آخر 10 مشاركات
بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          قبل الوداع ارجوك.. لاتذكريني ! * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : البارونة - )           »          السر الغامض (9) للكاتبة: Diana Hamilton *كاملة+روابط* (الكاتـب : بحر الندى - )           »          عشقكَِ عاصمةُ ضباب * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          رسائل من سراب (6) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          تريـاق قلبي (23) -غربية- للمبدعة: فتــون [مميزة] *كاملة&روابط* (الكاتـب : فُتُوْن - )           »          ارقصي عبثاً على أوتاري-قلوب غربية(47)-[حصرياً]للكاتبة::سعيدة أنير*كاملة+رابط*مميزة* (الكاتـب : سعيدة أنير - )           »          بريق نقائك يأسرني *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : rontii - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-10-14, 06:51 PM   #11

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



( 9 )

بينما كنت أمشي .. لاحظت ضوء سيارة من الخلف .. تجاهلته لأنني أمشي على جانب الطريق .. تعدتني السيارة بقليل وبعدها توقفت ..
لم أهتم كثيرا ..لكني تفاجأت عندما خرج منها أخي وخلفه والدتي .. شهقت فزعة .. كيف علما أنني سأخرج من المنزل ؟؟
توجهت أمي نحوي راكضة .. ويبدو على ملامحها الغضب ..
إقتربت مني وأمسكتني من كتفاي وهي تصرخ : هل أنت مجنونة ؟؟ لماذا خرجت من المنزل دون إخباري ؟؟ سيكون عقابك عسيرا جدا في المنزل ..
سحبتني من يدي إلى السيارة.. وعندما مررت بجانب أخي كان ينظر إلي نظرة إستحقار .. وعلى شفتيه إبتسامة مغرورة .. كما لو أنه يقول لي أنه انتصر علي ..
ركبنا السيارة التي أتت بها أمي إلى هنا .. وعدنا أدراجنا إلى المنزل ..
كنت في السيارة بين أخي وأمي .. وجل تفكيري هو كيف علمت بأنني خرجت من المنزل سرا ؟؟ من أخبرها بذلك ؟؟ وكيف تعلم بوجهتي ؟؟
فجأة تذكرت إبتسامة أخي التي كانت على وجهه .. نظرت إليه بغضب وقلت بصوت خافت : هل أنت من أخبرها بذلك ؟؟
نظر إلي وقال متغابيا : أخبرتها بماذا ؟؟ عن ماذا تتحدثين ..
نبرته المتغابية هذه تغضبني حقا .. إلتفت إليه أمسكت برقبته بيداي وصرخت قائلة : لاتتغابى ، أعلم أنك خلف هذا كله ..
صرخت أمي غاضبة : روز دعي ماركو وشأنه أيتها المتوحشة ..
قلت غاضبة : لن أدعه وشأنه سأقتله لا محالة ..
بدأت أشد على رقبته بقبضتي .. وأمي تحاول إبعادي عنه .. لكن هيهات .. لن أدع هذا الغبي وشأنه ..
لكن فجأة فُتح الباب المجاور لمقعد ماركو .. وأمسكت يد ضخمة بيدي وبماركو .. واستطاع فصلنا عن بعضنا ..
نظرت إلى الأعلى لأرى وجه هذا الشخص .. لقد كان رجلا في الأربعين من العمر .. ضخم البنية .. يبدو أن هذا الرجل هو السائق .. إذ أنه أوقف سيارته حين شجارنا .. وخرج من مقعده وقام بفصلنا عن بعضنا ..

قال الرجل بغضب : إهدئي أيتها الفتاة ، لن أدعك ترتكبين جريمة في سيارتي ..
قلت بعصبية : وما شأنك أنت؟؟ يالك من متطفل ..
رد علي بحدة : إفعلي ما شئت لكن ليس في سيارتي ..
لم أرد عليه .. وبدأت أهز قدمي بغضب .. أما هو فقد عاد لمقعده .. بعد أن طلب من ماركو أن يصعد بجانبه ..
عدنا إلى المنزل .. وعند دخولنا صرخت أمي : في ماذا تفكرين أيتها المجنونة ؟؟
قلت بغضب : كيف علمتم بخروجي ؟؟ هل تتجسسون علي ..
ردت أمي بغضب : يبدو أنني سأفعل ذلك من الآن وصاعدا ، لو لم ينظر أخاك إلى النافذة المطلة إلى الشارع لما رآك ولما علمنا عن خروجك من المنزل في هذا الوقت ، ألا تخشين على نفسك من الأشخاص السيئين ؟؟
صككت على أسناني بغضب .. إنظروا من يتكلم الآن .. المرأة التي لاتهتم إلا بنفسها تقول ذلك .. سأتقبل من الجميع إلا هي .. هذه المرأة هي سبب ضياعها .. لن تسامحها أبدا .
قالت والغضب قد أعماها : أصمتي أيتها المرأة المزعجة ، أنت لاتهتمين إلا بنفسك ، لاتتظاهري بالإهتمام بي ، دعيني وشأني ، لا أريد هذا الإهتمام منك ، أتمنى فقط موتك ..

تفاجأت بصفعة قوية من والدتي .. جعلني أخرس تماما .. حركت رأسي ببطء لأنظر إليها .. كانت ترتعش من الغضب في مكانها ..
تقدم ماركو ناحية أمي وقال : أمي يجب أن تعاقبيها وإلا كررت فعلتها ثانية ..
صرخت عليه : لاتتدخل أيها المتطفل ..
قالت أمي : إن ماركو محق ، يجب أن أعاقبك ..
قال ماركو بخبث وهو يناول أمي سلك الكهرباء : خذي هذا يا أمي ، إنه مناسب لمعاقبة روز العنيدة ..
عندما رأيت سلك الكهرباء في متناول يد أمي .. بدأت أرتعش من الخوف .. وحقدي قد ازداد على ماركو ..
إقتربت أمي مني .. ورفعت السلك عاليا وبعدها ضربتني بها بأقوى مالديها من قوة ..
صرخت صرخة عالية هزت أركان المنزل .. لكن الأمر لم يقف على هذا الحد .. وإنما أكملت أمي ضربي متجاهلة صرخاتي وبكائي وتوسلاتي .. وماركو من خلفها يشجعها على ضربي أكثر وأكثر ..

كنت أشعر بالألم في أرجاء جسدي .. وكلما وقع السلك على جسدي كنت أصرخ بأقوى مالدي .. دموعي لم تتوقف عن الأنهمار .. وماهي إلا لحظات حتى شعرت أن جسدي قد تخدر .. ولم أعد أقوى على الصراخ أكثر .. وبعدها غرقت في الظلام ..

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــ

~ جوليا ~
في اليوم التالي .. توجهت إلى المدرسة لكني لم أجد روز .. يبدو أنها ستتأخر .. بقيت أنتظرها في الصف وأنا أشعر بالملل ..
حتى ياماتو لم يحضر بعد .. أمسكت كتابا أشغل فيها نفسي حتى تأتي روز ..
في الواقع أنا من عشاق القراءة .. لكني عندما أكون مع روز فأنا لا ألمس أي كتاب .. فهي تكره الكتب .. وتغضب كثيرا عندما تراني أمسك كتابا في يدي .. لذلك فأنا لا أقرأ أبدا عندما تكون روز بالقرب مني ..

بينما كنت منشغلة بالقراءة سمعت أحدهم يقول : هذا غريب ، جوليا تقرأ كتابا ؟؟
رفعت رأسي للأعلى حيث أرى ياماتو .. قلت مبتسمة : ليس غريبا إطلاقا ، أنا دائما أقرأ الكتب ، لكنك لا تعرفني بعد ..
قال ياماتو : لكن هذه هي المرة الأولى التي تقرئين فيها في المدرسة ..
ـ ببساطة لأن روز تكره القراءة ، ورؤيتها لي أقرأ يضايقها ، وأنا لا أريدها أن تتضايق ..
إبتسم ياماتو وقال : أنتما صديقتان غريبتان حقا ، ومتناقضتان جدا ..
إبتسمت دون أن أرد عليه .. هو صادق حقا.. بالإضافة إلى ذلك لكلانا سر يأبى البوح به .. حقا نحن صديقتان غريبتان .. الكل يروننا على أننا مقربتين .. مع أن بيننا فجوة كبيرة حقا ..

عاد ياماتو إلى مكانه .. لكن الغريب أنه لايوجد أحد حوله .. لا من الفتيات ولا من أصدقاءه ..
إلتفت إليه قائلة بتساؤل : ياماتو لماذا أنت وحيد اليوم ؟؟ إعتدت على رؤيتك وسط مجموعة من الفتيات والمعجبات ، أين هم الآن ؟؟
إبتسم ياماتو وقال : يبدو أنهن غاضبات مني ،لأني صرخت عليهن في الأمس ، لذلك لم يأتين اليوم ، وهذا أفضل لي ..

في هذه اللحظة دخل سوبارو للصف .. وجلس في مكانه .. مما جعلي أعتدل في جلستي مباشرة ..
بدأت أشغل نفسي بالقراءة من جديد .. ووجود سوبارو خلفي يوترني حقا ..
سمعت ياماتو يقول لسوبارو : ها أنت ذا تقرأ من جديد ، ستقتلني حقا ، ويبدو أن عدوى القراءة قد إنتقلت إلى جوليا أيضا هههههههه ..
قال سوبارو : عدوى القراءة ؟؟ لماذا تقول ذلك ؟؟
ـ ألا ترى أن جوليا تقرأ أيضا ؟؟ يبدو أنها قد تأثرت بك ، أليس كذلك يا جوليا ..

تظاهرت أني لم أسمعهما .. وأنني منشغلة بالقراءة .. لكن ياماتو عاود مناداتي .. للمرة الثانية .. لكني تجاهلته أيضا .. في المرة الثالثة بدأ يهزني قائلا : جوليا ماذا بك ؟؟ لم لا تردين علي ..
إلتفت إليه ببطء وقلت بإبتسامة متوترة : هاا آسفة لم أسمعك ماذا تريد ؟؟
ياماتو : أنظري أنت وهذا الأحمق سوبارو تقرآن معا ، وهذا يصيبني بالغثيان حقا ، أنت متأثرة منه حقا أليس كذلك ؟؟
قلت بضحكة زائفة : هههه يبدو ذلك ..
كنت أتحدث إلى ياماتو وأنا ألتفت إلى الجهة الذي هو فيها .. وأحاول ألا يقع عيني على سوبارو الجالس خلفي ..
قال ياماتو بإستغراب : ماذا بك يا جوليا ؟؟ تبدين غريبة ، للتو كنت عادية جدا ..
لم أستطع أن أجيب عليه .. ماذا أقول له يا ترى ؟؟
وقفت قائلة : أنا سأذهب إلى دورة المياه قليلا ، أعذرني ..
قال ياماتو : أسرعي فالحصة الأولى ستبدأ قريبا ..
خرجت من الصف بسرعة .. وركضت متوجهة إلى دورة المياه ..

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ

~ ياماتو ~
بعد مغادرة جوليا الصف .. إلتفت إلى سوبارو وقلت ضاحكا : ماكان يجب أن أسئلها عن سبب تغيرها ، يبدو أن لديها مشكلة مع معدتها ..
قال سوبارو : هل جوليا دائما ما تقرأ الكتب ؟؟
قلت بلا مبالاة : لا أعلم ، لم أرها تقرأ كتابا قط ، إلا هذه المرة ..
بعد قليل رن جرس المدرسة معلنا عن بدء الحصة الأولى .. وجوليا لم تعد بعد .. ماهي إلا دقائق حتى دخلت جوليا قبل معلم الكيمياء ..
قلت لها : لقد تأخرت ..
إبتسمت وقالت : المعذرة ..
جلست في مكانها .. ولازال مقعد روز خاليا .. لماذا لم تأت بعد ؟؟ هل ستتأخر كما حدث سابقا أم أنها ستغيب ؟؟
في هذه اللحظة فُتح باب المدرسين الموجود أمام الصف .. ودخلت منه معلمة غريبة .. وليس معلم الكيمياء الذي كنا نعرفه ..
كانت فاتنة بكل ماتعنيه الكلمة من معنى .. كما أنها ترتدي تنورة قصيرة باللون الأسود .. وملابس فاضحة باللون السماوي البحري .. وفتحة الصدر كبيرة نوعا ما .. تبا إنها تريد أن تغوي الطلاب هنا ...
وقفت خلف طاولة المعلمين الموجود أمام السبورة وقالت : دعوني أعرفكم بنفسي ، أنا المعلمة راي، وسأبدأ بتدريسكم الكيمياء عوضا عن معلمكم القديم ، لأنه أصيب بحادث ، ولن يستطيع تدريسكم ..
قالت رئيسة صفنا : لكن يا آنسة راي كيف حال المعلم الآن ؟؟
المعلمة : لا تقلقوا حالته ليست بتلك الخطورة ، المهم الآن أرجو أن تكونوا تلامذة مهذبين ، وتتركوا بصمة حسنة في ذاكرتي ..

بدأ أصوات الهمسات تعلو .. وجميع الشباب يتهامسون بإعجاب .. كيف لا وهي جميلة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ..
شعرها أشقر محمر طويل يصلى حتى فخذها .. ووجهها مليء بمساحيق التجميل الذي زاد جمالها .. عيناها الزرقاوتين تلتمعان بشكل جذاب .. وضعت خدي على كفي وقلت لسوبارو بهمس : ما رأيك بهذا النوع من النساء ؟؟ ألا تجلب الإشمئزاز ؟؟ لا أعلم لم جميع الشبان ينظرون إليها بإعجاب ..
قال سوبارو : ألا تراها جميلة ؟؟
قلت له : لا أنكر أنها جميلة ، لكنني أكره النساء اللواتي يكثرن من المساحيق التجميلية ، أشعر أن جمالهن زائف ، ثم أنني أكره اللواتي يلبسن ملابس فاتنة لإغراء الآخرين ..
ـ هكذا إذا ..
ـ وأنت هل تعجبك هذه المعلمة ؟؟
ـ أمم لا بأس بها ، أنا لا أهتم بالجنس الآخر أصلا ..
قلت بإستغراب : هل تقصد بقولك هذا أنك تكره الإناث ؟؟
ـ لا أقول أني أكرههن ، لكني لا أطيقهن ، إنهن يشعرنني بالغثيان ..
في الواقع لقد تفاجأت من وجهة نظره .. لم أظن أبدا أنه يكره الإناث .. هذا غريب حقا ..
قلت له : أنت تذكرني بروز ، فهي تكره الذكور كما أنت تكره الإناث ..
قال بإشمئزاز : لا تشبهني بتلك الفظة ، إنها تغضبني حقا ..
ضحكت بصوت خافت .. وبعدها عدت أنظر إلى المعلمة راي التي أخذت تبدأ بشرح الدرس ..

بعد إنتهاء الحصة .. لم تأت روز بعد .. قلت لجوليا : جوليا روز لم تأت بعد ، هل ستغيب ؟؟
قالت جوليا : لا أعلم ..
قلت بإستغراب : ألست صديقتها ؟؟ كيف لك ألا تسألي عنها ؟؟
جوليا : صحيح أننا صديقتين لكن لا يعني هذا أن أتدخل في أمورها ..
إنهما صديقتين غريبتين حقا .. لم أجب عليها .. لأن معلم اللغة الإنجليزية قد بدأ بالشرح .. وقطع حديثنا ..

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ

~ سوبارو ~

عندما رن الجرس معلنا عن موعد إستراحة الغداء .. أخرجت الكتاب الذي مازلت لم أكمله .. وشرعت في قراءته ..
سمعت ياماتو يقول لجوليا : جوليا يبدو أن روز لن تحضر اليوم ..
قالت جوليا مؤيدة : يبدو ذلك فعلا ..
رفعت رأسي قليلا ورأيت جوليا تعطي ياماتو علبة الغداء وهي تقول : تفضل وكله ..
قال ياماتو بإبتسامة : شكرا لك أيتها الطباخة الماهرة ، لقد أدمنت طبخك حقا ..
عدت أنظر إلى كتابي من جديد .. وأنا لازلت أسمع حوارهما ..
ـ شكرا على الإطراء ، لكن المشكلة أن لدي علبة غداء إضافية كانت لروز ، لكن بما أنها غير موجودة فلمن سأعطيها ؟؟
قال ياماتو : أعطني إياها ..
بعد قليل ناداني ياماتو : سوبارو يا سوبارو ..
رفعت رأسي قائلا : ماذا تريد ؟؟
مد لي يديه الذي يحمل فيهما علبة غداء وقال : تفضل وخذه ..
سمعت صوت شهقة جوليا .. وأدركت أنها لن تكون راضية ما إذا أخذتها لذلك قلت : لا شكرا أنا لا أرغب في تناول شيء ..
قال ياماتو : ولمااذا ؟؟ أنت دائما لا تتناول شيئا في المدرسة ، ألست جائعا ؟؟
إبتسمت قائلا : لا شكرا ، القراءة تجعلني أشعر بالشبع ..
ياماتو : لكنها علبة غداء إضافية ، لا يجب أن نقوم برميها ، كلها أرجوك ..
قلت بإبتسامة ساخرة وأنا أنظر إلى جوليا التي لم تنظر إلي قط : لكن يبدو أن هناك شخصا غير راضي عن إعطائي هذا ..
نظر ياماتو إلى جوليا وقال : جوليا فتاة لطيفة لا أظن أنها ستمانع ، أليس كذلك ؟؟
لم جب جوليا عليه .. قلت بسرعة : لا تزعجاني أرجوكما ، فأنا أريد إنهاء هذا الكتاب ..
عدت أقرأ الكتاب وأنا أبتسم بسخرية .. لن يرضى أي شخص أن يعطي علبة الغداء لشخص مثلي .. هه هذا مضحك حقا .. الجميع لا يهتمون إلا بالمظاهر .. يكنون الحب والمودة لياماتو لأنه شاب وسيم .. ويتجنبونني ما إن يروني لأنني ملفوف بالضمادات ..
العالم أصبح يتعامل بالمظاهر فقط .. لم يعد جمال الروح هو المقياس .. المظاهر ولا شيء ..

بعد إنتهاء الدوام .. بدأت بجمع أغراضي في الحقيبة ..
فإذا بياماتو يقول لي : سوبارو مارأيك أن تأتي معنا ؟؟
قلت متسائلا : إلى أين مرة أخرى ؟؟
قال ياماتو : إلى منزل روز حتى نطمئن عليها ، فهي لم تحضر اليوم كما تعلم ..
رفعت نظري إلى جوليا التي تقف بعيدة عنا قليلا .. ويبدو أنها تنتظر ياماتو حتى يذهبا معا .. ما إن وقع عيني عليها حتى أشاحت ببصرها بعيدا .. وهي تدعك كفيها ببعضهما بتوتر ..
قلت بخبث : حسنا سآتي معكما ..
رأيت نظراتها المصدومة على وجهها .. لقد ظنت بأني سأرفض .. لكني خيبت أملها .. مشيت بجانب ياماتو .. وجوليا تسبقنا بمسافة .. خرجنا معا من المدرسة .. فإذا بي أرى جوليا تقوم بسحب ياماتو بعيدا عني .. وتهمس له بكلمات لم أسمعها .. لأنهما كانا يبعدانني بمسافة ..
لكني موقن أنها تتحدث معه بشأني .. فهي لاتريد مني مرافقتهما ..
إبتسمت ساخرا من نفسي .. بعدها قلت بصوت عالي حتى يسمعانني : ياماتو أعتذر نسيت أن لدي ما أنجزه اليوم ، أنا مضطر للرحيل ، إلى اللقاء ..






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-14, 06:52 PM   #12

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ

~ ياماتو ~
نظرت إلى جوليا بغضب .. حركاتها واضحة كالشمس .. يبدو أن سوبارو قد فهمها لذلك قرر الإنسحاب بكرامته ..
قلت بغضب : جوليا ما هذا التصرف الفظ ؟؟ لم أتوقع منك ذلك إطلاقا ..
قالت جوليا بتوتر : أنا آسفة لكن لكن .. أنا لا أطيق وجوده ..
قلت بغضب : لماذا ؟؟ لا تقولي بسبب أنه يضع الضماد على وجهه ، لم أتوقعك من اللواتي يهتمون بالمظاهر يا جوليا ، لقد خيبت أملي حقا ..
طأطأت جوليا رأسها وهي تتمتم بالإعتذار .. لكني قلت لها ساخرا : ما فائدة الإعتذار الآن ؟؟ هل تظنين أن الأمور ستحل بمجرد أن تعتذري ؟؟ لقد جرحت مشاعره بتصرفاتك الطفولية هذه ..
ثم أدرت ظهري إليها وقلت : إذهبي إلى روز لوحدك ، فأنا لم أعد راغبا على الذهاب ..
ركبت سيارتي وعدت بها إلى منزلي ..
فُتحت البوابة الرئيسية للقصر .. دخلت السيارة حيث تلك الحديقة الغناء والكبيرة.. كل من يراها سينبهر من جمالها .. في وسط الممر نافورة كبيرة قد بُعثرت بتلات الورد على سطح مائها بطريقة تريح النفوس ..
فُتح باب السيارة .. ليستقبلني مجموعة من الخدم كالعادة ..
خرجت من السيارة .. ليأخذ أحدهم الحقيبة مني .. إنحنى الجميع لتحيتي كما تجري العادة ..
دخلت إلى ذلك القصر الكبير .. والذي يبدو موحشا جدا بالنسبة لي .. تقدم ناحيتي رجل في الثلاثين من العمر .. يرتدي نظارة تزيد من جدية وجهه وحدة نظراته .. يرتدي ملابس رسمية سوداء ..
قال لي آلبرت والذي هو رئيس الخدم : سيدي الصغير إن السيد يطلب رؤيتك ..
نظرت إلى آلبرت ببرود .. أعلم ما يريده لذلك لا داعي لأن أذهب إليه ..
قلت له : أخبر أبي أنه لن يأخذ رأيي حتى لو ذهبت إليه ، لذلك فاليفعل ما يشاء ..
قال آلبرت بنبرته الباردة المعهودة : فالتوصل له الرسالة بنفسك ..
تبا على الرغم من أنه خادم إلا أنه يتصرف بطريقة تثير الغضب حقا .. نبرته الباردة تعطيه هيبة غريبة ..
قلت وأنا أصعد السلالم متوجها إلى غرفتي : تبا لك يا آلبرت ، أنت تغضبني حقا ..
إبتسم إبتسامة قصيرة تدل على نصره ..
دخلت إلى غرفتي الكبيرة والفخمة .. غرفة جدرانها باللون البني بتدرجاته .. يتفاوت ألوان أثاثها بين البني والبيج بطريقة جذابة ورائعة ..
غيرت ملابسي بسرعة وخرجت متوجها إلى مكتب أبي .. حيث يكون فيه في معظم الأوقات ..
لم أطرق الباب قبل دخولي .. فهذه هي عادتي .. دخلت لأجد أبي يتحدث بالهاتف ويبدو الغضب على محياه .. جلست على أحد الأريكة الفخمة الموجودة أمام طاولة أبي .. أنتظر منه إنهاء المكالمة .. مر أكثر من خمس دقائق .. وهو لايزال يتحدث بالهاتف .. ضقت ذرعا بالأمر ..
قلت بغضب : أبي إذا لم ترد أن تتحدث معي تنادي في طلبي ..
أشار لي أبي بيده بأن أنتظر .. ولم يغلق الخط حتى الآن .. قررت أن أنتظر قليلا .. لكن لو تركني أنتظر أكثر من ذلك فسوف أخرج حالا .. واليكمل حديثه بعد ذلك كيفما شاء ..

