20-03-14, 02:30 AM | #1 | ||||
| أحبك .. وبعد المقدمة سلمى .. فتاة متوسطة الجمال , هكذا كانت في صغرها تقول لها أمها دائما أنت سمينة , يا ابنتي , الخير كثيرلكن لا تكثري من الأكل , صحيح أنها من عائلة غنية , أبوها مقاول بناء وأمها امرأة مجتمع محترمة , أما هي فتدرس في الثانوية العامة , هي ليت كغيرها من الطالبات, تضع نظارة كبيرة مضحكة وترتدي ذلك الثوب الطويل الذي يلامس القاعة أحيانا , غير متناسق في الألوان , تضع الأصباغ دون ذوق , لا تقف كثيرا أمام المرآة و تنسى أحيانا أن تسرح شعرها الأسود الطويل , تشبه إلى حد ما البنات الفقيرات في الصور المتحركة , في ذلك الصباح المشمس من شهر آذار كانت سلمى تسير ببطء نحو المدرسة الثانوية , تمشي دون اتزان وتنظر في بلاهة للاشجار المتراصة على جانبي الطريق ,احيانا تمد يدها لتنزع غصنا متدليا ما تفعله كان لا يثير أحدا من زميلاتها وزملائها من الطلبة , لا يثير حتى عاملي النظافة الذين ينتظرون كل يوم مرور الفتيات , يتلكؤون عمدا في جمع القمامة ليفتتحوا النهار على رائحة التشانيل وتسريحات الفلو أو السوفاج .. لا يثير بائع الخضر الذي يفتح باكرا كل يوم سبت منتظرا مرور حبيبته المستحيلة , يقولون في الحي القريب من المدرسة أنه يعترضها دائما ليحشو في حقيبتها تفاحات حمراء كبيرة و حبات موز وأحيانا حين يكون أسبوعه جيدا يهبها زوجة هند و بعض الكيوي الطازج .. يقولون أو بالأحرى يقلن أنها لا تحبه لكنها تجاريه من أجل هداياه , كان سعيدا وهو يسمعها كلمات الغزل القليلة التي لن تخرج حتما عن أربعة جمل منزوعة الرومنسية , تفاحتي الحمراء , فستقتي , شفاهك حبة فراولة مدهونة بالعسل موشاة بالسكر .. الخ , تضحك في دلال وغنج , تتركه يحدق من خلف في مشيتها يقيس بعينيه تناسق جسمها , مؤخرتها المنحوتة و خصرها النحيل ويتنهد .. كانت سلمى تمر في خضم ذلك كله , لا تأبه لأحد ولا أحد يأبه بها , ما الذي يعجب الشبان في فتاة كتلك , بلهاء , سمينة , مهملة , وغريبة الأطوار , الشيء الغريب الملفت في سلمى , صوتها الرقيق , يصر الأستاذ دائما ان تقرأ قصائد الشعر لكبار الشعراء , تقرأها بإحساس غريب ورقة بالغة , يصبح الفصل حين تقرأ هادئا منصتا في خشوع لتلك الصور الشعرية المنسابة , لكنهم ينسون بسرعة بمجرد أن تنهي قراءة النص , ينظرون للأمر على أنه واجب , او لنقل هبة لا بد من وجودها في فتاة لا تملك شيئا سوى الإسم والصوت والكيان .. المهم أن سلمى كانت تسير كعادتها في هدوء وقد اقتربت من باب المدرسة , تلكات قليلا لتنتظر صديقتها الوحيدة .. فهرية , فهرية تلك قصة أخرى , يتيمة , فقيرة لكنها طيبة , لنقل أنها ترتاح لسلمى لكنها تخشى أن تصارحها بما يقول الفتيات فيها , تخشى أن تغرقها في تلك الدوامة , لا تعرف حقا هل أن تقدير سلمى لنفسها عال أم منخفض , لا تعرف هل أن صديقتها تتعمد أم ذلك ام أنه جزء من شخصيتها البسيطة الساذجة , لا تعرف شيئا سوى أن صديقتها طيبة .. كانت سلمى تنتظر فهرية .. تسير ببطء ملتفتة وراءها فجأة أحست أنها تصطدم بشيء ثقيل , تناثرت كتبها واوراقها و لمجتها , انحت بسرعة لتجمع كل ما تناثر على الأرض , وحين رفعت رأسها لم تكن لوحدها من يجمع الأشياء التي سقطت .. لم تكن لوحدها حقا ..... روابط اجزاء الرواية... المقدمة ..فى نفس المشاركة الفصل الاول الفصل الثانى الفصل الثالث الفصل الرابع (ج1) الفصل الرابع (ج2) الفصل الخامس (ج1) الفصل الخامس (ج2) الفصل السادس (ج1) الفصل السادس (ج2) الفصل السابع (ج1) الفصل السابع (ج2) الفصل الثامن (ج1) الفصل الثامن (ج2) الفصل التاسع ج1 الفصل التاسع ج2 الفصل العاشر ج1 الفصل العاشر ج2 الفصل الحادي عشر ج1، ج2 نفس الصفحة الفصل الثاني عشر التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 09-01-19 الساعة 09:47 PM | ||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
أحبك, وبعد |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|