آخر 10 مشاركات
متجر زمرد: إحدى أفضل الوجهات للعناية بالبشرة عبر الإنترنت (الكاتـب : حماد - )           »          الإغراء الممنوع (171) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 1 سلسلة إغراء فالكونيرى..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          رهينة حمّيته (الكاتـب : فاطمة بنت الوليد - )           »          خلاص اليوناني (154) للكاتبة: Kate Hewitt *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          207 - ملاك في خطر - شارلوت لامب ... (الكاتـب : * فوفو * - )           »          212- الارث الاسود - أيما دارسي (تصوير جديد) (الكاتـب : Gege86 - )           »          219 - صديقان ...وشيئا ما - جيسيكا ستيل (الكاتـب : Fairey Angel - )           »          آسف مولاتي (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-11-14, 01:11 PM   #41

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



~ جوليا ~

صوت يتردد صداها في أذني ، صوت مميز للغاية بالنسبة لي ، صوت يُريح النفس ويُغرقه بالحنان ، إنه بلا شك صوت أمي ..

فتحت عيني ببطء ولازال ذلك الصوت الحنون يناديني ، وتقع بصري مباشرة على وجه أمي الباسم ..
قالت أمي : صباح الخير يا جوليا ، لقد نمت طويلاً وآن الأوان لتستيقظي ..


جلست مسرعة وأنا ألتفت يمنة ويسرة ، هل ما أراه حقيقي ؟؟ أنا الآن في غرفتي المليء بالكتب وعلى فراشي بالتحديد ..
قلت غير مصدقة : ما الذي يحصل هنا ؟؟
نظرت أمي إلي بإستغراب وهي تقول : مابك يا جوليا ؟؟ هل لازلت مريضة ..
أجبت وأنا أحرك يدي في الهواء بعشوائية : هناك شيء غير صحيح ، لا يجب أن أكون هنا ، أعني أنه قد تم إختطافي على ما أظن ..


إنفجرت حينها أمي بالضحك حتى أدمعت عيناها وقالت بعدها وهي تمسح دموعها بسبابتها : آه منك يا جوليا ، لا بد أن قصص والدك حول الجرائم التي يحقق فيها قد أثرت فيك ، هيا استيقظي فهناك ضيوف بإنتظارك ..
لم أجب على والدتي ، وعقلي لم يستوعب ماقالته أمي ، هل كل ماحصل لي مجرد حلم ؟؟ لا ، لا أظن ذلك ..

أنزلت بصري نحو أصابعي أتأملها لأجد أنها طبيعية جداً ، كما لو أنه لم يتم إقتلاعها ..


أحسست بوالدتي التي وضعت يدها على كتفي وقالت بحنان فائق : عزيزتي لا تفكري كثيراً فما حصل معك كان مجرد كابوس ، وأسرعي في النزول فأصدقاءك بإنتظارك ..
قلت بإستغراب : أصدقائي !! أتقصدين روز ؟؟

وضعت أمي سبابتها اليمنى أسفل شفتيها وقالت بتفكير : ليست روز وحدها فهناك رجلان آخران معها ، أحدهما وسيم والآخر ملفوف بالضمادات ..

أدركت من وصفها أنهما سوبارو وياماتو ، لذا أزحت الفراش عن جسدي وقلت وأنا أستعد للوقوف : حسناً أمي أخبريهم أن ينتظروا عشر دقائق ، وبعدها سأنزل إليهم ..
أومأت أمي برأسها واستدارت متوجهة نحو الباب ، حينها ناديتها بتردد : أ.. أمي هل هذا هو الواقع حقاً ؟؟

إلفتت أمي برأسها وقالت مبتسمة : نعم يا عزيزتي إنه الواقع ، ولا تدعي الكابوس الذي راودك يزعجك ..
إبتسمت لها بإمتنان ، وتوجهت إلى دورة المياه ..

لازلت لا أصدق أن جميع ما حصل معي كان مجرد كابوس مزعج ، لكنني سعيدة أنه مجرد كابوس ، فلو كان حقيقة فلا أدري ماذا قد يحصل معي ..


بعد أن انتهيت من تجهيز نفسي نزلت من السلالم بخطوات رزينة، وعلى ثغري إبتسامة هادئة ، وعلى آخر عتبة لمحت أصدقائي جالسين على تلك الأرائك الزرقاء الممزوجة باللون الأبيض ، وأمي وجودي جالسَين معهم ..
قلت حتى ينتبهوا إلي : مرحباً جميعاً ..


حينها قفزت روز بإتجاهي وأسرعت بإحتضاني وهي تقول : جولي أيتها الحمقاء لماذا تركتيني وحيدة في المدرسة ليومين كاملين ؟؟ لقد كنت قلقة عليك كثيراً ..
رمشت بغباء وأنا أقول : ماذا تقصدين ؟؟
تكلم ياماتو بمرح : سمعت أنك أصبت بالحمة لا فقد الذاكرة ..

نظرت إلى أمي مستنجدة فأنا لا أفهم شيئاً مما يقولونه ، حينها قالت أمي : لقد أصبت بالحمة ليومين كاملين وكنت قد غطيت حينها فين نوم عميق واليوم أخيراً تحسن حالك ..
حككت رأسي وأنا أقول بإحراج : هل حقاً حدث ذلك ؟؟ أنا لا أتذكر شيئاً البتة ..

ثم صمت لثواني لأردف بعدها : لكن ربما بسبب الحمى حلمت بكابوس مزعج ..
قالت روز بفضول : وما هو ؟؟ إروها لنا يا جوليا ..

أمسكت بيدها وقدتها نحو الأريكة المزدوجة وجلسنا بجانب بعضنا وقلت مبتسمة : حسناً سأرويها لكم ..

أخذت أسرد لهم حلمي والجميع كانوا متفاعلين كثيراً معي ، وروز أولهم ، وياماتو كان يكتفي بالضحك ، أما سوبارو فكان يعلق على كل مقطع بطريقة ساخرة ..
وحينما انتهيت قال سوبارو بنبرة باردة : يالخيالك الواسع يا جوليا ، هذه الأمور من المستحيل لها أن تحصل في أرض الواقع ، ثم أن تصرفك في الحلم كان أبعد من الخيال ، فمن المستحيل لفتاة أن تتحمل التعذيب وتضحي بنفسها من أجل إمرأة أخرى ..


نطق ياماتو مبتسماً : لكنك غدوت كالبطلة في الحلم ..
حينها قالت روز بسرعة : جوليا بطلة سواءً أكان في أرض الواقع أو في الخيال ..
ثم أردفت بحقد : من الجيد أن راي كانت شخصية سيئة في الحلم ..
ضحكت متسائلة : ولماذا تكرهينها إلى هذه الدرجة ؟؟
- كل شيء فيها يثير أعصابي ، حقاً لا أطيقها ..

هنا سألت جودي بفضول : من راي هذه ؟؟
أخذت روز تصف لها المعلمة راي بأسلوب مضحك ومبالغ ، جعلت جودي تقول بحماس : أنا متشوقة لرؤيتها ، سأصيبها بالجنون حتماً ..


أكملنا الحديث في مواضيع عدة ، وأنا أنظر إليهم مبتسمة ، لا أعلم لماذا افتقدتهم كثيراً ، لربما كان الحلم طويباً حتى شعرت بأنني لم أرهم لأسبوع ..
الغريب أن المعلمة راي والمدير كازوما والممرضة يومي اقتحموا الحلم وكانوا شخصيات رئيسية في الحلم ، هه هذا مضحك للغاية ..
انقضى اليوم سريعاً وكان هذا من أحلى الأيام ، فربما بسبب الكابوس الذي راودني أحسست بقيمة الحرية وبقيمة الأشخاص من حولي ..

بعد العشاء جلست مع عائلتي جلسة سمر ، تبادنا فيها أطراف الأحاديث ، وأبي يروي لنا بعض المواقف التي حصلت معه في العمل ، لتقول أمي ضاحكة : عزيزي توقف عن سرد مثل هذه القصص ، فبسببك حلمت جوليا بكابوس مزعج ..

قلت مبتسمة : لا بأس يا أمي فقصص أبي ممتعة كثيراً ..
احتضنني أبي وهو يقول : هذه هي إبنتي الرائعة ..
قالت جودي بغيرة واضحة : أبي أنا الإبنة الصغرى هنا ، لذا أنا من يجب أن تدللوني لا جوليا ..

انتهت الجلسة وعاد كل منا إلى غرفته بعد أن حان وقت النوم ، وأنا أتمنى أن تدوم حياتي الهادئة دائماً


~ نهاية الجزء ~




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 23-11-14, 01:13 PM   #42

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


25

~ جوليا ~

كنت مقطبة جبيني أثناء نومي ، أشعر بالحر الشديد وأنا أتصبب عرقاً ..
استيقظت حينها بسرعة لأتفقد أجهزة التكييف ، لكنني تفاجأت حين رأيت نفسي في مكان غريب ، إنه المكان ذاته الذي حلمت به من قبل ، هل يا ترى عدت إلى الكابوس ذاته ؟؟

هذه هي المرة الأولى التي أعود فيها إلى الحلم ذاته مرتان ، لابد من أنها ظاهرة غريبة ..
نظرت إلى ملابسي الذي تبلل من كثرة العرق ، بعدها سمعت صوت أنين خافت ..

رفعت رأسي لأجد الآنسة يومي مستلقية على جنبها مديرة ظهرها إلي ، لكنها لم تكن بحالة طبيعية ، ملابسها من الخلف ممزق وغارق بالدماء ، وجسدها يرتعش بشكل متواصل ، ومن الواضح أنها تحاول كبت شهقاتها وآهاتها المتألمة ..

أجفلت في مكاني من الصدمة ، ما الذي حصل يا ترى ؟؟ هززت رأسي وأنا أتمتم : هذا حلم وسأستيقظ قريباً ..

على الرغم من أن هذا ما قلته إلا أنني لم أستطع منع نفسي من التوجه إلى يومي وأسألها بنبرة قلقة : آنسة يومي ما الذي حصل لك ؟؟
لم تجبني على سؤالي ، لكن صوت نحيبها قد أصبح أعلى من قبل ، لذا شعرت بالكثير من القلق ، لم أعد أستطيع أن أميز ما إذا كان هذا حلم أم واقع ..

ولأتأكد مما يحصل لي اقتربت من الجدار وضربت راسي به بقوة،. لأشعر بالألم وأدرك أنه الواقع المر ، وما رأيته كان مجرد حلم حلمت به لأهرب من هذا الواقع ..

سمعت صوت رجل ساخر : ماذا بك ؟؟ هل جننت أم ماذا ؟؟ لابد أن الدواء الذي أعطيتك إياه قد أثر على دماغك ..


لم أعر سخريته أي إهتمام ، فهناك شيء أهم الآن ..
قلت بنبرة حادة : ماذا حصل معي بالضبط ؟؟ وماذا فعلتم بالآنسة يومي ؟؟

طرحت هذا السؤال على الحارس الأصلع الملفوف بالضمادات ، ليقول بنبرة باردة : لقد أصبت بالحمة وغفوت ليوم كامل ، ولنعطيك الدواء لابد من أن تدفع إحداكن الثمن ، وبما أنك كنت مريضة فقد دفعت هذه المرأة الثمن عوضاً عنك ..


انتابني حينها غضب عارم ، لدرجة أنني لا أعلم كيف يمكنني أن أتصرف ، وأين يمكن أن أفرغ كل مافي داخلي ..
لا جدوى من الصراخ في وجهه ، فقد حصل الأمر وانتهى ، ولا يمكنني حتى أن ألكمه لأفرغ غضبي ، لا يمكنني فعل شيء البتة ..

وشعوري بالعجز يزيد الوضع سوءً ، ويفقدني أعصابي أكثر فأكثر ، ومن شدة غيظي أصبحت أجد صعوبة في التنفس والهواء من حولي أصبح ثقيلاً للغاية ..
لأول مرة أصاب بمثل هذه الحالة ، وأصل إلى هذه الدرجة من الغضب ، لكنني أدرك أن غضبي لن يغير شيئاً البتة ، وفقط سيزيد وضعي سوءً ..



أخذت آخذ نفساً عمييقاً وبعد أن يمتلئ رئتاي أقوم بنفثها قليلاً قليلاً ..
وبعد عدة محاولات أخذت أسيطر على نفسي وأعود إلى طبيعتي ..


رجعت أقترب من الآنسة يومي وهمست بهدوء : شكراً لك يا آنسة يومي، وأنا أعتذر حقاً ..
حينها جلست الآنسة يومي والتفتت إلي لأتفاجأ من وجهها الغارق بالدموع وصوتها الغاضب الممزوج بالإرتعاش : لا تقتربي مني أيتها الكاذبة ، وعدتيني أن تحميني لكنني جُلدت بسببك ، أنت لست سوى كاذبة ..
أنهت عبارتها لتتأوه بألم وتقطب جبينها بإنزعاج ، ودموعها لم يتوقف عن السيلان حتى الآن ..

لم أعر لكلماتها أي إهتمام ، فلا بد أنها لا تعني ما تقوله ..
قلت وأنا أمسكها من كتفيها : إهدئي يا آنسة يومي ، فإذا إستمريت في الحراك ستتألمين أكثر ..

انصاعت الآنسة لما قلته ، واستلقت على جنبها الأيمن ، وأنا أنظر إلى ظهرها بشفقة ، لقد لقيت عقاباً أشد مني ، آه كم أرغب في تمزيقهم ..
نظرت إلى الحارس وقلت بهدوء : أحضر لنا بعض المعقم والشاش فقد يلتهب جروحها إذا لم نعقمه بسرعة ..


نظر إلي ساخراً ، ليقول بعدها : أنتما حقاً مضحكتان ، أنتما سجينتين لدينا ولستما ضيفتين ، تذكري هذا ..
حينها صرخت بغضب : لكنكم من تسببتم بجراحها أيها المجرمون ..
زفر الحارس بملل وهو يقول : كفي عن إزعاجي يا جوليا ، ودعيني وشأني ..


أدركت أنه لا فائدة من التحدث معه ، ففي النهاية هو يعمل تحت إمرة ذلك اللعين ساي ..
قلت وأنا أضيق بصري : ائتني برئيسك وسأتناقش معه ..
- أنا لا أعمل تحت إمرتك >> قالها الحارس ببرود ..

ركزت على أسناني بقهر وقلت من بين أسناني : لماذا تحب إغضابي يا هذا ؟؟ ألا تستطيع أن تفعل ما أطلبه منك دون نقاش ؟؟


قاطع حوارنا صوت صرير الباب ، لأقفز مباشرة نحو القضبان وأنا أنظر إلى الباب بلهفة ، فإذا بالشخص الذي أرغب في رؤيته يدخل من الباب وخلفه الخائن كازوما ..


فتح ثغره ليتفوه بشيء بشيء ما ، لكنني سبقته قائلة : أحضر لي عدة الإسعافات الأولية فلابد لي من تعقيم جروح الآنسة يومي ..
إبتسم ساي قائلاً : هل تعلمين أنا نادم لأني أعطيت لك دواء مخفض للحرارة ..

قطبت حاجباي بقهر ، لماذا يتجاهل ما أقوله ؟؟
أعدت ما قلته علّه يشفق على حالنا قليلاً ، لكن أملي قد خاب حين قال : هل تذكرين قبل عدة أيام لقد سألتني عن سبب إختطافي لك ، وأجبت أنك ستعلمين لاحقاً مايحصل خارج هذه الزنزانة ، وهاقد جاء الوقت لتعلمي ..
قلت بحذر : ولماذا جاء هذا الوقت أخيراً ؟؟ أتنوي إنهاء حياتي قريباً ؟؟
علت ضحكته المكان ، وبعد أن تمالك نفسه قال : أنت فعلاً تعجبينني بسرعة بديهتك ، أنت محقة تماماً ، وجودك لم يعد ذا فائدة كبيرة ، وما أسعى إليه سيصير واقعاً ..

قرب الحارس الأصلع الكرسي من ساي ، ليجلس عليها بالقرب من الزنزانة ويقول : أنا أتيت بك إلى هنا لأنتقم من روز وسوبارو ..
علت الدهشة ملامحي ، لم أكن لأظن أنهما السبب ، كنت أظن أن أبي الذي تسبب في كشف العديد من المجرمين هو السبب ، والإحتمال الآخر هو أنهم قد اخذوني للضغط على جدتي التي تمتلك مجموعة من الفنادق والمطاعم الفخمة المنتشرة في أرجاء العالم ..