إنتظرت بعد ذلك خمس دقائق إضافية .. ولا يزال أبي منشغلا بالهاتف .. ضربت الطاولة بقبضة يدي وأنا أقول بغضب : أبي أنا هنا فالتؤجل المكالمة في وقت لاحق ..
أشار لي بيده مرة أخرى .. لكني لن أنتظر هذه المرة .. وقفت قائلا : لا تناديني مرة أخرى إذا كنت ستجعلني أنتظر هكذا ..
أدرت ظهري لأنصرف .. لكنه أمسك بيدي ..
سمعته يقول للمتصل : سيؤجل حديثنا لاحقا ، أنا مشغول الآن ..
إبتسمت بسخرية .. لماذا لم يقل ذلك منذ البداية ؟؟ تبا إنه لا يعتبرني شيئا مهما ..
أقفل أبي الخط .. إلتفت إليه وفي عيناي نظرة باردة .. نظرة دائما ما أنظر فيها إلى أبي ..
قال أبي : إجلس يا ياماتو ..
ألقيت بجسدي على الأريكة وقلت بملل : ماذا تريد ؟؟
قال أبي وهو يجلس على كرسيه الأسود : إسمعني يا بني ، غدا ستأتي زوجتي الجديدة إلى المنزل ، لذلك أتمنى أن تكون هنا لإستقبالها ..
أملت فمي بسخرية .. كما توقعت تماما .. هو دائما ما يتزوج من النساء الجميلات .. وما هي إلا أيام حتى ينتهي بهم الحال بالطلاق ..
قلت ببرود : لا تقلق فأنا دائما أستقبل زوجاتك اللواتي سيكونون طليقاتك ..
قال أبي بنبرة أبرد مني : لا شأن لك في ما أفعله ، ثم أن هذه المرأة مختلفة تماما عن سابقاتها ..
قلت ساخرا : وما المختلف فيها ؟؟ هل هي كائن فضائي أو ما شابه ؟؟
نظر أبي إلي بنظرات ساخرة .. وقال : لم أظنك خفيف الظل هكذا ..
وقفت لأنهي النقاش : حسنا علمت ما تريد قوله ، والآن أنا سأذهب ..
قال أبي : إنتظر لحظة ، كيف حالك الآن مع مدرستك ؟؟
قلت : ومالذي يجعلك تسأل عن حالي ؟؟
ـ لأنك إبني ..
لم أتمالك نفسي .. إنفجرت ضاحكا بطريقة إستفزازية .. جعل أبي يغضب مني حقا .. وهذا واضح من نظراته ..

قلت بعد أن هدأت : لقد ظننت أنك نسيت أنني إبنك ، من الجيد أن تتذكر ، لكن لا تمثل دور الأب المهتم مرة أخرى ..
قال والدي : أنا لا أحاول أن أمثل دور الأب المهتم ، لكن بمجرد التفكير في أن إبني يدرسة في مدرسة عادية كمدرستك الآن تغضبني حقا ، لماذا لم تسجل في مدرسة مرموقة كما فعل أصدقائك من المرحلة الإعدادية ؟؟ لماذا اخترت هذه المدرسة بالتحديد ؟؟
ـ إسمعني لا تتدخل في شؤوني مرة أخرى ، أنا حر في ما أفعله ..
ـ ياماتو أجبني بصراحة ، وإياك والمراوغة ، ماسبب إختيارك لذلك المدرسة ؟؟
نظرت إلى أبي بهدوء .. ولم أرد عليه .. فضلت الصمت على الجواب .. فأنا لا أمتلك جوابا في الأصل ..
بينما أردف أبي بنبرة شاكة بعد صمتي : هل هذا بسبب فتاة ؟؟
قلت بسرعة نافيا : لا أبدا ..
لا زالت نظراته الشاكة مصوبة نحوي .. يبدو أنه لم يصدقني .. لا حل آخر سوى الهرب ..
قلت بسرعة : أنا سأغادر الآن ..
مشيت بخطوات سريعة نحو الباب .. لأخرج من الغرفة قبل أن يوقفني أبي ..
عندما أمسكت بمقبض الباب سمعت أبي يقول : إن كان ما قلته صحيحا فالويل لك يا ياماتو ..
لم أهتم بتهديده وخرجت من مكتبه بسرعة ..

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ


~ جوليا ~
عندما قرعت جرس منزل روز .. كان ماركو هو من فتح الباب .. تراجعت للخلف قليلا .. أنا أكره ماركو كثيرا .. ولا أطيق رؤيته إطلاقا ..
قلت بهدوء : أين روز ؟؟
قال بنبرته المغرورة : ماذا تريدين منها ؟؟
ـ أريد أن أتحدث معها بأمور خاصة ..
ـ أخبريني بما لديك وأنا سأوصل الرسالة لها ..
تبا إنه يماطل كثيرا .. يبدو أنه لا يرغب في أن أراها .. لذلك قررت زيارتها في وقت لاحق ..
قلت له : سأعود إلى منزل الآن ..
أدرت ظهري له .. وتوجهت إلى منزلي .. لم أقم بالإتصال بها لأنها لا تملك هاتفها محمولا ..
قررت سؤالها غدا عن سبب غيابها اليوم عندما أراها ..

وفي صباح اليوم التالي .. نهضت كما العادة مبكرا .. لأنني وبكل بساطة لم أستطع النوم .. طوال ليلة البارحة كنت أفكر في ما قاله ياماتو لي .. وفي تعاملي مع سوبارو .. وفي ما قاله سوبارو ..
مللت من كثرة التفكير .. إرتديت زيي المدرسي .. وعندما انتهيت خرجت من المنزل بعد أن ودعت والداي ..
ترددت قليلا حول فكرة طرق باب منزل روز من جديد .. أخشى أن يرد عليّ ماركو أو والدتها .. فأنا لا أريد مقابلتهما إطلاقا ..
لذلك قررت أن أكمل طريقي .. و سأقابلها قريبا في المدرسة ..
بينما كنت أسير في طريقي .. لفت نظري فتاة ترتدي الزي الرسمي لمدرستنا .. وتضع قبعة غريبة الشكل على رأسسها .. دققت النظر إليها جيدا .. إنها تبدو مألوفة بشكل غريب .. نظرت إلى تنورتها الطويلة التي تصل حتى أسفل الركبة .. وتحته شراب أسود طويل .. ولا يظهر من قدمها أي جزء حتى ..

لحظة .. الوحيدة التي ترتدي هكذا هي .. روز بلا شك .. أسرعت إليها بخطوات كبيرة .. ما إن إقتربت منها حتى أمسكت بمعصمها وأدرتها ناحيتي .. لأتفاجأ بأنها تضع نظارة كبيرة غير شفافة .. أي أنه لا يمكنني رؤية عينيها .. وتضع كمامة بيضاء على وجهها .. تغطي بها أنفها وعينيها ..
قلت متسائلة : روز ماهذا الذي ترتدينه ؟؟ هل أنت حمقاء ..
قالت روز ضاحكة : لا شأن لك ، ثم أنني أحببت أن أغير مظهري قليلا ..
ـ قليلا !! إن هذا كثير جدا ، ثم أنك تبدين غريبة حقا بهذا المظهر ..
ـ لا يهمني رأي الآخرين ، المهم أنه يعجبني ..
سرت بجانبها وقلت : غريبة حقا ، صحيح لماذا تغيبت عن المدرسة يوم أمس ؟؟
لم تجبني روز .. وبقيت صامتة لثواني .. بعدها قالت بهدوء : لا شيء لقد تعبت قليلا ..
ـ هكذا إذا ، إنتبهي على صحتك أكثر ..
سرنا بجانب بعضنا .. وكلتانا صامتتين .. فجأة شعرت بضربة قوية من الخلف على كتفي ..
وصوت من خلفي يهتف بمرح : مرحبا أيتها الفتاتان المزعجتان ..
أمسكت مكان الضربة والتفت إلى الخلف لأقول بألم : هذا مؤلم حقا أيها الشرير ..
ضحك ياماتو قائلا : أنت مدللة جدا ، أنظري إلى .......
بتر جملته عندما نظر إلى وجه روز .. وبعدها نقل ببصره ناحيتي .. ظل يرمش عدة مرات وكأنه غير مصدق لما يراه ..
قال وهو لا يزال وسط صدمته : ماذا بكما ؟؟ لماذا تبدين شاحبة هكذا ؟؟ وأنت يا روز ما سر هذه الطلة الجديدة ؟؟
قلت بإبتسامة : مابك مصدوم هكذا ؟؟ كل ما في الأمر أنني أصبت بالأرق ، أما روز فقد قررت أن تغير من شكلها قليلا ..
قالت روز غاضبة : أيها الأحمق المغفل ، لماذا ضربتي بقبضتك الضخمة هذه ؟؟ تبا لك أيها المتوحش ..
بعد ثواني إنفجر ياماتو ضاحكا .. مما جعل الجميع يلتف ناحيتنا مندهشين من سبب ضحكه العالي ..
يا إلهي أصبحت الأنظار مركزة نحونا ..وأنا لا أحب ذلك إطلاقا .. خصوصا ما إذا كان ياماتو الأكثر شهرة واقف معنا ..
أمسكت بيد روز وركضت مبتعدة عن ياماتو بأقصى سرعتي .. بينما كنت أركض مسرعة .. إصطدمت بشخص وسقطت على الأرض .. وروز سقطت كذلك معي ..
رفعت رأسي للأعلى ببطء وأنا أتمتم معتذرة .. ما إن رأيته حتى عجز لساني عن إكمال إعتذاري .. إنه سوبارو ..
إلتفت إلى روز .. حتى أرى ما أصابها .. لأتفاجأ تماما مما أراه .. جعلني أخرس تماما ..

نهاية الجزء ..






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-14, 06:53 PM   #13

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

..( 10 )..
رفعت رأسي للأعلى ببطء وأنا أتمتم معتذرة .. ما إن رأيته حتى عجز لساني عن إكمال إعتذاري .. إنه سوبارو ..
إلتفت إلى روز .. حتى أرى ما أصابها .. لأتفاجأ تماما مما أراه .. جعلني أخرس تماما ..
لقد سقطت القبعة الموضوعة على رأس روز .. بالإضافة إلى النظارة .. والكمامة كانت قد سقطت من جهة .. والحبل الآخر معلق على اذنها الأيسر فقط ..
وما جعلني أصاب بالخرس هو رؤيتي لتلك الخدوش والجروح الموجودة على وجهها بكثرة .. كانت خدوش حديثة .. أي أنه حصل في الأمس ..
سمعت ياماتو يقول بصدمة : روز مالذي أصابك ؟؟ لم كل هذه الجروح التي على وجهك ؟؟
وقفت روز بسرعة وعادت الكمامة على وجهها .. وارتدت القبعة والنظارة من جديد ..
وقالت بغضب : تبا لك أيها المومياء ، إبتعد عني حالا ..
ركضت بعدها مسرعة إلى الصف .. وأنا لا أزال في حالة ذهول ..
قال ياماتو وهو يخاطبني : جوليا مالذي أصاب روز ؟؟ هل حصل لها أي مكروه ؟؟
قلت وأنا لا أزال مندهشة : لا أعلم ، فهي لم تخبرني شيئا ..
أوقفني ياماتو من يدي وقال : تعالي لنتحدث معها ، يبدو أن مكروها قد أصابها ، يجب أن نعلم بحقيقة ما حصل معها ..

هززت رأسي مؤيدة له .. لا يجب أن ندع الموضوع يمر بهذه السهولة .. يجب أن أعرف ماذا أصابها ..
دخلنا إلى الصف .. وبالفعل كانت جالسة على مقعدها .. وقفت أنا وياماتو أمامها ..
قلت لها : روز أخبريني ماذا حصل لك ؟؟
رفعت روز رأسها إلي لكنها لم تقل كلمة واحدة .. رفعت يدها الأيسر على الطاولة .. ووضعت خدها الأيسر على كفها .. وبقيت صامتة لم تنطق بكلمة واحدة ..
قال ياماتو بغضب : روز تحدثي بسرعة ، قد نساعدك إذا ما كنت في مشكلة ..
أجابت روز أخيرا : لا أريد مساعدتكما إطلاقا ، أغربا عن وجهي ..
نظرت أنا وياماتو إلى بعضنا البعض


كلانا يعلم أن روز عنيدة ، ولن تفصح عما في داخلها بسهولة ..
قال ياماتو بإصرار : روز نحن أصدقاء ، وسنساعدك في محنتك ، لذلك أخبرينا بمشكلتك .
على الرغم من أنني لا أرى ملامحها بسبب الكمامة والنظارة ، إلا أنني على يقين انها في داخلها الآن تسخر من ياماتو على ما قاله ..
بينما أردف ياماتو : حتى لو لم تعتبريني صديقا لك ، فعلى الأقل تستطيعين التحدث مع جوليا ..
قالت روز أخيرا بعد صمت : نعم صديقتين ، لكني لست مجبرة على البوح لها بكل شيء ففي النهاية أنتما لا تستطيعان مساعدتي ..
ياماتو : لا تقولي هكذا ، تخيلي لو أن جوليا تخفي عنك شيئا ، ولا تريد أن تُفصح لأحد حتى لك ِ ، ألن يجر حك هذا ؟؟
- ومن قال أنها لا تخفي شيئا !! إنها تخفي الكثير .. التمست السخرية من نبرتها ، أما ياماتو فقد نظر إلي باستغراب ، وقبل أن يقول كلمة أسرعت أنا بقولي : ياماتو لندعها الآن ، والنحاول في ما بعد ..
وافقني ياماتو على اقتراحي ، وعدنا إلى أماكننا .
. - كما تجري العادة ، دائماً ما تقلبين الطاولة لمصلحتك >> قالتها روز ساخرة ..


قلت بهدوء وأنا أخرج الكتاب الذي سنأخذه في الحصة الأولى : لست مجبرة على التحدث معي ، لكن إذا أردت ذلك فكلي آذان صاغية ..

صمتنا جميعا .. وما هي إلا لحظات حتى بدأت الحصة الأولى .. وهي حصة الرياضيات ..
دخل معلم الرياضيات للصف .. وبدأ بشرح الدرس .. وحتى يتأكد من فهمنا أعطانا كتب سؤالا على السبورة ..
وقال لنا : من منكم سيحل هذه المعادلة ؟؟
لم يرفع أحدهم يده .. نظرت إلى المعادلة المكتوبة على السبورة .. أممم إنها تبدو معقدة قليلا .. لكني أستطيع حلها ..
قال المعلم غاضبا : مابالكم جميعا ؟؟ إنها معادلة سهلة ، فاليقم أحدكم بحلها ، وإلا عاقبتكم جميعا ..
يا إلهي .. يجب أن أنقذ الجميع من العقاب .. بما أنني أعرف حلها .. كدت أن أرفع يدي .. لكني سمعت صوت آتي من خلفي يقول : سيدي أنا سأقوم بحلها ..
إلتفت إلى ورائي .. إنه سوبارو ..
تقدم سوبارو نحو السبورة .. وأمسك القلم وبدأ بحل المعادلة بكل يسر وسهولة .. ما إن انتهى حتى قال المعلم : أحسنت يا سوبارو ، هذا رائع لقد أنقذت زملاءك من العقوبة ..
ثم أردف كلامه محاورا الطلبة : يجب أن تكونوا ممتنين لسوبارو ، فلو لم يحل المسالة لما نجوتم من العقوبة ..
قال إحدى التلاميذ مستهزئا : يبدو أن لديه إيجابية واحدة على الأقل ..
إنفجر الجميع ضاحكين على ماقاله .. لم أستطع تحمل ذلك .. وقبل أن أقول كلمة ..
سمعت صوت غاضب يأتي من الخلف أيضا : توقفوا عن السخرية منه ، فهو أفضل منكم جميعا أيها الحثالة ..
إبتسمت برضى على ماقاله ياماتو .. يعجبني حقا عندما يدافع عن الحق ..
بعد قليل رن الجرس معلنا عن إنتهاء الحصة.. عاد سوبارو إلى مكانه ..
كنت مترددة قليلا .. هل أتحدث معه .. أم أدعه وشأنه ..
في النهاية قررت أن أستجمع شجاعتي ..
إلتفت إلى الوراء وقلت بإبتسامة متوترة : امم سوبارو لا تهتم بما يقوله الناس عنك ..
نظر سوبارو إلي .. لم أستطع تحديد مشاعره .. فالضمادات التي على وجهه تجعلني عاجزة عن فهمه ..

بينما سمعت ياماتو يقول لي ساخرا : أنظروا من يتحدث ، ألست أنت كالبقية !! لا تهتمين سوى بالمظاهر الخداعة ..
قلت بسرعة : لا لست كذلك إطلاقا ..
ـ لا تحاولي الإنكار ، تصرفاتك الغريبة في تعاملك مع سوبارو خير دليل ..
تبا لقد فهم الأمر بشكل خاطئ .. أنا أشعر بالتوتر منه ليس لأني خائفة منه .. بل بسبب ما قاله لي ذلك اليوم .. إذ أنه طلب مني أن أكون حبيبته..
أردف ياماتو بعد أن رآني صامتة : ولا تنسي أنك في أول يوم له صرخت أمام الجميع وأسميته بالمومياء ، ألست قاسية مثلهم !!
لم أعد أتحمل أكثر .. قلت وتأنيب الضمير يقتلني : أنا آسفة ، أقسم أنني نادمة بعدد شعر رأسي ، لقد زل لساني في ذلك اليوم ، لذلك قلت ذلك ، لكني أشعر بالندم حقا ، ثم أنني .. أنا ...
لم أعد أستطيع أن أكمل أكثر .. بدأت وجنتاي بالإحمرار .. والكلمات تأبى الخروج .. لقد فكرت في ليلة البارحة كثيرا .. واتخذت قرارا .. لكنني لا أستطيع أن أنفذه الآن ..
أشعر أني مخنوقة .. وصوتي مبحوح .. ولساني يعجز عن الكلام .. لقد خانتني جوارحي ..
قال ياماتو : أنت ماذا ؟؟. أكملي ما كنت ستقولينه ..

أخذت نفسا عميقا جدا .. وقلت بهدوء وأنا أنظر إلى الأسفل : أنا موافقة على ما طلبته ..
لم أستطع أن أرى ردة فعله .. على الرغم من أني رغبت بذلك بشدة .. لكن خجلي يمنعني من ذلك .. لا أستطيع أن أنظر إليه أبدا ..
بينما قال ياماتو : موافقة على ماذا ؟؟ عن ماذا تتحدثين ..
لم أهتم بسؤاله .. أنا أنتظر الآن ما سيقوله سوبارو ..
لكن صمته قد طال .. وأنا لا زلت أنظر إلى الأسفل .. ولم تأتني الشجاعة بعد لأرفعها إلى الأعلى .. ويبدو أن ياماتو حائر لذلك فضل الصمت ..


ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ

~ روز ~
لاحظت أن جوليا تتحدث مع من خلفنا .. أي مع سوبارو وياماتو ..
إلتفت قائلة : عن ماذا تتحدثون ؟؟ ثم ألم أمنعك يا جوليا من التحدث مع المحاق الثرثار ؟؟
لاحظت أن وجه جوليا متوهجا بإحمرار .. نظرت إلى سوبارو الذي ينظر إلى جوليا .. ولم أستطع تحديد ما يفكر فيه.. وأخيرا نظرت إلى ياماتو الذي يبدو حائرا ..
قلت بإبستغراب لياماتو : مالذي يحصل ؟؟
هز ياماتو أكتافه دلالة عدم معرفته .. لقد كنت واثقة أن هناك شيئا بين سوبارو وجوليا ..
أمسكت جوليا من كتفيها وقلت وأنا أهزها بعنف : هي أنت يا جوليا أنتها الحمقاء ، لماذا تبدين هكذا ؟؟ وجهك يبدو كتلك المرة التي اعترف فيها هانيدا لك ، هههههههههههه تبدين مضحكة ..
قال سوبارو : ومن هانيدا هذا ؟؟
نظرت إليه وقلت : طالب في الصف المجاور ، وهو أقبح طالب في المدرسة ، أمم لكن مقارنة بك ، فهو أفضل منك ..
صرخ ياماتو في وجهي : روز كم مرة قلت لك ألا تكوني فظة مع سوبارو ..
قلت بتغابي : وهل أخبرتني بذلك قبلا ؟؟ نحن لا نتحدث كثيرا في الأصل ، لذا هذه هي المرة الأولى ..
ـ لا يهم ، المرة الأولى المرة الأخيرة المهم أن تتوقفي عن ذلك ..
ـ ومن أنت حتى تأمرني ..
ـ أنا ياماتو بالطبع >> قالها بكل غرور وثقة ..
قلت بإشمئزاز : أرجوك اصمت فكثرة الجدال معك يجلب الغثيان ..
قاطع حوارنا الحاد صوت سوبارو وهو يقول : متى اعترف هانيدا لجوليا ؟؟
نظرت إليه بإستغراب .. منذ متى وهو مهتم !! ومالمغزى من سؤاله ؟؟
قلت لجوليا وأنا أتجاهل هذين الأحمقين : جوليا ألا تظنين أن معلم الكيمياء قد تأخر ؟؟ يبدو أنه غائب ..
قالت جوليا بإبتسامة : في الواقع إن المعلم توكي قد أصيب بحادث .........
قاطعتها بسعادة : حقا !! واو هذا رائع لن ندرس الكيمياء مجددا ..
سمعت ياماتو يقول : لا تفرحي كثيرا ، فقد عينوا معلمة بديلة للمعلم توكي ..
نظرت إليه ببرود وأنا أقول : ومن تحدث معك ؟؟ متطفل ..
سوبارو: روز أنا سألتك سؤالا ، لماذا تجاهلتني ..
أشرت على رأسي وقلت بغرور : أنا حرة ، ثم أنني أكره الشبان أمثالكم ، وأنتم حثالة لا تستحقون أن أضيع وقتي في الأجابة على أسئلتكم المملة ..
سمعت سوبارو يتمتم : فتاة مغرورة ..
ضحكت في داخلي .. أحب أن يغضب الشبان كثيرا .. أدت ظهري نحوهم .. وكذلك جوليا فعلت المثل ..
ماهي إلا ثواني حتى دخلت معلمة جميلة رائعة فاتنة .. أعجز عن وصف جمالها .. سمعت همسات الشبان .. هه يبدو أنهم قد أغرموا بها .. كيف لا وهي ترتدي ملابس فاضحة .. تبا أكره هذا النوع من النساء ..
لكنها تبدو مألوفة كثيرا .. أشعر كما لو أنني رأيتها قبلا .. لا .. أنا لم أقابلها .. لكني أشعر أني قابلت شخصا يشبهها .. شعرت أن رأسي سينفجر من كثرة التفكير .. لذلك قررت عدم التفكير أكثر ..
بدأت المعلمة بشرح الدرس .. وأنا لم أستسيغها .. فهي تتمايل بدلال أمامنا .. وتعبث بخصلات شعرها أثناء الشرح .. تبا إنها متصنعة .. وأنا اكره الناس أمثالها ..
وضعت رأسي على الطاولة .. فأنا لا أتحمل رؤيتها أكثر .. سأنفجر إذا نظرت إليها أكثر من ذلك ..
بعد دقائق بدأت جوليا بهزي وهي تهمس : روز إرفعي رأسك ، لقد لاحظتك المعلمة ..
لم أهتم لها .. بعد ثواني سمعت خطوات كعبها العالي يقترب مني .. جيد سأنفجر في وجهها إذا ما بدأت بخصامي ..
أحسست بيد ناعمة توضع على كتفي .. وهمس قريب من أذني : أيتها الطالبة الغريبة ، نحن في وسط الحصة فالتستيقظي ..
سرت قشعريرة في أنحاء جسدي عندما قامت بالهمس في أذني .. فما كان مني إلا أن نهضت بقوة وأنا أدفعها بعيدا عنيدا عني .. بدأت أرتعش في مكاني .. أكره أن يقترب مني أحد إلا هذا الحد .. بدأت يداي بالإرتجاف .. وأسناني تتصاكك في بعضها ..
بدأت ذكريات الماضي تعود .. تذكرت تلك الهمسات التي كانت كحفيف الأفعى .. إختفى الجميع من أمامي .. ولم أعد أرى سوى تلك الحادثة .. وضعت يدي فوق رأسي محاولة أن أنسى .. لكن أصوات صرخاتي وآهات .. وأصوات ضحكات الخبيثة تأبى الرحيل ..
صرخت بغضب : إبتعدوا ، إبتعدوا عني حالا ، توقفوا ، أرجوكم توقفوا ..
لم أستطع الإحتمال أكثر .. بدأت أصرخ بشكل هستيري .. حتى أظلمت الدنيا في عيناي .. ولم أعد أرى شيئا ..


ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-14, 06:55 PM   #14

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

~ ياماتو ~
تعالت الأصوات بعد أن دفعت روز المعلمة بقوة .. إصطدمت المعلمة بالطاولة المجاورة وسقطت على الأرض .. تجمع الجميع حولها .. لكني أنا وسوبارو وجوليا لازلنا في أماكننا .. لاحظت حركات روز الغريبة .. لاحظت رجفة جسدها .. ورعشة يديها وشفتيها .. مالذي أصابها يا ترى ..
بدأت أناديها .. لكنها لاترد علي .. كل ماتفعله هو الإرتعاش .. أمسكتها وبدأت أهزها .. لكن يبدو أنها لم تلاحظني .. بدأت بالصراخ بشكل هستيري .. وهذا أفزعني حقا .. سمعت أصوات الطلبة وهو يشتمون روز بسبب ما فعلته بالمعلمة .. لكني لم أهتم .. كانت جوليا قلقة عليها كذلك .. وما هي إلا لحظات حتى سقطت بين يدي وأغشي عليها ..

ارتعبت من رؤيتها بهذا الشكل .. بدأت أصفعها على خدها علّها تستيقظ .. لكن لا أمل ..
سمعت جوليا تقول لي : ياماتو فلنأخذها إلى غرفة الممرضة ..
رفعتها بين يدي .. وخرجت أنا وجوليا متوجهين إلى غرفة الممرضة .. فتحت جوليا الباب .. دخلت باحثا عن الممرضة .. لكنها لم تكن موجودة ..
وضعتها على أحد الأسرة الموجودة .. وقلت لجوليا: جوليا فالتبقي مع روز قليلا ، وأنا سأذهب للبعث عن الممرضة .
خرجت من غرفة الممرضة وركضت في الممر باحثا عنها ..
كل ما يهمني الآن هو أن أجدها .. يجب أن أنقذ روز مهما كلف الأمر .. دخلت إلى غرفة المعلمين من دون طرقها .. ما إن رأيت الممرضة حتى تنهدت بإرتياح وأنا أتوجه إليها قائلا : أيتها الممرضة تعالي معي ، هناك طالبة فاقدة للوعي ..
توجهنا أنا والممرضة إلى الغرفة ..
نزعت الممرضة النظارة من على عينيها .. والكمامة من على وجهها وبعدها ظهر على وجهها علامات الصدمة ..
قالت الممرضة وهي توجه سؤالها إلينا : مالذي حدث لهذه الطالبة ؟؟ هل تشاجرت أم ماذا ؟؟
قالت جوليا : لا نعلم فهي لم تخبرنا بالأمر ..
رفعت الممرضة أكمام قميص روز .. فقد كان الزي الرسمي بأكمام طويلة .. ما إن رأيتها يدها حتى شهقنا جميعا في آن واحد .. هناك رضوض كثيرة على يدها .. بالإضافة إلى الجروح والدماء المتجمدة ..
قالت الممرضة بغضب : أخرجا قليلا ..
كنت سأرفض .. لكنها منعتنا من النقاش وأخرجتنا رغما عنا ..
خرجت أنا وجوليا .. وانتظرنا خلف باب عيادة المدرسة ..
نظرت إلى جوليا وقلت : جوليا هل حقا لا تعلمين ما سبب تلك الكدمات التي على جسدها ؟؟
قالت جوليا بهدوء : وهل تظن أنني إذا علمت سأبقى صامتة ؟؟
بعد دقائق خرجت الممرضة والغضب يبدو على محياها .. ركضنا أنا وجوليا نحوها .. نريد أن نطمئن عليها ..
قالت الممرضة بغضب : هناك جروح ورضوض في أنحاء جسدها ، وليس فقط في وجهها ويدها ، وإنما في كل مكان ،يبدو أنها تعرضت للضرب في الأمس ، وهناك علامات حرق موجودة في ظهرها ..
قلت أنا وجوليا في آن واحد : حرق !! هل أنت جادة ؟؟
ـ وهل تظنني أمزح معكم ؟؟ يبدو أن هذه الطالبة تعاني من بعض المشاكل ، أخبراني بإسمها كاملا وصفها ، حتى أخبر المدير بهذا الموضوع ..
أخبرتها جوليا بإسمها وصفها .. بعدها سألناها عن حالها .. فأخبرتنا أنها بخير .. وهي الآن نائمة على السرير .. ورفضت منا أن ندخل إليها حتى لا نزعجها ..
عدنا إلى الصف .. لنجد أن المعلمة راي تنظر إلينا بهدوء ..
قلت لها : أنا أعتذر عن ما فعلت روز ، إذا أردت معاقبتها فعاقبيني عوضا عنها ، أنا سأتحمل المسؤولية ..
نظرت المعلمة وقالت : هل أنت ياماتو كودو ؟؟
قلت متسائلا : نعم ولماذا ؟؟
إبتسمت إبتسامة غريبة وهي تقول : لا بأس فالتعودا إلى مكانيكما ، سنتابع الحصة ..
استغربت كثيرا من إبتسامتها .. لكني لم أبالي .. عدنا أنا وجوليا إلى مكاننا .. وأكملت المعلمة الشرح ..
بعد إنتهاء الحصة .. إجتمع مجموعة من الطلاب الصف حول جوليا ..
قال أحد الطلاب : تبا لك أنت وصديقتك تلك ، بعدما فعلته تتظاهر بالإغماء حتى تهرب من العقاب ،..
ردت جوليا بضعف كعادتها : أنا آسفة حقا آسفة ، أعتذر لكم عوضا عن روز ..
صرخ أحد الفتيان بقسوة : وبماذا سيفيدنا الأسف ؟؟ ماذا لو حصل شيء ما للمعلمة راي ؟؟ لن أسامحك أنت وروز إذا كررتما فعلتكما ..
قالت فتاة : أنت وروز تشعران بالغيرة لأنها أجمل منكم بكثير ، لذلك فعلتم ذلك ..
قال فتى : حتى أنكم خدعتم ياماتو بمسرحيتكم السخيفة تلك ، لن تنجيا من فعلتكما هذه ..

لقد طفح الكيل .. ضربت الطاولة بقبضتي .. ووقفت قائلا بغضب : لماذا تصرخون على جوليا ؟؟ هي ليس لها شأن في الأمر ، ثم ما شأنكم بالموضوع ؟؟ الآنسة راي لم تقل شيئا لماذا تتدخلون أنتم إذا ؟؟
بدأ الطلاب بتشتيت أنظارهم ..بالطبع هم يخشون من مواجهتي .. لأني وبكل بساطة وريث شركة كبيرة ومعروفة .. على الرغم من أني أكره ذلك بشدة ..
قلت لهم بذات النبرة الغاضبة : إسمعوني جيدا ، إذا كان لديكم أي تعليق فأنا سأسمعه ، فكما قلت سأتحمل مسؤولية ما يحصل ..
كانوا وما ظلوا صامتين .. ولا أحد منهم يجرؤ على التحدث .. قلت لجوليا : جوليا إذا ما قام أحد بإزعاجك فأخبريني ..
ثم أردفت مخاطبا الطلاب : إبتعدوا عن جوليا حالا ، فمعلم الأحياء قادم ..

في موعد إستراحة الغداء .. أعطتني جوليا علبة غدائي كالعادة .. لكن شهيتي مغلقة .. لذلك لم أستطع أن أتناول سوى لقمة واحدة ..
نظرت إلى جوليا التي لم تكن أفضل حالا مني .. فعلى الرغم من أنها ممسكة بعيدان الطعام . إلا أنها تبدو شاردة الذهن تماما .. نظرت إلى سوبارو الذي كان يجلس بجانبي .. لازال يقرأ الكتاب كما العادة ..
قلت : سوبارو بعد خروجي أنا وجوليا من الصف هل قالت المعلمة شيئا ؟؟
نظر سوبارو إلي قائلا : عندما سقطت المعلمة وقاموا بالتحلق حولها ، كانت تنظر إليك عندما كنت تمسك بروز .. وعندما خرجت حاملا روز ظهرت ملامح الغضب على وجهها ، لكن سرعان ما تلاشت تلك الملامح عندما بدأ التلاميذ بالتحدث معها ، اصطنعت الطيبة أمامهم ، أشعر أنها تخفي شيئا ..
وأنا أشعر بذلك أيضا .. قلت بإبتسامة : شكرا لك ، لكن ماذا كان دورك عندما حدث كل ذلك ؟؟
هز أكتافه بلا مبالاة : لم أفعل شيئا ولم أتحرك إنشا من مكاني ..

إبتسمت له .. إنه شخص بارد حقا .. فجأة تذكرت ما قالته الممرضة لنا .. لماذا كانت روز مضروبة ؟؟ من قام بذلك يا ترى ؟؟ ولماذا لا تريد أن تخبرنا ؟؟
يجب أن أجد الجواب ..
وقفت قائلا لجوليا : جوليا ما رأيك أن تأتي معي لزيارة روز ..
قالت جوليا بفرح : حقا ! هل نستطيع ذلك ..
ـ لن نخبر الممرضة بذلك ، فهي ستمنعنا ، لكننا سندخل خلسة ..
ـ لكن ماذا نفعل إذا كانت الممرضة في العيادة ؟؟
صمت لأفكر .. قاطع تفكيري صوت سوبارو وهو يقول : أنا سأساعدكما ..
قلت متفاجئا : ماذا !! هل أنت جاد ؟؟
ـ نعم ، ثم أنني أنهيت الكتاب للتو ، ولم أجلب معي كتابا ، لذلك سأشارككم ، أنا سأقوم بإلهائها بطريقتي ، وأنتما حاولا أن تدخلا بسرعة ، لكن الأمر لن يطول كثيرا ، سأفعل ذلك في خمس دقائق فقط ..
قالت جوليا بإحباط : خمس دقائق !! قليل جدا ..
قلت لها : لا يهم المهم أن نطمئن عليها ، قليل خير من لا شيء ..
وقف ثلاثتنا معا .. وخرجنا من الصف .. وأثناء طريقنا وقفت فتاة أمامي في الردهة .. ويبدو أنها ترغب في قول شيء ما لي ..
قالت الفتاة بتوتر : امم ياماتو هل أنت مشغول الآن ، أريد أن أتحدث معك ..
قلت بسرعة وأنا أتخطاها : آسف لنؤجل الأمر فيما بعد ، أنا الآن مشغول ..
أكملنا طريقنا حتى وصلنا إلى غرفة العيادة .. قال سوباارو: إختبئا الآن ، وعندما آخذها بعيدا تسللا من خلفها بسرعة ..
ـ حسنا >> قلناها أنا وجوليا في آن واحد ..

طرق سوبارو الباب .. وفتحت الممرضة له .. ما إن رأته حتى تفاجأت لثواني .. بعدها قالت بإبتسامة : مـ.ــ. مرحبا هل تشعر بشيء ما ؟؟
قال سوبارو : تعالي معي قليلا أرجوك ..
ـ آسفة لكني منشغلة قليلا الآن ..
ـ لن يستغرق الأمر أكثر من خمس دقائق ، أرجوك ..
ـ آه حسنا ..
خرجت الممرضة من العيادة برفقة سوبارو .. وأنا وجوليا أسرعنا نحوه .. بعد أن دخلنا زفرنا براحة .. رأيت الأسرة خالية .. ويوجد سرير واحد فقط كان مغطى بستارة بيضاء .. علمت مباشرة أنه السرير الذي تنام فيه روز ..
أسرعت أنا وجوليا ما إن فتحنا الستارة حتى وجدناها نائمة بالفعل ..
قالت جوليا بنبرة حزينة ويدها تلمس الجروح الموجود في وجه روز : كم هذا قاسي حقا ، من فعل هذا بها ؟؟ لن أسامحه أبدا ، سوف أعرفه آجلا أو آجلا ..
قلت بإحباط : إذا كنت أنت صديقتها المقربة لا تعلمين بالأمر ، فمن سيعلم ؟؟
..
قالت جوليا : أنظر إليها ، يبدو أنها مستمتعة بالنوم ..
علمت أنها تتهرب من الموضوع .. لقد فعلت الأمر ذاته من قبل ..
قلت بهدوء : جوليا أجيبيني بصراحة ، أي نوع من العلاقة تربطكما ببعض ؟؟
ـ ماذا تعني ؟؟
ـ أقصد أنك أنت وروز غريبتان حقا ، الجميع يرى بأنكما صديقتان مقربتان ، لكن في الواقع أشعر أن كلاكما لا تفهم الآخر أليس كذلك ؟؟
رفعت جوليا معصمها لتنظر إلى الساعة الموجودة وقالت : لقد مر خمس دقائق بالفعل ، لنخرج قبل أن تدخل الممرضة إلى هنا ..
ها هي ذا تتهرب من جديد .. إنها تغضبني حقا .. أمسكت معصمها وضغطت عليه قائلا : جوليا عندما أتحدث عن موضوع لا تحاولي الهرب منه ..
كنت أنظر إلى ملامحها الباردة .. ألا تشعر بالألم ؟؟ زدت من ضغطي لمعصمها .. لكن ملامحها جامدة تماما .. هذه ليست جوليا التي أعرفها .. دفعتها بخفة وأنا أقول : جوليا مالذي أصابك ؟؟ ماهذه النظرات الباردة التي على وجهك ؟؟
أغمضت عينيها لثواني .. بعدها فتحتها وقالت مبتسمة : هيا لنخرج الآن ..

تخطتني جوليا وتوجهت إلى الباب .. وأنا لازلت متصنما في مكاني .. لحظة !! هل ما يدور في داخلي صحيح ؟؟
هل جوليا مصابة بإنفصال في الشخصية !!؟؟


^ـ^ نهاية الفصل ^ـ^






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-14, 07:06 PM   #15

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


..( 11)..
بعد أن عدت إلى الصف .. لم أتحدث إلى جوليا بعدها إطلاقا .. مجرد التكفير في أنها مصابة بإنفصام في الشخصية يرعبني .. لكن ما أراه يؤكد لي ذلك ..
فهي تارة تكون مبتسمة طوال الوقت .. وتارة أخرى هادئة .. وأحيانا إنسانة مرعبة .. تخشى حتى نظراتها .. وحينا آخر تكون فتاة جبانة ..
كل هذا يؤكد أنها تمتلك أكثر من شخصية .. لذلك هي مريضة تماما ..
قلت لسوبارو الجالس بجواري : سوبارو ماذا تعرف عن مرض إنفصام الشخصية ؟؟
نظر إلي بطرف عينه .. قلت له بسرعة : حسننا حسننا لن أجبرك على التحدث معي ، عد إلى قراءة كتابك ..
عاد سوبارو ينظر إلى كتابه من جديد .. أما أنا بقيت أتمتم بكلامات غاضبة .. إنه يغضبني حقا ..
لحظة .. تذكرت شيئا .. إلتفت إلي سوبارو وقلت : هي أنت ألم تقل قبل قليل أنك أنهيت الكتاب ؟؟ ولم يعد لديك ما تقرأه ؟؟
نظر إلي سوبارو من جديد .. والشرر يتطاير من عينيه .. يبدو أنه غاضب فعلا ..
قال بنبرة باردة : ماذا ستفعل إذا قلت أني كنت أكذب ؟؟
قلت بإندفاع : ولماذا فعلت ذلك ؟؟ هل هناك هدف لما فعلته ؟؟
لم يرد علي وعاد يقرأ كتابه .. أوه تبا أنا أكره الأشخاص أمثاله .. نظرت إلى جوليا .. يبدو أنها قامت بالمثل .. إذ أنها كانت تمسك في يدها كتابا .. وهي منشغلة به ..
نظرت إلى ساعتي .. لم يبقى الكثير على إنتهاء إستراحة الغداء .. إذا لاوقت لدي للخروج الآن ..

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــ

~ روز ~
فتحت عيناي وسرعان ما أغلقتها بعد أن دخل الضوء القوي في عيناي .. فتحت عيناي مرة أخرى .. لأدرك أنني لست في غرفتي .. نهضت بصعوبة محاولة تذكر أين أنا .. أو مالذي حصل لي ..
سمعت صوتا آتي من من الجهة اليمنى لي : وأخيرا استيقظتي ، كيف أنت الآن ؟؟
إلتفت إليها لأجدها ممرضة المدرسة .. إذا أنا الآن في العيادة .. لكن مالذي أتى بي إلى هنا ..
قلت لها : آنسة يومي مالذي أتى بي إلى هنا ؟؟
ـ ألا تتذكرين ما حصل ؟؟
صمت محاولة إسترجاع ماحدث .. فجأة تذكرت تلك المعلمة .. وتذكرت ملامحها .. وتذكرت أين رأيت الملامح ذاتها .. وضعت رأسي بين كفي .. وأنا أقول بخوف : مالذي أتى بها إلى هنا ؟؟ هل تسعى خلفي ؟؟ يا إلهي ماذا أفعل ماذا أفعل ..
بدأت أرتجف خوفا في مكاني .. يبدو أنه هو من أرسلها للإنتقام .. أنا لم أكن مخطأة .. كل ما فعلته هو الدفاع عن نفسي .. هو من بدأ بإيذائي أولا .. نعم .. هو الملام لا أنا ..
انتشلني من ذكرياتي صوت الممرضة : روز هل أنت بخير ؟؟
ـ نعم أنا بخير ..
وقفت لأخرج من المكان .. لأتذكر أن وجهي مليء بالجروح .. وضعت يدي على وجهي .. أحاول أن أتفحص الكمامة والنظارة .. لكن وجهي خالٍ تماما .. إلتفت إلى الممرضة ببطء .. لأراها ترمقني بنظرات جادة ..
قال بجدية : روز ما سبب تلك الجروح والرضوض التي على وجهك ؟؟ بالإضافة على علامة الحرق الموجود خلف ظهرك ..
سرت قشعريرة في جسدي .. قلت بخوف : هل .. هل تفحصتي جسدي كاملا !!
ـ نعم ففي النهاية أنا ممرضة ، والآن أجيبيني يا روز ، من فعل هذا بك ؟؟ هل هناك من يتنمر عليك ؟؟
جمعت شتات نفسي وقلت بحدة : لا شأن لك بالأمر ..
أدرت ظهري لها وسرت متوجه نحو الباب .. لكنها أوقفتني بقولها : لقد أخبرت المدير بالأمر ، وهو سيساعدك ، إذهبي إليه إن كنت بحاجة إليه ..
إلتفت إليها غاضبة وصرخت في وجهها : لماذا تتدخلين في أمور لا تعنيك ؟؟ إنها مشكلتي وليس من شأنك التدخل في أموري الخاصة ..
وقفت الممرضة وقالت بحدة : أنت تلميذة في مدرستنا ، وهذه من واجباتنا ..
أجبتها بشراسة : لا أريد مساعدتكم ، أنتم مجرد أشخاص كاذبين ..
فتحت باب العيادة وخرجت بعد أن أغلقت الباب بقوة .. سرت متوجهة إلى الصف .. لكني تذكرت أني تركت الكمامة والنظارات هناك .. عدت أدراجي إلى العيادة .. فتحت الباب من جديد لآرى الممرضة متفاجئة من وجودي من جديد ..
قلت لها بسخرية : لم آتي هنا للإعتذار أو شيء من هذا القبيل ، أين نظارتي وكمامتي ؟؟
أمالت فمها قليلا .. ليصدر منها ضحكة ساخرة .. بعدها قالت : إنها على مكتبي ، خذيها إن شئت ، لكن صديقيك يعلمان بهذا الموضوع ..
قطبت حاجباي قائلة : صديقاي ؟؟
ـ نعم فقد أتى بك شاب وسيم برفقة فتاة ، وبعدها أخبرتهما بشأن الجروح المنتشرة على أنحاء جسدك ، بالإضافة إلى الحرق ..
غضبت كثيرا .. فهما آخر من أريد أن يعرفا .. صحيح أنها رأيا وجهي .. لكني لم أخبرهما ، عن جسدي والحروق ..
صرخت عليها بغضب : كم أنت ثرثارة حقا ، ألم تستطيعي أن تكتمي الأمر عنهما ؟؟
توجهت نحو المكتب الموجود في غرفة العيادة .. ليلفت نظري قلادة ذهبية اللون على شكل قلب .. بكل فضول أمسكته وفتحت القلادة .. فقد كان القلب قابلا للفتح ..
لأرى صورة الآنسة يومي وبجانبها شاب يبدو في الثلاثين من العمر ..
سُحبت القلادة من بين يدي .. قالت يومي بغضب : أيتها المتطفلة ، لقد قلت لك أن تأخذي أغراضك ، لا أن تفتشي أغراض الآخرين ..
إبتسمت في وجهها بخبث .. قلت بنبرة مقصودة : من هذا الرجل ؟؟ هل هو صديقك ؟؟
رفعت الآنسة يومي القلادة .. وأخذت تتأمل في الصورة .. بعدها تمتمت : لقد كان زوجي ..
إتسعت إبتسامتي الخبيثة أكثر .. قلت حتى أحرجها أكثر : بما أنك قلت ( كان ) فهذا يعني أنه لم يعد كذلك الآن ، يبدو أنه قد طلقك ..
بعدها إنفجرت ضاحكة عليها بسخرية .. وبعدها أردفت : بالطبع هو لن يتحمل إمرأة ثرثارة مثلك ، تفشي الأسرار دائما ..
صرخت غاضبة : أخرجي من هنا حالا أيتها الفتاة الفظة ، سحقا لك ..
إبتسمت بإنتصار لأني استطعت أن أغضبها .. ماكان لها أن تخبر ياماتو وجوليا عن جروحي .. تستحق ذلك وأكثر ..
أمسكت بنظارتي وكمامتي وارتديتهما .. بعدها خرجت من العيادة .. متوجه إلى الصف ..

