آخر 10 مشاركات
بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          هائمون في مضمار العشق (2) .. سلسلة النهاية * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : أسماء رجائي - )           »          1025 -البطل الطليق - ريبيكا وينترز - عبير دار النحاس ** (الكاتـب : Just Faith - )           »          234 - طفل اسمه ماتيو - سارة جرانت - ع.ق ( مكتبة مدبولى ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          دموع تبتسم (38) للكاتبة: شارلوت ... كاملة ... (الكاتـب : najima - )           »          عيون الغزلان (60) ~Deers eyes ~ للكاتبة لامارا ~ *متميزة* ((كاملة)). (الكاتـب : لامارا - )           »          93- رجل من ورق - كارول مورتمر - روايات عبير الجديدة (الكاتـب : samahss - )           »          خلاص اليوناني (154) للكاتبة: Kate Hewitt *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          شريكها المثالي (50) للكاتبة: Day Leclaire *كاملة* (الكاتـب : Andalus - )           »          حقد امرأة عاشقة *مميزه ومكتملة* (الكاتـب : قيثارة عشتار - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-05-15, 08:27 AM   #101

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



|| ٤١ ||


~ سوبارو ~
نظرت إلي بإستخفاف وقالت : خمس سنوات !!
ثم تابعت بغضب : خمس سنوات لا تقارن أبداً مع المدة التي حرمت فيها من إبني ، إن كنت ترى أن الخمس سنوات طويلة جداً فماذا تقول عني وأنا التي حرمت من ياماتو ثماني عشرة سنوات ، وهل تعرف من كان السبب ؟؟ إنه أنت يامن جلبت النحس لحياتي ، منذ أن حملت بك وأنا أُحرم من الأشياء التي أحبها ، غادر الآن وفوراً يا وجه النحس ..




لم أعد أتحمل كلماتها الجارحة ، أنا لم أعد بعد هذا الإنقطاع لأسمع مثل هذه الكلمات القاسية ، تخرج من شفتي أمي ، غادرت الغرفة بخطوات سريعة ، لكن يداً ما أمسكت معصمي قبل أن أنزل من الدرج ، إلتفت إليه فإذا به السيد روكاوا الذي قال بهدوء : أستغادر بهذه السرعة يا سوبارو ؟؟


نفضت يدي بعنف وقلت بنبرة عالية لا أتحدث بها إلا نادراً : ألم تشبع بعد من رؤيتي أهان من قبل أمي ؟؟ أم تريد أن تستمع أكثر وأنت ترى سوبارو الواثق منكسراً أمام أحدهم ..
تحدث السيد روكاوا بنبرة معاكسة لنبرتي : لا تفسر الأمور بصورة خاطئة ، أريد فقط أن أحاول إصلاح العلاقة التي بينكما ..


شددت على قبضتي محاولاً تهدئة نفسي ، الإنفجار في وجه السيد روكاوا لن يفيدني في شيء ..
أخذت نفساً عميقاً ثم قلت بعد أن عادت نبرتي الهادئة : إنسى الأمر ، سأعتبر نفسي وُلدت من دون أم ، وهذا لن يكون بالأمر الصعب ، فأنا لم أجرب شعور أن يكون لديك أم تعتني بك ، لذا هذا لن يؤثر علي ..


انهيت عبارتي ونزلت السلالم بخطوات متزنة ، والسيد روكاوا لم يحاول إيقافي ولا حتى ملاحقتي وهذا أفضل ..
صعدت السيارة وأمرت السائق بإيصالي إلى المنزل الذي أعيش فيه ..


لقد كنت غبياً حين ظننت أن افتراقي عن أمي سيجعلها تغير من تعاملها معي ، ولكنني كنت مخطئاً في ظني ، فياماتو الوحيد الذي يشغل فكرها والوحيد الذي احتل قلبها ، ولهذا لم يعد لدي مكان في حياتها ..


طوال حياتي لم أكف عن المحاولة في جعلها تلتفت إلي ولو قليلاً ، فمنذ أن كنت صغيراً كنت أتصرف بطريقة مهذبة للغاية علّ هذا يجعلها تمتدحني ولو قليلاً ، لكن هذا لم يجدي ، ثم قررت تغيير خطتي عندما كنت في الصف الرابع الإبتدائية ، فبدلاً من تجنب المشاكل وتصنع المثالية كنت أتسبب في الكثير من المشكلات لمن حولي ، لتزداد الأمور سوءً ..




أخذت أفكر عن السبب الذي يجعل أمي تحب ياماتو ، واستنتج أنها متعلقة به بسبب أنه بعيد عنها ، من هنا قررت الإبتعاد عنها أيضاً ، ولكن هذا لم ينجح ..
يبدو أن أمي لن تغير من نظرتها لي أبداً ، ولن تراني سوى جالب للنحس ليس إلا ..
وبسبب هذا أنا أكره ياماتو بشدة ، فعلى الرغم من أنني إبنها إلا أنها لا تهتم إلا في ذلك الثري المغفل ، وكأنني لست قطعة منها أيضاً ..


أدخلت يدي في شعري أجره بعنف ، كلما أتذكر هذا الأمر أشعر بالغيظ الشديد ، وأتمنى لو أقتل ياماتو وأنهيه من الحياة ..




لم أنتبه إلا عندما أوقف السائق سيارته بالقرب من المنطقة التي أعيش فيها ، وقال بصوت هادئ : سيد سوبارو لقد وصلنا ..
أخرجت هاتفي وتجاهلت ما قاله السائق ، ثم اتصلت على ياماتو ، وبعد رنة واحدة رد على الهاتف وقال بلهفة واضحة : سوبارو لم أتوقع أن تتصل بي ..
قلت وأنا أتصنع الهدوء ، وأحاول جاهداً إخفاء غضبي : أين أنت الآن ؟؟
- أنا أمام منزل جوليا ، لماذا تسأل ؟؟
- أأنت عائد إلى منزلك الآن ؟؟
- لا فوالديها مصران على جعلي أتناول الغداء معهم ، أهناك أمر مهم تريد أن تحدثني به ؟؟


لا أهتم إلى المكان الذي هو فيه ، سأذهب إليه وألقنه درساً ، فأنا لن أستطيع تهدئة نفسي إلا إذا ضربته ..
أقفلت الخط في وجهه ، وقلت بنبرة آمرة : أريد أن توصلني إلى مكان ما ، تابع السير أرجوك ..
بقيت أرشد السائق إلى منزل جوليا ، وفور وصولنا نزلت من السيارة بعد أن أمرته بالمغادرة ، ثم ضغطت جرس الباب ، لتفتح لي جودي الباب وهي تنظر إلي بحيرة ..
قلت لها : أخبري ياماتو أنني أنتظره في الخارج ..
ردت بكسل : أدخل وأخبره بما تريد بنفسك ..
نظرت إليها بغضب ، لا أريد أن أراه داخل المنزل ، وإلا انفجرت أمام الجميع وأنا لا أريد ذلك ..


صرخت في وجهها بعصبية : نادي لي ياماتو بسرعة ..
تخصرت جودي ونظرت إلي بإستصغار : ومن أنت حتى تأمرني ؟؟
ظهرت جوليا من خلفها وقالت : هي ما بكما تتشاجران أمام الباب، أصواتكما مرتفعة كثيرة ..
قلت ببرود : جوليا أطلبي من ياماتو القدوم قليلاً ..
- إن أردت التحدث إليه فتفضل ، لا يوجد شخص غريب ..


أغاظني تصرفهما ، فغادرت المنزل ودمي تغلي في داخلي متجاهلاً نداء جوليا ، سأضربه في وقت لاحق عندما يكون بمفرده ، فلا أنوي جعل روز وجوليا يلاحظا ما بيننا ، وياماتو بالتأكيد لن يخبرهما ..


====================




~ كازوما ~


على مائدة الغداء ، كان الطفلان يعبثان بالطعام عواضاً عن تناوله كالعادة ، وأنا كنت أتجاهلهم في بادئ الأمر ، لكن عندما ازداد الأمر عن حده قلت بصرامة : كيم كين تناولا الطعام بسرعة وكفا عن اللعب ..
كشر كيم وقال هامساً لكين ظناً أنني لن أسمع صوته العالي : إن طعمه مقزز للغاية ، لا أستطيع إبتلاعه ..
لترد عليه كين بصوتها المسموع وهي تقرب فمها من أذن كيم : طعام المعلمة كان أفضل بكثير ، على الرغم من أنها كانت تعاملنا بوحشية ..


نظرت إليها مشدوهاً ، لم أظن أنهم سيقارنون طعامي بطعام معلمة الروضة التي لم تكن سوى مجرمة تعمل لدى ساي ..
صرخت عليهما بغضب : كفا عن الثرثرة ، وأنهيا طعامكما بسرعة ..
ارتعب الإثنان من صراخي ، فبدؤوا بحشو الطعام في أفواههم الصغيرة بشكل إجباري ..
أنا أعلم أن طبخي سيء كثيراً ، لكنني لا أستطيع شراء الوجبات السريعة بشكل يومي ، فهما طوال أيام الأسبوع يأكلون طعاماً جاهزاً ، وأنا أطهو لهم الخضر الطازجة والأطعمة المنزلية في أيام العطل فقط ..






فزعت حين سمعت صوت كيم وهو يقول بصوت باكي : أبي أنظر ما حل بكين ..
نظرت إليها لأجد وجهها محتقن بالأحمرار ، ويبدو عليها الإختناق ، والدموع تتغرغر في عينيها ..
ذعرت وقتها ، ثم اتجهت إليها بسرعة ، وبدأت بضرب ظهرها لتبدأ بالتقيؤ والسعال ..


هذا المشهد أعادني إلى الوقت الذي أجبر ساي جوليا على تناول الطعام ليضربها بعدها ويجعلها تخرج كل ما تناولته ، ثم تعاود تناوله بشكل مقزز ..
انتابني رعشة حينها ، لازلت لا أصدق أن جوليا أقدمت على فعل كهذا ، كيف تملكتها الشجاعة آن ذاك وفضلت فعل ذلك على جعل الممرضة يومي تعاقب ، أي تضحية هذه ، إنها فتاة أكثر من عظيمة ، ولكنها في الوقت نفسه إنسانة متهورة ..
أكره نفسي حين أتذكر هذا ، فأنا لم أكن سوى كقطعة أثاث بجوارها ، ولم أحاول إنقاذها ولا حتى مساعدتها في ذلك الوقت ، تباً لي ولجبني ، ما فعلته من أجلها لا يعتبر شيئاً مقارنة بما فعلته جوليا من أجل الممرضة ..


- أبي لماذا تبكي ؟؟ أهذا بسبب كين ؟؟
أيقظني صوت كيم من شرودي ، ولكنني لم أكن أفهم ما يعنيه ، لكن حين تلمست وجهي وجدتها مبتلة ، أيعقل أنني أبكي !!
مسحتها بسرعة بينما كيم ينظر إلي بشفقة ، أما كين فقد احتضنتني وقالت : لا بأس يا أبي أنا بخير الآن ..


احتضنتهما بقوة وأنا أقول : ليس الأمر كما تظنان ، على أية حال ما رأيكما أن تأخذا حماماً لنتنزه قليلاً ..
قفز الإثنان بحماس ، وأنا نظفت المكان جيداً ، ثم حممت الصغيرين ، وبعدها غيرت ملابسي ، واستعدينا جميعاً للمغادرة ..


كنت أسير وسطهما وكين على يميني والآخر على يساري والإثنان ممسكان بيدي ..
كنت أسير معهما وعقلي منشغل بالتفكير فيهما ، مهما حاولت أن أعوضهما عن فقدان الأم إلا أنني لم أفلح في ذلك ، فأنا منشغل عنهما كثيراً ولا أستطيع قضاء الوقت معهما إلا ليوم واحد وهو الأحد، لأنها يوم عطلة ولا أمتلك شيئاً لأقوم به سوى مرافقتهما ..




لازلت أتذكر نصائح من حولي ، جميعهم أخبروني بضرورة جلب زوجة تحل محل زوجتي المتوفاة ، فهم كانوا يعلمون أنني لن أستطيع تدبر أمرهما معاً لوحدي ..
لكنني في ذلك الوقت كنت عنيداً ، ولم أنصت لما قالوه ، وكنت أكذب على نفسي وأقول أنني قادر على تحمل المسؤولية وحيداً دون وجود إمرأة معي ..




ومع مرور الأيام بدأت أشعر بصعوبة هذا الأمر ، وأدركت أنني كنت أحمقاً حين لم أنصت إلى نصيحتهم ، وشيئاً فشيئاً أشعر بضرورة الزواج من إمرأة أخرى لتكون بمثابة الأم لهما ..
ولكن المشكلة أنني لا أستطيع التسرع في الإختيار حتى لا أختار إمرأة تقسوا على طفلاي في غيابي ..






انتبهت أننا قد وصلنا إلى إحدى المتنزهات القريبة ، ولهذا تركتهما ليذهبا للهو مع بقية الأطفال ، بينما جلست أنا على المقعد الموجود على مقربة منهم ..
حين تأملت المكان من حولي تذكرت أنني في الحديقة ذاتها الذي إلتقيت فيه بجوليا بصفتي كازوما وليس بصفتي مديراً ..


كانت تلك أولى خطواتي لأتقرب منها حتى أعرف سبب تغيرها المفاجئ ، فحين انتقلت إلى المدرسة أجريت بعض التحقيقات حولها كما فعلت مع بقية الطلبة ، ووجدت أنها طالبة مثيرة للمتاعب كما قال معلموها في المرحلة الإبتدائية والإعدادية ..
لكن المشكلة أنها لم تتسبب في أي مشكلة منذ مجيئها إلى المدرسة ، ولم تكن كما وصفوها ، وحينها شعرت بأن في الأمر سراً ..




بدأت بسؤال المدرسة التي كانت تدرس فيها جوليا عندم انتقلت من هذه المدينة ليخبروني بما حصل لها حين اتهمها أحد أصدقائها بأنها قتلت أخاه الأكبر ، وفي النهاية اتضح أنه كان يكذب ، وبعد ذلك هي انتقلت إلى مدرستي ، لأدرك أن هذا هو سبب تغيرها بلا شك ..


وبالصادفة قابلتها هنا ، فقررت التقرب منها لأنني أريدها أن تحكي لي ما حصل معها ، وتخرج ما في داخلها ، لكنها كانت تراوغني بطريقة واضحة ، حتى أنها استطاعت التهرب وجعلي أحكي عن مأساتي عوضاً عنها ..




ولم تكن هي الوحيدة التي كنت أريد أن أعيدها إلى ماكانت عليه ، فروز كذلك لم تكن تتصرف على طبيعتها ، وأنا كنت أشعر أن كرهها الشديد للفتيان ليس بأمر طبيعي ، حاولت معرفة السر لكنني لم أستطع ، ولم أعتقد أبداً أنها تعرضت لحادثة إعتداء ..
وحتى عندما تم ضربها ، لم أظن أبداً أن عائلتها كانت سبباً في ذلك ، بصفتي مديراً كان يجب أن أعلم أنها تعاني بسبب عائلتها ، حتى أستطيع وضع حد لهذا ، ولكن كل ما أستطيع قوله هو أنني مدير فاشل ، لا أستطيع فهم طلبتي بشكل صحيح ..




ولو تحدثنا عن الفتيان فسوبارو أكثرهم تميزاً ، إنه يخفي الكثير من الأسرار ،ولكنني لا أستطيع فهم أسبابه التي دفعته لإخفاء نفسه ..
أطلقت تنهيدة طويلة ، هؤلاء الأصدقاء مثيرون للإهتمام كثيراً ، وهم متميزون عن غيرهم في كل شيء ، وهذا ما يعجبني ..




من بعيد لمحت إمرأة تسير برفقة مجموعة من الإطفال ، حين رأيتها عرفتها بسرعة ، وانتابني الإرتباك حينها ، أخذت أتلتفت يميناً وشمالاً بحثاً عن مكان أخبتئ فيه حتى لا تراني ..
وقفت من مكاني بإرتباك وعدت أنظر إليها ، لكن المشكلة أن نظراتنا قد تقابلت ، وهي قد لاحظتني ، إذاً لا جدوى من الإختباء ..




استفزني الإبتسامة الساخرة التي كانت تبتسم بها وهي تنظر إلي ، وحاولت كبت جماح غضبي والتظاهر بالبرود واللامبالاة ..
وعندما مرت من جواري همست بشكل مستفز : أأنت هنا لتخطف الأطفال وتعذبهم أيها السافل ؟؟


لم أعد أستطيع تمالك أعصابي فصحت بغضب : آنسة يومي لا تحاولي إغضابي حتى لا تري أمراً لا يسرك ..
قالت ساخرة : أووه حقاً !! وماذا ستفعل ؟؟ أستجلدني كما فعلت المرة السابقة ؟؟ أنا لن أتفاجأ إذا فكرت في ذلك ، فأنت رجل قاسي القلب ..


على الرغم من أنني اعتدت على كلماتها الساخرة ، واتهاماتها الباطلة التي ترميني بها دائماً في المدرسة ، إلا أنني لازلت أغضب كلما تحدثت معي ، مع أنني يجب أن أتجاهلها وحسب ..
عدت أجلس على مقعدي وقلت وأنا أتصنع البرود : لن أرهق نفسي في التحدث معك ، وأرجو أن تغادري من أمامي فأنا في يوم عطلة ولا أنوي تعكير مزاجي برؤيتك ..
- قل أنك لا تريد مني أن أراك وأنت تختطف الصغار ..


نظرت إليها بطرف عيني وقلت : ألست أنت أكثر ريبة مني ، لا أتذكر أن لديك أطفالاً ، من أين إذاً أتيت بهم جميعاً ؟؟
احتقن وجهها من شدة الغضب ، ثم صاحت بصوت عالي دون إحترام غير مبالية بأننا في مكان عام : ماذا تعني بقولك هذا ؟؟ هؤلاء الأطفال من حينا ، لا تظن أن الجميع مجرمون مثلك ..




صراخها لفت أنظار الجميع إلينا ، وكلامها سبب لهم بعض الإضطراب ، فتوجه جميع البالغين لأخذ أطفالهم وابتعدوا من المكان ..
نظرت إليها وقلت وأنا أصك على إسناني من شدة الغيظ : أنظري ماذا فعلت ؟؟ يالك من إمرأة مزعجة ..
ابتسمت بإنتصار ليفور دمي أكثر ، ولو بقيت أكثر سأقتلها حتماً ، ولهذا وقفت من مكاني وهممت بالمغادرة ، لكنها أوقفتني بكلامها : ها أنت تهرب مجدداً أيها الجبان ، حتى في قضية ساي خرجت من الموضوع كالشعرة من العجينة ، وطلبت من رجال الشرطة أن يستروا على تصرفاتك ، أنت مجرد رجل جبان وضعيف ..




إلتفت إليها وقلت صارخاً : إن كنت جباناً وضعيفاً فأنت لست بأفضل مني ، لا تنسي بأنك كنت كالحمقاء تختبئين خلف فتاة ضعيفة تصغرك بأعوام ، لست جبانة وحسب بل أنانية أيضاً ، ولهذا لا تتحدثي وكأنك إنسانة مثالية وتعامليني كالحشرة ، أنا على الأقل حاولت إنقاذها ومحاولاتي ساهمت في مساعدتكم ، أما أنت فلم تفعلي شيئاً سوى البكاء ، حتى الطعام الذي كنا نقدمه لجوليا كنت تتناولينه بنهم غير مبالية بأن هناك فتاة معك تتضور جوعاً مثلك وربما أكثر ، ولو قارنتي بيننا فأنا أفضل منك بكثير ..


أخذت أتنفس بقوة بعد هذا الإنفجار الذي أخذ مني مجهوداً ، أخيراً أخبرتها ما كنت أريده ، أخيراً أوضحت لها مدى دناءتها ، لم أكن أنوي ذلك لكنها تمادت كثيراً ، ولهذا لم أستطع أن أكتم رأيي عنها ..


رفعت بصري إليها قليلاً لأجد شفتيها تتقوسان نحو الأسفل وهي تقام ذلك بشدة ، والدموع اجتمعت في عينيها ولكنها ترفض نزولها ، وحتى جسدها يرجف بصورة واضحة ..
ابتعدت عنها بسرعة وأخذت الطفلين معي وسرت مغادراً المكان ، ولم أكلف نفسي عناء الإلتفات إليها ..