لكن أن يكون سوبارو وروز هما السبب فأنا لم أخمن ذلك إطلاقاً ، قلت بهدوء : هل تمزح معي ؟؟
قال ببرود وهو يرفع أحد حاجبيه : وهل تظنين أنني أرغب في تسليتك ؟؟
قلت وأنا أحرك كلتا يداي بعشوائية : لكن هذا غير منطقي البتة ، ما العلاقة بين روز وسوبارو وبينك ؟؟ لا أظن أن هناك شيء يربطكم ببعض ..

نظر ساي إلى كازوما بنظرات غريبة ، ليجثو الخائن كازوما أمامه على ركبتيه ، وأخذ يثني بنطال ساي في الجهة اليسرى ..

كُشف عن ساق ساي ، لألاحظ أنها ليست طبيعية إطلاقاً،. وبعد التدقيق اكتشفت أنها قدم صناعية ..
قال حينها ساي بعد أن ابتعد الخائن كازوما : هل ترين قدمي هذا ؟؟ روز هي السبب في هذا ..
ثم صمت قليلاً وهو يغلق جفونه وكأنه يسترجع الأحداث ، وأكمل بعد أن تغيرت نبرته إلى نبرة مليئة بالحقد والكراهية : لازلت أتذكرها حين ضربتني بقطعة الخشب المثبت فيها ذلك المسمار الصدئ الذي غُرس في ساقي ، وبسبب تلك الضربة اضطر الأطباء إلى بتر قدمي ووضع قدم صناعي عوضاً عنه ..
بعدها عاود فتح عينيه التي كانتا محمرتان بشكل مرعب ، وأردف صارخاً : لا تعلمين مقدار الصدمة الذي شعرت به حينها ، وما زاد الأمر سوءً هو أن زوجتي قد تركتني بعد الحادث بأسبوع ، قائلة أنها لا تريد العيش مع شخص مثلي ، وانهالت علي المصائب متتالية ، فقد استغل صديقي المقرب والذي كان شريكي في الصفقات وضعي المزري ، وأخذ ينهب مالي من دون لا أدري ، مرت علي تلك السنة ثقيلة للغاية ، لم أنسى طعم المرارة التي ذقتها تلك السنة ، وآن الأوان لتتذوقها روز ..


صمت بعد الإنفجار الذي حصل للتو ، وأخذ يلتقط أنفاسه بتعب ، يبدو أنه أرهق نفسه كثيراً ، لكنني لا زلت غير مصدقة لهذه القصة حتى لو كانت تعابيره صادقة مئة بالمئة ..
قلت بهدوء وبإيقاع بطيء : إذا كان شريكك قد نهب مالك حينما كنت منشغلاً بصدمتك ، لماذا أرى وضعك الآن مناقضاً لما ذكرته ..



علت شفتيه إبتسامة خبيثة مملوء بالشر ، وقال بعد أن قرب وجهه من القضبان الحديدية : وهل تظنين أنني كنت لأتركه ينجو بفعلته ؟؟ لا وألف لا ..
ضيقت عيناي بتساؤل ممزوج بالقلق : وماذا فعلت به ؟؟

أسند ظهره إلى الخلف مجيباً بعد أن ضم ساعديه على صدره ، ولازالت إبتسامته المرعبة مرسومة على ثغره : كنت لأنتقم منه بطريقة عادية ، لكن ما اكتشفته لاحقاً جعلني أغير تفكيري ، هو لم يكتفي فقط بسرقة نقودي وإنما سرق زوجتي كذلك ، حينها لم أكن لأسامحهما أبداً ............


قاطعته قائلة : هل تقصد بهما صديقك وزوجتك ؟؟
أومأ رأسه بنعم وأكمل : أول خطوة للإنتقام هو أن أستعيد كل الأموال التي سرقها مني وآخذ جميع أمواله ، وقد أفلحت في هذه الخطوة بعد أن رسمت خطة محكمة ولا أنسى راي التي ساعدتني كثيراً بإغرائها للموظفين ، والخطوة الثانية للإنتقام هو أن أُذيق صديقي الخائن طعم الفقر والذل ، وهذا ما حصل بالفعل ، فقد أصبح كالكلاب المشردة التي لا مأوى لها ، أبقيته على هذا الحال لعدة أسابيع ، بعدها تطرقت للخطوة الثالثة والتي كانت أكثر الخطوات إمتاعاً ..

سكت بعدها لثواني ، ويبدو أنه قد سرح بعيداً ، متناسياً أنه كان يروي لي خطواته الخبيثة للإنتقام ، قلت لأوقظه : هي أنت إلى أين ذهبت ؟؟ أكمل مافعلته لأرى لأي درجة من الدناءة وصلت إليها ؟؟
إبتسم بعد أن عاد إلى الواقع وقال : المعذرة لقد شردت قليلاً ، فأنا كنت أتذكر آهاته المتعذبة هو وزوجتي ، ولازلت أتذكر منظرهما المثير للشفقة والممتع للنظر ..


كلماته زادتني تشويقاً لمعرفة ما فعله ، فعقله المليء بالأفكار السوداء ماذا يمكنه أن ينتج من طرق للتعذيب ؟؟

ساي : لقد اختطفتهما كما فعلت معك ، وحبستهما في غرفة واحدة ، لكنهما لم يكونا مثلك ، لقد قيدتهما بالسلاسل في غرفة سميتها غرفة التعذيب ، فقد جمعتها فيها كل الأسلحة الممكنة للتعذيب ، بدأت أولاً بزوجتي ، كنت أتلاعب بأعصابها بجعلها هدفاً لسهامي ، وكنت تارة أصيب يدها وتارة بطنها ، وهي كانت تصرخ بأعلى مالديها، وتعمدت عدم إصابتها في مناطقة مميتة لتذوق أكبر كمية من العذاب قبل الموت ، أما الخائن فقد كان يراقب الوضع بخوف وترقب منتظراً دوره ، أكملت تعذيبها وبعد أن أصبتها في مناطق عدة من جسدها أصبح الأمر مملاً ، ولأزيد من التشويق صوبت على عينها اليسرى وحين أصبتها فتحت فاها عالياً بالصراخ ليستقر آخر سهم في فمها ، وتصعد روحها إلى السماء أخيراً ..




الصدمة ألجمتني تماماً ، أي زوج قد يفعل هذا بزوجته ؟؟ أي إنسان قد يفعل هذا لإمرأة ؟؟
كنت أعلم أنه شخص لا يعرف معنى الرحمة ، لكن مع هذا لم أكن لأتصور أن يفعل شيئاً كهذا !!
كان جسدي يقشعر بمجرد تخيلي العذاب الذي قاسته زوجته على يد هذا السفاح ، وأنا أتمتم في نفسي أن ما رأيته كان جزء من قسوته ووحشيته ..



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 23-11-14, 01:13 PM   #43

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



5
أكمل ساي المبتسم بإستمتاع : أما صديقي الخائن ، فلم أكن لأعذبه لعدة ساعات كما فعلت مع زوجتي ، لكنني أحببت أن يطول ألمه أكثر من هذا ، وأدعه يموت ببطء شديد ، لذا كنت في كل يوم أقوم بغرس خمسة مسامير في جسده ، ورؤيته ينتفض في مكانه كان يسعدني كثيراً ، ولأزيد من عذابه كنت قد قطعت رأس زوجتي ووضعته بجانبه فكلما فتح عينيه يرى وجهها المثير للشفقة ، وحينما يعطش كان لا يشرب إلا الماء الممزوج بالزجاج والمكسورإلى قطع صغيرة يُسهل إبتلاعها، استمر هذا الوضع لمدة اسبوعين كاملين وكلما امتلأ جسده بالمسامير انتزعته من مكانه لأعيد غرسها ، لازلت أتذكر وجهه الباكي والبائس وهو يرجوني أن أقتله بسرعة ، فقد سئم هذا التعذيب الذي كان يرهقه كثيراً ، ووجه زوجتي الموضوع أمامه يعذبه نفسياً ، لذا قررت أن أحقق أمنيته ، فأنا كان يجب أن أتخلص منه لأتفرغ لروز وسوبارو ، لكن موته لن يكون سهلاً ، فأنا لن أكتفي بإطلاق النار على قلبه ، ولا بطعنة في صدره ، وإنما بدأت بتقطيع أصابعه الواحدة تلو الأخرى في كلتا يديه وقدميه ، وبترت بعدها أطرافه التي بدأت تنزف بغزارة ، ليموت بعدها أخييراً ..



سفاح .. قاتل .. مجرم .. وحش ..
كل هذه الكلمات لا تكفي لوصفه ، هو قد وصل إلى مرحلة تفوق الوصف ، لأول مرة في حياتي أقابل رجلاً مثله ، الكلمات عجزت عن الخروج ، ولساني قد أُلجم تماماً ..



سأل ساي : والآن مارأيكما بما سمعتما ؟؟
لم أفهم لماذا سأل بصيغة المثنى ، مع أنه يخاطبني وحدي ، لكنني خمنت أنه يخاطب يومي كذلك ، لذا أجبته وأنا أرمقه بنظرة إستحقار : تسألني عن رأيي ؟؟ رأيي فيك أنك شخص عديم الإنسانية ، وفقدانك لساقك وما فعله صديقك وزوجتك لم يكن سبباً كافياً لتفعل بهما كل هذا وتحاول الإنتقام من روز ..
رد ساي بنبرة مستفزة : لا تلوميني على شخصيتي الجديدة فروز من حولتني إلى هذا الوحش ..
أجبت بغضب : لا تحمل روز ذنوبك ، فأنا متأكدة أن هناك حلقة ناقصة في قصتك ، أقصد كيف تقابلتما وماذا حصل قبل أن تهجم عليك بالقطعة الخشبية ، أنا موقنة أنك من بدأ أولاً ..


أمال فمه قليلاً وهو يقول : هذا صحيح لم أخبرك كيف تقابلنا ، حسناً كل ما هنالك أنني كنت أدور في الشوارع دون هدف ، لمحت ظل أحدهم في زقاقة ضيقة ولأكون صريحاً كنت حينها ثملاً ، وعندما دخلت الزقاقة رأيت روز المتكورة على نفسها وجسدها يرتعش جعل منظرها ممتعاً ، اقربت منها وثبتها على الجدار بقوة بعد أن أوقفتها رغماً عنها ، كان وجهها المحتقن بالأحمر وشعرها الملتصق على وجهها جذاباً للغاية ........
قاطعته بسرعة : لا تقل أنك حاولت أن ......
أجابني من دون أن أكمل سؤالي : نعم ..
ثم تغيرت نبرته إلى الحقد مجدداً : لكن تلك اللعينة استطاعت الفرار مني وأمسكت بالقطعة الخشبية التي كانت ملقاة على الأرض وبعد أن ضربتني فرت هاربة ..


قلت بهدوء : متى حصل هذا ؟؟
- قبل سنتين من الآن ..

ما سمعته كشف لي العديد من الأمور المبهمة ، علمت الآن السر الذي كانت تخفيه روز عني ، إذاً هو كان السبب خلف تغير روز وخوفها من الفتيان ، وحالات الإغماء الذي يصيبها كلما اقترب منها أحد الفتيان ..
فهمت الآن ماتقصده روز بتلك الجمل الغامضة التي كانت تذكرها بين حين وآخر ..

قلت وأنا قطب جبيني : هل تعلم أنه بفعلك ذاك أصبحت روز تخاف من الذكور ؟؟ أنت من غيرتها لا هي أيها الشرير العفن ..
توجه نحو القضبان وقال بإنفعال أفزعني : لماذا كانت هناك في وقت متأخر إذا كانت لا ترغب في التعرض للمضايقات ؟؟ هي من جلبت هذا لنفسها ..


النقاش معه لن يكون ذا فائدة أبداً ، لذا فضلت الصمت ، وعدت أنظر إلى يومي التي هدأت فجأة ، ويبدو أنها قد غطت في النوم ، لابد أنها مرهقة كثيراً ..
قلت بهدوء لأخفف الأجواء المشحونة بيننا لأستطيع الطلب منه بسهولة : إذا كنت تريد الإنتقام من روز فالآنسة يومي لا شأن لها ، لذا احضر معقم أعقم به جراحها ..


تجاهلني مجدداً وهو يقول : أليس لديك فضول لمعرفة سبب كراهيتي لسوبارو ؟؟

صحيح أنني فضولية بشأن هذا ، لكن هناك أمور أهم يجب علي الإهتمام بها عوضاً عن سماع ثرثرته ..
صحت بغضب : لا أريد ذلك ، كل ما أريده هو علاج جراح الآنسة يومي ، لذا لا تتجاهلني ..

أدخل إصبعه السبابة في إذنه قائلاً : أنت مزعجة جداً ، أنا أتجاهلك عمداً لأنني لا أهتم بما تطلبينه ، لكنك غبية جداً ولا تفهمين ..
نطق كازوما : أخبرنا بقصتك مع سوبارو ، ولأكون صريحاً أنا فضولي بهذا الشأن ..

نظرت إلى السيد كازوما بتفاجؤ ، وأقول بعدها ساخرة : شريكان ولا تعرف إلى ماذا يهدف شريكك ؟؟
أجاب السيد كازوما ببرود : أنا أساعده في إنتقامه مع أنني أجهل السبب ، لا أظن أن هناك مشكلة في هذا ..


أشحت بوجهي بعيداً عنه ، رؤيتي له واقف مع ساي يغضبني ، فأنا لم أظنه شخص حقير أبداً ..


سمعت حينها ساي يقول : سأغادر الآن بما أنك لا تريدين سماع قصتي أنا وسوبارو ..
ثم إلتفت إلى السيد كازوما قائلاً : سأروي لك ما حصل بيننا خارجاً لذا تعال ..
ناديته بسرعة لكنه لم يعرني إنتباهاً وخرج بعدها ، لألكم الأرض بقوة وأنا أتمتم بقهر : اللعنة ..

وجدت قطعة قماش على الأرض تعود إلى ملابس الآنسة يومي ، وقمت بإلتقاطها من على الأرض وغسلته جيداً بالماء ، وبدأت بمسح ظهر الآنسة يومي ..
لا يزال الحلم الذي راودني يتكرر في ذهني ، حياة هادئة !! هه هذا مستحيل ، لابد أن ما يحصل معي الآن هو عقاب لما فعلته سابقاً لشيبا ، هذا هو عقابي الذي أستحقه ، لكن ما شأن يومي بهذا ؟؟
لماذا هي هنا معي ؟؟ أنا الحقيرة الوحيدة التي يجب أن تعاقب وتعذب ، الأبرياء من أمثال الآنسة يومي لا يجب أن يكونوا في موقف كهذا ..


=========================================



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 23-11-14, 01:14 PM   #44

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



~ ياماتو ~

خرجت من منزل آلبرت متوجهاً إلى مدرستي ، وبما أن المسافة بعيدة فقد استقليت سيارة أجرة كما أفعل عادة منذ أن طردني أبي ..
كنت أنظر إلى الطريق بشرود ، حياتي المدرسية الجديدة مملة للغاية ، وأنتظر اللحظة التي أغادر فيها متوجهاً إلى مدرستي القديمة لأقابل روز وسوبارو ، وعلى الرغم من أنني سعيد لرؤيتهما إلا أنني أكون قلقاً وخائفاً في الوقت ذاته ، آه كم أتمنى أن ينتهي كل هذا ..

انتبهت على صوت السائق الذي قال : أيها الفتى لقد وصلنا ..
نزلت من السيارة بعد أن دفعت الأجرة ، وسرت متوجهاً نحو الصف ، وكل من حولي يتهامسون فيما بينهم وأعينهم تتبعني ..


الجميع يعلم أن أبي قد طردني من المنزل ، لذ أصبح الجميع يتحدثون بشأن هذا الأمر ، جلست في مقعدي المجاور للنافذة ، وأخذت أتأمل السماء متجاهلاً الجميع ..


مر الوقت ببطء وملل شديدين ، وانتهى هذا اليوم المدرسي الممل أخيراً ، خرجت من المدرسة مسرعاً متوجهاً نحو المدرسة القديمة ..
لكن عند خروجي تفاجأت بسيارة سائقي الخاص ينتظرني أمام بوابة المدرسة ..

