شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء ) (https://www.rewity.com/forum/f118/)
-   -   ** معــــــــذبتي ** * مميزة *,* مكتملة * (https://www.rewity.com/forum/t172538.html)

وجع الكلمات 21-08-11 04:56 AM

** معــــــــذبتي ** * مميزة *,* مكتملة *
 



https://upload.rewity.com/upfiles/gDQ65381.gif https://upload.rewity.com/upfiles/s2t56221.gif
https://im9.gulfup.com/2011-08-20/1313890737851.gif


https://im9.gulfup.com/2011-08-20/131389140011.gif

https://upload.rewity.com/upfiles/qwV13232.jpg







قصتي المضرجة بالعذاب .. سوف أكتبها في سطور .. لعلها تطفئ لهيب الظلم الذي أعيش فيه .. وتريكِ من أنا حقا .. مجرد من أي أقنعة .. مسلوب من أي مشاعر متناقضة .. لكي سوف أكتب .. ولك أنتِ فقط .. سوف أقول الحقيقة بدون تجميل أو تضخيم ... فربما لن أراك مرة ثانية .. لهذا أمل بأن يتكفل الورق بأن يخبركِ ما عجز لساني عن قوله ..
لكي أحكي حياتي ..

__


وأنا لا بد من أن أسكب ألم في مكان يسعه .. رغم أني أشوك أن هناك مكان في الكون يقوى على تحمله .. فجرحي عميق .. ووجعي لا نهاية له .. وكله بسببك .. أنتَ .. يا من سلب مني الفرحة .. وحول حياتي إلى جحيم .. سوف أكتب .. وأكتب .. وأكتب .. حتى يجف القلم من حبره .. فما بيدي إلا الكتابة لتفجير ما في صدري من آآآآآآآآآآآآآهات ..
لكي يا مذكرتي رفيقة دربي .. سوف أبوح بما في قلبي من دموع ...


__


وأنا كذلك .. يجب أن أخرج ما في صدري من أثقال تكتم أنفاسه .. وتجعلني سجينة للأحزان .. ولأني إذا لم أكتب وأخفف الحمل على روحي المتقلبة على جمر الحزن .. فسوف أنفجر .. نعم أنفجر قهرا .. وألما .. ودمعا ليس له بداية ولا نهاية ..
لهذا يا قلمي .. ويا ورقي ... أنتم للأسف سوف تشاركوني ولو جزء صغير مما يثقل نفسي الثكلى على حالها ...




^ الفصل الأول ^


* الهيجان *


نظرتُ إليها من تحت جفناي الشبه مغلقان
كانت تنظر إلي الطبق المكتظ بما لذ وطاب والشرود يغشي عيناها
وضعتُ الملعقة على الطبق الشبه فارغ
وقلتُ وأنا في قرارت نفسي مدرك للجواب الذي سوف تنبس به شفتيها اللتين تنافسان الكرز في لونهما الزاهي:
" ما الذي يشغل بالكِ ؟ "
رفعت عيناها .. لتسلطهما جهتي
فأقابلها بتلك النظرة الباردة التي دوما ما ترافقني
لتنطق أخيرا بعد صمت رافقنا منذ بدأنا وجبة العشاء
بنبرة تنافس الصقيع في بروده:
- " أنت تعلم ما الذي يشغل بالي.. والذي لن يتركه حتى تنفذه "
حككت أسناني ببعضهما البعض
وأنا أحاول أن أكبح جناح أعصابي المتقدة في صدري
لأرد بعد أن امتصيتُ جزءا من حنقي .. بصوت يناقض ما بداخلي:
- " لن تحصلي عليه.. مهما فعلتِ .. لن تحصلي عليه.. فوفري على نفسكِ وعليه هذا الحديث اليومي الذي بدأت أمله .. وأنتِ تعلمين ماذا أفعل عندما أمل "
كسرت قناع االسكون الذي كانت تختبئ ورائه
وهي تلقي بالملعقة التي كانت تتراقص بين أناملها على الطبق الذي لم يلمس
وكشرت عن أنيابها والهيجان يتلاعب بتعابير وجهها البيضاوي:
" ألا تفهم .. لا أريدك .. لم أردك قد .. لا قبل أن أجبر على الزواج بك .. ولا الآن .. فتركني .. أتركني .. ألا يكفيك الذي فعلته بي .."
وهوت بكلتا يديها على مسندي مقعدها ..
وأخذت تنهال عليهما بصفعاتها المائجة..
جاهدة لآخر نفس بأن أردع ثوراني عليها

