آخر 10 مشاركات
الشيـطان حــولك .. *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : smile rania - )           »          مواسم العشق والشوق (الكاتـب : samar hemdan - )           »          الدخيلة ... "مميزة & مكتملة" (الكاتـب : lossil - )           »          الفرصة الأخيرة (95) للكاتبة: ميشيل كوندر ...كاملة... (الكاتـب : سما مصر - )           »          106 - سيد الرعاة - مارغريت روم - ع.ق ( تصوير جديد ) (الكاتـب : Dalyia - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )           »          1056 - الفتاة المتمردة - كارول مورتيمر - دار م. النحاس (الكاتـب : Topaz. - )           »          السر الغامض (9) للكاتبة: Diana Hamilton *كاملة+روابط* (الكاتـب : بحر الندى - )           »          كل مخلص في الهوى واعزتي له...لوتروح سنين عمره ينتظرها *مكتملة* (الكاتـب : امان القلب - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات الطويلة المنقولة الخليجية المكتملة

Like Tree201Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-09-21, 03:03 PM   #121

صل على النبي محمد
 
الصورة الرمزية صل على النبي محمد

? العضوٌ??? » 404607
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,174
?  نُقآطِيْ » صل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond repute
افتراضي


اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم إنك حميد مجيد

لا تنسوا الباقيات الصالحات

سبحان الله

الحمد لله

لا إله إلا الله

الله أكبر

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي

لامارا likes this.

صل على النبي محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-07-22, 04:29 PM   #122

دانتِلا

? العضوٌ??? » 504444
?  التسِجيلٌ » Jun 2022
? مشَارَ?اتْي » 226
?  نُقآطِيْ » دانتِلا is on a distinguished road
افتراضي

.















الفصل الـ ( 49) .،*


بِ أصابع إيدها الناعمة حركت شعرها الأسود الناعم بِ فعل حرارة الاستشوار مُنهية أخر استعدادتها لِ طلتها المميزة
لِ عيد السنة المميز ..

تحس إنها راح تتعب وهيّ تعدد أسباب إحساسها إن العيد هاذي السنة غير ..
بس أبرز سبب وِ مو راضي يفارق تفكيرها
إن العيد هذا اخر عيد تقضيه في بيت أهلها وهيّ ما زالت بنت غير متزوجة ..

العيد الجاي إذا ربي تمم امورها على خير ، راح تكون متزوجة و ممكن تكون بعيدة وما يمديها تقضي العيد مع اهلها
أول ما وصلت لِ النقطة هاذي ..
حركت راسها وِ كأنها تنفض شيء مزعج وهيّ تقول بصوت مسموع : لا تفكرري في أمور تزعجك يا غَيد

وابتسمت ابتسامة واسعة حاولت فيها تخفي أي إحساس لِ الحزن و الخوف ..
اللي بدأ من كم يوم يتسلل ببطئ لها ..

عدلت فستانها الأوف وايت و طالعت في نفسها في المرايا وقالت : حابتك من كل قلبي يا فستاني العزيز الأنيق
وقرّبت من المرايا أكثر وهيّ تقول : فيييينك عنّي من زمان

: من جدك انتي بتتكلمي مع نفسك ؟

التفتت على يسارها مكان ما رزان واقفة عند الباب و قالت بمرح : يختي مُغرمة في فستاني وأتكلم معاه ايش فيها ؟

ضحكت رزان بنعومة و هيّ تدخل لِ داخل الغرفة و قالت : مافيها شي يا قلبي خذي راحتك

اتفاجئت رزان اول ما وقفت بِ محاذاة غَيد
إنها حضنتها بقوة وهيّ تقول : كل سنة وانتي طيبه في بيتنا يا اختي

ابتسمت بِ سعادة لمن سمعت كلامها ، وبادلتها الاحتضان وهيّ تقول : وانتي طيبة وبصحة وسلامة يارب

وبعّدت عنها شويه وقالت وهيّ لسى ماسكه ايد غَيد : وعقبال ما أشوفك عروسة
حركت غَيد حواجبها بشقاوة وهيّ تقول : بعدك يا عسل

ما ردّت عليها رزان وصارت تطـــــــــــــــــالع في غَيد بنظرات عميــقة
حتفتـقدهــــــــــــــا ، حتفقد هبالتها وشقاوتها ودلعها
حتفقد الكلام الحكيم اللي يطلع منها فجأة بين استهبالها
حتفقد زنّــها وأذيتها
والأهم حتفقــد حنانها اللي غرقتها بيه
على الرغم إن غَيد أصغر منها ، إلّا إن قلبها الكبير أحتواها
كانت هيّ السبب الرئيسي في سرعة تقبلها وِ تعوّدها على العائلة
ولا مرة حسّستها إنها اخت نشأت بعيد عنهم ، وِ لا مرة عايرتها بشيء ، و ولا مرة أذتها بكلمة أو جرحتها
حاسّة دحين إنو الشهر الـ باقي على زواجها ، قلييييل ..
ولا حتشبع من اهلها وِ بِ الأخص غَيد الـواقفة أمامها ومستغربة من نظراتها العميقة و سكوتها الطويل

هزّتها غَيد بِ خفة وهيّ تقول بِ توجّس : ريزو فيكي شيء ؟

هزت راسها بنفي وقالت : لأ مافي شيء
قرأت التساؤول في وجه غَيد ، لكنها حاولت تضيع الموضوع بِ إنها قالت
: يلا ننزل تحت ، ابغى اتأكد إنو الطاولة مافيها شيء ناقص

ابتسمت غَيد ابتسامة عريضة أول ما اتذكرت الطاولة اللي كانو طول الليل يجهزوها وِ يجهزوا زينة الصالة
قالت بِ حماس وهيّ تقول : ايوة صح باقي أرصّ الكب كيك على الاستاند الأبيض
ومشيت بسرعة خارجة من غرفتها قبل رزان حتى ..

وقفت في نص الطريق ..
وِ التفتت على رزان وهيّ تقول بِ حماس مُتقد : اخواني حينبهــروا بِ جـو الصالة السنة دي ..






.

.





واقف وساند كتفه على الباب ويطالع فيها وهيّ تتأمّل شكلها في مرايا الدولاب الطويلة ..
بدون أي مبالغه ، يشعر أحياناً إنها مو زوجته
يحس إنها إنسانة من بنات أحلامه وممكن في أي وقت يصحى من الحلم
و السبب ، شكلها الخارجي المخُتلف تماماً عن المألوف
بياضها الناصع ..
شعرها البلاتيني بِ طوله الملفت ..
عيونها الرماديه الواسعه بِ رسمة بدويه أصيلة ..
تصادم الجينات فيها خلق ملامح مُلفته تجذب أي أحد يشوفها ..

و الفستان الشيفون المنسدل بِ نعومة على جسمها بِ لونه السماوي البحري الرايق جداً ، عزز شعوره هذا حالياً ..

دخل لِ داخل الغرفة ، وابتسم لمن لاحظ إنها انتبهت لِ تواجده وابتسمت لِ انعكاسه في المرايا

وقف بِ محاذاتها وهوّ يقول : اللي ماخذ عقلك يتهنـــــــــــى به
ولمن شاف ابتسامتها المايله قال لها : تفكري في إيه من اول ؟ ليّا خمسة دقايق واقف عند الباب و ما انتبهتي لي !

قرأ التردد في عيونها ، قال لها : لا تفكري ، اتكلمي بسرعه

ابتسمت على كلامه ..
ورجعت تطالع في نفسها في المرايا و هي تقول : كنت افكر يا ترى امي بتشوفني وانا حامل ولا لا ..

انبسط ريان في داخله لأنها جاوبته بِ صدق على اللي تفكر فيه
في العاده يكون جوابها " ولا شي ، مافي شي "

بس في نفس الوقت ..
جااااهد نفسه لا يقول شي ويخرب على نفسه المفاجأة اللي له اكثر من اسبوع وهوّ يجهّزها لها

مسك إيدها وقال وهوّ يضغط عليها : اليوم عيد ، انبسطي ولا تفكري في شي ..

وسكت شوي ، يتأمل وجهها ، بِ مكياجه البسيط الهادئ ، ما قدر إلّا إنه يحضنها بِ خفه وهوّ يقول : كل سنة وانتي طيبة مرة ثانيه
وبعّد عنها شوي وهوّ يقول بِ ابتسامة وااسعة : هاذي المُعايدة بعد الكشخة ..

ضحكت بِ نعومة ، قالت بعدها : أول مرة اشوفك لابس شماغ ، غير يوم الزواج ..

عدّل وقفته و قال وهوّ يتحمحم : احممم احمم كيف شكلي ؟
وحرّك حواجبه : ما أهبّـل .. ما أخقــق ؟

على إنه قالها بِ مزح ، بس ما اتوقع إنها راح تستحي ويحمّر وجهها كذا ..

قرّب أكثر منها ، اكثر شي يجذبه لها ، لمن تستحي بالطريقه ذي ..
ابتسم بِ مكر وهوّ يلمس أطراف شعرها ، وقبل لا يقول شي ، سمع صوت باب الجناح يدق
طنشه ، وقال و هوّ يقرب أكثر منها : تعرفي إني اموووت فيكي لمن تحمّري كذا

ابتسم من قلب لمن شاف خدودها تحمّـــر أكثر ، بس ابتسامته ما دامت لمن سمع باب الجناح يدق مرة ثانية ..
اتأفف قبل لا يقول : مافي غير غَيد المُزعجة اللي تدق بالطريقة ذي

وِ بعّد إيده عنها بِ لطف قبل لا يمشي لِ باب الجناح ..
أول ما فتحه ، شاف فـ وجهه غَيد وعيونها تلمع بِ حماس ، قالت له بسرعة : تعاااال الصالة فيني طاقة رقص و ابغاك ترررقص معايا ..






.

.






قوس بلونات بِ ألوان فرائحية مُنعشة ، أعطى منظر جميل للصالة ..

طاولة مستطيلة متوسطة الحجم عليها مفرش أبيض ، وِ مزيّن بِ زينة خفيفه أضافت جمال له ..
وعلى الطاولة كل ما لذّ وطاب ، خاصّة لِ أحباب الله ( الأطفال ) ..

وِ ريحة العود وِ القهوة العربية بِ الزعفران و الهيل الطازج كان من أجمل العطور ، وأكثر من كذا ، كان عطر خاص لِ هذا اليوم المميز

منظر الصاله كان جميل و يثير البهجة في النفوس ..
ولكن ، منظر المتوآجدين في الصالة وهم بِ كامل أناقتهم كان هوّ الإضافة الأجمل و الأروع و المكمّل الأساسي لها ..



ابتسمت لمن شافت ابوها ينزل الجوال من عند أذنه و سألته : ها قريب ولّا لسّى ؟
ابتسم فهد وهوّ شايف حماسها الواضح على تعابير وجهها وقال : يقول عند البيت

اول ما أنهى ابوها كلامه وقفت على طول وقبل لا تقول شيء ، قال ريان بتعجب من وقفتها السريعة
: الله اكبر على اللقافة ، كل هاذي القومه عشان تبغي تشوفي زوجة مشاري ! !

التفتت عليه دانية بغيض وقالت : مو لقافة ، بس طبيييييعي إني ابغى اشوف زوجة اخويا و ولده اللي طلعوا من العدم
قال لها سلطان بضحكة : هههههههههههه عجبتني جملة طلعوا من العدم ، من فيين اخذتيها

قبل لا ترد عليه دانية ، قالت لها غَيد : دنو ، ترى قِد شفتي بتول من قبل ، ناسيه ؟ زواج تميم وعمر كانت موجوده

مطت دانية شفايفها وهيّ تقول : وهوّ وقتها كنت شايفه شي ! يا دوووبك كنت وقتها قادرة أوقف من الثقل والتعب
سألتها رزان بتفكير : كنتي أيامها نهاية الشهر الثامن مو ؟

قالت لها دانية : ايوه ، واتحركت متوجهه لِ مدخل البيت وهيّ تقول : المفروض إنهم يكونوا عند الباب ..

وقفت عند مراية المدخل تعدل شعرها ، وقفت جنبها غَيد وهيّ تقول بِ مزح : تبغي تبيّني يعني إنك البنت الكبيرة
ابتسمت على كلام غَيد وهيّ تعدل فستانها الكحلي المورّد وقالت لها : بطّلـي

وِ التفتت لمن سمعت صوت عكاز جدتهم الـ متعودة تقضي صباح العيد عندهم في البيت
قالت بِ دهشة : جدة اشبك متعّبه نفسك وجايه هنا ؟ ! !

طالعت في رزان اللي كانت واقفة جنب الجدة وقالت : تقول إنها تبغى تستقبلهم بنفسها ..

ابتسمت غَيد بسعادة لِ هاذي اللفتة الطيبة منها وقالت وهيّ تسلّم على راسها
: يا حبيبتي الله يسعدك ويحفظك لنا يا ست الكل ، ميشو حينبسط لمن يشوفك واقفة عند الباب تستقبليه

قالت الجدة مريم بِ هدوء : هذا أقل شيء الواحد يعملو لِ دي البنت المسكينة ..

طالعوا الأخوات في بعض ، واضح إنو جدتهم رغم هدوئها وعدم تدخلها في الموضوع
إلّا إنها مو راضيه عن تصرف مشاري ابداً ..

على دقّـة الباب وصلت سارة وِ وقفت جنب بناتها
غَيد اللي ما كانت منتظرة إلّا دقة الباب هاذي ، على طول فتحت الباب

وابتسمت ابتسامة واااسعة وهيّ تشوف فارس اللي دخل اول واحد وهوّ مشخّص على الآخر بالشماغ والدقلة السوداء
قالت وهيّ متخرفنه على آخر بشكله : يا هلاااا ومررحبا والله بالشيخ فارس

و قبل لا تدنق وتسلم عليه ، قال مشاري اللي دخل : انتبهي تسلمي عليه بالقوة ويتخرب شكله ، حيفتح مناحة
باسته غَيد على خده بهدوء وهيّ تقول : كل سنه وانتا طيييب
قال لها فارس بحماس : وانتتتتي طيبة

اتعدلت غَيد في وقفتها وقالت لِ مشاري : واضح عليه اصلاً انو ما يبغاني اخرب شياكته
ابتسم لها مشاري ، وطالع في دانية اللي اول مره تشوف ولده ، وتسلم عليه بحرااارة

واتوسعت ابتسامته وهوّ يشوف جدته تسلم على ولده وهيّ تقول : امي انتا ، حبيبي الله يحفظك يارب
حاول يحافظ على ابتسامته وهوّ يشوف جدته بعد ما سلمت على ولده رفعت راسها له ، وأعطته نظرة تأنيب قـــويــة

التفت على بتول اللي كشفت بعد ما قالت لها غَيد إنو مافي أحد في وجهها
حسّ بِ نبضات قلبه تتسااارع وهوّ يشوفها تنفض شعرها وتعدله بعد ما فكت الطرحة

وابتسم بـداخله وهوّ يشوف توترها وِ حيائها الوااضح بسبب نظرات امه واخواته وجدته لها
وإن كانو يحاولوا إنهم ما يبيّنوا ..

قالت سارة وهيّ شايفه بتول كيف تحاول بتوتر تسترق النظر للمرايا بدون ما ينتبهوا لها
: ما يحتاج حبيبتي تطالعي في المرايا ، قمر ربي يحفظك ..

بتول اللي خجلها وتوترها كان واصل للألــــــــــف ، استحت زيادة وهيّ تسمع كلام ام مشاري
وقالت لها بِ همس : تسلمي ياخاله
وحاولت تخبي خجلها المفضوح وتجرّأ نفسها شويه

طالعت في المرايا وهيّ تقول بضحكة ناعمة : بس لازم اطمّن

قالت دانية بِ همس لأمها : واللهِ يا امي ولدك طاح ومحد سمّى عليه زي ما يقولوا ، شووووفي كيف شويه وحياكلها بعيونو
بنفس الهمس ردت عليها سارة : ما ينلااام يا عمري عليه ، الله يحميها زي القمر ..

غَيد اللي راحت من أول تودي فارس عند ابوها و اخوانها وتطمن على طاولة الحلويات ايش وضعها مع الأطفال
رجعت وِ قالت لِ مشاري : يلا يا حبيبي اتفضل جوّى
وِ وقفت عند مشاري بالزبط ، وقالت له بهمس : وأعطي صحبتي نفس خلااص

رفع حاجبه الأيمن من كلامها ، وطالع فيها وهوّ يقول بِ عصبية خفيفه بِ ذات الهمس
: وهوّ أنا لحقت أشوفها كويس عشان تقولي أعطيها نفس ..

كتمت غَيد ضحكتها من تعابير وجهه وقالت له : لاحق بعدين تقعد معاها
كان مشاري بيرد عليها ، بس سمع أمه تقول لِ بتول : يلا ندخل المجلس

زفــر بِ إحباط و دخل بِ خطوات بطيئة لِ داخل الصالة
أول ما فضي المدخل إلّا من البنات ، قالت دانية بحماس : ما شاء الله اشكالهم تجنــــــــــــــــــن مع بعض ، ربي يحميهم
قالت لها رزان : ما شاء الله بسرعة اتغيّرت النظرة

عقدت حواجبها دانية بِ استغراب وهيّ تقول بِ تساؤل : أي نظرة ؟ !

ردت عليها غَيد : نسيييتي ، مو فاكرة كلامك لمن سمعتي بِ هرجة مشاري قبل رمضان و إنو هوّا فيه ويخطيه
أكثر وحده بعد تميم كانت معصبة من الهرجة إنتي

قالت لها دانية بِ استنكار : الكلام دا قبل شهر ونص لمن كانت الهرجة طاااازّه
وكانت بتسترسل اكثر في الكلام ، بس بكاء ولدها الصادر من الصالة خلّاها تروح بخطوات سريعة وهيّ تقول : بعديين نتكلم في الموضوع ..



.
.





بعد إنتهاء الحدث الرئيسي لِ هذا اليوم وِ هوّ توزيع العيديات والهدايا ..
وبعد الإفطار ..

كان جالس على وحده من كنبات الصالة ..
قال في داخله : " يا إلهي أرحمني " وهوّ يشوف غَيد و التوأم يرقصوا بِ إستهبال زااايد عن الحد
غير صوت الأغاني العالي اللي يحسّ إنه بيفجر أذنه ..

عقد حواجبه بقوة و فتح فمه بيتكلم معاهم ويهزأهم ، حتى لو إنه صباح العيد ، بس مو شرط يكون بالإزعاج هذا ..

بس ، قبل لا يتكلم ، حسّ بِ أبوه اللي جالس جنبه يمسك ذراعه
التفت على ابوه وطالع فيه بنظرات مُتسائلة ..

قال فهد بهدوء وهوّ شايف الإنزعاج الـ ظاهر على وجه تميم : خليها تطلّع اللي في خاطرها اليوم
كان تميم بيعترض على كلام أبوه ، بس اتفاجئ لمن هــدأ الصوت فجأة

شاف غَيد تجلس على الكنبه بِ تعب وتمسك علبة المناديل اللي على الطاوله بجنبها وتهوّي فيها وجهها
ما قدر يتمالك نفسه لا يبتسم وهوّ يقول : ايييش كلّفك الله ترقصي زي كذا ؟

طالعت فيه وقالت بِ مرح وهيّ تعدل شعرها : كان فيني طاااقة رقص وابغى اطلّعها

قال لها راكان بِ خبث : إلّا قولي إنك مبسوطة عشان ملكتك نهاية الشهر والفرحة مو سايعتك

طـالعت فيه غَيد وهيّ فاتحة عيونها على وسعهااا من كلامه وفي نفس الوقت استحت
احرررجها بالكلام هذا خصوصاً إنه قدام اخوانها الكبار و ابوها

قال ريان بِ خبث مماثل : لا تحرجها يا راكان زي كذا قدامهم ، كفايه نحنا فاهمينها
وضحكوا الإثنين بِ استفزاااز لها ..

حاولت تمسك اعصابها ، اليوم عيد ومالو داعي تكبّر الكلام الأهبل اللي بيقولوه
رفعت حاجبها الأيمن وقالت : إيوه ، يوم ملكتي محأقدر أرقص براحتي ، حأجننكم بالإزعاج والرقص إلين يوم الملكة

ابتسم سلطان بحنان وهوّ يطالع فيها ، وكيف تحاول تخفي حيائها الواااضح من وجهها
ونقل نظره لِ عمر الهادئ بزياااده عن هدوئه المعتاد ، رجّح السبب إنه لسى ما اتجاوز إجهاض زوجته اللي كان قبل يوم ..

قبل لا يسترسل أكثر في أفكاره جات لِ عنده بنته ديما وهيّ مـــادّه البوز
قالت له بِ عصبية وِ غيره : بــــــــابـــــــا شوف فارس يقول إنو عمو راكان حيوديه السوبر ماركت الكبير بعد شويا
ولمن كلمت عمو اروح معاهم قال لأ

اتأفف في داخله من راكان اللي يحب يستفز بنته لأنها تزعل بسررعه
قبل لا يتكلم معاها ، طالع في مشاري اللي قال لها : انا بوديكم السوبر ماركت ، كــــــــــلـــكم
وطالع في الساعه و رجع يطالع في ديما : بس بعد ربع ساعه ، طيب

طالعت فيه ديما بعدم تصديق و قالت له : قول وعد

ابتسم مشاري بتعجب من كلمتها و طالع في سلطان بعد ما جلس جنبه على نفس الكنبه
قال له سلطان يجاوب على استغرابه اللي شافه باين في وجهه : ما تنلام بنتي إنها ما تصدق بادرتك الكريمة هاذي
ما قد اتنازلت طال عمرك و وديت البزوه البقالة أو أي مكان ..

رفع مشاري حاجبه الأيمن وهوّ يقول : لا تبالغ عاد ..

طــــــــالــع سلطان فيه قبل لا يغيّر الموضوع وهوّ يسأله : فين كنت قبل شويه ؟
ما رد عليه مشاري بسرعه كان يفكر يجاوبه بصدق ولا يصرّف سؤاله ..

ما دام سكوته وقت طويل قبل لا يجاوبه بصدق : كنت أطمّن على البتول
حاول سلطان إن ابتسامته ما تطلع وهوّ يسمع مشاري يقول اسم زوجته بكل أريحيه ..

هوّ لمن يتكلم عن أمل عند اخوانه يقول اسمها عادي بحكم إنها بنت خالته واخوانه كلهم يعرفوها قبل لا يغطوا عنها
اما تميم ما قد سمعه يقول اسم زوجته ابـــــداً من وقت ما اتزوج و عمر في النادر جداً لو نطق بِ اسمها

هوّ ما قد ركّز حقيقة في الموضوع البسيط هذا لأنه يشوف كل واحد وحرّ في أمور حياته ..
لكن أريحية مشاري خلته يتفاجئ وفي نفس الوقت يشوف انه بالنظر لِ شخصية مشاري فَ هذا شيء مُتوقع منه ..

قال له : خايف لا أحد يأذيها بكلمة يعني ؟ !
وقبل لا يرد مشاري على سؤاله قال : اطمـــن ، هنا عندنا في البيت محد راح يأذيها سواءً بالتصريح أو التلميح
لكن لو واجهت الناس برى ممكن ، غير كذا إنتا لازم تحط في بالك إنكم بتلاقوا الهمز واللمز من الناس

وِ بمزح قال : اللي يبغى الدح ما يقول أح ..

قال له مشاري بِ غيض : ما قدرت تخلي ختامها مسك !








،






أول يوم العيد ، الساعة 7 مساءً :/





مع طولها اللي ما يتجاوز الـ 146 سم ..
كانت دايماً محط أنظار العائلة لِ قصرها وحجمها الصغير ..

ما تنكر إنها في داخلها ، ولمن كانت أصغر من كذا كانت ناقمة من طولها ..
وتتمنى لو إنها اطول بِ 10 سانتي على الأقل كان حيفرق شوي في شكلها ..

لكن من بعد ما اتزوجت ، اختفى تفكيرها الدائم في طولها ..
هل بسبب إن زوجها أصلاً يعتبر طوله عادي وما يتجاوز الـ 168سم ، صحيح برضو يبقى فيه فااااارق في الطول بينهم بس ما يعتبر فرق شاسع
أو بسبب إن زوجها ما علق على طولها ابداً وحتى أهله ما قد سمعت تعليق او استهزاء منهم
ممكن لأنهم بنات عمها ؟ !

جاها تساؤل حاد في غمرة افكارها ، من وقت خطوبتها وهي ملاحظة عدم تقبل زوجة عمها لها كَ زوجة ولدها
صحيح الوضع اتغيّر شويه بعد زواجها ، بس برضو فيه عدم أريحية في التعامل
هل كان السبب طولها ؟ وإنها تشوفها غير مُناسبة لولدها ؟

خرجت تنهيـــده واضحة منها وهيّ تسمع جوالها يرن بِ نغمات مُتتابعة تنبيه لِ رسائل توصلها على الواتس اب
حاولت تنفض افكارها اللي مالها فايدة وهيّ تاخذ جوالها تشوف مين اللي يراسلها بشكل مزعج شوي

ابتسمت غصب عنها وهيّ تشوف اسم غَيد ظاهر على شاشة الجوال
قرأت الرسائل اللي كانت عبارة عن اوامر صارمة من غَيد انها تجي تعيّد عليهم في بيتهم

حطت الجوال على التسريحة و هيّ تقول بصوت واضح : دي البنت ما ادري متى بتعقل ؟ !

طالعت في انعكاسها على المرايا ..
كان شكلها غريب شوي ، أو بشكل أدق كان غير عن العادة ، والسبب الرئيسي قصّة شعرها اللي غيرت شكلها تماماً ..

حرّكت شعرها اللي زاد حيوية وكثافة بعد ما قصته ، وطالعت بِ تدقيق في مكياجها ..
بعد ما اتأكدت إنو شكلها تمام ، راحت تلبس فستاها ..

و بعد ما أنهت اخر استعدادتها بِ إنها لبست كعبها الأسود العاالي وقفت عند المرايا الطويلة تلقي نظرة نهائية على شكلها ..

كانت لابسة فستان أسود ، موديله مُلفت شويه ..
ولعل طول الفستان مع طول الكعب ، أعطاه طول أرضاها .. ابتسمت ابتسامة واضحة لمن رجعت تفكر في طولها مرة ثانية

: يا جمال الابتسامة و راعيتها ..

اتوسعت ابتسامتها لمن سمعت الكلام والتفتت جهة اليمين ، شافت زوجها يمشي بِ اتجاهها
وعلى وجهه نظرات اعجاب ما كلف نفسه يخفيها ..

نظرات الإعجاب هاذي أرضت غرورها الأنثوي و طالعت في المرايا مرة ثانية بِ ثقة أكبر من قبل ..

لمن وقف سند قبالها ، قال بِ تساؤل حقيقي : في شيّ نفسي أعرفو ، من جد يعني
إنتو البنات ما تطفشوا لمن تطالعوا في نفسكم في المرايا طواال الوقت ؟ !

بِ ردة فعل عفوية ، حركت كتفها الأيمن بِ دلع وهيّ تقول : أبـــــــــــداً

ردة فعلها العفوية البسيطة هاذي ، كان لها وقــــــع عظيـم الأثر في نفسه
ابتسم ابتسامة خفيفة حاول إنه يخفي بيها أحاسيـسه الثاائرة داخله و قال : أنا حألبس شماغي وبستناكي في الصالة

قالت له روان : انا اصلاً خلاص مخلّصة ، حألبس العباية وبحط أغراضي في الشنطة بس ..

لبس الشماغ ، وِ خرج من الشقة بكبرها أو بِ الأحرى هرب ، مُعلل هروبه إنها ما راح تتأخر و الأفضل ينتظرها في السيارة ..
أول ما أعتدل في جلسته في السيارة ، أفكاره لا إرادياً راحت لها ..

اتنهـد بصوت واضح وهوّ يفكر بِ جديه إنو كذبه عليها من البداية كان خطأ !
هوّ لمن شاف إنو الأمور بينهم بدأت تسوء وتاخذ منحنى صعب بدأ يهدد زواجهم
قرر إنه يعترف لها بالحقيقة من غير إقتناع تام منه ..
كان هذا بالنسبة له اخر الحلول اللي كان لازم يسويها عشان روان ترجع معاه بشكل طبيعي ..

لــكـــن ..
من بعد ما رجعوا بيتهم ، وهوّ ملاحظ تغيّرها
صارت مُشرقــه ، ومرحــة ، وتدلع عليه بعفوية زي قبل شوي ..

هوّ صار شاك في السبب ، معقــولة عشانها سمعت جواب الأسئلة اللي كانت تسألها بداية الزواج
وِ الجـواب في النهاية أرضاها نوعاً ما ، ومن بعد ما صارت متأكدة من مشاعره إتجاهها ، اتغيرت هذا التغيّــر في كم يوم ؟ !

المشكله مو هنـا ، المشكلة إنه من بعد تغيّر روان ، ومن بعد إعترافه بِ صدق لها
صار مو قادر يسيطر على عواطفـه ، وِ مو قادر يخبّي مشاعره

جـزء مرتاح إنه خلاص قال لها اخيراً عن مشاعره اتجاهها
وِ جزء خــايف إنها ممكن تغدر فيه ، زي ما أبوه غدر في أمه ..

اتنهـــد مره ثانية وهاذي المره كانت أقوى ..
على دخلـة روان اللي ما كان منتبـه إنها وصلت لِ السيارة لشدة إنشغاله بِ افكاره ..

قالت روان بِ دهشـه قبل لا تجلس : بسم الله ايش فيه ؟ ؟

ابتسم و قال بِ استهبال يبغى يضيّع سؤالها : ايش فيه ؟

عقدت روان حواجبها وهيّا تتعدل وتجلس تمام في مقعدها : اشبك كذا اتنهّـدت بالقوة أول ما دخلت السيارة ؟
حرّك السيارة وهوّ يقول : يتهيأ لك يا ستي ما اتنهّـدت على قولتك ولا شيّ ..

طــــــــــــــــالعــت روان فيه بنظرات عدم تصديق له
فهمها سند لكنه قال بِ مزح : اشبك ، مُعجبـة ؟

استحت روان من كلمته ، وطالعت قدام وقالت متجاهله كلامه : في أحد من أعمامي ولّا عماتي وصل بيت أهلك ولّا لسّى ؟





.

.





عادةً أول أيام عيد الفطر تتجمع العائلة في بيت عمها ابو سند بصفته أكبر أعمامها ..
لكن ، الشيء اللي كان غير العادة إنها متواجدة في البيت بِ أريحية تامّة بصفتها زوجة ولدهم ..

كانت تتنقّل بين المطبخ وبين مجلس الحريم مادة يد العون لِ بنات عمها لبنى و الاء في التقديم والضيافة ..
وحقيقةً ، الموضوع كان مُتعب جداً رغم وجود العاملة تساعدهم ..


بعد ما انتهت وجبة العشاء على خير ما ينبغي ..
وبدأ عدد الزوار يقلّ ..


قامت من على الكنبة بعد ما ارتاحت شويه وِ راحت المطبخ تاخذ جوالها من الشاحن
اتوتّرت زي كل مرة لمن شافت مرة عمها وِ ام زوجها في نفس الوقت جالسة على أحد كراسي طاولة المطبخ و تشرب مويه

فصلت الجوال من الشاحن و هيّ تفكّر إن مرة عمها زي عادتها
قويّة و ذات مظهر مُهيب رغم إنها مو ذات طول فارع أو كبيرة الحجم ..

بس حدّة نظراتها و قوتها ، وثباتها الدائِم و شموخها ، يخلق حولها هيبة شديدة قلّ من يستطيع اختراقها ..


اتــــوترت أكثر لمن سمعت مرة عمها تسألها بصوتها الرخيم ** : سند قال لك يلا ؟ ؟

التفتت عليه مبتسمة ابتسامة احترام وتوتر وهيّ تقول : لأ ، بس جوالي من أول شابكته في الشاحن وجيت اخذه

ولمن شافت إنها ما عقّبت على كلامها ولا قالت شيء ، مشيت خارجة من المطبخ
بس وقّفها صوت مرة عمها لمن قالت لها : باخذ من وقتك شويه ، عادي ؟

التفتت عليها روان مُتسائلة ، واستغربت لمن قالت : تعالي نطلع غرفتي أحسن ..

طلعت روان الدرج خلفها وهيّ حاسّة إنو دقات قلبها فاضحتها من كثر ما تدق
خايفه لا يكون سند قال لِ امه عن مشكلتهم اللي كانت في رمضان و إنها رفضت ترجع البيت قرابة الاسبوعين

حاولت تبعد الافكار والوساوس هاذي من راسها وهيّ تدخل لِ داخل غرفة نوم مرة عمها
واللي بالمناسبة كانت لأول مرة تدخلها ، ما قد اتجرأت و دخلتها من قبل ..


جلست مرة عمها على السرير و أشّرت لها إنها تجلس جنبها ..
جلست روان وهيّ مو قادرة تخفي استغرابها و توترها ، والسؤال الأهم اللي يلمع في راسها " إيـــــــش تبغى ؟ ! "


رفعت راسها بِ دهشـــــــة لمن سمعت مرة عمها تقول : ما صدقت سند لمن قال لي اللي حصل !


الخــوف لِ كم ثانية أعتراها من قمة رأسها لِ أخمص قدميها ..
اييييش قال ؟
ايش هبب وقال لها ؟

بــــــــــس ، ركّزت في الجو العام ، و طالعت في مرة عمها اللي كانت عيونها تحمل نظرة غريبة غير مألوفة ..

هنـا بدأت تهدأ شويه في داخلها ..
لو إن سند قال لِ أمه شيء سيء عنها راح تكون نظراتها غضب و تأنيب لكن نظراتها ما كانت كذا ابداً ..

و الخوف اللي في داخلها راح بالكاااامل وحلّ مكانه دهشـة وتعجب ..
لمن مرة عمها مسكت ايدها وقالت لها : الموضوع اكيييد كان عليكي صعب وثقيل على نفسك ، ليش ما قلتي لي ؟

ولمن انتبهت لِ تعابير الحيرة على وجه روان ، قالت لها : ليش ما اتكلمتي انو سند ما خطبك بطريقة عادية ؟
ليش ما قلتي انو افترى عليكي وخلّى ابوكي يجبرك تتزوجيه ؟

هنا روان فهمـــــــت الموضوع ، بس في نفس الوقت لازالت مستغربة انو سند قال لِ امه الموضوع هذا
تعرف انو من قبل ، ما يحب يجيب طاريه وكان يجاوب على تساؤولاتها بطريقة مُستفزه عشان لا ترجع تسأله مره ثانيه
بس إنو هو بنفسه يقول الموضوع لِ شخص ثاني ، والشخص هذا امه ، شيء غريب وَ مُحيّر !


انتبهت لِ مرة عمها تترك ايدها بهدوء ، وقالت بدون ما تطالع فيها : سند عيوني اللي اشوف بيها الدنيا
صحيح أنا امه ، بس اوقات احس إني بنته من كثر اهتمامو فيني وجمايله عليّا مغرّقتني

وسكتت شويه قبل لا تقول بصوت عمييق ملياان مشاعر : لولا الله ثم سند انا ما ادري ايش كان حيصير ليّا

و التفت على روان وقالت : لو ايش ما بيعمل انا راضية عليه ، بـــــــس لأول مرة في حياتي انصدم منو
سند ولدي العاقل البار ، اللي ما عمره أذى أحد ، يعمل فيكي هاذي العمايل !

و اتعدلت في جلستها قبل لا تقول : قبل اسبوع جا عندي واستأذن مني إنو يقول لك
وسكتت لِ ثواني قبل لا تقول : انو ابوه متزوج ،، وألم قدرت تحس فيه روان كملت : وهاجرني ..

سكــــــــــــــــــــــو ت عمّ الغرفة بعد الكلمة الأخيرة

قطع الصمت مرة عمها لمن اتكلمت بصوت كسير : نسمع دايماً إنو اوقات المشاكل بين الأب والأم تأثّر في الاطفال
بس انا كنت شايفه إنو اولادي الحمدلله ما عندهم التأثّر هذا
لكن لمن سند جا قبل اسبوع واستأذن مني ، سألتوا عن السبب ، وياليتني ما سألته

واتنهّـــــــــــدت بحراارة قبل لا تقول بصوت متحشرج : ما اتوقعت انو مشاكلي مع ابوه حتأثّر فيه بالطريقة هاذي
طول عمره وانا شايفتو انسان هادئ ومسالم والكل يحبه ، لكن ما اتوقعت إنو متعقّد وبيحط العُـقَـد هاذي فيكي
ما خلاكي ترتاحي ولا هوّا كان مرتاح ، الله يهديـه

روان كانت مشاعرها متخلبـــــــطة وهيّ تشوف مرة عمه تمسح بالمنديل دموعها ..

ما كانت عارفة كيف تتصرف ، بس الشيء اللي تبغاه إنها تخليها تهدأ
قالت لها : يا عمة ترى الموضوع خلاص الحمدلله عدّى ، لا تزعّلي نفسك

التفتت عليها وقالت لها بلهفة : اسألك بالله منتي شايلة في خاطرك عليه

اتوترت روان من سؤالها ، لكن جاوبتها بصدق : بصراحة اوقات اقول لو انو من البداية خطبني عادي خطبة تقليدية كان الموضوع حيكون غير
مو لازم من بداية الزواج يكون الحب اذا كان فيه اهتمام و احترام ، لكن ما يكون فيه قهـر وهمّ زي ما سند كان مسوّي فيني

بس في نفس الوقت احاول إنّي اعقّل نفسي واقول كلمة لو تفتح عمل الشيطان
خلاص هيّا صفحة ولازم نطويها، وان شاء الله الايام الجايه تكون افضل ، اهم شيء اننا دحين فاهمين بعض

استحــــــــت روان لمن مرة عمها مسكت ايدها بين ايدينها وقالت لها بِ إمتنان : الله يكملك بعقلك ، ويجزى رويدة كل خير على تربيتها الصالحة

ابتسمت روان ، لكن في داخلها حاسّة في شيء غلط ..
مرة عمها وهيّ ماسكة ايدها وتشكرها بالعمق هذا مو بس شيء مو متعودة عليه ، شيء ما كان يجي في خيالها حتى ..








،








2 شوال /.







إن الشخص يحط نفسه مكان الطرف الثاني ..
قَد يكون سهل على البعض ، لكن هوّ ما يصنف نفسه من ضمنهم ..

طول عمره يصفه الناس بِ إنه إنسان بارد ، وما ينكر الصفة هاذي
وفي نفس الوقت يقدر يصف نفسه إنه مو شخص معدوم المشاعر ، بالعكس يحاول إنه يحس بمشاعر الاشخاص المُقرّبين منه على الأقل ..

لكن الشيء اللي مو قادر يفهمه ، الحالة النفسية السيئـة اللي تمرّ فيها زوجته
الجنين وربي ما قدّر إنه يكمل في بطنها ، خلااص !

هوّ نفسه أول يوم كان حزين فعلاً ويلوم نفسه ..
بس الموضوع صار له قريب الاسبوع ، مو معقولة إنها إلين دحين حزينة و زعلانه عليه ..


اتنهّـد بصوت واضح وهوّ يتذكر كلام اخوه سلطان بِ إن اللي تمر فيه زوجته طبيعي
و أمل لمن حصل لها إجهاض قبل كذا مرّت بنفس المشاعر هاذي ..


بس ممكن لأن الايام هاذي عيد ، وشايف الكل مبسوط و فرحان إلّا هيّا ، الوضع كان غير شويه ..

زعلان عليها ، و في نفس الوقت يشوف انها مكبرة الموضوع
خلاص لازم يرجعوا لِ بيتهم و لِ حياتهم الطبيعية والحياة تمشي ..

بس افكاره هاذي ما يفكر يقولها لها بعد تحذيرات امه واخواته
الين دحين كلام دانية يرنّ في اذنه " لو انك فكرت تقول لها الكلام الفاضي هذا حتحقد عليك
ونحنا الحريم ما ننسى الكلام اللي زي كذا ، حطها في بالك "

كلامها هذا خلّاه يعيد النظر ..
ماله خلق إنهم يرجعوا على بيتهم وبينهم مشاكل ..



فتح جواله ، وفتح الكاميرا الأمامية ، وصار يبتسم ، ويرجّع وجهه لِ تعابيره الباردة ، ويرجع يبتسم وهكذا
يبغى يشوف شكله لمن يبتسم وقت ما يدخل بيت اهلها حيكون واضح انه طفشان ولا لا ..

الى أن انتبه لِ قزاز الشباك يدق ، التفتت وعقّد حواجبه لمن شاف غَيد لابسة العباية ولافّة طرحتها

قبل لا يقول شي ، فتح عيونه على وسعهــــــا لمن شاف غَيد ترفع جوالها و توريه مقطع فيديو صورته دوبها له
قالت له بِ خبث وهيّ تضحك : هههههههههههه باللهِ في اييش كنت تفكر وانتا تبتسم وتكشّر في الكاميرا ، تبغى تشوف ابتسامتك يعني ولا إيه

طــــــــــــالــع فيها قبل لا يقول ببرود : احذفي المقطع

دخلت جوالها في الشنطة وهيّا تقول : نوووو ويي ، على جثتي يا حبيبي ما راح احذفـ ...... يا مااااااامااااا
رفعت عبايتها وهيّا تجري بسرعه لمن شافت عمر يفتح باب السيارة و عيونه مليااانة شر

وقفت عند الباب لمن شافت ابوها خارج ، واتخبت وراه
سألها فهد بِ انزعاج : غَيد اهدأي ، اشبك ؟

قبل لا ترد عليه قال وهوّ معقّد حواجبه لمن شاف عمر جاي : وهوّ انت ما حرّكت ؟

قال عمر والضيق باين عليه : دحين بحرّك
وقال موجّه كلامه لِ غيد : و انتي يا زفت شغلك عندي ، مو رايق لحركاتك الهبله دي

بِ استغراب قال فهد : بسم الله اشبك يا ابني ، صلّي على النبي
والتفتت على غَيد اللي قالت له : كنت امزح معاه بس مدري اشبو

طـالع فيها ابوها بنص عين خلّاها تبتسم و قالت : والله من جد ، كنت ابغى اغيّر مزاجو شويه بس على طول عصب

قال لها فهد متعمّد قدام عمر : الواحد مو دايماً يكون رايق يا غَيد
انتي ممكن نيّتك تمزحي مع اخوكِ بس مو هوّ ما راح يتقبّل مزحك ..

فهم عمر قصد ابوه بس ما عقّب على كلامه ، عوِضاً عن ذلك سأله يتأكد : حتجو تعيّـدوا أول شيء على عم علي
ولمن شاف ابوه يهز راسه بِ إيجاب ، قال وهوّ يمشي : خلاص طيب ، انا راح اسبقكم



أول ما فتح باب السيارة سمع صوت غَيد من خلفه تقول له بأدب : ممكن أروح معاك ؟
بدون ما يلتفت عليها ركب السيارة وهوّ يقول : لأ

مدت غَيد بوزها وهيّا تقول : يالله عـمر لا تكون ثقيل دم كدا ، ترى كنت امزح معاك

ولمن شافته يطالع فيها وهوّ رافع حاجبه الأيمن بدون ما يقول شيء ، قالت : يا اخويا يا حبيبي يا قلبي يا رووووحي
كنت شايفه انك الايام اللي فاتت متضايق ومتكدر حبيت أغير مزاجك شويا والله

وبِ ابتسامة واسعة قالت : ونحنا في عيييد مالو داعي تكشر كدا

اتنهّــد بصوت واضح وهوّ يقول : اركبي

ابتسمت على كلمته ، ودخلت السيارة بِ سعادة واضحة عليها ، بس عقدت حواجبها لمن سمعته يقول : الله يعين زوجك عليكي
نزلت المرايا ، وقالت وهيا تربط نقابها بتركيز : بالعكس المفروض تقول انو حيحمد ربه عليا

أول ما انهت كلامها ، حسّت بِ خبطة قويه على مؤخرة راسها ، التفتت متألّمـــه وهيّ تقول : عمر !
حرّك السيارة وهوّ يقول بعد ما حسّ إنه برّد على خاطره من حركتها السخيفة قبل شوي : اشبك ، ابغى اغيّر مزاجك شويه ..




.
.






ما كانت تصدّق فكرة إن الشكل الخارجي للشخص ، ممكن يغيّر نفسيته وِ اشياء كثير فيه
بس حالياً ، وبعد ما أنهت اخر لمساتها على وجهها ، آمنت بِ المقولة هاذي ..

من وقت ما أجهضت قبل اسبوع تقريباً ، وهيّ نفسيتها في الحضيض
كانت حزينة ، ومتألّمـة لأبعـد حــد ..

سبب حزنها في الأساس يرجع إنها كنت مهووسة بِ الحمل
وسبب هوسها بالحمل ، لأنها يتيمة الاب و الام ، ولا عندها اخوات و واخوان
نشأت واتربّت في بيت عمها اللي كان هوّ بالمقابل عنده بنت وحده كانت نِعم الاخت لها ، ولكن

كانت طوال الوقت تحس إنها متعطشة لِ جو العائلة بِ افراد كُـثر
ومن وقت ما اتزوجت كانت تطمح إنها تعوض النقص وَ تشبع العطش هذا بِ إنها تخلّف أطفال كثير يكبروا ويملوا عليها البيت وِ يأنسوها *

تعتقد إنو هذا هو السبب بِ إنها ما قدرت طوال الايام اللي فاتت إنها تفك زي ما يقولوا
وكان ممكن تستمر الحالة هاذي معاها ، بس كلام بسمـة أمس الليل ، خلّاها توعى شويه وتهدّي نفسها
كلامها وإن كان صريح ، بس كانت بحاجة له ..

واليوم لمن صحيت ، حسّت إنها في حال أفضل ..
ولمن عرفت إن أهل زوجها راح يعيّدوا عليهم اليوم ، أنبسطت ..

ما تنكر إنها فقدتهم في الاسبوع هذا ، بسبب إنها كانت ما تغيب عنهم أكثر من يومين طوال شهر رمضان ..
غير كذا معاملتهم الطيبة لها خلتها تشعر بحنيين لهم هاذي الفترة وكأنهم أهلها مو اهل زوجها ..


أول ما أنهت اخر استعدادتها بِ إنها رشّت من عطرها المفضّل ..
دق الباب قبل لا ينفتح بسرعه ، وتطلّ من خلفه بسمة وهيّ تقول : أهل زوجك لهم خمسة دقايق من وقت ما جوو ، اشبك ما نزلتي ؟ !

عقدت لميس حواجبها وهيّ تحط قارورة العطر على التسريحة وتقول : غريبة ، ما سمعت صوت ..
خلاص انا خلصت اصلاً ، بلبس صندلي و راح أنزل ..




.
.




ابتسمت وهيّ تنزل الدرجات الأخيرة بسبب ترحيب اهل زوجها لها
سلمت عليهم بِ حرارة ، وبِ الأخص غَيد اللي بادرت وحضنتها من قلــب وهيّ تقول : امس كان مكانك خالـــي ، اتمنينا تكوني معانا
ابتسمت وبعدت عنها شويه وهيّ تقول : المرات الجايه ان شاء الله

جلست غَيد وقالت لِ لميس اللي لسى ما جلست : لو تروحي تسلمّي على بابا احسن بعدين تجي وتجلسي براحتك
قالت لميس بِ تعجب : عمو فهد هنا ؟ !

ضحكت رزان بِ تعجب لِ تعجّبها وقالت لها : اشبك مستغربه إنو ابويا هنا ؟

قالت لميس بتوضيح لا يفهموها غلط : لأ مو اني مستغربة ، بس لمن عمر قال لي بيجو اهلي ، مدري اتوقعت انو بس انتو يعني
ما حطيت في بالي انو عمو فهد حيكون موجود كمان

ضحكت غَيد على تبريرها الطويل ، وشاركتها رزان الضحك قبل لا تقول : يا ستّي انا سألتك عاااادي هههههههه اشبك تبرري لي كدا

ابتسمت لميس بِ احراج خفيف ، وقالت تضيّع احراجها : بروح اسلّم على عمو و راجعه ..

و فعلاً ، توجّهت من فورها لِ قسم الرجال . .



التفتت سارة على اماني " ام بسمة " اول ما اتأكدت إن لميس دخلت قسم الرجال
وقالت لها : احس الحمدلله لميس وجهها احسن بكثيـر من لمن شفتها قبل ثلاثة ايام

ابتسمت اماني بِ ارتياح وهيّ تقول : اييوه الحمدلله ، فين كانت وفين صارت ، يبغالها بس كم يوم زيادة وترجع زي الفل ان شاء الله ..







.
.





افكاره قبل نص ساعه اتبدلــــت تماماً وهوّ يشوفها داخله لِ المجلس
انتظرها الين ما سلمت على ابوه وسحبها من إيدها بِ خفه ، متجاهل تماماً نظرات ابوه و عمها المستغربة تصرّفه

لكن هوّ ما همّـه ، ما كان يهمّه إلّا شيء واحد ، ما قدر يتمالك نفسه ما يسويّه ، حالاً



اول ما قفلت باب مجلس الرجال خلفها ، طالعت فيه بِ استنكار وهم واقفين في السيب الصغير
وقبل لا تنطق بحرف ، ضمهـا عمر له بكل قوّتــه ..

ضيقتـه من وضعهم ..
وعدم تحمله لِ حزنها الطويل ..
و اشياء كثييييرة ، اتبخّرت لمن شافها داخله عليهم المجلس ..

ما يدري هل هوّ لبسها اللي كان عبارة عن فستان وردي شيفون و ينساب بنعومة على جسمها ..

او شعرها الطويل اللي على غير عادتها الاسبوع هذا كانت مستشورته وفاتحته
و فيونكة رقيقة كان لامّه بيها جوانب شعرها ، أضافت لمسة رقيقة وجميلة في نفس الوقت على شكلها ..
حتى مكياجها الناعم دقق فيه هاذي المرة ..

كل تفاصيلها ، كانت امور ما كان متوقعها ، والأكثر من هذا
خلته ما يفكر إلّا إنه يبغى يحضنها لِ صدره ، و بــــس ..





،




2 / بعد منتصف الليل ..





رمت نفسها على سريرها وهيّ تقول : اخيييييراً السريـــــــــر
وقلبت على جانبها الأيمن ، وطالعت في اختها المتمددة على كنبة و قالت لها : لا تقولي لي انو بكرة برضو بيكون نفس الشي ؟

بدون ما تلتفت عليها غَيد قالت لها : ايوة طبعاً
قامت رزان بصدمة من سريرها ، وقالت لِ غيد : واليين متى حيكون الوضع كذا

التفتت هاذي المرة غَيد عليها ، وضحكت لمن شافت تعابير وجه رزان وقالت لها : لسّى نحنا ثاني ايام العيد ، اشبك يختي طفشتي ، لسّــــى جايتك الايام الجمييلة هههههه
صدقيني ما راح يخلّص الاسبوع دا إلّا وإنتي حاسّة القهوه بتخرج من خشمك

بِ إحباااط رجعت رزان راسها على المخدة وهيّ تقول : يــــاربي
وسكتت شويه قبل لا تقول : وانتي عادي عندك ، ما تطفشي ؟ !

اتعدلت غَيد في جلستها وقالت : اممممممم ، هوا الموضوع يتعّب شويه ، بس حلو ، نكسر الروتين

بضجر قالت لها رزان : وانتي كل شيّ عندك نكسر الروتين

ضحكت غَيد هاذي المرة بصوت عالي وهيّ تشوف تعابير وجه رزان الدالّـــه بوضوح على المشاعر اللي تمرّ فيها دحين
وقالت لها بجدية وهيّ مبتسمة : ريزو يا اختي يا حبيبتي ، انتي لا تفكري في موضوع اننا نعيّد على اقاربنا ومعارفنا طفش ومش عارف ايش
فكّري فيه اننا نوصل الرحم ، وندخل السرور في قلب مسلم ، اكيد كل اللي بنعيّد عليهم ينبسطوا انه بندخل بيتهم اللي من السنه لِ السنه ندخله
يعني عشان تنبسطي وتاخذي اجر كمان مره وحده


رفعت رزان حاجبها الايمن متعجبه من كلامها وقالت لها : يا سلاام ، ومن متى الحكمة والكلام الجميل هذا عندك

ابتسمت غَيـد ابتسامة واسعة وقالت : الكلام الجميل هذا ، كان ينعاد عليّا كل سنة إلين ما حفظتوا وصرت خلاص متقبّلة موضوع العيد والزيارات
ضحكت رزان على كلامها ، وسألتها : يعني وضعي طبيعي

جاوبتها غَيد : جــــــــداً ، لسّى ليّا سنتين بس صرت متقبّلة الموضوع

التفتت أول ما أنهت كلامها على باب غرفة رزان اللي انفتح
وابتسمت بِ تعجب لمن شافت دانية ، وسألتها بعدم تصديق : ناموا بزورتك ؟ بالسرعة هاذي ما شاء الله ؟


طالعت دانية فيها بِ حدّة وقالت لها : قولي ما شاء الله

عقدت غَيد حواجبها وقالت : قلت ما شاء الله اشبك
ما ردّت عليها دانية ، و جلست على سرير رزان وهيّ تقول : اخيييراً هدووء
ابتسمت رزان بِ شفقة عليها وهيّ تشوفها تتكّي على ظهر السرير وتجلس براحة وقالت لها : أحس اسامة غلّس عليكي اليوم لمن كنا عند خالة سُهير

طالعت فيها دانية وهيّ تقول : مرررا الله يصلحوا وكمان لأنو مسنّن فَ انا حزنانة عليه في نفس الوقت
المهم خلينا نغيّر الموضوع ما ابغى اتكلم في البزورة ولا في مواضيعهم

قالت غَيد اللي جلست على السرير معاهم : يا ساااتر ياربّ ، اشبك

قبل لا ترد عليها دانية ، قالت رزان بِ نبرة صوت جــادّة فجأة : اسمعوا ، ايش رايكم اقول لِ امي انو مُراد خطبني اول ، واحكّيها كل شيء
التفتت عليها غَيد وقالت لها : وليش يعني
ما ردت عليها رزان ، والتفتت على دانية اللي قالت لها : مجنونة انتي ، وربي امي ما راح تنسى الموقف هذا لو إيييه
ممكن حتى تكنسل الزواج

عقدت رزان حواجبها وقالت لها بخوف : وليش يعني ؟

اتعدلت دانية في جلستها وهيّ تقول : ايش رايك يعني ، لمن تسمع انو خطيب بنتها خطبها من قبل وامه سوّت النون وما يعلمون عشان تكنسل الخطوبة
ولا زوّجـته وحدة ثانيه وافلااااام ودراما حصلت إلين ما رجع يخطبك مرة ثانية
تتوقعي امي لمن تسمع الكلام هذا ما راح تسوّي شيء

قالت غَيد : من جد ، لا تغرّك ماما إنها طيبة ممكن تقلب وتصير لبؤة في أي وقت

التفتت عليها دانية وسألتها بِ ابتسامة : ابغى اعرف انتي من فين تجيبي الكلام هذا
ضحكت غَيد قبل لا تقول : أيّ كلام بالزبط ، انا كلامي كثير ما شاء الله

ما قدرت دانية تمسك نفسها لا تضحك هيّ و رزان عليها ..

قالت لهم رزان بعد ما هدأو شويه : انا ما فكرت أكلمها إلّا بعد ما حسيت إنها إلين دحين مو راضيه إني حأتزوج بسرعة
مدري ايش الافكار في راسها ، بس أحس إنو من وقت ما كلمناها وهيّ مو مقتنعة بالموضوع

سكـــوت عم الغرفة لِ نصف دقيقة قبل لا تقطعه دانية
وتقول بِ نبرة هادئة : امي تشوف انو خطوبتك كانت بسرعة و ملكتك بسرعة كمان يعني مافي فترة ما بينهم
والزواج برضو ، فَ عشان كذا مو عاجبها الموضوع ، تقول كأننا ما صدقنا إنك انخطبتي وبنزوّجك على طول

شافت دانية تعابير الاستنكار على وجه رزان وكان واضح إنها بترد على كلامها
بس رفعت إيدها كَ إشارة تهدئة لها و كملت : امي تقول هاذي الأعذار قدامنا ، بس أحس إنها يا عمري عليها لسّى ما شبعت منّك
تحس إنها ما دلعتك ، وما عملت كل اللي تبغى تعمله معاكي ، ممكن تفكر إنها ما أعطتك حقك كاامل
انا أتوقع هاذي الافكار اللي من جد في راسها و مو مخليتها تتقبّل فكرة الزواج السريع شويه عن اللي نحنا متعودين عليه
تعرفي كمان نحنا في العادة ما بين الخطوبه والملكة شهرين او ثلاثة و الزواج ممكن يطول لِ بعد ستة أشهر من الملكة أول اقل بِ شيء بسيط
فَ هاذي الأمور كلها اتجمعت مع بعض ..
بس مو إنها مو راضيه مررا ، لو إنها من جواتها مو مقتنعة بالموضوع كان من البداية قالت لأ ما ينفع


: الله الله على الدُرر والحِكم ما اقدر انـــا

ألتفتوا الثلاثة كلهم مفجوعين على جهة الباب
ابتسم راكان ودخل لِ داخل الغرفة بعد ما كان واقف عند الباب وهوّ يقول : تطالعوا فيني كدا لييه ياخواتشي

ابتسمت دانية وقالت وهيّ تشوفه يجلس على الكنبه : يالله يا راكان والله مرررا من زمان عنّك وعن جلساتك ، احسّك مختفي دي الايام

ارتاح راكان في جلسته وهوّ يقول : لا تحسّي ولا تتحسّسي ههههههههههه انا موجووود إنتي اللي في بيتك ومع بزورتك ولا دارية عن أحد
قالت له دانية بِ عتب خفيف : ولا دارية عن أحد ، الله يسامحك بس ، لمن تكون مسؤول عن ثلاثة اشخاص وبيت كامل تعال وقتها وقول لي مو دارية عن احد

قال لها راكان : يـــــــــــا الله دانيــة لا تكوني مُرهفة الإحساس رجاءً حرصاً على المصلحة العاااااامّة ..







،





3 شوال /.


: انتي تعرفي اني ما احب التجمعات الكبيرة
جاوبت على السؤال بِ كلمة واحدة والتوتر مسيطر على كامل جسمها : إيوه

: وانتي عارفة انو عائلتنا بشكل عام مو كبيرة مره
ردت عليه نفس الرد السابق وهيّ تبغاه يوصل لِ النقطة المهمة : إيوه

طرح عليها سؤال لِ المرة الثالثه متجاهل عيونها اللي واضح انو الف كلمة و كلمة كاتمتها داخلها
: وانتي عارفة اننا ثاني يوم الزواج حنسافر وما راح نرجع إلّا بعد سنتين اقل شيّ

هاذي المرة هزّت راسها بِ نعم بدون ما تنطق بحرف وعقلها يفكر في اسوء الاحتمالات المُمكنة

سنّد بِ ظهره على الكنبه براحه وهوّ يقول : عشان كذا حجزت في فندق ( .... ) القاعة التابعة له مرتبه وحلوة
وعدد الكراسي فيها قليل ، يعني حتكون مناسبة لو 30 حرمة حضرت ، وحتى لو انو اهالينا ما عجبهم انو الزواج صغير عادي
كذا ولا كذا نحنا ما بنقابلهم إلّا بعـــد كم وحيكونوا نسيوا الموضوع ..
إيوه صح ، إنتي عارفة إنو الفندق ضيافتهم من محل ( .... ) و انتي عارفة كيف هوّا ما يحتاج أمدحوا لكي
بس الشيّ اللي ما عجبني إنها ....... إشبك تطالعي فيني كذا ؟

اتوقف عن الكلام وسألها هذا السؤال بعد ما شاف وجهها صار احمـــــــر
اتعدل في جلسته وهوّ يقول : ريّانة فيكي شيّ ؟

سألته تتأكّد وهيّ تحس بِ حرااااارة تخرج من كاامل جسمها : إنتا دحين من جدك تتكلم ولا لا
عقّد حواجبه بِ استغراب وهوّ يقول : ايش قصدك ؟

قالت له : من جد حجزت في الفندق دا ؟

قال لها رعد : إيوه ليـ...............

