آخر 10 مشاركات
انتقام عديم الرحمة(80)للكاتبة:كارول مورتيمور (الجزء الأول من سلسلة لعنة جامبرلي)كاملة (الكاتـب : *ايمي* - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          سيدتي الجميلة ~ رواية زائرة ~ .. للكاتب الأكثر من مُبدع : أسمر كحيل * مكتملة * (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          آسف مولاتي (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          تراتيل الماضي ـ ج1 سلسلة والعمر يحكي - قلوب زائرة - بقلمي: راندا عادل*كاملة&الرابط* (الكاتـب : راندا عادل - )           »          نيران الجوى (2) .. * متميزه ومكتملة * سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          420 - الوجه الآخر للحب - روبين دونالد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          الملاك والوحش الايطالي (6) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          متاهات بين أروقة العشق(1) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          نوح القلوب *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hadeer mansour - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات العربية المنقولة المكتملة

Like Tree23Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-09-13, 05:15 PM   #1

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25 أوراق غيرت لونها / للكاتبة قمر وبحر أسماء ثابت صلاح ، مميزة جداً ، مكتملة





بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


بسرنا أن نقدم لكم رواية جميلة جداً
بعد أن استأذنا من كاتبتها شخصياً لكي ننقلها فهي رواية ليست للنقل العشوائي إنما تنقل بعد الاستئذان الشخصي من الكاتبة
لذلك من أراد أن ينقل الرواية يجب عليه أن يستأذن منها

والرواية هي

أوراق غيرت لونها
للكاتبة / قمر وبحر
(أسماء ثابت صلاح)


كلمة الكاتبة


بسم الله ..
بعد التحية أعزائي..
فكرت كثيرا هل انزل روايتي أم أؤجل ذلك قليلا..
فالمنافسة شديدة والجميع ماشاء الله مبدع..
وبعد الاستعانة بالله اتخذت قراري ان ترى روايتي النور بين جنبات هذا المنتدى الراقي..
آملة من الله ان تروا فيها اختلاف عما قرأتم ..
هي قصة تحاكي الواقع..قد تحصل مع اي شخص..
وإن لم تكن كلها فلابد أن احد فصولها يحاكي كثيرا من واقع احدنا..
تمنياتي لكم بالمتعة والفائدة..
إن لاقيت منكم تفاعل مقبول سأبدأ بإنزالها إن شاء الله..
ودمتم..كما تودون ان تكونوا.....
قمروبحر..
،
شكر خاص لمبدعتنا الغالية المشرفة والمصممة dorga على تصميمها لهذا الغلاف الرائع شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .




ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 05-04-14 الساعة 05:53 AM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-09-13, 05:17 PM   #2

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25


مقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم
قرأت مرة في كتاب ..المقدمة مملة كالعادة.. أعجبتني ..
لـــــــــــــــكن...
أحيانا.. نحتاج فعلا إلى مقدمة..
واليوم.. هاأنا ذا أكتب روايتي الأولى.. قد يكون فيها من الأخطاء ما
الله به عليم.. لكني حاولت جاهدة أن لا أقع فيها في خطأ شركي .. أو عقائدي.. فإن أصبت فمن الله .. وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان..


وقد لا تكون مثيرة وحارقة للأعصاب.. لدرجة ما نقرأ من روايات من ألفن قبلي..لكني استنبطتها من صميم الواقع .. ومن كلمات سمعتها بنفسي.. ومن معاناة بعض من أعرف ومن هم حولي..
روايتي خالية من أحداث غرف النوم وما يدور في داخلها .. لأني وجهت وجهتها لمشاكل أكبر لا تخلو منها الحياة..

لست أعترض على أي رواية في هذا الجانب.. ولست أنتقد.. ولكني
أحببت تقديم فكرة جديدة.. وموضوع آخر..
وقد أكون أخذت روايتي من زاوية واحدة.. فلا أسر كثيرة في روايتي ولا شخصيات..لأني ما رأيت أن في إطالة الأحداث في هذه التفاصيل الغير ضرورية في أحداث روايتي ضرورة أو داع..وسترون ذلك وتدركونه..

وما لاحظته في أغلب الروايات التي قرأتها.. هو طغيان المال.. صحيح قد تكون الحياة أجبرتنا على ذلك .. لكن هنالك قصص جمى
بعيدة عن هذا الطغيان..
لا أطيل عليكم.. فأليكم روايتي..

******

الأبطال


&


&


&


&


&


&


&






التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 03-11-16 الساعة 05:29 PM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-09-13, 05:19 PM   #3

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25






البــــــــــــــــارت الاول


أدارت المفتاح في المكان المخصص له في الباب ..
دخلت وهي منهكة بعد عمل يوم طويل..
ألقت بنقابها على السرير .. وضعت حقيبتها أيضا على السرير
واتجهت إلى الحمام..
توضأت وخرجت صلت المغرب وهاهي جالسة على سجادتها تنتظر أذان العشاء..
خاصة أنه لم يتبقى الكثير من الوقت فهي لا تعود من العمل إلا الساعة السابعة مساءا..
وما هي إلا دقائق وهاهي تصلي العشاء..
أنهت صلاتها وقرأت أذكارها..
ووردها اليومي من القرآن..

تمددت على فراشها وهي تفكر بكل ما مر عليها اليوم
من أوله حتى وصولها المنزل..
تشعر بإرهاق كبير
تناولت عشائها الذي أحضرته معها
الذي هو عبارة عن سندوتشات من إحدى البوفيهات
المجاورة لعملها
لا تشعر اليوم بأي رغبة في العمل على اللاب توب
فهي تشعر بألم في ظهرها وذراعها الأيسر..
أخذت حبة مسكن وغطت في نوم عميق..
نقول:
نـــــــــــوم العوافـــــــــــي
****
في اليوم التالي ووقت الفجر استيقظت وصلت فرضها
ولأنها نامت البارحة مبكرة لم تستطع أن تنام
مثل كل يوم ساعة إضافية بعد الفجر..
مر الوقت وهي تلهي نفسها بترتيب غرفتها
وتنظيفها ..
فالنظافة عندها من أولى أولوياتها في حياتها
النظافة لدرجة الهوس..

الساعة السادسة والنصف..
لبست عبايتها(بالطو) بالتسمية عندنا في اليمن..
ونقابها(برقها)
وضعت مفاتيحها في حقيبتها ..فهي شديدة الحرص
أن لا تنساها..
هاهو اليوم يوم جديد في حياتها قد بدأ..

أدري تقولون ما هذه البداية المملة لكن إن شاء الله
تمشي الأحداث وتحبون أبطال روايتي
وأحداثها ..
أحداث مستوحاة من صميم الواقع..
نعود لروايتنا..


بعد الطريق والمواصلات وصلت الشركة( شركة هندسية عامة )

في الرسيبشن شافت خالة فاطمة بنشاطها المعهود

تقوم بتنظيف المكان..

"صباح الخير خالة فاطمة

" يا صباح النور يا بنتي كيف حالك اليوم؟

" الحمد لله بأحسن حال .. وأنت خاله كيفك؟ وكيف حال الأولاد؟

" الحمد لله يا بنتي نحمد الله على كل حال..

"لا تنسيني يا خاله من دعواتك

" الله يوفقك يا بنتي وييسر لك كل أمورك وينولك كل ما في نفسك

ترسم ابتسامة تظهر فقط من حركة عينيها فهي ترتدي البرقع..
وتواصل طريقها إلى المكتب .تتجه إلى المصعد.. وقبل أن تضغط أي زر ...
هناك يد سبقتها وضغطت زر طلب المصعد الذي كان يقف في الدور الخامس..
كانت تقف بعيدا عن الشخص الذي أمامها وعندما وصل المصعد دخل ودخلت بعده ..
فطريقهما واحد .. أو بالأصح مكتبهما واحد
في الدور الثالث انفتح الباب .. خرج قبلها وخرجت بعده ..
اتجهت إلى ساعة التوقيع ..

طبعا كان قبلها ..
انصرف ووقعت هي بدورها ..
وبينما هي في طريقها للمكتب تذكرت أنها اليوم لم تفطر..
كان هنالك محل صغير في نفس الطابق لبيع العصائر والوجبات الخفيفة ..
أخذت لها إفطارا خفيفا واتجهت نحو المكتب.(.قسم الديكور..)

" السلام عليكم
رد من كان في المكتب
"وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جلست على كرسيها ..
المكتب عبارة عن أربعة مكاتب
هي وثلاثة آخرين..

أيمن: تأخرت اليوم يا أخت مرام
" وهي تنظر لساعة يدها : يعني تعرف زحمة المواصلات
محمد:هو في شي يشيب بالراس مثل زحمة المواصلات؟!!
أما عبد الحافظ فهو صامت لا يتكلم كثيرا وخاصة مع بطلتنا مرام !!
فهو لا يطيقها !! قد تتساءلون لماذا ؟
لكننا حتما سنعرف
ومن جهة مرام فهي لا تلقي له بالا
وخاصة أنها رسمية جدا في تعاملها داخل دائرة العمل..
أيمن: ليش تأخر يزيد؟
محمد: وأنت ما عليك منه ؟ أكيد زي عوايده ساعة تأخير ما تضر..
أيمن: بس تصاميمي عنده ولازم انهيها اليوم
محمد : جرب واتصل فيه يمكن يستعجل شويه
أيمن: مرام ممكن تتصلي بيزيد ؟
طبعا التلفون الثابت في مكتب مرام بما أنها عملها السكرتيرة في المكتب
بدون ما تطولها على نفسها ..
مرام : طيب
تضغط الأرقام
"ألو يزيد
............
"بس الأخ أيمن الـــ... يقول يا ريت تستعجل اليوم في الحضور شويه
..............
"يعني ماراح تجي اليوم الصباح
............
" آخذ إجازه!!
..........
"خير إن شاء الله بس ياريت تقوله هذا الكلام بنفسك والف سلامه على بنتك
...........
مرام: أخ أيمن الأخ يزيد ماراح يجي اليوم الدوام الصباحي
إذا تحب تكلمه بنفسك تفضل
أيمن: ليش؟
مرام : وهو وبنته في المستشفى تعبانه شويه
أيمن : خلاص مافي داعي

تنهي مرام المكالمة وتكمل طباعة بعض الصور
لبعض التصاميم الجاهزة
عبد الحافظ : مرام هذه الصور تحتاج بعض التعديل بس إذا ممكن بسرعة لو سمحتي
طبعا عبد الحافظ شايف نفسه حبتين خاصة على مرام
مرام: طيب بس أخلص مابيدي وأبدأ بها على طول
أخذت الفلاش وبدأت الشغل بهمة وإتقان كعادتها ..
انتهت تقريبا الساعة العاشرة ساعتها بدأت تشعر بصداع فهي لم تفطر بعد ..
وقفت وأخذت الفلاش ووضعته على مكتب عبد الحافظ الذي هو مقابل مكتبها واتجهت إلى مصلى الموظفات لتصلي الضحى وتفطر..
بعد انصرافها..

محمد: أموت وأعرف ليش عبد الحافظ شايف نفسه كذا على زميلتنا مرام
أيمن: أي نعم صحيح مع أنها من يوم توظفت عندنا قبل شهرين ما قد شفنا منها إلا كل خير
محمد: وواضح عليها بنت ناس
عبد الحافظ يناظرهم بدون ما يرد..
بس هم مثبتين نظرهم عليه وكأنهم يقولوا له لابد من إجابة
عبد الحافظ : وأنتو مالكم ومالي وتعاملي معها ؟
أيمن : وأنت ليش تتعامل معها هكذا؟
عبد الحافظ: حر
محمد:قال حر !! أكيد في سبب
أيمن : لا تكون تعرفها واحنا ما ندري؟
عبد الحافظ: اللهم طولك ياروح.. لا في سبب ولا أعرفها بس هكذا من الله ما ارتحت لها فيها شي؟
أيمن: لا تعصب ولا هم يحزنون أنت حر ياأخي في تعاملك بس من حقنا عليك ننبهك إذا فيك شي غلط كلنا إخوان والمسلم مرآة أخيه
عبد الحافظ بابتسامة ساخره: مشكوووور
في هذه اللحظة تدخل مرام ..

"السلام عليكم
محمد وأيمن: وعليكم السلام
مرام : أيمن المدير طالبك كان جاي بنفسه لهنا بس لما شافني طلب مني أقول لك تروح لمكتبه
محمد:جالك الموت يا تارك الصلاة
أيمن مكشر: أدعي عليك يايزيد
وراح ورجع بعدما أكل تهزيئه محترمه على إهماله وتم إمهاله حتى نهاية الداوم الذي ينتهي الساعة السادسة مساءا...........

ومر اليوم .. وكان متعب لكل من في هذه الدنيا ..كلا معه أفراحه وأتراحه .. همومه ومشاغله
ومن بين هؤلاء الناس "مرام"

بعد زحمة المواصلات وطول الطريق وصلت أخيرا
صعدت الدرجات واتجهت إلى غرفتها حيث تستأجر في إحدى العمارات شقة صغيررررة جدا عبارة عن غرفة 3×3متر وصالة صغيرة 1.5×1.5وحمام صغير أصغر من الصالة بقليل..
بابها من الحديد المزخرف بشكل انيق لكن مشكلته أن المغلقة الخاصة به لا تنفتح بسهولة ..
تقع في الدور الثاني من العمارة المكونة من أربعة أدوار..
الدور الأول عبارة عن محلات تجارية ومخازن تجارية أيضا..
الدور الثاني شقة كبيرة مؤجرة لأحد ملاك ال****ات ويستخدمها كمكتب ****ي للبيع والشراء ..ولها مدخل مستقل تماما..
وغرفة مرام مدخلها من مدخل سكان أصحاب العمارة الذين يسكنون الدورين الثالث والرابع ..
ويبدو أنهم كانوا قد فصلوا هذه الغرفة لمذاكرة أبناءهم أثناء دراستهم الجامعية ..
هذا ما فهمته مرام من خلال كلام خالة سلمى عندما جاءت واستأجرت ..
الـــــــــمهم.. نعود لقصتنا..
أدخلت مرام المفتاح في مكانه ويحتاج منها الباب لضغطة قوية باليد اليسرى وإدارة المفتاح باليد اليمنى ..
وقبل أن تديره وهي تفكر في ألم ذراعها سمعت وقع أقدام تنزل الدرجات ..
لم تلتفت لترى من هو النازل أو هي لكنها نظرت في الأرض مكانها تنتظر حتى يمر..
وفعلا مر الشخص من خلفها دون أي كلمة ..
بعد جهد منها فتحت الباب..
وككل يوم بعد أن تصل وتقوم بتغيير ملابسها وتؤدي صلاتها وتقرأ وردها اليومي ..
هاهي تجلس على سريرها وتفتح اللاب وتكمل بعض الأعمال التي قد لا تستطيع إكمالها في المكتب ..
وقد تقرأ بعض الكتب الإلكترونية.. التي تسحبها من النت..
ثم تقوم بتصميم الديكورات لبعض المباني التي تأخذها من زملائها لطباعتها أو إنشاء مجسمات ثلاثية الأبعاد لها..

وحين تنتهي من التصميم تحتفظ بها في مجلد خاص وهي تقوم بذلك من باب تسلية النفس دون أن تطلع على ذلك أحد..
والآن هاهو وقتها المفضل مع قلمها ودفترها قد حان ..
وبدأت تسطر بأناملها كل ما يجول في خاطرها ..
وكل ما قد تراه يستحق أن تسطره في تاريخها الخاص مما مر عليها في يومها..
يمر الوقت عليها بطيئا.. ثقيلا..كئيبا..
نادرا ما تراه يمر بسرعة

تنظر إلى الساعة تقريبا الساعة العاشرة ..
وضعت كل ما في يدها جانبا وأسندت رأسها إلى السرير وهي تفكر جديا في شراء إنترنت نقال علها تمضي بعض الوقت بلا تفكير متعب عليها كل يوم وكل ليلة ..
ومر الوقت وهي على تفكيرها حتى داهمها النعاس وغطت في نومها ..
****
في الصباح وهي تنزل الدرج ذاهبة إلى عملها كان هناك من ينزل أيضا ..
ولكن يبدو أنه مستعجل ..فقد كان ينزل بسرعة كبيرة ..
مر بقربها بسرعة ..تجاوزها قليلا لكن ما لفت انتباه مرام انه توقف فجأة وكأنه نسي شيئا!!
لكنها تفاجئت عندما التفت عليها بسرعة
" عفوا.. ما نوع فصيلة دمك؟





سبنا 33 likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 10-10-13 الساعة 08:55 AM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-09-13, 05:21 PM   #4

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25




البارت الثاني..

في الصباح وهي تنزل الدرج ذاهبة إلى عملها كان هناك من ينزل أيضا ..
ولكن يبدو أنه مستعجل ..فقد كان ينزل بسرعة كبيرة ..
مر بقربها بسرعة ..تجاوزها قليلا لكن ما لفت انتباه مرام انه توقف فجأة وكأنه نسي شيئا!!
لكنها تفاجئت عندما التفت عليها بسرعة
" عفوا.. ما نوع فصيلة دمك؟
مرام ساكته وماردت..
الشخص:
"أسألك أنتي!
ساعتها بس مرام استوعبت انه يقصدها هي..
B+"
بس سمع إجابتها التفت مواصل طريقة تارك مرام في دهشة وحيرة!!
وصلت البوابة وكان الدكتور خالد قبلها طبعا...
فتح باب سيارته ولما شافها خلفه قال:
" العفو منكم ..على طريقة كلامي فأنا مستعجل في هناك حادث مروع وصل المستشفى
A- ومحتاجين متبرع يحمل فصيلة
من خلال كلام الدكتور خالد عرفت مرام مباشرة أنه طبيب ..
رسمت ابتسامه خفيفه ..
"عادي لا مشكلة دكتور..

وكلا ذهب إلى دربه اليومي ..
بطلتنا إلى العمل ...وطبيبنا إلى مشفاه..

وصلت المكتب وسلمت ككل يوم على خاله فاطمة التي تكن لها كل حب واحترام ..
جلست على مكتبها تطبع بعض الأوراق التي كانت قد جهزتها في البيت ..النافذه مفتوحه ترسل بعض هبات النسيم المعتدله..
كانت وحدها في المكتب حتى اللحظة..فهي عادة أول من يصل..

في هذه اللحظة دخل محمد وأيمن ..
"صباح الخير..الاثنين معا..
ترفع راسها وتحييهم بابتسامة هادئة ماتظهر لأن وجهها مغطى..
"صباح النور.. وواصلت عملها ..

محمد يسأل مرام وهو يدور قلم في واحد من الادراج: عبد الحافظ ما جاء؟
أيمن ومثل عوايده الكوميدية: ليش تسأل وأنت تشوف مكانه فاضي أيش هذا الغباء ويضحك ههههههه
محمديضم حواجبه: افرض مثلا انه جاء وراح أي مكان في الشركة ؟
أيمن يطالع السقف: أهوه ..صح صح لا لا خطير أنت يا أستاذ محمد
محمد ووجه كلهاتعابير استغراب: مالك اليوم؟ ايش أكلت من راس الصبح؟
أيمن: هههههه فوووووول
مرام تبتسم وهي تعمل على الكمبيوتر ..

محمد يطقطق بالقلم : تدري وقبل أن يكمل باغته أيمن
أيمن: لا والله ما أدري !ههههههه
محمد بنرفزه : أقول كل يوم فطورك على حسابي بس لا تفطر فول مره ثانية..
أيمن:ههههههه
عبد الحافظ يوصل في هذه اللحظة..وشكله باين عليه التعب بس يشوفهم يبتسم
" ايش الصبح المروق من بدايته ؟ ضحكتك واصلة لآخر الممر ياايمن
أيمن : ياأخي قول صباح الخير ..تفجعنا هكذا!!
"عبد الحافظ يرفع حواجبه فوق: أقول مروق تقول تفجعنا!!
"محمد بهدوء : سلامات ليش تأخرت ؟مش عوايدك يعني!
"عبد الحافظ : لا أبدا بس تعطلت علي السيارة في الطريق..وخليها ع الله كنت جاي بنشاط وحطمتني هذي السيارة والله ..
والتفت إلى مرام وناظرلها شويه راح على مكتبه عشان يبدأ عمله..

مر الوقت والكل في عمله حتى الساعة الثانية عشرة ظهرا..
شعر عبد الحافظ بالعطش فخرج للبوفيه الذي في المبنى وجاب له عصير بارد ويبدو انه أحضر للشباب أيضا..
"عبد الحافظ وهو يدور على كل مكتب ويضع علبة عصير :أنا اشتريت لكم على ذوقي ما أعرف كل واحد أيش يحب
وقف شوي وتوجه لمكتب مرام وحط علبة عصير..
ورجع مكتبه ..

أما مرام واللي تعرف تماما مدى كره عبد الحافظ لها وماتدري عن السبب فما عبرت عبد الحافظ ولا شكرته ولا أخذت العصير ولا كأن في شي حصل..
الكل لاحظ الوضع لكن ما في أي أحد علق ..
أغلقت مرام الكمبيوتر وراحت المصلى تصلي ظهر وتأخذ أي شي تتغدى وبعدين ترجع تواصل عملها ..
طبعا عبد الحافظ ما راح يفوت الذي حصل قبل شوي وراح يزيد من حقده على مرام ..
بعد ساعه تقريبا ..أو أقل قليل
وفي الساعة الواحدة تقريبا رجعت مرام المكتب وفي يدها بعض الأوراق ..
وبدأت عملها بدون ما تلتفت لاحد كعادتها..
الجو هادئ ماعدا أصوات نقر الأصابع على لوحات الكيبورد..

قطع الهدوء صوت عبد الحافظ ..يلتفت للشباب
"عبد الحافظ : محمد أيمن سمعت ان في السينما فلم حلو الليلة تعالوا نروح مع بعض نشوفه..
طبعا سمعة السينما عندنا في غاية السوء ومايدخلها إلا...
"محمد:سينما !استغفر الله..
"أيمن يفكر: بصراحة أنا عمري ما دخلت سينما بس ليش ما أجرب؟
"محمد بلهجة عالية:بس خباله أنت وهو قال سينما صلوا على النبي..
"عبد الحافظ بضيق: مالك كأنك شفت شيطان ؟وبعدين الدعوة عامة للجميع...وينظر بطرف عينه لمرام ..
مرام شعرت بنظراته وفهمت قصده ..ولكنها تجاهلت الموضوع وهذا أكثر شي يفرس عبد الحافظ..
"عبد الحافظ: وبما ان الدعوة على حسابي ما فيش داعي احد منكم يعتذر أو يمثل انه ما تناسبه هذه الأماكن يعني أيش فيها عادي ..
"مرام متجاهله تماما: محمد ممكن بس ورق ابيض من الدرج الذي خلف كرسيك ؟
يعطيها محمد الورق وتواصل عملها ..
"عبد الحافظ : أنا أكثر شي اكره التمثيل أحب الإنسان يظل على طبيعته
"أيمن يتدخل : خلاص قلنا لك أنا بروح معك..
"عبد الحافظ: خلاص بطلنا
مرام تتضايق من كلام عبد الحافظ
وتأخذ بعض الأوراق وتتجه إلى مجلس الإدارة..

محمد ايضا يتضايق من هذا الكلام..
"محمد: عبد الحافظ ايش قصدك بكل هذا
"أيمن: بصراحة زودتها
"عبد الحافظ: مالكمش دعوه
"أيمن: عيب عليك في حدود مفروض ما تتجاوزها ..
"محمد : وبعدين ما شفنا من البنت شي يعيب ..بعد حالها
"عبد الحافظ: هههههه لا يغركم التمثيل ..
أي بنت تتوظف ما منها خير..
" محمد: ومن قال لك هذا الكلام الأعوج؟معي ثلاث خوات كلهن موظفات
"عبد الحافظ: وايش موظفات ؟
"محمد: ثنتين مدرسات .. وواحده ممرضه
"عبد الحافظ : مدرسة ممكن بس غيره لا يمكن أخلي واحدة من أقاربي تتوظف
"أيمن :ليش؟
"عبد الحافظ: مثل مرام هذي من صبح للمغرب !!!
"محمد: لكل إنسان ظروفه وبعدين أنت عارف أن هذا نظام الشركة عمل عشر ساعات
"عبد الحافظ :كانت تدورعلى عمل غيره عادي!

في هذه اللحظة تدخل مرام وهي متجاهلة الوضع تماما
حطت بعض الاوراق في الدرج ورتبت المكتب فعملها انتهى وتقدر تروح على البيت ..نظمت كل شي ..
وأخذت شنطتها وقبل ما تخرج..
عبد الحافظ يتكلم بسخرية لاذعة..
"عبد الحافظ: بس أنا عندي أوراق لازم تطبعيها اليوم .. كيف تروحي وما قد خلصتي عملك؟
مرام تعرف انه يحب يتبلى عليها ويحشر نفسه
التفتت له بكل هدوء وتكلمت بهدوء أكثر..
"مرام : وقتي انتهى ووقعت انصراف بموافقة مجلس الإدارة..
وإذا في أي أوراق حطها على مكتبي وبكره تلاقيها جاهزه..
مشت بعض خطوات والتفتت مره ثانية
وإذا مستعجل هذا المكتب عندك الطابعة جاهزة..
بس خلي بالك الحبر تقريبا مخلص..
وخرجت ..

محمد وأيمن وما استطاعوا يمسكوا أنفسهم وماتوا ضحك..
عبد الحافظ ساكت ما نطق ولا كلمه
*****
مرام وصلت البيت اليوم بدري شوي كانت الساعة تقريبا على خمسة..
وهي طالعة الدرج كان في بنت صغيرة جالسة بباب شقتها تبكي ..
عمر البنت حوالي ثلاث سنوات..غاية في الجمال ..عيون عسلية وشعر عسلي ناعم مقصوص كاري وشكل البنت فييييري بيوتيفل
أول ما شافتها اختنقت العبرة في عينها ..
وجلست امام البنت ..
" لاه لاه ليش القمر زعلان؟
"ولاسي(ولاشي)
"لا كذا تزعلي خاله؟ خلاص هذي المره سماح عشانك..
بس قولي لي منهو زعلك وأنا آخذ حق القمر منه..
" بابا
تبتسم من طريقة كلام البنوته البريئة واللي زي العسل
وتسألها"وايش سوى بابا؟
"بابا لاح(راح) لا لا هلب(هرب)
"ههههه هلب!! خلاص ولا يهمك أنا بآخذ حقك بس قولي لي كيف؟
"اديني شبسي مان
" من عيوني ..بس بشرط هذي العيون الحلوه ما تبكي
تمسح البنت عيونها بيدها ..
" حلاص هاتي شبسي مان..
"طيب الأموررره الحلوة أيش اسمها؟
"سدون (شجون)
تحضنها مرام وتضمها ضمة حنان..
"ماشاء الله اسم حلو يعني زيك اسم جنان وبنوته اموره احلا..بس فين راح بابا ؟
" مدلي (ما أدري)
" طيب فين ساكنه الحلوه؟
تأشر شجون بأصبعها نحو الأعلى!!
فكرت مرام انها تنادي على أي أحد عشان تتأكد البنت فعلا ساكنه فوق أو لا ..
لكن في هذه اللحظة نزلت شابه في حوالي الخامسة والعشرون من عمرها ..تلبس البالطو والشيله والبرقع في يدها ..
وأول ما شافت الصغيرة مع مرام خافت وشهقت وسحبت شجون من يدها ..
وتسأل مرام.." منهي (من هي) أنتي؟
"مرام: أنا المستأجرة في هذه الشقه
" هاه عفوا ..بس..
"مرام :لا عادي حقك تخافي على بنتك ..هي كانت خارجه من العمارة فحبيت امنع البنت لحد ما أعرف هي وين رايحه
"شكرا..بس هذي مش بنتي ..هي بنت أخي..
"مرام: الله يحفظها لكم ..انتبهي عليها ..
ما شاء الله عليها حلوه وينخاف عليها ..وقولي لأمها تحصنها كل صباح ومساء..
" تسلمي..بس...أول مره نشوفك يعني..
تهز مرام راسها :
"مرام:صحيح..عملي ما يخلص إلا الساعة ستة وتعرفي حال المواصلات..
"ساكنه لوحدك؟
ترسم مرام ابتسامة باهته على شفتيها..وتهز رأسها بمعنى نعم...
"مرام: طيب استأذنك .. تتفضلي معي؟
" لا شكرا..فرصة ثانية إن شاء الله..
"مرام : إن شاء الله..
ودخلت البيت وهي مجروحة..من الآن فصاعدا عليها تحمل الأسئلة الثقيلة ..ولازم تعرف كيف تتعامل معها..