لا أعلم إن كنت قد قسوت عليها ، لكن ما قلته كان الحقيقة فقط ، وهي يجب أن تعرف هذا ..
هي ليست بطفلة صغيرة حتى أعذرها على وقاحتها ، هي إمرأة بالغة ويجب أن تدرك خطأها حتى تغير من نفسها ..




خطواتي كانت سريعة وواسعة ، ولهذا لم يستطع الطفلان أن يجارياني، فسقطا أرضاً ..
شهقت بقوة وقلت وأنا أنزل من نفسي : هل أنتما بخير ؟؟
قال كيم بقليل من العصبية : أبي أنت سبب سقوطنا ، إعتذر بسرعة ..
قلت بهدوء : أنا آسف حقاً ..
ثم مددت يدي إليهما وقلت : أمسكا بي لن أسرع في المشي ثانية ..


لمحت كين تبكي بصمت دون أن تصدر أي صوت ، ولهذا قلت لها بقلق : كين ما بك ؟؟ لقد اعتذرت لكما ، لماذا البكاء إذاً ؟؟
مددت كين قدمها ليتضح لي بأنها قد آذت ركبتها عند سقوطها ، مسحت على رأسها وقلت : كين ألم أعلمك أن تكوني فتاة قوية ؟؟ فالألم سيزول سريعاً إذا كنت كذلك ..


ردت كين بصوت باكي : لكنه مؤلم يا أبي ، لا أستطيع أن أمنع نفسي من البكاء ..
لم أرد عليها بشيء ، واكتفيت بحملها على يدي ، وقلت لكيم : هيا لنعد إلى المنزل ..




============================



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-05-15, 08:28 AM   #102

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

~ ياماتو ~


أخبرتني جوليا بأن سوبارو كان يرغب في رؤيتي ولكنه غادر وهو غاضب للغاية ، وكان بإستطاعتي الإتصال به لأعرف ما يريده لكنني لم أفعل ذلك ..
سأعامله بالطريقة التي يعاملني بها ، حتى يشعر بما أشعر أنا ، لست قاسياً ولكنني أريد تلقينه درساً بإستعمالي لأسلوبه الفظ نفسه ..


تناولت الغداء في منزل عائلة السيد روك بعد أن ألحوا علي بذلك ، وبعد أن انتهيت غادرت المنزل وجوليا برفقتي بعد أن ودعت عائلتها ووعدتهم بزيارة أخرى ..
طوال الوقت الذي كنت فيه معهم كنت أراقب تصرفات روز عن كثب ، وأرى بأنها تغيرت كثيراً للأفضل ، وهذا الشيء أراحني جداً ، فمن الواضح أنها نست فكرة الإنتحار ، واندمجت مع عائلة جوليا بسرعة ..






حين خرجت تفاجأت من وجود سيارتين في الخارج ، واحدة لي والأخرى تعود إلى السيدة موتسومي ، ويبدو أنهم هنا لإصطحاب جوليا ..
وبمجرد أن رأونا مغادرين المنزل حتى خرج الرجلان الضخمان وسارا بإتجاهنا ..
قلت بإستغراب : هذان الرجلان أراهما يلاحقانك دوماً حتى في الحفل كانا يراقبانك طوال الوقت ، أهما حارسيك ؟؟
ردت جوليا وهي عابسة الوجه : نعم لقد أوكلتهم جدتي بمهمة حراستي ، ولهذا هما يلازمانني دائماً ..
ابتسمت بهدوء : يبدو أنها خائفة عليك كثيراً ، يجب أن تكوني سعيدة لأن جدتك تهتم بك كثيراً ..
- هي تبالغ وحسب وهذا أمر لا يستدعي السعادة مطلقاً ، فلو كنت في محلي لشعرت بما أشعر به الآن ..




أطلقت ضحكة قصيرة لأنها كانت على حق ، فأنا سأشعر بالإنزعاج حتماً إذا تم الإهتمام بي بهذا الشكل المبالغ فيه ..
صعد كل منا لسيارته ثم غادنا في طريقين مختلفين ..




سرنا عائدين إلى المنزل ، وعندما اقتربنا من البوابة الرئيسية توقفت السيارة فجأة واصطدمت بالمقعد الأمامي ، قلت بإستغراب وأنا أدلك وجهي بألم : ما الذي يحصل ؟؟
قال السائق بإعتذار : آسف يا سيدي الصغير ، لكن هناك رجل ظهر أمامنا فجأة ، سأرى مايريده ..


نزل السائق ليتحدث مع الرجل الواقف أمام سيارتنا ، ويبدو أن هناك مشكلة ما فالإثنان يبدوان منفعلين ..
قررت الإنضمام لهما لأرى ما الذي يحصل ، ترجلت من السيارة وقلت وأنا أقترب منهما : ما بكما ؟؟ أهناك مشكلة ما أيها السيد ؟؟
نظر إلي الرجل في عقده الرابع وقال : أنت ياماتو كودو أليس كذلك ؟؟
- نعم أنا هو ..
- أريد أن أتحدث معك قليلاً ..


نظرت إلى وجهه الذي بدى مألوفاً لدي ، أذكر أنني رأيته قبلاً لكن لا أعلم أين ..
مد الرجل يده ليصافحني وقال : ألا تتذكرني يا ياماتو ، أنا السيد روكاوا وقد قابلتني سابقاً مع سوبارو ..
توسعت حدقتا عيني بتفاجؤ ، صحيح إنه الرجل ذاته الذي كان مع سوبارو في اليوم الذي أظهر فيه كراهيته لي ..


قلت وأنا أرمش بعدم إستيعاب : وماذا تريد مني ؟؟
رفع حاجبه بإستنكار وقال : أستبقي يدي في الهواء هكذا لوقت أطول ؟؟
انتبهت إلى يده الممدودة ثم صافحته بسرعة وأنا أقول بإحراج : أوه آسف لم أنتبه ..
- لا بأس ، والآن هلا رافقتني إلى مكان ما لنتحدث فيه بهدوء ، فهناك موضوع مهم يجب أن أخبرك به ..


أشرت بيدي إلى المنزل وقلت : بما أنك أمام منزلي فتفضل بالدخول لنتحدث ..
قال بصرامة : لنختر مكاناً آخر غير منزلك ..
استغربت من عدم رغبته في الدخول إلى المنزل ، لكنني احترمت رغبته وقلت : إذاً ما رأيك بالذهاب إلى إحدى المقاهي ..
- حسناً لا أمانع ، تستطيع الصعود معي على متن سيارتي ..


نظرت إلى السائق وقلت له : سأذهب مع السيد روكاوا ، وأنت تستطيع العودة ..
أومأ السائق برأسه ثم صعد على سيارته ، أما أنا والسيد روكاوا ذهبنا متجهين نحو أقرب مقهى ..




أول شيء لاحظته أن السيارة التي أنا عليها الآن ليست كالتي رأيتها سابقاً ، فهذه تبدو أقل فخامة من السابق ، أو بمعنى أدق تبدو سيارة عادية على عكس السارة التي رأيتها معهم قبلاً عندما كان مع سوبارو ..
وصلنا إلى المقهى وأخذنا طاولة بعيدة قليلاً عن البقية وفي زاوية المكان ، وكان السيد روكاوا من اختار هذا المكان بدقة ، وهذا يعني أن الموضوع الذي سيتحدث عنه مهم جداً ، وإلا لما إختار مكاناً بعناية هكذا ..


أتى النادل ليأخذ طلبنا فاكتفيت بكأس عصير ، وهو طلب كأس قهوى ساخنة ، وعندما غادر نظرت إليه بإهتمام وقلت : أرجوك تحدث عن الأمر بسرعة فأنا فضولي جداً لسماع ما ستقوله ..


حدق فيني بعينيه العسليتين وقال بهدوء : ياماتو أين هي والدتك ؟؟
تفاجأت من سؤاله ، لكنني أجبت عليه بشكل طبيعي : هي متوفاة ، لماذا تسأل عن هذا في هذا الوقت ..
قال بنفس الطريقة السابقة : هل لديك إخوة أو أخوات ؟؟
أجبت عليه بضيق هذه المرة : لا أنا وحيد ، سيد روكاوا أدخل في صلب الموضوع بسرعة وكف عن المماطلة ..


أسند ذراعيه على الطاولة وشبك أصابعه ببعضها ثم وضع ذقنه عليه وقال : ماذا لو أخبرتك بأن والدتك لا تزال حية ، وأنت تمتلك أخاً يصغرك بعام ..
نظرت إليه بإستنكار ، ثم قلت : أتحاول أن تسخر مني أم ماذا ؟؟
وبعدها أردفت وأنا أقف من مكاني : يبدو أن هذه إحدى خطط سوبارو لإستفزازي ، أنا مغادر الآن ..




تحدث السيد روكاوا بسرعة : لا شأن لسوبارو بالأمر ، إجلس حتى أخبرك بالحقيقة التي لا تعلمها ..
ترددت قليلاً ، لكنني فكرت في أنني لن أخسر شيئاً إذا ماستمعت إليه ، لهذا عدت لمقعدي وقلت : سأبقى ، لكن تحدث بأمور واقعية أكثر ، وكف عن الكذب ..
أدخل يده في جيب سترته بعد أن عاد إلى مكانه ، ثم أخرج منها صورة وضعها أمامي ثم قال : ألا تبدو لك هذه المرأة مألوفة ؟؟




عقدت حاجباي بتفكير ، كانت الصورة لإمرأة جميلة جداً تجلس على كرسي أحمر ووجهها عابس ، ولاحظت بطنها المنتفخ الذي يدل على أنها كانت حامل ..
هززت رأسي بالنفي وقلت : لم أرى إمرأة تشبهها في حياتي ..
توسعت حدقتا عينه وقال بتعجب : أأنت جاد ؟؟ ألا تشبه هذه السيدة والدتك ؟؟ أو لنقل ألا تبدو نسخة طبق الأصل منها ، حتى أنني تعمدت إحضار صورة قديمة لها حتى لا يكون مظهرها مختلفاً ..




تضايقت من إحضاره لسيرة والدتي مجدداً ، لكنني قلت بهدوء : أنا لا أمتلك صورة لوالدتي ، فهي لم تكن تحب التصوير ..
إرتسم على وجهه حينها إبتسامة ساخرة وأخذ يتمتم بصوت خافت ولكن بشكل مسموع : كما توقعت من السيد كودو ، ياله من ماكر ..
رفع بصره نحوي وقال بصوته الطبيعي : إسمعني هذه المرأة التي في الصورة هي والدتك ، وقد تم إلتقاط هذه الصورة عندما حملت بأخيك ..


هاقد عدنا لسيرة الأخ بعد الأم ، هذا الرجل يمازحني بالتأكيد ، أطلقت زفيراً طويلاً وقلت بإستسلام : ماذا يريد سوبارو مني بالضبط ؟؟ سأفعل كل ما يريده لكن أرجوكما كفا عن العبث بي ..
- أنا لا أعبث معك يا ياماتو ، وسوبارو كما ذكرت سابقاً لا يعلم بأنني فاتحتك بهذا الموضوع ، ولو كان يعلم لما تركني الآن وشأني ..


وضعت يدي على رأسي ، لقد أصبت بالصداع ، لا أعلم إلى ماذا يريد أن يصل إليه هذا الرجل ..
نظرت إليه وقلت بإستياء : إختصر ما تريد قوله أرجوك ، فقد بدأ الأمر يزعجني ..
- حسناً سأخبرك مجمل الموضوع بإختصار ، ولهذا إستعد لتلقي الصدمة ، والدتك التي في هذه الصورة لازالت على قيد الحياة ، وسوبارو يكون أخاك الصغير ..




أصدرت ضحكة متصنعة ، ثم قلت بعد أن أعدت ملامحي إلى ماكانت عليه : أي مزاح هذا !! سئمت الوضع حقاً ، بقي أن تقول لي أنك والدي ، لقد زاد الأمر عن حده كثيراً ..
ضيق فتحة عينيه وقال : هل لديك دليل على أنني أمزح ؟؟
قلت بنفاد صبر : ولماذا يجب أن آتي بدليل على أنك تكذب ؟؟ ألا يجدر بك أنت أن تحضر دليلاً على صدقك ؟؟


إلتقط الصورة من على الطاولة وقال بعد أن أعاد الصورة إلى جيب سترته : أنا أستطيع إثبات ذلك بسهولة ، فوالدك وسوبارو يعلمان بذلك ، ثم أن هذا هو السبب الحقيقي لكراهية سوبارو لك ..




بدأت الكثير من الأسئلة تراودني ..
كيف لهذا أن يحصل ؟؟
وهل سوبارو أخي حقاً ؟؟
وإن كان كذلك لماذا لم يخبرني بالأمر ؟؟
ولماذا أخفى أبي الأمر عني ؟؟
لماذا أنا الوحيد الغبي الذي لا يعلم شيئاً ؟؟


احتضنت وجهي بين كفي ، لا أستطيع تصديق هذا أبداً ، الأمر غريب حقاً ، أن تكون والدتي على قيد الحياة ويكون سوبارو أخي هذا أشبه بالخيال ..
سمعت صوت مقعد السيد روكاوا يتحرك ليتبعه صوته : إسمعني أنا لم أشأ إخبارك بالأمر إلا من أجل مصلحة والدتك ، لم يتبقى من حياتها إلا القليل ، ولهذا أريد أن أحقق رغبتها في مقابلتك ، لكن لا تخبر والدك حتى لا يمنعك من رؤية والدتك ..
قلت بقلق : وماذا بها آآ تلك السيدة ؟؟
قال مجيباً على سؤالي بنبرة يتخللها الحزن : والدتك مصابة بمرض سرطان الدم ، وإنقاذها بات أمراً مستحيلاً ، وكل ما يمكننا فعله من أجلها هو تحقيق رغبتها الأخيرة ..




شعرت بإنقباض قلبي بشكل لا إرادي ، على الرغم من أنني لست واثقاً من صدق ما يقوله إلا أنني قلق بشأنها ، ما سر هذا الشعور يا ترى ؟؟ هل هذه المشاعر تؤكد صحة ما يقوله ؟؟


إنتشلني من حيرتي صوت السيد روكاوا مجدداً : سأتركك الآن حتى تلملم شتات نفسك ، فأنا واثق من أنك غير مصدق لما قلته ، لهذا تعال وقابلني في هذا المقهى يوم غد بعد إنتهاء المدرسة إن أردت مقابلة سوبارو وتتأكد من صحة كلامي ، وتذكر أن التأخير ليس في مصلحتك ، فأيامها معدودة كما ذكرت ..
غادر السيد روكاوا المقهى ليتركني وسط دوامة من الحيرة ..






==================
~ جوليا ~


عندما عدت إلى منزل جدتي بدأت تسألني عن المكان الذي ذهبنا إليه ، وحين أخبرتها بأننا ذهبنا لزيارة مريض في المشفى بدى على وجهها عدم ارضى ، ولهذا قلت بهدوء : جدتي أنت تخططين لأمر ما صحيح ؟؟
ردت جدتي وهي تتصنع البرود : ماذا تقصدين ؟؟
- لا تحاولي الكذب علي فأنا حفيدتك التي تفهمك أكثر من نفسك ، هل تحاولين أن تقومي بشيء ما من خلفي ؟؟


أدارت وجهها بعيداً عني وقالت : لا أعلم عن ماذا تتحدثين ..
إقتربت منها أكثر وقلت بإلحاح : جدتي أرجوك أخبريني ما تخفينه عني ، هيا أتوسل إليك ..
نظرت إلي جدتي لثواني ثم قالت : حسناً سأخبرك ما أخفيه عنك فأنت ستعلمين بهذا عاجلاً أو آجلاً ، السيد كودو يوم أمس أخبرني بأنه يبحث لإبنه عن خطيبة ، وهو يرى بأنك الأنسب لهذا المنصب ..




نظرت إليها بإستنكار ، خطيبة لياماتو !! أي غباء هذا ، أنا لم ولن أقبل بهذا أبداً بتاتاً البتة ..
لكن رفضي القاطع بهذه الطريقة لن يغير من شيء ، بل سيزيد من عنادها وإصرارها على موقفها أكثر ، لهذا تحدثت متصنعة بساطة الموضوع : أووه فعلاً !! لم أظن مطلقاً أنني سأكون خطيبة أحد ..


نظرت إلي جدتي بتفاجؤ وقالت : لم أظن أنك ستتقبلين الأمر بهذه السهولة ، لكن لو فكرنا في الأمر كنتما منسجمين جداً في حفلة الأمس ، يبدو أنني إتخذت القرار الصائب هذه المرة ..


قلت بإبتسامة هادئة : جدتي لو كنت في مكان مليء بالناس ولم تجدي سوى شخص واحد تعرفينه فمع من ستجلسين ؟؟
ضيقت جدتي عينها وقالت : بالطبع سأجلس مع من أعرفه ..
إتسعت إبتسامتي حينها وقلت : وهذا ما حصل بالضبط في يوم الحفلة ، لم أكن أعرف أحداً سوى ياماتو لهذا جلست معه ، لذا لا تفسري الأمور بصورة خاطئة ..




قالت جدتي : أنت تعلمين بأنني سيدة ثرية ، والجميع يحلم بالتقرب مني ، وحين أعلنت أن لدي حفيدة شابة غير مرتبطة ماذا تظنين أنهم سيفعلون ؟؟
أجبت متصنعة الغباء : ماذا سيفعلون ؟؟
- بالطبع سيندفعون لخطبتها حتى يناسبوا السيدة الثرية ، ولتتجنب هذه السيدة إحراج الآخرين وافقت على الشاب الأقرب للحفيدة ، أليس تصرف هذه السيدة حكيما ج ؟؟


أملت إبتسامتي بسخرية : لا أرى أي حكمة في تصرفها يا جدتي ، فالقرار الأول والأخير يعود إلى الحفيدة ، ولهذا لا يجب على تلك السيدة أن تقرر مستقبل حفيدتها عوضاً عنها ..
إحتقن وجه جدتي بالإحمرار دلالة الغضب ، وقالت بإنفعال : ماذا أفهم من كلامك هذا ؟؟ أسترفضين ياماتو ؟؟




حاولت إمتصاص غضبها حتى لا يزداد الأمر سوء : أنا لست واثقة بعد من أنني سأرفضه أو لا ، لكنني لازلت أدرس يا جدتي ولم أتخرج من الثانوية حتى ..
- لا بأس فأنا والسيد كودو إتفقنا على كل شيء ، سنعلن عن خطبتكما بعد عدة أسابيع ، وستظلان مخطوبين حتى تتخرجا ، والزواج سيكون بعد التخرج ..




كم جدتي ماكرة ، يقومون بالتخطيط لحياتنا من دون علمنا ، لكنني أتسائل ، هل يعلم ياماتو بالأمر ؟؟
تصرفاته اليوم بدت طبيعية جداً ، وهذا يعني أنه لم يعلم بعد ، ولكنني يجب أن ألغي هذه الفكرة من رأس جدتي حالاً وفوراً ..
قلت بجدية : جدتي أنا أحبك لكن لا يعني هذا أن تقرري مصيري ، لذا أرجوك لا تغضبي إذا قلت لك أنني آرفض هذه الفكرة رفضاً قاطعاً ..
استشاطت جدتي غصباً ، وكأنها كانت تنتظر رفضي لتبدأ بالصياح في وجهي : لماذا دائماً تعارضينني في كل شيء ؟؟ وأنا التي ظننت أنك ستكونين ممتنة لي لأنني إخترت ياماتو الشاب الذي تعرفينه عوضاً عن شخص آخر ..
ثم وقفت من مكانها وتابعت صراخها هي تشد على العصا الممسكة بها : أعلم أنك ستأتين بفكرة من أجل إلغاء هذه الفكرة ، لكن لتعلمي أنك لو فعلت ذلك فسأرغمك على الزواج بشخص لا تعرفينه ، حكمي عقلك ، الزواج من شخص تعرفينه أفضل من شخص لا تعرفينه ..




أنهت جدتي إنفجاراتها وغادرت المكان برفقة الخادم المرافق لها ، والذي يعتني بصحتها ، بينما أنا استلقيت على الأريكة أتأمل سقف الغرفة بشرود ..