انقطع باقي كلامه لمن وقفت وقالت بِ عصبية : رعد مو من جدك ، من جد من جد مو من جدك
تبغاني اعزم في زواجي 30 حرمه ؟ ؟ !
30 حرمة هاذولا ميييين بالزبط انا صحباتي اللي ابغى اعزمهم لِ الزواج قريب الـ 40 بنت
30 حرمة فين نحطهم ، وارتجفت شفايفها قبل لا تقول بِ بكيـه : يعني انا ما عملت خطوبة وما عملت حفلة ملكة
مستخسر عليّا إني أعمل زواج كبير ؟ ! ، يعنــــــي .. وسكتت قبل لا تغطي وجهها بِ كفوفها

رعد اللي كان مصدووم من ردّة فعلها ، ما اتوقع إنها حتكون بالقــوة هاذي
قام من مكانه ، وِ وقف جنبها و قال : من جدك إنتي دحين تبكي

بعّدت إيدينها وقالت بِ غضـــــــب : لا قاااعدة أررقص ، شايف الموضوع مررررا عادي إنك حجزت القاعه بدون ما تشاورني
وقالت بِ قلـة حيلة : انا مااا ابغى زي كدا ، ما ابغى يكون زواجي بالطريقة دي

طالعت فيه بقهر لمن قال لها بِ برود : وتبغيه كيف يكون يعني ؟

نزلت عيونها للأرض وهيّ تفكر بطريقة تقدر تلغي بيها عربون الزواج

رفعت عيونها له تبغى تسأله كيف ممكن يلغي العربون ، بس الابتسامة اللي كانت مرسومة على شفايفه
خلّتها تتنـح كم ثانية قبل لا تقول بصوت منخض : تكذب
وبصوت أعلى قالت : تكذب صح ما حجزت في فندق ( .... )

ما قدر رعد يتمالك نفسه وضحك بصوت عالي
حطت ريّانة إيدينها على خصرها ، وطـــــــــالعت فيه بِ عصبية

قال رعد بعد ما قدر يمسك نفسه شويه : والله إنك ملكـة الدراما ، من جدك حتبكي لو حجزت قاعة ما تبغيها
وجلس على الكنبة وهوّ يقول : فاجأتيني بردة فعلك صراحةً يعني

عدلت ريّانة بلوزتها اللحمي واللي لابسة عليها بنطلون اسود أنيق وهيّ تقول بِ غيض :
أهـــــــــــم شيءّ فاجأتك ، يا حبيبي انا حاطه خطط يا كثرها لِ يوم الزواج
واكيــد مـــو من ضمن الخطط إنو زواجنا يكون مختصر أو عدد المعازيم محدود
أبغى أفـــــــــــرح في يوم الزواج وأشوف كل الناس اللي احبهم معايا

وسكتت لمن شافته يعض على شفايفه ، طالعت فيه بِ تساؤل
خلته يقول : بسألك طيب لو إني انسان على قد حالي إيش حتسوي ؟
يعني انتي ما راح تفرحي يوم زواجك إلّا إذا كان الزواج كبير وعدد المعازيم لا محدود ما شاء الله ؟
ما ينفع إنك تفرحي يوم زواجك وتعيشيه إذا كان بسيط وملموم ؟!

ابتسمت ابتسامة واسعــــــة وقالت : واللهِ يا قلبي أنا مو حاطّة في بالي إنو زواجنا يكون كبيــــــــــر ومرتــب
إلّا لأني عارفة إنك انسان مو على قد حالك ..
و رفعت حاجبها الأيمن بِ تحدي ، خلّت رعد يضحك قبل لا يقول : أقنعتينــي والله يا بنت خالد

وأشّـر لها تجي وتجلس جنبه بما إنها ما زالت واقفة
و لمن جلست وِ ارتاحت في جلستها ، مسك إيدها اليمين ، وقال بِ نبرة صوت هادئة :
خليكي متأكّــدة إني بأعمل اللي اقدر عليه عشان تكوني يوم الزواج مبسوطة و مرتاحة
وابتسم قبل لا يكمل : وان شاء الله يوم الزواج يمشي زي ما انتي تبغي ..

انبسطت ريّانة من كلامه اللي طمنها وقالت له برااحة : يا عمرري ، الله يسعدك

و اختفت ابتسامتها و عقدت حواجبها لمن اتذكرت نقطة شاغله تفكيرها
استغرب رعد تحوّل تعابير وجهها ، بس استغرابه ما طوّل ، لمن قالت له ريّانة : رعد والله مررا شايلة هم غَيد

سألها رعد : ليش ؟

طالعت فيه وهيّا تقول : انا إلين دحين ما قلت لها إنو حأتزوج بعد زواج رزان بشهر وما بحضر زواجها
واتنهّــدت بصوت واضح قبل لا تقول : خايفه تزعل

وسكتت شويه قبل لا تقول : أصلاً انا إلين دحين مو مستوعبة إنو حأتزوج دحين في الفترة هاذي
كيف عاد غَيد حتستوعب إني ما بحضر زواجها

شدّ رعد على إيدها اللي بين إيدينه و قال لها :
لا تفكري بالطريقة هاذي ولا تكبّري المواضيع ، إن شاء الله الأمور كلها تمشي بسلاسة وِ يُسر ..






،





4 شوال /.



أي شخص يدخل حياتنا راح يأثّر فيها سواءً تأثير سلبي أو إيجابي ..
لكن هيّ ، تحس إن حياتها اتغيّرت 180 درجة من بعد ما اتزوجت ، مو بس اتغيّرت حياتها حتى أفكارها وقناعاتها ..

الأفكار هاذي جات في بالها لمن قالت لها بنت عمها : بسألك يا سجى سؤال ، و والله مو قصدي شيء بس فضول يعني
إنتي عن قناعة صرتي تلبسي عباية سادة مافيها شيّ ولّا زوجك يجبرك إنك ما تخرجي إلّا كذا ؟

ابتسمت سجى وقالت لها : ليش يعني تسألي ؟

بنت عمها لمن شافت ابتسامتها اطمّنت و قالت : لأنك قبل لا تتزوجي كنتي تتفنـني في العبايات والتطريز وكدا يعني
لكن دحين و أشّرت براسها على العباية اللي لابستها سجى : ملاحظة ما شاء الله عباياتك صارت كلها سادة !

قالت لها سجى و هيّ تلف الطرحة : واللهِ يا حبيبتي هوّا من البداية ما كان راضي إنو ألبس عباية فيها تطريز أو كلفة
وغيّرت عبايتي عشان لا يزعل ، ما كنت حابّة ابدأ حياتي على مشاكل بسبب شيّ تافه يُعتبر
بس بعدين أنا أقتنعت وصرت ألبسها عن قناعة ، والحمدلله ، الله يثبتنا ..

ولمن شافت بنت عمها تطالع فيها بنظرات غريبة ، قالت لها بِ تساؤل : تطالعي فيني كدا ليش ؟

قالت بنت عمها بِ صدق :
واضح ما شاء الله إنو فيه تفاهم وِ إنسجام بينك وبين زوجك ، الله لا يغيّر عليكم إلّا لِ الأحسن

من قلب قالت لها سجى : اميــــــــــــن




خرجت من بيت اهلها بعد ما ودعتهم ، وفي خاطرها كان نفسها تقعد أكثر ..
لها فترة ما تتجمع مع اهل ابوها وتكون الجَمعة حلوة زي كذا ، لكنها لمن طلبت من تميم إنها تنام عند أهلها
رفض بِ ألطف اسلوب قدر يتكلم بيه ..

وهيّ حسّت بِ رفضه القاطع زي العادة إنها تنام عند أهلها فَ ما حبّت إنها تزعّل نفسها و خرجت بطيب خاطر ..




.

.






في السيارة /*

كان الصمـــــــت طاغي على الجو ..

هيّ حاسّة إنو فيه شيء ، من وقت ما دخلت السيارة وحاسّة إنو مزاجه مقلوب ومكتــــــم لأبعد حد
ما حبّت إنها تسأله لأنها تعرف لمن يكون بالمزاج هذا يفضّل إنه ما يتكلم مع أي أحد ، حتى معاها هيّ

رغم إن الفضول يتملّكها ، لأنه لمن كلمها قبل نصف ساعة تقريباً وقال لها تتجهز لأنه قريب من بيت أهلها ، كان صوته طبيعي

" يكون حصلت مشكلة في العمل وطلبوا منه يداوم ضروري بكره ؟ ! "
هذا كان الجواب الوحيد اللي في بالها ..
و ما كانت مركّزة حقيقةً في مزاج تميم المتقلّب لأن الجوال اللي في إيدها كان ماخذ كل تفكيرها
كانت تخطط هيّ واختها روئ لِ خرجة مهمه يبغوا يخرجوها بعد يومين

بس قطع الهدوء المغرّق السيارة ، وخرّجها من تخطيطاتها سؤال تميم بِ نبرة هادئة مُريبة : تعرفي ولد جيرانكم سامي ؟ ؟

سؤال متكوّن من أربعة كلمات ، زلزل كيانها ، وقلبها فوق تحت . .





نهاية الفصل الـ ( 49 )

قراءة مُمتعة ..












.



التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 03-07-22 الساعة 05:00 PM
دانتِلا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-07-22, 04:37 PM   #123

دانتِلا

? العضوٌ??? » 504444
?  التسِجيلٌ » Jun 2022
? مشَارَ?اتْي » 226
?  نُقآطِيْ » دانتِلا is on a distinguished road
افتراضي

.







الفصل الـ (50) .،*






14 شوال /.


أول ما تنتهي أيام العيد ، يرجع الروتين العادي قبل رمضان ..
بس يحصل شيء غريب كل سنه ، شهر شوال دائماً يكون طويل ، وما يرضى يخلّص ..

لكن ، بالنسبة له ، كانت الأيام اللي فاتت مُثيرة جداً لدرجة إنه ما صدق إن شهر شوال أنتصف لمن شاف التقويم اليوم ..


خلونا نرجع بالأحداث لِ قبل شهر تقريباً ..

لمن سمع من غَيد إن ام زوجته موجودة في المدينة ما مرّ عليه الموضوع مرور الكِرام
هوّ اصلاً لمن فكّر بِ هدوء لوحده ، اتذكّر إنها قالت له إن امها موجودة في المدينة في أول لقاء بينهم
بس حقيقةً ، نسي الموضوع تماماً وما اتذكره إلّا لمن غَيد اتكلمت ..

بعدها ما هدأ له بال إلّا لمن قدر في خلال اسبوع يجمع معلومات منها عن اسم امها و اسم زوجها الكامل والحي اللي كانو ساكنين فيه ..
و أصعب شيء ، كان إنه ما يحسّسها بِ شيء وهيّ تتكلم ..
ما يبغاها تتأمّل وهوّ مو واثق 100% بِ إمكانية الوصول لِ أمها ..

كانت الخطوة الثانية إنه يكلم كل اصدقائه اللي يعرفهم في المدينة ..
أعطاهم كل المعلومات اللازمة ، وطلب منهم حتى يسألوا امهاتهم ، ممكن يكون اسم ام زوجته مرّ عليهم من قبل ..
هوّ في وقتها كان يتمنى إنه يطلع بنفسه المدينة ويروح الحي ويسأل عنهم
بس كان صعب جداً خصوصاً إنو دخلت عليهم العشر الاواخر من رمضان ..

ومع خامس أيام العيد جات له البشارة ..
واحد من اصدقائه اتصل عليه وقال له إنو في اجتماعهم الكبير في العيد سأل عماته لو يعرفوا ام زوجته
و اكتشف انو وحده من عماته تعرفها معرفة وثيقة ، والأكثر من هذا إنها جارتها ..

سعادته كانت لا توصف وقتها و ما قدر ينتظر ، في اليوم الثاني كلّم ابوه وامه فقط في الموضوع
وخبّرهم إنه بيروح المدينة فوراً عشان يقابل ام هديل ..
سعادة امه و ابوه كانت مماثلــة و وعدوه إنهم راح يعتنـوا بِ زوجته في غيابه هذا اليوم عنها ..


: رياااان ، رياااااااااااان


الصوت الناعم المدلع لِ أخته المُزعجة خرّجه من عُمق أفكاره
التفت عليها وهوّ متضاايق من مقاطعتها له وقال بِ ضيق ما حاول يخفيه : نــعــم

عقدت حواجبها بِ تعجب من اسلوبه ، وقالت له : اشبك متضايق ، ناديتك بس
و ألتمعت عيونها بِ فضول و سألته : كنت تفكّر في إييش ، وسكتت لِ ثواني قبل لا تقول : في أم هديل صح ؟

وما أعطته فرصه يجاوبه على سؤالها ، أنهمرت عليه بِ وابل من الأسئلة : ليش ما قلت لنا إنك قدرت توصل ل أم هديل ؟
وليش ما قلت لنا إنك طالع المدينة عشان تقابلها ؟
صح ليش ما اخذت هديل معاك ؟ حرااام أكيد إنها مشتاااقه لِ أمها وتتمنى من كل قلبها إنها تشوفها
إيوووووة نسييت ، أهم شيء ابغى اعرفوا ، هديل تشبه امها ؟
ايوه ايوه كمان باللهِ قول لي إيش كان ردة فعل أمها لمن عرفت إنو بنتها اتزوجت و إنتا زوجها ؟

نطقت أخر كلمة و سكتت بعد ما شافت نظرات ريان تتغير
ولمن شاف إنها سكتت اخيــــــراً ، قال لها : ابغى اعرف انتي بالعة راديو ما شاء الله

طالعت فيه بِ ملل وقالت : ايوة بالعة راديو ما تعرف ؟

كتم ريان ضحكته لا تخرج على تعابير وجهها ، واضح إنها كانت تبغى جواب على اسئلتها
قال لها وهوّ يتظاهر إنه بيقوم من الكنبة : انا بقوم ألحق انام ساعة قبل صلاة العصر
إذا قمت من النوم وكنت مروّق بجاوب على اسئلتك ..

طالعت فيه غَيد بِ إحباط ، بس ما دامت نظرتها بعد ما سمعت دانية تقول وهيّ جاية من جهة المطبخ
: تروح تنام فين يا حبيبي ، ما صدقنا نلاقي وقت مناسب عشان نفصفصك

طالع فيها بِ استنكار لِ المصطلح الأخير اللي قالته ..
قال لها وهوّ يردد كلمتها الأخيرة : نفصفصك ، من فين جايبة المصطلح الغريب دا ؟

جلست وهيّا تقول : سيبك من المصطلح اللي انت عرفت معناه و دا أهم شي
رزان دحين جايه ومعاها حلى حتاكل اصابعك وراه ، وأهم شي أهم شي
حتحكّينا كل حاجة حصلت معاك وقت ما رحت عند أم هديل من طقطق ل السلام عليكم

قال لها ريان بخوف حقيقي : طيب ليش التهديد في كلامك ، ما بخبي شي عليكم ، نهايتكم حتعرفوا بالموضوع أصلاً

ابتسمت دانية ابتسامة وااسعة قبل لا تقول : نهايتنا حنعرف الموضوع ايوة ، بس فرق لمن أعرفوا وانا مروقة وجالسة
وانا دحين يا حبيبي ما صدقت ولدي ياخذ غفوته و زوجتك كمان نايمة يعني ما حتسمع الموضوع اللي تبغاه سرّ عليها ما ادري ليش

قال لها ريان : مو إني ابغاه سرّ على هديل ، وألتمعت عيونه بِ حماس وخبث دايماً يشع من عيون التوأم المُتشابهه
وقال : أبغى أعمله مُفاجئة لها ، ابغى اشوف ايش ردة فعلها لمن تشوف امها

قالت رزان اللي كانت جايه ومعاها صحن الحلى : إنتا تبغى تسقّط زوجتك ؟ !
طالع ريان فيها بِ استنكار وهوّ يقول : ليش اخليها تسقّط ، بسم الله عليها

قالت غَيد : اللي اعرفو إنو ممكن الوحده لو انفجعت أو انصدمت صدمة قوية وهيّا حامل ممكن يحصل لها شيّ ، مو ؟
وطالعت في دانية بِ تساؤل ، قالت دانية وهيّ تفتح شعرها الناعم المتوسط الطول و ترتبه بِ اصابعها
: ممكن ما عندي خلفية مزبوطة على الموضوع ..

وجمعت شعرها كله على جنب و طالعت في ريان وقالت له : وبعدين يا ريان بصراحة مررا مالك داعي وانتا تفكر التفكير دا
البنت بتمووت نفسها تشوف امها و انتا تفكر انك تبغاها مُفاجئة عشان تشوف ردة فعلها ، اعقــل !

بعد التهزيئة الصريحة اللي اخذها ريان من دانية ، محّد اتكلم
حاولت رزان تكسر الحدّة الخفيفة اللي طغت على الجو ، وقدمت قطعة حلى لِ ريان اللي اخذها
أول ما اخذ لقمة ، رفع حواجبه بِ اعجاب ، خلّت رزان تبتسم من ردة فعله الأولية على الحلى اللي تجرب تسويه اول مرة

خلّص القطعة على طول وِ مدّ إيده يبغى ياخذ قطعة ثانية وهوّ يقول : فناااااانة ، تسللم يدّك والله
وقبل لا ياكلها ، قال : ما اتوقعت ام هديل ما راح تكون تشبه لها ، مدري ليش كان في بالي إنها راح تكون نسخة عن امها

اخذ لقمة من القطعة ، بس اتوقف لمن شاف ستة أزواج من الأعين تطالع فيه بِ فضول شديييد
ابتسم بِ خوف وهوّ يقول : اشبكم تطالعوا فيني كذا ؟

قالت له دانية : شوف يا ريان ، انا ما أضرب حتى عيالي ما عمري مديت يدي عليهم
و بتهدييد قالت : لكن اذا ما اتكلمت مزبوط وما حكيتنا الهرجة من بدايتها حيكون ليّا تصرف ثاني

حسّ بخوف منها ، حس انها فعلاً اخته الكبيرة اللي ممكن تضربه لو استفزها
بعّد شويه عنهم وهوّ يقول : طيب بقول لكم اشبكم مستعجلين ؟

ولمن شاف دانية تفتح فمها بتتكلم ، قال بسرعة : اول شيء انا كنت اعرف مكان بيتهم ، وعارف وصف زوج امها
اول ما رحت المدينة على طول رحت الحيّ ، ومن حسن حظي إنو كان وقت صلاة العصر
صليت في المسجد وبعد ما خلصت الصلاة دورّت على زوج امها واللي كان الحمدلله في الصف اللي ورايا على طول

عرّفت بنفسي ، والحمدلله ألف مرة إني اخذت معايا كرت العايلة وعقد الزواج عشان ما أخلّي لهم مجال للشك للحظة في كلامي
وبعد تدقيق وتمحيص وتقييم في وجه اخوكم الكريم صدّقني ورحّب فيني
وعزمني معاه على بيتهم ، و بعد ما دخّلني المجلس استأذن مني ، وإنو بيروح يكلم زوجته في الموضوع الحصري هذا
وبعد امممممم ، تقريباً 20 دقيقة كانت طويلة بصراحة , ظهرت العزيزة الموقّرة حماتي ..

ابتسموا البنات على كلامه الأخير ..
التوأم عندهم مقدرة فظيعة في إدخال المرح في كلامهم حتى إذا كان الكلام جاد ..

كمل ريان : لمن دخلت واللهِ قطّعت لي قلبي مسكينة ، كان واضح إنها تبكي
واصلاً جلست على الكنبه وقالت انا مش مصدقة و رجعت تبكي مرة ثانية

قالت غَيد اللي كانت دائماً اسرع اخواتها تأثّر : يالله ، يا عمري عليها ، اكيد ما كانت متوقعة إنو حيجي زوج بنتها يدوّر عليها
طيب بعدين ايش سويت ؟

قال ريان : حاولت قد ما أقدر إني ما اقول لها طريقة زواجي ب هديل ، خفت صراحة إنها تعصب ولا شي
وبس بيّنت لها إني زوج البنت الطيّب اللي ما بيحرمها من بنتها ، يعني اصلاً الجلسة كانت رسمية و أغلبها كانت اسئلة منهم ، يسألوني وانا اجاوب

سألته دانية : ما قلت لها انو هديل حامل ؟
هز ريان راسه بالنفي و قال : لأ ، لمن هديل تقابلها تقول لها

قالت رزان بِ تفكير : بس غريبة إنها 6 سنوات ما فكرت إنها تطلع الشرقيه تشوف بنتها
صححت لها غَيد : 5 سنين ، لها 5 سنين ما تشوفها ، هديل قالت إنو بعد اول سنة لها في الشرقيه ، نزلت المدينة و زارت امها

والتفتت على ريان و قالت : بس هديل تقول إنو لها 3 سنين مقطوعة عن امها مو قادرة توصل لها

سألته : ما قالت لك ايش السبب ؟

طــــــــــالع ريان في وجيه اخواته و قال بصوت يخلو من المرح في صوته : كانت مريضة بسرطان في الدماغ ..

ولمن شاف النظرة تتغير في في وجوه اخواته قال : الموضوع يفجع صح ؟
طووول طريق روحتي للمدينة وأنا أفكّر ايييش السبب اللي ما خلّى أم هديل تسأل عنها ، وكنت حاطط اللوم عليها

بس لمن عرفت إنو كان عندها السرطان ، وِ برحمة من ربي اتشافت منه ، استحيت على دمي على التفكير المُخزي اللي كنت أفكّر فيه ..




،





أسوء شيّ ، لمن تشعر إن بينك وبين شخص مُقرّب منك ، حاجز غير مرئي ..
تحس إن فيه شيء ثقيل بينكم ..
وبالتالي يصير فيه إحساس بِ عدم الأريحية ..

فَ كيف لمن الشعور هذا يكون بينك و بين شريك حياتك ، يا ترى إيش اللي بيصير ؟

بيصير الشعور مُضاعف ، وِ كريـــــــه
و هذا كان إحساسها ، حاسّة إنو وضعها هيّ و زوجها ، ابداً مو طبيعي ..

من قبل عشرة أيام ، و تحديداً لمن سألها عن سامي ولد جيرانهم ..
حسّت وقتها إن الدنيا تدوووور فيها ..
سألته بتوتر حاولت تخفيه عن سبب سؤاله ، و لمن جاوبها بِ إختصار إنه قابله عند باب بيتهم قبل لا تخرج
حسّت إنو الامان و الإستقرار .. الحب والمودة الشديـــدة اللي مااالية حياتها هيّ وتميم
ممكن تتلاشى اذا جاوبته بِ صدق عن سؤاله
قالت له بِ تحفّظ إنه ولد جيرانهم ، وتعرفه بِ الإسم بس ..

بس شيء في داخلها قال لها إنو تميم ما دخلت في راسه إجابتها ابداً
وما تعرف إذا كان هذا الشيء صحيح أو تخمين منها فقط
وللأسف إنها ما تقدر تسأله أي شيء عن الموضوع
ما جاتها الجرأة ولا قدرت تستمد ولو قطرة من الشجاعة وتسأله ايش قالك ، أو حتى تقول له ليش سألتني سؤال غريب كذا ؟ !

والأدهى والأمرّ إنها دحين لمن تجي تتذكّر تصرفاتها ذاك اليوم ، تشوف إنها كانت فعلاً جالبة للشك ..
ما قدرت أبداً إنها تهدّي نفسها أو تخفي توترها شوي ..
كان كــــــــــــل تفكيرها متركّز إنها ممكن تفقد السعادة اللي حصلت عليها بعد زواجها ..

و أول ما وصلت البيت ، دخلت في فراشها على طوول ، معللة ذلك بِ إنها تعبانة وتبغى تنام
و ما قدرت تغمض عينها إلّا بعد ما اتجاوزت الساعه الـ 9 صباحاً ..

الأيام اللي تلت ذاك اليوم المشؤوم ، كانت عادية و روتينية لأبعد حــد ..
هيّ كانت غصب عنها متحفّظة شويه في تعاملها مع تميم ..
وهوّ كان تعامله أكثر من عادي معاها ، ما تدري إذا كان حاسّ فيها ، بس ممكن لأنه بدأ دوامه بعد يومين ، فَ ما كان متفرّغ لها تماماً ..
أو هذا اللي كانت تظنـه !

صحيح إن تميم طبيعته جافّـه شوي وما يعبّر كثير عن مشاعره وِ ما يدقق في مشاعر غيره
بس إنه ذكي جداً ..
وكان حاسّ بِ كل التغيّرات اللي حاصله لها ، وجاهل السبب ، أو بِ الأصح ، ما يبغى يسأل عن السبب ..

لأنه في هذاك اليوم ، نظرات سامي ما عجبته ابــــــــــــــداً
مع إن مدة لقائهم كانت دقايق بسيطة ، إلّا إنه ما ارتاح له ولا لِ نظراته ولا لِ جملته الأخيرة اللي أشعلت نيرااان الغيرة في داخله
قال له سامي قبل لا يدخل بيتهم " سلم لي على سجى "
ما عجبــــــــــــــــــــــ ه ..
ما عجبــه ابــــــــــداً نطقه لِ اسمها بِ أريحية كذا ، و إن كان ولد جيرانهم ، وإن كان يعرفها من زمان
ما يحق لـــه ابداً إنه ينطق اسمها ، ويطلب منه يوصّل سلامه لها وكأنه شيء عادي !

واللي زاد الطين بلّه زي ما يقولوا ، لمن سأل سجى عنه
سؤاله كان عادي وما كان يحمل أي معنى ..

بس إرتباكها و توترها ، وتصرفها الغريب بعد كذا ، يخليه يفكّر تفكير كريـــه
وكل ما يجي في باله الموضوع هذا ، يحاول يشغل نفسه بأي شيء

بس حقيقة ، الموضوع كان صعـــــــب جداً ، و مو قادر يسألها عن ردة فعلها الغريبة هاذي ..
هوّ اللي دايماً كل شيء عنده يمشي بالمسطرة ، وأي شيء ما يفهمه يحاول يلقى جواب
مو قادر يسأل سجى سؤال بسيط زي " اشبك ؟ "


: سجى ايش رايك نروح نجلس في المجلس
ونخلي اخواني يقعدوا هنا في الصالة بدل ما يروحوا مجلس الرجال ؟

رفع راسه بعد ما كان منزله وهوّ غااارق في افكاره ..
وِ طالع في زوجته اللي قامت وهيّ تقول موجّهه كلامها لِ رزان اللي سألتها هذا السؤال : ايوة حبيبتي عادي

التفت على غَيد اللي كانت ساندة مرفقها على ذراع الكنبه
و اتعدلت في جلستها وهيّ تقول بِ حماس : يا عمرري يا سجى كروشتك ما شاء الله كبررت

ابتسمت سجى بِ حيا خصوصاً لمن انتبهت إن أنظار الكل صارت موجّهه لها بما فيهم ابو تميم و امه
وقالت وهيّ تحط إيدها على بطنها و تقول : إيوة أحس إنها في الشهر دا كبرت زيادة

قالت لها سارة : كم باقي لك وتدخلي السابع ؟

جاوبتها سجى : اسبوع تقريباً

سألتها رزان اللي واقفة جنبها : و إلين دحين ما عرفتوا ايش جنس النونو ؟
وِ وجهت نظراتها المُتسائلة لِ تميم ، اللي لا إرادياً طالع في سجى
ولمن لاحظ إنو فعلاً زي ما قالت غَيد كرشتها برزت شويه طالع فيها بِ نظرات حانية وِ رحيمة ، عارف إن كل ما بطنها كبرت كل ما بتحس بِ ثقل أكبر ..

قالت لها سجى بِ ابتسامة : لا لسّى ، ادعي إنو في الموعد الجاي يبان

قالت غَيد وهيّ ملاحظة نظرات تميم لِ سجى : يعني دحين تبغوا تقنعونا إنكم مو عارفين بنت ولا ولد

قالت لها امها بتأنيب : غَــــيـــــد
ضحكت غَيد قبل لا تقول : من جد يا ماما من أوول تميم يطالع فيها وكأنو ما يبغاها تقول ايش في بطنها

اتسااارعت نبضات قلبها لمن سمعت كلام غَيد وِ لا إرادياً ألتفتت على تميم اللي ما بعّد نظراته عنها
على إنها كل يوم تشوفه ، لكن نــــادراً جداً من بعد اخر موقف تتشابك نظراتهم مع بعض
لكن لمن طالعت فيه دحين ، يالله قد ايش حسّت إنها مشتااقة له ، جداً

نظراتهم حقيقةً ما دامت إلّا ثواني وِ أشاحت سجى نظرها عنه بِ خجل لمن ركّزت إنهم في بيت أهله
بعّد تميم عيونه عنها ، و جات عيونه في غَيد اللي جالسة قدامه وعلى وجهها ابتسامة خبيثه اتعمّدت ما تخفيها

طالع فيها بِ حدّه ، خلتها تبتسم ابتساامة وااسعه وهيّ في داخلها تقول " والله يا يا اخوووويا طحت ومحـــــــــــــــد سمّى عليك "

وبعّدت نظراتها عن تميم وِ وقفت و قرّبت من سجى و قالت : سجو ايش رايك نطلع غرفتي بدل المجلس
وأعمل لك جلسة تصوير ما حصلتش

ابتسمت سجى وكأن الفكرة راقت لها ..

رزان اللي راحت تفتح الباب لِ عمر اللي جا بدون زوجته ، رجعت وهيّ تسمع أخر كلام غَيد
قربت منهم وهيّ تقول بِ حمااس : فكرة خطييرة يا غَيد
و طالعت في سجى وقالت : إذا غَيد حتصورك على ضمانتي حتكون الصور رووووعة

انبسطت غَيد بالمدح هذا ، عدلت بلوزتها البيضا وهيّ تقول : احم احم شكرراً
و التفتت على تميم وقالت : ما عندك إعتراض طبعاً

و سكتت لِ ثواني قبل لا تقول : ولّا ايش رايك اعمل لك جلسة تصوير إنتا كمان معاها
ولمن شافت نظرات تميم المستهجنـه تماماً الفكرة قالت : اوكي ، هاذي المرة اكيد عندك إعتراض ..

والتفتت على سجى و هيّ تقول بِ ابتسامة : يلا سجو نطلع

طلعوا على فوق وتلحقهم نظرات تميم إلين ما طلعوا ، ورجع يطالع في عمر اللي داخل لِ الصالة ..
سلم على امه و ابوه ، وجلس على الكنبه وهوّ مرووق على الآخر
بسبب رجعة زوجته لِ البيت اخيراً ، و غير رجعتها لِ البيت رجعت صحتها أفضل بِ شوي من لمن كانت حامل

هذا سبب روقانه ومخلي مزاجه عال العال و ما خلاه يعصب على غير العادة
رغم إن رزان لطعته 10 دقايق عند الباب قبل ما تفتحه ..

طالع في امه بِ ابتسامة مُتسائلة وقال : راكان و ريان على غير العادة سيارتهم مو برى ، فينهم ؟

جاوبته امه وهيّ تمد له فنجان القهوة : راكان يقول انو متواعد مع اصحاب الجامعة عاملين عشا تخرّج ، وريان طالع مع حرمته
ابتسم عمر وحده من ابتساماته النادرة وهو يقول : ايووووه صح راكان اتخرج ، ما فكرتوا انكم تعملوا له حفلة ولّا شي ؟ ؟

ابتسمت امه لِ ابتسامته وقالت : ليش تقولها بالطريقة دي طيب ؟
اتوسعت ابتسامته وقال وهوّ يطالع في تميم : لأننا ناسييين موضوع تخرّجه مرررا

قال تميم وهوّ يتعدل في جلسته : ممكن لأنو ريان لسّى ما اتخرج
و سكت شويه قبل لا يقول : بس تصدقي يا امي لازم نفرّحه بشيّ ، معدله حتى ما شاء الله مرتفع

قالت سارة بصدق : النيّة موجودة ، بس مع مناسبات البنات دحين مافي وقت مررا
إذا إنتو حابين تعملوا له حاجه ما عندي مانع ، بس إني افكر اعمل له شيء مررا محايمديني بالي مشغوول أصلاً
غَيد ملكتها بعد اسبوعين ، وبعدها بِ اسبوع زواج رزان
و زفررت بِ تعب وهيّ تقول : الله يعين بس

قال عمر بِ استغراب حقيقي : طيب يا امي ليش الدحشة دي ، كان خليتي ملكة غَيد بعد زواج رزان بِ شهر حتى ، ايش حيصير يعني
انا إليين دحين مستغرب من زحمة المناسبات دي اللي ورى بعض ، ولااا كمان زياد يقول لي انو زواج ريّانه اتحدد قريب برضو

رفع تميم حواجبه بِ اندهاااش لِ كلام عمر الأخير ، وقال : ريّانة بنت خالة سلوى حتتزوج ؟ !

قالت سارة : ايوة ، قالت لي سلوى قبل كم يوم ، وحرّصت إني ما اجيب الهرجه لِ غَيد إلين ما ريّانة تقول لها بنفسها
قال لها عمر : غريبة يعني ، ليش ؟

قالت له سارة وهيّ تعدل جلابيتها البيج الناعمة اللي لابستها : لأنها حتسافر مع زوجها امريكا فَ محكومين في الوقت
و في نفس الوقت إذا هيّا حتسافر بعد زواجها على طول ما بيمديها طبعاً إنها تحضر زواج غَيد

و رفعت حاجبها وهيّ تطالع في تميم و عمر : عاد تعرفوا اختكم كيف تهتم في المواضيع دي ، اكييد مره بيحزّ في خاطرها انو ريّانة ما بتحضر زواجها

سكتوا تميم و عمر ما ردّوا عليها ، لأنهم عارفين تفكير غَيد وإنها فعلاً ممكن تزعل من الموضوع هذا
قال بعدها عمر : طيب يا امي برضوا ما قلتي لي ، ليش ما خليتي ملكة غَيد بعد زواج رزان بِ شهر ؟

قالت سارة بِ ضيق : اسأل ابوك هوّا اللي حدد الموعد

طالعوا كلهم في فهد اللي كان مندمج إندماج تــــام في جواله ، ولمن لاحظ إن الأصوات اللي حواليه سكتت
رفع عيونه عن جواله وطالع فيهم من فوق نظارة القراءة اللي لابسها ، لاحظ إنو الكل بيطالع فيه
بِ استغراب قال : ايش فيه ؟

ابتسم تميم و قال : والله يا ابويا اليوم مرررا منتى معانا ، ايش اللي شاغلك في جوالك ؟

قال فهد بعد ما قفل جواله وحطه على الطاولة اللي قدامه :
في واحد من العيال اللي كانو معايا في الثنوي سوى قروب وجمّع فيه عيال الدفعه اللي اتخرجوا معايا

قال عمر بِ حماس خفيف : اللـــــــــــــــــــه ، كم لك عنهم يا ابويا ؟

ابتسم فهد و قال : تقريبــــــــــــــاً 38 سنة
قال تميم : عُمُر والله ، وابتسم : يحق لك تنشغل بالجوال عننا

قال فهد بِ إعتراض : ماليّا ساعه مسكت الجوال و شفت القروب
والتفت على زوجته وهوّ يقول : صح ولّا لأ يا سارة ؟

ابتسمت سارة وهيّ تقول : إيوه صح

قال عمر بِ أذيه : وااااااضح التسلييك يا امي
قال تميم بِ حدة خفيفة : عمر روّق ، وقال يبغى يغير الموضوع : ايوه يا ابويا
ما قلت لنا ليش حددت موعد ملكة غَيد نهاية شوال ، مو لو كانت على بعد الحج أحسن ؟ !

قال فهد بِ إستنكار : وليييش تكون بعد الحج ، التحاليل وطلعت سليمة الحمدلله خلاص ، على إيش المُماطلة يعني ؟
قال له تميم : أحس دربكة شويه ، على أمي كمان

قالت سارة بعد ما حسّت زوجها ما عجبه الكلام : الكلام ما ينفع دحين ، أنا مو شايلة أصلاً هم ملكة غَيد
قد ما إنّي شايلة هم زواج رزان

التفت عليها فهد و قال يطمنّها : لا تشيلي هم ولا شي ، استعيني بالله وكل شي بيتسهّل ان شاء الله

قالت له سارة : إيوة يا فهد الواحد يستعين بالله ، بس انا صرت مركّزة غصباً عني على ملكة غَيد لأنهم حيكونوا ضيوفي أنا
وما أحس إني معطية رزان إهتمام كثير
واتنهدت بصوت واضح وقالت : أصلاً البنت هاذي مقطعة لي قلبي ، ما تطلب ولا حاجة
وكل ما أقول لها شيء على طول تقول لي حاضر ، أحس إنها شايفتني مدووشة بملكة غَيد فما تبغاني أشيل همها

وسكتت شويه قبل لا تقول بصوت مخنوق : ما أحس إني أعطيتها حقها ولا حااجه ، وكلها كم اسبوع حتتزوج وتروح عني
و مسحت دموعها اللي نزلت على خدودها

قال فهد وهوّ يحط إيده على كتفها : يا سارة يا حبيبتي إيش قلنا من أول ، خلاص نصيبها
نصيبها جا ، والرجال طيب و كفؤ وان شاء الله بيعيّشها معززه مكرّمه ، لاتطفشي نفسك الله يهديكي بالكلام دا
و مو إنها حتتزوج معناته ما راح نشوفها ، حتجي و تزورنا وحتشبعي منها


طــالع تميم في عمر بِ نظرات حادة وهوّ يقول له بين شفايفه : عاجبك
رفع عمر كتوفه بِ معنى انا ايش دخلني

كان تميم بيتكلم يحاول يقول شي يهدّي امه اللي دموعها مو راضية توقف ، بس سمع باب البيت الداخلي ينفتح ..

ثواني و طل منه مشاري اللي سلّم بصوت عالي ولمن شاف امه و واضح انها تبكي
قال بِ شبه ابتسامة وهوّ في داخله حاسّ فيها وبحزنها اللي صار واضح عليها الأيام هاذي : الموّال بدأ اليوم بدري

طالع تميم فيه بحده ممزوجه بِ استغراب ..

اتجاهل مشاري نظرات تميم ، و طالع في ابوه و قال
: والله يا ابويا يا إني اليوم شفت لك شقـه على كيييف كيفك ، لو عندك قرشين كذا مو عارف فين توديهم أشتريها

التفت على تميم اللي قال له : أشتريها إنتا طيب ، ولّا غالية ؟ !
زفـر بطفش قبل لا يقول : الهرجة مو غاليه ، بصراحة تستاهل سعرها ، واسعة وموقعها ممتاز غير التشطيب اللي يفتح النفس
حتى العماره من برى حلوة ، بس المشكلة في المدام اللي تشوف صعب إنها تسكن فيها وتسيب أمها لوحدها في شقتهم

قالت سارة اللي قدرت تهدّي نفسها شويه و توقف دموعها : تفكيرها صحيح طيّب ، كيف باللهِ تسيب امها تعيش لوحدها وما عندها إلّا هيّا

بِ حدة خفيفة قال مشاري من الموضوع هذا اللي مأزّمه بشــــكل : طيب يا امي انا ايييييش اسوّي باللهِ
سكن عندهم في الشقة لو إيييش محأسكن ، مو بيتي ولا برتاح فيه ، وهيّا في نفس الوقت ما تبغى تخرج وتخلّي امها

دوّرت حتى عندهم في الحي بس كل شويه تطلّع عيب في الشقة ، أو تشوف إنها بعيدة عن شقة امها
غيــــــــــــــر كذا طول ما أنا بدوّر على شقة مناسبة وانا شايل هم كيف حأسكن انا وأمها في نفس المكان
هيّا لها إستقبالها وصحباتها و جمعاتها ، علاقاتها ما شاء الله كثيرة وبيتهم مدخول من حبايبها
وانا برضو عندي اصحابي اللي حيكونوا يدخلوا و يخرجوا من البيت ، شايل هم كيف حتكون المعيشة بالوضع هذا

واتكّى بظهره على الكنبه والضيـــق واضح على ملامح وجهه

طالعوا عمر و تميم فيه بِ إندهـــــــــــــــاش حقيقي ..
و ما راح تكون مبالغة إنهم لأول مره يشوفوا مشاري والضيق واضح عليه بالطريقة هذي ..
واضح إن الموضوع فعلاً استنزف كل أعصابه ..

قال له تميم : طيب ليش ما تاخذ فيلا دوبلكس حيكون سعرها مو مره مرتفع وتسكّن أمها معاك
طالع مشاري فيه وهوّ يقول بزهق : جات الفكرة في بالي بس من فين ليّا بفلوس الفيلا ، ولو أخذت قرض حيكون كبير وبيأثر على صرفيتي
ونحّى هذا الخَيار بِ إشارة من إيده وهوّ يكمل : وما أبغى من بداية حياتي أنضغط في الفلوس عشان بيت ، الشقة نص سعر الفيلا و مقدور عليها

دام الصمــــــت بعد كلامه ، والكل يفكر في حل لِ مشكلته هاذي الواضح إنها مأرّقته

اتكلم ابوه بعد كم دقيقة بِ نبرة جادة : عندك حل من إثنين
شاف مشاري يطالع فيه بِ لهفة ، قال : الحل الأول أساعدك في مبلغ الفيلا ..
ولمن شاف عيون مشاري تتوسّع منذرة بالرفض كمل : أنا أبوك وفلوسي لك إنتا واخوانك ، إيش فايدة الفلوس إذا ما بساعدك في أزمة زي كذا
وإذا إنتا ما بترتاح عادي يا رجُل رجّع المبلغ على مهلك و على دفعات زي ما انتا تبغى وتحب

قال مشاري بدون أي ثانية تفكير : الله لا يحرمنا منك يا ابويا ، خيرك سابق وما عمرك قصّرت على واحد فينا
بس ابغاك تعذرني وتقبل رفضي لِ طلبك ، الموضوع مو مأزّم لدرجة إنك تدفع من فلوسك ليّا ، خليها لِ شي ثاني أهــــم

كان يتكلم بكل جدية و قوة وبدون ما يفكر لمجرّد تفكير إنه يقبل ب اقتراح ابوه
إلييين دحين وهوّ حاس إن ابوه مو راضي عنه تمام الرضى على طريقة زواجه ، يجي يقبل فلوسه !
ما بيرتااااح طول ما هوّ ساكِن في بيته ..

طـــــــالع ابوه فيه قبل لا يقول : الحل الثاني إنك تقترح على أم زوجتك إنكم تتشاركوا في مبلغ الفيلا
ويكون عندها هيّ دور مستقل تماماً عنكم ، اكيد فيه فلل الدور الأول منفصل عن الدور الثاني ، قد شفت بعضها حتى الدور الثاني له مدخل خاص فيه
المهم إنو هيّ تشتري دور وإنتا تشتري دور بكذا إنتا بتكون مرتاح إنك أشتريت بيتك بفلوسك
وهيّ كمان تكون مرتاحه وما تحس إنك اتفضّلت عليها بشيء، وفي نفس الوقت إنتو ما خليتوها لوحدها ..


طالع مشاري في الطاوله اللي قدامه بتفكيــــــــــــــــــــ ـــر عميق
أول مره تجي هاذي الفكرة في باله ..

بعدها طالع في ابوه و امه وهوّ يقول : ما تشوفوها صعبة إني اقول لها نتشارك فلوس البيت مع بعض ؟ !

قبل ما ابوه و امه يجاوبوا على سؤاله ، قال له تميم : ليش صعبة ؟ ترى في النهاية إنتا موظف وعلى قد راتبك ما عندك عمل خاص فيك ولا شيء
بديهياً وإنتا عمرك ما اتجاوز الثلاثين إنك ما بتقدر تشتري فيلا بفلوسك

ابتسم مشاري وقال : ياخي ليش احس إنك تسبني وانتا بتتكلم ، عارف إني ما عندي إلّا راتبي والحمدلله على كل حال
ضحك تميم على كلام مشاري قبل لا يقول : ما أسبك ولا شيء ، بس اتكلم بالمنطق يعني

قالت سارة لِ مشاري بِ دفاع عنه : يا حبيبي إشبك تطالع في نفسك كذا وظيفتك الحمدلله من أرقى الوظايف وراتبك يكفيك وما يخليك تحتاج أحد
وإذا ما بتقدر تشتري فيلا عادي ، لسّاتك في بداية حياتك ، وكل ما كبرت كل ما اترقّيت إن شاء الله و زاد راتبك
المهم إنتا دحين تكلم بتول و تحاول تقنعها بِ إقتراح ابوك
و ابتسمت : صدقني بتوافق لأنو هذا الحل المُرضي لكل الأطراف

اتنهــد مشاري بصوت واضح وهوّ شبه مرتاح على الإقتراح الثاني لأبوه ، حاس إنه ممكن بتول وأمها يرضوا بِ الإقتراح هذا
قال بِ أمـل : الله يسهّـــــــل إن شاء الله

التفت على عمر اللي قال له : ترى معروف إنك سوسة لمن تبغى تقنع أحد يعني ما عندك إشكاليه في إنك تقنع حرمتك بالفكرة هاذي
و غمز له : ولّا جات اللي ما يقدر مشاري يقنعها أخيراً

رفع مشاري حاجبه ، كلام عمر ضرب الوتر الحساس عنده ، بتول مو قادر يقنعها بشيء أبداً، راسها يابس أكثر منه
لكنه قال بِ مكااابرة : لسّى ما ولدته أمه اللي ما أقدر أقنعه

ضحـــــــــــــــك الكل على كلامه خصوصاً لمن عمر رمى عليه المخده وهوّ يقول : يا راااااااجـِل ، اهدىء بسسس



طالعت في أمها اللي قالت وهيّ تمسح دمعة فرّت من عينها من كثر الضحك : الله يقطع شرّك يا عمر
نزلت الدرج بِ خطوات سريعة وهيّ تقول بِ حماس : عُـــــــمـر ينكّـت ، هاذي من عجائب الدنيا اللي ما تتكرر دايماً ، على إيييش ؟
و بصوتها الدلوع قالت بِ حماس أكثر وهيّ تقرب منهم : على إيييييش باللهِ ؟ ؟





،



في مكان آخر . *



خرجت زفرة مكبوتة منها وهيّ تسمع تأففات زوجها للمرة المليووون
قالت بِ بصوت واطي وهيّ متضايقة من جواتها من تأففه وتذمره : خلينا نرجع البيت ، مو لازم نروح البحر اليوم

قال بِ طفش وهوّ يغيّر القير بعد ما شاف الخط واقــف وقوف تــام قدامه : مو هوّا هذا اللي بيصير يا حبيبتي
بس دحين لازم ارجع واخذ يوتيرن وشوفي الخط الزفت كيف واقف ، اففففففف بس السعودية كللللللها جات جدة الإجازة دي

استغفرت من جواتها وهيّ ندمانه ندم عمرها إنها أقترحت عليه إنهم يخرجوا البحر اليوم
على الرغم إن سرعة موافقته لِ إقتراحها فاجأتها ، وِ أسعدتها .. بس ما دامت سعادتها هاذي من الزحمـــة الله كانت مو طبيعية اليوم


قال ريان لمن حسّ إنها متضايقة إن خطتهم راح تتكنسل : بكرة لو الجو حلو في الظهر أعوضك إن شاء الله بخرجة حلوة

قالت هديل وهيّ متعوّدة على سحباته الكثيييرة لها : لا تقول لي إننا بنخرج إلّا في وقتها
طالع فيها ريان بِ دهشة ، خلاها تضغط على نفسها وتقول بتوضيح : لمن أحط في راسي إننا بنخرج وبعدين ما بنخرج بزعل وبتضايق

ابتسم ريان وهوّ مبسسوط في داخله على التحسّن البسيط لِ علاقته هوّ وهديل
وِ إنها صارت شويه توضّح عن افكارها هذا اكثر شيء فارق في علاقتهم

قال وهوّ يمسك يدها : لازم تكون عندك مروووونة ، عادي إننا نحط خطة أو أوعدك شيء ، أو حتى انتي توعديني بشيء
ويطلع ظرف او وضع طارئ وتتغيّر الخطة أو ما اقدر انفّذ اللي وعدتك ياه في نفس الموعد
الموضوع ما يحوج إنك تتضايقي وتزعّلي نفسك

قالت بعد سكوت دام ثواني معدودة : ولمن يتكرر الشيء هذا أكثر من مرة

فلت ريان إيدها وهوّ يضحك قبل لا يقول وهوّ يحرك السيارة بعد ما الطريق مشي شوية
: يالييييييل دحين تبغي تحشّري لي يعني !


ابتسمت هديل من خلف غطاها لِ ضحكته و قالت : اسألك أنا عادي

قال ريان بعد ما وقف مرة ثانية في الزحمة : حاولي تطلّعي ليّا عذر قد ما تقدري يعني أهو اليوم انا كان في بالي من قبل ما تقولي لي
إننا نطلع البحر بس شوفي كيف الزحمة تســـد النفس هذا ونحنا لسّى ما رحنا جهة الكورنيش
فَ زي كذا خلّي عندك مرونة وعادي عندك الموضوع إننا نكنسل الخرجة ونرجع البيت ونحنا مروقين

ولمن شاف إنها ما ردت على كلامه ، واضح إنها مو مقتنعة فيه تماماً ، قال : شوفي ، انا كنت ابغى نروح البحر
عشان أبغى أكلّمك في موضوع مهم ، وكنت حاب نكون في مكان رايق شويه و مو في البيت

بطرف عينه شافها تلتفت بِ كاامل وجهها عليه ..
ابتسم وهوّ يلف وجهه لها وِ اتوسّعت ابتسامته لمن شاف نظرة الفضول ممزوجة بقلق في عيونها

رجع يطالع في الطريق و زفر برااحة لمن شاف الطريق قدامه بدأ يسلك شويه
مشي وهوّ مركز في الطريق ، يبغى أي مخرج يخليه يبعــــد عن طريق الكورنيش ..

أول ما ابتعد عن طريق البحر والزحمة اتنفس براحة وهوّ يقول : أخيييراً ، قرف يقرف الشيطان ، ايش الزحمــــة دي
سمع هديل تسأله بِ نبرة جـــادة تماماً : قول لي الموضوع المهم دحين ، ما بنتظر إلين نرجع البيت


.
.


طالع فيها وهيّ تحاول تمسح دموعها العَصيّة بس محاولاتها تبوء بالفشل
دموعها مو راضيه توقّف ، وصوت شهقاتها يتعالى

راحمهـا و حزنـــان عليها ..
الأم مهما كان غيــر ، غيـــــر تمااماً عن كل أفراد العائلة ..

هوّ لو غاب عن أمه لِ كم يوم اذا سافر يحس إن الدنيا تبدأ تسوّد في وجهه
فَ كيف هيّ اللي افترقت عن امها في عمر حســــاس جداً ، السنة فيها عن ألف سنة ..

حط إيده على كتفها وِ بحناان خالِص قال لها : هديل يا قلبي حاولي تهدّي نفسك ما يصير تعملي في نفسك كذا
و قال بمرح : اتوقعتك تنطنطي وتنبسطي لمن اقول لك الهرجة هذي مو كذا تكون ردة فعلك

واعطاها الموية اللي جنبه وهوّ يقول : اشربي مويه وهدّي نفسك..
لو تبغيني دحين أمسك خط المدينة حأمسكوا عشان خاطر عيونك بس لا تبكي زي كذا ..

شربت شوية من الموية ، والتفتت عليها وهيّ تقول بصوت كسيـــر : من جد عادي تمسك خط المدينة دحين

طـالع فيها وهوّ متـــأثّر لأبعد درجة بنظراتها و بنبرة صوتها
ما كان في باله لمن قال لها هذا الكلام الفِعل ، كان يبغاها تهدئ بس
لكنه ما حب يكسر بخاطرها ، ابتسم وهوّ يقول : عاديين مو عادي واحد كمان ، كم عندي هديل ، وحده بس

أرتمت على صدره بعد كلماته هاذي وهيّ تبكي من جديد ..
اندهـــــش ريان من ردة فعلها ، هاذي المرة الأولى اللي ترمي نفسها في حضنه من وقت ما اتزوجوا
لكنه في نفس الوقت اتوتر ، صحيح إنه موقّف السيارة في مكان منزوي ومظلم شويه لكن ممكن تمر أي سيارة منه

قال وهوّ يحط إيده على راسها : ترى لو جا عسكري دحين بيوقفنا ، شكلنا شُبهه ، وغير كذا
وابتسم وهوّ يكمل كلامه : دحين إنتي من جد ليش تبكي ، قلت لك بطلعك المدينة دحين ما عندي مشكله

هديل كان حاسّة بِ توهااان في مشاعرها ..
متفاجئة و مصدومة من الخبر ، ماكانت متوقعة إنو ريان راح يتصرف من نفسه ويدوّر على امها
ومبسوووطة في نفس الوقت إنها بتشوف امها ، كانت حاسة روحها بتموت من كثر اشتياقها لها
ومبسوطة من ريان و متفاجئة منه في نفس الوقت ..

ممكن لأنها لأول مرة في حياتها تطلب طلب يعتبر نوعاً ما صعب من شخص وينفّذه لها بدون أدنى تردد
هذا اللي خلاها من دون تفكير ترمي نفسها عليها كَ امتناااان و شكر له

لمن سمعت كلامه ، أنتبهت لِ ردة فعلها الغير محسوبة ..
دفنت راسها اكثر في صدره وهيّ تقول بِ حياا وصوت مخنووق : لأني مبسووطة
وشهقت قبل لا تقول بِ بكااا : حاسّة قلبي بيوجعني ... من كثر ما انا فرحااانة

ابتسم ريان ابتسامة واااسعة ، وضمها أكثر وهوّ مطنش المكان والزمان اللي هم فيه : يا جعل ما يفرح غيرك قولي امييين ..







بعَد أربعةَ عشر يوماً بِ التمآم والكمآل *.



29 شوال .*



شعرها الأسود المتوسط الطول ..
وِ وجهها الدائري بِ بشرة بيضاء صاافية كانو معطينها جاااذبية زياادة على ملامحها الجذابة جداً ..

ما كانت ذات جمال أخّاذ لكنها كانت ذات ملامح جذّابة جداً تخلي العين ما تملّ من شوفتها
كلـــــه كوم ، ولمن اتكلمت كوم ثاني

يقسم إنه ما سمع صوت ناعِم مُثير زي صوتها ..

متحمّــس لِ شوفتها جـــــــــــــــــــداً وِ متحمس لِ الكلام معاها
يا ترى كيف بيكون إسمه لمن يسمعه بصوتها ؟

يتوقع إنها ما راح يقدر يستحمـــــل ..


: عمو ، ، عمو .. عمي ميلااااااااااد وين رحت
: الظاهر إن عقله استقر في بيت عم فهد عند الحباااااااايب

: ههههههههههه مو لهاذي الدرجة ، مالنا نص ساعة من وقت ما مشينا من الرياض

زم شفايفه بغيــــــــض من بنات اخوانه اللي خرّجوه من أفكااره بِ كلامهم السخيف
و حاول يحط نفسه إنه مو سامع كلامهم ، بس ما قدر .. خصوصاً لمن سمع وحده فيهم تقول

: نفســـــــــي أشوف غَيد اللي ما خلته ينام اللييييييل أمس من كثر حماسه لِ شوفتها ، تتوقعينها يا شهد حلوة ولا لا

ألتفت بِ حدة عليهم وهوّ يقول : أصصصصصص ، ما تقدرين إنتي وياها تسكتون شوي ، ترى الرحله ما بقي لها إلّا أقل من ساعه

: افاااااا يا عمي افااا ، ما عاد تتقبّل تسمع أصواتنا حتى ، هذا وأنا تاركه أمي مع اخواني الصغار مع إنك تعرف وش كثر هيّ معتمدة عليّ
كلـــــــــه عشان خاطر عيونك و ابي اكون معاك في ملكتك و افرح معك !

اتنهــد بصوت واضح قبل لا يقول : ندى ترى أعصابي مشدودة و متوتر شوي ، ماله داعي تقولين ها الكلام
أدري إنك نازلة جدة عشاني ، وأعتقد إني شكرتك من قبل وقدّرت جيّتك ، بس الحين مو مستحمل أسمع كلام ساامج مثل كلامك إنتي وشهد قبل شوي

ابتسمت ندى ابتسامة واسعة بانت من خلف النقاب قبل لا تقول بِ حنان : وليش متوتر يا قلبي ، ترى هيّ ملكة في النهاية مو زواج
شاف بنت اخوه شهد و اللي جالسة جنب ندى تدنق شويه بظهرها عشان تشوفه و هي تقول

: صح مرره ماله داعي تتوتر وتشييل هم ، الأمور سهالااااااات إن شاء الله

اتنهّد للمرة الثانيه بدون ما يقول شي والتفت براسه على اليمين يطالع في الغيوم اللي تحته ..

على قد قربه من بنات اخوانه ندى و شهد ، ويشعر فعلاً إنهم أخواته وغاليين جداً على قلبه ..
بس يظل إنه مو قادر يشرح أفكاره و مشاعره ..

و على قد ما هوّ متشوّق لِ لقاء خطيبته ..
على قد خوفه من الحياة القادمة و المسؤولية المُلقاة على عاتقه كَ زوج و رب أُسرة ..

ما كان حاس بأي شيء ، إليين أمس ، بدأ يستوعب إنه راح يكون مسؤول عن إنسانة ثانيه
و من هنا بدأ الخوف و التوتر يسيطر عليه ، رغم إنه يحاول ينحّيه عن تفكيره ، ويفكر بجانب إيجابي للموضوع

وإنه راح يلتقي أخييييراً باللي شغلت باله لأكثر من شهرين ..
وِ أخيـــراً راح يستقر في حياته بعد ما فقد مَعنى الإستقرار بعد وفاة أمه في عمر صغير شوي

رغم إن زوجة اخوه مشاري وهيّ أمه من الرضاعة في نفس الوقت ما قصرت ابداً معاه
وكانت تحاول بكل اللي تقدر عليه إنها تسد مكان أمه ..

ما ينكر فضلها ، لكنه بعد ما كبر ، بدأ يشعر بِ عدم الإستقرار ..
و بدأ يحِن إنه يكوّن أسرة خاصّــــه فيه هوّ ، يكون هوّ الرجل المُهم فيها و المسؤول عنها ..

اتنهّد للمرة الثالثه وهوّ يحاول يبعد الخوف والقلق عن تفكيره ، ويفكّر إنه افكاره هاذي طبيعية في وضعه
و بالعكس أخيييراً راح يتحقق الحلم اللي أتمناه من وقت طويـــل ..