*****
مر حوالي الاسبوع..وذاك هو الروتين في حياة مرام..في العمل عبد الحافظ ومضايقاته ..وفي البيت ملله والآمة...
****
وفي صباح ذلك اليوم..وصلت المكتب ..
"مرام:السلام عليكم..
ردوا عليها اللي في المكتب: وعليكم السلام..
جلست على كرسيها خلف مكتبها وما لها نفس لأي عمل ..فليلة البارحة اتعبتها كثير.. ما استطاعت تنام من الألم..
كانت شاردة ..وما انتبهت إلا على صوت خشن
"عبد الحافظ: يا باشا خلي السرحان للبيت أو كان أحسن ماتداوم ..لنا ساعة وأحنا نتكلم..
"مرام:..................ساكته..
"عبد الحافظ :خير أكل الفار لسانك؟
"مرام: ...........
"عبد الحافظ بحده:على أيش شايفه نفسك ما أدري؟واحده لا تودي ولا تجيب ولو عليا ما قبلتك فراشه..
هاييييييييييي نحن هنا نتكلم!!!
رفعت مرام رأسها قليل وقالت بلهجة باردة تفرس: تكلمني؟
هنا جن جنون عبد الحافظ...
" أنتي من تحسبي نفسك؟ شوفي بتتعاملي داخل هذا المكتب زي الناس ماشي لي كلام ثاني معك..
"مرام بنفس البرود: أظن هذا الكلام إذا قصرت بعملي ..مش إذا رفضت حشرية بعض الناس!!
هنا تدخل محمد وأيمن وهدو الوضع ..
مرام من جهتها خرجت من المكتب ..عشان تسلم بعض الاوراق وتفطر ..
بعد خروج مرام
"أيمن :مالك يا ابن الناس ؟
"محمد: أنت ايش عليك تسرح تغني تلعب ..إذا هي مش مقصرة في عملها زي ما قالت فعلا؟
"عبد الحافظ:وأنا قلت لكم مالكم دعوه مني..
من شايفه نفسها تكلمنا من راس خشمها؟
"محمد: هي تتكلم عادي وبأسلوب رسمي بس مدري ليش أنت شايف الدنيا معكوسة
"أيمن:أكيد لأنها ماعبرتك..وأنت شايف نفسك جنتل مان وما أحد قدك ..وكل البنات وراك!!!
"عبد الحافظ: وأنت أيش دخلك وإذا ما خليتها تخضع لي وتلاحقني في كل مكان ما أكون أنا..
وبعد ما رجعت مرام مر باقي اليوم في جو مشحون .. ونظرات التحدي في عين عبد الحافظ ونظرات عدم الاهتمام في عيون مرام..

انتهى الدوام وذهب كلا في حال سبيله ..
خرجت مرام عشان تأخذ أي وسيلة مواصلات عشان تروح على البيت..
واقفة على الرصيف تنتظر باص يمر ويا حال الباصات في هذا الوقت ..مليان عالآخر..
ويطول دائما الانتظار..
فجأة وقفت سيارة سوداء أمامها ..وبدأ زجاج النافذة الأمامية اللي بجانب كرسي السائق ينزل ..ليطل عليها وجه عبد الحافظ...
عبد الحافظ بسخرية وبطريقة خبيثة:
" ممكن نوصلك لو حبيتي..
".............مرام ساكته..
"لاه عادك زعلانه؟ خلاص نسينا وخلينا أصحاب..
"...........
"إذا خايفه حد يشوفك عادي اروح للشارع الثاني وأنتي إلحقي ok!
هنا نظرت مرام لعبد الحافظ نظرة ....عمره ما تمنى أحد ينظر له هذه النظره..نظرة عتاب ولوم....
جعلته يشعر كم هو صغير ..جعلته يندم على ما فعله ..ويتساءل لماذا فعله؟ وهذه ليست قيمة ولا أخلاقه ..
ما الذي حصل له ..حتى يفعل كل هذا؟
في خضم هذه التساؤلات .. وقف باص أمام مرام ..ولحظات واختفت عن أنظاره تاركة ألاف الأفكار في ذهن عبد الحافظ..
*****
في مكان ما في العاصمة صنعاء .. وقفت تلك السيارة السوداء ..أمام بيت مكون من دورين ومعه حوش متوسط ..تدخل فيه سيارة..
نزل عبد الحافظ وفتح البوابة ودخل السيارة..وهو يسكن في الدور الأول وأخوه الكبير في الدور الثاني .. فتح باب البيت ومثل كل مره ما أن يفتح حتى يقفز فلذات قلبه للترحيب به ..
بنته الصغيرة تجري
" بابا بابا
"هلا بأميرة قلبي ..
" بابا بابا ماما زعلت مني
يضحك عبد الحافظ :
" ليش زعلت من القمر؟
البنوته بزعل :
" عشان ضربت مازن
يشهق شهقة مصطنعة ..
بنته تشوف ناحية ابوها بدلع:
" وانت زعلت؟
يعمل عبد الحافظ نفسه زعلان..
"أكيد مادام فيها ضرب زعلت

"بس هو مسك شعري
عبد الحافظ:
"خلاص أخذ عقابه
بنته:
"وماما
عبد الحافظ:
"امممم خلاص أنا بتوسط وأمري لله بس لا تعيدينها ..
بس وين مازن؟
" نايم..
تظهر زوجته:
ترسم ابتسامه ..
"أهلا وسهلا..
" هلا بحبيبة قلبي
تشوف البنت وتعقد حواجبها:
"أشوف الهانم عندها نشرة أخبار!
يبتسم من قلب عبد الحافظ
" لا تقولي كذا حياتي هاذي شهودتي مافي زيها ..وما يحق لك تزعلي منها..
زوجته:
"وإذا غلطت؟
عبد الحافظ:
"تعتذر على طوووول
هنا تنزل شهد رأسها وتروح ناحية أمها
"شهد: ماما أنا آسفه
يبتسم عبد الحافظ ويمسك يد زوجته ويطبع قبله على خدها ويلحق نفسه ويبوس شهد قبل ما يسمع محاضرة جديدة منها..
عبد الحافظ: إذا في عشاء جاهز هاتي لي أنا جوعان..
زوجته: جاهز حياتي ..
عبد الحافظ:خلاص أنا بتوضى وأصلي وأنتي جيبيه لي للغرفة ..
وإذا تعبانه خلاص تعالي ارتاحي ...ويصير خير..
أصلا زوجته حامل وفي شهورها الأخيرة
*****
أما مرام فوصلت منذ لحظات فقط بسبب زحمة المواصلات..
صعدت غرفتها .. وما أن فتحت الباب انهمرت دموعها كالمطر بعد الجفاف ..
دموع حرى.. دموع قهر..
تحسست طريقها إلى سريرها .. وانخرطت في بكائها ..علها تلك الدموع تغسل بعض ما في صدرها من القهر ..
أإلى هذا الحد أنا منحطة بنظرة؟
وإلى هذه الدرجة رخيصة في تصوره؟
وظلت على هذه الحال حتى صدح المؤذن بأذان العشاء..
قامت من بين شهقاتها ..وغيرت ملابسها ..
وتوضأت وصلت ..
وحين انتهت أسندت ظهرها للجدار..وهي تسرح في كل ما مر في حياتها من تعب..
وواصلت لها مهمتها دموعها.. مدت يده إلى دفترها ..وأخرجت قلمها من حقيبتها ..
صديقها وونيسها الوحيد..وكلنا نعلم كم هو عزيز علينا القلم في لحظات كهذه....

*****
وإلى مكان آخر ...
كان عبد الحافظ ممد على السرير بعد أن صلى فرضه ..
وهو يفكر في ما فعله اليوم...ولماذا فعل كل هذا؟؟
يكلم نفسه:
مرام لم تصنع له شي .. ولم يصدر منها أي شي!!
بالعكس هو معجب بشخصيتها في التعامل مع من في العمل .. ومعجب بإتقانها لعملها بصورة مدهشه ..وأكثر ما يعجبه فيها نظامها حتى في مكتبها ..لكن لا يدري لماذا يتصرف معها هكذا!!!
معقول تكووووون........... السبب؟؟؟؟

قطعت عليه زوجته تفكيره...
" حياتي العشاء...
"تسلمي .. حطيه فوق الميز(الطاولة)
"مالك حبيبي ؟تعبان ولا شي؟
" لا أبدا إرهاق العمل بس
"خير إن شاء الله .. تعشى وارتاح
"أمل..
التفتت عليه زوجته التي كانت تصب له الشاي
"يا عيون أمل...
"........عبد الحافظ ساكت..
" فيك شي ياعبد الحافظ؟ من ساعة ما جيت وأنا حاسه إن فيك شي!!
"لا ولاشي .. لا تشغلي بالك..
اقتربت أمل منه ..وجلست في طرف السرير..
مدت يدها ومسكت يده..
" عبد الحافظ.. قل لي أيش فيك؟
تأملها عبد الحافظ ورسم ابتسامه ...وعشان ما يقلق زوجته .
" قلت لك ما تشغلي بالك ..عندنا مشاكل في العمل.. وأنتي عارفه أن عملنا عمل خاص ..
يعني لو فقدته .. بتصعب علينا الحياة ..
أمل من جهتها رسمت ابتسامه حانية..
" لا تفكر بهذه الطريقة حياتي ..خليها على الله ..
والرزق على الله مش على هذه الشركة ولا غيرها..
وأنت إنسان مؤمن بالله ..ومتوكل عليه ..
اتسعت ابتسامة عبد الحافظ ..وهو مخبي وراها همه..
هو يحمد الله انه رزقه الله بأمل بعد.....
*****
أنهت مرام كتابتها في دفترها وجادت بقلمها كل ما بخاطرها..
مرام تكتب ماقد تراه مناسبا للتسجيل في دفترها مما مر في يومها من أحداث
مرت عليها مؤلمة أو مفرحة ...
كتبت اليوم عن عبد الحافظ ....
كتبت عن جرحها المكنون...
كتبت عن حظها العاثر...
وكتبت ... وكتبت...ووقعت كل ذلك ككل مرة بدموعها ...
بعدها فتحت اللاب وانشغلت به بعض الوقت...قبل أن يحين موعد نومها...
*****
في اليوم التالي وهي ذاهبة إلى العمل ..سمعت صوت وقع أقدام تنزل خلفها فتنحت جانبا حتى يمر الشخص النازل..
كان الدكتور خالد ..وكانت على آخر الدرج..
رغم ان العمارة مزودة بمصعد يستخدمه اصحاب العمارة الساكنين في الدورين الثالث والرابع...إلا أن الدكتور خالد نادرا ما يستخدمه ..
فهو رياضي من الدرجة الأولى....
حين وصل بقربها ..التفت ناحيتها ...
" المستأجرة عندنا؟
هزت مرام رأسها
" أي نعم دكتور..
"وحدك؟
"...........ساكته..
"سمعت أنك عايشه وحدك!!
"نعم دكتور.. قالتها وهي تشعر بالمرارة من هذا السؤال...
" يعني ما عندك أحد؟
"............
"غريب!!!
وأكمل طريقة تاركا مرام في ألم وتساؤل...
وخــــــــــوف...


وصلت العمل ...دخلت المكتب بعد ما وقعت وسلمت على خاله فاطمة ...
كان الجميع متواجد ويبدو أنها آخر من وصل ..
محمد يتأمل بعض الاوراق امامه: مرام ..
مرام: نعم أخ محمد؟
محمد:شوفي هذه الصورة .. من أمس وأنا محتار أحط هذه المزهرية خلف هذه الكنبه ولا هذه؟
مرام تتأمل الصورة.. غرفة جلوس في غاية الروعة..مكونه من كنب لشخصين باللون الأبيض للجدار مباشرة ..ويسارها كنبه لشخصين أيضا ..مع مخدات باللون التركواز المقلم ..في جهة اليمين خزانه سوداء داخلة في الجدار بالون الأسود مع مقابض من اللون الذهبي.. ومسافة فاصلة وتوجد مدفئة من القرميد البني الأنيق وفوقها صورة لمدرج روماني قديم..
في الوسط طاولة زجاجية مربعة ذات حجم كبير وأطرافها سوداء..
مرام: والله أنا أرى انك تحط مزهرية في طرف كل كنبه وفي الوسط بينهم في الزاوية تحط طاولة بيضاء عليها شمعدانات سوداء ماتزيد عن ثلاث وفي نفس الوقت يكون طولها متفاوت وعلى الطاولة الزجاجية حط مزهرية دائرية لونها ذهبي ..والمفرش يكون تحتها أسود مطعم بتطريز ذهبي ..
هذا رأيي وفي النهاية الرأي رأيك ..

محمدا مذهول من ذوق مرام الذي ما توقعه ومن سرعة دارستها للغرفة وما تحتاج ..كأنها مصممة ديكور محترفه...
محمد: بالعكس فيري قريت..عظيم جدا..ما شاء الله عليك ..
أيمن : بصراحة قمة .. ما دمتي تفهمي في تصميم الديكور ليش ما تعملي في هذا المجال؟
مرام: متعب ويحتاج تفرغ... وهي تقول في نفسها ما أنا فاضيه ما عندي شي ...
عبد الحافظ اليوم على غير العادة هادئ وساكت ويتأمل الوضع فقط..
الكل يتوقع أنه الهدوء الذي يسبق العاصفة...

وقف عبد الحافظ واتجه ناحية مرام وحط أمامها ورقة .. وهو يشوفها من خلف نظارته ..
عبد الحافظ: ياريت أرجع وقد خلصتو طباعة هذه الورقة..
مرام بهدوء: طيب
وخرج وهو حاط يديه في جيوب بنطلونه ويصفر بشكل خفيف ..
وما مرت عشر دقائق إلا ورجع ..
سيده؟؟؟Or عبد الحافظ:الورقةجاهزةآنسه مرام
مرام تتجاهل مغزى تلميحاته : جاهزه..
عبد الحافظ يمد يده للورقة ويتأملها بدقة مصطنعة ..
ويرفع حاجبه بدهشة مصطنعة أيضا...
عبد الحافظ: عجييييب!!!!
أيمن: خير؟
عبد الحافظ: بعض الناس يدعوا الفهم والذوق ووقت الصدق يظهر كل شي!!!
محمد: ما قصدك؟
عبد الحافظ: لا ولاشي .. بس استغربت قبل شوي بعض الناس يسووا انفسهم فاهمين والآن اعطيناهم ورقة يطبعوها ..ما استطاعوا حتى يرتبوها؟؟
محمد بضيق: أيوووووه
عبد الحافظ : يعني جبنا لهم شوية أسماء مواد نحتاجها لعدة أماكن .. بعضها للمطبخ وبعضها للصالة و... و... بس ما طبعوها صح !! المفروض يرتبوا المواد على حسب القسم ..صح شباب...
هنا ابتسمت مرام ابتسامة ساخرة جدا بدت واضحة من عينيها..
مرام: وأنا ايش ذنبي إذا كان مهندس الديكور الفالح اللي عندنا جلس يتذكر ما يحتاج كل شويه يطلع معه شي كتبه !!! يعني المفروض ما يخرج من المطبخ إلا وقد تذكر كل شي وهكذا لباقي الفله ..
ووالله كان يخبرنا أنه محتاج مساعدة في الترتيب على الورق وحنا جاهزين...بس من راح يساعده على أرض الواقع؟؟ أنا بصراحة مش فاضية....
وواصلت عملها ولا كأن في شي حصل ..
محمد وأيمن ما مسكوا أنفسهم من الانفجار ضحكا إلا بالقوة..
أما عبد الحافظ ....فقد سكت...
ولكن هل سيطول سكوته؟
خاصة أنه مش راضي عن الذي حصل أبدا...
*****
ومثل يوم انتهى الدوام .. وخرج كل من في المكتب .. ورتبت مرام مكتبها.. واخذت حقيبتها وقبل أن تخرج تفاجئت بعبد الحافظ واقف في باب المكتب ... يتأملها ..





سبنا 33 likes this.

لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-09-13, 05:24 PM   #5

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



البارت الثالث..


ومثل كل يوم انتهى الدوام .. وخرج كل من في المكتب .. ورتبت مرام مكتبها.. واخذت حقيبتها وقبل أن تخرج تفاجئت بعبد الحافظ واقف في باب المكتب ... يتأملها ..

خافت مرام وقلبها بدأ يدق بقوة ..
لكنها حاولت تدرس الوضع بذكائها ..وسرعة بديهتها ..
مرام: خير أخ عبد الحافظ نسيت شي؟
عبد الحافظ: أكيد .. ويبتسم بسخرية وخبث..
مرام: خير ..الآن أنا ماشية إلا إذا كان في شي أقدر أساعدك به قبل ما أروح في الدقايق الأخيرة معي .. لأني تأخرت...
عبد الحافظ: بالله ..وهو محتفظ بنفس الابتسامة
مرام : ........ساكته..
عبد الحافظ: خير ليش ساكته؟ وتقدم بعض الخطوات للأمام ..
وهذا خلا قلب مرام ينخلع من مكانه..
مرام: عبد الحافظ فيك شي؟ورجعت خطوة للخلف..
عبد الحافظ بضحكة خفيفة: ..معجب فيها شي؟
دارت الأرض بمرام..وشعرت انها ماعادت في مكانها ..بس حاولت تتماسك..
مرام مندهشة تماما من تصرف عبد الحافظ..
مرام: أنت مش طبيعي ..خليني أشوف طريقي ..تأخرت لو سمحت..
عبد الحافظ :مرام.... تطلعي معي؟
التفتت مرام بقوة ناحية عبد الحافظ..
ولسانها مربوط تماما وما استطاعت تنطق بحرف..
عبد الحافظ بنبرة مختلفه نوعا ما عن سابقتها:مرام... أكلمك جد ..
مرام استعدت لمثل هذه الأمور التي قد تحصل لها في حياتها الجديدة لكنها ما توقعتها بهذه الصعوبة على أرض الواقع..

نزلت رأسها .. وتأملت الأرض .. ورفعت نظرها شوية شوية لعبد الحافظ...
وبنبرة ألم..قالت: طريق ياعبد الحافظ..
عبد الحافظ شعربنبرة الالم في صوتها..لكن سوى نفسه ماحس بشي:مش علي .. وأنا بقدر وضعك وإحراجك مني بما أنها أول مرة .. نخليها في كوفي بس...
مرام: عبد الحافظ أنت عندك خوات؟
ابتسم ابتسامة كلها خبث..وهز راسه بالنفي:
عبد الحافظ: للأسف مقطوع من شجرة..
تنهدت مرام .. بس أنا أعرف أختك...
تغير لون وجه عبد الحافظ.. وهمس.. كيف؟
مرام: أقول أنا أعرف أختك .. كيف تقول أنك مقطوع من شجرة؟
عبد الحافظ عنده أخت واحده أصغر منه بحوالي ثمان سنوات.. يحبها أكثرمن روحه ..متزوجه وما عندها عيال.. فكيف طلعت مرام تعرفها...
عبد الحافظ: ومنين تعرفيها أنتي؟
مرام: أنا أختك يا عبد الحافظ لو ما عندك أخوات تخاف عليهم...
ومشت من جنبه.. وهو مصدوم ع الآخر من الإجابة اللي ما كانت على البال ولا على الخاطر..
ظل عبد الحافظ لحظات مش عارف هو فين..
وما انتبه إلا لحارس الأمن يناديه يخرج عشان يقفل الشركة...
خرج وهو يفكر في كل اللي سواه .. ومتحسر.. ليش كل هذا.. لا هذه أخلاقه ولا قيمة .. ليش يتغير كل ما شاف مرام..ليش تطلع في نفسه نزعة الانتقام...
غموضها .. برودها .. نظراتها .. كل شي يجذبه يكتشفها ..
بس هي تصده بقوه وهذا ما لا يمكن أنه يقبله..
لازم يعرف كل شي عن هذه البنت.. تصرفاتها غريبة .. نظراتها غامضة .. ذكائها .. وتذكر بس من لحظات كيف أخرجت نفسها من موقف هو نفسه احتار كيف يخرج منه..
لكن.....
نبرة صوتها .. ليش ما كانت حادة مثل ما توقعها...
وليش ما رفعت صوتها وعصبت زي ما كان يتوقع..
و ايش حيحصل بكرة بعد الذي حصل.. وكيف راح تواجهه .. أو بالأصح هو كيف راح يواجهها...
ما يدري طالت الطريق ولا قصرت .. المهم انه شاف نفسه أمام بيته...
تعوذ من أبليس وطلعت تنهيدة من صدره بدون شعور ..ونزل...
*****
مرام...كانت قد وصلت من ربع ساعة تقريبا.. صلت ودعت .. وبكت ككل يوم ..
لكن اليوم تجاوز كل الحدود..
تجاوز حدود ما كانت في الحسبان..
ما هو الحل.. تترك العمل؟ ومن أين تعيش؟
تنتقل لعمل آخر... صعب..
خاصة في ظل ظروفها..
استغفرت ربها ..وأخذت تكثر من الاستغفار.. لعل الله يفرج كربها...
وتحاول تشغل نفسها بأي شي...
تتأمل السقف الابيض بعينين حمراوتين...

فجأة سمعت طرق على الباب..
خافت مرام ... من يوم سكنت في الشقه ما طرق بابها أحد..
والإيجار تأخذه لـ خاله سلمى مطلع كل شهر.. وما تنتظر أحد يدق عليها بابها..
قربت من الباب وقالت بصوت منخفض..

"من؟
"أنا ممكن بس تفتحي؟
"من أنت؟
" لا تخافي أنا نورا .. بنت ال...اصحاب البيت..

فتحت مرام الباب وكلها خوف ..ولما شافت انها البنت اللي شافتها ذاك اليوم في الدرج ارتاحت ..ورسمت ابتسامة باهته تخفي بها خوفها...
نورا بدورها ابتسمت ..
نورا: مالك خايفه كأنك شايفه شبح؟
مرام :لا .. بس مش متعودة حد يدق علي..
نورا: ليكون صحيناك من النوم .. مع اني اشوف انه لسه بدري .. لسه الساعة تسعة ..
مرام: لا أبدا..و تراجعت للخلف شوية ..وهي تقول: تفضلي..
دخلت نورا .. وهي تتلفت يمين وشمال مستغربة عيشة مرام لوحدها..
ابتسمت لما شافت تنظيم مرام ونظافتها..ورايحة العطر في المكان..
جلست على طرف السرير..وتتأمل وجه مرام وهي تركز على عيونها..
نورا: على فكرة أنتي أيش اسمك؟
مرام: أنا؟
رفعت نورا حواجبها.. متسغربة ردة فعل مرام..
وابتمست :لا يكون سؤالي صعب؟
مرام بترقيعه: أبدا..اسمي مرام..
نورا: اسم حلو يامرام..
وقبل ما تنطق مرام بأي حرف ترد
واصلت نورا..كلامها..:
أكيد مستغربه من وجودي..على كلا يا شيخه أمي تعبت علينا شوي .. وجاب لها أخي خالد علاج .. وضمن العلاج إبر مضاد حيوي لازم يضربوا في الموعد..
واليوم عند الدكتور خالد عمليات ..وأنا ما استطيع أضرب إبر.. فقلت ليش ما أسألك..
مرام: ألف سلامة على خالة سلمى .. وكان ودي والله اساعد..بس .. ما استطيع..
نورا: على مين تكذب ياحلو؟
تفاجئت مرام من ردة فعل نورا..!!!
ضحكت نورا من قلب..
نورا: ليش مستغربه ؟ مش انتي بنفسك قلت لأمي بداية الشهر لما شفت يد شجون أن الذي سوى الإبرة واحد مايعرف شي في حقن الابر؟!
مرام:"أنا؟؟؟؟
نورا تضحك أكثر ...
"نورا: لا تخافي إذا حصل أي شي على مسؤوليتي أنتي تعالي بس...المهم الابرة ماتتأخر..
مرام:بس أنا ما أضرب إبر بجد..يعني المسألة ماهي لعبة عشان تقولي على مسؤوليتك ..
نورا بجديه :مرام
".....مرام ساكته..
نورا:سألتك بالله أنتي تضربي إبر ولا لا ؟
مرام: لا تسألي بالله
نورا: أها معناته أنك تقدري...
مرام: وإذا؟؟
نورا:مرام أنا عند الله وعندك .. بهذا الجاه ..
(جملة في اليمن تستخدم في النهاية لإحراج المطلوب منه شي ..لأنها تعني أنا داخل على الله ثم عليك .. وخليني أشوف جاهي ومقداري عندك)
مرام بتردد: بس أنا لي فترة طويلة ما عد ضربت إبر..
نورا:ما عليك .. أنت أطلعي معي .. وإذا شفتي نفسك مش قادرة بجد ساعتها تدبر..بس تعالي معي طيبي نفس أمي..ومنها نعرفك وتعرفينا ياشيخه..
مرام:طيب..ألبس بس البالطو..
نورا:يا شيخه المسافة درج..
مرام:ولو..
نورا:طيب براحتك .. يلا اسرعي...
نورا لاحظت ان عيون مرام لونها احمر لكن ماحبت تتدخل او تسألها..
******
عبد الحافظ .. الذي كان قد وصل بيته .. وصلى فرضه .. والآن يتناول عشاه ..
كان يأكل وهو سرحان عالآخر..وبين كل لقمة ولقمة ساعة..
أمل تتأمل بدون ما تتكلم..
وعندما شعرت أن الأمر فوق تحملها.. حاولت تنهي إطعام أولادها بسرعة ..
وطبعا عبد الحافظ مش منتبه للي بيحصل حواليه..
وبعدما أخذت الأولاد لغرفتهم..وحطت لهم شوية ألعاب عشان يتسلوا فيها ..رجعت بسرعة وشافت أن عبد الحافظ مازال كما كان..
أمل: عبد الحافظ..
عبد الحافظ: نعم؟
أمل:"فيك شي؟
عبد الحافظ: هاه؟؟؟
أمل بقلق:يعني المشاكل جالسه مكانها ؟
هنا شعر عبد الحافظ أن تصرفه خطأ.. وما كان مفروض يشعر أحد باللي فيه ..
عبد الحافظ: لا أبدا .. الحمد لله..
أمل تقرب وجهها من وجه زوجها:صدق..؟
عبد الحافظ بضيق: أم مازن...ما توعدت تكذبيني..قالها بلهجة حازمة حتى ينهي الموضوع الذي لو انفتح أكيد ما راح يتسكر...
أمل من ناحيتها سكتت ...لكــــــــــــــن....
أخذت على عاتقها عهدا أن تعرف اللي في بال زوجها...
*****
وصلت مرام لخالة سلمى مع نورا.. وسلمت عليها .. كانت الخالة سلمى في غرفة نومها .. غرفة غاية في الأناقة والفخامة والرقي..باللون البني الغامق مع ستائر باللون البيج..
وهي ممدة على سريرها..
جلست مرام جنب خالة سلمى وحطت يدها على يد الخالة
مرام: ما تشوفي شر يا خالة .. الحمد لله على سلامتك .. طهورة إن شاء الله..أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك..
خالة سلمى تشوف ناحية مرام: الله يسلمك يابنتي.. ادعي لي بحسن الختام..
مرام بابتسامة: لنا كلنا يا خالة نسأله حسن الختام ..بس أنتي إن شاء الله مافيك إلا العافية.. وشدة وتزول وهذا من حب الله للعبد..لأن الله إذا أحب عبدا ابتلاه..
نورا:قلنا لها يا مرام .. بس ماما تدلع علينا شوي..
ابتسمت مرام ونظرت بحنان لـ خالة سلمى..
مرام: يحق لها ..ولو
خالة سلمى بادلتها نفس النظرة والابتسامة .. وحاسة براحة وما تدري ليش من ساعة ما شافت مرام..
خالة سلمى: الله يحفظك يابنتي ..
مرام: نورا وين الإبرة ؟
نورا على طول جابت الإبرة ..وقامت مرام بتحليلها وضربتها بعدما سمت بالله بعناية لخالة سلمى ضرب وريدي ..
خالة سلمى: ماشاء الله عليك ما اتعبتني يابنتي.. بيني وبينك أحسن من ابني خالد .. ما شعرت بدوار زي كل مرة..
مرام تضحك و بدا عليها الإحراج
نوراكمان تضحك: هي ماما نحن هنا راح نفتن!!!وتضحك..
خالة سلمى :والله يدها باردة ..إلا قولي لي بنيتي ليش عايشه لحالك؟
مرام سكتت وما نطقت حرف..ونورا شعرت بإحراج مرام..فتدخلت تنقذ الموقف
نورا : يا ماما يمكن عندها ظروف ما تحب تتكلم عنها ما نحرجها وكثر الله خيرها أزعجناها وطلعناها وهي شكلها مشغولة..
خالة سلمى : ما تزعلي مني يا بنتي لو ضايقتك
مرام: لا أبدا خالة .. ما في شي ..والآن أنت ارتاحي بعد الإبرة ..
نورا: صح.. وأنا ومرام بنروح نسهر لنا شوية في المجلس..
مرام: لا أنا استأذن.. أنا أنام بدري ..عندي عمل من بدري..
نورا: لا
مرام: خليها مرة ثانية ..
نورا: والله حبيتك يا مرام أمانة عليك خلينا نكون اخوات..
مرام: والله وأنت ما في منك ثنتين..تسلمي ..وخرجت من الغرفة بصحبة نورا..
كانت الصالة واسعة مفروشة سجاد أنيق جدا.. موزعة فيها اطقم كنب انيقه في مكانين مختلفين..
حاولت نورا أن مرام تجلس معها ولو شويه لكن مرام اعتذرت بأدب..
وقبل ما تخرج..
نورا:مرام ..
مرام:نعم نورا آمري..؟
نورا: مايأمر عليك ظالم:ما تحتاجي شي؟
مرام:لا سلامتك!!!ما انحرم منك..
نورا: أمانة عليك إذا كنت تحتاجي أي شي احنا موجودين..
تبسمت لها مرام بامتنان : تسلمي لي يا نورا...أصيله وما في منك..

