آخر 10 مشاركات
نوح القلوب *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          376 - الزوجة العذراء - ماريون لينوكس (الكاتـب : monaaa - )           »          372 - هروب إلي ناره - ميلاني ميلبورن ... ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          130-كلمة السر لا-أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          كنزي أنا (53) -ج3 من سلسلة زهور الحب الزرقاء- للمبدعة: نرمين نحمدالله *كاملة&الروابط* (الكاتـب : نرمين نحمدالله - )           »          أطياف الغرام *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : rainy dream - )           »          468 - لهيب الظل - ريبيكا وينترز ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          31- المسافرة الى الحرية - ماغ وسغات - روايات عبير الجديدة (الكاتـب : samahss - )           »          للأبلاغ عن الروابط والصفحات المعطلة (الكاتـب : اسفة - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > مكتبات روايتي > منتدى الـروايــات والمسرحـيات الـعـالـمـيـة > منتدى باربرا كارتلاند

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-09-17, 11:02 AM   #1

بلا عنوان

نجم روايتي ومشرفةسابقةونجم مسابقة الرد الأول

 
الصورة الرمزية بلا عنوان

? العضوٌ??? » 231
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 30,617
?  نُقآطِيْ » بلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond repute
Rewitysmile10 121. غزاة الحب .. باربرا كارتلاند ( كتابة )


كل عام والجميع بخير

وعيد أضحى مبارك

هدية حصرية بسيطة بمناسبة العيد رواية













بلا عنوان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-09-17, 11:04 AM   #2

بلا عنوان

نجم روايتي ومشرفةسابقةونجم مسابقة الرد الأول

 
الصورة الرمزية بلا عنوان

? العضوٌ??? » 231
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 30,617
?  نُقآطِيْ » بلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond repute
افتراضي

~(( غزاة الحب ))~

~ الفصل الأول ~

1873
- أنا هنا ، أنا هنا .
فكرت ثيولا بذلك، ولولا الخجل لصرخت بهذه الكلمات بأعلى صوتها.
لقد كان يبدو صعبًا بشكل ما حتى بعد مغادرتهم انكلترا انهم سيصلون في النهاية إلى كافونيا.
كانت السفينة التي نقلتهم من مارسيليا قد وضعت مراسيها الأن ف فأمكنها أن ترى جموعَا محتشدة على الرصيف منتظرين استقبال كاترين.
كان يبدو لها بمثابة الحلم أن يسمح لها بالسفر مع خالها، سبتيموس بورن وابنة خالها اللايدي بورن، في هذه الرحلة التي ستنتهي بتنصيب كاترين ملكة على كافونيا.
كانت ثيولا تعلم جيدَا انه ليس العطف هو الذي جعل قريبيها يحضرانها معهما، وإنما كان الأمر ببساطة هو أنهما لم يجدا فتاة مناسبة تقبل بالحضور معهما كوصيفة لكاترين.
وذلك أن أولئك الذين في مستوى والدي كاترين قد رفضوا بحزم ما كانا يظنان عرضه عليهم شرفا، وذلك بقولهم انهم لا يريدون إرسال بناتهم إلى مثل ذلك البلد النائي في أوروبا التي تعاني من الفوضى والإضطرابات.
قال خالها غاضبا وهو يفض الرسالة بعد الأخرى على مائدة الإفطار:
- يا للحمقى الجبناء.
كان كل جواب لطلبه ذاك يحمل نفس العذر وهو انهم لا يعتبرون كافونيا بلدا آمنا أو جميلا تمضي فيه بناتهم سنتين أو ثلاث من صباهن.
وقالت زوجة خالها من الطرف الآخر للمائدة:
- أرجو من كل قلبي أن يكون ذلك البلد هادئا.
فقال مؤكدا:
- انها كلذلك طبعا، وكما تعلمين جيدا يا أديليد إن كافونيا هي بلد مستقل من سنوات طويلة ، والأن بعد أن استقرت الأمور في اليونان تحت حكم الملك جورج لم يعد هناك سبب للخوف على سلطة الملك فرديناند، وبعد فها هو قد حكم البلاد اثنتي عشر سنة دون أية مشاكل.
فسكتت أديليد بينما هتفت كاترين متذمرة:
- لا أريد التعرض لأي خطر يا أبي، فأنا لا أستطيع سماع صوت الرصاص.
فأجاب:
- إن شعب كافونيا مشهور بقدرته القتالية وهذا هو السبب في حذر الإمبراطورية العثمانية منهم وتركهم وحدهم، فالبلاد جبلية ما يجعلهم يحتاجون لغزو كالفونيا إلى جيش ضخم بما في ذلك خسارة كبيرة في الأرواح.
فقالت ثولا:
- لقد سبق وغزا الأتراك ألبانيا.
فقال خالها ببرود:
- هذا شئ أعلمه تماما وعندما أحتاج إلى معلومات منك فسأطلبها بنفسي.
فقالت:
- أسفة يا خالي سبتيموس.
فقالت أديليد:
- إن ما علينا التركيز عليه حقا هو العثور على من ترافق كاترين، يجب أن يكون لها وصيفة وقد طلبنا ذلك من كل فتاة مناسبة لذلك.
انزعج الوالد فهو لا يكره شيئا مثل أن يرفض له أحد طلبا، كان قوي الشخصية ذا قسوة جعلته فظا في معاملته لمن هو أضعف منه.
ونظرت إليه ثيولا وهي تفكر بخوف في أنها لا بد ستتعرض لعقاب أليم لما سببته من ضيق لهذا الخطأ التافه الذي اقترفته، لا لشيء إلا لينفس خالها بذلك عما يشعر به من خيبة لرفض أولئك الناس لطلبه.
وقالت أديليد:
- ما رأيك في ان نطلب ابنة السيد بييربوينت ؟ صحيح أنني لا أبحها لأنني أراها ذات سلوك متسرع وعلى شئ من الوقاحة، ولكن لا شك أن والديها سيرضيهما تنازلنا إذ ندعوها لمرافقة كاثرين.
فأجاب بغضب:
- لا أريد المزيد من الرفض فقد قررت أن ثيولا هي التي يجب أن ترافق كاثرين.
- ثيولا؟
هتفت أديليد بذلك بصوت ينطق بالذهول.
فقال:
- لا أريد المناقشة في ذلك فقد حزمت أمري، سترافقنا ثيولا إلى كافونيا، وستبقى هناك إلى أن نجد امرأة مناسبة أكثر منها فتأخذ مكانها.
خافت ثيولا من أي تعليق يصدر عنها قد يضايق خالها فيغير رأيه.
وبعد أن امضت نهارا حافلا بالتعب والارتباك جلست ليلا في غرفتها حيث اخذت تناجي أباها بقولها:
- إنني ذاهبة إلى كافونيا يا أبي فهل أنت مسرور؟ إنها ليست اليونان بل مدينة قريبة منها ، وأكثر أهلها من أصل يوناني أه يا أبي كم اتمناك معي.
كانت تمر عليها لحظات كثيرة بهذا الشكل منذ وفاة والديها ومجيئها لتعيش في قصر خالها الكئيب الخالي من البهجة في ويلتشاير حيث لخالها أملاك واسعة كان خالها أحد أغنى أغنياء انجلترا، واكثرهم شحا وبخلا كما إن زوجته أديليد والتي كانت قبل زواجها تدى اللايدي ايدليد هولتز ملدرستين كانت لا تقل عنه شحا وبخلا.
ولم تجد ثولا في بيتها الجديد من وسائل الراحة ما اعتادته في ذلك الكوخ الصغير الذي عاشت فيه مع واليدها قبل موتهما.
ولكنها لم تكن تعاني في قصر ويلبسورن من الآلام الصحية فقط فقد كانت هناك القسوة العقلية التي كانت مرغمة على احتمالها يوما بعد يوم إلى ان تفتش كحيوان خائف عن مكان تختبئ فيه هربا من المزيد من الآلام، لقد كانت تعلم كما كانت اخبرتها أمها مقدار الكراهية العميقة التي كان يشعر بها خالها نحو مافعلته اخته الوحيدة إذ هربت مع معلمه.
كان مايزال يتعلم في اكسفورد عندما تعاقد أبوه مع معلم ليعطيه دروسا خاصة أثناء عطلته إصرارا منه عل أن ينجح بنيل الشهادة.
كان الاستاذ ريتشارد وارين لامع الذكاء في التاسعة والعشرين من عمره قد اختص بتدريس أعمال مشاهير كتاب الإغريق واللاتينيين بكل نجاح ما جعل عددا كبيرا من الارستقراطيين ينجحون في نيل شهاداتهم النهائية بفضله ورقم ثقافته وانحداره من عائلة محترمة لم يكون والده يرى له شأنا يذكر.
وانعكس موقفه هذا على ابنه سبتيموس الذي كان لا يقل ثورة وسخطا عن أبيه عندما تبين أن ريتشارد وارين هذا وقع في غرام اخته الوحيدة اللايدي اليزابيث بورن.
واتخذ ريتشارد وارين في مثل هذه الحالة السلوك المناسب إذ دخل إلى مكتب الوالد طالبا يد ابنته، ليقابله هذا بكل أنواع الشتائم وليطرده بعد ذلك من القصر وتبعته اللايدي اليزابيث وأحدث قرارها معه فعل مأساة في البيت ومضت سنوات لم يكون مسموحا اثناءها بذكر اسم اليزابيث.


بلا عنوان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-09-17, 11:06 AM   #3

بلا عنوان

نجم روايتي ومشرفةسابقةونجم مسابقة الرد الأول

 
الصورة الرمزية بلا عنوان

? العضوٌ??? » 231
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 30,617
?  نُقآطِيْ » بلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond repute
افتراضي

وبعد اربع سنوات من فرارها وزواجهما ولد ثيولا فكتبت اليزابيث إلى والديها تخبرهما بولادة حفيدة لهما ولكن الرسالة عادت إليها غير مفتوحة.
وفقط عند اعلان مقتل اليزابيث وزوجها في اصطدام قطار زار سبتيموس والذي كان الان قد ورث عن ابيه الكوخ الصغير خارج اكسفورد والذي كانا يعيشان فيه.
وهناك اخبر ثيولا التعسة الشاحبة الوجه بأنها من الأن فصاعدا ستعيش في منزله.
وكان سبتيموس قد تزوج ( روايتي ) عندما كان في الواحدة والعشرين وولدت له زوجته كاترين والتي كانت أكبر من ثيولا بعام واحد.
قال لها حينذاك بخشونة :
- لا تظني أنني مسرور بإيوائك تحت سقف بيتي فإن سلوك والدك كان بالغ الحقارة ولن أغفر له أو لأمك ابدا ما ألحقاه باسم عائلتنا من عار.
فسألته ثيولا بدهشة:
- عار؟ ولكن أي خطأ اقترفاه باستثناء هروبهما ليتزوجا؟.
- اتظنين أن ليس ثمة عار في أن تتزوج شقيقتي من رجل يحصل معيشته من وراء التعليم.. رجل اسلافه من حثالة الناس؟.
فردت عليه ثيولا بحدة:
- هذا ليس صحيحا لقد كان والدا أبي محبين كما كانا محترمين جدا في بيدفورد شاير حيث كانا يعيشان وأبي نفسه كان شخصية لامعة ككثيرين...
وسكتت فجأة عندما صفعها خالها على وجهها بشدة وهو ينفجر فيها قائلا بعنف:
- كيف تجرؤين على مجادلتي؟ فليكن هذا واضحا لك منذ البداية يا ثيولا حيث انك ابنة اختي فأنا لن اسمح بأن تموتي جوعا ولهذا ستعيشين في منزلي على أن تيطيعيني وألا تأتي على ذكر أبيك أو أمك أمامي أو أمام أي كان هل هذا مفهوم؟
وشعرت ثيولا بخدها يلتهب ولكنها لم تضع يدها عليه واكتفت بأن تنظر إلى خالها وهي تشعر بصدمة أكثر منها خوفا وذلك إزاء أول ثورة عنيفة تواجهها في حياتها ولكنها تعلمت أثناء الشهور التي تلت أن خالها على استعداد لصفعها كلما ضايقته وكثيرا ما كان يحدث هذا.
وكان يضربها أيضا إذا ما أظهرت أي تمرد ولم يكن هذا عذابا فقط إذ كان يتركها ضعيفة شبه مغمى عليها وإنما كان كذلك يكوي نفسها بنار الظلم.
ولم تكن تعرف من قبل أن من الممكن أن يحوي العالم أناسا مثل خالها وزوجته فإذا كانت صفعات خالها مؤلمة فإن لطمات زوجته ولومها المتواصل كان كل ذلك اصعب مما يمكنها احتماله.
ولم تكن ثيولا قد تصورت ماهية العيش مع الكراهية فقد كان الحب يحيط بها على الدوام، الحب الذي كان يكنه والداها كل للاخر والذي يبدو انه كان يشع حولهما كلما كانا معا، كما كان الحب الذي كانا يسبغانه عليها يشعرها على الدوام بأنها شئ ثمين حقا.
وبعد أشهر قلائل كانت حافلة بالعذاب ابتدأت تتحرك في أنحاء القصر ببطء املة بألا يلحظ وجودها أحد.
حاولت إنشاء صداقة مع ابنة خالها كاثرين ولكنها وجدت ذلك صعبا فقد ورثت كاثرين طبيعة والديها الباردة الشعور فكانت لا تكترث بأي شخص إلى إذا كان في ذلك ما يعود إليها شخصيا.
وسرعان ما وجدت ثيولا أن عليها ان تدفع اجر سكنها وطعامها في بيت خالها وذلك بأن تكون عاملة عند كاترين وبتحولها إلى خادمة خاصة لها.
فكانت تذهب وتجئ لاحضار الأشياء ونقلها وذلك منذ اللحظة التي تستيقظ فيها في الصباح إلى ان تذهب إلى فراشها في الليل.
وكانت ترفو وتكوي ملابس كاترين كما كان عليها أن تغسل لها أثوابها جميعها وتستمع إلى مديحها لنفسها عالمة بأن من المتوقع منها الموافقة على كل ما تقوله ابنة خالها وإن الجدال معها هو حري بأن ينزل على العقوبة على رأسها.
قالت كاترين مرة:
- غالبا ما أرى ان لي ملامح أغريقية.
ومنعت ثيولا نفسها بجهد بالغ من أن تقول ان هذا غير صحيح أبدا ذلك أن كاثرين لم تكن تشبه أبدا الاغريقيين بل كانت نموذجا للفتاة الإنجليزية كما أن تقاسيم وجهها لم تكن ذات جمال خاص.
ولكنها كانت تعتبر حسناء لمجرد طبقتها في المجتمع إذ تبدو في الحفلات بأتم أناقة كما تتصرف بكبرياء تقرب من الوقاحة.
وكانت ثيولا تعرف عن بلاد الاغريق اكثر مما تعرفه عن أي مكان أخر في العالم ذلك أن بلاد الاغريق كانت عشق أبيها وهاجسه الوحيد، ولطالما تحدث إلى ابنته ثيولا عن اساطيرها فيريها صور شخصياتها مشعلا في نفسها بعض ما يشعر به من حماس نحو اكثر الحضارات المعروفة في التاريخ جمالا.
لقد علم ريتشارد وارين ابنته كما علم كثيرين من تلاميذه كيف يحبون اعمال مشاهير الاغريق قائلا:
- لا يمكنك ان تفهمي في الحقيقة مشاعر شعب إذا تعلمت لغته.
وهكذا تعلمت ثيولا الفرنسية والالمانية واللاتينية واليونانية كما كانت تقرأ لوالدها اعمال كبار المؤلفين وعندما كانا يتحدثان عنهم كان يستمع إلى ارائها تماما كما كان يتوقع منها ان تستمع إلى آرائه.
لم تكن تظن قط أن من الممكن أن يكون هناك رجل في أهمية خالها لم يقرأ كتابا قط ومع هذا كان يحكم على اي موضوع مفروغ منه دون أن يدع مجالا لأحد بأن يجيبه.
كانت أحيانا وهي في غرفتها ليلا في القصر مرهقة منهكة الجسم من المهمات الملقاة على عاتقها أثناء النهار كانت تشعر بعقلها متعطشا إلى مناقشات أدبيه ولكن كان من الصعب عليها أن تجد وقتا للقراءة كما أن الأنوار كانت تضئ كل غرف القصر ماعدا غرف النوم التي تضاء بواسطة شموع وذلك اقتصادا من النفقات وبالنسبة إلى ثيولا والخدم فهذا كان بشكل محدود تماما.
ولهذا كان من المتعذر عليها القراءة اثناء الليل أما في النهار فلم يكن لديها وقلت لذلك.
وهكذا اكتفت ثيولا بتلاوة الأشعار في الظلام بينها وبين نفسها وكذلك قطع نثرية كانت تقرأها مع أبيها وكانت تلك القطع تعيد إليها ذكرياتها التي كانت تبدد تعاستها وتهدهدها لتستغرق في نوم عميق.
ومع كل هذا وبعد عام من الظلمة والتعاسة إذا بها وبشكل لا يصدق تصبح في كافونيا ، وكان أقرباء والدة كاترين والذين كانو نمساويين هم الذين تدبروا أمر زواج كاترين من ملك كافونيا فرديناند والذي هو ابن عم ملك اليونان.
وكان شعب كافونيا قد حذا حذو اليونان ودول أوروبية أخرى فدعوا فردا من عائلة مالكة أجنبية ليحكمهم وهكذا جعل الكافونيين من فرديناند ملكا لهم، وكانت ثيولا تعلم أنهم فكروا مرة في دعوة ملك ليحكمهم وذلك من اسكندينافيا.
فقد كان الملك جورج ملك اليونان والذي هو الابن الثاني لوارث عرش الدانمارك قد حكم البلاد عشر سنوات وطد فيها دعائم البلاد جلب السلام لشعبها.
ولكن لم يكون هناك أمير دانماركي أو سويدي جاهز للحكم وهكذا اختاروه عوضا عن ذلك الامير فريديناند وهو من أقرباء الامبراطور فرانسوا جوزيف النمساوي ( روايتي ) فقبل هذا العرض بحماس وكان من الصعب أن يعرف المرء في انكلترا الكثير عنه سوى انه في الخامسة والثلاثين من العمر وأنه كان قد سبق له الزواج ولكن زوجته توفيت منذ سنتين دون أن تترك له وريثا.
كانت أديليد قد قالت لابنتها:
- إنني لم ار فرديناند منذ كان صبيا ولكنه يبدو في الصورة يشبه الامبراطور فرانسوا جوزيف عندما كان صبيا.
وتنهدت راضية ثم تابعت تقول:
- البروتوكول في قصور فيينا الملكية في منتهى الصرامة وارجو يا كاثرين ان تتذكريها عندما تصبحين ملكة.
فاجابت كاثرين:
- أحب الرسميات يا أمي بكل تأكيد، لقد كنت سمعت ع التقاليد الاجتماعية التي كانت تغيرت في عهد لويس نابليون ولا عجب أن حدثت عندهم ثورة.
فقالت الأم باستياء:
-من الأفضل الاقلال من ذكر الفرنسيين إنني واثقة من انك ستجدين فرديناند ملكا لائقا وحازما.
فأجابت كاثرين:
ارجو ذلك.
ورأت ثيولا ذلك مخيفا بعض الشئ لقد كانت قرأت عن أسرة آل هابسبورغ ما كون لديها فكرة عنهم كريهة تماما، كانت تفكر في أنه لابد للملوك والملكات من أن يحاولوا فهم شعوبهم وكانت تعلم أن هذا ما كان أبوها يقره.
فكرت في أنه لابد لكاترين من أن تتعلم لغة الشعب الذي ستحكمه ولكن عندما ذكرت لها هذا ردت كاترين بحدة:
- الملك فرديناند لا يجيد سوى الانجليزية والالمانية فلماذا اتعلم أنا اللغة الكافونية التي لا يتكلم بها أحد خارج البلاد؟
فقالت ثيولا:
- ولكنك ستعيشين فيها.
أجابت كاترين:
- أنا لا اتصور انه ستكون لي صلة بالشعب والذين في القصر الملكي لا بد أنهم يتكلمون الانجليزية أو الالمانية مثل ملكهم.
وعجبت ثيولا لهذه الطريقة الغريبة التي يحكم بها ملك شعبا لكنها كانت أذكى من أن تصرح برأيها هذا ولكنها صممت على تعلم اللغة الكافونية والتي كانت واثقة من أنها لن تجدها صعبة حيث انها فرع من اللغة اليونانية التي تحسنها هي وسرعان مااكتشتفت صحة هذا عندما اعتلت متن السفينة التي كان الملك أرسلها لتنقلهم من مارسيليا وكانو قد سافرا في الأرض الفرنسية بالقطار تحيط بهم رفاهية بدت لثيولا مفرطة بالنسبة لما تعودته من بخل خالها وتقتيره في النفقات.