،


لمن الشخص يحسّ إن الدنيا بين إيديه ، كيف راح يكون شعوره ؟
هيّ ، ما كانت تحس إن الدنيا بس ، تحس إن الكـــــــــــــون بكل مافيه بين إيديها وهيّ حاطة راسها على فخذ أمها
و ماسكة إيدها بقوة وِ بحــــــــــــــب ..

قبل اسبوعين ، نفّذ زوجها وعده لها ، و وداها عند أمها بدون تأخير
كانت تعِد الدقايق في السيارة عشان توصل لها

أما لمن نزلت من السيارة ، ما قدرت تتمالك نفسها و جريت لِ داخل البيت
ما أهتمت كيف راح يكون شكلها مُضحك و هيّ بعبايتها تجري وتطلع ثلاث درجات عشان توصل لِ أمها اللي ساكنه في الدور الثالث

واللي لِ شدة عجلتها ما انتبهت للمصعد ، كان كل تفكيرها إن امها على بُعد خطوااات منها ..

أول ما احتضنت أمها و شمت ريحتها انهااااااااااارت بالبكاااا ، حسّت أنها اخييييييراً رجعت لِ الحضن اللي كانت فااقدته ..
لمن وصل تفكيرها لِ النقطة هاذي ، دفنت راسها في حضن امها و هيّ تقول : احبببببك ، احبببك ماما ، احببك اكثر من أي شيء في العالم

امها اللي كانت مشاعرها أقــــــــــوى وأعمق منها
بعد ما شافت الموت ، رجعت للحياة مرة ثانيه ..

و رجعت لبنتها اللي كانت تلووم نفسهــــــــا ألف ألف مره في اليوم إنها تركتها تبعد عنها بكل بسااطة
بدون تحاارب الدنيا كلللها عشانها ..

ابتسمت لمن سمعت كلام بنتها دنقت عليها وهيّ تحاول تنفض أفكار الماضي الأليم عنها وتسمتع بِ الحاضِر المُشرق
و قالت بِ خبث أُمومي : أكتر من أي شيء في العالم ، يعني متأكدة إنك تحبيني أكتر من ريان ؟

أكتسحت وجهها حُمرة الخجل وهيّ تقول : إيووة أكييد
و حمــر وجهها أكثر لمن سمعت ضحكة أمها العالية قبل لا تقول لها : يا بنت مو لازم تجامليني هيييك ، على الأقل قولي احبك إنتي و ريان متل بعض

كانت بترد على امها بس رنين جوالها خلّاها تقلع عن الرد عليها و عِوضاً عنه ، ردّت على زوجها بكل هدوء رغم إنها عارفة سبب المُكالمة
ما استمرت مكالمتها لأكثر من 10 ثواني قبل لا تقفل منه
وتلتفت على أمها وهيّ تقول بِ ضيق : وصل المدينة ، ممكن عشرين دقيقة ويكون عند البيت

عقدت امها حواجبها و هيّ تقول بِ حزم : الحمدلله على سلامته ، ليش متضايقه ؟
زفرت لمن سمعت نبرة امها الحازمة و ما ردت عليها

قالت لها امها بذات الحزم : هديل يا حبيبتي ، الرجال ما قصّر وخلّاكي عندي اسبوعين كاملين
إنتي كمان المفروض ما تقصري معاه و توقفي معاه و مع أهله ، كتر خيره أنو ما اخذك من بعد اسبوع من جلستك هنا
و هو قال لك إنو لو مش ملكة أخته بكره كان بيخليكي تضلي عندي اسبوع زيادة
خلاص يا ماما لا تطفّشي جوزك منّك

اتقوست شفايفها قبل لا تحضن امها و هيّ تقول بِ حزن : ما بدي ابعد عنّك ، حاسه حالي لسى ما شبعت منك
شدّت عليها امها وهيّ تقول بِ نبرة حانية : ولا عمرنا يا قلبي راح نشبع من بعض
والأيام الحلوة جاية بإذن الله وراح نشوف بعضنا كتييييير ..

وبّعدتها برفق عنها و هيّ تقول : ما بدي جوزك لمن يجي يشوفك مكشرة لأنك بتروحي معاه
بيّني له إنك مبسوطة بالمعروف اللي عمله لكي ، مو يشوف إنك إنسانة ما يثمر فيها شيء ، طيب حبيبتي



.
.


وقّف سيارته في أحد المواقف ، و بخطوات هادئة مشي لِ داخل العمارة
بدل ما يطلع المصعد ، طلع الدرج وهوّ يمشي بذات الهدوء ..

يبغى يكون هاااادئ تماماً لمن يشوفها ، رغم إنه داخلياً ، الهـدوء أبعد عنه
مشتــــــــاق لها كلمة قليييلة عليه ..

ما اتوقع إنه اتعوّد على وجودها في حياته رغم إنه مالهم إلّا أربعة شهور متزوجين
لمن رجع من المدينة بعد ما وداها عند أمها ، ودخل لِ جناحه عشان ينام

حس إن الجناح فااااارغ وكئيــب لأبعد حد بدون وجودها
و على طول من وقتها خرج من الجناح وطلع لِ غرفته هوّ وراكان سابقاً واللي لحسن حظه كانت زي ماهي مع وجود سريره

و ما حب يبيّن قدام توأمه حتى ، إنه ما قدر يقعد في جناحه و زوجته مو موجوده
على العكس بيّن له إنه مشتااق لِ ايام العزوبيه وهاذي فرصة نزلت له من السماء

يعرف في داخله إن راكان مو مصدقه و عارف إنه كذاب بس شاكر له إنه بادله الحماس و ما علّق بشيء ..

المشكلة مو هنا ..
المشكلة إن هديل نسيـــــــــــــتـــه ، بالمعنى الحقيقي للكلمة ..
ما اتصلت فيه ابــداً ..
و لمن هوّ يتصل ويكون مشتاق لها ويبغى يتكلم معاها ويسمع صوتها تقول له إنها ما بتطوّل جلستها عند أمها ..
وبكل صراحة تقول له إنها ما تبغى تضيّع دقيقة وحده بدون ما تكون معاها ..

زفر بقهـــر ، يحمد الله إنه أنشغل مع امه و اخواته في المشاوير لتجهيز ملكة غَيد و زواج رزان
التجهيز و الفرفرة في الاسواق معاهم ، خلّاه ينشغل عن التفكير بِ هديل وِ استغنائها عنه الاسبوعين هاذي ..

أخذ نفَس عميق و هوّ واقف عند باب الشقة وِ دق الجرس ..
ما انتظر ابداً ، في خلال ثانيتين انفتح الباب و طلّ منه وجه ام زوجته المُريــح جداً

ابتسمت له ابتسامة ترحاب وهيّ تقول له : حياك الله يا ابني ، اتفضل
ابتسم ابتسامة واسعة لها وهوّ يقول بِ لطف " الله يحيكي " قبل لا يسلم على راسها
واللي كانت مغطيته بِ حجاب اوف وايت زاد من وضاءة وجهها ..

جلس في المجلس اللي دخله أول مرة ..
أول ما ارتاح في جلسته على الكنبة ، ألتفت ناحية اليمين ما كان ما ام هديل جالسة وهيّ تقول له : الف مُبارك لِ اختك

ابتسم وهوّ داخله يجهل الرااااحة الشدييدة اللي يشعر فيها تجاه هاذي الإنسانة
ما عمره ارتاح لِ شخص بسرعة زيّها .. قال لها : الله يبارك فيكي يا عمة

وبصدق قال : واللهِ أتمنينا إنك تشاركينا الفرحة ، حتى الوالدة كانت تتمنى شوفتك

قالت له : واللهِ حتى أنا اتمنيت أشوفها من كتر ما هديل بتمدح فيها ، بس الجايات أكتر
في الفرح إن شاء الله نقابلها ونسلم عليها

ابتسم لها ريان وهوّ يردد " إن شاء الله " ، قبل لا يسألها : هديل فينها ؟

ام هديل : بتلبس العباية وتشيّك على أغراضها للمرة الأخيرة
و بِ ابتسامة قالت له : ليش طيب ما بترتاح شوي ، جاي من خط طويل ، وبترجع له مره تانية كمان ..
و مرة وحده تشوف عمك ابو مروان ، المرة اللي فاتت جيت و ما كان موجود برضو

رد ريان الابتسامة لها وهوّ في داخله يقول :" مو لو المدام حضرتها رضيت إنو امس أجيها
كان ريّحت على كيفي مو زي ما دحين متصربع ابغى ارجع جدة وألحق انام مزبوط ، عارف قد ايش بكره حأنكرف على وجهي "

كان يتمنـــــــــــــى يقول هذا الكلام لها وتسمعه هديل كمان عشان تحس على دمها ..

لكنه كتم أمنيته هاذي وهوّ يقول نفس كلمتها من شوي : الجايات أكثر
ولمن شاف طرف العباية السوداء عند الباب ، قام بسرعه ، وسلم على ام هديل وهوّ يقول : نشوفك على خيـــر يا عمة



.
.


وصلوا البيت ، وهوّ يحمد الله إنه قاااادر يمسك نفسه لا يعصب عليها ويقول كلام ما بيعجبها
من وقت ما شافها وهيّ الكَشرة مالية وجهها رغم إنه لاحظ نغزات امها وهمساتها لها

وطوووووال الطريق من المدينة لِ جدة ما نطقت بحرف ..
ولمن سألها كيف حالك أول ما ركبوا السيارة ، جاوبته بِ اختصار بارد بِ الحمدلله

لمن شاف حالها هذا زعــــــــــل وشـــال عليها في خاطره
معقووولة يعني ما تكون ولو شويه فاقدته !

أول ما وقّف السيارة ، أتكرمت عليه اخيراً وقالت له بِ همس
: ريان عادي لو دخلت على غرفتي اول شيء واتحممت بعدين أسلم على خالتي

بِ همس مُشابهه قال لها : براحتك
دخلت لِ داخل الجناح من النافذة العريضة الطويلة واللي أقرب لأنها تكون باب قزاز وعلى جانب الحوش

أشبه بِ باب خاص بيهم لو بيخرجوا من دون ما يمرّوا بِ الصالة ..

دخل ريان بعدها بِ شوي ومعاه اغراضها وهوّ شبه داايخ
صلّى الفجر ومسك خط المدينة
و رجع مسك خط جدة بدون ما يرتاح عشان يوصل جدة قبل العصر

و اهو فعلاً وصل قبل اذان العصر بِ نصف ساعه لكنه مهلوووك ، و ما يشوف إلّا السرير دحين

حط اغراضها على الكرسي الوحيد في الغرفة
واتمدد على السرير بتعب بدون ما يفسخ جزمته حتى . . .



هديل اللي كانت محتاجه انها تتروش وتنتعش شويه بعد الشمس اللي دوّختها طواال الطريق
خرجت من الحمام وهيّ لابسة روب حمامها الوردي ..

استغربت لمن شافت ريان منسدح على السرير بجزمته ، ما قِد سواها
ما دققت ، و جلست على كرسي التسريحة ، وفتحت الدرج تاخذ فرشاة شعرها
وعيونها تطوف في غرفتهم بِ حنيين ..

لمن كانت عند امها ، ما كانت مفكرة في شيء غير وجودها معاها ..
لكنها أول ما دخلت الحمام ، واللي مرتصّة فيه بترتيب أغرضها الشخصية حسّت إنها رجعت لِ بيتها و مكانها الخاصّ فيها ..
كانت تمشط شعرها المبلول وهيّ تفكر في امها اللي تحس انها بدأت تشتاق لها
و بين شعورها بالحنيين لكل شيء هنا ..

قامت بعد ما انتهت من تمشيط شعرها ولبست أول فستان خفيف شافته في الدولاب
بعَد ما رتبت شكلها ولبست صندل خفيف ..
طالعت في زوجها اللي على نفس وضعه من وقت ما خرجت من الحمام و ما اتحرك ابداً ..

جلست على طرف السرير ..
وِ بهدوء حطت إيدها على ذراع ريان اللي مغطي بيها عينه وهيّ تنادي بِ همس اسمه ..

عقدت حواجبها بِ استغراب لمن ما شافت منه رد ، مو معقولة يكون نايم !
سألته : ريان ، نمت ؟ !

عقّدت حواجبها لمن قال بدون ما يبعد إيده عن وجهه : لأ
بِ استغراب أكثر وِ إهتمام سألته : إش فيك طيّب ؟ تعبان من الطريق ؟
بِ ضيق حقيقي وِ بعتب خَفي قال ريان : يعني عاملة نفسك مهتمة

وبعّد ذراعه عن عيونه وهوّ ناوي يطلّع الكلام اللي حابسه في صدره طواال الايام اللي فاتت
بس أول ما شاف شكلها سكت ، سكوت انبهااار ..

ما يدري هل هو من كثر إفتقاده لها شايف شكلها غييير دحين قدامه
ولا هيّ فعلاً الآن ، شكلها يبهر العين وِ يلفتها ..

كانت لابسة فستان أبيض بِ موديل ناعِم جداً ..
و شعرها البلاتيني الطويييل تاركته مفرود على ظهرها ..

طالع في عيونها الرمادية اللي كانت تلمع بشكل مُلفت ، تلمع بِ سعادة و راحة داخلية أثّرت عليها ..
وِ نزّل عيونه لِ خدودهاا واللي كانت من أثر استحمامها في هذا الجو الحار محمرّة بشكل طبيعي ..
وصلت عيونه في النهاية لِ شفايفها الكرزية واللي اكتفت بِ انها ترطبها بِ مرطبها المُفضل بِ الفراولة ..

اتنهّــد تنهيدة طويلــــــــة بصوت واضح قبل لا يقفل عيونه وهوّ يقول بِ همس وبنبرة احبااااط : انتي ليه حلوة زي كذا
اتجمعت مية علامة استفهام فوق راس هديل واللي كانت مستغربة من نظرته الطويــلة لها وِ نهايةً بالكلام الأغرب اللي قاله
لأن من نبرة صوته ما كان الكلام مدح ابداً !

قالت له بِ تعجب : ريان !

لف ريان بكامل جسمه على جهة اليمين واعطاها ظهره وهوّ يقول : تراني معصصصب منك ، لا تكلميني
قالت له بِ استغراب و تعجّب أشدّ : لييش ؟ ! ! شو عملت عشان تعصب مني !

قال لها : اسألي نفسك
هديل بِ ضيق قالت له : ريان طيب ممكن تطالعني ، معطيني ظهرك ليه

ريان اللي اعطاها ظهره لأنه حسّ إنه بيضعف وبيحضنــــــها من قلب لو طالع فيها ..
بس لأ ، لازم يوضح لها الغلط اللي عملته ..

مو معقولة إنها كل ما بتطلع المدينة عند أمها راح تتجاهله زي ما سوت طوال الاسبوعين اللي فاتو

بدون ما يلتفت عليها قال متجاهل كلامها : دحين من وقت ما وصّلتك المدينة و رجعت جدة قبل اسبوعين
قِد في مرة حضرتك اتنازلتي و اتصلتي عليا تسألي عن حالي و عن أموري ؟ !
اوكي طيب انا للأسف ما اجي في بالك
لمن اتصل عليكي تصرّفيني
مو عيب عليكي !
يعني كأنك تقولي خلاص يا ريان انا مو في حاجتك دحين ولا ابغى اسمع صوتك حتـــى
ولا لا يكون جا في بالك لا سمح الله إنك خلاص ما تبغي ترجعي جدة ولا ترجعي لي
مدام إنك قدرتي توصلي لأمك

هديل كانت فعلاً مصدومة من تصرّفه و من الكلام اللي قاله
إلين ما وصل على اخر كلامه نطت مفجوووعة وهيّ تقول : رياااان حرااام عليك أنا ما كان قصدي كذا ولا جا في بالي التفكييير هذا حتى

التفت عليها ريان واتعدل جالس و هوّ يقول بِ زعل حقيقي : اجل ايش كان قصدك ، وضحي لي
قالت له بسرعة : انا لأني كنت حاطة في بالي إني بأنزل على وقت ملكة غَيد وراح ننشغل بعدها بِ فرح رزان
وما بيكون في وقت اني اجلس مع ماما ابداً أو حتى اكلمها
عشان كذا كنت حابه اني اشبع بالجلسة معاها مو لأني ما ابغاك
ولمن شافته يطالع فيها بِ حــدة و كأنه مو مصدق كلامها قالت له : والله كان هذا تفكيري
مستحيييل اني افكر التفكير اللي قلته قبل شوي

ريان كان يجااااااااهد نفسه انه يكمل التمثلية اللي يسويها و ما يخربها ويقوم يحضنها ويطبطب عليها
خصوصاً إن شكلها وهيّ متوتره و مفجوعة يكسر الخاطر ..

لكنه مسك نفسه ، خاف فعلاً إنها تكرر التصرف هذا في كل مرة تطلع المدينة وقتها ما بيعرف كيف يتصرف
لازم لها قرصة أذن عشان تتوب عن الحركة هاذي !

قال بِ حدة خفيفة مُصطنعة : اوكي ، المرة هاذي حمشيها
المرة الجاية لو عدتي الحركات هاذي مرة ثانية حيكون ليّا تصرّف ثاني ..

ولمن شاف إنها على نفس وقفتها و التوتر و الخوف ما زال مرسوم على ملامحها

قال لها : تعالي
و بِ لطف قال لمن شافها ما اتحركت : تعالي ما راح أعضك

هديل كانت من جد خايفة منه ، هاذي من المرات الناااااادرة جداً اللي تشوف فيها ريان معصب
هيّ انفعالاتها كثيييرة وتعصب و تزعل بسرعة ..

لكنه يقابل انفعالاتها هاذي بِ برود وتطنيش أو اذا مرررره ممكن يحتد في الكلام ، فقط
بس المرة هاذي كانت ردة فعله غير المتوقع ..


ما تنكر إنها في داخلها كانت مُطمئة لِ تجاهله في الاسبوعين هاذي لأنها تعرف إنه ما يعصب
غير انها كانت مفكره انه راح يرتاح منها في الاسبوعين هاذي بعد ما كانت مقابلته طوال الاربعة الأشهر اللي فاتت ..
فَ إنفعاله و زعلـه منها بالطريقة هاذي شيء ما اتوقعته ابــــــــــــــــــــداً

قربت منه وهيّ لا زالت خايفة
و هوّ أول ما شافها قربت منه ، شدّها من إيدها وِ ضمّهـــا بقوة له ..

هديل أول ما استكانت في حضنه حسّت بِ شيء غريب ..
لِ أول مرة تحس إنها فاقدته !

فاقدة ريان !

شدّت عليه اكثر وهيّ تقول بِ نبرة غريبة عنها حتى : اشتــــــــقت لك ، اشتقـــت لك ريان ..


نهاية الفصل الـ (50) ..
قراءة مُمتعة ..










.

لامارا and sira sira like this.


التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 03-07-22 الساعة 05:00 PM
دانتِلا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-07-22, 04:38 PM   #124

دانتِلا

? العضوٌ??? » 504444
?  التسِجيلٌ » Jun 2022
? مشَارَ?اتْي » 226
?  نُقآطِيْ » دانتِلا is on a distinguished road
افتراضي

.

الفصل الـ (51 )









30 شوال ،*



" الله يستر "

شافها عضت على شفايفها تحاول تكتم ضحكة كانت بتفلت منها قبل لا تطالع فيه بشقاوة وتسأله : اشبك خاايف ترى ما اتهورت مررا
قرّب منها أكثر بعد ما خلع جزمته وحطها في الدولاب عند المدخل وهوّ يقول : وفيها ما تهورت مررا ! والله كلامك مررا ما يطمن
وأشّر بإيده : فسخي فسخي الطرحة خليني أشوف إش هببتي هاذي المرة

شدّت على طرحتها وهيّ تقول بذات الابتسامة الشقيّة : مو انا استأذنت منك عشان اروح الصالون ، اشبك دحين تقول دا الكلام !

قال لها بِ تحسّـــر : من بعد ما افتريتي في شعرك وانا مو ضامن روحاتك لِ الصالون
قالت له بِ دلع وهيّ تقرب منه : طيب ليش وافقت اني اروح الصالون اذا على قولتك مو ضامن ايش ممكن اعمل

قال لها بِ ضحكة وهوّ يتذكر رجاءتها امس انه يوافق يوديها الصالون وِ يوافق على أي شيء ممكن تسويه في شعرها
: مو شغلك ليش وافقت ، يلا وريني

بعّدت عن روان وهيّ تقول : أستنى ثواني أروح أعدل شكلي كويس في الغرفة و أجي

جلس على وحدة من كنبات الصالة وهوّ يقول : يلا طيب بسرعة

مسك الريموت يبغى يفتح التلفزيون وهوّ يفكر ايش ممكن تكون سوت في شعرها
المشكلة إنه صار ما يقدر يرفض لها أي طلب ، قلبه ما يقوى ، رغم إنه يحاول ما يبيّن موافقته السريعة على طلباتها

ولمن أمس قالت له انها تبغى تروح الصالون
ما قدر يستحمل انه بعد رجاءها ودلعها عليه عشان يوافق ، يرفض طلبها ..



مرّت أكثر من خمسة دقايق وهيّ ما رجعت
قام من الكنبة وهوّ ناوي يروح لها ، لكنه ما مشي خطوتين ، إلّا سمع صوت خطواتها جايه له

أول ما شافها وهيّ داخله الصالة ، فتح عيونه على وسعها وهوّ يطاالع فيها بِ إنبهـــــــــــار

روان طالعت فيها وهوّ كيف مبحلق فيها بدون ما يقول شيء
ابتسمت وهيّ تقول بِ تردد : مو عاجبك ؟
ابتسم على ترددها رغم إنها قبل ثانيتين كانت جايه له وهيّ مبسوطة بالتغيير اللي عملته
قال لها : وهوّ فيه شيء تسويه و ما يكون حلو !


اتوسّعت ابتسامتها وِ راحت لِ مراية المدخل وهيّ تطالع في شعرها مرة ثانية وتقول
: مررا مرررا عجبني ، ما اتوقعت بيطلع اللون عليّا حلو زي كذا


اكتفى سند بالكلام اللي قاله لها قبل شوي وما عقّب على كلامها الأخير
إلى الآن وهوّ يحس بخوف وتردد لمن يمدحها أو يعبر عن مشاعره تجاهها ، ويفكر ألف مرة قبل لا يقول شيء

رغم إنه لمن يشوف ردة فعلها على كلامه وعلى تصرفاته ينبسط في داخله ، ويشوف إن تصرفه كان صحيح لمن وضح لها كل شيء ..

خرّجه من أفكاره هاذي صوت اذان المغرب
طالع في ساعته يتأكد من الوقت قبل لا يقول : روان الساعة 7 ، متى حيمديكي تكملي تجهيزك وتروحي ملكة صحبتك

روان اللي كانت ناسية نفسها وهيّ تطالع بتركييز في شعرها
انفجعت لمن سمعت الوقت اللي قاله ، طالعت في ساعتها تتأكد قبل لا تقول بِ عجله
: يـــــــــــــــــــالله ، وربي مررا الوقت صار ضيّــق وانا لسى ما اتمكيجت

لمن شافها سند تمشي بخطوات سريعة لِ داخل الغرفة قال لها بصوت عالي : على مهلك ، حتى لو خلصتي بعد ساعتين ما يُعتبر إنك اتأخرتي

خرجت و وقفت عند باب الغرفة وهيّ تقول : لااااا ، ابغى اروح بعد صلاة العشا بالكثيير
ابغى اكون مع غَيد لمن توقع العقد ..



،




قبلها ب 8 ساعات ./


ما تصنف نفسها من أصحاب المزاج المتقلّب ..
لكن أوقات تجيها لحظات روقان مُفاجئ تخليها تنشغل بنفسها وتنسى الدنيا واللي فيها

وَ اليوم و في الوقت هذا جاتها هاذي اللحظات ..

أول ما صحيت من النوم ، جهزت قناع ترطيب لِ وجهها و جسمها بالكامل
وبعد ما خلّصت من الإستحمام اللي استمر لِ أكثر من ساعة و نصف ..
دهنت جسمها بِ لوشن رائحته محببه و رايييقة بالنسبة لها ..

وِ أنهت اخر روقانها بِ إنها بخّرت شعرها و جسمها بِ عودة فخمة خلتها مزاجها رايييق لأبعد درجة ..

: الله على الروقااااان و الأجواء الحلوة هاذي ، طاب طيبك غِيغو
التفتت بِ مزاج راييق وقالت : وعاش حبييييبك يا ام اسامة ، لأني راايقة محأعلق على دلع غيغو دا اللي ما أحبو

حطت دانية ولدها النايم على سرير غَيد ، والتفتت عليها وعلى وجهها مرتسمة ابتسامة سعاادة حقيقية
مشيت خطوات بسيطة إلين ما وصلت عندها و حضنتها بقوة و هيّ تقول : الف الف مبروووووووووك يا غَيد

ابتسمت غَيد وهيّ تبادلها الإحتضان وقالت : الله يباارك فيكي
وبعّدت عنها : مع إنو لسّى بدري شوية على المباركة

عقدت دانية حواجبها وهيّ لا زالت مُبتسمة وقالت لها : لييش بدري ! إن شاء الله ربي يتمم أمورك على خير
بِ همس قالت لها غَيد : ان شاء الله يااارب
ابتسمت دانية بِ حنان لِ اختها بعد ما سمعت صوتها الهامس عكس صوتها العاااالي دايماً
حسّت إنها متوترة بسبب وضعها الـ غير عااادي اليوم ..
مسّدت على كتفها وهيّ تقول : صلي الظهر وتعالي ابغى أدردش شويا معاكي قبل لا نطلع برى لِ أمي

تمتمت غَيد بِ الموافقة على كلامها ولبست شرشف الصلاة وفرشت سجادتها وِ بكل هدوء كبّرت تصلي صلاة الظهر



::




: فضلّتـي إنو الملكة تكون في البيت مو برى عشان رزان و زواجها اللي بعد اسبوع ، صح ؟ !

شافتها تطالع فيها بعد ما كانت عينها على جوالها و ابتسمت قبل لا تقول : من ضمن الأسباب كان هذا السبب
قفلت الجوال و حطته جنبها قبل لا تكمل كلامها : يعني تخيلي بس انو ستو تقول إنها اساساً مو لازم تحضر الملكة عشان الفرح بعد اسبوع
وطالعت في دانية بعدم تصديق : إنتي مستووووعبة التفكير الغريب حق جدة
يعني إييش اللي بيحصل لو الناس شافوها قبل الزواج بِ إسبوع ؟ ؟ راح ينقص منها إذا شافوها يد ولا رجل !

ابتسمت دانية على تفكير اختها وقالت لها : لا يكووون بس قلتي ل جدة دا الكلام
هزت راسها غَيد بنفي : لا طبعاً بس من جواتي كنت مررره مستنكرة الموضوع ، وعاد خلاص ما حبيت الهرجه تكبر قلت تكون في البيت أحسن و أروق
غير إنو أصلاً مو أول ملكة ليا عشان افرح و أهيّص

طالعت فيها دانية بِ استياااااااء قبل لا تقول : غَيييييييييييد إييش قلنا ، خلااص اللي فات ماااااات
إنتي مُقبلة على حياة جديدة تمـــــــــــاماً ، لا تقعدي تفكري إنو مو أول ملكة والكلام دا ، أفرحي وهيصي و أرقصي ولا تخلي شيء في خاطرك

أطلقـــت غَيد ضحكة عااالية قبل لا تقول : دنوووو يا قلبي اشبك اتحمستي ، انا عارفة الكلام دا كلوو و مقتنعة فيه الحمدلله
قالت لها دانية : اجل إيش لزمة كلامك اللي قلتيه دحين !!

قالت لها غَيد والإبتسامة مرسومة على شفايفها : يا دانية يا اختي يا حبيبتي مو قصدي إني ما ابغى افرح و أهيص إني حاسة الفرحة بتكون ناقصة ولا شيء
ومدت لسانها بشقااوة قبل لا تقول : خانني التعبير بس ، ولا انا قصدي إنو أول سويت ملكة ما صارت زيّها وسبحان الله ربي أراد إنو الموضوع ما يتمّ
فَ ما كان عندي رغبة دحين إنو اعمل ملكة كبيرة ، غير إني شفت كيف ملكة رزان كانت ملمومة ورايقة وحبيت تكون ملكتي زيها

ورفعت كتوفها وهيّ تقول : وبس يختي

ابتسمت دانية بِ حنااان لها و قالت : إن شاء الله تكون الليلة أجــمل مما تتوقعي
بادلتها غَيد الإبتسامة وهيّ تقول : يااارب ، اللهم اميين ، بس تصدقي
وعضت على طرف شفاتها السفلية : الأيام اللي فاتت كنت شاااغلة نفسي بالتجهييز عشان ما أبغى اتوترر و أقلـق ، بس دحيين
عارفة لمن تحسي بطنك تألمك و رجولك باااااردة ، زي كذا حاسّة ، كل شويه تجيني رعشة لمن أفكر إنو اليوم الملكة خلاااااص

مسكت دانية إيد غَيد وهيّ تقول لها : طبييعي يا قلبي إنك بتتوتري شويه عااادي
هزت غَيد راسها وهيّ تقول : لاااااا مو عاادي ، كل شويه أحس زي القشعرييرة تجيني وفجأة كذا أحس زي الغثياان
وغمضت عيونها بالقوة قبل لا تفتحها و تقول لها الأفكار اللي لها كم يوم مؤرّقتها : انا مو عارفة الرجال دا كيييف
ترى فعلياً أنا ما اعرف شيء غير اسمو ، حتى اهلو ما قد جلست معاهم جلسة عادية
واتنهّـــــــدت بصوت واضح قبل لا تقول لِ دانية اللي كانت تسمعها بدون ما تقاطعها : متأكدة إنو وضعي عادي ؟!

قالت لها دانية بِ بصوت هااادي تبغى تطمنّها : إييوة حبيبتي مررا عادي ، شي طبيعي بتجيكي هواجس و افكار و تتوتري
انا كنت زيّك نفس الشيء ما اعرف محمد ابداً ولا أهله ، لكن شوفي دحين الحمدلله مبسوطة معاه و أهله أهلي الثانيين
وابتسمت لها وهيّ تشدّ على إيدها : صدقيني لمن تقابليه الهواجيس هاذي كلها حترووح إن شاء الله

اتنهّـــدت غَيد مرة ثانية بدون ما ترد عليها

سألتها دانية بِ غرض إنها تشغِل تفكيرها : قابلتي هديل أمس ؟
جاوبتها غَيد بِ شرود : إيوه
دانية : وكيف تحسّيها بعد ما قابلت امها ؟ مبسوطة ؟

ابتسمت غَيد لمن اتذكّرت مرة اخوها وقالت بِ حماس خفيف : إيوة يا عمري عليها ، باين إنها حتطيير من كثر ما هيّ مبسووطة
ابتسمت دانية معاها و هيّ تقول : يا قلــــبي ، الله يجعلها داييماً مبسوطة ، دي البنت تستااهل كل خيير

اتعدلت غَيد في جلستها و هيّ تقول : أصلاً من جد ، من جد واضح عليها إنها اللي كانت مضيّعة امها و حصّلتها
لمن شفت كيف إنو في خلال اسبوعين اتغيّرت اشياء كثيييير فيها عشانها قابلت امها ، قلت سبحاان الله كيف الأم وجودها ما يتبدّل بأحد ابداً
و عبست قبل لا تقول : بس تخيلي

عقّدت دانية جواجبها بِ استغراب لِ تبدل تعابير وجهها : إيش ؟ !
رفعت حاجبها الأيمن قبل لا تقول : الأخ ريان ما خلاها تجلس معانا ، تخيـــلي بس إنها اتغدت معانا ودخلت جناحها ولا عاااد شفناها
و بِ نرفزة قالت : شفت ريان لمن رجع من صلاة الفجر وسألتو عنها ، لأنو مو من عوايدها اساساً إنها تقعد في جناحها طوااااال اليوم
عاد كيف وهيا لها اسبوعين مو في البيت ، قام قال الأخ بكل بروووووووود انا قلت لها ما تخرج برى الجناح

و بقهر قالت و هيّ تطالع في دانية : انا ليا كم عنها و كنت متحمسة إنها تحكّيني كيف لمن قابلت امها
و ريان ما خلاها تجلس معانا !!! عبيييييط الآدمي داااا
كتمت دانية ضحكتها لا تخرج وقالت بِ حيادية : طيب يختي كم له عنها ، يبغى يجلس معاها لوحده برواقة
وِ بمزح قالت لها : عاد لا تكوني يا غَيد غِلسة

رفعت غَيد حواجبها بِ استنكااااااار : اناااااااا غِلســـة !! الله يسامحك بس
واتنهّدت قبل لا تقول : باللهِ قفّلي الموضوع دا ، ترى مرررا منرفزني

ابتسمت دانية ، و قالت لها : طيـ ........... ما كلمت باقي كلمتها بسبب إتصال رزان على جوالها اللي خلّاها تعقد حواجبها بِ استغراب
و في نفس الوقت دوبها تتذّكر إن رزان عندها موعد في الصالون وِ إلى الآن ما رجعت البيت
ردّت عليها بسرعة وقالت بدون ما تسلّم : رزان ما خلصتي إلين دحين ؟!

بصوت واطي جاوبتها رزان : إلّا وكم لياااااا أتصل على راكان و مارد عليّا
بِ قلق قالت لها دانية : انا جيت قبل شوية و راكان مو موجود في البيت ، لا يكون إلين دحين مافي احد بيجيبك

وصلت لها زفرة رزان الواضحة قبل لا تقول : إلّا اتصل عليا مشاري قبل شويه وقال إنو بيجيني ، انا دقيت افكّر امي جنبك اتصل على جوالها ما ترد
و بصوت واطي أكثر قالت : دحين مين كلّم مشاري إنو يجيني ؟

دانية اللي كانت مستغربة سؤالها تماااماً قالت لها : مدري ، يمكن امي ليش تسألي ؟ !
بِ عصبية مكبوته ممزوجة بِ خجل قالت لها رزان : قال لي إنو بيجيني و معاه زوجته في السيارة ، وانا ما ابغى اركب معاهم

غَيد اللي كلام دانية و تعابير وجهها خلّى الفضول يتملّكها و فتحت مكبر الصوت على جملة رزان الأخيرة
ضحكت بصوت عاااااااااالي على كلامها و على خجلها اللي مو راضي يفك عنها
ضحك غيد خلّى رزان تعصّب أكثر و تقول : اضحكي اضحكي ، الله يجعلك في موقف أخصص من موقفي

قالت غَيد بسررعة : لااااا رزاان بلا هبببل دعوتك مُستجابة ما شاء الله ، وبعدين يا فالحة انتي راكبه مع اخوكي مستحية منو ليش
قالت رزان بنفاااذ صبر : انا الغلطانة اللي دقيت عليكم اصلاً
وِ قفلت السماعة ..

قالت دانية لِ غيد بتأنيب وهيّ ترجع تتصل على رزان مرة ثانية : لازم يعني تخليها تعصّب ، عارفة قد إييش هيّا خجولة وتستحي مررره



::


: خلاص اوكي دنو ، لا واللهِ مو معصّبة ...
وبعّدت الجوال عن أذنها لمن سمعت اتصال ثاني جاها ، ولمن شافت اسم مشاري ظاهر على الشاشة
رجّعت الجوال لِ اذنها وهيّ تقول بِ عجلة : دانية مشاري بيتصل عليّا مع السلامة

قفلت من دانية وِ ردّت بسرعة على مشاري اللي كان بيقول لها إنه واقف برى الصالون ..
أول ما أنهت الإتصال ، حطت الجوال في شنطتها الكُحلية الصغيرة ..
لفّت الطرحة اللي كانت لابستها مرة ثانية وهيّ تحاول تهـــــــــدّي نفسها
ما زالت فكرة إنها تركب لوحدها مع واحد من اخوانها المتزوجين بِ رفقة زوجاتهم تحرجهـــــــــــا جداً..
بِ استثناء ريان اللي تعاملها معاه هوّ و راكان غييييير ، تشعــر فعلاً بِ أريحيّـة تــامّة معاهم ..

طالعت في المرايا الطويلة اللي عند مدخل الصالون تتأكد من شكل نقابها قبل لا تفتح الباب
أول ما لفحها الهواء الحار بصوت واضح قالت : يالطيييف ألطف

شافت سيارة مشاري الرياضيّة اللي مستحييل تغلط فيها بسبب لونها الأزرق اللّامع
و قرّبت منها بِ خطوات سريعة ..






بعد ما ارتاحت في جلستها على كرسي السيارة ..
طالعت في المرايا تشوف إنعكاس مشاري اللي قال لها بِ ترحاب : حيّ الله العروووسة
ابتسمت له من خلف النقاب و هيّ تقول له : الله يحييك و يبقييك
وِ اتوسّعت ابتسامتها أكثر لمن قال مشاري : دحين إنتي لمن تعملي تنظيفات و ماسكات وبعدين تخرجي في الشمس هاذي و لاااااا كأنك سويتي شيء !!
ليش ما تخلّي جلساتك في الليل ولا ما تقدري ؟ !

بعد ما اتعرّفت على تفكير اخوها مشاري عن قُرب ، ما صارت تستغرب من تفكيره الدقيق هذا ..
لو أحد ثاني من اخوانها وسمع إنو عندها جلسات في الصالون الوقت هذا ما بيفكر مجرّد تفكير إن الوقت هذا مو مناسب
لكـــــــن ، هنا نتكلم نحنا عن مشاري ..

جاوبته : إلّا أقـدر بس أنا طلبت إنو الجلسة تكون الوقت هذا عشان ملكة غَيد ما ينفع طبعاً تكون في الليل ، وبكره برضو حسّيت مو مناسب
وسكتت شويه قبل لا تقول : ما يمديني أأجّل الجلسة أكثر لأنو أصلاً مافي وقت بعد كذا لازم أخلّص برنامج الجلسات قبل الزواج ..

بعد ما نطقت اخر كلمة ، رجّعت راسها على ورى و هيّ تسترخي أكثر على الكرسي
وتمتمت بِ " امين " لمن سمعت مشاري يقول لها : الله ييسر لك امرك

غمضت عيونها و عقلها غصب عنها يفكر بشكل محموم بِ الأغراض اللي ممكن تكون ناقصة من تجهيزات الزواج ..

و ما كان عندها أي مجال لِ التفكير في الراكِبه الجالسة في المقعد الأمامي بجوار السائق
واللي ما زادت ان سألت عن حالها أول ما ركبت وِ بعدها ألتزمت الصمت ..



::


ابتسم في داخله لمن شافها تبغى تفتح الباب وتخرج من السيارة بعد ما خرجت رزان بسرعه
و اللي كان واضح إنها تشعر بِ عدم إرتياح معاه ..

في داخله هوّ متفهّم خجل اخته الواضح ، لكـــن ، ، مو قادر يتفهّم زوجته وِ كون إنها محافظة على مسافة فاصِلة بينهم !
مبسوووط جداً إنها معاه و جنبه ، وفي نفس الوقت يتمنى لو الحدود اللي بينهم تنهـَـد بسرعة و فـوراً ..

وَ الأفكار هاذي اللي يحسّ فيها ما حب إنها تظل حبيسـة نفسه ..
فَ لمن شاف إنها تبغى تخرج من السيارة ، أمّــن الباب من عنده وهوّ يقول : على إيش العجلة ؟ !

ألتفتت عليه بِ نظرات متسائِلة وهيّ تقول : بأنزل عند غَيد ! !
قال لها : امي عندها و دانية ودحين رزان كمان ، مهي لوحدها ، خليكي معايا شويه هنا

لمن ما ردّت عليه ، سحب نقابها بِ حركة سريعة ، وناعمة في نفس الوقت
خلّاها تلتفت عليه بِ استنكاار وهيّ تقول : مشااااري !!

ما رد عليها مشاري ، كان ولا زال يحس بِ شعور غرييييييب ، عمييييق لمن يشوفها ..
ما يدري هل لأنها ذات حظ وفييير من الجمال
أو لأنها تمتلك مساحة واسعه لا يُستهان بها في قلبه

حاول يتمالك نفسه وهوّ يتأمّل قسمات وجهها الفاتن و قال بِ هدوء : تصدقي إني ما كنت متوقع إنك راح تغطّي وتتنقبّي
عقدت بتول حواجبها بِ خفّة من كلامه الغير متوقع وقالت : قصدك إنك كنت متوقع أظل أكشف وجهي ما أغطّي ؟

هز مشاري راسه وهوّ يقول : إيوه
ابتسمت ابتسامة مايلة وهيّ تسأله : إيش حتكون ردة فعلك لو إني لسّى أكشف ؟ عادي عندك ؟ ؟

ابتسم مشاري لِ ابتسامتها الشقيه و مسك إيدها اللي كانت في حضنها
مسح عليها بِ إبهامه وهوّ يقول : إيش مغزى السؤال هذا ؟
و ما انتظر إجابتها ، قال : أنا إنسان ديموقراطي و أؤمن إن كل إنسان من حقه يقرر حياته و الأشياء اللي تخصّه ، لكـــــــن
وابتسم وهوّ يلتفت عليها بِ كامل جسمه ، ومسح على خدها بِ نعومة وهوّ يقول : ما أتحمل أحد يشوفك غيري ، ابويا ويدووووبك أحد غيرو لأ

اتفاجئ في داخله لمن شاف ابتسامه بسيييييطة ما تبان ، ظهرت على شفايفها ، وكأن جوابه أرضاها ..
اتوسعت ابتسامته قبل لا يبوس جبينها وقال وهوّ على نفس وضعه قريب منها : مفتقــد حوارات حلوة و هادئة زي كذا يا البتول
وبعّد عنها شويه قبل لا يقول : مو كفاية بُعـد ؟ خلاص متى حتليّني راسك و ............

وسكت ما كمّل كلامه لمن شافها تأشّر بِ إيدها بِ معنى انتظر
وقالت : ممكن اتكلم شويه قبل لا تكمّل كلامك

شافته يرجع يتعدل في الكرسي وعيونه لسى تطالع فيها
زفرت بهدوء وهيّ تحاول ترتب الكلام اللي تبغى تقوله وِ تخليه يتقبّله و الأهـــــــــــم يفهمه

هيّ مو غبيه عارفة إنه يبغـــــــــى و يتمنى إنه يعيش معاهم بشكل طبيعي ، رغم إن الوضع بينهم مو طبيعي 100% ..

هي وإن كانت تحاول تنسى اللي حصل
وتتنـــاسى إهماله السابق واللي هوّ سبب وضعهم الحالي
لا زالت في كثير أمور يبغالهم حل وِ يبغالها وقت و هوّ مستعجــل ويبغى الأمور تنحل في أسرع وقت ..

قالت بعد ما حسّت إنها قادرة ترتب أفكارها : عارفة إنك تبغانا نعيش كَ أسرة مع بعض و مو عاجبك إنو إنتا عايش في مكان
وانا و فارس عايشين في مكان ثاني ، حتـى انا مو مرتاحة لِ الوضع هذا
بس ممكن تعطيني وقت بدون ما تضغط عليّا فيه ، يعني أصلاً الفترة الي فاتت كانت فترة ضغط بما فيه الكفاية
رمضان و عيد وبعد كذا إنتا مشغول بِ مناسبات اخواتك وانا حتى مشغولة مع غَيد
وفي نفس الوقت تبغانا ننتهـي من موضوع البيت ، كيــــــــــــــف ؟ !
البيت حنسكن فيه فترة طويلة ، الله أعلم مكن نسكن فيه طول عمرنا لازم نختاره بِ عناية ، وإنتا تبغى بسرعه بسرعة ننتهي من الموضوع
ولاااااا و كمان تشوف إنو انا مو مهتمه للموضوع أساساً ، وبتضغط عليا بسببه !

قال لها مشاري بسرعة : إنتي بتحسسيني إنو الموضوع ولا هااامك أصلاً

طــــــــــالعـــت فيه بتول قبل لا تبتسم ابتسامتها المايلة الشقية وهيّ تقول
: إش فيها لو حسستك شويا إني مو مهتمة ، مو قليييلة فيك ..

طـالع مشاري فيها بِ إندهاااش يحاول يستوعب هي ايش تقول قبل لا يعض على شفايفه السفلية يحاول يكبت ابتسامة أبت إلّا إنها تخرج
وهوّ يقول : ايــا الخبيييييثة ، تلعبي فيني زي كذا

رمت بتول الطرحة على وجهها وقالت قبل لا تفتح الباب : جزااك يا حبيبي و أقـــــــــل من جزاك

تنـــح مشاري لمن سمع كلمة ( حبيبي ) تصدر منها
جلس دقيقة تقريباً يحــــــــــــــــــاول يستوعب هي إييش قصدها من الكلام والتلميحات اللي قالتها
خرج بعد كذا من سيارته بعد ما حس إنو - تــــــــــــايـه -

دخل لِ داخل البيت من الباب الخلفي وشافها واقفة تنتظره و أول ما قرب منها بيسألها إيش قصدها بالظبط من الكلام اللي قالته
طلعت الدرج بسرعة وهيّ تقول : خلينا نطلع بسرعة اتــأخرت على غَيد ..





::




ابتسمت بِ هدوء وهيّ تطالع في انعكاس زوجة اخوها في المرايا
كانت جالسة على سرير غَيد وشايله ولدها أسامة في حضنها و رافضة عرض رزان إنها تشيله عنها ..

ميّلت راسها على جنب بعد ما طلبت منها الكوفيرة ، وهيّ في داخلها تحس بِ شعور المــودة يزيد عندها تجاه مرة اخوها
واللي على الرغم من طريقة زواجهم ما كانت مقبولة عندها ابــداً في البداية
و اكثر شيّ كان مزعّلها من الموضوع ، ابوها و أمها اللي راح يتضرروا و يطالهم الكلام اللي ماااااااله داعي من الناس اللي حواليهم ..

بس ، بتول بِ شخصيتها الواثقة و المدموجة بِ ذوق فريــــد في كل جوانبها خلّتهم يتقبّلوها بكل سهولة
غير إنها دخلت بيتهم وهيّ خجلانة و تتمنى ما تضرّهم بِ توابع إعلان زواجها ، وممكن هذا كان أكبر سبب لِ تقبّلهـم التـام لها ..


ابتسمت وهيّ تشوف غَيد تحضنها للمرة الثالثة اليوم وهيّ تقول لها : لو تدري قد اييييش انا مبسوطة إنك موجودة معايا دحيين
قالت لها رزان بمزح : مين لقى احبابه نسي اصحابه سحبتـــــي على ريّانة و روان ولا خلاص صارو كِخّـه

كشّرت غَيد و قالت : واللهِ أنا اللي صرت كِخّه عندهم ، وحده تقول لي صعبة زوجي بعد الدوام على طول اخليه يجيبني عندك
والثانيه تقول لي عندها مشوار مهم لازم تعملو ومش عارفه ايييه ، هما اللي سحبو عليا يا ست رزان مو أنا

قالت لها رزان بِ أذيه : ترى حتى بتول لو إنها مو زوجة مشاري كان سحبت عليكي

ابتسمت بتول على كلام رزان وفي نفس الوقت مرتاحه لتعاملها بِ أريحية كذا معاها
في السيارة غصباً عنها خجل رزان أنتقل لها وما قدرت ابــــداً تتكلم معاها بشكل عادي
قالت لها وهيّ تهز راسها بِ رفض لكلامها : حراااام عليكي لا تظلميني ،، وضحكت قبل لا تقول : وبطّــلي بلاش فتنة

ضحكت رزان ضحكة شريرة وهيّ تقول : أحس عندي طاااااااقة شرّ مو عارفة فين أودّيها
قالت لها غَيد : اكييد امس جلستي مع توأمك كثيير ، لو سمحتي بعّدي عني لأني مو ناقصة أي عباطة دحين

ابتسمت رزان و قالت وهيّ حاسه نفسها مرتاحة لأبعــــــــــــد درجة بعد ما اتأكدت إنو أغراضها
اللي راح توديها أمها بعد بكرة لِ المدينة أخيراً صارت كاملة و جاهزه : أصلاً بخرج دحين ، بشوف امي ايش تعمل

قالت دانية واللي كانت الكوفيرة تنتهي من شعرها : إيوه والله لسّى بقول لك روحي شوفي امي ايش تسوّي ، اكيييييد طلّعت لها شغلة من تحت الأرض
ابتسمت رزان بِ إعجاب لمن طالعت في دانية و قالت لها : وااااو ما شاء الله دنو شكلك يجنــــــــــن

والتفتت على غَيد وقالت : اتحمست اشوف كيف شكلك حيطلع
ابتسمت غَيد ابتسامة توتر و ما ردت عليها
التفتت بتول عليها و قالت لها : اشبك ، اتوتــرتي ؟ !

بذات الإبتسامة قالت لها غَيد : شوية ، واتنهـــدت بصوت واضح قبل لا تقول : الله ييسـّــر ..





.

.





بعَد صلاة المغرب */



كانت تطالع في انعكاسها على المرايا وهيّ تلبس الحلق الفضي الطويل المناسب لِ فستانها الكُحلي الفخم ..
بعد ما انتهت من لبس الحلق ، بعد عن المرايا شويه عشان تشوف شكلها الكامل ..

فستان كحلي ماسك على الجسم بِ موديل السمكة ، ملائِم لقوامها الرشيق الطويل
شعرها الطويـــل كانت عاملته تسريحة ذيل الحصان بس نازله و مموّجه شوي
و مكياج ناعِـم أكمل طلتها الأنيقـة بكل امتياز ..

: ما شاء الله عيني عليكي باااااردة ريّانة ، بس ما كأنك كشختي بزيادة ! زواجِك بعد 25 يوم !!

التفتت ريّانة على أمل اختها اللي قالت لها هذا الكلام
وقالت : لو إنو زواجي بكرة راح اكشخ زي كذا برضو و اكثر
و زفرت وهيّ تقول بِ مرارة : كفاية إني ما بحضر زواجها ، خليني اكشخ لِ ملكتها على الأقل ..

لمن لاحظت أمل تبدّل حال اختها ، قالت لها : ريّانة مو وقتو تفكري في الموضوع دا ، زياد اتصل دوبه عليا و قال 5 دقايق وحيكون عند الباب يستناكي
اتحركت ريّانة من مكانها و اتوجّهت لِ الدولاب تطلّع شنطتها الفضية وقالت : اصلاً خلاص أنا جاهزه ، حتى الكعب لابسته ..

حطّت عطرها الصغير في الشنطة ، و روجها وِ وقفـت إيدها ..
طالعت في أمل وهيّ تقول : مو مستوعبة إلين دحين إنو اليوم رحت اسوي بروفة فستان زواجي
و ما استنت رد أمل ، رجعت تطالع في شنطتها تتأكّد إنو اغراضها الشخصية كاملة

لبست العباية تحت أنظار أمل اللي حااااااسّــة فيها ، كانت شايفتها الايام اللي فاتت تحاول تلحق الوقت الضيّــــــــق وتجهّز اللي تقدر عليه
وفي نفس الوقت لمن غَيد تطلب منها تنزل معاها السوق على طول تنزل معاها بدون أيّ تذمّر

كلـــــه لأنها موجوعة من جواتها إنها راح تفتـــرق عن أهلها وِ عن صديقة عمرها لمدة مو بسيطة ..

وفي نفس الوقت ، هيّ أساساً مخبيّـة عليها موضوع زواجها وسفرها بكبره إلين ما تعدّي ملكتها علشان لا تتأثّر نفسيتها بشيء دحين
كفاية إنها اساساً متأثّرة بزواج رزان اختها ..

قالت لها أمل لمن شافت جوال ريّانه يرن بِ اتصال من زياد : ريّانه لا تنسي تاخذي ليان معاكي
هزت ريّانة راسها وهيّ ترد في نفس الوقت على زياد وتقول له إنها راح تنزل حــــالاً ..



قالت لها وهيّ تلف الطرحة : امل باللهِ لا تتأخري إنتي وماما عن بعد صلاة العشا
هزت امل راسها وهيّ تقول : ايوة يا قلبي اكيييد ما يحتاج تقولي ..



::





كانت منبهـرة بِ تجهيزات الحفلة مِن الكوشة لِ الورد اللي على درابزين الدرج ..
و لكـــــــن ، اللي تشوفه دحين ، فـــــــــاق كل توقعاتها وِ كلمة ( منبهرة ) قليلــة عليها ..


قرّبت من غَيد اللي كانت تجسيـد لِ النعومة الباذِخة بِ أناقة منقطعة النظير ..
مسكت إيدها وهيّ تقول بِ سعااااادة وانبهاار : غَيـــــــد إيش هذا ما شاء الله تبارك الله صلااااااااة على النبي
و دمعت عيونها وهيّ تقول : نفسسسسي احضنك بس وربي خايفه لا اخرّب شكلك

وبعّــدت عنها شويه تشوفها مرة ثانية ..

على كثر نزلاتها لِ السوق مع غَيد إلّا إنها طلبت منها ما تورّيها فستانها
كانت حابّة تشوفه عليها في الحفلة بدون ما يكون عندها تصوّر مُسبق عن شكله ، لكنــــــه فــاق كل توقعاتها

كان فستانها باللون الوردي الفاااااااتِح وَ الملاائِم جداً لِ لون بشرتها وِ للون شعرها الأسود الفاحِم
واللي كان مفتوح وِ مموّج تموّجات خفيفية و مرفوع من قدام بِ اكسسوار شعر غاااية في الأناقة ..

اما مكياجها كان ناعِـم و بارز ملامحها بِ رقة و فن ..

شكلها كان غيــــــــــر تماماً عن المعتاد ، رغم إن غَيد ما تكثّر مكياج عادة حتى في الناسبات
إلّا إنو دحين كانت شايفه شكلها غيييير ، وكأن ربي اعطاها جماال و نوور هاذي الليلة

ابتسمت لها غَيد وميّلت راسها وهيّ تقول : طيب ريري ! إلين متى حتقعدي تبحلقي فيني كذا
قالت لها ريّانة وهيّ تضحك : ههههههههههههه مع شكلك هذا وتقولي تبحلقي حراام عليكي ، لازم تنتقي ألفاظك دحين

حرّكت غَيد إيدها بدون اهتمام : يا شيييخة مو لااازم ، المهم دحين قوليلي كيف الإستقبال تحت
انا من بعد العصر ما نزلت ..

فسخت ريانه عبايتها وهيّ تقول لها : ما شاء الله كل شي مرتـــــــــــــــــب لا تشيلي هم ، بس فين دانية و خاله سارة ؟
ما شفت احد في طريقي وانا طالعة ..

جاوبتها غَيد : كلهم راحو يلبسوا ويزبطوا اشكالهم ، حتى ريزو كانت هنا من شويه و راحت تلبس الفستان

على اخر كلمة قالتها انفتح الباب ، ودخلت بتول اللي اول ما شافت ريّانة ابتسمت من قلب وهيّ تقول : يا هلااا يا هلااا
بادلتها ريّانة الإبتسامة و قربت منها تسلم عليها وهيّ تقول : يا هلاا فيكي

بعد ما سلمت عليها بتول ، طالعت في غَيد الجالسة على الكنبة الوحيدة الموجودة في غرفتها وقالت
: للمرة المليوون بقول لك شكلك يجنـــــــــــن يا غَيد ما شاء الله

ابتسمت غَيد وهيّ تقول بمرح تخفي خجلها : شكراً شكراً احرجتيني

قالت لها ريّانة بِ حمااس : صــــح ؟ تحسي شكلها مررا يجنن و غييييير عن العادة
التفتت عليها غَيد وهيّ تقول بذات المرح : افهم من كلامك انك تمدحيني ولّا تسبيني ؟ ايش قصدك بِ إنو شكلي غير العادة ؟؟

قالت لها ريّانة : بطــــــــــــــلي هاا ، إنتي عارفة إني قاعدة امدحك

طالعت فيهم بتول وهمّا يتكلموا ويمزحوا مع بعض في الهرج ، وفي داخلها شاكــــــــــــــــــرة لهم من قلب
حقيقة كانت خااايفة جداً من تغيّر معاملتهم لها لمن يعرفوا بحقيقة زواجها من مشاري ، لكن تقبلهم لها ..
والأهــــــــــــم عدم تغيّرهم عليها ابداً كان شي مريــــح لها لأبعد الحدود ..

ابتسمت وهيّ في داخلها مبسوطة لأنها دخلت هاذي العائلة ..
لمن جات في الظهر كانت خايفه إنها تضايقهم أو تشعر إنها إنسانة غريبة عنهم
لكنها فعلاً حسّت بترحيبهم بيها ، وتعاملهم الرائع معاها ، إنها من اهل البيت ، وكأنها من زمـــــــان تعرفهم مو من فترة بسيطة ..

عدلت كم فستانها الأسود الطويل ، و اللي اتعمّدت إنها تلبسه متمنيـــــه بكل صدق إنها ما تلفت الإنتباه فيه
عاارفة إنو وجودها راح يعرّض غَيد و عائلتها لِ الهمز و اللمــز

لكنها حاولت إنها تتجهـّز لِ الحفلة هاذي بشكل عااادي جداً ، ناعِم و ذوق من غير تكلّف ابداً ..
وفي نفس الوقت تدعي الله في داخلها إنو تمر هاذي الليلة بســـــلام على الجميع ..



::




: إنتا مستوعب إنو هاذي غَيـــــد ، غَيد اختنا المشعفلة ما غيرها !
: عارف الصدمة إييش ، إنها دحين لمن توقّع ويشوفها العريس حيعجبوووو شكلها ، ولو شافها بكره بعد ما تمسح مكياجها حينفجع

صوت باارد معروف قال : بس إنتا وياه بطلّوا الكلام ذا ، صحيح إنو زوجها حينفجع لمن يشوفها على حقيقتها بس مو لازم نقول لها هذا الكلام بنفسنا ، حرااام


عضــــــــــــــــــت على شفايفها بقــــــــــوة وهيّ تحاول تكتم عصبيتها لا تطلع وهيّ تسمع كلام اخوانها السخييييف
طالعت وهيّ ماسكة القلم في سلطان اللي قال وهوّ ماسك ضحكته لا تخرج : بس بطلوا ، والله حتفرشكم بعدين

قالت بنرفزة : إنتو ليييييييش جيتو كلكم تعطوني الدفتر اوقّع كان كفايه تميم ولّا مشاري يجو

قال لها سلطان وهوّ مبتسم ابتسامة حنووونة لها : نبغى نشوفك كلنااا وانتي توقعي ، ما ينفع ؟
نزلت غَيد عيونها بسرعة أول ما شافت ابتسامة سلطان اللي تحبهــــــــــا ، ما تبغى تبكي ، ولا تبغى بوادر البكا حتى

سمّت بسم الله و وقّعت بسرعة ،، ابتسمت ابتسامة وااااسعة أول ما سمعت اخوانها مع دانية يغطرفوا بصوت عاااالي
خلّى كل اللي متواجدين في البيت يعرفوا إنو العروسة وقّعت على عقد القِران ..


عضت على شفايفها بقوة لمن حضنها مشاري وهوّ يقول : الف الف مبروووك يا قلب اخوكي انتي ، الله يوفقك يااارب ويسعدك
بلعت ريقها وهيّ ما تبغى تفتح فمها ترد عليه ، حاسّه نفسها بتبكي ..

