يتشاركان شيئاً لا يتحملان خسارته (العم عبدالله).

أصبحت الحياة في المنزل مؤلمة، كتب العم عبدالله في المكتبة و اسطواناته تشتاق إلى جلوسه الصباحي الحر من الكرسي المتحرك، صحون المطبخ و الأطعمة التي لا يجيدها أحد سواه تشتاق إلى لمسات أصابعه المتيبسة، البيت يشتاق حركته الصباحية بين غرف الأولاد لجمع الثياب و ترتيب الأسرة و ترك الحلوى بالقرب من فراشي الأسنان كي لا ينسوا أن يغسلوا أسنانهم فيما بعد. كان العم عبدالله روحاً تملأ البيت حيويةً، حياةً و الأهم حباً نقياً صافياً لن يجده الأولاد في أي مكان آخر – لا مكان كحضن أبي – لا مكان كحضن أمي – لا بيت فاخر و لا بيت معدم يستطيع أن يتحرك بدون هاذين الاثنين.
أصبحوا يتقاسمون الطعام حول بعضهم و حول العم عبدالله ليشعروه بأنهم سيبقون معاً كما أراد دوماً، كانوا يضحكون و يمزحون و يحاولون دوماً أن يرسموا ابتسامةً على وجهه الرائع، ذلك الوجه الذي يعرف تماماً ما تخفيه قلوبهم من ألم في الأوقات التي يحاولون فيها أن يعاكسوا شعورهم الداخلي بالضياع من بعده. وجه العم عبدالله الذي أصبح جامداً قليلاً من بعد الجلطة و ابتسامته المتكسرة و روحه التي تتألم لأولاده أكثر من نفسه، هل أصبح مرسوماً أمام الجميع؟ التجاعيد الحبيبة التي تصلبت، و العيون الدافئة التي تضيق بانفعالات عند الحركة و الكلام، و صوته – آه صوته – الذي يخرج متقطعاً و غير مفهوماً. هل أصبح مرسوماً؟ هل ترونه؟ هل أرى أنا أبي؟ أبي الذي أحبه جداً، و الذي لا أريد أن يصيبه أذى من تلك الأمراض في دمه؟ هل ترون صورة الأب التي ألاحقها دوماً؟ كيف لا نشتاق إلى ذاك الحضن الذي تشاجرنا عليه أنا و أنتم، الحضن الذي يضمنا اليوم بيد واحدة فقط بينما الثانية تتشنج و تتصلب من تبعات الجلطة؟ كيف لا تعبر بعض الدموع عيوننا عندما نرى عجزهم في فعل أصغر تلك الأشياء كقضاء حاجاتهم! ياااااااااه كيف؟ كيف لا و قد تشبثت صورهم في عيوننا أقوياء أصحاء نأوي إليهم عندما تظلمنا الدنيا و الظروف؟ كيف ترون العم عبدالله؟ من خلال عيون تريد أن تبكي، أو لعلها بكت؟ كيف ترون العم عبدالله؟ أخبروني، فأنا لا زلت أيضاً في ذهول، و حيرة، و أظنني نقلت هاذين إلى طلال.

كيف سيؤمن مصاريف العلاج الخاصة؟ هو و عبير و المعاش التقاعدي للعم عبدالله؟ كيف سيعيشون؟


- طلال؟

- ماذا؟
- ألا تريد أن تأكل؟
- لا شكراً
- سآكل نصيبك (قالتها و هي تتذكر مضايقاته و صوتها يضيق بغصة)

نظر إليها، كم تغيرت جواهر بالحجاب. منظرها الأشقر يستتر الآن تحت قطعة الحجاب البنفسجية و عباءة منزلية بلون بنفسجي قاتم لتبدو و كأنها قطعة خليجية متناقضة مع السفاير في عيونها التي تمتلأ بالدموع و شئ آخر لا يملك له تفسيراً، ذلك الهدوء الذي أصبح يحوم حولها، في صلاتها المستمرة مع عبير و ساعات الدعاء الطويلة في أواخر الليل الممتزجة بالبكاء المتقطع. كان يقف خلف بابهما و ينصت إلى ذلك الصوت الذي يمتلأ بالخشوع و التضرع والدموع بشفاء العم عبدالله. أما الذي مزق قلبه تماماً عندما سمع صوت جواهر و هي تخبر عبير أن قدومها لمنزلهم سبب الكثير للعم عبدالله... أظن طلال تألم لكل الألم الذي سببه بعجرفته لجواهر و الذي انعكس توتراً على والده... و جواهر لم تقل ألماً عندما حطمت طلال بلا علمٍ منه و بدرايتها أن آخر مشادة بين العم عبدالله و طلال كان سببها رفض الحبيبة المجهولة الخطبة.


