آخر 10 مشاركات
29 ـ الغجري الاسمر - مرغريت روم - ع.ج (كتابة /كاملة )** (الكاتـب : درة الاحساء - )           »          تناقضاتُ عشقكَ * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : ملاك علي - )           »          031 - تدابير القدر - مارجريت روم - روايات عبير دار الكتاب العربى (الكاتـب : samahss - )           »          بريق نقائك يأسرني *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : rontii - )           »          ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          جنتي هي .. صحراءُ قلبِكَ القاحلة (1) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          حاول أن ترى الحقيقة- أليسون فرايزر-๑•ิ.•ั๑ روايات غادة๑•ิ.•ั๑ (الكاتـب : اسفة - )           »          كاثرين(137)للكاتبة:Lynne Graham (الجزء1من سلسلة الأخوات مارشال)كاملة+روابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          1108 - دورة الأيام - شارلوت لامب ع.د.ن(كتابة /كاملة)** (الكاتـب : Just Faith - )           »          ترنيمة عذاب -ج4 من سلسلة أسياد الغرام- للكاتبة الأخّاذة: عبير قائد *كاملة & بالروابط* (الكاتـب : noor1984 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree5Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-12-11, 04:02 PM   #11

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


2- لم تتخيل ميراندا أن مهمتها شائكة إلى هذه الدرجة. وجدت نفسها ممزقة بين مصالح الشركة التي تعمل فيها وبين عائلة غالنت التي تحبها. وخصوصا روجر, الموسيقي الذي له أكثر من موهبة!



وقفت ميراندا جامدة هادئة محاولة التغلب على عاصفة الغضب التي هددت تماسكها. كان غضبها ممتزجا بشعور من الخيبة, ذلك أن الشاب الذي صاحبها في المطار ورافقها إلى اليخت خدعها. وأحجم عن ذكر اسمه عمدا وتركها تفصح عن خطط الترانسمارين.
" كيف حالك؟ إنني سعيدة بوصولك سالمة. كنت في انتظارك. السيدة انغرام رغبت في الذهاب إلى شاطئ لوكويلو لتمارس هواية السباحة, فأخذها السيد انغرام وطلب مني استقبالك. يا له من حظ أن تحضري وروجر معا إلى اليخت " .
على رغم اسمها وملامحها الاسبانية كانت خوانيتا تتكلم الانكليزية بلكنة كالتي لروجر. كانت الكلمات تفيض منها بسرعة كأنها خائفة أن يقاطعها أحد قبل أن تقول كل شيء. كانت في نحو الثالثة والعشرين من العمر, شعرها أسود كالليل, عيناها رماديتان ضاحكتان وملامحها كاستيلية, ترتدي تنورة فضفاضة وقميصا يصل إلى ما دون كتفيها. ابتسمت ميراندا بجهد كبير وشكرتها.
" لم يكن هناك داع لأن تزعجي نفسك" . ( أجابتها الشابة الذهبية البشرة).
ثم التفتت إلى ابن عمها وقالت:
" من زمن طويل لم يلتئم شمل العائلة هكذا, يا روجر ".
" جميعنا؟ ( استوضحها ببرودة) هل مارني هنا؟ ".
بدت خوانيتا على غير ما يرام, وهربت الضحكة من عينيها.
" نسيت مارني " . ( اعترفت بصوت خافت).
رد بحدة قائلا:
" معظمكم ينساها أكثر الاحيان " .
ولاحظت ميراندا, اذ رمقته, أن روجر كان غاضبا بمقدار غضبها هي والشرر يتطاير من عينيه وفمه الجميل تقلص.
" لمجرد أنها ضريرة لا يعني عدم وجوب حضورها في أي حال, أي صفقة بيع يجب أن تشملها مباشرة. هل عرفت أن طومس لم يعلمها برغبته في البيع؟ كما لم يعلمني بالأمر أنا أيضا " .
" إذن كيف عرفت الأمر؟ " ( سألته خوانيتا).
التفت ينظر إلى ميراندا بعينين خضراوين تشعان, وأجاب بلباقة:
" عرفت في طريقي إلى هنا. الآنسة بنسن أخبرتني ".
أحست ميراندا بقواها تكاد تخور وتمنت لو تجد حائطا قربها لتلطمه. واقتضى منها هذا الموقف كل ما عندها من برودة لتبدو وكأن شيئا غير عادي لم يحدث. وهي لم تستطع إلى الآن أن تتعامل مع روجر غالنت كما يجب. كشفت كل شيء حتى قبل شروعها في المهمة الجديدة.
سألته خوانيتا وقد أخذتها الحيرة:
" ولكن لماذا جئت إذا كنت لا تعرف الهدف من رحلة الاستجمام هذه, ومن الذي دعاك؟ ".
" قدمني كيت ويليامز إلى انغرام خلال حفلة في نيويورك. وذكر لي هذا الأخير أنه سينظم هذه الرحلة إلى الجزر. وقال أنه يرغب في تسميتها فورتوغا, وكذلك دعاني إلى الالتحاق بها. ولأنه لم يكن لدي ما هو أفضل رأيت أن أقبل الدعوة. لم أكن أعرف أنه يعمل في الترانسمارين, أو أن شركته كانت مهتمة بشراء ال****. وإلا لما أتيت. متى بدأت هذه المفاوضات, يا خوانيتا؟ هل تعرفين؟".
" كل ما أعرفه هو أن والدي ذهب إلى لندن الخريف الماضي للاجتماع بمسؤولي الترانسمارين. كان يجس نبض المهتمين بتنمية الفنادق وأماكن الاستجمام بغية بيع ال**** المسمى الفولي. تقدمت الترانسمارين بأفضل عرض. عندئذ اكتشف السيد انغرام أن الفولي لا يباع من دون أن يباع ال**** الآخر المعروف باسم الفانسي ولهذا السبب اتصل بك " .
تمتم روجر علامة الموافقة ثم قال معلقا:
" وبدهاء عظيم اقنعني بالمجيء إلى هنا. لماذا يريد طوم البيع؟ ".
اجابته خوانيتا بخجل:
" أظن أنه في ضيق مادي. أرجو الا تغضب, يا روجر. انك تعرفه ".
" اعرفه جيدا. ( غمغم روجر بمرارة) هل أتى رامون معك؟ ".
" نعم ".
وأضاء وجه خوانيتا بالضحك.
" لدينا الكثير لإبلاغك إياه. اننا ننتظر مولودا في حزيران ".
لمعت ابتسامة شاحبة في وجه روجر النحيل:
" حسنا. اعتقد أنه من الافضل أن تفعلي ما قاله انغرام وأن تأخذي سكرتيرته إلى حجرتها. من المفروض وجود من يحمل حقائبها. ثم انني في حاجة إلى شراب منعش ".
قالت خوانيتا:
" هناك مقصف. اليخت رائع يا روجر يحوي كل شيء ".
" ثقي بأن لدى ترانسمارين كل شيء " . ( قال روجر متهكما, ملتفتا إلى ميراندا ببرودة, وابتعد يصعد درجات مغطاة بسجادة. رأته ميراندا يختفي فداخلها شيء من الراحة).
" أنت تعبة من دون شك. ( خاطبتها خوانيتا بصوت حنون وبشيء من القلق بان في عينيها العسليتين وهما تتفحصانها) أعلم جيدا معنى السفر بالطائرة كل هذه المسافة. كنت أتلقى دروسا هناك " .
وذكرت خوانيتا اسم مدرسة خاصة للبنات في غرب انكلترا, وسألتها إذا كانت تعرفها. فردت ميراندا بانها سمعت بها لكنها تحاشت أن تذكر لها أن هذه المدرسة أرقى بكثير من المدرسة التي تعلمت هي فيها.
" من هنا. ( قالت خوانيتا وكأنها معتادة على اعطاء الأوامر) حجرتك قريبة منا. أخي يأتيك بالحقائب فيما بعد. لو كنت مكانك لاستحممت وحاولت النوم. وحين يعود الآخرون من لوكويلو نتناول عشاءنا ونذهب إلى نادي ليلي لمشاهدة رقص الفلامنغو . زوجي رامون من بورتوريكو. عائلته اشترت مصفاة غالنت من سنوات. إنهم مشهورون بصناعة العصير. آمل في أن يأتي روجر معنا إلى النادي. إنه المكان الذي كتب فيه موسيقى النجوم في البحر. هل عرفت انه مؤلف موسيقي؟ ".
توقفت خوانيتا عن الكلام, ربما بسبب تعبها الناتج من نزولها الدرج إلى الطابق السفلي الذي يفضي إلى رواق عريض شبيه بالرواق الذي كانا فيه لتوهما والذي يمتد من مقدم اليخت إلى مؤخره.
أجابت ميراندا دون أن تخفي برودة في صوتها:
" أخبرني السيد انغرام " .
والتفتت خوانيتا إليها قائلة:
" انك منزعجة. لم يكن روجر لطيفا, إنه ليس دائما كذلك. حتى لو كان مضطربا, فهو لا يظهر غضبه, خلافا لي. حين, اغضب, تعرفين " .
وضحكت خوانيتا.
" آمل ألا يرحل روجر . فأبي يحاول الاتصال به منذ فترة للبحث في مستقبل اراضي غالنت, ولكن روجر لا يجيب على رسائله. إنه يتهرب كثيرا ويكره العمل. الموسيقى همه. يبدو أحيانا غريبا ومأخوذا إلى عالم آخر, وهذا يزعجنا " .
انعطفت في ممر ضيق يمتد على طول جانب اليخت. تبعتها ميراندا والقلق على مستقبلها يستبد بها فجأة.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-12-11, 07:08 PM   #12