أنا لن أكون خطيبة ياماتو ولا خطيبة أي شاب آخر ، وأنا لم أرفض ياماتو لعيب فيه ، فهو مثال للشاب المثالي ، ولا أظن أن هناك شخص كياماتو في لطافته ، ولكنني أحبه كصديق فقط ، ولا أحمل تجاهه أي مشاعر أخرى ..




انقضى هذا اليوم بسلام فقد كانت جدتي تتجنب الحديث معي ، وكأنها تحاول إن تعدلني عن قراري بإمتناعها عن الكلام معي ، وأنا بدوري كنت أتظاهر وكأن شيئاً لم يكن ، وأتحدث معها بشكل طبيعي جداً وهي تصد عني ..


أتى صباح اليوم التالي واستيقظت باكرا لأعد الفطور لي ولروز كالعادة ، وكانت الخادمات يساعدنني كثيراً ، حتى أنهم قاموا بثلاث أرباع العمل عوضاً عني ، وأنا حقاً لا أشعر بالرضى ..


عندما انتيهت توجهت لتناول الإفطار مع جدتي ، وكان الصمت هو سيد المكان على غير العادة ، عندما انتهيت غادرت المنزل بالسيارة وعلى جانباي مات وجون ..
قررت التحدث معهما قليلاً ريثما نصل : " مات جون منذ متى وأنتما تعملان مع جدتي ؟؟ "
أجاب جون : " قبل خمس سنوات وقد كنا آن ذاك نعمل في حراسة المنزل ، ولكن الآن أصبحنا مسؤولين عن حمايتك "


وتابع مات من بعده : " ولكن لماذا تسألين عن هذا أيتها الآنسة ؟؟ "
قلت بلامبالاة : " مجرد فضول ليس إلا "
صمتنا لثواني ليبتدئ مات الحديث مجدداً : " آنسة جوليا سمعنا أنك بارعة في القتال هل هذا صحيح ؟؟ "
- " ليس كثيراً ، لكن أبي دربني على بعض فنون الدفاع عن النفس "
- " لتعلمي إنستي أنه مهما بلغت من قوة فلن تصلي لقوة الرجال أبداً ، فالنساء ضعيفات مهما حاولن إظهار عكس ذلك "




لم أفهم ما كان يريد إيصاله ، لكنني جاريته وأومأت برأسي دون أن أنطق بكلمة ، ثم توقفت السيارة بعيداً عن المدرسة بقليل ، لأكمل باقي الطريق سيراً على الأقدام ..
عند وصولي إلى المدرسة وجدت روزقد أتت للتو ، فاقتربت منها وأحطت عنقها بذراعي وقلت بمرح : صباح الخير يا روز .


ابتسمت روز وقالت : صباح الخير ..


أكملنا طريقنا للصف معاً ، ثم قالت بعدها : كيف هي الحياة في منزل جدتك ؟؟ أنا واثقة من أنك سعيدة هناك ..
- ولماذا تقولين ذلك ؟؟
ردت بحماس : أنا لم أظن أبداً أن جدتك سيدة ثرية ، ثم أن جميع الصحف تتحدث عن حفيدتها جوليا التي ظهرت فجأة بعد أن ظن الجميع بأنها لا تمتلك وريثاً ، لقد كان الأمر مفاجئاً حقاً ..


قلت وأنا أجلس في مكاني بتذمر : صحيح أنها ثرية لكن العيش مع سيدة عنيدة مثلها أمر مزعج ..
أتاني صوت لوريوس من خلفي : أنت مليئة بالمفاجئات دائماً ، لم أظن أنني سأتعرف على فتاة من عائلة ثرية من قبل ..


إلتفت إليه وقلت : لست أنا الثرية بل جدتي، وأنا لست سوى فتاة من عائلة متوسطة الحال ..
إقتربت يونا منا وقالت ضاحكة : أنت متواضعة كثيراً ، لكنني لا أعلم إن كان يجب أن أقول أنك ذات حظ جيد أم لا، فحياتك متقلبة بين سعادة و تعاسة ..
- الحياة هكذا ، فلو واجهنا المصاعب فلا يعني بأن هذا مكتوب على حياتنا للأبد ، بل يجب أن نثق بأن هناك مستقبلاً مشرقاً ينتظرنا ..


سمع صوت صفير إعجاب تبعه صوت سوبارو الذي قدم للتو : أرى بأنك بدأت تتفوهين بالدرر ، هذا ليس من طباعك أبداً ..
رمقته بنظرة ساخرة وقلت : أنا لم أتحدث إليك ، لذا كف عن التدخل ..




عندما قلت تلك النصيحة كنت أحاول إيصال رسالة لروز دون أن تدرك بأنني أعنيها ، فهي واجهت الكثير من الصعاب في حياتها وهاقد أتى الوقت الذي سيشرق فيه مستقبلها ..
إنتبهت إلى سوبارو الذي قال : بالمناسبة يا جوليا ، بما أنك أصبحت ثرية الآن هل ستنتقلين إلى مدرسة أخرى ؟؟
قلت بعد ضحكة قصيرة : لماذا تتحدثون كم لو أنني وجدت كنزاً ثميناً قبل أيام فقط ؟؟ جدتي كانت جدتي منذ زمن ،، وأنا كنت ولازلت حفيدتها ، ولا شيء تغير حتى تسألوني عن أمور غريبة ..


يونا : لكنك أصبحت بارزة كثيراً في الآونة الأخيرة ، والصحف والمجلات لم تكف عن التحدث عنك ، أصبحت مشهورة جداً يا جوليا ، يجب أن تفرحي بذلك ..
عبست قائلة : ومن يحب الشهرة !! إنه أمر متعب وسخيف ، أن تكوني إنسانة عادية وتعيشين حياة عادية هو أفضل شيء ..


ضربتني روز على ظهري وقالت : هل أنت مجنونة ؟؟ الشهرة حلم الجميع ، وأن تكوني إنسانة بارزة لأمر رائع جداً ..
ثم تابعت بحالمية وهي تضم أصابعها ببعضها : تخيلي لو أنني ممثلة مشهورة والجميع يلاحقونني ليحظوا بتوقيعي ، وعدسات المصورين تلاحقني في كل مكان ، وصوري تعرض في كل مكان وزمان ، والجميع يعرفونني ويحبونني ، حياتي ستكون ممتعة بلا شك ..




حركت يدي بالنفي وأنا أقول : أنظري إلى الجوانب الأخرى أيضاً يا روز ولا تكوني فتاة سطحية ، فمثلاً أن تكوني مشهورة هذا يعني أن هناك أشخاص يتربصون بك كل دقيقة وثانية من أجل البحث عن زلاتك وأخطائك ، إنه أمر ممل ..
علق سوبارو ساخراً : يبدو أن هناك من يتحدث وكأنه قد جرب حياة الشهرة ..
قالت يونا مدافعة : إنه أمر بديهي يا سوبارو ، لهذا كف عن السخرية من جوليا ..
ليقول لوريوس من بعدها ضاحكاً : سوبارو لا تحاول إستفزاز جوليا فهذا لا يفيد مطلقاً ، إنها كتلة جليد يستحيل لها أن تغضب ..


قلت بإبتسامة باردة : أنا لا أعتبر سوبارو موجوداً حتى أبالي بما يقوله ، لهذا أتركوه يسخر كيفما يشاء ..
قاطعنا صوت الجرس الذي أعلن عن إبتداء الحصة الأولى ، ولهذا عاد الجميع إلى مكانه ..






================





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-05-15, 08:28 AM   #103

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




~ سوبارو ~


أخبرني السيد روكاوا في الأمس أنه يرغب بمقابلتي مجدداً ، وأنا كنت أعلم عن الموضوع الذي سيتحدث عنه ، ولهذا قررت التهرب من لقاءه والذهاب لمقابلة ياماتو عوضاً عن ذلك ..


كنت أعلم أنه سينتظري أمام منزلي ، ولهذا قررت التوجه إلى منزل ياماتو عوضاً عن العودة ، فلازلت لم أفرغ غضبي عليه بعد ..
استقليت سيارة أجرة للذهاب إلى منزله ، ووقفت خارج أسوار المنزل أنظر إلى النعيم الذي يعيشها الآن ، أشعر أن حياته مرفهة كثيراً وهذا أمر مغضب قليلاً ، وهو أيضاً لا يعاني من أي مشكلة في حياته ..




سألت الحارس عن ياماتو فأخبرني أنه لم يعد بعد ، ولهذا بقيت أنتظره خارجاً ..
أوشك خيوط الشمس على التلاشي ، والسماء بدأت تغطى بالسواد ، وياماتو الغبي لم يصل بعد ..


لمحت سيارة قادمة بإتجاه المنزل فوقفت مستعداً لمقابلة ياماتو ، توقفت السيارة السوداء أمامي لأجهز قبضتي ، لم يُفتح باب السيارة ولهذا شعرت بالريبة ، ولكن عوضاً عن ذلك فُتحت نافذة السيارة المظللة ليظهر من ورائها وجه والده الذي قال بهدوء : إن لم أكن مخطئاً فأنت سوبارو صديق إبني ..


قلت متصنعاً التفاجؤ : من المدهش معرفتك لي على الرغم من أننا لم نتقابل من قبل ..
- مظهرك مميز جداً ولهذا يستحيل لي أنا أخطئك ، على أي حال ما الذي تفعله أمام منزلي ؟؟
- أنا أنتظر ياماتو فهناك أمر أريد التحدث بشأنه ..




نظر إلى الساعة الملتفة على معصمه وقال : هذا غريب ألم يعد بعد ؟؟ هو عادة يكون موجوداً في هذا الوقت ، إصعد لتنتظره في الداخل ..
كنت متفاجئاً من دعوته لي بالدخول ، لم أظن أنه سيعاملني بهذه الطريقة ، كنت واثق من أنه سيطردني أو شيء من هذا القبيل ، هل يعقل بأنه يعلم من أكون ؟؟


انتباني القلق بمجرد التفكير في ذلك ، وحاولت طرد هذه الفكرة من ذهني ، يجب أن أثق بما قاله السيد روكاوا ، فهو أخبرني بأن والد ياماتو لا يعرف والدي ، وهذ يعني أنه لن يعرفني ..
قطع حبل أفكاري صوته العميق : يبدو أن جلسة السيارة قد أعجبتك ، إنزل أيها الشاب فقد وصلنا ..
إنتبهت إلى إننا وصلنا أمام الفيلا ، والسائق قد فتح الباب منتظراً نزولي ، خرجت من السيارة ليقودني الخادم إلى غرفة الجلوس لأبقى هناك ريثما يعود ياماتو ..


لكن صبري قد نفد ، ولم أعد أطيق الإنتظار أكثر ، فأخرجت هاتفي الذي أطفأته ، وحين فتحته وجدت عشرات المكالمات والرسائل من السيد روكاوا ، لم أرهق نفسي في قراءة رسائله فتجاهلتها جميعاً ، وقررت الإتصال بياماتو ..


كنت أظن أنه سيتجاهلني كما فعل بالأمس ، لكنني تفاجأت حين أجاب على الهاتف دون أن يقول شيئاً ، ولهذا بادرت بقولي : أين أنت الآن أيها المغفل ؟؟
- أنا من يجب أن أسألك هذا السؤال أيها الغبي ، ألم أقل أنني أريد محادثتك في موضوع مهم ؟؟ في أي بقعة من الأرض تتواجد فيه الآن ؟؟


هذا الصراخ والصوت الصاخب لم يكن يرجع لياماتو بل إلى السيد روكاوا ، أبعدت هاتفي لأتأكد من الرقم ، فقد ظننت أنني أخطأت في الإتصال ..
لكن الغريب أن الإسم الذي أنير على الشاشة هو إسم ياماتو لا السيد روكاوا ، حينها استنتجت أمراً واحداً فقط ..


قلت ببطء وكأنها الهدوء التي تسبق العاصفة : هل يعقل بأنك الآن مع ياماتو ؟؟
لم يجبني سوى الصمت ، لأدرك أن ما أفكر فيه الآن هو حقيقة ، إنقلبت الأدوار فأصبحت أنا المثار هنا بينما السيد روكاوا صامت ..
- هل فعلت الشيء الذي منعتك منه ؟؟ أأخبرته بكل شيء يتعلق بنا ؟؟ لن أسامحك إذا فعلت ذلك ، فأنت وعدتني أنك ستبقي هذا الأمر سراً ، سأقتلك حتماً لو كان الأمر هكذا ..
أتاني صوته الهادئ عكس نبرته السابقة : سوبارو لن نستطيع التفاهم الآن ، أخبرني عن مكانك لآتي إليك ..
قلت محاولاً كبت غضبي : أنا في منزل ياماتو الآن ..
قال بتفاجؤ : وماذا تفعل هناك ؟؟
- كف عن السؤال وتعال لإصطحابي لتخبرني بالأمر الذي يجمعك مع ياماتو ..


أقفلت الخط وأنا أحاول أن أهدئ من نفسي ، فلو قابلتهما وأنا بهذا الحال فلن أضمن أنهما سيبقيان على قيد الحياة ، بدأت أتنفس بعمق وأنفث الهواء من فمي ، واستمريت بفعل ذلك مرات عدة حتى شعرت بقليل من السكينة ، وقرر بعدها مغادرة المنزل وانتظار السيد روكاوا ..
بعد دقائق من الإنتظار رأيت سيارة السيد روكاوا تقترب مني ، وحين توقفت أمامي خرج من السيارة ياماتو الذي إقترب مني وقال بإرتباك : سوبارو ....


نظرت إليه منتظراً ما سيقوله ، لكنه في النهاية تراجع عن ما سيقوله ، ثم عاد خطوتين إلى الوراء ، خرج السيد روكاوا كذلك وقال : إصعدا حتى نتحدث في مكان آخر ..




لم أكن أنظر إلى السيد روكاوا ولا أنصت لما يقوله ، فقد كان إهتمامي منصباً على ياماتو الذي يبدو. عليه الإنزعاج ، وينظر إلي بتوتر بين حين وآخر ثم يهز رأسه بالنفي ..
تصرفاته الغريبة أكدت لي أن السيد روكاوا قد أخبره بأمر ما ، ولهذا أمسكت السيد روكاوا وابتعدنا عنه قليلاً وقلت وأنا أصك على أسناني : أخبرني هل أخبرت ياماتو بأمر ما ؟؟
أخذ السيد روكاوا يشتت أنظاره محاولاً إصراف نظره عني، وهذا الشيء أغاظني كثيراً ، فأخذت أهزه بقوة وكررت السؤال مجدداً ، ليأتيني الجواب من خلفي بصوت هادئ : لقد أخبرني بأن والدتي على قيد الحياة وأنك أخي يا سوبارو ، ولكن هل هذا صحيح ؟؟


تشنجت في مكاني لثواني ، وأنا أنظر إلى السيد روكاوا بصدمة ، كنت أشك في هذا لكن أن يكون هذا هو الواقع إنه أمر صادم بحق ، بدأت أفكر بشكل سريع فيما يجب أن أفعله ، وخطرت في بالي فكرة عظيمة ..




إستدرت إلى ياماتو الذي ينظر إلي بعينين تبرقان بترقب ، ثم انفجرت ضاحكاً بزيف ليقطب هو حاجبيه بإستغراب ، وبعد أن هدأت قلت وأنا أنظر إلى السيد روكاوا : أحسنت يا سيد روكاوا لقد نجحت خطتنا ، إستطعنا العبث بهذا الغبي ، لم أظن أن الأمر سيكون بهذه السهولة ..
نظر إلي السيد روكاوا بإستنكار ، بينما قال ياماتو وهو لايزال في وقعة الصدمة : ماذا تعني بكلامك هذا يا سوبارو ؟؟




إبتسمت بمكر وقلت : لقد إتفقت مع السيد روكاوا أن نخدعك بقصة خيالية ، وأنا لم أظن أبداً أنك ستُخدع بسهولة ، أنت غبي حقاً ..
أنهيت عبارتي وعدت أضحك بصوت عالي لأستفزازه ..


أخرستني لكمة قوية وجّهها ياماتو لي بقبضته اللعينة ، نظرت إليه وقد بدى من الواضح أنه غاضب بشدة ، وصدره يعلو ويهبط بوضوح ..
ثم إنفجر في وجهي بعصبية لم أعتد رؤيتها : أيها السافل ، كيف تجرؤ على خداعي في أمر كهذا ؟؟ هل تعلم كم أشغلني هذا الموضوع كثيراً طوال البارحة ، حتى أنني كنت متلهفاً لرؤية المرأة التي قلتم أنها أمي ، وفي النهاية تقول لي أنها مجرد كذبة !! لماذا فعلت شيئاً كهذا يا سوبارو ؟؟ بدأت أمقتك بشدة الآن أيها الحقير ..




لم أكن لأسكت عن لكمته ، ولهذا وجهت له ضربة في بطنه جعله ينحني بألم وقلت وأنا أبصق عليه : وكأنني سأهتم أيها الطفل الوضيع ، وإن كنت بدأت بمقتي فأنا كنت أمقتك منذ سنوات ، إذهب للموت أيها الطفل المدلل ..
عاد ياماتو ليهجم علي مجدداً ، لكنني استطعت تفاديه ودخلنا نحن الإثنين في شجار عنيف ، كنت أوجه له الضربات القوية دون أن أبالي بالضربات التي تصيبني ..


لا أعلم كم استمرينا في القتال لكن ما أوقفنا هو تدخل مجموعة من الرجال عملوا على فصلنا عن بعضنا ، حاولت الإفلات منهم لأعود لضربه لكنهم كانوا أكثر قوة مني ..
رفعت بصري إلى ياماتو الذي كان متصلباً بشكل غريب ، وهو ينظر إلي بدهشة ..


أنزلت بصري قليلاً إلى الأسفل لأجد ضماداً أبيضاً ملقى على الأرض وقد تلوث قليلاً بالغبار والأوساخ في المحل الذي كنا نتشاجر فيه ، رفعت يدي إلى وجهي أتلمسه فإذا بي أمسك بجلدي عوضاً عن ملمس الضماد الذي إعتدت عليه ، وحينها أدركت أن سري قد فُضح ..
جلت ببصري بحثاً عن السيد روكاوا وحين وقع عيني عليه حركت شفتاي ناطقاً بإسمه لأستنجد به ولكن من دون صوت ، فهم السيد روكاوا حركة شفتاي فاقترب مني بسرعة وقال للرجلين الممسكين بي : أتركاه أرجوكما ، أعدكم أنه لن يعيد فعلته ..
تحدث أحدهم بصوته الخشن : لن ندعه حتى يأخذ جزاءه ..


لمحت ياماتو يقترب مني بخطوات بطيئة ، ولازالت عيناه مثبتتان في وجهي ، ثم نطق بهدوء : لا أصدق ما تراه عيناي ..
صرخت في وجهه بتهديد : لو أخبرت أحداً ما بهذا الأمر فأنا سأقتلك هل سمعت يا ياماتو ..


شد أحدهم على يدي بقوة وقال بحدة : تحدث مع السيد الصغير بإحترام أيها الوقح ..
نظر ياماتو إليهم وقال : دعوه يا رجال ..
ليقول أحدهم بإعتراض : لكن ....
قاطعه ياماتو : قلت أتركوه ..




تركني الرجلان لأرمق ياماتو بنظرة قاتلة ثم قلت : إذا فتحت فمك بكلمة واحدة فستكون تلك آخر كلماتك في الحياة ..
إلتقطت الضمادات الملقاة على الأرض ثم صعدت سيارة السيد روكاوا ، ليصعد هو الآخر وانطلقنا مبتعدين عن المكان ..






نهاية الفصل ..

للأسف هذا هو كل ما استطعت كتابته في الأسبوعين الفائتين
ويبدو أن هذا الفصل هو آخر فصل يمكن أن أكتبه قبل الإمتحان ، ولهذا سنتابع بقية الأحداث بعد الإمتحانات بإذن الله ..
أعلم أنه ليس بالمستوى المطلوب أرجو أن تعذروني
فهناك العديد من الأمور التي تشغلني في الوقت الحالي ..


في أمان الله ..





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-07-15, 11:23 PM   #104

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




|| ظ¤ظ¢ ||


~ كودو ~


- كيف لك ألا تعلم بمكانه يا عديم الفائدة ؟؟ سأخصم من راتبك هذا الشهر ..


أغلقت الخط في وجه السائق المتكفل بإيصال ياماتو ، فقد قال بأن إبني قد ذهب بسيارة أخرى وأمره بالعودة ، نظرت إلى ساعة يدي ، إذا لم يعد الآن فسنتأخر كثيراً في الذهاب إلى منزل السيدة موتسومي التي دعتنا لتناول العشاء معاً ..