ونزلت باتجاه شقتها .. وعينيها ملئ بالدموع..
وهي تفكر هل بدأت تبتسم لها الحياة لتهديها أختا مثل نورا؟؟
*****
عبد الحافظ ما استطاع ينام أو يشتغل أو يسوي أي شي .. وهو يفكر في مرام ..
(أنا أختك يا عبد الحافظ لو ما عندك أخوات تخاف عليهم...)
يفكر في جملتها هذه بالذات .. وبنبرة صوتها..
بنظراتها ..بذكائها.. بأناقتها الظاهرة في طريقة
لبسها ومع هذا غاية في الاحترام والاحتشام .. ماشاف منها من يوم توظفت عندهم ابتذال في اللبس مثل باقي الموظفات .. من أشكال عبايات وبراقع وغيرة ..
بالعكس .. هي في غاية البساطة . . والأناقة .. والرقي..تعاملها الرسمي مع الكل ..
ترتيبها لمكتبها مختلف .. تنظيمها للملفات ملفت .. بحيث أنها ما تضيع وقتها في البحث بين الأوراق والملفات أبدا..
معجب بها من رأسه حتى أخمص قدميه .. فلماذا يتعامل معها هكذا؟؟
هز رأسه يمنة ويسرة عشان يطرد التفكير فيها..
*****
في مكان آخر... وبالتحديد عمارة الـ... اللي تسكن فيها مرام.. يوقف الدكتور خالد سيارته ..
ويطلع الدرج..
وعندما وصل لشقتهم في الدور الثالث ..فتح الباب..وتوجه مباشرة لغرفة والدته ..واستغرب عندما شافها نايمه..
راح لغرفة نورا .. طرق الباب.. وعندما سمع صوت تناديه .. أدخل..
فتح الباب .. لقاها جالسة على سريرها تقرأ في مجله .. ابتسم ابتسامة واسعة ..
خالد: القمر مشغول نرجع وقت ثاني..
نورا: لا يا حضرة الدكتور .. احنا يلا نحصلك تعال بس..وتضحك..
يضحك .. ويدخل يجلس جنب أخته .. وشاف شجون بسابع نووووومه عند عمتها..
خالد: ياربي... مكانها ما التزمت بغرفتها؟ وينحني يطبع قبله أب حنون على جبين ابنته ..
نورا:خليها وأنا ايش علي إذا نامت عندي ..تونسني..
خالد: قولي أخربها لك..
نورا: والله!وتمد شفايفها بدلع زعلت..
يضحك بصوت عالي: خلاص ولا تزعلي... هذي الشريرة لك مني هدية ..
نورا: هشششش ايش فيك بتصحي البنت..وتكمل وهي مبتسمة وتتأمل شجون..
أحلى هدية .. من أحلى أخ.. وتحط يدها على راس بنت أخوها..
خالد:نورا .. أمي نامت وهي ما ضربت الإبرة .. شوفي لو قد أخذتي دورة في الإسعافات الأولية ..
نورا: لا تخاف ضربتها ..
خالد باندهاش:ضربتها ؟؟؟
نورا: وليش مستغرب؟ مافي حد يقدر للأبر غيرك؟
خالد يضحك: في البيت نعم!! رافع راسه ويتكلم بغرور..
تضحك نورا: لا ما عدت صاحب الإمتياز صار في غيرك يا دكتور..
تحول خالد للجد
خالد: من ضرب لأمي الإبرة؟
نورا :المستأجرة اللي عندنا..
عقد خالد حواجبه وكأنه يفكر أي مستأجرة ..
خالد: أي مستأجرة ؟
نورا:اللي في الغرفة اللي كنت تذاكر فيها لما كنت طالب..
خالد:لااااااااه
نورا:خير؟؟ ليش مستغرب؟
خالد بدأيعصب: وكيف عرفتوا أنها تضرب إبر ؟
نورا بتردد:"نزلت وسألتها..
خالد بحده:نزلتي؟
نورا: خير خالد في شي؟
خالد: كيف تروحي لناس ما نعرفهم؟
نورا: أي ناس هداك الله ؟هي عايشه لحالها..
خالد: ولو مانعرفها أحنا ..
نورا: خالد ليش تضايقت؟
خالد: متنرفز لكن ماسك نفسه:افرضي انها ضرت أمي ؟ أو أنها ماتعرف وعندها فكرة بسيطه بس؟ أيش من شهادة عندها؟
نورا خافت من اسلوب خالد: من ناحية أي شهادة ماأدري.. بس ماتعرف ما أظن..لأنها ضربت وريد ..ثانيا أمي قالت ضربها أبرد من ضربك..
خالد يشوف نورا: ولو.. كيف توافق وأمي كبيرة في السن ومريضة .. لو حصل أي مضاعفات ..ولو..ولو..
نورا:لا اطمن هي رفضت بشدة .. وأنا وأمك أحرجناها..وقلبها يرجف من ردة فعل اخوها..
وقف خالد وهو واضح أنه متضايق جـــــــــــدا..
خالد: المهم نورا .. اللي حصل ما يتكرر..
وراح على غرفته ..نورا استغربت ردة فعل أخوها اللي ما كانت على البال ولا على الخاطر
ليش زعل؟ وما قصده؟ بس خلتها لوقت ثاني ..هو الآن متنرفز .. وما احد يقدر يحاكيه وهو معصب... الصباح رباح..
*****
اليوم الثاني .. مرام مالها أي نفس تروح العمل.. حاسه بضغط نفسي كبير ومرهق عليها .. بس لازم تروح..
جهزت نفسها .. وراحت العمل...
عندما وصلت .. سلمت على خالة فاطمة ..بس قبل ما تطلع المكتب ..نادتها خالة فاطمة ..
" مرام..
مرام: نعم خاله فاطمه؟؟
خاله فاطمة:فيك شي يا بنتي؟ أشوفك تعبانه ..
تحط مرام يدها على كتف خاله فاطمه :
ما فيني إلا العافية.. بس ما نمت الليلة كويس ..تسلمي ياخاله..
وراحت عل المصعد ..
وعندما وصلت.. شعرت أن رجلها ثقيله .. وقعت الحضور.. واتجهت نحو المكتب..عندما وصلت كان الكل موجود....
دخلت بدون ما تسلم..محمد وأيمن استغربوا تصرفها .. بس عبد الحافظ فاهم ليش سوت كذا...
فتحت جهازها على طول عشان تشغل نفسها ...
بس المشكلة حاسه أن كل العيون تراقبها .. العيون المستغربة ..والعيون... التي تراقب عن كثب كل حركة ...
والمشكلة الأكبر وضع المكاتب.. فمكتبها على يمين الداخل من الباب.. ومكتب عبد الحافظ مقابل له تماما..
ومكتب أيمن ومحمد متجاورين أمام الداخل من الباب..
أيمن: مرام..
مرام: نعم أخ أيمن؟
أيمن: فيك شي ؟ تعبانه ؟
مرام بهدوء : لا أبدا..
محمد : واضح عليك الإرهاق.
مرام:شكرا محمد شكرا ايمن .. ما في شي ..
عبد الحافظ يتابع كل شي بهدوء .. وتمعن.. ويتأمل أي ردة فعل منها...
أيمن: مرام.. يشهد الله أنك زي أختي إذا في شي ..أو مشاكل ومحتاجة مساعدة احنا جاهزين..وإذا كان إرهاق وما تقدري تأخذي إجازة .. احنا بنساعدك في العمل..
محمد: صح والله ..
مرام حست بالامتنان .. وشعرت بصدق كلماتهم..
مرام: والنعم فيكم... وما فيني إلا العافيه..
بدأت عملها.. محاولة تجاهل الذي أمامها تماما...
ومر اليوم ومرام ما رفعت نظرها ناحيته ولا حتى مره .. بعكسه الذي كل دقيقه يمعن النظر...
خرجت من المكتب قبل الجميع متعمده...
وصلت البيت وهي متعبه من العمل وزحمة المواصلات .. وأثناء ماكانت تفتح الباب.. سمعت صوت خلفها...



سبنا 33 likes this.

لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-09-13, 05:29 PM   #6

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


ـــــــــــــــــــــــــ ـــ

البارت الـــــــــرابع...


قبل البداية ..ارجوا المعذرة إن كان هناك اخطاء مطبعية أو املائية..احيانا تظهر حتى بعد المراجعه...
خالص مودتي...


خرجت من المكتب قبل الجميع متعمده...
وصلت البيت وهي متعبه من العمل وزحمة المواصلات .. وأثناء ماكانت تفتح الباب.. سمعت صوت خلفها...
"أنت كيف توافقي تضربي لسيدة كبيرة في السن ومريضة إبرة ؟
التفتت مرام ناحية الصوت وهي متفاجئة تماما..
عرفت صاحب الصوت...
وما ردت...
أما الدكتور خالد فما عجبه سكوتها...
خالد بنبرة حادةنوعا ما: لو حصل أي مضاعفات للوالدة كيف كنتي بتتصرفي...
نزلت مرام نظرها في الأرض..وتكلمت بهدوء ..وأدب..
مرام: أولا يادكتور أنا معترفة أني غلطانة وما أبري نفسي .. مش لشي .. بس لأني من فترة طويلة ما عد ضربت لأحد إبر.. بس إصرار خاله سلمى .. وأختكم نورا وضعني في موقف صعب.. وبعدين وهذا الأهم .. أنا ما ضربت لخالة سلمى الإبرة إلا وقد أخذت قبلها أكثر من إبرة يعني الحساسية مجربه.. على يدك على ما أظن...
سكت خالد شويه...
خالد:وين تعلمت ضرب الإبر؟
مرام:أطمنك ..عندي شهادة في الإسعافات الأولية لمدة ستة أشهر..
خالد: وين هذي الشهادة ؟ أحب أتأكد..
مرام شعرت هنا ان قصد خالد يعجزها..
شافته بنص عين....
وتكلمت بهدوووووء:عندما أقدم على وظيفة في مشفاكم يا دكتور أجيبها معي.. لأنه ساعتها لازم تتأكد من راح توظف..أما الآن ما أظن في داعي ..
خالد ماعجبه الرد أبــــــدا..
خالد باستغراب وبنوع من الحده: نعم؟؟؟؟
ومرام واصلت كلامها:
وإذا على ضرب إبر أو أي مساعده طبية وعد ما أتدخل في أحد من أفراد أسرتك لو كان في الأمر ما كان ...وأنا عند كلمتي.. وراح تعرفني.. وأظن هذا يكفي..
سكت خالد ومرام فتحت الباب..وقبل ما تدخل ...
خالد يتكلم بنوع من التهكم:
كيف بنت لحالها وهي للآن خارج البيت ولحالها؟؟
دخلت مرام وما ردت.. لكن كانت كلماته كالطعنات الحارة على ظهرها...
سمعت خالد ينزل الدرج..
وما استطاعت تمنع بنات عيونها من الانسكاب...بحرقة...ويا ليـــــــل.... ما أطولك....
مرمية على السرير وهي لسه ماخلعت عبايتها..تفكر وهي تحس ان صدرها ضاااااق باللي فيه..
كل شي ضدها .. وكل من في المجتمع يترقب خطواتها لأنها وحيده...
مر من الوقت ما الله به عليم.. شافت الساعة كانت التاسعة والنصف تقريبا..
تعوذت مرام من الشيطان .. وقامت وسوت لها بيض وكاسة شاي.. في الصالة الصغيرة .. معها عين بوتجاز واحدة على طاولة صغيرة ..واسطوانة غاز واحدة .. اضطرت تشتريهم.. ملت السندوتشات.. وأكل البوفيهات..أكلت اللي قدرت عليه .. ونظفت الصحون .. وفتحت اللاب عسى تسلي نفسها بشي..
بس سمعت طرق خفيف على الباب..
قامت وقربت من الباب..
مرام بقلق:من؟
" أنا نورا ..أفتحي..
فتحت الباب وطلت نورا..بس لما شافت عيون مرام.. شهقت..
ودخلت وغلقت الباب..
نورا بقلق:مرام .. غاليتي أيش فيك؟
مرام بصوت متقطع:مافي شي .. تفضلي اجلسي ..
نورا بأسف:مرام.. عيونك زي الدم .. وتقول ما في شي..
مرام: مافي شي يا نورا..وتطلع تنهيده..
تجلس نورا على السرير.. ومرام طلعت على السرير وأسندت راسها للجدار..
مرام وهي تطالع السقف: نورا..الوقت متأخر عليك .. أخاف أحد أخوانك يدري أنك مش في البيت يزعل عليك..
نورا بزعل: هذي طرده؟؟
مرام تشوف ناحية نورا:لا والله حاشاك أني أطردك أخرج أنا والبيت بيتك.. بس خوف عليك والله...
حست نورا بصدق مرام: تسلمي.. ولا تخافي .. أمي نايمة..وأخي خالد في المستشفى.. وأخواني علي وعامر كلا في شقته مع زوجته وأولاده في الدور الرابع ..هي شقتين لكل واحد شقة..يعني ما تخافي علي من أحد..
مرام بصوت منخفض:وزوجة الدكتور؟
تنهدت نورا...
مافي منها.. أخي مطلق.. نورا:
مرام تعدل جلستها :مطلق.. والبنت عندكم؟
نورا ساكته....
مرام: نورا عفوا لوتدخلت في اللي مايخصني..وتبتسم يالله يابنت تعالي اجلسي هناوتأشر لجنبها مباشرة..
نورا تطلع من طرف السرير وتسند ظهرها على الجدار..
نورا: مرام..
مرام: همممم..
نورابصوت نوعا ما متألم:رفض أخي رفض قاطع أن البنت تجلس عند أمها.. وأمها من ناحيتها ما كانت متحمسة تأخذها..
مرام: نورا ماتأخذي في بالك..انامش زعلانه لأنك ماتكلمتي عادي نتكلم في أي شي ..
نورا: لا مرام خليني احكي لك..يمكن اخرج من اللي في صدري شويه..
مرام تحط يدها على يد نورا:وانا اختك في أي وقت تحتاجي احد يسمعك انا موجوده..
نورا تبتسم: شجون اعتبرها بنتي انا..
مرام:عفوا.. بس من متى؟
نورا:من كان عمر شجون أربعة أشهر..والآن صارت بنت ثلاث سنوات..قلت لك مرام .. احس أنها بنتي.. هذي تربية يدي.. الله لا يحرمني منها ..
مرام: الله يحفظها لك ولايحرمك منها .. ويصلحها الله .. ليش ما نزلتيها معك؟
نورا تضحك : لا نومتها وجيت.. شريره..مابتخلينا نجلس بسلام..
مرام:طيب يا شيخه .. وبعدما تتزوجي كيف بتسوي شجون؟
طلعت تنهيده عميقه من نورا..
وسكتت ..
شعرت مرام أنها غلطت في شي..
مرام : نورا أنا آسفه والله ..والزواج قسمة ونصيب .. والله يحولك باللي يعرف قدرك..
نورا بنوع من الغصة:أنا كمان مطلقة يامرام..
سكتت مرام وما عرفت كيف ترقعها . . ويبدو أنها جات تكحلها أعمتها ..وتأثرت لحال نورا..بنت كأنها القمر..اكيد شافت اللي ماينشاف من هذا الرجل..
مرام:ولا تزعلي مش نهاية الدنيا.. وأنت صغيرة وحلوة .. والمهم طبعك... مافي زيك ..
نورا واضح انها اصبحت مخنوقه: بس أموت وأعرف أشياء في نفسي يامرام ما قدرت ألاقي لها تفسير..
مرام: مثل أيش؟ يمكن أساعدك ؟ إذا تحبي طبعا؟ وتشعر بألم في صدرها..
نورا بدت الدموع تتجمع في عيونها:أنا كنت متزوجة أخو زوجة أخي...وكنا متفقين أنه أي شي يحصل مع طرف ما يتدخل به الطرف الثاني..
مرام:يعني بدل؟
نورا تحاول تشهق عشان الدموع ماتنزل: لا .. أنا تزوجت بعد أخي بستة أشهر.. يعني نصيب..بس لما حصل الانفصال بين أخي وزوجته .. بدأ يتغير.. وبدأ أخي يختلق المشاكل مع زوجي.. وكأنه متعمد..وانفصلنا بعدهم بثلاث أشهر...
مرام تواسيها: يمكن طليقة أخوك السبب؟
تأملت نورا مرام شوي...
نورا: لا يامرام.. بالعكس أكثر من دافع معي هي.. كانت عارفة كم كنت أحب أخوها...وأكثر واحدة كانت تحث أخوها أنه ما يتصادم مع أخي.. وأكثر واحدة زعلت عليها يوم خرجت .. تصدقي .. والله أنها بكت كأن عندها ميت.. وخرجت وهي تترجاني أسامحها .. لأنها على حسب قولها السبب..
ونزلت دموع نورا...وهي تتذكر دموع أم شجون ..
مرام ما كانت تحتاج إلا القشة اللي قصمت ظهر البعير..
شاركت نورا بكائها .. وبكت نفسها..
وحاولت أنها تواسيها وتصبرها...
مسحت نورا دموعها ..
وقالت بصوت باكي:
مرام سامحيني .. عكرت عليك ليلتك.. بس والله كنت محتاجة أحد أشكي له همي...
مرام بصوت لايختلف عن صوت نورا:نورا ما تقولي هذا الكلام.. أنا أختك وفي أي وقت أنا معك..
نورا:أكثر شي مستغربه له أخي يا مرام .. تغير كثير .. ما عاد هو خالد الذي نعرفه.. صار أحيانا قاسي.. وعصبي مرة ..
مرام: طيب ما عرفتوا ما هي المشاكل الذي كانت بينه وبين زوجته..
هزت نورا راسها بالنفي..
نورا: لا رضى يتكلم هو ولا هي..
ورفعت يدها عشان تشوف الساعة..
شافت نورا الساعة كانت 12شهقت .. ما توقعت ..
نورا:الله يغربل شرك .. كيف يمشي الوقت معك بسرعة..
ولبست طرحتها وسلمت على مرام ..وطلعت بسرعة ..
تنهدت مرام.. وهي تفكر بحال نورا.. من أتعس من الثانية؟
وكيف البيوت قبور أهلها..
وليش يظلم خالد أخته إذا كان ما اتفق هو وزوجته؟
كيف وليش تغير؟
وتذكرت يوم طلعت تضرب الإبرة لأم خالد أنه ما كان أحد في البيت.. بس ظنت أنه زوجة خالد يمكن خارج البيت أو شي من هذا القبيل...
وجلست تفكر لحد ما نامت...
*****
مرت ثلاثة أيام.. ما قابلت خلالها مرام خالد.. وما شافت نورا وخالة سلمى...وكانت من العمل للبيت والعكس..
وهذا هي اليوم في المكتب... كان كل شي هادئ ومتوتر.. عبد الحافظ صامت ومتأمل.. ومرام تشغل نفسها بعملها ومتجاهله .. والتعامل بينهم جعلته مرام أكثر من رسمي .. وأصبحت تتعامل بجفاء واضح..
محمد وأيمن.. حاسين أن في شي .. لكن ما تجرأ أي منهم أنه يسأل..
اليوم .. الوضع في المكتب كما هو...
مرام تكتب بعض الملاحظات على الكمبيوتر..وفي بعض الاوراق كمان..
الهواء البارد الداخل من النافذة ينعش القلب..هواء وهدووووء..جو رااااائع
رن جرس الهاتف ..
مرام: ألو مكتب الـ... للتخطيط الهندسي والديكور..
".........
مرام: أخ محمد مكالمة لك ...
وتحول المكالمة للجهاز الخاص بمحمد..
محمد يرفع السماعة ويرد .. كان أحد العملاء .. ويحتاج محمد للخروج الميداني معه..
وبعد ربع ساعة تجي مكالمة لأيمن ..
ويستدعى أيمن لمجلس الإدارة لمناقشة بعض الإعمال الموكلة إليه...
شعرت مرام بالهواء يقل في الغرفة .. بوجود عبد الحافظ فقط..
عبد الحافظ يقوم من على كرسية..ويمشي باتجاه مكتب مرام..
عبد الحافظ يحط ورقة على مكتب مرام
عبد الحافظ: تحتاج طباعة ..
مرام تأخذ الورقة بدون ما تتكلم.. وتحطها على جنب .. بينما تخلص ما في يدها..
عبد الحافظ : بسرعة لو سمحتوا ..ويشبك يداته..
مرام: طيب .. دقايق..
عبد الحافظ بإصرار: ابدئي بها..
وقفت مرام العمل الذي في يدها وصغرته لشريط المهام.. وبدأت بالعمل في ورقة عبد الحافظ..
خلصتها وحطتها على المكتب..
عبد الحافظ أخذها وعدل نظارته وهو يدقق في الورقة..
وتقدم بخطوات نحو كرسي مرام بطوله الفارع..
عبد الحافظ قمحي .. ووسيم بدون لحية .. وطريقة لباسه وتصرفاته أنيقة ودائما مدروسة
عمره واحد وثلاثون سنه... وقف أمام كرسيها ..
عبد الحافظ: مرام...
مرام تشعر ان راسها انسشق نصين..مالها اي نفس انها تتحمل اكثر من عبد الحافظ...
تفتح مرام واحد من الادراج وتحط الورق وهي تتكلم وهي مشغوله..
مرام: إذا بتبدأ خرابيطك فلحظة بس أخرج..
عبد الحافظ بضيق واضح من طريقة كلامه:أي خرابيط ..أنا بس حبيت أعتذر عن ذاك اليوم..
وياليت ما تفهميني غلط..
مرام حست في كلامه شي غلط... نبرة صوته .. طريقة كلامه..وكأنه يغلق باب ليفتح باب آخر.. وفعلا....
عبد الحافظ:امممم مرام أنت بنت أو متزوجة؟ أو حالة ثانية...
ويمشي خطوتين ويجلس على طرف طاولة المكتب..
مرام بنبرة حازمة: أخ عبد الحافظ من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه ..
تغيرت نبرته للتهديد..
عبد الحافظ:أوووووكي .. براحتك..
ورجع على مكتبه ...في اللحظة هذه رن جواله..شاف الرقم وتبسم..
آلووووو حياااااااتي...
وعدل وضعية كرسيه .. وكمل..
"يا هلا وينك من زمان ما سمعنا صوتك.. والله وحشتيني مووووووت ياقاطعه ..
.........
" لاه يعني أقدر أشوفك اليوم؟
............
" من عيوني يا عيوني...
.........
" إذا ما دلعتك أنتي من أدلع ؟
........
" طيب.. وأيش أجيب لك معي؟
.......
"خلاص الساعة ثمانية وأنا عندك ..مع السلامة ..
مرام تسمع وهي لا مصدومة ولا متفاجئة .. بعد الذي شافته منه تتوقع أي شي...
وعبد الحافظ يراقب ردة فعلها بالأشعة تحت الحمراء..
هي كانت متجاهلة بس نظرت له نظرة ما فوتها.. وكان بصراحة ينتظرها...
رجع أيمن للمكتب... وبعد ساعة رجع محمد...
وكلا مشغول في عمله ...
شاف عبد الحافظ للشباب وهو يتنحنح..وسأل
عبد الحافظ: شباب.. إذا لك فترة طويلة من شخص عزيييييز عليك .. وبعدين رحت له أيش تهديه؟
محمديشوف ناحية السقف ويحط يده على ذقنه: كله يعتمد رجل أو مرأة...
عبد الحافظ بابتسامة وعيونه نص موجهه لمرام: لا لا أكيد مرأة..
أيمن يتدخل ويضحك : يا عيني!!! البنات يحبوا الورد..
عبد الحافظ: أظن أني كل مرة أديها ورد..أشتي(أريد) شي جديد..
محمد:طيب شوكولاته..
عبد الحافظ يعقد حواجبه: لا لا أشتي شي حلو .. فكرة جديدة...
أيمن: اسأل مرام..
عبد الحافظ يلف بالكرسي ناحية مرام: ليش لا هي بنت وأكيد حتفيدنا..هاه مرام .. أيش رأيك...
مرام: .............ساكته..
أيمن ومحمد كانوا من قبل شاعرين أن في شي .. والآن كأنهم تأكدوا...
عبد الحافظ توقع ردة فعلها هذه...ابتسم.. وركز نظرة على مرام..
عبد الحافظ: أفا.. ليش ما تردوا علينا؟ واتسعت ابتسامته أكثر وهو يكمل...المشكلة يا شباب ان أختي غالية عليا قوي .. وهي زعلانه مني لأن لي فترة ما رحت لها.. أقول .. أحسن شي أروح لأم العيال وهي تجيب لي مقترح حلو.. وأم العيال ذووووقها ما يعلى عليه...
ولا عند الأخت مرام رأي ثاني؟
مرام وبدون ما تطالع في أحد: أنا عن نفسي قد أحتار لما أهدي أي شخص .. إلا أختي.. أعرف أيش تحب ..وكيف أفاجئها .. وما أكثر شي يسعدها.. وأنا أعتقد إذا ما فهم الأخ كل هذه الأمور.. كيف يظن أن علاقتهم ببعض .. قوية؟؟
وأكملت بسخرية واضحة في لهجتها: غريبة بعض الناس!!!!
عبد الحافظ بعصبية: لسانك الطويل يشتي قص..
مرام باستغراب مصطنع: مش أنت من طلب رأيي؟؟ شفتوا كيف فعلا غريبة بعض الناس؟
تدخل محمد وأيمن وحاولوا يغيروا الموضوع.. ويرقعوا الوضع..ويمر الوقت ..
...........
اليوم آخر يوم في الشهر.. راحت مرام واستلمت راتبها..وفي طريق العودة للبيت اشترت بعض الأشياء اللي تنقصها.. وفكرت تشتري انترنت نقال.. بس أجلت شوي لأن عندها التزامات مالية أخرى...
وصلت البيت .. لكن ما فتحت باب شقتها .. واصلت نحو الدور الثالث...
دقت الباب بهدوء .. وما رنت الجرس.. انتظرت شويه.. وانفتح الباب..
طلت نورا من خلف الباب.. كانت لابسه روب نوم.. وشكلها كانت نايمه فعلا..بس أول ما شافت مرام اتسعت ابتسامتها..
نورا: يا هلا .. وين الغيبة عاش من شافك..
مرام تسلم عليها:مشغولة شويه.. وين خاله سلمى؟
نورا تمسك يده وتسحبها :ادخلي أنتي وبعدين نتكلم..
قالت مرام بنبرة حادة: لا.. قصدي.. أنا مشغولة .. ما أقدر..
نورا بزعل:مرام.. ادخلي نجلس شويه .. حرام عليك لنا منك زمن..
وتحت إصرار نورا ما كان من مرام إلا أنها تطيب خاطر نورا بربع ساعة...
مرام: نورا تعبانه شي؟ حد ينام من هذا الوقت؟
نورا تلف شعرها بيدها : والله امس مانمت كويس..وتبتسم
مرام ردت لها الابتسامه...