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


" آمل ألا يرحل" ( قالت ميراندا) انه يعرف سبب دعوته إلى هذه النزهة البحرية, وإذا رحل قبل قدوم السيد انغرام سأكون في مأزق. كنا قادمين معا إلى الميناء, وفي أثناء الحديث اعلمته بسبب مجيئي إلى هنا وغاية السيد انغرام من دعوته للآخرين, وهذا قبل أن أعرف من يكون. كيف كان في مقدوري معرفته؟ ".
وقفت خوانيتا خارج باب ضيق محدقة في ميراندا.
" كان في استطاعتك معرفته من صورة ربما اطلعت عليها من قبل. ( ردت خوانيتا) طالما أنه في هذه الملابس والنظارتين السوداوين سيكون من الصعب التعرف إليه, وربما لهذا السبب أراد أن يبدو كذلك على ما أظن ".
قالت ميراندا بشيء من الغضب:
" ما رأيت صورته أبدا من قبل. وما سمعت به أو بموسيقاه حتى أول من أمس ".
" لم تسمعي به حقا؟( سألتها خوانيتا متعجبة) آه, انه يحب معرفة ذلك. انه انطوائي ويكره الدعاية التي ترافق أغانيه. من هنا خوفي الا يأتي معنا الليلة إلى النادي, ذلك أن لويز بينتز قد يثير ضجة حوله ويسلط عليه الاضواء. ما هو المأزق الذي ستقعين فيه إذا رحل قبل وصول دوغ انغرام؟".
" قد أخسر وظيفتي وأنا لم أبدأها بعد " .
" لا تخافي, لن أدع هذا يحصل. والآن هذه حجرتك " .
فتحت خوانيتا الباب, ودخلتا إلى مقصورة صغيرة مرتبة تحتوي على سرير, خزانة, علاقة ثياب وحمام. وكان الضوء يتسرب إليها من كوّتيها الصغيرتين.
" بيننا بابان, وهذا شيء مفرح, عندك راديو " .
لم تعرف ميراندا كيف تخاطبها, فلقبتها ( سنيورة ) .
" أرجوك ناديني نيتا. ( قاطعتها خوانيتا ضاحكة) إن كلمة سنيورة كلمة اسبانية فيها كثير من التكلف بين انكليزيتين. عليك أن تتذكري دائما أنني درست في انكلترا وأنني ابنة طومس غالنت. مع أنني أشبه أمي البورتوريكية وطبعي لاتيني " .
" ولكن أكيد أن السيدة غالنت والدتك " .
لاحظت ميراندا متذكرة جمال دون غالنت الفضّي كأشعة شمس شاحبة وذلك في عتمة مكتب في لندن بعد ظهيرة أحد الأيام من شهر تشرين الثاني.
" دون زوجة أبي. تزيدني بست سنوات فقط. التقاها أبي في ميامي. يومها كانت تغني مع فرقة في ناد. حين التقت روجر أحبته, لكنه كان في عالم آخر, وهكذا صارت من نصيب والدي " .
قالت خوانيتا ذلك بشيء من العبوس والتهكم.
" أحكي كثيرا, واشعر أنك تعبة وغير قادرة على الاهتمام بتعقيدات عائلة غالنت. سأبحث عن أخي كارلوس الذي على رغم اسمه الاسباني تلقّى دروسه كبقية الاميركيين في الولايات المتحدة . ناديه تشك, برضاه. سيحضر إليك حقائبك " .
وخرجت, فبدت الحجرة غارقة في الهدوء من دون حضورها الحي المشع.
تهالكت ميراندا على السرير مرهقة ورمت بحذائها. احست بقدميها أكبر حجما مما هما في الحقيقة. نظرت إلى نفسها في المرآة وتعجبت كم هي باردة وجامدة. لباسها الأزرق البحري لم يزل كما كان, وشعرها ناعم. وحدها دلائل الحر دمغت خديها المحتقنين, وبدت عيناها أكثر اتساعا. خلعت جاربيها. كانت بشرة ساقيها بيضاء. وتذكرت خوانيتا, وكانت سعيدة أن هذه فتية ولطيفة. لطفها محا إلى حد ما الخيبة التي شعرت بها حين عرفت أن مرافقها من المطار كان روجر غالنت.
وتساءلت عما دفعها إلى أن تفصح عن خطط الترانسمارين لشراء ****ات غالنت وتنتقد بلا تحفظ شخصا لم تكن تعرفه, هذا الشخص الذي رافقها وكان موضوع حديثها بالذات؟ كان عليها أن تتذكر أن السكرتيرة يجب ألا تثرثر للجميع عن أعمال رئيسها. لكن غالنت كان لطيفا إلى درجة كان من الصعب عليها عدم التحدث إليه.
( هذا ليس عذرا, يا ميراندا) هكذا تخيلت ميراندا العمة كلارا تحذرها من التحدث إلى الغرباء. لكنها عصت هذه النصيحة وانخدعت.
راجعت القضية بدقة ورأت أن روجر ربما كان غاضبا لأن السيد انغرام خدعه كذلك, وهي لا توافق على حيل رئيسها في اقناع مؤلف موسيقي بالالتحاق بنزهة الاستجمام البحرية للبحث في مستقبل ****ات غالنت. قبل برهة وجيزة كانت تدافع عن السيد انغرام قائلة أنه لا يلجأ إلى أساليب غير أخلاقية. كم كانت غبية بالنسبة إلى روجر الذي عرف تماما مدى احتيال السيد انغرام.
سمعت طرقا على الباب فانتصبت بسرعة على قدميها. فتحت الباب, فإذا بشاب من عمرها كبير وقوي يرتدي زيا رياضيا قصيرا, شعره طويل أسود, داكن, عيناه على شيء من الزرقة الناعسة. حقيبتان عند قدميه. تنهد ومد يده الكبيرة.
" أنا تشك غالنت. طلبت مني خوانيتا احضار حقيبتيك. سعيد للتعرف إليك " .
سلمت عليه ميراندا وابتسمت.
" شكرا. هل لك أن تضعهما هناك؟ ".
وضعهما بسهولة قرب الخزانة وعاد لينظر إليها ثانية.
" آمل أن تتعشي معنا الليلة. يسعدني أنك لست متوسطة العمر أو متزوجة كالأخريات هنا. بدأت أشعر أنني أخطأت في القدوم إلى هنا, لكن حضورك وروجر جعل الوضع أكثر حيوية. دوغ ينعش الجو دائما حتى ولو على حساب والدي. إنه رائع, ولكن خبيث. أتسبحين؟ ".
" قليلا ".
" عظيم. ربما نسبح أو نغطس . هناك الكثير من التجهيزات على اليخت وقارب شراعي صغير . آمل في أن أراك ثانية " .
تمتم ذلك وهو يخرج.
فتحت ميراندا احدى حقيبتيها وأخذت مناشفها وقميص النوم. كانت ترغب في الاستحمام والنوم بين أغطية خفيفة في غرفة مكيفة الهواء.
نامت عميقا, ورأت حلما خلاصته أنها كانت تسبح في مياه خضراء دافئة تدغدغ بشرتها كما يفعل الحرير. وبعد هنيهة أدركت أنها كانت تحت الماء تهبط وتعلو كسمكة. كانت رغبتها كبيرة في الخروج من مسالك المرجان الضيقة إلى سطح الماء لكن شيئا ما كان يمسك بقدمها, وكلما صارعت, كلما عقلت به أكثر . تطلعت إلى الوراء فرأت عشبة بحرية بنية غامقة. وحين حدقت فيها صارت العشبة شعرة, كان أحدهم يسبح إلى جانبها واضعا قناعا بحيث أنها لم تتمكن من رؤية عينيه أو وجهه. وارتفع صوت:
" أنت ممسوكة الآن, لا مهرب. قبضت على أوهام غالنت, يا ميراندا " .
كان صوت يردد اسمها مرة بعد أخرى. فتحت عينيها فإذا بمن ينحني فوقها. شعر رمادي أجعد, حلق الماس في الاذنين وعنق مستدير ممتلئ, ملامح ذات ابتسامة متألقة. إنها زلدا انغرام.
" حان الوقت يا ميراندا. سنتعشى معا على الشاطئ, و دوغ يرغب في لقائك قبل الذهاب " .
جلست ميراندا وإحدى قدميها ملتفة بغطاء, وهذا ما جعلها تحس في الحلم بالقيد حول رسغها. تطلعت بصعوبة في الضوء الصادر عن لمبة موضوعة على الخزانة الصغيرة. ومن ثم إلى النوافذ الضيقة ذات الستائر البيضاء والزرقاء. لا شك أن الظلام مخيم في الخارج. و أدركت أنها كانت تحلم.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-12-11, 07:25 PM   #13

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


" كم الساعة؟ ".
" السابعة والنصف . آمل أن تكوني أحسن حالا بعد هذه الإغفاءة القصيرة . حسنا فعلت بنومك هذا بعد تلك الرحلة الطويلة. عسى أن تكوني قد جلبت ما ترتدينه للعشاء خارجا. هل لديك رداء طويل؟".
كانت زلدا ترتدي لباسا أسود ناعما أكمامه طويلة وطوقه ضيق, مما جعلها تبدو أكثر رشاقة.
" لدي تنوره طويلة وبلوزة " .
أجابت ميراندا:
" عظيم. والآن البسي بسرعة واذهبي إلى مكتب دوغ, ومعك أشرطة التسجيل وملف المراسلة. لن يبقيك طويلا, سيضعك في الصورة بالنسبة إلى المدعوين. سننعم بالوقت. تصوري راقصي الفلامنغو, ونحن لسنا أسبانا! ".
ولما خرجت السيدة انغرام ارتدت ميراندا التنورة الطويلة ذات الزرقة العميقة, وبلوزة بيضاء كانت قد اشترتها لمناسبات كهذه. مشطت شعرها وتبرجت, حملت الأشرطة و سجلات الرسائل التي أتت بها وتوجهت إلى حجرة دوغ انغرام التي اتخذ منها, في نفس الوقت, مكتبا له في أثناء الرحلة.
بدا طويلا وأنيقا, أكثر جمالا في سترته البيضاء وقميصه الأبيض, وربطة عنق وبنطال قاتمين. وأظهر لباسه الرسمي قامته المستقيمة وشعره الذي غزا أطرافه الشيب. والنهار الذي قضاه في الشمس لوح وجهه فبرز لون عينيه الرمادي, وجعله يبدو الخمسين من عمره.
" إنني سعيد برؤيتك يا ميراندا ".
حياها ببرودة:
" ضعي الأشرطة هناك . آسف أنني لم أكن هنا حين وصلت مع روجر غالنت . ظننت أنه آت بطائرة قد تتأخر من نيويورك . أردت أن أكون هنا لأشرح له سبب وجود أكثر أقربائه وسبب الرحلة البحرية. في أي حال, من الحديث القصير الذي كان معه أشعر بأنك قمت بهذا الأمر قبل الذهاب إلى العشاء".
كان هناك صمت مخيف بينما كانت عيناه القاسيتان تخترقان عينيها. رطبت ميراندا شفتيها وقالت بنعومة:
" كان غاضبا " .
" طبعا, ولكن يبدو أنه تقبل الأمر من فتاة جميلة مثلك أحسن مما لو كان عرفه مني. كان على ما يرام في المقصف وبدا سعيدا لرؤية السيدة دون غالنت. كل شيء على ما يرام ولكن كوني حذرة في ما تقولين لأبناء غالنت ،يجب معاملتهم بلباقة فائقة " .
" آسفة, يا سيد انغرام.....".
وتوقفت ميراندا عن الكلام حين رفع يده مبتسما.
" لا أعذار ولا شروحات هذه المرة, يا ميراندا. أعرف أنك لم تكوني على علم بهوية مرافقك. ممكن تحويل هذا الخطأ البسيط إلى مصلحتنا ".
" وكيف؟ ".
" من الحديث القصير معه شعرت أنك حزت إعجابه, لهذا أتمنى لو تستغلين اهتمامه بك كي نتمكن من إقناعه ببيع حصته من الأرض " .
توقف السيد انغرام متأملا, وتابع يقول:
" إنه ليس بالإنسان السهل, كما اكتشفت في نيويورك. فلو أنني أعلنت مسبقا كل شيء لما قرر المجيء إلى هنا. على أي حال, ممكن أن يكون أكثر طاعة للمرأة. و الآن بما أنك هنا مع بقية العائلة المهتمة ليس فقط برؤية فورتوغا ملجأ للراحة, بل بالحصول على المال أيضا, أرجو أن يترك برجه العاجي ويقبل عرضنا لشراء ال**** " .
رغم أنها دهشت لفكرة إثارة اهتمام رجل بها لأجل غاية معينة هو لا يريدها, أجابت ميراندا بشيء من الشعور بالواجب:
" نعم سيد انغرام, ربما كان من المفيد لو أعرف القليل عن ال**** موضوع الصفقة. لا أعرف من يملك ماذا " .
" أوافقك الرأي. من الأفضل أن تطلعي على المشروع بكل تفاصيله, عندئذ تكون الأخطاء أقل " .
ورغم ابتسامته الحلوة, شعرت ميراندا بالحمرة في خديها.
تابع السيد انغرام:
" بالنسبة إلى طومس انغرام اللئيم فان لفورتوغا تاريخا مهما و رومانسيا. سكنها بادئ الأمر اسباني من عائلة فورتوغا ثم جاءها قرصان يدعى ريتشارد غالنت أحبها ورأى فيها واقع أحلامه تماما كما أحبتها ابنة الأسباني. فاجتاحها وذبح الأسباني وتزوج ابنته, وسمى الجزيرة غالنت فانسي " .
تذكرت ميراندا حلمها الأخير فجأة, فرمقها بنظرة غريبة, وسألها:
" هل هناك من شيء؟" .
" كلا . كل ما في الأمر أن الاسم غريب " .
" لكنه اسم وصفي. ( قال السيد انغرام) وحتى نختصر القصة, عادت الجزيرة في السنوات الأخيرة إلى اسمها الأصلي, واسم غالنت فانسي أطلق على الأرض التي يملكها ابن القرصان الأكبر, بينما أطلق اسم غالنت فولي على أرض الابن الأصغر. وبناء على اتفاق قديم, ما من قطعة يمكن بيعها من دون الأخرى. وكما هو واضح, أن السيد طومس غالنت صاحب غالنت فولي, والسيد روجر غالنت صاحب الفانسي وبيت الأخير في بقعة رائعة وهو كان مشغولا إلى فترة قريبة. من الممكن أن يكون أساسا عظيما لفندق جديد " .
"اعتقد أنه لا يزال مشغولا " . ( قالت ميراندا بهدوء).
" وكيف عرفت؟ " ( سألها بنظرة تقدير).
" السيد روجر ذكر شيئا من هذا لابنة عمه . أشار إلى سيدة تدعى مارني, وهو يظن أنها يجب أن تشاركه في المفاوضات المتعلقة بصفقة البيع " .
" اعتقد أن لك أذنا يقظة, فأنت تلتقطين كلمات عابرة تفيدنا. حاولي التعرف أكثر إلى شخصية مارني. والآن يجب ألا نترك الآخرين ينتظرون. تذكري فقط ما قلته لك واعملي ما تقدرين عليه ".
" سأقوم بالمستطاع " .
" أنا متأكد من هذا, ولهذا السبب بعثت في طلبك " .
نشر الليل ستارا مخمليا أسود عبر السماء مرصعا بنجوم ماسية مضيئة . وفي المرفأ تلألأت مراكب النزهات بالأضواء المعكوسة في المياه القاتمة فبدت نجوما في البحر. وكان الهواء دافئا وعاطرا.
بدا الجو لميراندا ساحرا, وأحست أن معنوياتها مرتفعة بالنسبة إلى ما سيستجد وهي تمشي في شوارع بلدة سان خوان القديمة إلى المطعم حيث العشاء.
كان الشارع ضيقا تمتد على جانبيه أسوار أسبانية عالية. ومن خلال أبواب إحدى الحانات المفتوحة ذات القناطر لمحت زجاجات على الرفوف تلمع, وضوءا على وجوه الرجال, وهمهمة ناعمة تصحبها أنغام قيثارة حارة.
قطعت شارعا اصطفت على جانبيه محلات مضيئة, كان يعج بسيارات كبيرة تتحرك ببطء وكل سيارة تقل بورتوريكيين ساعين وراء المتعة. ولاحظت إلى اليسار مجمعا ضخما يشع أنوارا, وأشجارا ناعمة ترمي بظلها الرقيق على حجر أجرد, وفي الوسط شاب على مسرح خشبي يخطب في جماعة من الشبان الضاجين.
المطعم الذي اختاره دوغ انغرام كان جوه دافئا و مرحبا, ديكوره أسباني الطابع, جدرانه قاتمة الحمرة وخشبه داكن, أما سقفه فواطئ. بدا صاحب المطعم حسن المظهر يرتدي بدله رمادية مخملية وقميصا مخرما وربطة عنق. حياهم فردا فردا وقادهم إلى المائدة .