في الواقع أنا سعيد أن السيدة إختارت أبني خطيباً لحفيدتها ، ولم أتوقع أن صداقة ياماتو بها ستسهل هذه المهمة كثيراً ، أن يرتبط إبني بجوليا يعني نجاحاً كبيراً لسمعة شركتنا التي بدأت بالتدهور بسبب راي اللعينة ..
ولأنني كنت ممتن لهذه الصداقة تركت ياماتو يصادق من يشاء سواءً أكانوا أثرياء أم لا ..


قطع حبل أفكاري صوت طرقات الباب الخافتة لأقول بصوتي الجهوري : تفضل ..
دخلت الخادمة وانحنت بإحترام لي ثم قالت بتهذيب : سيدي السيد الصغير قد عاد ، ولكن يبدو أنه قد تعرض لمشكلة ما في طريقه إلى هنا ..
وقفت من مكاني وقلت : أين هو الآن ؟؟




أخبرتني الخادمة أنه في طريقه لغرفته الآن ، فغادرت المكتب متوجهاً إليه ، حالما وصلت لم أتعب نفسي في طرق الاباب ، وفتحته بسرعة لأراه يجلس على طرف السرير ويبدو عليه الشرود ..




تفاجأت حين رأيته إحدى عيناه متورمتان ، وشفته متشققة ، وهناك جروح وكدمات في وجهه ، قلت بصرامة أخفي خلفها قلقي : ياماتو ما الذي أصابك ..
فزع ياماتو في البداية ، ولكنه قال بإرتباك بعد ذلك : لقد تعرض لي مجموعة من الأشخاص السيئين ، لكنني استطعت النجاة منهم ..
اقتربت منه وأنا أقول : وماذا كانوا يريدون منك ؟؟ ألهم صلة براي وساي ؟؟
- لا لا أظن ذلك ، فقد تم إلقاء القبض على جميع أفراد عصابة ساي ..


لم أكن مطمئناً لما قاله ، لا أريد لمأساة جوليا أن تنعاد على إبني ، لا أريد له أن يمر بمواقف صعبة ..
قلت بحزم : سأجعل مجموعة من الرجال يرافقونك كما فعلت السيدة موتسومي مع حفيدتها ، كان يجب أن أتخذ هذه الخطوة منذ زمن حتى أضمن سلامتك ..
صاح بإعتراض : ماذا ؟؟ مستحيل لا أريد ذلك ..
- لم اطلب رأيك في الأمر ، ومنذ الغد سآتي برجال يحرسونك ..


سكت ياماتو ويبدو الإنزعاج على وجهه ، هذا الأحمق لا يدرك أن ما أفعله هو لأجله فقط ..
تحدثت مجدداً : يبدو أنني سأضطر إلى رفض دعوة السيدة موتسومي لهذا اليوم ..
قال ياماتو بإستغراب : ومتى تمت دعوتنا في الأصل ؟؟ أنت لم تخبرني بشأن هذا ..
- كنت سأخبرك بعد عودتك ، ولكن يبدو أننا وللأسف لن نستطيع الذهاب وأنت بهذا الشكل ..
ثم صمت لبرهة قبل أن أتابع : ياماتو أنت تعلم أن إختيار خطيبة في سن الثامنة عشر هو أمر تقليدي في عائلتنا أليس كذلك ؟؟
- نعم أعلم هذا مسبقاً ، وأعلم أنني قد بلغت السن المحدد ، لكن يا أبي ....


كنت أعلم لو أنني تركته يتابع حديثه فسوف يرفض ، وسنبدأ حينها بالجدال ، ولأمنع هذا قاطعته قائلاً : سأتركك تختار الفتاة التي تريدها يا ياماتو ، حتى لا يكون لديك عذر للرفض ..
توسعت حدقتا عينيه وهو يقول : هل أنت جاد يا أبي ؟؟
- كل الجدية فهذه حياتك أنت ، وأنا لا يحق لي التدخل فيها ..




لمحت بريق السعادة في عينيه ، ويبدو أنه قد سرح بأفكاره ، إبتسمت إبتسامة جانبية ، ياماتو لم يكون صداقات حقيقية مع من حوله ، ولا يمتلك سوى الثلاثة الذين تعرف عليهم في المدرسة القديمة ، وقد كان من الواضح أنه متعلق بهم بشدة ، وبما أنه لا يمتلك أي أصدقاء إناث سوى روز وجوليا فأنا أرجح أنه سيختار واحدة منهما ..


وعندما كنا في منزل السيدة موتسومي كان من الواضح أنه مقرب جداً من جوليا وكذلك هي أيضاً ، وكانا يبدوان مناسبين لبعضهما ، إذاً فهي ستكون العروس الأنسب لياماتو ، وهو بلا شك سيختارها ..






غادرت غرفة ياماتو وأنا أشعر بالإرتياح ، المشاكل التي تحصل الآن بسبب راي ستنتهي بمجرد أن نعلن خطوبة ياماتو بجوليا ، والسيدة موتسومي ستدعم شركتي بالتأكيد وبهذا ستزدهر الشركة مجدداً ، والسمعة التي ألحقتها راي بأفعالها ستكون من الماضي ..


لازلت أتذكر حين أقترح علي ساي أن أتزوج بأخته ، كنت قد رفضت الفكرة ولكنه أصر على ذلك ، وظل يلح علي بشكل مزعج ، ثم وعدني بأنني إذا ما تزوجت من راي سنعقد صفقة تجعل من أرباحي تزداد ، وشركتي في تلك الفترة كانت تعاني القليل من المشكلات ، ولهذا وافقت على اقتراحه وتزوجت براي ..






أنا لست طماعاً ولا أنانياً أسعى خلف المال وحسب ، بل كل ما أقوم به من أجل ياماتو فقط ، ترعرعت أنا في عائلة فقيرة جداً ، وكان حالنا آن ذاك سيء للغاية ، كنا لا نأكل إلا من بقايا طعام الناس ، فأبي لم يكن يستطيع العمل بسبب أنه أعمى ، وأمي لم تكن تبرع في أي عمل تقوم به ، ودائماً تُطرد من عملها في يومها الأول ..
لازلت أتذكر كيف كانت أمي تذل نفسها أمام الآخرين من أجل أن يتبرعوا لنا بالقليل من المال أو الخبز ، وكيف كان البعض يقسون علينا بنظراتهم بسبب مظهرنا الرث ..

سئمت من الوضع الذي كنت فيه ، ولهذا درست بجد ولم أكن كبقية الأطفال الذين يقضون وقتهم في اللعب واللهو ، كانت الكتب هم أصدقائي والدراسة متعتي ، وبسبب علاماتي العالية تم إختياري لمنحة دراسية على حساب الدولة ، وبسبب اجتهادي وكفاحي وصلت إلى ما أنا عليه الآن ، ولا أريد لياماتو أن يجرب الحياة التي عشتها ، ولهذا أسعى دائماً لزيادة الأرباح ..
أنا لا أخشى الفقر على نفسي ، ولكني أخشاه على ياماتو ..


توجهت إلى مكتبي ، وأمسكت بهاتفي لأتصل على منزل السيدة موتسومي ، وبعد عدة رنات أتاني صوت رجولي يقول برسمية : منزل السيدة موتسومي من معي ؟؟
- أنا السيد كودو وأريد التحدث مع السيدة لأمر ضروري ..
- انتظر قليلاً حتى أعلمها بإتصالك ..


انتظرت لدقائق قبل أن يأتيني صوتها المتزن : ماذا هناك يا كودو ؟؟ اتصالك يعني أنك لا تنوي القدوم ..
ابتسمت بهدوء على ذكاء هذه السيدة وقلت : أكره قول ذلك لكنك محقة ، سنأتي إليك في وقت لاحق ..
- ولماذا ؟؟ أحصل شيء ما ؟؟
- لقد تعرض ياماتو للضرب من قبل مجموعة من الأشخاص الغريبين ، ووجهه مليء بالكدمات ، ولا أظن أنه من الجيد جعل جوليا تنظر إليه وهو بهذا الشكل ..


قالت حينها السيدة موتسومي بنبرة يتخللها القلق : ومن فعل هذا به ؟؟ هل ما حصل له مرتبط بساي وعصابته ؟؟
- لا أعلم حقاً ، ولكن الشرطة أخبرتنا بأنها قد ألقت القبض على جميع رجال ساي ، ولكن مع ذلك أنا لست مطمئناً ..
- كان عليك أن تحمي إبنك جيداً يا كودو فهو الوريث الوحيد لك ..
- أعلم ذلك ، وسأقوم بإستئجار حراس شخصيين له ..




صمتت حينها السيدة موتسومي لثواني قبل أن تقول : كودو أظن أنه من الأفضل لو تأتيان إلى المنزل ، فجوليا حالما ترى ياماتو بذلك الشكل ستتعاطف معه بلا شك ، وربما تغير رأيها ..
قطبت حاجباي بإستغراب و قلت : ماذا تعنين بأنها قد تغير رأيها ؟؟
أجابت السيدة موتسومي : لأكون صريحة لقد أفصحت لحفيدتي بالأمر الذي نخطط له ، ويبدو أن فكرة الإرتباط لم يعجبها ..


انتابني الغضب حينها ، ثم ضربت الطاولة بقبضتي قائلاً بنبرة مرتفعة : وماذا به إبني حتى ترفضه ؟؟ هي لن تجد شخصاً أفضل من ياماتو ..
ردت السيدة بهدوء : أعلم ذلك يا كودو ، ولهذا أريد حفيدتي لإبنك ، ولكن جوليا لا تفكر بالإرتباط بأحد مطلقاً ، وهي لم ترفض ياماتو لعيب فيه ، بل لأنها ترفض الفكرة في الأصل ..




تمتمت بإنزعاج : ماذا يعني هذا ؟؟ هل سنلغي فكرة الخطوبة ؟؟
- لا أريد لهذا أن يحصل ، فأنا لن أجد شاباً يستحق حفيدتي إلا ياماتو ، وأنا لدي خطة لجعلها تغير رأيها ، جوليا لا تحب جرح أحد خصوصاً إذا كانوا مقربين منها ، وإذا أبدى ياماتو سعادته حول الموضوع هي بالتأكيد لن تستطيع كسر قلبه ، وستتأقلم مع الوضع حتى تقتنع بالفكرة ...
- إن كان ماقلته صحيحا فالأمور ستكون سهلة ، فياماتو على ما يبدو معجب بحفيدتك ..
- ولماذا أنت واثق من هذا ؟؟ هل أخبرك ياماتو بالموضوع ؟؟


أجبت بثقة : أنا أفهم إبني بسهولة حتى لو لم ينطق بكلمة ..
- لا تكن مغروراً جدا يا كودو فشباب هذه الأيام يصعب فهمهم ، إذهب لتسأله حول الموضوع بشكل مباشر وبعدها أخبرني بجوابه ..
- حسناً ولكن يبدو أننا سنلغي فكرة تناول العشاء في منزلك ، سنؤجل هذا للغد ..
- حسناً ، إلى اللقاء ..


أغلقت الخط وطلبت من إحدى الخادمات إستداعاء ياماتو إلي ، لأفاتحه بموضوع الخطبة ، وبقيت أنتظره مدة عشر دقائق ..
أطل علي حينها والدماء التي كانت على وجهه قد اختفت بعد أن أخذ حماماً ، وهذا كان واضحاً من شعره المبتل ..




جلس أمامي وقال : ماذا هناك يا أبي ؟؟
نطقت بهدوء : لو سألتك يا ياماتو عن الفتاة التي تريدها فمن ستختار ؟؟
نظر إلي بحرج وتمتم بصوت شبه مسموع : سأختار روز ..
عقدت حاجباي بإنزعاج ، هل ذكر اسم روز للتو !! قلت محاولاً التأكد : أقلت روز لتوك ؟؟
أومأ رأسه بإيجابية ليتبعها صوته القلق : أهناك مشكلة ما ؟؟


لم أستطع البقاء هادئاً وأنا أسمعه ينطق بإسم آخر غير جوليا ، ولهذا صحت بغضب في وجهه : ولماذا روز تحديداً ؟؟ أليست جوليا صديقتك أيضاً ؟؟
رد بإرتباك : بلى هي كذلك ، ولكن ....
قاطعته بحدة : من دون لكن ، سيتم إعلان خطبتك بجوليا قريباً ولن أقبل بالرفض ..


وقف من مكانه بسرعة وقال بإنفعال : عن ماذا تتحدث يا أبي ؟؟ وماذا تعني بإعلان الخطوبة ؟؟ وما شأن جوليا بالأمر ؟؟
رمقته بنظرة باردة وقلت : لقد تحدثت مسبقاً مع السيدة موتسومي واتفقنا نحن الإثنين على فكرة إرتباطكما ببعض ، لذا لا تحرجني أمامها برفضك لحفيدتها ..


ضيق عينينه وقال بحذر : هل يُعقل بأن جوليا تعلم بالأمر منذ مدة ؟؟
قلت بدهاء : نعم هي تعلم بالأمر ولم ترفض الفكرة مطلقاً ، بل على العكس كانت سعيدة جداً حين أخبرتها السيدة موتسومي ..
أظلم وجهه حين قلت ما قلته ، الآن لن يستطيع رفض جوليا فهو وبطبعه رقيق المشاعر ، ولا أظن أنه سيجرح صديقته ..


أنا سعيد لأن ياماتو يمتلك هذا الجانب من شخصيته ، وإلا لما تمكنت من إقناعه ، والجيد في الأمر أن جوليا مثله كما قالت السيدة موتسومي ..
يوماً بعد يوم أشعر بأنهما مناسبان لبعضهما كثيراً ..


=============================================





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-07-15, 11:23 PM   #105

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




في صباح اليوم التالي
~ روز ~


توجهت إلى غرفة جودي بعد إن طلبت مني السيدة كينور إيقاظ إبنتها ، فتحت الباب على مصرعه وصرخت بصوت عالي : إستيقظي أيتها الطفلة البلهاء ..
فتحت عينيها وقالت بإنزعاج : إن كنت طفلة بلهاء فأنت القزمة الغبية ..


تقدمت إليها وسحبت غطاء السرير عنها وأنا أقول : هيا إنهضي أيتها الكسولة ، أيجب علي إيقاظك كل يوم ؟؟ يجب أن تعتمدي على نفسك فأنت كبيرة ..
نزلت جودي من السرير وهي عابسة الوجه ، ثم توجهت إلى دورة المياه ..


قلت من خلف باب دورة المياه : أسرعي حتى تتناولي الفطور معنا ..
أنهيت عبارتي ونزلت إلى حيث السيدة كينور والسيد روك يتناولان الفطور معاً ، جلست على إحد المقاعد الفارغة وقلت : صباح الخير جميعاً ..
ردا بصوت واحد : صباح الخير ..
ثم أردفت والدة جوليا : هل أيقظت جودي ؟؟
- نعم وهي ستنزل بعد قليل ..


زفر السيد روك وقال : لا أعلم متى ستتعلم أن تستيقظ بمفردها ، على الرغم من أنها في سنتها الأخيرة من المرحلة الإعدادية ..
قلت بثقة : لا تقلق يا عمي أنا روز سأعلمها كيف تستيقظ وحدها دون مساعدة أحد ..


قاطعنا صوت جودي الساخر وهي تنزل من على السلالم : لا شكراً ، أنا لا أحتاج قزمة حمقاء مثلك لتعلمني ..
تمتمت بغيظ : كفي عن مناداتي بالقزمة .
حركت كتفيها بلامبالاة : لكنها الحقيقة ..
قاطعنا صوت والد جوليا الذي قال بحزم : كفا عن الجدال وتناولا الفطور ..
صمت احتراماً للسيد روك ، وتابعنا تناول الفطور بهدوء .


خرجت من المنزل وجودي بجواري نظرت إليها بطرف عيني ، على الرغم من أنها تصغرني بعامان إلا أنها أطول مني بقليل ..
دفعتها قليلاً وقلت : لا تقفي بجواري أيتها الكريهة ..
نظرت إلي بمكر وكأنها فهمت ما كان يدور في ذهني : قولي أنك تخجلين من الوقوف بجواري لأنني أطول منك ، ولازلت أزداد طولاً بينما نموك قد توقف ..


قلت متصنعة الغرور بينما نحن نسير : يقولون أن الأقزام هم أكثر الناس عباقرة في العالم ..
لتجيب بسخرية : أووه حقاً !! هذا واضح جداً حتى أنك تحصلين على أقل الدرجات من شدة عبقريتك ..




أخرجت طرف لساني لأغيظها وقلت : أنا أتصنع الغباء لا أكثر ، ولو أردت التفوق على جوليا لاستطعت ذلك بسهولة ، لكنني أحب أن أسخر عبقريتي في أمور أخرى غير الدراسة ..
- أنت حقاً تحبين الثرثرة كثيراً ..
- أنا لست كذلك ..
- بلى أنت كذلك ..
- لست كذلك ..


كنا لنكمل الشجار لولا أن شخصاً ما قاطعنا من الخلف : أنتما تتصرفان بطريقة طفولية جداً أمام الآخرين ..
إلتفت إلى مصدر الصوت لأجد لوريوس يقف خلفنا ، ثم تابع حديثه وهو ينقل ببصره بيننا : أنتما حقاً تشبهان بعضكما في الطباع ..


نظرت إليه بإستنكار لنقول بصوت واحد : ماذا !! هذه الحمقاء تشبهني ؟؟ مستحيل ..
انفجر لوريوس ضاحكاً بعد أن نطقنا بتلك الكلمات بصوت واحد ، نظرت إلى جودي وقلت بحنق : كفي عن تقليدي ..
- أنا من يجب أن تقول هذا ..


قاطعنا لوريوس مجدداً : هي هي هي لا تبدآ بالشجار مجدداً ، وبالمناسبة نسيت أن أعتذر إليك يا جودي أنا آسف جداً ..
نظرت إليه جودي قليلاً قبل أن تقول بهدوء : هل لازلت تهدف للإنتقام يا لوريوس ..


ابتسم لوريوس بحزن : جوليا لا شأن لها بموت أخي ، وأنا كنت أحمقاً حين فكرت في الإنتقام منها ، ولو أنني فعلت شيئاً سيئاً لها أنا متأكد من أن أخي سيغضب مني كثيراً ..
- من الجيد أنك عدلت عن قرارك ..


قلت بفضول : بما أنكما فتحتما هذا الموضوع مجدداً فأنا أريد أن أعرف القصة كاملةً ، عندما كنت أنا وسوبارو نسترق السمع إليك أنت وجوليا لم أستطع أن أفهم الموضوع بشكل واضح ..
ردت جودي : لا وقت لذلك ، أنا يجب أن أذهب إلى المدرسة الآن ..


ذهبت جودي لتسلك الطريق الأخر غير الذي نسلكه ، بينما قال لوريوس : إن أردت معرفة تفاصيل القصة فاذهبي لسؤال جوليا ..
- فعلت ذلك لكنها قالت بأنها قصة قديمة لا داعي لأن أشغل نفسي بها ، لقد كان من الواضح جداً أنها لا تريد إخباري ..
- إن كان الأمر كذلك فلا داعي لأن أخبرك بذلك أيضاً ..


نظرت إليه بإستياء ، وقلت بشيء من العصبية : ما المانع في أن أعرف ؟؟ ألا تثقون بي أم ماذا ؟؟
حدق بوجهي قليلاً قبل أن يقول : لكل منا يا روز أمور نحاول إخفاءه عن البقية حتى لو كانوا إقرب الناس لنا ، حتى أنت يا روز لديك أمور تخفينها لذا إجبار الناس على قول شيء يرغب في كتمانها أمر سيء ..






صمت على الرغم من أن الأمر لم يعجبني ، ما المشكلة في أن يخبروني بما حصل ؟؟ ألا يثقون بي إلى هذه الدرجة ؟؟
أحيانا أشعر وكأن جوليا تجبر نفسها على مصاحبتي ، ولازالت تعتبرني صديقة لها من باب الشفقة لا غير ..
أكره فعلاً هذا الشعور الذي يجعلني أفكر من وقت لآخر لماذا لازلت على قيد الحياة ؟؟
أهناك من يهتم بي حقاً ؟؟
أم أن الجميع من حولي يجاملونني لا غير ؟؟


هززت رأسي محاولة طرد هذه الأفكار والوساوس ، ثم تابعت السير إلى المدرسة محاولة إشغال تفسي بالتفكير بأمر آخر ..
عندما وصلت إلى الصف كانت جوليا تجلس في مكانها وحولها مجموعة من الفتيات الجدد اللواتي أصبحن صديقات لنا منذ مدة قصيرة ..