لكن لم أفلح
فقد أشعلت البارود المتناثر في داخلي
فقمتُ من على مقعدي .. الذي أختل توازنه
فهوى على الأرض
وزأرت بها بدون أن أعي لما يخرج من جوفي من سكاكين ملتهبة:
" أتضنين بأني أنا أريدكِ.. كلا .. أنا أيضا أجبرت لزواج بكِ .. فلا تغتري يا حمقاء "
ليتيبس جسدي قبل لساني لما تخلل طبلتي أذنيه من كلام جارح لم أرد أن أبعثه إلى مسمعها
فما كان مني إلا أن فتحتُ عيناي على مصراعيهما مذهولا بخناجري
في حين أنها حدقت بي ونيران الغضب الفارزة لدمع تشعل عيناها المستلفتان لون الحدائق الغناء التي ورثتهما من أمها التي قدمت من وراء البحار
والجمود يخدر صفحة وجهها
وما هي إلا ثواني قلائل
لتضع يديها على العجلات المصاحبة لكرسيها
فتحركهما إلى الخلف بسرعة البرق
ومن ثم تدفع بهما جهة غرفتها التي دوما ما تحبس نفسها وراء جدرانها
وتغلق الباب خلفها بقوة هزت كياني قبل أن تهز أوصال البيت
كل ذلك صار أمام أنظاري المتتبعة لها
فأغرس أناملي بين خصلات شعري المجعد
وأكتم أنفاسهما بقبضتي الحديدة
وأدلق على نفسي بالملامة :
" غبي .. غبي .. متى سوف تعقل ..؟ متى ؟"
فأحرر شعري من أناملي الكاتمة له
وأهوي بقبضتي يديه على المائدة الدائرية بكل ما أمتلك من قوة ..


***




عدت إلى المكان الذي جاهدت لزمن بعيد بألا أعود لظلمته التي تخنق أنفاسي .. وتعمي بصري وبصيرتي ... لم أعي لما قادتني نحوه قدماي إلا على صوت فحيح الماضي البغيض:
-" أمعقول ما تراه عيناي ؟!! أهذا أنت مجد ؟ "
فأكمل تلويث مسمعي بضحكته الشيطانية ..
التي تخللها كحته من دخان الزجارة التي لا تفارقه..
تبسمت بقتظاب .. ومجاملتا قلت له .. وأنا في داخلي أزجر حالي التي قادتني لهذا المكان البغيض:
- " أهلا عمار.. كيف حالك؟ "
شمر عن أسنانه المصفرة .. راسما ابتسامة ..وقال:
- " بخير .. كيف لا أكون بخيرا وأنا أرى صديقي العزيز بعد غياب طويل.. هذه عملة تعملها .. تقاطعني هكذا بدون سبب .. هل هانت عليك العشرة .. هل هانت عليك أيام السهر والمتعة.. مع صاحبك عمار ؟!! "
لم أعد أتحمل سياط الملامة التي أجلد بها نفسي .. فصممت على الرحيل .. قبل فوات الأوان:
- " مشاغل .. أعذرني .. يجب أن أذهب .. مع السلامة "
وقبل أن أوليه ظهري راحلا بلا رجعة .. قيدتني سلسلة يده .. التي خنقت حريتي .. وهو يغرس وساوسه في عقلي الذي يريد مفرا من التفكير العقيم الذي يدور فيه بلا جدوا ..
- " إلى أين أنت ذاهب ؟ أنا لم أصدق أني رأيتك تقف ها هنا .. أمام بيتي بعد غياب عامين .. بتأكيد لم تعد إلى هنا إلا وهناك مشكلة وتريد أن تنساها ... أنا رفيقك .. عشرة عمر .. أعرفك أكثر مما أعرف نفسي .. تعال .. تعال دعنا نجلس .. ونتسامر .. ونرفع المزاج .. وأنسيك الذي يشغل بالك .. مثل الأيام الخوالي .. هيا .."
وأخذ يقودني وأنا راضخ له تماما .. حتى أنني لم أقاوم .. كأني كنتُ انتظر منه بأن يعرض عليه هذا العرض المغري .. الذي جاهدت لعامين بألا أرجع إلى طريقه .. لكني ماذا أفعل .. لقد تعبت .. وانهارت حصوني .. بسببك .. بسببك يا معذبتي ..بسببك تركتُ دنس الدنيا .. وبسببك أعود له هربا من عذابك .. الذي لم أعد أقوى على تحمله ..