بلا عنوان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-09-17, 11:07 AM   #4

بلا عنوان

نجم روايتي ومشرفةسابقةونجم مسابقة الرد الأول

 
الصورة الرمزية بلا عنوان

? العضوٌ??? » 231
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 30,617
?  نُقآطِيْ » بلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond repute
افتراضي

وكان هناك مرافق رسمي لهم إلى جانب سكرتير خالها وخادمه الخاص وخادمة لكاترين ثم هي بصفتها وصيفة وكان طبيب أديليد قد أعلن أن صحتها لا تتحمل مثل هذه الرحلة الطويلة.
وفكرت ثيولا في مبلغ المرارة التي ستشعر بها الام بعدم تمكنها من حضور حفل زفاف ابنتها إذ كانت تعاني من مشاكل في قلبها استمرت سنوات ما جعل خالها يصر على عدم المجازفة بالنسبة إلى زوجته.
وعندما حانت ساعة الوداع عند مدخل القصر بينما العربة تنتظر لتقلهم إلى محطة القطار خيل إلى ثيولا إنها ترى لأول مرة منذ عرفت زوجة خالها مايشبه الدموع في عينيها وشئ من الرقة في ملامحها القاسية.
وكانت هذه تقول لابنتها:
- انتبهي إلى نفسك يا ابنتي الحبيبة سأفكر فيك دوما وطبعا سأدعو لك بالسعادة.
فقالت كاترين بصوت خال من المشاعر
- الوداع يا أماه.
ثم دخلت العربة بينما وقفت ثيولا بجانب زوجة خالها تقول بصوتها الرقيق:
- الوداع يا زوجة خالي.
نظرت زوجة خالها إليها وقد بدت في عينيها الكراهية وهي تقول بحدة:
- عليك أن تكوني حسنة السلوك يا ثيولا وتكوني ذات فائدة لكاترين.
- بالطبع يا زوجة خالي.
- أرى أن خالك قد اقترف غلطة كبيرة باخذك معه وكل ما أرجوه الا يندم على هذا .
كان في صوت أديليد نبرة حاقدة ولم تجد ثيولا سوى أن تصعد بسرعة إلى العربية لتجلس وظهرها إلى الجياد مواجهة خالها وكاثرين.
وعندما انطلقت العربة بهم قال خالها لابنته:
- من المحزن بالنسبة لأمك الا تتمكن من السفر معنا.
أجابت كاثرين ببرود:
- ان السفر سيزيد من مرضها ما سيبب الكثير من الضيق.
فقال خالها موافقا:
- معك حق طبعا، ولكن ربما كان من الأفضل أن نترك ثيولا معها فتكون على الأقل ذات فائدة.
وخافت ثيولا هل من الممكن أن يعيدها إلى القصر في أخر لحظة؟
ولكن كاثرين قالت:
- لقد فات أوان ذلك الأن يا أبي هذا إلى أن ثيولا ستنفعني خصوصا وأن إميلي ستتركنا في مارسيليا مع المرافق.
فقال خالها:
- إن اصطحاب خادمة انكليزية إلى مكان مثل كافونيا لافائدة فيه ابدا وكما كنت قلت أنت فإن ثيولا ستقوم بخدمتك إلى أن نجد خادمة كافونية تهتم بك.
ورأت ثيولا ان خالها كان محقا في أمر واحد فإميلي التي شعرت بالدوار في القطار لن تكون ذات فائدة في السفينة بكل تأكيد ورغم أن البحر المتوسط كان هادئا عندما أبحروا من مارسيليا فقد صادفتهم أكثر من عاصفة قبل أن يصلوا إلى ايطاليا ثم إلى الادرياتيك. اخذت كارتين تئن وتشكو بشكل متواصل ما جعل مضيفتين (بلاعنوان) تتعهدانها على الدوام هذا بالاضافة إلى ثيولا.
ولحسن الحظ كان هناك طبيب على متن السفينة اعتاد على معالجة المصابين بدوار البحر، وهكذا وصف لها حبوبا منومة جعل كاثرين تنام ساعات طويلة أصبحت ثيولا أثناءها حرة وكان هناك عدد من الكافونيين ذوي المراكز العليا يمثلون الملك، وقد أعجب بهم خالها كثيرا بينما ثيولا والتي شعرت بالسأم من الجلوس بمفردها في الصالون سرعان ما وجدا رجلا كافونيا قبل بأن يعلمها لغته.
كان في الواقع ضابطا مساعدا للفيلد مارشال رئيس المرافقين، وهكذا اخذت ثيولا تتوسل إليه مع الإصرار بأن يعلمها ما تريد.
فسألها:
- لم كل هذا الاهتمام يا أنسة وارين؟.
فأجابت:
- طالما اشتقت إلى زيارة بلادك يا كابتن بيتلوس.
- ارجو أن تجديها حسب توقعاتك.
- ستعجبني أكثر لو أمكنني التحدث مع شعبك وفهم ما يقولونه لي.
وعندما وجد الكابتن نيشياس بيتلوس بعض الكتب في المكتبة ووضع قلما وورقا على المنضدة في الصالون رأت أنه غير متفائل من انها ستكتسب شيئا من اللغة الكافونية قبل أن تصل إلى المرفأ.
ولكنه في اليوم التالي لتركهم مارسيليا هتف يقول:
- إنك رائعة لم أكن أعلم أن أحدا يستطيع أن يتعلم بمثل سرعتك هذه.
فقالت ثيولا باسمة:
الفضل في أن اكثر الكلمات هي يونانية الأصل.
فقال:
- إننا بالطبع مزيج من الشعبين اليواني والألباني إنما الأصل اليوناني يغلب علينا.
وأثناء اجتيازهم جزيرة صقلية كانت ثيولا تتكلمه معه بلغته بشئ من التردد ولكنها كانت تفهم كل مايقوله لها. وفي ذلك المساء هتف يقول:
- هذا شئ لا يصدق وكل ما أتمناه هو....
وسكت فسألته بفضول:
- ما الذي كنت تريد قوله؟.
- إنه شئ من الأفضل ألا أقوله.
- لماذا ؟
- لأنه قد يفسر بأنه انتقاد.
فنظرت ثيولا حولها في الصالون ثم قالت:
- كن شجاعا وقل ماهو، فليس هناك من يسمعك سوى الكراسي الفارغة.
ضحك الكابتن بيتلوس وقال:
- كل مافي الأمر هو انني اتمنى لو كان الملك بامكانه ان يتحدث بلغة شعبه.
فقالت له غير مصدقة:
- ألا يمكنه ذلك؟.
فهز الكابت بيتلوس رأسه نفيا:
- كلا لسوء الحظ.
- ولكن لماذا؟ فهو ملك منذ أكثر من عشر سنوات، هل هو غير مهتم بذلك؟.
فقال الكابتن:
- إنني واثق من أن لديه أسبابا كافيه لكي يفضل التحدث بلغته.
فقالت موافقة:
- وأنا واثقة من ذلك مع أن هذا يبدو غريبا كيف يحادث شعبه؟.
فأجاب بشبه ابتسامة:
- انهم يتعلمون التكلم بالألمانية.
فابتدأت ثيولا بالقول :
- ما اسخف هذا... وسكتت ثم عادت تقول:
- اسفة إذ انتقد بهذا الشكل.
فقال بجد:
- هذا شئ عليك ألا تفعليه أثناء وجودك في القصر وأنا أقول هذا لمصلحتك يا أنسة وارين وإذا علم الملك بحديثنا هذا أؤكد لك أنهم سيخفضون من رتبتي بينما يرسلونك إلى بلدك.
فنظرت ثيولا إليه ثم سألته بعد لحظة:
- هل هذا صحيح؟
أجاب :
-إنني احذرك لأن الانكليز هم عادة غير متحفظين في كلامهم وهذا غير مقبول في فيينا وبالطبع في كافونيا.
فقالت:
-أرى هذا غريبا جدا.
فقال:
- وهذا هو السبب في أنني انصحك بان تكوني في غاية الحذر.
ونظر من فوق كتفه قبل أن يضيف قائلا:
- وبالمناسبة لقد قال الفيلد مارشال إنه يعتبر كثرة جلوسنا معا شيئا غير عادي.
فنظرت إليه متوجسه وقالت:
- إني أسفة إذا كنت سببت لك الازعاج.
فقال:
- لقد كان ذلك أمرا سارا تمام وأنا أعني ذلك من كل قلبي.
وضعت قلمها من يدها وسألته باللغة الكافونية:
- حديثني عن بلادك أرجوك.
فسألها:
-أتريدين الحقيقة أم ما هو مكتوب في كتاب المرشد السياحي؟
- أريد الحقيقة طبعا.
- إن الكافونيين شعب سعيد بطبعه إذا لم يلحقه ظلم، فهم يحبون الضحك والتسلية والغناء.
وسكت لحظة ثم قال هامسا:
- ومنذ سنوات لم يعد باستطاعتهم القيام بأي من هذا.
فسألته:
- لماذا؟
- إنهم يعانون الكثير الأن من شظف العيش.
- ولماذا؟
بدا وكأن الكابتن بيتلوس ينتقي كلماته بعناية قبل أن يجيب قائلا:
- أولا فرضت عليهم ضرائب ثقيلة.
- ولكن لم هذا؟
فهز الكابتن بيتلوس كتفيه:
- بنايات البلديات، تحسينات في القصر الملكي ، جيش كبير.
- ظننتكم تعيشون بسلام مع الدول المجاورة من المؤكد ان تركيا لا تهددكم.
فقال كابتن بيتلوس:
- إن الاتراك مشغولون بحفظ الالبانيين تت سيطرتهم كلما اشتبكت تركيا بحرب مع دولة أوروبية اغتنم الالبانيين الفرصة للثورة.
- وماذا عن اليونانيين؟ هل لديهم نوايا سيئة نحو كافونيا؟
- كلا أبدا فالملك جورج يريد السلام.
- فماذا اذا هذا الجيش الكبير؟
ومرة أخرى بدا على الكابتن بيتلوس انه ينتقي كلماته بعناية قبل أن يجيب قائلا:
- هناك بعض التململ في البلاد.
- بين الفلاحين؟
- إنهم غالبا جائعون وعندما تحدث اضطرابات يهربون إلى الجبال.
فقالت :
- ولكن أليس الجيش مؤلفا من كافونيين؟
- اغلب الضباط هم نمساويون.
وعندما رأي الدهشة على وجه ثيولا اضاف يقول:
- إنني احد الاستثناءات.
فسالته رغم علمها أن هذا السؤال يشكل سوء ادب:
- ولماذا انت مستثنى؟
- لقد كان أبي انقد حياة الملك من اعتداء قام به أحد المتمردين وذلك حال قدومه لاستلام الحكم ومقابل ذلك قدم الملك إلى أسرتي امتيازات خاصة.
وكان قد نهض أثناء حديثه وابتدأ يغلق الكتب التي كانا يتكلمان منها ، ثم جمع الأوراق وقد بدا عليه أنه يريد أن ينهي هذا الحديث.
ولكن ثيولا عادت تسأله:
- ولكن لماذا دعوتم رجلا اجنبيا ليحكمكم؟ لابد أنه كان في كافونيا في الأصل اسرة ملكية.
فقال:
- لقد حكمت أسرة فازيلاس البلاد عدة قرون ولكن عندما مات أخر ملك كانت هناك خلافات كبيرة وصراعات حزبية دون أن يكون هناك وريث بالغ سن الرشد.
فسألته:
- وهل هناك وريث الأن؟
ودهشت إذ لم يجب الكابتن بيتلوس بشئ وبدلا من ذلك حمل كتبه وهو يقول:
-ارجو المعذرة يا أنسة وارين، إذ أظن أن الفيلد مارشال سيكون بحاجة إلي في مثل هذه الساعة لقد كانت مساعدتي لك في دراستك هذا النهار شرفا لي.
وخرج من الصالون بخطوات ثابتة عالي الرأس في بذلته العسكرية عند ذلك تنهدت ثيولا ساخطة.
كان هناك الكثير تريد أن تعرفه ولكنها رأت أنه إذا كان عليها أن تسحب كل معلومة عن كافونيا من الكابتن بيتلوس بالرغم عنه فلن يكون لديها وقت للتعلم.
ومع ذلك فقد ابتدأت في اليومين التاليين تكون فكرة عامة عما يحدث في البلاد ولكنها فكرت في أنها قد تكون تتخيل أشياء لا وجود لها (روايتي) ولكنها كانت متأكدة حت ولو لم يقل الكابتن ذلك، متأكدة من أن هناك اضطرابات اجتماعية في كافونيا وقلقا كامنا هو اكثر كثيرا مما استطاع سبتيموس أن يتصوره.
وعندما وصلوا إلى الميناء كانت ثيولا واثقة من أن الناس في هذا البلد قد أذلها القهر الذيس يسببه لها اسيادها النمساويون.
ولكنها في الواقع لم تجد ما يكفي من الوقت للتفكير في كافونيا أو في نفسها.
كان بحر الأدرياتيك هادئا ما جعل كاترين تترك قمرتها وتذهب إلى السطح.
كانت ثيولا هي الوحيدة التي بإمكانها أن تحضر لها الثوب الذي تريده وتسرح شعرها بالشكل الذي تهواه نفسها وتهتم بها عندما تبدأ بالأنين والتذمر مما تشعر به من إجهاد أثناء رحلتها البحرية هذه وخوفها من كل موجة تلطم السفينة ولكن عندما رست بهم السفنية كانت الشمس ساطعة وقد هدأت الأمواج.
وعزفت فرقة كانت تقف على الميناء موسيقى ترحيبية متبوعة بالسلام الوطني الانكليزي وذلك في اللحظة التي وضعت كاترين فيها قدمها على الشاطئ وكانت الخاتمة عزف النشيد الكافوني، لم ينتبه أحد إلى فيولا وبينما وقف محافظ المدينة يلقي خطبة ترحيبية رسمية انتهزت هي الفرصة لإلقاء نظرة على ما حولها.
كانت قمم الجبال البيضاء من الثلج المتراكم فوقها تبهر النظر بينما في أسفلها انتشرت غابات الصنوبر والعرعر وكروم الزيتون وبساتين الريحان وكانت أشجار البرتقال والليمون تحيط بالبيوت الخشبية ذات الشرفات المتألقة بالأزهار المتعرشة كانت ثيولا قد اطلعت في كتاب لوالدها على الحياة النباتية والحيوانية لشمال اليونان فأدركت انها هي نفسها تقريبا في كافونيا.
وهكذا كانت قد أعدت نفسها لمثل هذا الجمال المذهل الذي تزخر به طبيعه هذا البلد ولكن ما أن ابتعدت العربات بهم عن ميناء كيفيا متجهة نحو العاصمة زانتوس حتى رأت ما لم تكن تتصوره قط من وفرة الزهور المختلفة الألوان.
كانت أقواس الزهور تمتد على طول الطريق مزينة بالأعلام بينما الجنود تحرس الجسر الذي مروه من تحته كما كانت هناك جموع غفيرة من المتفرجين والفلاحات في تنانيرهن الحمراء ومآزرهن البيضاء وهن يلوحن بأيديهن باسمات.
أما ما وجدته ثيولا بعيدا عن التصديق فهو عدم اهتمام كاثرين بكل هذا الترحيب الحار الذي يقابلها به الذي سيكون شعبها في المستقبل.
وفي الواقع لم تولي كاثرين سوى القليل من الاهتمام لتلك الهتافات المنبعثة من تلك الجموع المحتشدة في الطريق فقد بدت مشغولة جدا بالحديث مع رئيس الوزراء الذي كا استقبلهم في الميناء ممثلا الملك، وقد تجاهل رئيس الوزراء هذا كليا الكابتن بيتلوس الذي كان قريبا من ثيولا، كان رئيس الوزراء رجلا متوسطا في السن ذا عينين حادتين وادهش ثيولا أن تدرك انه نمساوي.
أما خالها سبتيموس فقد تبعهم في عربة اخرى مع الفيلد مارشال وأخرين من ذوي المقام الرفيع في الدولة وكانوا جميعا يتألقون ببزاتهم الرسمية، أو يزينونها بسلاسل ذهبية.
كان المجموع ست عربات بجانب عدد من الجنود الفرسان على جيادهم تحيط بها من الجانبين وتقودهم سرية من الفرسان بينما سرية أخرى تتبعهم من الخلف.
كان الجنود في المقدمة ينتمون إلى الحرس الملكي الخاص كما قال الكابتن بيتلوس لثيولا.
قالت:
- أنهم بالغو الروعة فقد ذكرتها خوذاتهم اللامعة بفرسان الحرب من قدماء الإغريق وتمنت مرة أخرى لو كان أبوها موجودا ليراهم.
تمنت ثيولا لو تلقي الكثير من الأسئلة على الكابتن بيتلوس ولكن كان من اللياقات الرسمية بالنسبة إليها ألا تتكلم إلا استجابة إلى كاثرين.
وهكذا بقيت صامتة رغم صعوبة عدم تمكنها من التلويح بيدها إلى الأولاد أو إظهار خيبة الأمل وهي ترى مجموعة الازهار التي كانوا يرشقونهم بها فتخطئهم واقعة بين حوافر الجياد.
وسارك الموكب قرابة ساعة أدركت ثيولا بعدها أنهم كانو ايقتربون من العاصمة زانتوس بعد أن تجاوزوا عدة بيوت في الضاحية وبعد ذلك بدقائق قليلة عبروا جسرا مخفورا بالجدن ومزينا بالأزهار وكان يعلو نهرا واسعا كانو الأن قد اصبحوا في شوارع ضيقة تقوم على جانبيها بيوت متواضعة دهشت فيولا إذ رأتها غير مزينة وتبدو كأنها غير مسكونة.
كانت النوافذ مقفلة المصاريع ولأول مرة لم تر هتافات سعيدة وجموعا محتشدة على طول الطريق كما لم تكن هناك ضمم أزهار تلقى على عربتهم.
بدا وكأن الجياد أسرعت قليلا في سيرها وتاقت نفس ثيولا إلى أن تسأل الكابتن بيتلوس عن سبب هذه الكآبة التي تحيط بهم.