جلست في مكاني دون أن ألقي التحية وأنا مقطبة الجبين ، لاحظت جوليا عبوسي وقالت حينها بمرح : مابك يا روز ؟؟ هل يمكن أن تكوني قد تشاجرت مع جودي كالعادة ؟؟
أجبت عليها من غير نفس : لا لم نتشاجر مطلقاً ..


أتاني صوت لوريوس الضاحك : وماذا شاهدت أنا في طريقي للتو ؟؟ ألست كنت تتشاجرين مع شبيهتك ؟؟
صحت بإنزعاج : ليست شبيهتي كم مرة يجب أن أقول ذلك ..
بينما قالت جوليا : حتى أنت لاحظت ذلك يا لوريوس ؟؟ يبدو أن الشبه بينكما واضح جداً ..
- عندما قابلت روز تذكرت جودي فوراً،. إنهما متشابهان جداً ..

قاطعتهما : هي أنتما توقفا عن مقارنتي بها ، بدأت أنزعج من ذلك ..
سألتني يونا حينها : من جودي هذه التي تتحدثون عنها ؟؟
أجابتها جوليا : إنها أختي التي تصغرني بعامين ..
- أرغب في رؤيتها حقاً حتى أرى وجه التشابه بينها وبين روز ..
قلت بملل : لا أنصحك بذلك ، فبمجرد أن تقابليها ستندمين على ذلك كثيراً ، فهي تمتلك لساناً سليطاً وتحب إختلاق الشجار ..
تمتمت يونا ضاحكة : إنها تشبه شخصاً أعرفه.
قلت بغضب : ماذا تعنين أنها تشبه شخص تعرفينه ؟؟ أنا لست كذلك مطلقاً ..
نظرت إلي بمكر قائلة : أنا لم أذكر اسمك يا روز ، فلم الغضب ؟؟


ضحكت إحدى الفتيات قائلة : يبدو أن روز تقر بتشابههما في داخلها لكنها تخجل من الإعتراف ..
كنت مستعدة لأصرخ في وجهها ولكن جوليا تدخلت بسرعة قائلة : أنتن تغضبن روز هكذا ، لننسى هذا الموضوع والنتحدث في أمر آخر ..


لو لم تتدخل جوليا الآن لكنت قذفتهن بأسوء الشتائم وأجلعهن ينفرن من حولنا ، ولكن يبدو بأن جوليا تعلم ماكنت سأفعله لهذا تدخلت في الوقت المناسب ..
نظرت إليها بإمتنان لترد لي بإبتسامة لطيفة ، حينها تذكرت أن هناك شيئاً أردت فعله وبشدة منذ مدة ..


اقتربت منها قليلا وهمست بصوت خافت : جوليا أريد أن أقابل زوج والدتي أرجوك ، فهناك شيء أريد سؤاله ..
نظرت إلي بتفاجؤ وقالت بإستنكار : هل أنت واثقة من هذا ؟؟
أجبت بهدوء : هناك عدة أمور أريد سؤاله عنه ..
- تريدين مني مرافقتك صحيح ؟؟
- نعم ولهذا أخبرتك بالأمر ..
- هل أخبرتي والدي بذلك ؟؟
- لا ليس بعد ..
- إذاً أنا سأفاتحه بالأمر ، وسأختار اليوم المناسب لذلك ..
- حسناً سأترك الأمر لك ..


ابتعدت عنها بعد أن انتهينا لألاحظ نظرات الجميع المصوبة نحونا بفضول فقد كنت أنا وجوليا نتهامس فيما بيننا ..


قالت ميرنا : أليس من السيء أن تتهامسا ونحن حولكما ؟؟ لم لا تشاركينا بما لديك نحن أصبحنا أصدقاء أليس كذلك ؟؟
قلت بسرعة : ليس الأمر وكأننا نخفي عنكم شيئاً ، أردت فقط أن أزورها في منزل جدتها ..
قفزت إحداهن بحماس قائلة : إن كان الأمر كذلك فأنا أريد أن أذهب أيضاً ، سيكون من المدهش زيارة قصر السيدة المعروفة موتسومي ..
تحمسن الفتيات لكذبتي هذه ، وأصبح الجميع يرغب بزيارة جوليا في منزل جدتها ..


نظرت إلى جوليا وأنا أبتسم بإرتباك فأنا أعلم أنها ليست من اللواتي يحببن إستضافة مجموعة من الناس ، لكن لم يكن أمامها خيار سوى أن توافق على طلبهن ، واتفقن جميعاً على زيارتها في نهاية هذا الأسبوع ..


=========================
~ جوليا ~


صباح هذا اليوم تلقيت رسالة من ياماتو أخبرني فيها أنه يريد مقابلتي وحدي في إحدى المطاعم التي افتتحت من مدة قصيرة بجوار المحطة ، وقد حرص على تنبيهي بأنه يريدني وحدي فقط في موضوع خاص ..


عند انتهاء الدوام المدرسي توجهت إلى هذا المطعم بسرعة لأجد ياماتو جالساً على إحدى المقاعد بإنتظاري ، ولكن لسبب ما هناك شخص ثالث جاء فجأة من بعدي وجلس معنا على نفس الطاولة ، والإجواء مشحونة قليلا بشكل غريب ، والأغرب منه وجه ياماتو المليء بالجروح والكدمات ..




نظرت إلى سوبارو الذي لم يزح ناظريه عن ياماتو : إذاً أخبرني مجدداً مالذي أتى بك إلى هنا ؟؟
أجاب دون أن ينظر إلي : إنها مجرد مصادفة لا غير ..
نظرت إلى ياماتو المرتبك وقلت : وأنت يا ياماتو ماذا حصل لوجهك ؟؟
رد بتوتر وهو يتلمس وجهه : آآ لقد سقطت من على السلالم ..
كان من الواضح جداً أنه يكذب ، لكنني لم أعلق على الأمر ، وقلت بهدوء : وماذا كنت تريد مني ؟؟
- هاا أمم لا لاشيء ..


عدلت جسدي قليلاً وقلت بهدوء : إن لم يكن هناك ما تريد أن تتحدث به معي فأنا لدي ما أريد التحدث به معكما ..
صمت قليلاً وأنا أنقل ببصري بينهما وقلت : العلاقة بينكما لا تعجبني البتة ، أشعر بأن شيئاً ما قد حصل أثناء غيابي هل هذا صحيح ؟؟


رد ياماتو بسرعة : لا أبداً لا شيء حقاً ..
شبكت أصابعي ببعضها وقلت : لا تحاول خداعي ، لقد لاحظت هذا منذ البداية عندما كنتما في منزلي بعد أن تم إنقاذي ، لقد كان سوبارو طبيعياً جداً ، ولكن عندما أتيت يا ياماتو لم يزح ببصره عنك ونظراته لم تكن طبيعية أبداً ، وأنت لم تكن تتصرف على سجيتك ، أنا لن أجبركما على إخباري بما حصل بينكما ، كل ما أريده هو أن تصلحا العلاقة بينكما ، أريدكما أن تعودا إلى ماكنتما عليه قبل أن يتم إختطافي ..




لم يتفوه ياماتو بأي كلمة ، وكل ما قام به هو أنه قد أنكس رأسه ، بينما نظر إلي سوبارو أخيراً وقال بنبرة ساخرة : أنت تتحدثين كما لو أننا الوحيدان اللذان تغيرنا ، حتى أنت يا جوليا لم تعودي الفتاة التي أعرفها ، يبدو أن حادثة إختطافك قد غيرنا جميعاً ..




زفرت بملل وقلت بضجر : أنا لن أهتم بما يحصل بينكما مجدداً ، لكن أرجوك يا سوبارو غادر هذه الطاولة قليلاً حتى يعود ياماتو إلى ماكان عليه ، أشعر أن وجودك يربكه ..
عاد سوبارو ينظر إلى ياماتو وهو يقول ببرود : أوصل بك الوقاحة إلى طردي من المكان يا جوليا ؟؟


تاففت بصوت عالي ، أكره سوبارو حين هكذا ، ما الذي أتى به إلى هنا يا ترى ؟؟ هل يمكن أن يكون صدفة حقاً كما قال ؟؟
لا .. لا أظن ذلك ، أنا واثقة من أنه تتبعني إلى هنا ، فقد سألني أنا وروز بعد إنتهاء الدوام ما إذا تحدثنا مع ياماتو ، وكنت أنا الوحيدة التي تحدثت معه ، ولهذا ربما تبعني بعد أن شعر بأنني سألتقي به ..


لكن الغريب هو لماذا يرمق ياماتو بهذه النظرات ؟؟
هناك شيء بينهما بلا شك ، ولكنني حتى لو سألت فلن أجد جواباً لسؤالي ، لهذا يُفضل أن أصمت. .




قطع حبل أفكاري صوت ياماتو المرتفع وهو يقول بعصبية : سوبارو أتظن أنني سأخبرها بسرك ؟؟ لا تقلق الأمر لا يتعلق بك مطلقاً ، لهذا ابتعد حالاً ..
أزحت كرسيي إلى الوراء وقلت وأنا أهم بالوقوف : أنا سأغادر ، وأنتما ابقيا هنا حتى تصلا إلى حل لمشكلتكما ..


غادرت المطعم وأنا أشعر بالإنزعاج قليلاً ، الحالة التي وصلا إليه لا تعجبني البتة ، وتصرفات سوبارو تغيظني كثيراً ..
إلتفت إلى المطعم لأنظر إليهما من الزجاجة الشفافة فإذا بياماتو ينهض من مكانه وهو منزعج كثيراً ، والضيق يبدو جلياً على وجهه ..


ولكن قبل أن يذهب ياماتو بعيداً أمسك سوبارو بمعصمه وأخبره بأمر ما جعل ياماتو يستشيط غضباً حتى احتقن وجهه بالإحمرار ، تجاهلت ما يحصل وصعدت سيارتي التي كانت بإنتظاري في الخارج وغادرنا المكان ..




ليس الأمر وكأنني لست مهتمة بهما ، كل مافي الأمر هو أنهما لم يخبراني بما حصل ، إذاً هما لا يريدان مني أن أعلم بالأمر ، ولهذا لا أرى سبباً لتدخلي ..
كنت أتأمل الطرقات وأنا أفكر في الشيء الذي أراد ياماتو قوله لي ، فجأة أطلقت شهقة قوية جعل الحارسين ينظران إلي بتعجب ..
قال مات : " أيتها الآنسة ما بك ؟؟ "
ابتسمت قائلة : " لا لاشيء مطلقاً "


يالحماقتي !! كيف لي أن أنسى موضوع مهم كالخطبة ؟؟ لقد أراد أن يتحدث بهذا الشأن بلا شك ، يبدو أنه قد علم بالأمر أخيراً ، وظن أنني لا أعلم ولهذا أراد التحدث معي ..
كيف لي أن أنسى أمراً كهذا ، كم أنا غبية حقاً ..




لكن الآن أشعر بقليل من الإمتنان لسوبارو ، فأنا لا أعلم ما هو رأي ياماتو في الأمر ، أهو معارض مثلي أم أن الأمر لا بأس به معه ؟؟
يجب أن أضع جميع الإحتمالات أمامي حتى أتمكن من التصرف بطريقة سليمة ..


لقد أخذني التفكير بعيداً حتى أنني لم أنتبه إلى أننا وصلنا إلى منزل جدتي إلا بعد أن نبهني الحارس ، ترجلت من السيارة ودخلت منزل جدتي لأجدها أمامي مباشرةً وملامح وجهها الحاد لا يبشر بالخير ..
فور أن أرأتني نطقت ببطء وهي تصك على أسنانها من الغيظ : لماذا غادرت قبل أن تعرفي ما أراد ياماتو قوله لك ؟؟
إبتسمت إبتسامة جانبية ، كما توقعت ، هي لم تكتفي بإستئجار حارسان شخصيان يرافقانني أينما ذهبت ، بل وأيضاً كلفت أشخاصا آخرين بمراقبتي عن بعد ، وتتبع تحركاتي ، وكوني مراقبة من جميع الجهات أمر لا يعجبني ..




قلت بسخرية : لا أظن أنك بحاجة إلى جواب ، فجواسيسك أخبروك بكل شيء على ما أظن ..
ضربت العصا الذي تستند عليها بالأرض الباردة ليدوي صوت عالي تبعه صوتها الغاضب : لماذا لم تطردي ذاك المزعج إذاً ؟؟ وإذا لم تريدي فعل ذلك كان بإمكانك إصطحاب ياماتو لمكان آخر لتتحدثا بأريحية ، لا أظن أنك قد غفلت عن حلول بسيطة كهذه ..


أطلقت زفرة طويلة حاولت فيها تمالك أعصابي وقلت بعدها : العتاب لن يجدي نفعاً الآن ، عدت إلى منزلي وانتهى الأمر ..
ابتسمت حينها جدتي بمكر وقالت : حسناً لا بأس فقد أتيت بخطة بديلة ، لقد دعوت السيد كودو وابنه للعشاء ، سيأتيان بعد نصف ساعة على الأقل ، جهزي نفسك يا جوليا ..
ثم تابعت بنظرات تهديدية : إياك وأن تحبسي نفسك في الغرفة أو تتصرفي بحمق ..




حركت أكتافي بلا مبالاة وقلت : لا تقلقي لن أفعل شيئاً غبياً كهذا ..
مررت من جوارها متوجهة نحو غرفتي ، التأجيل لن يجدي نفعاً ، وأثناء إنتظارهم يجب أن أجهز أقوالي ..




أخذت حماماً دافئاً أريح فيها أعصابي ، وعندما انتهيت إرتديت ملابس عشوائية دون مبالاة بأن هناك ضيفاً سيتناول العشاء معنا ..
بعد دقائق سمعت صوت طرقات خافتة على الباب علمت فوراً أنها إحدى الخادمات ، فتحت الباب لأجدها تنظر إلي بإستنكار ..
قالت بأدب : آنستي لقد أتى الضيوف أرجو أن تجهزي نفسك لإستقبالهم ..


ابتسمت في وجهها وقلت : حسناً سأنزل إليهم الآن ..
سرت خطوتين إلى الأمام لتمسك بي الخادمة وتقول بتفاجؤ : آنستي أستنزلين إليهم بهذا الشكل ؟؟ السيدة ستغضب كثيراً ..
حركت شعري الذي يصل إلى أكتافي بغرور وقلت ممازحة : وماذا بي ؟؟ ألست جميلة هكذا ؟؟


أجابت بإحترام : بلى أنت كذلك يا آنستي لكن يجب أن ترتدي شيئاً يليق بحفيدة السيدة موتسومي ..
ضحكت قليلاً وقلت وأنا أطبطب على كتفها : شكراً لك على مجاملتك لكنني لن أغير ملابسي ، وداعاً ..


==============================




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-07-15, 11:24 PM   #106

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




~ ياماتو ~




كنت أجلس بجوار أبي الذي يتحدث مع السيدة موتسومي وأنا أشعر بالتوتر مجدداً ، بعد دقائق لمحت جوليا تنزل من على السلالم بخطوات متزنة وهي ترتدي ملابس سوداء برسومات رمادية وبنطال رمادي طويل ..


انتبه الجميع لقدومها وحين التفتت إليها جدتها صاحت بغضب : ما هذا يا جوليا ؟؟ أهذا مظهر تستقبلين به الضيوف ؟؟ ثم لماذا لم ترتدي حذاءً أيتها البلهاء ؟؟


أنزلت بصري نحو قدمها لأجدها حافية كما قالت جدتها ، حينها انفلتت مني ضحكة قصيرة لا إرادية ، سرعان ما كبتها حين حملق فيني أبي بحدة ..
قالت جوليا وهي تنظر إلى ملابسها : وما به ملابسي يا جدتي ؟؟ إنه يبدو جميلاً ..




تدخل أبي حين رأى السيدة موتسومي تكاد تموت غيظاً من جوليا وقال : دعيها يا سيدة موتسومي ، لترتدي ما يريحها من الملابس ..
هدأت السيدة بعد ما قاله أبي وجلسنا نتحدث قليلاً ريثما يجهزون من ترتيب المائدة ..
كانت جوليا تتحدث معي بشكل طبيعي جداً ، ولم تسألني عما حصل معي أنا وسوبارو بعد مغادرتها ، وهذا أراحني قليلاً ، فأنا لا أجيد الكذب ..


لكن الشيء الذي يزعجني هو أنها وبتصرفها هذا لا أستطيع قراءة ما يدور في عقلها ، هل صدق أبي حين قال أنها تعلم بالموضوع ؟؟ أنا لا أشعر بأنها تعلم ، فلو كان الأمر كذلك لتغير تصرفاتها معي وكنت لألاحظ ذلك ، لكن هذا لم يحصل ، إذاً فأبي يكذب بلا شك ، وقد قال ما قاله ليرغمني على الزواج بها ..






لكن لو علمت بالأمر فماذا سيكون ردة فعلها يا ترى ؟؟
أتوقع أنها إذا ما علمت فستشعر بالخجل مني ، ويستحيل لها أن تتصرف بهذا الشكل ..
انتبهت على صوت الخادمة التي أعلمتنا بأن العشاء جاهز ، نهضنا جميعاً متوجهين إلى غرفة المائدة ، جلست السيدة موتسومي على رأس الطاولة على يمينها جوليا وأبي وأنا في الجهة اليسرى منها ..


تناولنا العشاء بهدوء وبعد أن انتهينا عدنا إلى غرفة الضيوف ، فجأة وقفت السيدة موتسومي وأبي وقالا : لدينا ما نتحدث به قليلا ، لذا سنغادر خذا راحتكما ..
غادرت جدة جوليا مع والدي وبقيت أنا وجوليا وحدنا ، شعرت بأن هذا هو الوقت المناسب لأتحدث معها بشأن موضوع الخطبة ، لكنني أشعر بقليل من الخجل والإرتباك ..


قررت أن استجمع شجاعتي وقلت بصوت حاولت أن يكون طبيعياً : جوليا هناك أمر مهم أريد أن أتحدث به معك ، إنه يتعلق بمستقبلك ..
نظرت إلي بعيون باردة جعل نسبة التوتر ترتفع أكثر ، إن كانت تنظر إلي بهذا الشكل فهذا قد يعني أمران ، إما أنها لا تعلم بالأمر وسيكون من المحرج أن أخبرها ، وإما أنها ترفض الفكرة ، وأتمنى أن يكون الإحتمال الثاني هو ما يحصل ..


بلعت ريقي بإرتباك ، وعدلت من طريقتي في الجلوس ، وقلت بإبتسامة صفراء : جدتك يا جوليا تخطط لأن أمم آآ ....
لم أعلم كيف سأصيغ الأمر لها ، فأنا أشعر بالإحراج الشديد ، فبعد أن أخبرها يجب أن أخبرها برفضي دون أن أجرح مشاعرها وأزعزع ثقتها بنفسها ، لكنني لا أعلم كيف أفعل ذلك حقاً ..




أيقظني صوتها الهادئ وهي تقول : أعلم بالأمر مسبقاً يا ياماتو ، ولهذا أريد أن أسمع قرارك ..
تفاجأت حين قالت ماقالته بهذه النبرة الهادئة والخالية من المشاعر ، ماسر هذا البرود يا ترى ؟؟
قلت لأتأكد من ما إذا كانت تعلم بالموضوع فعلاً أم أنها تعني شيئاً آخر : عن ماذا تتحدثين يا جوليا ؟؟
- عن الأمر الذي أردت أن تتحدث به معي أعني بشأن مستقبلنا الذي رسماه لنا جدتي ووالدك ، ما رأيك بالأمر ..




إنها تعلم حقاً ، لا أصدق ذلك ، لكن تصرفاتها لا تدل على هذا
مطلقاً ، نطقت قائلاً : ما رأيك أنت أولاً ؟؟
- أنا من بدأت بسؤالك لهذا أنت من يجب أن يجيب.