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-12-11, 08:40 PM   #14

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

حاولت أنتونيا أن تشغل نفسها بلفافات الورق الملونة ، وهي تجلس في مكتب الترفيه في القاعة الرئيسية ، وسمعت أنتونيا صوت ماريانا يقول:
" هل أنت مشغولة يا أنتونيا؟".
" لا ، أحاول ان أمضي الوقت ريثما يحين موعد العشاء".
" اريد أن أتحدث اليك بشيء لا يتعلق بالعمل".
" حسنا ! ".
نظرت أنتونيا الى ملابس ماريانا المرتبة النظيفة ، والى شعرها المصفف على طريقتها العادية.
" كنت افكر يا انتونيا بما قلت لي وأريد تغيير مظهري فما رأيك؟".
تجاوزت أنتونيا آلامها ، وشاركتها الحديث قائلة :
" سأكون سعيدة بذلك ، وعلى إستعداد لمساعدتك بإختيار مستحضرات التجميل ،وطريقة إستعمالها ، اما دونا فستعتني بشعرك".
" أشكرك يا أنتونيا".
" لا داعي لذلك ، أعتقد أن ما نحتاجه موجود على ظهر السفينة ، لكن المحل لا يفتح إلا بعد الإبحار".
" حسنا ! فأنا لا أريد التغيير قبل موعد الحفل التنكري ، كيلا يلفت التبدل إنتباه الحاضرين ".
" هل تقصدين بالحاضرين ريك في أية حال إنه تفكير سليم ".
سرّت أنتونيا بحديثها مع ماريانا ، وشعرت بإرتياح كبير ، فتشت أنتونيا بين ثيابها عن ثوب يلائم ماريانا في الحفل التنكري ، ووجدت أن زي كليوباترة لا يناسب ماريانا ، أما الفستان العريض مع شريطة الرأس الخاصة به ، وحامل السيكارة فسيلائمها تماما ، كما ان أنتونيا لم تلبسه كثيرا ، وبهذا فلن يتعرف اليه الجميع ، ولا سيما ريك الذي لن يكتشف ماريانا .
إضمحل حماس أنتونيا للموضوع ، وغدا لون ماريانا شاحبا ، عندما عادت غلوريا الى الغرفة بصحبة جاكسون ، إذ كانا يتمتعان برؤية البحر في وضح النهار .
قالت غلوريا وهي تتنفس هواء الغرفة المكيّفة :
" حمدا لله على هذه التكنولوجيا ، لا أعلم كيف يعيش الناس في مثل هذا الجو الحار".
أجابها جاكسون:
" ربما إعتادوا على ذلك".
" إنني لست كذلك ".
مشت الى المصعد بلا كلمة شكر ، أو نظرة تلقيها على صديقها ، وإتكأ جاكسون على المقعد حيث جلست انتونيا وماريانا وجها لوجه ، وأخذ يمسح جبينه قائلا:
" لا استطيع تحمّل الجو الحار شأني بذلك شأن بعض النساء ".
ضحكت انتونيا معلقة:
" يستطيع المرء أن يعتاد على ذلك".
وبعد مرور القليل من الوقت قامت انتونيا بدور التعارف بين ماريانا وجاكسون.
أسرعت ماريانا لتأخذ مكانها خلف المكتب ، عندما دخلت إحدى السيدات الى الردهة ، ومشت الى مكتبة المحاسبة ، نظر جاكسون بفضول كبير الى المرأة وقال :
" إن تلك الفتاة بحاجة الى ان تكسب القليل من تالقك ".
" إنتظر قليلا فلن تعرفها إذا حضرت الحفل التنكري هذا المساء ".
" ولماذا؟".
" لانها ستلفت إنتباه الحضور إذا تركتني اتصرف بها كما أريد ".
نظر جاكسون اليها نظرة ثابتة وقال:
" أعتقد أنك تحققين ما تريدين في علاقتك مع الرجال ، لقد سمعت أن السيد براونيلا غادر السفينة".
حاولت أنتونيا تجاهل التعليق ، وأخذت تقلّب بعض الأوراق وأجابت:
" أجل ! غادرها لوقت قصير فقط".
"وهل إستدعته أوامر زوجته الملكية؟".
" لا ، لديه عمل في لوس أنجلوس".
نظر اليها بعينين ملؤهما الشفقة وأردف:
" لا تلوميه ، فعلى الرجل إنجاز أعماله".
" أدرك هذا ".
أجابت أنتونيا ببرود لم تقصده .
" هل أنت حرة هذا المساء ؟".
رفت أنتونيا عينيها وسألته بدهشة :
" ألن ترافق غلوريا لتريها معالم أكابولكو الليلية ؟".
" لا أعتقد ( أجاب بصوت فرح ) فكما تعلمين أنا لست ثريا كمديرك السابق ، وكانت غلوريا تخطط لزيارة أكابولكو برفقته أيضا ".
غصّت انتونيا بطعنته الخفية وقالت :
" حسنا ! إتفقنا ، ولكن كارول مديرة الرحلة ، دعتني لأرافقها مع زميلها الى فندق الأميرة ، هل ترغب أن تنضم الينا؟".
" سيكون لي شرف عظيم".
شعرت أنتونيا بلباقته في تلك اللحظة عندما قال :
" وهل نتناول العشاء وحدنا قبل حلول الموعد معهما ؟".
" ولكن الباص سيغادر في التاسعة ، والعشاء لن يبدأ في أكابولكو إلا بعد ذلك بوقت متأخر ".
" حسنا ( قال بجدية ) سأنتظرك في غرفة الطعام الساعة السابعة والربع ، إن مائدتي تحمل رقم ( 23)".
وبما أن الغرفة في ذلك الوقت ستكون فارغة ، فلن تبالي انتونيا بمن سيراها مع جاكسون ، فإختلاط الركاب بالطاقم ، يسمح به متى رست السفينة ، فكّرت أنتونيا بذلك بينما كان جاكسون يغادر الردهة ، إنه شخص لطيف ، وبما أنها اصغر سنا منه ، فستزداد رحلته بصحبتها إثارة .
وبعد دقائق أغلقت أنتونيا خزانتها في المكتب ، ووقفت لتتكلم مع ماريانا التي كانت تنظر اليها بعينين حاسدتين .
" كيف تتصرفين على هذا النحو يا انتونيا ؟ ( سألتها ماريانا وقد تضرّج وجهها إحمرارا خجلا من سؤالها ، أعني انك تركت ريك ، ثم تعرّفت على السيد براونيلا ، والآن وفي أثناء غيابه تقبلين دعوة هذا الرجل الذي ظهر بالأفق".
وبسرعة أجابت أنتونيا محاولة إخفاء ردة فعلها العنيفة وقالت :
" إن ريك يكرهني بشدة ، والسيد براونيلا يستطيع العيش بسعادة عامرة ولا يأبه لوجودي ، ولا تنسي أن السيد جاكسون متزوج إمبراطوريته المالية ، وإذا أردت الصراحة ، فأنا أحسدك لأنك تحبين رجلا معينا ، وتتمنين مشاركته حياته".
فغرت ماريانا فمها ، وقالت وعيناها ملؤها الدهشة :
" اتحسدينني أنا يا أنتونيا ؟".
" وسأحسدك أكثر عندما يفتح ريك عينيه ، ويدرك أنك فتاة أحلامه ".
ثم فتحت انتونيا باب المكتب ومشت الى المصعد .