بلا عنوان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-09-17, 11:09 AM   #5

بلا عنوان

نجم روايتي ومشرفةسابقةونجم مسابقة الرد الأول

 
الصورة الرمزية بلا عنوان

? العضوٌ??? » 231
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 30,617
?  نُقآطِيْ » بلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond repute
افتراضي

وتملكها شعور كئيب لأول مرة منذ وصولهم إلى كافونيا واجتازا شارعا فارغا اخر حيث كان ثمة أفراد قلائل من الناس وبعض الأولادة الحفاة ممزقي الثياب يلعبون إلى جانب الطريق وانحرفت العربة فجأة . فقد تصاعدت صرخة أقوف الحوذي على أثرها الجياد وسأل رئيس الوزراء بحدة:
- ما لاذي حدث؟
وفتح الكابتن بيتلوس الباب وقفز إلى الخارج ثم أجاب:
- يبدو أننا صدمنا طفلة).
فهتفت ثيولا:
- طفلة؟
وخرجت دون وعي من الباب الذي كان الكابتن بيتلوس قد تركه مفتوحا نازلة إلى الطريق.
رأت فتاة صغيرة ملقاة أمام عجلات العربة وقد غطى الدم ساقها وأسرعت ثيولا تجثو بجانبها بدا أن الطفلة قد غابت عن الوعي بعد أن اطلقت صرختها تلك فقد كانت عيناها مغمضتين كما انها لا تكاد تتنفس.
كان الدم يتدفق من ساقها ما جعل ثيولا تظن بأن ثمة شريانا مقطوعا وضعت رأس الطفلة في حضنها ثم قالت للكابتن بيتلوس الذي كان واقفا بجانبها:
- اعطني منديلك من فضلك.
فاخذذ يبحث في جيوبه ما جعلها تفكر في أنه قد لا يكون احضر معه منديلا وبفروغ صبر نزعت وشاحها الحريري الذي كانت تلفه حول عنقها واخذت تربطه حول ساق الفتاة الصغيرة فوق الركبة ثم قالت:
- يجب ان تؤخذ الفتاة إلى المستشفى فلا بد أن تحظى بعناية طبية، هل أمها هنا؟
ورفعت نظرها لترى وقد تملكها الذهول ان كل الأولاد والناس الذين كانو في الطريق قد اختفوا.
وجاء صوت رئيس الوزراء من العربة يسأل بحدة:
- ما الذي حدث؟ لا يمكننا أن نقف هنا يا كابتن بيتلوس.
- ثمة طفلة مصابة ياسيدي الرئيس.
- دع الأمر إذن لأبويها.
- لا يوجد أحد هنا يا سيدي.
- ضعها إذا إلى جانب الطريق يجب ان نتابع طريقنا.
فقالت ثيولا للكابتن بيتلوس:
- لا يمكننا أن نفعل ذلك فقد ربطت الفخذ بشدة لكي أوقف النزيف ولكن يجب ان يرفع الرباط قبل مرور عشر دقائق.
فتردد الكابتن بيتلوس وأدركت ثيولا أن عليه أن يطيع أوامر رئيس الوزراء فاقلت له:
- ناد والديها أو من يعرفها لابد من وجود أحد في هذه النواحي.
ونظرت إلى ساق الطفلة بقلق لقد خف النزيف الأن ولكنها رأت أن الجرح الذي احدثته العجلات قد كشف اللحم حتى العظم تقريبا.
وقالت بجزم:
- يجب أن تؤخذ الطفلة إلى المستشفى.
فقال الكابتن بيتلوس بصوت منخفض:
- لا يوجد عندنا مستشفى.
فنظرت ثيولا إليه ذاهلة وكأنه شعر بأن عليه أن يقوم بشئ وضع يده بجانب فمه وصرخ مناديا:
- هل يأتي احد ليأخذ هذه الطفلة حالا.
ونظرت فيولا إلى المنازل المقفلة ولكن لم يستجب أحد ولكن رجلا ما لبث ان خرج من احدها متجها نحوهم ببطء كان مرتديا ثيابا قروية لا يمكن تحديدها.
فقالت ثيولا بارتياح:
- لابد أنه ابوها هل لك أن توضح له إذا هو لم يفهم كلامي أن الرباط يجب ان يرفع بعد عشر دقائق وإلا فقد تقطع ساق الطفلة ثم إن عليه أن يحضر لها طبيبا حالا.
ووصل الرجل إليهم وإذا بالذهول يتملك ثيولا وهي تسمع الكابتن بيتلوس يقول له بصوت أقرب إلى الهمس:
هل أنت مجنون؟ إذا هم عرفوك فسيطلقون عليك الرصاص.
- اعرف ذلك. وكان الصوت عميقا منخفضا
فتمتم الكابتن بيتلوس:
- ارجوك....
وكان في صوته نبرة خوف لم تفهم ثيولا سببها ثم قال بصوت مرتفع:
- ان ابنتك مصابة بكل اسف وهذه السيدة تقول ان الرباط يجب ان يرفع بعد عشر دقائق كما ان عليك ان تعرضها على طبيب حالا.
فلم يجب الرجل وإنما انحنى يحمل الطفلة التي كان رأسها في حضن ثيولا وأثناء قيامه بذلك نظرت ثيولا إليه ولأول مرة ترى وجهه ولم يكن ثمة شك في أنه من أصل إغريقي لم تكن قد رأت من قبل قط رجلا يماثل الثور التي كان ابوها قد أراها اياه لقد بدت ملامحه مألفة لديها حتى انها ظنت بأنها تعرفه ولكن ما أن تلاقت نظراتهما حتى رأت في عينيه معنى شعرت مع وكأنه صفعها لم تكن تتصور قط أن هناك انسانا قد ينظر إليها بكل هذا الاحتقار.
سأل رئيس الوزراء بحدة:
- من هو هذا الرجل؟
فعاد الكابتن بيتلسو إلى جانب العربة وقال:
- اظنه والد الطفلة يا سيدي.
وقال الرجل الي كان يمسك الطفلة لثيولا بهدوء:
- اشكرك لمعاونتك ولكن هل لي أن اسالك معروفا؟
فسألته:
- ما هو؟
- هل لك أن تساعديني على حمل الطفلة بعناية إلى البيت؟ إذا انت امسكت بها بجانب منها فسامسك انا بالجانب الأخر إن هذا سيكون أكثر راحة لها.
فقالت موافقة:
- طبعا.
ولكنها لم تستطع أن تتجنب التفكير في أن بإمكان مثل هذا الرجل أن يحمل وحده طفلة صغيرة وذلك بكل سهولة.
ولكن حيث انها كانت تدرك مبلغ سوء حالة ساق الطفلة فقد كانت على استعداد للموافقة على كل ماقد يخفف الامها وسارا الواحد بجانب الأخر صاعدين في طريق قصيرة ترتفع نحو البيوت وهما يحملان الطفلة الفاقدة الوعي بينهما، وما أن وصلا إلى البيت حتى امتدت يد وفتحت لهما البا من الداخل وفجأة ادركت ( روايتي) ثيولا ان الطريقة التي سارا بها قد أوجدت ستارا بين رئيس الوزراء والرجل الذي كان يحمل معها الطفلة ودخلا إلى المنزل.
ألقت ثيولا نظرة سريعة على الغرفة التي تنطق بالفقر لخلوها تقريبا من أي اثاث وكان فيهما شخصان رجل مسن جالس على كرسي وامرأة تسيل الدموع على وجنتيها والتي كان يبدو واضحا عليها أنها والدة الطفلة.
اقتربت منهما مادة ذراعيها بينما كانت ثيولا تسمع من خلفها صوت رئيس الوزراء وهو يصرخ:
-إنه اليكسيوس فازيلاس الطقوا النار عليه أيها الحمقى.
وبدون تسرع تقريبا وضع الرجل الطفلة بين ذراعي أمها ثم ودون أن ينطق بكلمة اجتاز الغرفة ليخرج منها من باب صغير انغلق خلفه في نفس الوقت الذي جاء فيه الكابتن شاهرا مسدسه وخلفه أربعة جنود قادمين من العربة بسرعة نحو الباب الأمامي.
ولم تعرف ثيولا ما الذي جعلها تتعمد الوقوف على عتبة الباب الضيق فتحجبه كليا.
وسألت:
- ما الأمر ؟ ماذا يحدث؟
فأجاب الكابتن بيتلوس:
- دعيني أمر يا أنسة إن لدي أوامر.
فسألته:
-ماهي تلك الأوامر؟
- يجب علينا أن نعتقل الرجل الذي كان يساعدك في حمل الطفلة.
ولم تتحرك ثيولا وهي تجيبة قائلة:
- اظن ان تلك الأوامر هي ان تطلقوا عليه النار ياكابتن.
-علي أن اعثر عليه يا أنسة وارين.
فأجابت ثيولا:
- اظنه ذهب احضار الطبيب ومن الخطأ الكبير أن تعيقاه عن ذلك فساق الطفلة كما تعلم مصابة إلى حد سئ.
فقال الكابتن:
- يجب أن اقوم بواجبي.
وعلى كل حال فقد كان من غير الممكن دخول المنزل دون أن يدفع ثيولا من طريقه وتحول جنديان معه إلى المنزل المجاور له فحاولا فتح الباب الذي ان مقفلا تماما ثم اخذا يقرعانه دون جواب.
ولم تحاول ثيولا الابتعاد عن الباب وسمعت رئيس الوزراء يصيح بهم:
- عودوا عودوا.
بينما قال ضابط كبير من إحدى العربات الأخرى :
- يجب أن نتابع رحلتنا يا سيدي فإن بقاءنا هنا غير آمن.
فقال رئيس الوزراء :
- هيا اذا تابعو المسير حالا لقد هرب منا فازيلاس كالعادة لماذا لم يخبرني احد بأنه في المدينة؟
ولم يتلق جوابا لسؤاله هذا ولكن ثيولا أدركت ان الخطر قد تلاشى.
واستدارت لتقول للمرأة التي كانت بجان الطفلة:
- ارجوك ان تعرضي ساق طلفلتك على طبيب حالا وكذلك ارفعي الرباط عن ساقها بعد ست او سبع دقائق.
كانت تتكلم بلغتها الكافونية المهشمة ولكن يبدو أن المرأة قد فهمت قولها فأومأت برأسها.
وكان يتدلى من معصم ثيولا حقيبة يد ففتحتها واخرجت منها جنيها ذهبيا وضعته على كرسي كان بجانب الباب وهي تقول :
- انها لأجل الفتاة الصغيرة.
ثم لحقت بالكابتن وهو يعود إلى العربية وعندما دخلتها هتفت كاثرين قائلة:
-ماهذا يا ثيولا؟ كيف تتصرفين بهذا السلوك الخالي تماما من أية مسؤولية والبالغ السخافة كأن تهتمي بطفلة؟ انهذا قسم خطر من المدينة وماكان علينا أن نتوقف هنا.
كان لدى ثيولا العديد من الأجوبة ولكنها شعرت بأن ذلك مضيعة للوقت فقالت:
- اسفة ياكاثرين.
فأجابت كاثرين:
- وهكذا يجب أن تكوني وأنا واثقة من أن أبي سيكون منزعجا إلى اقصى حد عندما يعلم بسلوكك هذا.
وسكتت برهة ثم اضافت قائلة بحقد:
- ثمة دماء على ثوبك كما انك تبدين مشوشة الهندام تماما.
فنظرت ثيولا إلى ثوبها لتجد أن الحق مع كاثرين فقد كان على أسفل تنورتها بقعة كبيرة من الدماء واخذت تفكر وقد تملكتها التعاسة بأن هذه أول دماء تراها تسفك في كافونيا.

**********


بلا عنوان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-09-17, 11:24 AM   #6

بلا عنوان

نجم روايتي ومشرفةسابقةونجم مسابقة الرد الأول

 
الصورة الرمزية بلا عنوان

? العضوٌ??? » 231
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 30,617
?  نُقآطِيْ » بلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond repute
افتراضي