فتحت فمي قليلاً لأقول محاولا تجاهل قلبي : أنا ليس لدي إعتراض على الأمر إن كان الأمر لا بأس به معك أيضاً ، لا أملك سبباً لرفضك يا جوليا ..


أنهيت عبارتي لأنظر إليها وهي ترمش بصدمة ، إبتسمت لها بشكل إجباري وقلت : ما بك متفاجئة هكذا ؟؟ وأنت ما رأيك بالأمر ؟؟
تنحنحت قليلاً بعد أن أفاقت من صدمتها وقالت بعد صمت : إن كنت لست معترضاً على الزواج من فتاة مثلي فلا بأس معي ..
تصنعت الضحك وقلت : ماذا تعنين بقولك فتاة مثلي ؟؟ لا تنظري إلى نفسك بإستصغار هكذا ..
كادت جوليا أن ترد علي لكن دخول جدتها ووالدي قاطعنا ، لاحظت أن كلاهما مبتسمان بشكل غريب حينها أدركت أنهما كانا يتنصتان علينا ، وقد غادرا ليسمحا لنا بالتحدث بشأن الموضوع ..


تحدثت جدة جوليا بعد أن جلست على الأريكة الذهبية : ياماتو جوليا يبدو أن كلاكما موافقان على الخطبة وأنا سعيدة لسماع ذلك ، حفيدتي لن تجد شاباً أفضل منك يا ياماتو ..
تابع أبي من بعدها : ونحن أيضاً لن نجد فتاة أفضل من جوليا ، وبما أننا متفقون جميعاً فأنا قررت أن أقيم حفلة نهاية هذا الأسبوع نعلن فيها عن خطوبتكما ..




لافائدة من الإعتراض ، الأمر لم يعد يشكل فرقاً معي ..
لكنني تفاجأت حين سمعت جوليا تقول بإعتراض : لنأجل الموضوع ليوم آخر ، فصديقاتي سيأتين لزيارتي نهاية هذا الأسبوع ..
تحدثت جدتها : أجلي الزيارة لموعد آخر ..
- أنا اتفقت معهن قبلاً ، لن أقبل بتغيير الموعد ..




يبدو أن جوليا مصرة على رأيها ، وإن استمرت على هذا فستغضب جدتها حتماً ، نظرت إلى أبي لأرى ما سيفعل ، حينها قال : سيدة موتسومي لنؤجل الحفل لا مشكلة في ذلك ..
قالت الجدة معترضة : ولكن .....
ابتسم أبي : قلت يا لابأس ، لنؤجل الموعد من أجل جوليا ..
تنهدت بيأس وقالت : حسناً سأتنازل هذه المرة فقط ..




إبتسمت جوليا إبتسامة مجاملة ، ثم قالت بعدها بهدوء : هناك أمر آخر أريد أن أتحدث به معك ، هناك فتاة لديها ثقب في قلبها وتحتاج إلى عملية جراحية في دولة أجنبية ، ولكن المشكلة أنها لا تمتلك المال الكافي لدفع تكاليف العلااج ، ولهذا أريد منك أن تساعديها أرجوك ..
نظرت إليها السيدة بإستنكار قائلة : ماذا ؟؟ ولماذا يجب أن أساعد فتاة لا أعرفها ؟؟ هل هي صديقتك في الصف أو شيء من هذا القبيل ؟؟
- في الواقع أنا لم أعرفها إلا قبل عدة أيام ، ولكنني أريد مساعدتها فأنا السبب في إنتكاس حالتها الصحية ..




ضحكت جدتها بسخرية : أتريدين مساعدة فتاة لم تقابليها سوى قبل عدة أيام ؟؟ أتمازحينني يا جوليا ؟؟
عقدت جوليا حاجبيها بإنزعاج على الرغم من أنها لازالت تتحدث بهدوء : جدتي أرجوك ، أنت لديك الكثير من الأموال ، صرفها لعلاج فتاة مسكينة لن يضرك أبداً ..
يبدو أن النقاش بينهما سيطول كثيراً ، لهذا قاطعتهما مخاطباً جوليا : لا بأس يا جوليا أنا سأتكفل بذلك ، هل لا بأس بذلك يا أبي ؟؟


حولت نظري إلى أبي ورمقته بنظرات متوسلة ، وأنا أرجو في داخلي ألا يرفض الأمر ويحرجني أمام جوليا ..


- لا شيء يجبرني على تحمل مسؤولية تلك الفتاة ، لا تحاول يا ياماتو ..
جواب أبي كان صدمة بالنسبة لي ، لم أظن أنه سيرفض طلبي ، قلت بإنفعال : ولماذا ؟؟ أنت لم تعارض فكرة مساعدة آلبرت لماذا لا تريد مساعدة هذه الفتاة أيضاً ؟؟

أجاب ببرود : الجواب واضح ، أنت من جعل آلبرت على ما هو عليه الآن ، ولهذا علاجه سيكون مسؤوليتي ..
نظرت إلى جوليا بإحراج ، الآن لا أحد يرغب في مساعدة شينا ، ماذا سنفعل بالضبط ؟؟


نطقت جوليا حينها : جدتي سأستعير بعض النقود منك وأعدك أنني سأعمل حتى أجمع المبلغ كاملاً ، لذا ....
قاطعتها الجدة : لن أدع حفيدتي تعمل وترهق نفسها ، سأساعد تلك الفتاة لكن أخبريني أولاً لماذا أنت مصرة على مساعدتها ؟؟
- هذا سر لا يمكنني إخبارك به ..
- إذاً لن أساعدك ، فأنا أكره الطريقة التي تعاملينني به يا جوليا، فأنت دائماً تخبئين الأمور المهمة عني ..




زفرت جوليا طويلا : إنسي ما طلبته منك ..
قالت جوليا هذا لتنهي الموضوع مع أنني أدرك أن الأمر لن ينتهي عند هذا الحد ، ربما فعلت ذلك لأنها لم تُرد أن تطيل في النقاش أمامنا بما أننا ضيوف هنا ..


بقينا قليلاً ثم غادرنا المنزل بعد أن ودعنا جوليا وجدتها ..
صعدت السيارة وأبي من خلفي ، لأسمعه يقول مباشرة : أنا فخور بك يا ياماتو ، هذا هو إبني الذي أعرفه ..
ابتسمت بذبول دون أن أنطق بكلمة ، ثم إلتفت إلى النافذة أتأمل الطريق بشرود ..


على الرغم من أنني أردت الرفض إلا أنني لم أستطع ، فأنا كنت أشعر بأنني إذا رفضتها فسأجرحها حتماً ، وأنا يستحيل لي فعل ذلك لأي فتاة ، فكيف بصديقتي جوليا الفتاة التي تأذت كثيراً ؟؟


لم أُرد أن أجعلها تتأذى أكثر مما تأذت ، كان يجب أن أضع مشاعري نحو روز جانباً ، فمن الحقارة أن أجرح جوليا وأذهب لأتزوج صديقتها روز ..


ضحيت بمشاعري من أجل جوليا ، ربما تصرفي هذا سيريح ضميري قليلاً ، فأنا آذيتها سابقاً حين عجزت عن تنفيذ أوامر ساي ، والآن حان الوقت لأعوضها عما فعلت ..
أنا لست نادماً على قراري أبداً ، نعم لست كذلك ، أو لنقل أرجو ذلك ..






====================




~ جوليا ~
بعد مغادتهم إلتفت إلى جدتي وقلت بصرامة : إسمعي يا جدتي إذا لم تريدي مساعدة الفتاة فأنا سأذهب إلى والد ياماتو في الغد وأرفض إبنه ، وإن لم تريدي حدوث ذلك فمن الأفضل أن توافقي ..
نظرت إلي بإستصغار قائلة : أتحاولين تهديدي يا جوليا ؟؟


العناد لن يجدي نفعاً معها ، لكنني أشعر بالغضب الشديد ، لن أستطيع التحدث معها بهدوء ..
صحت بإنفعال : أنت تتحكمين بحياتي كثيراً وأنا لم أعارض أبداً ، أجبرتني على ترك منزلنا والمجيء إلى هنا ، وأنا فعلت ما أردتيه بإنصياع ، والآن أردتي أن تزوجيني بياماتو وأنا وافقت على الرغم من كراهيتي للفكرة ، ألا تستطيعين مساعدتي قليلاً دون التدخل ؟؟




أمالت جدتي شفتها قليلاً بإستهزاء : هه في النهاية أنت وجودي كلاكما لا تحترمانني ، وأنا التي ظننت أنك مختلفة عنها ..
أمسكت رأسي محاولة إستعاد هدوئي ، لا بد يجب أن أتصرف مع جدتي بهذه الطريقة ، يجب أن أهدأ ..


قلت بعد أن استطعت التحكم بأعصابي : أعذريني يا جدتي ولكن وكما تعلمين لا بد أن يأتي الوقت الذي يفقد فيها المرء أعصابه ، ولكنني أعلم أن هذا ليس مبرراً كافياً لوقاحتي ، لذا أنا آسفة جداً ..




أشاحت بوجهها بلامبالاة : لست مضطرة للإعتذار فليس غريباً بالنسبة لي أن تعاملني حفيدتي بوقاحة خصوصاً إذا كان زاك والدك وكينور والدتك ..
أخبروني ماذا يمكن أن أفعل لها الآن ؟؟ أحاول أن أتمالك نفسي حتى لا أقول شيئاً أندم عليه لااحقاً ، لكنها وبكلامهاا المستفز تصعب علي الأمر ..


تمتمت بيأس : سأذهب للنوم فقد تأخر الوقت ، تصبحين على خير ..
توجهت إلى غرفتي وفور وصولي ألقيت بجسدي على السرير وأنا أطلق تنهيدة قوية ..


لا تسألوني لماذا وافقت على ياماتو ، فأنا بنفسي لا أعلم الجواب ، لكن الرفض كان أمراً صعباً ، أصعب مما تخيلت ..
عندما قال ياماتو عن رأيه في الخطبة تبخرت جميع الكلمات التي أعددتها مسبقاً في ذاكرتي ، ولكنني استطعت إخفاء إرتباكي بمهارة مُثلى خلف قناع الهدوء ..
ولكن شيء في داخلي يقول أن ياماتو غير مرحب بالفكرة مثلي ، ولكنه أُرغم على الموافقة ..




أرغب في سؤاله عن هذا لكن لا أظن أنني أمتلك الشجاعة الكافية لسؤاله ، ولهذا يبدو أنني مجبرة على مسايرة الوضع في الوقت الحالي ، فهناك شيء أهم من هذا ، إنها شينا أخت كيتورا ..


يجب أن أجد وسيلة تجعل جدتي توافق على دفع تكاليف علاج شينا دون أن تتدخل في التفاصيل ، ولكن هذا شيء أشبه بالمستحيل فجدتي تحب أن تعرف جميع الأمور صغيرها وكبيرها ..
أغمضت عيناي محاولة النوم ، يجب أن أنام الآن حتى يعمل دماغي جيداً في الغد ..
.
.
.
استيقظت من نومي على صوت طرقات خفيفة على الباب ، كنت أدرك أنها الخادمة التي أتت لإيقاظي ..
أخبرتها بأمر إستيقاظي وذهبت أجهز نفسي للذهاب إلى المدرسة ..
بعد أن انتهيت من إعداد نفسي ، نزلت لتناول الفطور دون أن أتفوه كلمة بشأن موضوع الأمس مع جدتي ..


في المدرسة فور رؤية سوبارو لي سأل مباشرة : هل أخبرك ياماتو بأمر ما ؟؟
نظرت إليه بشك : ما الذي تعنيه ؟؟
تنهد بإرتياح وقال : إذاً لم يخبرك هذا جيد له ..


في استراحة الغداء سمعنا من السماعات الموجودة في الفصل صوت المدير وهو يناديني أنا وروز وسوبارو ..
حينها قال لوريوس بتفاجؤ : ما الذي يريده المدير منكم ؟؟ هل فعلتم شيئاً سيئاً ؟؟
ردت روز : أنا بنفسي لا أعلم ..
قال سوبارو : لن نعرف حتى نذهب إليه ..


وقفنا ثلاثتنا إلى مكتب المدير ، وكانت روز تتقدمنا قليلاً ، طرقت باب مكتبه بشكل همجي ثم دخلت إلى المكتب بقوة وكأنها تداهمه ..
قال المدير بحدة : روز ألا تستطيعين التصرف بشكل لائق أكثر ؟؟
لترد روز ببرود : كيف لي أن أتصرف بلباقة وأنت استدعيتنا إلى هنا ونحن لم نقم بشيء سيء ؟؟


زفر المدير بقلة حيلة : ومن قال أنني استدعيتكم لهذا السبب ؟؟
- إذاً لماذا أتيت بثلاثتنا إلى هنا ؟؟




وقف المدير حينها من مكانه وقال بجدية : اسمعوني ، أنتم تعلمون أن الإختبارات النهائية قد قاربت ، وأنا أعلم بالظروف التي مررتم بها في الأسابيع السابقة ، فجوليا لم تكن موجودة وروز وسوبارو لا أظن أنهما كانا منصتان إلى الشروح في ظل تلك الظروف ، ولهذا أردت إخباركم أنني طلبت من معلميكم أن يُفرغوا أنفسهم من أجلكم ، بمعنى أنه إذا صعبت عليكم أي شيء في أي مادة فبإمكانكم سؤال المعلم ..
تمتمت روز بتذمر : ولماذا لم تلغي الإختبارات لنا مرة واحدة ؟؟ يالك من بخيل ..




أمسك المدير برأسه ناطقاً بإستياء وهو يهز رأسه : أسكتوا هذه الكسولة قبل أن أجن بسببها ..
ابتسمت حينها وقلت : شكراً لك على اهتمامك ..
- العفو هذا واجبي ، لا أريد لدرجاتكم أن تهبط ، أريدكم أن تكونوا كما أنتم وتتصدروا المرتبة الأولى ..





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-07-15, 11:33 PM   #107

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




ثم أردف وهو ينظر إلى روز : أما أنت فأريد لعلاماتك أن ترتفع هل سمعت ؟؟
أجابت روز بغرور : أنا راضية بالعلامات التي أحصل عليها عادة ..
تجاهلها المدير الذي قال ببرود : هذا كل ما أردت قوله ، تستطيعون المغادرة الآن ..


بعد انتهاء الدوام المدرسي طلبت من السائق إيصالي إلى المشفى التي فيها شينا ، يجب أن أقابلها مجدداً لأطمئن على صحتها ..
نزلت من السيارة بعد أن أقنعت الحارسين بالبقاء في السيارة ، كنت أسير إلى الغرفة التي فيها شينا بخطوات بطيئة ، هل ستنفعل فور رؤيتي كما حصل في السابق ؟؟ أنا خائفة قليلاً من ردة فعلها ..




عندما وصلت أمام باب غرفتها أخذت نفساً عميقاً ثم طرقت الباب قليلا، فتحت الباب وأطلت برأسي إلى الداخل لأجدها مستلقية على سريرها ..
استجمعت شجاعتي ودخلت إلى الغرفة ، لأنتبه إلى أنها نائمة ، حينها تنهدت براحة ..


- هل أتيت وحدك هذه المرة ؟؟
إلتفت إلى المريض الذي تحدث معي ، إنه خادم ياماتو ، ولكن المحرج أنني نسيت إسمه ، لكنني قلت بإبتسامة : نعم ، ياماتو لم يأتي معي ..
- هذا جيد ..
سألته بتردد : كيف حال شينا أيها السيد ؟؟ وهل كانت طبيعية عندما أفاقت من الغيبوبة ؟؟
أجاب الرجل وهو ينظر إلى شينا النائمة من مكانه : عندما تستيقظ فهي تبدأ بالهيجان ، فيضطرن الممرضات إلى حقنها بالمنوم لتهدأ وتعود للنوم ..


نظرت إليها بحزن ، لا أعلم إلى متى سأستمر في التسبب بالضرر للآخرين ، لم أكن السبب في موت كيتورا وحسب بل وجعلت شينا في حالة سيئة أيضاً ، ولا أنسى شيبا طبعاً الذي انتحر بسببي ..
أنا يجب أن أفعل شيئاً من أجلها لأكفر عن ذنبي ..


طلبت من خادم ياماتو ألا يخبر شينا عن قدومي ، فأنا أخشى أن يزداد حالتها سوءً ..
غادرت المشفى وطلبت من السائق إيصالي إلى مخفرا لشرطة لمقابلة أبي ، وعندما وصلنا نزلت من اسيارة وحدي ، ودخلت إلى المخفر لأسأل عن أبي ..
أخبروني بأنه في مكتبه الآن ثم توجهت إليه ..


كان أبي متفاجئ جداً من رؤيتي هنا ، ولهذا قال : من الغريب أن أراك تأتين إلى مكان عملي ..
جلست أمامه وقلت : هناك موضوع أريد التحدث بشأنه معك ..
- وما هو ؟؟
- روز تريد مقابلة زوج والدتها ، هل يمكنها ذلك ؟؟




صمت أبي قليلاً ثم قال : أفضل ألا تقابله أبداً ..
- ولماذا ؟؟
- هناك أمور يجب ألا تعلمها إن أردات أن تستمر في العيش بسعادة ..
- إذاً هناك أمور لازلنا نجهلها ..
- ومن الأفضل ألا تعلموا بها ..


وقفت حينها وقلت : إن كنت تظن هذا فأنا أثق بما تقوله يا أبي ، ولكن يجب عليك أن تتحدث معها ، والآن وداعاً ..
إستدرت لأغادر المكان لكن صوت أبي أوقفي حين قال : جوليا هل أنت مرتاحة بالعيش في منزل جدتك ؟؟
أدرت وجهي إليه وقلت بإبتسامة مصطنعة : نعم لا بأس ، جدتي لطيفة على الرغم من أنها عنيدة ..
- أعلم أن أمي طيبة القلب لكنني قلق عليك قليلاً ، فأمي تحب أن تتحكم بحياة الآخرين وأخشى أن تخطط لشيء لن يرضيك ..




إبتسمت في داخلي ، جدتي قد فعلت وانتهت ، ولكنني لن أخبره ، فلازال هناك أمل في أن يلغى موضوع الخطبة بالكامل ..
نظرت إلى أبي وقلت بثقة : لا تقلق يا أبي فمخططات جدتي لن تنجح معي أبداً ، فأنا إبنتك في النهاية صحيح ؟؟
ابتسم أبي دون أن ينطق بشيء ، وأنا غادرت المكان عائدة إلى المنزل ..




=====================


~ كازوما ~


نهضت من مكاني استعداداً لمغادرة المدرسة بعد إنتهاء ساعات عملي ، خرجت من بوابة المدرسة فإذا بي أجد شخصاً ما أمامي يبتسم لي بطريقة غريبة ..


قلت بصرامة : ماذا هناك ؟؟ لماذا تنظر إلي هكذا ؟؟
مد بطاقته نحوي وقال : أنا الصحفي تسوكاسا ، وأنت السيد كازوما على ما أعتقد مدير هذه المدرسة صحيح ؟؟
- نعم وماذا تريد مني ؟؟.
- جوليا تدرس في هذه المدرسة ولهذا أنت تعلم بلا شك بعض الأمور المتعلقة بقضية الإختطاف ، أليس كذلك ؟؟


أجبته بكذب : جوليا لم تتحدث معي ، وأنا لم أشأ التدخل في الأمر ..
أمال فمه قليلاً وكأنه يدرك بأنني أكذب عليه ، وبعدها قال : أيها المدير أنت لديك طفلين توأمين صحيح ؟؟
قلت بخوف : ما الذي تنوي فعله بهما ؟؟
ابتسم بمكر وقال : لا شيء أردت فقط التأكد من الأمر ..


إستدار بعدها وسار خطوتين إلى الأمام ، ثم توقف فجأة وقال بنبرة خبيثة : لقد قامت الشرطة بستر شيء مهم في القضية ، ولكن لن يطول هذا كثيرا ..


غادر بعد أن قال كلماته ليجعلني في دوامة من الحيرة والخوف ، هل يُعقل بأنه اكتشف أمري ؟؟
لقد قام والد جوليا بإخفاء أمر تورطي ، حتى لا أُطرد من عملي ومنصبي ، هل يعقل بأن هذا الصحفي قد علم بالأمر ؟؟


شعرت حينا بالخوف بمجرد التفكير بالأمر ، أرجوا أن يكون ظني في غير محله ، أرجو ذلك حقاً ..
لا أحد يعلم بالأمر سوى رجال الشرطة وجوليا وسوبارو وياماتو وروز ، ولا أظن أن أحداً سيخبر الشرطة بالأمر ، حتى روز الخرقاء لا أظن أنها ستخبرهم ..