دانية أول ما شافت حالة غَيد ، قالت لِ اخوانها : الله يسعدكم روحوا عند الرجال كملوا طقوسكم
و اشّرت على غَيد وقالت : ما نبغى الوضع هنا يخرب ..


اخذ سلطان الدفتر وهوّ يقول : حنرجع بعدين نسلم عليكي مع ابويا بعد الشبكة
اخذت غَيد نفَس طويييل قبل لا تقول : اكييد لازم عشان تتصوروا كمان ..

قال تميم واللي كان رغم هدوئه المعتاد ، هــــــــــادئ بزيادة : إنتي حيسير فيكي شيّ لو ما وثقتي المناسبات بالتصوير
قالت له غَيد بِ استنكار لِ كلامه : توتـــــــــي ! ، هوّا الشيء الوحييد اللي يبقى عاد ..

قرب منها راكان و قال : اعصابك يا عروسة ، عارفين إنو التصوير شيء مقدّس عندك
رفعت غَيد كتوفها وهيّ تقول : طيب انا ما قلت شيء

طــــــــــــــالع راكان فيها قبل لايقول : اكييد عارفة اننا نمزح معاكي قبل شويه ، ما كنا نبغاكي تتوتري وانتي توقعي العقد ..
وابتسم : شكلك ياخذ العقل ما شاء الله ..

ابتسمت غَيد بحب له ، و عضت على شفايفها العُليا قبل لا تقول وهيّ تحاول تبعّد الغصّة اللي حلقها
: لأ مو معقوول راكان المُزعج يمدحني ، من فين طالعة الشمس اليوم ..

ابتسم راكان لها و خرج بدون ما يرد عليها ..

غَيد كانت مشاعرها فاااااايضة اليوم وتتأثّر بكل شيء
و سكوت راكان على كلامها وابتسامته لها قبل لا يخرج ، خلّى عيونها تغرق بالدموع ..

قربت رزان منها بسرعة أول ما انتبهت لها ، وقالت وهيّ تبرم منديل قبل لا تمسح فيه طرف عيونها
: غَيد الله يسسسسعدك لسّى عريسك ما شافك حاولي تقوّي نفسك لا يخرب المكياج

والتفتت على دانية اللي كانت واقفة عند باب غرفة غَيد بتخرج وقالت لها : اليوم مدري اشبها صايرة مُرهفة الإحساس بزيااادة !!
ابتسمت دانية وقالت قبل لا تخرج : خلّيها عروسة ، اكيد مشاعرها اليوم غييييير

ابتسمت غَيد وقالت لِ رزان وهيّ تحاول ما تفكّر في اخوانها اللي وجودهم قبل شويه أثّر فيها جـــــــــداً
: من فين جايبة كلمة مُرهفة الإحساس دي

قالت لها رزان : من معجمي اللغوي الفريد ومدت لسانها لِ غَيد اللي ضحكت وهيّ تقول : ترى طولتيها وهيّ قصيرة
وتكت على ظهر الكنبة وهي تقول : رزان ماما فينها ما شفتها من اول ؟!

قالت لها رزان بمرح وهيّ تقلد كلمتها : ماما يا حبيبتي من وقت ما شافت صحبتها سحبت علينا سحبـــه أليــمة
كويس بس ما نسيت إنو ملكتك اليوم ..

ابتسمت غَيد وهيّ تقول : يا عمري عليها لأنو لها فترة طويييلة ما تجلس معاها
طيب باللهِ نادي لي روان و ريانه وبتول ، ما ابغى اجلس لوحدي ..

قربت منها رزان وهيّ تقول بخبث : شويتين بس يا عروسه وما راح تكوني لوحدك ، اصبري شويه بس
انصبـــــغ وجه غَيد باللون الأحمر وهي تقول بخجـــــــــــل : رزان يا زفته بلا هبااااااله ، اشبك صايرة شريرة اليوم ! ! !





::




: يا قلبي ، امي دحين جايه معايا ، اوكي

حسّت بِ قشعريرة تسري في كاامل جسمها لمن سمعت كلامه ..
صحيح إنها عزمة ام زوجها بنفسها لِ ملكة اختها ، لكن العزومة كانت من باب المُجاملة لا غير ، ما حطت في بالها ابداً إنهم ممكن تجي فعلاً ..

قالت بِ هدوء عكس الإنفعااااالااات اللي جواتها : الله يحيّها ..

سكـــــــــوت لِ كم ثانية بعد كلمتها ، قبل لا يقطعه مُراد وهوّ يقول لها بِ همس : رزان حبيبي ما ينفع أشوفك ؟ لو خمسة دقايق بس ..
ابتسمت ابتسامة واسعة من قلب وهيّ تقول له : لأ طبعاً ، ياوييلي من جدة

وصلت لها زفرة طفش صدرت منه خلّتها تضحك بصوت واضح قبل لا تقول : اشبك ؟ ترى العادات هاذي مو بطّالة ، عشان نشتاق لبعض كمان
بِ ضيق قال : اللي يسمعك يقول لنا سنـــــــــــــة مملكين عشان قبل الزواج بشهر ما أشوفك، هيّا كلها شهرين وشويه
بس خلّيني اشوفك يوم الزواج حطلّع الشهر دا من عينك

ابتسمت بدون ما ترد عليه ، دايماً في كل مكالمة يتذمّر من إنه ما شافها بعد العيد وهيّ متقبّلة تذمّره
لكنها في نفس الوقت شايفة العادة هاذي جات في صالحها لأنها يادوووب في الشهر هذا قدرت تنتهي من تجهيزها بعد ما اتفرّغت لنفسها بالكامل ..

سمعته يقول لها بهمس : امي بتدخل السيارة ، اكلمك بعدين

ودعته بذات الهمس ، والتفتت لا إرادياً وطالعت في المرايه اللي على يمينها
شعرها القصير كانت مستشورته وفاتحته و مكياجها ناعم
لكنها حبّت تتكلّف في فستانها < الذهبي < الأنييييق وناااعِم في نفس الوقت ..

عدّلت خصلات شعرها وهيّ تفكّر بشوية توتر في ام مُراد لمن توصل عندهم
ما دام تفكيرها هذا بسبب سجى اللي قربت منها وهيّ تسألها بهدوء عن صحون الشوكلاته اللي لازم تتقدّم مع القهوه في هذا الوقت

مشيت معاها وهيّ تدعي في داخلها إن أمجاد ما تجي مع امها ، حقيقي مهي ناقصة توتر وحرق أعصاب منها ..



::


نزلت من باب السيارة وهيّ تطالع في البيت اللي جاهلة إلى الآن حقيقة مشاعرها نحو سُكّانه ..

مشيت بهدوء ودخلت من الباب المفتوح وهيّ تعدل طرحتها السوداء الشفافة
وِ عند الباب الداخلي للبيت كانت ، زوجة ولدها في إنتظارها

اتفحصتها بِ نظرات سريعة وهيّ ترد على ترحيبها الذوق لها
مشيت خلفها لِ داخل البيت ، وهيّ تحاول تكبت شعور الإعجاب بشكلها وما تخليه يسيطر عليها ..

اعطتها عبايتها وِ عدلت شكلها في المرايه وهيّ متعمّدة إنها ما تبتسم لها إلّا ابتسامة مجاملة صغيرة ، موضّحه لها فيها إنها تجاملها ..

بعد كذا دخلت لِ داخل الحفلة ، وِ سلمت على امها واللي هنا فعلاً ما قدرت تخبي إعجابها فيها وفي فستانها الذهبي الملااااائِم لها
ابتسمت في داخلها وهيّ تسلم عليها ، من اول مرة شافتها وهيّ مُعجبة في شكلها و ذوقها ..

كــــانت رزان الذكية وِ اللمّاحة بطبيعتها عارفة إنها ما نالت قبول ام زوجها إلى الآن
ومهما تحـــــــاول تبيّن إن الموضوع مو هامها إلّا إنها في الحقيقة مجروووحة منها ، تجرحها نظراتها و ابتسامة المُجاملة المُتكلّفة اللي تبتسمها لها

شافت كيف طالعت في امها و ابتسمت لها بشكل عادي وِ اول ما رجعت تطالع فيها ، رجعت تطالع فيها بنفس النظرات
خبّـــــــــت الإحساس اللي تحس فيه دحين وهيّ تقدمها لِ عماتها اللي رغم إنو علاقتهم فيها مو قوية بس حبّت تعرفها عليهم
ونيتها كانت مصلحـــــــــة خالِصة ، تعرفها قد اييش تموت في المظاهر

فَ اول ما عرفتها على عمتها الكبيرة بِ إعتبارها رئيسة قسم الادارة العامة في جامعة الملك عبدالعزيز
و عمتها الوسطى بِ إعتبارها مُحامية معروفة على مستوى جدة
شافت نظرات عيونها تتغيّــــــــــــــــــــ ر

ما كانت مهتمة في حفلة ملكتها إنها تعرّفها عليهم نسبةً لوظايفهم و مستواهم الإجتماعي
لكن نظراتها لمن كانت معاها في الإستقبال جرحتها و قهرتــــــــــها لأبعد حد
وتمنّت فعلاً إنو نظراتها لها تتغيـــّر شوي بعد ما تعرف المعلومة اللي بالنسبة لها عادية لكنها عارفة إنها بالنسبة لِ ام مُراد ما راح تمرّ مرور الكِرام ..





::




كانت مستمتعــــة لأقصى حد في الساعة الأخيرة اللي عدّت عليها
وهيّ تستمع بِ إنصــــــــــات تام لِ مرة اخوها وهيّ تحكّيها بالتفصيل كيفية لِقائها بأمها ..

وضحكت من قلبهـــــا لمن حكّتها على اخوها ريان ايش عمل معاها بعد ما رجعت جدة امس
قالت لها الابتسامة لا زالت اثارها على شفايفها : هديل يا قلبي ترى ريان من جد بالمررره كان مفتقدك الاسبوعين هاذي
بس ما كنت عارفة يا لئيمة إنك ساحبه على ابو جدّه و ما تردي عليه

قالت لها هديل اللي كانت مرتاااحة وهيّ جالسة معاها فوق عكس لمن كانت تحت في الحفلة
: بصراحة انا لمن كنت عند ماما ما كنت مفكّرة إلّا فيها ، وريان ........ وسكتت

غمزت لها غَيد : وريان لا حقة عليه مو ؟
ابتسمت هديل وما ردت عليها ..

قالت لها غَيد : شوفي ترى انا لو في مكانك ممكن اسوّي زيّك برضو ، يعني انا دحين ما ألومك على تصرّفك
بس لو رجعتي عدتي الحركة دي مرة ثانية ما أظمن لك تصرّف ريان وقتها

قالت لها هديل برعب حقيقي وهيّ تتذكر زعل ريان منها امس : لاااا مستحيييل أعيدها ، توووبه
ضحكت غَيد بصوت عالي وهيّ تقول في داخلها :" والله يا ريان طلعت مو هيّــــــــــــــــن "

على ضحكها دخلت رزان ووجهها مقلوب شويه ، استغربت غَيد و سألتها بقلق : اشبك رزان ؟ في شيّ ؟

قالت رزان بِ غيض : انا نفسي اعرف كيف الناس ذولا يفكّروا
استغربت غَيد كلامها وسألتها : من ذولا الناس ؟ !!

اتنهّــدت رزان بصوت واضح وقالت : بعدين اقول لك

انحرجت هديل لمن حسّت إن رزان ما تبغى تتكلم عشانها موجودة
اخذت جوالها ووقفت وهيّ تقول : انزل اللحين احسن

انتبهت رزان لِ موقف هديل ، وقالت لها بسرعة : هديل حبيبي اشبك اجلسي
وابتسمت : انا ما ابغى انكّد على العروسة عشان كذا قلت لها بعدين ، مو عشانك انتي موجودة

ابتسمت هديل وِ إحساس الحَرج ما راح عنها ..

قالت رزان وهيّ دوبها تتذكر : ايييوة صح ، ترى شويتين كدا والعريس حيطلع طيب

غمضت غَيد عيونها وهيّ تحس بِ مغـــــص في بطنها غير نبضات قلبها اللي اتساااااااارعت بشكل مخييف
اخذت شهيــــــــــــــــق طويل ، أعقبته بِ زفيــر أطول ، و فتحت عيونها وهيّ تقول بتوتر وخوف : هديل باللهِ نادي لي ماما ابغاها ..

قالت لها رزان بهدوء وهيّ ملاحظة حالها اللي انقلب 180 درجة : غَيد اهـــدأي ، امي شوية وطالعة اكييد

التفتت عليها غَيد وهيّ تقول بحــــــــــدة وتوتر : ابغاااها دحيين يا رزان
وغمضت عيونها وهيّ تستغفر بصوت واضح ، وفتحت عيونها على رزان اللي تطالع فيها بنظرات حنونة مُتفهمة للإحساس اللي تحس فيه دحين
قالت وهيّ حاسّة نفسها شوية وتبكي : ابغــــــــــــــــى ماما ودانية ، والله حأبكييييي ..





::



طالعت في أعــز صديقاتها واللي تمشي بخطوات هادئة بِ اتجاهها و توزّع ابتسامات جميلة لكل شخص تجي عينها في عينه
ابتسمت بحب وهيّ تشوفها تقرب منها ، رغــم البُعد وطـــول المسافة إلّا إن علاقتهم ما زالت قوية
وِ وقفت وهيّ تقول : دانية حبيبتي ، عبدالله توّه اتصل وقال ان ميلاد بيدخل بعد شوي ، جاهزين انتم ؟

ابتسمت بحب مماثل لها وهيّ تقول : ايوه يا قلبي ، اخواني من اول بلغونا إنو العريس شوية وحيدخل
كانو في هاذي الأثناء واقفين عند مدخل الصالة ، مكان ما الكوشة موجودة
طالعت فيها أريج - واللي تكون بنت اخو ميلاد ، مشاري / واخته من الرضاعة في نفس الوقت -
وسألتها : طيب كيف ترتيبكم ، وبشك قالت : راح ينزف مع غَيد ويشبكها هنا وِ أشّرت براسها على الكوشة

ابتسمت دانية ابتسامة مايلة وقالت : لا طبعاً ، نسيتي ابويا و القاعدة الثابته اللي عنده ، مستحيييل يرضى العريس ينزف عند الحريم
وبمزح قالت : فيها قطع رقاب ، بس نحنا مهيئيــن فوق ، تعالي اطلعي معايا عشان تشوفي كيف

اترددت أريج ، علاقتها مع غَيد تعتبر سطحية ، خافت لا تربكها وتوترها لو طلعت كذا فوق
قرأت دانية التردد في عيونها وابتسمت وهيّ تسحبها من إيدها وتقول : تعااالي عادي




طلعت أريج الدرج وهيّ ملاحظة التجديد الكامل اللي سوّاه فهد من برى وِ داخل البيت
لمن كانو في جدة قبل 15 سنة كان البيت غيير تماماً عن شكله الحالي ، بس رغم هذا ، ما زال جو البيت المُريـــح لأبعد درجة حاضـــر وبقوة ..

قالت وهم يطلعوا الدرج : يالله بيتكم له ذكريات حلوة بالحيـــــــــل
التفتت عليها دانية وقالت بصدق : خلاص اقعدو عندنا شهـــر إلين الحج عشان نرجّع الذكريات

ضحكت قبل لا تقول : لا والله ، وش رايك تطلعين إنتي واهلك الرياض شهـــر وتخلقون ذكريات في بيت اهلي
ضحكت دانية معاها وهيّ دوبها تستوعب إستحاااالة الفكرة : لا يختي شهـــــــــــر عزّ الله محمد انجن

ونزّلت فستانها السُكري الطويل اللي كانت رافعته شوي عشان تطلع الدرج براحتها
وابتسمت بتشجيع لأريج قبل لا تمشي لِ داخل موزّع الغرف ، واللي يعتبر صالـة وااسعة
في هاذي الأثناء كانت عِـدّة التصوير مجهّــزة على جنب والمصورة اللي وصلت قبل شوية تتأكّد من عدسات الكاميرا

دخلت أريج لِ داخل الصالة وِ ابتسمت بِ إعجاب لمن شافت الكوشة البسيطة المجهّزة في جانب الصالة بشكل رايق
التفتت لِ دانية اللي نادتها وهيّ تأشّر لها بإيدها على واحد من الأبواب يدخلوه

أول ما دخلت وجات عينها على غَيد ، ذكرت الله بصوت واضح قبل تقرب منها تسلم وتبارك لها
ابتسمت وهيّ تشوف خجل غَيد وِ توترها الواااضح ..
وفي داخلها كانت سعيـــــــــــــدة جداً لِ نصيب عمها اللي جا أجمــل مما كانو يتمنوا ..

طالعت في وجه غَيد اللي اتغيّر لمن قالت لها دانية :
خلاص غَيد اخرجي برى في الصالة ، دحين خالة سامية والبنات حيطلعوا يسلموا عليكي

وابتسمت ابتسامة واسعة وهيّ تتمنـــى تشيل توتر اختها الزاايد وهيّ تقول : والعريس كمان دحين بيدخل ..



::



: يلا يا عريس

جملة خلّت خلايا جسمه كله في حالة استنفاااااار ..
قام من على الكرسي بِ هدوء ظاهري وهوّ يحاول يخبّي شعور التوتر وِ الحماس اللي بدأ يطغــــــــى عليه ..

مشي بخطوات هادئة وهوّ ملاحظ نظرات الكل وِ بِ الأخص اخوانها منصبّـــــــــــه عليه
وهذا الشيء خلّى شعور الإحرااااج يزحف ببطئ له ..
مشي مع اخوها سلطان إلين الباب وقال له إن أهله ينتظروه خلفه ..

ثواني مرّت قبل لا ينفتح الباب ، وِ أول ما دخل ابتســـــــــــــم ابتسامة واسعة وهوّ يشوف أريج بنت اخوه مشاري الوحيدة
و شهد و ندى بنات اخوانه وِ ثنتين من اخواته اللي قدروا ينزلوا وِ يحضروا الملكة ، بِ الإضافة لِ مرة اخوه وِ أمـــه اللي رضعته و ربّته سامية
وِ الأخيرة أول ما شافته غطرررفت بصووت عالي قبل لا تحضنــه من قلب وتبارك له ..
حضنها بِ دوره وهوّ يبتسم وحاس بِ السعاااادة وزاااااد إحساسه هذا وهوّ يسمع واصوات الغطااااريف العاليه الصاادرة من اخواته وبنات اخوانه

دخل معاهم لِ داخل الصالة وهمّ يتكلموا حواليه بِ حمااااااس و هو شبه يستمع لهم ..
وِ هناك ، ما قدر إلّا إنه يبتسم إبتسامة حنيــــــــــن لمن شاف ام زوجته " سارة "
واللي كانت من الحريم القليــل اللي ما نسي أشكالهم بعد ما كبر وصار يتغطى عن الحريم بشكل عام ..

ما كان يتوقع إن شكلها راح يظل زي ما هو ، تقريباً ..

سارة هيّ الأخرى بدورها كانت تبادله نفس الإبتسامة ..
الصبي اللي اخر مره شافته وهوّ توّه خط الشنب فيه ، صار رجـــال وِ الأكثر زوج بنتها ..

صافحته وهيّ تحس مشاعر الشفقة والحنان اللي كانت تحسّ فيها لمن تشوفه رجعت لها
خصوصاً إنها كانت حاضرة وقت وفاة امه فَ مشاعرها تجاهه كانت قويــة وَ عميقـة ..
ابتسمت بِ مودة ممزوجة بخجل طبيعي لمن سلّم على راسها وبعّدت عنه بخفة وهيّ تسأله عن حاله ..

هوّ كان يشعر بِ ذات المودّة وهوّ يردّ عليها ..
وَ لكـن ، مشاعره وِ أحاسيسه كلهـــــــا اتغيّرت وهوّ يشوف الواقفة بخجل بعيد عنه وِ قريبة من سارة ، أمها ..

أوقات الشخص يكون عنده أفكار مُبهمه عن شريك حياته وِ عن أوصافه من ناحية اللون الطول ، الشكل وِ الملامح
وممكن تتوافق الأفكار هاذي مع شريك الحياة الحقيقي ، وممكن لأ ..
لكن هـو ، كان منبهـــــــــر إن شكلها قرريييييييب من الشكل اللي متخيّله لِ شريكة عمره وِ أجمــــــــل كمان ..

غَيد اللي عينها ما اترفعت عن الأرض ، كانت حاسّة نفسها مو قادرة تتنفّــس من شدّة توترها وِ خجلهــــــا
كانت شايفة جو الصالة الي اتغيّــر ، وسامعة أصوات الحريم ، سامعة اصوات الأغاني اللي كانت مختارتها بعنااااية لمن يدخل العريس
بس في نفس الوقت ، حاسّة سررعة نبضات قلبها طااااااغية على كل شيء مو مخليتها تركز في شيء واحد على الأقل

ضغطت على مسكة الورد البيضا الي كانت في إيدها إلين ما كانت حتنفعص في إيدها بدون ما تحس
وهيّ تشوف صاحب الثوب الأبيض يقرب منها بِ خطوات هادئة ..

وحسّت من جد هاذي المرة إنها مو قادرة تتنفّــس لمن سلم على جبينها وهوّ يقول بِ نبرة هادئة : مبروك ..



::



: الله الله على مرة الولد السَنعــــــــة ، هَدّي اللعب شويه يا ام الأسـود ترى حماتك مو موجودة

التفتت وهيّ تحاول بكل جهدها تكبـــــــــت ضحكها و قالت : بطلّــــــــلي ريّانة
ريّانة اللي كانت طوال الحفلة ممتّــعة نفسها وهيّ تطقطق على بتول كل ما قامت تضيّف أو تهتم بشيء إنها تبغى تكون سَنعة قدام خالتها سارة
حرّكت حواجبها بخبث وهيّ تقول : اعترفي اعترفي إنك تبغي تجيبي عشرة من عشرة في اختبار اليوم

جلست بتول على كرسي جنب روان اللي تضحك على كلام ريّانة وقالت بضحكة : ههههههههه ريّانة بطلي الكلام الماااصخ إش عشرة من عشرة ! إش معانا ؟ !!
حطت روان إيدها على ذراع بتول و قالت : لا بجد بتول اليوم ما شاء الله تقومي وتجي ، ما قصرتي

رفعت بتول حاجبها الأيمن وهيّ تقول : شيء طبيعي إني بقوم و اجي عيييب اجلس ودانية و أمل يقوموا
غمزت لها ريّانة وقالت : وصرنا كبااار خلاص ونعرف الأصول وعيب ومش عارف إيش

قالت بتول وهيّ حاسة طفح الكيل من تريقة ريّانة اليوم : ريّاااااااااااااااااانة
ولمن شافتها تحرك حواجبها ، ما قدرت تكتم ضحكتها قبل لا تقول : ترى من جد خلااااص زودتيها ..

ابتسمت ريّانة و قالت : خلاص طيب بهجد عنّـك شويه
وتكت بظهرها على الكرسي وهيّ تقول : كأنهم طوّلوا فوق ، من أول طلعوا وقالو العريس حيدخل عندها
قالت روان :














::




شعــور الطمأنينة بعد التوتر و الخوف يكون له طعم ثاني ..
كانت حاسّـه أعصابها المشدودة طووول اليوم هدأت وِ ارتاحت ..

ما تدري هل لأنها أساساً كانت شايلــــــــــــة هم بشكل مو طبيعي لحظة لِقائها بِ زوجها ..
أو لأنها شافته إنسان مريح ، خلّى التوتر ينزاح عنها بشكل تلقائي

لا زال الخجل مُسيطــر عليها ، لكن شعور الخوف و التوتر خف بشكل كبيـــــــــــر ..

الشَبكـة ، التصوير ، دخول اخوانها و ابوها ، كلها عدّت بســــــــلام هيّ نفسها مستغربته
وحالياً هم لوحدهم ..

كانت في هاذي اللحظة مستحيــة ، وتلعب في أطراف الورد بأصابعها ..
بـــس ، وقفت حركة إيدها لمن سمعته يقول : اهااااااا ، اللحين اتذكرتك

رفعت غَيد راسها تطالع فيه وحواجبها معقده بِ استغراب للكلام اللي صدر منه

ابتسم لمن شاف عُقدة حواجبها و قال موضّح لها
: من وقت ما قال لي اخوي مشاري إنه بيخطبك لي وهو يحاول يذكّرني فيك لكن ما كنت قادر أتذكرك من بين كل اخوانك
و مسك إيدها برقة و قال : لكن الحين اتذكرتك

ابتسمت غَيد بخجل لمن مسك إيدها ..
بس ما دامت ابتسامتها لمن سمعته يكمل كلامه ويقول : انتي بنت فهد البكاااااايه
و لمن شاف عيونها تتوسّع كمل وهوّ يضحك بخفّة : يا كثر ما كنتي تبكين

سحبت غَيد إيدها بشويش منه وهيّ تقول في نفسها بِ غيض
:" إش السمعة الحَسنة هاذي اللي يتذكرني فيها ، وبعدين باللهِ هاذي هرجة يقولها ليا اول مرة يقابلني فيها "

رفعت ذقنها بِ غرور مصطنع وهيّ تقول بعفوية : مو لازم نقلّب في الصفحات اللي فاتت ، نحنا عيال اليوم

طــــــــــــــــــــالع فيها
يحاول يستوعب الكلام اللي قالته قبل لا يضحك بصوت عااااااااااااالي

" عيال اليوم " مصطلح ما يسمعه إلّا من الشُياب كبار السن
لكن من صوتها الناااعم بنبرة مدلّعة متأصلة فيها ما تجي ابــــــــــــــداً

غَيد انحرررررجت لمن شافته يضحك :"ياررررربي ايييش قلت ، عيال اليوم ! باللهِ مالقيت إلّا دي الكلمة "

حاول يتمالك نفسه لمن حس إنها انحرجت ..
وقال بسرعة وعلى شفايفه اثار الضحك : تعرفين وش اكثر ما لفتني في النظرة الشرعيه ، صوتك

رفعت غَيد عيونها تطالع فيه لمن حسّت إنها ما استوعبت اللي قاله !
اتوسعت ابتسامة ميلاد لمن طالعت فيه و مسك إيدها مرة ثانية وهوّ يقول
: يا هوّ يدووووّوووووخ ، فَ لمن قلتي عيال اليوم ، هالكلمة متعوّد اسمعها من الرجال الكبار ب اصواتهم الثقيلة ، لمن إنتي قلتيها بصوتك راحت هيبتها


عيون مُبتسمة
قد شفتوها ؟
هاذي هيّ المرة الأولى لِ غَيد وهيّ تشعر بالمعنى الحقيقي لها ..





نهاية الفصل الـ (51 )
قراءة مُمتعة ..







.



التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 03-07-22 الساعة 06:05 PM
دانتِلا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-07-22, 04:42 PM   #125

دانتِلا

? العضوٌ??? » 504444
?  التسِجيلٌ » Jun 2022
? مشَارَ?اتْي » 226
?  نُقآطِيْ » دانتِلا is on a distinguished road
افتراضي

.









الفصل الـ (52) .،*


1 / ذو القِعدة ..


للمرة العاشرة قالت : راكااااان قوم يلااا مو وعدّتني حتوديني الدانوب بعد المغرب ، يلاااا قووم باقي شويه ويأذّن
وِ بصوت عاااااااااالي لمن ما شافت أي حركة منه قالت : قوووووووووووووووووووم يلاااااااااااااااااا

عضّ بقوة على شفايفه بقهر لمن حسّ إن زنّها صار لا يُطاااق ، قال بدون ما يفتح عيونه : غَيد يا زفت اخرجي برى

لمن شافت إنه صاحي مو نايم أتبدّل موقفها بسرعة ، قالت له بِ ترجّي : راكااان الله يخلييك قوم
عارفة إنك لو اتأخرت في الصَحية حتخرج انتا و ريان وحتسسسسسحب عليّا

هاذي المرة فتح عيونه وهوّ يقول بطفش : واذا سحبت عليكي حتموتي
وقلب على جنبه وهوّ يقول : جسمي مكسسر من كرف أمس خليني اناام بدون ازعاج لو سمحتي

زمّت شفايفها بعدم رضى من كلامه وقالت : ترى خلاص باقي شووويه ويأذّن قوم و مرة وحده صلّي الفروض اللي فاتتك يا سيّد
وبعدين محا تخسر شيّ لو إنك وديتني ، من بُعد الدانوب دحين عن بيتنا

اتأفـــــــف بطفش وهوّ يلتفت عليها ويقول : لا حول ولا قوة إلّا بالله ، محاتبطلي الزن المزعج حقتك
وطالع في السقف وهوّ يقول : الله يعييينك يا ميلاد على ما ابتلاااااااك

بقهر ممزوج بخجل لمن انذكر اسمه قالت : لاااااا والله ، بدل ما تقول يحمد ربه عليّا
بِ سخرية طالع فيها وقال : يحمد ربه على إيه بالزبط على الزن و الإزعاج اللي حيصبّح عليه كل يوم ولا السَنااااعة اللي تقطّر منك ولا على إييه

قالت بقهــــــــــــــــــــــ ـــــــــــر : مع نفسسسسك قلك يحمد ربه على إييه
وضربته على كتفه بعفاااشة قبل لا تقول : انقللع ان شاء الله تصحى الساعة 12 وضيق العالم كلله فيك

ابتسم راكان لمن شافها تقفل الباب بقوووة وهي خاارجة ، حضن المخده اللي جنبه وهوّ يقول : اففف اخييراً هدوووووء

اتقلّب على جنبه اليمين وهوّ يتذكّر إزعاجها قبل شويه ، ابتسم ابتسامة مايلة وهوّ يفكر إنه حيفقــد إزعاجها و زنّها هذا
قعد كم دقيقة وافكاره توديه وتجيبه قبل لا يبعد اللحاف ويقوم بنشاط غريب ..




::


أول ما قفلت باب الغرفة طالعت في الباب بِ إنزعااااااااج لِ كلامه الأخير
قالت بقهر : سخيييف ، سُخف العالم كللللله اتجمع فيه
ومشيت لِ غرفتها ..

أول ما دخلت و شافت فستانها حق حفلة الملكة أمس معلق على الدولاب ، غصب عنها اتذكرته
اتذكرت أول مكالمة بينهم اليوم ، لمن قال لها بِ همس خلّى قلبها يخفق بجنووون : يومي صار أجمل لأني سمعت صوتك ..

حطت إيدها على خدودها الحارة و هي تحس إحساس الخجل رجع لها مرة ثانية
مرتــــــاحة جداً ، و جاهلة بالضبط سبب شعور الإرتيااح هذا اللي يغمرها ..

ما تدري كم من الوقت مرّ عليها وهيّ سرحااانة وغرقاانة في أفكارها قبل لا ينفتح باب غرفتها بقوة خلّتها تنقز بفجعة
طالعت بِ عصبية ، اتحوّلت لِ استغراب وهيّ تشوف راكان قدامها بكامل أناقته
قال لها : اذا لسّى تبغي تروحي الدانوب أجهزي ، بعد الصلاة حتصل عليكي وتخرجي بسررعة ما تلطعيني

بفررح قالت : لا لا محألطعك انا جاهزة اصلاً حصلّي دحين بسرعة وحألبس العباية
قال بِ إختصار وهوّ يخرج من الغرفة : كويس


صلت المغرب وِ أخذت جزمتها الرياضية و شطنتها السوداء الصغيرة اللي تاخذها داايماً في الخرجات الخفيفة
ونزلت تحت على طول ..

ابتسمت وهيّ تنزل الدرج ، البيت هااااااادئ عكس أمس
نزلت اخر درجة و شافت امها و رزان جالسين في الصالة لوحدهم
اتوجهّت لِ امها سلمت عليها و ضمتها بقوووة وهيّ تقول : كيفك يا أحللللى أم في الدنيا
ابتسمت امها على مزاجها الرايق و قالت : بخيير الحمدلله

بعّدت عنها غَيد شويه و ردت عليها لمن سألتها " متى عاد صحيتي؟ "
: الساعة 4 ، بس ليش ما صحيتوني من بدري

قالت رزان واللي كانت جالسة على الكنبه المقابلة لهم : وميين المجنون اللي حيصحيكي بعد أي حفلة
طالعت فيها غَيد : وي ليييييش ؟ ؟ !

مطت رزان شفايفها : نااسيه يعني زواج تميم و عمر ، طلـــــــــعت روحي وانا اصحيكي
قالت غَيد بتبرير : لأني كنت تعباانة وقتها ، اتكسرت رجولي في الزواج

ولمن شافتهم يطالعوا فيها بعدم تصديق ، قالت : المهم خلينا نغيّر موضوع النوم
وابتسمت ابتسامة واسعة وقالت لِ امها : ماما مرررا شكراً ، امس الحفلة كانت تجنــــــــــــن ، كلللللل شيء كان مرتب ما شاء الله

ابتسمت سارة برضى وهيّ تقول : الحمدلله كله توفيق من ربنا
قالت لها رزان : توفيق من ربنا طبعاً ، وعمل بِ الأسباب كمان ، مررا تعبتي وانتي تجهّزي لها

قالت غَيد : ايوة والله ، وباست إيدها : مررا ما قصرتي
طالعت بعدها في أرجاء الصالة بِ استغراب قبل لا تقول : هديل غريبة مو في الصالة ، في العادة تكون موجودة الوقت هذا !

قالت لها امها : تعبانة شويه ونايمة
بخوف قالت غَيد : من إيش تعبانة ؟ !

اتثائبـت رزان قبل لا تقول : ناسية إنها حامل اكيد إنها تعبت من خط السفر لمن رجعت من المدينة وكمان ثاني يوم ملكتك
وقامت وهيّ تقول : المهم انا بطلع أخذ لي غفوة

ابتسمت غَيد وهيّ تقول : انا نفسي اعرف إنتي ليش نومك متقطع كذا ، اعرف إنو فيه صيام متقطع مو نوم متقطع
و بمزح قالت : ولا عشان ما تبغي شي يفوتك

ضحكت رزان بكسل وقالت قبل لا تطلع : كفشتـيني

طالعت غَيد في ظهر رزان وهي تطلع الدرج قبل لا تلتفت على امها اللي سألتها : انتي فين رايحة
قالت غَيد وهيّ تقوم تبغى تلبس العباية المعلّقة في استاند عند الباب : بروح مع راكان الدانوب

ورجعت بعد ما لبستها ، وقالت لها وهيّ تلف الطرحة : تبغى شي
وابتسمت : ولّا إيش رايك تروحي معانا

ضحكت امها لاستبعااااااد الفكرة وقالت : لا لا إش يوديني معاكم ، انا شايلة هم طلعة الدرج دحين
قربت منها غَيد وهيّ تقول : حبيبتي اكييد تعباانة من أمس

وسلمت على راسها قبل لا تقول بِ عجلة بعد ما شافت راكان يتصل عليها
: المهم انا بروح بسرعة و أرجع ، لسى ما اتكلمنا في اللي صار في الملكة أمس وما حشّينا في أهل العريس

ولمن شافت امها تطالع فيها ب استياااء على اخر كلام قالته ضحكت من قلللللب قبل لا تقول : ماااااما اكييد امزح اشبك تطالعي فيني كذا


::


بطرف عينه طالع فيها وهيّ تتكلم مع زوجة عمر
ومبسوووطة على الاخر إنها اخذت مؤونة على قولتها تكفيها شهر
التفتت عليه لمن أنهت الإتصال وقالت له بتعجــب : مستوعب إنتا إنو عمر حاجز له و لزوجته شاليه وحركاات

بلا مبالاة قال : إش فيها طيب ؟ !
و بتريقة قال : ولا لا يكوون بس حاز في خاطرك إنهم ما عزموكي معاهم

بِ رفض قاااااطع قالت : لا يا شييخ انا متفاجئة بس ، لو إيييييش مستحيل أروح مع عمر مكان لو يترجّـاني ترجّي
طبطب على إيدها وهوّ يقول بتريقة : لا تخافي لو تموووتي عمر ما بيترجّاكي تروحي معاه أي مكان

بِ غيض بعّدت إيدها وهيّ تقول : اففففف ياربي على غلاستك وسخافتك اللي تقطّر منك اليوم
طالع راكان فيها بنص عين وهوّ يقول : وربي إنكم كافراات العشييير ، دحييييين انا صاحي من النوم و ما اكلت لقمة
عشان بسرعة أوديكي الدانوب اللي قاعدة تزنّي عليه كأنك ليان بنت دانية وفي النهاية تجازيني بهذا الكلام !!

انقلللللب وجهها على طول وحسّت بتأنيب ضمير ، مسكت يده اليمين وهيّ تقول : تؤ ياربيييي راكان مو قصدي
وباست إيده اللي سحبها على طول وهوّ يقول بعصبية خفيفه متفاجئ من ردة فعلها : هيييييه اشبك بلا هباله
ابتسمت من خلف النقاب وهيّ تقول : طيب عشان اعتذر لك
مسك راكان الطاره بِ إيده الثنتين وهو ما زال عاقد حواجبه وقال : انتي عارفة إني كنت امزح معاكي

اتعدلت غَيد في جلستها وهيّ لا زالت مبتسمة على ردة فعله ..
تعرف إنه ما يحب أحد يحضنه بس ما اتوقعت إنه حساس من ناحية بوسة اليد كمان ..


ســـــــــاد الصمت بعدها لِ دقايق ..
قطع الصمت راكان اللي قال بنبرة جادة تماماً وهوّ يطالع في الطريق اللي قدامه : غَيد ابغى اقول لك شيء
التفتت عليه غَيد مستغربة النبرة الجادة اللي اتكلم فيها ، وحسّت بقلق

قال راكان : إنتي خلاص بنت كبيرة و عاقلة والمفروض تتفهمي الكلام اللي بقوله
وطالع فيها ، شاف الخوف والقلق في عيونها

رجع يطالع في الطريق وقال : انا قدّمت على بعثة من وقت ما اتخرجت على طول
وسكت لِ ثواني قبل لا يقول : ما اتوقعت إنو الموضوع حيمشي بسرعة ، كنت اتوقع إني حأطول على ما انقبل وتخلص الإجراءات
بس من شهر جاني القبول وخلصت اوراقي كلها ، وسفري حيكون بعد شهر تقريباً

طالع فيها مرة ثانيه ، وعيونها المفتوحة على وسعها وضّحت له مقدار الصدمة اللي حست بيها لمن سمعت كلامه
زفر بِ ضيق قبل لا يقول برجاء : الله خليكي غَيد بلا أفلام و دراما ، كفاية أنا شاااايل هم أمي لمن تعرف

قالت غَيد بصوت مخنوق بعد ما استوعبت كلامه : ليه ما قلت لنا من بدري طيب ؟ ليش تفاجئنا زي كذا ؟ !

بضيق قال : إنتي مو شايفه يعني كيف امي كل شويه تبكي لمن تتذكر إنو رزان حتتزوج وحتروح المدينة
ما ابغاها كمان تشيل هم من بدري إني حأسافر كمان ..

قالت غَيد : برضو مو من حقك تخبي علينا موضوع زي كذا

وسكتت وهيّ تتذكر ريّانة أمس اللي قالت لها بعد حفلة أمس على موضوع زواجها وسفرها مع زوجها
لمن قالت لها كل اللي حصل بالتفصيل حتى موضوع رعد مع أبوه ، ما قدرت تقول شيء إلّا بالعكس اتعااااطفت مررا معاها
لكن دحين ..

اتنهّــدت قبل لا تقول وصوتها ينخنـــق أكثر : يعني إنتا و رزان و ريّانة حتروحي عني دحين ..
كلكم كذا بسرعة ، مين راح يبقى ..





،

في مكان آخر ..


قفلت من غَيد وحطت الجوال على الطاولة اللي جنبها ..
عدلت فستانها السماوي القصير وشالت كاسات العصير الباارد اللي كانت مجهزتها
ومشيت بِ إتجاه زوجها اللي جالس على التراب أماام البحر ..

ناولته كاسة العصير وجلست جنبه وهيّ تحط كاستها على يمينها بحذر
التفتت عليه وهيّ تقول بِ رقـة : كويس اليوم الجو حلو ، على حظنا
ابتسم عمر ابتسامة خفيفه ووهوّ يقول بروقان غريب عليه : من جد ، وابتسم اكثر : نيّتك طيبة

إبتسامته هاذي خلّت لميس تتأملــــــــــــه بدون ما تحس بنفسها
من زماان ما تشوف ابتسامته هاذي ، فترة حملها كانت تعبانة ومهي مركزة عليه بس كانت حاسّة بتوتره ومزاجه الحاد
ولمن أجهضت توتره زاااد وصار أكثر حِــدّه ، لكن دحين تشعر إنها مالكة العالم وهيّ تشوف ابتسامته الحلوة هاذي

انتبهت لنفسها لمن شافته يبتسم لها ابتسامة مااكرة
على طول طالعت في البحر اللي قدامها وهيّ تحس انها بتمووووووووووت من الإحراج

سمعته يقول لها بهمــــــس وهوّ يقرب منها : تحبيني ؟
هزت راسها ب ايوه بدون ما تطالع فيه

حست ب خجلها يزييييييد لمن قال لها : قد إيه ؟
بِ همس قالت : مره كثير
غمضت عيونها لمن باسها على جبينها ومسك إيدها بدون ما يقول شيء

اللحظـة الصاااافية هاذي اللي همّ فيها ، خلتها تتشّجع وتناديه بهدوء : عُمر
ولمن شافته يلتفت عليها قالت : ابغى أسيب الحبوب الشهر الجاي وما اخذها
شافت عيونه تحتــــــــــــــــــــــ ـــــــــــد ، قالت بسرعة :الدكتورة من وانا في المستشفى قالت عادي لو حتى الشهر الجاي حملت
قال وهوّ يفلت إيدها : ممكن نقفل هذا الموضوع

قالت بألم : يا حبيبي مو شرط ترى إني اجهضت الحمل هذا ، معناتو إنو كل حمل حأجهض
حسّت بأنفاسه حتى تتغير وهوّ يقول : الموضوع هذا غير قاااااابل للنقاش
بلعت غصّتها و دموعها اللي تكاااااافح إنها ما تخرج وهيّ تقول : ليش طيب ، انا مو عارفة ليش الموضوع دا يوتّرك وما تخلينا حتى نتكلم فيه

التفت عليها عمر بكاامل جسمه ، وحاوط بِ إيدينه وجهها وهوّ يقول بهدوء جاااهد نفسه يتكلم فيه وما ينفعل
: لميس نحنا جايين هنا عشان ننبسط ونغيّر جو
ممكن ، ممـــــــــــــــــــــكن ما نفتح الموضوع هذا دحين ، ما أبغى نكـــد

ولمن شاف إنها زمـت شفايفها بدون ما ترد عليه سابها ، واخذ كاسة العصير اللي جنبه ، شرب منه وهوّ يتمنى إنه يبررررررد عليه
بكل بــــــــرود تقول له إنها تبغى تحمل مرة ثانيه ، هوّ ما صدق إن الهدوء يرجع لحياتهم ..
و الأهـــــــــــم هيّ لميس نفسها ترجع لحيويتها مرة ثانيه من غير التعب اللي كان ساكنها طوال فترة الحمل والإجهاض
ما عنده أي إستعداد حالياً إنه يرجع لِ نفس المُعاناة ..

إيوة معاناة ، شوفته لِ تعبها وهوّ ما بيده شي يسويــه كانت من أكثر الأشياء المؤلمة اللي حصلت في حياته
وما يتمنى يرجع لها ، حالياً على الأقل ..


،



2/ذو القعِده ..


: صبااح الخير على أرق و أنعم عروسة على وجه الكووووون كلله

ابتسمت ابتسامة واسعة من قلب لِ غَيد اللي دخلت دوبها غرفتها و صبّحت عليها
قالت : صباح النوور على أجمل عروسة في الدنيا

ضحكت غَيد وقالت بِ مشاكسة وهيّ تجلس على طرف السرير
: يعني انا قلت في الكون كلللله وإنتي قلتي في الدنيا لييييش ، كملي معايا الكون أشمل وأعــــــــــــم

أتعدلت رزان بعد ما كانت منسدحة على السرير وصارت متكيية على ظهره وهيّ تقول : وربي إنك فاضية

ابتسمت غَيد وقالت : إيوة أنا فااااااضية الحمدلله ، بس بعض الناس شكلهم بيكونوا على أعصابهم اليوم لأنو دبشهم بيروح المدينة أخيييراً
ضحكت رزان وهيّ تقول : ههههههههههههههه الله يخسس شيطانك ، ليش أخيراً يعني شاايفتني ميييتة على الزواج

غمزت لها غَيد : تقدري تقولي كدا
ولمن شافت عيون رزان تتوسّـــــــــــع بِ إستنكااار قالت : يختي امززززح معاكي امزززززززززح ، كنت حابّه بس أغيّر مزاجك

طــالعت فيها رزان قبل لا تقول بهدوء : ليش إشبو مزاجي

قالت لها غَيد : مو مزاجك قد ما إنو بالك أحسو مش ولا بد ، إش فيه ، إيش اللي شاغله
وقبل لا تقول رزان شيء قالت لها غَيد : لا تقولي لي الزواج عشان قرّب وباقي له كم يوم ، لأ مو عشان كدا

سكتت رزان سكوت طوييييييل
قبل لا تتنهّــد بصوت واااضح وتقول : اليوم أول ما صحيت من النوم جات في بالي امي نورة الله يرحمها
واتنهــدت مرة ثانية قبل لا تقول : أتذكرت كيف كانت مجروحة و محروووقة من أم مراد اللي سوت النوووووون وما يعلمون
عشان تبعد ولدها عني ، وقد إييييييييش كانت مستعيرة بشكل مو طبيييعي منها و إنها فرّاشة

وعضت على شفايفها قبل لا تقول تقول : لمن جيت هنا ، بجد بجد حسيت إنكم أهلي
وامي وابويا حبايبي حاولوا بكل جهدهم إنهم يعوضوني في الفترة القصيرة هاذي عن السنين اللي راحت وانا بعييدة عنهم

وزفرررت بحراارة : أنا عارفة إن ربنا أحكم الحاكمين ، اكيييد كان فيه حكمة لِ بُعدي عنكم السنوات اللي فاتت
وانا ابداً مو مطفّشة نفسي بالتفكيير إنو لييش أمي نورة اخذتني ،، لأ أنا بجد عاذرتها على اللي سوّته
يعني بِ إختصار انا متصاالحة الحمدلله مع حياتي ، بـــــــــــــــــس

وسكتت شويه قبل لا تقول بقهـــر : ام مُراد هاذي انا مو عارفة إش اسوووي معاها

غَيد اللي كانت تسمع كلام رزان وهيّ سااااااااااكته ، لأن رزان ناااادراً لو اتكلمت وفضفضت عن اللي جواتها
كانت تحس بوجـــــــع وهيّ تشوفها تتكلم عن ام مراد اللي مو راضيه ترتاح وتريّحها ..

طالعت في اختها اللي اتعوودت عليها بشكل مو طبيعي في الشهور اللي فاتت لدرجة إنها صارت ناسييية هيّ كيف كانت عايشة من غيرها
قربت منها اكثر وهيّ تسألها بِ إهتمام : إش سوت لك في الملكة ، اكيييد إنها جات ونكّدت عليكي

قالت رزان : اللي يقهر إنها ظاهرياً ما تسوّي شيء ، لكنها تسوي من تحت لِ تحت ..
نظرات المجاملة والكِبر اللي تطالعني فيهم تجررررح ، كأنها متبطررة عليا إنها رضيت تزوجني ولدها

بِ نررفزة قالت لها غَيد : يحمدو ربهم إننا وافقنا عليهم ، ، وكشّت بِ إيدها للفراغ اللي قدامها وهيّ تقول : ماااااااااالت
وطالعت في رزان وهيّ تقول : هذا الي منكّد عليكي ؟

قالت لها رزان بِ إندفااع : يعني دحين إنتي شايفه إنو عاادي تصرفاتها

قالت لها غَيد وهيّ تقوم من السرير : لأ مو عادي تصرفاتها ، و مو عادي كمان إنك تنكّدي على نفسك عشان حضرتها
هيّا أصلاً لو عرفت إنها تأثّر عليكي كذا حتنبسط وتزييد

قالت رزان : ومين قال لك إني أصلاً كنت مبيّنة لها شيء ، كان تعاملي مؤدب و ذوق معاها ولا كأني شايفه من تعاملها شي

طبطبت غَيد على كتفها وهيّ تقول : تربيتي
ولمن شافت رزان تطالع فيها وهيّ مو مستحمله مزحها ، ضحكت قبل لا تقول : ريزو خليكي منشكحه يختي ولا أحد يأثّر فيكي

وطالعت في الساعة والي كانت تشير لِ 2 ظهراً وقالت بحماس خفيف
: اليوم اخواني كلللهم بيكونوا موجودين على الغدا حتى دنو ، من زمااااان ما جلسنا مع بعض كلنا على وجبة ..

نزّلت رزان رجولها من على السرير وهيّ معقدة حواجبها بضيق

غَيد لمن شافت ان مزاجها لسى معكّر ، جلست جنبها مرة ثانية ومسكت إيدها وهيّ تقول : رزان لا تحسّبي انو كلامك قبل شويه
انا شايفته عادي وابغاكي تقفلي الموضوع لأ ، من جد ما ابغاكي تنكّدي على نفسك وتفكّري كثير فيها
خلاااااص لا تقعدي تفكري كل شويه إنو تعاملها مو كويس معاكي وتبيّن لكي في أي فرصة إنها مو متقبلتك
اتغاااااااااااافلي واتجاااهلي تصرفاتها .. انتي وافقتي على مُراد لأنك تحبيه وانتي عارفة كيف أمه ، خلاص لا تطفّشي نفسك

وضغطت على إيدها اكثر وهيّ تقول : اليوم أغراضك حتروح لِ بيتك
بيتك إنتي ، مملكتك إنتي و مراد اللي تحبيه و محسّسك إنك ملكة معاه ، فكّري في الشيء هذا أحسن
والشيء اللي يضايقك خليه ورى ظهرك ..





::




: مو من جدك ؟ ! ! !
: إلّا والله من جدي
: غَييييد بلا هبااله ، إش تتخصصي في التصوير ، إيش حتسوي بعدين يعني

زمت غَيد فمها بِ استياء قبل لا تقول : يا حبيبي قول إيش ما حأسوي ، يا كثر اللي أقدر أسويه لمن اتخصص و أصير محترفة بدل لا أكون هاوية
وقالت وهيّ تعدد على أصابعها : أقدر أفتح استديو ، أقدر أكون مُدربة و أعمل دورات عن التصوير
أقدر أشتغل في شركة دعاية و إعلان ويكون راتبي مبلغ وقدره إذا كنت محترفة وشغلي فناان

وطالعت في تميم اللي مصدوم من قرارها إنها تتخصص في التصوير وقالت : هاذي كذا افكار على السريع

قال لها تميم بعدم إقتنااااع ابداً : تقدري تحترفي في التصوير بدون ما تتخصصي فيه
اليوتيوب فيه دروس عن التصوير على قفى من يشيل ، ليش تحكري نفسك في تخصص زي كذا
لو إنك أبسط شيء تتخصصي في الإدارة ولا في التصوير

قالت غَيد : دحين إنتا محاسب قد الدنيا و درست برى ، يعني المفروض تكون نظرتك للتخصصات أوسع من كذا
إيش اللي مو عاجبك في التصوير ، انا احبــه واشوف الشيء هذا شغفي ، أبغى اتخصص فيه عشان اشتغل فيه مستقبلاً

طـــــــــــــالع تميم فيها قبل لا يقول بهدوء : أتمنى إنــــــــــتي تكون نظرتك للتخصصات أوسع من كذا
وما تطالعي فينا، إنو نحنا معارضين لقرارك بقد ما إنو نحنا أكبر منك ونظرتنا أوســع و نحاول نشور عليكي برأي حيفيدك مستقبلاً

طالعت غَيد فيه و التفتت على سلطان اللي قال : إنتي دحين لو اتخصصتي في التصوير في الأغلب حيكون شغلك بعدين إختلاط ، إنتي عادي عندك ؟
زوجك عادي عنده ؟ خلي نظرتك شااااااملة لكل شيء ، إذا إنتي حتحددي نفسك في تخصص زي كذا

طالع فيها تميم وهيّ مقطبة جبينها بِ استيااء ، واضح إن كلام سلطان ما عجبها ، قال : نحنا زي ما قلنا لك من البداية نشـــــــــور عليكي
ممكن يكون رأينا صح ، وممكن غلط ، أبحثي كويس عن هذا التخصص ، وإيش الوظايف اللي انتي ممكن تشتغليها لو اتخرجتي ، وبعدين قرري قرار نهائي

فهد اللي كان يطالع في النقاش اللي يدور بين غَيد و سلطان وتميم الوحيدين اللي موجودين في الصالة
كان عنده عِلم برغبة غَيد ، وكلّمته من قبل ، ودحين لمن شاف اخوانها يتكلموا معاها ما حب إنه يتدخل وكان مستمع فقط
لمن سمع كلام تميم الأخير ، ما حب إن الموضوع يطول النقاش فيه أكثر من كذا
قال : إيش رايكم نوقّف النقاش في الموضوع هذا عند هذا الحـد ، الأيام الجايّة كثيير

والتفت على سارة اللي دوبها دخلت الصالة و في إيدها الجوال وقالت بعجلة : فهد اكيد حنمشي بعد ساعة صح
ولمن شافته يرد عليها بإيجاب ، قالت : خلاص تمام
و رجّعت الجوال على أذنها : سلوى بشيّك على الأغراض لِ آخر مرة قبل لا ألبس ، إنتي كمان اجهزي سلطان شويه و راح يمرّ عليكم

قام فهد وهوّ يقول : انا بقوم امدد ظهري شويه قبل لا نمسك الخط
قال له سلطان : يا ابويا ترى ما يحتاج تتعب نفسك وتطلع ، انا و اخواني نكفّي و نوفّي ان شاء الله
هز راسه برفض وقال : دبش بنتي كيييف ما أروح

وطالع في سارة اللي بتخرج من الصالة مرة ثانية وقال لها : سارة ترى أكّدت على ابو عبدالله إنهم بعد بكرة ان شاء الله يجو يتغدوا عندنا
والتفت على سلطان وتميم الموجودين في الصالة وهوّ يقول بتحذير : انتبهوا يومتها ترتبطـــوا او تنشغلوا بشيء
قال تميم : ابشششر ما يصير خاطرك إلّا طيب ان شاء الله

طالع سلطان في امه اللي قالت : والله نفسي يرضوا يجلسوا عندنا اليوم بطوله ، من زماااان عن جلسة ساميه
ابتسم سلطان وقال : يا امي لسى كنتي جالسة معاها قبل امس في الملكة
قالت امه قبل لا تخرج هاذي المرة فعلاً من الصالة : وانتا تعتبر جلستي معاها بالفستان والتسريحة جلسة ، قصدي جلسة رااايقة

غَيد اللي كانت مشغولة برسالة وصلتها من ريّانة تقول لها انها ممكن تمرّ عليها بعد العشا وتجلس عندها
رفعت راسها عن الجوال لمن سمعت كلام سلطان ، سألته وهيّ تشوف امها و ابوها خرجوا من الصالة
: إيش الهرجة ، مين اللي ما جلست معاها ماما تمام في الملكة ؟

طالع فيها سلطان بنص عين وقال لها : يعني إنك ما سمعتي
عقدت غَيد حواجبها : سمعت إيييش ؟ ؟

طالع فيها سلطان وقال بتريقة : اهل زوجِــــــــــــــك ابويا عازمهم غدا بعد بكرة
طالعت فيه غَيد بفجعة وقالت : أحـــلف

بلا مبالاة قال وهوّ يطلّع جواله من جيب ثوبه : والله

ولمن اخذ الجوال ، طالع فيها شافها واقفة نفس وقفتها وعيونها مفتوحة على وسعهــــا
هزها بقوة وهوّ يقول : بنت اشبك ؟ !!

طالعت فيه غَيد وهيّ تحس بطنها بدأت تمغصها ، بعّدت عنه وقالت بحدة خفيفة : اححح سلطان اشبك عورتني
بعّد عنها وهوّ يقول : انتي اللي اشبك متجبسه كأنو مدري ميين قلت جاي

ما ركزت غَيد كثير في كلامه لأن بالها كان مشغووووول
طلعت بسررعة الدرج درجتين درجتين متوجّهه لِ غرفة رزان اللي فيها دانية تقول لهم الخبر ..
أول ما دخلت الغرفة شافت دانية جالسة على سرير رزان وفي إيدها الرضاعة ترضع ولدها و رزان جالسة على كرسي التسريحة

قالت لهم بعجلة : تتوقعوا ميييييين حيجي بعد بكرة عندنا
قالت لها دانية بتلقائية : خالة سامية ؟

طالعت فيها غَيد بتعجب : إش دراكي ؟
ببساطة قالت لها دانية : ابويا مستحييل ما بيعزمهم عندنا في البيت ، أصلاً كنت متوقعة ابويا يعزمهم أبدر من كذا
وابتسمت : كويس إنو بيعزمهم يا إني مشتاااااقة لجلسة خاله سامية وأريج ، حتنبسطووووا بالجلسة معاهم جلستهم بسييطة وحلللوة
قالت رزان بتريقة : مجلسٍ ما به نفسٍ ثقيلة
ضحكت دانية قبل لا تقول : والله من جـــــــــــــــــد

جلست غَيد على طرف السرير وهيّ تقول بتوتر : إيش ألبس بعد بكرة ، ياربيي إذا هيا عزومة غدا يعني لازم ألبس هادئ ، إيش ألبس ؟ ؟
قالت لها دانية : إلين يومتها وخيير ، لسى هما مو بكرة بيجو
ولمن شافتها فتحت فمها بتعترض على كلامها قالت لها : أنا حأنام عندكم ان شاء الله إلييين يوم الزواج
خلينا دحين نروح نودّي دبش العروسة و بكره على رواقة نشوف إيش حتلبسي يا انسة غَيد

قالت لها غَيد بفرررح : من جد حتنامي عندنا إليين يوم الزواج
ابتسمت دانية وقالت : إيوة ان شاء الله ، وطالعت في رزان وغمزت لها : لازم نعمل توديع للعروسة ..