~ الفصل الثاني ~


تحركت العربية فاستدارت كاترين نحو رئيس الوزراء تسأله بفضول:
- من هو هذا الرجل فازيلاس؟
فأجاب هذا :
- إنه ثائر متمرد، الرجل الذي ثير المتاعب أينما حل إن لدى الجنود أوامر من بأن يطلقوا النار عليه حالما يرونه، ولكن البعض من الحماقة بحيث يبدو أنهم لم يعرفوه.
وحملق أثناء قوله هذا في الكابتن بيتلوس ولكن يبدو أنه شعر بأن من غير اللائق أن يعنفه أما الغرباء فقال:
- ولكن لا حاجة بك للخوف يا لايدي كاثرين إنني أؤكد لك بأنه حالما نصل إلى القصر سيأمر الفيلد مارشال بالتفتيش عن ذلك الرجل والعثور عليه في أي مكان يختبئ فيه وبعد ذلك سيختفي ذكره.
واختلست ثيولا نظرة من زاوية عينها إلى الكابتن بيتلوس فرأته بالغ الشحوب وما جعلها تشعر بأنه خائف لم تستطع أن تفهم بالضبط ما الذي يجري ولكنها شعرت بأنه ذو دلالة خاصة.
إذا كان اليكسيوس فازيلاس (بلاعنوان) هو في الواقع من سلالة الأسرة التي سبق وحكمت كافونيا فلماذا يرتدي ثياب الفلاحين؟ ولماذا يبدو أن يسكن في حي الفقراء الذي مروا به لتوهم؟
كان واضحا مما قاله رئييس الوزراء بأنهم كانو يحاولون قتله أو القبض عليه من زمن وفي هذه الظروف كانت شجاعته في التقدم لمساعدة الفتاة الصغيرة المصابة هي شيء غير عادي.
وحيرها كل هذا وأثار فضولها في نفس الوقت ثم هناك شئ اخر يستوجب التفسير.
لماذا كانت الأحياء الفقيرة من المدينة هادئة والشوارع مقفرة؟
وعندما اجتاز الموكب تلك الأحياء عادت أقواس النصر المكونة من الأزهار والاعلام وكذلك هتافات الابتهاج والفرح.
لقد ظهرت صورة كاترين في كل مكان على السطوح ، أمام المنازل معلقة على أعمدة مصابيح الشوارع كما كان الناس يرفعون نسخا منها مطبوعة بشكل ردئ.
ونظرت كاثرين إلى الجموع الهاتفة المحيية وبدا الرضا عليها الان وهي تهتف لرئيس الوزراء:
- إنهم جميعا يحملون صورتي.
فأجاب: - إنهم يعتزون بها يا لايدي كاثرين وهم يرحبون بك ملكة للمستقبل ليس فقط لأنك انجليزية بل أيضا لأنك أميرة.
فقالت على الرغم منها:
- ولكنني لست أميرة.
فقال :
- إن هذه الكلمة تعني ما يعبر عنه أهل البلاد بلغتهم السيدة الجميلة البالغة الأهمية.
فابتسمت كاثرين مسرورة ولكن ثيولا وهي تسمع هذا الحوار كانت واثقة من أن رئيس الوزراء هو الذي شجع حماس الجماهير بإعلانه توقيت وصولها.
وفكرت بأنه كان من الممكن لولا هذا الاعلان أن تصل كاثرين فتجد الشوارع مقفرة والأبواب مقفلة.
ولكنها مالبثت أن حدثت نفسها بأنها كثيرة التخيلات ذلك أنه من الطبيعي أن يرغب شعب كافونيا في أن يتزوج ملكهم فيستعدون للاحتفال بهذه المناسبة وكانت كاثرين تبتسم وتلوح بيدها.
مروا خلال ساحة واسعة وعدة شوارع عريضة تقوم على جانبيها منازل فاخرة تحيط بها الحدائق عند ذلك بدا القصر أمامهم.
كان رائعا للغاية وعندما اقتربوا منه أدركت ثيولا أنه كان في الواقع نسخة عن قصر شوثبرين الملكي في فيينا كانت النوافير تنتشر في الساحة التي أمامه والحرس من الجنود كانوا يماثلون في الحيوية والحماس مجموعات الضيوف ذوي المراكز الهامة الذين كانوا في انتظارهم على درجات القصر نفسه.
كما كانت حلي النساء وأوسمة الرجال تتألق في أشعة الشمس التي كانت تلف كل شئ.
وعندما وقفت بهم العربية رأت ثيولا شخصا في بزة بيضاء يسير على سجادة حمراء متجها نحوهم فأدركت أنه لابد أن يكون الملك.
كان كل شئ أشبه بالمسرحية وتساءلت عما إذا كان قلب كاترين يخفق بقوة وهي تفكر في لقائها بزوج المستقبل.
وعندما اقترب الملك شعرت ثيولا بخيبة الأمل حتى هذه اللحظة كان كل شيء يبدو وكأنه جزء ن حكاية بحيث توقعت أن يكون الملك ذا ملامح اغريقية مثل اليكسيوس فازيلاس.
ولكنها مالبثت أن تذكرت أن الملك هو من أسرة هابسبورغ النمساوية فهو لهذا ليس بالأمير الذي توقعت أن ترى ولكنه رجل عادي الشكل ويشبه كاثرين في مظهره البارد المتكبر الانعزالي.
وفكرت ثيولا بأنهما قد يكونان متلائمان (روايتي) وتبعت كاثرين خارجة من العربة ثم ألقت بالتحية.
كان هناك الكثير مما يستحق الرؤية والاهتمام منها ما جعلها لا تنتبه إلى نفسها إلا بعد ساعتين لتتذكر أن ثوبها ملطخ بالدماء.
لقد قدموها إلى العديد من الناس وكلهم كانوا يتكلمون الألمانية حيث كانو نمساويي الأصل. وإذ أخذت الأن تفكر في كل ذلك لم تستطع أن تتذكر أنها قابلت بينهم شخصا واحدا كافوني.
ولم تستطع إلا أن تفكر في أنها وكاثرين كانتا أشبه بفتاتين مميزتين حيث أن أية ملاحظة منهما مهما كانت تافهة كانوا يتلقونها باهتمام وسرور بالغين.
وفكرت في مبلغ سرور كاثرين لرؤية نفسها بهذه الأهمية ولم يكن ثمة شك في أن ابنة خالها يشملها الابتهاج لأل مرة منذ مغادرتهم انكلترا.
حتى خالها نفسه بدا عليه الزهو والسرور لكل هذا التملق والإطراء له والذي لم يتعوده. واخيرا عندما اصحبت كاثرين بمفردها مع ثيولا في غرفة الجلوس الرائعة بلونيها الأبيض والذهبي والتي هي جزء من جناح الملكة هتفت مبتهجة:
- الحق مع أمي سأستمتع بكوني ملكة.
قالت ثيولا:
- كنت أعلم هذا وقد كان الناس سعداء حقا برؤيتك.
فقالت كاثرين:
- طبعا كانو كذلك لقد أخبرني رئيس الوزراء مرة بعد مرة بمبلغ سروره هو وزملائه لوصول إمرأة انجليزية على الحكم.
فقالت ثيولا:
- كنت أفكر في شعب كافونيا.
فقالت كاثرين:
- أه.. أولئك لا شك أنهم سيبتهجون باحتفالات الزفاف التي أكد لي الملك بأنها ستستمر أياما.
فسألتها ثيولا:
-اتعلمين أنه لا يوجد مستشفى في زانتوس؟
فردت عليها بحدة:
- هذا الامر لا يعنيني وإذا كنت ما زلت تفكرين في تلك الطفلة المصابة التي جعلتك تتصرفين بذلك الشكل المعيب يا ثيولا فعليك أن تنسيها.
لم تجب ثيولا وبعد لحظة كانت كاثرين تقول:
- إذا كان ذلك نموذجا لتصرفاتك في هذه البلاد الأجنبية فسأطلب من ابي أن يعيدك مع إلى انجلترا وقد افعل هذا على أي حال إني واثقة من أن هناك سيدات نمساويات في منتهى اللطف ويسرهن جدا أن يعملن في وظيفة وصيفات الملكة.
كانت ثيولا تعرف جيدا نوع الحياة التي تنتظرها في انجلترا ولم يكن ليخطر في بالها قط أنه بعد وصولها إلى كافونيا قد تستغني كاثرين عن خدماتها بهذه السرعة.
فقالت بخضوع:
- إني ... اسفة.
فقالت كاثرين:
- هذا ما عليك أن تشعري به ولكن حافظي على سلوك طيب في المستقبل يا ثيولا فقد رأيت أن رئيس الوزارء قد استاء جدا من تصرفاتك التي منعتهم من اطلاق الرصاص على ذلك المتمرد.
فجاهدت ثيولا لكي لا تنطق بالكلمات التي حارت على شفتيها وبدلا من ذلك قالت:
- أيمكنني الذهاب إلى غرفتي ياكاثرين لكي أغير ثوبي؟ انك ستكونين بحاجة إلي لخدمتك بعد ساعة كما أظن، عندما يكون علينا أن نقابل الملك في حفلة الاستقبال.
فأجابت كاثين :
- نعم وأسرعي سأكون بحاجة إليك لكي تشرحي للخادمات الجديدات كيف يختارون لي ثيابي كما أن عليك أن تصففي شعري.
فأجابت ثيولا: نعم بالطبع.
وأرشدتها خادمة إلى غرفتها والتي كانت بجانب غرفة نوم كاثرين الفسيحة.
كانت غرفة الملكة رائعة الجمال كما كان من الواضح أن الأثاث قد احضر من فيينا وذلك من طرازه المزخرف والمرايا ذات الأطر الفضية والخزائن المطعمة بالذهب.
وبدلا من المدفأة العادية كانت المدافئ مصنوعة من القرميد المزخرف منسوخة من القصر في فيينا.
وفي غرفة الجلوس والممرات كانت اللوحات التي تزين الجدران كلها تمثل أجداد الملك النمساوي من آل هابسبورغ أو مناظر من النمسا.
كانت ثيولا واثقة من أنه إذا كان لكافونيا آية حضارة خاصة بها فهي غير متمثلة قطعا في القصر.
كانت غرفتها هي طبعا أصغر بكثير من غرفة كاثرين ولكنها كانت مريحة وأيضا نمساوية الطراز.
كان هناك خادمتان مشغولتان بتفريغ حقائب ثيولا وعندما شكرتهما باللغة الكافونية بدا عليهم السرور البالغ ونظرتا إليها باسمتين.
كانت إحداهما شابة صغيرة بينما كانت الأخرى والتي كانت كما يبدو تدربها كانت امرأة أكبر سنا.
هتفت مسرورة:
- هل تتكلمين لغتنا يا أنسة؟
فأجابت ثيولا:
- إني أحاول ذلك وأريد منكما أن تساعداني لأنني لم أبدأ بتعلمها منذ مدة طويلة.
فقالت :
- إننا ممنوعون في القصر من التكلم بغير اللغة الألمانية.
فقالت ثيولا:
- ليس عندما تكونان معي أن حديثكما إلي باللغة الكافونية سيساعدني إذ أن هذا سيكون أسهل طريقة لتعليمي لغتكم.
فسرت الخادمتان لهذا الاقتراح وفي نفس الوقت كانت ثيولا تعلم مبلغ ما ستكون عليه كاثرين من غضب إذا هي تأخرت في ارتداء ملابسها وبالتالي الذهاب إليهاوبالنسبة إليها لم يكن من الصعب عليهما اختيار ما سترتديه.
فقد كانت اديليد كالعادة شحيحة جدا إذا كان الأمر يتعلق بانفاق نقود على شراء ملابس لابنة اخت زوجها.
كانت قد قالت لها:
- لن ينظر إليك أحد ثيولا وكلما كنت أقل لفتا للنظر كان ذلك أفضل.
ولهذا اختارت لها أرخص أنواع الأقمشة الباهتة الألوان ما جعل ثيولا تحزن كلما نظرت إليها ومع أنها وأمها لم يكن لديهما ما ينفقانه سوى القليل فقد كانتا تختاران لثيابهما الألوان الفاتحة التي كانت تعجب أباها دوما والتي كانت ثيولا تعلم أنها تلائم طبيعتها.


بلا عنوان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-09-17, 11:26 AM   #7

بلا عنوان

نجم روايتي ومشرفةسابقةونجم مسابقة الرد الأول

 
الصورة الرمزية بلا عنوان

? العضوٌ??? » 231
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 30,617
?  نُقآطِيْ » بلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond repute
افتراضي