ـ روز إيشيدا توقفي مكانك حالا ..
فاجأني هذا الصوت الغليظ الآتي من الخلف .. إلتفت ببطء لأرى رجلا يرتدي ملابس رسمية.. ويضع نظارات كبيرة على وجهه أخفى نصف ملامحه .. وبجانبه الأيسر من الزي الزسمي قماش غليظ طرز فيها ( المدير كازوما جاك ) ..
قلت وأنا أتراجع للخلف : كيف علمت بإسمي ؟؟
ـ أنا المدير وأعرف كل طالب هنا ، تعالي معي قليلا ..
قلت بعنف : لن أذهب معك ..
ـ أنت الآن في وسط الحصة ، لن يسمحوا لك بالدخول ، لذلك تعالي معي حتى تنتهي الحصة ..
فكرت قليلا .. إنه محق .. سأذهب معه إلى غرفته خير من أن ألقى تهزيئة محترمة من المعلمين ..
تبعت المدير إلى مكتبه .. بعد أن دخلت ألقيت نفسي على أحد الأريكة بملل .. أما هو فقد جلس على كرسيه البني الموجود خلف المكتب ..
أحسست أنه ينظر إلي .. رفعت ببصري إليه لأتأمله كما يفعل ..
ليفاجئني بقوله : أعلم أنني وسيم لكن لاداعي لأن تنظري إلي هكذا ..
أملت فمي بسخرية.. من يظن نفسه .. قلت ببرود : أنت تذكرني بشخص مغرور مثلك ..
رد مبتسما : ومن هذا الشخص ؟؟
ـ إنه ياماتو الكريه .
ـ تقصدين ياماتو كودو الذي في صفك !!
قلت متسائلة : كيف تعرفه أيضا ؟؟
إبتسم بجاذبية وقال : أنا المدير هنا ، ويجب أن أعرف الجميع من دون أي إستثناء ..
قلت وأنا أفكر : لكنك توليت هذا المنصب قبل فترة ليست بطويلة ..
ـ لذلك أنا أعمل جاهدا لأكون مثل المدير السابق ..
إعتدلت في جلستي بعد أن كنت مستلقية وقلت بجدية : كيف توليت هذا المنصب أيها المدير ؟؟

إبتسم المدير إبتسامة عريضة ظهرت أسنانه المرصوصة بترتيب ..
المدير : بعد وفاة المدير والذي هو والدي توليت أنا المنصب من بعده ..
قلت بملل : اهاا هكذا إذا ، لكن مظهرك يبدو كالحمقى كيف سمحوا لك بأخذ منصب مهم كهذا ؟؟

علت قهقهته أرجاء الغرفة الباردة
بعد أن توقف من نوبة ضحكه قال : وهل أبدو هكذا حقا ؟؟
قلت: نعم تبدو كذلك تماما ، أنظر إلى نفسك في المرآة وستعرف أنني على وصواب ، فأنت تبدو كشخص مشرد وغبي ..
تغيرت نظراته إلى نظرات حادة .. وأصبح صوته أكثر صرامة وهو يقول: أرجو ألا تنسي أنني المدير هنا ، وغير مسموح لك بإهانتي هكذا ..

تبا ياله من مدير متقبل للمزاج .. للحظة كان يتحدث بطريقة طبيعية وعادية .. لكن الآن اصبح صارما .. أوف أكره الأشخاص أمثاله ..
قال بصرامة : روز تعالي إلى هنا ..
أشار لي إلى الكرسي الموجود مقابله بجانب المكتب .. لكني قلت ببرود : يعجبني هذا المكان ولن أغيره ..
سمعته يزفر بصوت عالي .. بعدها وقف وجلس على الكنبة المقابلة لي ..
بعدها قال والجدية تعلو وجهه : روز هل تعانين من مشاكل في المدرسة ؟؟ هل يقوم أحد بالتنمر عليك ؟؟

هذا ماكنت لا أريده .. أشحت ببصري بعيدا عنه قائلة : لا شأن لك ..
ـ أنا سأساعدك يا روز ، ثقي بي ..
قلت بوحشية : قلت لا شأن لك ..
وقف وقال بإندفاع : أنت طالبة لدينا ، وهذا أمر يخصنا ، لاتحاولي أن تتحملي كل شيء لوحدك ، علمت أن لا أحد يعرف بما حصل لك ، حتى أصدقائك ..
قلت بحدة : حتى لو أخبرتكم أنتم لن تستطيعوا عمل شيء لي ، لن تستطيعوا مساعدتي أبدا ..
نظر إلي المدير نظرة ثاقبة .. خفت من نظراته وتراجعت للخلف ..مابه ينظر إلي هكذا ؟؟
أحسست بالخوف وأنا أشعر بأنه ينظر إلي ، نظراته الحادة تلك تشعرني بالقلق ..
صرخت بغضب : لاتنظر إلي هكذا ..
أبعد ناظريه عني وقال بهدوء : روز حتى لو لم تخبريني عن الفعال ، أو عن سبب تلك الجروح ، فأنا سأعرفه حتما ..
نبرته هذه تحمل الكثير من الثقة .. جعلتني أشعر أنه حقا يمكنه فعل ذلك .. وقفت بسرعة قبل أن يقول شيئا آخر .. ومن حسن الحظ أن الجرس قد رن معلنا عن إنتهاء الحصة ..
قلت وأنا أتوجه للباب : الحصة القادمة ستبدأ قريبا ، لذلك يجب أن أعود إلى الصف ..
خرجت من مكتب المدير وبعدها أغلقت الباب بهدوء على غير العادة .. لا أعلم لماذا لكني خفت من المدير .. أشعر أنه سيعرف السبب .. ثقته تلك جعلتني أشك في نفسي ..

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ

~ جوليا ~
حصة أخرى انتهت وروز لم تعد بعد .. إلى متى ستبقى تلك الفتاة في العيادة ؟؟
أغلقت الكتاب المدرسي بعد خروج المعلم .. لتخبرنا رئيسة الصف أن المعلمة القادمة لن تأتي فهي غائبة هذا اليوم .. سعدنا جميعا بهذا الخبر..
فحصص الفراغ نادرة .. لذلك نسعد كثيرا حين يغيب أحد المعلمين ..
أخرجت الكتاب الذي أقرأه .. وهو عبارة عن رواية بوليسية .. أعشق هذا النوع من القصص .. صحيح أنني لا أبدو من النوع الذي يحب العنف والقتال .. إلا أنني أعشق الغموض والجرائم .. في الواقع أنا ماهرة في الفنون القتالية .. لكني لا أحب أن أظهر هذا الجانب مني أمام أي شخص ..

فتحت الصفحة الذي توقفت منه .. لأبدأ بإكمال القراءة .. مايعجبني في الروايات البوليسية هي الغموض التي يلفها .. وبمجرد قراءتها تعمل دماغك محاولا التوصل إلى حل للغموض .. وهذا يغذي الدماغ كثيرا ..

سمعت صوت الباب الخلفي المخصص للطلبة يُفتح بعنف .. عرفت الداخل بسرعة .. حتى من دون أن أرفع رأسي ..
وقفت بسرعة مستعدة لإستقبال ( روز ) التي دخلت للتو ..
إلتفت إلى الوراء لأجدها تمشي بهدوء .. وأنظار الجميع متوجهة نحوها ..
ما إن اقتربت من مكانها حتى أسرعت في إحتضانها قائلة : لقد أشتقت لك كثيرا أيتها الحمقاء ، لقد أقلقتني حقا ..
ضحكت روز قائلة : غريب حقا ، جوليا تقوم بإحتضاني ؟؟ هذا نادر جدا ..
إبتعدت عنها ضاحكة .. هي قالت ذلك لأني وبكل بساطة لا أحب الإحتضان .. لكن هذه المرة فعلت ذلك لأني كنت قلقة حقا ..
جلست في مكاني لتجلس هي الأخرى .. ومازلت أشعر بتلك النظرات الحادقة المصوبة نحونا ..
قال ياماتو: كيف حالك الآن أيتها السنفورة الغاضبة ؟؟
إلتفتت إليه غاضبة وقالت : لا تتحدث معي أيها المحاق الثرثار ..
ضحك ياماتو قائلا : إذا أنت بخير ..
تأففت روز بصوت عالي علامة الضجر .. بينما تحدثت قبل أن يحل شجار بينهما : مارأيك يا روز أن نذهب إلى مكان ما قبل أن نعود إلى المنزل ؟؟
قالت روز بحماس : نعم لنفعل ذلك ..
ثم أردفت متسائلة : لكن إلى أين ؟؟
بقيت حائرة أفكر .. لم أحدد مكانا نستطيع الذهاب إليه .. لقد إقترحت الأمر دون أن أفكر حتى ..
قلت ضاحكة بغباء : آسفة لكني لا أعلم إلى أين أيضا ..
ضربتني روز على رأسي بقبضتها متمتمة : أنت غبية حقا ..






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-14, 07:09 PM   #16

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

قاطعنا ياماتو قائلا : أنا لدي مكان رائع ، مارأيكما أن ترافقانا ؟؟
نظرت إليه روز وقالت : لا شكرا لا نريد منك شيئا ، أفضل الموت على الذهاب معك ..
قال ياماتو محاولا إغرائنا : ستندمين يا روز إذا لم تأتي معنا ، هناك محل يبيع رامن لن تنسيا طعمه أبدا ، إسئلا سوبارو فهو قد ذاقه من قبل ..
نظرت روز إلى سوبارو .. أما أنا فلم أستطع أن أنظر إليه ..
بينما قال سوبارو : ياماتو محق ، إنه شهي حقا ، أنصحكما بالذهاب ..
قالت روز بتفكير : حسننا على شرط واحد ..
ياماتو : وما هو ؟؟
ـ سنأكل على حسابك ..
إبتسم ياماتو قائلا ببساطة : حسنا شرطك سهل ، سأدفع لكما بقدر ما تشاءان ..
إبتسمت وأنا أنظر إلى روز .. إنها لا تستطيع مقاومة الطعام أبدا .. ولن ترفض شيئا إذا تعلق الأمر ببطنها .. إنها فتاة سهلة حقا ..
سمعت ياماتو يقول لي : ستأتين معنا يا جوليا أليس كذلك ؟؟
قلت مبتسمة وأنا أنظر إليه : بالطبع ، فأنا لن أدعكما تذهبان وحدكما ، فقد تبدآن بالشجار إذا لم أكن هناك ..
قال مبتسما بطريقة جذابة : هذا رائع إذا ، أربعتنا سنذهب معا ..
قلت متسائلة : أربعتنا ؟؟ من الرابع ؟؟
قال وهو يشير على سوبارو: إنه سوبارو ..
إلتفت إلى سوبارو بصدمة .. لماذا سيذهب معنا ؟؟ لا أريده أن يرافقنا ..
لكني خشيت أن أتحدث ويغضب ياماتو مني .. ويفهم أنني كالبقية لا أريده بسبب الضمادات التي يلف بها وجهه .. سأجد طريقة أتهرب فيها عن الذهاب ..
مرت آخر حصتان بسرعة البرق .. وبهذا انتهى الدوام المدرسي .. بدأت بجمع أغراضي لأسمع ياماتو يقول بحماس : هيا لننطلق إلى محل الرامن ..
بعد إنتهائي .. إلتفت إلى روز وقلت بإبتسامة زائفة : أنا سعيدة حقا لأني سأذهب معكم ، ثم أنني لا ......
صمت لثواني .. وبعدها تظاهرت بأني تذكرت شيئا وقلت : آوه صحيح لقد تذكرت للتو أن والدتي طلبت مني العودة بسرعة ، فهي لن تكون في المنزل ، لذلك يجب أن أعتني بأختي الصغرى ..
قالت روز بإستغراب : هل تقصدين جودي ؟؟ هي تستطيع أن تعتني بنفسها ، فهي في المرحلة الإعدادية ، أي أنها لم تعد صغيرة ..
قلت بإبتسامة : صحيح أنها في الإعدادية إلا أنها لا تستطيع البقاء في المنزل وحيدة ..
أحسست بنظرات ياماتو المصوبة نحوي .. أشعر أنه يشك في كلامي .. وكأنه يستطيع قراءة مايدور في داخلي ..
قال ياماتو : جوليا تعالي إلى هنا قليلا ، أريد أن أتحدث معك على انفراد ..
دب الخوف في قلبي .. سرت معه مبتعدين عن روز التي تنظر بإستغراب .. وسوبارو الذي ينظر ببرود ..
قال بهمس : أجيبيني بصراحة ، هل سبب رفضك هو سوبارو ؟؟
عضضت شفتي السفلي .. لقد إكتشف الأمر .. لكني لن أعترف بالحقيقة .
قلت بإبتسامة بريئة مصطنعة : ولماذا أمنع نفسي من الإستمتاع بسبب سوبارو ؟؟ لا أبدا ، السبب الحقيقي هي أختي كما قلت سابقا ..
إبتسم ياماتو وقال : إذا لماذا لا نأخذها معنا ؟؟
سحقا .. إنه مزعج حقا .. قلت ولازالت تلك الإبتسامة مرسومة على وجهي : لا لا فهي ستزعجنا حتما ، لذلك فالتذهبوا ثلاثتكم والتستمتعوا مع بعضكم ، وأنا سأذهب معكم لاحقا ..
هز رأسه نافيا وقال : نحن لسنا أنانيين حتى نستمتع وحدنا ، يجب أن تشاركينا في ذلك ، لذلك سنتحمل أختك مهما كانت ، ثم أنني لا أظن أنها بمستوى روز ..
كتمت ضحكتي على جملته الأخيرة .. يبدو أنه يرى أن روز في مستوى متدني جدا ..
ـ لا تقل هذا عن روز ، سأخبرها بما قلته عنها >> قلتها بخبث ..
ـ لا لا أنا أسحب كلامي ، هي أروع فتاة في المدرسة بأكملها >> قالها وهو يتصنع الخوف ..
ضحكت قائلة : على العموم ، فالتذهبوا لتستمتعوا ..
قال بإصرار : ستذهبين معنا يا جوليا رغما عنك ، وأختك سترافقنا إذا لم تكن ترغب في المكوث في المنزل لوحدها ..
آه من هذا الشخص العنيد .. الجدال معه لن يفيد .. لذلك قررت أن أستسلم .. ففي النهاية هو سيجبرني على ذلك ..
عدنا إلى حيث روز وسوبارو واقفين ..
قالت روز : مالذي كنتما تتهامسان به ؟؟ أخبراني بسرعة ..
أجاب ياماتو : لا شيء ليس بالأمر المهم ، كل ما هنالك أنني أقنعتها بالذهاب ..
قال سوبارو : وماذا عن أختها ؟؟
ـ ستذهب هي معنا أيضا ، سأطلب من السائق أن يمر على منزل جوليا ، ثم نأخذ أختها معنا ..
خرجنا جميعا من المدرسة .. لينتظرنا سيارة سوداء فاخرة .. السيارة عبارة عن مقعدين مقابلين لبعضهما .. بالإضافة إلى مقعد السائق .. فتحت رجل مسن الباب لنا .. وانحنى لنركب فيه ..
ركبنا أربعتنا للسيارة .. كان سوبارو جالسا مع ياماتو .. وفي الجهة المقابلة من ياماتو جلست أنا فيه .. أما روز فقد جلست مقابلة لسوبارو ..
أغلق المسن الباب .. وبعدها توجه لمقعد السائق وبدأ يقود السيارة ..

قال ياماتو يخاطبني : أين يقع منزلك يا جوليا ؟؟
وصفت له شارع منزلي .. وبعدها طلب من السائق أن يقودنا إلى هناك .. عندما وصلنا إلى المنزل .. نزلت من السيارة حتى أنادي أختي ..
قلت وأنا أترجاها : أرجوك يا جودي ، تعالي معي ..
قالت جودي بملل : ولماذا ؟؟
ـ لقد أخبرتهم أنك ستمكثين في المنزل لوحدك ، وأنك تخشين البقاء وحيدة ، لذلك قررنا أن نصطحبك معنا ، ولا أريد أن أظهر أمامهم بمظهر الكاذبة ..
قالت ببرود : لم يكن عليك الكذب ، لذلك يجب أن تتحملي العواقب بنفسك ..
يا إلهي .. كيف أستطيع إقناع هذه الفتاة العنيدة .. جودي تمتلك شخصية قوية .. وهي إنسانة صريحة جدا .. ولا تعرف شيئا يسمى بالمجاملات ..
نظرت إليها بنظرات مترجية .. علها تغير من رأيها .. لكنها كانت تبادلني بالنظرات الباردة ..
قلت في محاولة أخيرة لإقناعها : إسمعيني نحن سنذهب بسيارة فاخرة لم تري مثلها أبدا ، فصديقي شخص ثري ..
ردت ببرود : أنا لا يهمني المال ..
ـ أرجوك يا جودي ، سأفعل أي شيء تطلبينه لمدة شهر ..
إبتسمت بعدها جودي بخبث قائلة : هل حقا ستفعلين ذلك ؟؟
هززت رأسي موافقة : نعم أي شيء ..
وقفت جودي : حسنا سأذهب معك ، إنتظريني قليلا حتى أغير ملابس ..
تنهدت براحة .. الآن لن أظهر أمامهم بمظهر الكاذبة .. لذلك أنا مرتاحة قليلا ..

رن هاتفي وكانت روز هي المتصلة .. تخبرني فيها أن أسرع .. فقد تأخرت كثيرا .. أخبرتها بأن تنتظرني نصف ساعة .. حتى أتمكن من تغير ملابسي ..
صعدت إلى غرفتي .. لأغير ملابسي .. نزعت الزي الرسمي للمدرسة .. وبعدها اخترت ملابس بيضاء .. من حول الحنق شريط أزرق سماوي .. وفي الوسط شريط على شكل فيونكة لطيفة مكان ربطة العنق .. وارتديت معها بنطلون جنز أزرق اللون ..
حملت حقيبتي الزرقاء .. ونزلت منتظرة جودي .. وما هي إلا لحظات حتى نزلت جودي بملابس مخططة بالعرض .. باللون الأسود والأبيض .. يصل طوله حتى نصف فخذها .. وارتدت بنطالا أسود يصل طوله حتى أسفل ركبتها بقليل ..
قلت لها : هيا لنذهب ..

خرجت من المنزل .. وعند صعودي للسيارة قال ياماتو غاضبا : ما كل هذا التأخير ؟؟
قلت معتذرة : آسفة لكني استهلكت الكثير من الوقت حتى أقنع أختي بالذهاب معنا ..
قالت روز : ولماذا لا تريد الذهاب ؟؟ ألم تكن تخشى البقاء وحيدة ؟؟
أجابت جودي عوضا عني : لأن هذه الأخت قامت بإخت................
أغلقت فمها بيدي قبل أن تفضح أمري .. وقلت بإبتسامة متوترة : لا تهتموا بما تقوله ، فهي فتاة حمقاء ..
إقترت من جودي وهمست قائلة : إذا قلت أي شيء أحمق فستلغى الصفقة ..