ما إن رآني السائق حتى انحنى بإحترام وهو يفتح باب السيارة قائلاً : سيدي الصغير تفضل أرجوك ..
قلت بإستغراب : ماذا تفعل هنا ؟؟
أجابني : لقد طلب مني السيد أن أصطحبك إلى المنزل ، فهو يريد التحدث معك ..

لم أرد أن أصعد إلى السيارة ، لأنني يجب أن أقابل صديقاي الآن ، لكنني على يقين أنني إذا رفضت فسيقع هذاا لمسكين في مشكلة ، ولن يرحمه أبي ..
لذا دخلت إلى السيارة ليغلق السائق الباب ويتوجه إلى مقعده وينطلق نحو المنزل ..


سمعت السائق يقول : سيدي الصغير لقد اشتقت إليك كثيراً ، من الجيد أن السيد قد غير رأيه وقرر أن يعيدك ..
إبتسمت بحنان له وقلت : وأنا قد اشتقت إليكم كثيراً ..
قال السائق حينها : كفاك مزاحاً يا سيدي الصغير لا أحد يشتاق للخدم ..
قطبت حاجباي بإنزعاج مما قاله ، وهتفت بنبرة ممزوجة ببعض الغضب : لا تقلل من شأنك أنت والبقية ،فأنا أعتبر كل من في منزلي من خدم عائلة لي ، فأنتم تهتمون بي وترعونني مذ أن كنت صغيراً ، لذا إياك وأن تعتبر نفسك مجرد خادم لا أهمية له عندي ..


مسح السائق دموعه التي دلت على تأثره ، وقال بنبرة ملأته السعادة : سيدي الصغير أنت فعلاً شاب عظيم ، ولن نجد من هو أفضل منك ، نحن فخورين جداً بالعمل عندك ..
ابتسمت له دون أن أنطق بشيء ، وبالي مشغول بالتفكير في أوامر الخاطف وبما فعلاه روز وسوبارو ..
هل يا ترى قد تلقوا أمراً جديداً ؟؟ وإذا كان نعم فماذا أُمروا بأن يفعلوا ؟؟ وهل نفذوا ذلك أم لا يا ترى ؟؟


إيقظني من سلسلة أفكاري صوت السائق الذي قال : سيدي الصغير لقد وصلنا ..
نزلت من السيارة بعد أن فتح أحد الخدم الباب لي ، وتفاجأت حين رأيت الخادمات واقفات أمام باب المنزل وعلى شفتيهن إبتسامة عريضة ، والبعض قد تأثروا برؤيتي حتى بكوا ..

قلت ضاحكاً : لماذا تتصرفون كما لو أنني قد غبت مدة سنة كاملة ؟؟ إنه مجرد أسبوع واحد فقط ..
تحدثت إحدى الخادمات وهي تسمح دموعها بالمنديل الذي في يدها : بدى الأسبوع وكأنه قرن بالنسبة لنا ..

بعدها تحلقن حولي وأخذوا يسألونني عن أحوالي وعن ما فعلته ، ويروون لي ما حصل معهن بعد غيابي من ملل وألم ..
فجأة سمعنا صوت حازم يقول بصوت عالي : ماذا تفعلن جميعاً ؟؟ ليعد الجميع إلى العمل ، وأنت أيها السيد الصغير تعال بسرعة فوالدك بإنتظارك ..

علمت صاحب الصوت دون أن أنظر إليه حتى ، إنه آلبرت بلا شك ..
إبتعدن الخادمات وهن يتذمرن بصوت خافت ، وعدن جميعاً إلى عملهن ، بينما نظرت أنا إلى آلبرت الذي كان يقف على آخر عتبة من السلم الحلزوني ، ثم ابتسكت في وجهه إبتسامة عريضة ، ليدير ظهره نحوي ويصعد السلالم بخطوات ثابتة ..


ركضت نحوه وحين وصلت إليه ضربت ظهره بقبضتي قائلاً : أيها الأحمق لا تتصرف بجمود هكذا ، أظهر بعض السعادة لعودتي ولو كانت سعادة زائفة ..
توقفت مكانه والتفت نحوي ، وأخذ يتأمل وجهي بملامحه الجامدة ، ومن ثم عاود الصعود بهدوء ..
لم أفهم لماذا توقف ونظر إلي ، ظننت أنه سيقول شيئاً لكن ربما كان ظني ليس في محله ..

أثناء طريقي إلى مكتب أبي كنت أروح عن نفسي بالتحدث مع آلبرت الذي لا يعيرني أي اهتمام ، وكنت أتعمد فعل ذلك لأطرد التوتر الذي ينتابني دائماً عند مقابلة أبي ..


عندما وصلنا أمام باب مكتب أبي ، إلتفت إلي آلبرت وعلى شفتيه إبتسامة ساخرة وهو يقول : أرجو أن تخرج من ساحة الحرب سالماً ..

أدركت أنه يعلم أني خائف من مواجهة أبي،. وها هو يسخر مني الآن متجاهلاً أنني سيده ..
رمقته بنظرة حادة وقلت بصرامة : هي أنت لا تسخر من سيدك ..
أصدر آلبرت ضحكة ساخرة وهو يتمتم : قال سيدي قال ..

إبتسمت رغماً عني ، فتصرفاته هذه تدل على أننا إصبحنا مقربين جداً ، وهذا يسعدني كثيراً ..
لكمته على كتفه مازحاً وقلت وأنا أمسك مقبض الباب : أدعي لي يا آلبرت بأن أخرج سالماً من هذا المكان المملوء بالألغام ..
- حسناً يا سيدي الصغير أرجو أن تخرج سالماً بعد أن تخلع كلتا عينيك وينفصل رأسك عن جسدك ..

لم أستطع إلا أن أنفجر ضاحكاً على كلامه ، هذا الأحمق لم أكن أظن أنه يمتلك روح دعابة أبداً ..
فجأة فُتح باب المكتب ليظهر خلفها وجه أبي الغاضب ، توقفت عن الضحك مجبراً حين صرخ أبي عالياً : أنتظرك منذ مدة في المكتب وأنت تقف خارجاً وتضحك كالمجنون وحيداً ..

قلت بسرعة وأنا أشير إلى حيث آلبرت وعيناي مثبتتان على وجه أبي الغاضب : لا لم أكن أضحك وحيداً ، لقد كنت أتحدث معه ..
رفع أبي أحد حاجبيه ونظر حيث أشرت قليلاً وبعدها يُعاود النظر إلى وجهي قائلاً بإستخفاف : لا بد أنك قد جُننت في الفترة التي غبت فيها عن المنزل ..
لم أفهم ما يقصده ، لكن حين إلفت إلى حيث يقف آلبرت لم أجده ، تباً له لقد استطاع الهرب وتركني وحيداً ، وها أنا الآن أبدو كالمجنون أمام أبي ..


قاطعنا ظهور زوجة أبي من خلفه ، وهي تقول مبتسمة : مرحباً بك ياماتو ..
عبست في وجهها وتجاهلت وجودها وأنا أخاطب أبي : ماذا تريد مني يا أبي ؟؟
قال وهو يدير ظهره بإتجاهي ويتوجه إلى داخل مكتبه : تعال إلى الداخل لنتحدث جيداً ..

بلعت ريقي بتوتر وتعبته إلى الداخل ، ، لكنني تفاجأت عند دخولي وجود رجل جالس على الأريكة البنية أمام مكتب أبي ، بعدها إلتفت إلى الوراء حيث تقف الآنسة راي ..
قلت وأنا أشير إليهما : أنتما توأم أليس كذلك ؟؟

إبتسمت الآنسة راي مجيبة : نعم إنه أخي التوأم ساي ..
اقتربت منه وصافحته بهدوء ، لا أعلم لماذا خالجني شعور سيء حين رأيته ، ربما لأنه توأم اللعينة راي ..
جلس أبي خلف مكتبه وقال وهو يشبك أصابعه ببعضها : إسمعني يا ياماتو بقي على تخرجك سنة إذا لم نحتسب هذه السنة أليس كذلك ..
أومأت رأسي بإيجابية ليكمل أبي : أنا أريد أن يكون لديك خلفية عن العمل قبل تخرجك ، وها قد أتت الفرصة المناسبة لتجرب العمل ..

قلت متسائلاً : وماذا تريد مني أن أفعل ؟؟
أجاب أبي : راي اقترحت علي فكرة أعجبني كثيراً ، بما أن شركتنا شهيرة جداً ولن تقبل بأي خطأ بسيط ، ولا أستطيع أن أوظف شخصاً مبتدئاً مثلك حتى ولو كنت أنت ، لذا قررت أن تجرب العمل في الشركة التي يديرها ساي ، ما رأيك ؟؟

ليس لدي أي مشكلة إطلاقاً في تجربة العمل سواءً أكان في شركة أبي أو غيره ، لكن بما أنه اقتراح الآنسة راي فأنا أشعر ببعض التردد والقلق ..


قال ساي مبتسماً : العمل سيكون سهلاً يا ياماتو ، وأنا سأكون سعيداً إذا وافقت على التدرب بشكل مؤقت في شركتنا ..
قالت الآنسة يومي الواقفة خلف ساي : وافق يا ياماتو ولن تندم أبداً ، أخي سيعلمك كل ما يعرفه لتغدو رجل أعمال بارع كوالدك ..
كم أرغب في أن أقول لها بألا تتدخل فيما لا يعنيها ، لكن أبي لن يدعني حياً إذا قلتها ..
قلت مجاملاً : شكراً لك ولأخاك على اهتمامكما بمستقبلي ، لكنني أفضل إكتساب الخبرة من أبي ..
ثم إلتفت إلى أبي قائلاً : ما رأيك يا أبي ؟؟
أجاب أبي بجدية : أنا لا أمتلك الوقت الكافي لتدريبك ، لذا لتتعلم من ساي فهو على الرغم من أن شركته ليست بثراء شركتنا إلا أن لديه خبرة كبيرة في العمل ولو رغبت في إختيار مساعد لي لاخترته ..


نظرت إلى أبي بقهر ، لا يمتلك وقتاً لي ، أكره هذا النوع من الآباء كثيراً ، لم يفضي نفسه من أجلي ولو لمرة في حياته ، حياته تدور بين الصفقات والشركة ، وهذا كل ما يهمه في الحياة ..
قلت بهدوء وأنا أشعر بالضيق الشديد من إنشغال أبي عني : حسناً كما تريدون ..
ثم هممت بالوقوف لأسمع أبي يقول : إلى أين أنت ذاهب ؟؟ لم ينتهي الحديث بعد ..

إلتفت إليه وأنا مقطب الجبين وقلت : ماذا أيضاً ؟؟
قال أبي وهو يحرك نظارته : ألا زلت تذهب لمقابلة أولئك الأشخاص الذين تسميهم أصدقاءك ؟؟
أجبت بإنزعاج : نعم وماذا في ذلك ؟؟

قال أبي بهدوء : هل أولئك سيفيدونك بشيء في المستقبل ؟؟
لم أفهم ما يصبو إليه أبي بسؤاله هذا، لذا قلت متسائلاً : ماذا تقصد ؟؟
- أقصد أن لا أحد منهم ينتمي لعائلة ثرية قد يفيدوك مستقبلاً ، وجميعهم من أسر عادية ، لهذا صداقتك معهم ليس إلا حماقة ..

أغضبني تفكيره كثيراً ، إنه يظن أن الأصدقاء يجب أن يكونوا ذا منصب ومال ، تفكير أبي ضيق حقاً ، وهذا شيء يفقدني أعصابي كثيراً ..
قلت بنبرة حادة حاولت قدر الإمكان تغليفها بالهدوء : هل تظن أن المصالح هي كل شيء ؟؟ صداقتنا مبنية على الحب والتعاون يا أبي ، والصداقات التي تكونها من أجل مصلحة مالية لا تُسمى بصداقة أبداً ..

ضرب أبي طاولته الخشبية بمقبض يده ، وقال صارخاً : هل أنت أحمق أم ماذا ؟؟ ليس هناك صداقة خالية من المصالح ، أنا على يقين أن أولئك لم يصادقوك إلا لأنك إبن كودو ، ولو كنت شخصاً عادياً لما رأيتهم حولك أيها الغبي ..
قلت مدافعاً عن أصدقائي : هم ليسوا مثل الأشخاص الكاذبين المتواجدين حولك يا أبي ، كما أنك لن تفهمني أبداً ..
ثم أردفت بعد أن وقفت من مكاني : والآن أعذرني يا أبي فأنا ذاهب لرؤية أصدقائي ..


تعمدت التشديد على كلمة ( أصدقائي ) فأنا أريده أن يفهم أن علاقتنا متينة ولا يتخللها أي مصالح ، ولن يفرقنا أي أحد أبداً ..


خرجت من المنزل لأجد السيارة أمامي مباشرة ، والسائق ينظر إلي مبتسماً ، إبتسمت له بإمتنان وشكرته بعد أن صعدت إلى السيارة ، ثم توجهنا بعدها إلى مدرستي القديمة ..
عندما وصلت كنت قد تأخرت كثيراً ، فقد غادر الجميع المدرسة ، ولا يوجد أحد هنا ، لذا دللت السائق إلى الحي الذي يسكن فيه سوبارو ، وثم أمرته بإيقاف السيارة بعيداً قليلاً عن الحي ، فليس من الجيد أن يراني أهل الحي المتواضع أخرج من سيارة فاخرة ..

نزلت من السيارة وطلبت من السائق أن ينتظرني قليلاً ، وسرت وحدي نحو منزل سوبارو ..
لمحته يسير بعد أن خرج من المنزل متوجهاً نحو الشارع العام ، هرولت لألحق به فهو لم يلحظ وجودي ، لكنني تجمدت في مكاني حين رأيت السيارة الفاخرة التي توقفت أمامه ، ويصعد سوبارو على متنها ..

لمحت شخص داخل السيارة يجلس في الخلف ، ويبدو أنه قد رآني ، ووكز سوبارو وأشار إلي ، لينظر سوبارو إلي ويتسع بؤبؤة عينيه بتفاجؤ ..
حينها راودني الآلاف من التساؤلات حول سوبارو ..

( نهاية الجزء )



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 27-11-14, 11:23 PM   #45

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 28-11-14, 07:34 PM   #46

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


26

~ سوبارو ~

خرجت من المنزل بعد أن اتصل بي السيد روكاوا وأخبرني أنه ينتظرني خارجاً لأتوجه إلى عملي ..
عندما وصلت إلى السيارة وكزني السيد روكاوا وأشار إلى الخلف وهو يهمس : أنظر من وراءك ..

إلتفت إلى الوراء فإذا بي أرى ياماتو يقف على بعد مسافة مني وينظر إلي مندهشاً ..
تمتم حينها ياماتو : سوبارو أجبني بصراحة ماذا تخفي عنا ؟؟

أسندت ظهري إلى السيارة وأدخلت كفي الأيسر في جيب بنطالي ، ويدي الأخرى إتكأت عليها ، وقلت بهدوء : أأنا مجبر على ذلك ؟؟

إبتسم ياماتو إبتسامة باهتة مجيباً : لست مجبراً ، لكننا أصدقاء ولا يجب أن نخفي شيئاً عن بعضنا البعض ..

لم أستطع مجاملته أكثر من هذا ، آن الأوان لأُظهر له حقيقة مشاعري نحوه ..
قلت بنبرة قاسية : أصدقاء !! هه لا تضحكني ، أنا لم أعتبرك صديقاً في يوم من الأيام ، أنا لا أراك سوى شخص بغيض كرهت ذكراه مذ أن كنت صغيراً ..

تمتم ورائي كالغبي والصدمة تعلو وجهه : شخص بغيض تكرهه !! هل هذه هي نظرتك إلي ؟؟

هز رأسه محاولاً طرد هذه الكلمات ، وقال بنبرة متوترة وبإبتسامة قلقة : أنت تمزح معي أليس كذلك ؟؟

قلت وأنا أرمقه بنظرة متعالية : ولماذا قد أكذب ؟؟ هذه هي الحقيقة التي كنت أخفيها عنك أيها الثري المغفل ..

تحولت ملامح وجهه بشكل ملحوظ ، ثم انقض نحوي وأمسكني من ياقة قميصي وصرخ عالياً وهو يهزني بعنف : أيها الغبي ماذا تقول ؟؟ هل فقد عقلك أم ماذا ؟؟ هل تدرك ما تقوله ؟؟

كلماته وصرخته لم تحرك فيني شعرة واحدة ، كنت أنظر إلى وجهه المحتقن بالإحمرار ببرود ، بينما هو كان يصرخ في وجهي عالياً ..