،





4 / ذو القعدة
الواحدة والنصف مساءً ./*


قالت وهيّ تنزل اخر درجة : يا هلااا والله باللي صار يتغلّى علينا
ولمن شافته يمد يده لها بملل ،طنشت إيده حضنته بقووة وهيّ تقول : والله وحشتني يا مفعووص

بعّد عنها إياد وهوّ يقول : بعّدي عني لا تحضنيني كذااااااااا
وطالع فيها : وبعدين انا أجي هنا بس انتي اللي ما تكوني موجودة

قالت : لا والله ، اكيد انك جيت كم مرة بس ولا طوووال الوقت مبلّط عند خالة سلوى لك أكثر من شهر مدري إييش عندك
التفتت يمينها وهيّ تسمع الصوت الطفولي المبحوح يقول : كل يوم يلعب سوني مع عزام ، تقول جده إنهم يناموا ويصحوا عليه

التفتت يسارها وهيّ تسمع إياد يقول بِ عصبية : مااااالك دخل يالملقوفة ، أحد كلمك دحين
عقدت حواجبها وهيّ تسمع ديما تقول ل له : انا مو ملقووفة ، كلمت عمة غَيد بس
كتفت إيدينها وهيّ تقول : ياليييييل ، دحين اشبكم اتضاربتوا

: مدري ميييين والله اللي نازله بِ شرّها

طالعت بِ استنكار في اخوها سلطان اللي جالس على وحدة من كنبات الصالة وقالت
: اناااااا اللي نازله بِ شرّي ، ولا عيالك اللي شياطينهم قايمه

وضيّقت عيونها تطالع في أرجاء الصالة قبل لا تقول : بالكلام عن الشياطين ، الشيطانة الصغيرة فينها
ديما اللي كانت لسى واقفة جنبها قالت لها : في غرفة عمو ريان وهديل

ابتسمت غَيد وقالت : وانتي ما شاء الله كاميرا مراقبة على البيت كله ، وبتريقة قالت : وبابا فينو طيب
جاوبتها ديما بسرعة : في مجلس الرجال مع عمو راكان
ضحكت غَيد بصوت عاااالي وضربتها على كتفها وهيّ تقول : لااااا عجبتيني كدا ، أقدر أستفيد منك
وسكتت لِ ثواني قبل لا تقول : يعني تميم و عمر ومشاري لسى مو موجودين

ومشيت متوجهه لِ جناح ريان وهديل وهيّ تقول لِ ديما اللي لحقتها : خلينا نشوف إش عندها ديالا في جناح ريان وهديل أول شي
اتفاجئت لمن شافت الباب المردود ، دقته بتردد وهيّ تنادي : ريااان ، هديييل
سمعت صوت ريان العالي وهوّ يقول لها : تعالي

دخلت داخل الجناح ، ومن باب الغرفة المفتوح شافت ريان واقف عند التسريحة ويعدل كبك الثوب اللي لابسه
عقدت حواجبها وهيّ تسمع صوت الإزعاج الصادر من الغرفة ، قربت و وقفت عند الباب وهيّ تقول : إيش الهرجة ؟ !

قال ريان وهوّ يبخبخ من العطر : هاذي اللي ينطبق عليها المثل جنت على نفسها براقش ، تعالي ادخلي شوفي

دخلت غَيد الغرفة متوجهه لِ الحمام الصادرة منه الأصوات
أول ما وقفت عند باب الحمام ابتسمت بتعجب ، كانت هديل غرقاااااااااانة بالمويه
و أسامة ولد دانية و ديالا و ليان جوة البانيو وواضح إنهم كانو يلعبوا بالموية فيه قالت لِ هديل بضحكة : إش فييييه ، إييش الحفلة اللي هنا

ضحكت هديل قبل لا تقول : كنا في المطبخ و أسامة كب كاسة عصير المانجا على نفسه واتبرعت إني أحممه
لمن شفت كيف دانية حايسه مع امك في تحضير الحلى لِ بعد الغدا
وأشّرت براسها على ديالا وليان : والثنتين دخلوا معايا هنا على أساس يساعدوني لكن شوفة عينك

قالت لها غَيد : والله يا قلبي الغييييرة اللي خلّتهم يدخلوا معاه الحمام
وبتريقة قالت : وانتي كمان احلفي إنك مو فرحانة وانتي تلعبي معاهم بالموية
و رفعت صوتها وهيّ تقول : براقش يا ريان ما جنت على نفسها إلّا مبسوووطة

طلّ ريان براسه وقال بأذية : مستكثرة عليها يعني إنها مبسوطة !
شافها تعقد حواجبها و واضح انها بترد عليه ، قال بسرعة : بسرعة اجهزوا ، عم مشاري و اهله على وصول

حسّت غَيد بِ نبضااااات قلبها تزييد لمن سمعت كلام ريان
و طالعت في ليان اللي تبغى ترشّها بالموية قالت لها بحدة خفيفة : بطلللي دوبني لابسة الفستان

والتفتت على ديما وهيّ تقول بتحذير : وإنتي كمان يا ديما بعّدي ، خليكي برى الحمام لا تتبللي
التفتت عليها هديل وهيّ تقول : حتى انتي يا غَيد ، اخرجي ، خلاص انا اللحين بألبسهم

قالت لها غَيد : والله انتي كمان يبغالك تغيري لبسك وترجعي تتجهزي من جديد
وبعجلة قالت : بروح اشوف لو امل جابت شغالتها بخليها تجي تساعدك





::



بَعد ساعتين *


: ذاك اليوم كان فيني ضيقة الدنيا ، ضيــــــق ضيــق أعوذ بالله ما ادري من وين جاني ، دخل علي وقتها وشافني جالسة والضيق باين في وجهي
سألني عن حالي وقلت له مافيني شيء ، بس هو جلس يلح و يلح إلين ما قلت له ودي أروح أعتمر ، فيني ضيق ما يعلم فيه إلّا ربي وابي اروح بيته
قال لي يصير خير ، وخرج من عندي ، والله ما مرّت 12 ساعة إلّا وأنا في الحرم ، ما قصّـــر حجز التذاكر أول ما خرج من عندي ، ما ادري كيف دبّرها بهالسرعة
وحجز لنا ليلة في فندق قبال الحرم ، اعتمرت مرّتين ورجعنا الرياض بعدها بيوم

: طبعاً لازم امي تحسّـــــــــــــن صورته ، أهل العروس عاد
: بس اسكتي يالسوسة ، والله إني ما كذبت في حرف

: خالتي ساااارة أنا سوسـة !

: شويه مو كثيير
: خاااالتي ، على الأقل حسّني صورتي عند مرة اخوي لا تفشليني عندها

كانت مرتاحة ، وِ الأكثر من مرتاحة مبسوطة ومستمتعة فعلاً بجلستها معاهم
لمن قالت لها دانية إن جلستهم حلوة ، فكّرت إنها ممكن بس تبغى تخفف من توترها وما تبغاها تشيل هم لقائهم
لكن ما اتوقعــت إن جلستهم وسوالفهم حلللوة وكأنها تعرفهم من زمان ..

التفتت على سجى اللي جالسة جنبها وقالت لها : ما شاء الله يا بختك غَيد فيهم ، واضح إنهم ناس حبوبيييين ويدخلوا القلب على طول
ابتسمت وقالت لها بأذيه : ونحنا ناس ندخل القلب على طول ولا لا

طــالعت فيها سجى قبل لا تضحك وهيّ تقول : هههههههه يا هبله
وقرصتها بخفة : طلّعي العباطة هاذي قدامهم مو أحسسن

مدت غَيد لسانها و قالت : لا خلّي صورتي بيضاااااااااء عندهم

طالعت في سامية قبل لا تقول لِ سجى : كأنها أمه مو مرة اخوه صح
وافقتها سجى : مرررررا ، انا في الخطوبة ما كنت ادري إنو امه متوفّيه وعلى بالي خالة سامية امه
ما شاء الله شوفيها كيف تتكلم عنه كأنو ولدها مو اخو زوجها

طـالعت غَيد فيهم و ورجعت تطالع في أرجاء المجلس اللي هم فيه
كانو حريم اخوانها كلهم متواجدين بِ استثناء بتول اللي اعتذرت و اخواتها طبعاً ، وسامية و بنتها أريج

حمدت الله إن اخوات ميلاد و بنات اخوه اللي شافتهم في الملكة رجعوا الرياض من أمس
ما تتوقع إنها حتاخذ راحتها في الجلسة إذا كانو هم كمان موجودين

لمن وصل تفكيرها عند هاذي النقطة ، رن جوالها بِ إتصال من مشاري
أول ما ردت عليه قال لها : أطلعي الصالة

خرجت لِ الصالة وهيّ تبتسم بخجل لمن اتلاقت عيونها بعيون سامية اللي ابتسمت لها
أول ما شافت مشاري واقف في طرف الصالة ، قربت منه وهيّ تسأله بِ استفسار : إش فيه ؟ ؟

قال لها مشاري : تعالي ، عمي مشاري بيسلم عليكي

عقدت حواجبها بخوف وهيّ تقول : كذااب
بِ استغراب قال لها مشاري : وليش اكذب يعني ، تعاالي من جد يبغى يسلم عليكي

شبكت غَيد إيدينها وحطتها على صدرها وكأنها تحاول تهدّي نبضات قلبها اللي تحسه بينفجرر من كثر ما هو يدق
قالت بِ خوف ممزوج بتوتر وخجــل : ما أبغى

فرصع مشاري عيونه فيها وهوّ يقول : بلا هبااله إش ما ابغى ، تعالي ما بيعضك
هزت راسها برفض وهيّ تقول : لا استحي وربي
وطالعت فيه : ميشو ما كنت حاطة في بالي إني حأسلم عليه

ابتسم مشاري وهوّ يشوف التوتر صار واااااضح عليها ، قال بهدوء : وما كنتي حاطة في بالك إنو ميلاد حيسلم عليكي برضو

زاااااااااادت نبضات قلبها لمن مشاري قال اسمه ، ما تنكر إنها حاطة فرضيه إنه ممكن يشوفها
بس ما كانت متأكدة تماماً لأن توقعاتها عنه بعد الملكة ما كانت صحيحة ميه بالمية

كانت متوقعة إنو بعد حفلة الملكة حيطلب يشوفها ويخرج معاها بما انهم بيجلسوا اسبوع بس في جدة وبعد كذا بيرجعوا الرياض ، بس ما طلب
و اتصالاته عليها ما اتعدت إتصالين وكانت مدتها قليلة جــــــــــداً

ما تبــــــغى تقارن ، بس غصب عنها كانت تتذكر نايف كيف جننها بالإتصالات بعد الحفلة
و رزان اختها برضو نفس الشيء ، خرجت مع زوجها يومين متتالين بعد حفلة الملكة غير اتصالاته الدائمة

فَ هيّ لمن كانت شايفه توقعاتها ما صارت ، ما حبّت إنها تطفّش نفسها رغم إنه من جواااااتها حازّ في نفسها شوووووي
بس تبرر له إن ممكن طبعه يكون غير ، وما تبغى تحكم عليه من البداية
هاذي الأسباب اللي خلتها ما تأمّل نفسها بزيادة إنه بيطلب يشوفها ويسلم عليه ، بغرض إنها تحمي مشاعرها لا تهتــز أكثر

مسك مشاري كتفها وهوّ يقول : غَيد يا قلبي اشبك

رفعت غَيد راسها تطالع فيه ، و قالت له بأكبر هـــــــدوء قدرت تتكلم بيه وهيّ تحاول تبعد التوتر والخجل عنها
: مافيني شي هما فين جالسين
قال لها : ابويا وسلطان مع ميلاد وعمي مشاري في المجلس ، وعياله عبدالله وناصر وماجد في المقلط مع تميم و شلة الأُنس

ابتسمت ابتسامة بسيطة لمن مشاري قال " شلة الأُنس " هذا صار الإختصار الرسمي ل عمر و ريان وراكان

قالت بذات الهدوء اللي تحاول ما تبيّن الإرتجاف فيه : طيب انا بس بعدّل شكلي وبعدين بدخل

: ما يحتاج يا عمري تعدّلي شكلك ، قمـــــــــر

التفتت بِ ابتسامة متوترة لِ دانية اللي قالت هذا الكلام وهيّ تقرب منها
بلهفه قالت لها : من جد

عدلت دانية شعر غَيد وهيّ تقول : إيوة ما شاء الله
ومسكتها من كتوفها وهيّ تقول : مالو دااااااعي تستحي وتتوتري من عمو مشاري ، أطيييييب رجال في العالم ممكن تقابليه
وِ بحسرة قالت : واللهِ إني مقهوووووورة لأني أغطي عليه

قال مشاري بمزح : اذا الحسرة في قلبك عاااااادي ، البسي عبايتك وادخلي سلمي عليه ، لا تخلّي شيء في نفسك
ضحكت دانية قبل لا تقول : إنتا ما شاء الله كل شيء عاااااادي عندك ، والله يا إنو حتطير أبراج عقل محمد لو عرف

بِ تحريش قال لها مشاري : مو لازم يعرف ، إنتي كمان لا تكوني خبله وكل شيء تقولي له

رفعت دانية حاجبها الأيمن وهيّ تقول : يبغالي أقول النصيحة المُفيدة هاذي لبتول
ضحك مشاري قبل لا يقول : لا إله إلّا الله ، ما قلنا شيء يا بنت الحلال ، نمززح ، لازم تصدقوا كل شيء
وطالع في غَيد : يلا يا غَيد ترى طال الموضوع ، حيسلم عليكي بس

اخذت غَيد شهــــــــــــــــيق طويل قبل تقول : يلا طيب

خرجت لِ قسم الرجال ، واترددت شويه وهيّ تشوف مشاري يدخل لِ باب المجلس الكبير
سمّت بسم الله قبل لا تدخل وعيونها في الأرض
سلمت بصوت يا دوووووب ينسمع وهيّ حاسّه جسمها كلللله حااااار
مستحيــــــــــــــــــــ ه بشكل مو طبييعي

حسّت إنها طولت وهيّ واقفة رغم إنها في الحقيقة كانت ثواني بسيطة قبل لا تسمع صوت ابوها وهوّ يقول : غَيد يا ماما تعالي
بلعت ريقها وهيّ تقول في داخلها " يعني يا بابا ما قدرت تناديني إلّا بالطريقة دي كأني ليان ولا ديما "
رفعت راسها وعقدت حواجبها لمن شافت الرجال اللي جالس جنب ابوها
تعرفه من الصور ، بس شوفته على الطبيعة خلتها تشعر إنه فعلاً إنسان مألووووووف بالنسبة لها

ابتسم مشاري ابتسامة ابويه حنونة ذكّرتها بِ ابتسامة ابوها وهوّ يوقف لمن شافها تقرب منه
سلمت عليه وهيّ مبتسمة لمن سمعته يقول
: ما شاء الله تبارك الله ، مبرووك يا بنت الغالي الف مبرووك ، الله يتمم افراحنا على خيير وسعادة
بِ حيا قالت : الله يبارك فيك

سمعت صوت سلطان يقول لها بمرح : غَيد في بعض الناس من اووول واقفين يستنوا دورهم يجي

التفتت يمينها ، وِ حست إحساس الخجــل يكتسحهـا بقــــــــــــوة
كان واقف عند أول كنبة في المجلس ، بس من ربكتها لمن دخلت ما انتبهت له ابــداً

وقفت مترددة وهيّ فعلاً مو عارفة ايش تسوي
طالع فيها ميلاد بمودة ، وِ رحم موقفها ، باين إنها بتمووت من الخجل ، مشي لها ، وصافحها وهوّ يقول : كيف حالك غَيد ؟




::





ربطت النقاب وهيّ تحاول تهدي الرجفة اللي في داخلها ..
الرجفة اللي ما وقّفت من وقت ما ابوها قال لها إن ميلاد استأذن منه يخرج شوي معاها ، وهوّ وافق ..

وهيّ ماشيه في الحوش بتخرج ، قابلت عمر اللي طااااااااالع فيها قبل لا يقول : على فيين ؟ !
استحت غَيد وما عرفت إش ترد عليه ..

عمر اللي كان عارف انها بتخرج مع ميلاد ، ودوبه كمان شافه واقف عند الباب
ما قدر يكتم ضحكته وهوّ يشوف وجهها يتلوّون وهيّ مو عارفة إيش تقول له : خخخخخخخخخخ وربي شكلك تحفة
ومشي متوجهه لِ قسم الرجال و الإبتسامة عالقة على شفايفه

طالعت غَيد بِ غييييض في ظهره وهيّ تقول بصوت مسموع
: حتى انتا يا لوح الثلج ماسبت الطقطقة عليّا ، افففففففف الله يعنييييني بس

خرجت من البيت ، وِ ركبت السيارة وهيّ تتحاول تتوشّح بالهدوء قد ما تقدر
ابتسمت بخجل وهيّ تسمعه يرحّب فيها بحفاوة

أول ما خرجوا من الحي وِ مشيوا في الطريق العام ، قال لها بمرح : راح تصيرين مرشدتي ، لي فترة طويلة ما أسوق في جدة
ابتسمت و قالت بخجل : ما أوعدك ، ما اعرف للطرق كويس

بمزح قال : يعني ما بتعرفين حتى لو مشيت في الطريق اللي يوديك لمكة
ضحكت بنعومة وهيّ تقول : بالزبط




::





بعدها بربع ساعة /*



:" إحرااااااااج ، إحرااااج ياررربي ،، أنا كييف وافقت إني اخرج معاااه ،، لاااا لااا قبل لا اوافق اخرج معااه أصلاً
من الأساااس لييييييييش كنت زعلااانه إنو ما طلب مني اخررج معاه افففففففففففف ياااربي حمووت من كثر ما قلبي يدق بسرررررعة "

كان هذا كلامها الدااخلي وهي تطالع في الطاولة الدائرية الجالسين عليها في طرف منزوي من الكوفي الرايق الموجودين فيه
وتعصصصر إيدينها عصرر من من الخجل والربكة
إحساس الخجل والتوتر ما كان بعيد عن شريكها في الطاولة ، وإن كان أهون منها بمرااااحل

مو عارف كيف يفتح معاها موضوع ، شايف حمرة الخجل صاابغة وجهها ، ويدها اللي تعصرها وضّحت له قد إييش هيّ مرتبكة
تصرفاتها خلّته يتوتر معاه ويقعد كم دقيقة بعد ما جلسوا مو عارف ايش يقول لها
اتنحنح بعد دقيقة وهوّ يحاول ينحّي التوتر عنه و يقول : إن شاء الله يكون المكان أعجبك ؟

رفعت غَيد راسها ببطئ لمن سمعت كلامه بنبرته الهادية المُريحة ..
طالعت في أرجاء الكوفي اللي همّ جالسين فيه ، ورجعت طالعت فيه قبل لا تقول بِ إبتسامة خجولة : إيوة ، حلو

أتشجّع ميلاد أكثر لمن شاف ابتسامتها ، ومسك إيدها برقّة
سكت شوي مو عارف إيش يقول ، قال بعدها : مبروك التخرج
طالعت غَيد فيه ، حسّت كلمته بعد ما مسك إيدها غلط شويه ، لكنها ابتسمت نفس الإبتسامة وهيّ تقول : الله يبارك فيك

صمت دام كم دقيقة . . .
بعدها طــــــــــــــــــالــع ميلاد في غَيد ، قبل لا يقول : بصراحة كنت مجهّز كلام كثييييير لكنه طااار
وحك حاجبه الأيمن بِ إحراج وقال : لا يكون بس تفكيرك اللحين إن الجلسة معي ، مثل ما تقولون بييييض

غَيد اللي كانت حاسّة بثقل في الجلسة بس عارفة إنها رهبة اللقاء الأول بينهم
لكنها لمن سمعت كلامه بذاااات مصطلح بيض هذا ، ما قدرت تتمالك نفسها لا تضحك

تنـــــــح ميلاد لمن شافها تضحك ضحكتها المعروفة المايعة ..
حسّت غَيد على نفسها ، وحطت إيدينها الثنتين على فمها وهيّ تقول : سوري ، مو قصدي أتريق عليك ، بس ، مصطلح بييض هذا من فيييين جبتو ؟

ميلاد في هاذي اللحظة كان قادر يسمع صوت نبضااااااات قلبه اللي تدق بسرعة جنوووونية
غَيد ما كانت ذات جمال أخّاذ ، لكنها كانت تمتلك جااااااااذبية كبييرة وكاريزما عاالية ، وصوتها الناااعم بنبرته الدلووعة الطبيعة من غير إصطناع وتكلّف
وضحكتها الرنااانة ، تخلّي الشخص غصصب عنه ينشــــد لها ، فَكيف لمن يكون الشخص هذا زوجها

حاول ميلاد يتمالك نفسه ، وهوّ يبتسم لها ومسك إيدها مرة ثانية وهوّ يقول : لا تضحكين هالضحكة ونحنا في مكان عام
غَيد كانت عارفة إن ضحكتها حلوة ، و كم مرة تسمع تهزيئ أخوانها و أمها لمن تضحك وهما برى
لكنها حبّت تستهبل عليه وهيّ تقول له : ليه ، تفشّل ؟

ونــــــــــدمت على إستهبالها هذا لمن رجع لها الخجــل بقوووووة وهيّ تشوفه يضغط على إيدها قبل لا يقرب منها ويقول بهمس : تفشّــل ؟
حرام عليكِ ضحكتك تذوّووووب

ابتسم ميلاد وهوّ يشوفها استحــــت وما عاد رفعت عيونها من الطاولة
قال وهوّ يقرب الكرسي منها أكثر : تدرين اني ما كنت اعرف إن لو طلبت من ابوك نطلع نتمشى بيوافق
انقهــــــرت من أريج وبغيت اتهاوش معها ، ما قالت لي إلّا اليوم إن عادي عندكم تطلع البنت مع زوجها ايام الملكة

واتوسعت ابتسامته وهوّ يشوف ابتسامتها رغم إنها ما رفعت راسها لسى
وقال : كان ودّي اتعرف عليك أكثر ، بس لأني مع بيت اخوي مشاري طوال الوقت ما كنت قادر حتى اتكلم بالجوال معك براحتي

وسكت شوي ، وقال وهوّ يضغط على إيدها بخفّة : غَيد ، ممكن ترفعين راسك شوي ، ترى ما بشوفك بعد كذا إلّا بعد شهر أو أكثر

هنا رفعت غَيد راسها وهيّ مستغربة ..
ما تدري ليش ، كانت متوقعه إنه راح يقعد في جدة إلين زواج رزان وبيحضره مع بيت اخوه مشاري ، وبعد كذا بيرجعوا الرياض

بــــــس
نسيييت أمر اخوه مشاري ، و زواج اختها و سفره المُفاجئ
وهي تطالع مباشرة في عيونه العسلية اللي أثارت إنتباههها من أول وِ ما قدرت تبعـــــــد عيونها عنه
إليين ما حسّت في النهاية على نفسها ، و رجعت تطالع في الطاولة مرة ثانية ووجها مصبووووووغ باللون الأحمر
فعلياً حسّت جسمها يدخّن من كثر الحرااااااارة اللي دبّت فيه من الخجل

ميلاد اللي حسّ إن الزمن اتوقف لمن ألتقت عيونه بِ عيون غَيد ، إلين ما نزلت عيونها بعد ما انتبهت لنفسها
ابتسم وهوّ يشوف إرتباكها و خجلها ، و رجع ينادي بِ إسمها مرة ثانية

غَيد بعد إلحاح منه رفعت راسها وهيّ عاضة على شفايفها السُفليه من الحيا
بس ما قدرت تمنع إبتسامتها و هيّ تشوف إبتسامته المُريحة ذاتها ..

مسك إيدها بِ خفة وهوّ يقول بِ عمق وَ مشاعر قوية غريبة تتولّد بداخله
تجاه هاذي الإنسانة اللي ما مرّ على لقاءه بها أكثر من اسبوع : الله يقدرني و أسعــــــــــــــدك

اتوسعت ابتسامتها الخجوله وهيّ تتمتم : آمين

ضغط على إيدها وهوّ يقول بِ مرح : و وش بعَد ؟
طـالعت فيه غَيد لِ ثواني قبل لا تغطي فمها بِ إيدها الثانية بخجل و هيّ تقول بِ همس : و الله يقدرني و أسعدَك ..






،





7 / ذو القعدة .* 8 مساءً ..


الأميرة الحلوة اللي في حكايات الخيال
اللي موكبها النجوم وحولها نورٍ سطع
إنزلي يا حلوة و انتي آية من حسن و دلال
و اشرقي مثل الحقيقة للي ما شاف و سمع



مافي شيء أجمل من إنك تشوف حلمك متحقق قدامك
أعتقد هاذي اللحظة اللي ما تساويها أي لحظة ثانية ..

وهذا كان شعوره وهوّ يشوف عروسته تنزف له في منظر مُهيب ..
كان أبوها ماسك يمينها و اخوانها الستة ماشيين وراها في مسيرة مُلفتة للنظر ..
أولاً لعددهم ، ثانياً لِ طولهم و أناقتهم ..

ابتسم ابتسامة من قلـــــــــــب لمن قربت منه وِ أعطاه ابوها إيدها
اخيــــــــــراً ، اتحققت الامنية اللي كان يتمناها طول عمـره ..

شدّ على إيدها بِ إيده اليسار ، وِ بِ إيده اليمين رفع بِ رقة طرحتها عن وجهها
وِ بِ إنبهااار وإعجاب قال : ما شاء الله تبارك الله
ذكر الله عليها قبل لا يقول أي شيء ثاني ، لأنه فعلاً خاف عليها حتى من عينه ..

سمع نحنحة فهد ابو زوجته ، و انتبه إنه ما زال على نفس وقفته
ابتسم بِ إحراج وهوّ يشد على إيدها أكثر ويمشي بِ إتجاه كرسي الكوشة الأبيض ..

وقف مكان ما أشّرت له المصورة وبدأت بِ إشارات عمَلية توجّه اخوانها وترتبهم عشان تطلع الصورة بيرفكت
التفت مُراد على رزان نصف إلتفاته وِ نزّل راسه وهوّ يقول بِ همس
: انتي مو جميلة و بس ، إلّا أجمل الجميلات ، واليوم وانتي لابسة الأبيض جمالك أكتمل

رزان اللي رفعت راسها لا إرادياً لمن دنق راسه عليها أول ما سمعت كلامه ، نزلت راسها وهيّ تبتسم بِ حيا

و زاااد حيائها لمن قال لها مُراد : يا حظّي فيكِ
رفعت راسها له ، و اتفاجئت لمن شافت عيونه اللي كانت تنطق بِ عشق فاااضِح

تعرف إنه يحبها ، لكن اليوم نظراته كانت أكثر وِ أعمــــــــــق من إنها نظرات حب
نزلت راسها بِ حياء أكثر وهيّ تردد في داخلها : " إلّا يا حظّي أنا فيك "


:
:



: خلاص غَيد يا قلبي امسكي نفسك مايصييييير اللي بتسوييه

غَيد اللي كانت تحاول تمسح دموعها الغزيييرة لا تخرب المكياج قالت بِ إرتجااف لِ دانية : مو بيـــــــــــدي
و مسحت انفها وهيّ تقول : شايفه كيف شكلها يجنن ، الله يسعدها ياارب ، تجنن و زفتها حلللللوة طلعت

قالت دانية واللي مستغربة من بكاااااء غَيد اللي ما وقّف من وقت ما بدأت زفة رزان إلين دحين وهيّ تتصور فوق الكوشة
: طيب الحمدلله ، الواحد يفرح مو يقلبها منااحة زيّك

التفتت عليها غَيد بعد ما كانت تطالع في رزان و قالت وهيّ مقوّسة شفايفها
: طيب هاذي دموع الفرح ، من كثر ما انا فرحانة مو قادرة أمسك نفسي

زفرت دانية وقالت : واللهِ أشك في الموضوع ، بس المهم حاولي توقفي مصنع الدموع هذا
مو تشوفي رزان بعد ما يخرج العريس وتفتحي مناحة مرة ثانية ياااااويلك

ما ردت عليها غَيد وهيّ تطالع مرة ثانية في رزان
ابتسمت وهيّ تشوف التوأم يتصوروا معاها لوحدهم بدون حتى العريس

طالعت في ساعتها الفضيّة اللي كانت تشير لِ الثامنة والنصف ..
ابتسمت ابتسامة إنتصاارالوقت لسى بدري و في نفس الوقت اللي في بالها اتحقق بدون أي مشاكل

فكرة الزفة كانت من تخطيطها عن سبق إصرار و ترصّد ، كانت رزان تتمنى إنو عريسها ينزف معاها
بس ما اتجرأت إنها تتكلم مع ابوها لأنها عارفة رفضه القاطع لهذا الموضوع ..

فَ فكّرت غَيد إنها تنزف من بدري بعد صلاة المغرب
وراح تكون كمان القاعة فاضيه و رايقة وتقدر المصورة تصورها في أكثر من زاوية

خطرت لِ غَيد وقتها فكرة إنو ابوها واخوانها ينزفوا مع رزان ، عشان تبيّن لِ مُراد إن وراها رجااااااااال ..
وتكسر عين امه واخته الكريهين اللي ما دخلوا لها من زوووور ..

اترجّت ابوها و اخوانها لِ مدة اسبوع عشان يوافقوا ، استخدمت كل وسائل الإقناع عشان تخليهم كلهم يوافقوا ..
وأعادت عليهم مِراراً وتكراراً أهم نقطة في الموضوع وسبب رفضهم
إن القاعة راح تكون خااالية تماماً من النساء لأن الوقت بدررري ، والحمدلله تمّت الخطّة بنجاح باااهر ..

ابتسمت وهيّ تمسح اخر دمعة من عينها و طالعت في اختها اللي تتصور صورة منفردة مع ابوها اللي يحاوط كتفها بحـب

تحس إنها قدمت أكبر هدية لِ رزان بِ هاذي الزفة اللي ما خطرت ابداً على بالها وكانت مُفاجئة لها بس أثرها كان رائِع ..
الابتسامة ما فارقت رزان من وقت ما بدأت الزفة ..





،






بعَــد اسبوع */


بصوتها الناعِم قالت بتردد واضح له هوّ على الأقل : تميم ممكن تقعد شويه ، ابغى اتكلم معاك

كان واقف قريب من المدخل بيخرج ، طالع فيها بِ إستغراب لمن قالت له هذا الكلام فجأة ..
ايش ممكن تكون تبغى منه ؟ !

شاف التردد وِ الإصرار موجودين في عيونها بتناااقض عجيب ..
شدّته نظراتها ، جلس على أقرب كنبه جنب الباب وطالع فيها منتظر إيش ممكن تقول

سجى اللي كانت جالسة في الكنبه اللي جنبه ، شدّت على إيدينها بتوتـــــــــــــــــــــ ر يخالجه بعض الخوف
" يارب ألهمني اقول كلام مرتب و يقتنع فيه ، يارب يارب يارب "

كانت حاسة بجسمها كللللله مشدود ، تبغى تقول كلام يخليها ترتاح ..
مو عاجبها وضعهم الاسابيع اللي فاتت ، فيه نظرات في عيونه مو مريّحتها ..

ما تدري اذا هذا كان من نسج خيالها لأنها مو في وضع طبيعي ابــــــداً من وقت ما تميم قابل ولد جيرانهم
أو هوّ فعلاً شاك إن فيه شيء ..

تميم اللي كان ملاحظ حالة التوتر اللي هيّ فيه ، حسّ بِ توجّـــــــــس
إش ممكن تكون تبغى تقول له ؟ ، ، فكّر إنه يخليها تأجّل اللي تبغى تقول له وِ يخرج ..
ما يبغى يسمع شيء منها ..

هوّ تــــــمــــيم و لأول مره في حياته يبغى يهرب من الكلام اللي ممكن تقوله
لأن في الحقيقه فيه جزء صغيييييييير في أعمق أعماقه مو مرتاح .. متوجّس وِ خـــــــــايـف !

فتح فمه بيتكلم ، لكنها اتكلمت بسرعة قبل لا ينطق بحرف : فاكِر لمن رجعتني من بيت أهلي وقابلت ولد جيراننا ؟

أكيييييييييييد إنه فاكر ، وضروري إنه يفتكر لأنها ما كانت طبيعية 100% من بعد ما حصل هذا اللقاء الغير متوقع

ما انتظرت سجى تعليق منه ، كملت : أتوترت في هذاك اليوم غصب عني
تميم اللي كان يطالع في الأرض ، رفع عيونه لها لمن سمع كلامها الأخير
عضت سجى طرف شفتها السُفليه من نظراته المُتسائلة و اللي تخفي داخلها شيء من الحِـدّة المعروفه

قالت بِ توتر وخجل حقيقي : كنت احبه بداية ايام الثانوي ، حب أهبل ما ادري ايش اللي حبيته فيه
بس المشكلة إنو اخته قالت له إني احبه ، كويس إنو ما اعطاها وجه ، بس لمن شفتو هذاك اليوم خفت إنو يستهبل و يقول لك شيء
وانا عارفة كيف طبعك ، عشان كذا مررا اتوترت و خفت

قالت له جزء من الحقيقة ، و أخفت الجزء الأهم واللي كان من ساااااابع المستحيلات إنها تقوله له ..

صحيح إنها حبته من أيام الثانوي بس اللي فتّح ذهنها على هذا الحب اخته أروى
اللي كانت دايماً تقول لها إنو سامي يحبها ويتمنى إذا خلصت الجامعة يتزوجها

و هيّ اللي حرّضتها من قِبَل اخوها إنا تتكلم معاه عادي ، وِ إنه راح يكون خطيبك في النهاية
بدأ حبها على هذا الأساس ، وعلى هذا الأساس أنتهى لمن خطب بنت صديقة امه
في وقتها ظلّمت الدنيا في عيونها ، و رجعت نوّرت و أزهرَت بِ زواجها من تميم و ما عندها أي نية إنها تتخلّى عنه

رجعت عضت على شفايفها مرة ثانيه وهيّ تشوف تميم وجهه يتغيّر ونظراته تبان فيها الحِدّة بشكل واضح وَ مُفزِع

لا إرادياً غطت وجهها بِ إيدينها و هيّ تقول برجاء و خوف خفي : تمييييم لا تطاالع فيني كذااااا ، كفاية أنا متفشّلة من نفسي لا تزيدها عليّا


اللي ما تعرفه سجى عن تميم إنه غيوووووور أكثر بكثييير مما يبيّنه لها
لدرجة إنه يزعل زعل حقيقي لمن أحد من اخوانه يقول اسمها ، لكنه يجاهد نفسه إن هاذي الغيرة ما تظهر كثير

وهنا في هذا الموقف كان يجاااااااااااااااااهِد و يحااول يعقّل نفسه لكنه ما يدري ليش حاااس دمّه فااااااير
وهيّ تقول له بكل برود ، إن هذاك الإنسان السافِل اللي قال إسمها بكل بساطة ، كانت تحبه فترة مراهقتها

يعني للأسف شيء من توقعاته كان صح ، إن فيه شيء بينها وبينه ..

والأدهـــى و الأمــرّ إن هوّ ، صار مكان هذاك في قلبها ! !

سجى اللي استغربت الهدووووووووووء اللي في الصالة لدرجة إنها شكّت إن تميم خرج
بعدها إيدها عن عيونها اللي كانت مغمضتها ، واتفاااجئت لمن شافته ما زال جالس على الكنبة اللي جنبها

تميم أول ما شافها نزلت إيدها عن وجهها ، قام بسرعة من على الكنبه وهوّ ما يبغى يطالع في وجهها حالياً

سجى اللي حسّت قلبها بينخلع من مكانها وهيّ تشوفه يقوم بسرعة من دون ما يطالع فيها
قامت من الكنبه بِ خفّة رغم ثقلها من الحمل وهيّ تقول : تميم اللـــ ..............
قال تميم مُقاطع لها : بعدين نتكلم

وفتح الباب بالمفتاح ، وكان بيفتح الباب ، بس . . . غصب عنه ألتفت عليها لمن سمع صوتها المُختنق وهيّ تقول : الله يخليك لا تخرج وانتا زعلان مني
طالع فيها و في جبينها المتغضّن ، ولا إرادياً نزلت عيونه لِ بطنها المُنتفخ و قال بهدوء : لازم اخرج دحين

رفع عيونه لِ وجهها ، وطالع في عيونها الوااااضح فيها القلق ، لانت ملامحه و ابتسم شبه ابتسامة و قال
: الكلام اللي قلتيه ما يزعّل شيء كان وانتي اصغر من كذا وقبل لا اعرفك حتى
بس انا انسان غيوووور بشكل يفجع ، لو قعدت خمسة دقايق زيادة حأزعلك ، وسكت كم ثانية قبل لا يقول : وانا ما أقوى على زعلك

غرقت عيونها بالدموع لمن سمعت كلامه الأخير " ما استاااااهلك ، والله ما استااهلك "
هذا كان كلامها لنفسها وهيّ تطالع فيه قبل لا يخرج بهدوء و يقفل الباب ..

جلست على الكنبة اللي خلفها وهيّ تبكي قبل لا يتحول بكاءها المخنوق بعد دقائق
لِ بكااء بصوت عالي يخرج من أعماق صدرها ..




،



: يا اهلاً و سهلاً و مرحباً ، نوّر الجوال و حمّر وخضّر من إتصالك
: اعطيني ابويا

: طيب على الأقل قول مرحبا ، اهلين ، سلّم على الأقل السلام سنّة
: غَيد بالأدب لو سمحتي اعطيني ابويا ابغاه ضروري

اخرجت تنهييييدة عاااااالية وهيّ تطالع في لميس و عمر الجالسين معاها في الصالة العلوية
وقالت وهيّ تمشي بِ اتجاه جناح ابوها و امها : اخلاقو تجارية اليوم الباشا

و رجعت بعد ما أعطت الجوال ابوها اللي يشتغل في مكتبه
جلست جنب لميس وهيّ مبسوووطة بجيّتها هي وعمر ، غيّروا مزااجها بعد ما كانت كئيبة زي العاده بعد زواج رزان ..

قالت بعد ما اتعدلت في جلستها : من وقت ما خرب جوال بابا اليوم
و اخواني يتصلوا عليا عشان يبغوا يتكلموا معاه ، وياليييت حتى يتكلموا عِدل على طوووووول اعطيني ابويا

قال لها عمر الجالس بعيد عنهم بِ أذيه مبطنّة خلف نبرته الباردة المعتادة : أحد قال لك إنو موظف السنترال الناس يتباسطوا في الكلام معاه ؟ !

عضت على شفتها العلويه قبل لا تقول بِ غيض : انا موظفة سنترال يا استاذ عمر
بِ سخرية قال لها : لا حاااشاك

طــــــــــــــالعــت فيه غَيد بقهر قبل لا تلف على لميس محاولة تتجاهل وجوده وقالت لها : في إيش كنا نتكلم
إيوووووه ، انتهيتي من فستان زواج عمر ولا لسّى

ولمن شافت لميس عيونها شويه وتخرج من مكانها ، قالت بسرعة تعدّل الغلط و هيّ تضحـــــــــك : ههههههههههههههههههه قصدي زواج ريّانة
بت ، اشبك تطالعي فيني كذا هههههههههههههههههههههه

ضربتها لميس بخفة على كتفها وهيّ تقول كاتمة ضحكتها : تضحكي كمان ، الله لا يقوووووول
وعقدت حواجبها وهيّ لا زالت مبتسمة وقالت : اتخيلي بس إنو يتزوج ولاااااا اتجهز ل زواجه كمان ، بسم علينا ، حوالينا و علينا

ضربتها هاذي المرة غَيد ، بس فررررررق بين ضربة لميس الرقيقة عن ضربة غَيد الدفشة واللي قالت بِ حدّة مُصطنعة
: يعني انا كلّجت و قلت زواج عمر بدل زواج ريانة لكن انتي ايش حُجتك وانتي تقول حوالينا ولا علينا

قالت لها لميس وهيّ تفرك مكان ضربتها : يختي قول مجازي اشبك عصبتي
قالت لها غَيد وهي تضحك : ههههههههههه لا بس اتخيلت الوضع زيك

و سكتت شويه قبل لا تقول : غير كذا انتي ليش انفجعتي ، مافي وحده بترضى بِ عمور غيرك لا تخافي
ومدّت لها لسانها بِ شقاوة

قالت لها لميس : يارررريت من جد مافي وحده مو بس ترضى ، ياريت مافي وحده ما تحط عينها عليه غيري
طفشششششت من المولات لمن اروح و المطاعم والبنات يطالعوا فيه وانا جنبه عيني عينك لا حيا و لامستحى

قالت لها غَيد بمزح : عاد إن الله جميل يحب الجمال
اش فيها لو طالعوا في اخويا الوسيم واتأملوا إبداع خلق الله ، لا تكوني غيورة بزيادة كمان

قالت لها لميس بقهــــــــــــــــــــــ ـر : إنتي يبغالك قرص اليوم
وقامت من مكانها تبغى تقرصها ، قبل لا ترجع وتجلس بأدب لمن شافت فهد يخرج من الغرفة وهوّ مادّ الجوال لِ غَيد
ويقول بِ إنزعاج : إش نغمة التنبيه المُزعجة هاذي الي حاطتها يا بنتي الله يهديكي

وقفت غَيد واخذت الجوال وقفلت المنبه اللي حاطته وهيّ تقول بِ ابتسامة : عشان اتذكر وما انسى

و رجعت جلست جنب لميس ، وطالعت في عمر اللي قال لها وعيونه على جواله اللي في إيده : تنسي إيش والساعة دحين عشرة بالضبط ؟ !
قالت غَيد وهيّ تحرك حواجبها : ســـــــــــــــــــرّ

قال لها عمر : لا يكون موقّته الجوال دا الوقت عشان تتكلمي مع زوجك
استحـــــــت غَيد ، لكنها قالت بعناد : محا أقول لك

بلا مبالاة رد عليها : وخيير يا طيير اذا ما قلتي إييش حيصير
بملل قالت : ما بيصير شي
والتفتت على لميس وقالت وهيّ ترفع الجوال في مستوى عيونها : هذا فستاني لِ زواج ريّانة ، إيش رايك ؟

طالعت لميس في الفستان الأسود بإعجاب وهيّ تقول : يجننننن ، من فين اخذتيه
قالت لها غَيد بضحكة : قصتو طوييييييله ، والله يعينك راح تسمعيها كلــــــــــــــــــها ههههههههههههههههه




/




بعد ساعة .*



طالعت في جوالها اللي نوّر ، ورفعت راسها لِ عمر و قالت
: هه شااااايف كيف إنو موظفة السنترال مُهمة يا استاذ عمر أهو رجع الاخ تميم يتصل على جوالي للمرة الثانية خلال ساعة

قال لها عمر اللي كان جالس و في إيده بيالة الشاي : لأنك ملقوووفة
أول ما تسمعي رنّة الاتصال على طول تردّي وما تخلي الواحد يستنى وبكذا الواحد بيوصل ل ابويا بسرعة يا فالحة

التفتت غَيد على امها اللي شاركتهم الجلسة بعد ما انتهت من صلاتها و وردها
وقالت بغنج : مااااااااااامااا ، شوفي ولدك الغِلس بس يغلّس عليا من اليوم

بدون ما تلتفت سارة على كلامها قالت لها : ردّي على اخوكي لا تلطعيه على الخط

قالت غَيد بحلطمة : لازم ما تردّي على كلامي اصلاً
و بطفش ردّت على الجوال وهيّ تقول : إيوة ؟

عقّــــــدت حواجبها لمن سمعت الصوت الرجالي البعييييييد كل البُعد عن صوت اخوها
بعدت الجوال عن اذنها تتأكّد من الاسم الظاهر عليه قبل لا ترجع تحط الجوال على اذنها وهيّ تقول بشك : مو هذا جوال تميم ؟

: إيوه يا اختي ، ممكن تعطيني رجال كبير اتفاهم معاه
طاااح قلب غَيد لمن سمعت كلام الرجال ، طالعت في امها و عمر و لميس اللي يطالعوا فيها مستغربين ..

والتفتت تطالع في ابوها اللي خرج من جناحه ، قامت بسررررررررعه له وهيّ تقول بخوووف
: بابا في رجال اتصل من جوال تميم يقول يبغى يتكلم مع رجال كبير

سارة اللي سمعت كلام غَيد ، طالعت بخــوف وتوتــــر في الجوال اللي انتقل لِ يد زوجها وهيّ تحس بِ ضيــــق مملّي قلبها
قالت وهيّ تحط إيدها على صدرها : يارب يارب يا حبيبي لا تفجعني بعيالي

عُمر اللي عقد حواجبه وقام من مكانه وقرب من ابوه وهوّ يفكر إن ممكن يكون تميم في مركز الشرطة
و الشرطي هو اللي اتصل من جواله ، وقف عند ابوه وهوّ يفكر بحيييرة إن مستحييييل تميم يخلي الشرطي يتصل على غَيد

تفكيره وقف عند هاذي النقطه ، لأن التفكير بعدها أنعــــــــدم وهوّ يسمع ابوه اللي قال بنفاذ صبر
بعد ما سمع المُتصِل يحاول يهوّن عليه قبل لا يقول له سبب الاتصال : ابغى اعرف ايش المشكلة بالضبط

: والله مو عارف ايش اقول لك يا اخ فهد بس ولدك تميم صاحب الجوال حصل له حادث في طريق الملك ..

ضغط فهــــد بإيده على الجوال وهوّ يقول بتماسك ما يدري من وين جابه : اشرح لي اكثر

: ما اقدر اشرح لك ، تعال مستشفى ....... لسى الإسعاف ما وصل المستشفى ممكن إنت تسبقه
بس الشيء اللي ابغى اقول له إنك تحضّر نفسك لأســــوء الاحتمالات ..










نهاية الفصل الـ ( 52 ) ..

قراءة مُمتعة ..



التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 03-07-22 الساعة 06:06 PM
دانتِلا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-07-22, 04:45 PM   #126

دانتِلا

? العضوٌ??? » 504444
?  التسِجيلٌ » Jun 2022
? مشَارَ?اتْي » 226
?  نُقآطِيْ » دانتِلا is on a distinguished road
افتراضي

.


الفصل الـ ( 53 ) / الجزء الأول ..




بعض الأشخاص المُحيطين بنا يكونوا دائِماً أقوياء بشكل فريد قلّما أحد يشبههم
فَ لمن يصيبهم المرض أو العجز في بعض الأمور ، ما نقدر نستوعب ولا نتخيّل حتى هذا الشيء عنهم ..
الأمر هذا كان ينطبق على عائلة فهد لمن سمعوا بالحادث اللي أصاب تميم ..

: حادث ! كييييف يعني ، صدَم أحد ؟

هذا كان سؤال ريان لمن دخل البيت و استغرب لمن شاف الصالة السُفليه خاليه تماماً
وِ لمن طلع ، اتفاجئ بوضع أهله ، أبوه كان لابس ثوبه وشكله بيخرج ..
كانت علامات الاستفهام فوق راسه لأنه ما قد شاف ابوه يخرج بالثوب فقط بدون شماغ أو طاقيه على الأقل

واللي فاجأه وِ فجعه امه اللي وجهها ملياان دموع و متشبّثه بأبوه بقوة
ولمن قالت له غَيد الواقفه جنب أمها إنو تميم سوّى حادث
سألهم هذا السؤال ،، ما خطر على باله إن تميم هوّ اللي ضحية الحادث المروري ابــــــداً

قال عُمر وهوّ يبعّد امه برفق عن ابوه واللي مُصرّه انها تروح معاهم المستشفى
: امي نحنا بنروح اول شيء نشوف كيف الوضع بعدين بنجي ناخذك

هزّت سارة راسها برفض وهيّ تقول : كيييف أجلس في البيت وانا بأنجن على ولدي كيييييييييييف ؟ ما حأقدر والله

طالع فهد فيها برجاء و قال : سارة الله يرضى لي عليكي حاولي تهدأي وتتماسكي شويا ، وجودِك في المستشفى ما بيسوّي شيء
وبنفاااااااااااذ صبر قال : خلينا نروح دحين ونتفاهم بعدين ،، وبسررعة قال لِ عمر : يلا امشي

ومشي ينزل الدرجات بسرعة اقرب لِ إنه يجري وخلفه عمر و ريان اللي يحس إنه مو فاهم شيّ ..




هديل اللي دخلت البيت مع ريان بعد ما رجعوا من مراجعتها الشهريه للمستشفى ، كانت واقفه عند باب جناحها و هيّ خايفه
حسـّـت إنو فيه شيء خصوصاً إنها ميّزت صوت سارة العالي ..

اول ما شافت ظهر فهد و عمر و ريان وهم يخرجوا ، طلعت بخطوات سريعة ل فوق
شدت على إيدها وهيّ تشوف سارة جالسه عند راس الدرج و لميس و غَيد جالسين جنبها والأخيره تحاول تهدّي فيها

مسحت سارة دموعها اللي مو راضيه توقّف وقالت و الضيييق اللي في قلبها يزييد
: لا تهدّوني و تقولوا مافي شيء ، تمييم ما راح يخلي جواله في يد أحد إلّا لو إنو مو داري عنه من الأساس

وبعد ما قدرت شوي تتمالك نفسها قامت من على الأرض ، ودخلت لِ جناحها ، تبغى تتوضّى وتصلي
مافي شيء بينفعها دحين إلّا ربها ، هوّ اللطيف الخبير اللي راح يلطف بِ ولدها ..


::


: " كيف يعني تميم سوّى حادث ؟
إيش اللي صار له بالضبط ؟
اتعوّر في راسه ؟ ؟ ؟ "
وهذا السؤال واللي ما لقى له جواب كان يتردد في باله طوووال الوقت اللي اخذه من بيته لِ المستشفى
يلحق بِ أبوه اللي كلمه مكالمة سريعة يبلغه إن تميم في المستشفى وضروري يجي ..

دخل المستشفى ، و طلع فوق قسم العمليات على طول زي ما قال له راكان إنهم متواجدين ..

رجف قلبه لمن شاف ابوه الثابت دائِماً جالس شبه منهار على أحد كراسي الإنتظار ..
طالع في اخوانه الباقيين الجالسين على الكراسي برضو ، و الصدمه واضحه على وجييهم

التفت على يساره و شاف مشاري الوحيد فيهم واقف بعيد شوي ، متكتف وملامح وجهه جامده
قرب منه وِ أول ما جات عيون مشاري عليه ، لانت ملامح وجهه وهوّ يقول : سلطااان ، اخيييييراً جيت

سأله سلطان بسرعة : ايش الي حصل بالزبط ؟ فهّمنــي

قال له مشاري : مو عارفين كل التفاصيل ، اللي عارفينه إنو إثنين معاهم سيارة جيب صدموا في تميم وهربوا
وألتمعت عيونه بوعيييد : خلّي بس تميم يفوق واقسم بجلال الله إني ما أسيبهم في حالهم

سلطان اللي انصــــــــــــــــــــــ ــــــدم ، ما اتوقع ابداً إن الحادث كان بالطريقه هاذي
حادث اصطدام وهروب ! ! ، و في ميييييييين ، في تميم !

قال سلطان بعد ما قدر يستوعب شويه الموضوع لِ مشاري وهوّ متجااهل الوعييد والتهديد اللي يتكلم فيه
: إيش درّاكم طيب إنو الحادث صار كذا ؟

قال مشاري : في ثلاثه شباب كانو وراهم و شافو الحادث واحد منهم نزل عند سيارة تميم
والاثنين الباقيين لحقوا راعيين الجيب إلين ما قدروا يمسكوهم في النهايه ..

قال سلطان بِ إعجاب : كفوو والله ، يعني ممسوكين هم دحين

قال مشاري : إيووه ، وطالع في باب قسم العمليات الكبيير
و كمل : تميم الإصابة الحمدلله ما كانت في راسه وهذا أهم شيء
العملية اللي دحين يسويها ل رجوله ، ومو عارفين إيش الضرر اللي عنده بالزبط

زفر سلطان بِ إرتياح وقال : دام الإصابه مو في الرأس فَ الحمدلله وضعه مو مرره سيء
هز مشاري راسه ببطئ قبل لا يقول : ما اتوقع ..

و اتنهــد بضيييق ، لأول مرة يتمنى يكون إحساسه خطأ ..
بس وجه دكتور الطوارئ اللي استقبلهم واللي كان موجود وقت ما وصل تميم خلّاه يحس إن حادث اخوه مو سهل
رغم كلامه المُطمئِن والمُهدّئ لهم ..



::



: يا ابو سلطان ، لو تتكرّم وتجي معاي ، ابغى اتكلم معاك على باقي التفاصيل ..

: " فيه شيء ، أقسم بالله فيه شيء "
هذا كان حديث مشاري بينه وبين نفسه لمن سمع الدكتور يقول هذا الكلام لِ أبوه ..

لِ التوّ انتهت العملية على خير ما ينبغي زي ما وضّح لهم الدكتور ..
و على الرغم من ان وجه الدكتور وهوّ يبلغهم ما كان واضح عليه شيء ، إلّا إن إحساس مشاري السابق ما زال موجود ..
اذا فيه تفاصيل اكثر ليش ما يتكلم فيها قدامهم ، ليش يبغى يتكلم مع ابوه لوحدهم !

التفت على سلطان اللي قفل من جواله بعد ما انتهى من مكالمته لِ امهم يبشرها بِ خروج تميم من غرفة العمليات ..
و قال له بدون ما يوضّح شيء من افكاره : خلاص دام ان تميم لسّى في العناية و ما بنشوفه ، مافي فايدة لجلستنا هنا

هز سلطان راسه بموافقة له : لسّى كنت بقول كذا ، والتفت يدوّر على عمر و راكان و ريان
قال له مشاري : راحوا يعبّوا سيارة عمر بنزين يقول العلامة الصفراء شغّالة **&&&

ابتسم سلطان بِ استغراب : كلللهم راحو عشان يعبّوا السيارة
ابتسم مشاري معاه وهوّ يقول : من التوتر والقلق اللي كانو فيه ، اكييد كانو يبغوا يخرجوا من المستشفى شويه
و اختفت ابتسامته لمن شاف ابوه يجي لِ جهتهم وِ وجـهه شـــــاحب بمعنى الكلمة
مشي خطوة بِ اتجاه ابوه وهوّ يقول : اش فيه يا ابويا ؟

سلطان اللي حس بِ قلق من وجه ابوه قرب منه برضو وهوّ يقول : ايش قال لك الدكتور ؟

قال فهد بِ اجابة مقتضبة : مو شي مهم ، شرح لي اصابة تميم بالتفصيل
و اتنهّــد تنهيدة طويلة قبل لا يقول : الموضوع مو هنا ، دحين الساعة ، وطالع في ساعة إيده قبل لا يقول : الساعة 2 ونص
ونحنا نسييينا موضوع زوجة تميم ، مااا ادري كيييف نسيييت أمرها تماماً ، مو عارف كيف المسكينة مسوّية ، اكييد انها ميّتة قلق

و حوّقل بصوت واضح و التفت على سلطان اللي قال له بِ نبرة هادئة محاولةً منه يمتص شويه من قلق ابوه و توتره
: يا ابويا صلّي على النبي و هدّي نفسك ، امي كلمتني من اووول ان زوجته اتصلت عليها تسأل عن تميم
وامي قالت لها انه تعب شويه و مشاري وداه المستشفى

زفر وهوّ حاس بالضيق والقلق على وضع تميم وِ زوجته اللي وضعها حساس شوي بما انها في الشهور الأخيره من الحمل
هوّ ما يفهم في مواضيع الحريم ، لكنه كذا مره يسمع ان ممكن الحامل تنفجع ويحصل شيّ لها ..
هل راح تستحمل لمن تعرف بالحادث اللي حصل لِ زوجهاوِ توابع هذا الحادث ؟ !

قال بهدوء عكس الإضطراب اللي داخله : الله يعين ، الله يعيـــــــــــــن ..

والتفت على مشاري وقال : نروح دحين يا مشاري نقول لها الي صار ل زوجها و نشوف نجيبها عندنا في البيت
او نوديها بيت اهلها ما تقعد في بيتها لوحدها ..

قال سلطان : تمام ، انا بسبقكم على البيت ، اطمّن على امي
طالع فيه ابوه و برفض قاطع ولهجة غير قابلة للنقاش قال : روح بيتك دحين وعيّن من الله خير ، وبكره تعال اطمّن على امك بعد ما تخلص دوامك
ورجع طالع في مشاري : فين عمر و التوأم ؟
وقبل لا يجاوبه مشاري ، قال فهد : اذا خرجوا من المستشفى ، كلمهم يرجعوا على البيت خلاص . . . وِ مشي قبلهم


مشي خلفه مشاري و سلطان اللي مو عاجبه كلام ابوه
قال بِ إعتراض وِ بصوت هامس لِ مشاري : ابغى اروح اشوف امي اول شي ، ما راح يجيني نوم وانا شايل همها

ابتسم مشاري ابتسامة مايلة ، عارف قرب سلطان الشديد من امهم
علاقتهم كلهم بشكل عام في امهم اكثر من ممتازة ، بس ما يدري اذااهتمام سلطان الزايد في امهم ناتِج عن إنه الولد البكر
أو هوّ قلبه رهيّف بزياادة عليها ..

قال له بِ هدوء ونفس كلام ابوه : تعال اطمّن عليها بعد ما تخلّص دوامك
وِ أضاف بجدية : اصلاً يا دووب حيمديك تنام كم ساعة قبل لا يجي وقت دوامك ، فين تبغى تجي تشوف امي أول شيء !!





،






عُقدة الذنب وِ تأنيب الضمير اللي كانت حاسّة بيها طوال الايام اللي فاتت ، ما تتقارن بِ إحساسها الحالي

وِ إذا هيّ كانت تحسّ بِ أحاسيس بسيطة ما بين كم يوم إن تميم ما يستاهلها
وكان المفروض يتزوج إنسانة أفضل منها بكثيير ، فَ شعورها دحين لا تُحسد عليه ..

حادث !
ببساطة كذا صار له حادث بعد ما خرج من عندها بِ أقل من ساعة !

طالعت في ابوه اللي واقف جنبها وعلى وجهه مرسومة علامات القلق والتعب ولكن رغم الاحاسيس اللي يحسّ فيها
قال لها بنبرة هاااادئة جداً : لا تخافي و لا تشيلي هم يا بنتي ، تميم إن شاء الله مافيه إلّا العافية ، الحمدلله الحادث ما يُعتبر جداً قوي
و وضعه دحين أحسن ، ما قدرنا نشوفه لأن الدكتور يبغاه ينام ويرتاح إلين بكرة

وسكت لِ ثواني يطالع فيها ، كانت جـــــــــــــــــــــامـ ـدة ، وهذا اللي أثار استغرابه ، وِ خوفه
لأن عيونها المفتوحة على وسعها كانت تطالع فيه لكن ، كأنها مو معاه ، ما صرخت ، ما بكت ، ما قالت شيء من وقت ما اتكلم ..

قال بعد ما جالت عيونه في وجهها محاولةً منه لِ معرفة شعورها حيال الكلام اللي يقوله : ما ينفع يا ماما تجلسي في الشقة لوحدك وفي الوضع هذا
تعالي معايا البيت ، وبكره ان شاء الله اول ما تبدأ الزيارة راح نكون كلنا في المستشفى ..

قرأ و لأول مرة الإعتراض في عيونها ، قال قبل لا تقول أي شيء : ما راح تجلسي في الشقه لوحدك يا بنتي ، ما راح أطمّن عليكي
و بيت أهلك لو دحين رحتي راح تفجعيهم ، ما يصير ! ، تعالي عندنا البيت والصباح رباح ..

سجى كل اللي كانت تبغاه دحين إنها تجلس لوحدها ، تفكّر في الجُرم العظيم اللي أقترفته في حق زوجها ..
لكن مع إصرار فهد ، ما قدرت إنها تعترض ..


::


مشيت في حوش البيت بخطوات أقل من مهلها لسببين ، الأول إنها كانت تبغى تعطي مساحة لِ ابو تميم و اخوه انهم يسبقوها ويدخلوا البيت براحتهم
الثاني بسبب الألــــــــــــم اللي حاسّة فيه ، ألــم ثقيل محتل كل أحاسيها و مشاعرها
ما كفّاه الألم إنه ينهش روحها و بدأ يستولي على جسدها ، كانت تمشي بخطوات ثقيله ، وتسحب رجولها سَحب ..