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ

~ جودي ~
أبعدت يد أختي عن فمي بقهر .. أكره أن ينظر إلي الآخرون بمنظر الفتاة الضعيفة .. لكن بما أن جوليا ستطيعني لمدة شهر فلا بأس ..
جلت ببصري على أرجاء السيارة الفاخرة .. يبدو حقا أن صديق جوليا ثري للغاية .. فمن النادر أن نرى سيارة بمثل هذه الفخامة ..
نظرت إلى الشاب المقابل لجوليا .. إنه فتى وسيم حقا .. لكن يبدو مغرورا قليلا .. نظرت إلى الفتى الجالس بجواره .. لتصدر مني شهقة قوية ..
إلتفت الجميع محدقين في وجهي .. والكل يتسائل عن سبب هذه الشهقة ..
قلت مبتسمة بغباء : لا شيء ، كل ماهنالك أنني تفاجئت من هذا الشاب ..
أشرت بيدي على الشخص الملفوف بالضمادات .. بينما صدرت ضحكة من روز .. أما جوليا فقد ضربت يدي الذي أشرت به وقالت غاضبة : جودي يجب أن تحترمي الآخرين ..
سمعت الشاب الوسيم يقول بنبرة ساخرة : هي مثلك تماما يا جوليا ، لا تمثلي دور الفتاة الجيدة أمامها ..
قلت لهذا الشاب : هي أنت لم تعرفني بنفسك حتى الآن ، أخبرني من أنت ..
نظر إلي الشاب قائلا : أنا ياماتو وأنا زميل جوليا في الصف ..
قلت بعدم رضى : أنت وسيم لكن إسمك ليس بتلك الجمال ..
أتاني ضربة أخرى من جوليا .. لكن هذه المرة كانت على رأسي ..
بينما إنفجرت روز ضاحكة .. كانت قهقهتها عاليا جدا .. أما ياماتو فقد صدرت منه ضحكة خفيفة .. هذا غريب .. لماذا لم يغضب ؟؟ أو ينزعج من كلامي ؟؟
وبما أنني لست من اللواتي يخفين شيئا قلت له : ياماتو لماذا لم تغضب من كلامي ؟؟
قال بإبتسامة عريضة : أنت فتاة صريحة حقا ، وتذكرينني بشخص أعرفه ..
قال كلمته الأخيرة وهو ينقل ببصره إلى روز ..
بينما أردف قائلا بعد دقائق : لم تعرفينا عن نفسك بعد ، ما اسمك وفي أي صف أنت ؟؟
قلت وأنا أشير على الرجل الملفوف بالضمادات : دع هذا الرجل يعرف عن نفسه أولا ..
نظر الرجل إلي .. بعدها قال ببرود : لا أريد أن أعرف عن نفسي لفتاة فظة لا تحترم الذين من هم أكبر منها سنا ..
وضعت قدمي فوق الآخر وقلت بغرور : هه تتحدث كما لو أن هناك فارقا عمريا كبيرا بيننا ، بيننا سنتان فقط ، لذلك ليس من المهم أن أحترمك ..
قال الرجل : وما أدراك أن الفارق بيننا سنتان ؟؟ قد يكون أكثر من ذلك ..
ـ أختي لا تصاحب الأشخاص الذين يكبرونها أو يصغرونها ، هي لا تصاحب إلا من هو في مثل صفها ، لذلك فالفارق بيننا هو سنتان فقط ..
قال ياماتو مبتسما : هذا صحيح فهو في صف جوليا ، واسمه هو سوبارو ، والآن عرفينا عن نفسك ..
قلت وأنا أنفخ بصدري بثقة : معكم جودي روك ، وأنا الآن في الصف الثالث من المرحلة الإعدادية ..
نظرت إلى روز وقلت متسائلة : روز ماهذا الشكل الغريب ؟؟ ماسر الكمامة والنظارات ؟؟
أجابتني روز بحدة : لا شأن لك ..
تجاهلتها لأنني وبكل بساطة لا أندمج مع روز إطلاقا ..
إندمجت سريعا مع ياماتو الذي كان مرحا .. وليس كما توقعته .. لكن الشخص المدعو بسوبارو لم أرتح له إطلاقا .. فقد بقي هو صامتا طوال حديثنا .. وحتى أختي جوليا كانت صامتة دائما .. إلا إذا سألناها عن أمر ما فهي تجيب بإختصار وتعود في صمتها .. لكن روز كانت تشاركنا الحديث بإنفعال .. وبقينا نحن الثالثة نتجاذب أطراف الحديث ..
لتتوقف السيارة بعد ذلك .. ويقوم ذلك السائق بفتح الباب لنا .. لم أتوقع في حياتي أني سأعامل كالملكة ..
نزلت من السيارة برفقة الجميع .. لأتفاجأ بأنني في حي متواضع .. ليست بتلك الثراء ..
إلتفت إلى ياماتو قائلة بإستغراب : ألست من عائلة غنية ؟؟ هل تعيش في هذا المكان ؟؟
إبتسم ياماتو وقال : بلى أنا كذلك ، لكننا الآن سنزور مطعما يبيع الرامن ، ستحبينه حتما ..
قلت بإحباط : ظننت أننا سنزور مطعما راقيا بما أنك ثري ..
قالت جوليا بحدة : جودي توقفي عن ذلك الآن ..
مشينا جميعا حتى وصلنا أمام محل متواضع .. نظرت إلى اللافتة ليصدر مني ضحكة ساخرة ..
دخلنا جميعا إلى المكان .. ليجلس كل منا في مقعد .. كان المحل متوسط الحجم .. يوجد طاولة طويلة تفصل بين مكان وقوف البائع وبيننا ..
طلبنا خمس أطباق رامن .. وبقينا ننتظر تجهيزه ..
كانت روز تعبر عن مدى إستيائها من هذا المكان .. هي محقة تماما في إستيائها .. إذا كان هذا الياماتو ثري لماذا لم يدعنا على مطعم فاخر ؟؟
إلتفت إلى جانبي الأيمن حيث يجلس ياماتو وقلت بصوت خافت حتى لا تسمعني جوليا الجالسة في الجهة اليسرى مني : هي ياماتو أنت رجل بخيل ..
نظر إلي مبتسما وقال : ولماذ تقولين ذلك ؟؟
قلت بنفس الهمس : على الرغم من أنك ثري إلا أنك دعوتنا إلى مكان متواضع مثل هذا ..
قال ياماتو وهو يحدق في البائع الذي يقوم بتجهيز الرامن : إسمعيني يا جودي ، ليس كل الأماكن الفخمة والراقية جيدة ، وليست كل الأماكن المتواضعة سيئة ..
تأففت بصوت عالي .. لتقول جوليا لي : ماذا بك يا جودي ؟؟
قلت بإبتسامة زائفة : لا شيء ..
بعد دقائق انتهى البائع من صنع الأطباق .. ووضع أمام كل شخص طبق الرامن ..
أمسكت بعيدان الطعام .. وبدأت آكل من الرامن ..
قلت بعد أول لقمة : لذييذ ..
إبتسم البائع قائلا : نحن نبيع أفضل رامن في العالم ، وهذا شيء نفتخر به ..
قلت مبتسمة : وأنا أشهد على ذلك ..
قال ياماتو : هل رأيت ؟؟ قلت أنه سيعجبك ..
قالت روز : لم أظن أنها بتلك اللذة ، لست نادمة إطلاقا على مجيئي إلى هنا ..
جوليا : شكرا لك يا ياماتو على دعوتنا ..
قال ياماتو مبتسما : أنا من يجب علي شكركم لأنك أتيتم معي ..
بقينا نأكل الرامن ونحن نتحدث بسعادة عن مواضيع شتى .. لكن ذلك المدعو سوبارو لازال صامتا .. كما لو أنه ليس معنا ..
سمعنا صوت باب المحل يُفتح ليأتينا صوت يقول : أبي آسف على تأخري ، على الرغم من أنني وعدتك بالمساعدة ..
تصلب جسدي عندما سمعت الصوت .. أنا أعرف صاحبه حق المعرفة .. طأطأت رأسي للأسفل .. وأنا أدعو في داخلي أن لا يلاحظ وجودي .. فأنا لا أرغب في أن يراني هنا ..
سمعت صوت خطوات آتية نحوي .. ليأتيني صوته عن قرب وهو يقول : جودي ماذا تفعلين هنا ؟؟
تبا لقد كُشف أمري .. رفعت رأسي وقد كست ملامح البرود على وجهي ..
قلت بنبرة باردة : أنا في موعد الآن أرجو ألا تزعجني ..
سمعت شهقته العالية .. مختلط بشهقة أختي الحمقاء ..
قال زاك بصدمة : هل أنت جادة ؟؟
ثم نقل ببصره نحو ياماتو وقال بغضب : هل أنت صديقها ؟؟
قلت بحدة : لا شأن لك في هذا يا زاك ، ثم لا ترعب صديقي بنبرتك الغاضبة هذه ..
شعرت أن عينيه يتطاير منهما الشرر من شدة غضبه .. ويبدو أنه سيقتل ياماتو في آية لحظة ..
قال بنبرة غاضبة : لم أظن أبدا أنك تحبين الشبان الأكبر سنا ، لهذا كنت دائما ترفضينني ، مالذي يميزه عني ؟؟ هل لأنه وسيم فقط ؟؟
كنت سأرد عليه .. لكن أختي قاطعتني قائلة : إهدأ أيها الفتى ، ثم أن هذه جودي تكذب فقط ..
إلتفت إليها زاك وقال : ومن أنت؟؟
قالت جوليا : أنا جوليا أخت جودي الكبرى ، وذلك الشاب هو زميلي في الصف ، والشاب الذي بجواره هو زميلنا أيضا ويدعى سوبارو وهذه الفتاة هي صديقتي روز ، وجودي أتت معنا حتى نتناول طبق رامن نصحنا به ياماتو ..
تغيرت ملامح زاك مئة وثمانين درجة .. اختفت تلك النظرة الحادة .. وحل محلها نظرة هادئة .. واختفت تلك التقاسيم الحادة .. لتظهر إبتسامة جميلة وهو يقول لأختي : سررت بمعرفتكم جميعا ، أنا أدعى زاك وأنا في نفس سن جودي ، وأنا رئيس مجلس الطلبة في مدرستنا ..
قلت بغضب مخاطبة أختي : أيتها الحمقاء لماذا أخبرته الحقيقة ؟؟ كنت أريده أن يستسلم ويبتعد عني ، لكنك أفسدت الخطة ..
قال زاك وعيناه تشعان بالإصرار : أنا لن أستسلم أبدا يا جودي ، وسأظل ألاحقك حتى ترضي بي ..
قال ياماتو مبتسما : أفهم منك أنك تحب جودي ؟؟
إحمرت وجنتاه وهو يقول بخجل : أمم نعم لكنها لا تبادني المشاعر ذاتها ..
أشار ياماتو بيده قائلا : أنا سأدعمك يا زاك ، فأنا أحب الأشخاص الذي لا يستسلمون بسهولة ..
إبتسم زاك دون أن يقول شيئا .. أما أنا فقد نظرت إلى زاك نظرة ساخرة .. وعدت لأكمل طبقي ..
بينما أنا آكل .. أشعر بنظراته المصوبة نحوي .. وهذا لا يجعلني أشعر بالراحة بتاتا ..
رفعت راسي وأنا أضرب الطاولة بقبضتي .. قلت بغضب : إلى متى ستظل تحدق بي ؟؟ أنت مزعج حقا ..
إلتفت الجميع إلي .. بينما أردفت قائلة : فالتخرج من هنا حالا فأنت تغضبني ..
قالت جوليا : جودي فالتهدئي حالا وإلا غضبت منك ..
صمت بسرعة خوفا منها .. جوليا مرعبة حقا عندما تغضب .. لذلك من الأفضل أن أتجنب غضبها ..
لكن مع ذلك لازال هذا الأحمق يغضبني ..
وقفت قائلة : سأنتظركم خارجا ..
وقفت لأتوجه إلى الباب .. عندما أمسكت مقبض الباب .. أمسك شخص ما يدي الأخرى ..
سمعته يقول : أرجوك أبقي هنا ، وأكملي وجبتك ، أنا سأذهب خارجا ..
أبعد يدي عن مقبض الباب .. وخرج من المحل .. وقبل أن يغلق الباب .. إبتسم إبتسامة لم أفهم مغازاها ثم أغلق الباب بعدها ..
عدت إلى مقعدي وأنا لازلت غاضبة ..
قال ياماتو : أنت قاسية حقا ..
قلت بحدة : لا تتدخل ..
أمسكت جوليا بيدي قائلة : تعالي معي ..
نظرت إليها بخوف .. يبدو أنها غاضبة فعلا ..

نهاية الجزء ..






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-14, 07:10 PM   #17

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

..( 12 )..

~ روز ~
وقفت جوليا بهدوء .. أمسكت بيد جودي وقالت لها : تعلي معي ..
أحسست أن هناك شيئا سيحدث .. خصوصا أن جوليا تبدو على غير عادتها .. وقفت معهما لأرى ماذا ستفعل جوليا ..
خرجت جوليا وهي ممسكة بيد جودي من المحل .. لحقت بهما لأرى جوليا تقف أمام زاك وتقول لجودي : إعتذري له حالا ..
قالت جودي برفض : لن أفعل ذلك ..
قال زاك مبتسما : لا بأس ففي النهاية أنا المخطئ ..
رأيت ياماتو يقف بجانبي وهو يقول : ألا تبدو جوليا غريبة قليلا ..
قلت مبتسمة وأنا أنظر إلى جولي التي تنظر إلى جودي بنظرات حادة: يبدو أنها ستغضب حقا إذا لم تعتذر جودي ..
ـ ألا يجب علينا تهدئتها قبل أن ترتكب جريمة بأختها ؟؟
ـ فالنراقب بصمت فقط ، فأنا متشوقة لأرى ما سيحدث >> قلتها وعلى شفتاي إبتسامة خبيثة ..
ضربني ياماتو على رأسي بخفة قائلا : لا تكوني شريرة يا روز ..
تقدم ياماتو ناحيتهم .. وقال مبتسما : جوليا فالتهدئي أرجوك ، فالأمر لا يستعدي الغضب ، ثم أن زاك رجل ولن يهزه شيئ أليس كذلك ؟؟
إبتسم زاك وقال : نعم فما تقوله جودي لن يؤثر علي ..
نقلت جوليا بنظرها إلى جودي .. وظلت تحدق فيها بحدة .. بعدها أغمضت عيناها بهدوء لثواني ..
لتفتحهما وتظهر جوليا جديدة تماما .. جوليا نظراتها تبعث على الهدوء والطمأنينة ..
قالت مبتسمة عكس ماكانت سابقا وقالت لزاك : شكرا لك يا زاك لأنك تتحمل هذه الفتاة المزعجة ، وأنا آسفة حقا على ما تسببه أختي الصغرى من مشاكل ..
إبتسم زاك قائلا : لا مشكلة إطلاقا ..

عدنا جميعا إلى المحل من جديد .. أمسكني ياماتو قبل أن أدخل وهمس في أذني : روز لدي ...........
لم يكمل حديثه لأنني دفعته بعيدا عني وأنا أرتعش في مكاني .. صرخت قائلة : لا تقترب مني ، إياك والإقتراب مني ..

إحتضنت جسدي بكلتا يداي .. وأنا لا زلت أرتعش في مكاني .. ولازالت ذكريات تلك الليلة تُعرض أمامي .. كما لو أنها حدثت هذا اليوم ..
لم تعد قدماي تستطيعان حملي .. إنهرت على الأرض وأنا أضغط على رأسي .. لازال صوت ضحكاتهم تتردد في أذناي .. لازالت كلماتهم الخبيثة والقذرة في ذاكرتي .. لازالت نظراتهم الساخرة تلاحقني ..

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـ

~ ياماتو ~
ها هي ذا تصاب بالحالة ذاتها كالتي حصل معها في المدرسة .. صراخها المتوسل يصدح في أرجاء الحي ..
تقدمت جوليا نحوي قائلة : ياماتو مالذي فعلته بها ؟؟
قلت وأنا في وسط دهشتي : لا أعلم .
ـ لا تكذب رأيتك تهمس في أذنها قبل دقائق ..
ـ كل ما هنالك أنني أردت أن أسئلها سؤالا ، لكنها دفعتني وبدأت بالصراخ ..
تقدمنا نحوها .. وحاولنا تهدئتها .. لكن يبدو أنها لا تنصت لنا .. ظلت تصرخ لدقائق .. وبعدها فقدت وعيها ..
سقطت روز بين ذراعي جوليا التي بدأت بصفعها بخفة على وجهها ..
نظرت إلى زاك الواقف بذهول .. قلت له بسرعة : أحضر كأس ماء يا زاك أسرع أرجوك ..
نظرت إلى روز التي لا تشعر بشيء وقلت بقلق : مالذي اصابها يا ترى ؟؟ لماذا ينتابها هذه الحالة الغريبة ؟؟
بعد ثواني جاء زاك وفي يده كأس ماء .. سكبت القليل من الماء في يدي .. وبدأت بمسح وجهها بالماء .. وقد نجح الأمر بالفعل ..
إذ أنها بدأت تفتح عينيها شيئا فشيئا .. قلت بسعادة : الحمد لله لقد استيقظت ..
جلست روز بعد أن استعادت وعيها .. وظلت تتلفت يمينا وشمالا .. بعدها وقفت قائلة بتهديد : إياكم والتلفظ بكلمة واحدة ..
لم أهتم بتهديدها .. قلت بإستفسار : روز أخبرينا ماذا بك ؟؟
إلتفتت إلي بحدة وقالت : ألم تسمع ما قلته ؟؟ تصرف وكأن شيئا لم يحدث ..
قلت معترضا : كيف أتصرف بذلك وقد حصل شيء غريب أمامي ؟؟ أخبرينا مالذي تخفيه ؟؟
نظرت روز إلى جوليا وقالت : أسكتي هذا المحاق الثرثار، إذا كنت تريدينني أن أبقى حية ..
أشارت لي جوليا بالصمت .. بنما عادت روز إلى المحل ببرود .. وجميعنا نلاحقها بنظرات متسائلة ..


أمسكت جوليا قائلا : جوليا من غير المعقول أنك لا تعلمين ما بها ، أنت صديقتها المقربة ويجب أن تعلمي ، أرجوك أخبريني مالذي أصابها ؟؟
أبعدت جوليا يدي قائلة : لا أعلم لا تسألني ..
قالت هذا ثم دخلت إلى المحل .. دخلت أنا الآخر .. لأراهم يكملون الأكل بهدوء كما لو أن شيئا لم يكن ..
بعد ان انتهينا توجهنا مع إلى السيارة .. وكان الصمت هو سيد الموقف .. طوال المدة وأنا أنظر إلى روز التي تنظر إلى النافذة بعينان زائغتان .. ثم نقلت بصري إلى جوليا التي تجلس بهدوء وعيناها مثبتتان على حضنها ..
قلت للسائق : توقف هنا والآن ..
أوقف السائق السيارة والكل ينظر إلي بإستغراب .. لم يصل أحد إلى منزله بعد ..
قلت للسائق : فالتغلق الباب من عندك بإحكام ..
نفذ السائق أمري من دون أن يستفسر .. والجميع لازالوا يحدقون إلي مستغربين ..
قلت بهدوء: لن يخرج أحد من هنا إلا بعد أن أعرف كل شيء ..
قالت روز بإندفاع : كفاك جنونا أيها الغبي ، أعدنا إلى منازلنا ..
قلت ببرود : لن أفعل ذلك حتى تُفصحي عن ما تخفيه ..
قال سابارو بنبرته الهادئة : إذا أردت أن تعرف ماتخفيه ماذنبنا نحن البقية ؟؟
روز بغضب : لست أنا الوحيدة التي تخفي الأسرار ، لدى كل شخص منكم سر يأبى البوح به ، لذلك لست مجبرة على الإجابة ..
إعتدلت في جلستي وقلت بجدية : لنجعل هذه الجلسة جلسة مصارحة ، وكل شخص منا يجب أن يقول ما يخفيه ..
ثم أردفت وأنا أنظر إلى الجميع بنظرات حادة : أشعر أن الجميع يخفي الكثير من الأسرار ، ويجب أن يُكشف ..
أشاحت روز ببصرها بعيدا عني .. أما سوبارو فقد رمقني بنظرة حادة دون أن يقول شيئا ..
أما جوليا فقد إبتسمت قائلة : ياماتو لا تكن أحمقا ، بأي حق تطلب منا أن نُفصح عن أسرارنا ..
قلت بثقة : نحن أصدقاء ، ويجب ألا نخفي شيئا عن بعضنا البعض ..
قالت روز ساخرة : أصدقاء !! لا تضحكني أيها الأحمق ..
تكتفت وأنا أسند بجسدي إلى الخلف وقلت : يبدو أن اليوم سيكون طويلا ، لن أطلب من السائق أن يتحرك أبدا ، إلا إذا بدأتم بالتحدث ..
إنقضت روز لناحيتي .. وأمسكت بياقة قميصي .. قالت غاضبة : إذا لم تتحرك سأقتلك أيها المجنون ، هل تفهم ؟؟
إبتسمت ساخرا وقلت : روز أنت ضعيفة لا تحاولي التظاهر بالقوة ، أنت تعلمين أنك ستهزمين أمامي بكل سهولة ..
رفعت يدي ممسكا كفيها اللذان التمسكان بها ياقتي .. وبعدها أبعدت يديها بكل يسر وسهولة ..
قلت لأستفزها : روز لا تحاولي ، مهما تظاهرتي بالقوة فأنت تعلمين أنك ضعيفة ، لا تنسي أنك اعترفت بهذا أمام الجميع في الصف ..


تجمدت ملامحها لثواني .. لتفاجأني فجأة بصوت صراخ عالي .. تليها سيل من الدموع والشهقات ..
تيبست في مكاني .. لم أعلم ماذا أفعل .. لقد أبكيت روز .. لا أصدق ذلك ..
سمعت جودي تقول بنبرة مستفزة : الفتى الوسيم قام بإبكاء فتاة ، هذا قاسي حقا ..
نظرت إلى روز التي لاتزال تبكي بشكل متواصل .. وصوت شهقاتها يملأ المكان ..
كردة فعل قمت بدفعها بعيدا عني .. بعد أن شعرت أنني السبب في بكائها .. سقطت روز في حضن جوليا .. ولازالت تبكي بصوت عالي ..
إحتضنتها جوليا وهي تنظر إلي بهدوء .. قلت بتوتر : لم أقصد أن أجعلها تبكي ، أنا آسف حقا ..
قالت جوليا بهدوء : أعدنا إلى منازلنا بسرعة ..
طلبت من السائق أن يوصلهم إلى المنزل بعد أن علمت أن منزل روز قريب من منزل جوليا ..
لم يتكلم أحد بعد ذلك ..و روز دافنة وجهها في حضن جوليا .. أما جودي فظلت تنظر إلي بنظرات جعلتني أغضب فعلا .. وأرغب في قتلها حقا ..

عندما أوصلت الجميع .. لم يبقى إلا سوبارو الذي قال : أوصلني أمام بوابة المدرسة..
نظرت إليه دون أن أقول كلمة .. لماذا لا يريدني أن أوصله إلى المنزل مباشرة ؟؟
يبدو أنه يخفي شيئا ما .. لكن ما هو ؟..
في النهاية عدت إلى المنزل .. ليستقبلني رئيس الخدم آلبرت ..
نظرت إليه قائلا : ماذا تريد ؟؟ أنت لا تريني وجهك إلا إذا كان لديك خبر سيء ..
إبتسم ببرود قائلا : اعذرني يا سيدي الصغير ، لكن والدك يطلب رؤيتك حالا ، إنه غاضب جدا ..
زفرت بضيق .. لماذا هو غاضب ؟؟ فجأة تذكرت أنه أخبرني أن زوجته الجديدة ستأتي اليوم .. ويجب أن أكون متواجدا لإستقبالها .. يا إلهي كيف نسيت ذلك ..
نظرت إلى ألبرت وقلت : أين أبي الآن ؟؟
ـ إنه في مكتبه منذ مدة ..
أسرعت بخطواتي إلى مكتب أبي .. وقفت أمام الباب .. وقبل أن أفتحه أخذت نفسا عميقا .. بعدها طرقته بأدب ..
لاسمع صوته الغليظ يقول من داخل الغرفة : أدخل ..
فتحت الباب بهدوء .. دخلت وأنا مطأطئ الرأس ..
لأسمعه يقول : تعال يا ياماتو ..
عندما اقتربت من مكتبه .. رفعت رأسي لأراه واقفا .. بعدها رفع يده عالية ليصفعني على خدي قوة ..
بعدها إنهال علي بالصراخ غاضبا : ألم أخبرك أن تعود باكرا هذا اليوم ؟؟ لماذا تأخرت كثيرا ؟؟ لقد كنت أنتظرك منذ ساعتين ، ألا تحترم المواعيد أيها الإبن الغبي ؟؟ إسمعني أنت ...............................
قاطع صراخ والدي صوت رقيق آتي من خلفي يقول : عزيزي لا تكن قاسيا على إبنك ..
لحظة !! الصوت مألوف بالنسبة لي .. لقد سمعته قبلا .. إلتفت ببطء لأتفاجأ بأن معلمة الكيمياء راي تقف خلفي .. وعلى شفتيها إبتسامة جذابة ..
قلت بصدمة : ماذا تفعلين هنا ؟؟
قال والدي وهو يقف بجانبها : دعني أعرفك بزوجتي الجديدة ، إنها تُدعى راي ، كما أنها معلمتك في المدرسة أليس كذلك ؟؟ أرجو أن تعاملها جيدا من الآن وصاعدا ..
قلت بصدمة : كيف هذا ؟؟ ألم تجد سواها ؟؟
تشنجت راي مما تسمعه .. أما والدي فقد صرخ في وجهي قائلا : ياماتو تحدث بإحترام ، فإهانتها هي إهانة لي ..
زممت شفتاي بقهر .. لكني لازلت أنظر إليها بنظرات حادة ..
ترتدي فستانا أحمر قصيرا يصل حتى نصف فخذها .. يُظهر بياض بشرتها ومدى نقائه .. ملأت وجهها بمساحيق التجميل الذي زاد من جاذبيتها .. وطلت شفتيها بأحمر شفاه باللون الأحمر الصارخ .. كل جزء من جسدها ينبض بالأنوثة والنعومة .. لكن هذا الشيء أثار إشمئزازي أكثر من ما أثار إعجابي ..
أشاح بوجهه بعيدا عنها وقال : أنا سأعود إلى غرفتي الآن ..
مررت بجانب والدي الذي قال بهمس : سنكمل حديثنا غدا ..
يبدو أن والدي لن يسامحني بسهولة .. وسيعاقبني على ذلك حتما .. لكني لست خائفا منه بتاتا .. فاليفعل ما يشاء ..
توجهت إلى غرفتي .. وبعد أن غيرت ملابسي .. ألقيت بثقلي على السرير وصوت شهقات روز عالقة في ذهني .. وصورتها وهي ترتعش لا يفارقني ..