توقف فجأة بشكل مريب ، ثم ابتعد عني ببطء ، وأنا أنظر إليه بإستغراب ..

قال وقد على وجهه إبتسامة عريضة مصطنعة : لا بد أن الخاطف قد أمرك بقول هذا لي ، أليس كذلك ؟؟
ثم صمت لثواني وأكمل بعدها وهو يهز رأسه بإيجابية : قل نعم يا سوبارو ، أنا متأكد أن هذا هو تفسير ما يحصل ..


هززت رأسي نافياً وأنا أقول : لا لم يحصل ذلك ، وإنما أنا أقول هذا بملئ إرادتي ..

قال وقد عاد وجهه إلى الشحوب : ولماذا يا سوبارو ؟؟ لماذا تخدعني وأنا أعتبرك صديقي المقرب ؟؟ ماذا فعلت لك لتكرهني ؟؟

صمت قليلاً وأنا محتار هل سأخبره عن سبب بغضي له أم لا ؟؟ أنا على يقين أنني إذا أجبت على سؤاله سأندم لاحقاً ، لذا قلت بهدوء وأنا أدير ظهري بإتجاهه لأهم بالدخول إلى السيارة : لست مجبراً على الإجابة ..

أمسكني ياماتو قبل أن أدخل إلى السيارة : سوبارو أنا حقاً لا أصدق ما تقوله ..

شعرت بالغيظ الشديد منه ، لذا دفعته بقوة ليسقط أرضاً والتفت إليه نصف إلتفاتة وقلت بصوت جامد : الأيام ستثبت لك مدى كراهيتي لك إذا لم تصدقني الآن ..

دخلت إلى السيارة وأقفلت الباب ، ليتبعني السيد روكاوا الذي كان يستمع إلينا بصمت ..


ظل ياماتو يطرق النافذة ويتحدث إلي من خلف الزجاج ، لكنني كنت أتجاهله تماماً ..
قال السيد روكاوا بهدوء : أننطلق الآن ؟؟
أجبت بذات نبرته : نعم ..
- هل أنت متأكد ؟؟ إلا تريد قول شيء له ؟؟


فكرت لثواني وقلت وأنا أفتح نافذة السيارة ، ليندفع ياماتو إلي مسرعاً واللهفة تبدو عليه ، قلت بهدوء : صحيح نسيت أن أخبرك ، لا تخبر روز بما حصل إن كنت لا تريد زيادة الصغط عليها ..

أنهيت جملتي وأشرت للسائق للإنطلاق ، وذهبنا بعيداً عنه تاركين ياماتو الذي لا أعلم كيف يشعر الآن ..


أسندت ظهري إلى الوراء وأغمضت عيناي بهدوء ، ومر عدة ثواني كان الصمت هو سيد المكان قبل أن يتحدث السيد روكاوا : من هي روز التي لا تريد منها أن تتضايق من ما سمعه ياماتو ؟؟
أجبت ببرود : مجرد زميلة في الصف ..
قال بنبرة ممزوجة بشك : أأنت واثق أنها مجرد زميلة لك ؟؟


لم أعر نبرته الشاكة إهتماماً ، فجدالي معه لن يجدي نفعاً ..

ثم قلت مغيراً الموضوع بعد أن نظرت إليه : هل فعلت ما طلبته منك سيد روكاوا ؟؟
أومأ رأسه مجيباً : نعم ، لكنني حتى الآن لازلت راغباً في معرفة السبب ..

قلت بنبرة تنذر بغضبي : قلت لا تسألني عن السبب أبداً ألا تفهم ؟؟
قال السيد روكاوا وعلامات الغيظ بادية على وجهه : حسناً لن أسأل تباً لك يا سوبارو ..
تجاهلت ما قاله وعدت أتأمل الشوارع وعقلي مشغول بروز الآن ..



==========================================

~ روز ~

على الرغم من أنني في منزلنا إلا أنني لا أشعر بالأمان إطلاقاً ، لم أمكث في غرفتي خوفاً من أن يقوم أحد بإقتحام غرفتي من النافذة ، ولن أستطيع حينها طلب النجدة ، وتعمدت البقاء في غرفة المعيشة على الأريكة البنية وفي يدي حقيبة يد صغيرة أخفي فيها أهم شيء عندي أستطيع استخدامه وقت الخطر ..


حالة الرعب التي أنا فيه الآن سببه الرسالة التي تلقيناها أنا وسوبارو لهذا اليوم ، والتي كان محتواها هو أن جريمة قتل ما سيحصل قريباً ، ويجب أن نكون مستعدين ..


هذه الرسالة بثت الرعب في داخلي ، ولو لم يكن سوبارو معي لتهدئتي لما علمت ماذا كنت لأصنع ، بقينا في المدرسة نترقب إقتراب الخطر في أي وقت ومن أي مكان وبأي وسيلة ، كنت أخاف من أي حركة قريبة مني ، ومن أي صوت يصدر ..

بقيت أهلوس طوال الدوام ، وعندما انتهى الدوام شعرت بالراحة كثيراً ، لكن سوبارو أخبرني ألا أفرح كثيراً فربما هو يستهدفنا خارج المدرسة ، ليعود الشعور الذي كان ينتابني في المدرسة ..


أوصلني سوبارو إلى المنزل بنفسه ليطمئن على سلامتي ، وأوصاني بأن لا أخرج من المنزل ، وأخبرني بشيء لم أعرف ماذا يقصده ..
لقد قال أنه سيرسل لي من يحرسني من حيث لا أعلم ، لكني لا أظن أنه سيستطيع جلب الحراس لي ..


كنت أقضم أظافري بتوتر وأنظاري مشتتة نحو المكان كله ، لمحت زوج والدتي قادم نحوي ، لأقفز بعدها وأنا أقول بحدة : لا تقترب مني ، ابقى بعيداً عني ..
نظر إلي بإستغراب وهو يقول متسائلاً : ولماذا ؟؟
أجبت بحدة : لأنني لا أثق بالغرباء ..

إبتسم بوقار وأخذ يقترب مني وهو يقول بحنان : أتقولين عني غريب ؟؟ أنا كيداي زوج والدتك لست بغريب أبداً ، بل من العائلة ..

كلما كان يقترب مني كنت أتراجع إلى الخلف بقلق ، لكنه كان يتقدم بخطوات واثقة ، جعلني أضطر إلى إدخال يدي في الحقيبة وأخرج شيئاً أسود صغير رفعته بذراعاي وأشرت به إلى وجهه بيدين مرتعشتين ..


توقف السيد كيداي فور أن رأى ما بحوزتي ، وعلت الصدمة ملامحه ، ويبدو أن الصدمة قد ألجتمه ، فهو لم يتفوه بكلمة واحدة ..

قلت بصوت مبحوح : تراجع بسرعة إلى الوراء إن كنت لا تريد مني أن أطلق عليك النار ..
نطق السيد كيداي أخيراً بعد صمت وأخذ يتمتم بصدمة : مسدس !! من أين أتيت به يا روز ؟؟

قلت وأنا أحاول إخفاء إرتعاش صوتي : نعم مسدس وهو حقيقي ، وأنا لن أخبرك بالمكان الذي أخذت فيه هذا ..

قال وقد تغيرت ملامحه إلى القلق : روز لا تكوني حمقاء ، وأبعدي سلاحك لنتفاهم بالحوار ..

قلت وأنا أهز رأسي نافية : لا لن أبعد سلاحي ، فأنا متأكدة من أنك ستهجم علي لتقتلني إذا ما أرخيت دفاعاتي ..

رفع حاجبه الأيمن وقال بإستنكار : أقتلك !! ماهذا التفكير الغبي ؟؟ أنا لست بمجرم لأفعل ذلك ..
صرخت غاضبة : كفاك كذباً ، أنا متأكدة أنك ترغب في قتلي ، لكنني لن أسمح لك بذلك ..
أطلق السيد كيداي زفيراً طويلاً ، ثم قال بعدها بهدوء : صدقيني يا روز أنا لا أنوي فعل شيء لك ، كل ما أردته هو أن أري لك صور والدك والدليل هو ألبوم الصور التي معي ..

لوح بألبوم الصور أمامي ، وأدركت أنه صادق فيما يقوله ، لذا أنزلت السلاح وعدت أجلس على الأريكة ، وحين جلس السيد كيداي بقربي قفزت من مكاني مبتعدة ...

لكنه أمسك بيدي قائلاً : لا شيء يستدعي الخوف يا عزيزتي ، اجلسي لنشاهد الصور معاً ..
قلت وأنا أحاول سحب يدي : لا أريد رؤية الصور معك ، دعني وشأني ..



نظر إلي بإستغراب قائلاً : ألا ترغبين فعلاً برؤية والدك ؟؟
أجبت بعنف : نعم ، فلماذا أنظر إلى صور رجل بغيض مثله ؟؟
قال السيد كيداي بإستنكار : رجل بغيض ؟؟ أتقولين هذا عن والدك الذي أحبك من أعماق قلبه ؟؟

قلت وأنا أنظر إليه بطرف عيني : لماذا تتحدث كما لو أنك كنت تعرفه ؟؟
أجاب حينها : ببساطة لأنني كنت صديقه المقرب منذ الطفولة ..

تفاجأت حقاً مما قاله ، وقلت غير مصدقة : أنت ووالدي صديقان ؟؟
جذبني من يدي لأسقط على الأريكة ، وقال مجيباً : نعم صديقان ، لقد كان رجلاً رائعاً بحق ، وكم أنا فخور بأنه صديقي ..
ثم أردف وهو يلتفت إلي والجدية تعلو وجهه : لكن لا تخبري والدتك بهذا الأمر يا روز ..
- ولماذا ؟؟

أجابني وهو يفتح ألبوم الصور : لا أريدها أن تعلم فقط
..
ثم أشار بسبابته على صورة قديمة كان فيها شابين جالسين على قارب خشبي قديم ، وينظران إلى عدسة الكاميرا وعلى شفتيهما إبتسامة مرحة ، وقال بعدها : انظري هذه صورة لي ولوالدك عندما كنا في سنك يا روز ، لقد كنا آن ذاك في مسابقة لتجديف القوارب ، لكننا للأسف لم نفز ..

وأكمل يريني الصور التي كانت جميعها توجد فيه صورة والدي وصورته ، وكان يروي قصة كل صورة ..

حينما كان يروي لي عن مغامرات أبي شعرت بالحنين في صوته ، ومن خلال ما يرويه اكتشفت شخصية أبي ، لقد كان شخصاً متهوراً وعنيداً ، لكنه مع ذلك لطيف ويحب مساعدة الغير ..


انتهينا من مشاهدة الصور ، وكانت هذه اللحظات من أجمل اللحظات في حياتي ، وتمنيت لأول مرة أن أرى والدي ..
مات أبي عندما كنت صغيرة جداً ، ولا أمتلك أي ذكريات عنه ، وأمي لم تخبرني يوماً عن أبي وكل الصور قد احترقت بطلب من والد ماركو بعد زواجه من أمي ..


سمعت السيد كيداي يقول : هل تعلمين لماذا تزوجت من والدتك ؟؟
قلت بهدوء : لا لا أعلم ..
قال حينها : لقد تزوجتها من أجلك يا روز ، من أجل أن أبقى بقربك وأحميك ..


جوابه كان كالقنبلة التي نزلت فجأة ، لا أعلم ماسر الشعور الغريب الذي انتابني ..
قلت بسرعة : كاذب كاذب كاذب ، أنا أعلم أنك كاذب ..
قال بحنان : أنا لا أكذب يا روز ، هذه هي الحقيقة ، عندما تزوج والدك من أمك سعدت له كثيراً ، لكنني في الوقت ذاته حزنت عليه ، فوالدتك كانت معروفة بالطمع ، لكن والدك أحبها بصدق وقبل بها وبعيوبها ..


ثم أكمل بنبرة حزينة : عندما حملت أمك بك كان سعيداً جداً ، وكان يترقب قدومك بفارغ الصبر ، وفي يوم ولادتك كاد أن يطير من فرط السعادة ، لكن سعادته لم تكتمل ، ففي مساء اليوم الذي ولدتي فيه انهار والدك فجأة ، وبعد أن ذهبنا به إلى الطبيب علمنا أنه مريض بمرض خطير وأنه لم يتبقى من حياته إلا القليل ، بعد أن علم والدك بذلك ظل ملازماً لك حتى مات ، أما والدتك فبعد موت والدك كانت سعيدة للغاية فقد ورثت مال والدك كله ، بعد سنوات تقدم لخطبتها والد ماركو الثري لتوافق والدتك بسرعة ، كنت أراقب الوضع بصمت فقد كنت آن ذاك شخص ميسور الحال، ولا أملك المال الكافي للإعتناء بعائلة بأكملها ، ولأنني كنت أعلم أن والدتك لن توافق علي إذا لم أكن أملك المال ، لذا قررت العمل جاهداً لأكسب المال الذي يمكنني من أخذك معي بعد أن أحسست بالمعاملة السيئة التي تتلقينها ، وعملت لسنوات طويلة جداً لأستطيع أخيراً كسب المال ، وما أسعدني أكثر خبر موت والدك ماركو الذي أتاح لي الفرصة لخطبة والدتك ولأكون بقربك ..


احترت حقاً أأصدقه أم أكذب عليه ؟؟ أنا في حيرة حقاً ..

قاطع تفكيري صوته الجاد وهو يسأل : روز أجيبيني بصراحة ، من أين أتيت بالمسدس الذي معك ؟؟
شتت أنظاري هنا وهناك ، وقلت بتوتر : لست مجبرة على الإجابة ..

ثبت رأسي بيديه ليجبرني على النظر إلى عينيه مباشرة ، وقال والجدية تعلو وجهه : روز ليس أي شخص يمكنه حمل السلاح ، يجب أن يكون لديك تصريح لحمله ، والمسدسات لا تُباع في أي مكان ، لذا أخبريني من أين أتيت به ، ثقي بي أنا سأساعدك ..

عيناه تقولان أنه صادق في كل كلمة يقولها ، لذا قررت إخباره بالحقيقة

- لقد وجدته ملقى على الأرض قبل سنتين عندما تعرضت ذات يوم لمحاولة إعتداء ..
علت الصدمة ملامحه وقال بخوف وقلق : محاولة إعتداء ؟؟ متى حصل ذلك ؟؟ وماذا حصل بالضبط ؟؟

أجبت بهدوء وأحداث تلك الليلة المأساوية تُعاد أمامي :
حدث ذلك بعد موت والد ماركو بيومين ، عندما كانت السعادة تغمرني ، فقد تخلطت أحيراً من سبب تعاستي في الحياة ، شعر كل من أمي وماركو بذلك فهما يعلمان أنني أكرهه بسبب تعامله السيء معي ، وتلقيت في ذلك اليوم ضرباً مبرحاً ، وبعد أن فرغوا من ضربي ألقوني خارج المنزل ، حينها أتاني فكرة جنونية ألا وهو الهرب من المنزل بلا عودة ..

ثم صمت وأنا أشعر بمدى غبائي حينما قررت ذلك ، آه كم أنا غبية فعلاً ..
سمعت السيد كيداي يقول وهو يحثني على المتابعة : أكملي يا روز ، ماذا حصل بعد ذلك ؟؟


قلت وأنا أنكس راسي : ذهبت بعيداً عن المنزل وسرت في الشوارع والطرقات دون هدف ، وكانت الشمس آن ذاك قد قارب على الغروب ، وعندما كسا السماء نفسه بالرداء الأسود بدأت أخاف كثيراً ، وقررت الإختباء في زقاقة ضيقة ، بقيت أحتضن جسدي بكفي وأنا أنظر إلى حولي بقلق ، كنت خائفة كثيراً فأنا في حياتي لم أُقدم على خطوة متهورة كالتي فعلتها ، وفاجأني فجأة صوت قطان يتشاجران على قمامة ملقاة بجانبي ، حينها لم أستطع أن أتمالك نفسي أكثر وأصبحت أبكي في الظلام وحيدة ، لم يكن هناك أحد بجانبي ليواسيني ويخفف عني ...



لم أستطع أن أكمل وقد تهدج صوتي ودموعي بدأت بالإنسكاب مواساة لنفسي ، من المؤلم أن يكون الشخص وحيداً ، من المؤلم ألا يقف أحد بجانبك وقت الشدة ..