طلعت الدرجات الأربعة بنفس البطئ اللي كانت تمشي فيه
وفي داخلها غصّـه كبيرة ، لأول مرة تطلع الدرجات هاذي بدون ما يكون معاها ..

أول ما وقفت عند الباب أنفتح وخرجت منه غَيد اللي ابتسمت ابتسامة حانية لها وهيّ تقول : تعالي سجى حياكي ..

دخلت معاها لمجلس الحريم و فسخت العباية و الطرحة بنفس البطئ و الفتور ..
وهيّ في غمرة إنغماسها في افكارها ، انتبهت لِ غَيد تدخل المجلس ، استغربت لأنها اساساً ما انتبهت لخروجها ..

غَيد طالعت فيها و هيّ حزناااانه عليها ، واضح إنها مصدوومة ..
بدليل إنها خرجت من المجلس و دخلت مره ثانيه وهيّ على نفسها وقفتها سرحاانة و ماسكة الطرحة بإيدها ..

قربت منها غَيد و مدت لها قارورة المويه اللي راحت تجيبها لها و هي تقول : سجى يا قلبي لا تخافي ، إن شاء الله تميم ما يكون متعوّر مرره
بابا و اخواني يقولوا ان الدكتور طمنهم عليه و ...........

انقطع باقي كلامها وهيّ تسمع صوت شهقة سجى العااالية قبل لا تبكي وتتبعها شهقات متتالية
انفجعت غَيد من انهياارها المُفاجئ وِ اتوترت ، ما عرفت كيف تتصرف إلّا إنها تحضنها و هيّ تقول لها
: بسم الله عليييكي ، بسم الله ،، سجى لا تخافي والله تميم مافيه إلّا العافية ان شاء الله

سجى ما كانت سامعة غَيد ، ما كانت تسمع إلّا اخر كلام قاله تميم لها
( لو قعدت خمسة دقايق زيادة حأزعلك ، وانا ما أقوى على زعلك )
غمضت عيونها بالقوووه وهيّ تقول بهمس باكي : انا السبب ، انا السبب ، ياليته فيني ولا فيييييه

دق قلب غَيد بالقوة لمن سمعت كلامها ، راحت تقفل باب المجلس احتياطاً
و رجعت لها و هيّ تقول بتوتر و قلق : سـجـى !
كانت بتسألها إيش قصدها بأنها هي السبب
لكن سجى قالت بدون ما غَيد تسألها : خرج عشان ما يبغى يزعّلني ، رضي إنو يكون هوّ اللي زعلان مو انااا
ومسحت دموعها بقوة وهيّ تقول بألــم : يااارب ياااااااارب خذ من عافيتي واعطيها له
و بألم أكبر قالت : قلبي ما بيستحمل لو صار فيه شيء

غَيد اللي دااايماً تشوف سجى العاقله الهااادئة ، كانت مصدومة وهيّ تشوف إنهيارها هذا
كانت تمسح عليها وهيّ تسمّي عليها بدون ما توجّه لها أي حرف ، تبغاها تخرّج اللي جواتها وترتاح
ما فهمت من سجى إلّا إنو كان بينها و بين تميم مشكله و خرج من البيت و هوّ زعلان
وهذا هوّ سبب انهيارها ، إن اخر شيء كان بينهم زعل ..

لمن حسّت إن بكاءها خف ، بعّدت عنها شويه ، واخذت شويه مويه من القارورة اللي كانت مع سجى
ومسحت فيها وجهها وهيّ تقول لها : يا عمري هدّي نفسك ، بإذن الله تميم حالته مو خطيرة
و مدّت لها منديل و هيّ تقول : هدّي نفسك ، عشان كمان لا يصير لِ النونو شيء

مسحت سجى عيونها اللي مو راضيه توقّف الدموع وهيّ تقول : معليش غَيد ، وشهقت قبل لا تكمل : ما كنت ابغى اضايقك
ابتسمت لها غَيد ابتسامة حنونة وهيّ تقول : عادي يختي ما بيننا ، اهم شيء إنتي ارتاحي ولا تخافي
وسكتت ل ثواني قبل لا تسألها : جيعانه ؟ تبغيني اجيب لك شيء
سجى اللي ما حطّت لقمة في فمها من وقت ما خرج تميم من البيت ، ما كان لها نفس انها تاكل ابـــــــداً
هزت راسها بنفي وهيّ تقول بتعب : لا مو جيعانه ، ابغى انام شويه

قالت غَيد وهيّ تأشّر على فراشين على جنب دوبها سجى تشوفهم : طيب تعالي ارتاحي هنا
وأشّرت على الفراش الثاني : حنام معاكي ، بس بروح اجيب جوالي من المطبخ وجايه
ومشيت خطوة قبل لا تلتفت على سجى وهيّ تقول : سجى ماما كانت تبغى تنزل تطمّن عليكي ، بس نامت قبل ما تجي ب خمسة دقايق

ما حبّت إنها تقول لها إن امها نامت على السجادة من كثر ما كانت منهاارة تبكي ، حبت بس توضح لها سبب غياب امها الحالي ..

هزت سجى راسها بتفهّم وهيّ تقول : عادي مو مشكله ، الوقت متأخر اصلاً

ابتسمت لها غَيد قبل لا تخرج من المجلس
اول ما خرجت من المجلس ، اتغيرت ابتسامتها و تعابير وجهها ، لِ التعـــــب و الإرهاق
تعبت وهيّ تهدّي امها ، وبعدها سجى ..
اخذت جوالها من المطبخ ، وطلعت فوق تتأكد إن امها ما صحيت ، اطمئنت اول ما شافت الصالة الفوقيه فااضيه ومظلمة ..

نزلت الدرج وهيّ تبغى توصل بسرعة قياسية ل الفراش ..
تبغى تنام ساعة على الأقل قبل الفجر ، ليلتهم كانت طويلة وِ مُرهِقة بشكل مو طبيعي ..





،






بعد مُرور ، اسبوع . . |*


يوم الجمعة ، وقبل اذان المغرب بِ ساعة ..
في احد البيوت المتوسطة الحجم ، وِ المؤثثة بِ ذوق فاخر وِ دقّة لا متناهية ..

كانت العائلة الصغيرة متواجدة في غرفة الجلوس ذات الطابع الحميمي بِ لونها البيج الدافئ ..


بِ دلع قالت وهي تمـطمط كلامها : خــــــــلــــــــصــت ، كملت ثلاثه مجموعات

طالعت فيها بنت عمها بقهر وهي تقول : بسم الله متى امداكي تخلّصي
انتبهت للقهر الظاااهر على وجه بنت عمها ، وحركت حواجبها بِ استفزااز طفولي تزيدها وهي تقول
: من اول شادّة حيلي أجمّع وانتي حاطه تركيزك على سَند

ما ردت عليها بنت عمها الاء و زفرت بصوت واضح وهيّ تطالع في الورق اللي في إيدها ..

قامت روان عن الارض مكان ما همّ جالسين يلعبوا لعبة سعودي ديل ، وجلست على الكنبه الارضيه اللي خلفها
نفس الكنبه كانت جالسه عليها بنت عمها الثانية لُبنى اللي قالت لاختها : يا قلبي ترى هيّ لعبة مو لازم تفوزي طوااال الوقت فيها

بِ اختصار ردّت عليها الاء : ما احب اخسر

سند اللي كان ملاحظ القهر و الإنفعال الظاهر على اخته ، لعب بكل تركيز
كان باقي له ورقة وحده ويكمّل مجموعة ، لكنها فازت عليه

ابتسم لمن قالت بتجهّم : خلصت
قال لها : وليه تقوليها وانتي زعلانه ، عشانك ما فزتي قبل روان يا دلوعة

عدّلت الاء التيشيرت الاسود اللي لابسته بدون ما ترد عليه
اتسّعت ابتسامة سند ، وقال لها : حلو انو يكون عند روح المنافسة ، لكن ما ينفع تخليها تغلب عليكي
اش فيها اذا فزتي بالمركز الثاني او الثالث ، او حتى لو جيتي في المركز الاخير وما فزتي ، مو اهم شيء انك لعبتي وانبسطتي ؟

قالت له الاء بِ عناد : ايوة بس ما احب اخسر

قال سند بِ احباط لمن سمع جوابها : يا لييييييييييييييييل
وانسدح بكامل جسمه على الارض وهوّ يقول : الكلام معاكي ضااايع

روان لمن شافته ارتاح في سدحته قالت له : سَند انتبه تنام بعد شويه حيأذن المغرب
قال سند وهوّ مغمض عينه : ما راح انام

التفتت روان على لبنى وهيّ تقول : لمن يقول ما راح انام بنبرة الصوت هاذي اعرف انو حينام
قالت لها لبنى بمزح : يا لطييييف لهاذي الدرجة ماخذ عقلك اخويا ، حتى مركّزة على نبرة صوته

ضربتها روان على كتفها وهيّ تقول بخجل : هبلللله بطّلي

ضحكت لبنى بصوت عااااااااالي لمن شافت كيف انقلب وجه روان احمـــــــر
من بين ضحكاتها قالت لها : متأكدة انكم متزوجين من كم شهر ، ايييييش الحيااا دا كلله يا بنت كأنك لسى مخطوبة !

كانت روان خجلاانه بزيادة لان الكلام قدام سند اللي ما زال مغمّض عيونه لكن ابتسامته البسيطة اللي يادووووب تبان
موضّحه لها انه سامع الكلام مزبووط ..
قالت لها بخجل ممزوج بحدة مُصطنعة : مالك دخــــــــــل ، اشوفك كيف بعدين لمن تتزوجي

قالت لها لبنى بهمس : صدقيييني ما راح اكون زيّك
وسكتت لثواني قبل لا تقول : اممممم انتي عارفة انو الحيا ماسك معاكي لسّى لأنك ما حملتي ، أول ما يجيكي نونو حتودّعي الحيا

ابتسمت روان على كلامها وقالت : ومن فين جبتي الكلام هذا يا فيلسوفة

بِ استهبال قالت لها لبنى : هاذي المعلومة من مصادر موثوقة يا عزيزتي
وابتسمت ابتسامة واسعة : بس تصدقي ما اتخيّلكم انتي وسند معاكم نونو يختييييي عليكم

وهزّت برجولها الاء اللي ما زالت جالسة على الارض وفي ايدها جوالها وقالت لها : الاااء ، تتخيلي سند و روان وهما معاهم نونو

بدون ما ترفع الاء عيونها عن الجوال قالت : لأء ، لانهم لو جابو نونو ، راح اخذو منهم

طالعت فيها لبنى وهيّ تقول : يا خِفّة دمك
ورجعت تطالع في روان وقالت لها : باللهِ فكّروا في الموضوع بجديه
صحيح حيكون صعب عليكي شويه وانتي لسى وراكي جامعة ، بس ما عليكي نحنا بنربيه

قالت لها روان : يا خِفّة دمك انتي من جد ، على طول دخّلتي الفكرة في راسك !
انا لسى دحين ببدأ السنه التحضيرية في الجامعة ، حيكون بالي مع الدراسة ولّا مع النونو ؟ !

قالت لها لبنى بمزح : مع الاثنين ، انتي قدها وقدود ، . ومدت لسانها
ضحكت روان قبل لا تقول لها : مع نفســــك

وطالعت في سند اللي كانت على حق في النهاية ونام فعلاً ..

شوي شوي ، بدأت الفكرة تكبــــــــــــــــر في راسها ، نونو يجمع بينها وبين سَند ، ليش لأ !





،




في منزل آخر . .


عدلت فستانها الأصفر الناعِم وهيّ منتبهه لِ النظرات الخَفيه من جميع المتواجدين في الغرفة
هل السبب ، انها عروسة وباقي على زواجها اقل من اسبوعين ؟ !

ابتسمت في داخلها ، كانت دايماً تنظر للعرايس بنظرة غييير ..
كانت تشعر ان البنت قبل زواجها يكون حواليها هالة مُختلفة ، تخلّي حظورها دائماً مميز ..

و ما تدري اذا هذا الشيء ينطبق عليها أو لأ ؟
احتمال كبيير انه ينطبق عليها ، بدليل النظرات اللي كانت مُسلطة عليها من وقت ما دخلت هذا البيت ..

طالعت في أرجاء المجلس الواسع اللي همّ جالسين فيه ..
كان خالات رعد جالسين على كنبات متفرّقه وجالسين معاهم في نفس المجلس ، بناتهم ..

عندها عِلم من قبل بِ ان رعد يكشف على بنات خالاته بحكم العادة ، بس الشوف غييييير
رغم ان البنات المتواجدات معاهم حالياً اكبر من رعد إلّا إن إحساس الغيرة كان مرتفع شوي عندها

و اكثر من الغيرة ، كانت مو متقبلة من الأساس هاذي العادة الغريبة اللي ما اقتنعت فيها بتاتاً البتّه
ما تتخيل انها تغطّي على الرجال في الشارع وتكشف على اولاد خالاتها في البيت !!

وهيّ في غَمرة أفكارها هاذي ، انتبهت لزوجها اللي جالس جنبها ، يكلمها
التفتت عليه و قالت ب عفوية وصوت هاامس : ها حبيبي قلت شي ؟

ابتسمت بتعجب لنظرات عيونه اللي اتغيرت ..
بس ابتسامتها اتحولت لخجـــــل فظييع لمن همس زوجها في اذنها : ابغى ابوسك

طالعت قـــــــــــــدام بدون ما تنطق بشيء ..

ابتسم رعد من قلبه لمن شاف ردة فعلها اللي كان متوقعها
همس لها مرة ثانية : يلا نمشي
ريّانة اللي اساساً ما كانت ماخذة راحتها في الجلسة وافقته بدون تردد ..

قام رعد وقوّم ريانة معاه وهوّ يستأذن من خالاته للخروج ..

ابتسمت ريّانة وقالت لِ جدة رعد اللي كانت تشكرها بعمق على زيارتها لها ، بما انها ما بتقدر تحضر زواجهم
لأنها صارت طريحة الفراش الفترة الأخيرة : ما سويت شيء ياجدة ، ومشكوورة على الهدية الذوووق ، مررا كلفتي على نفسك

قالت لها الجدة وهيّ تشدّ على إيد ريانة : إنتي مرة الغاالي لازم اكلّف على نفسي
الله يسعدكم ويهنيكم ويبعد عنكم كل شر و كل مكروه ..

ابتسمت ريانة من قلب وهيّ تسمع الدعوات الصادقة من لسان الجدة الحنوونة
اللي رغم انها تشوفها لأول مره إلّا إنها دخلت قلبها على طوول



:


قالت لِ رعد وهيّ تلبس العباية عند المدخل : يا عمري عليها مررا حبيتها ، تدخل القلب على طول
قال لها رعد : قلت لك مالو داعي تخافي وما تجي

وقفت جنبه ريّانه بالضبط وهيّ تقول بِ إعتراض : ما كنت خايفه كنت مستحية
يعني ناس ما قِد شفتهم إلّا مره او مرتين وفي المناسبات حتى ، شيء اكييـ .....

انقطع باقي كلامها لمن حضنها رعد بقوة وهوّ يقول لها : احـــــــــبــك

ريّانة اللي عقلها طااار لمن حضنها رعد ما ركزت على الكلمة اللي قالها ، كان كل خوفها ان اي شخص ممكن يمرّ ويشوفهم
حاولت تبعّده عنها وهيّ تقول بخجل : رعد ابببببببببعد لا احد يجي ويشوفنا

رعد اللي لا زال متمسّك فيها بلا مبالاة قال : و إذا شافنا احد يعني ، إيش بيحصل
قالت له ريّانة : رعد ابببعد ، والله لا ازعل من جد

بعّد رعد عنها بعد ما لاحظ تغيّر صوتها ..
اول ما شاف عيونها الغرقاااانة دموع قال بِ استغراب : مو من جدك ، اشبك شويه وتبكي

اخذت نفَس طووويل ، وعدلت شعرها وهيّ تقول بنبرة هاديه جاااااهدت انها تتكلم فيها
: استحـــــــــــــــي ، استحــي لا أي شخص ممكن يشوفنا ، باللهِ ايش حيقولوا عنّي ؟

ب ذات المبالاة اللي من شوي اتكلم فيها قال لها : وليش يهمّك ايش حيقولوا عنّك ؟ ! !

طـــــــــــالعــت فيه ريّانة نظرة طويلـــــــــــــــة قبل لا تقول
: انا لازم أشرح لك النقطة هاذي عشان تفهمها مزبووووط بس مو هنا في السيارة
ابتسم رعد وقال بمزح وهو يغمز لها : مدام ان الشرح بيطوّل إيش رايك نروح الشقة في السيارة بكون مركّز على السواقة

ما قدرت ريّانة تقاوم ابتسامتها لا تخرج وهيّ تقول
: انتا شكلك تبغى جدة مريم تشرشحني ، إنتا عارف لو بس إنها عرفت اني جيت بيت جدتك ايش حتسوي ؟

قال لها رعد : ايش حتسوي ؟

حطت رعد ايدها على رقبتها وهيّ تقول : حتذبحني
مررا ما تحب ان العروسه تروح بيت اهل عريسها قبل الزواج تشوف الشيء دا مرررررا عيب
عاد تخيّل بس المسكينه لو سمعت اني رحت شقتك !

ضحك رعد وقال يسايرها في الموضوع : اتوقع انها حتذبحني بعد ما تذبحك
ابتسمت ريّانة وقالت تكمّل السماجة اللي بدأو فيها : و عاد تخيّل بعدين يحصل الزواج بدون العرسان المذبوحين

قال لها رعد يصحح لها : يا هبله حينقلب عزا مو زواج بعدين
قالت ريانه وهي تلف طرحتها : طيب نقفل الموضوع الأهبل دا اللي لو ما سكتنا بنبحر فيه

و رفعت حاجبها الأيمن لمن سمعته يقول لها : نبحر ولا نسبح ؟
قالت وهي تضحك : لااااااءَ رعد ، مو طبييييييعي اليوم اشبك ؟ ؟

ضحك رعد معاها قبل لا يقول بنبرة عمييييييقة : لأني مبسوووووط

كانت ريّانة بتتكلم ، بس سكتت لمن شافت اخر انسانه اتمنت تشوفها اليوم

انتبه رعد لِ تغيّر تعابير وجهها ، التفت خلفه وشاف ثنتين من بنات خالاته داخلين من الباب
كان عارف ان ريّانة ابــــــداً مو حابّه العادة هاذي فَ أول ما شافهم ألقى السلام عليهم بسرعة و نزل يسبقها للسيارة ..



: الحمدلله لحقنا نسلم عليكي يا عروسة قبل لا تمشي

ابتسمت ريّانة لِ سُعاد بنت خالة رعد واللي كانت في سن ندى بنت عمها اخت رعد
وانتقلت نظراتها بشكل سريع لِ وداد ، الإنسانة اللي تحس بكره تجاههها لِ سبب غير معروف ..

كانت مستغربة من نفسها برغم ان سعاد اخت وداد إلّا ان شعورها تجاه الأختين متناقض
ابتسمت ابسامة باردة لِ وداد اللي كانت واقفه جنبها في المرايا بينما اختها سعاد دخلت لِ داخل المجلس

اتأكدت من لفة طرحتها ، وكانت بتربط نقابها ، بس إيدها اتجمــــدت لمن سمعت وداد تقول لها
: انتي عارفه ان رعد انجبر على زواجه منك ؟

طـــــــــــالعـــت ريّانة فيها بحدة ممزوجه بِ استنكااار و استغراااب
مييين هيّ عشان تقول لها هذا الكلام ؟ !

وداد اللي كان الحسد عاااامي عينها ، والغيرة مالية قلبها
كانت حاسه بنااااااااار في جوفها وهيّ شايفه كيف باين على ريّانة الإنبساط والراحة

قالت وهي مو مهتمه ان ريانه ما ردت على كلامها : الكل عارف إن رعد غصبه جده عليكي عشان وضع امه و ابوه
عشان كذا جلستو سنوااااات وانتو مخطوبين ولا فكّر انو يتزوج الاّ دحين بعد ما عرف انو خلاص اتورط
بس ابغى اعرف انتي عندك عِلم بموضوع امه و ابوه أساساً ولا لا ؟

ريّانة كان دمها فااااااير ، لكنها ما حبّت تبيّن لها
بس صوتها الحــــــاد فضحها وهيّ تقول : انا اللي ابغى اعرف انتي غبية ولا غبية ؟
اكييد اكييد انك حتكوني غبية
يعني انا مييين ؟
انا زوجة رعـد ، وقبل لا اكون زوجته انا بنت عمه
تتوقعي انتي اللي بنت خالته مــــــــــــن الرضاعة حتكوني عارفة شيّ انا مو عارفته ؟ !
وغيييير كذا ليش تتكلمي عن " الموضوع " وكأنو سرّ ، عادي ترى

طالعت وداد فيها بقهـــــــــــــــر ، اكثر شي قهرها لمن قالت لها انا زوجة رعد
قالت بِ غيييض : زوجته ما قلنا لأ ، بس مغصوب عليكي

لمن انتبهت ريّانة لِ القهر الـ واضح على وداد ، لدرجة انو عيونها شوي وتخرج من مكانها
هدأ فوران دمها شويه ، وقالت ببرود مصطنع : مو مغصوب عليّا جدو زوّجنا لأننا عيال عم و ما حب اننا نخرج من العيله
وعااااااااااااادي نص البنات متزوجين من عيال عمهم ، ما طالعتي إلّا فينا نحنا
وحتى ، حتــــــــــــــــــى اذا كان مغصوب عليّا دحين يبوس الأرض اللي امشي عليها

كلام ريانه طلّـــع شياطين وداد وكانت بترد عليها ، بس ريانه خرجت لأنها لو قعدت زيادة ، ما تظمن هي ايش ممكن تسوي
و فعلياً هي ما تبغى فضايح و زواجها قريب ..

من كثر عجلتها ، ربطت النقاب وهي تمشي ، ما كانت تبغى تقعد ثانيه زيادة
لمن وقفت عند الباب ، اخذت شهيــــــق طويل ، أعقبته بِ زفير أطول ..
كررت الحركة هاذي عشرة مرات ..
وبعدها خرجت من الباب ..

أول ما ركبت السيارة قال لها رعد : بدررررري
بِ إقتضاب قالت له ريانة : من عمرك

عقد حواجبه رعد لمن سمع نبرة صوتها ، وخمّن إنها متضايقه لمن شافته كاشِف على بنت خالاته
ما حبّ انه يقول شيء ، وفضّل السكوت ..

دقايق مرّت قبل لا تقول ريّانة : رعد ممكن توقّف عند أي محل باسكن روبنز نشوفه على طريقنا ، ابغى ابرررّرد ..


،



بعَد صلاة العِشاء ..

بِ إنزعااج قال : يااااااارب رحمتك و عفوك
أنا ابغى اعرف مين قال لكم ان جَمعة العيلة صارت هنا هااا ؟

صوت ناعِم دلوع أجابه : انتا دحين اشبك زعلان ؟ بدل ما تقول الحمدلله اتجمعنا كلنا لأول مره من اسبوع تجي تتأفف عشاننا متجمعين
غير كذا تميم مبسووووط اننا موجودين عنده كلنا ، يعني اييييش يا استاذ راكان ؟ ؟

: يعني انطم وخليك سااااكِت

طالعت في اكبر اخوانها و اللي صدر منه هذا الكلام ، وابتسمت : بالزبط
و رجعت طالعت في راكان وقالت بغيض : مني عارفه اييش اللي حارق رزّك

زفر راكان قبل لا يقول بنفس الإنزعاج السابق : نحنا في مستشفى
لكنكم ما شاء الله ماخذين راحتكم وكلللللللكم جالسين هنا و وقهوة و حلا ، مو باقي إلّا انكم تمدّوا سفرة العشا

بِ صوت هاااادئ جداً قال تميم الـشبه جالس على السرير : راكان هدّي اشبك ! ، انا مبسوط انكم كلكم موجودين

دانية اللي كانت جالسه على كرسي جنب تميم قالت : اصلاً مالنا نص ساعة اتجمعنا هنا كلنا ، وشويتين وراح نخرج

ما ردّ راكان على كلامها وقام من مكانه على الكنبه
ومشي خطوتين لِ عند امه الجالسة على الكرسي الثاني جنب سرير تميم من جهة اليمين
و سألها بصوت واطي : مين حيرجعكم البيت ؟

ولمن قرأ التساؤول في وجهها قال : بمشي دحين انا وريان , الحفله اللي هنا ما تنفع
ما حبت سارة تجادله و قالت له جواب على سؤاله : بنروح مع مشاري او مع ابوك ، لا تشيل همنا حبيبي

اتعدل راكان في وقفته و اشّر لِ ريان و خرجوا من الغرفة بعد ما سلموا على تميم
اول ما خرجوا من الغرفة قال مشاري : يــــــــالله ذا الراكان ، ما ادري كيف بيسافر برى وهو عقله ابيض او اسود ما عنده حل وسط

ابتسمت سارة و قالت و هي تطالع في تميم : عادي زي ما سافر اللي قبله

ابتسم تميم على كلامها المبطّن له ، لكنه ما علّق عليه و عِوضاً عنه سألها : رزان كيف حالها ، مبسوطة مع زوجها ؟
ابتسمت سارة ابتسامة وااااسعة وقالت : ايوة حبيبتي الله يسعدها يارب ويهنيها ويوفقها

قال لها سلطان بمزح : الله الله ، ما شفنا الابتسامة الحلوة هاذي يا ام سلطان إلّا لمن جا طاري رزان !

قالت له غَيد بمرح : خبررك عتيييق يا اخويا ، رزان من وقت ما اتزوجت صارت متربعة في قلب ماما و بابا
لو تشوفهم كيف في اول مكالمة كلموها شويا وبيبكوا

قالت لها امها بِ استنكاار : عاد انتي يا حبــــك للمبالغة

ضحكت غَيد على استنكار امها لِ كلامها قبل لا تقول : اوووكي يا عسل ، انا احب أبالغ
و اخذت قطعة من الحلا اللي على الطاولة الصغيره على يمينها واكلتها وهي تقول بتلذذ : مين جاب الحلا هذا ، مررررا لذيييذ ما شاء الله

طالع مشاري الجالس جنبها في خدها المنتفخ من الحلا قبل لا يضحك بصوت عالي خلّى كل اللي في الغرفة يطالعوه فيه
حط ايده على فمه وهوّ يطالع فيهم بِ إعتذار ويقول : معليه بس غَيد الهبلة ضحّكتني
وطالع فيها وعلى شفايفه أثار الضحك : ولسّى تسألي كمان مين جاب الحلا ، ايش رايك في القهوة طيب ، نالت إستحسانك انسة غَيد

قالت غَيد بِ استهبال وهيّ فاهمه قصده إن صح كلام راكان ماخذين راحتهم بزيادة في المستشفى
: القهوة اليوم مزبوووطة وما عليها كلام وااضح انو ماما سوّتها بنفس طيّبة

ولمن شافت امها تطالع فيها وهي مو عاجبها كلامها ، قالت بصوت واطي ل مشاري
: ماما اليومين دي اعصابها مش ولابد كل ما قلت شي طالعت فيني زي كدا

مشاري اللي كان كاتم ضحكته لا تطلع وهوّ يشوف غَيد تقلّد نفس نظرات امهم قبل لا تكمل كلامها وتقول
: يعني اكيييد اني امزح معاها وكل يوم قهوتها حلوة ما يحتاج امدحها اصلاً ، مو عارفة ليش مو راضيه تتقبّل مزحي بروح رياضيّة

طالع مشاري فيها ، نبرة كلامها الاخير ما عجبته
قال بِ تساؤول : غَيد ! ؟

و قبل لا ترد عليه ، طرأت عليه فكره ، وقالها لها على طول : ايش رايك ترجعي معايا في السيارة
لمعت عيون غَيد بِ إستحسان للفكرة ، و غمزت بعيونها : ايش رايك ناخذ لفة قبل ما نرجع البيت ، مو بتكون الفكرة احلى

ابتسم لها مشاري وهوّ يقول : مو غلط

صوت بِ بنبرة بااااردة هاادئة سألهم فجأة قبل لا يقوموا : ماشيين دحين ؟

التفت مشاري على يساره ، يطالع في عمر اللي نسي فعلاً انه موجود في الغرفة معاهم
وسأله بتعجب بدل ما يجاوبه على سؤاله : انتا فين غاااطس من أول مالك حِس ؟ !

قالت له غَيد بضحكة وهي تأشّر على جوال عمر اللي في إيده : ههههههه هذا يا حبيبي البدوي لمن يتطور
قبل اسبوع سجّل في التويتر ، ومن بعدها وهوا موجود و مو موجود ..

ابتسم مشاري على كلامها ، وطالع في عمر اللي قال لِ غَيد بنفس النبرة الباردة : خليكي في حالِك
ورجع يسأل مشاري : ماشيين دحين
ولمن جاوبه بِ إيوة ، قال عمر : بمشي معاك ، سيارتي عند البيت

وقف مشاري وهو يقول بتريقة : اكيد انك زي العادة جيت مع التوأم وسحبوا عليك
قال عمر بكسل وهو يوقف معاه : انا الي ما ابغى اخرج معاهم ، لسى وراهم مشاوير وانا مافيني

قالت غَيد وهيّ تحط الطرحة على راسها : نفسي اعرف متى حيكون فيك حيل
طوال الوقت مافيني ، مالي خِلق ، ومو رايح فيها إلّا الضعيفة حرمتك

قال لها عمر بطفش : دحين انتي ايش دخّلك ، ابغى اعرف من جد إنتي دحين ايييييش دخلك
أنا شكيت لك الحال ولا حرمتي شكت لك ، متى بتتعلّمي ما تدخّلي في الأشياء اللي ما تخصّك ..

فتحت غَيد عيونها على وسعها من كلامه وقالت بغيض : دحيييين دا الكلام كللللله عشان قلت لك كلمتين يا متوحش
وطالعت في مشاري : اذا الكائن هذا بيروح معاك في سيارتك ، انا بروح مع بابا
و مشيت لِ عند ابوها اللي كان واقف عند سرير تميم يودّعه

طالع مشاري في عمر قبل لا يسلموا على تميم ويخرجوا من الغرفة ..

أول ما قفل مشاري الباب وراه ، قال ل عمر : دحين ليش رميت الكلمتين ذي في وجه الضعيفة
انتا عارف انو نيّتها مو وصخة ، ولا قصدها تنرفزك ولا تأذيك بكلامها ..

بلا مبالاة قال له عمر قبل لا يمشي : خليها ، عشان لا تدّخل في الأشياء اللي ما تخصها وتبطّل اللقافة ..


:


داخِل الغرفة ..


قالت غَيد بدلع لأبوها وهيّ تمسك ذراعه : بابا بطلب منك طلب صغنوووون
التفت عليها فهد مبتسم وهوّ تقريباً مخمّن إيش طلبها : اطلبي
ابتسمت غَيد وهيّ تقول : وما تقول لأ

قال لها ابوها جملته المعتادة : اذا اقدر عليه دحين ما بقول لأ

قالت له غَيد بسرعة : إلّا إلّا تقدر والله
وطالعت في امها اللي كانت تطالع فيها من أول منتظرة نهاية طلبها إيش راح يكون
قالت غَيد : ايش رايك نروح مطعم رايق نتعشى

وطالعت في دانية وكملت كلامها : وفرصة بزورة دنو مع أبوهم ، يعني نقدر نروح مطعم ونحنا مروقين
رفعت دانية حاجبها الأيمن وهي تقول : ايش قصدك يا ست غَيد

قالت لها غَيد : قصدي واضح يختي ، لو الكائنات الصغيرة موجودة ما نقدر نسمّي الطلعة رايقة ، لكن مدام انهم مو موجودين فرصة والله
وقالت لها بترغيب : اصلا اتوقع من وقت ما اتزوجتي ما قِد خرجتي بدون بزورتك معانا

ورجعت تطالع في ابوها وهي تقول بترجّي : بابا الله يخلييييك ، كمان العيال مو موجودين حتكون الطلعة غييير معانا نحنا البنات



ابتسم تميم وهو يشوف غَيد ومحاولاتها في إقناع ابوها
طالع في امه وهوّ يقول : الله يعينكم على الزن حقتها إلين ما يوافق ابويا

ضحكت سارة وطالعت في سلطان اللي قال
: وحاذفتني من القائمة ، واقف قدامها بطولي وعرضي وتقول ل ابويا حتكون الطلعة مع البنات بس

ضحكت دانية اللي واقفة جنبه وهي تقول : عازم نفسك من دحين يعني
بمرح قال لها سلطان : من حضر القسمة فليقتسم

غَيد اللي ارتاحت بعد ما ابوها وافق على طلبها
التفتت على تميم وقربـــت منه وقالت له بهمس : انتا عارف انو سجو حترافق عندك إلين الفجر اليوم ؟

اتغيرت نظرة تميم ، عرفت غَيد انو عنده خبر ، بس مو عاجبه اللي بيصير
قبل لا يقول شيء ، قالت له غَيد : تميم خليها على راحتها
عارفة انك ما تبغاها تتعب ، بس احسها . . . وسكتت شوية ، استحت انها تقول له احس انها مشتاقة لك

طالع فيها تميم يستحثها تكمل كلامها، ابتسمت غَيد وقالت : احس انها تبغى تقعد معاك براحتها من وقت ما دخلت المستشفى بس إنو
ورجعت سكتت ، استحت مرة ثانية انها تقول له ان وضعك كان صعب اول ما قمت من الحادث

عضت على شفاتها السفليه ، الكلام مع تميم مو سهل داايماً

التفتت على امها اللي لابسة نقابها هي و دانية و واقفين عند باب الغرفة
قالت لهم غَيد وهي لسى واقفة عند سرير تميم : انزلوا وانا دحين نازلة

و رجعت طالعت في تميم و قالت : انتا عارف انو كان عندك زوّار والعيال بيرافقوا معاك والوضع ملخبط شويا
بس دحين بعد ما كملت اسبوع الوضع اترتب اكثر ، المهم انا كلمت راكان انو يجيك الفجر هوا و ريان
وانا برضو حأجي معاهم ، راكان حيرافق معاك و انا وريان نرجّع سجى بيت اهلها ، طيب ؟

طالعت فيه غَيد تنتظر منه إجابة بس ما ردّ على كلامها
رجعت تعض على شفاتها السفلية مرة ثانية ، نفسها تقول له عن وضع سجى ليلة ما صار له الحادث
بس خايفه يشوف انها تتدخّل بينه و بين زوجته ..

في النهاية قررت انها تسكت ، خلاص هيّ قالت اللي عليها
التفتت على سلطان الجالس براحة على الكنبة وقالت : ما بتمشي معانا ؟

طالع فيها سلطان بنص عين وقال : كسرتوا خاطري ، مو جاي

ضحكت غَيد وقالت وهي تربط نقابها : والله لو انك تبغى تجي راح تجي

فتح سلطان جواله وهو يقول : اضحكي اضحكي ، ترى من جد كسرتوا خاطري ، ولا احد اتكرّم وقال تعال يا سلطان معانا
إلّا انتي كمان تقولي ، وقلّد صوتها : حتكون الطلعة بس بنات
ورجع يتكلم بصوته الطبيعي : يعني بصريح العبارة يا سلطان لا تجي

طالعت فيه غيد بعدم تصديق وهيّ فاتحة عيونها على وسعها : سلطان مو من جدك
ترى الهرجة حصلت وانتا معانا ، ايش اللي كمان تبغانا نقول لك تعال !!

مسك سلطان ضحكته لا تفلت منه ، مع ان مو باين إلّا عيونها بس كان شايف انها صدّقت كلامه واتأثّرت فيه

شافها ترد على جوالها اللي واضح انه كان ابوهم يستعجلها
ولمن شافها تطالع فيه بتأثّر بعد ما رجعت جوالها في شنطتها ، قال قبل لا تقول شيء : امزح معاكي ، انزلي يلا قبل لا ابويا يعصّب

قالت غَيد بقهر : سلطــــــــــــــــــــــ ـــــــان
و زفرت قبل لا تقول : ترى من جد صدقت كلامك

ضحك تميم على المشهد اللي صاير قدامه و ضحك سلطان بصوت عااالي قبل لا يقول لها
: انزلي بسرعة اشبك متصنمة كذا ، ترى احتمال كبييييير ابويا يكنسل الطلعة بسبّة اللطعة هاذي

قالت غَيد وهي تخرج من الغرفة بسرعة : لااا ياااااربي ، ان شاء الله ما يكنسل

طالع سلطان في تميم اللي قال له : إيش المزح الثقيل هذا
قام سلطان وجلس في الكرسي اللي قريب من السرير وهوّ يقول : امزح معاها بس ، عاد هي هبله كمان تصدق اني ممكن افكر تفكير البنات هذا
وسكت شوي قبل لا يقول بفضول : ابغى اعرف ايش كانت غَيد تهمس لك في أذنك ؟



::



الاسبوع هذا أطـــــول اسبوع مرّ عليه في حياته ..
مع انه كان ينام كثييير على غير العادة والساعات اللي يكون فيها صاحي قليلة
بس الساعات هاذي ، كانت مؤلمة بشكل لا يوصف ..

غير الإحساس الجسدي بِ الألم ..
كان من داخله يحس بِ إحساس قاااااتِل بالعجز والضَعف ..
ما عمره اتوقع ان إحساس العَجز مؤلم لهاذي الدرجة ، ابسط الأشياء ما صار يقدر بنفسه يسويها
نِـعـم كثيرة كان يتقلّب فيها وهوّ مو حاسّ فيها ..

اتنهّــد بصوت عالي ..
قبل دقايق سلطان خرج بعد ما عرف ان زوجته في اقل من عشرة دقايق راح تكون موجودة

وِ لأول مرة ، يختلي بنفسه لدقائق معدودة
اخوانه طوال الايام اللي فاتت ما فارقوه دقيقة ، وكانو يتنابوا عليه بِ إنتظام ..

كان شاكر لهم من أعمــاقه على وقفتهم معاه وِ عدم تركهم له ولو ل دقايق
لأن الدقايق البسيطة هاذي اللي مرّت عليه لوحده ، خلته يستسلم لِ أفكار سلبية مالها نفع ..

عند تفكيره هذا ، دق الباب دقتين قبل لا تدخل زوجته
ما منع ابتسامته انها تخرج اول ما شافها تكشف وجهها ، دوبه يستوعب انه مشتـــــــــاق لها
كيف ما عرف إن الفرااااغ اللي كان حاسس فيه طوال الايام الماضيه كان بسبب عدم تواجدها معاه

مد إيده لها وهو يقول بهدوء : تعالي

سجى اللي كانت متوترة واعصابها مشدودة طوال اليوم ، لأنها عارفه ان تميم مو راضي على بقائها طوال الليل عنده
اول ما شافته يمد إيده ويبتسم لها ، مشيت بخطوات سريعة لِ عنده

زااااااادت دقات قلبها لمن سمعته يقول لها وهي تقرب من السرير وِ لا زال ماد إيده لها
: تعالي يا رووووح تميم انتي ، تعااالي ..

أول ما حسّت سجى بنفسها في حضنه ، ما قدرت انها تمسك نفسها لا تبكي
انفجع تميم لمن شافها تبكي بصوت عالي ، بخوف قال لها : سجـــى ، اشبك ؟ ؟ !

بِ غصصصصة قالت له بين بكائها و شهقاتها : خليييني ، خليني الله يخليك
ما تدري قد اييش كنت فاقدتك ، طوووول الايام اللي راحت ..



:



بخجل قالت له وراسها لا زال على صدره : أول مره تقول لي روح تميم

ابتسم تميم لمن سمع كلامها ، الكلمة طلعت معاه بدون ما يحس
يعرف ان كلام الغزل قلييييييل يطلع منه ، مو بخلاً منه ، بس ما يعرف كيف يقوله ..

وعلى كلامها هذا ما عرف ايش يرد عليها سوى إنه يشـدّ عليها أكثر ..


انتبه بعدها لجلستها اللي ما تعتبر ابـــــــداً مريحة لها
بعّدها برفق عنه وهو يقول بنبرة حانية هادئة : اجلسي على الكرسي عشان ترتاحي في جلستك
قالت له سجى بهمس : مرتاحه كدا

بنفس النبرة الهادئة قال تميم : ما ينفع تجلسي كذا والمكان ضيق اخاف ان بطنك شويه وتصير توجعك
رجّعت سجى راسها على صدر تميم وهي تقول بترجي : شويه بس وبعدين بقوم

ابتسم تميم وهوّ حاسس بمشاعر حلوة تنساب في جسمه
قال لها : انا مرتاح كذا وحاب قربك ، بس ما ابغى ولدي يضايق

ابتسمت سجى وقالت : لا ما عليك ، حتى ولدك مرتاح ومستكّن
ابتسم تميم على كلامها ، وشدّ على إيدها اللي بين إيديه

عـــم الصمت الغرفة لِ دقايق محد اتكلم فيها ..
بعدها قالت سجى بصوت خافت : اســـفـــة
و ارتجف صوتها وهي تعيد الكلمة وتقول : اسفة ولو اني اقولها لآخر يوم في عمري ما بتكفّي

تميم اللي اتفااااجئ من كلامها ، قال لها بتعجب وعدم فهم : سجى ! !

رفعت سجى راسها وطالعت فيه بعيون مغرّقة دموع وقالت : بسببي صار لك الحادث
لو انك ما خرجت من البيت .. ما كان صار لك شي

بـــــــــــرفض ل كلامها قال تميم : سجى الله يصلحك ايش الكلام هذا
قالت سجى بِ إصرار وهي تمسح دموعها : إلّا والله بسببي ، لو اني ما زعّلتك بكلامي ما كان خرجت من البيت


وسكتت ل ثواني قبل لا تقول بصوت باااااكي : اصلااا انا مااا ادري اييش اللي ضربني على عقلي وقلت لك كلام ما ينقال
و رفعت راسها له مره ثانيه وقالت : والله والله والله ان الموضوع كان من زماااان
ونزلت دموعها غزيييره مره ثانية وهي تقول : والله اني من وقت تزوجتك وانا حافظتك ما خنتك ولا

انقطع باقي كلامها لمن قال تميم بحــــــدة بعد ما استوعب اللي قصدها بكلامها
: سجــــــــــــــــى !!!!
ايش الكلام هذا اللي تقوليه ؟ ؟ !

قالت سجى بخوف لمن انتبهت لوجهه اللي قلب لونه أحمــــــــــر : انا بس كنت ابغى أوضّح لك
بنفس الحدة قال لها تميم : توضحي لي ايييش ؟ انك ما خنتيني

وبصوت أعلى قال : سجى صاااحية انتي تقولي هذا الكلام ، انا جبت سيرة لك
ولا لمحـــــــــــت لك حتى اني اظن فيكي هذاااا الظن
انجنيييتي انتي

قالت سجى بتلعثم و ارتباك : بس انتا ، انتا
ورجعت تبكي مرة ثانيه وهي تقول : انتا من وقت ما قابلت ولد جيراننا وانتا مو طبيعي حتى لمن ..............................

كانت تتكلم ب انفعال وصوتها المرتجف يعلو و ينخفض ..
خلاها تميم تقول كـــــــــــــل اللي في خاطرها ، رغم ان الكلام اللي كانت تقوله ما هوّ إلا وساوس محضــــه منها

هو ممكن طالع فيها بنظرات غريبة ، بس ما كانت إلّا نظرات مستغربة من تغيّر حالها
حس ان الموضوع فيه إنّ ، بس أحاسيسه ابـــــــــــــــــــــــ داً ما اتطورت ل تفكيرها وظنها فيه ..

حاول يهـــــــــــــدّي نفسه وهوّ يطالع فيها كيف تمسح دموعها بِ إيدها اللي ترتجف
ذكّــر نفسه إنها صغيرة ، ما اكتمل نضج تفكيرها
ومع لخبطة هرمونات الحمل ، والحادث اللي حصل له
ممــــــــكن إن تفكيرها يشطح
ممـــكن إنها تقول كلام ما تستوعب قوّته ، وإنه كلام ما تقوله الوحدة لزوجها ابــــــــــــداً

لمن حس إنها هدأت شوي ، قال لها وصوته رجع يهدأ مره ثانية : يا بنت الحلال انا رجّال غيووووور و دمي حار
الشيء الوحيد اللي كان منرفزني و حارق دمي ان ولد جيرانكم نطق اسمك بأريحية كأنه ينطق اسم اخته
بالنسبة لي الموضوع كان عدم احترام لي
ولمـــــــــــــن سألتك ، وابتسم بخفة لها : حالك اتغيّر وانخصبتي
حسيت ان الموضوع فيه إنّ
بس ما اعطيت الموضوع أكبر من حجمه
يوم يومين تمر عادي ، بعدين ارجع افكر في اللي مغيّرك عليا
وخمنت انك ممكن تكوني تعرفيه او
وسكت ثواني قبل لا يقول : او ممكن كنتي تحبيه ، اتوقعت هذا التوقع
فَ لمن انتي جيتيني وقلتي انك كنت تحبيه لمن كنتي صغيرة فاااااار دمي
ما اتحمّلت انك تجي بنفسك وتقولي ذا الكلام
عشان كذا كنت حاب اخرج من البيت ، خفت اني اطلع عصبيتي عليكي على شيء ما يسوى ، شي صار من زمااااان وانتهى

ابتسم تميم لمن شاف سجى تدفن راسها في صدره وهي تقول : والله انتهى ، وربي انتهى
انا ما احـــب غيرك ، والله ما اشوف في الدنيا احد غييييييرك

مسح تميم على شعرها وهوّ يحس بالحنية والشفقة عليها ، وجهها أحمر
وجسمها كله يرتعش من كثر ما بكت : مصدقك خلاص لا تحلفي ، واقســـم بالله اني مصدقــك

واتنهــد بصوت مرتفع قبل لا يتعوذ من الشيطان اكثر من مره بصوت واضح
ما يدري كيف الشيطان دخل بينهم وكبر الموضوع بطريقة ما كان يتوقعها ..

طالع في رجوله المجبّسـه وهو يفكر ، لو الحادث ما حصل له ، هل كان راح يكون هادئ ويتفهّـم سجى بالطريقة هاذي

ما يــــــــــظــن ..
يعرف نفسه كيف الغيرة تعميــــــه ..

لكنه بعد ما فاق من الحادث ، وشاف الأثـر الكبيـــــــــــــــــــر اللي حصل له بعد ما خرج من البيت زعلان على موضوع يعتبر بسيط

حس ان في اشياء أهـــــــــم بكثير من إنه يغار لأنه فلان من الناس قال اسم زوجته ..

عرف ان الشخص بكيفه يكبّــر المواضيع ، وبكيفه يصغّرها
وبإمكانه ما يشوفها حتى ، تمـــر ولا تضــر ..

الشيء اللي كان يفكر فيه ، و واجـــــــــــع قلبه
كيف عاشت سجى طوال الاسبوع اللي فات ب افكارها هاذي ؟

كيف لو إنه مات في الحادث ، كيف حتقضي باقي عمرها ؟
من الأساس ، هل الموضوع يسوى مـــــــــــن الأساس لدرجة إن حياتهم حالياً تتغيّر التغيّر هذا ؟



،


بعَد يومين . .



الحرر والكتمه اللي حاسس فيها كوم ، والصدااع اللي بدأ يفتك بِ الجانب الأيمن من راسه كوم ثاني
ما أشتد الصداع معاه لسى ، بس عارف نوعية الصداع هذا ما تروح إلّا بِ بندول ، اتأفف في داخله وهو يقول بِ مزاج مقفــل : ها إيش رايك ؟

بدون ما تلتفت عليه قالت : مــــــــــدري ، أحس الصالة ضيقة شوية ، حتى المجالس تصميمها غريب شويه

وبتفصيل اكثر قالت وهيّ تأشّر على الجدار : كان بإمكانه صاحب البيت يفتح الجدار هذا
وتصير غرفة كامله كبيرة بدل ما تكون غرفتين منفصلة

و زفرت قبل لا تقول وهي تعدل طرحتها : لو اننا نـدوّر كمان أحسن ، المطبخ حلو وغرف النوم مساحتها كويسه
بس الصاله والمجالس ما عجبوني مررا

حسّ الصداع زااد عنده وهوّ يشوفها تطلّع عيوب في البيت ، زي البيوت اللي قبله
بِ هـــدوء تحته نار بدأت تشتعــــل قال لها : وإلين متى يا مدام حنقعد ندوّر ونشوف البيوت
قوليلي من دحين
إنتي ناويه تشوفي بيوت جدة كلها ولا إيش بالزبط ؟

و ما أعطاها فرصة تجاوب على سؤاله ، كمل كلامه : ولا انتي حاطة في راسك يعني انك تطلّعي حق السنوات اللي فاتت
عشان كذا تبغي تطفّشيني وتطلعّيني من طوري ؟ !
تبغي تشوفي كميـة الصبر اللي عندي ؟
و ارتفع صوته شوي : اذا هاذي نيّتك فَ حاب اقول لك ترى لفلفة البيوت طلعت من خشــــــــمي

بتول كانت تطالع فيه منصدمه من كلامه ، السخيف الغريب في نظرها
قالت له : مشاري ، انتا مستوعب الكلام اللي بتقوله !

بِ نفسية خاايسة قال لها : إيش رايك ؟
انا من الرجال اللي يرمي كلامه يمين ويسار بدون ما يثمنه ؟

بِ تعجّب من تفكيره قالت بتول : مشاري ! صلّي على النبي اشبك ؟
ترى البيت هذا حنشتريه مو حنستأجروا ، يعني لازم يكون كل شيء فيه مرتب ، عشان الواحد

قاطعها مشاري : عشان الواحد لا يندم ، حفظت الكلام هذا اللي اتكرر مية مرة ، بس خلاااااص
لازم كل بيت تطلّعي فيه عيب ، إليين متى ؟ ؟

و بِ إشارة من إيده قال : ترى البيت اللي حيكون كل شيء فيه مرتّب وعلى مزاجك في الجنة
في الدنيا ما في شي كامل ..

على إنه كان معصب ومزاجه مقفــــــــــــل
بس ما تدري ليش لمن قال كلامه الأخير لاااا إرادياً ضحكـــــــــت
ضحكــــــــــت و ضحكـــت من قلبها لدرجة إنها صارت تكح من كثرة الضحك

مشاري اللي كان معصب ، استغرب لمن ضحكت
وفي النهاية صار يضحك معاها وهو يقول : يا هبله تضحكي على إيش بالله دحيييين !

اخذت نَفس عميييييييييق بعد ما هدأت ، وقالت وعلى شفايفها أثار الضحك
: مدري ليش بس طريقتك وكلامك وانتا تقول البيت اللي على مزاجي حيكون في الجنه ضحّكتني

وحطت إيدها على فمها وهي تضحك مرة ثانية : هههههههههههه يعني مو قصدي استهزأ فيك بس يعني ....
وبلهجة مصرية قالت : كان كلامك زريف ( ظريف ) آوي

هل هو لأنه يحبهــــــا من الأعماق ، ولا إيش السبب اللي يخلي مزاجه يتغيّر بالكامل بضحكة منها ؟ !

طالع فيها لمن ابتسمت له و ما قاوم إنه يردّ الإبتسامة لها
بس استغرب لمن مسكت إيده وخرّجته خارج الغرفة وهي تقول : تعال

جلّسته على الدرج ، وجلست جنبه وقالت له : لازم نتكلم شويه

مشاري اللي كان الفضول عنده مرتــــــفع ، خصوصاً إنه ما كان متوقع أصلاً تصرفها ، وِ كلامها
ما انتظرته بتول يقول شيء ، على طول اتكلمت
: ليش قلت قبل شويه إنو انا ابغى اطفّشك ، وابغى اطلّع حقي ومش عارفة إيش
صدمتــني بصراحة ، يعني هاذي نظرتك ليا ؟ ! !
أول مرة اتقابلنا فيها طلعــــــــت كل اللي في خاطري منك وخلاص الماضي صفحة وانطوت
وقلت لك من وقتها بكل صراحة إنو قلبي لسى مو صافي عليك ، وأصبر عليّا
اما حركة إني اتعمــــد أطفّشك وعلى إييييه على حاجة مهمـــة دحين في حياتنا عشان اللي حصل في الماضي مستحييييل
هذا شيء ، الشيء الثاني ليش من الأساس كل ما نشوف أي بيت وأطلّع ملاحظات عليه على طول تضايق
يا حبيبي مو معقول أصلاً اننا حنلاقي بيت من أول مره
أكيد إننا لازم نشوف ونلفلف في البيوت ونطالع في كــــــــل التفاصيل
عارفة إنو الموضوع غثييث ويطفّش بس خلاص ، الواحد يتعب شويتين وبعدين بيرتاح

مشاري كان يطالع فيها وهوّ مبهور من صراحتها وِ وضوح مشاعرها وكلامها
متعوّد دايماً على غَيد اخته واكثر انثى محتك فيها تلف و تدور وتتغنج قبل لا تتكلم في أي شيء ، لكن بـتول ، كانت مختلفة تماماً
مو مستوعب ان الفرق اللي بينها وبين غَيد سنة وحدة بس
من الأصــــــــــل مو قادر يستوعب كميــة النضج اللي نضجته في السنوات الخمسة هاذي
لمن عرفها كان عمرها 14 سنة ، مراهقة وتفكيرها تفكير مراهقات
كان يشوفها طفولية ودلوعة ..
اما دحيـــن ، على الرغم إنها ما اتعدّت سن العشرين ، إلّا إنه يشوفها تساوي اخته دانية في النضج والعقل

تفكيـره أخذ منحنى ثاني ..
قــد إيش اخذت وقت ، عشان يكبر عقلها ، ويتوسّع تفكيرها
ما يدري كم الدموع اللي ذرفتها
و الضغوط اللي انضغطت فيها عشان توصل للتفكير الناضج العاقِل هذا ..
وِ لأول مرة ، يحس بحزن عليها إنها ما عاشت زي بنات جيلها
وجوده القصير في حياتها من قبل ، واضح إنه غيّر حياتها 180 درجة
هل لعبت وانبسطت بالخرجات و الدخلات زي البنات ؟
ما يتوقع ، كان عندها هــم اكبر من هم الدراسة و الوناسة
لمن كان فارس عمره صغير كانت امها مشغولة بدراستها
هل أتحملت لوحدها مسؤولية فارس ؟
أتخيّل شكلها وهي بنت عمرها 15 سنة ومعاها طفل بدون وجود أب يساعدها ويعاونها فيه
أو على الأقل يكون سَند لها و امان

بتول اللي كانت مستغربة سرحانه الطويييييل
كانت متوقعة إنه بيرد بسرعة على كلامها ، بس سكوته الطويل أثار استغرابها
حطت إيدها على إيده وهي تنادي ب اسمه

انتبــه مشاري وقتها على المكان اللي هوّ فيه وطالع في بتول اللي تطالع فيه بتعابير وجه مستغربة بشكل وااااضِح
كان أول ناوي يعاتبها اكثر على عدم إهتمامها إنهم يحصّلوا بيت بأسرع وقت

بس مع تغيّر تفكيره في الدقايق البسيطة هاذي قال بهـدوء ممزوج بحنيّه أثارت استغراب بتول أكثر
: خلاص خلينا نشـد حيلنا ونشوف بيوت غير هذا البيت ، و ان شاء الله ربنا ييسّر لنا ونحصل بيت يناسبك

طالعت فيه بتول بعدم تصديق لِ كلامه ، كانت متوقعه إنو بيجادلها أو يحتـد في الكلام معاها
بس الهدوء هذا ما كانت متوقعته ..

ما دققت ، وقالت له بِ إبتسامة حلوة : إن شاء الله ، أهــــم شيء إنك توسّع بالك

ابتسم مشاري على ابتسامتها وقال بصدق
: ترى انا بالي وسيييع ، بس في موضوع البيت هذا أنكمـــش
وكمل وهوّ يشوفها ضحكت على كلامه : والله من جد ، بس اتوقـع إنو الصبر بدأ ينقص
وشدّ على إيدها وهوّ يقول : نفسي أغمض عيوني وأفتحها الاقي نفسي في بيتنا خلاص

وقفت بتول وهيّ تقول : ان شاء الله قريب ، يلا قوم خلينا نخرج منها

شــدّ مشاري على إيدها اللي لسى بين إيديه وهوّ يقول بخبث : أصبــــــــــري
لسى ابغى افضفض لك عن أشواقي ومشاعري وأحاسيسي ، اشبك قمتي ؟

ابتسمت بتول و بمزح قالت : هههههههه لو خلينا وقت ل مشاعرك و أحاسيسك ما بنخرج من هذا المكان
و حركت إيدها وهي تقول : يلا قوووووم ، خاطري في بيتوتي نتغدا فيه

قام مشاري اللي دوبه ينتبه إن وقت الغدا عـــــدّى عليه وقت بدون ما يحسّوا بنفسهم
قال بِ حماس : الله ، هذا الكـــــــــلام ، ايش رايك نكلم امك تتجهّز هيا و فارس ونشيلهم معانا ..



،



ثاني يوم


بترجّي وصوت وااطي لا يسمعها أحد قالت له : الله يخلييك ، مشتاااااقة لها ، لي اسبوعين عنها
بنفس الصوت الواطي قال لها برفض : مو وقتــو يا هديل مني فاضي دحين كم مره قلت لك ، استني كم يوم إلين ما أفضى وأطلّعك عندها

طالعت فيه هديل وقالت بقهر وضح في صوتها : الاسبوع اللي فات قلت نفس هالكلام ، وبعد كم يوم بتقول نفس الكلام هذا برضو
وغرقة عيونها وهي تقول : اقول لك مشتاااقة ل ماما ما شبعت منها وانتا ولا على بالك ، لأن امك قدام عيونك مو حاسس فيني

التفت عليها ريان وهوّ زاااااامّ شفايفه ، ما يبغى يرفع صوته بحكم وجودهم في الصالة مع أهله
لكن كلامها الأخير نرفزه : إش الكلاام الفاضي هذا ، انا دحين مو حاسس فيكي !!
ناسيه يا هانم ان الاسبوع اللي فات تميم صار عليه الحادث وانشغلنا معاه
هذا الشيء ، الشيء الثاني مو الدكتورة نبّهت عليكي انك ما تجهدي نفسك وانتي ولا هامك اصلا
وتبغي تمسكي خط 4 ساعات رايح جاي ما عندك مشكلة ؟ !

هديل كلامه فوّر دمها ، هي اللي دحين مو مهتمة لحملها ، ولا هوّ يبغاه شمّاعة عشان ما يوديها المدينة
واذا على الحادث حق اخوه ، مو هوّ الأخ الوحيد ، بداله هو فيه أربعة .

كان نفسها تقول له هذا الكلام وهي تطـــــــالع فيه بحــدة وعصبية
لكنها كتمته في داخلها ، وقامت من على الكنبة و راحت جناحها ، لو جلست زيادة راح تنفجر فيه ..

قومتها المُفاجئة من على الكنبة خلّت الكل ينتبه عليها ..
وِ أول ما خرجت من الصالة ، التفتت العيون على ريان بتساؤول ..