***


( يظن بأنه هو الضحية في صفحات الحياة هذه ..
كلا .. أنت الجلاد .. أنت الظالم .. أنت المعذب ..
لقد اكتفيت .. تجرعت الضيم منك حتى تقطعت أحشائي من الوجيعة ..
جف دمعي وأنت تتلذذ بتعذيبي
لماذا .. لماذا أنت متمسك بي .. ؟!! لماذا لا تعطيني حريتي ... أقل شيء يجب أن تفعله لي .. بعد أن سلبت الحياة من روحي ..؟!! كفى .. كفى .. لقد تعبت .. والله تعبت يا مجد .. )
شكوى نفسي التي لا تجد ونيسا يسمعها .. ويتشرب ولو جزء بسيط من آلامها وآهاتها ..
خللت أناملي المتصلبة بالمرارة التي تسري في عروقي بين خصلات شعري الأشعث ... وأنا أسكب دموعي الدامية المرافقة لي كل لليلة ..
فلم يعد لي صحب غيرها
أفش قهري
وأسكب ألمي
عن طريقها
وأنا أغطي نفسي بظلمة في سجني الأبدي المسمى بغرفتي
لكنها مع الوقت .. قل مفعولها في داخلي..
فبات نزولها مثل عدمه
فمهما ذرفت من الدمع
سوف أظل أعيش في قفص هذا المجرم
الذي يتفنن في تعذيبي
لجرم لا أعرفه ..

أخترق قوقعة صمتي
صوت رنين هاتفي النقال
الذي انتشليني من بؤسي لثواني
رفعت الهاتف لكي أتعين الرقم بتكاسل
حين لمعت عيناي بالفرحة التي حطمت جليد الحزن الذي تفشى في محياي وأنا أرى اسمه يتراقص على شاشة الهاتف..
من فوري استقبلتُ الاتصال.. وقلت والسعادة لا تكاد تسعني:
- " أهلا سامر .. "


***


رغم أني أخرجتُ ما في جوفي من حديث.. إلا أن الألم لم يبرح صدري .. الذي يسبب ضيق تنفسي.. وتضاعف هذا الوجع الذي لا يمكن وصفه بالكلمات .. حين نظرت إلى عمار.. وأنا أرمي الشوكة التي تدمي حنجرتي :
- " بسبب سامر .. "
أبعد قنينة الشراب من فمه الذي لم يرتح من سكب الخمرة فيه منذ جلسنا .. ورسم بخمول على قسمات وجهه الاستغراب.. وهو يتعثر بلسانه :
- " من ..سامر .. هذا ؟! "
تبسمت مستهزئا بحماقتي .. وأنا أدرك بأن كل ما أخرجته من هم لم يتلقاه إنسي .. ذهب بلا فائدة ..
تنشقتُ ما اتسعت عليه رئتيه من أكسجين شابه دخان السجائر .. ومن ثم أطلقتُ سراحه بزفير .. وأنا أقول له:
- " كما يبدو .. بأنك لم تسمع شيئا مما قلته .. "
قام من مجلسه المقابل لي .. وهو يترنح من مفعول مذهب العقل .. ودنا مني بريحه الخانقة التي سبقته .. وقال .. وبالكاد يقوى بأن يفتح عيناه:
- " كلا يا صاحبي .. سمعتُ كل شيء ... وعندي الحل الشافي لما يزعجك .."
نظرتُ به والدهشة تنحتُ وجهي .. وقد ترجمتُ دهشتي بسؤالي:
- " أحقا .. ما هو ؟!! "
رفع يده المحملة بالمشروب أمام بصري .. وقد شقت ابتسامة واسعة وجهه:
- " هذا .. هذا الذي سوف ينسك الدنيا بمن فيها .. حتى أنه سوف ينسك نفسك .. "
وانفجر ضاحكا ..
وأنا في داخلي بالكاد أتمالك نفسي عن الإفلات والانغماس من جديد في عالم الإدمان ..
لكني كنت متعبا جدا .. وفاض بي الكيل .. ولم يعد في عالمي أمل أركض نحوه .. صار دربي كله صحراء قاحلة .. تلهب روحي .. وتجعلني أحتضر ببطء... فصارت الأمور سيان في نظري .. فنظافة والوساخة وجهان لعملة واحدة فيما تبقى من حياتي الكريهة .. التي باعتني بثمن بخس..
ببطء رفعت يدي المتوجسة .. وفي داخلي زجرتُ عقل رادعة .. كتمتها .. نعم .. لم يعد للعقل مكان في نفسي .. فهو الذي أتعبني بتفكيره المستمر الذي يغمسنِ أكثر جهة الهاوية .. لهذا سوف أخرسه وإلى الأبد .. بمذهب العقل هذا ..
أمسكتُ بالزجاجة .. وكأني ألامس جمرا .. لهذا نفرت يدي عنها .. وأنا جاحظ العينان .. تائه الفكر .. لتهجم يده المكتنزة ماسكتا ليدي المتيبسة بين السماء والأرض.. ويلصقها مجبرتا بالزجاجة .. وهو يفلت قهقهاته الشيطانية .. ويدس سمه في مخي بكلماته المشجعة :
- " هيا أشرب وإنسا الدنيا بما فيها .. وعش الحياة على أصولها "
كما يبدو بأن سمه الذي غرسه في فكري بدأ مفعوله .. فقد دوى صوت بدأ يتعالى صداه في داخلي: (( أنه دوائك .. الذي سوف يداوي جرحك .. دواءك "
أخيرا أناملي المترددة شدت قبضتها على الزجاجة .. ولم تعد راضخة لريح التردد ..ما إن أحس عمار بأن قبضة يدي اشتدت .. حتى حرر كفي من مسكته .. وخط ابتسامة انتصار على محياه ..
ازدرتُ ريقي بصعوبة بالغة .. وأن أدني الشراب من شفتيه الجافتان.. حين علا صوت باب الشقة وهو يفتح .. فينقذني من سباتي ... وينفض جسدي المستكين بالضياع الداخلي ... كحركة لا إرادية ألتفت إلى جهة الباب .. لتعكس شبكة عيناي صورة لفتاة في مقتبل العمر .. منكسة الرأس ... متحجبة.. مستورة البدن .. .. لم أتمكن من تعين ملامحها الأنثوية .. فقد كانت تهرول في خطاها التي تكاد تتعثر بها ..و ما هي إلا ثواني معدودة .. وتغيب عن بصري وراء باب أحد الغرف المتواجدة في شقة عمار ..
سلطتُ بصري الحيران صوب عمار الغارق في السكر .. وسألته لأبل ريقي بالجواب الذي يطبل في خلدي:
- " من هذه ؟!! "
كان بالكاد يقوى على فتح عيناه .. وعلى تحريك لسانه المتثاقل .. وهو يجيبني:
- " ألم تعرفها ؟ إنها العلة فاطمة التي تورطتُ بها .. أشرب أنت أشرب .. ودعك منها .. هيا أجعلنا نحتفل هيا .."