- حسناً، هيا نرى ماذا أعددتِ؟

- (بغصة) طبق الفاملي (و صمت هو لأنه سر الطبخة العائلية الذي كان والده يغيظ عبير به و تحتفظ به جواهر فقط)


عبير ... تقف فوق الميزان و تراقب ذلك المؤشر الأحمر الباحث عن رقمٍ يخبرها ما يحتفظ به جسمها من دهون و شحوم و سمنة (80) !! ذابت عشرة كيلوات غرامية من جسدها حزناً و ألماً على حال والدها في مدة شهرين. ظلت تراقب المؤشر الأحمر إلى أن استقر على 77، رفعت رأسها و تنهدت، لم تعلم أن أكثر ما أرادته و هو أن تتخلص من هذه السمنة سيأتي بمرارة هكذا، لم ترده هكذا، لم ترد أن تفقد هذا حزناً على والدها، ليس والدها. جلست على الأرض و هي تغطي فمها تحبس البكاء.


****

- لن أقبل إلا بوجود جميع من شارك بالمسرحية
- لا يمكنني أن أؤجل المسرحية شهراً آخر
- استاذ رمزي، بافتراض أنك تريد أن تكون هذه التجربة مفيدة لطلابك و طلابي، لابد من حضور الاستاذة عبير، ستكون مفيدة لنا جميعاً
- و لكن استاذ غسان، بحكم معرفتي، والد عبير يحتاج الكثير من العناية
- أنا لا أعرف مدى تطور حالته الصحية
- تكلمت مع أخيها طلال منذ فترة
- أتعرف أخاها؟
- كان طالبي، من أفضل طلبتي بالمعنى الأصح
- (بابتسامة) و صدقني الاستاذة عبير من أفضل زملائي في العمل
- (بابتسامة) أنت لا تستلم بسهولة
- أبداً
- و ماذا تقترح؟ مدير الجامعة يريد موعداً لعرض مسرحيتك المدرسية على طلبة الجامعة
- سوف أكلمه و أجد حلاً ما
- أوجودها مهم لهذه الغاية؟
- جداً (بابتسامة متألمة)

وجودها مهم جداً، فبريق راحيل و كاميل لا يكتمل إلا بها، و فطنة باتريك و يعقوب لا تنضج إلا بها، و إن كُنت أنا كاتب هذه المسرحية، فهي من يبث في الطلبة الروح و الحياة. وجودها مهمٌ جداً، مهمٌ بالنسبة لي، جداً.. جداً :’(


*****

- لم تكلمي جواهر؟
- ليس بعد، أفضل أن أتصل بها ليلاً عندما تكون وحدها، تعلمين كيف حالهم
- نعم (تنهدت بألم على أثر شعورها بطلال المتألم و الشعور المختلط من كرهه و الشفقة عليه)

دخلت أم فاطمة بوجه متجهم كالعادة و بدأت بالنزق


- ما هذا يا سمية؟


(و يدها تحمل عطراً ثميناً أهدته جواهر لسمية بمناسبة عيد ميلادها الواحد و العشرين)


- عطر من ..

- تلك اللا محتشمة!!!!
- (تدخلت فاطمة) جواهر محتشمة أمي، رأيت حجابها على رأسها أظن
- هذه الأشكال لا تخدعني!!! حجاب أي كلام!!
- (سمية بألم) لماذا أمي؟!! لماذا تسيئين الظن بها؟ أحبها أمي.. هي صديقتي و أخـتـ...
- (قاطعتها) اخرسي! و لا كلمة أخرى.. فاطمة هي أختك! و هذه الـ***** ليست بمنزلة أختك!

فغرت الفتاتان فمهما من قسوة الشتيمة، و تكورت سمية في حضن فاطمة تبكي بينما فاطمة تحادث والدتها بانفعال


- كفي أمي!


جحدتها والدتها بنظرة قاسية


- تحادثينني هكذا لتلك الـ ******

- (يشتد بكاء سمية في حضن فاطمة) كفي أمي!! ألا يكفينا كل شئ... دعينا بسلام!

توقفت نظرات الأم على منظر ابنتيها المتلاصقتين، سمية وجهها مختفي في حضن فاطمة و أذناها محمرتان، بينما فاطمة تشبه اللبؤة التي تدافع عن طفلتها، أنا أمكما و هذه النظرات المؤلمة لي أنا؟! أنا التي تريد أن تحميكما من الألم.. من الرفقة السيئة.. أنا التي ضحيت بزهرة شبابي لكما و رضيت بضرة ... ثم تكبدت ألم طلاق لا ذنب لي فيه.. أنا يا فتياتي ... أنا أدعكما بسلام؟!!