جلست مرام في الصالة وراحت نورا المطبخ تجيب شاي وحلا..
وماتدري مرام ليش كانت متوترة .. هي أصلا ما قد دخلت هنا إلا لما كانت خاله سلمى تعبانه .. وما ودها تذكر هذي القصة..
سندت راسها على الكنبه وتطالع السقف وتكلم نفسها حلووووو والالوان متناسقه شكل مهندس الديكور اللي سواها لهم مبدع..وتتأمل الزوايا والنجف بعين خبير....
وهي سرحانة في تفكيرها .. شعرت بحركة جنبها.. طالعت يمين ويسار.. وشافت بنت صغيرة.. تذكرت أنها شجون بنت الدكتور خالد...
تأملتها مرام بعيون حنونة ..
البنت لما شافت مرام تتأملها وسرحانة .. تقدمت منها.. وعلى وجهها ابتسامة البراءة.. وهي تتأمل وجه من أمامها..
فتحت مرام يدها لشجون ..وهي تقول لها: شجون تعالي..
وفعلا جاءت شجون وجلست في حضن مرام.. قبلتها مرام على جبينها .. وضمتها لصدرها بحنان.. وتمسح على شعرها...
شجون حطت راسها على صدر مرام .. وما تحركت .. بعدين رفعت راسها لوجه مرام.. وسألتها بلهجتها الطفولية البريئة ..
"من زعلك؟
كان السؤال مفاجئ لمرام..خاصة من طفلة في سنها..
مرام:ومن قال للقمر أني زعلانه؟
شجون وهي تحرك يداتها: لأن بابا إذا كان زعلان يجي يحضني مثلك .. ويقول أنا لما أكون زعلان واحضن أميرة قلبي يروح الزعل..
تأملت مرام لكلمات شجون بعناية .. وبعدين ضحكت ضحكة خفيفه: خلاص يعني أنا لما حضنتك راح الزعل.. وكلما زعلت جيت ودورت على القمر هذا عشان يروح الزعل.. وتقرص خدود شجون مداعبه ..
في هذه اللحظة دخلت نورا وفي يدها صينية الشاي والحلا..
نورا: شجون ايش تسوي هنا ؟ روحي إلعبي..
شجون تمد شفايفها: لا. اجلس عند خاله وترفع راسها ناحية مرام : صح؟
مرام تضحك: أكيد.. صح..
نورا: بجد هي مؤذية .. وكلامها كثييييير ما يخلص..
مرام: هذا من صفات الطفل الموهوب .. وهي باين عليها ما شاء الله ذكية..
شجون تتدخل: خاله ؟؟؟؟ ايش اسمك؟
مرام: أممممممم أيش رأيك أيش اسمي؟
شجون تقلدها: اممممممم هذا لغز !! لما يجي بابا بسأله..
ضحكت مرام ونورا..
*****
على جانب آخر....
كان عبد الحافظ يجلس عند أخته.. ويدردش وياها..بعدما اتصل للبيت وخبرهم أنه ماراح يجي.. وراح اشترى باقة ورد غاية في الجمال.. وأخذها معه..
أخت عبد الحافظ متزوجة وما عندها أطفال..
عبد الحافظ جالس في المجلس ويلعب بالجوال...جاءت اخته وفي يدها شاي وكيك..
حطتهم امام عبد الحافظ وهي راسمه ابتسامه واااااسعه فرحة بزيارة اخوها لها..
عبد الحافظ يحط الجوال:تسلمي اختي تعالي اجلسي ندردش شويه وبس..
ريم تجلس جنب عبد الحافظ: حاضر ..اصلا شكلك غلطت في الطريق ولا كيف ذكرتنا؟
عبد الحافظ بضحكة:يعني زوجك هذي الفترة مشغول..
ريم: شفت كيف وأنت ولا داري وين أختك..
عبد الحافظ: الله يهديك ياريم .. يعني تظني متعمد؟
ريم بلهجة عتاب: حتى أمل والأولاد ما عادوا جاءوا ..
عبد الحافظ: في هذي معك حق .. حقك علي يا أحلى أخت..
ريم:طيييب .. ليش ما جبتهم معك الليلة كانت فرصة..
عبد الحافظ: خليها مرة ثانية يا أختي.. حبيت أجلس أنا وأنت لوحدنا اليوم..
تطول النظر ريم في وجه عبد الحافظ.. بدون ما تتكلم..
عبد الحافظ: بسم الله عليك.. فيك شي؟
مرام بحذاقه زياده: لا وأنت الصادق فيك أنت..
يصطنع الدهشة : أنا؟؟؟
وريم تتصنع الغباء: لا من قال أنت ؟ أنا!!
يضحك عبد الحافظ: يعني مهما سويت كاشفتني..
ريم ورافعه راسها: أكيد.. والله من أول ما دخلت عرفت أن فيك شي.. خير يا أخي..
تنهد تنهيدة عميقة: تصدقي ما أدري!!
ريم تضحك: حلوة .. هذي لغز؟
عبد الحافظ بشرود:يعني زي كذا!!
ريم بقلق: عبد الحافظ .. أحكي..
عبد الحافظ اخذ فنجان الشاي وجالس يشرب...وريم ساكته ومنتظره يتكلم...
ريم بصوت منخفض: عبد الحافظ اقلقتني..
عبد الحافظ يحط الفنجان من يده: ماتقلقي..انا بحكي لك..
وبدأ عبد الحافظ يحكي لأخته الصغرى عما يجول في خاطرة علها تجد له حلا.. أو حتى تأخذ عنه عبأه...
*****
مرام ونورا جالسات مع بعض .. شجون رافضة رفض تام تنزل أو تتخلى عن حضن مرام..
نورا بعصبية :شجون عيب عليك بس أنزلي ..
شجون بصوت باكي: لا لا لا
مرام: نورا الله يهديك .. البنت ما سوت شي .. خليها على راحتها..
نورا: لا .. عيب.. بعدين هذي البنت غريبة .. أول مرة تتصرف هكذا.. والله ترفض تروح تجلس جنب أي أحد أش معنى أنتي؟
شجون: حبووووبه..
مرام ونورا رفعوا حواجبهم كعلامة استفهام من هذه الكلمة!!!
شجون : خالة مرام حبووووبه..
نورا تضحك: هذا مصطلح جديد .. من فين جبتيه؟
شجون: أنتي يا عمتو إذا سويت شي حلو تقولي عني حبوووبه..
مرام تضم شجون وتقبلها ..
وهي تضحك..ونورا كمان طلعت لها ضحكة تلقائية من رد شجون..
وشجون بدأت تحس بالنعاس.. وفعلا نامت في حضن مرام..
نورا: سامحيني مرام أتعبتك البنت..
مرام : حرام عليك تقولي كذا..والله البنت عسل..
ونقلت الصغيرة إلى يد عمتها .. اللي راحت وحطتها في غرفتها..
ولما رجعت شافت مرام قد لبست برقعها.. مستعدة للخروج..
نورا: مرام عادوا بدري..
مرام: لا والله عندي عمل فعلا..
وفتحت شنطة يدها.. وأخرجت الإيجار وأعطته نورا .. وطلبت منها تعطيه خالة سلمى اللي نايمه وما خلت نورا تصحيها..
تمشي وهي تتكلم هي ونورا..لما وصلوا لغاية الباب..
وعند الباب فتحت ... وقبل ما تخرج .. تفاجئت بوجود الدكتور خالد كان يدور على مفاتيحه في جيوبه ..
أول ما شافته مرام تراجعت للداخل .. نورا شافت أن أخوها رجع طلبت منه طريق بينما تمر مرام..
تراجع للخلف وهو يتكلم بصوت واطي ما فهمت مرام منه شي .. بس فهمت أنه متضايق من وجودها..
نزلت .. ودخلت شقتها ..وما تدري ليش ينقبض قلبها أول ما تشوف الدكتور خالد!!
*****
خالد أول ما سمع مرام دخلت شقتها .. التفت لنورا..
خالد: أيش كانت تسوي هذي عندنا؟
شعرت نورا بتوتر من لهجة أخوها..
نورا بقلق: ولا شي .. جابت الإيجار بس..
رفع خالد صوته أكثر: أنا مستغرب من قال إن إحنا بحاجة فلوس عشان هذه الغرفة تتأجر..
نورا تحاول تفهم تصرف اخوها: خالد .. أخي .. ما فيها شي .. يعني أفضل ما تظل فاضيه .. بعدين ما أجرناها لأي حد..
خالد بعصبية واضحه:هذي المصيبة..
نورا مستغربه: هاه؟؟ كيف؟
خالد: ولا شي .. المهم .. ما في نزله عندها وما أحب تطلع عندنا..
نورا بتردد: ليش يا أخي ؟ هل شفت على البنت شي ومش حابب تقول لنا!!
طالعها خالد بنص عين .. ومشى لغرفة بنته شجون يطمن عليها..
*****
وبعيدا عن كل ما يدور في بال خالد .. أو ما يجول الآن في خاطر بطلتنا مرام..
تنهد عبد الحافظ وهو يحس براحة بعدما كلم أخته ريم..
ورجع ظهره براحه للخلف في المجلس العربي الفخم في بيت ريم..
ريم ساكتة وما نطقت حرف..
شاف عبد الحافظ ناحية ريم..وكمان ما نطق حرف بعد الذي قاله .. وكأنه منتظر منها أي قول..
ريم طالعت في أخوها.. وهمست: عبد الحافظ.. بادلها أخوها نظرة اهتمام.. وواصلت ريم بنفس الهمس:تحبها؟؟
انتقلت نظراته للسقف: ما أدري.. والله ما أدري يا ريم...
ريم:بس واضح من لهجتك أنك معجب بها فوق ما تتخيل..
عبد الحافظ: من حيث معجب أنا قلت لك .. معجب بها حتى النخاع .. كل شي فيها يذهلني.. ذكائها .. نظامها ..كلامها.. طريقة تعاملها في المكتب مع الموظفين.. تنهد وكمل.. حتى شكلها..
وحتى عيونها ياريم.. لو تشوفي عيونها ياريم..
ريم تضايقت: لاه .. شكلك واقع فيها .. غرقان عالآخر..
بس كيف معجب بها بهذا الشكل .. وأنت تتعامل معها بالطريقة اللي حكيت لي.. كيف تجتمع؟
خالد بحيرة: ما هذا اللي مجنني يا ريم...
ريم تغير مكانها وتقرب من عبد الحافظ اكثر: طيب يا أخي على فرض أنك تحبها .. وأنك قررت تتزوجها .. كيف بأمل؟
عبد الحافظ: اممم لا أنا للآن ما فكرت بهذه الطريقة ..
ريم ماعادت تفهم شي: ليش؟
عبد الحافظ: لأني للآن ما أعرف هل هي بنت .. متزوجة.. أرمله.. ما أدري.. وما قدرت أعرف مع أني حاولت..
ريم:طيب.. وبأيش تحس أنت..
عبد الحافظ: بيني وبينك .. ما قدرت أخمن.. البنت غامضة غموض عجيب.. ما تطلع منها الكلمة عن نفسها أو حياتها.. حتى نظراتها .. غامضة .. ما تدري ما معناها..
ريم بسخرية واضحة: شوفوا الفيلسوف .. والله الحب يصنع العجايب صدق..عبد الحافظ..فوق هذا أنت متزوج بأحسن سيده .. وأب لولدين من أفضل ما رزق ربي الثالث في الطريق..ايش ناقض عليك بعد..
تضايق عبد الحافظ من كلام اخته: ريم .. أنا كلمتك عشان تفهميني .. مش تلوميني..
ريم بحزم: بس لازم أوعيك..
عبد الحافظ بحده معتدله: طيب.. شوفي لي حل ..
ريم بزعل: ما عندي حل .. غير أقولك راجع نفسك.. وما تظلم أمل..
طلع تنهيده طويله..وما نطق بحرف..
قربت ريم من أخوها أكثر .. وحطت يدها في يده..
ريم: أخي .. ما تزعل مني..
عبد الحافظ بدون ما يطالع فيها: إذا تأكدت .. وما طلعت متزوجة .. مستحيل تروح مني..
ولازم أتأكد بطريقتي..
*****
مرام في شقتها ..تشعر بألم في صدرها...ردة فعل خالد آلمتها جدا..
تطلع تنهيده طووووويله..وتكلم نفسها: معقد هذا الدكتور...
واضح انه يكره الحريم كلهم..وبعدين ترجع لنفسها: لالا اكيد انا بس..لاني عايشه لوحدي..
تأخذ اللحاف وترميه عليها عسى تنام شويه ومافي فايده...
تقوم من على السرير وتطفي النور وتفتح الستاير..وتطل للشارع...
تشوف الحياة وهذا رايح وهذا جاي...ألم يــــــــزيد ويزيد....
تغلق الستارة وترجع تنام...عسى النوم يزورها في اسرع وقت.......
.....................
في اليوم التالي .. كلا حضر .. وهو يحمل هما .. مرام تحمل هم عبد الحافظ ومضايقاته .. وعبد الحافظ يحمل هم أن مرام ما تروح منه.. ويدعوا من صميم قلبه أنها ما تكون مرتبطة..
وهاهو الروتين اليومي يمر.. كلا مشغول بما في يده .. عدل عبد الحافظ نظارته .. كعادته حين يحب أن يبتدئ بالكلام..
عبد الحافظ: شباب...
ردوا عليه الشباب : نعم؟
عبد الحافظ: عندي مشكلة من يحلها لي منكم؟
أيمن : إذا قدرنا أبشر.. بس شفت لي وين الدباسه؟
محمد يضحك بقوه : نفسي مره واحده ماتدور على شي قبل ماتستخدمه..
أيمن:ماعليك بتعلم التنظيم لسه صغير انا..انااصغر واحد بينكم انتم الشيبات ويضحك..
يضحك عليه الجميع من طريقته الكوميديه..ويلتفت ايمن لعبد الحافظ: مامشكلتك وانا اكيد بحلها ....
عبد الحافظ يضحك من ايمن ومضطر يفتح الموضوع : مشكلتي بنتي.. كل ما أرجع البيت مسوية بأخوها الصغير مصيبة جديدة..تغار منه زيادة .. ما أظن غيرتها طبيعية ..
محمد: لا.. طبيعي .. وما تخاف.. أنا بنتي لو ما لحقناها كانت فصلت لنا أخوها زي قطعة القماش بالمقص..لولا ستر الله..
محمد متزوج .. وعنده بنتين وولد..وزوجته مصممة ازياء ..
أيمن: وأنا أظن كمان أن هذا طبيعي.. إذا رزقني الله أولاد أرد لك خبر.. ويضحك .. ويكمل.. بس أولا نلاقي أمهم..
طريقته الكوميدية تجبر اللي ما يضحك أنه يضحك..وفعلا ضحك الجميع.. حتى مرام ما استطاعت تمنع نفسها من الضحك ...
بينما عبد الحافظ جاءت له على طبق من ذهب..وحاول يستغل الموقف..
عبد الحافظ : وأنت ليش تتعب وتدور؟ ما يحتاج!! بس يحتاج منك لفته صغيرة حواليك .. وتلقى أمهم.. ويلتفت ناحية مرام ..ويرجع يلتفت لمحمد وايمن كأنه ماسوى شي...
الكل فهم أنه يقصد مرام.. لكن ما أحد فهم المغزى من هذا التلميح..
أيمن شعر بإحراج من تلميح عبد الحافظ..ومرام تضايقت جــــــــــدا .. لكن تدخلت في الوقت المناسب وأنقذت الموقف..
مرام: لاه .. أيمن بحسبة أخي.. ويوم يلاقي أمهم أكون أول المهنئين والمحتفلين.. وما أرضى له إلا بمن أرضاها لأخي ..
محمد : يعني لو اختار وحدة ما تعجبك تكلميه؟ويبتسم..ونظره موجه لأيمن..
مرام بجدية: أي والله .. ما أرضاها .. بس شعرت أن الموضوع يخدم عبد الحافظ بطريقة أو بأخرى.. فتداركت الموضوع وأكملت..
فأسال الله أنه يوفقه بالزوجة الصالحة .. اللي يتمناها.. وكل شباب المسلمين.. وواصلت عملها..
يعني عبد الحافظ ما استفاد شي وما عرف اللي في نفسه..
بس هدوئه وسكوته وطريقة تعامله الجديدة ما تطمن .. وقلب مرام في وجل ..
ويارب سترك..
ويمر اليوم.....


وهاهي مرام في شقتها وقد صلت فروضها وقرأت أذكارها.. وعملت لها عشاء خفيف.. والآن تكتب بعض الخواطر.. والمذكرات اليومية التي اعتادت على كتابتها..
كتبت عما حدث معها من أحداث.. وكتبت خاطرة قد تخرج بعض مما في صدرها..
(يقال العاصفة التي تأتي بعد الهدوء .. تكون أشد وطأة من غيرها.. وأنا أخشى أن تتحول العاصفة التي أنا للآن منحنية لها إلى إعصار.. فتقتلعني..
فماذا تخبئ لي الأيام أكثر مما قد أرتني إياه..
وبأي ظلم لازالت تحتفظ .. ولم تذقني إياه ..
وأي شباك غدر بعد لم تصلني.. إلهي وسيدي ومولاي .. ما زلت أبحر في بحر تيهي ويأسي .. متعلقة بقشة أمل.. فيارب نجني.. وعجل لي بالفرج.. )..
في خاطرها الكثير لتكتبه .. لكن الهم الجاثم على صدرها منعها من الكتابة أكثر.. أغلقت دفترها.. واستغفرت بعض الوقت .. وأمسكت جهازها المحمول.. علها تشغل نفسها بشيء ككل ليلة .. لكن .. قبل أن تبدأ .. سمعت بكاء طفل .. ركزت سمعها .. ودق قلبها أنها شجون...

توجهت إلى باب الشقة .. وفتحت الباب بهدوء حتى تتأكد أولا .. وفعلا .. كانت شجون.. فتحت مرام الباب أكثر.. وطلت من الباب ناحية الدرج .. شافت شجون تبكي في آخر درجة بعد باب شقتها..
أول ما شافتها حست قلبها يتقطع وهي تشوف طفل يبكي..
نادتها بحنان: شجووووون ..
رفعت شجون وجهها الباكي لمرام.. لفت مرام الطرحة على راسها ووجهها وخرجت وجلست قرب شجون ..
" مال الأميرة تبكي؟من زعلها وأنا أوريه الويل ..
شجون تتنهد من بين بكائها ..
شجون:هذي الحمارة رانيا بنت عمو أحمد ( أحمد شقيق خالد من والدة فقط .. متزوج ويعيش في بيت مستقل بعيدا عنهم.. )
مرام: يا الله .. كلام أسود تقول أميرتي!! أكيد زعلتك مرة.. خلاص تعالي عندي وأنا آخذ حقك.. وشالتها في حضنها ودخلت معها البيت .. لكن ما أغلقت الباب للنهاية ..
جلست مرام على السرير.. وشجون بحضنها ..
طبعت قبله على خد الصغيرة ..
مرام وهي واضعه خدها على راس شجون: والآن ليش زعلت القمر من رانيا؟
شجون زعلانه .. ترد بصوت باكي..
شجون: كنا نلعب.. وبعدين قلت لها هي تكون الأب وأنا الأم .. قالت لا .. لأن أنتي ما فيش معك أم وأنا معي أم .. ليش يا خالة مافيش معي أم؟
شعرت مرام بالغصة من كلام شجون .. بالرغم من صغر سنها إلا أنها تعي أمورا لا يتحملها الكبار.. ضمتها إلى صدرها أكثر.. وهمست لها بحنان:
خلاص أنا عندي حل .. ما رأيك نتفق عليه؟
شجون تطالع في مرام بدون ما تتكلم.. تبكي وتطلع تناهيدها من وسط دموعها بشكل يقطع القلب..
ومرام تكمل : أنا بصير ماما لشجون ألأموره ..بس يظل هذا سر بيني وبينها.. وما تخبر به أي أحد.. هاه ما رأيك؟
شجون تطالع في مرام ببراءة وتسألها : يعني أناديك ماما ؟
مرام: أيووووه .. بس بيني وبينك .. عشان ما أحد يزعل مننا ..
شجون تضم مرام بقوة وتضحك : حاضر ماما..
مرام جراحها انفتحت عن آخرها.. وبدون موافقة منها أو استئذان ..نزلت دموعها ..
شجون تسألها : ماما ليش تبكي..
مرام تمسح دموعها : مافي شي يا عسل..
في هذه اللحظة سمعت نورا تنادي على شجون في الدرج.. خرجت مرام وبيدها شجون
مرام: شجون عندي يانورا..
نورا تنزل بسرعة .. تسلم على مرام وقلبها في وجل خايفه يجي أخوها خالد..
وتكشر وجهها في وجه شجون: ليش تخرجي بدون إذن.. وبعدين المفروض أنك نايمة الآن..
شجون تجري وتختبئ خلف مرام .. ومرام من ناحيتها تحاول تحميها وهي ترد على نورا: حرام عليك .. مش كذا يا نورا..
نورا: بس يا مرام البنت لو تتعود على الخروج من باب البيت مصيبة بعدين..
مرام: معك حق .. ولازم شجونه تعتذر من أحلا عمة ..
وتلتفت ناحية شجون : قولي آسفه يا عمتو..
شجون تتقدم بخوف ودلع من عمتها: آسفة عمتو..

*****
يتبع لأن النص طويل .....

ــــــــــــــــــــ

سبنا 33 likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 04-11-16 الساعة 05:06 PM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-09-13, 05:31 PM   #7

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

ــــــــــــــــــــ


بقية البارت الرابع

وتلتفت ناحية شجون : قولي آسفه يا عمتو..
شجون تتقدم بخوف ودلع من عمتها: آسفة عمتو..
نورا تحضنها وتطبع قبلها على خدها : بس أوعديني ما تكرريها مرة ثانية..
شجون: خلاص .. أوعدك .. بس نزليني أكلم م....وقطعت الكلمة أكلم خالة بسر ونروح..
تنزلها نورا وهي تجري ناحية مرام وتطلب منها تجلس عشان تكلمها في أذنها..
شجون بهمس : تصبحي على خير ياماما ..
مرام تضمها : وأنت من أهله ..
بعدما طلعت شجون التفتت نورا ناحية مرام كأن ودها تقول شي..
مرام: خير نورا .. في شي؟
نورا بشرود: لا ما في شي .. تصبحي على خير..

رجعت مرام غرفتها .. مجروحة .. متسائلة .. محتارة .. منهكة من كل ما فيها..
مر الوقت عليها كئيبا.. بكل ذكرياته .. تذكرت حياتها .. كيف .. ولماذا.. وماذا بعد.. تذكرت صورا عزيزة عليها .. وأخرى كانت غالية لا تقدر بثمن..ولكن ..
ليت زائرا يدعى النعاس يدق عليها بابها.. ولكن كيف ؟ وقد فتحت صفحات الماضي .. وقلبتها.. كيف يتجرأ النعاس على الاقتراب حتى..لا تدري كم مر من الوقت .. وليست تدري كم قد ذرفت من الدموع.. ومن بين كل هذا سمعت وقع أقدام تصعد الدرجات..
لفت معصمها.. وجدت الساعة الثانية صباحا.. لكن ما لفت انتباهها.. أن الخطوات توقفت عند بابها قليلا .. ثم واصلت الصعود.. عرفت مباشرة أنه الدكتور خالد..
لكن.. لماذا تصرف هكذا؟ وهل وقوفه عفوي .. أم له مغزى؟
ويطول الليل أكثر وأكثر.. تطيل الهموم زيارتها.. غير آبهة إن كان وجودها مرغوب أو لا..
*****
ونعود قليلا لشخصية لها وزنها في قصتنا..
عبد الحافظ... عاد للبيت محملا بألف سؤال..
ممدا على سريرة .. يفكر في مرام .. يفكر في هذا السر الدفين.. وماذا يحمل بين طياته..