كانت ثيولا أحيانا تتساءل عما إذا كانت زوجة خالها تحاول متعمدة أن تخمد فيها ذلك الضوء الذي كان أبوها قد تحدث عنه والذي كانت هي تعلم أنه يكمن في أعماقها.
لقد جعلتها حياتها في قصر خالها والمعاملة الفظة التي كانت تلقاها والإهانات المستمرة و الضرب المفاجئ كل ذلك جعل من الصعب عليها أن تتذكر تلك الأيام السعيدة الغابرة.
كان من الصعب عليها أن تتذكر كل ما كان قد علمها اياه بينما هي تسرع من مكان لاخر وتطيع أمرا بعد امر.
وسألتها أكبر الخادمتين سنا معترضة بذلك أفكارها:
- أي ثوب سترتدين يا أنسة؟
فقاومت رغبة تدفعها إلى أن ترد بحدة بأن ذلك لا يهم ، وأن ملابسها جميعها قبيحة، كانت تراها معلقة في الخزانة بألوانها المتنافرة والمتناقضة مع نور الشمس في الخارج وبياض الثلوج الباهر الذي يكلل قمم الجبال والزهور التي كانت تجعل من كافونيا حلما رائعا.
كانت كاترين سترتدي لحفلة الاستقبال ثوبا ابيضا مزينا بورود صغيرة وردية اللون وشرائط زرقاء.
أما بالنسبة إلى ثيولا فكان عليها أن تختار بين اثواب من أرخص أنواع الأقمشة وتتراوح الوانها بين الرمادي والبني القاتم والأزرق الكالح القبيح.
وقالت بلهجة آليه:
- سأرتدي الرمادي.
ورغم اسراعها في العودة إلى غرفة كاثرين إلا أنها لم تكن مسرعة بما فيه الكفاية فقد وجدت ابنة خالها في غاية الغضب وهي تبادرها قائلة حال دخولها:
-اخبري هؤلاء المعتوهات بأنني أريد أفضل جواربي الحريرية.
كانت تتحدث بالانجليزية ومع أن الخادمات لم يفهمن ما كانت تقوله إلا أنهن كن يميزن السخط في لهجتها ورأتهن ثيولا قلقات خائفات.
كانت واثقة من أنهن كن يبذلن غاية وسعهن في سبيل ارضائها ولكن كاثرين كانت ضيقة الصدر كالعادة دون أن تكلف نفسها عناء الإفصاح بوضوح عما تريده.
وعثرت ثيولا على الجوربين بسرعة وأخبرت الخادمات بلغتهن كيف تريدهن سيدتهن الجديدة أن يخدمنها.
وسرعان ما كن يبتسمن ويسرعن بالامتثال لارشاداتها بينما تحسن مزاج كاثرين وهي تنظر إلى صورتها في المرأة.
قالت:
- هذا الثوب يلائمني تماما ولا أظن أنه سيماثله ثوب أية امرأة أخرى في القصر.
فقالت ثيولا وهي تعني ما تقوله:
- إنك ستكسفيهن جميعا.
فقالت كاثرين:
- وهذا ما أبغيه وأنا أنوي أن أحضر كل أثوابي في المستقبل من باريس.
فقالت ثيولا:
- إنها باهظة الثمن.
فهزت كاثرين كتفيها دون اكتراث وقالت:
- المال يمكن إيجاده كوني واثقة من ذلك رغم أن رئيس الوزراء كان يخبرني بأن على الدولة ديونا باهظة.
فقالت ثيولا بسرعة:
- ارجو الا يكون هذا صحيحا.
فنظرت إليها بدهشة وسألتها:
- ولماذا يزعجك ذلك؟ إن هذا الأمر لا يؤثر علي قطعا.
فأجابت ثيولا:
- إن هذا يعني زيادة الضرائب على الشعب ويمكنك أن تتصوري كم كان عليهم أن يدفعوا في السابق لبناء مثل هذا القصر الكبير.
فأجابت كاثرين:
-ولماذا لا يدفعون ؟ لا أظنهم يتوقعون من ملكهم أن يعيش في كوخ. وكان في صوتها نبرة عدوانية.
وتمكنت ثيولا بجهد من أن تمتنع عن القول إن مثل هذا الإسراف البالغ هو شئ غريب جدا بالنسبة لكونهم لا يستطيعون بناء مستشفى.
ولكنها كانت تعلم أن ليس ثمة فائدة من قول مثل هذه الأشياء لكاترين التي كان كل اهتمامها موجها إلى نفسها ومظهرها الخاص.
وتذكرت ثيولا مظاهر الفقر المتجلية في غرفة ذلك المنزل الذي نقلت إليه الطفلة المصابة لم يكن ثمة من الاثاث سوى كرسيين خشبيين ومنضدة وسرير في احدى الزوايا كما بدا لها من مظهر الام والطفلة معا انهما تعانيان من سوء التغذية.
لقد ادركت جيدا ما الذي يعنيه الكابتن بيتلوس بقوله ذاك بأن الشعب هنا تسري بينه حالة من التململ وعدم الارتياح هل من المستغرب أن يحدث هذا عندما ينفق الملك المبالغ الباهظة على قصره دون أن يقوم بشئ كما يبدو للفقراء من شعبه؟
ووجدت نفسها تتمنى ألا يعثر الجنود الذين أرسلوا للبحث عن اليكسيوس فازيلاس عليه.
لقد نظر إليها حينذاك باحتقار لأنه كما تعلم جيدا قد اعتبرها جزءا من النظام الذي تمرد عليه هو ووجدت نفسها تتساءل عما إذا كانت ستراه مرة أخرى.
كان هذا يبدو بعيد الاحتمال لأنها عندما تعرفت بعد ذلك إلى جميع ذوي المراكز الرفيعة وجدتهم جميعا من النمساويين.
لقد كانت سألت احدى السيدات:
- هل أنت تعيشين هنا منذ زمن طويل؟
فأجابت السيدة :
- لقد جئت إلى كافونيا منذ عشر سنوات إن الملك يريد أن يحيط به أهل بلده.
فسألتها ثيولا:
- ألم يهمك الابتعاد عن وطنك؟
فأجابت السيدة:
- كنت أشعر احيانا بالشوق إلى الوطن ولكننا اصبحنا الان مجموعة كبيرة هنا وعدد كبير منا جمعت بينهم أواصر القرابة والنسب المختلفة ذلك ان الجو في كافونيا رائع الجمال وأنا دوما أقول لوجي بأن ذلك يشكل ميزة عظيمة لنا.
وعلمت ثيولا بأن ثمة حفلة عشاء تقام مرة أو مرتين اسبوعيا في القصر يقيمها إما الملك وإما أحد افراد الحاشية وكان هناك مسرح يقوم بالتمثيل فيه أولئك المستوطنون واحيانا يزور زانتوس العاصمة ممثلون أجانب من اليونان أو ايطاليا.
وفي ذلك المساء قال لها أحد وصفاء الملك:
- إننا جالية صغيرة مولعة بالمرح وأنا واثق يا أنسة وارين من أنك ستجدين الكثير من وسائل التسلية هنا.
فأجابت ثيولا:
- ارجو ان تسنح لي الفرصة للتفرج على جميع أنحاء البلاد.
فنظر إليها الوصيف بدهشة:
-إن كل شي هام هو موجود في العاصمة طبعا هنالك أماكن واسعة للصيد رغم أنني اشك في انك ستستمتعين بذلك (روايتي) ونحن نصطاد الأيائل الصغيرة وغزال الشاموا في الأوقات المناسبة من السنة، ولكن بالنسبة للسيدات هناك الكثير مما يمكنهن القيام به في القصر، وأنا اطمئنك يا أنسة وارين إلى أننا نقدر تمام الفتيات الجديدات مثلك وملكتنا المستقبلية طبعا.
كان هناك عدد من الشبان النمساويين العازبين كانت ثيولا علمت أنهم ضباط في الجيش ولكنها وجدتهم جافين ليس من السهل التحدث إليهم
وأدركت انهم رغم الاحترام الذي ابدوه لها لأنهاابنةاخت سبتيموس بورن وابنة عمة كاثرين فإن مظهرها لم يعجبهم وكذلك معاملة أقاربهم لها.
وهكذا اقتنعت بأنها لن تلبث أن تفقد في نظرهم اي اعتبار لها أو أهمية وما لبثت توقعاتها أن تحققت ذلك أن لوم كاثرين الحاد لثيولا وتأنيب خالها لها الذي يقرب من الإهانة وذلك امام الاخرين سرعان مالفت انظار المتعجرفين وذوي التمييز بين الطبقات من النمساويين.
كان أهالي فيينا مشهورين بحبهم للرسميات والتي كانو يبالغون فيها إلى حد لم يكونوا يرفعون كوبا إلى شفاههم دون الخوف من خرق نوع من قواعد المجاملات.
قالت كاثرين لثيولا:
- قيل لي أن من قواعد السلوك في فيينا بالنسبة للسيدات أن يتناولن الطعام مرتديات القفازات.
فهتفت ثيولا:
- يا للسخافة لا استطيع تصور شئ اكثر صعوبة من هذا لابد أن هذا العرف الاجتماعي ابتدعته ملكة ذات يدين قبيحتين.
فقالت كاثرين :
- لقد اخبروني بأن الملكة اليزابيث ملكة النمسا قد أدلت بهذه الملاحظة.
فقالت ثيولا: - حسنا أرجو انك لن تقترحي مثل هذا الامر هنا إنني واثقة من أن أحدا لن يرضى عنها في جو هذه البلاد الحار.
فأجابت كاثرين:
- ربما افكر في هذا الأمر.
كانت كاثرين كما لاحظت ثيولا تزداد تشبها بالملوك يوما بعد يوم وأدركت أنها تتعلم ذلك من الملك.
وفي كل مرة انت ثيولا تقابل الملك كانت تراه عنيدا متغطرسا وكانت هناك لحظات كانت تلحظ فيها بشعور لا يخلو من التسلية كيف يجد خالها من الصعوبة احتمالية مايظهره له صهر المستقبل من تنازل وكيف انه يهمل ملاحظاته كليا وكأنه لا شأن له.
كان واضحا أن الرجال في القصر كانو جميعا يخافون الملك فرديناند ماجعل ثيولا تتأكد من أنه كان قاسيا متسلطا للغاية.
ذلك انه كان من السهل أن تدرك من طريقة معاملته للخدم وصغار الموظفين انه كان مستبدا وكأن ليس لأحد شعور ما عداه.
عندما دخلت ثيولا إلى غرفتها وجدت الخادمات يبكين ففكرت في كاثرين لابد ضربتهن بفرشاة الشعر أوأي شيء وجدته في يدها تماما كما كانت أمها تضرب ثيولا عندما كانت في القصر.
وحيث أن كاثرين كانت قليلة الصبر في تعليم خادماتها أي شء فقد توقعت من ثيولا أن تكون في خدمتها في كل لحظة ممكنة.
وإذا كانت ثيولا في قصر خالها قد استطاعت أن تجد شيئا من الفراغ فإنها في قصر الملك اصبحت لا تكاد تجد لحظة منه ولهذا كانت واثقة أنه من غير المحتمل (بلاعنوان) أن تعيدها كاثرين بعد الزفاف إلى انجلترا مع والدها، إذ لم تكن تتصوور أن باستطاعة كاثرين الاستغناء عنها وكان في هذا راحة لها ولكن ثيولا ابتدأت تشعر بالخوف من أن لا تسنح لها الفرصة لرؤية اي شئ عدا غرف القصر الملكي الرخامية الفائقة الاتقان والحدائق الرسمية المنسقة التي تحيط بها.
سألت الكابتن بيتلوس مرة:
- الا نذهب ابدا للتفرج في انحاء مدينة زانتوس أو خارجها؟
فأجاب:
- نادرا جدا وليس في مثل هذا الوقت من السنة فالسيدات يعتبرن الجو فيه شديد الحرارة.
فقالت:
- كم احب التنزه في النواحي الريفية.
أجاب الكابتن:
- قد تحصل لك فرصة لذلك بعد حفلة العرس، ولكنك إذا اقترحت ذلك الان فستلقين كثيرا من المعارضين لانه ليس هناك من يذهب للنزهة.
فتنهدت ثيولا ثم قالت:
- قد ابدو مدللة إذ اقول إني اجد نفسي كالمسجونة في هذا القصر.
فأجاب الكابتن بيتلوس:
- غالبا ما ينتابني أنا نفسي مثل هذا الشعور ولكن بإمكاني الذهاب عندما يشرع الفيلد مارشال في تفقد الجند في النواحي الأخرى من البلاد.
فقالت باكتئاب:
- ما أكثر الأشياء التي اتوق لرؤيتها.
كانت تفكر في الجبال والازهار والوديان والغابات الكثيفة التي علمت أنه يعيش فيها أنواع الحيوانات المختلفة من الدب الاسمر إلى الوشق (وهونوع من انواع السباع) او الهر الوحشي).
وقال الكابتن يقترح عليها:
- عليك ان تقنعي ابنة خالك عندما تصبح ملكة بالقيام بالنزهات وحتى رحلات الصيد
ولكن ثيولا كانت واثقة من أنه كان يعلم أن كاثرين لا تحب القيام بأي عمل من هذا النوع انها ستكون راضية تماما بحكم هذا البلد الصغير والتلهي باخبار المغامرات والشائعات والتسليات المحاكة التي تقام في القصر يوما بعد يوم.
وحدثت ثيولا نفسها بأن من الخطأ بالنسبة إليها أن تتذمر أمام حسن حظها الذي جعلها تبتعد عن قصر خالها وتاتي إلى هنا.
ولم تكن قد رأت خالها إلى قليلا بسبب كثرة الاشخاص الذين كانو يحتلفون به ولكنه ارسل بطلبها وذلك قبل يومين من الزفاف دخلت إلى غرفة جلوس الملكة حيث كان بانتظارها وقد داخلها شعورمفاجئ بالتوجس خوقا من ان يكون قد قرر اخذها معه إلى انجلترا
قال حال دخولها الغرفة:
- أريد أن اتحدث إليك يا ثيولا.
فقالت وقد تملكها الخوف:
- نعم يا خالي.
فقال:
- سأغادر هذا البلد في اليوم التالي للزفاف حيث ان كاثرين تشغلك بشؤونها على الدوام فقد لا تحصل لي فرصة أخرى للتحدث إليك.
- هذا صحيح يا خالي.
لم يكن يبدو عليه وكأنه ينوي أخذها معه فانتظرت وقد خف توجسها قليلا .
فقال:
- ستبقين في كافونيا إلى ان تستطيع كاثرين الاستغناء عنك ولكنني اريدك أن تفهمي جيدا ما سأقوله لك.
- وماهو ذلك يا خالي؟
- عليك أن تتبعي في تصرفاتك كل أداب الحشمة والسلوك لا أريد أن تهتمي بأي شخص في اي وقت كان او ان تسمحي له بالاهتمام بك.
فحملقت ثيولا به وقالت:
- لا أفهم .. شيئا.
فقال :
- إذا فدعيني اكن واضحا معك سواء كنت تعيشين في انجلترا ام في كافونيا فإنك مازلت تحت وصايتي ولهذا لا يمكنك يا ثيولا أن تتزوجي دون رضائي وهذا ما لا أنوي منحك اياه.
-حتى وأنا ... هنا يا خالي؟.
فأجاب:
- حيثما تكونين وكما كنت اخبرتك من قبل فقد الحقت أمك العار باسمنا.
فلم تتكلم ثيولا فاضاف يقول وقد ازداد عنفا:
- ليس في نيتي ان احدث اي رجل قد يريدك ان تكوني زوجته بان اختي، اختي الوحيدة والتي يجري في عروقها الدم النبيل منذ اجيال قد الحقت العار بنفسها وذلك بالزواج من رجل اقل منها ، الزواج من رجل يكاد لا يفرق عن خادم.
كان الاحتقار الذي بدا في لهجة خالها اشقى على مسامع ثيولا من كلماته وتقبضت يداها تكبح نفسها عن ألا تاخذ في الدفاع عن ابيها بينما كان خالها يتابع قائلا:
- لقد تقبلوك نا بصفتك ابنة اختي وابنة عمة كاثرين ومن ثم لا حاجة بهم إلى ان يعلموا شيئا عن زواج امك المحط لقدرها ذاك.
وسكت لحظة ثم قال بعنف:
- ولكنك تعلمين به كما اعلمه انا وهذا هو السبب في ان عليك ان تبقي بدون زواج يا ثيولا وذلك بدفع ثمن ما فعله والداك بالخدمة والإذلال إلى أن تموتي.
فاخذت تقول:
- ولكن .. يا خالي.
ولكن خالها قال مزمجرا:
- اياك ان تجرؤي على الرد في وجهي فلن اقول شيئا اخر في هذا الشأن سوى أن أعيد عليك القول بأن تنتبهي إلى سلوكك وتفعلي ما اخبرتك به ان لدى كاثرين اوامر مني بان ترسلك إلى انجلترا على الفور لدى اقل تصرف منك غير لائق.
وسكت برهة ثم اضاف يقول:
- وهناك سيكون عقابك بشكل يجعلك تندمين على عدم اطاعتك لي .. هل تفهمين؟
- نعم .. يا خالي.
- إذا فهذا كل مااردت قوله لك إنك محظوظة جدا لان كاثرين بحاجة إلى خدمتك لها وإلا لما كنت هنا هذه اللحظة وما كنت لاغادر من دونك.
وما أن قال خالها ذلك حتى استدار وخرج من غرفة جلوس الملكة وإذ اغلق الباب خلفه وبقيت ثيولا بمفردها رفعت يديها تغطي بهما وجهها لم تستطع أن تصدق انه كان يقصد ما يقوله حقا وان عليها الا تتزوج ابد وأنها لن تعرف البهجة ولا السعادة التي كان يتمتع بهما والداها.
وبدا لها من غير الممكن أنه لم يكن يفهم اي رجل غير عادي ما كانه والدها ذلك ان كل شخص في جامعة اكسفورد كان يتحدث عن نبوغ ريتشارد وارين وقد كان وقع عليه الاختيار ليكون ( فتى الجامعة ) إذ لم يكن هناك في جامعته من لا يكن له الاعجاب والاحترام معا لعلمه الجم والحب للاخرين.
وعندما توفى تلقت ثيولا مئات من رسائل التعزية والثناء عليه وهذه لم تجرؤ قط على أن تريها لخالها إذ كانت واثقة من انه كان سيرفض قراءتها ويحرمها دون شك من سرور الاحتفاظ بها.
كل ما كانت تملكه في بيتها وما كانت تشعر بانه لها قد بيع عند موت والديها اول القي به بعيدا ذلك ان خالها لم يسمح لها بان تحضر معها إلى قصره اي شئء عدا ثيابها حتى النقود التي كان قد خلفها لها والدها على قلتها قد صودرت منها وعندما كانو يستعدون للسفر إلى كافونيا قالت له:
- هل لك ان تعطيني شيئا من النقود يا خالي؟ انني بحاجة إليها لاحتياجاتي الخاصة.
فسألها بلهجة عدائية:
- وماهي احتياجاتك تلك؟
- ربما.. ربما رغبت في شراء بعض الثياب لي من وقت لاخر او اعطاء اكرامية لخادم.
فقال خالها:
- حيث انك لن تتميزي كثيرا عن الخدم فهم لن يتوقعوا ذلك منك أما بالنسبة إلى الثياب فلا شك ان كاثرين ستمدك بما تحتاجينه.
فقالت:
- ولكن ليس بامكاني أن اسير وحقيبة يدي خالية.
فأجاب بحدة:
- اذن لا تحملي حقيبة يد.
فرأت أن خالها يعرضها لموقف بالغ الاذلال ولكن التعزية الوحيدة التي كانت لديها هي ثلاثة جنيهات ذهبية كانت تخبئها في علبة صغيرة كان والدها قد منحها إياها في احد ذكرى مولدها لأن كل واحد منهما كان يرمز إلى مناسبة هامة في حياتها.
الأول كان مؤرخا سنة 1855 وهو عام مولدها والثاني في سنة 1868 وهو عام نيلها أول شهادة مدرسية والثالث في العام الذي بلغت فيه الخامسة عشرة فاعطاها الثلاثة معا.
حينذاك قالت لها أمها:
- عندما يصبح لديك ما يكفي منها يا حبيبتي سنجعل منها سوارا لك.
فأجابت ثيولا:
- كم سيكون ذلك جميلا يا أماه.
ولكن لم يكن هناك المزيد من الجنيهات وأصبحت هذه الثلاثة الان هي كل ما تملك من نقود وكانت قد نوت ألا تنفقها إلا في الأحوال الطارئة الضرورية وهكذا في غمرة حزنها لما اصاب تلك الطفة حين دخولهم المدينة تركت لها واحدا من تلك الجنيهات العزيزة على قلبها في ذلك المنزل الذي يطل الفقر من جوانبه.
ولم تندم على ذلك بينما في نفس الوقت كانت تتساءل عما سيحدث لو أنها ارغمت على ان تطلب من كاثرين ثوبا جديدا في الوقت الذي كانت تعلم فيه انها لا تقل بخلا وشحا عن والديها.

**********



بلا عنوان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-09-17, 11:28 AM   #8

بلا عنوان

نجم روايتي ومشرفةسابقةونجم مسابقة الرد الأول

 
الصورة الرمزية بلا عنوان

? العضوٌ??? » 231
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 30,617
?  نُقآطِيْ » بلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond repute
افتراضي


قالت كاثرين وهما تصعدان إلى الطابق العلوي بعد مساء عرضت اثناءه مسرحية تبعتها حفلة:
- لم يعد امامنا سوى يومين فقط.
فسألتها ثيولا:
- هل أنت تنتظرين يوم عرسك بشوق؟
فأجابت كاثرين:
- سأصبح ملكة.
- وهل ستكونين سعيدة مع ... الملك فرديناند؟
ألقت ثيولا بالسؤال مترددة راجية الا تظن كاثرين بها السفاهة ولكن كاثرين قالت بعد لحظة :
- أرى ان العيش معه سيكون سارا.
وسكتت لحظة وكأنها تفكر فيما قالت ثم تابعت:
- وأنا معجبة بطريقته في حكم البلاد.
فسألتها ثيولا:
- وهل تحدث إليك عن هذا ؟
فأجابت :
- لقد اخبرني بان الشعب بحاجة إلى يد حازمة وان يبقوا تحت النضباط إنهم اغريقيو الاصل جزئيا وبالتالي عاطفيون سريعو التصرف.
فقالت ثيولا منتقدة دون وعي :
- ولكنها بلادهم.
فاجابت كاثرين:
- بالعكس فهي بلاد فرديناند فقد حدثني كم جاهد في سبيل تحسين مركز كافونيا الدولي.
فسألتها ثيولا:
- بأي طريقة؟
- اصبح الملوك الاخرين يحترمونه وبعد فهو قد حكم مدة اثنتي عشرة سنة فانتظري ماذا فعل في هذه المدة القصيرة.
فسألتها ثيولا باحتراس:
- وما الذي ... فعل؟
-ألم تري القصر؟ لم يكن شيئا يذكر من قبل وإنما بناء متهاويا عندما وصل فرديناند وكانت المدينة عبارة عن مجموعة من البيوت الحقيرة لا تحوي متجرا واحدا معتبرا وكانت السيدات إذا اردن شراء شرائط لاثوابهم او تخاريم يرسلن بطلبها من اثينا او نابولي.
فلم تقل ثيولا شيئا. وفي الواقع لم يكن هناك ما يمكنها قوله ذلك ان كاثرين لم يكن يهمها مشاعر أو بالأحرى الام الشعب وبعد فهي نفسها لا تعرف الكثير عنهم.
فالغرفة التي يتجلى فيها الفقر والتي رأتها في ضاحية العاصمة زانتوس وما كانت سمعته من تململ الفلاحين خارج المدينة جعلها تكون فكرة كاملة عن الوضع.
قالت كاثرين:
-يجب ان اذهب الى النوم فأنا لا احب ان ابدو متعبة غدا حين نستقبل العديد من الضيوف الذين سيصلون لحضور العرص في اليوم التالي.
فسألتها ثيولا:
-الا تشعرين بالرهبة مطلقا؟
فأجابت كاثرين:
- وما الذي يجعلني أشعر بذلك؟ وبعد كما تعرفين جيدا يا ثيولا فأنا أصلح تماما لأكون ملكة كما أنني سابدوا عروسا رائعة الجمال.
وتوجهت كاثرين نحو غرفة نومها حيث كانت الخادمات بانتظارها.
قالت:
- حالما أتزوج سأغير ألوان الستائر في هذه الغرفة فأنا لا أرى ان اللون الوردي يلائمني حقا فاللون الازرق ذو تأثير افضل كما ان الارائك غير مريحة تماما.
فقالت ثيولا:
- ولكن تغيير أثاث الغرفة بأكمله سيكلف غاليا.
فقالت كاثرين:
- وهل تهم التكاليف؟ يمكن احضار القماش من فيينا أو باريس ولدي نية بأن احضر حاملات الشموع من زجاج فينيسيا.
وإذ وقفت تنتظر ثيولا لكي تفتح لها باب غرفتها إذا باب غرفة الجلوس ينفتح بعنف واستدارت الفتاتان لتريا سبتيموس يقف عند الباب كان يهتف :
-أسرعي يا كاترين غيري ملابسك إلى ملابس الركوب فنحن سنرحل في الحال.
- نرحل؟ ماذا تعني يا أبي؟
- ليس لدينا وقت نضيعه فأنت والملك سيأخذونكما إلى مكان امن.
فصرخت كاثرين:
- ولكن لماذا؟ ولماذا نحن لسنا آمنين هنا؟
فأجاب:
- لأنه قامت ثورة ورئيس الوزراء يقول انها لن تهدأ في يوم أو يومين والحكومة لا تريد ان تعرض حياتك أو حياة الملك إلى الخطر.
فصرخت كاثرين وهي توشك على الانهيار وقد ظهر الرعب على وجهها :
- ابي ، ابي .
فارعد ابوها صارخا:
- افعلي ما أقوله لك يا كاثرين، ارتدي ملابس الركوب واستعدي للمغادرة بظرف خمس دقائق.
فأطلقت كاثرين صرخة رعب وما أن استدار سبتيموس ليغادر الغرفة حتى سألته ثيولا:
- وهل أذهب أنا مع كاثرين يا خالي؟
فنظر إليها وقال دون اكتراث:
- ليس عليك خطر بصفتك انجليزية ابقي هنا وسأطلب من شخص ما أن يهتم بك.