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-12-11, 12:28 AM   #15

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

لحسن حظها جلست ميراندا إلى نفس المائدة التي جلست إليها خوانيتا و رامون و تشك. وإلى المائدة الثانية جلس السيد انغرام وزوجته, وطومس غالنت وزوجته دون التي بدت غارقة في أنواع الحلى المختلفة من فضة وعقيق تتوهج في تلك الحجرة الخافتة الضوء. وإلى جانب دون جلس روجر, وبدا هذه المرة غير ذلك الشاب اللطيف في بنطلونه الجينز الأزرق الذي رافق ميراندا من المطار تلك الظهيرة. إنه الآن جذاب, أنيق ببذلته الطحينية الخفيفة وقميصه الأسود وربطة عنقه الفاتحة. بدا صعب المنال بالنسبة إلى ميراندا, وأحست بشيء من الانكماش والخوف من المهمة التي أوكلها إليها السيد انغرام. كيف سيكون في استطاعة فتاة ريفية بسيطة مثلها تشجيع أمثال روجر غالنت الذي كان في دخوله مكان ما, أو في جلوسه إلى المائدة يثير فضول النساء واهتمامهن البالغ؟
كان رامون, زوج خوانيتا, طيب المعشر, قصيرا ونحيلا, أسود الشعر متموج, أسود العينين وصاحب ابتسامة خاطفة تحت شاربين أسودين متهدلين. أخبر ميراندا أنه من عشاق الحفلات, وأنه مصمم على الاستمتاع بهذه الحفلة.
قال لها مفاخرا أن (بورتوريكو بمثابة قطعة حلوى على مائدة الجزر الكاريبية. ما عندنا عالمي, وهذا بفضل السفن الأسبانية التي اعتادت الإبحار إلى هنا. ما من أحد كان يأتي هنا دون أن يحضر معه نباتات من أنحاء الإمبراطورية الأسبانية. ونتيجة لهذا نحن نزرع البرتقال الأسباني, الموز الأفريقي, أناناس البحر الجنوبي وقصب السكر الهندي) .
أكلت ميراندا شبعها, وقد أقنعها كلامه, من الحساء المكون من البندورة و الباذنجان. وفي أثناء تناول الطعام كانت القيثارات تعزف, إضافة إلى موسيقى أسبانية ذات تراث قديم, أنغاما من أمريكا اللاتينية.
حين انتهوا من الطعام خرجوا إلى الشوارع الضيقة يقصدون ناديا ليليا. وبدا لها النادي من الخارج كإحدى الحانات الصغيرة التي مرت بها ميراندا في طريقها إلى المطعم. لكنهم عبروا صالة الحانة الصغيرة ودخلوا حجرة داخلية محجوبة بستار مخملي أحمر, جدرانها بيضاء, قناطر تؤدي من فسحة إلى أخرى, وعلى كل مائدة شموع متفرقة وفي الوسط كان الضوء مركزا على راقص يتحرك ببطء وكعبا حذائه يضربان الأرض بإيقاع, وهو يؤدي رقصة على المسرح.
أخذت ميراندا بالراقص لفترة غير قصيرة. كان بنطلونه ضيقا, قميصه أسود طويل الأكمام, وقبعته سوداء مائلة على وجه أسمر ضامر. كانت مسحورة برقصه ولم تفارق نظراتها خطواته إلا بعد وقت طويل. ثم شرد بصرها باحثة عن روجر, تتساءل في الوقت نفسه عن حقيقة شعوره لعودته إلى المكان الذي فيه كتب موسيقى الأغنية التي جلبت له و لصديقه كيت ويليامز النجاح.
كان يجلس إلى مائدة أخرى مسندا ظهره إل ظهر كرسيه من دون أن يشاهد الراقص, إذ كان يحدق فيها . وفي نور الشموع ظهرت تقاسيم وجهه الحقيقية وفي عينيه شعلتان ترقصان.
لم تتمكن من إخفاء احتقان وجهها حيال نظراته الآسرة, وبدا جو الحجرة الكهفية حولها خانقا رغم الهواء المكيف. عزف القيثار المستمر وطقطقة أقدام الراقص أثارا غليان دمها وزادا من سرعة نبضها. كانت تعي بوضوح ما يدور حولها... رائحة دخان السكائر الغنية ممتزجة بعطور قوية من بعض النساء, وبشرة شديدة البياض أو سمراء تعكسها ألبسة داكنة أو متنوعة الألوان , وأحلام استوائية تراود زبائن المكان تعلنها رفة عين أو توتر عصب. إلا أن الشيء المميز الذي وعته أكثر من أي شيء آخر كان تحديق رجل فيها وخطوط فمه تبرزها ابتسامة جذابة.
ماذا حل بها؟ ما هذه المخلوقة التي يخفق قلبها ويتخضب خداها بسبب نظرة غريب إليها وابتسامته لها بطريقة مغرية؟
ربما السبب هو المكان, القيثارة, وهج الشموع, إيقاع الأقدام الراقصة والأحاسيس الكامنة. كل هذا ربما كان فوق طاقة فتاة مثلها نشأت في جو بارد تحكمه عمة عانس.
أحست بالحنين إلى برودة بيت العمة كلارا وإلى الحياة البسيطة معها. وأحست بالعطش فتناولت كأسها التي كانت أمامها, وكانت جرعة طويلة وباردة.
توقف الرقص فجأة, فعلا تصفيق حاد, مما جعل الراقص ينحني مرات عدة. رشفت ميراندا من عصير الفواكه اللذيذ متطلعة ثانية بطرف عينها, ولكن هذه المرة خلسة, إلى روجر الجالس إلى مائدة مجاورة.
تملكها العجب, إذ كان مقعده خاليا, كذلك المقعد المجاور حيث كانت دون غالنت. يبدو أنهما ذهبا حين كان التصفيق في ذروته وفي غفلة من الآخرين.
في الحقيقة, لم يلاحظ طومس غالنت غياب زوجته إلا لدى مغادرتهم النادي الليلي إلى الشوارع الضيقة حيث هيئات بشرية كانت تتحرك على الشرفات. وسلالم بانت درجاتها تحت أضواء خابية تقود من أبواب مقنطرة إلى البيوت المنتشرة.
قال تشك:
" بوب فقد صوابه, اسمعوه يرغي ويزبد " .
وتناهت من الخلف زمجرة طومس غالنت, وبلغة لا تحفظ فيها اتهم ابن عمه بسرقة زوجته.
قالت خوانيتا بإصرار وهي مسرعة في الشارع تشد ميراندا معها:
" دعينا نبتعد عنه. لقد عرف أن دون ستروح معه إن هو دعاها إلى ذلك, وقد فعل ذلك لإزعاج والدي. يجب أن تعرفي, يا ميراندا, أننا كنا عائلة رائعة. أنا واثقة من ذلك. جميعنا, تشك, مارني وأنا طبيعيون. هذان الاثنان يتصرفان كقرصانين, واحدهما يسرق الآخر, إنهما تافهان " .
أسرعتا في الشارع, كانت خطاهما تحدث طقطقة على بلاط الرصيف غير السوي.
" يسرقان؟".
قال رامون وقد لحق بهما حاضنا زوجته الغضبى يهدئ من روعها:
" من كان يسرق؟ ".
" كنت أقصد أبي و روجر. إنهما أمثال عائلة غالنت القديمة , أي أبناء ذلك القرصان الذي يقال أنه استعمر فورتوغا " .
" وماذا سرقا هذه المرة؟ ".
سألها تشك الذي كان إلى جانب ميراندا, التي بدت مندهشة حين طوق خصرها بطريقة غريبة:
" هذه المرة دون " .
ردت خوانيتا بحدة:
" وسابقا كانت جوزفين " .
" المعذرة, لكني لا أفهم شيئا " .
قال رامون ضاحكا:
" ومن هي جوزفين؟ " .
" كانت موظفة عند أبي في فورتوغا. وقد ذكرت مارني.... ".
فجأة سكتت خوانيتا.
" هيا, ماذا قالت مارني؟ ".( سألها تشك بإلحاح).
تمتمت خوانيتا:
" آه, لا شيء, لا شيء مهما, ربما هي على خطأ ".
ثم بنبرة جديدة أضافت تقول:
" أنظري, يا ميراندا, نحن عند بوابة كنيسة. أليست جميلة؟ ".
كان آخر الشارع مقفلا في وجه السيارات بواسطة سلسلة حديد امتدت بين حجرين قديمين على جانبي الطريق. ما وراء السلسلة قام برج ضخم ذو مدخل بشكل قنطرة, داخله مدهون بالأبيض وفي الطرف الآخر قنطرة ثانية حيث بوابة من الحديد, وفي رأس البرج قبة منحوتة في داخلها جرس. كانت البناية مضاءة بواسطة قناديل معلقة فوق الطريق وأخرى قديمة برزت من جنبات الأبنية. وفي بريق الضوء هذا تراءى لميراندا أن حجر البوابة القديمة الذهبي يتوهج بفخامة سماوية كبوابة النعيم .