تدخل زوجته أمل .. تلاحظ أنه ما لاحظ وجودها أصلا .. تجلس على كرسي التسريحة .. ترش عطر على ملابسها...وللعلم زوجة عبد الحافظ أنيقة .. وجميلة .. شعرها طويل .. أسود مع خصلات ذهبية .. عيونها بنية .. بشرتها سمراء وصافية ..كانت موظفة في إحدى شركات الأدوية لكن تركت الوظيفة عندما تزوجت .. وهذا كان شرط عبد الحافظ..تأملت زوجها من مراية التسريحة وهمست:
أمل: عبد الحافظ..
انتبه لها ولاحظ أنها مركزة نظرها عليه ..
عبد الحافظ: نعم حياتي..
أمل: أجيب لك عشاء؟
عبد الحافظ: لا .. تسلمي ..
أمل: ليش؟
عبد الحافظ: أكلت سندوتشه قبل ما أجي..
أمل:عبد الحافظ..
عبد الحافظ يعتدل ويجلس..بدون ما يتكلم..
وأمل تواصل كلامها:
أيش غيرك علينا يا عبد الحافظ؟
يتنهد: ما تغيرت يا أمل .. من يوسوس لك بهذه الخرابيط؟
أمل بتوتر واضح: يا رب تكون وسوسه .. لكن للأسف هي واقع..
عبد الحافظ: اووووف أمل .. مالك اليوم؟
أمل : أنت الذي مالك هذه الأيام .. دائما سرحان ..
ومش معنا.. مهموم ؟ فيك شي ؟ ما رضيت تقول لي!!
ما عرف بأيش يتعذر .. أو يرد..
أمل تضايقت من صمت زوجها وخرجت من الغرفة ..
وعبد الحافظ حط راسه على المخدة وحط ثانية فوق راسه عسى ينام...
*****
وتمر الأيام .. وصبر بعض أبطال روايتنا بدأ ينفد..
عبد الحافظ لم يتوقف عن مضايقة مرام .. عله يعرف أمورا في نفسه يريدها..
وخالد مازال معترض على وجود مرام في العمارة .. كونها تعيش لوحدها .. لكن المشترك بين عبد الحافظ وخالد شيء واحد..
أو بالأصح سؤال مشترك يدور في خلد كلا منهما..
ما سر غموضها؟؟.. ألا تلاحظون أننا للآن أيضا لا نعرف؟
وكلا من جهته يريد أن يعرف.. لكن كلا بطريقته..
خالد لديه سؤال آخر .. وفيما بعد سيشترك معه عبد الحافظ فيه..
لماذا تعيش لوحدها؟؟؟
*****
الساعة تشير إلى الثامنة صباحا .. اليوم الجمعة .. تنهض مرام بإنهاك .. فقد مرت عليها ليلة عصيبة .. فكتفها الأيسر مع الزند بدأ يؤلمها الفترة الأخيرة بكثرة .. وبشدة..
وما نامت إلا بعد الفجر...
عملت لها فنجان قهوة .. وجلست على سريرها.. شبه ممدة .. عيونها مركزة على السقف.. ويدها اليمين على كتفها اليسار..شعرت بوخز في ظهرها أيضا..
تمتمت : لا حول ولا قوة إلا بالله..
وقتها سمعت طرق على الباب..استغربت من الذي قد يأتي..وهي تقضي جمعتها دائما في ملل لولا لطف الله..
قامت فتحت الباب بعدما سمعت صوت نورا..
نورا: صباح الخير..
" يا صباح النور..
" جمعة مباركة ..
" علينا وعليك..تفضلي..
"مرام شكلك تعبانه؟
" لا أبدا.. شوية إرهاق..
دخلت نورا .. وهي تتأمل وجه مرام الشاحب..


تمنياتي لكم بمتابعة ممتعة....


ــــــــــــــــــــ

سبنا 33 likes this.

لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-09-13, 05:34 PM   #8

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




طيــــــــب الله اوقاتكم بكل خير..
بداية اردت ان اوضح ان هذا البارت تتخلله بعض التوضيحات عن بعض الاشياء حتى يتضح للقارئ ماهي.. فإن كتبتها بداية البارت او آخره كما اقترح البعض شعرت ان الصورة لن تتضح...
مع مــــــــــودتي...
قمروبحر..




البارت الخامس



دخلت نورا .. وهي تتأمل وجه مرام الشاحب..
والوضع ما طمنها أبدا..
طبعا للآن ما عرفنا ما هي أوصاف بطلتنا مرام..
مرام بيضاء البشرة .. متوسطة الطول .. نحيفة نوعا ما بسبب الظروف اللي تواجهها لكن بشرتها نظرة .. عيونها بنية فاتحة وكبيرة رموشها ما هي طويلة مرة لكن عيونها فاتنه بإجماع الكل ... شفتيها مليانه بشكل رائع..
وأجمل ما يجملها ابتسامتها .. وبحق ساحرة.. وبسببها تدخل قلب من يعرفها .. أو يراها مباشرة ..
نورا مستمرة في تأمل مرام .. حطت يدها على جبهة مرام ..
نورا: الحمد لله مش ساخنة ..
مرام بتعب: أقول لك إرهاق بس..
تتكلم نورا بنوع من الإحراج: مرام .. كنت أقصدك بخدمة .. لو تقدري..
مرام تبتسم: عيوني ..لو أقدر..
نورا : ياسين على عينك..بس أنتي عارفة اليوم جمعة .. ونسوان إخواني كل واحدة رايحه بيت أهلها..وأمي مثلما أنتي تعرفي تعبانه..وأخي خالد عازم اليوم مجموعة من زملاءه..فإذا ما فيها إحراج لو تقدري تساعديني..
مرام في البداية ترددت توافق.. وما تدري ليش.. بس ما حبت تكسف نورا من أول طلب تطلبه منها ..
هزت راسها بالموافقة: حاضر ولا يهمك..ثواني ألبس البالطو وأطلع معك..
....
وصلت مرام للمطبخ مع نورا.. وسألتها: أيش ناوية تسوي من أكل؟
نورا بحيرة: تصدقي والله ما أنا عارفه .. المشكلة أخي خالد إذا عندنا عزيمة ما يعجبه العجب..
شعرت مرام بغصة من هذا الكلام..وراحت تتلفت يمين ويسار في المطبخ..
المطبخ من الألمنيوم باللون الخشبي الفاتح.. وكل ما فيه جميل ..ابتسمت مرام لا شعوريا وقالت لنورا: نورا ما تخافي بنتعاون مع بعض..ويصير خير..
نورا بقلق: الله يستر..
مرام : نورا لاتقلقيني !!! كم عدد اللي بيعزمهم؟ في حدود كم؟وراحت تتأمل المنظر من شباك المطبخ..
نورا تلفت ناحية مرام: يعني قال من عشرة او خمس عشر
مرام تبتسم وظهرها للشباك:كويس .. يعني نحسبهم كل خمسة مجموعة .. يعني لازم نقدم من كل صنف ثلاث أو أربع صحون..فين التنور؟
نورا:في السطح معه غرفة خاصة..والعجينة جاهزة
عجنتها بعد صلاة الفجر بروح الآن أخبزها..
(التنور عبارة عن وعاء كبير بشكل اسطواني يعمل بالغاز.. يعمل الخبز في المنزل ولا يخلو بيت في اليمن منه تقريبا.. خاصة المناطق الشمالية..)
مرام وهي تغسل يدها:طيب.. أنتي بس وريني وين أماكن المواد الغذائية ومواد الطبخ وروحي..
نورا كانت قد جهزت العجين.. وبنات الصحن..(من أشهر الأكلات في اليمن.. وألذها .. تعمل من الدقيق والبيض والحليب..وتكون رقائق فوق بعض يفصل بينها بالسمن.. وبعد خروجها من الفرن أو التنور يصب فوقها العسل وتأكل ساخنه)
مرام من جهتها راحت لعملها .. وسوت الرز واللحم.. وسلقت المعكرونة.. وقلت البطاطس..نورا خلصت ورجعت للمطبخ تساعد مرام...
شافت مرام مشغولة تماما ..
حطت الخبز على الطاولة وغطت عليه عشان ماينشف وشافت مرام منسجمه في عملها...تناديها مرام.. أيش ناوية تسوي؟
مرام بدون ماتلتفت لها:بسوي اللي أقدر عليه ..
نورا تأخذ بعض الصحون وتحطهم في الحوض: طيب أيش أسوي أنا الآن؟
مرام:قصي(قطعي) السلطة على ذوقكم.. بس جهزي لي حبة خيارة كاملة .. وحبة جزر..وحبة طماطم..وفلفل حلو..وحطيهم على جنب..
نورا وهي تغسل السلطة المبلله بماء وخل: حاااااضر..
شعرت مرام بألم في ظهرها ويدها اليسرى.. وبدأ العرق يتصبب من جبهتها ..
نوراشعرت بقلق: مرام .. سامحيني ..ما كان مفروض ما أناديك وأنت تعبانه..
مرام:عيب عليك هذا الكلام.. أنا بحسبة أختك..إلا وين خالة سلمى.. وشجون؟
نورا: شجون نايمه عند أمي.. ولو تدري أنك هنا كان طارت طيران!!
ما أدري أيش مسويه أنت لهالبنت ؟ ليل نهار تكلمني وتسألني عنك..
مرام تضحك ضحكة بسيطه: مانا مسويه لها شي.. بس شجون غير كل البنات.. ذكية مره .. وحساسة زيادة ..مع صغر سنها تتلوه لأشياء أكبر من سنها..
ويمر الوقت كلام وعمل بين مرام ونورا...
ونورا تأخذ من الثلاجة بيض وتقليه بسرعة وتحط عليه جبن وتلتفت ناحية مرام: مرام تعالي نفطر وبعدين نكمل..
ولأن الانسان دائما وقت التعب يكره شي اسمه اكل....... لكن مرام مضطرة تطيب نفس نورا بلقمتين..
نورا: مرام مجنونه انتي؟ مااكلتي شي؟؟ شوفي كيف شكلك ضعيفه قوي(جدا)
مرام بابتسامة : ماعليك كيف انا..انا الحمدلله شبعت..كلي على عافيتك يارب..

الساعة العاشرة تقريبا.. تطل من الباب شجون وهي تفرك عيونها علامة أنها لسه صاحية من النوم..
مرام أول ما شافتها ابتسمت..وشجون أول ما شافت مرام شهقت وجرت لها .. وارتمت في حضنها وهي تهمس: ماما ..
توترت مرام لا تكون نورا سمعتها بعدين سين وجيم..
قبلتها وتلاعبها .. دخلت خالة سلمى.. لابسة دراعة بيضاء وطرحة بيضاء لابسه ابيض في ابيض فيعطيها المنظر جمال وهيبه .. وملامحها هادية .. أول ما شافت مرام ابتسمت.. وقربت منها وسلمت عليها..
خالة سلمى: سامحينا يا بنيتي .. والله ما نعرف كيف نجازيك.. أتعبناك معنا..
مرام تمسك يد خاله سلمى: لا أبدا يا خاله .. هذا واجبي.. ونورا يشهد الله بحسبة أختي.. كيف صارت صحتك الان؟
خالة سلمى: تسلمي يا بنيتي الحمدلله على كل حال.. تحتاجوا مساعده مني؟
نورا : لا يا أمي.. مرام ما شاء الله عليها .. ربة بيت من الطراز الأول .. ما شاء الله عليها بس..
خالة سلمى: الله يوفقها .. ويوصلها مناها..
نورا ترفع يداتها للسماء: آميــــــــــن وتضحك وتكمل وانا كمان ياامي ولا مرام بس؟
خاله سلمى تضحك: لا تعملي نفسك غيرانه ولا شي..وانتي كمان
مرام ونورا يضحكوا ..
نورا: خلاص ياامي انتي ارجعي غرفتك وانا بجيب لك الفطور انتي وشجون

خرجت خاله سلمى وهي تدعي لنورا ومرام..
مرام مازالت شجون في حضنها .. حطتها وطلبت منها تروح مع جدتها .. بس الصغيرة عاندت..ورفضت..
نهرتها نورا..بس مرام وقفتها.. وجلست وقربت أذنها من أذن شجون وهمست: هكذا تفشلي ماما ؟ خلاص زعلت .. معي بنت ما هي مطيعة..
تغيرت ملامح شجون وهي تقول: يعني إذا خرجت ما أنتي زعلانه مني؟
مرام تهز راسها بمعنى الموافقة : أكيد..
تحط شجون قبله طويلة على خد مرام وتخرج..تلحق بجدتها..
نورا باستغراب: مرام !! أيش مسويه في البنت ؟ والله تحبك أكثر مني؟؟ بدأت أغار..
مرام: عنجد نورا؟
نورا تضحك : لا ولو.. أنتي تستاهلي والله.. كيف تصدقي بسرعه ..مااحد يقدر يمزح معك يعني؟
وكل واحدة مشغولة بما في يدها..
نورا تتكلم: مرام..
مرام: نعم؟
نورا بصوت متردد نوعا ما: أسالك سؤال..
حست مرام بنغز في صدرها: تفضلي..
نورا: ليش عايشه لوحدك..
كانت مرام عند الفرن وظهرها لنورا.. بعدما سمعت السؤال.. ما تحركت من مكانها..
نورا حست أنها غلطت بسؤالها: مرام .. ما تزعلي .. أنا آسفة .. خلاص انسي اني سألتك..
مرام التفتت وحطت صحن في الحوض بدون ما تطالع في نورا..
مرام: لا عادي.. ما في مشكلة..وما اسعفها حرف انها تنطق بأكثر...
نورا سكتت ورجعت تشوف عملها..
وانشغلت كل واحده في عمل..
حتى أذان الظهر..ساعتها نورا بدا عليها القلق..
مرام: نورا فيك شي؟
نورا: أخي من طبعة ما يعزم إلا الجمعة عشان ما يجي من الصلاة إلا وكل شي جاهز..
مرام باستغراب:طيب.. وليش خايفة ؟ ما يجي وقتها إلا وكل شي جاهز..بس بكذا صلاة الظهر بتروح علينا في وقتها..
نورا تغسل الصحون: ما أدري ما أقولك.. بس والله ما كان هكذا قبل الذي قلتلك..
تنهدت مرام وهي تتذكر ألم نورا في هذيك الليلة ..
مرام: ما تشغلي بالك أبدا.. كل شي بيصير مثلما بدك وزياده..
ولأن الجامع قريب من البيت سمعوا الخطبتين.. والصلاة..
تقريبا اصبحوا مخلصين كل شي..التفتت مرام من نورا..
سألت مرام: نورا وين السفره؟
نورا:فوق الثلاجة..
مرام:طيب وين بيتغدوا؟
نورا: في الغرفة التابعة للمجلس..
مرام: طيب..هاتي السفرة .. ووريني هذه الغرفة..
تأخذ مرام السفرة ..ولما وصلت الغرفة شافت حجمها كبير ومناسب..مفروشة سجاد غالي .. ومساند جميلة على الجدار.. بس ما في كنبات ولا مجلس عربي..
نورا: هذي الغرفة إذا في عزايم للأكل .. طبعا ماستغربي طلبت من خالد اكثر من مره يجهزها لنا بطاولة مع كراسيها قال كذا اجمل وكمان اريح في الاكل..
مرام تتأمل الغرفة فعلا جميله.. سجادها باللون البني وفي طاولتين فخمة مناسبة للمكان في اسفل الغرفة.. ارتفاعها حوالي 50سم بنيه مذهبه..
التفتت مرام لنورا: حلوة بالعكس عجبتني مره.. وقطعت السفرة السفري أربع أقسام وحطت كل قسم في جهه.. كل ثنتين جنب بعض..
وراحت على المطبخ..وفرقت الأكل في صحون التقديم..وحطت الأكل على السفر..
حطت الرز باللحم وحطت الشفوت(خبز خاص يعمل من دقيق الذرة والدقيق الأبيض .. في صحن خاص.. ويبل بالزبادي المخلوط بالكراث والكزبرة والبقدونس الفلفل الحار مخلوطة بالخلاط..ويخفف الزبادي بالماء أو الحليب حتى يكون أكثر لذه..)
وبنات الصحن والمحشي ورقائق الكريب بعدما حطت لهم عسل مع سمن بلدي..وصلصة الطماطم ..والمكرونه بالبطاطس واللحم المفروم.. وطبعا ما نست الشربة بالعدس والخضار اللي ما أحد يتقنها مثل مرام..وزينت كل شي يحتاج إلى تزيين مثل الشفوت والأرز.. بشرائح الخيار المقطعة على شكل نجوم.. وبالجزر المماثل .. وغيرها من التفنن الذي تتقنه مرام جيدا..
وراحت قربت الطاولتين من المخصص للأكل كل طاوله في جهه.. وحطت فوق طاولة جاكات الماء والعصير بعدد السفر.. يعني لكل سفرة جاك ماء وجاك عصير..
وحطت الملاحات في كل سفرة ..وملاعق الغرف..
وصحون الفاكهة في الطاولة الثانية والحلا الذي هو كاسترد بالحليب والكيك والمكسرات ..حطت الكريمة بطريقة حلوه وزينت بالمكسرات ورشة جوز هند بعدما غيرت لونه للوردي بصبغة بعصير العناب..
وما بقي في المطبخ غير (السلته) حيث أنه ما ينفع في هذه الأكلة الأشهر على الإطلاق في إلا أنها من فوق النار على السفرة..
رجعت على المطبخ ولبست برقعها..وهي حاسة بألم فضيع بظهرها وكتفها بسبب الحر الذي يسبب لها الألم..
سمعت صوت فتح الباب الذي جهة المجلس .. لأن الشقة معها بابين .. باب جهة المجلس .. وباب جهة الصالة العائلية..
التفتت لنورا : نورا .. شوفي لي طريق أنزل..
نورا بدهشة: وين تروحي..
مرام: أنزل غرفتي..
نورا بنوع من السخرية الكوميديه: نعم؟؟ وتكمل بجديه: لا أولا نتغدى وبعدين أنزلي..
مرام:لا أرجوك .. أنزل أصلي ..ما لي أي نفس آكل..
نورا:صح من التعب سدينا نفسك..سامحيني بس.. خلاص نتغدى وروحي ارتاحي..
*****
وفي الجهة الثانية ومش بالبعيد .. في الغرفة التابعة للمجلس.. بعدما دخل الضيوف المجلس في انتظار أن يجهز الأهل الغداء .. فوجئ خالد بكل شي جاهز..وفي أجمل صورة!!
تعجب!!هو يعرف حريم أخوانه ما في وحده منهم فنانة طبخ .. عشان عادها تتفنن في التزيين!!وأخته وأمه مش من عوايدهم تجهيز كل شي بهذا الشكل هم ينتظروا لما يجي يذوق كل شي وأي شي ما عجبه لا يمكن يتقدم!!شاف كل شي في أبهى حله .. وتقدم وذاق بعض الأصناف بحذر .. ولقى مذاق في قمة اللذة..
شاف كل شي جاهز.. ماء .. وعصير .. مع أنه دائما يطلبهم طلب!!
تعجب من ترتيب الملاعق والشوك ..وهي تحدد مكان كل شخص..
راح على المجلس ونادى ضيوفه يتقدموا للغداء .. وراح على المطبخ ينادي : نورا .. نورا..
نورا سمعت صوته خرجت وقفته قبل ما يدخل المطبخ..
خالد: خير أيش في؟
نورا: عندنا حريم ..
خالد يرفع حاجبه: من ؟
نورا بتردد: عندنا مرام ..
خالد بتعجب: من مرام؟
نورا بقلق بس حاولت انها ماتبين: المستأجرة عندنا.. جاءت تساعدني .. من الساعة ثمانية الصباح وهي عندي.. ولا ما كان قدرت أسوي شي وحدي .. وأنت عارف..
خالد أول ما عرف أنها الساكنة الغرفة كشر وما عجبه الوضع أبدا.. أياً كانت الخدمة اللي قدمتها..
تحولت لهجته للسخرية: هاااااااااه.. يعني ما كفاها طول الأسبوع تروح على الوظيفة ..كمان الجمعة تشتغل في البيوت.. ويتهكم أكثر..بس بصراحة عمري ما شفت شغالة منظمة بهذا الشكل.. الأمانة تنقال..شوفي لي يا أختي العزيزة كم أجرها ..عشان ما تخصمه من الإيجار وأنا بدفع.. تأخرت على ضيوفي بروح اتغدى وبعد الغداء بجيب لك الفلوس..وراح وهو يضحك بسخرية..
نورا أظلمت الدنيا في وجهها وما تدري كيف ترجع المطبخ..وتواجه مرام..
دخلت المطبخ ووجهها أحمر من الإحراج..
شافت مرام تطالعها ..بدون ما تتكلم ولا كلمة..
حاولت تدارك الوضع..
نورا: مرام ..ليش واقفة ؟ تعالي نأخذ أكل للصالة ونأكل أحنا وأمي..
لكن مرام كانت مجروحة .. وجرحها ينزف .. ينزف بلا هوادة..ما عادت تدري هي فين بالضبط..
خرجت من المطبخ .. وخرجت من الشقة بدون ما تنطق بحرف واحد.. حاولت نورا تلحق بها .. أو تمنعها .. لكن ما استطاعت..
رجعت نورا جلست في المطبخ على الأرض .. وبكت .. بكت كل ما في نفسها..
سمعت صوت خالد: هاي..باقي شي؟
يقصد السلته..
جهزتها نورا ونادته : أدخل .. ما فيش أحد..
دخل خالد وشاف عيون أخته حمراء.. عرف أنها تبكي ..بس تجاهل الموضوع .. وناوي يرجع له بعد انصراف ضيوفه..
*****
مرام صلت الظهر.. وجلست على السجادة ودموعها كالسيل تجري.. لا أحد يقوى على إيقافها..
رفعت يديها لرب السماء..ودعت لنفسها بأن يلهمها الله الصبر..وتضرعت لربها أن يفرج كربها.. ويقوي عزيمتها..
وقامت وضعت جسدها المنهك على السرير علها تحصل على ساعة راحة ..
*****
نورا تغسل الصحون وفي انتظار الباقي الذي بيجي من عند الضيوف..
دخل خالد وحط مجموعة صحون على الحوض.. ولاحظ أن نورا تبكي..
وقف أمام نورا وهو يتأمل وجه أخته .. أكثر شي يجرحه أنه يشوف نورا تبكي .. خاصة أنه متأكد أنها كانت سعيدة مع زوجها .. وأنه سبب خراب مملكتها .. لكن لو تدري يا نورا ما هي أسبابي.. هكذا أخذ يكلم نفسه..

نورا من بين بكائها: ليش يا خالد سويت كذا؟ ليش؟ قل لي أيش غيرك ماكنت هكذا .. ولا هذا طبعك... تلتفت للناحية الثانية عشان ماتشوف وجه خالد..
خالد يحاول يكون طبيعي ومتماسك أمام انهيار نورا : ليش أيش حصل عشان تبكي هكذا؟ وهو من داخل نفسه متألم جــــــــدا..
نورا وبكائها يزيد: حرام عليك .. والله حرام.. جاءت الساعة ثمانية.. وهي لسه ما فطرت .. ورفضت تأكل .. طلعتها تعبانه.. ووجهها أصفر.. وبعدما سمعتك نزلت وهي حتى ما شربت شربة ماء ..
خالد يحاول يهدي اخته: متأكدة أنها سمعت؟
نورا:خالد لا تغالط نفسك .. أنت تعمدت تسمعك .. وتعمدت تجرحها .. وتذلها..
وقبل ما يتكلم خالد..سمع صوت أمه من خلفه..
أم خالد (خاله سلمى): خالد .. تعال معي لغرفتي..
وراحت على غرفتها .. نورا راحت أخذت شجون على المطبخ عشان تغديها وتغير لها ملابسها ..ودموعها ما وقفت كلما تذكرت مرام..


دخل خالد غرفة أمه .. جلس أمامها على الكنبة ..بدون ما ينطق كلمة ..
حطت أم خالد يدها على يد خالد..
أم خالد: خالد يا ولدي .. أصابع يدك سوا؟
خالد هو شبه متأكد من الكلام اللي بتقوله له امه لكن لايمكن يعصي لها امر او يقاطعها في حرف حتى لو كان عارف الكلام: لا يا أمي..
أم خالد : وكمان البشر ياولدي..رجال ونساء..فإذا شفت من أم شجون أشياء ما عجبتك .. تأكد ياولدي أن مش كل الحريم مثلها..أشوفك يا خالد بدأت تكره وجود المرأة في حياتك بشكل مرضي.. وأنت دكتور ياولدي .. فلازم تلحق نفسك وتتخلص من عقدتك..
خالد ساكت ما نطق حرف..
وأمه تكمل: خالد مرام عايشه لوحدها..وهي عندنا من ستة شهور تقريبا.. ما سمعنا عليها كلمة .. من العمل للبيت والعكس يا ولدي .. ما شفنا منها إلا كل خير.. والله ياولدي أن بنات السوق تعرفهم من نظرة..الله وحده يعلم ما هي ظروفها عشان تجبرها تعيش لوحدها..لكن ما سويته اليوم غلط ما توقعته منك .. بدل ما تحصل البنت عندنا على كلمة شكر على الأقل .. تخرج من عندنا مجروحة ومهانه..والله ما يجوز يا ولدي..
خالد بصوت واطي: ليش أجرتي لها يا أمي ؟ ما كنا ناقصين فلوس عشان تأجري الغرفة؟
أم خالد ماعجبتها لهجة ابنها ولا طريقة تفكيره: ما أجرتها عشان فلوس ياولدي .. أنا حرمة كبيرة .. ورحت وجيت وسافرت مع أبوك الله يرحمه كل الدول لما كان يشتغل في القنصلية..وعرفت الناس أشكال وألوان ..وعرفت معادن الناس..
سكتت وخالد مانطق بحرف.. تكمل أم خالد لكن بنوع من الحزم:
ويوم جاءت مرام عندنا ..عرفت أنها محتاجة لهذه الغرفة ..عرفت من عيونها أنها في ضيقة .. كان ودي يا ولدي أسكنها ببلاش .. لكن عزة نفسها كانت تتكلم من بين عيونها الظاهرة لي ..ولو حاولت تداريها ببرقعها..
وقف خالد خير أمي .. الان أنا بروح باقي شي؟
أم خالد: لا ياولدي.. روح الله معك..
خالد خرج من الغرفة .. وقبل يغلق بابها سمع صوت أمه: خالد.. أصابع يدك لا يمكن تتساوى..
*****
الساعة الرابعة صحت مرام بعدما نامت لها ساعة ..صلت عصر..وقامت عند الشباك تطل على الشارع شايفه الناس رايحه وجايه ..
كل واحد رايح وجهه عارفها ..
وجالسة تتأمل ..سمعت الباب يدق.. بس ما اهتمت.. ولا راح تهتم بعد اليوم.. يكفي اليوم ما جاها .. جلست على الأرض وأخذت دفترها .. هو ليس وقته الآن ...لكنها بحاجة له الآن .. وهو ليس بمن يرد لها طلبا..
*****
وخلف الباب نورا .. وتطرق بلا مجيب..حاولت .. نادت.. بلا فائدة..رجعت بخفي حنين..
رجعت .. وراحت على غرفتها مباشرة..
....في الغرفة المجاورة ...خالد متصل بالنت يبحث عن بعض المواضيع اللي تهمه.. بس ما استطاع ..فكرة مشتت ..
يفكر في الكلام اللي سمعة من نورا..
وكلام أمه.. وتصرفه..والكلام اللي سمعه عن مرام !!!! هل هو صحيح أم خطأ؟؟؟؟
ما عرف من يصدق؟
ترك ما بيده .. وغير ملابسه..استعدادا يروح على المستشفى..مع أن دوامه ما يبتدي إلا بعد المغرب..
طبعا أنا ما أوصف ملامح الشخصية إلا عندما تجي الحاجة لذلك..
الدكتور خالد طويل ..بشرته مائلة للبياض .. لون عيونه أسود..وشعرة أسود .. لحية خفيفة..جسمه رياضي درجة أولى .. يلبس غالبا سبورت.. عمرة خمسة وثلاثون سنة..
خرج من غرفته وشاف غرفة نورا مفتوحه شويه... قرب من الباب.. كانت نورا راميه نفسها على سريرها ووجهها على المخده وتبكي...
آلمة منظر اخته جـــــــــدا.. ظل واقف.. وماقدر يدخل لأنه عارف ردة فعلها..
تنهد تنهيده عميقه.. وطلع من الشقه..
*****
وكما تمر الساعات تمر الثواني عند مرام..لبست البالطو( العباية) وطرحتها وبرقعها..وخرجت.. عسى تلاقي بعض الأكسجين الذي انعدم في الغرفة..
نزلت وتوجهت ناحية حديقة الحي..وما تدري عن العيون اللي تراقبها...
خالد نزل بعدها.. وقبل ما يفتح باب السيارة شافها .. وتعجب .. وين بتروح وهي مش من عادتها تروح أي مكان ؟؟
مشى وراها... ترك السيارة و
مرام وصلت الحديقة .. عبارة عن حديقة عشبية صغيرة .. فيها بعض الألعاب البسيطة للأطفال..وشوية أشجار.. كانت الكراسي الموجودة كلها مليانه..
راحت وجلست تحت واحدة من الأشجار..
كان الجو حلو ومغيم..
وهي تتأمل الأطفال وهذا يجري .. وهذا يبكي.. وهذا يلعب..
وتلك العيون بدورها .. تتأملها..
شافت ولد صغير يجري ناحيتها .. وعندما وصل وشاف أنها مش أمه تراجع شوي..
مدت له يدها ..ونادته: تعال ما تخاف..قرب الولد شوي .. حطته مرام بحضنها ..وضمته بحنان.. وكأنها تضم ولدها..وراحت تلاعبه..
كان الولد تقريبا ابن سنه ونصف..
سألته وين ماما؟الولد تلفت يمين ويسار ..وما عرفها خاصة أن كل الحريم لبسهم متشابه لحد كبير..
بس أم الولد سمعتها .. أشرت لها وقالت لها: أنا أمه وشايفته..
تبسمت مرام ..
وقفت والولد بحضنها وراحت به لأمه
جلست حوالي نص ساعة.. وهي تتأمل الأطفال.. وفكرها في عالم ثاني..قامت نفضت عبايتها ومشت بهدوء ورجعت على البيت..
وما تدري أن خالد يتبعها..وصلت لباب شقتها .. وكتفها يألمها .. ما استطاعت تفتح الباب..سمعت صعود أقدام .. وقفت بينما مر خالد.. وعندما عرفت أنه هو .. تمنت لو تنشق الأرض وتبلعها..بصراحة أكثر أصبحت ماتطيقه..
مر من جنبها.. والتفت وشاف أنها ماسكة كتفها .. وتناظر المفتاح ..
رجع لجنبها وسألها: في مشكلة في الباب؟
ساكتة .. وما ردت..
وهو يعرف شعورها ناحيته تماما في هذه اللحظة بعد اللي سمعت منه.. بس هو ما اهتم..
تقدم أكثر: طريق لو سمحتي وأنا بفتح..
تراجعت مرام للخلف أكثر.. وفتح خالد الباب..وطلع..
ودخلت مرام شقتها..
وبعد المغرب تنزل نورا مره ثانية تدق على مرام الباب لكن مرام سوت نفسها نايمه...
وقلبها يتقطع .. تعرف ان نورا مالها أي دخل بالموضوع لكن لازم تلاقي حل وبينما تلاقيه تحاول تتهرب من نورا وخاله سلمى...
سمعت نورا تطلع الدرج... وطلعت منها هي تنهيده عميقــــــه...
*****
وتستمر الحياة....ويمر اسبوع.......
حاولت مرام فيه جاهده انها ماتتلاقى بالمدعو خالد ..ونورا مانزلت لها شعرت مرام بقلق لغيابها لكن هكذا اريح لهم الثنتين..
..........................