لحظة .. هناك شخص آخر يعلم أيضاً بالسر ، وهو الشخص الذي آذيته أكثر غيره ، نعم إنها يومي ..
بدأت الدماء تتجمد في عروقي ، لقد انتقل يومي للعمل في مدرسة أخرى قبل عدة أيام ، بعد أن وجهت لها تلك الكلمات القاسية ..
هل يمكن أنها قد أخبرت الصحفيين بالأمر لتنتقم مني ؟


نهاية الفصل ..




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-07-15, 11:54 PM   #108

سميرة22
alkap ~
? العضوٌ??? » 111387
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 873
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » سميرة22 is on a distinguished road
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

سميرة22 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-08-15, 10:58 PM   #109

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




<< ظ¤ظ¢ >>
~ سوبارو ~


- سوبارو جوليا روز تعالوا معي ، أما البقية فابقوا هادئين ولا تحدثوا ضجة كبيرة ..


هذا ما قاله المعلم عند دخوله مباشرة ، نظرنا ثلاثتنا إلى بعضنا ، ثم نهضنا من مكاننا وغادرنا الصف ونحن نتتبع المعلم الذي قادنا إلى مكتب المدير ..
عندما دخلنا تفاجأنا بوالد جوليا الذي يرتدي زي عمله وثلاثة أشخاص لم أعرفهم و السيد كازوما ..


رفعت حاجبي الأيسر بتعجب مما أراه ، ماسر هذا التجمع الغريب ؟؟ وما الذي أتى بوالد جوليا الآن ؟؟
أشعر أنني أعرف الموضوع الذي سنتحدث عنه بما أن ثلاثتنا هنا ووالد جوليا أيضاً ، نعم الأمر يتعلق بحادثة الإختطاف ..
لقد سئمت الوضع تماماً ، لا أعلم متى سينسى الجميع الأمر ..




اقترب الثلاثة الذين لم أتعرف عليهم إلينا ، كانا رجلين بالإضافة إلى سيدة في عقدها الرابع ، صوبوا أنظارهم نحونا وقالت السيدة : أنتم جوليا وروز وسوبارو إن لم أخطئ صحيح ؟؟
أجابت روز : نعم نحن ..


قال الرجل : دعوني أعرفكم عن نفسنا أولاً ، نحن الثلاثة من الجهة الحكومية في التعليم ، وأتينا إلى هنا بعد أن وردتنا إشاعة نريد التحقق من صحتها ..
قالت جوليا مستفسرة : وما هي ؟؟
حرك الرجل الآخر ببصره إلى السيد كازوما وقال بصرامة : وردنا بعض المعلومات التي تقول بأن المدير كازوما كان جزء من الحادثة ، هل هذا صحيح ؟؟
قطبت حاجباي بتعجب ، كيف لهم أن يعلموا بهذا وقد حرص والد جوليا على إخفاء الأمر ؟؟


نطقت روز بسرعة : كيف .......
صمتت فجأة لتتحدث جوليا من بعدها مباشرة بصوت واثق : غير صحيح ..
عندما أنزلت ببصري لاحظت بأن جوليا قد داست على قدم روز لتسكتها ، نطقت أنا الآخر بهدوء : من أخبركم بهذا ؟؟
حركت السيدة نظارتها المستديرة وقالت : الشخص الذي أوصل لنا هذه المعلومة قال بأن لديه الدليل القاطع ، ولهذا لا تحاولوا الإنكار ..


ثم تابع الرجل من بعدها : الشيء الغريب في الأمر أن الشرطة قد أخفت الأمر عن الجميع ، وأبقوا كازوما بعيداً عن المشكلة ، ما السبب يا ترى ؟؟ هل يمكنك أن تخبرنا بالسبب أيها المحقق روك ؟؟


قال السيد روك بنبرة ثابتة : أنا لم أحاول ستر أحد كما تقول أيها السيد ، وإن كان هناك دليل فأرجوا أن تريني إياها ، لاتوجه إتهامات باطلة دون دليل ..


صمت الثلاثة قليلاً ، حينها قالت جوليا ببرود : أليس من الأفضل أن تأتوا بالشخص الذي أخبركم بهذه المعلومة الكاذبة ؟!
رد عليها الرجل : لا أظن أن ماوصلنا كان كذباً ، فقد سمعنا بأن الممرضة في هذه المدرسة قد تورطت في القضية أيضاً وكانت ضحية مثلك ، ولكن بعد إنقاذها قامت بالإنتقال إلى مدرسة أخرى ، ألا تظنين أن هذا غريب قليلاً ؟؟ ما الذي دفعها إلى الإنتقال يا ترى ؟؟


تدخلت حينها وقلت مجيباً على سؤاله : لقد تم إختطاف الممرضة يومي من غرفة التمريض ، وربما لم ترد البقاء لأن بقاءها هناك يذكرها بالحادثة المؤلمة ، ألا تظن أن هذا التفسير معقول ؟؟ لا أظن أن الأمر يحتاج إلى عبقري ليحلل تصرفاتها ، بمعنى آخر مشكلتها مشكلة نفسية ولاعلاقة للمدير بالموضوع ..


إلتفت الثلاثة إلى المدير مجدداً ، وقالت السيدة : تحاولون تبرءة المدير كازوما مع أن هناك أشخاص شاهدوك في منزل العصابة في اليوم الذي ألقي فيه القبض عليهم ، وعندما سألنا بعض الجيران عن وجهك أخبرونا أنهم شاهدوك وأنت ترتاد منزل ساي كثيراً في الآونة الأخيرة ، ألا يعني هذا أنك كنت تعلم بأمرهم ؟؟ لكن لا أعلم لماذا تغافلت الشرطة عن أمر مهم كهذا ..




إذا هذا هو الدليل الذي تحدثوا عنه ، وبوجود الدليل لن يمكننا الكذب ، لكن يجب أن نجد حلاً بسرعة ..
تحدث السيد روك : يبدو أنني مضطر لإخباركم بالحقيقة بما أن الأمور قد وصلت إلى ماهو عليه الآن ..
نظر ثلاثتنا إليه بتفاجؤ ، هل هو جاد حقاً ؟؟ إن أخبرهم فسيفقد السيد كازوما منصبه بلا شك ، في ماذا يفكر والد جوليا يا ترى ؟؟






إبتسم الرجل بسخرية وقال : كما توقعنا إذاً كازوما متورط في القضية ..
أجاب السيد روك : نعم ولن أنكر ذلك ، ولكنه كان يعمل كجاسوس لنا ، نحن من طلبنا منه الإنضمام إلى المنظمة لضمان سلامة جوليا والآنسة يومي ، فهو الشخص الأنسب لهذه المهمة بما أن راي كانت تعمل في هذه المدرسة ، وله الفضل في أن ألقينا بالقبض عليهم ..
- إذاً في النهاية كازوما كان يعلم بأن تلاميذه يواجهون مشكلة ولكنه لم يحاول القيام بشيء لمساعدتهم ..


صاحت جوليا بغضب بشكل مفاجئ : ألم تسمع بأن أبي قال بأنه السبب في إنقاذنا ؟؟ كيف تقول أنه لم يحاول القيام بشيء ؟؟
نظرت إليها بتفاجؤ ، لم أتوقع أن تغضب بهذه السرعة ..


قالت السيدة بهدوء وحزم : مهما كانت الأسباب والنتائج ، نحن لن نستطيع إبقاء السيد كازوما في منصبه ، سيتم تعيين مدير آخر لهذه المدرسة ..
روز بإعتراض : ولماذا أيها الأغبياء ؟؟ ألا يجدر بكم مكافئته عوضاً عن طرده من منصبه ؟؟


هذه الحمقاء كان عليها أن تبقى صامتة حتى النهاية ، شتمها لهم جعلهم يستشيطون غضباً ، لهذا تدخلت بسرعة وأنا أنحني قليلاً معتذراً : أنا أسف على ماقالته روز ، أرجو أن تسامحوها هي لم تكن هكذا لكن وبسبب الضغوطات التي مرت به أصبحت على ماهي عليه الآن ..




نطق الرجل كاتماً غيظه : أنا لا أهتم ، لكن على المدير التخلي عن منصبه ، لايمكننا أن نثق برجل إنضم إلى منظمة إجرامية وبقي يراقب طلابه يتعذبون بصمت ..
مهما قلنا ومهما تحدثنا كان من الواضح أنهم ثابتون على قرارهم ، كان السيد روك يحاول إقناعهم بأن السيد كازوما لم يذنب لكنهم لم ينصتوا له ..


تمتمت حينها جوليا بغيظ : أنا لست أفهم ، إن كنت أنا وسوبارو وروز قد تفهمنا موقفه فلماذا أنتم لا تستطيعون ذلك ؟؟
- لقد حصل في هذه المدرسة الكثير من الأمور التي تدل على عدم قدرته في تولي مسؤولية هذه المدرسة ، لهذا لايجب علينا إبقاءه هنا أكثر من ذلك ..


ضيقت جوليا نظرها قليلاً وقالت ببطء : مثل ماذا ؟؟
لترد السيدة بقليل من الإرتباك : هذا أمر لا يعنيك ..
تقدم المدير بإتجاهنا وعلى شفتيه إبتسامة مصطنعة وقال : يكفي هذا جميعاً ، لاداعي لمحاولة تبرئتي ، أنا أعلم أنني مخطئ وأستحق الطرد ..


قالت روز بإندفاع : ما الذي تقوله يا سيد كازوما ؟؟
قلت بعدها : هل ستترك منصبك حقاً ؟؟ هل أنت جاد ؟؟
أجابنا بهدوء : رغم أنني أحببت عملي كثيراً إلا أنه ما باليد حيلة ، أنا مجبر على تقبل الأمر حتى لو لم يعجبني هذا القرار ..




طلبوا منا العودة إلى صفوفنا فقد انتهى دورنا ، غادرنا مكتب المدير مجبرين ، وجميعنا لسنا راضين بالقرار الذي أصدروه بشأن المدير ..
كنا نسير في رواق المدرسة بخطوات ثقيلة ، وروز لم تكف عن شتمهم ..
قاطعتها جوليا حينها وهي تقول بنبرة مليئة بالغضب : لا ياروز ليس هم من يجب علينا الغضب منهم ، الشخص الذي يجب علينا البصاق في وجهه وضربه حتى الموت هو الشخص الذي تسبب في كل هذا ، إنه ساي اللعين الذي لم يكتفي بإيذاءنا وحسب ، بل وحتى ألحق الضرر بالممرضة يومي والمدير كازوما والحارس كيتورا وأخته شينا ، ولا ننسى ضحاياه السابقين اللذين لا نعلم كم يبلغ عددهم ، والمشكلة أنه حتى وبعد إلقاء القبض على عصابته الملاعين لازالت آثار إجرامهم مستمرة ، فها هي شينا تعاني من موت أخيها ، وكازوما يُطرد من عمله بسبب أنه اضطر لمجاراتهم ، والممرضة يومي لازات تعاني الخوف والقلق في حياتها ، والجلد الذي تلقته لا أظن أنها ستنسى ألمه بسهولة ..


كان من الواضح أنها تثرثر بلاوعي ، فعينيها المليئتان بالحقد تنظر إلى الفراغ ، ويبدو أنها قد بلغت حدودها من الصبر ..


وضعت يدي على كتفها مناديا بإسمها ، لتفزع من حركتي وتنظر إلي بإرتباك متمتمة : لقد أخفتني أيها الغبي ..
قلت محاولاً تخفيف غضبها : سينال ساي جزاء أفعاله حالما يفيق من غيبوبته ..
ضربت الجدار بقبضتها وصاحت بغضب : لكنني لن أرتاح إلا حينما أبرحه ضرباً بقبضتي ، كيف يجرؤ على إيذاء هذا العدد الكبير من الناس ؟؟ سأحاول إيقاظ ضميره الميت ولن أتركه إلا حينما يبدي ندماً على أفعاله ..


قلت محاولاً تلطيف مزاجها : قبضتك مما هو مصنوع ؟؟ ألا تتألمين حين تضربين به الجدار القاسي ؟؟
لترد هي بجدية وبالنبرة الغاضبة ذاتها : هذا الألم لا يُقارن أبداً بالذي سببه ساي للجميع ..
- هكذا اذاً ..


محاولتي لتلطيف مزاجها فشلت ، تابعنا طريقنا وأنا ألاحظ خطوات جوليا التي كانت تضرب الأرض بقدمها بقوة ، يا إلهي لم أظن أن غضبه سيصل إلى هذه الدرجة ..


عدنا إلى الصف وكانت جوليا تتقدمنا ، وقفت أمام الباب دون أن تفعل شيئاً ، تبادلنا أنا وروز النظرات الحائرة ، ثم عدنا ننظر إليها منتظرين منها فتح الباب ..


إلتفتت إلينا جوليا حينها وقالت : هل سندع الأمور تنتهي بهذا الشكل ؟؟
لتقول روز متسائلة : ماذا تعنين ؟؟
- أنا لن أسمح لهم بطرد السيد كازوما ، إن كانوا يرون بأنه لا يستحق منصبه فنحن سنبرهن لهم العكس ..


قالت جوليا جملتها بنبرة تملأها الإصرار والتحدي ، إبتسمت حينها وقلت : بما أنك قلت هذا فلابد بأن لديك خطة ما صحيح ؟؟
أجابت ببرود : لا ..
نظرت إليها بإستنكار : إن كنت لا تمتلكين خطة فماذا ستفعلين إذاً ؟؟
ردت جوليا بعناد غريب : سأفعل أي شيء المهم أن يُلغوا هذا القرار ..


فتحت بعدها باب الصف بقوة وقالت بصوت عالي : يا زملائي لدي إعلان مهم ، سيتم طرد السيد كازوما من منصبه ، هل أنتم راضين بهذا ؟؟
تفاوتت ردات الفعل لديهم ، فالبعض أبدى تفاجؤً والبعض الآخر أظهروا اللامبالاة ..
حتى أقوالهم اختلفت من شخص لآخر ..


- هل أنت جادة يا جوليا ؟؟
- ولماذا سيتم طرده ؟؟ إنه لا يستحق ذلك ..
- المدير رجل طيب لماذا سيزيلونه من منصبه ؟؟
- أنا لست مهتماً سواءً أطُرد أم بقي ..
- ولماذا كل هذا الإنفعال ؟؟ لا أرى أن في الأمر مشكلة ..




هذه كانت بعضا مما قاله الطلبة ، نظرت إلى جوليا منتظراً ما ستقوله ، نطقت حينها بصوت هادئ : ربما البعض ليس مهتما والبعض الآخر متفاجئ ، ولكن جميعنا نعلم أن المدير كازوما رجل طيب ، وهو يعاملنا جميعا كأبناء له ، لم يقصر في حقنا يوماً ، وحان الوقت لنرد له جميله يا أصدقاء ، آما الأشخاص غير المهتمين بالأمر فاعتبروا الأمر مغامرة تخوضونها ، لن تجدوا فرصة للتمرد على الجهات التعليمية غير الآن ، ماذا قلتم ؟؟


- إن وافق الجميع على هذا فأنا سأكون معكم ..
- أنا سأكون معك يا جوليا ، فأنا لا أريد للمدير أن يطرد ..
- سأعتبر الأمر مغامرة كما ذكرت يا جوليا ..
- بدأت أشعر بالحماس ، ماذا تنوين أن تفعلي ؟؟
- صحيح لم نسمع عن خطتك حتى الآن ..



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-08-15, 10:59 PM   #110

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


حكت جوليا رأسها وقالت بعد أن رسمت على وجهها إبتسامة بلهاء : في الواقع ليس لدي خطة بالتحديد ، لكنني فكرت في أن نقتحم جميعنا مكتب المدير ونعارض قرارهم ، هذا ما خطر في بالي ..
نظرت إليها وقلت يإستياء : هذا ممل ، ظننت أن لديك حلاً أكثر إثارة من هذا ..
رمقتني بنظرة باردة وقالت ساخرة : ولماذا لا تأتي أنت بفكرة أخرى ؟ أم أنك لا تبرع سوى في التذمر سيد مستفز..




قاطعتنا روز : هذا ليس الوقت المناسب للشجار أيها الأحمقان ، إما أن تأتي بفكرة يا سوبارو أو نقوم بما قالته جوليا ..
قلت وأنا أدخل يدي في جيب بنطالي : لا أمتلك خطة في الوقت الحالي ..


توجه الصف بأكمله إلى مكتب المدير والجميع متحمسون لفكرة إقتحام المكتب ، وكلما حاول أحد المعلمين إيقافنا كنا نكذب عليهم قائلين بأن المدير هو من طلبنا جميعاً ..
عندما وصلنا أمام مكتب المدير نظرت جوليا إليهم قبل أن تفتح الباب : إسمعوا حاولوا ألا تتحدثوا بوقاحة ، حاولوا أن تنتقوا الكلمات بحذر ، فإن أثرنا غضبهم فلا أظن أنهم سينصتون لنا بل سيصرون على رأيهم ..


أومأ الجميع برؤوسهم ، حينها حولت نظرها إلي وقالت بنبرة آمرة : سيد مستفز إفتح الباب ..
ضيقت بصري وقلت من بين أسناني : أتحاولين الشجار أم ماذا ؟؟
تجاهلتني وقامت بفتح الباب بنفسها ، وفور أن فتحت الباب على مصرعه تفاجأ الجميع من رؤية الصف بأكمله أمام الباب ..






تقدمت السيدة المزعجة وقالت : ما الذي أتى بكم جميعا ؟؟ ماذا تريدون ؟!
تحدث أحدهم : لقد سمعنا من جوليا أنكم ستطردون المدير نحن لن نوافق على قرار كهذا ..
وقالت أخرى : المدير كازوما لا يستحق هذا ، أرجو أن تبقوه في منصبه ، فنحن نريده ..
- أنا لن أقبل بقرار كهذا مطلقاً ، من أنتم حتى تطردوه ؟؟




استمر الطلبة في معارضتهم بشكل فوضوي ، وتداخلت أصواتهم وأصبح من الصعب فهم ما يقولونه ..
صاح حينها أحد الرجلين : يكفي هذا جميعاً ، لا شأن لكم في كل ما يحصل .
عقدت ساعداي أمام صدري وقلت وأنا أتكئ على الجدار : كيف لا شأن لنا ونحن من عاشرنا السيد كازوما ونعرفه حق المعرفة ، إن أردتم طرده فيجب عليكم أن تسألونا عن نظرتنا له وقرروا بعدها إن كان يجب أن يطرد أو يبقى ..


نطقت روز مؤيدة بحماس : سوبارو محق ، لتسألوا عنه في جميع أرجاء هذه المدرسة من معلمين وطلبة وستعرفون فضله علينا ..
نظر الثلاثة إلى بعضهم بحيرة ، في النهاية اتخذوا هذا القرار : سنفعل كما قلتم ، فقد أقنعتمونا بكلامكم ، لكن لو شهد أكثر من خمسة أشخاص سوء إدارته سيطرد مباشرة ..


سعدنا جميعا لسماع هذه القرار ، وطلبوا منا العودة إلى صفنا والإنتظار ، عدنا جميعاً وكان من الواضح رؤية معالم الرضى على وجوه الجميع ..
سيشهد الجميع بأخلاق السيد كازوما الرفيعة ، وأنا واثق من هذا ..


عندما عدنا إلى الصف تحدث الجميع عن دعوة جوليا للفتيات إلى منزلها ، وبدأ الفتية يحاولون أن يقنعوها بالموافقة على حضورهم أيضاً ، فالجميع يريد أن تكون له فرصة لزيارة السيدة الثرية موتسومي ..




بعد إلحاح من الجميع وافقت جوليا على الرغم من إنه لا يبدو عليها الرضى ، حينها قال لوريوس ضاحكاً : إن كنت ستظهرين لنا هذا الوجه العابس فلماذا وافقت من البداية ؟؟
ردت بتذمر : هم لن يكفوا عن إزعاجي إلا إذا وافقت ، ولهذا لم يكن أمامي أي خيار ..


قال لوريوس محاولا إبهاجها : أنظري إلى الجانب المشرق فهذه الفرصة المناسبة لأن تتقربي من جميع طلاب الصف ..
قالت بملل : نعم نعم ..