قذفت زجاجة العطر على الجدار و قالت: إن أخذتِ شيئاً من تلك الفتاة يا سمية، لا تلومي إلا نفسكِ!!


تكورت سمية أكثر في حضن أختها، و رائحة المكان تمتلأ بذلك العطر الذي أحبته سمية من أول أيام صداقتها بجواهر. عطر شانيل ألور الذي أصبح رائحتهما في كل شئ انتشر في المكان لتبكي سمية شوقاً صديقتها التي تتألم بألم عمها المشلول.


<<<<< يتبع


taman غير متواجد حالياً  
التوقيع











رد مع اقتباس
قديم 20-08-11, 10:59 PM   #30

taman

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية taman

? العضوٌ??? » 62057
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 6,430
?  نُقآطِيْ » taman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond repute
افتراضي

(12) المشهد الثاني

- هيا


نزلت عبير و جواهر بالعباءات لتنضما لطلال و العم عبدالله على الكرسي المتحرك الذي ابتسم لمنظرهما الرائع، و خصوصاً جواهر التي تزداد جمالاً بحجابها الملتف تماماً حول رأسها، مد يده السليمة لها و نظرت إليه


- ماذا عمي؟

- أنـ.. أنتـ...
- (عبير تجلس على الأرض تراقب وجهه لتفهم ما يقول، فهي الوحيدة التي تفهمه) بهدوء أبي
- (هز رأسه ثم تنفس و قال) أنـ..ـــتـ.. جــ..ــم
- يقول أنتِ جميلة

اشتدت قبضة طلال على الكرسي المتحرك من الخلف و هو يراقب عبير التي فقدت الكثير من وزنها توضح لجواهر الملتفة بالسواد تماماً ماذا يقول والده. لسببٍ ما حفرت تلك الصورة في ذاكرته بكل شئ، مشهدهما المقرفص عند طرف الكرسي المتحرك و عيونهما التي تحاول التقاط ما يقول والده. شئٌ ما في عيون جواهر بتلك اللحظة كشفها شفافة و ضائعة، نعم... لعلها دوماً كانت ضائعة بلا عمي خالد، و الآن تتشبث بأبي بكل قوتها، حتى حجابها الذي يلف رأسها يسكن فرحاً بعيون أبي.


- هيا يا جميلات (قالها بمزاح ليخفف من عمق اللحظة)


خرج الجميع للمشي ليلاً تحت النجوم و هواء الربيع يملأ الأنفاس. و عند مسافةٍ معينة لم تتمكن جواهر من حبس دموعها، فتأخرت بالمشي و لحظتها عبير و أخرت مشيها بعدما أشارت لطلال أن يتقدمهما.


كان طلال يجر الكرسي المتحرك و هو ينظر إلى رأس والده الذي يلتفت يميناً و يساراً بحثاً عن الفتيات، وضع يده على كتف والده وقال بهدوء: إنهما تتحدثان أبي


ربت العم عبدالله بيده السليمة على يد طلال و شد عليها و قال بصوت ثقيل: قف


وقف طلال بالقرب من كرسي خشبي، جلس عليه و نظر إلى والده الذي يبتسم على الرغم من كل شئ، قبل جبهة والده ثم عاود الجلوس و يده بيد والده


- جوا... هر

- ما بها؟
- خا...ئف
- خائف على جواهر؟ لا تخف أبي، أنا معها و مع عبير، لا تقلق
- (لمعت عيونه) عند....ما تتـ...زو
- جواهر تتزوج؟
- (هز رأسه) أنا... ميـ...ت
- بعد عمرٍ طويل أبي، أنا و عبير معها... لا تقلق
- عبـ...ـير أيــ..ض
- (بابتسامة) لن أزوجهما و سأبقيمها في المنزل
- (ضحك) عبــ..يـ.. أخـ..ت..
- و أنا لن أظلم جواهر أبي... هي مثل عبير أختي
- (ابتسم) ....