امتدت يد السيد كيداي ليمسح دموعي بأصابعه ، وقال بحنية : لا داعي للبكاء يا روز ، فأنت الآن لم تعودي وحيدة ..
قلت بصوت مختنق : لم أعد وحيدة ؟؟ ومن حولي الآن ؟؟

قال وهو يعد بأصابعه مبتسماً : أنا وصديقك الذي أوصلك إلى المنزل ..

نظرت إليه متفاجئة فهو قد رآني عندما عدت برفقة سوبارو ، أيمكن أنه يراقبني ؟؟

حينها قال السيد كيداي ضاحكاً : لا داعي للتفاجؤ هكذا ، لقد رأيتك من نافذة الغرفة صدفة ، وحزرت حينها أنه صديقك ..
قلت بإبتسامة وارتياح : نعم هو صديقي ويعدى سوبارو ولدي صديق آخر يدعى ياماتو ..
ثم صمت قليلاً لأردف بحزن : وقد كنت أمتلك صديقة تدعى جوليا لكنها مُختطفة الآن ..


قال السيد كيداي : نعم أعرفها إنها إبنة جارنا السيد روك ، لقد سمعت بقضية إختطافها ، أرجو أن تعود سالمة ..
قلت من أعماق قلبي : أرجو ذلك حقاً ..


قال السيد كيداي : هيا أكملي ما بدأته يا روز ، أم أن هذا سيُشعرك بالحزن ؟؟ إن كان كذلك فلست مجبرة على الإكمال ..

أجبت بهدوء : لا لابأس سأكمل ، فأنا منذ زمن وأنا أكبت هذا السر في داخلي ، وأشعر أنني بحاجة إلى إخبار أحد ما ..

وضع يده على رأسي وابتسم بطريقة تريح النفس قائلاً : وأنا سأصغي لك بكل جوارحي، وسأساعدك حتماً ..

إبتسمت له بإمتنان وأكملت سرد القصة : بينما كنت أبكي وحيدة في الظلام ، سمعت صوت خطوات تقترب مني ، عندما رفعت رأسي رأيت وجه رجل ثمل قريب مني ، ارتبعت بشدة خصوصاً بعد أن بدأ الهجوم علي محاولاً إنتزاع ملابسي بعنف ...

كان جسدي يرتعش وأنا أتذكر تلك اللحظة التي لا زالت متعلقة في ذاكرتي ، وكلما اقترب أحد مني بطريقة مفاجئة تعاود تلك الذكرى بالظهور ..

أكملت بصوت مرتعش : بصعوبة استطعت الإفلات منه ، ولمحت قطعة خشبية ملقاة على الأرض بجانبي ، التقطتها وضربته بها ليسقط أرضاً وهو يتأوه متألماً ، فأنا استهدفت قدمه التي يقف عليها ، قبل هروبي لمحت المسدس ملقى على الأرض لذا التقطته وهربت مبتعدة وبعدها عدت إلى المنزل ، كان لذلك الحادث أثر كبير على نفسي ، كنت في البداية لا أطيق الذكور بصفة عامة بسبب ما ألاقيه من ماركو ووالده ، لكن كراهيتي لهم ازدادت عندما مررت بذلك الموقف ، وبعدها قررت تغيير نفسي تماماً ، وأن أخفي ضعفي خلف قناع القوة لأبرهن لمن حولي أنني قوية لكنني أفشل في هذا دائماً ..


ابتسم لي السيد كيداي بإبتسامة مريحة وقال : روز الناس ليسوا سواسية ، حتى لو مر مجموعة من الرجال السيئين فلا يعني أن البقية هم كذلك ، لذا لا تحكمي على عامة الناس بسبب تصرفات بعض الأشخاص ..
قلت معلقة على ما قاله : أنت محق يا سيد كيداي ، فنظرتي تغيرت قليلاً عن سابقتها بسبب أنني قابلت سوبارو وياماتو ..

صمت قليلاً وأنا أتذكرهما لأكمل ضاحكة : صحيح أن سوبارو غريب الأطوار قليلاً ، وياماتو يحب إغضابي دائماً لكنهما فعلاً طيبان جداً ، ويُعتمد عليهما في الشدائد ..
هتف السيد كيداي بمرح : وأنا ؟؟ ألم أغير من نظرتك للذكور ولو قليلاً ؟؟
أجبت بشكل صريح : لا أبداً ، ففي النهاية أنا لم أعرفك إلا قبل يومين ..

صمت السيد كيداي قليلاً ، ويبدو عليه الشرود ، لذا لم أحب قطع أفكاره وتركته وشأنه ..


قال فجأة بعد صمت دام لدقائق : روز هل رأيت وجه الشخص الذي هاجمك ؟؟

استغربت سؤاله ، لكنني هززت رأسي نافية وأنا أجيب : لا لم أره فقد كان الظلام دامساً وكنت آن ذاك فزعة ولم أستطع التركيز على ملامح وجهه ..

وضع يده تحت ذقنه بتفكير وهو يتمتم : ماذا كان يفعل ذلك الثمل بالمسدس يا ترى ؟؟ أخشى أنك ستقعين في ورطة إذا ما عرف أحد بوجود المسدس معك ..

قلت بقلق : هل ستخبر رجال الشرطة ؟؟
قال وهو يلتفت إلي بهدوء : لا تقلقي لن أورطك أبداً ، وإخبار رجال الشرطة بالأمر ليس بجيد فقد لا يصدقونني بما أنه لا دليل لدينا ..
قلت بإستغراب : إذاً ماذا ستفعل ؟؟
- لا أعلم لكن يجب أولاً أن أجد صاحب المسدس ..

صمت دون أن أقول شيئاً ، وأخذت أفكر إذا كان يمكنني أن أخبره برسائل الخاطف ، فأنا على يقين أن الخاطف لن يستطيع مراقبتي في منزلي ..

فتحت فمي لأنطق بكلمة لكنني قررت التراجع بسرعة ، فربما ستقع جوليا في خطر نتيجة تهوري ..
انتبهت إلى صوت السيد كيداي وهو يقول : اسمعيني يا روز أعطني المسدس لأحتفظ به عندي ..

حينها تراجعت إلى الوراء واحتضنت الحقيبة التي تحتوي على المسدس وقلت بخوف : لا لن أعطيك إياه مهما حاولت ..
قطب حاجبيه وكأن ردي لم يعجبه وقال : روز هو ليس بلعبة لتبقيه عندك ..
قلت وأنا أقفز مبتعدة : لن أعطيك إياه أبداً أبداً ، لقد أبقيته عندي لسنتين ولم يحصل شيء لذا يمكنني الإحتفاظ به حتى تجد صاحبه ..

زفر السيد كيداي بقلة حيلة وقال : حسناً لكن لا تُخرجيه مجدداً فلا أريد لوالدتك وماركو رؤيته ..
قلت له : لا تقلق هذا لن يحدث ..

فاجأني صوت والدتي التي دخلت للتو وهي تقول : ماذا تفعلان أنتما هنا ؟؟
نقلت ببصري نحو السيد كيداي الذي أجاب وهو ينهض من على الأريكة : كنا نجلس جلسة تعارف هل لديك أي اعتراض ؟؟
مر السيد كيداي من جانب أمي التي قالت : جلسة تعارف !! هه يال السخف ..

قالت هذا وهي تستدير خارجة من الغرفة ، لتلحق بالسيد كيداي ، بينما قررت أنا البقاء مستيقظة طوال الليل لأضمن سلامتي ..


==========================================

في صباح اليوم التالي


~ كازوما ~

ألقيت نظرة على ما كتبته على جهاز الحاسوب ، وحينما أنهيت مراجعة ما قرأته ابتسمت برضى ..

أتاني صوت ناعم من جانبي يقول : لماذا تبتسم بهذا الشكل ؟؟ أتفكر بالقيام بشيء ما ؟؟
نظرت إليها بطرف عيني وقلت بملل : هل أنت حمقاء ؟؟ لقد قرأت ما كتبته لذا لا داعي لأن تشكي بما سأفعله ..

قالت راي وهي تعيد قراءة السطور التي كتبتها : لكنها ليست ذات معنى وأنا أخشى أن تكون شفرة سرية أو ما شابه ..

انفجرت ضاحكاً بسخرية على ما قالته ، بينما هي قد قطبت حاجبيها منزعجة ، لذا تمالكت نفسي وقلت وأنا أخفي إبتسامتي قدر الإمكان : عن أي شفرة سرية تتحدثين ؟؟ هي عبارة عن أبيات شعرية من تأليفي ..

ثم أردفت وأنا ألتفت إليها وأهتف بمرح : ألا أبدو كشاعر محترف قد اعتاد على كتابة الشعر لسنوات طويلة ؟؟
عبست راي وهي تهز رأسها ساخرة وشعرها الناعم يتمايل مع حركتها : أتسمي الخزعبلات التي كتبتها شعراً ؟؟ أنت أحمق ..

قلت بغيظ : ألا تستطيعين المجاملة قليلاً ؟؟ إنها المرة الأولى التي أحاول فيها كتابة أبيات شعرية ، لذا لا تحطميني من المحاولة الأولى ..

قالت راي وهي تقف مبتعدة : آسفة أنا لا أجيد المجاملة ، يجب أن أغادر الآن ، وأستعد للحصة الأولى ..
قلت لها : لماذا تظلين ملازمة لي من الصباح الباكر ؟؟ أخشى أن تنتشر إشاعات سيئة عنا ..

قالت راي وهي تمسك مقبض الباب لتستعد للخروج : ساي أمرني بهذا وأنا لا أستطيع رفضه ..
أملت فمي بسخرية وقلت : لا داعي لأن تراقبينني فأنا أعلم أن هناك كاميرات مراقبة في مكتبي ، وأداة تنصت على ردائي ..


إلتفتت حينها راي وقالت بعد أن احتدت ملامح وجهها : كيف علمت بهذا مع أنني كنت أحرص على تثبيت أداة التنصت في ملابسك بطريقة خفية ؟؟
قلت ببرود : أدوات التنصت تُحدث تشوشاً في الإتصالات عند استخدام الهاتف المحمول ، كان يجب أن تكوني على اطلاع بشأن هذا ..

قالت وهي ترمقني بنظرة غريبة : كازوما لا تنسى أن حياة ابنيك أهم من حياة تلامذتك ، وإذا ما أحسسنا بأي تصرف مريب يصدر منك ف...........

قاطعتها بحدة : أعرف هذا جيداً ولا داعي لتذكيري يا راي ، كما أنك تعيدين هذه الجملة مئة مرة في اليوم ..
ثم أردفت بصرامة : أرجو أن تغادري الآن يا راي ..

احتدت ملامح راي وقالت غاضبة : تحدث معي جيداً يا كازوما هل تفهم ؟؟
قلت بإستياء : راي غادري مكتبي بسرعة أنت فعلاً مزعجة ..
هتفت حينها راي وقالت غاضبة : سأريك يا كازوما أقسم أنك ستندم ..

أنهت عبارتها وغادرت مكتبي بعد أن أقفلت الباب بأقوى مالديها ، لم أعر تهديدها أي اهتمام ، فأنا واثق أن ساي لن يعيرها أي اهتمام حتى لو كانت أخته ..

عدت أنظر إلى شاشة حاسوبي وفي أعماقي أتمنى أن يفهم مقصدي ، في النهاية هو ذكي ولابد أنه سيلاحظ حتماً ..

نهاية الجزء ..



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 05-12-14, 10:56 PM   #47

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



٢٧

~سوبارو~

كنت أنصت إلى شرح المعلم بإهتمام ، فأنا لا أحب إهمال دروسي مهما كانت الظروف ، ودائماً يجب أن أكون الأول ..
ألقيت نظرة على روز القابعة بجواري والغارقة في النوم ، المسكينة أتت إلى المدرسة وهي لم تذق طعم النوم ، كل هذا بسبب الرسالة التي وصلت في الأمس ..

كان شكلها محزناً للغاية ، فالسواد يحيط عينيها ، والإرهاق بادٍ على وجهها ..

عدت أنصت إلى شرح المعلم ، ولكن التفكير في رسالة الخاطف يعيق تركيزي ، لازلت أجهل لماذا لم يحصل شيء حتى الآن ؟؟ كما أننا اليوم لم نحصل على رسالة منه ..

آآه هذا مزعج حقاً ، لا أفهم إلى ماذا يرمي إليه الخاطف ، هل يرغب في التلاعب بأعصابنا قبل الإقدام على قتلنا ؟؟ أم أن هناك هدف آخر ؟؟

يا إلهي لقد أخذني التفكير بعيداً عن الدرس ، لا يهم فأنا سأفهم الدرس من دون معلم إذا قرأته بتركيز ..


انتهت الحصة الأولى وبدأت لحصة الثانية ، دخل أحد المعلمين وقاموا بمناداتي أنا وطالب آخر في صفي ، وطلب منا التوجه إلى مكتب المدير ..


أخذت أهز روز لأخبرها أنني مغادر قليلاً ، ولتأخذ حذرها في غيابي ، ولم أستطع المغادرة إلا بعد أن وعدتها أنني لن إطيل الغياب ..


توجهت برفقة زميلي في الصف إلى مكتب المدير كما طُلب منا ، وتفاجأت عند دخولي بوجود عدد من التلاميذ غيرنا من صفوف مختلفة ، وكان عددنا يقارب العشرة ، ويبدو أن لا أحد يعرف سبب وجوده هنا ، فالحيرة تعلو وجوه الجميع ..




وقف المدير الذي كان جالساً على كرسيه الموضوع خلف المكتب ، وقال بصوته الجهوري ليسكت الجميع ويلفت إنتباهنا : اسمعوني جيداً ، أدرك أن الجميع يتساءل عن سبب تواجده هنا ، أليس كذلك ؟؟
- نعم ، بالطبع ، صحيح >> كانت هذه أجوبة الطلبة المتفاوتة ..


المدير كازوما : في الواقع لقد جمعت هنا أفضل عشرة طلبة في المدرسة بأكملها ، فهناك مسابقة سأقيمها بينكم لتحديد الأفضل ...
رفع أحد التلامذة يده قائلاً : سيدي المدير قلت أننا العشرة الأفضل ، لكنني أرى أننا تسعة فقط ، والعاشر مجرد دخيل ..

قال جملته الأخيرة وهو ينظر إلي ، وكأنه يعنيني بكلامه ، لكنني تجاهلته وتظاهرت بعدم إدراكي لمقصده ..

قال المدير : عندما أقول عشرة فأنتم عشرة فعلاً ، ولو كان أحد منكم يشك في ذكائه فليتفضل ..
قال آخر وهو يحرك نظارته : يبدو أنك لم تفهم ماقاله زميلي ، لقد كان يقصد أن هذا الشخص ليس من المفروض أن يكون بيننا ..

نظرت إلى سبابته الذي كان يُشير إلي بكل استحقار ، وفضلت تجاهله هو الآخر ..

بينما تحدث ثالثهم مؤيداً لكلامه : مظهر هذا الرجل لا يدل على ذكائه أبداً يا حضرة المدير ، كما أنه طالب جديد فكيف استطعت أن تعرف نسبة ذكائه ..

أجاب المدير بحزم : لعلمكم جميعاً ، هذا الشخص الذي تنظرون إليه بإستصغار قد حصل على علامات كاملة طوال سنواته الدراسية السابقة ، إذا هو أفضل منكم بكثير ..

ظهرت علامات الدهشة في وجوه الجميع ، بينما ابتسمت بهدوء لأغيظهم ، وقد أفلحت في ذلك حقاً ..
تمتم أحدهم معترضاً : مستحيل أيها المدير ، لا يمكن لأحد أن يُحٓصِّل العلامات الكاملة في كل الإمتحانات مهما كان ذكياً ..

قال مدير وهو يتوجه نحونا ببطء : ليس مستحيلاً أبداً ، فها هو سوبارو أمامك ليبرهن لك أن المستحيل يمكن أن يكون واقعاً ، كما أن هناك شخص آخر كسر المستحيل كسوبارو ..
سأل حينها أحدهم : شخص آخر ؟؟ ومن هو ؟؟ هل هو معنا الآن ؟؟

هز المدير رأسه نافياً وقال : لا ، هو ليس معكم للأسف ، لكنه في هذه المدرسة ..
صاح طالب في السنة الأخيرة : كفاك كذباً أيها المدير ، لقد درست هنا منذ السنة الأولى ولم أُصادف أحداً قد حصل على العلامات الكاملة ، وكان الشخص الذي يترأس المرتبة الأولى هو أماي ..