***


(( آآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يالله .. لقد تورطتُ بموقف محرج كالعادة .. يا ربي .. متى سوف أرتاح من هذه العيشة؟ يا ربي أعني وأرحني من هذه الحياة أتوسل إليك يا أرحم الرحمين ))
مناجاتي التي أرفعها إلى ربي في كل ليلة أعيشها في هذا البيت الذي يكتم أنفاسي .. ويجعل روحي تنشوي في نار الخوف كلما نشر الظلام عبائته على السماء ..
ما إن أدعو خالقي .. حتى ابدأ مهمة حماية نفسي من السكارى الذين يقضون الليل في بيتنا .. والذين لا يخافون ربهم ... ولا يحسبون له حسابا .. وأولهم أخي .. الذي لا يهمه إلا السمر وملء بطنه بالمحرمات ...
أول شيء أعمله .. هو أقفال الباب بالمفتاح .. ولأطمأن أكثر أسحب الكرسي الوحيد الذي يتربع بنكسار قرب الشباك على الباب ..
ومن ثم أذهب وقلبي يقرع كالطبول من الذعر الذي لا يهجرني حتى أول ساعات الصباح صوب الحمام لأبدل ملابسي .. وأنا في داخلي أبكي على حالي التي أتجرع مرها في اليوم مليون مرة ..
وما إن أرتدي لباس النوم .. حتى أنسل تحت الغطاء الذي يغطني من قمة رأسي حتى أخمص قدمي.. والضوء لا يزال ينشر نوره في أرجاء الغرفة ضيقة المساحة .. وقبل أن أغمض عيناي لأذيقهما طعم النوم .. اقرأ المعوذات ... وما إن أفرغ منها .. أسلم نفسي لغبار النوم الذي يداعب جفنيه .. ولكني رغم ذلك النعاس القاتل الذي يخدر جل جسدي .. إلا أن الخوف سلطان .. لا يفتأ ينغص عليه لذة نومي .. وأنا أتخيل غائبوا البصر والبصيرة يتهجمون على غرفتي .. فياما ما حاولوا لكن الله ردعهم بعطفه ..
لا ألومهم هم .. بل ألوم أخي الذي لا يحرص على محارمه .. ولا حتى يفكر بي .. ولا حتى يصون شرفه ..
فأنا بنسبة له لست أختا .. بل عبء يريد أن يتخلص منه بأي وسيلة كانت ...
و أنا كذلك أريد بأن أرتاح منه بأي طريقة .. فما بات فيه حيل على تحمل هذا الشعور الذي يسمى الخوف والذي يعكر صفو حياتي ...