وصلت عبير و جواهر التي تحاول عبثاً أن تخفي وجهها المحمر. طلال يراقبها و هي تطأطأ رأسها في الأرض كي لا يلاحظها العم عبدالله، فجأة صرخت لينظر الجميع إليها، و ظلت تقفز و تصرخ و تنفض عبائتها


- صرصور ... آآآآآآآآه... آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآي


لم يضحك طلال من زمن هكذا، و كذلك العم عبدالله، بينما عبير تحاول بجبن أن توقف قفز جواهر و هي تنفض عبائتها إلى أن خرج الصرصور هلعاً و متوجهاً بسرعة نحو عبير التي بالتالي صرخت و وقفت فوق الكرسي الخشبي الذي يجلس عليه طلال، رافقتها جواهر بالوقوف و طلال لا يتوقف عن الضحك بينما الصرصور يجري يميناً و يساراً تحت قدميه. عيون العم عبدالله تلمع بدموع الضحك على منظرهما فوق الكرسي. وقف طلال و رمى الصرصور برمية قدم حرة، كان منظر الصرصور الطائر مثيراً للضحك، ثم التفت إلى الفتيات و قال بهدوء


- يكفي صراخاً الآن، انزلا


نزلت عبير و جواهر و هما تكتمان الضحك و الهلع من جراء ذلك المخلوق العجيب و الذي لم يخطر على بالهما أن يكون المنقذ من وضع مؤلم. استمرت النزهة بضحك، طلال يقلد عبير و جواهر، و عبير تضربه على ذراعه و جواهر تضحك من بعيد، لا أستطيع أن أضربك، لكنني أستطيع أن أجعل عبير تفعل ذلك عني أنا أيضاً

- على الذراع الأخرى عبير.. من أجلي
- حااااااااااااااااضر!

و ضربته بقوة إلى درجة أنه ترنح قليلاً لتخاف عبير من قوة قبضتها


- آلمتك ؟

- (بابتسامة متألمة) ماذا تظنين يا محمد علي كلاي؟
- حقاًَ؟
- ربما لأنها لكمة من جواهر

ابتسمت عبير، و تضايقت جواهر، هل لكمتي مؤلمة يا طلال؟ مع أنني لم استخدم يدي، إلا أنها تؤلمني الآن... ليتني لم أسبب لك هذه الآلام أبداً


- هيا إلى المنزل


عندما وصلوا إلى المنزل، لم تتوقف مضايقات طلال الصرصورية لعبير و جواهر، و كانت قبضات عبير تلكم كتفه اليمنى تارةً و اليسرى تارةً أخرى لجواهر، ثم بعد أن تعبت من لكمه أخذت والدها إلى الغرفة المخصصة في الطابق السفلي.


- أحقاً آلمتك؟


تحولت ضحكة طلال إلى ابتسامة عطوف


- قليلاً

- آسفة
- هههههههههههههههه، هي ضربتني و ليس أنتِ
- أعلم، لكنها ضربتك بالنيابة عني (قالتها باحراج و ضيق)
- Come on now ... لا تصبحي عاطفية هكذا... لا يؤلمني .. انظري (و رفع يده اليسرى للأعلى)
- (ابتسامة شاحبة)
- أنا ممتن لتلك اللكمات يا جواهر
- (نظرت إليه)
- كان ذلك الصرصور أفضل ما حصل لي في هاذين الشهرين المنصرمين، هل رأيت كيف ضحك أبي؟
- نعم (بغصة)
- لذا لا أظن عليك أن تشعري بالاحراج أو الضيق.. حسناً؟
- Ok
- و عندما أريد أن ابتهج.. أعلم تماماً ما يلزم أن أحضر من الحديقة (بابتسامة خبيثة)
- You won’t dare !
- لمَ لا؟ كان منظراً رائعاً رؤيتك أنتِ و عبير في حالة من الهستيريا
- You won’t dare !
- I won’t ؟؟

احتارت عند تلك الجملة المبطنة بالتهديد الطفولي ... I won’t ؟؟ يا ترى ماذا ستفعل يا طلال إن علمت أنني حطمت حبيبتك؟


- تصبح على خير


و تركته حائراً بتلك النظرات ... أكان الصرصور .. أم اللكمة ... أم ماذا؟ ماذا بكِ يا جواهر؟ ماذا؟ ابتسم و خرج إلى الحديقة.


وصلت هي إلى غرفتها التي مقتتها ذات يوم، و التي نفذت فيها أقبح الخطط لتحطم قلب طلال، طلت من النافذة إلى السماء لتبحث عن نجمتها التي تنظر إليها كل ليلة... ها هي... سامحني يا طلال... سامحني... لا أقوى أن أصحح خطأي هذا... فأنا أجبن من أن أخبرك بالحقيقة... آسفة... سامحني.. و بكت ....


و بكت .. و بكت ... إلى أن نامت.... لأيام غريبة قادمة ...



taman غير متواجد حالياً  
التوقيع











رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:47 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.