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-14, 07:12 PM   #18

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ

~ جوليا ~
استيقظت على صوت زقزقات العصافير التي تبث على الإطمئنان .. نظرت إلى الساعة لأراها تشير إلى السابعة صباحا ..
غريب حقا ! لقد إستيقظت باكرا على الرغم من أن اليوم عطلة .. غسلت وجهي بعدها نزلت إلى الأسفل .. لأجد أبي يتناول إفطاره ووالدتي بجانبه ..
نظرا إلي بإستغراب .. ليقول أبي مستفسرا : اليوم عطلة لماذا استيقظتي باكرا ؟؟
إبتسمت وأنا أجلس بجانبه : لا أعلم ..
أحاطني والدي بذراعه قائلا بحنان : هل مازلت تفكرين به ؟؟
إبتعدت عنه بسرعة وأنا أقول بإندفاع : لا أبدا ، لقد نسيت الأمر تماما ، صدقني ..
إبتسمت أمي بحزن وهي تقول : جوليا لا تلومي نفسك كثيرا ، ففي النهاية هو ليس خطأك ..
طأطأت راسي وأنا أشدي على قبضتي .. ليس خطأي !! لا تمزحا معي .. أعلم جيدا أنني السبب في ذلك .. وأنهما يقولان ذلك لي للتخفيف عني .. لكني لن أسامح نفسي إطلاقا .. سأبقى أتحمل مسؤولية موته حتى يحين أجلي ..
أيقظني أبي من شرودي قائلا : ما رأيك أن نتمشى قليلا بما أن الجو رائع ويبعث على الهدوء ..
وقفت قائلة بحماس : حسنا ..
ـ إذا فالتغيري ملابسك بسرعة ..
صعدت إلى غرفتي بسرعة .. اخترت ملابس سريعة من خزانتي .. وبما أننا في الشتاء فقد ارتديت معطفا رمليا يصل حتى أسفل الركبة .. بعدها ارتديت صندلا بني اللون .. وحملت حقيبة بنية اللون كذلك ..
نزلت بحماس قائلة : أنا جاهزة ..
إبتسم والداي اللذان كان ينتظرانني أمام الباب ..
قلت بإستغراب : ألن تذهب جودي معنا ؟؟
قالت أمي : لا تريد ذلك ، فهي تفضل النوم على الخروج معنا ..

خرج ثلاثتنا من المنزل .. لنتوجه إلى متنزه إفتتح عن قريب .. وقفت في وسط تلك البساط الخضراء لآخذ نفسا عميقا وأنا أقول : كم أعشق الطبيعة ..
فرشنا بساطا لنجلس عليه .. وأنا أتأمل الأشخاص الموجودون هنا ..
كم من الرائع أن ترى عائلة مجتمعة مع بعضها البعض يتحدثون ويضحكون بسعادة .. منظر يبعث على السرور حقا .. وما يسعدني أكثر رؤية أولائك الأطفال الذين يركضون في أرجاء المكان وأصوات ضحكاتهم البريئة تُدخل البهجة على سامعها .. نظرت إلى الأطفال الذين يلعبون بالأراجيح الموجودة في الحديقة .. وبعض الألعاب الذي وُضعت خصيصا لهم ..
لفت نظري وجود توأمين يبلغ أعمارهما بين الرابعة إلى السادسة .. يجلسان وحيدين على الكرسي الموجود في المتنزه .. وهو ينظرون إلى بقية الأطفال الذين يلعبون ..
وقفت قائلة لوالداي : سأعود قريبا لا تقلقا ..
توجهت بسرعة إليهما .. ما إن وقفت أمامهما حتى نظرا إلي بخوف بعينيهما البريئتين ..
قلت بإبتسامة : مرحبا يا أطفال ، لماذا تجلسان وحدكما هنا ؟؟ مع من أتيتم ؟؟
لاحظت أن الفتى قد أمسك الفتاة وهو يشد على قبضتها .. أدخلت يداي في جيبي .. بعدها أخرجت قطعتين من الحلوة وقلت وأنا أمده لهما : تفضلا إنها حلوى لكما ..
نظر كليهما إلى بعضهما بتردد .. وبعد ثواني .. مد الفتى يده وأخذ الحلوى من يدي بسرعة وخبأها خلفه ..
إبتسم له حتى أشعره بالأمان ..
قلت مبتسمة : أخبراني ما اسمكما يا صغيراي ؟؟
قال الفتى بتردد : أنا كيم ، وهذه أختي كين ..
قلت مبتسمة : إسم جميل ، إنه يليق بكما حقا ..
وضعت يدي على شعر الفتاة وقلت : تبدين جميلة يا صغيرتي مع ربطة شعرك هذا ، من ربطها لك ؟؟
قالت الفتاة بخجل : إنه بابا ..
ـ بابا إذا ، وهل هو من أحضركما إلى هنا أيضا ؟؟
قال كيم : نعم ..
ـ وأين بابا الآن ؟؟
أشار الفتى بإصبعه الصغير إلى السيارة الموجودة في المتنزه وقال : لقد ذهب ليشتري البوظة لنا ..
أردفت الفتاة : لقد أخبرنا بأن نبقى هنا حتى يعود ، وألا نتحدث مع الغرباء ..
إحتضنتهما بحب .. أعشق الأطفال كثيرا .. خصوصا من هم في سنهم ..
قلت بإبتسامة : وهل أنا غريبة ؟؟
قالت الفتى بخجل ووجنتاه تتوهجان بالحمرة : لا أنت لست غريبة ، أنت فتاة الحلوى ..
ضحكت من هذا اللقب .. وقلت : فتاة الحلوى !! هههه إنه لقب جميل ..
أردفت بعدها قائلة : أخبراني من اشترى لكما هذه الملابس الجميلة؟؟
نظرا إلى ملابسهما المتشابهة .. وقالا في آن واحد : بابا ..
لم أستطع تمالك نفسي أكثر .. إنهما رائعان جدا .. إحتضنتهما معا من جديد .. ولكن هذه المرة قمت بعصرهما بقوة أكبر وأنا أتمتم : أنتما لطيفان حقا ، أرغب في أن ألتهمكما ..
سمعتهما يتمتمان بسعادة : بابا ، لقد أتى بابا ..
أبعدتها عن حضني وأنا ألتفت إلى الوراء .. لأرى رجلا لايزال شابا .. وسامته مقاربة لوسامة ياماتو..
قال الشاب : من أنت ؟؟ وماذا تفعلين لأطفالي ؟؟
تفاجأت عندما قال أطفالي .. لم أظن أنه والدهم .. فوجهه لا يوحي إلى أنه أب إطلاقا ..
أعاد سؤاله من جديد بصوت حازم .. جعلني أقف بخوف وأنا أتمتم : آسفة لم أقصد إزعاجهما ..
قفز الطفلان إلى والدهم .. قال كيم : بابا إنها فتاة الحلوة ..
قال الرجل بإستغراب : فتاة الحلوة ؟؟؟
نظر إلي بإستغراب .. كانه يستفسر عن سر هذا اللقب الغريب ..
بينما أردفت كين : أنظر بابا لقد أعطتنا قطعة حلوى ..
مسح الرجل رأسها بحنان ..وبعدها مد لهما المثلجات ليأكلاها بحماس ..
عاد ينظر إلي وقال : شكرا لك على الحلوى التي أهديتها لأبنائي ..
قلت مبتسمة : لا مشكلة إطلاقا ، حسنا وداعا ..
أشرت بيدي مودعة الطفلين .. ليودعاني بدورهما بكفيهما الصغيرين ..
عدت إلى حيث يجلس والداي وقلت : أمي أبي أريد طفلا ..
نظرا إلي بعينان متفاجئتان لأقول ضاحكة : أقصد أخا أصغر مني ..
قال والدي : أيتها المشاكسة فالتحسني التعبير في المرة القادمة ..
مددت طرف لساني بمرح .. لتقول أمي : لقد كبرنا كثيرا على الإنجاب ، لا تطلبي المستحيل يا جوليا ..
قلت بسرعة : لازلتما شابين وتستطيعان إنجاب المئات من الأطفال ..
ضربني والدي على رأي بخفة وهو يقول : كفاك تملقا ، ثم من الذي يفكر في إنجاب المئات ؟؟ تحدثي بعقلانية..
نظرت إلى أبي وأنا أقول : أبي كيف هي شخصيتك في العمل ؟؟
نظر إلي والدي بإستغراب قائلا : ولماذا تسألينني هذا السؤال ؟؟
ـ أنت ضابط شرطة ومن يعمل مثل هذا العمل يجب أن يكون شخصا قاسيا وصلبا ، لكنك لا تبدو كذلك إطلاقا ، فأنت حنون للغاية ..
ـ شخصيتي في العمل مختلفة تماما عن شخصيتي معكم ، قد تتفاجئين عندما ترينني أعمل ..
قالت أمي بإبتسامة : عندما كنت صغيرة ، زرت والدك في مقر الشرطة لأول مرة ، لأتفاجأ بوجود شخص غير الذي يكون معي ، فقد كان مرعبا حقا وأنا أراه يصرخ على رجاله ، لدرجة أني شككت في أنه والدك ..
إبتسم أبي في وجه والدتي وقال : الخطأ خطأك ، فقد جئتي إلى مقر عملي دون إذني ، وقد نبهتك ألا تفعلي ذلك فقد خشيت أن تري هذا الجانب مني ، لكنك بعد أن عدت إلى المنزل بدأت تتجنبينني لمدة شهر كامل ، لقد كان هذا قاسيا حقا ..

كنت أتأمل والداي وهما يتحدثان مع بعضهما بسعادة يجعلني أشعر بالراحة حقا .. مضى زمن منذ أن تحدثت معهما بهذه الطريقة..
سمعت أبي يقول لي : جوليا لدي طلب ..
ـ ما هو ؟؟
قلت بهدوء : عودي إلى شخصيتك القديمة أرجوك ..
تشنجت عضلات وجهي لثواني .. لماذا يطلب مني ذلك الآن ؟؟
أشحت ببصري دون أن أرد عليه .. فاليطلب مني ما شاء .. إلا هذا الأمر ..
وقفت قائلة بهدوء : سأذهب قليلا لأراقب الصغار ..
توجهت إلى حيث المراجيح والألعاب .. وبقيت أراقب الصغار بهدوء .. هبت نسمة باردة جعلتني أشد من معطفي على جسدي ..
الأطفال لا يشعرون بالبرد وسط كل هذه الضحكات .. فهم لا يهتمون سوى بالمتعة ولا غير .. سواء أكان الجو حار أو باردا فلا يهمهم ..
شعرت بأحد يقوم بسحب معطفها للأسفل .. أنزلت ببصرها لترى كين ممسكة بطرف المعطف .. أنزلت بجسدي لأصل إلى مستواها قائلة : ماذا هناك يا عزيزتي ؟؟
قالت ببراءة : لماذا فتاة الحلوى حزينة ؟؟ هل لأن الحلوى نفدت منك ؟؟
ـ ومن قال أنني حزينة ؟؟ أنا سعيدة لأني أشاهد أشخاصا مثلكم ..
هزت رأسها بالنفي بقوة وهي تقول بإصرار : بلى أنت حزينة ..
هل أصبحت شفافة إلى هذه الدرجة ؟؟ حتى الأطفال تمكنوا من معرفة حالتي النفسية ..
أتاني صوت رجولي يقول : لا تحاولي الإنكار يا آنسة ، فكين بارعة في معرفة الاشخاص الحزينين ..
نظرت إلى الرجل الممسك بيد كيم ..
وقفت وأنا أقول بإبتسامة: أحقا ما تقول ؟؟ إذا فستغدو ذكية في المستقبل ..
قال الرجل مبتسما بجاذبية : أنا أدعى كازوما وأنت ؟؟
ـ أنا جوليا يا سيد كازوما ..
ـ تشرفت بمعرفتك ..
ـ وأنا كذلك ..
قلت بإستغراب : هل حضرتم إلى هنا لوحدكم ؟؟ أين هي والدتهم ..
اختفت تلك الإبتسامة الجذابة .. ليقول بهدوء : لقد توفيت منذ زمن ..
وضعت يدي على فمي وقلت : أنا آسفة حقا لم أقصد أن أذكرك ..
عادت تلك الإبتسامة وهو يقول : لا بأس ، مارأيك أن نتمشى معا قليلا ..
قفزت كين في مكانها وهي تقول بعد أن رفعت يديها عاليا : إحمليني احمليني ..
حملتها بين ذراعي لتضحك بسعادة وتتعلق برقبتي بكل براءة .. نظرت إلى السيد كازوما لأراه يبتسم لي ..
سمعت كيم يقول بغيرة : إحمليني أيضا ..
قلت بإحراج : آسفة لكني لا أستطيع حملكما معا في آن واحد ..
قال كيم وهو يزم شفتيه بغضب : لكن بابا يحمل كلانا بين ذراعيه ، قولي أنك لا تحبينني ..
قلت بسرعة: ومن قال ذلك ؟؟ أنا أحبكما لكني حقا لا أستطيع حملكما معا في آن واحد ..
حمل السيد كازوما كيم وقال : كيم صغيري هي فتاة وليست رجل ، لذلك هي ضعيفة هل فهمت ؟؟
هز كيم رأسه قائلا : حسنا لكن في المرة المقبلة سأدعها تحملني ..

قال السيد كازوما لي : تعالي لنجلس على أحد المقاعد ..
توجهت معه إلى أحد المقاعد الخالية .. وجلست بجانبه.. لكن تفصلنا مسافة بسيطة ..
قال كيم لي : فتاة الحلوى ، لقد حان الوقت لتحمليني ..
قلت كين وهي تتشبث بي : لا لا لا ، فتاة الحلوى لي أنا ..
قال والدها ضاحكا : توقفا عن الشجار ، ثم أنها تدعى بجوليا وليست فتاة الحلوى ..
قال كين بعناد : هي فتاة الحلوى يعني فتاة الحلوى ..
قلت ضاحكة : فالينادونني بما شاؤوا ..
قال السيد كازوما : مع من أتيت يا جوليا ؟؟ هل أنت لوحدك ؟؟
ـ لا لقد أتيت مع والداي ..
ـ وأين هما الآن ؟؟ ولماذا لا تجلسين معهما ؟؟
قلت بمرح : لأني أحببت أن أخلي لهما الأجواء ..
ضحك كازوما وهو يضرب رأسي بخفة : أنت مشاكسة فعلا ..

صمتنا وكلانا لا يعرف كيف يفتح موضوعا .. ففي النهاية لقد تعرفنا على بعضنا للتو .. وليس هناك أي قواسم مشتركة بيننا ..
قطع السيد كازوما هذا الصمت قائلا : جوليا لدي سؤال ..
قلت بإستغراب : وما هو ؟؟
قال بهدوء ونبرة حذرة : هل مررت بموقف غيّر من شخصيتك ؟؟
على الرغم من أن سؤاله قد فاجأني .. إلا أنني لم أُظهر له ملامح الصدمة .. وفعلت كما لو أن سؤاله عادي جدا ..
قلت مبتسمة : هل تسألني لأنك مررت بواحدة ؟؟
ثم أردفت بنبرة خبيثة مغلفة بصوت بريء : كموت زوجتك مثلا ..
تقصدت أن أجيب عليه بسؤال آخر .. ثم ألمس الوتر الحساس فيه .. حتى ينسى سؤاله لي .. ولا يرغمني على الإجابة ..
وبالفعل .. كنت قد أفلحت في ذلك .. فقد تغيرت تقاسيم وجهه .. وأصبح شارد الذهن ..
قلت متصنعة البراءة : : آوه آسفة لم أقصد أن أذكرك بها ..
إنها المرة الثانية التي أقول فيها هذه الجملة .. في المرة الآولى كنت صادقة في إعتذاري .. لكن هذه المرة لم أكن كذلك ..

حدق فيني بنظرات غامضة .. لم أفهم مغزاها .. لكني شعرت بقليل من الخوف من نظراته ..
سرعان ما تتبدل هذه النظرات إلى نظرة هادئة وهو يقول مبتسما : لا بأس ففي النهاية أنا لا أنسى زوجتي الراحلة إطلاقا ، فهي كانت ومازالت في قلبي ، ونسيانها تُعتبر خيانة لها ، كما أنها طريقة أعبر فيها عن وفائي لها ..
هذا ما كنت أهدف له بالتحديد .. ألا وهو نسيان الموضوع الرئيسي وابتداء موضوع جديد .. وقد أفلحت في ذلك ..
فقد خرجنا عن الموضوع السابق لنبدأ التحدث عن زوجته الراحلة .. هذا جيد حقا ..

قلت بإبتسامة : إن زوجتك الراحلة محظوظة حقا ، لإمتلاكها زوج وفي ومخلص وحساس مثلك ..
قال وهو يمسح كفه برأسه من الخلف : لقد أخجلتني حقا ، لكن لأكون صريحا أنا هو المحظوظ لامتلاكي زوجة رائعة مثلها ، أنجبت ملاكين رائعين ألا وهما كيم وكين ..
قلت بهدوء : متى توفيت زوجتك يا سيد كازوما ؟؟
ـ في اليوم الذي أنجبت فيه هذان الطفلان ، وبصورة أدق في لحظة ولادتهما ..
قلت بحزن وأنا أنظر إلى الطفلين : إذا فهما لم يذوقا حنان الأم في حياتهما قط ..
ثم أردفت بسرعة وأنا أنظر إلى السيد كازوما : لكني على يقين أنك عوضتهما عن حنان الأم والأب ..

رفع رأسه إلى السماء الزرقاء .. ليقول بصوت خافت كما لو أنه يخاطب نفسه : أنا لا أعلم حقا إن كنت هكذا أو لا ، أشعر أني مقصر في حقهما كثيرا ..
نظر إلي ليقول بإبتسامة : جوليا أنت بارعة حقا في المراوغة والهرب أليس كذلك ؟؟
ـ ماذا تقصد بذلك ؟؟ >> قلتها بإستغراب ..
ـ ألم أسألك سؤالا قبل برهة ، لكنك لم تجيبيني بالقمت بتغيير الموضوع تماما ..
قلت متظاهرة بالغباء : مالذي تعنيه ؟؟ لم تسألني عن شيء يا سيد كازوما ..
ـ قبل أن أذكرك بالسؤال أرجو منك أن تناديني بكازوما فقط ، فأنت تخاطبينني كما لو أنني رجل عجوز ..
قلت بسرعة : لا لا أقصد ذلك إطلاقا ، لكن من المهين أن أناديك بإسمك دون أي إحترام وأنت تمتلك طفلين في الخامسة من العمر ..
قال وهو يشير على وجهه : برأيك كم عمري الآن ؟؟
جلت ببصري على تقاسيم وجهه الرائع و الجميل ..
لأقول بعدها : أمم في الـ22 من العمر ..
تعالت صوت ضحكاته .. لأقول بغيظ : مالذي يضحكك ؟؟
قال بعد أن هدأ قليلا من الضحك : آسف لقد تذكرت شيئا ، بالنسبة لعمري فأنا الآن في الخامسة والعشرون من العمر ..
ـ لازلت صغيرا على الرغم من أنك تملك أطفالا ..
ـ نعم فأنا قد تزوجت عندما كان عمري 20 عاما فقط ، وفي أول سنة لنا حملت زوجتي بهذان الرائعان ..
ثم أردف بإبتسامة : إذا الفارق بيننا ليس كبيرا ، بما أنك الآن في السابعة عشرة من العمر إذا الفارق بيننا هو ثمان سنوات فقط ..
قلت متفاجئة : كيف عرفت عمري ؟؟
ـ لقد عشت أكثر منك لذلك اكتسبت الخبرة في تقدير أعمار الآخرين ..
ـ هكذا إذا ..
نظرت إلى ساعة يدي لأقول بتفاجؤ كاذب : أوه يا إلهي لقد تأخرت كثيرا نحن عائدان الآن ، وداعا ..
قلتها بسرعة وأنا أركض مبتعدة عنهم وألوح بيدي للأطفال ..
لأسمعه يقول بصوت عالي : سنتقابل لاحقا يا جوليا ، ولن تهربي مني مرة أخرى ..
بعد أن ابتعدت عنه بمسافة عدت أمشي ببطء .. وأنا أبتسم ساخرة من ذلك الكازوما .. لقد التقيت به صدفة ولا يعني هذا أننا سنتقابل لاحقا .. لكنه بدا واثقا من قوله أننا سنتقابل مجددا.. لا يهم .. المهم أنني نجوت من أسئلته ..

توجهت إلى والداي قائلة : هيا لنعد إلى المنزل فربما تقلق جودي علينا ..
قالت أمي : أنت محقة هيا لنعد ..
جمعنا أغراضنا وعدنا أدراجنا إلى المنزل ..

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ

~ ياماتو ~
على مائدة طويلة كنت أنا وأبي وزوجة أبي جالسين عليها نتناول الفطور بهدوء .. دون أن يتحدث أحد إلى الآخر .. وضجيج الملاعق والأشواك والسكاكين هي التي تكسر هذا الصمت .. فهذه أحد أوامر والدي .. فهو لا يحب لأحد التحدث أمام الطعام ..
بعد أن انتهيت .. بقيت أنتظر إنتهاء والدي وزوجة والدي .. لأن القانون الآخر هو ألا ينهض أحد من المائدة إلا بعد أن يتهي الجميع ..
تبا لهذه القواعد الغبية التي تحاصرني .. حتى في الأكل هناك قيود ..
دقائق وانتهى والدي وزوجته من تناول الإفطار .. نهضنا جميعا .. لأسمع والدي يخاطبني : فالتتوجه إلى مكتبي وتنتظرني ، فهناك ما أريد أن أتحدث به ..
يبدو أنه لم ينس ما حدث ليلة أمس .. ياله من عجوز مزعج .. توجهت إلى مكتب أبي كما طلب مني .. وألقيت بثقلي على أحد الكراسي المغطى بالجلد الفاخر ..
وماهي إلا دقائق حتى دخل أبي وهو يرمقني بنظرات حادة .. جلس أمام المكتب ولازال يحدق فيني ..
قلت بهدوء : ماذا تريد مني يا أبي ؟؟
ـ نحن لم ننهي حديثنا في الأمس أليس كذلك ..
هززت رأسي بإيجابية دون أن أقول شيئا ..
ليقول لي : ماسبب تأخرك يا ياماتو ؟؟ أجبني بصراحة دون كذب أو مراوغة ..
ـ لقد توجهت مع أصدقائي إلا أحد المطاعم لتناول طبق من الرامن ..
أمال والدي فمه بسخرية ليقول : قلت أصدقائك !! لماذا شخص في مقامك هذا يصاحب أشخاص من مستوى متدني ؟؟
ثم أردف بغضب وهو يضرب الطاولة بكفه : هل تريد أن تُنزل من سمعتي ؟؟ ألا تعلم من أنا يا ياماتو ؟ ومن أي طبقة نحن ؟؟
قلت ساخرة : نعم أعلم ، أنت السيد كودو صاحب أشهر شركة في العالم ..
قال بحدة : ومن أنت ؟؟
أجبت ببرود : أنا ياماتو إبن السيد كودو صاحب أشهر شركة في العالم ..
عندها صرخ والدي بغضب : ولماذا ابن صاحب أشهر شركة في العالم يتسكع مع مجموعة من غريبي الأطوار ؟؟
قطبت حاجباي بإستغراب وأنا أقول : غريبي أطوار !!
بعد ثواني إنطلقت قهقة عالية بمجرد تذكري سوبارو الملفوف بالضمادات وروز ..
انتبهت إلى نظرات والدي الحارقة .. لذلك توقفت عن الضحك وقلت وأنا أكبت ضحكتي : إحم آسفة ..
قال والدي بجدية : في الواقع أنا الغبي الذي سمحت لك بالإنتقال إلى مدرسة غبية كتلك ، سأنقل أوراقك حالا إلى المدرسة التي يدرس فيها الأثرياء الذين هم من طبقتنا ..
قلت بصدمة : ماذا ؟؟ هل أنت جاد ..
ـ نعم كل الجدية ، وستبدأ الذهاب إليه من الأسبوع المقبل ..
قلت برفض : لا أريد ذلك ، أنا مرتاح في مدرستي ..
ـ أنا لم أخبرك لأطلب رأيك ، أنا أخبرك لتعلم فقط ..
نظرت إليه بغضب .. لماذا يتدخل في شؤوني الخاصة ؟؟ لكني أعلم أنه لا جدوى من العناد .. فأبي دائما يفعل ما يحلو له ..
قلت له وأنا أحاول أن أتمالك أعصابي : فلتؤجلها للأسبوع التي تليها ..
نظر إلي بطرف عينه قائلا : ولماذا ؟؟
قلت بهدوء : أريد أن أودع أصدقائي ، فليس من اللائق أن أنتقل من المدرسة دون أن أخبرهم ..
قال ساخرا : حسنا كما تريد ، فالتودع أصدقائك الغرباء ..
قلت بقهر : لا تناديهم بالغرباء فهم ليسوا كائنات فضائية لتقول ذلك ..
ـ أشك في ذلك ..
ثم أردف منهيا النقاش : فالتخرج الآن ، لدي الكثير من الأعمال ..