بلا عنوان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-09-17, 11:30 AM   #9

بلا عنوان

نجم روايتي ومشرفةسابقةونجم مسابقة الرد الأول

 
الصورة الرمزية بلا عنوان

? العضوٌ??? » 231
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 30,617
?  نُقآطِيْ » بلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond repute
افتراضي

~ الفصل الثالث ~


صرخت كاثرين فارغة الصبر وهي تخلع قفازيها الطويلين وتلقي بهما إلى الأرض:
- اسرعي يا ثيولا اسرعي ايتها الحمقاء.
لم هناك اثر للخادمات فركضت ثيولا إلى الخزانة لتحضر لها ثوبا للركوب، كان أول ثوب اخرجته وردي اللون فصرخت كاثرين فيها :
- ليس هذا يا غبية يجب ألا يلحظني احد فقد يطلقون الرصاص علي اعطني ثوبا قاتم اللون.
فأخرت ثيولا بسرعة ثوبا ازرق قاتم اللون وأخذت تساعد كاثرين في ارتدائيه بينما كانت تتذمر قائلة:
- لماذا انت بطيئة إلى هذا الحد؟ والان أين حذائي وقفازاي وقبعتي؟ يجب أن اخذ معي مجوهراتي أوه ليس ثمة أحد بتهاونك هذا.
واخيرا أتمت ارتداء ثوبها بعد أن اغرقت ثيولا بالسباب ثم استدارت نحو المرآة تعدل من وضع قبعتها العالية التي كانت محاطة بنقاب شفاف وهي تقول:
- لا أدري ما الذي يفعله الجنود إذ يسمحون بأن يخرج اولئك المتمردون عن السيطرة.
فسألتها ثيولا:
- هل كان الملك يتوقع فتنة من أي نوع؟
فأجابت كاثرين:
- لقد اخبرني بأنه قد تحدث بعض المشاكل ولكن لم يخطر لي ببال أن حياتي قد تتعرض للخطر.
وأطلقت صرخة رعب وهي تهتف:
- أه يا ثيولا يا ليتني لم أحضر إلى هذه البلاد، يا ليتني عدت إلى انجلترا انا خائفة استمعينني ؟ خائفة.
فأجابت ثيولا:
- انا واثقة من ان كل شئ سيهدأ إن الملك سيهتم بك وبعد فإنه سيأخذك إلى مكان آمن لابد أن حرسه الخاص سيساعدونه.
فأجابت كاثرين بارتياح:
- نعم فهم جميعا نمساويون فقد كان الملك اخبرني كيف اختارهم بدقة بحيث يستطيع الاعتماد عليهم.
فطمأنتها ثيولها بقولها:
- اذا فستكونين بخير وسرعان ما ستعودين إلى هنا.
صرخت كاثرين:
- وإلى أين يمكننا الذهاب؟ افرضي انني اصبت بجراح؟
كانت تتكلم وقد شحب وجهها من الخوف ، فعادث ثيولا تقول لها:
- إنني واثقة من أن الملك سيهتم بك.
وعندما همت كاثرين بالجواب تعلى صوت صراخ من غرفة الجلوس:
- كاثرين هل انت مستعدة؟
كان هذا صوت والدها يناديها وأجابت كاثرين وهي تلتقط قفازي الركوب:
- إني آتية يا أبي.
وركضت خارجة من غرفة النوم متجهة نحو غرفة الجلوس دون أن تقول لثيولا كلمة أخرى، وتناهى إلى مسامع ثيولا صوت خالها صارخا:
- هيا تقدمي إن الملك ينتظرنا لا أدري لماذا تتاخر النساء في ارتداء ملابسهن.
فسألته كاثرين:
- هل ستأتي معنا يا أبي؟
فأجاب:
- نعم بالطبع والان اسرعي الجياد تنتظر عند الباب الجانبي.
ولابد انهما غادرا الغرفة اثناء حديثه لان صوته اخذ يبتعد بينما وقفت ثيولا بين اشياء كاثرين التي خلفتها وراءها متناثرة في كل مكان ، ثوبها ، خفاها، قفازاها الطويلان الابيضان، وعلى كرسي هناك كان ثوب الركوب الوردي اللون حيث القته ثيولا بعد أن كانت أخرجته من الخزانة ورفضت كاثرين ارتدائه وكانت ادراج منضدة الزينة مفتوحة وقد تناثرت منها ادوات زينة كاثرين اثناء تفتيش هذه عن المجوهرات التي وضعتها في جيوب ثوب ركوبها وبحركة سريعة اخذت ثيولا في اعادة كل شي إلى مكانه وتنظيم الغرفة.
وتساءلت عن المكان الذي اخذ إليه الملك كاثرين وما لبثت أن فكرت بأنه اليونان.
كانت تعلم أن مدينة زانتوس لا تبعد سوى حوالي الساعتين عن الحدود بينما كانت البانيا في حال رغبتهم في الذهاب إليها كانت ابعد كثيرا واكثر صعوبة فقد ادركت بعد أن نظرت في الخريطة قبل حضورها إلى كافونيا بأن كون البلادي محاطة بالجبال تقريبا فقد كان الجانب الالباني اعلى واصعب منالا وكان هذا دون شك ما منع الاتراك من محاولة ضم كافونيا إلى الامبراطورية العثمانية.
كان السبيل الوحيد امامهما هو ان يستقلا سفينة من ميناء كيفيا ولكن ثيولا فكرت بأن الثائرين لابد سبق لهم التفكير في هذا وانهم سيكونون في انتظارهم ليعتقلوا الملك اذا هو حاول الهرب إلى الميناء من الطريق الرئيسي.
وفكرت ثيولا في أن اي شخص ذا ذكاء كاف لابد من ان يدرك ان الخيار الوحيد امام الملك للنجاة هو الذهاب عبر الريف وتساءلت كم من الأشخاص تضم المجموعة المرافقة للملك بما فيهم خالها وابنته كاثرين ولم تشعر بالاستياء قط لتركها بمفردها ورأت ان هذا ما كان عليها ان تتوقعه وبعد فقد قال خالها انها انجليزية وهذا يعني ان الثوار لن يقتلوها هذا اذا وجدت وقتا تعلن فيه عن هويتها وحدثت نفسها باسم بأن عليها حتما ان تلف جسمها بالعلم البريطاني.
ولكنها مالبثت ان فكرت في ان لس ثمة ما يبعث على التسلية في وضعها الحالي وإنما الخوف ولكنها كانت واثقة تماما من أن خالها مهما كان من عدم مبالاته بما يجري لها لابد انه اوصى احدا في القصر بالاهتمام بها كان هناك عدد من الموظفين من كل الأنواع كما كان هناك رجال القصر وزوجاتهم ولا يمكن أن يكون بينهم من يحب ان يجعل ملكة السمتقبل تستاء منه وذلك باهماله لابنة عمتها ووصيفتها الخاصة.
وفكرت بهدوء في ان لا فائدة من البحث عن احد فهم يعلمون مكانها وربما اذا اتضح الوضع في الخارج سيأتي احد الاشخاص ليخبرها عما عليها ان تصنع.
عندما انتهت من اعادة تنظيم غرفة كاثرين سارت إلى غرفة الجلوس وهي تفكر لأول مرة في التفرج على الجناح الملكي (بلاعنوان) كانت الغرف متصلة ببعضها البعض وبهذا لا يحتاج الملك والملكة للسير في الممر الرئيسي حيث يوجد الجنود دوما في الحراسة.
وبهدوء وخوصا من ان يكون ثمة من هو في الحراسة فتتعرض للأسئلة عن تصرفها هذا فتحت الباب الذي كان خالها قد دخل منه إلى غرفة جلوس كاثرين وكان هذا ينفذ إلى غرفة انتظار صغيرة بالغة الجمال مزينة بالتحف الصينية وقررت ثيولا ان تتفرج عليها بامعان حالما يصبح لديها الوقت الكافي لذلك ولكنها تقوم الان بجولة استكشافية وفتحت الباب القائم في الجهة الاخرى من غرفة الانتظار هذه.
ورأت ان هذا يؤدي إلى غرفة جلوس الملك وكانت أوسع كثيرا من غرفة جلوس الملكة واكثر رزانة ويقوم فيها مكتب ضخم ذو مقابض مموهة بالذهب وتستقر فوقه اروع محبرة ذهبية رأتها ثيولا قط، وعلى جدارين من الغرفة علقت لوحات رائعة مغشولة من القماش وعلى الجدارين الاخرين كانت صور جميع افراد اسرته آل هابسبورغ وقد بدت عليهم نفس الملامح التي تبدو على وجه الملك فرديناند.
وعلى ناحية من الرف الذي يعلو المدفأة كانت هناك لوحة تمثل إمبراطورة النمساء اليزابيث والتي كانت قد وصفت بأنها أجمل امرأة في اوروبا.
ولكن كانت هناك شائعات تقول انها كانت في منتهى التعاسة نظرا لجو القصر الجاف الحافل بالقيود في فيينا وحدثت ثيولا نفسها وهي تنظر إلى وجه الامبراطورة الجميل بانها لا تستغرب ذلك اذا كان الامبراطور فرانسوا جوزيف بمثل غطرسة الملك فرديناند.
ذلك انه منذ وصوله إلى كافونيا وهو يتصرف وكأن قصره بمعزل عن الشعب خارجه وكانت ما تزال تتذكر مظاهر الفقر المدقق في ذلك المنزل الذي اخذت اليه الطفلة المصابة، وتلك الازقة الضيقة الحقيرة بابوابها ونوافذها المغلقة وذلك السكون المناقض تماما لبقية انحاء المدينة.
وتمنت لو كانت سنحت لها فرصة التحدث إلى الكابتن بيتلوس بشأن ما حدث ولكنها لم تجد فرصة للتكلم معه على انفراد منذ وصولها إلى زانتوس.
لم يكن ثمة شك في أنه كان يعلم من يكون اليكسيوس فازيلاس وذلك من اللحظة التي اقبل فيها لاخذ الطفلة المصابة وتذكرته ثيولا وهو يقول له همسا لك لا تسمع قوله:
-هل أنت مجنون؟ إذا هم عرفوك فسيطلقون عليك الرصاص.
لقد كان الكابت بيتلوس مأمورا كغيره من افراد الجيش باطلاق النار على ذلك المتمرد حالما يراه ولكنه لم يعص تلك الاوامر فقط وإنما ادعى بأنه والد الطفلة.
وتساءلت ثيولا عما إذا كان اليكسيوس فازيلاس هو حقا والد الطفلة ولكنها عادت فاستبعدت هذا ولكن لماذا يهتم اليكسيوس فازيلاس إلى هذا الحد بطفلة مصابة إذا كانت لا تمت إليه بصلة القرابة؟ واخيرا رأت ثيولا ان ليس لذلك اي تفسير إلا إذا كان هو يعتبر نفسه مسؤولا عن اولئك الناس الذين يساندونه كان كل هذا يبعث على الحيرة الشديدة ولكنه لا بد أن يكون تحت امرته في هذه اللحظة من القوة بين الكافونيين ما جعل الملك يفر من قصره مذعورا في الوقت الذي كان منتظرا منه الصمود وتجميع الجيش حوله.
ودقت الساعة الموضوعة على رف المدفأة منبئة بمرور ساعة ما جعل ثيولا تدرك ان الوقت والذي كان قد تجاوز الحادية عشرة قد تأخر.
وإذ لم يأت احد ليتفقدها اخذت تتساءل عما إذا كان خالها قد نسي ان يضع خبرا عن وجودها في القصر وان رجال القصر وموظفيه اما ان يكونوا ذهبوا إلى النوم او تركو المكان.
وكان هذا تفسيرا للأمر لم تفكر فيه ثيولا من قبل ، هل من الممكن أن يكون الجميع قد رحلو؟ كان هذا يبدو لها بعيد الاحتمال اما الان بعد ان فكرت فيه بدأت ترى كل شئ هادئا على غير العادة.
وسارت نحو النافذة حيث ازاحت الستائر المخملية الثقيلة واخذت تنظر إلى الخارج كانت نافذة غرفة جلوس الملك تطل على الحديقة وليس على باب القصر الامامي ولهذا كان من الصعب عليها أن ترى شيئا ما عدا ظلال الازهار التي تزين الشرفات وكذلك السماء المرصعة بالنجوم.
وقفت تنظر إلى أعلى وهي تفكر كم يبدو العالم صغيرا تحت السماء الرائعة المتألقة بنجومها السابحة في عمق الكون السحيق.
وقالت تناجي اباها في خيالها:
- مهما حدث يا أبي علي الا اخاف يجب الا اكو جبانة فأصرخ حتى ولو اصبت فقد كانت تدرك جيدا ان كاترين لم تكن شجاعة بتصرفاتها رغم أن الجنود الذين ذهبت والملك بحراستهم كانوا يتوقعون من أسرتهم ان يتحلوا بالشجاعة مهما تكاثرت الاخطار امامهم.
وحدثت ثيولا نفسها بأنه ربما عليها أن ترى إذا كان هناك احد قريبا منها ثم عاد إلى وسط الغرفة وعندما وصلت إلى مكتب الملك إذا بها تسمع أصواتا ووقع اقدام ثقيلة في الممر خارجا.
وقفت جامدة في مكانها واخذت تنصت (روايتي) وفجأة حدث شئ غير متوقع جعلها تجفل إذ انفتح الباب الواقع في نهاية الغرفة بعنف لترى عدة جنود شاهري البنادق قد وقفوا عند العتبة.
أرغمت نفسها عل الجمود في موقفها مثبتة نفسها بالاستناد إلى المكتب بينما في نفس الوقت رافعة الأرس بكبرياء.
أخذ الجنود يجولون بانظارهم في أنحاء الغرفة وكانهم يبحثون عن أحد ورأثهم ثيولا يرتدون ملابس الجيش الكافوني.
كانت على وشك التحدث إليهم بلغتهم عندا رأت بينهم رجلا نظرت إليه غير مصدقة كان يرتدي بذلة عسكرية فلم تكد تصدق عينيها.
ولكنه كان اليكيسيوس فازيلاس بيعنيه سألها بالألمانية:
- أين الملك؟
وأدركت حين تكلم أنه قد عرفها وعاد يسألها:
- أين الملك؟ وكان يتكلم هذه المرة بالانجليزية.
فأجابت:
- لقد ترك القصر.
- منذ متى؟
فسألته:
- لماذا أنت هنا؟ ولماذا ترتدي هذه الثياب؟
أجاب:
- إني امثل الشعب الكافوني وأنا الأن قائد الجيش الكافوني.
كان يتكلم بفروغ صبر وكأنه لم يكن يحب أن يجيب على أي اسئلة ولكنه عاد يقول قبل أن تتمكن ثيولا من النطق:
- يجب أن تخبريني في أي ساعة غادر الملك القصر؟
- منذ مدة طويلة.
- هل كان ذلك منذ ساعة؟ ساعتين؟
ألقى إليها اليكسيوس فازيلاس بهذا السؤال بحدة فأجابت بعد لحظة تفكير ونظرة ألقتها على الساعة:
- ربما منذ ساعة ونصف فأنا لست واثقة لم أره وهو يغادر.
- لابد أن خطيبته قد غادرت معه؟
فأجابت: نعم هذا صحيح.
- ولكنهم تركوك خلفهم ، لماذا؟
- ذلك لأنه لا أهيمة خاصة لي، كما ان خالي كان واثقا من أنني سأكون في أمان بصفتي انجليزية.
فأجاب اليكسيوس فازيلاس:
- ولكن بطبيعة الحال لن يتدخل مواطنوك في مشاكلنا حتى ولو سمعوا بها ولكن الهوية البريطانية طبعا ذات حصانة.
- إني شاكرة لك تأكيدك ذلك.
- ستكونين في أمان على أنتحبسي نفسك في غرفتك والتي لا أظنها هذه الغرفة.
- إن غرفتي بجانب غرفة الملكة.
- اذا ستبقين في جناح الملكة وساتدبر أمرك فيما بعد وإلى ذلك الحين عليك بملازمة الغرف المخصصة لك.
ورأته ثيولا يتحدث إلى مجند وإذ شعرت بأنه عاد مرة أخرى ينظر إليها بازدراء وكراهية رفعت رأسها عاليا وهي تسير خارجة من غرفة الملك إلى غرفة الانتظار.
سمعت وهي خارجة اليكسيوس فازيلاس يتكلم بلهجة حادة ومع أنها لم تستطع فهمها فقد أدركت أنه يحاول اعتقال الملك وكاثرين وذلك بإرسال جنود لهذا الغرض.
دخلت غرفة جلوس الملكة حيث جلست على كرسي كان واضحا تماما إن اليكسيوس فازيلاس يقوم بثورة سياسية وإن قسما كبيرا من الجيش أصبح الان كما قال تحت امرته كان هذا يعني ان الملك كان يعتمد فقط على جنوده النمساويي الاصل.
كان في الجيش على كل حال عدد من المرتزقة كما كان قال الكابتن بيتلوس وكان من المحتمل ان يكون ولاؤهم للملك وليس للمتمردين عليه وطبعا كان هناك دوما احتمال بان يرغب الملك جورج ملك اليونان في ان يساند الملك.
وفكرت ثيولا في الدم الغزير الذي سيسفك وتصورت ما سيحصل من الرعب إذا كان هناك بدلا من احتفالات الزفاف الملكي بالازهار والاعلام وغير ذلك من الزينات في الشوارع كان بدلا منه حرب أهلية.
فقد كان من غير المعقول الاعتقاد بأن كل كافونيكان يساند اليكسيوس فازيلاس كان هناك كثيرون خصوصا اصحاب المتاجر والحرفيون وأولئك الذين يمدون القصر بالأثاث النفيس والذين سيخسرون كثيرا إذا لم يعد هناك ملك يعيش بالبذخ والإسراف.
وحدثت نفسها قائلة لشد ما اكره الحروب.. كل الحروب.
جلست في غرفة الجلوس لأنها خافت أن تذهب إلى فراشها فيأتي اليكسيوس فازيلاس ليتحدث إليها مرة أخرى (روايتي) فيسبب لها حرجا بالغا ولكنها كانت تشعر بتعب شديد فقد امضت يوما مرهقا في خدمة كاثرين لتجئ بعد ذلك الصدمة لما حدث ثم الخوف المستمر من المستقبل رغم محاولتها التخلص من هذا بالضحك.. كل هذا جعلها تشعر بالارهاق وكانت جالسة في مقعدها عندما سمعت طرقا على الباب. عدلت جلستها بسرعة بينما كان الباب يفتح، ولكن الواقف في العتبة لم يكن اليكسيوس فازيلاس ولكنها الخادمة المتوسطة السن والتي كانت تهتم بخدمتها منذ قدومها إلى القصر.
كان اسمها ماغارا وشعرت ثيولا بالسرور لرؤيتها بعد ساعات طويلة من الوحدة هتفت تقول:
-ماغارا ما اشد سروري برؤيتك ما الذي حدث؟ ما الذي يجري خارج القصر؟
اغلقت ماغارا الباب ولكن ثيولا استطاعت ان تلمح جنديا واقفا خارج الباب، اجابت المرأة:
- لقد ارسلني الجنرال إليك يا انسة.
فسألتها ثيولا مستفهمة:
- الجنرال؟
- نعم يا أنسة الجنرال فازيلاس.
- وهل هو جنرال؟
- انه قائد الجيش وقد احتلوا المدينة يا آنسة.
ابتسمت المرأة ثم تابعت تقول:
- انها اخبار طيبة يا آنسة اننا جميعا في غاية السعادة إن ذلك ما كنا نأمل بأن يحدث.
فسألتها ثيولا غير مصدقة:
- هل كنتم تريدون أن تقوم ثورة؟
- كنا نريد اليكسيوس فازيلاس في مكانه الصحيح فهذا هو مكانه يا أنسة.
ثم بدا الخوف على ماغارا وكانها شعرت بانها تكلمت أكثر مما يجب وقالت بصوت خافت:
- ما كان لي أن أتكلم هكذا عليك ان تسامحيني يا أنسة إذا كنت قد نسيت نفسي.
- أريدك ان تخبريني بالحقيقة.
- لقد قال لي الجنرال ان امكث هنا للاهتمام بك.
- الا يريد هو أن يكلمني؟
- كلا يا أنسة ان الجنرال مشغول جدا وهو حاليا ليس في القصر.
وقرع الباب فذهبت ما غارا لتفتحه وهي تقول:
- لقد طلبت لك شرابا دافئا قبل صعودي إليك يا أنسة.
فقالت ثيولا: ما الطف هذا منك.
وتناولت ماغارا الصينية من حاملها بينما لمحت ثيولا الان جنديين خارج الباب وحدثت نفسها بأنها قد اصبحت سجينة ولكنها اخذت تفكر في مبلغ اهتمام الجنرال فازيلاس كما يسمى نفسه إذ فكر في إرسال ماغارا لخدمتها .
وخفف عنها كوب الحليب الدافئ كما هدأت مخاوفها بوجود ماغارا معها وقالت لها المرأة:
-إذهبي إلى سريرك يا أنسة فسيكون هناك الكثير من الأحداث غدا وربما سيحدث قتال.
فهتفت ثيولا بذعر: ارجو الا يحدث هذا.
فقالت ماغارا:
- وأنا مثلك اجرو الا يحدث هذا فقد قتل ابي عندما كنت طفلة أثناء ثورة ولان بيتنا كان احرق فوق رؤوسنا مات أخي الصغير بردا أثناء هروبنا إلى الجبال.
فسألتها ثيولا:
- اتظنين الملك يملك قوة كافية لمحاربة الجنرال فازيلاس؟
- لا ادري يا انسة لماذا لم تذهبي مع اقاربك الانجليز؟
فابتسمت ثيولا ثم قالت:
- الأمر بسيط جدا فهم لم يريدوني معهم يا ماغارا لقد كان الملك في عجلة من امره ولم يستطع ان يأخذ معه سوى اللايدي كاترين ووالدها.
وشعرت بأن ما قالته يفهم منه الانتقاد فاضافت تقول:
-لابد أنه بقى في القصر كثير من الناس يمكنهم أن يهتموا بأمري أين هم؟
- لقد ذهب الكثيرون منهم وكثيرون يحزمون الان امتعتهم فقد امرهم الجنرال بمغادرة القصر.
- جميعهم؟
- كل من هو نمساوي يا آنسة وهذا يعني كل شخص هنا ما عدا الخدم.
إنها قسوة أكيدة من اليكسيوس فازيلاس وبعد لحظة سألت وهي تفكر في كل موظفي القصر ذوات النبرات المنمقة سألت المرأة:
- هل هم ذاهبون دون أي اعتراض؟
- لقد سبق وسلموا اسلحتهم يا أنسة وهناك مجموعة كبيرة منهم في وسط القاعة الرئيسية يحرسها عدد من الجنود.
فلم تجب ثيولا وبعد لحظة قالت ماغارا بلهجة المربية الحنون:
- تعالي ونامي يا أنسة انك ستنامين في فراش الملكة وإذا سمحت لي فسأنام في غرفتك.
- نعم بالطبع يا ماغارا هذه فكرة جيدة.
فكرت في أن من غير الممكن أن تستطيع النوم ولكن الشراب الحار الذي تناولته سرعان ما اسلمها إلى الغيبوبة حالما مس رأسها الوسادة.