تحدث المدعو بأماي قائلاً بهدوء : نعم أنا الذي كنت دائماً في المركز الأول ، ومع ذلك لم تخلو ورقة إمتحاناتي من بعض الأخطاء الطفيفة التي تسببت في نقص بعض درجاتي ، ولو كان هناك من حصل على علامات كاملة لكان قد أخذ المركز مني ..
قال أحدهم ساخراً : أنت بلا شك تكذب علينا ..
وقال آخر بإستهزاء : وربما النظارات الضخمة التي ترتديها تُريك أشخاصاً ليسوا حقيقيين ..


صرخ حينها المدير بشكل مرعب : أتسخروني مني ؟؟ أنتم لم تعرفوه لأنه طالب انتقل إلى هنا هذه السنة فقط ، أنا لست مجنوناً لأتخيل أشخاصاً وهميين ..
قال أماي بهدوء : وأين هو الآن إذاً ؟؟ لماذا لم تستدعه ؟؟

صمت المدير حينها ، لأجيب بهدوء عوضاً عنه : لأنها مختطفة ..
ثم إلتفت إلى المدير وقلت : أليس كذلك ؟؟
أومأ برأسه بإيجابية ، ليقول زميلي في الصف بتفاجؤ : أتقصدون جوليا ؟؟

قال المدير : نعم إنها جوليا ، الفتاة التي حصلت على علامات كاملة طوال سنوات دراستها تماماً كسوبارو ..


لأكون صريحاً فأنا متفاجئ مثلهم جداً ، أخبرتني روز سابقاً أن جوليا ذكية ، لكنها لم تخبرني أنها تحصل على علامات كاملة مثلي ، هذا مفاجئ حقاً !! لكنني استنتجت الأمر حين قال المدير أنها طالبة منتقلة ..

استيقظت من شرودي على صوت المدير الذي قال : دعونا الآن نعود إلى موضوعنا الأصلي ، الذي كان عن المسابقة التي سأقيمها بينكم ..

سار إلى مكتبه وأمسك بمجموعة من الأوراق وأخذ يوزعها لنا ، عندما وصلتني الورقة أخذت أقرأ مافيها ..
وكان مكتوب فيها
.
.
(( يا عباقرة مدرستي
ماذا سأصنع غداً في حياتي ؟؟
توافقوا مع أفكاري وابقوا معي

غير أني أخاف عليكم مستقبلاً

مرافقكم إلى الأبد دائماً
قبل أن تندموا وتبكوا دماً

مديركم الذي يعرفكم جيداً :
كازوما
٢/٢/٢٣٣٢))

أخذت أعيد قراءة ماهو مكتوب لأفهم المقصود من هذا الكلام ، لكنه لم يكن ذات معنى كما أرى ..

رفعت رأسي لأرى البقية ويبدو أنهم مثلي تماماً ، لم يفهموا شيئاً ..
تحدث صاحب النظارات : حضرة المدير ماذا تعني بتوزيعك هذه الأوراق لنا ؟؟


ابتسم السيد كازوما ابتسامة عريضة وقال : في الواقع هذه أبيات شعرية من تأليفي مارأيكم بها ؟؟
تكلم زميلي في الصف بنبرة ساخرة : أتسمي هذه الترهات شعراً ؟؟ أنا لا أرى سوى حروف وكلمات مبعثرة لا معنى لها ..

قال المدير وهو يحرك نظارته الضخمة بسبابته : هذه الأبيات الشعرية لا يُمكن لعامة الناس فهمها بسهولة ، والعباقرة وحدهم من يستطيعون فهم المغزى ، ويستفيدو من كل ما هو مكتوب في الورقة ..
ألقى أحدهم الورقة أرضاً وقال بغرور : هل تظن أننا سنصدق مثل هذه الترهات ؟؟ لسنا حمقى لنظن ذلك ..
قال آخر : هل تعلم أيها المدير منذ أن رأيتك وأنا أشك في عقلك ، لكنني الآن أيقنت أن هناك خللاً فيه ، الأبيات الشعرية لابد لها أن تكون على وزن وقافية ، وبجمل مفهومة ..


بعدها انفجر الجميع ساخرين منه ، لكننا توقفنا جميعاً حين ضرب الطاولة بقبضته وأفزعنا بالضوت الذي صدر أثر ذلك

قال بنبرة حازمة ممزوجة بالغضب : ألا تعلمون أنكم تخاطبون مديركم ؟؟ أرى أنكم تقللون من شأني جميعاً ..
ثم أردف بنبرة تهديدية : أستطيع فصلكم جميعاً في دقيقة واحدة ، فأنا المدير وأنا من يضع القوانين ولن يردعني أحد ..


ظهرت علامات التوتر على البعض بينما البعض الآخر لم يتأثر بما قاله المدير ..
قلت بهدوء : سيدي المدير هل هذه الورقة مهمة ؟؟
نظر إلي مجيباً : نعم هي مهمة جداً ، ولن تدخلوا الإختبار الذي سيكون بعد يومين إلا بها ..

قال شخص ما : وما فائدة الإختبار ؟؟
أجاب المدير على سؤاله : كما قلت في البداية إنه اختبار مهم ستخضعون له أنتم العشرة لتحديد نسب ذكائكم ، ولن تدخلوا الإختبار إلا بهذه الورقة ، وحاولوا أن تركزوا فيما كُتب فيها ، فهي بالنسبة لي مهمة جداً ..


لا أعلم لماذا لكنني أشعر أن المدير يُلمح إلى شيء ما ، وهو يحاول الوصول إلى هدف معين ، لكن ما هو ياترى ؟؟
عدت إلى تلك السطور وأمعن النظر فيها جيداً ، الجمل فعلاً لم تكن ذات معنى واضح كما قال الجميع ، لكن لماذا يقول المدير أنها مهمة ؟؟

لفت نظري عبارة (( مديركم الذي يعرفكم جيداً )) أشعر أن هذه العبارة تعني الكثير ، هو فعلاً يعرف بأسرارنا ، وأكبر دليل على هذا هو سري الذي يعرفه المدير ، السر الذي أخفيته عن الجميع بإستثناء السيد روكاوا ونانا ..
لازلت أجهل حتى الآن كيف كشف سري ؟؟

لحظة !!
بالحديث عن الأسرار هل يعرف قصة الرسائل التي تصلنا من الخاطف ؟؟
ولما لا ، ربما يعرف بالأمر ، لا .. لا .. لا أظن ذلك ، الخاطف لابد أن يكون حريصاً على أن يرسل رسالته بشكل سري جداً ..


انتشلني من أفكاري صوت السيد كازوما وهو يقول : تستطيعون المغادرة الآن جميعاً ، وعودوا إلى صفوفكم ..
إلتفت نحو الباب لأكون أول المغادرين لكني سمعت أحدهم يقول : أيها المدير لقد أخطأت في كتابة التاريخ ، ركز جيداً المرة القادمة ..

أجاب المدير ببرود : أنا كتبت التاريخ بهذا الشكل لأنني أردته أن يكون هكذا ، وليس الأمر أنني أخطأت في كتابة التاريخ ..
أصدر الطالب ضحكة قصيرة ساخرة وقال : هه أنت غريب ..



غادرنا المكتب جميعاً ، وكل منا عاد إلى صفه ، دخلنا الصف وكانت المعلمة راي هي من علينا ..
سرت في مكاني وأنا أتجاهل نظراتها المثبتة نحوي ..


أنا حقاً لا أعلم لماذا تنظر إلي بهذا الشكل الغريب ، الشيء الوحيد الذي أظنه هو أنها تستحقرني بسبب مظهري ، فهي من النساء اللواتي يهتمن بالشكل الخارجي وهذا واضح عليها ..

جلست في مكاني الذي هو مكان جوليا في الأصل ،و سمعت روز تهمس بفضول : ماذا كان يريد المدير منك ؟؟
أجبت بصوت خافت : سأخبرك لاحقاً ..


وضعت الورقة التي أعطانا إياها السيد كازوما على الطاولة ، وأخذت أتأملها مجدداً ، شيء في داخلي يُجبرني على قراءتها مراراً وتكراراً ، وكلمات المدير عالقة في ذهني ..
أنا على يقين أن المدير لم يكن ليطلب منا التركيز فيما هو مكتوب إلا لسبب ما ، لكن ما هو ياترى ؟؟


وضعت كفي على وجهه بيأس ، مهما أعدت قراءة الورقة فلا زلت عاجزاً عن فهمها، ماهذا الهراء المكتوب يا ترى ؟؟

شعرت بوكزة في الجهة التي تجلس فيها روز ، لذا أبعدت يدي عن وجهي ونظرت إليها بغضب ، لتهمس لي روز وهي تشير إلى الأمام : سوبارو المعلمة اللعينة تناديك ..

رفعت رأسي لأرى وجه المعلمة راي التي ترمقني بنظرة غاضبة ، وقفت بهدوء في مكاني وقلت : آسف لقد شردت قليلاً ، ماذا تريدين مني ؟؟


صكت على أسنانها من شدة الغيظ ، و ضربت الطاولة بتلك العصا الخشبية التي تمسك بها وقالت بنبرة غاضبة حاولت إخفائها قدر الإمكان : أليس من الوقاحة أن تسرح في الحصة وأنا واقفة أمامك أشرح الدرس ؟؟

قلت بنبرة مستفزة ، لأغيظها أكثر مما هي مغتاظة : آسف للغاية ، فعلى الرغم من أنني لم أعتد الشرود وقت الحصص إلا أنني لم أستطع منع نفسي هذا اليوم ، فشرحكِ ممل للغاية على غير العادة ، لربما يعود السبب إلى أنك قد كبرت في العمر ، وأصبحت مسنة لا تقوين على الشرح جيداً ..

تغيرت ملامح المعلمة راي تماماً ، وأصبح مظهرها مضحكاً للغاية ، فهي لأول مرة تُظهر هذا التعبير الغريب ..
قلت وقد انفلتت مني ضحكة قصيرة لم أستطع كبحها : لا تُظهري مثل هذه التعابير أيتها المعلمة راي ، فهو يزيد من بشاعة وجهك ..



فجأة انقض علي الطالب الجالس أمامي ،وكاد أن يوجه إلي لكمة في وجهي ، لكنني أعدت وجهي إلى الوراء وأمسكت بقبضته في آخر لحظة ..
ثم قلت بصوت أشبه بفحيح الأفعى : إياك وتكرار هذا أيها الغِر ، لا تتدخل فيما لا يعنيك ..

ظهرت علامات الغضب على وجهه ، وقال وهو يحاول إنتزاع يده : أنت شخص وقح يا سوبارو ، كيف تقول كلاماً جارحاً للمعلمة راي ؟؟ من تظن نفسك ؟؟

دفعته بيدي بخفة وقلت ببرود : لماذا أنت غاضب هكذا ؟؟ أنا لم أخطئ في حقك يا هذا ، ثم من وكلك محامياً للمعلمة راي ؟
صرخ حينها الفتى : وهل تظنني سأبقى هادئاً في حين أنك تستفزها أيها المشوه ؟؟


إلتفت يميناً وشمالاً وقلت بعدها متظاهراً بالغباء : من الذي تدعوه بالمشوه ؟؟ أهو شخص لا أراه أم ماذا ؟؟

أمسكتني روز من معصمي وقالت وهي تجرني نحو الأسفل : سوبارو مابك تحاول افتعال الشجار ؟؟ تبدو على غير عادتك ؟؟

قررت الجلوس بهدوء فأنا لا أريد للأمر أن يتفاقم ، كل ما أردته هو إثارة غيظ المعلمة قليلاً ، وأتلاعب بأعصابها لتُظهر وجهها الحقيقي ..



تقدمت المعلمة راي ، ووقفت بالقرب مني ، وقالت بصوت حاولت جعله ناعماً قدر الإمكان : سوبارو ستندم على كل حرف تفوهت به ..
قلت ساخراً : إذا كنت غاضبة فلا بأس بأن تصرخي ، كفي عن التصرف بشكل يثير الإشمئزاز ..

وكزتني روز في خصري بمرفقها وقالت : سوبارو يكفي أرجوك ، إلتزم الصمت ..
نظرت إليها متفاجئة ، هذه الكلمات تخرج من شفتي روز التي لا تعرف سوى إفتعال الشجار ؟؟ ماذا حصل للعالم ؟؟

انتبهت إلى المعلمة راي التي احتقن وجهها من شدة الغيظ ، وقالت وهي تٰشير إلى الباب : أخرج حالاً أيها الوقح ، لا أريد رؤية وجهك القبيح في حصتي من الآن وصاعداً ..

منظرها هذا ، وارتعاش يدها أكد لي مدى هي غاضبة ، وشعرت أنني تصرفت بحماقة فعلاً وبالغت في تصرفاتي كثيراً ..
لم أفعل هذا إلا لأنها أخت ساي اللعين ، الشخص الذي كان يُعذب نانا دائماً ، وكان السبب الرئسي لحزنها ..


أطلقت زفيراً عالياً ، ونهضت من مكاني ، وقبل أن أغادر إلتفت إليها وقلت ببرود : أنا آسف حقاً ..
صاحت المعلمة راي بغضب : وهل تظن أن كلمة آسف ستكفي ؟؟
أجبت بذات النبرة الباردة : لا لن تكفي ، لكن هذا ما أستطيع قوله عندما أخطأ ..


بعدها غادرت الصف بضمير مرتاح ، فقد اعتذرت إليها ، وهذا هو المهم حتى لو لم تقبل اعتذاري ..

===========================================




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-12-14, 10:57 PM   #48

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



~ ياماتو ~

بعد انتهاء الدوام خرجت من المدرسة لأجد سيارتي بإنتظاري ، والسائق قد فتح لي الباب لأدخله ..
ركبت السيارة بهدوء ، وانطلقنا عائدين إلى المنزل ..


كنت أسند رأسي إلى النافذة وعيناي مغمضتان ، لازالت كلمات سوبارو تتردد في ذهني ، بسببه لم أستطع النوم ليلة البارحة ..


لماذا سوبارو يكرهني ؟؟
لماذا قال أنه لا يعتبرني صديقاً له ؟؟
أليس هو من طلب مني أن أكون صديقه ؟؟
ما الذي تغير يا ترى ؟؟
وهل يعني سوبارو كل حرف مما قاله ؟؟
ماذا فعلت له شيئاً ليكرهني ؟؟
هل أخطأت في حقه دون أن أعلم ؟؟


كل هذه الأسئلة تراودني منذ البارحة ، ولم أجد جواباً حتى الآن ..


أيمكن أن يكون ما فعله ليس إلا تنفيذاً لأوامر الخاطف ؟؟
لكن سوبارو نفى هذا الإحتمال ، والجدية كانت واضحة في صوته ..
قلت وأنا أعبث بشعري بإنزعاج : أوووووووه إذا ظللت أفكر هكذا طويلاً فسأجن ، تباً لك يا سوبارو أنت السبب في ما أنا عليه الآن ..

نظر إلي السائق من المرآة الأمامية وقال : سيدي مابك ؟؟ هل أنت بخير ..
قلت بغيظ : لا لست بخير ، والفضل يعود إلى سوبارو الوغد ..
- وماذا فعل بك المدعو سوبارو ؟؟

اعتدلت في جلستي ، لأستعد للإنفجار الذي سأُحدثه، وقلت بإنفعال وأنا أحرك يدي بعشوائية في الهواء : رغم الأيام الذي قضيناها سوياً وتلك اللحظات السعيدة والتعيسة التي مررنا بها ، أخبرني بالأمس أنه يبغضني ، ولا يعتبرني سوى عدوه اللدود الذي كره ذكراه مذ أن كان صغيراً ، كيف يمكن لذلك أن يحصل ؟؟ الغبي لم نتقابل سوى هذه السنة فكيف سيكرهني وهو لم يعرفني بعد ؟؟ أوصلت كراهيته لي بأن يكرهني قبل أن يقابلني ؟؟ ولا حتى قبل أن يعرفني ؟؟ كم أغضبني بكلامه ، من يظن نفسه ؟؟



تفاجأت حين سمعت صوت قهقهة السائق تملأ المكان ، حتى أنه فقد السيطرة على السيارة لثواني لكنه تدارك الأمر بسرعة ..