***


كنتُ قد استسلمتُ لنوم بعد أن أخذتُ جرعة من الأمل من سامر ..
(( آآآآآآآآآآه لقد كفكف دموعي بكلامه العذب .. الذي تسلل إلى مسمعي عبر الأثير .. لا أطيق صبرا حتى أتخلص من ذلك ثقيل الطينة .. وأصبح ملك سامر ))
قلتها في داخلي .. وأنا أطرب بصوته الرنان الذي لم يهجر مسمعي ...
ليبتر سنفونية السعادة .. ويجعلني أستيقظ مجبرتا وقبضة الذعر تضيق الخناق على قلبي .. صوت باب غرفتي الذي صفع الجدار بعنف .. ليدوي صداه أرجاء المنزل..
انتصبتُ وعيناي تكادان تخرجان من محجرهما ... وأنا لا أعلم كيف أنسلت يدي وأشعلت ضوء الأبجروة الخافت الذي أجبر حشود الظلمة لتلوذ بالفرار ..
وأول ما وقعت عليه عيناي هو سجاني .. وقد كسا وجهه ملامح تشعل الخوف في صدري .. خطى خطوة .. وتعثر بالأخرى .. ليسقط أرضا .. أمام مرأي .. اعتصرتُ غطائي بقبضة يديه المرتعشتان على أوتار الخوف .. لأبتلع ريقي بعد ذلك .. وأنا أدفع بصرخاتي من حنجرتي :
- " أخرج من غرفتي "
قام من على الأرض مترنحا .. لأصعق بالحقيقة التي كنتُ مدركتا بأنه سوف يرجع لها يوما ما ..
تعالت صوت ضحكاته .. وأنا أكاد أموت من الخوف ... وقد أدركتُ بأنه ليس بوعيه .. ومن ثم رفع رأسه .. ليكشف عن نظرات مقززة تلتهمني .. فتثير غثياني .. ورعبي بنفس الوقت ...
بعد صمت تخلله نظرات لم تريحني أبدا .. قال متلعثم اللسان :
- " غرفتكِ هي غرفتي .. ألستِ زوجتي "
وأخذ يقترب مني وهو بالكاد يقوى على تضبيط رتم مشيته ... أنعقد لساني .. أرتاع قلبي .. جن عقلي .. وتخشب جسدي ..
وأنا أراه بات جالسا بالقرب مني على السرير .. وابتسامة قذرة على وجهه تدنس بصري المتسع الزوايا ...
وضع يده على كتفي .. فانتشرت في جسدي شحنة كهربائية .. أطلقت ردة فعل لا إرادية تمثلت في قول الذي هز أرجاء الغرفة:
- " أبتعد عني أيه القذر "
تلك العينان اللتين كانتا تلهبا بدني .. تحولت إلى شرر .. يعلوهما تقطيبه حادة الزوايا .. والابتسامة تقلصت .. و بانت أنياب الذئب الثائر .. وهو يغير جهة يده من كتفي .. إلى ذراعي .. فشد الخناق عليه .. وهو يصرخ بأعلى طبقة من صوته عليه:
- " أنا القذر أم أنتِ أيته الخائنة .. اتظنيني لا أعلم بأم سامر ... لا أعلم بقدومه .. وبأنكِ أدخلته البيت في غيابي .. لا تنكرين .. لقد رأيتكما بعيناي .. قول لي ما الذي قال لكِ ؟ .. ما الذي تحدثتما به . .؟ الطلاق أليس كذلك .. ؟ لهذا أنتِ مصرة على الطلاق ..؟ لكي تذهبي له .. أليس كذلك أيته الخائنة ؟ "
كان الألم الصادر من قبضته الحديدية يرسل موجات صارخة صوب عقلي .. الذي عجز عن تحمل الوجع أكثر من ذلك .. فقلت وأنا أقذف عليه بضربات من يدي الحرة على كفه المقيدة لذراعي .. وآآآآآآآآآآهات الألم تقاطع كلماتي:
- " ما دخلك أنت؟ أنت ولا شيء في حياتي.. أنت نكرة أيه السكير .. عد إلى رفاقك .. عد إلى الخمر الذي تعشقه .. وتركني وحالي .. وأرحني منك .. فأنا أكرهك... أكرهك .. أكرهك .. لهذا أريد حريتي .. لأنني لم أعد أطيق رأيت وجهك البغيض .. أكرهك .."
رفع يده الأخرى .. وعيناه تغليان من الغضب .. فتيقنت في قرارة نفسي بأنه سوف ينهال عليه بالضرب .. فأغمضت عيناي مستسلمة لمصيري ..
انتظرت ... وانتظرت .. وانتظرت مصيري المحتوم .. بلا جدوا .. ففتحت ُ أحد عيناي ببطء ... لتتبعها الأخرى وأنا أرى تلك اليد المرتفعة قد تكورت .. وضلت معلقة في الهواء .. فأتجرأ وأسلط بصري صوب وجهه .. الذي طفا غليله .. وأكاد أجزم بأني لمحتُ طيف دمعة يتيمة على رمش عينه اليمنى ... ليشيح بوجهه بعيدا عن مرآي .. وأبدا بالشعور بقبضة يده ترتخي على ذراعي ..
وما هي إلا ثواني معدودات .. لينتفض جسده واقفا .. ويمشي بعيدا عني راحلا من الغرفة .. ساحبا الباب وراءه بقوة ...
وأنا متجمدة في وضعيتي نفسها .. غير مستوعبة لما صار ...
ما هي إلا دقائق مرة وأنا متقوقعة في كينونة الصدمة والصمت يناجيني ..
ليخترق صوت الصمت قذائف تنهال على باب غرفتي .. فترتعد أوصال .. وتجحظ عيناي المتسمرتان جهة الباب .. الذي ينذر بسقوط بأي لحظة ... لم أعلم ماذا أفعل .. تجمدت أطرافي .. تخدر عقلي ..
وجاء صوته الرعدي ليزيد خوفي رعبا:
- " تكرهيني ... قلتِ بأنكِ تكرهيني .. لمعلوماتكِ فقط .. أنا الذي أكرهكِ ومن كل قلبي أيضا .. دمرتِ حياتي .. أفسدتِ مستقبلي وشبابي الذي يضيع مو واحدة عاجزة مثلك .. نعم أنتِ بلا فائدة .. لا قيمة لكِ.. اتظنيني متمسكُ بكِ لأجل سواد عيناك .. لا .. أنا مجبور بأن لا أطلقكِ .. بسبب أبي .. ولأنكِ أمانة في عنقي .. لولا ذلك لطلقتكِ منذ زمن وارتحتُ من همك وقرفك .. أيته الخائنة.. أيته القذرة .. أنتِ القذرة ليس أنا .. أنا أشرف منكِ يا التي لا تصون حرمة بيتها وزوجها .. أكرهك .. أكرهك يا أيته العاجزة .. "
أغرقت عيناي بدمع .. رغم ذلك لم تنسكب .. صرخات تحاشدت على طرف لساني .. لكن لم تخرج .. أتنفس الهواء .. لكن لا يدخل الأكسجين إلى رئتيه ..
ببساطة .. تهتُ في مشاعر متضاربة ... لا هوية لها ... وأذناي تلتقطان الصمت من جديد .. كما يبدو بأنه رحل .. لكن لم أكترث بذلك .. فأنا كنتُ ... والله لا أعلم أين كنتُ لحظتها ... وفي أي خانة من المشاعر أصنف نفسي ...