**********


بلا عنوان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-09-17, 11:33 AM   #10

بلا عنوان

نجم روايتي ومشرفةسابقةونجم مسابقة الرد الأول

 
الصورة الرمزية بلا عنوان

? العضوٌ??? » 231
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 30,617
?  نُقآطِيْ » بلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond repute
افتراضي



استيقظت ثيولا مجفلة على وقع خطوات عسكرية تحت نافذتها مختلطة بأوامر عسكرية وبعد لحظة أدركت أن الجنود الحرس يتغيررون الان وان الساعة لابد ان تكون السابعة صباحا.
فكرت في الذهاب إلى النافذة ولكن ما أن جلست في فراشها حتى دخلت ماغارا حاملة صينية وهي تقول:
- فكرت في أن صوت الجنود لابد سيوقظك من النوم، ولهذا احضرت إليك صينية الافطار.
نظرت ثيولا إلى الخبز الطازج فوق صينيتها والزبدة الذهبية وقرص العسل وشمت رائحة القهوة العبقة فأدركت أنه نفس الافطار الذي تعودته منذ قدومها إلى القصر.
وكأنما احست ماغارا بسؤالها الخفي فقالت:
- إن خدم المطبخ يعملون كالعادة إن جميع الطهاة هنا باستثناء الرئيس فيهم هم كافونيين.
فسألتها ثيولا:
- وماذا عن رئيسهم ذاك؟
- لقد اختفى يا انسة ونظن أنه لابد ذهب مع الملك لقد كان رجلا في غاية الجبن.
فضحكت ثيولا وقالت وهي تسكب القهوة:
- ما الذي يحدث يا ماغارا؟
- اشياء كثيرة جدا يا أنسة هناك جنود في كل مكان مع ضباط جدد يوجهون إليهم الأوامر.
- اظنهم كافونيين.
- انهم اتباع الجنرال يا آنسة الذين كانوا معه أثناء اختبائه في الجبال.
- وهل كان هو هناك؟
- كان يأتي إلى المدينة أحيانا ولكن ذلك كان يشكل عليه خطرا، خطرا كبيرا يا آنسة، وكنا نشعر بالخوف عليه حين نراه.
- وهل كنتم تعلمون أنه كان هنا؟
- لقد جلب إلينا الأمل يا آنسة، الأمل في أننا يوما ما سنصبح أحرارا.
فمسحت ثيولا قطعة خبز بالزبدة قبل ان تقول:
- هل الجنرال فازيلاس متزوج؟
- كلا يا آنسة لقد كنا دوما نظن أنه ستزوج إبنة عمه أثينا فازيلاس ولكن كيف يمكن لرجل أن يتزوج وهو دون بيت وثمة ثمن موضوع لرأسه.
فسألتها ثيولا:
- ألم يجعل النمساويون مكافأة لمن يسلمه من اتباعه؟
- نعم مبلغا كبيرا جدا يغني الرجل الذي يحصل عليه طوال حياته ولكن لا أحد يمكن أن يخدع إليكسيوس فازيلاس فهو كان دوما قائدنا الوفي وأملنا الوحيد للمستقبل.
- والأن؟
- إننا جميعا في غاية السعادة يا آنسة ولكننا خائفون .. نعم نحن خائفون لأننا لا نملك الكفاية من الأسلحة والبنادق لكي نحمي أنفسنا.
ولم تتكلم ثيولا وبعد لحظة قالت ماغارا:
- انك ستتفهمين الأمر يا أنسة فنحن فقراء جدا ليس لدينا نقود ولا مسدسات ولا بنادق و البارود غالي الثمن جدا ومع هذا نحن جميعا نعطي سنويا ما يمكننا إعطاؤه.
- اتعنين انكم بقيتم وقتا طويلا تجمعون المال لهذا الأمر؟
منذ تسع سنوات يا أنسة منذ عاد إليكسيوس فازيلاس إلى كافونيا.
- وهل كان في الخارج؟
- لقد كان نفي وأمه من البلاد عندما جاء الملك إلى السلطة ولم يكن هذا بسبب أي شئ اقترفه يا انسه فهو لم يكن سوى غلام ولكن الملك خاف من أن يفضل الشعب ملكا من آل فازيلاس.
- وهكذا نفاهما من البلاد.
أجابت المرأة:
- لقد توفيت أمه الأميرة وأظن أن ذلك كان في إيطاليا وعندما اصبح إليكسيوس فازيلاس رجلا واعيا عاد إلى الوطن.
- هل كان ذلك من تسع سنوات؟
- نعم وكان في الحادية والعشرين وعندما علمنا أنه هنا انتعشت قلوب الكافونيين جميعا كان ذلك أشبه بضياء يلتمع في الظلام.
وفكرت ثيولا بأن هذا ما كان عليها أن تتوقعه إنه الضياء الذي كان إليكسيوس فازيلاس لابد سيأتي به إلى الشعب الذي وضع ثقته به ، كان من الصعب أن تبقى في غرفتها بينما تحدث كل هذه الأشياء في الخارج وتاقت نفسها إلى أن تكون جزءا منها، ولكن عندما انهت فطورها اخبرتها ماغارا ان من غير المسموح لها بمغادرة غرفة الجلوس.
فقالت ثيولا ضارعة:
- ألا يمكنني على الأقل الذهاب لرؤية ما يحدث في فناء القصر من الناحية الأخرى؟
فسألت ماغارا الجنود الحراس ولكنهم رفضوا فقالت لها:
- انهم مأمورون يا أنسة بألا يسمحوا لك بالخروج من الغرفة.
- إنني متفهمة لذلك.
ولكنها شعرت بخيبة الأمل والحديقة الخلفية الهادئة السابحة في أشعة الشمس والتي كان بإمكانها رؤيتها من نافذتها كانت لا تكاد تشفي غليلها لرؤية الأشياء التي لا بد أنها كانت تحدث في الناحية الأخرى من هذا القصر.
لم يكن لديها ما تعمله وعندما حاولت ان تطالع بعض الكتب التي كانت في غرفة الجلوس والتي كانت جميعها باللغة الألمانية وجدت أنه من الصعوبة أن تركز ذهنها في أي شئ خلاف الثورة.
وأرسلت ماغارا إلى الطابق الأسفل أكثر من عشر مرات لترى ما كان يحدث فكانت هذه تعود إليها ببعض الأخبار المتقطعة التي كان على ثيولا أن تحاول جمعها وتفسيرها لتخرج في النهاية بصورة عامة عن الوضع.
قالت ماغارا:
- لقد رحل جميع النمساويين يا آنسة كانت النساء منهم يبكين وينتحبن والرجال يشتمون.
- وإلى أين ذهبوا؟
- لقد خصص لهم الجنرال سفينة لتذهب بهم إلى نابولي أما ما أزعجهم فهو انه لم يكن من المسموح لهم أن يأخذوا معهم سوى القليل من ممتلكاتهم فالكثيرون منهم قد اصبحوا فاحشي الثراء منذ حضورهم إلى كافونيا.
- وماذا فعلوا ليصبحوا كذلك؟
- كان أكثرهم يرتشون يا آنسة.
فعادت ثيولا تسألها:
- ولكن من كان يقدم إليهم الرشاوي؟ ولأي غرض؟
- التجار ، أصحاب المصانع، الرجال القادمون من مختلف البلدان ببضائع قد تعجب الملك لم يكن يستطيع احد ان يحظى بالمقابلة الملكية إلا بمساعدة من الوصفاء والسكرتارية وكثيرين غيرهم.
- حسنا كل ما أرجوه ان يستعمل ما خلفوه وراءهم في حاجته الحقيقية.
- كوني واثقة يا آنسة من أن هذا ما سيحدث لقد اذاع الجنرال تهديدا بأن كل من ينهب منزلا أو أي مكان أخر فسيتعرض لعقاب أليم.
- وهل سيطيعونه؟
فقد تاه بها الفكر إلى قصص كانت قرأتها عن جنود كانوا ينهبون ويحرقون ويدمرون البلاد التي كانوا يغزونها.
فقالت ماغارا ببساطة:
- انهم سيطيعونه لأنه يفهم مشاعرهم وما عانوه طوال السنوات الماضية.
لقد أدركت ثيولا أن ماغارا لم تكن تبالغ حين كانت تتكلم عن المعاناة لقد علمت بأن أي شخص كان لديه شئ من الممتلكات مهما كانت صغيرة أو مزرعة كان مطلوبا منه تسليم نصف محصولها ونصف مؤنة اسرته السنوية وذلك كل عام إلى ممثل الملك.
وكان الفتيان في سن السابعة عشرة يستدعون للتجنيد الإجباري في الجيش الكافوني وعندما يبلغ والدا رجل ما الكبر ويعجزان عن فلاحة أرضهما وزرعها فإن السلطة الحاكمة تصادرها.
كانت المواد الغذائية غالية وسكان المدن كانوا غالبا أقرب إلى المجاعة لا لشئ إلا لأنهم لم يكونوا ينتجون ما يكفي لشراء تلك المواد ، لقد أدركت ثيولا (روايتي) أن البلاد بأكملها كانت تدار كليا تبعا لمصلحة الملك فقط. وحينما كان يريد أن يبني اي شئ كالقصر الملكي أو قصرا اخر في الجبال لإقامته أثناء رحلات الصيد والذي كانت ثيولا قد علمت أنه قارب الانتهاء فقد كانت الأموال اللازمة لذلك تجمع كلها تقريبا من الفلاحين، فلا عجب ان هم اعتبروا إليكسيوس فازيلاس قائدهم الذي سحطم قيودهم ليعيدهم أحرارا كما كانوا من قبل ان يأتي الملك النمساوي.
وحدثتها ماغارا عن البهجة الكبرى التي تعم الشعب في زانتوس فقالت:
- إن الشعب يرقص ويغني طوال اليوم حتى الجنود يضعون ازهارا خلف اذانهم وفي يقبعاتهم وقد أمر الجنرال بتقديم الطعام إلى الفقراء الذين لا يملكون نقودا لشرائه.
وشعرت ثيولا بخيبة أمل كبرى لعدم تمكنها من رؤية ما يحدث أو الاشتراك فيه، تناولت العشاء الذي احضرته إليها ماغارا ورغم جودته إلا أنها لم تكن جائعة فازاحت الطبق من امامها بعد عدة لقيمات. فسألتها ماغارا:
- ألست جائعة يا آنسة؟
- أريد أن أرى الجنرال لا يمكن أن أبقى هكذا سجينة دون أن يبالي بي أحد.
- أنه مشغول جدا يا أنسة ربما سيجد غدا وقتا يتحدث فيه إليك.
ولكن ثيولا خشيت ان يكون الغد يوما اخر تبقى فيه وحدها في هذا السجن الجميل المريح ولكنه يبقى سجنا على كل حال.
ولم تكن مخطئة فقد مر الثاني كالأول تماما وسألت المرأة بضراعة:
- ما الذي يحدث؟ أخبريني عما يحدث بالضبط يا ماغارا.
- فهمت يا آنسة أن الملك قد وصل إلى الحدود وان الجنود الذين يساندونه متمركزون هناك.
فسألتها ثيولا:
- أين؟
- حيث تلتقي كافونيا باليونان يا آنسة هذا ما اخبرنا به أحد الجنود ولكنه طبعا لا يعلم الكثير والجنرال لا يثق بأي كان فيكشف له عما يحدث.
- اتمنى لو يثق بي حاولي أن تعرفي أكثر من هذا يا ماغارا.
وبذلت ماغارا جهدها ولن دون فائدة ، وسألتها ثيولا:
- هل هناك قتال؟
- أظن كان هناك شئ من القبال بين بعض المرتزقة الذين أرادوا الإلتحاق بالملك وبين الكافونيين الذين أعترضوا طريقهم ولكن القتال لم يكن جديا تماما.
وفيما بعد عند العصر قالت ماغارا تخبر ثيولا:
- سمعت يا آنسة ان الجنرال قد اصدر أمرا إلى كل شخص خارج زانتوس بأن يأتي إلى المدينة انه يقول بأنهم سكونون آمنين هنا أكثر كما ان اصحاب المزارع يأتون بقطعانهم انهم محتشدون في ساحة السوق الكبير.
فقالت ثيولا:
- إني أعجب لعمله ذاك.
فلم تستطع ماغارا ان تفيدها بشئ ورغم انها كانت امرأة ذكية الا انها لم تستطعان تبلغها بما كانت تسمعه أو تراه فكان على ثيولا أن تستخلص النتائج من كل ذلك بنفسها.
كان الوقت اواخر العصر وكانت ثيولا قد فرغت من تناول عشائها عندما سمعت من النافذة صوت بكاء ، كانت الليلة فاتكأت على عتبة النافذة وهي تتساءل عن مصدر ذلك الصوت.
قالت لماغارا التي كانت ترفع غطاء المائدة:
- اسمع صوت أطفال.
- نعم يا آنسة هناك اطفال في الغرفة التي تحت غرفتنا هذه.
- أطفال؟
- هناك عدد منهم ضاعوا أو جرحوا اثناء القتال.
- لم اكن اعلم قبل بوجودهم.
- كان عددهم قليلا يا انسة عندما دخل المدينة اطلق عليه الحرس النمساوي النار ولكنهم عندما رأوا كثرة عدد الجنود الذين تركوا خدمة الملك استسلم البعض منهم وهرب اخرون.
وتساءلت ثيولا بصوت مرتفع:
- وهكذا اصيب الاطفال اثناء ذلك.
- لقد أمر الجنرال بإحضارهم إلى هنا إلى أن يعثر على آبائهم وهم ليسو كثيري العدد.
وحملت الصينية وهي تتابع قائلة:
- إذا لم تكوني بحاجة إلي يا أنسة فأنا أرغب في الخروج لفترة قصيرة، هناك احتفالات احب التفرج عليها.
فأجابت ثيولا:
- طبعا يا ماغارا إذهبي وافرحي نفسك يا ليتني استطيع مرافقتك.
فأجابت ماغارا:
- الجنرال لا يريد ذلك يا آنسة.
ثم سارت إلى الباب تقرعه لكي يفتحه لها الحراس، وتنهديت ثيولا إذا كان الجنرال يقصد بمعاملته هذه معاقبتها على كونها قريبة لخطيبة الملك فقد نجح في ذلك حتما إنها لم تعد تحتمل الوحدة والجهل بما يحدث خارج هاتين الغرفتين المزخرفتين الرائعتي الجمال.
وحدثت نفسها قائلة:
- لو كان أبي موجودا لشعر بالخزي من عدم اتكالي على نفسي لفهم ما يجري.
وسارت نحو النافذة وازاحت الستائر وإذا بأنوار ملونة ترتفع نحو السماء فأدرت من الصوت أنها الالعاب النارية تطلق في المدينة ، وكانت تلمح احيانا العابا نارية أخرى فأدركت انها لن تستطيع رؤيتها إلا من الناحية الأخرى للقصر ، رفعت بصرها إلى السماء المرصعة بالنجوم ثم عادت به إلى الحديقة حيث اخذت تستنشق شذا الازهار ومرة أخرى تناهى إلى مسمعها صوت بكاء الأطفال.
كان البكاء يبدو أقوى مما كان قبلا وكان هناك في الواقع طفل يصرخ فكرت ثيولا بأنه لابد أن يكون هناك من يعتني بهم وانصتت ولكن الصراخ لم يتقطع كما يحدث عندما يحمل الطفل ويهدهد.