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-12-11, 12:45 AM   #16

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


ابتعدوا عن البوابة وساروا في شارع آخر مظلم متوجهين إلى الميناء.
" ومن هي مارني؟ ".
سألت ميراندا تشك, وهي تتساءل عما يمكن أن يقول جو لو رآها الآن في سان خوان تتسكع في الأولى صباحا مع شاب يطوق خصرها.
أجابها تشك:
" إنها أخت روجر, وإذا وصلنا إلى فورتوغا في هذه الرحلة ستلتقينها, فهي تعيش في البيت المعروف بغالنت فانسي. إنها في عزلة نوعا ما لأنها عمياء " .
بلغوا أسفل الهضبة وقطعوا الشارع العريض ووصلوا إلى المرسى حيث المركب. في هذه الأثناء كانت سفينة الرحلات الاستجمامية تترك مرساها, المياه تندفع والآلات تهدر, وعلى متنها كان المسافرون يودعون سان خوان وهم في طريقهم إلى الجزر.
" سنسافر عند الفجر " .
قال تشك صاعدا وراء ميراندا إلى اليخت.
" سمعت دوغ انغرام يقول انه يأمل في بلوغ سانت طومس غدا عند الظهيرة. نرجو أن تكون رحلة موفقة " .
ومن طريقة دخولهم الحجرات الممتدة على جانبي المركب بدا الجميع على استعداد للانتظار حتى الفجر, إلا ميراندا أدركها الإرهاق فجأة في مفاصلها وبان تحت عينيها. وبدا أن قدرتها على الاستمتاع قد زالت. وعندما ناداها, اعتذرت و ألقت عليهم تحية المساء.
نهض تشك ليرافقها حتى باب حجرتها. وقبل أن تدخل مال إليها ملامسا خدها.
" أعقد أنك لم تتكيفي بعد يا ميراندا, ربما استغرق هذا يوما أو يومين بسبب الاختلاف في الوقت ".
في تلك اللحظة تناهى إليهما صوت طومس غالنت وهو في طريقه إلى حجرته حيث كانت زوجته في انتظاره.
" كيف لي أن أعرف المكان الذي ذهبت إليه؟ التفت لأقول شيئا, فإذا بك اختفيت, وهكذا ظننت أنك رحت معه إلى مكان ما طوال الليل. حسنا أنا مخطئ ".
انغلق الباب بعنف, وتحول صوت طومس من داخل حجرته إلى زمجرة مخنوقة.
قال تشك يخاطب ميراندا:
" إنه ليس دائما كذلك, إنه يشعر بعدم الثقة حين يتعلق الأمر بزوجته دون. إنها تصغره سنا وجذابة جدا, و في استطاعة روجر, إذا ما أراد, أن يصير طريفا في أكثر من معنى, وإن كنت لا تعرفين معاني هذه الكلمة, اقترح عليك نبشها في القاموس قبل أن تستسلمي إلى سحره القاتل. طاب مساؤك, يا ميراندا. أرجو أن نسبح معا غدا ".
نامت ميراندا الليل كله من دون أحلام, حتى أفاقت على ضربات آلات الديزل الرتيبة. بقيت مستلقية تنظر إلى الضوء المعكوس على سقف الحجرة الأبيض محاولة أن تتذكر أين هي وما حدث.
تذكرت أحداث اليوم السابق, وتلاحق في خيالها شريط الأوجه والمشاهد, فنهضت من فراشها بسرعة مما أفقدها توازنها. كان اليخت مبحرا, حركته خفيفة إلى درجة لا تسبب دوارا.
ومن خلال الكوة رأت زرقة البحر العميقة بتموجاته الخفيفة وقد ذهّبتها الشمس, وفوقها تقوست السماء الصافية ذات الزرقة الشاحبة.
تحمست بسرعة, يجب ألا تضيع لحظة من هذه المغامرة, لبست ثيابها بلمح البصر وكانت الساعة السابعة. كان السيد انغرام قال لها أنه لن يحتاج إليها صباحا, أحست أنها حرة بضع ساعات لتفعل ما تشاء . وقررت أن تصعد إلى أعلى مكان على سطح اليخت لتكتشف ما في وسعها رؤيته.
ومع أن رائحة الفطور كانت تعبق في الهواء فلم يكن من أحد على السطح. دخلت ميراندا بابا, ومنه إلى السطح. هبت نسمة الصباح رافعة تنورتها إلى أعلى, مما جعلها تتمنى لو ارتدت بنطلونا. وحتى لا تضيع الوقت ضمتها إلى خصرها وصعدت الدرج إلى أعلى السطح.
اقتربت من حافة المركب قدر المستطاع واتكأت على الدرابزين وبانت لها الجزر في المسافة الزرقاء. إلا أنها لم تستطع التحديق طويلا لانعكاس وهج الشمس في عينيها. ولأنها نسيت نظارتها اضطرت إلى أن تظلل عينيها بيديها, وللحال رفع الهواء تنورتها الخفيفة.
" يبدو أن لديك مشاكل هذا الصباح " .
قال صوت يتخلله المزاح.
وحين التفتت إلى الخلف رأت روجر متكئا إلى جانبها على الدرابزين . وكما كان ممكنا أن تتكهن كان يرتدي ما يناسب الطقس... بنطلونا أبيض مشدود الخصر, قميصا قطنيا أزرق مفتوح العنق وحذاء رياضيا خفيفا. كان شعره المسرح نحاسي البريق وعلى عينيه نظارتان شمسيتان.
" لم أتصور أن يكون الهواء نشطا بهذا الشكل. أو مشرقا إلى هذه الدرجة والصبح في لحظاته الأولى. يجب أن تلبسي قبعة, ميراندا " .
قالت له متلعثمة:
" آه نسيت ذلك. لم أحضر معي واحدة " .
" إذن سأشتري لك واحدة في سانت طومس. ( أجابها مبتسما) سوف لن ندع شمسنا القوية تؤذي هذه التقاطيع الانكليزية. هل صفحت عن الذي حدث البارحة؟ ".
" آه, نعم ".
قالت ميراندا بعفوية . فهي دائما كانت غفورة, أما هو فقد بدا طيبا ذلك الصباح الباكر إلى درجة أنها نسيت تعليمات السيد انغرام وتحذير تشك. ردت بطيبتها المعهودة:
" وشكرا لشرحك القضية للسيد انغرام , لو أنك غادرت قبل عودته من الشاطئ ذلك اليوم لكنت فقدت وظيفتي " .
أجابها بتأمل:
" لا أريد أن أكون سبب ذلك ".
" أخشى أن يكون السيد انغرام قد خدعك. إنني آسفة لذلك ".
قالت هذا بتردد, أما هو فالتفت إليها بحدة. ثم ابتسم ابتسامة أظهرت غمازتين في خديه الناحلين بينما الريح ترفع شعره الكستنائي عن جبينه وهو يتكئ على الدرابزين يواجهها.
" هذا لطف منك يا ميراندا , هل لي أن أفهم من هذه الملاحظة أن أساليب دعوته لي إلى القدوم إلى اليخت لمقابلة أبناء عمي لم تلاق استحسانك؟ ".
" طبعا , لأن أحدا لم يستشرني في ذلك. ( أجابته برزانة عمقت ابتسامته). ولكن حين عرفت أنه خدعك صرت منزعجة . إذ لا خبرة لي في صفقات كبيرة كهذه . إنها المرة الأولى التي اشتغل فيها سكرتيرة. لدي الكثير لأتعلم " .
" دعيني أساعدك. كل شيء مسموح في الحب والحرب, و أنت يجب أن تعتبري أعمال الشركات, كشركتكم مثلا, نوعا من الصراع. صراع من أجل القوة " .
توقف قليلا, وأضاف متنهدا:
" وماذا تعرفين عن الحب؟ أم أن علي شرحه لك؟ ".
" قليلا . ( أجابته ميراندا) إلا أنني لا أتفق معك على أنه كالحروب " .
" بالنسبة إلينا هو كذلك " .
قالها متمتما, وللحال تذكرت ألأمسية السابقة حين غادر النادي الليلي مصطحبا زوجة ابن عمه. وقال معلقا بصراحة تبعث على الدهشة:
" أنت لا تبدين عاشقة أو أنك عشقت في حياتك, ميراندا " .
" طبعا , أعرف الحب, وحال رجوعي إلى انكلترا سأتزوج " .
" من شاب تعرفت إليه من سنين , ذي أخلاق , يحافظ عليك ويحميك بقية العمر. ( قالها بجفاف) إنه يستحق التهنئة لاختياره إياك " .
ابتعد قليلا عن الدرابزين وراح يتطلع إلى البحر. أحست تغيرا في نبرته, ورمقته بنظرة قلقة. كان هناك ظل من المرارة عند طرفي فمه. بدا مستغرقا وأفكاره مأخوذة إلى مدارك لم تدركها نفسها يوما, وبدا وهو في هذه الحال غير سعيد.
سألته بعصبية عساها تخترق الحاجز الذي أقامه حوله:
هل البحر دائما بهذه الزرقة؟ " .
أجابها بغموض:
" تقريبا ".
وساد الصمت, الصمت الذي صار أكثر بروزا بسبب صوت محرك اليخت الذي كان يقترب من جزيرة. لم تعد الزرقة ظاهرة, بل سلسلة من تلال منحنية غطتها خضرة كثيفة.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-12-11, 10:38 PM   #17