وفي صباح اليوم كان الجو ماطر مطر خفيف والجو مائل للبروده... وصلت مرام الشركة متأخرة بسبب المواصلات ....باقي على التوقيع عشر دقائق فقط..
كانت متجهه للمصعد.. بس لفت انتباهها بنت صغيرة تبكي..
راحت لها وحضتها : مال القمر يبكي؟
بس البنت ما وقفت بكاء
مسحت على راسها.. وقبلتها على خدها .. وضمتها بحنان..وهمست عند أذنها: خلاص ماما ولا تبكي ياقمر.. قولي لي مع من أنتي هنا وأنا بوديك..
شافت البنوته من بين شهقاتها وجهه مرام وشافت عيونها ونطقت من بين دموعها: مع بابا..
مرام تمسح عيون البنوته: خلاص أنا بوديك عند بابا .. أيش اسم القمر؟
" شهد
مرام: اللــــــــــــــــــــه . . اسم يجنن وما يصير صاحبته تبكي..
خذت البنت وراحت بها على المكتب.. بعدما شرت لها فطور وتسالي..هدأت البنت..
أول ما دخلت المكتب تأملوها محمد وأيمن باستغراب..
بس هي ما خلت نظرات الاستغراب منهم تطول..
مرام: شباب .. ماحد يعرف منكم بنت من هذي؟
هزوا رؤوسهم بمعنى لا..وهم ساكتين وحواجبهم مرفوعه علامة الاستغراب..
مرام: حصلتها في الرسيبشن (الاستقبال) وقد كلمت السكرتي(الأمن) الخاص بالشركة إذا حد دور عليها يدله علي..
أيمن وهو يتأمل شهد: وإذا ما حد ظهر؟
مرام: ساعتها لازم تساعدوني وتروحوا على القسم تحطوا بلاغ .. وأنا باخذها معي البيت..
محمد: وإذا ما ظهروا أهلها؟
مرام: ياشيخ بيظهروا البنت مش بنت شارع .. تقول جاءت هي وأبوها.. وبعدين شوف شكل البنت ..واضح أنها بنت ناس..ساعتها بنستعين بوسائل الأعلام .. إبتداءا من الصحف وانتهاء بالتلفزيون.. لا تكبروا القصة ايش فيكم؟
محمد: لا ابدا بس يعني نفرض..
حست بالبنت ترجف من البرد خاصة أنها لابسه كنزة على تنوره قصيرة مع هيلا هب..
ولأن الجو مطر وبارد نوعا ما عندما خرجت مرام من البيت وقد لبست لها شال..
والآن الجو صار أكثر بروده لأن المطر بدأ ينزل اكثر..
أخذت الشال ولفته على جسم الصغيرة..
مرام : هاه الأمورة الآن مش بردانه ؟
هزت راسها بلا وتأكل سندوتش..
هنا دخل عبد الحافظ زي المجنون : شباب شفتوا لي بنت صغي... وقبل ما يكمل شاف شهد بحضن مرام..
ما يدري ليش شاف أن عفرايت الأرض صارت تتنطط في وجهه
عبد الحافظ: تصدقي طول عمري مش مرتاح لك.. بس ما توقعت أنك حقيرة وسافلة لهذا الحد..كنت أحتقرك .. بس الآن صرت أكرهك..
صدق مالك أمان..أصلا لوكان في أهلك خير ما كنتي هنا.. وكلام يجرح في الصميم..
الكل ما استوعب الموقف بما في ذلك مرام..
وعبد الحافظ يكمل: كيف تأخذي البنت وهي كانت خلفي وأنا بآخذ لها فطور؟ كيف يا...
بس قبل ما يكمل ..
أيمن بغضب: بس .. بس يا غبي.. البنت ما كانت خلفك..البنت كانت تدور في الشركة وهي تبكي..
محمد بصوت لا يقل حدة عن صوت أيمن: ومرام أخذتها .. وحطت بلاغ عند رجال الأمن ..يعني كان مفروض تنتبه .. وبعدما ضيعت بنتك كان لازم تسأل..
مرام ساعتها وقفت .. وحطت البنت من حضنها .. وأخذت شنطتها..وخرجت وهي مجروحه..
محمد: أنت واحد وسخ..
أيمن: فعلا لاتصنع المعروف في غير أهله ..
محمد: لا والبنت تقول إذا ما ظهر أهلها ياشباب ساعدوني وحطوا بلاغ في القسم وأنا بروحها معي البيت وأعتني بها ..
أيمن: وفوق يامحمد من كثر ما تحن عليها حسبناها بنتها .. شفت كيف خلعت الشال ولبسته البنت ؟ وكأنها تقول إذا كنت متدفيه أنا ما أحس بشي..
محمد: والباشا مسوي فيها رجب طيب أردوغان هو ومبادئه..صدق اللي اختشوا ماتوا..
عبد الحافظ يتأمل بنته اللي جت وقفت أمامه .. لابسه شال سوسني .. مغطيها كلها لأنه أصلا كبير عليها .. وفي يدها كيس ورقي مليان تسالي ..
وشوي شوي ويستوعب كلام الشباب .. ويستوعب اللي صار..بس صحى على صوت شهد: بابا ليش خاله زعلت ؟ ليش أنت زعلت؟
لف عبد الحافظ ناحية الباب وطلع بسرعة هائلة..
عبد الحافظ: شباب انتبهوا للبنت لما أرجع..





التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 04-11-16 الساعة 06:29 PM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-09-13, 05:36 PM   #9

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




وتسمتر الحياه...
تمنياتي للجميع بمتابعة ممتعة وشيقه.....
ودي..
قمروبحر..


البارت السادس


لف عبد الحافظ ناحية الباب وطلع بسرعة هائلة..
عبد الحافظ: شباب انتبهوا للبنت لما أرجع..
دور عليها بطول الشركة ما لقاها.. راح مباشرة لمراقب الدوام..وسأله عنها..
المراقب : الأخت مرام أخذت إجازة اليوم من المدير مباشرة .. وطلعت قبل شويه..
رجع على المكتب وجلس وحط يده على راسه..
شاف الشباب يتأملوه بعتب شديد..
أيمن بنص عين: حصلتها ؟
هز رأسه بمعنى لا..
عبد الحافظ هو ساند راسه على الكرسي ويطالع السقف: أخذت إجازة ..وراحت..
محمد بسخرية: حلو.. اليوم خميس .. وبكرة جمعة .. يعني بيظل ضميرك يأنبك يومين .. هذا طبعا إذا كان عندك ضمير..
طالع عبد الحافظ في ساعة يده .. وأطلق تنهيده..
وقف عبد الحافظ وخرج للصالة وكأنه بيلاقي مرام... بعدين رجع وراح ناحية بنته اللي كانت جالسة على كرسي جنب محمد..
عبد الحافظ: الآن يا بنيتي موعدك مع الدكتور .. يلا لا نتأخر..
ومسك يد شهد وخرج..
*****
في المساء..مرام جالسه تحاول تكتب ..أو تكمل بعض الأعمال على اللاب..علها تشغل نفسها .. وتخفف على عينيها.. أو تأخذ بهما رحمة.. لانها مجرووووووووحة ورب السماء... كلما مسحت عيونها انهمروا مثل الشلال ..
ماعادت تشوف شي... تحاول تقوي نفسها مافي فايده..
تتنهد وتمسح على شعرها بيديها وتتمتم من بين دموعها :يااللــــــــــــه..

سمعت طرقات على الباب ..
قامت راحت على الحمام وغسلت وجهها.. ووقفت خلف الباب .. سمعت نورا تنادي بصوت خفيف: مرام..
ولما عرفت أنها نورا .. رجعت جلست على السرير سوت نفسها نايمه.. بس الطرقات مستمرة ..
ماطاوعها قلبها تتجاهل اكثر..حطت طرحه على راسها عشان تغطي وجهها الاحمر قدر المستطاع..
تفتح الباب وهي مسويه نفسها نايمة..كانت عيونها متورمة .. وأنفها أحمر..
أول ما شافتها نورا .. شعرت مرام بالإحراج..

نورا: العفو مرام إذا كنت أزعجتك .. بس يعني ما ظنيت تنامي في هذا الوقت .. عادو (لسه)بدري..الساعه لسه ثمانيه..
مرام بتثاقل: لا عادي .. خير..كان صوتها مبحوح عالآخر..
نورا: يعني أفهم من كلامك ما تحبي أدخل؟!
كان بود مرام لو تقول نعم .. مش لأنها ما تحب نورا.. بس عشان ما يدري خالد ويسوي قضية الشرق الأوسط..
بس انحرجت منها ..
مرام : لا ولو.. تفضلي .. إذا ما وسعتك الغرفة أحطك داخل عيوني..
نورا تتأمل في مرام: مرام ايش فيك؟ تعبانه؟ ليش تبكي؟ في شي مرام؟ احكي لي..
مرام تنزل الطرحه على وجهها اكثر.. مافي شي نورا ادخلي..
دخلت نورا وقبل ما تسكر مرام الباب سمعت شجون تجري..ماما .. ماما ..
وارتمت في حضنها وهي تقول: زعلانه زعلانه من ماما أنا زعلانه..
نورا وهي مستغربه : أيش حكاية ماما هذي فهموني؟
شهقت شجون : ماما آسفه .. نسيت أن عمه هنا.. يعني خرج السر؟؟
مرام تضم شجون وكأنها فعلا ترمي بكل همومها لما تضم هذا الملاك البشري الصغير.. .. وتحضنها وتوقف وهي في حضنها : هو خرج لكن مش مشكله عمتو نورا حبوبه مابتكلم حد..

نورا تعيد سؤالها: مرام .. ليش تبكي.. فيك شي..
مرام:.............
نورا: إذا فيك شي احكي لي ..
مرام: لا تشغلي بالك ما في شي..
نورا: لا في شي وكبير كمان.. شوفي شكلك كيف ؟
مرام: نورا.. ما في شي .. وبعصبية.. مرهقة بس...
نورا: خلاص لا تزعلي براحتك..
مرام: لا عادي ما في مشكلة ..
نورا تدخل الغرفة وتجلس على الارض وتسند ظهرها بالجدار بعدما اخذت مخده من على السرير : مرام ما يقارب الاسبوع وأنتي تتهربي مننا ..حتى يوم جبتي الإيجار عطيتيه أمي من الباب ونزلتي..ما عليك من خالد .. وبعدين أنا ما ذنبي..
مرام: .............
وتجلس جنب نورا..
نورا: مرام .. عادك زعلانه؟
مرام بطريقة جافة : نورا انتبهي يجي أخوك وأنت عندي..
مرام مجروحه وما عندها قدره تتحمل اكثر من اللي فيها..
نورا: ما عليك أنتي ..
مرام: لا علي ونص .. أنا ما أحب أسبب مشاكل لحد..
نورا بزعل: هذي طرده؟
مرام شعرت في نورا: نورا.. ما أدري ليش أخوك حاطني في راسه..وما أدري ما نظرته لي عشان يزعل .. إذا طلعت عندكم .. أو جيتي عندي ..
عشان كذا اقصري الشر.. وما تعقديها علي وعلى نفسك..
نورا متأثرة من كلام مرام : واضح أنك جالسه زعلانه ومتحسسه..وما ألومك اللي سواه أخي مش هين..
بس أرجوك لا تأخذيني بذنبه عندك..والله أني أحبك مثل واحده من أخواتي.. بالعكس .. والله ما اتكلم مع وحدة منهن براحة زيما أكلمك..
مرام بغصه: ما علينا .. ولا تفتحي لي موضوع أخوك أبدا..
نورا تسند ظهرها اكثر وتتنهد : إذا هيك حاضر من عنوني.. قصدي عيوني..وتحاول تبتسم حتى لو ابتسامة صفراء كذابه..
طبعا شجون بس حست بحضن مرام راحت في سابع نووووومه..
نورا تشوف ناحية مرام: لحظه .. أيش حكاية ماما وسر وو...؟
تبتسم مرام من بين دموعها.. وتحكي لها القصة..
*****
من الظهر .. ومن ساعة ما وصلت هي وأبوها وهي ما وقفت كلام عن الخالة اللي راحت اشترت لها شبس .. ولبستها شالها..و جالسه تحكي لأمها عن حلاوتها معها..
شهد: ماما .. حبوبه.. حلوه.. وعيونها ماما تجنن..
طبعا أمل في كلام عجبها .. وهو أن بنتها ما ضاعت وأن في حد أخذها واعتنى فيها..وفي كلام ما عجبها أبدا.. وهو وصف شهد لمرام اللي هي ما تعرفها..إذا كانت هذي بنتها فكيف بزوجها..
نومت الأولاد .. وكوت الشال بعدما غسلته .. وبخرته..وواضح أن صاحبته في قمة الذوق والأناقة..
حطته في كيس ورقي أنيق..
ولفت لعبد الحافظ اللي من ساعة ما جاء وهو ما هو معهم خالص..
تتأمل فيه وهو في عالم ثاني..
حطت الكيس من يدها عشان يصدر صوت ومافي فايده..
أمل: الشال جاهز..
عبد الحافظ: .....
أمل: حلوه .. صح؟
التفت لها عبد الحافظ بضيق : أمل .. مش وقت غلاستك..
أمل بعصبية : ليش؟ شايفني عمياء؟
عبد الحافظ بصوت حاد: أمل ايش قصدك.
أمل بعصبيه: من فتره وأنت مش على بعضك.. وكنت حاسة أن وحده السبب..
عبد الحافظ معصب جدا: أي وحده وأي واحد ؟؟ الله يهديكم الحريم أنتوا وهذي الخرابيط
أمل بنفس حدة الصوت: لا مش خرابيط.. لو ما كان صح ما كان وصل شالها لعند بنتك..
عبد الحافظ: أوووووف اللهم طولك يا روووح..أمل حكينا لك كيف وصل..
وما كانت تعرف أنها بنتي .. وإذا مش مصدقه روحي المكتب واسألي..
أمل : المهم أنك مهتم فيها..
يوقف عبد الحافظ من مكانه: من قال لك هذا الكلام؟
أمل: طيب وليش سرحان وزعلان؟ وبدأت دموع عيونها تتجمع..
عبد الحافظ بغيض : أنا مش سرحان .. بس نعم زعلان .. أنا غلطت على البنت ..
أمل بدأت تبكي: وأيش فيها يعني؟
عبد الحافظ بسخرية لااااااااذعة : ووووالله ..هذا بدل ما تقولي أعتذر منها؟
أمل: ليش يعني كنت خايف على بنتك..
عبد الحافظ : صح بس أنا ما خليت كلمه ما قلتها لها..
أمل دموعها صارت سيل: شكلك متيم عالآخر..إذا ما طلعت لك ولها النجوم بعز الظهر..
عبد الحافظ : أمممممممممل.. أقصري الشر..
أمل : لا وبكيفي .. وهذا الشال اللي ناوي ترجعه لها وتتحجج به لخلق موعد ما بيرجع..
وأخذت المقص وقطعته...
عبد الحافظ عصب فوق ماهو متعصب من فعلتها : يا غبية لا تحطيني بموقف محرج مع البنت..
أمل : أنا غبية؟ أكيد انا من بعدها غبيه .. ماهي ورتك الذكاء على اصوله.. انااصبحت غبيه هاه؟ طيب ياعبد الحافظ ..
عبد الحافظ وصل ضغطه لـ 1000: يا رب صبرني .. قولي لي أيش يرضيك؟
أمل: تقول لي اللي بينكم؟؟!!
عبد الحافظ :من الصبح وأنا أحلف لك أني ما أطيقها وما بيننا شي وأنت راسك متحجر ..ايش اسوي بعد؟؟
وأخذ مفاتيح السيارة من فوق الطاوله..
وخرج من البيت .. وأمل تبكي.. وتلعن الساعة اللي حطت صاحبة الشال قدام زوجها..
*****
غسل يديه وبدل ملابسه ..وأخذ مفاتيح سيارته .. بس قبل ما يخرج من الغرفة جاء صديقه ..
يوسف: خالد يا ريت اليوم توصلني على طريقك .. سيارتي في الورشة..
خالد : على الرحب والسعة يا شيخ.. بس ما كأنها طولت سيارتك في الورشة هذي؟
يوسف وهو يتنهد: طالبين مبلغ كبير .. ما توقعته .. رحنا قلنا لهم بتهرب زيت.. طلعوا لنا فيها مية عله جنبها!!!
خالد وهو يضحك : هههههه زينا إحنا الدكاترة لما يجي المريض وهو عنده صداع ونقوله عندك كذا وكذا يقول أنا جيت وعندي صداع بس .. والباقي من عندك يا دكتور!!!
يبادله يوسف نفس الضحكة :ههههه في هذي أنت الصادق .. شكل الله ينتقم لهم منا.. وخرجوا جنبا إلى جنب..
*****
حط يده على راسه يغطي عيونه بذراعه وهو ممدد على الكنبه..في الصالة في بيت ريم..
ريم: عبد الحافظ يا أخي لا تحمل نفسك فوق طاقتها
عبد الحافظ:....
واحتارت ريم ايش تسوي في هذه المشكله؟ عبد الحافظ جاء رمى لها الكرة وجلس ساكت..
ريم : أخي .. الآن أنت زعلان عليها ولا على أمل؟
عبد الحافظ وهو على نفس الجلسة: لا.. زعلان عليها .. ومن أمل..
ريم ما كانت تتوقع هذه الإجابة..
عبد الحافظ يكمل: مرام ما خليت شي ما غلطت عليها به... كيف أواجهها بعد اليوم ما أدري..
بس أمل ما تفهمت موقفي مع أني طلبت منها تحط نفسها في الموقف..
ريم: عبد الحافظ .. أمل زوجة..
رفع يده ووجه نظراته لأخته: الآن ما جيت عشان أسمع محاضرة ... عندك حل أسعفيني فيه..
ريم تعقد حواجبها: وأي حل تشوف أنه يرضيك؟
عبد الحافظ يعدل جلسته: يعني كيف أعتذر منها؟ كيف ألاقي في السوق نفس شالها ..
ريم ما عجبها الكلام خاصة أن أخوها ناسي زوجته وباله كيف يرضي زميلة العمل!!!
ريم: إذا على الشال بتحصله في مركز عالم الأنوثة في شارع جمال..
وكيف تعتذر ..أعتذر وأنت وحظك .. بس بصدق يا أخي ما أقدر أوقف معاك ضد أمل..وصدقني لوكنت شايفة أن في أمل شي ينعاب كنت ساندتك.. بس..
لكن ما كملت كلمتها إلا وعبد الحافظ يغلق باب البيت ..طلع وهو أكثر ضيقا .. كيف تشوف أخته أن وقوفها معه وقوف ضد زوجته!! كيف يحسبوها الحريم هاذول؟؟؟؟
*****
خالد وهو يسوق:يوسف أنت متأكد من الكلام الذي قلته لي عن...وسكت..
يوسف فهم عليه: أكيد مليون في المية .. كيف تحب أثبت لك..
خالد : خلاص مش وقته ..
*****
ومر يوم الجمعة.... بطيء على عبد الحافظ اللي ما راح مكان .. غير الجامع ورجع ونام ..وما أحد يدري عن اللي في قلبه..
وأمل حابسه نفسها في الغرفة الثانية وما واجهت عبد الحافظ..
وأبطئ على مرام اللي كانت مجروحة ..وما نامت طول الليل ..وكلما زعلت جراح كتفها وذراعها وظهرها تألمها أكثر..
وجاء يوم السبت.....
وعبد الحافظ أول شخص في المكتب..وتواجد الكل ما عدا مرام.. واللي كانت آخذه إجازة من يوم الخميس..وهو ما يدري.. ما عرف كيف يشتغل .. وفي البيت ظل معصب .. واشتدت المشادات بينه وبين أمل زوجته..
وكان يوم الأحد.....
وكان أول المتواجدين..ولما شاف أن الكل جاء ما عدا مرام ..شعر بصداع شديد..
لكن مرام في آخر لحظة ظهرت...
سكت الكل .. وجلست على مكتبها وما حيت حتى تحية الصباح..
عبد الحافظ تنحنح: مرام..
مرام:..........
محمد وأيمن ساكتين ومكتفيين بالمراقبة..
عبد الحافظ: مرام .. والله ما كان قصدي أغلط عليك .. بس كنت خايف على بنتي..
بس مرام ولا كأن في غيرها في المكتب..
عبد الحافظ: طيب قولي لنا أيش يرضيك.. والله لو تقولي إذبح جمل لروح أجيبه..بس يرضيك..وأنا والله آآآآآآآآآسف..
( طبعا في اليمن إذا غلط حد على حد يذبح له الذي غلط عليه ذبيحة في باب بيته أو عمله .. يعني في المكان الذي غلط عليه فيه..ويسمى الهجر..)
بس مرام ولأول مرة تسوي هذه الحركة .. طلعت سماعة الكمبيوتر من الدرج.. وحطتها على أذانها.. وحطت لها فلاش فيه أناشيدها المفضلة..
والتفتت ناحية أيمن ومحمد:شباب إذا فيه مع أحد منكم عمل حطوه على المكتب..وشغلت مشغل الموسيقى.....
عبد الحافظ شعر بإهانة ما بعدها إهانه.. بس تمالك نفسه وهو يقدر ردة فعلها..
قام وتحرك ناحيتها: مرام أقولك حقك عليا..خلاص..وحط جنبها كيس ورقي فيه شال نسخه من شالها .. لكن مرام عرفت من نظرة خاطفة أنه مش الشال تبعها.. ما تنازلت حتى تناظر ناحيته..

ومر أسبوع كامل....
لكن لا حياة لمن تنادي..
مرام ماتكلم عبد الحافظ ابدا وتحاول تخلص عملها بسرعه عشان تطلع بسرعه من المكتب..
اليوم الخميس .... شعرت بتعب شديد وتقدمت لمراقب الدوام بطلب اجازة لباقي اليوم ولما شاف انها فعلا تعبانه وقع على الاجازة وراحت على البيت...