قلت وأنا عابس الوجه : ما الذي يُضحك إلى هذه الدرجة ؟؟
أجاب وهو يكبح نفسه الضحك : أعتذر إليك سيدي الصغير ، لكنني لأول مرة أراك منفعلاً هكذا بسبب صديق لك ، لقد بدوت مضحكاً فعلاً ..

أسندت ظهري إلى الوراء وعقدت يدي على صدري ، وقلت بأنزعاج : لكن الأمر مُغضب للغاية ، فأنا لا أتذكر أنني قد أخطأت في حقه يوماً ..
قال السائق : سيدي الصغير لا تُبالي بما قاله ، وإذا كان لا يرغب في مُصادقتك فهو الطرف الخاسر هنا ، فأنت شخص وفي وطيب ومن النادر جداً وجود أشخاص مثلك ..


قلت وعلى ثغري شبح ابتسامة : أعلم أن ما تقوله ليس سوى مجاملة ..
رد السائق بسرعة : لا أبداً يا سيدي الصغير ، الأمر ليس كذلك ، أنا لا أعرف المجاملة أبداً ، وما قلته كان الحقيقة وجميع الخدم يشهدون على هذا ، فعلا أنت فتى نادر الوجود ، ولا يمكن أن نجد شخصاً بمثل تواضعك ..


لأكون صريحاً ، كلمات السائق أسعدتني كثيراً ، فقد شعرت بأن هذه المشاعر خرجت نابعة من قلبه لا يشوبها أي مجاملة أو تملق ..
ابتسمت له بإمتنان وأنا أقول : شكراً لك على إدخال البهجة إلى نفسي بكلماتك الصادقة ، أنتم الرائعون هنا لا أنا .



قد تتسائلون عن سبب سعادتي هذه ، على الرغم من أنه إطراء بسيط ، لكنني متأثر للغاية فأنا طوال حياتي لم أسمع أحداً يمتدحني بصدق ، فمثلاً أبناء رجال الأعمال البارزين الذين هم في سني كانوا دائماً حولي ويطربونني بكلامهم المنمق ، والذي لم يكن يهدف إلا إلى مصلحة ..


فجأة قفز إلى ذهني صوت سوبارو حين ناداني بالثري المغفل ، هنا شعرت بنار الغضب يشتعل من جديد في جوفي ..


هل أنا فعلاً ثري مغفل ؟؟

لحظة !!
هو سماني بالثري ، إذاً أيمكن أنه يحقد علي لأنني ثري ؟؟ وهو يشعر بالغيرة مني ؟؟
في النهاية هو فقير وحالته المادية معاكسة لي تماماً ..

كيف لي ألا أنتبه لذلك ؟؟ أنا فعلاً غبي ..
بينما أنا أعيش برفاهية هو يعاني من الجوع والفقر ، وحياته صعبة للغاية ، كيف لي أن أغفل عن هذه النقطة ؟؟

الآن أشعر أنني فهمت الأمر قليلاً ..


سوبارو عاش حياة قاسية مذ أن كان صغيراً ، وكان يبغض الأثرياء أمثالي ، عندما انتقل إلى المدرسة لم يكن يعلم في البداية أنني شاب ثري ، لكن عندما أدرك هذا بدأ يشعر بالغيرة مني ، وهذه الغيرة ولدت الكراهية والحقد ..

كان يجب أن ألاحظ هذا من البداية ، فهو كلما خرجنا كان يرفض أن أقوم بإيصاله إلى منزله ، فهو يظن أنني سأستحقره بسبب فقره ، مع أن هذا لا يهمني البتة ..


قلت فجأة وبنبرة آمرة موجهاً خطابي إلى السائق : توجه إلى مدرستي القديمة أرجوك ..
رد السائق بتردد : لكن .....
قاطعته بثقة : لا تقلق لن أتأخر ، ووالدي لن يعلم بالأمر ..


هز السائق رأسه وسار في الطريق الذي يقودنا إلى المدرسة القديمة ..
أنا متلهف جداً لمقابلة سوبارو ، لدي الكثير لأقوله له ، وأنا واثق من أن ما سأقوله سيعيد علاقتنا السابقة ، ولهذا يجب أن أتحدث معه اليوم ..


============================================




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-12-14, 11:06 PM   #49

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



~ روز ~

انهينا تنظيف الصف أنا وسوبارو ، وضعت أدوات التنظيف في الخزانة وقلت مبتسمة : شكراً لك سوبارو على مساعدتي ..
رد سوبارو بجمود : العفو ..

سرنا حيث وضعنا حقائبنا المدرسية ، وحملناها مغادرين الصف ، وكان الشمس آن ذاك قد قارب على الغروب ، فقد تأخرنا بسبب المشكلة التي أحدثتها المعلمة راي ..

فقد اضطر سوبارو إلى زيارة مكتب المدير بسبب سلوكه وتعامله الفظ مع المعلمة راي ، ولم يتمكن من مغادرة مكتب المدير إلا بصعوبة بالغة بعد أن تعهد بعدم تكرار ما فعله ..


وبعدها اضطررنا إلى تنظيف صفنا والصف المجاور وكل هذا أخذ من وقتنا الكثير ، حتى أن المدرسة أصبحت خالية من التلامذة ..
خرجنا من بوابة المدرسة الرئيسية ، ولم ينبس أحدنا ببنت شفة ، وأنا أخجل من أن أتحدث فينزعج سوبارو مني ..
فسوبارو بطبعه هادئ ولا يحب الكلام إلا في الأمور المهمة ..

استجمعت شجاعتي ونطقت بصعوبة : سوبارو ماذا تقول عن رسالة الخاطف التي تلقيناها في الأمس ؟؟ هذا هو اليوم الثاني ولم يحصل شيء حتى الآن ، أتظن إنه يتلاعب بنا فقط ؟؟

قال وهو يضع يده أسف ذقنه بتفكير : لا أعلم حقاً يا روز ، لكن شيئاً ما في داخلي يقول أن هذا هو الهدوء الذي يسبق العاصفة ، والرسالة لم تكن الغرض منها هو التلاعب بنا ، لا شك أن ..........


توقف سوبارو فجأة عن الكلام ، حتى أنني استغربت سكوته ، لكن بعد ثواني عاد ليقول : أنتي محقة لا بد أن الرسالة للتلاعب فقط ، لا أظن أنه سيقتل أحدنا فعلاً ..
بعدها وضع يده على رأسي وأكمل وهو يبعثر شعري : لا داعي للقلق يا روز ، فلتنامي مطمئنة البال ..

أبتسمت براحة وقلت : الحمد لله ، أظن أول شيء سأقوم به عند عودتي إلى المنزل هو النوم ، فقد زال الخطر ..
- نعم ، أنت بحاجة لأن تأخذي قسطاً كاملاً من الراحة ، حتى لا تنامي في الحصة مجدداً ..

كنت لأكمل حوارنا ، لكنني لمحت سيارة ياماتو من بعيد ، لذا صحت بحماس : أنظر لقد أتى ياماتو ..
تقوست شفتا سوبارو للأسفل ، ولم تخفى علي عبوسه ، لكنني لم أسأله عن السبب فهو لن يجيب علي ..

توقفت سيارة ياماتو أمامنا ، ليخرج منها ياماتو بسرعة وهو يقول بلهفة : من الجيد أنكما لم تغادرا باكراً ..
قلت بإستغراب : وماذا كنت تريد منا ؟؟

قال ياماتو وهو ينظر إلى سوبارو الذي لم يلتفت إليه حتى : أمم في الواقع أريد أن أتحدث مع سوبارو عن أمر مهم ، لكن قبلاً هل حصل شيء اليوم ؟؟
أجبت نافية : لا لم يحصل شيء ، ولم تصلنا رسالة حتى ، على الرغم من أن في الأمس وصلتنا رسالة أشبه برسالة تهديد ، لكن الأمور بخير والحمد لله ..


ابتسم ياماتو براحة وقال : هذا جيد ، لكن ماذا كان يوجد في رسالة الأمس ؟؟
- شيء غير ضروري ، لا تلقي بالاً عليه >> قلتها بلا مبالاة .

قال ياماتو موجهاً خطابه إلى سوبارو : سوبارو هلّا تحدثنا قليلاً ..
قال سوبارو بهدوء دون أن ينظر إلى ياماتو مباشرة : تحدث فأنا لم أمنعك من الحديث ..
قال ياماتو بتوتر واضح وهو ينقل ببصره بيني وبين سوبارو : أريد أن أتحدث معك بموضوع مهم ، وعلى انفراد ..


هنا اشتعل الفضول في داخلي ، وقلت وأنا أضع كلتا يداي على خاصرتي : على انفراد ؟؟ إذاً لا تريدني أن أسمع ما ستقوله ، تحدث ما هو الشيء الذي تحاول إخفاءه عني ؟؟ لن أترككما وحيدين ، وسأعرف ما تحاولان إخفاءه ..

قال ياماتو وهو يخلخل أصابعه في شعره : روز ليس الأمر وكأننا نخفي شيئاً عنك ، لكن ما سنتحدث عنه هو أمور رجالية لا شأن للفتيات به ..
قلت بسرعة : كاذب ، لن تخدعني بهذا التبرير السخيف ..

نطق سوبارو حينها : إن كان لديك شيء تقوله لي فقله الآن ، فأنا لن أبتعد عن روز شبراً واحداً ..


زم ياماتو شفتيه وبدى على وجهه الغيظ ، لكن مظهره كان لطيفاً للغاية ، وقال بعدها وهو مقطب الجبين : سوبارو لماذا أنت هكذا ؟؟ ما سأقوله شيء مهم للغاية ..

عندما قال أنه أمر مهم ، شعرت مباشرة أن الأمر متعلق بجوليا ، لذا قلت بقلق : هل حدث مكروه لجوليا وأنت تحاول إخفاء الأمر عني ؟؟ تحدث يا ياماتو ..


هز ياماتو رأسه بسرعة وقال : لا لا أبداً ، الأمر لا يتعلق بها إطلاقاً ، لا تقلقي ..
زفرت براحة وقلت : هذا جيد ، فقد ظننت أن الخاطف قد أرسل لك شيئاً يتعلق بجوليا وأنت لا تريد إخباري بذلك ..

قال ياماتو : لا أظن أن الخاطف سيُرسل إلي شيئاً دون أن يرسله إليكما ، في النهاية الخاطف لا يُرسل أوامره إلا لكما وأنا لم أتلقى شيئاً إلا المرة الأولى ..


قاطع حوارنا سوبارو الذي قال بهدوء : أنا سأغادر الآن ، وداعاً جميعاً ، وأرجو يا ياماتو أن توصل روز إلى المنزل ..
أمسكه ياماتو من كتفه وقال : لكنني لم أقل لك ما أريد قوله ..
نفض سوبارو يد ياماتو الموضوعة على كتفه وقال : ليس هناك شيء نتحدث بشأنه دون روز ..

صمت ياماتو لثواني وقال بعدها : حسناً لن أخفي عن روز شيئاً ، وسأُسمعك ما لدي أمام روز ..
فجأة إلتفت سوبارو الذي كان يتحدث مع ياماتو دون أن ينظر إليه ، واستدار حتى أصبح وجهه مقابلاً لوجه ياماتو ، وقال وهو يرمقه بنظرة مرعبة أقشعر له جسدي : أنسيت ما قلته أم أنك غبي لا تفهم ؟؟

تراجع ياماتو بضع خطوات إلى الخلف وقال بتوتر واضح في صوته : أنت من أجبرتني على هذا ، تعال معي إن أردت ألا تسمع روز ما بيننا ..


الفضول يقتلني ، لا أفهم حقاً ما يدور بينهما ، ما الشيء الذي يخفيانه عني ؟؟ لماذا يتصرفان على غير العادة ؟؟ ماذا حصل بينهما يا ترى ؟؟


دفع سوبارو ياماتو بخفة وقال بنبرة تهديد واضحة : إياك والتفوه بكلمة واحدة ..
ثم استدار مجدداً لمغادرة المكان ، لكن ياماتو قال صارخاً قبل أن يبتعد سوبارو : سوبارو فهمت لماذا قلت لي ما قلته ليلة أمس ، لقد عرفت ما تقصده بكلامك هذا ، لكن صدقني يا سوبارو أنا لست كالأثرياء الذين ينظرون بإستحقار إلى من هم أقل منهم ..

ثم صمت لثواني ليردف برقة : صدقني يا سوبارو أنا لا أهتم إن كنت ثرياً أو فقراً ، وأنا حقاً فخور بمصادقتك ، ولا يهمني ما يقوله الآخرون عنك ، أو عن نظرتهم إليك ، فأنا أراك شخصاً طيباً ولطيفاً ، وصديق وفي حقاً ، أحببتك حقاً يا سوبارو وأحببت اللحظات التي كنا فيها معاً ، فعلاً أنا سعيد لأننا تقابلنا معاً وأصبحنا صديقين ، وإن كنت تكرهني فثق أنني أحبك وسأحبك إلى الأبد ..



كنت متفاجئة كثيراً من تلك الكلمات التي خرجت من ياماتو ، ما سر هذا الإعتراف الغريب ؟؟
قلت وأنا أرمش بغباء : هل أنت شاذ يا ياماتو أم ماذا ؟؟ لم أظن أبداً أنني سأشهد على لحظة إعتراف بين شابين ..


احمر وجه ياماتو خجلاً ، وقال بسرعة وهو يحرك يديه بسرعة : ليس الأمر كذلك أيتها الحمقاء ، أقصد أنني أحبه كصديق وليس كما تظنين يا صاحبة الأفكار المنحرفة ..

نظرت إلى وجه ياماتو الخجول واللطيف ، يبدو رائعاً هكذا ، واحمرار وجهه زاده جمالاً فوق جماله ، فعلاً إنه يأسر الأنظار ويخطف القلوب ، ويستحق الشعبية الكبيرة التي يحظى بها بين الفتيات ..


نقلت ببصري نحو سوبارو الواقف في مكانه دون حراك ، ولم أستطع رؤية وجهه لأنه يدير ظهره بإتجاهنا ..
كنت متلهفة إلى معرفة ما سيكون ردة فعله ، لكنني للأسف لن أستطيع رؤية وجهه حتى لو استدار بسبب الضمادات ، لكنني على الأقل أريد سماع ما سيقوله ..


شعرت بإحباط شديد حين رأيته يكمل طريقه متجاهلاً ما قاله ياماتو ، ولست الوحيدة التي شعرت بذلك ، فقد ظهرت علامات الإحباط على وجه ياماتو ، وبدى عليه الحزن كذلك ..

كنت أستغرب سر هذا الحزن الذي ظهر عليه ، حين انتبه ياماتو إلى أنني أنظر إليه قال وهو يبتسم بصعوبة : ما رأيك أن أوصلك إلى المنزل بسيارتي ؟؟

نظرت إليه بشفقة ، على الرغم من أنه حزين إلا أنه يتصنع التبسم في وجهي ..
قلت بهدوء : حسناً لنذهب ..


صعدنا السيارة ، والأجواء من حولي كئيبة ، نظرت إلى ياماتو الذي يبدو شارداً ..
قلت محاولة تلطيف الأجواء قليلاً : ياماتو أنا واثقة أن سوبارو لم يقصد تجاهلك ، لكنني أشعر أنه شعر بالخجل لذا لم يستطع أن يرد عليك ..
نظر إلي ياماتو وقال بإبتسامة طفيفة : حسناً أنا أظن ذلك أيضاً فسوبارو خجول حتى لو لم يُظهر هذا ..


ثم أردف مخاطباً السائق : لو سمحت قم بتشغيل الأغنية الجديدة للمغني ورابوس ..
قلت متفاجئة : ألديك الأغنية الجديدة لورابوس ؟؟ واو هذا رائع ..
رد ياماتو بحماس : بالتأكيد لدي ، فأنا من أشد المعجبين به وبصوته ، إنه أسطورة حقاً ..
قلت بسعادة : وأنا كذلك أحبه ، فعلاً إنه يمتلك صوتا رائعاً ..



قاطع حوارنا صوت المغني ورابوس الذي خرج من المذياع ، كان صوته عذباً ورقيقاً ، يهدئ النفوس ويشرح الصدر ..

كنت أغمض عيني وأنا أستمتع بسماعي لأغنيته الجديدة ، فعلاً هو رائع ..
قاطع انسجامي التام صوت ياماتو يقول : روز أهذه المرة الأولى التي تسمعين فيها أغنيته الجديدة ..