نهاية الجزء ..


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-14, 07:23 PM   #19

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


13
~ سوبارو ~
كنت في طريقي إلى المدرسة .. والجميع يحدق فيني بشفقة .. وأصوات همساتهم تصل إلى مسامعي ..
ـ يبدو أنه مشوه ..
ـ مسكين حقا ..
ـ إنه مرعب أنا خائفة منه ..
ـ المسكين لن يحصل على حبيبة ..
زفرت بضيق .. الشكل الخارجي هو كل ما يهمهم .. ولا يعلمون أن الجمال الحقيقي هو جمال الروح ..
لم آبه بما يقولونه .. فقد اعتدت على هذا كثيرا ..

عندما وصلت إلى الصف .. جلست في مكاني .. وأخرجت الكتاب الذي لم أكمله .. بدأت أضيع وقتي بالقراءة ..
بعد قليل لاحظت جوليا التي جلست أمامي في مقعدها .. أقفلت الكتاب بهدوء ..
ثم قمت بندائها : جوليا ..
لم ترد علي ولم تلتفت حتى .. أعدت ندائي ظنا من أنها لم تسمع .. لكن لم يجدي هذا نفعا ..
مددت يدي لأمسك بكتفها .. لكنها وقفت فجأة وركضت خارج الفصل .. أدركت حينها أنها تجاهلتني عن قصد ..
لم أكلف نفسي عناء الركض خلفها .. فهي في نهاية المطاف ستعود حتما ..
بعد قليل سمعت روز تقول : أيها المومياء أين جوليا ؟؟
رفعت رأسي ببطء إليها .. قلت بهدوء: هل تتحدثين إلي ؟؟
ـ نعم ومن غيرك المومياء هنا؟؟
قالت بحدة : أنا إسمي سوبارو ..
قالت بغرور : أنا حرة في إختيار الإسم الذي سأطلقه عليك ، والآن أجبني أين هي جوليا ؟؟ أنا أرى حقيبتها لكني لا أراها ..
قلت ببرود وأنا أعاود القراءة : عندما تتحدثين بإحترام سأجيب عليك ..
سمعتها قالت غاضبة : أنا لا أحتاج مساعدتك في الأصل أيها المومياء ..
قلت لأستفزها : ولماذا سألتني إذا كنت لا تحتاجين إلى مساعدتي ؟؟ أو أنك تحاولين أن تجدي فرصة لتتحدثي معي ، فأنت في الحقيقة معجبة بي ..
قالت بإستنكار : ماذا !! هل أنت جاد ؟؟
ثم أردفت غاضبة : وهل أنا مجنونة حتى أحب شخص مثلك ؟؟ أنظر إلى شكلك أولا ثم تحدث ، من سيحب مومياء مثلك ..
قلت ببرود : لقد قلت أنك معجبة بي ، وليس أنك تحبينني ..
ـ ومالفرق بينهما ؟؟ كلاهما لهما نفس المعنى ..
ـ كلا ، فهما ليسا بنفس المعنى ، لكن بما أنك قلت أنك لا تحبينني فيعني هذا أنك تحبينني ، لأنك لست صريحة مع نفسك أبدا ..
صدرت منها ضحكة خافتة .. وهي تقول : أنت واهم ..
عندها دخل ياماتو وهو يقول بمرح : مرحبا يا أصدقااء كيف حالكم جميعا ؟؟
نظرنا إليه بإستغراب .. يبدو نشيطا على غير العادة .. قلت بإستفسار : هل حصل شيء جيد لك ؟؟
قال مبتسما : ولماذا تسأل ؟؟
ـ لأنك تبدو غريبا ..
إبتسم بغموض دون أن يقول شيئا .. بعدها قال : أين جوليا ؟؟
قالت روز : وما شأنك ؟؟ كفاك تطفلا ..
قلت لروز بملل : روز أنت تحبين إحداث الشجار ..
إلتفتت إلي قائلة بغضب : ماذا تقصد ؟؟
تأففت بضجر .. إنها مزعجة حقا .. دائمة الغضب ..
قلت بخبث حتى أحرجها : من كان يتوقع أن الفتاة ا لتي كانت تبكي طوال الوقت هي أنت ؟؟ لقد تفاجأت حقا ..
تغيرت ملامحها تماما .. يبدو أني قد ذكرتها بشيء حاولت نسيانه .. لاحظت إرتعاش يديها .. نظر إلي ياماتو بعتاب ..
تقدم ياماتو نحوها وقال بإبتسامة عريضة : لا بأس يا روز ، فجميعنا ينتابنا لحظة ضعف ، ثم أن البكاء ليس عيبا إطلاقا ..

دفعته روز جانبا وركضت خارج الصف .. قال ياماتو وهو ينظر إلي : أنظر ماذا فعلت ، أنت أحمق ..
قلت ببرود : هي دائما ما تجرح الآخرين بلا مبالاة ، حان الوقت لأن تتذوق من نفس الكأس ..
ـ لكنها فتاة أيها الأحمق ، والفتيات مهما تظاهرن بالقوة فهن ضعيفات في الأصل ..
زفرت بضيق .. إذا أنا مخطئ .. وقفت قائلا : إذا لنذهب للبحث عنها ..
تفرقنا عن بعضنا بحثا عن روز .. الحصة الأولى قارب على البدء .. لكني لا أستطيع العودة إلا عندما أجدها ..
سرت في الممرات باحثا عنها .. لكني لم أجد لها أثرا .. يا ترى أين يمكن أن تكون ؟؟
فكرت في مكان يمكن أن تبقى فيه .. ليخطر في بالي فجأة سطح المدرسة ..
سرت بسرعة نحو السطح .. لأجد الباب مفتوحا .. دخلت لأتفاجأ بها تتسلق السور الموجود حول الحافة ..
قلت بصراخ : أيتها الحمقاء ماذا تفعلين ..
إلتفتت ببطء وقالت بعدها بإبتسامة خبيثة : سألقي نفسي من أعلى المدرسة ، لأجعلك تتحمل الذنب حتى تموت ..
قلت بسخرية : وهل تظنين أنني سأندم عند موتك ؟؟ على العكس سأكون سعيدا جدا ، وأسأقيم حفلة صاخبة على شرف موتك ..
صرخت غاضبة : أيها المتبلد ..
قلت بجدية : روز لا تكوني غبية ، أنزلي حالا ..
هزت روز رأسها وقالت : لن أنزل ، لا أريد أن أعيش أكثر ..
ثم أردفت بصوت مهزوز وكأنها تُعلن عن بدء البكاء : أريد أن أموت لأرتاح ، هذه الحياة لا تسبب لي سوى الألم والبؤس ..
صرخت بغضب : لا تكوني حمقاء ، فكري بوالديك وعائلتك ، هل سيكونون سعداء إذا ما ألقيت بنفسك من هنا ؟؟
قالت بضحكة وسط دموعها : أمي ستكون سعيدة بالتأكيد ، فعندما أموت ستتزوج قدر ما شاءت ، ولن يعارضها أحد ، وأخي سيسعد بالخبر كثيرا ، فهو لطالما تمنى موتي أصلا ..


تفاجأت مما سمعته .. هل حقا ما تقوله ؟؟ لم يكن هناك وقت لأفكر في مدى صحة كلامها .. أسرعت بالتوجه نحوها .. وبعدها أحطت بيداي خصرها الصغير وجذبتها ناحيتي لتسقط فوقي ..
قلت لها بملل : أنت فتاة غبية حقا ، تفكرين بالإنتحار في مثل هذا العمر ؟؟ لم تعيشي حياتك بعد لتفكري بالإنتحار ..
أبعدتها عني ووقفت قائلا وأنا أنفض التراب عن ملابسي : لقد تأخرنا كثيرا ، هيا لنعد إلى الصف ..
سرت متوجها نحو الباب لأسمعها تقول بصراخ : لماذا أنقذتني أيها المغفل ؟؟ أنت لا تعرفني جيدا حتى ، ولا تربطنا أي علاقة ، وأنا دائما ما أناديك بالمومياء وأستفزك ، لماذا تنقذني إذا ؟؟
وقفت في مكاني لثواني .. بعدها أكملت طريقي وأنا أقول : لأن هناك من سيحزن لموتك ..
أخرجت هاتفي المحمول وأرسلت رسالة لياماتو أخبرته فيها عن مكان روز .. وأنني قد وجدتها ..
سرنا كلينا إلى الأسفل لنتقابل مع ياماتو في منتصف الطريق ..
قال ياماتو وهو يلهث : الحمد لله أننا وجدناك ، خشيت كثيرا من أن تقومي بشيء خطر ..
يبدو أنه كان يركض كثيرا .. وهذا واضح جدا .. قلت له : هيا لنعد إلى الصف فالحصة الأولى بدأت منذ ربع ساعة ..
سرنا ثلاثتنا إلى الصف .. قال ياماتو : يبدو أننا سنعاقب لا محالة ..
قالت روز بغضب : من طلب منكم البحث عني ؟؟ أنتما حقا سخيفان ..
قلت ببرود : أما يجب عليك شكرنا !! أنت فتاة ناكرة للمعروف حقا ..
تجاهلت روز ما قلته وسألت بإستغراب : وهل جوليا بحثت معكما ؟؟
قال ياماتو : نحن لم نرها حتى ، يبدو أنها في الصف الآن ..
تفاجأنا برؤية جوليا واقفة خلف باب الصف .. ويبدو أنها خائفة من الدخول ..
ناداها ياماتو : جوليا ماذا تفعلين ؟؟ لماذا لم تدخلي ؟؟
قال جوليا بتوتر وهي مطأطئة رأسها : أخشى أن يطردني معلم اللغة الإنجليزية ..
أردفت روز : صحيح فذلك المعلم لا يتفاهم على الإطلاق ، لكن أين كنت أنت ؟؟
ـ أمم كنت كنت ...
صمتت جوليا ومن الواضح أنها لا تريد أن تخبرنا أين كانت .. أو بمعنى أصح لا تريد أن تخبرني أنا أين كانت .. ووجودي معهم يجعلها لا تشعر بالراحة أبدا ..
قال ياماتو : لندخل والنجرب حظنا ..
فتحنا الباب ودخلنا جميعا .. لينظر إلينا المعلم بإستحقار وهو يقول : أين كنتم جميعا ؟؟ لماذا التأخير ؟؟
قالت روز : لقد كنا في دورة المياه فجميعنا يعاني مشكلة مع معدته ..
قال المعلم ساخرا : إضحكي على شخص آخر بهذا العذر السخيف ، والآن فالتذهبوا جميعا إلى مكتب المدير ..
قالت روز بغضب : ماذا ستخسر إذا ما سمحت لنا بالدخول ؟؟ لأنك المعلم تظن أنه بإستطاعتك أن تتحكم فينا ؟؟ لا وألف لا ..
سحبتها من قميصها وأنا أقول : يكفي يا روز لا نريد مشاكل أخرى نحن في غنى عنها ..
توجهنا جميعا إلى مكتب المدير وروز تتمتم بالشتائم طوال الطريق بصوت خافت .. لأن المعلم كان خلفنا .. إنها مزعجة حقا ..

وصلنا إلى مكتب المدير وطرقنا الباب .. عندما دخلنا إلى مكتب المدير كانت هذه أول مرة أراه فيها .. كان منظره مضحكا بنظارته الكبيرة الذي يضعها على وجهه ..
أخبره المعلم بتأخرنا وبعدها غادر المكتب وبقينا نحن الأربعة بإنتظار ما سيقوله لنا ..


ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ

~ جوليا ~
في الواقع أنا لا أشعر بالخوف إطلاقا .. ففي الماضي إعتدت كثيرا على زيارة مكتب المدير .. لذلك هذا لا يشكل أي فارق إطلاقا ..
لكن هذا المدير لا يبدو صارما حقا .. ويبدو كشخص أحمق خلف تلك النظارات ..
وقفنا نحن الأربعة بجانب بعضنا .. وكان ترتيبنا كالآتي .. كنت أقف وبجانبي ياماتو وبجانبه روز وأخيرا سوبارو ..
وقف المدير وبدأ بالسير أمامنا ببطء وهو يتأمل في وجوهنا .. بدأ السير من أمام سوبارو .. وعندما وصل لناحيتي ..
قال بهدوء : لقد تقابلنا مجددا يا جوليا ..
تفاجأت من أنه يعرفني .. ثم مالذي يقصده بأننا تقابلنا من جديد ؟؟
سألني ياماتو بفضول : هل تعرفينه يا جوليا ؟؟
قلت وأنا أهز كتفاي : لا أعلم ..
قال المدير : يبدو أنك لم تعرفيني بسبب هذه النظارات ماذا إذا نزعتها ؟؟
وضع يده على تلك النظارات الكبيرة .. ونزعها ببطء .. لتظهر معالم وجهه واضحة .. نعم .. إنه السيد كازوما نفسه .. والد الطفلين كيم وكين ..
شهقت بقوة وأنا اقول : أنت !!!
إبتسم قائلا وهو يعيد إرتدائها : نعم أنا ، لم تتوقعي أبدا أن أكون مديرا لمدرستك أليس كذلك ..
علمت الآن كيف علم بعمري .. ولماذا بدى واثقا من أنه سيقابلني مجددا .. يالخبثه !!
وعلمت أيضا كيف علم بشأن شخصيتي القديمة .
قفزت روز ناحيتي قائلة بفضول : جوليا هل تعرفينه ؟؟ هل هو قريبك ؟؟
أبعدتها عني بهدوء وأنا أقول مبتسمة : لا إطلاقا لا أعرفه ، هذه هي المرة الأولى التي إلتقينا فيها ..
قال المدير ضاحكا : أنت قاسية حقا ، كيف تنكرين لقائنا ؟؟
نظرت إليه بإبتسامة أخفي خلفها الغضب : سيدي المدير أرجوك قم بالإجراءات اللازمة التي يجب أن تتبعها بسبب تأخرنا عن الصف ..
عاد المدير إلى مقعده الموجود خلف المكتبة وقال : لماذا تأخرتم جميعا في آن واحد ؟؟
ياماتو : لقد كنا جميعا نعاني من آلام في المعدة ..
أطلق المدير ضحكة خافتة بعدها قال : وماذا أكلتم جميعا ؟؟ يبدو أنه شيء فاسد ..
ياماتو : لقد تناولنا وجبة أعدته روز لنا ، كان منظره مقرفا لكنها أجبرتنا على تناوله ويبدو أنه السبب في ما حصل لنا ..
شهقت روز بصوت عالي وقالت بصراخ : أيها الكاااااااااااااااااااذب ، لا تؤلف قصصا من خيالك ..
ضحك ياماتو بصوت عالي .. بينما احتقن وجه روز من الغضب .. قلت لأهدئ الأجواء : سيدي المدير ما حصل هو أننا قررنا التأخر عمدا حتى نزور مكتبك ، ونطمئن عليك ، ولم نجد سوى هذه الطريقة ..
نظر الجميع إلي بصدمة .. وبعد ثواني دوت قهقهة المدير أرجاء مكتبه .. كانت قهقهة رجولية .. همست روز في أذني : أيتها الغبية وهل تظنين أن عذر غبي كهذا سينجينا من العقاب ؟؟
قلت بهدوء : لكنها أفضل من عذر ياماتو ..

بعد دقائق توقف المدير عن الضحك .. ونزع نظارته الكبيرة ومسح بها دموعه التي سالت من كثرة الضحك ..
قال بعد أن وضع نظارته جانبا وظهرت ملامحه الوسيمة : إسمعوني جميعا بما أنكم أضحكتموني سأسامحكم هذه المرة ، لكن لا تكرروا فعلتكم من جديد ..
قال سوبارو بسخرية : أنت مدير مستهتر حقا ، لا تستحق هذا المنصب ..
ضربه ياماتو وهو يقول : أصمت أيها الأحمق ولا تتفوه بكلمة ..
قال المدير : يبدو أنك تريد أن تُعاقب ، إذا لك ذلك ، ستقومون جميعا بتنظيف دورات المياه بعد إنتهاء الدوام ..
قالت روز مستنكرة : ماذا !! ننظف دورات المياه !! محااال ..
قال المدير ببرود : إذا فالتبحثوا عن مدرسة ستقبل بكم بعد أن أطردكم وأكتب في ملفاتكم عن أفعالكم الشنيعة ..
قال ياماتو معارضا : إذا أردت معاقبة أحد فالتعاقب سوبارو ..
أمال المدير شفتيه بإبتسامة جانبية وقال : أنتم أصدقاء والصديق وقت الضيق ، والآن فالتخرجوا من هنا حالا ، وتذكرا ما قلته ..
خرجنا جميعا من مكتب المدير ونحن نرمق سوبارو بنظرات غاضبة .. لم أظن أبدا أنه سيتفوه بهذه الترهات ..

لكننا سمعنا المدير ينادينا من جديد .. دخلنا والغضب يشتعل في داخلنا ..
روز بحدة : ماذا تريد أيضا ؟؟ هل ستزيد عقوبتنا ؟؟
قال المدير : أدخلوا جميعا إذا لم ترغبوا في ذلك العقاب ..
دخلنا جميعا وطلب منا أن نغلق الباب .. وقفنا ننتظر ما سيقوله ..
المدير : إسمعوني جيدا إذا لم تريدوا تنظيف دورات المياه فهناك خيار آخر ..
الكل بإستثناء سوبارو : وما هو ؟؟
إبتسم المديرة إبتسامة غامضة وهو ينظر إلى روز قائلا : سأسامحكم إذا أخبرتني روز عن سبب الجروح التي في جسدها وقصة الحرق الموجود في ظهرها ..
توجهت أنظار الجميع إلى روز .. وكلنا في شوق لما ستقوله ..
لتقف روز وتقول : ستجد دورة المياه تلمع نظافة ..
شعرت بالإحباط الشديد .. ظننت أنها ستعترف .. لكن يبدو أنها عنيدة حقا ..
قال المدير وهو يحدق فيني : جوليا ألن تخبريني عن ما حصل لفتاة العدالة ؟؟
سؤاله صدمني جدا .. لكني لم أُظهر هذا على ملامحي .. وإنما تظاهرت بالغباء قائلة : فتاة العدالة !! عن ماذا تتحدث ؟؟
إبتسم المدير وهو لازال يحدق في وجهي .. أشحت بوجهي قائلة : مهمة التنظيف بسيطة للغاية ..
سمعت ضحكته الخافتة .. بعدها قال وهو يوجه أنظاره إلى سوبارو : على الجواهر الثمينة أن تخفي نفسها أليس كذلك يا سوبارو ؟؟
رمقه سوبارو بنظرات حادة وقال بنبرة تهديد واضحة : هذا ليس من شأنك أيها المدير ..
إبتسم المدير ثم نظر إلى ياماتو وقال : وأنت ماذا ستفعل بعد أسبوع ؟؟
قال ياماتو بإبتسامة : لا تخبرهم بذلك ، فأنا لا أريد لأحد أن يعلم إلا بعد أن يحصل ..
زفر المدير قائلا : أنتم حقا مثيرون للإعجاب ، تستطيعون الذهاب سأعفوا عنكم هذه المرة لكن لا تكرروا فعلتكم ..

خرجنا جميعا من الصف ونحن صامتين .. كل منا يفكر في شيء مختلف عن الآخر .. يبدو أن هذا المدير يخفي الكثير .. شخص مرعب حقا .. يجب ألا أقابله مجددا ..
نظرت إلى الثلاثة الذين يسيرون أمامي .. يبدو أن الجميع يخفي شيئا .. حقا هذا غريب ..

مر اليوم بسلام دون أن يحدث شيء .. فالجميع كان يبدو شارد الذهن .. وكلٌ يفكر في أمر مختلف عن الآخر ..
في نهاية الدوام .. قالت روز أنها ستغادر أولا .. لم أمانع ذلك .. بعدما انتهيت من جمع أغراضي ..
سمعت سوبارو يناديني .. زفرت بضيق .. الهرب لن يجدي نفعا بعد الآن .. إلى متى سأظل أهرب ؟؟
إلتفت إليه ببطء وأنا أقول : ماذا تريد ؟؟
نظر إلي بإستغراب .. وكأنه ظن أنني سأهرب ..
قال بعد صمت دام لثواني : هل تذكرين ما قلته في الأمس ؟؟
قلت بتغابي : لقد قلت الكثير ، حدد أيا منها ؟؟
زفر قائلا : جوليا كفاك تغابيا ، لقد وافقت على أن تكوني حبيبتي أليس كذلك؟؟
بلعت ريقي بتوتر .. كيف له أن يقولها ببساطة .. هذا شيء مخجل حقا .. لكني سأفعل أي شيء حتى يسامحني ..
قلت وأنا أنظر إلى كفاي : نـ.. نعم ..
وضح يده على كتفي قائلا : إذا من الآن سنخرج معا ، لكن لا تبدئي بتجاهلي من جديد أرجوك ..
هززت رأسي دون أن أقول كلمة .. وكل ما أريده الآن هو أن أذهب بعيدا عنه .. وجوده معي لوحدنا في الصف يوترني .. ويده الموضوع على كتفي يرعبني أكثر ..
قال سوبارو بعد صمت : لنعد معا إلى المنزل الآن ما رأيك ؟؟
عضضت شفتي السفلي بخجل ممزوج بقليل من التوتر .. لم أعرف كيف أرد عليه الآن .. أتمنى أن أرفض لكني أخشى أن يغضب مني ..
قلت بهدوء : لا بأس ..
سرنا معا إلى خارج المدرسة دون أن نقول كلمة واحدة .. والصمت كان يسود المكان .. كنا نسير وبيننا فاصل كبير نوعا ما بالنسبة لحبيبين .. لكن هذا كان مريحا بالنسبة لي ..
كسر هذا الصمت سوبارو وهو يقول : جوليا هل من المهم حقا أن أسامحك ..
قلت بسرعة : نعم ، هذا يهمني كثيرا ..
لمحت إبتسامة طفيفة على شفتيه وهو يقول : أنت فتاة غريبة حقا ..
قلت في نفسي ( لكني لست أغرب منك خخخ ) .. سرنا بعدها وعاد الصمت هو سيد المكان حتى وصلت منزلي ..
قلت بإبتسامة : شكرا لك على مرافقتي ..
قال بهدوء : حسنا إذا أراك غدا ..
توجهت إلى الباب .. وقبل أن أطرقه إلتفت خلفي حيث يقف سوبارو .. لأجده لازال ينظر إلي .. أبعدت ناظراي عنه بخجل ودخلت إلى المنزل بسرعة .. ركضت إلى غرفتي بسرعة لأفتح نافذة الغرفة المطلة على الشارع لأراه يعود أدراجه مبتعدا ..
أطلقت زفيرا لم أفهم معناه .. هل لأنني نادمة على القرار الذي اتخذته ؟؟ أم لأنني راضية بما أفعله ؟؟
أنا في حيرة من أمري حقا ..