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

سألته ميراندا وأعصابها لا تزال مشدودة:
" هل تلك سانت طومس؟ ".
حاول رفيقها قدر المستطاع إزالة الجو الجدي, فالتفت إليها ثانية.
" إنها كذلك. وهي كانت مقصد المكتشفين أمثال بلاكبيرد وهنري موغان. في الحقيقة, إحدى هذه التلال كانت تدعى تله بلاكبيرد لأنه بنى عليها برج مراقبة. ويقال أن السيد فرانسيس دريك جاء إلى هنا, كذلك يقال أنه هو الذي أعطى الجزر العذراء أسماءها تيمنا بإليزابيث الأولى التي كانت عذراء. وثمة رواية ثانية تقول أن كولومبوس هو الذي اكتشفها و أعطاها هذا الاسم. وأخيرا احتل الدانمركيون بعض هذه الجزر, ولهذا السبب تعثرين على أسماء دانمركية و أسبانية و انكليزية وفرنسية. هل تناولت الفطور؟ ".
" كلا " .
" دعينا نفطر معا إذن, فأحدثك بإسهاب عن قراصنة الانكليز الأشرار, وأنت بدورك يمكنك أن تخبريني...".
وهنا توقف وبخبث أضاف:
" تخبرينني ما تعرفين عن مشاريع الترانسمارين " .
في الأيام التي تلت, وحتى بعد مضي سنوات, لم تنس ميراندا ذاك الصباح في البحر الكاريبي حين فطرت مع روجر على سطح اليخت المندفع في المياه الزرقاء المتلألئة.
جلسا إلى مائدة صغيرة تحت مظلة خارج الصالون الرئيسي حيث كان في خدمتهما بيلي الذي بدا في غاية الجاذبية ببشرته السمراء تحت قميص بيضاء حاكت بياض أسنانه. وفي أثناء الطعام لم يتحدثا عن القراصنة أو الترانسمارين, بل واحدهما عن الآخر. هو عرف كل شيء عن العمة كلارا ودوروتي وقيلا عن جو. وهي بدورها عرفت كل شيء عن جدته التي رحلت من اسكتلندا إلى ترينيداد كي تدرس الموسيقى لفئة من البنات, حيث التقت روبرت غالنت وتزوجته. كانت تلك فيونا, وهي التي اكتشفت في حفيدها موهبة الفن وأهدته بيانو, وعليه, كما يذكر, بدأت أولى مؤلفاته الموسيقية.
وحين انتهيا من الطعام كان اليخت يدخل خليجا مغلقا تقريبا. ولأول مرة وقعت عينا ميراندا على مدينة شارلوت أمالي المدينة الرئيسية في سانت طومس تيمنا بملكة دانمركية.
ربط اليخت إلى الرصيف المواجه للبلدة من جهة المرفأ الشمالية. كانت هناك يخوت أخرى. تركت ميراندا اليخت بصحبة روجر, وخلال دقائق معدودة كانا في ممر جميل بين بنايتين يؤدي إلى الشارع التجاري. كان الممر تحت ظلال النخيل وأشجار أخرى استوائية وعلى الجانبين كانت الدكاكين ببضاعتها المتنوعة, من القطع الفنية المصنوعة من قبل فنانين محليين إلى الأعمال اليدوية المستوردة.
بدت بلدة ناشطة كأية بلدة فيها مرفأ, مليئة بالبضاعة من بلدان العالم. تاريخها ظاهر في هندستها, بيوتها ذات النموذج الدانمركي ويميزها طابع أسباني. هنا وهناك كانت إشارة إلى نموذج من الاستعمار الفرنسي. أما البنايات الجديدة فقد كانت أمريكية الهندسة.
وكما وعدها روجر, فقد اصطحبها إلى محل تجاري كبير يحمل اسما دانمركيا عرضت فيه أنواع فاخرة من الثياب بطريقة مغرية. اختار لها قبعة ودفع ثمنها. كانت قبعة قش مفتوحة بيضاء إطارها عريض. وحين سألته عن ثمنها بدا كأنه لم يسمعها. ثم اصطحبها إلى ممر أخر وارف الظلال وجلسا في مقهى هناك.
بعد فترة زارا متاجر كثيرة واشترت حاجيات السباحة, ثم تجولا في الشارع الرئيسي المليء بسياح يبحثون عن تذكارات يشترونها للعودة بها إلى بلادهم.
توقفت ميراندا عند زاوية تتأمل مجموعة من الأصداف الكبيرة تعرضها بائعة في الشارع. كانت تلك صبية شعرها الطويل الأشقر يعكس سمرة وجهها الذي لوحته الشمس. وأوضحت لميراندا أنها غطست مع أخيها وراء الأصداف الجميلة فأكلا لحمها. ثم نظفا داخلها وعقماها للبيع ودهشت ميراندا حين بادر روجر إلى شراء صدفة وقدمها إليها.
وهنا قالت ميراندا بخجل بينما عيناها على الصدفة الزهرية التي بين يديها:
" يجب ألا تمنحني الهدايا. أرجو أن تدعني أدفع ثمن هذه و ثمن القبعة ".
" جرحت شعوري, لماذا لا يجوز أن أهديك ما تحبين؟ إنها ليست رشاوى, فأنا لا أريد شيئا في المقابل ".
وقفا على طرف رصيف وجها لوجه والتوتر باد في محياهما رغم الشمس الساطعة, والألوان اللامعة وجمهرة السياح المرحة. عادت الذاكرة بميراندا إلى النادي الليلي في سان خوان حيث كان يبتسم لها بإغراء. إنه الآن لا يبتسم, فمه عابس, وتمنت لو ترى عينيه:
" لم يكن لائقا قول ذلك ".
قالت له في هدوء , كان صوتها يرتجف قليلا, وعيناها في ظل قبعتها البيضاء العريضة واسعتين تتألمان.
" كلا, ليس الأمر كذلك ولكنك تعتبرين الهدايا هذه بمثابة رشوة, أليس كذلك؟ نسيت أن البريطانيات لا يقبلن هدايا من الرجال ".
وفجأة أظهر شيئا من الشك فعض شفته السفلى بأسنانه البيضاء. غير أن هذا الشك لم يطل, إذ ابتسم لها برقة.
" أرجوك يا ميراندا أن تقبلي هذه الصدفة, لأن وجودي معك هذا الصباح أسعدني. رأيت هذه البلدة خلال عينيك, فإذا بها مكان ساحر جميل بدلا من كونها سوقا تجاريا كما أعرفها! ".
ناولها الصدفة ثانية فتوهجت بنور معكوس, مما جعل جمالها الطبيعي مصدر فرح أبدي. وقد عرفت ميراندا أنها كلما تطلعت إلى هذه الصدفة في المستقبل ستذكر الصباح الذي أمضته مع روجر في بلدة شارلوت أمالي.
" شكرا , انك لطيف جدا ".
قالت له هذا والتلون في خديها ينافس تلون الصدفة.
" لا , لست لطيفا, لا تنسي هذا. ( قال بخشونة) اعتقد أنه من الأحسن العودة إلى اليخت. أظن أن هناك نية في الخروج بعد الظهيرة إلى الفندق الجديد الذي تبنيه الترانسمارين على الجانب الآخر من الجزيرة. سوف نتنزه في اليخت ونرسو في الخليج. سوف نبحر بمحاذاة الشاطئ لمشاهدة البناء وفخامة الهندسة والتسهيلات الفائقة في المنتجع الذي تقدمه الترانسمارين إلى العالم كله".
كان التهكم في صوته يحرجها, كان يتهجم على ما تعتبره صحيحا في الشركة التي تعمل بها, ولسبب ما كان يكره المؤسسات الكبيرة, ولو تبع شعوره لكان سافر البارحة بعد الظهر حين اكتشف السبب الحقيقي وراء الرحلة البحرية, غير أنه فضل البقاء. لماذا؟ كانت متواضعة لدرجة أنها لم تفكر أنه بقي لمساعدتها في الخروج من وضع صعب. فهل بقي لأنه التقى زوجة عمه ورغب في إحياء علاقة ماضية؟ أو هل كان لديه سبب أعمق؟
وحين وصلا كان اليخت جاهزا للإبحار. صعد كل من روجر و ميراندا إلى السطح المشمس حيث وجدا دون وتشك يتمتعان برشف شرابهما قبيل الغداء.
سألهما تشك متقدما صوب ميراندا ومتطلعا إليها بشوق, ومن ثم إلى روجر بغضب:
" أين وصلتما؟ ".
" كان عليك النهوض أبكر. ( قال له روجر متهكما) لكنت عندئذ صحبتها إلى السوق.
مر بهما إلى المقصف حيث كانت دون مسترخية على كرسي تشرب من كوب عصير مثلج. كانت ترتدي معطفا بحريا طويلا من دون أكمام نسج من خيوط مجدولة, ومن خلال فتحاته كانت بشرتها الناعمة النحاسية تلمع بتحد .


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-12-11, 11:10 PM   #18

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

سألها روجر, وهو يقف خلف المقصف:
" ماذا تريدين أن تشربي, ميراندا؟ ".
أجابته وهي على إحدى الكراسي المريحة:
" شراب يطفئ العطش ".
كانت سعيدة لعودتها إلى اليخت المبرد لأن حرارة النهار أتعبتها.
تدخلت دون:
" جربي هذا. إنه عصير الموز مخلوطا بالأناناس ".
قال روجر بعصبية:
" ليست هذه الطريقة الفضلى للشرب. أين طوم؟ نائم منذ البارحة؟ ".
بدا روجر في تلك اللحظة شخصا آخر سطحيا, صوته عنيف, عيناه ضيقتان حادتان, فمه قاس. كانت ميراندا تحدق فيه مدهوشة للتبدل المفاجئ في سلوك فارسها اللائق صباحا.
" هل كان مجنونا الليل الفائت؟( تنهدت دون) كان علي عدم الذهاب معك يا روجر ".
رد عليها وهو مشغول بزجاجات عصير الفواكه:
" تأسفين الآن؟ ".
" لا, لكن اندهشت لاعتراضه على ذهابي معك. عادة هو لا يهتم حين أروح مع آخر ".
سألها تشك:
" أين رحتما على كل حال ؟ ".
تمتمت دون متحدية وهي تنفث دخان سيكارتها في اتجاهه:
" هذا سر ".
" رحنا إلى حانة أخرى في سان خوان القديمة, كي أتحاشى الضوء الذي كان بينتز مزمعا أن يسلطه علي. هذا شرابك يا ميراندا. إنه خاص ليطفئ العطش ".
قدم لها الشراب مبتسما فشكرته. وراح يتكئ على المقصف قريبا من دون.
قالت له دون بإلحاح:
" روجر, يجب أن أكلمك على انفراد ".
" ليس قبل الغداء . كما أنني أرفض الحديث إطلاقا حول غالنت فانسي ".
سألته دون متأففة:
" لماذا لا توافق على البيع؟ ".
" لأنها بيت مارني على رغم أنها ملك لي بحسب القانون ".
"ولكن يمكنها العيش في مكان آخر. ( قالت له بإصرار متجاهلة رغبته في عدم البحث في الموضوع) يمكنها السكن في أي مكان. إنها عمياء, ولا فرق عندها أين تعيش ".
امتعضت ميراندا من حديث دون اللامبالي وتطلعت إلى روجر لترى ردة فعله. فبدا هذا غير متأثر لكلامها سوى تقطيبه خفيفة بين حاجبيه.
أجاب ببرودة:
" هناك فرق كبير. مارني تعرف الفانسي وتحبها. أهل الجزيرة يعرفونها ويحبونها. هناك فرق كبير للأعمى أن يحس أنه محاط بأشياء وأناس مألوفين. فلو عاشت في أي مكان آخر لذبلت وماتت ".
صوته البارد ارتجف قليلا وأضاف بنبرة خفيضة:
" عندئذ سيكون هذا, كما عماها, حملا ثقيلا على ضميري ".
صرخت دون بغضب:
" ولكن طوم في حاجة إلى المال, وأنت تعرف أنه لا يقدر على بيع الفولي دون الفانسي ".
" هذا من سوء حظ طوم. ألم يخطر في باله أن هناك آخرين تجب استشارتهم قبل بيع أي شيء إلى الترانسمارين؟ كيف يعرف ما يريده أهل فورتوغا؟ ولا مرة فكر بهم كل حياته الأنانية الكسولة ".
صار صوت روجر أكثر برودة, باردا كالجليد. ولو أنه صادف في تلك اللحظة دخول غريب لاعتقد أنه يكره ابن عمه.
" هل هو متأكد أنهم يريدون تنمية الجزيرة كسواها من الجزر؟ وهل يعرف أن لا علاقة لأوبري فينسنت و سام ويليامز بالموضوع ؟ ".
" من المؤكد أن أي شيء أحسن من التعفن بين أشجار الموز وقصب السكر. ( أجابته دون بانفعال) آه, كل أهالي الجزر من طينة واحدة, رومانسيون يعيشون في الماضي. وأنت بالذات لا تقل أنانية عن طوم. منذ متى تهتم بالجزيرة؟ ".
أجابها بهدوء:
" صحيح أنني لم أفعل سوى القليل, ولكن لن أدع ترانسمارين تشتريها ".
" أنت لا تريد أن تبيعها فقط حتى تقهر طوم. إنك لم تفعل شيئا سوى التنعم بعائداتك منذ أن ألفت موسيقى تلك الأغنية. كذلك كيت ويليامز لم يقم بأي شيء, لهذا لا أظن أن عائلة ويليامز ستتأثر كثيرا ".
" من المؤسف أن طوم لن يتزوج المرأة التي تناسب مدخوله ( قال روجر بصوت ناعم رغم اللمعان الخطر في عينيه) لماذا عليّ أن أبيع بيت مارني حتى تلبسي جلد النمس يا دون؟ لماذا؟ ".
وقفت دون برهة. رمت ما تبقى من شرابها على روجر الذي عرف مسبقا ما في نيتها, فتحاشى محتوى كوبها واندلق عصير الفاكهة على الأرض من دون أن يصيبه.
صرخت في وجهه:
" أكرهك, يا روجر غالنت, أكرهك! أتسمع؟ ".
" اسمعي, كل واحد على هذا اليخت يسمع . أما قلت لك أنني لا أريد البحث في الموضوع معك؟ لما لا تنسيه في أثناء هذه النزهة, فنتمتع بها؟ ".
تطلع إلى ميراندا منفرج الأسارير. أخذت ميراندا بهذا الانفجار, إنها غير معتادة على رؤية تصرف عنيف غير ملجوم كهذا.
خرجت دون وهي تصب لعناتها في حين التفت روجر إلى تشك وسأله:
" لماذا طوم في ضائقة مادية؟ ".
" حسنا, لقد أصبت الهدف بإشارتك إلى جلد النمس( أجابه تشك بانزعاج) كلفته دون مصاريف باهظة, كذلك هو يدفع للوالدة معيشتها ".
" دائما كان طماعا, وها هو اليوم يدفع الثمن( علق روجر ببرودة) وماذا عنك؟ هل انتهيت من دراسة الحقوق؟ ".
" كلا. كان لابد من تعطيل سنة لأن بوب لم يدفع القسط. آه, يجب ألا تبدو هكذا متأثرا, فأنا أشتغل, ولكني جئت مع هذه الزمرة, لأنني, كوريث طوم, مهتم بأمر ال****. هل من طريقة لاجتناب هذه العملية؟ ".
" لا أعرف, أنت محامي, لماذا لا تحاول معرفة ذلك؟ ".
اقترح تشك بأمل:
" لو نقدر أن نبيع الفولي دون الفانسي ".
أجابه روجر بتهذيب:
" يبدو أنك نسيت نقطة مهمة. فانغرام يقول أن الفولي من دون الفانسي لا تهمه. اكتشف أن بيت الفولي مبني على مستنقع, لهذا سينهار ".
قال تشك بتذمر:
"ولكنك أنت الذي أخبرته ".
"طبعا. ( نظر إلى ميراندا وأضاف بمرارة): "
" حسنا, يا ميراندا, هناك الكثير لإعلام رئيسك, أليس كذلك؟ ".
التقطت أنفاسها بصورة مفاجئة.
" هل تظن أنني سأخبره كل شيء؟ ".
قالت محتجة واللوم في عينيها الصافيتين الرصينتين. كانت قد أنهت شرابها جالسة والصدفة بين يديها, هادئة, خداها يعكسان كلؤلؤ الصدفة.
اختفى شيء من قسوة وجهه وحدة نظراته عندما التقت نظراتهما لحظة بدفء.
" لا أظن أنك تفعلين ذلك بإرادتك, ولكن حين يسألك عما تحدثت معي كل هذا الصباح, فلا بد من إبلاغه شيئا, أليس كذلك؟".
كان على حق, طبعا, وصعب عليها أن تقول للسيد انغرام أن حديثها مع روجر ذلك الصباح تطرق إلى مواضيع مختلفة, من العمة كلارا إلى أغنيات روجر حين كان طفلا, هذه الأغنيات التي تنبض أنغامها في موسيقاه.
كلا, إنها لا تستطيع أن تخبر السيد انغرام عن صباحها مع روجر. ذلك كان سرا ستحضنه طوال حياتها. إنها ستتذكر في المستقبل, وهي وحيدة في بيتها الريفي في انكلترا, الفرح الخطر الذي عرفته في شوارع شارلوت أمالي الوارفة الظل مع شاب أهداها صدفة, وإنها ستساءل نفسها إن كان قد حدث هذا بالفعل.
وهكذا بعد الغداء, حين كانت تطبع رسائل للسيد انغرام, أخبرته بالقليل الذي تعرفه عن مارني العمياء وعن السبب الذي من أجله لا يرغب روجر في بيع غالنت فانسي. أصغى باهتمام, ورمقها بنظرة حادة, قائلا:
" حسنا, اعتقد أنه في الإمكان معالجة هذه القضية الصغيرة. لا أظن أن امرأة عمياء ستكون العائق لمدة طويلة. شكرا للمعلومات " .
أثار موقفه رعدة فيها. تطلعت إليه بتمعن وأحست أن عينيه باردتان ودون شعور. لم يكن يهتم بالآخرين, إذ أن هاجسه التجارة وطموحه إقامة الصفقات الكبيرة.
" بعد الظهر أحب أن تأتي معنا إلى موقع الفندق لتأخذي بعض الملاحظات. غدا نترك سانت طومس لزيارة بعض الجزر العذراء. قررت قضاء أسبوع فيها كي أقيم جوا من الثقة المتبادلة. سيكون وقتا لذيذا, كوني لطيفة مع روجر. وفي الوقت نفسه دعي تشك مرتاحا. عنده فورة الشباب, إنه في حاجة إلى المال كي يتابع دراسته الجامعية, وربما شجع والده على البيع لسوانا إذا تأخرنا. ربما علينا إشراك السيدة غالنت في عملية الإقناع. كانت صديقة روجر سابقا, وأظن أن الوقت حان لإحياء هذه الصداقة.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-12-11, 11:41 PM   #19