فتحت عيني وقلت : نعم ، فعلى الرغم من أنني سمعت أنه أصدر أغنية جديدة بعد انقطاعه الطويل إلا أنني لم أملك الوقت الكافي لشرائها ، واليوم حظيت أخيراً بسماعها ..

قال ياماتو للسائق : أعطني الشريط لو سمحت ..
قلت معترضة : لماذا ؟؟ أريد أن أستمع إلى الأغنية ..
قال ياماتو وهو يأخذ الشريط من السائق ويمدها نحوي مبتسماً : خذي الشريط إن أردتي فأنا أمتلك نسخة أخر في المنزل ..

قلت غير مصدقة : هل أنت جاد ؟؟
- كل الجدية ، خذيها يا روز ..

لم أكن لأرفض الشريط أبداً ، لذا أخذته بسرعة وأنا أكاد أطير من شدة السعادة ، وياماتو ينظر مبتسماً ..


نهاية الجزء ..


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أرجوا أن تكونوا قد استمتعتم بقراءة الفصل الجديد ..

كما ترون الفصل احتوت على رسالة غامضة والتي على هيئة صورة أبيات شعرية بلا معنى
أعلم أن الأبيات الشعرية أبعد ما يكون عن تلك الترهات التي كتبها كازوما لكن لا تهتموا e108

كل ما عليكم هو محاولة فهم رسالة كازوما لمساعدة سوبارو
ولنرى من هو الذكي الذي سيفهم رسالة كازوما

حاولوا التفكير جيداً وخذوا وقتكم في التفكير وأروني مدى ذكائكم
ولا تنسوا كتابة آراءكم و توقعاتكم التي أتلهف لقراءتها

في أمان الله






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-12-14, 08:17 PM   #50

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



٢٨
~ ساي ~

نظرت إلى كازوما الجالس أمامي وقلت بشك : هل أنت واثق أن هذه الكلمات لا تعني شيئاً ؟؟
قال كازوما بثقة مطلقة : كل الثقة ، في النهاية هذه مجرد أبيات شعرية من تأليفي لماذا تقوم بتكبير الموضوع ؟؟

قلت وأنا أعاود النظر إلى الورقة التي بها تلك الأبيات : لأنك وبكل بساطة أعطيت سوبارو نسخة منها ، لذا لست واثقاً من أنها مجرد كلمات عادية ..
وقف كازوما من مكانه وقال ببرود : الورقة أمامك والأبيات واضحة ، إن كان هناك شفرة سرية فحاول إيجادها إن كنت تظن هذا ..


قلت بإستغراب : إلى أين أنت ذاهب ؟؟ لم أنهي كلامي معك بعد ..
قال وهو يدير ظهره بإتجاهي : سألقي نظرة على جوليا والمرأة التي معها ، وأغيظهم قليلاً ..
وقفت قائلاً : سأرافقك إن كنت تهدف لأغاظتهم في النهاية أحب رؤية جوليا مغتاظة ..


توجهنا نحن الإثنان إلى القبو ، وإلى حيث توجد زنزانة جوليا تحديداً ..
وقف الحارس فور رؤيته لي احتراماً ، بينما نظرت إلى الزنزانة وقد كانت تلك المرأة مستلقية على جنبها نائمة ، أما جوليا فهي تجلس بجوارها والتعب بادٍ على وجهها ..

الحمى قد عاودها من جديد ، لكنها هذه المرة لم تستسلم للمرض ، وكانت دائماً بجوار هذه المرأة ..

لا أفهم حقاً السبب الذي يدفعها لحماية يومي ، والتضحية بنفسها من أجل امرأة غريبة ..


قلت وأنا أقترب من الزنزانة ساخراً : كيف حالك يا جوليا ؟؟ تبدين مرهقة جداً ، يجب أن تنامي وترتاحي ..

رمقتني جوليا بنظرة حادة وعادت تنظر إلى الفراغ بعدها ، بينما سمعت كازوما يقول : لا تتعبي نفسك في حراسة هذه المرأة يا جوليا ، في النهاية نحن لو أردنا تعذيبها لعذبناها حتى لو كنت بجوارها ..


أطلقت جوليا زفيراً عالياً وقالت دون أن تنظر إلينا : يا إلهي هناك صوت حمار ينهق بالقرب مني ..
انفلتت مني ضحكة قصيرة على تشبيهها ، من الواضح أنها تحقد على كازوما كثيراً ..

قلت وأنا أنظر إلى كازوما مبتسماً : لقد شبهت صوتك بصوت الحمير يا كازوما ، أستسكت عن هذه الإهانة ..
رد كازوما وهو مبتسم مثلي : كيف فهمت ما قالته هذه الضفدع ؟؟ أنا لم أسمع سوى صوت نقيقها ..


علمت أنه يرد عليها بالمثل ، فعلاً هذا الرجل يعجبني ، من الصعب جداً إغاظته ، وتصرفاته شبيهة جداً بتصرفات جوليا ..
قلت وأنا أسأل الحارس : وجبة الفطور لهذا اليوم من تناوله ؟؟
رد الحارس : تلك المرأة من تناولته يا سيدي ..


نظرت إلى جوليا وقلت : جوليا الطعام الذي نقدمه هو لك أنت ، ويومي ليس لها أي طعام لذا لتتناوليه أنت لا هي ، في النهاية نحن نحتاجك أنت فقط ، أما تلك المرأة فلا أرى أي مانع في موتها ..

صمت لأسمع ردها ، لكنها لم تنطق بكلمة واحدة ، ولم تكلف نفسها عناء النظر إلينا ..
وهذا لم يعجبني البتة ، فأنا لا أحب لأحد أن يتجاهلني ..

قلت بصوت مرتفع : جوليا أنا أتحدث معك ، ردي علي ..

صراخي عليها لم يجدي نفعاً ، فهي لا زالت تتجاهلني ، وتتجاهل وجودي ، شعرت بالغيظ من حركتها ، وقلت بنبرة آمرة لكازوما : كازوما ادخل واجلب لي تلك المرأة ، هذه المرة لن أكتفي بجلدها وسلخ ظهرها ، وإنما سأقوم بإنهاء حياتها تماماً ، لكن بطريقة بطيءة لتستشعر الألم جيداً ..


حينها أطلقت جوليا زفرة طويلة تدل على نفاذ صبرها ، والتفتت إلينا ببطء قائلة بهدوء : إلى متى ستظل تُزهق أرواح الآخرين بدم بارد ؟؟ متى ستشعر بالذنب ولو قليلاً ؟؟ ألا يكفي ما فعلته بصديقك وزوجتك ؟؟ ألا زلت تريد مواصلة أفعالك الشنيعة ؟؟


انفجرت ضاحكاً بسخرية على كلماتها ، واستمريت بالضحك بشكل متواصل لعدة دقائق ، وما إن هدأت حتى قلت : أنت تضحكينني يا جوليا ، إتظنين أن زوجتي وصديقي الخائن هما ضحاياي فقط ؟؟ لا عزيزتي أنت مخطئة ..

نظرت إلى الأعلى وأنا أكمل بإستمتاع : لقد مات على يدي الكثير الكثير من الأشخاص ، من النساء والرجال ، جميعهم كانوا يُقتلون بشكل بشع على يدي ، الأمر مسلي جداً ، سماع صرخاتهم المتألمة ، وتوسلاتهم وصوت بكائهم ، كل هذا يسليني حقاً ..



قالت جوليا حينها بحذر : إذاً أنت مجرم منذ الماضي ، حتى قبل أن تفقد قدمك ..
أجبت مبتسماً : نعم ، أنا منذ البداية كنت أقتل الآخرين وأعذبهم ، لكن من أقتلهم كانوا يستحقون ذلك ..

صمت لثواني وأنا أتذكر الأشخاص الذين قتلتهم ، وأكملت بهدوء ونظرتي قد انقلبت إلى نظرة حاقدة : كل من عذبتهم في الماضي كانوا أشخاصاً سيئين ، يضربون الأبرياء والضعفاء ، ويستحوذون على أموال الفقراء ، كان يجب أن أعاقبهم بنفسي ، أنا لم أكن مجرماً في الماضي ، وإنما كنت فقط أحقق العدالة ، وآخذ بثأر من لا يستطيع الإنتقام لنفسه ، لكن بعد أن بُترت ساقي ، حولتني تلك الحادثة إلى مجرم يسعى للإنتقام لنفسه ..

ثم عاودت الإبتسام وأنا أقول : لكن لا تقلقي سأعود كما كنت في الماضي ، بعد أن آخذ بثأري من روز وسوبارو اللعينان ، ولن أعود إلى الإجرام مجدداً ، كل ما سأقوم به هو تحقيق العدالة كما في الماضي ..


نظرت إلي جوليا بإستحقار قائلة : أتسمي قتلك للآخرين عدالة !! أأنت أحمق ؟؟
رددت عليها بإنفعال : نعم ما أفعله هو العدالة ، فكما أن لك طريقتك الخاصة في تحقيق العدالة ، فأنا لدي طرقي الخاصة أيضاً ، في النهاية أشعر بأن هناك شيء مشترك بيننا ، وأننا متشابهان قليلاً في عدة جوانب ..


بدت الدهشة على ملامحها وهي تقول : كيف علمت بماضيّ ؟؟

أجبت ببساطة : لقد قمت بتحقيق شامل حولك ، وأعرف كل صغيرة وكبيرة عنك ، حتى حادثة شيبا التي غيرتك تماماً أعرف عنها ..


احتدت ملامح جوليا ، ولأكون صريحاً بدت مرعبة قليلاً ، فهي لديها نظرة ثاقبة مخيفة ، كلما رقمتني بهذه النظرة اقشعر جسدي من نظرتها لا إراداياً ..


نطقت ببطء : إسمعني لا تشبهني بك أيها الحقير ، فأنا لم أصل إلى درجة قتل الآخرين ، صحيح أنهم كانوا يسمونني فتاة العدالة إلا أنني لم أكن أعاقب إلا من تعدى على الضعفاء بضربهم لا قتلهم كما تفعل أيها المجرم ..

قلت مبتسما بإستمتاع : وهذا ما كنت أعنيه بطريقتك الخاصة ، فأنت كنت تحققين العدالة بضرب المذنبين ، أما أنا بقتلهم ، لذا نحن متشابهان ، فنحن لا نُعاقب إلا المذنبين ..

صرخت حينها بحدة وانفعال : اسمعني أيها الحقير ، الضرب ليس كالقتل، القتل هو إزهاق للأرواح ، أما الضرب فهو تأديب ، لا تحاول أن تجعل تصرفاتي شبيهة بتصرفاتك ..
- مهما حاولت الإنكار فسنظل متشابهان ، سوءً اقتعتِ بذلك أم لم تقتنعي ..


قاطع حوارنا صوت كازوما الذي قال بتململ : كفاكما تحدثاً عن العدالة ، ولنتحدث عن موضوع مشترك بيننا ..
قلت وأنا أرفع حاجبي الأيمن بإستغراب : أتظن أننا هنا لنستمتع مع السجينتين ؟؟

هز كتفيه قائلاً : لا أرى مشلكة في هذا ، فالتحدث مع جوليا ممتع كما تعلم ، ورؤية تعابيرها مضحك للغاية ..
فكرت قليلاً وقلت مؤيداً له : أنت محق يا كازوما ، أحسنت القول ..

نظرت إلى جوليا لأرى ما ستقوله ، لكن كل ما فعلته هو أن سندت رأسها إلى الجدار وأغمضت عينيها بتعب ..

قلت لها : هي أنت لا تنامي ، وإلا لن تري يومي مجدداً ..
تمتمت بهدوء : إفعل ما تشاء ، لم يعد الأمر يهمني بعد الآن ..

رفعت حاجبي بإستغراب ، لم أتوقع أن يكون ردها هكذا ، قلت بتهديد : جوليا أنا لا أمزح ، ستُعذب يومي حقاً إذا تجاهلتنا حقاً ..
تدخل كازوما قائلاً : ليس الأمر وكأنها تتجاهلنا ، لكن من الواضح جداً أنها متعبة ، وليس لديها الطاقة الكافية للنقاش معنا ..


نظرت إليه بطرف عيني قائلاً : أرى أنك تدافع عنها يا كازوما ، ما السر ؟؟
زفر كازوما بملل قائلاً : وهل ستظل تشك في كل شيء أقوم به ؟؟ كن متيقناً أنني لا أفكر بخيانتك ..


سمعنا جوليا تقول وهي لا تزال تُغمض عينيها : شخص مثلك قام بخيانة تلامذته ليس من الغريب أن يقوم بالخيانة مجدداً ..
قال كازوما متغابياً : ماذا تعنين بعبارة خان تلامذته ؟؟ لا أظن أنني خنت أحداً ما ..

لم ترد جوليا عليه وتجاهلته ، في حين ابتسمت قائلاً : هل تعرفين يا جوليا أنك فتاة حمقاء وغبية ، تضحين بنفسك من أجل أناس لا يستحقون التضحية ..
تمتمت بخفوت : شكراً لك على الإطراء ..

قلت بغيظ : أنا لم أمتدحك أيتها البلهاء ، بل أسخر منك ..
أومأت برأسها ببطء وهي تقول : هكذاً إذاً ، شكراً لك ..
لم أستطع كبح غضبي أكثر وأخذت أصيح عالياً : أيتها المغفلة هل تنصتين إلى ما أقوله أصلاً ؟؟

لم ترد علي جوليا هذه المرة ، وظلت ساكنة في مكانها كما هي ، أخرجت دواءً من جيب سترتي ووضعته على الطاولة بغضب ، وقلت مخاطباً الحارس : أعط الدواء لجوليا حتى تتماثل للشفاء ، ليس من الممتع التحدث معها أبداً وهي مريضة هكذا ..


أومأ الحارس برأسه بإنصياع ، لأقول لكازوما : هيا لنغادر ، فأنا سأنفجر لو بقيت هنا أكثر ..
أدرت ظهري لأهم بالخروج ، لكن صوت جوليا الضعيف استوقفني : متى تنوي إلقاء القبض على روز وسوبارو ؟؟
إلتفت إليها برأسي قائلاً ببرود مصطنع : وهل تتعجلين موتك ؟؟ إلقاء القبض عليهم يعني موتك يا جوليا ، لذا من الأفضل ألا تسألي عن المدة التي تبقى لموتك ..


قالت وهي تفتح عينيها الذابلتان وبنبرة قوية لا يظهر فيها أثر للضعف ولا للمرض : لا يهمني كم تبقى من حياتي ، فأنا لا أهتم ما إذا قُتلت أو لا ، لكن أريد أن أعقد معك اتفاقاً ..

إستدرت بجسدي إليها وقلت متعجباً : اتفاق !!
قالت بهدوء : نعم إتفاق ، أنا سأتحمل كل مشاعر الكراهية والحقد التي تكنها لهما ، وسأتلقى كل أنواع التعذيب التي تخطر في بالك ، ولن أحاول الهرب أبداً ، على شرط أن تدعهما وشأنهما ، ما رأيك ؟؟



نبرتها الواثقة وعينيها الثابتتين لا تحملان أي خوف ، ولا حتى بنسبة قليلة ، لذا هذا مغضب قليلاً

نظرت إليها بإستخفاف متمتماً : أدعهما وشأنها !!
وأردفت بصوت عاالي : لا وألف لا ، لن أهنأ حتى أراهما يتعذبان بأم عيني ، وأراهما جثة أمامي ، لن يحل محلهما أي أحد ..
ثم عدت إلى صوتي الطبيعي وقلت ببرود : لأكون صريحاً معك يا جوليا أنا لا أكن لك أي ضغينة ، ولا أستمتع برؤيتك تُعذبين أبداً ، فأنت لست هدفاً لي ، لكنني كنت أستمتع برؤية روز و سوبارو اللذان ينفذان أمواري بكل إنصياع خوفاً من أن تُعذبي ..


عادت جوليا لإغماض عينها ، وتجاهل ما قلته ..
قلت بإستغراب : ألن تعلقي على ما قلته ؟؟
لم يجبني إلا الصمت ، لذا شعرت بالغيظ مجدداً من تصرفاتها ، لكنني متأكد من أنها تتعمد تجاهلي لإغاظتي ، ولكنني لن أدعها تشعر بالإنتصار ، لذا قلت ببرود ظاهري : لنغادر الآن كازوما ، فالتحدث مع مريضة كجوليا يجلب لي الغثيان ..



============================================




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:18 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.