ـ






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-14, 07:23 PM   #20

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــ

~ ياماتو ~
على طاولة الطعام .. كنت مع أبي وزوجته التي هي معلمتي نتناول العشاء معا .. وجل تفكيري هو كيف سأقول للأصدقاء عن خبر تنقلي ؟؟
رفعت ببصري إلى حيث يجلس والدي ويتناول الطعام بهدوء .. كل هذا بسبب أنني ابن هذا الرجل .. كثير من الناس يرغبون في أن يصبحوا من عائلة راقية مثل عائلتي .. لكني أرغب وبشدة أن أكون شخصا عاديا .. فلو علموا أن هذه الحياة مليئة بالقيود لما رغبوا بها ..

بعد أن انتهيت من تناول العشاء جميعا .. توجهت إلى غرفتي بخطى ثقيلة .. أشعر بالملل الشديد في هذا المنزل .. ولا أشعر بالمتعة إلا في المدرسة ..
التقيت في طريقي بالخادم آلبرت .. قلت مناديا : آلبرت ..
إلتفتت إلي آلبرت بهدوء كالعادة .. وقال : ماذا تريد يا سيدي الصغير ؟؟
زفرت بضيق .. كم أكره أن يناديني بـ( سيدي الصغير ) .. قلت له : أرجوك يا آلبرت نادني ياماتو فقط .
أجاب ببرود : كما تريد يا سيدي الصغير ..
شعرت أنه لا أمل منه .. فقلت مغيرا لمجرى الموضوع : أريد مشورتك في موضوع ما ، إذا كنت ستودع أصدقائك فما هي الطريقة الأنسب لتوديعهم ؟؟
ـ أولا أنا لا أمتلك أي صديق ، ثانيا إذا كنت سأودعهم فلا داعي لإخبراهم ، فلا فائدة من ذلك ..
ضحكت بخفة قائلا : أحيانا أشعر بأنك رجل آلي ولست بشرا ..
لم يجب علي آلبرت واكتفى بالإبتعاد عني بهدوء ..
عندها خطرت في بالي فكرة عظيمة .. وسأقوم بتنفيذها بدءا من الغد ..

في صباح اليوم التالي ..
استيقظت من النوم وأنا أشعر بالحماس .. الفكرة التي خطرت في ذهني أ عجبني كثيرا .. واليوم يجب أن أخطط له جيدا ..
بعد أن انتهيت من تناول الإفطار وارتداء ملابسي .. نزلت من على السلالم بخطوات واسعة .. ليصطف الخدم عن يميني وشمال
منحين بكل إحترام .. سرت من بينهم وخرجت من القصر .. لأجد السيارة السوداء الفاخرة بإنتظاري ..
فتح لي السائق الباب لأركبه .. وما إن ركبته حتى انطلقنا إلى المدرسة ..
عندما وصلت .. لم أنتظر من السائق أن يفتح الباب لي كما تجري العادة .. وإنما خرجت مسرعا من تلقاء نفسي .. وأنا أهدف إلى الوصول لمكتب المدير ..
بينما كنت أسير بسرعة اصطدمت بأحد ما وأسقطته أرضا .. نظرت إلى الفتاة التي وقعت وقلت بإعتذار : آسف جدا فقد كنت مستعجلا ولم أرك ..
مددت لها يدي لأساعدها على النهوض .. أمسكت بيدي ونهضت من على الأرض .. لتبدأ بنفض الغبار عن ملابسها ..
كنت سأتجاوزها وأكمل طريقي لكني سمعت إحدى الفتيات اللواتي يلاحقنني دائما تقول : ياماتو هل تظن أن الإعتذار وحده سيفيد ؟؟
قلت وأنا أنظر إليها ببرود : وما شأنك أنت ؟؟ هي سقطت ولم تقل شيئا لذا لا تتدخلي ..
ـ أنت وقح دائما حتى مع هانا ، يجب أن تعوضها ..
رفعت حاجبي الأيمن علامة عدم الرضى .. لأسمع الفتاة التي تدعى هانا تقول بصوت ناعم : لا بأس يكفي أنه اعتذر لي ..
نظرت إليها بإمعان .. لقد رأيتها قبلا .. لكن من تكون يا ترى ؟؟
قلت بعد أن عرفت : أنت هانا أشهر طالبة في المدرسة !!
توهجت وجنتاها بالحمرة علامة الخجل وقالت : أنت تبالغ كثيرا ، فأنا لست بتلك الشهرة أنا فتاة عادية ..
قلت مبتسما : يسرني أننا تحدثنا مجددا ، والآن وداعا فأنا مستعجل للغاية ..
إستدرت لأكمل طريقي .. لكنها أمسكت بيدي وقالت بسرعة : انتظر أرجوك ..
إلتفت نحوها بإستغراب .. لتجذب يدها إلى حضنها وتقول بخجل : آسفة ، لكن لدي ما أخبرك به ، لذلك هل تستطيع أن تذهب إلى الفناء الخلفي للمدرسة في الإستراحة ؟؟
قلت مستغراب : ولم ؟؟ إذا كان لديك شيء فقوليه الآن ..
قالت بسرعة : لا لا هذا ليس المكان الملائم ، لذا أرجوك كن هناك ..
ألقت بعبارتها هذه ثم ركضت مبتعدة .. وأنا لازلت متسمرا في مكاني أنظر إليها بإستغراب .. لم أعر الأمر إهتماما كبيرا .. فأنا لدي مهمة يجب أن أنجزها الآن ..
وصلت إلى مكتب المدير وطرقت الباب .. لأسمع صوتا من الداخل يقول : فالتتفضل .
دخلت لأراه جالسا في مكتبه .. ينظر إلي من أسف نظارته الكبيرة تلك .. جلست على الكرسي الموجود أمام مكتبه وقلت بجدية : سيدي المدير لدي طلب وأرجو منك الموافقة ..
ـ وماذا تريد يا ياماتو ؟؟
ـ أنت وكما تعلم أنني سأنتقل من هذه المدرسة في الأسبوع المقبل ، لذلك أرغب في إنشاء رحلة إلى مدينة الألعاب لطلاب صفنا فقط ..
ـ ومتى سيكون الموعد ؟؟
ـ أفكر في أن أجعله نهاية هذا الأسبوع ، أي في آخر يوم لي ..
وضع يده على ذقنه بتفكير وهو يقول : لكن الرحلة الميدانية التي نقيمها سنويا لم يحن وقتها بعد ..
ـ أرجوك يا حضرة المدير ، رحلة واحدة لن تضر ، ثم أن الرحلة ستكون مخصصة لطلاب صفي فقط بالإضافة إلى المعلمين الذين يقومون بتدريسنا ..
ـ لكني أخشى أن بقية الصفوف الأخرى قد يرغبون بذلك أيضا ..
ـ أعني من قولك هذا أنك رافض للفكرة ؟؟
أمال شفته إلى الأسفل قليلا وقال : حتى لو رفضته فسوف تستخدم مكانة أبيك وتجبرني على الموافقة أليس كذلك ..
قلت بسرعة : لا يا حضرة المدير ، لن أُدخل أبي في الموضوع إطلاقا ..
ـ وكيف ستقنعني إذا رفضت ؟؟
ـ سأقوم بالإلحاح عليك حتى توافق ، أنا بارع جدا في هذا ..
قال المدير بعد صمت دام لدقائق : حسنا أنا موافق ..
قفزت بسعادة ثم توجهت إليه وأخذت أقبل رأسه بسعادة .. ليبعدني بكلتا يديه قائلا : إذا لم تتوقف سأغير رأيي ..
إبتعدت عنه ضاحكا وأنا أقول بسعادة غامرة : أنا سعيد حقا يا حضرة المدير ، لن أجد من هو أفضل منك في حياتي ..
أشار بيده لأخرج غير مبالي بما قلته .. لكني أردفت قائلا : هل تعلم يا حضرة المدير أنك لو نزعت هذه النظارات الكبيرة فسوف تغدو وسيما وجميع الفتيات سيتحلقن حولك ..
ـ ومن شكا لك عن حالي ؟؟ يعجبني ما أنا عليه الآن ..
ـ لكنك بهذه النظارات تبدو شخصا كبيرا وأحمق ، لكنك عندما نزعت النظارة في الأمس تفاجأت حقا من ملامحك ، فقد بدوت شابا ووسيما ..
ـ شكرا لك على إطرائك والآن غادر فالحصة الأولى على وشك البدء ..
ـ إذا إلى اللقاء سأتحدث مع الصف عن موضوع الرحلة ..


خرجت من مكتبه متوجها إلى الصف .. وعندما دخلت وجدت الجميع متواجدون .. جلست في مكاني بجوار سوبارو الذي يقرأ كتابا ..
قلت مخاطبا إياه : سوبارو من علينا الآن ؟
أجابني دون أن ينظر إلي ولازالت عيناه مثبتتان على الكتاب : إنها المعلمة راي ..
أصابني إكتئاب من إسمها .. فأنا أبغضها كثيرا .. ماهي إلا ثواني حتى دخلت وبدأت بشرح الدرس وهي كما العادة تتمايل بدلال أمامنا يجعلني أصاب بالغثيان ..
عند إنتهاء الحصة قالت المعلمة راي وهي تنظر إلي : ياماتو قم بجمع دفاتر زملائك وأرسله لي في موعد الإستراحة ، سأنتظرك في معمل الكيمياء ..
قلت رافضا : آنسة راي فالتطلبِ من أحد آخر ..
قالت راي بدلال : قلت أنت يعني أنت ..
سمعت همسات الطلاب الغاضبة .. فهم يرغبون بعمل ذلك .. فهي فرصة مناسبة للتحدث مع المعلمة راي بإنفراد .. خصوصا أنها تجلس في معمل الكيمياء معظم الوقت بمفردها ..
مرت بقية الحصص بشكل عادي .. ولم يحدث أي شيء مثير .. وعندما حان موعد الإستراحة .. أدركت أنه الوقت المثالي لأتحدث به عن الرحلة ..
قبل أن يخرج أحد من الصف .. وقفت خلف طاولة المعلمين وقلت مخاطبا الجميع : فلتعيروني إنتباهكم جميعا لدقائق ، لدي شيء مهم أقوله ..
إلتفت الجميع إلي مترقبين ما سأقوله .. فأردفت قائلا : لدي مفاجئة سارة لكم ، في آخر يوم لهذا الأسبوع سوف نذهب جميعا إلى مدينة الألعاب ، وهذه الرحلة مخصصة فقط لطلاب صفنا ، لذا فلتستشيروا عائلتكم ، وأرجو من الجميع الحضور ، لأنه سيكون ممتعا إذا ذهب الجميع ، كما أننا في ذلك اليوم سنرتدي ما يحلو لنا ، وسننطلق مباشرة بعد أن يكتمل طلاب صفنا ..
تعالت الهتافات بسعادة بالغة .. يبدو أن الفكرة قد راقت لهم جدا .. وهذا يسعدني كثيرا .. وجهت بصري نحو جوليا وروز وسوبارو لأرى ردة أفعالهم .. فهم أساس الرحلة ..
وجدت روز تتحدث مع جوليا بسعادة وهذا بادٍ على ملامحها .. أما جوليا فقد كانت تبتسم تلك الإبتسامة الهادئة كالعادة ولا يبدو على ملامحها الحماس .. أما سوبارو فلم أستطع تحديد مشاعره بدقة بسبب الضمادات التي يلفها على وجهه ..

توجهت نحوهم وأنا أقول بإبتسامة عريضة : مارأيكم يا أصحاب بهذه الرحلة ؟؟ هل أنتم متحمسون لها ؟؟
قالت روز بفظاظتها المعتادة : متحمسون !! ومن سيتحمس لرحلة غبية كهذه ؟؟ هه لو أنها كانت لدولة أجنبية لكان أفضل ..
أجبت عليها مبتسما : حسنا سأفكر بشأنها في المرة المقبلة ..
ثم إلتفت إلى سوبارو قائلا : ها يا سوبارو هل أنت متشوق لنهاية الأسبوع ؟؟
أجابني سوبارو : هل أنت من نظم هذه الرحلة ؟؟
ـ نعم أنا من قررت ذلك وتحدثت مع المدير بشأنها وهو قد وافق على ذلك ..
ـ هكذا إذا ..
ـ لم تجبني بعد على سؤالي يا سوبارو هل أنت متشوق ؟؟
ـ لأكون صريحا معك أنا لا أرغب في الذهاب إطلاقا >> قالها بهدوء ..
ـ ولماذا !! >> قالها ياماتو متفاجئا ..
ـ أنا لا أحب الذهاب إلى مثل تلك الأماكن ..
ـ ولكن ..............
قاطعتني روز قائلة : دعك منه يا ياماتو ، فهو يرفض الذهاب لأن مدينة الألعاب مليئة بالأطفال ، وإذا ما ذهب إلى هناك فسيخيفهم بمنظره هذا ..
إلتفت إليها وقلت بضيق : روز ألا تستطيعين إغلاف فمك الكريه هذا قليلا ؟؟
ثم أردفت وأنا أنظر إلى سوبارو : سوبارو أرجوك إنه يوم واحد فقط ، ثم أنك ستستمتع كثيرا لا تحرم نفسك من هذه الرحلة الممتعة ..
نقل سوبارو ببصره إلى جوليا وقال مخاطبا إياها : جوليا ما رأيك ؟؟ هل ستذهبين معهم ؟؟
قالت جوليا التي كانت منصتة لنا منذ البداية : في الواقع لا مشكلة لدي إطلاقا ..
لمحت شبح إبتسامة على شفتي سوبارو وهو يقول : حسنا أنا سأذهب معكم ..
شعرت بسعادة غامرة عندما علمت أن الجميع سيذهب .. قلت بعد أن تذكرت شيئا : صحيح يا زملائي في الصف ، نسيت أن أخبركم أنكم تستطيعون إرتداء أي شيء في ذلك اليوم ..
سألني أحدهم : ومتى سننطلق تحديدا ؟؟
ـ سنجتمع أولا في الصف وبعد إكتمال العدد سنذهب معا بالحافلة ..
ثم أردفت قائلا : قبل خروجكم من الصف أرجوكم ضعوا دفتر الكيمياء على طاولتي حتى أعطيها للآنسة راي ..
بعد أن اكتمل عدد الدفاتر .. حملتها متوجها إلى معمل الكيمياء وأنا أشعر بالملل ..
عندما وصلت طرقت باب المعمل بهدوء .. ودخلت بعدها لأجدها جالسة على المكتب .. وضعت الدفاتر أمامها وقلت : ها هي ذي دفاتر الصف ...
إبتسمت لي بطريقة تثير الإشمئزاز وقالت : شكرا لك يا ياماتو أرجو ألا أكون قد أتعبتك ..
ـ في المرة المقبلة لا تطلبي مني شيئا هل فهمت ؟؟
وقفت من على الكرسي وتوجهت ناحيتي .. لا أعلم لم ارتبكت لكني شعرت أنه من الأفضل لي أن أهرب .. أدرت ظهري ناحيتها وسارعت في الخروج .. لكنها أمسكت بيدي الذي على المقبض قائلة بنعومة : علام العجلة يا عزيزي ياماتو ؟
جذبت يدي ناحيتي بسرعة .. عندما تلامسنا أشعر كما لو أن شرارة كهربائية سرت على جسدي ..
تراجعت للخلف قائلا بحدة : إبتعدي عني ودعيني أخرج حالا ..
أسندت بظهرها على الباب قائلة بإبتسامة ساحرة : ياماتو سمعت أنك قد قمت بتنظيم رحلة لطلاب صفك ، أريد أن أذهب معكم كذلك ..
قطبت حاجباي وقلت : بصفتك ماذا ؟؟
ـ بصفتي معلمتكم ..
أصدرت ضحكة ساخرة وقلت : الرحلة مخصصة للطلاب صفنا وأنت لست طالبة ..
ـ لا بأس فمعلمة واحدة لن تضر أليس كذلك ..
تمتم بصوت خافت : عنيدة تبا لك ..
ثم قال وهو يعيد صوته إلى طبيعته : سأفكر في الأمر ..
ـ لن تفكر وإنما ستتخذ القرار الآن ..
ـ حسنا حسنا ..
وافقت على طلبها لتتركني وشأني .. وبالفعل عندما سمعت بموافقتي تركتني أخرج ..
عدت إلى الصف وجلست في مكاني وقلت مخاطبا جوليا : جوليا أين علبة غدائي ؟؟
أعطتني علبة الغداء وشرعت في تناولها .. لفت نظري شيء ما بينما كنت آكل .. إلتفت إلى سوبارو ببطء لأجده يتناول الغداء أيضا ..
ـ سوبارو يتناول الغداء !! ياللمفاجئة !!>> قلتها بإندهاش ..
قال ببرود : وهل أنت الوحيد الذي يشعر بالجوع ؟؟ أولست ببشر مثلك ..
ـ لكنك دائما في مثل هذا الوقت تقوم بقراءة كتاب ما ، وتقول لي أنك لست بجائع ، مالذي حصل اليوم ؟؟
لم يجبني سوبارو وتجاهلني تماما .. لكن روز إلتفتت إلي قائلة : لقد حضرت جوليا ...........
لم تستطع إكمال عبارتها لأن جوليا سارعت في إغلاق فمها وهي تقول بإبتسامة : تناول الغداء بسرعة ولا تضيع الوقت في الثرثرة ..
قارنت بين علبة غدائي وعلبة غداء سوبارو .. لأجد أن المكونات هي نفسها .. والمختلف فقط هو طريقة الترتيب ..
قلت وأنا أنظر لجوليا : هل أنت من أعد الغداء له ؟؟
شتت جوليا أنظارها يمينا وشمالا وقالت : نعم ولكن لم تسأل ؟؟
ضحكت قائلا : لا شيء لكن يسعدني حقا أنك لم تعودي تخافينه أو تتجنبيه كما في السابق ، يسعدني أننا أصبحنا جميعا أصدقاء ..
قالت روز بسخرية : ماذا قلت ؟؟ أصدقاء !! هل تمازحنا ؟؟ نحن لا نتصادق مع الذكور الحمقى ..
قلت بمرح وأنا أشير إلى نفسي : وهل أبدو لك كأحمق ؟؟
ـ كل الذكور حمقى وأنت أولهم ..
لم أعر ما قالته أي بال .. واكتفيت بضحكة خافتة وعدت لتناول غدائي .. وهي فعلت المثل ..
مرت الأيام سريعا .. وأتى اليوم الأخير لي في هذه المدرسة .. استيقظت باكرا جدا وارتديت قميصا باللون الأزرق القاتم عليه رسومات باللون البني .. وارتديت أعلاه معطف بني اللون وبنطالا بني .. ولففت حول عنقي شالا مخططا بالأزرق والبني ..
ألقيت نظرة أمام المرآة .. لقد بدوت أنيقا حقا ووسيما بدون أي مبالغة ..
وبعدها توجهت إلى المدرسة بالسيارة وأنا متحمس للغاية لهذه الرحلة ..

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــ

~ روز ~
كنت قد إرتديت ملابس مخطط بالعرض باللون الأبيض والأسود بأكمام طويلة يصل حتى نصف الفخذ .. وأسفله ارتديت بنطالا أسود ضيق وطويل .. وعليه بعض النقوش على الطرفين ..
وها أنا الآن متوجهة للمدرسة .. كنت في غاية التلهف لهذه الرحلة منذ أن طرح ياماتو الفكرة ..
عندما وصلت كنا قد اتفقنا على الإنتظار في الصف .. حتى نرى ما إذا قد اكتمل العدد ..
عندما دخلت الصف رأيت الجميع يرتدون ملابس جميلة وأنيقة .. وأنا واحدة منهم .. والكل يبدو سعيدا ومتحمسا ..
جلت ببصري بحثا عن جوليا .. ولكني لم أجدها .. ظننت أنها لم تأتي بعد .. وستكون هنا قريبا ..
لفت نظري سوبارو الجالس في مكانه كالعادة وفي يده كتاب علمي كما يبدو من العنوان .. كان يرتدي

كان سوبارو يرتدي قميص رمادي اللون وثخين بأكمام طويلة بما أن الأجواء باردة قليلا، مرسوم عليها تنين ينفث النيران بالأسود ، وبنطال أسود ولازال يغطي وجهه بالضمادات ، على رأسه قبعة رمادية

.. قلت وأنا أقف بجانبه : سوبارو مالمتعة التي تجدها في قراءة الكتب ..
رفع بصره إلي لثواني ثم عاد يقرأ كتابه دون أن يعطيني جوابا .
. شعرت بالغيظ لأنه تجاهلني ، وقررت أن أفعل به كما أفعل لجوليا في الماضي ، سحبت الكتاب من يده خلسة ، وخبأتها خلفي قائلة : لن تأخذ الكتاب إلا بعد أن تعدني بعدم قراءتها أمامي ..

أسند بمرفقه الأيمن على الطاولة ووضع ذقنه على راحة يده وهو ينظر إلي ببرود ، مر الوقت ببطء وهو لازال يحدق فيني ببرد ..
زفرت بملل وأعدت الكتاب إليه قائلة : أنت شخص ممل حقا ..

لم يجب علي وعاد إلى قراءة كتابه ، بعد دقائق سمعت صوت الباب وهو يفتح ، واندفع الجميع متحلقين حول من قدم لتوه

.. إلتفت بفضول لأرى الشخص الذي جذب معظم الصف إليه عند قدومه ، فإذا بي أرى ياماتو بمنظره الجذاب ، لم أستغرب الأمر فهو مشهور دائما ، ثم أن الجميع ممتنين لياماتو صاحب الفكرة ومنظم الرحلة


- ألا تعتقدين أن جوليا قد تأخرت ؟؟
أدرت بوجهي إلى مصدر الصوت لأدرك أن المتحدث هو سوبارو ..

نعم سوبارو نفسه !! والسؤال موجه لي أنا ، أدركت هذا عندما رأيته يحدق في وجهي منتظرا الجواب مني ..

قلت وأنا أرمش بغباء وأشير بسبابتي على نفسي : هل تتحدث معي ؟؟
قال بهدوء : وهل لأحد أن يعرف عنها أكثر منك ؟؟
ابتسمت ساخرة ، قال أنني أكثر شخص أعرفها ، وأنا لا أعرف عنها إلا القليل ، هذا إذا كان ما علمته صحيحا ، فجوليا إنسانة غامضة حتى لو لم يبد ذلك عليها ، ولا يمكن لأي كائن التنبؤ بأفعالها
.. قلت له : قد تأتي قريبا ..






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:15 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.