***




أرجو بأن يكون الفصل يستحق الوقت الذي قظيته بقراءته :31-1-rewity:







روابط فصول الرواية ...




الفصل الثانى** معــــــــذبتي **


الفصل الثالث ** معــــــــذبتي **

الفصل الرابع ** معــــــــذبتي **





الفصل التاسع https://www.rewity.com/vb/6129422-post432.html

الفصل العاشر https://www.rewity.com/vb/t172538-50.html

الفصل الحادي عشر
https://www.rewity.com/vb/6281352-post552.html

رابط تحميل الكتاب ككتاب الكتروني

يجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفي


توقيع للكاتبة وأجمل قارئات وفواصل من تصميم المبدعة بنوتة عراقية :elk:

التوقيع



فاطمة كرم 21-08-11 05:59 AM

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أهلا بكِ وجع الكلمات وبروايتك الثانية " معذبتي " عنوان مؤلم :(

البطلة المعذبة بين زوجها مجد وبين سامر الذي لم نعلم بعد من هو

بداية لا مبرر للخيانة حتى لو كانت تكرهه وليست الخيانة بخيانة جسدية فقط ولكن التفكير بأخر هي خيانة أيضاً

مجد تغير من أجلها بعد فساد طال زمنه كما يبدو من صديقه السابق عمار الديوث ولكنها لم تلين أتوقع أن زواجه منها مدبر طمعاً في إرثها ربما هي إبنة عمه ووالده كان وصياً عليها ربما , هذا يفسر جرأتها في طلب الطلاق يبدو أنها تطلبه وهي في موضع ثقة ولو قليلاً

حزنت من أجلهما ومن أجل فاطمة ربنا ينجيها مما هي فيه

في إنتظار الفصل الثاني كي تتضح الصورة فكل ما توصلت إليه تخمينات :31-1-rewity:

أسلوبك جميل دافيء ولكن انتبهي عزيزتي للأخطاء الإملائية كثيرة جداً في الفصل

أيضاً إنتبهي لعنصر الزمان والمكان في الرواية

في أمان الله عزيزتي :elk:


nokn 21-08-11 06:47 AM


وجع .. الرواية شكلهـا أكثر من رائعة كعـادتكـ .. هذه المرة سأتابعك .. لإنني تشووقت جداً لمعرفة المزيد عن الجميع .. ربما لم تذكري أسماء الأبطال كثيراً .. لكننى تعلقت بالجميل ...
في إنتظار فصل جديد .. أجمل وأرقى ... وفي المقـدمة دائماً يا قلبي..
متابعكي إن شاء الله .. أنتِ ومعذبتي ..

وجع الكلمات 21-08-11 11:55 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لي عودة بردود تليق بزهرتين اللتين زينتا بستاني :)

لاراا.بيسكو 21-08-11 01:33 PM

وعليكم السلام والرحمة..
الله الله عليك ياوجع الفصل روعة بجد وهذا يعني انه الرواية اكثر من رائعة حبيبتي
بس انا مفهمت شي واحد اللي كان بيشرب مع عمار وشاف البنت المحجبة بتدخل الغرفة مجد ولا مين؟؟؟
يعني فاطمة هي العاجزة واللي اتكلم معها بالبداية صحيح؟
يلا ان شاء الله نعرف كل شي بالفصول القادمة
ومابتتاخري علينا حبيبتي

نسيم الغروب 21-08-11 04:36 PM


مساء الخير
ألف مبروك وجع على القصة الجديدة
التي يبدو بأنها تحمل الالم والخيانة والقسوة والخوف والامل
مجد
يعيش بتلك الدوامة التي تسببت بها معذبته يحبها ولكنه يكرهها بنفس الوقت لانه يعتبرها خائنة وتحب سامر وهو محق بأحساسه
تغير من اجلها ولاجلها ولكنه عاد الى مسار هجره في رحلته ليعود الى نقطة الضياع مع المدعو عامر
ذلك الاخر الذي لايعرف الحلال من الحرام وهو يعرض حرماته لخطر اصحابه في الخمر والرذيلة

المعَذبة والمُعذبة
تقاوم عجزها وتسعى لتتحرر من سجنها من اجل حبيبها فهل يا ترى هو يستحق ذلك ؟؟؟

شكراً لكِ موجعة الكلمات
سلملم

asmasa 21-08-11 06:37 PM

اخيراااااااااا في قصه طويله لوجع الروح باين الروايه ولا اروع حبيتها من عنوانها معذبتي, مجد متناقض باين من حكيه بينه وبين نفسه انه بحبها او هيك انا حسيت, لانه ما كان غير من حاله لولا هاي السبب بس الحب بقدر عهيك شيء.
شو سر هالزواج؟ باين انه انفرض عليها ومجد هيك بحاول يبينلها مع انه مو صحيح؟
سامر مين وليه تتفكر بواحد غير زوجها وما بتحاول تنتبه لحسناته ومنها انه تغير كرمالها هي انتبهت بس لما رجع سكران بليله وحده بس ما كانت تنتبه بباقي الليالي............
انشالله الامور بتتصلح لانه بصراحه حبيته لمجد.................

رائعههههههههه وبالانتظار وبليز ما تطولي بتنزيل الفصول

هبة 21-08-11 10:36 PM

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ...



يا هلا بالحامل و المحمول ... هلا بوجع الكلمات و معذبتى ... متشوقة من الآن للفصل القادم ...



لن أخمن و لن آخذ صف واحد منهم لغاية الفصل القادم لكى تتضح الصورة ... طبعاً ما عدا فاطمة ربى يحميها و يخلصها مما هى فيه ... حسبى الله و نعم الوكيل فى أخيها و فى الخمر الذى أفقده عقله و نخوته ...




وجع متابعاكى و شكراً لك

وجع الكلمات 22-08-11 01:06 AM

:elk::371094338:
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة * فاطمة كرم * (المشاركة 5556707)
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أهلا بكِ وجع الكلمات وبروايتك الثانية " معذبتي " عنوان مؤلم :(

البطلة المعذبة بين زوجها مجد وبين سامر الذي لم نعلم بعد من هو

بداية لا مبرر للخيانة حتى لو كانت تكرهه وليست الخيانة بخيانة جسدية فقط ولكن التفكير بأخر هي خيانة أيضاً

مجد تغير من أجلها بعد فساد طال زمنه كما يبدو من صديقه السابق عمار الديوث ولكنها لم تلين أتوقع أن زواجه منها مدبر طمعاً في إرثها ربما هي إبنة عمه ووالده كان وصياً عليها ربما , هذا يفسر جرأتها في طلب الطلاق يبدو أنها تطلبه وهي في موضع ثقة ولو قليلاً