ولم تستطع ان تصدق ان (بلاعنوان) من الممكن ان يتركهم الجنرال دون رعاية ولكن تلك لم تكن موجودة وساءلت نفسها عما إذا كان بإمكانها النزول إليهم ، تذكرت ان في الغرفة التي كانت تنام فيها أولا يوجد باب يؤدي إلى ممر جانبي وليس إلى الممر الرئيسي مثل غرفة الملك والملكة هذه وسارت نحو غرفة ماغارا كان الباب المؤدي إلى الممر غير مقفل ففتحته بهدوء وبطء بالغين ولم يكن ثمة حرس في الخارج فانسلت خارجة مغلقة الباب خلفها.
كان الممر يقود إلى الممر الرئيسي ولكن كان ثمة ممر آخر يقالبله رأته ثيولاخاليا من الحراس.
سارت على اطراف اصابعها إلى زاوية الممر ثم اخذت تتلصص كان الجنود الحرس خارج غرفة جلوسها مستغرقين في الحديث كما كانوا بعيدين نوعا ما وكان الممر معتما حملت خفيها بيدها وجذبت نفسا عميقا ثم ركضت وصلت إلى أخر الممر ثم وقفت منصته لم يكن هناك صوت عدا تمتمات الحراس فأدركت انهم لم يروها اصبح عليها الان ان تجد طريقها إلى الطابق الاسفل ولم يكن هذا صعبا.
ابتعدت عن مركز البناء حيث السلالم الرئيسية لتجتاز عدة ممرات صغيرة ولتجد في النهاية بعض السلالم الثانوية والتي كان معلقا على جدارها صور ملوك النمسا ففكرت بأنها السلالم التي يستعملها موظفو القصر. ونزلت بسرعة إلى الطابق الأسفل وإذا بها تجد المزيد من الممرات غير المحروسة من الجند.
وحيث انه كان لديها احساس دقيق بالاتجاهات لم تجد صعوبة في العثور على طريق إلى الغرف التي أدركت بأنها تقع تحت جناح الملكة مباشرة.
وتوقعت احتمال وجود حرس هناك أيضا فسارت ببطء في الظل وإذا بها ترى واحد منهم ولكنه كان يوليها ظهره ومواجها للقاعة حيث كانت ثيولا واثقة من وجود حرس اخرين فيها.
رأت أنهم لم يكونوا يقومون بمهمتهم بشكل جاد حيث انه لم يكن لديهم ما يحرسونه سواها والأطفال أمكنها الان ان تسمع صراخ الاطفال وبعد ذلك بلحظة كانت قد اصبحت في الغرفة معهم لابد أنها كانت غرفة مكتب واسعة وقد حولت إلى غرفة للأطفال.
كانت تحتوي على ثلاثة أسرة عادية الحجم وثلاثة فرش على الأرض وسرير مزخرف لطفل رضيع، لم يكن ثمة أثر لأي شخص راشد في الغرفة بينما كان الأطفال جميعا يبكون في وقت واحد فسارت من واحد لأخر إلى ان علمت سر ذلك فالطفل الذي كان يصرخ كان رأسه ملفوفا بضماد قد انزاح عن رأسه فغطى عينيه، وما ان سوته حتى توقف الطفل عن الصراح وهو يقول مرة بعد مرة باللغة الكافونية :
- أمي ، أمي.
فقالت:
- إنها ستأتي حالا حاول ان تنام فهي تريدك أن تستريح.
وفي السرير الثاني كانت فتاة صغيرة مضمدة اليدين وقد اشتبك الضماد باغطية الفراش فاخذت تكافح لتحرير نفسها.
وبدا الرضيع جائعا وكان شخص ما قد وضع زجاجة الحليب في فمه ولكنها انزلقت إلى ناحية ولكن الرضيع كان اصغر كثيرا من أن يستطيع اعادتها إلى فمه.
وشعرت ثيولا بالحليب باردا في الزجاجة ففكرت في تدفئتها له ولكنه اخذ يمتصها بشراهة افصحت عن جوعه الشديد وبالتالي إصراره على عدم التخلي عنها.
واسندت ثيولا الزجاجة بعناية كيلا تنزلق مرة أخرى ثم تركته إلى سرير أخر.
كان الاطفال الاخرون يبكون لاستيائهم من الضجة التي كان يحدثها الاخرون ما جعل الخوف يتملكهم.
اخذت في تهدئتهم وتغطيتهم جيدا وهي تتحد إليهم طوال الوقت تخبرهم بأن أمهاتهم سيأتين حالا وأن عليهم أن لا يبكوا وبذلك يذهبون إلى بيوتهم.
وهكذا لم يمض وقت قصير حتى ساد السكون الغرفة وأخلد أغلب الأطفال إلى النوم وكانت ثيولا تستوثق من الضماد الذي يحيط برأس الطفلة لتتأكد من عدم ا نزلاقه مرة اخرى عندما سمعت صوتا عند الباب.
استدارت فرأت جنديا وقد وقف يراقبها قالت له باللغة الكافونية:
- لقد كان الأولاد يبكون فجئت لكي أعتني بهم.
فلم يجب الرجل واستمر يحدق بها. فقالت:
- إنهم بخير الان ولكن لابد أن يكون هناك من يبقى معهم.
كانت قبعته قد انزلت إلى خلف رأسه بينما كان يحمل بندقيته بشكل غير مستقيم. فقالت:
- حسنا اظن الاطفال سيبقون هادئين الان إلى حين عودة من يهتم بهم.
وعادت تنظر إلى الجندي متشككة وقد رأت أنه ليس من النوع الذي صح أن يستلم المسؤولية.
وفكرت ثيولا في أنه لابد أن يكون احد اتباع الجنرال فازيلاس ممن لم يرتدوا ملابس عسكرية حتى هذه اللحظة.أجالت نظراتها بين الأطفال للمرة الأخيرة كانوا هادئين تماما وقد نام الرضيع وهو مازال يمتص الحليب.
سارت نحو الباب وهي تقول:
- ربما من الأفضل أن اعود إلى غرفتي.
ولكن الجندي لم يتحرك كان يترنح قليلا اثناء وقوفه بينما شعرت ثيولا فجأة وهي ترى النظرة في عينيه بعدم الارتياح. قالت له :
- دعني أمر من فضلك.
فلم يمتثل لما تقول وإذ شعرت بأنه لم يفهم قولها حاولت ان تمر من امامه لكي تخرج ، عند ذلك ألقى بالبندقية من يده ثم تقدم نحوها فصرخت:
- دعني اذهب كيف تجرؤ؟
حاولت الخروج من الغرفة ولكنها لم تستطع المرور فعادت تصرخ:
- دعني أذهب.
فلم يجب ثم تملكها اليأس وهي تفكر في انها ستموت حتما من الرعب وفجأة دوى صوت رصاصة يصم الاذان، وشعرت ثيولا بالرجل يندفع إلى الامام ساقطا وسمعت صوت ارتطام جثة الرجل بالأرض ثم صوت رجل يقول بالانجليزية بلهجة خشنة:
- ما الذي تعلينه هنا؟ ولماذا لست في غرفتك؟
رفعت عينيها إلى وجه إليكسيوس فازيلاس ومنعها الخوف والصدمة من إجابته، قال بحدة:
- لقد اعطيت أمرا بان تمكثي في غرفة الملكة فلماذا خالفتني ؟
وانتظر جوابها فقالت بصوت لا يكاد يسمع:
- كان الاولاد يبكون.
وشعرت دون ان ترفع وجهها ان الجنرال قد أجال الطرف حوله وعندما لم ير في الغرفة راعية للأطفال قال غاضبا:
- لقد أمرت باحضار من يعتني بهم.
فتمتمت تقول:
- اظن المرأة قد ذهبت.
فقال:
- سأبحث في هذا الامر .. هل يمكنك المشي؟
- أظن ذلك.
سألهاباهتمام :
- هل أنت بخير.؟
- أنا الان بخير تام.
- سأعود إليك بعد أن أبحث مسألة الاطفال.
واستدار يغادر الغرفة ثم سمعته يتحدث بحدة إلى الجنود في الخارج.
صعدت إلى غرفتها ثم اسرعت نحو الخزانة لتحضر ثوبا اخر لتبديل ملابسها وكانت ما غارا قد علقت لها ثيابها مع ثياب كاثرين وعندما فتحت باب الخزانة اخذت أثواب كاثرين الحريرية تخفق مع النسيم وقد بدت بخفة وجمال ازهار الربيع، ونظرت ثيولا إلى أثوابها هي السميكة القماش القبيحة الطراز وما لبت أن قررت بأن ارتداء واحد منها سيرهقها وبدلا من ذلك اخرجت من الخزانة أحد فساتين كاثرين ثم ذهبت إلى غرفة الجلوس لتنتظر الجنرال.
وفكرت في أنها ستتحدث إليه فقد سبق وشعرت بالحرج وهي تعلم أنه يستخف بها. وتذكرت نظرة الازدراء في عينيه ولكن ذلك كان قبل أن تتعمد عصيان أوامره فتترك أمان غرفتها ومن ثم تتسبب في اطلاق الرصاص عليه.
وكان التفكير في تسببها هذا بموت رجل يسبب لها رعبا لم تستطع معه إطالة التفكير في ذلك ولكن الجنرال قتله لينقذها فأدركت أن عليها أن تشكره مهما كان ذلك الأمر صعبا على جندي.
وخيل إليها أنه مر وقت طويل قبل ان تسمع الجنود في الخارج يقفون في حالة استعداد ثم تسمع طرقا على الباب.
فقالت:
- أدخل.
وشعرت بالارتياح إذ لم تلمح الغضب في صوته فابتدأت تقول:
- أنا .. أنا بخير تماما .. ثم إنني يجب أن .. اشكرك.
فقاطعها قائلا:
- ليس ثمة ما يدعوك إلى شكري وإنما انا الذي أدين لك ببالغ الاعتذار عن تعرضك للإهانة على يد كافوني.
وسكت لحظة ثم عاد يقول:
- ولكنك الان تعلمين ان عصيانك قد عرضك إلى مثل هذه المواقف.
- إني .. إني آسفة.
فتابع يقول:
- إننا في حالة حرب يا آنسة وارين والخطر موجود في كل بقعة تقوم عليها الحرب ولهذا السبب يتحتم على النساء ان يبقين بعيدا .
فقالت تحاول ان تعلل تصرفها:
- ولكن الاطفال كانوا... يبكون.
فقال:
- وهذا ايضا شئ يؤسف له والمرأة الموكلة بالاطفال ستوبخ بعنف ولاراحة نفسك فقد وجدت امرأة أخرى اكثر شعورا بالمسؤولية وذلك لرعايتهم اثناء الليل وأمل ان يأتي أهاليهم في الصباحلطلبهم.
- إنني مسرورة لهذا.
- اظن عليك أن ترتاحي فقد عانيت من تجربة سيئة وكلما اسرعت بالنوم كان ذلك أفضل.
- أردت أن اتحدث... إليك.
فأجاب الجنرال:
- وأنا ايضا لدي شئ معين أريد أن احدثك عنه.
وعندما جلست جلس هو على كرسي أمامها وبدا لها أنه يجلس بهدوء تام رغم الاحداث غير العادية التي مرت عليهما هما الاثنين.
ابتدأ بعد لحظة يقول:
- سيريحك ان تعلمي يا انسة وارين ان ابنة خالك اللايدي كاثرين والملك قد وصلا إلى اليونان سالمين.
- لقد كنت اعلم انهما سيذهبان إلى هناك.
- لقد صدقتك عندما قلت لي انك لم تكوني تعلمين.
- هذا فقط كان مجرد تخمين مني فمن غير المعقول ان يأتمنوني على اسرارهم.
- لا استطيع ان افهم السبب في عدم اخذهم لك معهم وبعد فخالك كان معدودا من حزبهم ولا اظنه كان من الصعب عليهم ان ياخذوا شخصا آخر.
- أظن خالي لم يفكر سوى في وصول ابنته سالمة.
- ولكنك ابنة اخته!
فقالت دون تفكير:
- ولكنه غير ... فخور بي.
وعندما حاجبيه مستفهما ادركت ما في جوابها هذا من عدم لباقة وشعرت بأنه ينتظر جوابها. فقالت بعد لحظة:
- إنني القريبة الفقيرة واظن حتى في كافونيا تعرفون ما يعني هذا ومثل هذا القريب من السهل الاستغناء عنه.
كانت تتكلم دون مرارة بل بلهجة هزلية تقريبا وبعد لحظة قال الجنرال:
- لا أكاد أصدق هذا وأؤكد لك أن قليلا جدا من الكافونيين من يتخلون عن اقربائهم في ظروف كهذه.
فلم تجد ثيولا ما تقوله وبعد لحظة صمت قال الجنرال:
- لدي هنا شئ لك.
فنظرت إليه بدهشة بينما كان هو يخرج من جيبه شيئا ناولها إياه.
وعندما انحنت إلى الامام لتأخذه منه رأت أنه الجنيه الذهبي الذي كانت قد تركته للطفلة المصابة. وقال:
- لقد كنت أنوي رده إليك عندما تقابلنا لأقول لك اننا نحن الكافونيين لا نحتاج إلى صدقة منك. ولكنني اظن انه لم يعد بإمكانك الان ان تقدمي مثل هذه الهبة السخية.
فنظرت ثيولا إلى الجنيه الذهبي في راحتها ، ثم قالت:
- إنه هدية من ابي وهو يمثل ثلث ما أملكه في هذا العالم.
- ومع هذا اعطيته لتلك الطفلة. ولماذا اهتممت بها عندما صدمتها العربة؟
فترددت ثيولا لحظة ثم قالت:
- لأن ابي كان يحب اليونان ولأن حضوري إلى كافونيا كان أهم حدث في حياتي.
وبدت في صوتها رجفة بسيطة وهي تتابع قائلة:
- لقد افزعتني التناقضات التي رأيتها هنا مثل البذخ المفرط في القصر الملكي والفقر المدقع خارجه لقد سمعت بالمعاملة السيئة التي عومل بها شعبك فأنا أحب ان اساعدهم.
- كما كنت تساعدين الاطفال هذه الليلة عندما كانو يبكون خائفين.
- كيف حال الفتاة الصغيرة التي كانت صدمتها عربتنا؟
- لقد عالجها الطبيب وساقها في سبيل الشفاء.
- إنني مسرورة لذلك فقد علمت انه لا يوجد لديكم مستشفى.
- لقد كان لدينا من قبل مستشفى ولكنه هدم عندما أراد الملك أن يزيد من مساحة حدائق القصر.
فشهقت ثيولا ثم قالت:
- وهل ستبني غيره؟
- نعم إذا كنت في وضع يسمح بذلك.
فنظرت غليه بخوف وسألته:
- أتظن ان الملك قد يستعيد ... مكانه؟
- إني واثق من ان اولئك الذين يساندونه لن يكفوا عن ذلك دون قتال وقد لا يتمكنون من هزيمتنا ولكن علينا أن نكون مستعدين.
- نعم بالطبع ثم هل يمكنني المساعدة؟
- علي أن افكر في ذلك يا أنسة وارين فأنت تعليمن أنه يجب علينا حمايتك.
نهض الجنرال وهو يقول:
- في أوقات الحرب المرأة معرضة إلى كل الاحتمالات.
ففاجأها هذا الاطراء كليا ما جعلها تنظر إليه بعينين متسعتين ثم وقبل ان تتمكن من الجواب وقبل ان تتمكن من الوقوف استدار ليغادر الغرفة مغلقا الباب خلفه.
وقفت تحدق في أثره ومازال الجنيه الذهبي الذي كانت منحته للطفلة مازال في يدها:
وأخذت تردد لنفسها قوله ذاك:
- إن المرأة معرضة لكل الاحتمالات.








بلا عنوان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:12 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.