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


3 - كم من المفاجآت تنتظرها هنا تحت الشمس الاستوائية. هل تخاف أن تكتشف أنها امرأة ولم تعد تلك المراهقة التي تقضي نصف وقتها تحلم؟ عندما تعود, لن تكون هي ذاتها. ستكون لها ذكريات تعذبها !




كانت شمس بعد الظهيرة حادة تشع في سماء صافية, مكونة شرارات ضوئية تنعكس على صفائح اليخت المعدنية الملساء والذي كان مربوطا إلى مرسى صغير عند جزيرة من الجزر العذراء كانت مهجورة قبل أن تصبح حقلا لمشاريع إنمائية بواسطة الترانسمارين.
منذ رحيلها عن سانت طومس, قضت جماعة اليخت سبعة أيام كسولة بين الخلجان الصغيرة ومداخل الجزر العذراء. الطقس الرائع, الشمس والريح المؤاتية, الحياة المتراخية, هذه كلها أشاعت تدريجيا جوا من الثقة طالما سعى السيد انغرام إلى تحقيقه. كل واحد بدا على وفاق مع الآخر, والتوتر الذي حدث بين دون و روجر مساء ذلك اليوم في سان خوان, تبخر.
وفي جزيرة تورتولا التي كانت الأكبر في مجموعة الجزر البريطانية والتي كانت ملجأ للقراصنة حتى أواخر القرن التاسع عشر، في هذه الجزيرة, رافق السيد انغرام الجماعة إلى فندق جديد. وكما الحال في سانت طومس, فقد انضمت ميراندا إليهم لتسجيل الملاحظات.
كانوا الآن على هذه الجزيرة الصغيرة التي كانت تضج بالعمران, تماما كما تصور السيد انغرام أن فورتوغا ستنمو فيما لو تمكنت الترانسمارين من شراء **** غالنت.
وفي طريق عودتهم, وهي تسير متخلفة عن رجال المجموعة إلى اليخت, رأت ميراندا أن هناك تشابها بين روجر و طومس رغم الفوارق في سلوكهما. كان طومس أنيقا, طويلا دقيق الملامح مثل روجر. غير أن شعره الخفيف كان فاتح السمرة وعينيه باهتتي الزرقة كعيني تشك. لابد أنه كان جذابا قبل سنوات, ولكن الحياة المرفهة زادت في وزنه كثيرا.
بدا متحمسا عند كل فندق, كما على هذه الجزيرة الصغيرة. وحتى يجعل ابن عمه الأصغر متأثرا مثله كان يعبر عن دهشته لرؤية كل شيء, وبين وقت وآخر كان يأخذ بذراع روجر لافتا انتباه إلى شيء ما. أما روجر من ناحيته فقد حافظ على جو من الغموض, بينما رامون و تشك شاهدا كل شيء بتردد وكان واضحا أنهما يتمنيان لو كانا في مكان آخر.
" هناك طريقة واحدة للانتعاش بعد جولة تفتيشية في حرارة النهار, إنها السباحة.( قالها تشك وهو يبطئ في سيره ليصير في محاذاة ميراندا) أتعرفين, أعتقد أن أغنية نويل صحيحة. الكلاب و الانكليز وحدهم يروحون في عز النهار ويفعلون ما فعلنا, وقد كان الكثير من الانكليز هنا اليوم. أما الذين في عروقهم دم لاتيني, مثلي و رامون, فإنهم يفضلون القيلولة في وقت من النهار كهذا. هل تعتقدين أن روجر كان مسرورا هذه المرة؟ ".
" تصعب معرفة هذا ". ( أجابته).
" انه شاب انزلاقي, أين اختفى؟ طلبت منه أن يسبح معنا, ولكن كعادته, قدم عذرا مبهما كما يفعل كل يوم بعد الظهيرة.لا أفهمه. إن الغطس في مياه هذه الجزر ساحر. انه سمكة باردة تحت الماء كما هو فوقه, يسبح ويغطس كأحسن ما يكون, ولكن أظن انه وجد ما هو أحسن. كم تحتاجين من الوقت لارتداء ثياب السباحة؟ ".
" حالا ".
وراحت ميراندا إلى حجرتها متلهفة للبرودة.
على صندوق الجوارير كانت الصدفة تلمع بوهج سري. نزعت ثيابها الملتصقة من العرق, أخذت دوشا سريعا وارتدت البكيني. وبدت بشرتها تكتسب سمرة ذهبية, على رغم أنها كانت تحاول ألا تحرق بشرتها أكثر مما يجب.
اعتمرت القبعة البيضاء التي أهداها إياها روجر وانتعلت صندلا وارتدت سترة على شكل منشفة حتى الخصر. حملت حقيبتها البحرية التي حوت منشفة وزيتا ضد لذعة الشمس, وتركت الحجرة مسرعة في الممشى.
كان اليخت هادئا, ظنت أن خوانيتا و رامون يستريحان كعادتهما, كذلك السيدة انغرام, و أن السيد انغرام في مكتبه يخطط. ألا يعرف هذا الرجل الراحة؟ لا بد أنه كان مسرورا بما يقوم به كل واحد.
مع أنها كانت تشعر أنه من المستحيل التقرب من روجر نظرا إلى حيائها, فإن صداقة كانت تنمو بينهما نتيجة كل لقاء صباحا على متن اليخت قبل الفطور كي يشاركها إما في رؤية وصول اليخت أو في رؤية البحارة. بدا في كل هذه المناسبات السحرية لذيذا, مسليا, غزير المعلومات. مرة أو مرتين, تذكرت ما ينتظره منها السيد انغرام, فكانت تمتدح فنادق الترانسمارين وتبين الفوائد التي ستجنيها فورتوغا من اهتمام شركة هولدينغ بالجزيرة, ولكن ما إن تراه يتراجع لتوه أو بلباقة ويغير الموضوع, حتى تتوقف عن الحديث مفضلة الإصغاء على التحدي, محاولة قدر الإمكان الاحتفاظ به.
ذلك كان الوقت الوحيد للتعاطي معه, لأنه كان يميل إلى أن يذهب وحده بعد الظهر. وفي الأمسيات كان الآخرون حاضرين دائما, ولا مجال للاختلاء معه.
تعودت أن تمضي معظم أوقاتها مع تشك. سبحت معه لأول مرة في مياه الكاريبي الدافئة, وتنزهت معه على طول الشاطئ, كذلك رقصت وإياه في الأماكن الليلية القليلة التي زاراها في أثناء الرحلة. والآن هاهو يأخذها إلى الغطس.
كان ينتظرها في الممر لابسا الشورت الأسود للسباحة ومنشفة حول عنقه. تطلع إليها بإعجاب لدى وصولها ولف برفق ذراعه حول كتفيها, و انطلقا.
قال لها:
" هناك خليج صغير عبر الجانب الآخر من البر الداخل في البحر. سنصله بالتسلق خلال الجفنات ".
تسلقا الصخور حيث كانت أمواج البحر تتكسر أسفلها فتستحيل صفحات لماعة بيضاء. وبين الجفنات كانت هناك أصداف بأحجام مختلفة شدت انتباه ميراندا واستوقفتها.
" في استطاعتك تمشيط الشاطئ في أثناء العودة( قال بإصرار) هيا بنا " .
صعدا المرتفع البسيط, وهبطا إلى الجانب الآخر. ومن خلال أوراق الجفنات وشجر النخيل رأت الرمل الأبيض منحدرا على طول مياه ناعمة زرقاء مخضوضرة. وما إن سارا خطوات إلى الأمام حتى اتسعت الفرجة إلى الشاطئ وشملت أشياء عدة. حقيبة بحرية بيضاء لامرأة, منشفتان ملونتان مرميتان دون اكتراث, جسمان نحاسيان يلمعان.
" آه , كلا ! ".
جمدت ميراندا وأشاحت بنظرها بعيدا. أرادت أن تعود راكضة, غير أن رجليها خانتاها.
" و الآن نعرف أي مكان يقضي بعد الظهيرة ( قال لها تشك برقة) لهذا بوب قلق ".
قالت له ميراندا:
" تعال نسبح في مكان آخر " .
" كلا , أو تريدين أن تفوتنا هذه اللحظة قبل أن تؤدي إلى شيء آخر؟ ".
وقبل أن يتأكد مما إذا كانت ستنزل معه هبط المنحدر صارخا:
" إنني أراكما ! وإذا كنتما لا تستطيعان إخفاء نفسيكما في الرمال, فاختفيا في الماء ! ".
رفع روجر رأسه. رأى تشك متقدما يعفر الرمل, فنهض وركض إلى البحر بخطى طويلة. بدا قويا , متناسقا, مرتديا أقصر ما يمكن للسباحة, وهرول مسرعا فوق الرمل. واندفع في الماء تاركا وراءه رذاذا لمع تحت الشمس. رفع ذراعيه فوق رأسه وعضلات كتفيه القويتين نفرت تحت جلدة. انحنى بجسمه واختفى غاطسا تحت سطح المياه الهادئة الموج.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-12-11, 12:11 AM   #20