حزنت من أجلهما ومن أجل فاطمة ربنا ينجيها مما هي فيه

في إنتظار الفصل الثاني كي تتضح الصورة فكل ما توصلت إليه تخمينات :31-1-rewity:

أسلوبك جميل دافيء ولكن انتبهي عزيزتي للأخطاء الإملائية كثيرة جداً في الفصل

أيضاً إنتبهي لعنصر الزمان والمكان في الرواية

في أمان الله عزيزتي :elk:



أهلا ومرحبا وسهلا بكِ أختي العزيزة فاطمة :32-1-rewity:

قبل أن أرد على كلامك إلي أنا سعدتُ به كثيراااا .. حابة أن أشكرك لأنك أول من قص شريط الردود في روايتي المتواضعة .. فشكرا جزيلا لكِ :elk:

وإن شاء الله ما يكون الرد الأخيرا يا رب :31-1-rewity:

(( بداية لا مبرر للخيانة حتى لو كانت تكرهه وليست الخيانة بخيانة جسدية فقط ولكن التفكير بأخر هي خيانة أيضاً ))

أوافقكِ الرأي تماما :31-1-rewity: فالخيانة ليست بالجسد فقط ...

لكن .. هل هي تخونه حقا أم لا ...

وهل مجد بريء أم لا ..

أسئلة أريد بأن تدور في رأسكم :) فهذا هدفي .. ومنه تولد متعتي بالكتابة :) شريرة أعرف ..

أشكرك لمشاركتي تخميناتك.. والآتي مع الفصول القادمة سوف نكتشف إذا صدقت أم خابت :31-1-rewity:


فاطمة وما أدراكِ ما فاطمة .. فالقدر يخبء لها الكثيرررررررر والكثيرررررر .. والفصول سوف تكشفها ... على اسمك ترى :) .. لازم تتعاطفي معها غصب طيب :31-1-rewity: ..


(( أسلوبك جميل دافيء ولكن انتبهي عزيزتي للأخطاء الإملائية كثيرة جداً في الفصل

أيضاً إنتبهي لعنصر الزمان والمكان في الرواية ))

شكررررررررررررررررررررررر ررررررررا من القلب على هالوصف الذي أتشرف به ..

وشكرا من صميم قلبي على تنبيهك ... :31-1-rewity:

بخصوص الأخطاء الإملائية هذه ليست أول مرة أحد ينبهني عليها .. أنا قاعدة أحاول أتلافاها .. وإن شاء الله مع الوقت تتقلص .. حتى تختفي نهائيا ... قول آمييييييييييييين :)

أما بخصوص الزمان والمكان .. إن شاء الله بحاول أركز على هالنقطة بعد في الفصول القادمة


والتي سوف تكشف الكثير والكثير من خبايا الرواية ..


أكرر للمرة المليون شكرررررررررررررررررري منه لا يوفيك حقك :32-1-rewity:


ويا رب ويا رب ما تكون آخر مرة أجد ردك ونقدك البناء يزين لوحتي المتواضعة :31-1-rewity:


دمتي بحفظ الرحمن ورعايته :31-1-rewity:

وجع الكلمات 22-08-11 01:13 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nokn (المشاركة 5556876)

وجع .. الرواية شكلهـا أكثر من رائعة كعـادتكـ .. هذه المرة سأتابعك .. لإنني تشووقت جداً لمعرفة المزيد عن الجميع .. ربما لم تذكري أسماء الأبطال كثيراً .. لكننى تعلقت بالجميل ...
في إنتظار فصل جديد .. أجمل وأرقى ... وفي المقـدمة دائماً يا قلبي..
متابعكي إن شاء الله .. أنتِ ومعذبتي ..


وأحلىىىىىىىىىى زغروطة لنهال إلي عرفت أخيرا تقرأ الطلاسم إلي أكتبهاااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااا :sm92:

https://files.fatakat.com/2009/11/1258267761.gif


تسلمين لي عالى هالرد العسل وسكر مثلك :heeheeh:


وإن شاء الله معالم الرواية مع الوقت بتتظح .. وبتعرفين الأبطال جيدا .. اسمائهم كذلك ..


بس لا تحرميني من هالنور :31-1-rewity::31-1-rewity::31-1-rewity:



شكررررررررررا جزيلا من القلب لكي أختي الغالية وتؤم الجنون المرافق لي في دربي :heeheeh::heeheeh:


دمتي بحفظ الرحمن ورعايته :31-1-rewity:


الساعة الآن 04:51 AM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.