انتبه ريان على عيون ابوه وامه و غَيد المتواجدين في الصالة
وقال بطفش يجاوب على سؤالهم : زعلانــة كالعادة ، حتموووووت البنت هاذي لو ما زعلت في يوم

اتضايقت امه من جوابه و قالت بسرعة : ريان الله يهديك اش الكلام هذا ، ما يصير تتكلم كذا عن زوجتك

زفر ريان بضيق وهو يتعدل في جلسته : وانا صاادق ، كل شويه لازم تزعل على شيء
ولأ ، دحين لازم كل شويه تزِنّ تبغاني اوديها عند امها ، كأنو ما عندي شغله إلّا هاذي

قال له فهد ب حدة خفيفة وهو مو عاجبه كلامه ابـــــــــــــــــداً : وانتا ليه ما توديها عند امها طيب ، إيش عندك ؟ !

طالع ريان في ابوه وقال بنفس الطفش : وانا فاضي كل شويه امسك خط 4 ساعات روحة و 4 ساعات جيّه
غير كذا الدكتورة قالت لها انو ما ينفع تجهد نفسها وهديل ولا كأنها

بحدة اكبر قال له ابوه : وتحرم البنت المسكينة من امها عشان مافيك حيل تسوق !
طلعّها ياخي طيّارة منها أسهل عليك ومنها مرتك ما تتعب

ريان اللي ما قِد فكّر في الطيارة ، مبرمج ان المدينة قريبة وطريق البرّ سهل قال بِ لا مبالاة : اشوف

قالت له سارة بِ إنزعاااااج من تفكيره ولا مبالاته : تشوف إيييه ، ترى هيّا ضغطت زرّ وتحجز ، ادخل دحين واحجز على بكره
خلّي هديل تشبع ب امها شويه قبل لا تجي المدارس وتنشغل ولا عاد حتقدر تطلع براحتها

ريان اللي فتح جواله ، رفع راسه مبتسم وهوّ يقول : ايوه صح المدارس قرّبت

غَيد اللي كانت جالسة في الكنبه اللي جنبه ومتابعة للمشهد اللي قدامها بدون ما تتدخّل زي العادة
قالت ل ريان بصوت واطي : تعرف انك بزره ، غيران لأن هديل تبغى تروح عند امها وراح تسيبك

طـــــالع فيها ريان وقال بعدم تصديق لكلامها : قصدك انا اغار من ام هديل ، انــــــــــــــــا

قالت غَيد : لا أنا ، ايش رايك يعني ، فسّر لي ليش مو حاب انها تطلع عند امها
وانتا اكتر واحد عارف قد إييييييش هي كانت فرحانه انها اتقابلت مع امها اخييراً بعد ما افترقوا خمس سنين
انتا اللي جمعتها ب امها وكنت مبسوط ، ايش اللي مخليك دحين ما تبغاها تطلع المدينة

رجع ريان يعيد نفس الكلام اللي من اول يقوله لِ غَيد اللي هزت راسها بعدم اقتناع وقالت
: كان من زماان فكّرت انك توديها طيران منتَ منتف على قد حالك عشان تدقها سيارة طوال الوقت

قام ريّان من على الكنبة وهوّ يقول بزهق : مع نفسك عساكي لا اقتنعتي

اول ما مشي سألته امه بسرعة : على فين ، احجز اول شي قبل لا تخرج وتنسى
بنفس الزهق قال وهوّ يمشي : ماااااااني خارج ، بروح لهديل لا يكبر زعلها زيادة مو ناقص وجع راس

ابتسمت غَيد وطالعت في امها و ابوها اللي واضح من وجييهم مو عاجبهم تصرفات ريان قالت بصدق : قال مو ناقص وجع راس
والله هوّ اللي ما يستحمل يشوفها زعلانه ، مدري ليييش يكااابر على مشاعره ..

بِ ضيق قال فهد : بيجننـــي هذا الولد ، مدري متى بيعقل وينضــج
سكتت سارة اللي في العادة تدافع عن عيالها وتحط لهم عذر قد ما تقدر ، ما قدرت تعذر ريان على تصرفه قبل شويه

قالت غَيد تبغى تهدّي امها وابوها : بابا ، ماما ، ترى ريان الايام ذي مررا متضايق عشان راكان خلاص حيسافر نهاية الاسبوع
وماله خلق ل شيء ، عشان كذا ما يبغى كمان هديل تروح عند امها
وابتسمت ابتسامة واسعة : ما يبغى يكون وحداني

قال فهد بتعجب : نحنا كلنا هنا معاه
غَيد : بس راكان غييير يا بابا ، ما قِد افترق هو وياه عن بعض من وقت ما اتولدوا ، دحين كيف حيكون شعوره مسكين

هز فهد راسه بعدم اقتناع ، من وجهة نظره حتى وان كان بيفقد توأمه لفترة ، هذا مو معناته انه يسيء معاملة زوجته
التفت على زوجته ، واتفاجئ لمن شافها تمسح دموعها بخفة
قال لها بتعجب : سااارة ! ، اشبك يا بنت الحلال تبكي انتي كمان ؟

وقفت سارة وهي تقول : ولا شي ولا شي

طالعت غَيد في ابوها اللي وقف وهوّ يهدّي أمها
و قفت معاهم وقالت وهي متجاهله الغصّة اللي حاسه بيها لمن فكرت في سفر راكان اللي ما راح يكون ل فترة قصيرة
: بابا ايش رايك نخرج نروح كوفي أو نغيّر جو في أي مكان

طالع فهد فيها ، ونظراته كانت تتكلم ب معنى " مو وقتو دحين "
لكنها كملت : عشان نغيّر جو ، نكلم كمان ريان وهديل ، في كوفي فتح دحين عندو كيكة تمر مرررا لذيذة حتعجبك انتا وماما اكييد ..




::




في جناح هديل و ريان /*



مسحت دمعتين نزلت منها وهي تلف الروب عليها ما انتهت من استحمامها السريع
ابتسمت وهي تطالع في نفسها في المرايا : لازم تكوني اقووووى من هيك يا هديل

اخذت نفس عميييييق و رجعت تبتسم مرة ثانية ..
لها فترة وهي تحاول تسيطر على مشاعرها ، و ما تخليها تتحكم في مزاجها و كلامها
ما تبغى طفلها يجي ، ويكبر وتكون امه مهزوزة و على اي شيء تبكي وتنفعل ..

بــــــس ، القرار شيء ، والتطبيق شيء ثاني ..
أول ما خرجت من الحمام و شافت ريان جالس و متكي على ظهر السرير ، غرقت عيونها بالدموع
مقهـــــــورة منه وما عندها إلّا هو ، هو الوسيلة الوحيدة اللي من خلاها تقدر تشوف امها بحكم انها مو ساكنة في جدة

قال اول ما شافها تخرج من باب الحمام ، وتطالع فيه : لسّى زعلانة ؟
تجاهلته هديل و ما ردت عليه وهي تجلس على كرسي التسريحة ، وتفتح الكريم الخاص بوجهها ..

طـالع فيها ريان وهوّ يفكر في كلام غَيد ، معقوله هو يغار لأنها حتروح وتسيبه
رفض الفكره على طوووول اول ما جات في باله وقال في نفسه :" هبله ذي الغيد وحتخليني اهبل زيها "

اتحرك من مكانه ، وجلس في بداية السرير ، خلفها بالزبط وقال بهدوء : ويعني ؟ حتقعدي زعلانه إلين متى ؟
من دون ما تطالع فيه هديل قالت وهيّ متوتره من جلسته القرييييبة منها : مو زعلانة

طالع فيها ريان بنص عين ، مو مصدقها
كان بيتكلم ، بس باب الجناح اللي دق ، خلاه يقلع عن الفكرة و يروح يشوف مين

أول ما فتح وشاف غَيد قال بِ إنزعااج : خيييييييييييير
ابتسمت غَيد ابتسامة واسعة وقالت وهي مطنشة ترحيبه السيء لها : الخيير في وجهك خيوو
حنطلع انا وبابا وماما كوفي ، تعالو معانا

طـــــــــــالــع ريان فيها بتفكييير ..

قال له غَيد ترغّبه : والله لذييذ و مرتـــــــــــب على ضمانتي ، اصلاً بابا مُصرّ انكم تجو معانا
و هديل حتاخذ راحتها كمان مافي احد تغطي عليه ..

ريّان اللي الفكرة جازت له من البداية لأنه مو عارف كيف حيغيّر مزاج هديل ، والخرجة هاذي جات له جاااهزة ..
قال لها بهدوء : طيب اعطونا عشرة دقايق ونكون جاهزين ..




::



بعَد جلسة حلوة في الكوفي ، سحبت غَيد هديل معاها بشويش عن سبق إصرار وترصّد
هديل اللي نفسيتها هدأت كثيــــــــــــــر بالخرجة الغير متوقعة هاذي
استغربت طلب غَيد انها تمشي معاها في المول الموجود فيه الكوفي ، لكنها ما مانعت أبــداً ..

قامو من على الكراسي بهدوء تحت أنظار ريان اللي وااااضح وضوح الشمس انه مو حاب تمشيتهم في المول بدونه
لكنه ما حبّ يعترض ، و ما يبغى يفرض نفسه عليهم ..

التفت على امه اللي توّها تتذكّر انو في نفس يوم حادث تميم ، كانت مراجعة هديل الشهرية للمستشفى
سألته بِ اهتمام : ريان حبيبي ، إيش صار على موعد هديل الاسبوع اللي فات
و بتبرير قالت : عقلي الايام اللي فاتت ما كان معايا ونسيييييت ما اسأل ..

ابتسم لها بحب وهو يقول : مالو داعي تبرري ، الحمدلله كل شيء تماااام

ب ارتياح قالت له : الحمدلله ، الحمدلله انها خلاص خلصت فترة الوحام ، دحين تبدأ في الشهور الحلوة و الخفيفة حق الحمل
و بِ فضول سألته : ما عرفتو ايش نوع الجنين ؟

طالع ريان فيها بتعجب ، بينما فهد ضحك با استنكار لكلامها وهو يقول
: هههههههههه سارة ! ما كأنك بالغتي ، لسى البنت في الشهر الرابع ولّا ؟

التفتت سارة على يسارها تطالع فيه وهي تقول : إيوة بس عادي ممكن يبان نوع الجنين من الشهر الرابع
أذكر على حملي ب دانية و حملي ب عمر عرفت من الرابع ايش عندي

ابتسم ريان وهو يقول : عاد نفسي اعرف ايش كان شعورك لمن كنتي حامل بدانية وعرفتي انو اللي في بطنك بنت

ابتسمت سارة وهي تتذكر هاذيك اللحظات : هذا الشعور اللي يقولوا لا يوصف
ما صدقت اصلا الدكتورة لمن قالت لي انها بنت

وطالعت في ريان : كان نفسي ابكّر ب بنت ، وقالت لمن سألها ريان ليش
: البنات حنونات ويعاونوا امهم لمن يكبروا ، الاهتمام واحد يكون و التفكير واحد
لمن الدكتورة قالت اني حامل بولد على سلطان عادي ما زعلت بالعكس فرحت
لأن انا واخواتي ياما اتمنينا يكون عندنا اخ ، يكون سَنـد و عزوة
ولمن جا تميم قلت مو مشكلة يتخاوى هو واخوه
بس لمن حملت بمشاري وقالت ولد ، وضحكت قبل لا تقول : خفت انو كل خلفتي تكون اولاد
بس الحمدلله ربي فرّحني بدانية ..

وسكتت شويه قبل لا تقول بحب عمييق
: الله يسعدها هاذي البنت و يوفقها فين ما كانت ، بلسسسم تنحط على الجرح يبرى

قال فهد بحب مماثل : وانا اشهد ، عاقلة ، بارّة ، مُطيعة
ولا في مرة عاندتي او زعّلتني ، حتى لو ما اقتنعت بشيّ تناقشني الين ما تقنعني او هي تقتنع

ابتسم ريان وهوّ يقول : فيييينك يا دانية تسمعي هذا المــــــــــدح
قالت سارة : ما يحتاج ، دايماً اقول لها هذا الكلام ، الله لا يحرمنا منها

قال ريان بخبث : لو غَيد موجودة ما بتقدروا تقولوا هذا الكلام ، اصلاً على طوووول حتنط لكم
وقلّد صوتها : وانا وانا قد ايش تحبوووني ، ليش تمدحوا دانيه وما تمدحوني

قال فهد ب ابتسامة : سيب اختك في حالها ، ايش جاب سيرة الضعيفة دحين
قال ريان ب استنكاااار : غَيد ضعييفة ، قول كلام غير هذا يا رجااااال ، والله انها تاخذ حقها وحق البيت كللللللللللو

قالت سارة منهية الكلام في الموضوع هذا : ما علينا في غَيد دحين ، ما قلت لي قالت لكم الدكتورة نوع الجنين ولا لا

ابتســـــــــــــــم ريان ابتسامة واسعة : ايوه قالت لنا
مع اني بالمرررررره ما كنت حاط في بالي انو بنعرف من بدري ايش النوع ، تتوقعي ايش ؟
قالت سارة بتفكير : احس حملها ببنت

ضحك ريان قبل لا يقول : هيا خذلك من تخاريف الحريم
وطالع في ابوه اللي واضح انه يوافقه الرأي بس ما اتكلم ، قالت سارة بحدة خفيفة
: في أمور نحنا الحريم نفهمها ونعرفها و مو لازم انتو الرجال تقتنعوا فيها ، اهم شيء إنو كلامنا حيكون صح فيها
وبتحدي طالعت فيه : توقّعي صح ولا لا ؟

ابتسم ريان وهو يقول : والله مدري أساس توقعك صح أو لا ، بس إنـك
وابتسم اكثر : جبتيها صح

حس ب عيون امه تلمع من خلف النقاب وهي تقول : اسألك بالله من جد ؟

قال لها فهد بمزح : مو دوبك تقولي للولد انك تحسي الحمل ببنت
والتفت على ريان وهو يقول بفرح : الله يجيبها بالسلامة ويفرحك بعافيتها وعافية امها

من قللللب قال : اميييييييين بس بالله لا تقولوا لأحد
ولمن قرأ التساؤول في عيونهم قال : ما ابغى غَيد تعرف ، ابغى اتمنذل عليها شويه خخخخخخ

قالت سارة : حتى في هذا الموضوع اختك ما سلمت منك
وقامت وهي تقول : قوم معايا يلا

بِ استغراب قال ريان وهو يطالع فيها قبل لا يطالع في ابوه : على فيييين ؟

قالت سارة بحماس : قوم نروح نشتري ملابس للأميرة الصغيرة ، يا قلبي عليها الله يصبرني إلين ما اشوفها ..


::


عند غَيد و هديل / .


تعتبر حماتها الصغيرة من أكثر الأشخاص غرابةً قابلتهم في حياتها ..
وتحاول داائماً انها تتفهّـم غرابتها ، بس تجيها اوقات ماااااااا تقدر ، زي دحين
مو قادرة تستوعب ان لهم أكثر من 25 دقيقة وهم واقفين عند كشك مناكير ، الكشك يبيع مناكير فقط !

بملـــــــــــــــــــل قالت لها : غَيد لو ما مشيتي اللحين بمشي لوحدي وبرجع للكوفي

رفعت راسها وهي تقول بسرعة : وي اشبك ؟

بنفاااااذ صبر قالت هديل : لنا قريب النص ساعه ونحنا واقفين عند هذا الكشك عشان تختاري مناكير
مستوعبة انتي ، ترى هو مناكير والسلام ، ليش الوقفة الطويلة هاذي

غَيد اللي اتعدلت في وقفتها لمن سمعت هديل تتكلم بالحِدة هاذي ، لأول مرة تشوفها تتكلم كذا بس الظاهر إنها طفشت من جد
قالت بسرعة وخوف : خلاص خلاص دحين بحاسب ..

وبعد ما حاسبت ، قالت وهم يمشوا : معليش هديل والله مو قصدي أعطلك بس انا لمن أشوف المناكير أنسسسى نفسي
وبضحكة كملت : عاد الكشك هذا فنّاااان ، ألوان المناكير فيه تاخذ العقل ..

لمن شافتها ترد عليها بِ عادي مع ان واضح انها زهقت وابداً ما كان الوضوع عادي عندها
قالت لها أول ما انتبهت لمحل أطفال معروف بِ أشياءه الحلوة
: هديل تعالي ندخل هذا المحل ، من جد حتنسي نفسك وانتي فيه

هديل اللي معروفة بقلة صبرها ، كانت فعلاً زهقانة بس أول ما التفتت وشافت المحل اللي واجهته تفتح النفس
ابتسمت لا إرادياً وقالت : اوكي


قالت لها غَيد أول ما دخلوا المحل : ثاني شي أنسى نفسي فيه محلات الأطفال
وقربت من بربتوز أبيض ومسكته وهي تقول : وهـ يا عمممممممري ما أقاوم الأحجام هاذي




:


بعد عشرة دقايق نسيت فيها هديل نفسها حرفياً ، قربت منها غَيد وهي تقول : أقول هديل
صدرت همهه من هديل بدون ما تلتفت عليها

قالت غَيد بعد ما اخذت نفس عميييق وهي تدعي الله في داخلها ان هديل ما تفهمها غلط
: ينفع لو أجلتي روحتك لماماتك لِ الأسبوع الجاي ؟

هاذي المرة ألتفتت عليها هديل وهي تطالع فيها بعيون متسائِلة
قالت غَيد تجاوب على سؤالها اللي قرأته في عيونها : مدري اذا تعرفي أو لأ ، بس راكان بيسافر يوم الجمعة
وانتي عارفة إنو هو و ريان ماقِد أفترقوا ابـداً عن بعض
ممكن الشي الوحيد اللي فرقهم كم ساعة عن بعض إختلاف تخصصاتهم في الجامعة غير كذا ما قد افترقوا
عشان كذا ، ريان الايام هاذي متوتر شويه وأعصابه في خشمه ، يعني

واترددت قبل لا تقول : أحس لو إنك موجودة حيفرق شوية الموضوع عند ريان
يعني ما بيحس إنو لوحده ، توأمه راح و انتي كمان مو جودة عند امك

وبنبرة خوف وقلق قالت : هديل يا قلبي ترى انا ما ابغى أتدخّل بينك وبين ريان ولا إنو ابغى اتدخّل في خصوصياتك و قراراتك
بس قلت يمكن انتي مو عارفة ، ترى ريان فقـــــــــدك مرررا لمن رحتي عند امك المرة اللي فاتت
واكيد بيفقدك لمن تروحي المره هاذي ، ف عشان كذا يعني لو انك تفكري مره ثانية قبل لا تقرري تسافري بكره او بعدو

حسّت غَيد انها في النهاية قاعدة تلخبط في كلامها فَ سكتت لكنها حاطة يدها على قلبها
من كلام ريان ، هديل تزعل بسرعة ، فخايفة انها تزعل وتعتبرها أتلقّفت واتدخلت في خصوصيتهم

: لا عادي ، مو تدخّل ولا شيء ، انتي اخر وحده بفكّر انها تتدخّل في خصوصيتي

كلام هديل الهادئ خلاها تهدئ شويه وتقول : الله يسعدك
وقالت تبغى تتهرب من الموقف اللي صار فجأة مُحرج لها جداً
: ااااااممممم شوفي ايش رايك في اللبس هذا ينفع سواءً للبنات والاولاد مدام إنك لسى مو عارفه ايش عندك ، ناخذه ؟

ألتفتت هديل تشوف اللبس اللي أشّرت عليه هديل وهي دوبها تفكّر في الموضوع بحيادية
مشكلتها لمن تشوف ريان يعارض كلامها على طول تفكّر انه بيعاندها ، أو ما يبغى يسمع كلامها

لكنها دوبها تتذكر إنها أول ما عرفت بوصول ريان لعنوان أمها وطلبها منه إنه يوديها فوراً المدينة ما رفض طلبها
بالعكس وافق وخلّاها على راحتها هناك وما رجّعها إلا بسبب ملكة غَيد

اتنهّدت وهي تحس بالندم لتفكيرها السيء فيه
ودوبها تتذكر كمان أن توأمه بيسافر ، وهي أكثر وحده شايفه كيف تعلّق ريان في راكان
أكيــد بيكون متأثّر ..

كييف ما انتبهت من قبل ان نفسيته هاذي الايام معفوسة لهذا السبب ..


قاطع تفكيرها صوت ريان اللي طلع فجأة من العَدم وهوّ يقول
: ما شاء الله ، إيش جابكم لهذا المحل ؟

غَيد اللي واقفة كانت جنب هديل التفتت بفجعة عليه وهي تقول : بسم الله من فين طلعت
و بِ استغراب كملت : أووووه ماما و بابا كمان هنا

سارة اللي مشيت ب إتجاههم قالت : لازم من دحين نبدأ نجهّز للنونو
قالت غَيد بضحكة : هههههههههه لو بدينا من دحين ما راح يولد إلّا يبغالنا غرفة ملابس لوحدها له
بصراحة انا ما أمسك نفسي في ملابس النونات

قالت لها امها وهي تطالع بتمعّن في الرف اللي قبالها : حطي طاقة التسوّق اللي عندك لِ دبشك
وانا وهديل حنقضي للنونو

ضحكت غَيد أكثر وهي تقول : ههههههههههه لا تخافوا مابخسّركم كثير

: شوفوا هذا ، بصراحة ما يتفوّت

التفتت غَيد على صوت أبوها ، واتفاجئت لمن شافته ماسك فستان صغييييير ، يجي مقاسه عمر شهر تقريباً
قالت بِ استغراب : بابا بس هذا فستان ، لسّى بدري اننا نقرر نشتريه

قال لها ابوها وهوّ يطالع في الفستان بتمعّن : ليش ؟ عارفين وخالصين ، الحمدلله ان البنت بانت بسرعة في بطن امها

قالت سارة لمن انتبهت ان زوجها كبّ العشا بمعنى الكلمة : فهــــــــــــد ، اشبك مو ريان قال ما يبغى أحد يعرف
ابتسم فهد وهو يحط طرف خده بسبابته : ههههههههه نسيت


طالعت غَيد بِ استغراااااااااب و استنكاااااار في هديل وهي تقول : وتقولووووا انو لسى مو بايين

قرب ريان منها وقال قبل لا تتكلم هديل وتبرر : هيييي خير اش عندك ، انا اللي قلت لها ما تقول لك يا سي إن إن
قالت غَيد بغيض : مع نفسك ، ليش يعني تبغاها مُفاجأة ولا إيش

قال ريان ببرود متعمّد يستفزّها : لا مُفاجأة ولا شيء ، بس كذا مزاااااج ما ابغاكي تعرفي
التفتت غَيد على امها وهي تقول بقهههههر : ماااااااااااما شووفي ولدك

قالت سارة بهدووووووء : اوووووش نحنا مو في البيت ، وطّي صوتك يا غَيد

قال ريان بغيض : المشكله إنّي محرّص عليكي يا امي انتي وابويا ما تتكلموا ، وابويا اول ما شاف غَيد اتكلم
وطالع في ابوه اللي لا زال عند الفساتين بطرف عينه وهوّ يقول : مشكلة أبويا ما يرضى بدلوعته

قالت غَيد بدلــــــــــع وهي تروح لِ عنده : ربي يحفظـــــه لدلوعته ويحميهم من عيون الحُسّـــــــــاد

قال لِ أمه وهو يشوف غَيد تتعلق في ذراع أبوه : هيا شوف لك ، والله يا امي حرام عليكم بتاخذوا ذنب في زوجها ، مدلللللعة بشكل
قالت سارة بحب وهي تطالع فيها : خليها تتدلع ، كلها كم شهر وما بنشوفها إلّا فيين وفين بعد كدا

قال ريان بملل : ياليييييييل ما بنخلَص ..
والتفت على يمينه يطالع في هديل اللي ضحكت روّق فجأة ، وقال بمزاج رااايق : يا جعل ما يضحك غيرك قولي آميين ، بس ليش تضحكي ؟




نهاية الفصل ( 53 ) الجزء الأول ..
قراءة مُمتعة ..










.



التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 03-07-22 الساعة 06:09 PM
دانتِلا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-07-22, 04:49 PM   #127

دانتِلا

? العضوٌ??? » 504444
?  التسِجيلٌ » Jun 2022
? مشَارَ?اتْي » 226
?  نُقآطِيْ » دانتِلا is on a distinguished road
افتراضي

.


















الفصل الـ ( 53 ) / الجزء الثاني ..




3:45 مساءً |.


{ لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا
رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ
وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ.}

قفل القران بعد ما انتهى من ورده اليومي وهوّ حاس بِ سكينة وطمأنينة ..

دائماً القرآن يريّحه ويجلب السكينة له ..
ويشوف أثر قرآئته له في يومه ، وفي الأيام هاذي عنده وقت فراغ طويل فَ كانت قرائته مكثّفة له وبالتالي ، كان أثره أعمـــق ..

: تميم أنا نازل أصلي ، تبغى شي ؟

ألتفت على راكان المرافق له وعلى وجهه ابتسامة هادئة : لا الله يعطيك العافية
نزّل راكان أكمام ثوبه بعد الوضوء وهوّ يقول : الله يعافيك ، ابويا كلمني انو بيصلي العصر هنا في المستشفى
سأله تميم : امي معاه ؟
قال له راكان وهو واقف عند باب الغرفة : ما ادري والله ما سألته ، يلا ما بطول ، بصلي وبرجع

كان تميم بيقول له ياخذ راحته عادي ، بس راكان خرج من الغرفة ..

ابتسم بحب و امتنان ، اكثر واحد من اخوانه اللي رافق معاه راكان
كان يرفض ان أحد غيره يرافق معاه بِ إعتبار انه متفرّغ وما عنده وظيفة ولا زوجة ..

ودايماً كان يقول له لمن يعترض على وجوده الدائِم معاه
: ياخي انا انسان ما عندي شي عطّالي بطّالي ، إلّا اذا انتا طفشت من وجهي شي ثاني


ابتسم ابتسامة واسعة قبل لا يقيم الصلاة ويكبر ويبدأ صلاته وهوّ على سريره . .




::



بعدها بـ ساعة /*

حط إيده على ذراعه وهوّ يقول بنبرة صوت جادّة وِ قويّة : يا ولدي إنت مؤمن بالله
بِ نبرة مماثلة لها قال تميم وعيونه في عيون أبوه : والنعم بالله ؟ !

قال فهد بصوت قوي ينافي الإضطراب اللي حاس فيه بداخله وهو يشوف النظرات المتسائلة لِ تميم
و أكثر ما يخشاه ، إن نظراته المُتسائلة تتحول لِ إنكسار من الكلام اللي لازم يقوله له
: الدنيا دار اختبار ، ربنا ما خلقنا في الدنيا هاذي إلّا لِ عبادته
والصبر على أقدار الله والرضا بقلب مُطمئن إن ما أصاب الإنسان لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن يصيبه
هاذي من أعظم الأمور اللي يؤجر عليها المؤمن ..

و سكت لثواني قبل لا يقول : شاء الله يا ولدي إن رجلك أكثر مكان في جسمك يتضرر من الحادث
المستشفى أسعفوك وعملوا لك عملية أول ما وصلت ، لكن رجلك اليسار أتضررت كثير
الدكتور قال إنه مع العلاج الطبيعي راح تتحسّن شويه ، بس برضو حيكون فيها عَرج ما بتتشافى منه تماماً

شدّ على ذراعه أكثر وهو يقول : الدكتور أول ما خرج من عمليتك قال لي هذا الكلام
بس انا طلبت منه إنه ما يقول لك إلّا بعد ما تفوق من الحادث شويه
وطلبت إنو انا اللي أقول لك مو هو

و شدّ أكثر وقال وهو ملاحظ السكوووووون اللي حطّ عليه : تميم ؟

تميم من بعد ما فاق من الحادث ، وبطبيعته اللّماحة كان ملاحظ إن فيه شيء شااااغل عقل أبوه
بس ما كان متوقع إنه متعلّق فيه و في إصابته
و حقيقةً الموضوع صــــــدَمــه ، جداً ..

أنتبه لِ أبوه ينادي عليه ، رفع راسه بعد ما كان يطالع في رجوله ..
طالع في عيون أبوه اللي كانت تفيض إهتمااااام وحنان ، بس مع طبعه الجاف ، ما قدر يعبّر عن شعوره ..

قال بجمود وهو مو قاادر يستوعب في داخله الصدمة اللي نطق فيها أبوه قبل دقايق : الحمدلله
وبصوت خافت صار يردد : الحمدلله ، الحمدلله ، الحمدلله على كل حال


بعد عشر دقايق ، كان الصمت غالب عليها ، استأذن فهد و خرج

أول ما خرج من الغرفة ، شاف راكان ماشي له ، وقبل ما يمد يده يفتح الباب
قال له أبوه بسرعة : لا تدخل عنده دحين

بِ إستغراب قال له راكان : ليش ؟ أصلاً كان المفروض أطلع بعد صلاة العصر بس رحت مشوار على السريع وجيت

قال له فهد بنبرة جادة : كلمت سلطان يجي عنده ، وهو جاي في الطريق
وانتا لا تدخل دحين أحسن

بِ إستغرااااب أكثر قال راكان : طيب ليييش ؟ ؟ !

زفر فهد بصوت عالي وهو يطالع فيه ، دام إن تميم وهو صاحب الشأن عرف
العائلة كلها مصيرها تعرف ، قال بنبرة هادئة : تميم حصل عنده نتيجة الحادث عرج في رجوله اليسار

وكمل وهو يشوف عيون راكان تتوسع بدهشــــــة من الخبر : الدكتور من البداية قال لي
بس انا حبيت إنو يهدئ شويه ويستعيد صحته بعدين يعرف ، عشان كذا أبغى سلطان يجي يتكلم معاه ، محد بيعرف له إلّا هو ..

،


1:00 ، بعد منتصف الليل |.



: الله الله على الحلاوة و الأناقة ، أشم ريحة نظافة خارجة من الجوال

نفضت شعرها الكيرلي الرطب وهي تقول بنبرة هادية : إيوة والله دووووبني خرجت من الحمام
وجيتي في بالي قلت أجرب اكلمك يمكن تكوني صاحيه

وثبتت الجوال على التسريحة ، وجلست على الكرسي وهي تقول ل اختها : انتي دوبك دخلتي الفندق ولا إيه ؟

على الطرف الآخر
كانت جالسة على السرير ومتكية ظهرها وهي تقول : إيوة ، قبل شويه دخلت ، وكنت برضو بأتروش بس كنسلت الفكرة لمن شفت رسالتك
وحشتييني مررا ، كلكم والله وحشتووني وامي وابويا ، فينكم بالمرررره مالكم حس

أرتبكت غَيد ، بس حاولت إن الإرتباك ما يظهر عليها وهي تجاوب على تساؤول رزان
: يختي مو مختفيين ، بس لأنك عروسة مو حابين نزعجك
المهم كيف حالك ، وكيف امريكا ، عجبتك ؟

بِ حماس خفيف قالت لها رزان : ايييوة ، مررا حلوة ما اتوقعتها كذا ، بس اني فاقدتكم مرره ، خلاص نفسي أرجع

غَيد اللي كانت تمشّط شعرها ، وقفت وطالعت في رزان من شاشة الجوال بقهر وهي تقول : هاذي اللي يبغالها فررش
هبلة إنتي ، يختي لا تفكري في مخلوق دحين فكّري في نفسك
وفي عريسك اللي اخيراً اتزوجتيه ، وفي المكان اللي انتي فيه
وأهــــــــــــــــــــــ ـــم شي فكّري في الهدية المُحترمة اللي حتجيبيها ليّا


رزان اللي في الفترة الأخيرة صارت لمن غَيد تقول كلام من هذا القبيل تحارشها
لكن لأنها فعلاً كانت مشتاقة لها قالت بحب وحماس : ما يغلـــــــــــــى عليكي شيء ، آمري إيش تبغيني اجيب لك

ضحكت غَيد على حماسها قبل لا تقول : يالله لا تحرجيني
و بِ عبط كملت : انتي كريمة وانا استاهل ، أي شيء خف وزنه و ثقل ثمنه جيبيه

وقبل لا ترد رزان على كلامها
قالت لها غَيد بصوت عاالي وبحمااس : اييييييوة صح رزان ، تخيييلي طلع عند هديل بنوتة

بادلتها رزان الحماس : كذاااااابة ، من جد ؟ !


و استمرت محادثتهم لِ أكثر من عشر دقايق اتبادلوا فيها الأخبار بِ اختصار ..
قبل لا تستأذن رزان إنها بتقفل المكالمة ..

أول ما قفلت غَيد الجوال ، رمت بنفسها على السرير بتعب
و بمجرّد ما حست بالراحة والنعوومة اتنهّدت و هي تقول بصوت مسموع : اااه يا جماالك يا سريري العزيييز

واتقلبت على ظهرها وهيّ مبسوطة بالراحة اللي حاسّة فيها بعد يوم طويل مليااان جهد وتعب


دقايق بسيطة وهي على هذا الحال قبل لا تسمع رنين مكالمة صادرة من جوالها
رفعت الجوال تشوف مين المُتصل
وِ اتعدلــــــــــت جالسة فوراً أول ما شافت اسم زوجها ظاهر على الشاشة

وِ لِ التـــــــــــو واللحظة ، تتذكر إنه اتصل عليها اكثر من مرة اليوم وما قدرت ترد عليه ..

واخر شيء أرسلت له إنها مشغولة ما تقدر ترد ولمن تفضى هي راح تتصل عليه ، لكن حقيقة ما لقيت فرصة إنها تكلمه
وبعدها نسيت الإتصال عليه في غَمرة الانشغاال اللي كانت غااارقة فيه ..


اتوترررت أول ما شافت اسمه و عشراااات الافكار جالت برأسها
" يــــــــــــــــا الله كييف نسيت ما أتصل عليه
لا يكون دحين يتصل يهزأ
أو زعلان
ممكن يفكر إني طنشته
أو مو مهتمة فيه
الله يستر لا يتصل وهو معصب "

هاذي كانت بعض الأفكار اللي تجول في خاطرها وهي ترد عليه

وقبل لا ينطق بحرف قالت له بسرعة : معليييش يا قلبي
والله مررره معليش مو قصدي أطنشك بس ما فضيت إلّا قبل شويتين كدا

صوتها الناعم بنبراته الدلوعة حكاية ، وِ - يا قلبي - اللي واضح إنها خرجت منها عفوية حكاية ثانية
بخيييلة هي عليه بكلمات وعبارات التودد هاذي
بعيداً عن نعومة صوتها ، لكنها تتكلم معاه بشكل عادي ولا قِد أرسلت له ايموجي القلب حتى
لكنها نطقت اليوم بكلمة ما كان متوقعها
و صدقاً ، الكلمة برّدت عليه نار إنتظاره اليوم

غَيد اللي اتوترت لمن ما سمعت رد منه
بعّدت الجوال عن أذنها تتأكد هو على الخط قبل لا تقول بِ تساؤول : الو ، ميلاد ، إنتا معايا على الخط

ابتسم ميلاد لمن سمع اسمه اللي نااااادراً جداً تقوله ، وبحب قال : قلب ميلاد ، وينك عن جوالك اليوم طوله
وقبل لا ترد عليه ، قال بسرعة : كنت مجهّز لك مفاجأة

ارتاحت غَيد ان نبرة صوته كانت عادية ، مو معصب أو زعلان زي ما اتوقعت
استغربت لمن قال مفاجأة ، سألته : جد ؟ ، إش هيّا

بِ تشويق قال لها وهوّ يضغط على الحروف : متأكـد راح تعـجبك
ابتسمت غَيد وهي تقول بِ دلع : انا مرررا أعشق المُفاجأت ، بغض النظر إش تكون

قال لها ميلاد : انزلي تحت ، و راح تشوفي المفاجأة عند باب بيتكم

استغربت غَيد ، وقفت من على السرير وهي تقول : كيف يعني ؟ المفاجأة تحت عند الباب ؟
وطالعت في الساعة قبل لا تقول : في دا الوقت ؟ ! !

بِ إيجاب رد عليها : إيه ، انزلي تحت و راح تحصلينها

فتحت غَيد باب الغرفة ، ومشيت من الصالة الـ شبه مُظلمة وهي تقول
: مع اني مو عارفة كيف المُفاجأة دي في الوقت هذا موجودة ، بس بأنزل

ولمن وصلت ل الصالة السُفلية ، قالت لِ ميلاد اللي لا زال معاها على الخط
: ممكن أعرف إيش طبيعة المُفاجأة هاذي ؟

قال لها بتسلية : وش تتوقعين ؟

فتحت الباب الداخلي للبيت وقالت بتوجّس وهي تحس الهدووووووووء في الحوش مخوفها شويه
: ما عندي أي توقع

ونزلت أول درجة من الدرجات الثلاثة الموجودة عند مُقدمة البيت
وِ دوووووبها تستوعب ،وقفت في مكانها و قالت بخوف : ميلاد انتا متأكد إنو في حاجة إنتا حاطها عند باب البيت
ترى الوقت مررا متأخر ، وانا دوبني أنتبه إنو ما حأقدر أفتح الباب

قال وهو يقلد كلامها : ومين قال لك ان في حاجة انا حاطها عند الباب
و سكت ل ِ ثواني قبل لا يقول : افتحي الباب انا برى

ضحكت غَيد ضحكة قصيرة قبل لا تقول بعدم تصديق : كذاب
قال بثقة : افتحي الباب و راح تلاقيني قدامك

مشيت غَيد وهي تستمد شوية شجاعة من داخلها ، وصلت إلين عند الباب وقالت
: شوف انا عند الباب بس ما حأفتحو لأن الوقت متأخر
بس بليييز المزح اللي زي كدا لا تعيده مرة ثانية

وِ اتفااااجئت ، من صميييم قلبها لمن سمعت صوته في الجوال
وِ عندها من خلف الباب بنفس الوقت وهو يقول : الموضوع مو مزح ، افتحي الباب يا مدام ، ممكن ؟

وقفت لكم ثانية تتأمّـل الباب ، وهي مصدووومة
عقلها إلى الان مو راضي يستوعب انه مو في الرياض ، عندها في جدة

دقات الباب الهادئة ، خلتها تستوعب ، مسكت مقبض الباب وهي تقول بشك : ميلاد ؟
بنفاذ صبر رد عليها : نعم ..

حسّت من رده عليها إنه طفشان ، فتحت الباب بشويش وهيّ لا زالت مأخوذة من المُفاجأة ، اللي فعلاً فاجأها فيها
أول ما شافت طرف ثوبه عند الباب قالت بصدق : ترى انا مو مستوعبة لسى انك هنا

دخل من الباب وِ أول ما شافها واقفة خلفه ، ولا زالت ماسكة مقبض الباب بتوجّس ، ابتسم بتلقائية وهوّ يقول : السلام عليكم

اتوسّعت ابتسامته وهوّ يشوفها تطالع فيه بتأمّـل ، وما ردت سلامه حتى
ميّل راسه وهوّ يقول : باقي ما استوعبتي اني هنا ؟

هنا غَيد انتبهت على نفسها اخيراً ، و اول شي قالته
: انا من جد دحين اللي يقولوا أُخذت على حين غرّة ، دوبني استوعبت المعنى الفعلي للجملة دي

و ابتسمت : وعليكم السلام ، هلا ، نوّرت جدة

قرّب منها ميلاد خطوة وهوّ يمد إيده اليمين ويقول : منوّرة بأهلها
استحت غَيد لمن شافته يمد إيده ، مدت إيدها وهيّ ناوية تسلم و تسحبها بسرعة

لكنها اتفاجئت من تصرّفه لمن دنق عليها يسلم على خدها
زفرت بِ إرتياح لمن بعد عنها وَ لكن
رجعت تسحب أنفاسها بصعوبة لمن باسها على جبينها قبل لا يقول بنبرة عميقة : اشتقت لك

و عضت على شفايفها بخجـــل لمن سمعته يقول لها : ما اشتقتي لي ؟

ميلاد لمن شافها صارت منزلة راسها واللون الأحمر مغطّي وجهها قال بغرض إنه يخرّجها من الخجل اللي غرقت فيه
: بتقولين لي اتفضل ادخل المجلس ولا بنطول واقفين على الباب ؟

رفعت غَيد راسها ، وبدون ما تطالع فيه قالت : لا اتفضل حياك
وسألته : بتسلم على أخواني ؟ اكلمهم ؟

بِ اعتراض سريع قال : لا لا ماله داعي ، انا ساعتين و ماشي
استغربت غَيد و بعفوية قالت له : ليش ؟ !

طالع في الساعة قبل لا يجاوبها : طيارتي الفجر للرياض
و بتوضيح اكثر قال : كان عندي حفل زواج واحد من اخوياني ، حضرته وجيت اسلم عليك

لِ التو تنتبه غَيد إنه واقف قدامها بكاامل أناقته وِ هيّ

طالعت في البجاما الورديه اللي لابستها واتذكرت ان شعرها على طبيعته الكيرلي ما استشورته
و وجها مافيه نقطة مكياج ، حتى حواجبها ما رتبتها ..

غطت وجهها بِ إيدينها وهيّ تقول بِ احراااج : لااااااااا كدا غش ، مررا كدا غش

استغرب ميلاد التغيّر المُفاجئ لها سألها : وش فيك

بدون ما تبعّد إيدينها قالت له : ليش ما قلت لي انك جاي
وبصوت واطي لكن مسموع كملت : طلعت لك بالبجاما

ابتسم لمن فهم هي إيش تقصد لكنه قال لها بلكاعة : وش تقصدين ب غش ؟

بعّدت غَيد إيدينها وطالعت فيه وهي جد متضايقة من المواقف المُحرجة اللي تنحط فيها معاه
كفاية موقف التحاليل لمن راحت تسويها ، تجي اليوم ويكمل الناقص

قالت له بعيون تلمع واضح انها ماسكة دمعتها لا تنزل : غش إنك جاي عندي كاشخ وأنا لاءَ

ابتسم ميلاد على كلامها ، و دلعها ..
ما قدر يقاوم إنه يحضنها بخفّة وهو يقول : بس ، هذا اللي مزعلك

وبعّد العقال والشماغ والطاقية بحركة وحده وهو لازال محاوط كتفها بِ إيده اليسار
وبنبرة حنونة قال : ما عاش من يزعلك وراسي يشم الهوا ، كم غَيد عندي

هنا غَيد فعلاً بكيت ، اخر كلمة قالها ، كلمة ابوها الدائِمة لها ..
ابوها اللي تشوفه أعظم إنسان في دنيتها ، واكثر إنسان يداريها ويدلعها ..
وإن ربي رزقها بِ زوج في أُولى لِقائتهم يقول لها نفس كلمة ابوها ، هاذي نعمة ، وحاجة تبشّر بالخير معاه ..

ميلاد ما اتصرف هذا التصرف إلّا لأنه شاف إنها فعلاً اتضايقت لمن استوعبت إنها بالبجاما قدامه
وبحكم قربه من بنات اخوانه يعرف ان بعض البنات تهتم جداً في مظهرها
فَ ممكن يتفهّم موقفها وتفكيرها

لكنها لمن بكيت فعلاً ونزلت دموعها اتفاجئ
بعّدها عنه وهوّ يقول بِ إرتياع : يا بنت الحلال استهدي بالله ، وش فيك ، قلت شي ضايقك

بعّدت غيد عنه وهيّ تمسح دموعها وتبتسم في نفس الوقت وتقول : مافي شيء
وعشان تضّيع الموقف هذا اللي مو راضي ينتهي قالت له : تعال ندخل المجلس ..



.
.



لمن سأل بنت اخوه أريج عنها ، جاوبته بِ اللي تعرفه وتتذكّره عنها من كلام دانية اختها
بس فيه نقطة مهمة ركّزت عليها " البنت مدلعة " " نادراً يترفض لها طلب " علاقتها قوية في اخوانها "

اعتبر كلامها كلام عادي ، و في وقتها ما ركّز عليه كثير
لكنه وهوّ يشوفها كيف تتكلم عن اخوها تميم وهي حرفياً ماسكة نفسها لا تبكي ، اتأكد من النقطة الثالثة
واللي خلّاه يتأكد اكثر ، لمن قال لها : افكّر اخلي الزواج بعد شهر ونص ، وش رايك ؟

فتحت غَيد عيونها على وسعهـــــــا وهي تقول برفض قاطع : لا مرره ما ينفع

سألها : ليه ؟

طــــــالعت غَيد فيه ترتب الكلام في عقلها قبل لا تقول
: الوضع في بيتنا ملخبط ، غير انو وضعي أنا ملخبط

وبتوضيح قالت له : قبل فترة كان زواج رزان وبعدها الحادث حق تميم الوضع صاير مكركب شويه
غير انو انا ما دبشّت شي لسى وما بيمديني في الأيام الجاية كمان لأنو راكان حيسافر
وبصراحة قالت : يعني أفضّل لو اني اتجهّز على رواقة شوية

اتضايق ميلاد من كلامها ، حس إنه في آخر اهتماماتها : ومتى الرواقة بتجيك يا غَيد

عضت على شفايفها بِ حياء انها تكون ضايقته بدون ما تقصد لكنها حبت توضح له موقفها اكثر
: ما أقصد على رواقة إنو على مهلي ابغى اتجهّز ، بس برضو العجلة ما تنفع

واتنهّدت قبل لا تقول : زواج بنت خالتي بعد كم يوم
وما كان عندها إلّا وقت بسيط تجهز فيه لأنو تحديد زواجها جا فجأة
انا شايفة الضغط اللي هي فيه ، مو بس ضغط الوقت ، حتى نفسياً مضغوطة
طبيعي اني ما ابغى اكون زيها

تكّى بِ إيده على خده وهوّ حاس إنه داخل على هرج البنات الفاضي

كملت غَيد وهيّ مُصرّة إنها تقنعه بِ رأيها : انا مو مفكرة إنو الزواج دحين ، يعني يبغالي احس ، 6 شهور اقل شي

واتنفست بصوت واضح قبل لا تقول: انا يهمني انو اخواني يكونوا معايا يوم زواجي
راكان ما بيكون موجود حأبلعها ، بس انو تميم ما يكون موجود صعبة
في الشهرين الجاية تميم ما بيقدر يتحرك ، فَ عشان كدا شايفة صعبة اننا نخلي الزواج قريب

وسكتت ، ما كملت كلامها لأنها حست إنه مو مقتنع باللي تقوله
لكنه ساكت ما عارضها ، وهذا الشي ريّحها ..

طالعت في سجاد المجلس بشرود وهي تتذكر كيف تعبت اليوم مع ريّانة في السوق
فعلا فعلا مو قادرين يلحقوا على شيء
ما تتخيل نفسها ابـــــــــــــــــداً تكون في نفس الموقف ..

اتنهدت بصوت واضح ، تحس الفترة هاذي بيتهم مليااان احداث مو قادرين يستوعبوها
من بعد العيد ما هدأ بيتهم أبداً
ملكتها
وبعدها زواج رزان
وحادث تميم
غير سفر راكان اللي فاجأهم فيه
زيادةً مشاري راح ينتقل قريب من بيتهم

هذا كله كوم ، وهيّ الى الآن ما قررت إيش تعمل في حياتها كوم ثاني
ما سجلت في جامعة الملك عبدالعزيز زي بتول و روان
ولا سجلت في معهد إنقلش
وما شافت حتى موضوع دورات التصوير الي كانت ناوية تاخذها مؤقتاً الفترة هاذي
وبعد هذا كلـــــــــــــــه ، يقول لها انو يبغى الزواج قريب ، خلال شهريين !!

غمضت عيونها بالقوة تحاول تبعد الافكار الكثيييرة اللي في عقلها
وفتحتها وِ ابتسمت ابتسامة خفيفة لمن شافته مقابلها ويطالع فيها بِ استغراب

عضت جانب شفتها السُفلية وهيّ تقول في داخلها :" لازم تفكري الافكار هاذي يا غَيد دحين
يعني لازززم من الفشايل ، ليش غمضت عيوني بقوة قدامه !!! "

اتعدلت في جلستها وهيّ تقول بصراحة : احس جوة راسي زي الخلااااط ، افكار كثييرة أفكّر فيها
وابتسمت بخجل : وعندي عادة لو اني افكر كثير أغمض عيوني بقوة كأنو كدا حيصفى عقلي شويه

ابتسم لِ ابتسامتها وقال بنبرة هادئة : لا تفكري كثير وتشغلي نفسك ، وكّلي أمورك كلها لله و هو راح يدبرها

ابتسمت غَيد بِ إطمئنان لِ كلامه ، وإحساس الألفة يزيييد تجاهه ..
تعترف إنها بسبب إنشغالها مقصّرة كثير في التعرّف عليه
مكالاماتها معاه قصيييرة جداً ، وحتى الرسايل بينهم قليلة
لكن المُهم إن إحساس الراحة موجــــود بِ عُمق ..



،


بَعد اسبوع .|

الثانية ‘ ظهراً

تعريف العوض الجميل في قاموسها ، يجي من زواجها من هذا الشخص الجالس على يسارها ..
عانت كثير في حياتها ، فقر و حياة شاقّة لا وجود للأمنيات فيها
المهم توفّر الحاجيات الضرورية المهمة فقط ..

بعد كذا تعَب أمها وصراعها مع المرض ، وفاتها وتركها وحيدة تماماً في هاذي الدنيا
والصدمة القاسية إن حياتها اللي عاشتها ماهي إلّا نتيجة سرقة المستخدمة لها في المستشفى
إلتقائها بأهلها الحقيقين وتأقلمها ببطئ معاهم
هاذي كلها أشياء مو سهلة ، ابـــــــــــداً

الثمرة النهائية لِ الأشياء هاذي كلها ..
عــــودة من خطبها قبل 5 سنوات مرة ثانية إلى حياتها ، وزواجها منه في النهاية
وهي معاه حالياً في السيارة ..
خارجين من المطار راجعين من شهر العسل واللي كان يحمل المعنى الكامل لإسمه ..

إذا أحد قال لها إن ثمرة صبرك وبرّك بأمك حتكون كذا ما بتصدق في وقتها لأنه كان حلم بعيد المنال
لكــنـــه واقع فعلاً ، بدليل اليد اللي ماسكة إيدها بكل رقة هادئة ، مثله تماماً ..

ألتفتت عليه لمن قال لها بهمس
: بنروح بيت أهلي ، بنقضي الليلة عندهم وبكرة نسلم على أهلك ونطلع على بيتنا ، تمام ؟

جا في بالها أمرين لمن قال هذا الكلام
الأول ، صعوبة دخول بيت أهله مع إنه أمر حتمي بإعتبارها زوجة ولدهم ، فَ كيف إنها تنام فيه !
الأمر الثاني ، ما تتوقع إنها بتصبر إلين بكرة عشان تروح بيت أهلها
لكنها ما حبت إنها تجادله ، من دحين إلين الليل ممكن تقنعه يروحوا بيت أهلها زيارة سريعة

وهي في غمرة تخطيطاتها ..
ما انتبهت للرسالة اللي وصلت لجوال زوجها وغيرت ملامح وجهه للصدمة التامّة ..


::


في الليل ..
و بعد ساعات ، طويلة شوي ..
يطالع فيها وهو مُشفق عليها ، ما اتوقع إن ردة فعلها راح تكون قوية زي كذا ..
له ساعه من وقت ما قال لها الخبر ، و دموعها من وقتها ما وقفت ..

بالنسبة لها هي ، الخبر كان صــادم ، وفي نفس الوقت ما تتخيّل شكل تميم بعد الحادث كيف راح يكون ..
وعقلها راح يصوّر لها أبشع الإحتمالات ..

نزلت من السيارة بعد ما حسّت إنها قدرت تصيطر على إنفعالها ..

وهناك عند باب المستشفى ، كان التوأم واقفين في إستقبالهم
أتعلقت في راكان اللي اتقدم و مشي كم خطوة لهم و قالت له بصوت مخنوق من أثر البكاء
: سألتك بالله يا راكان كيف حال تميم ، اكييد طيب ومافيه شي ؟

ابتسم راكان وهو يحاول يطمّنها : بإذن الله إنو طيب وبخيير ، هدّي نفسك

سحبها ريان من عند راكان بدفاشة وهو يقول بمرح حاول بصعوبة إنه يتكلم فيه
: شكلها كانت تبغى تبكي من اووول وماسكة نفسها ، عاد دحين لقيت سبب تبكي عليه



كان يطالع في التوأم بنفس الدهشة اللي كل مره يقابلهم فيها
ويشوف إن منظرهم يبعث على الدهشة فعلاً لأنهم كانو نسخة بعض مافي فرق بينهم

كان واقف بذوق متأصّل فيه ومنتظر بهدوء سلامهم على اختهم ..
التفت راكان عليه بعد ما ضحكت رزان على كلام ريان وضربته باستنكار ضربة ناعمة على كتفه
قال له بترحيب : هلاااا بالنسيب ..

بعد السلام والسؤال عن الأحوال ، طلعوا فوق للغرفة ..



::



كان أكثر سبب لِ إنهيارها إنها اتوقعت ان شكل اخوها مكسّر ، وتغطيه الجروح
ما تدري ليش خيالها صوّر لها هذا الشي ..

لكنها لمن شافته متمدد على السرير وِ وجهه مافيه شي ارتــــــــاحت وهدأت و حسّت كأن مويه باردة تسري في جسمها
كان ظاهرياً مافيه شيء ..
بِ إستثناء يده اليمين الملفوفه نتيجة شُعر ، و رجله اليسار اللي كانت مرفوعة شوي ومجبّسة ..

ممكن شعورها السابق اتعزز بمظهر الحزن اللي كان ظاهر على التوأم رغم إنهم حاولوا يخبّوه
لكنها لِ التوّ تتفاجئ إن الحزن ما كان إلّا بسبب سفر راكان المُقرر بعد يومين ..

تميم اللي كان من مكانه يراقب الوضع العام في الغرفة
حمد الله إن الموضوع اتغيّر من تركيزهم عليه إلى التركيز على سفر راكان ..

مقدّر تأثّر أهله بالحادث وِ بالإصابة اللي خلفها ، وإهتمامهم فيه
لكنه بدأ يحس الموضوع هذا صار يضغط عليه في داخله ..

بطبعه شخص قوي وما يحب إنه يكون في موطن ضعف ..
لكن الموقف اللي هو فيه الأيام هاذي أكبر منه ، أكبر منه بكثيــــــــــــر ..



،



: الموضوع قِلة حيا ، قِلة حيا بمعنى الكلمة يا خاينة ياللي ما تستحي
عارفة إني مشغولة الين راسي مع ريانة اللي زواجها بعد كم يوم
يعني ايش كنتي حتخسري لو أرسلتي رساااااالة على الأقل تقولي فيها إنك بتروحي المستشفى
مو كفااية إنك بتطلعي المدينة بكره ولا حأجلس معاكي مزبوط

نقلت الجوال من أذنها اليسار لِ أذنها اليمين
وكأنها بهاذي الحركة راح تخلّي زوجها ما يسمع صوت غَيد العاااالي الخارج من الجوال
قالت لها بصوت واطي : ترى الموضوع كان فجأة

: باللهِ ، وقالت تقلد نبرة صوتها : الموضوع كان فجأة ..
ورجعت لنبرة صوتها المعتادة وهي تقول لها بترجّي : رزان بلييييز اجلسي عندنا بكره وخلّي زوجك ينام عند أهله
ترى راكان حيسافر بعد بكره ، خلينا نجلس كلنا مع بعض

كان هذا الشي اللي تتمناه في داخلها لكنها مُحرجة إنها تطلب الطلب هذا من زوجها
أنهت المكالمة مع غَيد وهي تقول لها إنها راح تحاول
في نفس الوقت اللي كانو وصلوا فيه بيت أهله ..

رجع لها نفس إحساس الثقل اللي حسّت فيه الظهر ، لكنها حاولت إنها تبعده عنها وهي تنزل من السيارة ..

مُراد اللي كان مو خافي عليه ابداً وضع زوجته
أنتظر أول ما دخلوا بيت أهله ، مسك إيدها وهو يناديها بهمس
رفعت رزان عيونها له مُتسائلة
دنق راسه عليها وهو يقول : تعرفي قد إيش انا احبك ، صح ؟

لا إرادياً استحت ونزلت راسها ، ما زال كلام الغزل يحرجها بقوة وما تقدر ترد عليه ..

ابتسم مُراد وقال وهو يمسح بِ إبهامه على ظاهر كفّها : يعني مستحيل أرفض لك طلب أنا أقدر عليه
ليش ما قلتي لي إنك تبغي تروحي بيت أهلك لمن خرجنا من المستشفى
أنا إذا ما انتبهت عليكي بسرعة ، انتي اتكلمي عادي

كان موضوع تميم مأثّر فيه وشاغل باله لمن خرجوا من المستشفى ..
فَ ما استوعب ان أهلها اكييييد بحاجتها إلّا لمن شاف مكالمة أختها لها ..

جاوبته بهمس : كنت خايفة إنك تزعل
بِ استنكار بسيط قال : وأزعل ليه ؟ أهلك يمرّوا بظرف مُفاجئ دحين ، وأكيد يبغوكي معاهم

رفعت رزان عيونها لمن سمعت كلامه وابتسمت بإمتنان ، فهم هي ايش كانت تبغى منه بدون ما تتكلم
قالت بنبرة عميقـــة : شكراً

وِ لأول مرة تشطح في تفكيرها وتتمنى إنها تنط عليه وتحضنه بقوة
توصّل له قد إيش هي شايفة نفسها محظوظة فيه
لكن لا المكان يسمح
ولا جرأتها المعدومة تساعدها ..

كلمتها المُفردة وصلت له بكامل عُمقها ، و حقيقةً ما كانت تحتاج إنها تتكلم
لأن عيونها وصلت له شكرها ، و فرحتها ، و خااالِص حبها له ..




كان في الجو مشاعر حُب و مودّة ما كانت حاسّة فيها من تتلصص عليهم من خلال النافذة الكبيرة للصالة
قالت بحسد وكره متأصّل من قديم الأزل : قِلة أدب

رفعت أمها راسها بعد ما كانت منشغلة بجوالها ، و سألتها بتعجّب : قلتي شي ؟ !
جلست على الكنبه البيضاء المُفردة وكانت بتعيد نفس الجملة لولا دخول أبغض إثنين لقلبها

طالعت فيها أم زوجها بتدقيق
كان وجهها صافي مافيه أي نقطة مكياج ، ما كأنها عروس
وعيونها منفّخة شويه و واضح إنها أثار بكاء طويل

لكن في نفس الوقت وجهها كان فيه إشراقة حلوة ، وعيونها فيها بريق غريب
وبشكل عجيب وجهها ما كان شاحب !
قالت في داخلها بحسد :" اكييد من العناية اللي كانت تعتني فيها قبل الزواج ، نتايجها لسى ما راحت "


: دحين اخوكي كيف صار له الحادث

طالع مُراد في اخته امجاد بِ إستيـــــــاء ، ما صدّق إن مزاجها اتغيّر بعد نوبة البكاء الطويل
ولكن استياءه زاد لمن امه قالت بفضول : إيوه صح ما قلت لنا يا مُراد كيف صار الحادث ؟

قال بإختصار : ما اعرف التفاصيل هاذي ولا سألت

كانت رزان متوقعة أسئلة من هذا النوع ، وممكن تعتبر طبيعية
لكن النظرة الحاقدة اللي ترمقها فيها أمجاد من وقت ما دخلت ما كانت طبيعية أبداً
هي مو مستغربة النظرة ، مستغربة وتتسائل عن السبب
سبب الحقد والكره القديم هذا تجاهها

عقدت حواجبها بضيق لمن سمعت كلام تافه يصدر منها زي العادة

: في بعض الناس تكون وجيههم شرّ على ناس ..
سبحان الله ما كمّل زواجكم شهر إلّا والآدمي صار له حادث ومكسّر في المستشفى !