*****
اليوم جمعة ومرام تعبانه ونايمة..ما نامت بعد صلاة الفجر إلا الساعة ثمانية..الآن تقريبا الساعة عشرة..
فتحت الباب على الطرق المستمر.. طلت خالة سلمى وفي حضنها شجون:صباح الخير .. صحيناك يا بنتي..
مرام بصوت متعب: لا عادي تفضلي يا خالة..
خالة سلمى: والله شجون شغلت الأمة بكاء تشتي تشوفك.. وأنا قلت فرصة من فترة ما عد شفتك.. قلت يمكن تذكريني يابنيتي حتى لو زعلانه منا ..
ابتسمت مرام بتعب: لا ياخاله بس انا مشغوله انا مش زعلانه منك..
وطلبت منها تدخل .. ولما دخلت جلست على السرير..
وجلست مرام بعيد عنها..جرت شجون وجلست في حضنها..وهو واضح عليها أنها جدا تعبانه..
أم خالد: مرام أنتي تعبانه شي؟
مرام : لا يمكن إرهاق..
تقدمت أم خالد منها وحطت يدها على جبهتها وأطلقت شهقة: لا يا بنتي.. أنتي مسخنه.. واضح أنك محمومة..
ما ردت مرام وما كان عندها قدرة ترد من تعبها..
حطت شجون في حضن جدتها : خذي الصغيرة يا خالة.. بعدين أعديها .. هو شوية زكام وبيروح..
سمعوا ساعتها وقع خطوات على الدرج وتأكدت كلا منهما أنه خالد..
أسرعت أم خالد وفتحت الباب: خالد
التفت لأنه كان قد تجاوز بابها..
بس أول ما شاف أمه وكمان بنته كشر تكشيرة واضحة: خير يا أمي؟ وبعدين أيش وداك عندك؟
أم خالد بعتب: خالد..
خالد بصوت مضغوط: أمي خلاص أنت ما نقدر ونمنعك.. بس نورا وبنتي.. محجورين ينزلوا عندك..
أم خالد بغضب : طيب مش وقت هذا الكلام نتفاهم بعدين..الآن مرام تعبانه ومسخنه .. يمكن زكام والتهاب اللوز.. ايش أسوي لها..
خالد بترقية: ما أدري.. أنا مش طبيب يجي للبيوت .. إذا شافت نفسها تعبانه بجد تجي للمستشفى..
حنا مش عاملين عند أحد..وما نعالج حد بالمجان..
أم خالد : خالد..
خالد: هاتي بنتي يا أمي..
ونزل وأخذ شجون وطلع..
مرام شعرت بالبرد يقطع اوصالها اخذت البطانية وتغطت بها والحمى شكلها بتنتصر عليها..
بس...سمعت كل شي..
أم خالد لما شافت هذي حالتها.. طلعت بسرعة ولبست بالطوها وشيلتها وبرقعها..وهي ناوية تروح على أقرب صيدلية...شافها خالد
خالد: خير يا أمي على وين؟
أم خالد بنظرة كلها عتب : ما أنت ابني اللي ربيته خسارة فيك الطب ياولدي.. هذا القسم اللي أديتموه؟
والتفتت لنورا: سوي شوربه دافيه ونزليها لمرام وأنا بروح الصيدلية وأرجع بسرعة..
تدخل خالد: أمي قلنا نورا مالها نزله..
أم خالد بغضب: شوف لهنا وبس ..البنية بين الحياة والموت يكفي يا دكتور..
وراحت بسرعة..
نورا سوت شوربة حليب سريعة ونزلت..
ولأنها جمعة فأكثر الصيدليات مغلقة ..
دخلت نورا لأن أمها ما سكرت الباب .. وشافت مرام تحت البطانية ما هي دراية وين هي..
خافت عليها..نادتها ..فتحت مرام عيونها بتعب..
نورا: مرام قومي كلي لك ملعقة شوربه..
مرام تهز راسها بمعنى لا..
دخلت ساعتها أم خالد وفي يدها كيس علاج
أم خالد: هاه أكلت
نورا: لا .. حاولت وما رضت
أم خالد :لازم تأكل..
وأخذت الشوربة من يد نورا..وحاولت تأكل مرام..
بس مرام رافضة تماما..
أم خالد: بنتي لازم تأكلي..
مرام بصوت مرة تعبان: خالة أرجوك رجاء خاص .. ما أشتهي آكل شي..
احتارت أم خالد ونورا أيش يسووا لها ..
أم خالد : طيب يا بنتي أشربي هذه الحبة المهدئة ولما تخفي نضرب لك الإبرة..
مرام: طيب.. بس.. بكم العلاج؟..
فتحت أم خالد عيونها عالآخر: مرام مش وقت هذا الكلام..
بس مرام لفت ناحية الجدار..بدون ما تتكلم .. وأصلا ما عد كان فيها حيل تتكلم..
كانت الدنيا تظلم شوية شوية..بس سمعت صوت مثل الخيال لأم خالد: نورا روحي نادي أخوك البنت بتروح من بين يدنيا..
لفت بجهد ومسكت يد أم خالد بيدها الساخنة: خالة سلمى حلفتك بالله ..حلفتك بالذي لا إله إلا هو ..لو يحصل لي اللي يحصل لا تخلي الدكتور خالد يعالجني..
وما عد درت هي وين من شدة التعب لاهي اللي غابت عن الوعي ولاهي اللي قادرة تميز... وما عرفت كمان أن خالد كان على وشك الدخول للغرفة ووقف لما سمع كلامها.. وقف مصدوم .. ومتفاجئ..
*****
فتحت عيونها .. شافت كل شي أبيض .. لفت يمين ويسار .. شافت أم خالد جالسة جنبها..
أول ما شافتها أم خالد ابتسمت: الحمد لله على السلامة..
مرام: الله يسلمك.. أيش حصل يا خالة؟
أم خالد: تعبتي علينا فجبناك هنا المستوصف عشان تأخذي اللازم..
مرام: ومن متى وأنا هنا؟
أم خالد: من الصباح .. والآن الساعة ثلاث العصر..
تذكرت مرام اللي حصل..
وناظرت خالة سلمى: من جابني لهنا؟
سكتت أم خالد..
شافت مرام أنها لابسه عبايتها وطرحتها ..
أم خالد : لا تخافي .. والله خرجتي متغطية ما باين من وجهك شي ..
ارتاحت لما سمعت هذا الكلام.. بس حزت في نفسها أن خالد من جابهم..
دخل الدكتور وحطت مرام على وجهها طرحتها..
الدكتور: الحمد لله على السلامة ..
مرام: الله يسلمك..
الدكتور: خلاص أنتي الآن زي الفل ..بس بتأخذي هذا المضاد مع هذا الفيتامين لمدة عشرة أيام.. الالتهاب عندك حاد وإذا أهملتيه بيصير مزمن..كلي كويس .. التغذية مهمة جدا..
وأعطى الورقة لأم خالد..
طرق خالد الباب : أمي يقول الدكتور عادي نطلع..وما دخل..
قامت مرام ولفت طرحتها على وجهها بشكل نقاب: خالة أعطيني الورقة..
ما جادلتها أم خالد ومدت لها بالورقة..
مرام: كم تكاليف العلاج من الصباح للآن؟
أم خالد بعتب: مرام..
مرام: خالة ما أنا خارجة من هنا إلا لما أعرف..
أم خالد: مرام.. هذي على حسابي أنا ..وماله أي دخل خالد
شعرت مرام بالحرج من خالة سلمى... خرجت من الغرفة .. ولما وصلت عند باب المستوصف..شافت خالد جالس فوق السيارة ينتظر يطلعوا ..
مرام: خالة سلمى ..
التفتت لها أم خالد بدون ما تتكلم..
مرام: روحي أنتي وأنا بمشي مشي..
أم خالد : لا .. أنتي تعبانه..
مرام : خلاص باخذ تكس..
أم خالد: مرام لايكون راسك يابس..
مرام: ما تشيلي همي خالتي.. كفيت ووفيتي .. ووالله لو سويت ما سويت ما جازيتك..روحي أنتي..
سمعوا زمور السيارة بس بدون ما يلتفت ..
خرجت أم خالد من شنطتها مبلغ وحطته في يد مرام..
أم خالد: خذي العلاج .. واستأجري تكس.. ووقت ما تجيبي الإيجار رديه..أظن هذا يرضيك..
وراحت ركبت السيارة جنب ابنها..


في السيارة..
خالد يسوق بدون ما يتكلم..
أم خالد : فيك شي يا ولدي؟
يلتفت خالد لأمه : لا ولاشي يالغالية..ليش؟
أم خالد:أشوفك سرحان..
خالد: بصراحة ...وسكت شوي.. محتار من هذي مرام..
أم خالد: في أيش بالضبط؟
خالد: في كل شي..
أم خالد: خالد ياولدي...ليش آخذ من هالبنت موقف.. تعرفها شي؟ سمعت عنها شي؟
خالد: لا..
أم خالد : طيب .. ليش تتعامل معها هكذا؟
خالد: هي شايفة نفسها.. وبعدين ليش عايشه لحالها؟
أم خالد : طيب أنت مالك ومالها؟تشوف حالها .. تعيش لوحدها..
سكت وما رد..وكان قد وصل للبيت .. نزلت أمه .. وهو راح على المستشفى..
........
في المساء خالد جالس في الصالة أمام التلفزيون يقلب في القنوات ما استقر على شي..
شاف نورا داخلة من باب البيت ..
خالد: من وين جاية؟
نورا بتردد: من عند مرام
خالد : كيف هي الآن ؟
نورا: أحسن شوية .. بس فيها عناد الأرض ..ما رضيت تأكل إلا بعدما نشف ريقي..
خالد: ليش هالحركات؟؟
نورا بصوت منخفض: أنت السبب..وراحت من أمام خالد قبل ما تعطيه فرصة يتكلم أو يرد........
خالد يفكر في هذه البنت وتصرفاتها... والكلام اللي سمعة عنها؟؟؟ بس كيف تجي هذه؟؟؟ ما قدر يربطهم ببعض؟؟؟حط الريموت وراح على غرفته .. بدأ يشعر أنه مصدع....
........
في اليوم التالي..
راحت مرام على عملها وهي باين عليها الإرهاق..فطرت في المصلى وأخذت العلاج..
راحت للمكتب..وقبل ما تجلس... شافت وردة بيضاء على لوحة المفاتيح..
كان الكل متواجد .. على طول عرفت أنها من عبد الحافظ..
أخذتها وعلى طول على سلة المهملات...
وبكل هدوء جلست وتبدأ عملها..
عبد الحافظ تنرفز من ردة فعلها.. من أسبوع وهو يعتذر لها .. وسوى كل شي .. واستخدم كل الأساليب والطرق..
ايش يسوي بعد.. وراح وقف أمامها..
عبد الحافظ بعصبيه: أنت من تحسبي نفسك؟ صح غلطنا .. والكل يغلط .. واعتذرنا.. والكل يقبل ويتقبل الاعتذار..بس أنتي على راسك ريشة؟؟
مرام ولا كأنه موجود تطبع في الأوراق ..
عبد الحافظ بصوت حاد: هاي نحن هنا .. يا أهل البيت..
مرام ترفع راسها : تكلمني؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
عبد الحافظ وهو يكاد ينفجر: لا..
رجعت على طول تكمل شغلها..ولا كأن في شي..
عبد الحافظ: طيب براحتك..
وخرج من المكتب....
أيمن: مرام ما كأنك زوديتها شويه؟
محمد: يعني الرجال غلط .. واعترف .. واعتذر.. والمسامح كريم..
مرام: وأنا ما طلبت منه يعتذر.. بعدين ليش هو مصر يكلمني؟؟؟؟
أنا ما أحب يكون بيني وبينه أي كلام؟؟؟حتى لو في إطار العمل..
وعلى فكرة أنا قدمت على طلب نقل مكتبي لأي قسم ثاني.. بس الآن ما في مكان شاغر..
المسألة مسألة وقت...
رجع عبد الحافظ وجلس على مكتبه أمامها.. وظل يتأملها..
عبد الحافظ: مرام...
مرام: ................
عبد الحافظ: فيك شي؟؟؟
مرام شافت ناحيته بس ما ردت..
عبد الحافظ: شكلك تعبانه ..
أخذت مرام نفسها وخرجت من المكتب...

...........
بعد أيام.....
صحت من النوم على صوت الباب..شافت الساعة ثنتين في الليل..استغربت .. بس حست بخوف.. قامت وحطت المنشفة على راسها وقربت من الباب...
مرام: من ؟؟
نورا: أنا يا مرام افتحي..
شعرت بخوف أكبر.. وفتحت..
مرام : خير نورا في شي؟؟
نورا: شجون..
مرام : خير أيش فيها؟
نورا: تعبانه .. ومحمومة .. جينا نشربها علاج.. راسها وألف لا ما تشربها إلا ماما.. اللي هي أنتي..وكمان معاها إبرة.. حاول خالد بكل السبل.. بس ما في فايدة..حتى... وسكتت..
مرام: حتى أيش؟
نورا: حتى أنه ضربها..لما عرف أنها ما تشتيك(تريدك) إلا أنت..
مرام: قصدك أطلع؟
نورا: ماباليد حيله..
مرام ما عاد دخلت بيتهم من يوم العزيمة...لكنها الآن مضطرة ..بس هي وعدت هذا الخالد ما تدخل في الأمور الطبية في عائلته؟؟؟ كيف تسوي؟؟؟ سمت بالله ولبست عبايتها وبرقعها..وطلـ؛ـعت.....
دخلت هي ونورا.. وكان خالد في الصالة واقف وهو باين عليه معصب..
صوت شجون كان مالي البيت.. كانت في حضن جدتها..
حضنتها مرام والصغيرة تبكي بحرقة مقهورة من أبوها..
شجون من بين شهقاتها: ماما .. ماما ضربوني ياماما .. وتبكي بحرقة..
ضمتها مرام بكل حنان الأرض: شجون حبيبتي طيب ليش ما تشربي العلاج..
شجون: ماما إبرة ..
مرام: عشان أميرتي تطيب .. وتلعب وتجري
شجون: لا لا لا أنا خايفة..
وقبل ما تنطق مرام بأي كلمة .. جاء صوت خالد غاضب: أمي .. ما هي آخرتها معاكم؟ ومن متى أم بنتنا ما نعرفها؟ البنت تحتاج بس ضربة على أصولها..زادت عليك الحنية..خليني أربي بنتي .. أحسن ما أدري إلا وقد مع البنت أب ثاني..
كانت الكلمات على مرام كالسم الزعاف..
وشجون زاد خوفها لما سمعت صوت أبوها.. ضمتها مرام أكثر..
مرام: شجون أنا بضرب لك الإبرة..
شجون: لا لا لا ..
مرام: ولك اللي ودك..
شجون: لا لا لا
مرام: هذا وعد مني ..
شجون يزيد بكاها..
أم خالد تعطي مرام الشراب الخاص بالاطفال: خلاص يامرام بلاش الابره خليها تشرب لنا هذا العلاج راضين ..
وبعد جهد جهيد اقتنعت شجون بعدما وعدتها مرام انها تجيب لها الاشياء اللي طلبتها مقابل انها تشرب ملعقة العلاج...
نامت البنوته بعد العلاج بشويه حطتها مرام على سريرها ورجعت على غرفتها....
..............
حاولت تنام.. بس ما جاها نوم وهي تتذكر كلماته عندما خرجت..
خالد: هاي أنتي.. لهنا كفاية.. آخرتها تكوني أنتي أم لبنتي.. أخاف بكرة تجيبي لها أب كمان..روحي دوري لك على سكن بعيد عنا..
دموعها شاركتها كل حسراتها..وآلامها
استغفرت ربها..وقامت على صوت أذان الفجر وصلت فرضها ..وقرأت وردها .. وأذكارها..
.............
خالد جالس قرب بنته بعدما نامت..
ولسان حاله يقول:
(ياما ضحكت بدنيتي ضحكة افراح
وياما بكيت من الفرح بعد الأحزان..
ياما ذرف دمعي على خدي نضاح
وياما نشف لحظة على كف الأوجوان..
عيني جفاها النوم أيام وانزاح..
باتت سهيره تنشد أحوال إنسان..
إنسان غالي نوره في قلبي صباح..
نبضه يحرك خافقي ودم شريان..
في ليلة عشنا بها هم واتراح
بنيتي فيها الألم بات سكان
غطت براءة حسنها أتعاب وصياح
على سرير فاقدن حب وتحنان..
صارت كما وردة لفحها غبرة رياح..
وارتجينا ربي يجلي عنها ما كان..
بدعوة صادقة بسجدة والحاح..
وجمعنا مع علاجها سنة وقران..
رحلة ألم تمت أيام ما ترتاح..
تشكي ببكاها لهلها ورب الأكوان..
سميتها شجون يوم طيفها لاح..
بعد الشفا سميتها شعاع الأكوان...)
منقول
............


في المكتب تنجز عملها.. ساكتة.. هادئة..تفكر وين تروح ..
رن هاتف المكتب...
مرام بصوت كله حزن: ألو...
.............
مرام: طيب ، ثواني..عبد الحافظ تلفون لك..
قام عبد الحافظ : ألو..
......
"نعم؟ الآن جاي ثواني بس...
التفت ناحية الشباب: شباب من يخلص لي عملي ؟ التسليم بكرة..عشان نبدأ التنفيذ..
بس ما أحد رد عليه..
عبد الحافظ: محمد أيمن.. أنا لازم أروح المستشفى زوجتي في حالة ولادة ..
محمد: عيب أقولك اركن وأنا مشغول..
وقبل ما ينطق أيمن حرف أشرت له مرام بإيماءة من رأسها أنه يقبل العمل..
انحرج أيمن: طيب خلاص بحاول أخلصه روح..
عبد الحافظ: من زمان أنا عارف أنك رجل المواقف.. مش زي بعض الناس ويطالع محمد..وخرج على عجل..
أيمن: بس يا مرام أنا عندي عمل يمكن أكثر من محمد حتى..
مرام: عادي.. ومن قال أنك بتخلصه؟؟؟!
محمد: قصدك هذي فرصتك تنتقمي منه؟؟
مرام بدهشة: يا ساتر كيف تفكروا!! لا أنا بخلصه ..بس هو يظن أنه أيمن..
محمد وايمن حاسين ان في مرام شي.. لكن ماسألوا وماحبوا يتدخلوا شكلها وصوتها مبين عليها كل شي اليوم....
ومرام قامت واتجهت لكمبيوتر عبد الحافظ..


لا تقولوا قصير ^___*
ودي ......
قمروبحر..



سبنا 33 likes this.

لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-09-13, 05:39 PM   #10

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




مدخل
وهناك ماقد يجبرنا أن يدفع الثمن أشخاصاً آخرين لا ناقة لهم ولا جمل..
طابت أوقاتكم بكل خير..
اليوم اطرح بين ايديكم فصل جديد من فصول أبطال روايتي..
تمنياتي لكم بالقراءة الممتعة والشيقه..
مع خالص ودي..
قمروبحر..




البارت السابع




محمد وايمن حاسين ان في مرام شي.. لكن ماسألوا وماحبوا يتدخلوا شكلها وصوتها مبين عليها كل شي اليوم....
ومرام قامت واتجهت لكمبيوتر عبد الحافظ..

كان المشروع
صالة أفراح.. أول ما شافت الصورة.. تنهدت لاشعوريا..
هو كان مخلص تقريبا.. بس باقي أجزاء من السقف.. بس هي عدلت وحطت على السقف ثلاث قباب مجوفة ومغلفة بزجاج ملون برسومات ما بين ورود عصافير وسماء زرقاء واللون الزهري الغامق..كانت قبة كبيرة في الوسط.. وقبتين أصغر في الأطراف..حطت لكل قبة ثريا مناسبة..وبعدين نزلت للكوشة.. عدلت الدرج وحطت درج من اليمين ودرج من الشمال كل درج مائلة نحو الداخل .. ويلتقيان عند آخر درجة..وعند نهاية الدرج عمودين رومانيين في كل طرف في أعلى كل عمود ورود ملونه فوقها فراشات مصنوعة من الجبس..
والممر الخاص بالعروسة سوت على الجانبين شموع من المرايا .. نهاية كل شمعة لمبة على شكل شعلة يتلاعب فيها الريح.. أول شمعة طويلة وبعدين أقصر فأقصر لحد سبع بعدين تكون أطول بعدها أقصر على مجموعات .. فتكون شكل متموج.. وأخر سبع من نهاية الممر مثل بداية الممر..

(خيال الكاتبة)

وبعض التعديلات هنا وهناك كأماكن المرايا..وبعض اللوحات الجدارية..

......................
عبد الحافظ يدور في الممر الخاص المستشفى وهو رايح جاي..وكل شويه عيونه على باب الغرف الخاصة بالتوليد..
شعر ان الوقت تأخر...يفرك يديه ويدعي ..
يرن جواله...
يرد عليه وهي ريم تتطمن لأنها في البيت مع الاولاد..
أم أمل في محافظه ثانيه وماكانوا متوقعين انها تولد قبل اسبوعين
لكن يبدو انه حصلها ولادة في بداية الشهر التاسع..

تخرج الدكتوره من الغرفه وعبد الحافظ يشوف ناحيتها منتظرها تتكلم..
كانت الدكتوره واجمه..
ومنظرها خلع قلب عبد الحافظ...
واخيرا تكلمت الدكتوره: أنت عبد الحافظ الـ.... زوج أمل الـ.....
عبد الحافظ بقلق: نعم دكتوره..
الدكتوره : ممكن تلحقني على المكتب ..
عبد الحافظ : إن شاء الله.. لكن ممكن تطمنيني عن امل؟
الدكتوره : اطمن هي الحمدلله بخير كلها 4ساعات وتطلع...
وسكتت لحظه: لكن...
عبد الحافظ : لكن ايش؟
الدكتورة: المولود توفي.........
عبد الحافظ شعر بألم في صدره من الكلمه: المهم امه دكتوره..
الدكتوره أخيرا ظهر على محياها ابتسامه خفيفه: اطمن امه الان تمام لكن تعبت مع الولاده ثانيا الولد لوكان عاش كان محتاج يظل في الحضانه اسبوع على الاقل ..
لكن الله يعوضكم بغيره..
ممكن الان تجي معي توقع على الاوراق عشان تخرج الام وابنها..
................

بعدما خلص غداه : وين شجون؟
نورا ترفع الصحون: نايمة
أم خالد: يا ولدي مالك ؟ خف عليها شوي..
خالد يقوم من على السفره: أمي لازم تخرج هذي من الغرفة في أسرع وقت..
أم خالد تتبع ببصرها ولدها: طيب يا ولدي.. بس باقي أيام على شهر رمضان .. وين تروح البنت تتبهذل .. بعد العيد يصير خير..
وفي بالها شي لازم تعرفه..
........
مرام بعد العمل وزحمة المواصلات وصلت للبيت ..
وصلت لباب شقتها فتحت الباب وبعدين واصلت للأعلى..
مرام تدق الباب .. فتحت نورا..
نورا باستغراب: مرام؟؟؟ يا هلا..
مرام: السلام عليكم..
نورا: وعليكم السلام .. مرام تفضلي...
مرام: لا ما أقدر مستعجلة.. بس أعطي هذا الكيس شجون.. كيف حالها اليوم ..
نورا تأخذ الكيس ومستغربه: الحمد لله تحسنت.. بس أيش هذا..
مرام تبتسم : وعد الحر دين عليه .. وأنا وعدتها أني بجيب لها فله مع بيتها ..إذا خلتني اشربها العلاج..
نورا: اهااااا وأنا أقول ليش كل شوية تسأل عنك.. لحظة أناديها تشكرك..
مرام: لا ما في أي داعي .. تصبحي على خير.. بوسيها لي .. وسلمي لي على خالة سلمى..
نورا تتابع مرام بنظرها وهي تنزل ... وفي قلبها حسرة عليها..
خالد وهو خارج من الغرفه ومستعد للخروج: من يا نورا..
نورا بقلق..: هذي مرام..
خالد يعقد حواجبه وتتغير لهجته : خير ؟؟؟
نورا: لا بس هي كانت واعدة شجون بشي لما طلعت وهي تعبانه...والآن جابته..
خالد : يارب صبرك..وطلع من البيت..
..................
يفتح الباب بهدوووووووء ويطل براسه اولا..شافها ممده على السرير الابيض وهي تعباااانه..دخل وقرب من السرير واول ماجلس ومسك يدها نزلت دموعها..
عبد الحافظ يمسح دموعها بيده: لاه ليش البكاء؟
أمل تشد على يد عبد الحافظ: راح الولد بعد كل هذا التعب..
عبد الحافظ فعلا هو زعلان على تعبها طول التسعه اشهر لكن هذا امر الله..
حط يده الثانية على يدها: لا تقولي هذا الكلام مره ثانيه .. الاجر عند الله ماراح..
وبعدين معنا شهد ومازن هم الدنيا ومافيها.. الله يحفظهم ويصلحهم..
ترفع أمل يدها تمسح دموعها..
وعبد الحافظ يشجها : ايوه كذا.. دائما أنا اعرف امل قويه في اصعب المواقف..
والان حياتي خلاص كتبوا لك خروج .. نروح على البيت وترتاحي ..وعمتي بكره إن شاء الله وهي عندك..
أمل : أمي؟ اتصلت فيهم ؟
عبد الحافظ: ايوه.. وخلاص بكره بتجي وتعتني فيك وانا اطمن عليك اكثر..انا عارف انك تعبتي من جلسة المستشفى لكن انا من طلب من الدكتورة تطول ساعات المراقبه عشان اطمن عليك اكثر..
أمل تبتسم بإرهاق..
وعبد الحافظ يساعدها على ارتداء ملابسها بينما حضرت الممرضه وهو راح يقرب السياره لبوابة المستشفى الداخليه..
.............
وبعد يومين اجازة قطعها عبد الحافظ عشان أمل وارتاحت فيها مرام آخر راحه ..
محمد وأيمن يتحمدوا لعبد الحافظ سلامة زوجته ويواسوه بوفاة مولوده..
ومرام ساكته... مانطقت حرف...
مع ان خبر وفاة المولود زعلها.. لكن ماحبت تتكلم ..ومستمره في عملها ..