نطقت روز بعدها : جوليا لقد رفض والدك فكرة مقابلتي للسيد كيداي ، لماذا فعل ذلك ؟!
جوليا : ألم يخبرك بالسبب حقاً ؟؟
- لقد قال لي بأن الأمور المخفية يجب أن تبقى مخفية ، لكنني لم أفهم ما يعنيه بالضبط ..
- ألّا تعلمي خير لك أن تعلمي يا عزيزتي ..


تمتمت روز بحنق : ألا تستطيعين أنت ووالدك أن تتحدثا بشكل أكثر وضوحا ؟؟ الوحيدة التي أفهمها هي جودي ..
إبتسمت جوليا إبتسامة جانبية وقالت : طبعا فهي توأمك ..




قاطعتهما وقلت بفضول : لماذا تريدين مقابلة زوج والدتك يا روز ؟؟
نظرت إلي جوليا بطرف عينها وقالت : لا شأن لك بالأمر سيد مستفز ..
سحبت خصلة من شعرها وقلت : عندما أتحدث إليك بشكل لائق ردي علي بالأسلوب ذاته ..
قالت وهي تبعد شعرها عن يدي : هذا ما أفعله الآن ..


وضعت روز يدها بيننا وقالت : إياكما والبدء بالشجار ، بالمناسبة يا جوليا ما رأيك أن تقومي بدعوة ياماتو أيضاً ، أنا واثقة من أن الجميع مشتاقون له ..
قلت بسرعة : ليس هناك داعٍ من دعوته ..
قالت جوليا بخبث : بما أنك قلت هذا فسيكون هو أول المدعووين ..


نظرت إليها بغضب ، بدأت تصرفاتها بإغاظتي ، تحب أن تقوم بما لا أحبه لإستفزازي ، كم أرغب في قتلها حقاً ..
كنت قد قررت مسبقاً عدم الحضور حتى لو دعتني جوليا ، ولكن بما أن ياماتو سيحضر إذاً يجب علي الحضور أيضاً لمراقبته ..


في الحصة الأخيرة تفاجأنا بدخول المدير عوضاً عن المعلم ، ثم وقف أمامنا قليلاً دون أن ينطق بكلمة ، والجميع ينظرون إليه بحيرة وترقب ..
تحدث أخيراً بعد صمت : شكراً لكم على ما فعلتموه من أجلي اليوم ، بفضلكم تم منحي فرصة أخرى لأبقى في منصبي ، لذا أنا ممتن لكم من أعماق قلبي ، أنتم فعلاً لستم مجرد تلاميذ في مدرستي بل أنتم كالأبناء لي ..




قالت روز مداعبة : نحن لا نريد كلمات الشكر ، بل نريد منك إلغاء الإمتحانات لتثبت لنا صدق مشاعرك ..
مسح على جبينه بإنزعاج قائلاً : روز من الأفضل أن تطبقي شفتيك ..
ضحكت روز : هيا أيها المدير لا تكن بخيلاً ، قم بإلغائها هذه السنة وحسب ..


وضعت جوليا يدها على رأسها وأرخت رأسها متمتمة : كفي عن إزعاجه يا روز ..
كان الفضول يراود البعض ، وبدؤوا بسؤاله حول الأمر دون أن يخفوا شيئاً لكنه كان يجيب عليهم بطريقة مراوغة ، وبعد أن كثرت الأسئلة غادر الصف هارباً من أسئلتهم ..


ولكن ثلاثتنا كان لدينا بعض الأسئلة الخاصة له ، وقررنا الذهاب إلى مكتبه بعد إنتهاء الدوام ..
عندما كان الجميع يستعدون للعودة إلى منازلهم ذهبنا ثلاثتنا إلى مكتب السيد كازوما كما اتفقنا ، وعندما طرقنا الباب وسُمح لنا بالدخول قال مبتسماً : كما توقعت تماماً لديكم ما تريدون سؤاله صحيح ؟؟


قلت بعد أن أغلقت الباب : كيف علمت الجهة الحكومية بأمرك ؟؟ مع أننا حرصنا على إخفاء الأمر عن الجميع ؟؟
هز المدير كتفيه : لا أعلم حقاً ، حتى أنا مستغرب من الأمر ، ولكن في الأمس أتاني صحفي سألني بضعة أسئلة حول قضية الإختطاف ، وأنا أجبت بأنني لا أعلم بالتفاصيل حينها قال كلاماً غريباً حول إفشاء أمر ما ، أظن أنه هو من قال لهم ..




نطقت جوليا بإستياء : ألم يمل الصحفيون من هذا الموضوع بعد ، لا أعلم ما الذي سيستفيدون منه أولئك المزعجون ..
أجابت روز على تساؤلها : سمعت أن من يأتي بأخبار مثيرة حول موضوع ما فسينال ترقية من عمله ، لهذا الجميع يحاولون إكتشاف الأمور التي يُصعب إكتشافها كمحاولة القيام بمقابلة مع المغني ورابوس أو معرفة الحقيقة حول قضيتك وغيرها ..


وقف المدير من مكانه وقال : صحيح على ذكر المغني الشاب ، لقد سمعت أنه اعتزل عن الغناء لأسباب مجهولة ..
ردت روز بتفاجؤ : هل تعرفه أيها المدير ؟؟
- طبعاً أعرفه فهو أشهر من نار على علم ، لقد لفت أنظار الجميع إلى صوته وأغانيه ، لكن من المؤسف أنه قد اعتزل الغناء في وقت مبكر ، صحيح يا سوبارو ؟؟


قلت ببرود : أنا لا أعرفه ولا أحبذ الأغاني أبداً ..
إبتسم المدير دون أن ينطق بشيء ، بينما قالت روز بحزن : هذا مؤسف للغاية ، لا أعلم ما الذي يدفعه إلى ترك الغناء مع موهبته تلك ، المشكلة أنه لم يذكر سبب إعتزاله ، والصحفيين يحاولون العثور عليه منذ مدة ولكن لم يفلحوا في ذلك حتى الآن ..




تحدثت جوليا حينها بإستغراب : كيف لهم ألا يعثروا عليه ؟؟ أعني أنه مشهور وبلا شك سيحدث ضجة عند بقائه في أي مكان .
- لا أعلم لماذا لايمكن إيجاده بسهولة ، ولكن ما أعلمه هو أن إسم ورابوس ليس سوى إسم مستعار ، ولازال إسمه الحقيقي مجهولا ، وشخصيته الغامضة هي ما جعلت الجميع منجذباً إليه ..




قلت مغيراً مجرى الحديث ، فنحن لم نأتي إلى هنا للتحدث عن المشاهير الحمقى : سيد كازوما ما كان اسم الصحفي الذي أتاك بالأمس ؟؟
أجابني المدير : أظن أن اسمه كان تسوكاسا ..
- هل أنت واثق ؟؟ إذا هو نفسه الذي حدثني قبل عدة أيام ، يبدو أنه لم يستسلم بعد ..




يبدو أن ذلك الصحفي مصر على معرفة تفاصيل القضية ، ولا أظن أنه سيتوقف إلا إذا أوقفناه عند حده ..
قالت روز بمكر : إذا كان قد تحدث مع سوبارو والمدير فهو بالتأكيد سيأتي إلي أيضاً ، سألقنه درساً لن ينساه في حياته ،و سأعلمه ألا يتدخل في شؤون الآخرين مرة أخرى ..
قلت ممازحاً : علمي نفسك أولا يا روز ..
قطبت جبينها : ماذا تعني يا سوبارو ؟؟ أنا لست طفيلية مثله ..


أمسكت جوليا بها قائلة : تجاهليه وحسب يا روز ، يجب علينا الآن أن نعرف كيف علم الصحفي بأمر المدير.
قال المدير : أنا أعلم من أخبره ، إنها الممرضة يومي بلا شك ، وربما فعلت هذا للإنتقام مني ، فهي لازالت تبغضني ..
قلت بهدوء : وربما لا تكون هي أيها المدير ، لا تتسرع ..




سكت المدير مع أن ملامحه تقول بأنه واثق من كلامه ، ولأتأكد من هذا قلت : هل حدث شيء بينكما قبل أن تنتقل ؟؟
أشاح بوجهه بعيداً : لا شيء أبداً ..
جوابه هذا يؤكد لي عكس ذلك ، ولكن هذا لا يعطينا الحق في إتهامها ..
غادرنا مكتبه وكل منا عاد إلى منزله ، وبينما أنا في طريقي إلى المنزل قابلت السيد روكاوا أمامي مجدداً ..


تمتمت بإنزعاج : ماذا تريد الآن ؟؟
أمسكني من ياقة ملابسي وقال بغضب : إلى متى ستظل على عنادك أيها الغبي ؟؟ ألا تبالي بوالدتك التي تموت ببطء ؟؟ لماذا لا تدعها تقابل ياماتو وحسب ؟؟
أبعدت يده بغضب وأخذت أجره بعيداً عن أعين المارة الذين ينظرون إلينا بفضول ، وعندما وصلنا عند زقاقة خالية من الناس تركته قائلاً بصراخ : وأنت إلى متى ستظل تتدخل فيما لا يعنيك ؟؟ أنت مجرد مدير أعمالي سابقاً لهذا كف عن إزعاجي فأنا قد استقلت من عملي ..
رد بنبرتي ذاتها : قبل أن أصبح مديراً لأعمالك أنا صديق والديك ، ووالدك وصاني عليك وعلى أمك ، ولهذا أنا أقوم بذلك من أجلهما أولا لا من أجلك أيها الطفل الغبي ..


أملت فمي ساخراً وقلت : صديق ؟؟ هه لا تضحكني ..
ثم تابعت بعصبية : أنت حتى لا تعرف الحقيقة ، كل ما تعرفه هو قصة اختلقها والداي و صدقتها أيها المسكين ، أ....
سكت بعد أن أدركت أنني قلت شيئاً لم يكن يجب علي قوله ، تراجعت إلى الوراء بإرتباك بينما اعتلت الصدمة ملامح السيد روكاوا الذي نطق ببطء : ماذا تعني بأنهما اختلقا قصة كاذبة !! تحدث يا سوبارو لم صمت فجأة ..




إستدرت بوجهي بعيداً عنه ، وأعطيته ظهري ، ثم قلت محاولاً كبت جماحي : يكفي هذا سيد روكاوا ، سنتحدث لاحقاً ، إلى اللقاء .
غادرت المكان وأنا أشعر بقليل من الخوف ، زلتي هذه ستجعل من السيد روكاوا يبحث عن القصة من جديدة ، وحينها سيتضح كل شيء ..
ضغطت على رأسي محاولاً إيقاف الصداع الذي اجتاحني ، نوبة الصداع هذه لا تحدث إلا حينما أكثر من التفكير ..


يجب أن أهدئ من نفسي ، فغداً سأقابل ياماتو في منزل جدة جوليا ، ولا أريد أن أكون مضطرباً حتى لا تحدث أمور لا تُحمد عاقبته.




==============================

~ جوليا ~


أتى جميع تلااميذ صفي كما اتفقنا ، مع أنني تمنيت لو أنهم أخلفوا وعدهم ، ليس الأمر وكأنني أكرههم ، بل بسبب أنني أكره التجمعات ..


الجميع منبهر من روعة تصميم المنزل ، بعضهم بدى وكأنه سعيد من أجلي ، والبعض الآخر كان من الواضح عليهم الغيرة لكنني لم أتأثر بتعليقاتهم الجارحة أو أسئلتهم التي تهدف إلى إحراجي
..




سألتني روز : ألم تقومي بدعوة ياماتو يا جوليا ؟؟
قلت وأنا أنظر إلى ساعتي : بلى فعلت ذلك ، لقد أرسلت له رسالة أخبرته بأنني جمعت الصف بأكمله في منزلنا وهو مدعو كذلك ولكن لا أعلم لم تأخر ..
قال لوريوس : أنتم تتحدثون عن ياماتو منذ مدة ، ولكنني لم أعرفه حتى الآن ، من يكون ذلك ؟؟
أجبت على سؤاله : لقد كان طالباً في مدرستنا ولكنه انتقل إلى مدرسة أخرى قبل قدومك بعدة أسابيع ..
أردفت روز من بعدي بإبتسامة هادئة : إنه شاب رائع جداً ، لقد كان يساعدنا أنا وسوبارو عندما تم اختطاف جوليا حتى بالرغم من أن والده كان يمنعه من رؤيتنا ..


تمتم لوريوس متسائلاً : ولماذا كان والده يمنعه من رؤيتكما ؟؟
- لأنه من عائلة ثرية ، إنه إبن مدير الأعمال الشهير كودو ، لقد سمعت عنه بلا شك صحيح ؟؟
- أوه نعم لقد سمعت بذلك الإسم ، من المدهش معرفة أن إبنه كان يدرس في مدرسة عامة سابقاً ..
لا تستغرب فحفيدة السيدة موتسومي موجودة في مدرستنا الآن ..
إلتفت إلي لوريوس وقال ضاحكاً : صحيح لقد نسيت الأمر تماماً ..


بقينا نثرثر قليلاً ثلاثتنا إلى أن قاطعنا الخادم وأخبرني بقدوم ياماتو ، خرجت إلى الحديقة الأمامية لإستقباله ، عندما توقفت سيارته ترجل من السيارة وهو عابس الوجه ، ولكن ما إن لمحني حتى ابتسم بهدوء ..


استغربت قليلاً من سبب عبوسه ، لكنني لم أرهق نفسي بالتفكير ، أصطحبته إلى الداخل حيث الجميع متواجدون ، وما إن رأوه حتى تحلقوا حوله بلهفة ..


لم يتبقى سوى القليل فقط ممن بقوا في أماكنهم ولوريوس وسوبارو منهم ، ولكن روز كانت مع الذين اندفعوا إليه سائلينه عن أحواله وأخباره ..




على ذكر سوبارو إنه يتصرف اليوم بغرابة ، ولم يبدأ بالتحدث مع أي شخص ، حتى أنني أنا ولوريوس حاولنا التحدث معه إلا أنه كان يجيبنا بإختصار ، ويبدو من الواضح جداً أن مزاجه معكر لسبب ما ، ولهذا تركناه لوحده ..
ولكن الآن وبعد مجيء ياماتو بدأ يحملق فيه بحدة ، كما حصل ذلك اليوم عندما لحق بي إلى المطعم ..


وقف لوريوس بجواري وقال : واو إنه وسيم وثري ، فعلاً مثالي للغاية ..
أومأت برأسي دون أن أتفوه بكلمة ، بينما أردف لوريوس : أنظري يا جوليا إلى روز ، لأول مرة أراها تظهر هذا الوجه اللطيف أمام أحد الشبان ..
توسعت حدقا عيني بدهشة ، لقد نبهني لوريوس لأمر مهم ، لو لم يخبرني بهذا لم أكن لألاحظ هذا ، إنه نبيه حقاً ..


لكن ما سر ملامحها هذا ؟؟ أعلم أن عقدتها نحو الشبان قد زال ، ولكنها لم تكن تتحدث مع الشبان أبداً ، وإن تحدثت فهي تتحدث بطريقة فظة ووقحة ، وأما مع لوريوس وسوبارو بما أنهما من المقربين لنا فهي تتحدث معهم بطريقة طبيعية ، ولكن لم تكن تظهر هذه الملامح الناعمة مطلقاً ..


قطع حبل أفكاري صوت ياماتو الذي أتى لتوه إلي : أين هي جدتك الآن يا جوليا أنا لا أراها ..
قلت بإبتسامة : لقد غادرت ظهيرة هذا اليوم ولم تعد حتى الآن ، قالت بأن لديها عمل تنجزه وقد تتأخر في العودة ..
اقترب سوبارو منا وقال بصوت مليء بالسخرية : مرحباً بالشاب الذي خان أصدقائه في الوقت الذي كانوا بأمس الحاجة إليه ، وها هو يعود لأصدقائه ويحاول الإلتصاق بحفيدة السيدة موتسومي للإستفادة من ثروتها ..






قلت بحدة : سيد مستفز من الأفضل أن تبقى كما كنت في بداية الحفل ..
قال ببرود : لا تنادني بالسيد مستفز ، أنا لدي إسم كما تعلمين ..
- أوه صحيح أعتذر عن وقاحتي سيد سوبارو مستفز ..
قال وقد بدى على صوته الغضب : ألا تستطيعين مناداتي بطريقة طبيعية ؟؟ إسمي سوبارو وكفي عن إضافة مستفز لأسمي .


تمتمت ببرود لأثير غضبه أكثر : أنا لم أقم بنطق إسمك بشكل خاطئ ، لم الغضب إذاً سيد سوبارو مستفز ؟؟
نظر إلي قليلاً وكأنه قد فهم ما أهدف إليه ، لهذا قال بهدوء : لماذا ترهقين نفسك بمناداتي بإسم طويل كهذا ؟؟ حاولي إختصاره فقط ..


إبتسمت قائلة : يسعدني أنك تفكر في راحتي ، سأناديك بسيد مستفز كما طلبت مني حتى لا أرهق نفسي كما طلبت ..
- أليس من الطبيعي أن تأخذي المقطع الأول من إسمي في الإختصار أي خذي كلمة سوبارو وحسب أم أنك بلهاء ؟؟
- أنا أحاول ذلك لكن لقب مستفز يليق بك أكثر ، ثق بي فأنا إمتلك ذوقاً رفيعاً .




الأشخاص الذين كانوا ينظرون إلينا إنفجروا ضاحكين كما لو أننا قدمنا عرضاً كوميدياً ، إبتسمت برضى حين ابتسم ياماتو بخفة ، هذا ما كنت أريده وحسب ، فما قاله سوبارو لياماتو كان مستفز للغاية ، وأنا أردته أن ينسى ..


أتتني ضربة خفيفة على رأسي كان سوبارو سببها ، ثم قال : بسببك أيتها البلهاء أبدو كالمهرج أمام الجميع ..
ضحكت بتصنع مع أنني أنا الأخرى لا أريد أن أبدو كالمهرجة ، ولكن ما باليد حيلة ..
لاحظت لوريوس يغادر مبتعداً عن الجميع ، شعرت حينها بالغرابة وقررت ملاحقته لأرى ماذا به ..


خرج من المنزل إلى الحديقة ووقف واضعاً رأسه بين يديه ، اقتربت منه ببطء ثم قلت بصوت أقرب إلى الهمس : لوريوس ما بك ؟؟
بدى عليه الفزع حينها ثم نظر إلي قائلاً : ماذا تفعلين هنا ؟؟
قلت بهدوء : أنا من يجب علي أن أسألك هذا ، لم تركت الجميع وخرجت إلى هنا ؟؟
- أردت إستنشاق بعض الهواء لا أكثر ..
- أنت تكذب ، أخبرني بالحقيقة وكف عن المراوغة ..




نظر إلى السماء المظلمة قليلاً ثم عاد ينظر إلي وقال : يبدو أنني لم أسامحك بشكل كامل حتى الآن يا جوليا ..
قلت بهدوء فقد كنت أشعر بذلك منذ مدة : علاقتك بشيبا كانت قوية جداً و لهذا كنت واثقة من أن الجرح الذي سببته لك لم يلتئم بعد ، قل ما تخفيه يا لوريوس فأنا سأتحمل كل كلماتك ..


أبعد وجهه عني وبدأ يتأمل المكان قائلا بهدوء : على الرغم من أن أخي قد قتل نفسه لأنك رفضته إلا أن هذا ليس سبباً كافيا لألقي باللوم عليك ، وأنا أعلم ذلك وأعترف بهذا ، ولكن لسبب ما أشعر بالغضب كلما رأيتك تتحدثين مع الآخرين بسعادة ، ليس الأمر وكأنني اريدك أن تتعذبي طوال حياتك بسبب ذنب لم تقترفيه عمداً ، ولكن بمجرد التفكير أنك تعيشين حياتك بسعادة بينما شيبا قد مات وقلبه مكسور وحزين ، هذا الأمر يجعلني أبدأ بكرهك من جديد ، وما يزيد الأمر سوءً هو أن أراك تمازحين سوبارو بطريقة مقرفة ، أنت وروز كلاكما صديقين لسوبارو ولكنك تبدين أكثر قرباً منه ، أنا واثق من أنك تحبين سوبارو صحيح ؟؟ مهما حاولت الإنكار فلن تخدعي عيناي ..




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:21 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.