ما قدرت تمنع نفسها إنها تقول بهدوء : لا عدوى ولا طيرة ، الكلام هذا ما يجوز
ربي كاتب لأخويا إنو يحصل له الحادث في هذا الوقت

مُراد اللي اتضايق من كلام اخته ، لكنه ما قال شي ، يعرف إن أفضل تصرف تجاهل كلامها تماماً
قام من على الكنبة وهو يقول : نحن بنطلع فوق

أمه على الرغم إنها ما تشوف بنتها غلطت ابداً في كلامها ، بل على العكس ، ما عجبها رد رزان الحاد
لكنها ما حبّت إنها تزيد الجو توتر ، في النهاية تهمّها راحة ولدها
: إيوه حبيبي أطلع فوق و ارتاح لسى اليوم جاي من السفر واكيد تعبان

كتمت رزان غيضها من كلامها الموجّه لولدها فقط بدون ما يشملها
لكنها في نفس الوقت عارفة إن لسى قدامها مشوار طويل ، طويل جداً إلين ما تنال قبول أمه

ضغطت على نفسها لمن قامت و اتوجّهت لها
سلمت على راسها وهي تقول بهدوء : تصبحي على خير

أثار تصرفها استغرابهم كلهم ، حتى زوجها اللي كان ما زال واقف في مكانه

استغربت مِن نظرة الإستغراب اللي صارو يطالعوا فيها
طالعت في زوجها بتساؤول ، ما قال شيء لكنه قلّد تصرفها قبل لا يطلعوا الدرج



::




في غرفتهم ، وعلى السرير
سألها : ليش سلمتي على راس امي قبل لا تطلعي

بِ تعجّب قال له : لازم أسلّم على راس امي قبل لا أنام
وسكتت لثواني قبل لا تقول : وأمك في مقام أمي دحين ..

هذه المره نظرات الإمتنان كانت موجّهة منه لها ..
يعرف أن امه ما بذلت أي جهد يذكر حتى تظهر إحترامها الحقيقي لها كَ إنسانة على الأقل
فكيف بِ إنها زوجة لولدها ، لكن تصرفها هذا حقيقي زااااد من إحترامه لها
كيف قدرت تقابل الإساءة بِ الإحسان بالصورة اللطيفة هاذي ؟ !

قال بهدوء : إنتي عارفة إنو محّد فينا انا واخواني يسلم على امي قبل لا ينام
إنتي أول وحدة يصدر منها هذا التصرف ..

وشدّها لحضنه برفق وهو يقول لها : إيش اللي فيكي ما ينحب ؟ قولي لي ..


نهاية الفصل الـ (53) / الجزء الثاني ..
قراءة مُمتعة ..









.



التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 03-07-22 الساعة 05:12 PM
دانتِلا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-07-22, 04:50 PM   #128

دانتِلا

? العضوٌ??? » 504444
?  التسِجيلٌ » Jun 2022
? مشَارَ?اتْي » 226
?  نُقآطِيْ » دانتِلا is on a distinguished road
افتراضي

.












الفصل الـ ( 54 ) ..



| ‘ . بـعَـد شــهــر . ‘ |



كانت تغسل الصحون بعد وجبة العشاء ..
وفي نفس الوقت عقلها يسرح في أحداث الماضي ، القريب وَ البعيـــد ..


هل نشأته لها سبب بأنه كان مُنغلق تماماً عن العائلة ؟!
أستقل بشقة لوحده بيت أهله ..
كان يحاول بقدر المُستطاع إنه يعتذر وفي أحيان كثيرة يتجاهل متعمّد الإجتماعات العائلية ..
ما تتذكر إن أخوها قال إنه بيطلع معاه أو إنه راح يجتمع معاه زي ما يجتمع اسبوعياً مع باقي عيال أعمامهم ..

كـــان وحيــد بمعنى الكلمة ..

يمكن هذا سبب الغرور و والوقاحة اللي كان يقابلها بها في بداية مقابلاتهم ..
كان يحاول يخبّي شعوره ..
وفي نفس الوقت يُعتبر غروره أداة دفاعية له ..
خَشية الألم اللي عانى منه بما فيه الكفاية من نعومة أظفاره ..

لكن بعد كذا ..
أكتشفت طفل بداخله محتاج لإحتــــواء ، محتاج لِعاطفة ، محتاج لحب لا مشروط ..

وهي ّ ..
حاولت بكل جد و إجتهاد إنها تحتويه وتحتوي جميع رغباته ..




أنتهت من غسل الصحون ..
نشّفت إيدها ، وخرجت من المطبخ المفتوح على الصالة ..

ابتسمت بحب وهي تشوفه جالس على الكنبة ويتابع برنامج وثائقي بإندماج ..

مرّ على زواجها تقريباً شهر ..
كان نصيبها من شهر العسل اسبوع واحد فقط ..
بعد كذا سافروا لِ امريكا و استقروا في شقتهم الصغيرة اللي وقعت في غرامها من وقت ما دخلتها ..

صحيح إنها ما كملت اسبوعين إلّا وهي غرقانه بترتيب البيت وترتيب أغراضها ..
ناهيك عن إصطدامها بواقع إنها فجأة صارت مسؤولة عن بيت و زوج ..

لــــكـــــن ..

رغم إن الأمور صعبة شوي ..
إلّا إن نظرة زوجها المُحبة لها ، الممُتنّــة لقدومها معاه بدون أي جدال يُذكر ..
كانت تهــوّن عليها كثيير ..
وتخليها تتأكّـد إن رغم المصاعب اللي واجهتها وِ اللي راح تواجهها ، إلّا إن قرارها كان صحيح بدون شك ..



،


" يا مدام ما أبغى أحبّطك ، بس الإنجاب عندك صعب
ما راح أقول لك إنه مستحيل ، لكنه حالياً صعب جداً جداً
أسفة ما أبغى أعطيكي أمل زائف "



كانت جالسة في الصالة ، ولا زالت بعبايتها ، حتى الطرحة ما فسختها ..
عيونها شاخصة في الأرض ..
وعقلها مو قادر إلّا إنه يكرر كلام الدكتورة اللي سمعته قبل ساعة في المستشفى ..

بكل غباء كانت مُصرّة إنهم يحللوا ويعملوا جميع الفحوصات عشان يتأكدوا إنهم سليمين
كانت واثقة إنهم ما يعانوا من أي مشاكل ..
لكن حبت إنها تتأكّـــد ..

زوجها كان رافض الفكرة بحجة إنهم ما كملوا سنة من زواجهم ..
و من المبكّــــر جداً إنهم يدخلوا في دوامة المستشفيات ..
لكنها أقنعته إنهم لازم يتأكّدوا ..

يتأكــــدوا ، فقط ..


لكن النتيجة ما كانت على البال ولا على الخاطر ..


كان يطالع فيها وقلبه يعتصر ألم عليها ..
كانت تطالع في الأرض ، ودموعها تنزل بدون صوت ، حتى شك إنها ما تتنفّس ..

من البداية كان رافض الموضوع ..
لأنه حط إحتمال إن ممكن ربي يقدّر لواحد فيهم وما يكون سليم ..
ماكان حاب إن الإفتراض هذا لو إنه صحيح إنهم يدخلوا في دوامة هم في غِـــــنى عنها ، حالياً على الأقل ..

جلس جنبها وهو يقول بهدوء هامس : روان اذكري الله ، قولي لا إله إلّا الله
وفسّح طرحتها و مد إيده لوحده من قوارير الموية الموجودة على صينية صغيرة على الطاولة المُنتصفة الصالة
مدّها لها بعد ما فتحها وهو يقول : أشربي الموية و حاولي تهدأي

هزت راسها بالنفي وهي تقول بصوت باكي ملياان وجع : مافي شي في حياتي يجي بالساهِل ..
كل شيء لازم يكون بعد ألم ..

قال بِ إستنكار مُتألّم على تفكيرها ، مو على كلامها : رواااان !

: من جد سند
شوف كيف من بداية زواجنا ونحنا في مشاكل وهم وقرف ..
لسّى دحيين بدأت أشوف الحياة حلوة ، تجي هاذي المشكلة ، أطلع عقيييم !

حوّقل في داخله وهو ما يلومها على الكلام هذا ، عارف إنه من تأثير الصدمة
حضنها وهو يقول بنبرة هادئة حانية : روان حبيبي ، ربي إذا أحب عبد أبتلاه
و الواحد إذا حصل له إبتلاء يصبــر ما يستخّط ، ما ينفع تقولي هذا الكلام

وبعّدها برفق ، لكنه في نفس الوقت قال بنبرة حازمة
: غير كذا لا تنسي شيء مهم تحطيه حلق في أذنك إنتي مو عقيم
الدكتورة قالت عندك صعوبة في الإنجاب مو عقيـــم ، سامعة مو عقيم ، فيه حلول للموضوع

قالت بحزن بدون ما تطالع فيه : تقول كذا عشان ما تبغاني أزعل
بنفسك سمعتها تقول ما أبغى أعطيكي أمل زائف

قال بِ إصرار : وسمعتها تقول إنو عندك صعوبة في الإنجاب ، يعني برضو فيه فرصة

و اتنهّـد بصوت مسموع قبل لا يقول
: شوفي أول شيء خلينا نتفق إن الموضوع هذا لا يخرج عننا نحنا الإثنين
ما أبغى أدوش راسي بهذا الموضوع حالياً ..
لسّى إنتي صغيرة أساساً على الحمل ، قدامك جامعة تدرسيها ..

قالت له بِ إعتراض : بس برضو لازم من دحين ابدأ اتعالج ، ما تدري متى ممكن أقدر أحمل

قال بِ إعتراض أشدّ : هذا الكلام مفروغ منه ، إلين ما تتخرجي من الجامعة ما راح نروح أي مستشفى
بعـــد الجامعة إن شاء الله نشوف حل للموضوع قبل كذا لأ وهذا قرار نهائي لا تناقشيني فيه ..


غرقت الصالة في صمت مطبق عشرة دقايق تقريباً محّد فيهم اتكلم ، كل واحد فيهم غارق في أفكاره الخاصّة

قطع الصمت سَند لمن ألتفت عليها وهو يقول : ليش ما تتخصّصي انقلش في الجامعة

عقدت حواجبها بِ استغراب وهي تقول : ليش يعني ؟ !

قربت منها اكثر وهو يقول لها بحماس : عشان تتعودي على اللغة
مو إنتي تحبي تعملي معجنات ، ليش ما تدخلي دورات في الشي اللي تحبيه
وخلّي دراسة البكالوريوس تقوّي اللغة عندك
إذا اتخرجتي افتحي مخبز ..

وابتسم وهو يمسح على شعرها : ما تدري يمكن تفتحي سلسلة مخابز للمعجنات حقتك اللي حتصير مشهورة
والناس يجوها من كل مكان ..

ما قدرت تمنع ابتسامة بسيطة إنها تخرج وهي تقول بعدم تصديق : ما كأنك شحطت شويه في خيالك ..
ابتسم اكثر وهو يقول : ما تدري ، مافي شيء على الله بعيد ..




،




قلـب المتيـم هائـم بهواهـا
هي طيبة عم الوجـود سناهـا

زرها وقبّل تربة قـد مسهـا
قدم الحبيب من الجنان براهـا

كم ذا يكابد من يفارق مرغمـا
ويحب من أجل الحبيب ثراها


مكة المكرمة مميزة بوجود الحرم المكي وبالخصوص الكعبة المُشرّفة ..
لكن الحرم المدني له روحانيّة خاصّة فيه ..
تلامس الروح و القلب ..

كان ساند ظهره على أحد الأعمدة ويقرأ ورده بعد صلاة العصر ..
انتهى منه ، وخرج من الحرم و إبتسامة بسيطة تعكس روحه المُطمئنة ، ما فارقت شفايفه ..

ركب سيارته وِ اتوجّه للمكان اللي سافر من جدة عشانه ..
طالع في الساعة ، شافها تشير لِ الخامسة عصراً ..

وصل لِ المدينة قبل أذان الظهر بساعة ..
كان ناوي إنه يروح لبيت أهل زوجته فوراً ..

لكنه لمن شاف مآذن الحرم من بعيـــد ، تاقت نفسه إنه يروح ويصلي في الحرم
وبالفعل اتوجّه للحرم ، وِ أول شيء عمله راح لدورات المياه ..
وأسبــغ الوضوء بالمويه الباردة ..
كان يبغى يصحصح ويفوّق من بعد الطريق الشبه طويل والحـــار ، وكان له ما أراد ..

ومن حسن حظّه أول ما دخل داخل المسجد أذّن لصلاة الظهر ..
صلّى تحية المسجد ، وبعدها صلّى الفرض مع الإمام ..

لمن أنتهى زار قبر الرسول ، ودخل الروضة ..
كل هذا بدون أي تخطيط ، وإنما كان من وحي اللحظة ..

لمن أنتهى من كل هذا سند ظهره على أحد الأعمدة يرتاح شويه قبل صلاة العصر ..

وبعد الإنتهاء من صلاة العصر وِ قرائته لورده ، حالياً هو في السيارة ..
ودايـــــخ من الجوع ..

في الطريق ، أرسل رسالة لزوجته كتبها على عجل ..
وعلى الرغم من إنه حاسس بتعب جسدي غير الجوع اللي فتك بيه ..
إلّا إن ابتسامة خبيثة مُستمتعة أرتسمت على شفايفه بعد ما ضغط على زر الإرسال ..



::



( انا جاي في الطريق باقي لي 10 دقايق واكون عندك وميت جووع
إذا ما حصلت شي أكله راح أكلك )



الإبتسامة المُستمتعة اللي ظهرت على وجه ريان ..
كان سببها إنه عارف زوجته لا تملك حسّ الدُعابة ، وممكن إنها تحاول تفسّر قصده من الرسالة ..

وفعلاً ، كانت ماسكة الجوال بعد ما انتهت من إستحمام طويل ، وعلامات إستفهام فوق راسها ..
كيف يعني راح أكلك ، بـيعضّها مثلاً ؟ !

كانت ما زالت بروب الإستحمام وبصدد إنها تحط عنايتها ، لكن الرسالة أربكتها ..

خرجت من غرفتها ..
اللي كانت سابقاً غرفة مخصصة لِ امها تمارس فيها هوايتها القديمة المُستمرة إلى الآن ، الخياطة ..

لكن امها في هاذي الزيارة فاجئتها لمن اشترت غرفة كاملة خصيصاً لها
كانت غرفة بيضا بلمسات وردية أنيقة رايقة ، أعجبتها جــداً ..

و بالنسبة لِ أدوات الخياطة والماكينة نقلتهم مؤقتاً للمخزن ..
و رغم إصرارها إنهم يقدروا يغيروا ترتيب الغرفة بحيث يكوت فيه مساحة لمعملها البسيط ..
إلّا إن امها رفضت رفض قاطع وقالت إنها راح تدبّر موضوع المعمل في وقت لاحق ..

وصلت لِ الصالة وهي مطمّنة إن مافي في البيت إلّا هي وامها ..
قالت لِ امها بِ ارتباك وبسرعة : ماما ريان شوي وجاي ، وبِ إحراج طفيف كملت : ويقول إنو يبغى غدا

قامت امها من على الكنبة هي تقول بنبرة عادية : حيّاه الله
قلت لك إنه ممكن يجي يتغدا عِنّا لكنك ما سمعتي الكلام ..

والتفتت عليها : كويس إنه بيتغدا هنا ، علشان ما تاكلي لوحدك
كشرت قبل لا تقول : مو جيعانه ، لسى

طنشت امها كلامها وبدأت في تسخين الأكل وتحضير السُفرة ..



::



كان ياكل بِ استمتاع تـــــــــــــــام ..
ألذ وجبة تجي بعد تعب و جوع ..

غير كذا ، كان متلذذ بحق بالأكل ، ما كان عارف إن حماته طبّاخة ماهرة للدرجة هاذي ..

كانت جالسة على وحدة من كنبات الصالة وتتفرج على التلفزيون بدون ما تلتفت عليه هو و بنتها ..
وكأنها تعطيهم مساحتهم الخاصّة ..


بعد ما انتهى من وجبته ، قام من على كرسي طاولة الأكل وهو يقول
: الله يعطيكي العافية يا عمة المقلوبة لذيييذة ما شاء الله ، ما كان باقي إلّا اكل الصحن

قالت له : لو بدّك كمان القدر مليان
ضحك ضحكة عالية قبل لا يقول : لااااا خلاص مافي مجال ..

والتفت على هديل اللي كانت جالسة في الكرسي اللي على يمينه وقال
: خلّي هديل تاكل ، من أول تقّلب في صحنها بدون ما تاكل لقمة

قامت من على الكنبه وهي تقول بدهشة حادّة : عن جَد
وقربت من الطاولة وهي تقول :هديل يا ماما ما يصير هالحال

طالعت هديل في ريان بنظرة حادّة قبل لا تطالع في امها وهي تقول بضيق
: ماما حبيبي قلت لك من اول مو جيعانه ، ما أقدر أغصب نفسي واكل

: يا ماما كيييف مو جيعانه ، من وقت ما صحيتي الظهر وانتي ما اكلتي إلّا نص توست
: طيب ما جعت بعدها

: حبيبتي مو لازم تغصبي نفسك على وجبه كاملة ..
ما فيها شيء لو انك تقسمي الوجبه لثلاث وجبات ، بس لا تكون بطنك فاضية وقت طويل ..
البيبي ما راح يتأثّر وبياخذ كل احتياجاته بس انتي اللي بتتعبي ماما ..

كان كلام امها صحيح ، حاسّة شهيتها منعدمة الفترة هاذي ..
ومصاحب لإنعدام الشهية خمول وإرهاق على الرغم من إنها في فترة ربيع الحمل ..

اتنهّدت ب استسلام لمن امها قالت لها : اقطّع لكِ تفاحة طيب

في أثناء هذا الحوار كان ريان راح يغسل إيده ويجدد وضوئه ..
رجع وهو يشوف ام زوجته تشيل السفرة و رايحة المطبخ ..

حط إيده على كتف زوجته وهو يسألها : اشبك ؟
وقفت هديل وهي تقول : مافي شي

كان ريان يطالع في أدق تفاصيلها ، له اسبوعين ما يشوفها ..
ولأنه كان يطالع فيها بتدقيق ، استغرب لمن فجأة عينها لمعت بحماس وهي تقول : صح ، تعال معاي بوريك شي

سحبته من إيده بتصرف غير مسبوق منها وجرّته معاها لداخل البيت ..

كان يتفرّع من الصالة سيب صغير وموجود فيه أربعة ابواب ، فتحت واحد من الأبواب والتفتت عليه بسعادة وهي تقول له
: ايش رايك ، ماما عملت لي مفاجئة واشترت لي هاي الغرفة

ما كان متفاجئ من الغرفة قد ما هو متفاجئ من كمية السعادة اللي تفيض منها
قال وهو ملاحظ إنها منتظره تعليقه على الغرفة : ما شاء الله مره حلوة و رايقة
ومد إيده وسحبها لحضنه وهو يقول : بس تعالي ، مررا واحشاني

شدّت هديل عليه وهي تقول له بصوت هامس خجول : حتى انتا
لكنها بعد كم ثانيه قالت وهي تحس انها بدأت تختنق من حضنه اللي اتغيّر لِ حضن عِفش مُتعمّد : ريان خنقتني

بعّد عنها وهو يقول بتشفّي : احسن ، يعني لو اني ما اتصلت اقول لك بجي اخذك
ما عندك مشكلة لو تقعدي سنة هنا صح ؟ !

قالت له بِ استنكار بعد ما قدرت تسترد انفاسها : ريااان حرام عليك
مو معقول كل ما جيت عند امي بتقول لي هالكلام !

قال لها : لأن هذا الواقع للأسف ، اتوقعت انك ما بتطولي اكثر من اسبوع
ولمن شافها بتتكلم ، قال بسرعة : مو انتي دحين سجّلتي في المدرسة وخلاص حتبدأي دراسة منتظمة
والدراسة بعد كم يوم ، لكن ما شاء الله مافي أي اهتمام بالموضوع ، مافي إلّا انا شايل همّك

طالعت فيه هديل بنص عين : شايل همّي ، ولّا تبغاني اكون عندك مو في المدينة
ابتسم و قال لها وهو يرفع اصبعه السبابة و الوسطى : الإثنين

طالعت فيه هديل وهي إلى الآن مو قادرة تفهم سبب رغبته إنها ما تطول في المدينة ..

ما قدرت تتعمّق في تفكيرها لمن قرب اكثر منها وجلس على ركبه مقابلها تماماً
وقال وهو موجّه كلامه لبطنها : سوسو حبيبة ابوها كيفك ؟

قالت بِ استغراب : سوسو ؟ ؟

رفع راسه لها وقال : لا تقاطعينا لو سمحتي ..
ولصّق أذنه في بطنها وسكت شوي قبل لا يقول بهدوء وجدية : سامعة بنتك ايش تقول ؟

ابتسمت هديل وقالت تجاريه : ايش تقول ؟

اعتدل واقف وهو يقول : تقول انها جيعاااانة
ضحكت هديل ضحكة آسرت قلب ريان ، ابتسم ابتسامة واسعة و قال : يا زيينك وانتي رايقة وتضحكي
وقال جملته المعهودة وهو يمسك كفها برقة غير معهودة منه : يا جعل محد يضحك غيرك ، قولي امين ..




::





قبلها بـ ثلاثة ساعات .‘


ابتسمت بسعادة لمن خرّجت صينية المكرونة باشميل من الفرن ، كان الشكل والريحة تبشّر بخير
حطتها فوق الدولاب بحذر قبل لا تروح وتغسل إيدها وعيونها تجول في المطبخ الأبيض تتأكّد إن كل تحضيرات الغدا جاهزة ..

فصخت المريلة وعلقتها في مكانها المُخصص لها جنب الباب ..

خرجت لِ الصالة وابتسمت ..
ما زال منظر الصالة يسعدها كل نهار ..
كانت واسعة وتتوسطها نافذة كبيرة تدخل منها أشعة الشمس معطية إشراقة رائِعة للمكان ..
اما الكنبات فَ كانت بألوان فاتحة مُنعشة ..

تسمع قبل الزواج إن البنت بعد الزواج راح يكون لها مملكتها الخاصّة ..
لكنها ما شعرت بالمعنى الفعلي إلّا لمن جربت ..

شعور إن البيت هذا يقع تحت مسؤليتها الكاملة كان شعور مريح وله وقع دافِئ في نفسها ..
مكان خاص فيها ، يكون ملجئ لها دائماً ، يحمل روحها و ذوقها وتفضيلاتها ..

من أيام الملكة ورُغم إن وقتها ضيّق في تجهيز نفسها إلّا إن زوجها كان مُصرّ إنها تكون مُطّلعة على تجهيزات البيت
من الأثاث إلى الإكسسوارات والكماليات ..

كانت تتضايق اوقات لأن وقتها ضيق ولاحقة على ترتيب البيت وإكمال النواقص بعد الزواج ..
لكنها ارتاحت وانبسطت لمن دخلت البيت وكان مرتب ومأثث بطريقة هم الإثنين عاجبتهم ومقتنعين فيها ..

فيه بعض الأشياء ما زالوا ناويين يكملوها ، لكن بشكل عام مكان نومهم ومكان جلوسهم مرتب بشكل كامل ..


دخلت غرفة نومها ، ومن ثم الحمام المُلحق بالغرفة ..
أخذت دُش سريع وبعدها راحت تتجهّز وتلبس لبس مريح ، عارفة نفسها راح تتحرك كثير في الساعات القادمة ..








بعدها بساعة ،.
قالت له وهم جالسين على طاولة الأكل : قلت لك إنو ريان حيجي بعد المغرب يشرب القهوة عندنا ، صح ؟

طالع فيها بِ استغراب : لأ ما قلتي لي !

التفتت عليه بالكامل وهي تقول بتعجب من نسيانها : من جد ! فكّرت نفسي قلت لك ..
قال بعد ما شرب من كاسة المويه اللي على يمينه : مو مشكلة عادي ، الله يحييه ، هو أهل مرته هنا صح ؟

اتعدلت في جلستها وهي تقول : إيوة ، اصلاً من المرة اللي فاتت لمن طلّع هديل قلت له تعال بس ما رضي
ودحين أصرّيت عليه إنو يجي يشرب القهوة على الأقل ..

ابتسم وهو يقول : إلّا هو كيف حاله دحين وتوأمه مو موجود ، أفتكر قلتي نفسيته متأزّمة ..

قالت : وما زالت ، بس إنو اهون من أول ..
قال وهو يقوم من السفرة : كل شي صعب في البداية بعدين الإنسان يتعوّد خلاص

ابتسمت وهي تقول : على قولتك ، تبغى تشرب نعناع ولا لا ..
مشي متوجّه للمغاسل وهو يقول : لا خلاص دام فيها قهوة بعد المغرب بلاشِ من النعناع اليوم


رتّبت المطبخ بعد ما رفعت صحون الغدا ..
اتأكّت إن الكيكة اللي مجهزتها مع القهوة بردت ، قلبتها في صحن التقديم وحطت عليها الصوص ..
ولّعت فحمة على النار ، وخرجت من المطبخ ..

كلها ما اخذت منها عشرة دقايق ، جلست بعدها جنب زوجها وهي تقول له
: مُراد ، أفكّر اني انقل من جامعة الملك عبدالعزيز لِ جامعة طيبة ، ايش رايك ؟

قال لها بِ إستحسان : فكرة ممتازة
وسألها : على نفس تخصصك ؟

ابتسمت بتكشير وهي تقول : الله يسعدك لا تناقشني في موضوع التخصص ، اخواني كان مطفشيني في الموضوع هذا

ابتسم وهو يقول لها ببساطة
: انا مالي سُلطة على امورك الشخصية إذا انتي حابه تغيري تخصصك انا معاكي واذا حابه تكمليه انا معاكي برضو

كلامه البسيط ريّحها وخلّاها تقول له اسبابها بكل صراحة بدون تحفّز : أحس ما صار لي رغبة إني أكمّل في دراسة الطب
أول كان عندي هدف ، ودحين راح ..

ما قدرت تبعد الغصّة اللي سكنت أعلى حلقها وهي تتذكر تخطيطها إنها تدرس طب ..
وتكون دكتورة في المستوصف اللي تشتغل فيه امها نورة مُستخدمة ..
كانت مهووسة بالفعل بفكرة إن امها تكون رافعة راسها وفخورة فيها
لكن صاحبة الهدف ماتت ، و الرغبة ماتت معاه ..

افكارها هاذي ما ظهرت على السطح ، اتنحنحت قبل لا تقول بصوت حاولت تخليه طبيعي
: غير إن الطب مشواره طويــل ، وانا مالي رغبه أكمله
حتى اذا حاولت دحين ، بعدين كيف حأسوي ؟
اخاف اني ما أقدر أكمل إلين النهاية ، وسنين عمري تروح على الفاضي ..

مُراد كان ملاحظ تغير نبرة صوتها ، حتى طريقة تنفّسها اتسارعت ، وكأنها تحاول تخنق عبراتها ..
وكانت الطريقة الأفضل بالنسبة له في التعامل مع هذا الموقف ..
إنه يحاول يبين إنه مو مركز على التغيرات اللي تحاول انها ما تبيّنها ..

قال لها بنبرة هادئة : طيب إذا انتي مو حابّة تكملي في تخصصك اللي انتي فيه ، إيش تبغي تغيّري ؟

قالت بتفكير : امممممممم اكتشفت خلال الفترة اللي فاتت ، اني أميل لهندسة الحاسب ونظم المعلومات
بحثت عنها وعجبتني
حسيت إني ممكن أسوي شي إذا درستها ..

مسك كفّها وهو يقول : انا معاكي في اللي تبغيه يا قلبي ، وهندسة الحاسب تخصص حلو برضو ومرغوب
وابتسم : إذا انتي مقتنعة فيه اتوكلي على الله وابدأي في اجرائات التحويل ..




::



بعَد صلاة المغرب ./



: حيّ الله ريان ، اللي يتغلّى مو راضي يجي عندي ..

جلس على وحدة من كنبات الصالة وهو يقول بضحكة
: يا بنت الحلال لا تسوي دراما ولا شي ، بس والله منحرج اني اجي عندك وانتو لسى معاريس ..

قال ب استنكار لكلامه : لا والله ، يعني ما تبغاني أزعل لمن اعرف انك في المدينة و مو راضي تجي عندي

قال بطفش من كلام البنات المُعتاد هذا : يا لييييل
والتفت كأنه يدوّر شي وهو قاصد إنه يغيّر السالفة : زوجك مو موجود ؟

قالت : كان موجود بس بعد صلاة المغرب ما طلع يقول عندو مشوار وحيجي
وابتسمت : اعتقد انو يبغانا نجلس شويه مع بعض

هز ريان راسه بموافقة لكلامها وقال : يختي ما شاء الله زوجك مــــــــــــؤدب ، ما قد قابلت أحد زيّه

ابتسمت بسعادة وهي تقول وعيونها ترفرف : صـــح ، حتى انا شايفة كذا

ضحك ريان قبل لا يقول بتريقة : واشبك انتي و وجهك مبسوطة
شف بس ، قلنا مؤدب والإبتسامة شقّت حلقها

على الرغم إنها افتقدت التعليقات الدِفشة هاذي إلّا انها ضحكت قبل لا تقول
: إيوة مؤدب ، الحمدلله إنو ما يرمي عليّا تعليقات دفشة زيكم يا عفشيين

واتذكرت لِ التو إن زوجته مو معاه ، سألته : صح فين هديل ، اتوقعتها تجي معاك تصدق ..
قال لها : لا ماله داعي ، هاذي المرة خليها زيارة خفيفة ..

سألته بحماس : وكيفها دحين ، بطنها كبرت ولا لسى

ابتسم ريان على حماسها وقال : شويـــه

قالت رزان : الله يتمم لها بالسلامة ، امي من دحين متحمسة للبنوتة
قال ريان : حتى امها ، تخيلي انها فصّلت لها فستان صغيـــر ، نـــقـطـة ..

ابتسمت رزان وهي تقول : يا حياااتي ، ما شاء الله عليها ، الله يصبّرنا إلين ما تشرف المفعوصة ..

وقطعت له قطعة من الكيكة اللي على الطاولة قدامها وهي تقول
: هاذي كيكة التوكس عاملتها خصيصاً لك يا ابو النونو ، ذوقها وقول لي رأيك ..



،



بعَد خمسة ايام ..


البيت بعد الهدوء اللي دام لأكثر من شهرين مليان حيوية و نشاط ..
اللمبات مفتوحة في كل البيت ..
وريحة البخور ملياانة في الجو ..


كانت لابسة جمبسوت فوشي يعكس نفسيتها المُشرقة ..
وشعرها اللي طال شوي وصار يوصل لبداية خصرها مستشورته وتاركته طليـق ..

مكياجها كان بسيط ، اكتفت بِ إنها تكثّف رموشها بِ مسكرا مع شدو وردي خفيف ..
وبلاشر وردي و روج فوشي بارد أكمل طلتها ..

كانت رافعة العطر بتتعطر إلّا دق باب غرفتها ، قالت وهي تبخ من العطر : ادخل

انفتح الباب ، ودخل منه اخر شخص تتوقعه
ابتسمت ابتسامة واسعة وهي تقول : هلا والله وغلا بالقاطعة السرّاقة

ضحكت وهي تقول : قاطعة ليه وسرّاقة ليه ، مو قبل كم يوم كنت عندكم

قربت غَيد منها وسلمت عليها قبل لا تقول :
قبل كم يوم ولا كم اسبوع
يعني انا انبسطت إنك طلعتي مرة اخويا قلت خلاص بصير اشوفها دايماً
إلّا الحال زي ما هوّا ، وميشو اختفى عن الوجود ، كل ما نسأله فينك يقول عندك

وغمزت لها : سرقتي قلب اخويا يا حراميّة
بس لسى مو متأكدة إذا هوّا سرق قلبك كمان ولا لأ ..

بتول واللي كانت ما زالت واقفة قريبة من الباب
طالعت في غَيد بِ استنكار وهي تتلفّت تخاف أحد يكون واقف قريب ويسمع كلامها
دفتها لِ داخل الغرفة أكثر بلطف وقفلت الباب وهي تقول : مجنونة انتي !!
ايش الكلام هذا ..

رفعت غَيد كتوفها وهي تقول : عااااادي ما قلت شي
وغير كدا اشبك تشوفي في احد ولا لا ، محّد بيطلع هنا

وطالعت في باب الغرفة وهي تقول بقهر خفيف : قهرتني رزان
اقول لها لمن تنزل اليوم من المدينة تخلّي زوجها ينزلها علينا وهو يروح بيت أهله ما رضيت تقول ما ينفع ..

ابتسمت بتول وجلست على سرير غَيد وهي تقول لها
: إنتي ليش مو راضية تقتنعي إنو اختك اتزوجت و مو بكيفها تسوي كل شي
اكيد زوجها برضو يبغاها تسلم على أهله ..

كان على طرف لسانها " ومن زيــــــن أهله " لكنها مسكت نفسها في اخر لحظة وقالت
: طيب زي ما هو يبغاها تسلم على أهله حتى هيا تبغاه يسلم على أهلها

: غَيد ترى الحياة مو شدّ زي كذا ، لازم هي ترخي في أوقات وتشدّ في أوقات ..
يعني ما اعتقد لازم إنها تشد على زوجها وتعمل مشكلة عشان ينزلها عندكم أول ..
عادي تروح وتسلم على أهله وترتاح هي و زوجها وبعدين ينزلها عندكم ، الدنيا مو طايرة ..

زفرت غَيد بطفش : ما اقول كلامك غلط
بس يختي طفشــــــــت ، طفشــت ، طفشــت من جلسة البيت ولوحدي
قبل لا يحصل حادث تميم كان فيه جَمعة كل اسبوع غير انو لازم احد من اخواني يمرّ في وسط الاسبوع
و رزان كانت موجودة كمان ..
وراكان كمان لا أنساه ، والله على كثر غلاسته إلّا إنو كان مونسني
دحين الوضع مــــــــــلل ، انا عاطلة ، وإلى الآن مو قادرة أسجل في شي
وريان وهديل مشغولين في دراستهم
وماما بالها مع تميم و زوجته و شبه يومياً تروح عنده هي وبابا

وفتحت إيدينها وهي تقول بِ إقرار واقع : الوضع اتغيّر شويه في البيت
وفي نفس الوقت انا ما عندي مين يشغلني

كان في بالها سبب مهم من ضمن الأسباب المأثّر على نفسيتها المتأزّمة
في السابق كانت متعلّقة في اخوها مشاري ، جداً
صحيح كانت تجي عليهم ايام ما يتقابلوا إلّا في الوجبات فقط مع إنشغالهم
لكن كانت لازم من طلعاتهم الاسبوعية لوحدهم
وفي الفترة السابقة انشعل مشاري بقــوة مع وجود زوجته و ولده وِ تأثيث البيت الجديد
صار فيه أولويات عنده أهمّ منها
هي مو زعلانة ابداً ، وعارفة إنه ما يحق لها تزعل أو تتذمّر من هذا الوضع
لكنها تشعر بالفَقد ، والحنين لهاذيك الأيام

: ليش ما تبدأي شويه شويه تتجهّزي لزواجك

رفعت راسها على كلام بتول ، وقالت بفتور : أحس لسى ماليا نفس إني ابدأ
وماما لمن اقترحت عليها كانت تقول لي خلّي تميم يخرج من المستشفى ..

قالت لها بتول : واخوكي اليوم حيخرج من المستشفى ان شاء الله
خلاص لا تضيعي الوقت ، وابدأي ..
و انتي لو بدأتي راح ينشغل بالك شويه وتتحسّن نفسيتك ..

اتعدلت غَيد في وقفتها بعد ما كانت متكيّة على التسريحة وقالت
: الله يسهّل ، بشوف اكلم ماما نبدأ على الاسبوع الجاي

وقربت من بتول وهي تقول : معليش قلت كلام يطفّش كذا
مسحت بتول على عضدها بحنو وهي تقول : ما يطفّش ولا شي ، بالعكس احسن انك تتكلمي ولا تكتمي في نفسك

ابتسمت غَيد ، وقالت بلكاعة بنيّة تغيير الموضوع
: وانا اقوووول ما عاد صرت أشوف اخويا ، شكلك كذا تعملي فيه وهو يلصق عندك

قالت لها بتول بمزح وهي تقرصها على خفيف
: إيش رايك اقرصك بقوة إلين ما تعرفي إن الله حق وتبطلي كلامك قليييل الأدب هذا ..

بعّدت عنها غَيد وهي تقول : يا متوحشة وخري عني
وفتحت باب الغرفة وقالت : تعالي خلينا ننزل تحت ، اتوقع انو ستو حتكون وصلت
وطالعت في باب الغرفة المُقابلة وقالت وهي ترفع جوالها : والست رزان فينها إلين دا الوقت ما جات ..


هزت راسها بتول بِ استسلام وهي تقفل باب غرفة غَيد وراها
البنت هاذي ما تسمــــــع الكلام ..



::



: يا حياتي يا سجى ، شوفيها كيف مسكينة باين عليها مهمومة
: لا تبالغي عاد مو مهمومة ، تعبانه بس مع الثقل ، خلاص ما شاء الله في نهاية الثامن

: بس برضو باين عليها شايلة هم ، اشبك دانية اكيد إنها شايلة هم زوجها ووضعهم اللي اتكركب شويه

التفتت دانية بحدة على رزان اللي كانت تكلمها وقالت بهمس
: لا تحطي في بالك إنها مهمومة من الوضع هذا ولا تطالعي فيها بنظرة شفقة اكيد بتحس

وسكتت شويه قبل لا تقول : غير كذا ترى ما شاء الله سجى اتماسكت بشكل يثير الإعجاب من جد
بس أول يومين كانت منهارة بعدين ما شاء الله خلاص

رزان اللي من بعد زواجها قبل شهر ونصف تقريباً ما شافت سجى ابداً
فَ شوفتها لها اليوم كانت مُفاجئة لها شوي ومتأثّرة بالتغييرات اللي ظهرت عليها
قالت بِ اصرار : بس برضو أكيد انها تكتم في نفسها وتحاول ما تبيّن

دانية كانت تملك وجهة نظر ، إن أفضل شي ما تحاول تتكلم على ألم الشخص
اللي يحاول بكل جهـد إنه ما يبيّنه ..
كانت عارفة وشايفه تعب سجى والشحوب اللي ظاهر عليها
لكنها برضو شايفه محاولة تماسكها ..
فَ بالنسبة لها إنها تحاول توضّح إن مافيها شي غير عادي ، هو أكبر داعم نفسي لها ..

قالت لها دانية بمزح : أشوفك بعد الزواج صرتي تقطّري رقة وإحساس يا مدام رزان
شويه وتبكي وانتي تتكلمي على مرة اخوكي

مدّت شفايفها بزعل وقامت من على الكنبة متوجّهة لمجلس الحريم وهي تقول
: والله انتي اللي صرتي معدومة إحساس يا ام اسامة

شهقت دانية بِ استنكار لِ كلامها وقامت وراها ..

دخلت رزان المجلس اللي اتجهّز ليكون مكان إقامة مؤقت لتميم و زوجته
ابتسمت لِ سلطان اللي أول واحد انتبه لدخولها وقال بترحيب : هلا بالعروسة

بدأت بالسلام على عمر اللي كان جالس في أول كنبة على اليمين ..
وانتهت بالسلام على ابوها اللي كان جالس على كنبة طويلة بجنب سرير تميم وِ جلست جنبه ..

قال لها ابوها اول ما ارتاحت في جلستها : كيف المدينة ، مرتاحة فيها
قالت بحب : اكيييد الحمدلله

وميّلت راسها عشان تشوف تميم وقالت له بصوت واطي
: يا عمري سجى كروّشتها كبرت ما شاء الله ، قرّب يشرّف النونو

ابتسم تميم ابتسامة حقيقية من قلب وهو يقول : الله يجيبه بالسلامة ..

دانية اللي كانت تمشي خلف رزان نادتها بنتها ليان تبغى ايسكريم من الفريزر
طلعت لها الايسكريم المنشود بدون أي رفض ، ما عندها نية إنها توجع راسها معاها ..
جلّستها على واحد من كراسي طاولة الاكل في المطبخ وقالت لِ ريتا تنتبه عليها إلين ما تخلّص ..

أول ما خرجت من المطبخ شافت قدامها أمل اللي سألتها : دانية إنتي اعطيتي ليان ايسكريم ؟
طالعت دانية في ديما اللي جنب امها ، وهي اللي بكل تأكيد قالت لها
ولمن ردت عليها بِ الإيجاب ، قالت لها أمل : مو كأن العشا أقل من ساعه وبنقربه ، كيف راح يتعشّوا البنات بعدين

قالت لها دانية : واللهِ يختي مو ناااقصة تزن فوق راسي دحين ..
و لسى الليل في أوله ، حتى لو ما أكلت وقت العشا راح أغرف لها بعدين ..

قالت أمل لبنتها بدون اقتناع : روحي عند ريتا وخليها تغرف لك من الايسكريم
و وجّهت كلامها لدانية : ديما جاها إنهيار لمن شافت ليان تاكل ايسكريم باسكن

ابتسمت دانية وقالت : طبيعي يا أمل أطفال ..

واتوسّعت ابتسامتها : وعارفتك أكيد بتدخلي المطبخ تشيّكي على تجهيزات العشا ..
بس ترى كل شي جاهز ما باقي إلّا العشا يوصل ..
روحي ارتاحي ، انا بروح المجلس عند اخواني بجلس معاهم إلين ما يوصل العَشا ..

اتوجّهت للمجلس في نفس الوقت غَيد كانت تمشي خلفها ..

أول ما دخلوا ، قال ريان بِ استغراب : اشبكم كلكم جيتو هنا
قالت غَيد بمزح وهي تجلس جنب مشاري بتلقائية : عشان نعطي مساحة لحريمكم يحشّوا فينا

قالت لها رزان مسترسلة معاها في الكلام : يا هبله جدة في الصاله ما بيقدروا
قالت غَيد وهي تمد لسانها : فاتتني دي النقطة

قالت دانية بتأثّر وهي تطالع في اخوانها وابوها : يالله من زمان عن جمعتنا الحلوة في بيتنا
والتفتت على تميم وهي تقول : الحمدلله على خروجك بالسلامة تميم

قال لها تميم : الله يسلمك
والتفت بعدها لأبوه وقال : والله راكان مكانه خالي ، ما اتوقعت إني راح افقده زي كذا
قال له فهد : لأنه كان ملازمك قبل لا يسافر
بموافقة على كلامه رد عليه تميم : إيوه والله ما قصّــر ابداً الله يجزاه كل خير

جال بنظراته أرجاء المجلس ..
فعلاً من زمان ما يتجمعوا في بيت أهله ..
ما ينكر إحساس الراحة اللي حاس فيه بعد جو المستشفى الخانق ..

لكنه كان يتمنى إنه يرجع لبيته وهاذي كانت نيته في البداية ..
لكن ابوه وأمه أصروا عليه إنه يجلس عندهم إلين ما يفك الجبس عن رجوله ..
استصعب الفكرة في البداية ، بل ورفضها في عقله ..

لكنه بعد تفكير عميق شاف إنه حل مناسب ، خصوصاً إن زوجته على وشك ولادة ..
وصعب إنها تهتم فيه ، وللأسف إن وضعه الحالي يتطلب إهتمام إلين ما يتماثل للشفاء ..
وقد يستغرق الموضوع أكثر من شهر ..

أستقرت نظرته على اخر العنقود ..
واللي على غير العادة شايل في خاطره عليها بسبب مكالمة غير متوقعة استقبلها اليوم ..



::




بعد منتصف الليل ..

بعد ما راحوا أغلب اخوانها ، وما بقي إلّا المُقيمين في البيت ..
قرروا انهم يطلعوا غرفة رزان اللي لأول مرة تنام في بيت أهلها بعد زواجها ..
وبهاذي المناسبة ، اترجّت غَيد اخوها تميم بأنه يسمح لزوجته انها تسهر معاهم ، ونفس الشيء مع اخوها ريان

تميم اللي كانو ابوه وأمه جالسين معاه وافق لسجى انها تطلع وتسهر مع البنات
خصوصاً إنه كان جالس مع ابوه وأمه براحتهم أخيراً في بيتهم بدون غرفة المستشفى الكئيبة ..

امّا ريان كان بالنسبة له إقتراح مناسب جداً ، لأنه راح يكمل سهرته مع أصحابه خارج البيت ..


وبعد ما جهّزت لوازم السهرة ..
قالت بتنغيــز مُمتع بالنسبة لها ، لكنه ما كان مُمتع للطرف الآخر بالطبع
: اخيراً اتنازلت الست رزان ونامت عندنا

طالعت رزان في غَيد اللي صدَر منها هذا الكلام وقالت :بسم الله دووبنا بدأنا سهرتنا
يعني لازم من الكلام الحلو هذا من البداية يا ست غَيد

قبل لا ترد عليها غَيد ضحكت سجى ضحكة ناعمة وهي تقول : يا حليلك يا غَيد
زعلانة عشان اختك نامت دحين عندكم وهي ما كملت شهرين عروسة
انا من وقت ما تزوجت ما نمت عند اهلي إلّا دحين مع وضع تميم في المستشفى ، ولّا من قبل مستحييل ..

قالت رزان وهي متنرفزة من غَيد الغير متفهّمة لها ابداً : فهّمييييها ، نشف حلقي وانا اقول لها الموضوع مو بكيفي
رفعت غَيد حاجبها الأيمن وهي تقول بتذمر : اش فهميها ، تراني كبيرة وفاهمة ، بس برضو تقدري انك تكلمــ ....

قاطعتها رزان : اقدر ايييش ، خلّي بس كم شهر تعدّي وحتتزوجي
انا اورييكي بعدين وقتها حيكون كلامك غيير

ابتسمت غَيد وقالت بطبيعتها المرحة وهي تدق كتف هديل الجالسة جنبها
: لا يختي انا حكون زي هديل الحلووة أجي وأجلس في بيتنا اسبوعين ، ثلاثة اقل شي

ابتسمت هديل وقالت : وبعدين راح يطلّع عيونك على الاسبوعين هاذي

ضحكوا كلهم على كلامها ، وقالت غَيد : افاااا ، يعني اخويا مطلّع عيونك على الفترة اللي تجلسيها عند مامتك لا والله ماله حق
وضربت على صدرها وهي تقول بفزعة : ما عليييكي انا اتكلم معاه وأفهّمه

مدّت رزان إيدها وطبطبت على ذراع غَيد وهي تقول : هدّي هدّي وبطلي اللقافة يا ملقوفة ..

رفعت غَيد حواجبها استنكار لكلامها ، لكن رزان طنشتها وقالت موجّهة كلامها لسجى
: إلّا يا سجى خلّصتي من تجهيزاتك للنفاس والنونو ؟

واتدراكت شي ، قالت لها بسرعة قبل لا تجاوب على سؤالها الأول : دحين عرفتي ايش في بطنك ولا لسى ؟

ابتسمت سجى وقالت لها : امممممممم رحت عند الدكتورة قبل اسبوع ، وقالت لي احتمال انو بنت بس مو اكيد

في الدقيقة التالية انهالت الاسئلة عليها من الأطراف الثلاثة

: كذاااابة من جد ؟

: قلتي لتميم ؟

: ايش كان شعورك لمن قالت انو بنت ؟

: اشتريتي لها شي طيب ؟

ضحكت سجى وهي تقول : بشويييش ، اسمع من مين ولا من ميين

قالت لها غَيد بحماس : اووول شي قولي لنا ، قلتي لتميم ولا لسّى
سجى : لا لسّى ، وابتسمت : ابغاها مُفاجئة

قبضت غَيد على يدها بقوة وهي تقول : يسسس ، المُفاجئات اللي كدا حلللوة
قالت لها سجى : بس ترى الدكتورة قالت مو اكيد

قالت لها رزان : واللهِ سمعت بس مو متأكدة من المعلومة هاذي
بس يقول لك اذا انتي حاسّة بجنس النونو غالباً يكون نفسك إحساسك ..

طالعت غَيد فيها بنص عين : من أي كيس طلّعتي هاذي المعلومة الخُنفشارية
قالت لها رزان بدفاع عن نفسها : والله من جد أكثر من وحدة تقول كذا
والتفتت على هديل وهي تقول : هديل كنتي حاسّة انو عندك بنت ولا لا

مع ان السؤال عادي ، لكن بطبيعة هديل الهادئة انحرجت لمن شافت الأنظار كلها عليها
قالت بهمس : عادي ، ما كنت حاسّة بشي

نغزتها غَيد ب اصباعها وهي تقول بتريقة : ترانا مو ريان عشان تسبّلي بعيونك وتهمسي كذا

غَيد على الرغم من إنها تمون على هديل بحكم سكنها معاهم في بيتهم
لكنها ما قِد نغزت هديل بكلام من هذا القبيل
فَ لمن قالت لهديل هذا الكلام ، اكتسح اللون الأحمر وجهها بالكامل من الإحراج
خّلت رزان تضرب غَيد بقوة وهي تقول : غَيد و وجع شوفي كيف احرجتي البنت

ضحكت سجى و قالت بدفاع عن غَيد : حرام عليكي رزان عااادي
حطت غَيد راسها على كتف سجى وهي تقول بحزن مُصطنع : شايفة كيف ، داايماً يضطهدوني ويضربوني

ميّلت سجى راسها تطالع في غَيد وهي تقول بمزح : ما كأنك بالغتي يا عبيطة ، تراني عارفتك برضــــو ..
رفعت غَيد راسها وهي تضحك : ما مشيتي عليكي يعني

ابسمت سجى ابتسامة واسعة وهي تقول : ابـــــــــــــداً ..











كانت مبسوطة لآخر حد بالسهرة مع البنات ..
فجأة رنّ جوالها برسالة ، اتفاجئت لمن شافت اسم المُرسل ..
واتفاجئت أكثر من محتوى الرسالة ، اللي كان بِ إختصار ( انزلي تحت ابغى اتكلم معاكي في موضوع على انفراد )

قلبها صار يدق طبووول من الخوف وَ الريبة ، لأن المُرسل كان اخوها تميم ..
واللي ما راح يطلب إنه يتكلم معاها على إنفراد إلّا في موضوع مــهـم ، جداً ..




::


بطبيعته الجادة يدخل في الموضوع دائماً بدون لف و دوران ..
سألها بهدوء أول ما جلست : بدأتي تجهّزي لزواجك ؟

نغزها قلبها من سؤاله هذا اللي ما راح يكون من فراغ ، لكنها جاوبته بهدوء مماثل : لسّى

: وليش لسّى ؟

قالت بذات الهدوء : ماما كانت مشغولة معاك في الغالب ، و ما كان أصلاً فيه مزاج ان الواحد يبدأ التجهيز

اخذ نفس عميـــــــــــق قبل لا يقول : غَيد انتي مقتنعة في داخلك ان هذا مو عذر مُقنع ، صح ؟
وما انتظر ردها ، كمل كلامه : اليوم اتصل عليّا ميلاد يسلّم ويطمّن على الأحوال ، ولمن سألته اذا حدد يوم الزواج
قام يلف ويدور ، ولمن سألته مرة ثانية ، ايش قال
قال إنك يا غَيد ما تبغي اليوم يتحدد لسّى !
ممكن أعرف ليش ما تبغي اليوم يتحدد ؟
إيش الأشغال والأعمال المهمة اللي عندك عشان ما تقدري تحددي يوم مُناسب للزواج ؟!

ما فات غَيد التهكّم الواضح في نبرة تميم
شدّت نفس عميق هي الأخرى قبل لا تقول : زي ما قلت لك يا تميم
مع وضعك انتا وسفر راكان من اول ما كنت عارفة الوقت المناسب
هو كمان يبغاه في الرياض

قال لها تميم بحدّة : من حقـه

قالت له غَيد : طيب إذا انتا تشوف إنه من حقه يكون الزواج في الرياض
انا كمان من حقي اشوف اليوم اللي بيناسب حتى لو اتأخر تحديد اليوم شويه

قال لها تميم بذات الحدّة : غَيـــــــد

: إيوة تميم ، انا من جد اتكلم ، يعني كفاية ريّانة ما بتكون موجودة وقت زواجي ، وراكان مو موجود وقت زواجي
انتا كمان ما تكون موجود !
انا مو عارفة انتا متى ممكن تتعافى وتشيل الجبس وتقدر تمشي براحتك
ما ابغى احدد اليوم قبل ما اتأكد

زفر تميم وحاول يهدّي نفسه ، غَيد رغم الهدوء المتسلحة فيه لكن صوتها أهتز في النهاية
قال بهدوء : غَيد ، صحيح إن يوم الزواج حلو إن الأشخاص اللي تحبيهم يكونوا موجودين حواليكِ
لكن برضو مهم ان تحديد الزواج ما يتأخر
زوجك مستعجل على الزواج
وانتي عارفة من قبل عقد القران ان الزواج ما راح يتأخر
ما ينفع نعلّق الرجال ، عشانك تبغي الكل يكون موجود يوم الزواج

وقال بصراحة : انا موضوع اصابتي مطول ..
اذا اتحدد الزواج نشوف الين يومها إذا قدرت أطلع الرياض وأحضر الزواج فَ هذا شيء جميل ..
ولو ما قدرت أحضر عادي ، هي الحياة كذا مو لازم كل شيء يجي على هوى النفس ..

ما انتهى من كلامه ، إلّا ويتفااااجئ بِ غَيد تغطي وجهها بِ إيدها وتنفجر باكية ..

أرتبك وما عرف كيف يتصرف ..
لكنه لمن شافها طوّلت وهي تبكي ، ناداها ، وبعد كم مرة بعّدت إيدها
وطالعت فيه وهي تقول بصوت باكي : ابغاااكم كلكم معااايا يوم الزواج ، ما ابغى احد فيكم يكون نااقص

يعرف اخته عاااطفية جداً ، لكنه ما اتوقعها للدرجة هاذي
اتردد شويه قبل لا يأشّر لها تقرب اكثر منه ..

قربت غَيد أكثر إلين ما صارت بمحاذاة السرير
مسح تميم دموعها وهو يقول بنبرة حانية قلّما تظهر في صوته الجاد
: غَيد ، كلامي قبل شويه مو معناه إني ما احبك أو مو مهتم إني احضر زواجك
بالعكس الله العالم بغلاتك عندي
انتي مكانتك مميـزة مو بس عندي ، عند الكل
كلنا أكيد نفسنا نكون معاكي ليلة فرحك ..
لكن برضو لازم تحطي في بالك كمان ، ان الحياة لازم الواحد يتنازل فيها شوية
بإذن الله اني احاول بكل جهدي اني احضر الزواج
بس الله يرضى عليكي انك تتصلي في زوجك وتحددي يوم للزواج ، لا تطوّلي وتماطلي ..
وشي ثاني ، لا تطلبي ابداً انك تخلي الزواج في جدة ..
لا تكسري فرحته بهذا الموضوع ..


غَيد كانت حالتها المزاجية والعاطفية تمرّ بتقلبات ، طبيعية نظراً لأنها مُقبلة على دخول حياة جديدة
فَ كلام تميم الحاني لها كان محفّز لدموعها و عاطفتها إنها تتفجّر وتقول وهي تغطي وجهها مرة ثانية وتبكي
: حتى انا احبــــــكم
احبـــكم ولا أتخيّل انو كم شهر تمرّ بدون ما أشوفكم
كلكم مكانتكم مميــزة عندي
كلكــم غاليين على قلبي

ابتسم تميم بحب لها ، وبعطف عليها في نفس الوقت ..
قلبها اللي كان من صميم قلبها ، دخل لقلبــه على طول ..

ما عرف ايش يقول لها ، فَ فضّل الصمت إلين ما تنتهي من بكائها اللي حسّ انها محتاجة له
محتاجة إنها تبكي ، وتفرّغ عاطفتها وتوترها من موضوع زواجها القريب ..

غَيد بعد ما حسّت نفسها هدأت شوية ، مسحت وجهها الأحمر بمناديل كانت جنبها
وقالت بمرح صوتها لازال يهتـز : ايش رايك أكنسل الزواج وأعيش هنا في جدة معاكم ، مو أحسن ؟

ابتسم تميم ابتسامة صفراء وقال
: ايش رايك تتصلي على زوجك وتحددي موعد الزواج قبل لا أصفقك كف ، مو أحسن ؟







نهاية الفصل الـ ( 54 ) ..
قراءة مُمتعة ..









.



التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 03-07-22 الساعة 05:11 PM
دانتِلا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-07-22, 04:53 PM   #129

دانتِلا

? العضوٌ??? » 504444
?  التسِجيلٌ » Jun 2022
? مشَارَ?اتْي » 226
?  نُقآطِيْ » دانتِلا is on a distinguished road
افتراضي

.









السلام عليكم ..

أعتذر عن الغياب الطويل المُتكرر ..


بنزول الفصل الـ 54
يكون باقي فصل واحد وراح تنتهي الرواية على خير بإذن الله . .



راح أحدد موعد نزول الفصل
بس ان شاء الله راح ينزل قبل نهاية السنة الهجرية ..


دانتِلا ..








.



التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 03-07-22 الساعة 05:13 PM
دانتِلا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-07-22, 03:03 PM   #130

سمو الرواد

? العضوٌ??? » 401255
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 552
?  نُقآطِيْ » سمو الرواد has a reputation beyond reputeسمو الرواد has a reputation beyond reputeسمو الرواد has a reputation beyond reputeسمو الرواد has a reputation beyond reputeسمو الرواد has a reputation beyond reputeسمو الرواد has a reputation beyond reputeسمو الرواد has a reputation beyond reputeسمو الرواد has a reputation beyond reputeسمو الرواد has a reputation beyond reputeسمو الرواد has a reputation beyond reputeسمو الرواد has a reputation beyond repute
افتراضي

هلا،السلام عليكم ورحمة الله،
يا الف اهلا وسهلا بالكاتبة المبدعة يااااه على الذكريات اللي طلعت مع هالرواية الحلوةة حقيقي زمان عنك ي قلبي بس زي مايقول من طول الغيبات جاب الغنايم وانتي جبتي لنا اجملل واجمل الغنايم البارتات طويلة وتروووي الخاطر ي شيخة وتبرردد القلب كان نفسي اقراء الين اوصل للنهاية بس يالله مو مشكلة اهم شي تكفين لاتطولي علينااا واوقد تي نزلي لنا بارتاات كثيررة ،


)صح نبغى بارتات عن راكان وحياته ومين اللي حتخطف قلبه نفسي اشوف كيف بتكون حياته هالمتشدد 😅،اذكر في بارت ريان دعا عليه انو البنت اللي يحبها ماتحبه ،طمنينا عليه وعلى قلبه تكفيين )


سمو الرواد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:40 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.