عبد الحافظ: أيمن وووووالله عاجز عن شكرك.. قولي بس كيف أشكرك؟
أيمن وهو ناسي الموضوع: على أيش؟
عبد الحافظ باستغراب: شوفوا التواضع !!!على عمل الديكور لقاعة الأفراح .. بصراحة ذوقك أذهلني .. ما كنت أعرف أن عندك هذا الحس الفني.. صاحب المشروع أكثر من راضي..
محمد يضحك بينه وبين نفسه على وصف عبد الحافظ لأيمن.. بس عبد الحافظ شافه..
عبد الحافظ:محمد ليش تضحك؟ في شي؟
أيمن : لا ما في شي .. بس غيران يا أخي..
بس عبد الحافظ بدا الفار يلعب بعبه: أيمن..
أيمن: نعم..ويبتسم تغطية للوضع..
عبد الحافظ: ليش حطيت فراشات مش قلوب على الأعمدة الرومانية؟
أيمن: هاه؟؟؟؟؟
عبد الحافظ: مش أنت كملت العمل؟
أيمن يشوف محمد بنص عين وفي نفسه: شوف وين حطيتنا؟
عبد الحافظ: مش أنت كملت العمل رد!!!
محمد يهز راسه بمعنى لا.. ويأشر بأصبعه إلى مرام..
عبد الحافظ كأنه تلقى صدمة كهربائية..يطالع في مرام ويتمتم: مـ رام!!!!!!!!!!
مرام تطالع محمد بعتب وترجع تشوف عملها..عبد الحافظ يتجه ناحية مرام: ليش ؟
مرام : ..............
وفعلا تضايق عبد الحافظ لما عرف انها مرام اللي خلصت المشروع..
عبد الحافظ يحط يدينه على المكتب: من حقي أعرف ليش ساعدتيني وأنا في نظرك ما أستاهل؟
مرام بهدوء: ومن قال أني ساعدتك أنت؟أنا ساعدت عشان أم شهد .. كانت في حاجتك أنت وهنا المعضلة..ولأني أنثى لازم أشعر بالأنثى..بس....
سكت الكل..لكن عبد الحافظ حط في باله فكرة ولا يمكن يتراجع عنها.. لازم يحط لكل شي حد.. تعب يفكر فيها.. تعب يحبها وهو ساكت..
...............
من ساعة وصلت وصلت وتعشت.. ومسكت الدفتر والقلم...بس سمعت طرق عنيف ..
مرام بخوف: من ؟
خالد: أنا حبيت أبلغك أنه لازم تخلي الغرفة بعد عيد رمضان..معك شهر وشوية دوري لك على سكن..
مرام من خلف الباب: بس الشهر مش كفاية؟؟
خالد بسخرية:ليش بتدوري على المشتري ولا على المريخ؟؟الدنيا مليان بيوت..
وطلع..
تنهدت.. كيف تسوي .. وين تروح؟ هي ساكنه لوحدها.. والبيوت اللي يحكي عنها لازم تكون عوائل.. بعدين إيجارها غالي..وهي تشعر بالأمان هنا لأنها في عمارة وبابها مش على الشارع..
فتحت الدفتر...
لا تقل هم قسا..
في الفؤاد قد رسا..
إنما العزم طبيب للأسى..
(منقول)
وحطت يدها على وجهها وراحت في نوبة بكاء ما يعلم نهايتها إلا الله..
ومافتحت عيونها إلا الساعه خمسه الفجر..
..............
جالس سرحان... ويفكر .. ومش في المكتب خالص..
دخلت مرام.. شافت محمد وأيمن مركزين نظرهم على عبد الحافظ ..
طالعت فيه.. شافته مركز عليها النظر.. ونظراته أول مرة تربكها.. وتخوفها...
عبد الحافظ بصوت جاد وعميق: مرام.. ممكن خمس دقائق من وقتك؟
مرام فاجئها الطلب!!!!!! وطريقة كلام عبد الحافظ اربكتها اكثر..
مرام بتردد: تفضل..
عبد الحافظ بنفس الصوت: على انفراد..
الكل طالع في عبد الحافظ..
عبد الحافظ متجاهل النظرات : ضروري .. وصدقيني مش أكثر من خمس دقائق..
شعرت مرام بالقلق..
عبد الحافظ: إلحقيني على بلكون الصالة..وخرج..يحطها أمام الامر الواقع..
مرام ظلت واقفة ما تدري أيش تسوي!!!
محمد تدخل ينقذ الوضع: مرام روحي .. أكيد في شي مهم..
هز أيمن راسه موافقا..
حطت شنطتها على المكتب وخرجت ..
ولما وصلت خلفه: خير؟؟
عبد الحافظ واقف ويتأمل في الشارع اول ماسمع صوت مرام التفت: مرام ...أكيد أنا عارف نظرتك لي .. وإحساسك تجاهي..ومشاعر الكره ناحيتي.. بس ...وسكت .. وقرب خطوة منها بينما هي تراجعت خطوة..وكمل: عندي سؤال ولازم توعديني تردي عليه بصدق..
تسلل القلق أكثر إلى قلب مرام...
مرام قلبها يدق بقوه ماتدري ليش حاسه بقلق كبير: مش أول لما أعرف ماهو السؤال؟
عبد الحافظ وكأنه يقول علي وعلى أعدائي ماتحتاج مقدمات: ليش عايشه لوحدك؟
نزل السؤال على مرام كالصاعقة..
مرام بصدمة: تراقبني؟؟؟؟؟
عبد الحافظ مقدر ردة فعلها: لا ..وراح أبرر لك عشان ما يروح ظنك لبعيد.. أنا من فترة وأنا أحاول أعرف حالتك الاجتماعية.. عشان إذا ما كنتي مرتبطة أتقدم لك.. وبصدق يامرام أنا حبيتك . .سواء رضيت أو ما رضيت حبيتك..ويوم عن يوم صار قربك مني وبعدك في نفس الوقت يتعبني..فقلت أتأكد بعدها يحلها ألف حلال..
بس كيف...سكت.. ومرام مانطقت ولا حرف..
وهو كمل:
ما كان عندي غير طريقة واحدة....وسكت...
مرام كانت تسمع..
أمس لحقتك.. وشفت وين دخلتي في أي عمارة..
واسمعي اللي حصل.......
رحت للدكان الذي قدام عمارتكم.. وسألته: عفوا يا أخي ألاقي عندكم بيت للإيجار..
صاحب المحل: لا ..
عبد الحافظ: الله يخليك شوف لي حل أشوف عمارات كثيرة هنا.. حتى لو غرفة ..مثلا شوف هذه العماره كبيره مافيها شقه واحده؟ويأشر للعمارة اللي دخلت فيها مرام..
صاحب المحل: والله في غرفة في هذي العمارة.. بس في وحدة مستأجرة لها وعايشه لوحدها..هذي اللي الآن دخلت لو شفتها .. وما أظنها خارجة منها قريب..
ويتأمل مرام ويكمل:
نزل الخبر علي مثل الصاعقة.. بس جاريت صاحب المحل..
عبد الحافظ: لوحدها..لوكنت صاحب العمارة ما أجرتها لها وهي وحدها صح..
صاحب المحل: لا يا أخي صح هي وحدها بس والله ما قد أحد تجرأ يتكلم عليها.. من عملها للبيت والعكس.. محترمة..لو تشوف إذا جاءت تشتري من عندي شي .. قمة في الأدب والأخلاق..بس ما يعلم إلا الله أيش جابرها تعيش لوحدها مع أنها واضح أنها صغيرة...
تنهد .. وحرك نظرة في كل الاتجاهات ورجعها لمرام: ألاقي إجابة يا مرام؟؟
مرام: ...................
عبد الحافظ: طيب لا تردي.. بس جاوبيني .. أقدر أتقدم لك؟؟؟؟
رفعت نظرها بدهشة أكبر.. بس عيونها خانوها خيانة عظمى.. عندما بدأت الدموع تنزل من دون رضاها...
عبد الحافظ شعر بسكاكين في جوف صدره...تعود يشوف مرام القوية .. الحكيمة .. الهادئة هدوء البحر بعد الأمواج.. الباردة في أسخن المواقف برود الثلج..
وأكيد ما ينزل دمعتها إلا ثقيل...
لفت ناحية الشارع يمكن تتحكم في نفسها..
بس عبد الحافظ خرج من البلكون.. بس أول ما مسك مقبض الباب: مرام...
مرام لفت ناحيته ..وعبد الحافظ ماالتفت ظل ظهره لها..
عبد الحافظ بنبرة أول مرة تسمعها: لو احتجت شي .. أي شــــــــــي .. وفي أي وقت.. أنا موجود.. مرام اعتبريني أخوك.. قالها من خارج قلبه..لكن هو مضطر ادرك الان ان مرام بحاجة سند اكثر منه حب او حبيب... وراح..
وترك خلفه مرام مشتته .. مبعثرة..
...........
(من كان يصدق أن تلك الأحرف الباردة...ستشكل يوما جسرا لكلمات دافئة..كلمات صنعت شراعا لقارب اليأس..
وقارب يبحر في صخب السكون..ليغير مساره ويبحر عكس الأمواج.. ليصنع لنفسه رقما جديدا..رقما إن أجدت استخدامه يوصلك لشاطئ الأمل.. الأمل الذي يوصلك لبر الأمان...)
( الكاتبة...)
أغلقت دفترها.. وجالست في هذه اللحظات همها..وكيف تتصرف.. تفكر في ما مر ويمر عليها في حياتها..
وتسأل نفسها: هل بإمكانها أن تستعين بعبد الحافظ فعلا في البحث لها عن مأوى...
تذكرت لحظتها عبد الحافظ...ابتسمت بسخرية: يحبني....وهل في بقايا إنسان شي ينحب..
جالسه على الارض وسانده راسها على الجدار تضم ارجلها بيديها إلى صدرها
وراحت تفكر في حياتها... في ما مضى... وفيما قد يحصل...صورا تمر أمامها.. فتحت يدها ورفعتها لخالقها .. ووجهت له دعائها .. وتضرعت وتذللت له بدموعها.. فهو العالم بحالها الغني عن سؤالها...
..............
ومر كم يووووووم... عبد الحافظ يحاول يعرف كيف يساعد مرام.. وكبرت في عينه اكثر لما عرف ظروفها.. ومحمد وأيمن مستغربين من تغير عبد الحافظ.. ونفسهم يعرفوا ايش قال لها ذاك اليوم
مرام تحاول تتعامل عادي وبرسميه قدر الامكان.. وماقدرت تطلب من عبد الحافظ انها يساعدها بالبحث عن سكن خاصة انه عرف انها وحدها...
مرام تشتغل على الكمبيوتر.. وتفكيرها هنا وهناك..
عبد الحافظ: مرام لي ساعة أناديك.. فيك شي؟؟؟؟
مرام ترفع راسها وتشوف ناحية عبد الحافظ: عفوا ما سمعت..
عبد الحافظ: طيب اطبعي لي الملف رقم 6 الذي في الفلاش هو مكون من 3ورقات بس..تلاقيه في المجلد رقم 1..
...............
اليوم آخر يوم في شعبان وغدا يكون الأول من رمضان..
مرام: شباب... خالة فاطمة لها شهرين ما تحضر ما أحد يعرف عنها شي؟؟؟؟
سكت الكل ..
مرام راحت سألت عنها شؤون الموظفين وخبروها أنها تركت العمل ... وما عندهم عنوانها.. وما عرفت كيف توصل لها.. خاصة أنها مريضة .. وتعيل أولاد ابنها المتوفي في معارك الشرطة ضد كل ما يضر هذا الوطن... لأنه كان شرطي.. لكن الدولة لم توله حقه في رعاية أولادة بعد وفاته.. وراتبه لا يكاد يسد رمقهم...
مرام: أرجوكم دوروا عليها .. لازم نساعدها..
سكت الكل ما عرفوا كيف يردوا وهم ما فكروا في خالة فاطمة من يوم ما تركت العمل...
محمد : طيب بشوف لو احد يعرف مكانها عشان نساعدها..
أيمن : وأنا من ناحيتي بحاول كمان..

في هذه اللحظة دخل واحد من رجال الأمن وتلفت يمين ويسار: أنتي مرام؟؟
مرام باستغراب: أي نعم...
الأمن: في وحده برا تطلب مقابلتك..
تعجبت مرام: ووين هي؟؟
الأمن : منتظراك برا..
خرجت مرام بعد رجل الأمن.. شافت في نهاية الممر سيدة تتأملها..
السيدة: أنتي مرام؟
مرام: أي نعم...خير يا أختي ؟ أقدر أخدمك بشي؟؟
السيدة: بس لو ممكن ربع ساعة من وقتك..
مرام: طيب تعالي نروح المصلى...
...
في المصلى جلست السيدة مقابل مرام...
خلعت البرقع .. سيدة جميلة حاطه مكياج خفيف..
مرام بدأت تقلق: العفو يا أختي ما عندي وقت كثير .. يا ريت تدخلي في الموضوع...
السيدة: أنا أمل الـ....أم شهد...
مرام ما انتبهت : خير ... أنا ما أعرفك من قبل يا أختي..
أمل تتأمل مرام بعناية... فعلا أنيقة.. عيونها فاتنة.. هادئة.. بيضاء..وواضح من صوتها ولهجتها أنها راقية ومثقفه.. وتمنت لو انها تخلع برقعها عشان تشوف ملامح وجهها..
أمل : أنا زوجة عبد الحافظ الـ....
هنا فقط فهمت مرام كل شي... ابتسمت.... وركزت نظرها في عيون أمل ...
مرام: حياك الله...
أمل مباشرة: تحبيه...
توقعت مرام هذا السؤال...
مرام: لا...
أمل : وكيف أصدق؟؟؟وعينها على مرام ماشالتها لحظه..
مرام بابتسامه واسعه: كيف تحبي أثبت لك؟؟؟
أمل بنبرة ألم: بس أنا متأكدة أنه يحبك...
مرام: أم شهد.. اسمعيني... وافهميني..سواء كان أبو شهد مثلما قلتي أو لا .. أنا أطمنك.. كل من في المكتب مش أكثر من زملاء... والذي خلقك لا يمكن أفكر في واحد منهم.. خاصة زوجك..
أمل: ليش؟؟
مرام: عبد الحافظ مش أكثر من زميل عمل في المكتب..وأنا لي ظروفي الخاصة اللي مش تاركة لي فرصة أفكر في عبد الحافظ ولا في غيرة.. أم شهد.. هذا لك عهد مني..لو فكرت في كل من في الأرض ما فكرت في عبد الحافظ..
تعجبت أمل من مرام .. ومن طريقة كلامها.. جاءت كارهه لها..
والان متعجبه من طريقة كلامها .. شعرت بارتياح من كلام مرام
أمل: أرجوك ما تفهميني غلط.. بس....
وما عرفت كيف تكمل..
مرام تكمل لها: والله مقدرة احساسك وخوفك كزوجة.. وبصدق يا بخته فيك ..أنا اعتبرك أختي من الآن وطالع ... وما في أخت تضر أختها...
أمل انحرجت تماما .. لكن تطمنت نوعا ما...
ابتسمت ولبست برقعها: وأنا راح أثق فيك يامرام.. والله جيت كارهه لك ..لكن الان انتي اجبرتيني احترمك...
وتسلم على مرام..
مرام: تطمني أم شهد .. وتبادلها السلام..
وتطلع أمل.....
.......
اليوم ... أول أيام شهر رمضان المبارك... الساعة الخامسة .. تخرج مرام من المكتب نهاية الدوام...
ما بقي على الأذان غير ساعة.. خرجت واشترت لها بعض الأشياء...
وعندما وصلت البيت .. جهزت لها فطور خفيف...وقبل الأذان بدقيقة...طرق الباب...فتحت .. شافت نورا في يدها صحن فيه من كل أصناف الطعام..
نورا: مرام شهر مبارك.. خذي الآن راح يأذن
مرام: على الجميع إن شاء الله .. بس ليش تشغلي نفسك؟؟؟
نورا: ما فيها شغلة يا مرام ..خذي وما تكوني تتعبي نفسك .. عشاك كل يوم من عندنا.. وأصلا لو كنت راضية كان ما تعشيت إلا عندنا..أخذت مرام الصحن على مضض..
فطرت .. وصلت وتعشت..
بعدما أذن العشاء .. راحت للمسجد اللي جنب البيت وصلت عشاء وتراويح..
وهي خارجة من باب الجامع شافت نورا..
نورا تناديها من بين زحمة الحريم: مرام مرام ..
التفتت لها مرام...
نورا: تعالي نسمر سوا ..وسلمت على مرام
مرام: العفو.. ما أقدر بروح أخلص لي شوية عمل واقرأ في المصحف شوية وأنام.. وراحت..
حست نورا أن في مرام شي...
..........
مرام في الغرفة بعدما حطت المصحف ما قدرت توقف دموعها...أول رمضان يمر عليها وهي لوحدها... من السبب.. وليش.. ويارب لطفك .. مرام جفت دموعها من كثر ما بكت....
.........
مر نصف الشهر .. ومرام رفضت رفض قاطع تأخذ شي من نورا وكلما نزلت نورا بشي تعتذر لها مرام ...نورا وخالة سلمى زعلانين منها...نورا حست أن خالد السبب..

بعدما رجع من المستشفى الساعة 2 صباحا..
دخلت عنده الغرفة بعدما طرقت الباب...
نورا: أدخل أو مشغول
خالد بابتسامة: لا ولو حتى لو مشغول أفضي نفسي عشانك..
نورا: تسلم لي .. وجلست جنب أخوها على سريره..
خالد: كسرتي السرير.. أقولك خففي الأكل !! بالعكس زاد في رمضان..
نورا: وووووالله!!!!!
خالد: هههههههه خلاص كسري براحتك ولا تزعلي وأنا بجبر...
وما شاف إلا المخدة طايرة ناحيته...
نورا تشوف خالد بنص عين : خالد ...أسالك سؤال؟
خالد: أكيد عن مرام.. ما أشوفكم تسألوني هذي الأيام إلا عليها..
تنهدت نورا: أيش قلت لها عشان رافضة تأخذ منا أي شي؟؟؟؟
خالد: يا أختي لا تغر عليكم بعزة نفسها المزيفة...
نورا: خالد .. والله أمرك عجيب...
خالد بعصبية : نورا إذا ما جيتي إلا عشان هذا الموضوع خليني أندفس ساعة قبل السحور أحسن...وغطى نفسه باللحاف..
بعدما حس بخروج نورا... تذكر اليوم الثاني من رمضان .. عندما كان طالع قبل المغرب.. ما بقي على الأذان إلا نصف ساعة...شاف مرام تفتح الباب..
خالد: يا سلام على اللي عايشين لحالهم .. حرية على الآخر .. ما يرجعوا إلا قبل المغرب.. والعشا على الجيران...
مرام:..................
خالد: أصلا الذي تعود على الحرية الزايده ما تفرق عنده ..
مرام: ...................
خالد: أقول ..ليش رجعتي هنا الان؟ المطعم قريب وانتي تعبانه ومافيش وقت.. ما أدري ليش مستخسرة في نفسك هالقرشين ؟؟؟ لمن بتوفري وأنتي خلقت وحيدة وتعيشي وحيدة.. وحتموتي وحيدة ..
دخلت مرام غرفتها... وما نطقت بحرف.. بس بعدها رفضت تأخذ أي شي من عندهم...
خالد يوقف ويفتح الستاره ويتأمل اضواء المدينه..
من يومها وهو نادم على كلامه رغم كل شي.. مش من عادته يضايق حد..ولا يستهزء بحد.. وهو مدرك تماما انه ماكان في داعي لهذا الكلام..
..............
مرام اليوم الثاني في العمل وهي مرهقة التفكير تمااااااما.. تعبت والله .. ولازم تلاقي حل.. لكن خبرتها في هذا العالم قليلة.. وتخاف من كل شي..
حاولت تكلم عبد الحافظ أنها بحاجة سكن في أسرع وقت .. لكن ما استطاعت..
عبد الحافظ مستغل عدم وجود محمد وأيمن: مرام...
مرام: ..............
عبد الحافظ: ليش ما خبرتيني أن أم شهد جاءت وقابلتك...
مرام استغربت....بس ما نطقت...
عبد الحافظ: والله أني أعتذر عن كل شي بدر مني وعن كل إساءة ..
مرام: لا مشكلة عبد الحافظ .. ماضي وراح..
عبد الحافظ: بس أحيانا الماضي ما بيروح..
مرام شعرت بوخز في قلبها من هذه الكلمة.. خاصة أنها هي من تعرف معناها تماما..
عبد الحافظ: أحيانا لما يغلط علينا احد ... ندفّع الثمن شخص مايستحق ابدا..
مرام تابعت كلام عبد الحافظ... وتتأمل في معناه.. لمايغلط احد ندفّع الثمن شخص مايستحق...
مرام: كيف يعني.. هي فاهمة كلامه تمااااااااااما.. لكن ماتدري ليش خرج من فمها السؤال..
عبد الحافظ يبتسم أقولك كيف: كنت خاطبها وكنا نشتغل في نفس الشركة ... واتفقنا على الزواج بعد سنه... وسكت...
وبعدين كمل وهو يحرك القلم في يده..حبيتها من كــــــــل قلبي.. وتغيرت نظرات عيونه..وهو يكمل بنبرة ذات معنى:
وفي يوم جاءت .. وخلعت لي الدبلة .. بعد ستة أشهر تقريبا... بس اللي زعلني أنها ما تركتني .. هي باعتني.. ومع من .. مع زميلنا في المكتب..تدري ليش؟ لانه حصل على منحه لفرنسا وهي من يوم عرفتها وهي تقول لي ياريت اعيش بأروبا..كنت اظن انها تحلم وتتمنى اني أنا احقق لها هذاالحلم..ماكنت ادري انها بتتخلى عني عشانه.. وهو يعرف كل شي..ساعتها يامرام كرهت كل سيدة عاملة .. وكان شرطي الوحيد على أمل يوم خطبتها أنها تترك العمل...
وسكت.......
مرام: لعلة خير يا عبد الحافظ...وأعطاك أمل..والله ما في منها.. حافظ عليها..
ابتسم عبد الحافظ من كلام مرام ..وما نطق بحرف...
..................
وتمر الأيام وتستمر الحياة..

باقي للعيد يومين....الكل الآن في حالة استنفار.. الإجازة بدأت... الأسواق تكاد لو عرفت طريق المحكمة لاشتكت.. من شدة الزحام.. الأطفال هناك الراضي بما حصل علية وهناك المتذمر...
ورائحة كعك العيد وأنواع البسكويت تطلع من كل بيت..
ومــــــــــــــــ؛ـرام.... .........
لا تدري كم من الوقت مر... فالعيد عندها ..
عيد بأية حال عدت ياعيد...
تتذكر بما بقي من أنفاسها عيدها السابق.. أو بالأصح أعيادها السابقة وعيدها هذا....
تحاول تستغل الساعات الأخيرة من رمضان....وتجاهد نفسها...وحزنها.. مسحت عيونها...وقامت صلت التهجد... ونامت بعدما وقتت الساعة على أذان الفجر.. الذي ما بقي علية غير ساعة.. ما تسحرت .. ما لها نفس للأكل.. شربت ماء ونامت... لكن صحت وصلت الفجر..
.............
صحت على صوت أذان الظهر.......
غدا هو العيد...صلت الظهر.. وقرأت في مصحفها.. عادت لسريرها.. حطت يديها تحت راسها.. تفكر .. ودموعها تشاركها..
سمعت طرق على الباب...عرفت من الطرق أنها نورا...
فتحت الباب....
نورا بابتسامة واسعه: السلام عليكم..
مرام: وعليكم السلام..
نورا:مرام وينك؟
مرام كانت خلف الباب: ادخلي يا نورا..
أول ما شافت نورا مرام........شهقت من قلب..
نورا: مرام على هذه الحال لمتى؟ يابنت الناس أحكي لي .. فضفضي لي.. يمكن أساعدك...
تركت مرام الباب ودخلت عل الغرفه ..
جلست مرام على الأرض تحت الشباك .. وحطت راسها على ركبها.. وراحت تبكي مثل طفل صغير فقد لعبة في العيد.. ومن قبلها فقد فرحته بالعيد أصلا..
نورا مذهولة من مرام بس جلست جنبها وحطت يدها على ظهرها..
نورا: مرام....قولي لي أيش فيك...أرجوك..وقلبها يتقطع .. تشعر انها عاجزة عن مساعدة مرام..
مرام مواصلة نوبة بكائها .. وبكت بكت حتى شعرت بالتعب.. ونورا جنبها ساكتة .. تشاركها دموعها.. حست أن في مرام شي كبير.. بس هي مش راضية تتكلم...
................
وصل البيت .. استخدم المصعد على غير عادته .. فتح الباب...
خالد: شجون.. أمورررتي..
شجون تجري ناحية أبوها اللي طلع لها من الأكياس ملابس العيد اللي رفض أن أحد يشتريها غيره..
شجون تجري هنا وهناك فرحانه..
خالد: وين عمة نورا...
شجون: نزلت تشوف ماما..
تغير وجه خالد...بس دخول أمه الغرفة أنقذ الموقف..
أم خالد: مرام تعبانه شوية نزلت تشوفها وبتجي الآن..
خالد بحدة : بس يا أمي ..أنا حذرت شجون أسمعها تقول ماما مرة ثانية...
وراح وخرج الدرج..
خالد بصوت حاد وعالي: نورا.. نورا..
نورا ومرام سمعوا الصوت.. نورا بصدق شعرت بخوف ...
فتحت الباب: نعم خالد
خالد : وينك؟ وليش تنزلي عندك..
نورا : .............
خالد: نورا اطلعي..
مرام: نورا روحي وإذاتكلم حاولي تطنشي وما تردي عليه...
طلعت نورا ......
خالد بصوت جاف: جربي ملابس البنت (يقصد شجون) عشان إذا في أي شي نرجعه....
وراح لغرفة والدته...
..........
دخل وشافها على سجادتها .. وأمامها مصحفها..جلس جنبها .. وقبلها في راسها..
خالد: الغالية دعت لي ولا نستني؟؟
أم خالد: لا ما نسيتك يا ولدي .. بس أنا عاتبه عليك يا خالد..
خالد: أمي .. لا تقولي عشان هذي مرام..
أم خالد: بس لو تريحنا وتقول لنا ليش مش مرتاح لها؟
خالد عاقد حواجبه: مافي شي .. بس هكذا من الله..
عن إذنك ياأمي..
وخرج راح على غرفته يتجهز يروح يصلي العصر....
...................
اللـــــــــــــــه أكبر .. اللـــــــــــــــــــــه أكبر ولله الحمد...
اللـــــــــه أكبر كبيرا .. والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا..
اللــــــــــــــه أكبر....
كان الكل مستيقظ على تكبيرات العيد... الشقي والسعيد.. الفقير والغني...
الفرح والحزين....
مرام ..............طوال الليل ما نامت....
صلت الفجر .. راحت على طول عند الشباك.. دموعها على خدها...
بدأت الشمس تشرق .. والتكبيرات من قبلها تعلو في أنحاء العاصمة..
بدأت حركة الناس.. وبدأ الأطفال يظهرون ..
والبكاء وهو البكاء أحزنه حال مرامنا....
فقدت القدرة على عمل أي شي...ما استطاعت أن تمسك القلم.. أو تفتح عينيها بفرح بسيط... أو تخرج.. ظلت دموعها تنسكب..
الساعة الحادية عشرة...فتحت الباب وهي تغطي على عيونها بالطرحة.. فشكلها يوحي بما بها...

مرام: أهلا نورا.. أدخلي..
نورا تسلم على مرام وتبارك لها بالعيد وفي يدها طبق من مكسرات العيد(زبيب ولوز وفستق وحب وكاجو وأنواع من الشوكولاته.)وفي طبق ثاني البسكويت( البيتي فور)

ظهرت من خلفها شجون في أبها حله .. ترتدي فستان زهري على أبيض طوله حد ركبها وقصته كلوش وصندل وردي في غاية الرقة..وشعرها مربوط بشرايط بيضاء .. يعني البنت فراشة تمشي بقدميها..
حضنتها مرام وضمتها بحنان.. وجابت لها عيديتها..
نورا: مرام ..قولي لي وريحيني أيش فيك..
مرام: ..........
نورا: على راحتك .. بس تحتاجي تحكي أنا موجودة ..
مرام: تسلمي..ماتعكري فرحتك بي.. وتحاول تتناسى وتبتسم..
وخرجت هدية مغلفة ومحطوطة في كيس وعطتها شجون
الصغيرة طارت من الفرح وراحت تطبع القبلات على وجه مرام .. رسمت حركتها الابتسامة في وجه مرام بصدق.. خاصة أنها تحب هالبنت حب ما يعلم فيه إلا الله...
................
خالد وصل بعدما عايد على عماته وخالاته وأخته ..خالد عنده أختين غير نورا..واحدة عايشه مع زوجها في الكويت.. ويتواصلوا معها هاتفيا.. والثانية في العاصمة وهي الكبرى فيهن...وطبعا اليوم كلا سيقضي العيد مع أسرته.. واليوم التالي.. تجتمع كل العائلة في بيت العائلة الكبير...
شاف نورا وشجون داخلين من الباب.. وبدون ما يسأل عرف أنهم جايين من عند مرام.. سكت وحب يمشيها..بما أنه اليوم عيد
شجون تجري ناحية أبوها: بابا بابا شوف أيش جابت لي مـــ... وقطعت كلمتها خوفا...وأكملت.. شوف أيش جابت لي خالة..
وجلست على الأرض وفتحت الهدية..
كانت عبارة عن بابا مشمش(جهاز يشبه اللاب توب بس خاص بالأطفال..فيه الأذكار
شجون تلعب وتضغظ على زر
وتسمع:أذكار النوم...
خالد بهمس: صدق منافقة...
نورا تعجبت من كلمة أخوها بس ما حبت تجادله...
...............

(كلنا نقول أن البكاء راحة..
وأنا بكيت اليوم لعلي أرتاح..
بكيت من قلب تزايدت جراحة..
بكيت بكاء الذي بكى يوم الأفراح ..
كأني غريق لا يجيد السباحة..
وصرخ .. ولا حوله من الناس سباح..
يشوف موته .. وما يفيد صياحه...)

منقوووول..


وأغلقت دفترها .. ووضعت رأسها على مخدتها...لعل النوم يقوم بزيارتها...
.............

ومر العيد بأيامه ولياليه الطويلة القاسية..


يتبع لأن النص طويل..



ــــــــــــــــــــ

سبنا 33 likes this.

لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مميزة, للكاتبة, أوراق, لونها, جداً, غيرت, وبحر

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:37 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.