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

بعد أن تركها روجر غالنت, حاولت دون حماية نفسها من الرمل الذي رماها به تشك. وصرخت به عاليا وهي تضع يديها على وجهها:
" آه, إنك كريه, كنت أتمتع بالشمس, وها أنت تفسد عليّ كل شيء ".
أجابها تشك, ملتفتا إلى حيث روجر الذي كان يسبح بقوة:
"أراهن أنه هو الذي كان يفسد لذتك ".
ردت دون شعرها الفضي الأجعد واتكأت على مرفقيها متطلعة إلى ابن زوجها.
" إذن , هذا ما يزعجك, أيها الصغير. هل ستخبر والدك؟ حان لك أن تكبر و تكف عن هذه القصص ".
" احترزي من روجر, و إلا فإن مشكلة جدية ستنشأ له مع بوب, و هذا ما نحاول تجنبه. و إذا لم تفعلي, فإنني سأجعلك تأسفين للنظرات المغرية التي كنت تنظرين بها إليه. لا تعتقدي أن أحدا لم يلاحظ ذلك ".
" وهل تظن أنني غير قادرة على الاهتمام باثنين في الوقت نفسه أو حتى بثلاثة؟ ".
ردت عليه متحدية بينما كان بصرها ينزلق بإيحاء على كتفيه الكبيرتين وصدره العريض حيث لمعت حول عنقه ميدالية معلقة بسلسلة.
"أظن أنك غير قادرة على إيقاع ذلك الغالنت في شباكك " ( قال مشيرا برأسه إلى روجر).
" وهذا ربما ما جعلني أحس أن مغامرتي معه مثيرة ( أجابته في الحال, وتطلعت إلى ميراندا) أراك ما تزالين شاحبة. أليس كذلك؟ انك غير معتادة على الشمس, كما أن بشرتك رقيقة. ستكونين مثل سرطان مسلوق هذا المساء إذا لم تحترزي. لا شيء أسوأ من بشرة حمراء تتقشر " .
وفي انحناءة, وقفت واندفعت إلى الماء, تقوس جسمها و اختفى. ثم ظهرت ثانية في لحظة وهي تسبح خلف روجر بمثل سرعته.
حين تطلعت ميراندا إلى تشك رأته يحدق إليهما في الماء, وعلى وجهه تعبير شك وريبة. عبوس ثقيل جعل حاجبيه الكثيفين الأسودين يلتقيان فوق أنفه البارز. كانت عيناه تضيقان, وعلى فمه شارة غير سارة. وذكرتها بشرته الخشنة وملامحه الصقرية بصورة رأتها مرة لغاز يدمر بلادا احتلها.
التفت إليها وابتسم, وللحال تبدلت صورته وعاد تشك من جديد كسولا ولكن خفيف الظل, وهو ما أحب شيئا أكثر من السباحة والاسترخاء في الشمس.
" دون غاضبة لأننا قطعنا عليهما خلوتهما , وهي تلومك لذلك. غير أنها على حق, عليك اليوم ألا تعرضي جسمك للشمس كثيرا. دعيني أدهن ظهرك بالزيت, لا أدري متى سيلتقيان بعد الظهيرة ".
تعجبت ميراندا, إنها لم ترد أن تهتم للأمر. كانت يد تشك كبيرة ولطيفة ولكن من دون حرارة بينما كان يدهن كتفيها بالزيت, وهنا خرج روجر من الماء, بدا طويلا وجميلا, شعره كأعشاب بحرية حمراء قانية, ولما وقف هنيهة يتطلع نحوهما بان صدره الناعم وكتفاه وقد علقت عليهما نقط لؤلؤية. لامس عدة الغطس بقدم حافية وقال:
" أين وجدت هذا؟ ".
قال له تشك:
" في اليخت. توجد عدة للغطس و فلك شراعية, في استطاعتنا الإبحار غدا ".
" لا بأس. من سيغطس الآن؟ ".
" ميراندا و أنا " .
" إلى أين تقدرين أن تسبحي, ميراندا؟ " ( سألها روجر بصوت نبرته حادة بددت لامبالاته).
تطلعت إليه. كان يراقب تشك الذي كان يفرك كتفها اليمنى بالزيت, وعلى زاوية فمه الصارم المستقيم ابتسامة خفيفة.
" لا أدري , لست متأكدة " .
" ما يساوي مرتين طول حوض سباحة عادي؟ ".
ذكرها سؤاله بحوض السباحة حيث اعتادت أن تسبح في عطلة الغداء مع صديقاتها في مكتب لندن. كان قاع الحوض أزرق كي تبدو المياه استوائية اللون, وعلى الحائط القرميدي رسمت أشجار نخيل.
" قد يكون في إمكاني أن أقطع اربعمئة ياردة " .
" هل سبحت سابقا تحت الماء؟ ".
" كلا, ليس تماما " .
" يجب أن تتمرني أولا, قبل أن تستعملي عدة الغطس. فالحوض محمي هناك أكثر , وأنت يا تشك اذهب وأحضر أجهزة أخرى, وأنا سأجعل ميراندا تتمرن حتى أتأكد أنها لن تتأذى ".
كانت تنهيدة تشك مسموعة, على شاكلة انفجار.
" بل اذهب أنت وأحضر الأجهزة, وأنا سآخذ ميراندا للتمرين . يبدو أنك نسيت أنك بعد هذه الظهيرة ستلهو مع واحدة في عمرك ووزنك, كما هي العادة طوال هذا الأسبوع " .
تلفت إلى دون التي كانت قادمة من جهة البحر بشعرها الفضي المتلألئ بنقاط من الماء, وبقامتها الرقيقة الضامرة الخصر, بدت كأنها عروسة البحر التي تقود الرجال إلى هلاكهم.
تبسم روجر متطلعا إلى تشك.
" هل يعني أنك تغار؟ ( وتراجع حين وقف تشك محاولا ضربه بقبضته) حسنا, قل لي أين الأجهزة, ومن ثم نغطس نحن الأربعة " .
ضبط تشك ثورته وأخبره عن مكان الأجهزة, فانطلق روجر يصعد الصخور.
" لا شيء يؤثر فيه. ( قال تشك متعجبا و بغضب) لو قال لي ما قلته له لنفخت في راحة كفي وصفعته ".
" كدت تفعل ذلك ( قالت له دون وهي مقبلة) أين ذهب روجر؟ ".
" ليخفي نفسه عنك ( قال تشك بخبث) تعالي, ميراندا, دعينا نسبح عند الجانب الآخر من الحوض".
كانت مياه الحوض صافية وعميقة, كانت مثالية للسباحة والغطس. سبحا برهة, ولما اكتفيا, سبحت وحدها بعيدا تحت الماء دون جهاز وبعدما علّمها كيف تستخدمه اندفعا معا إلى وسط الحوض وغطسا تحت سطح الماء المتلألئ.
في أعماق المياه كان عالم بارد شفاف حيث تموجت أعشاب جميلة طويلة السيقان بين جذوع من مرجان أبيض. زرافات من السمك الاستوائي, ذات لون فضي وياقوتي , وأخرى لونها ذهبي وزمردي, كانت تسبح بين الأعشاب, والرمل الشاحب المنبسط في القاع كان مبرقعا بقناديل بحرية ملونة من كل الأشكال والأحجام ".
حين رجع إلى الشاطئ كانت دون وحدها تدخن بعصبية وبتجهم.
" لم يعد روجر, ماذا قلت له؟ "( سألت تشك بنرفزة).
" أخبرته عن مكان أجهزة الغطس, فقال أنه سيأتي ببعضها كي يغطس معك أيضا. ( أجابها في صورة طبيعية). ربما لم يجد شيئا ".
" لاشك أنك قلت له أكثر من هذا.( علّقت دون بنبرة عدائية) قلت شيئا لم يعجبه, ففضل عدم الرجوع. انك لعين وعلى رغم أنك تشبه أمك , فإن لك طبع غالنت وهو التدخل في مالا يعنيك. تماما كما فعلت مارني... و تذكر ما حدث لها ".
" لا بأس, يا دون. لن تكوني وحيدة مدة طويلة إنني أرى معجبا آخر ".
كان في صوت تشك تحذير, كل من ميراندا و دون التفتتا صوب الشاطئ. كان دوغ انغرام يقترب, مرتديا لباسا بحريا قاني الحمرة. ارتاحت ميراندا لرؤيته, لأن النقاش بين تشك وخالته بدأ يخيفها. كانت مسرورة لرؤية بشرة السيد انغرام كبشرتها شاحبة, وفي يديه جهازان للغطس.
خاطب دون مبتسما:
" التقيت روجر, قال أنك هنا. هذه بقعة ساحرة, ولكن طومس يقول أن الحوض في فورتوغا أجمل. هل من شيء خلاب تحت الماء؟ ".
وبشيء من الشعور بالواجب وصفت له ميراندا ما رأت, ملاحظة أنه لم يكن مصغيا, لأنه كان يرمق دون بطرف عينه ، وإذ شعرت هذه أنه كان يرمقها ، تبدد عبوسها, واتكأت إلى الخلف على مرفقيها كأنها عرفت أنها في وضعيتها هذه ستكون شديدة الإغراء.
" سأرى بنفسي.( قال السيد انغرام حين انتهت ميراندا من كلامها) أتحبين أن تأتي معي, سيدة غالنت؟ ".
رفعت بصرها إليه ببطء, ولمعت عيناها بإثارة في الشمس حين تفرست فيه صعودا ونزولا.
" إنني أحب ذلك , سيد انغرام " .
سمحت له بأن يساعدها في وضع جهاز الغطس, على رغم أن ميراندا كانت تحس أن دون تتقن استعماله.
راقبهما تشك يبتعدان على الرمل نحو الماء اللامع وشيء من الثورة في وجهه, ثم راح يجمع أجهزته.
" دعينا نذهب إلى مكان آخر لنستحم في الشمس " .( قال لها متمتما).
تمشيا على طول الشاطئ وفوق الصخور. كان الرمل دافئا وناعما تحت أقدامهما, وبعد السباحة أحست ميراندا بالارتياح. كان المكان جميلا, عبارة عن رمال متوهجة, النخيل في محاذاتها من جانب, و البحر من الجانب الآخر.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:01 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.