18-01-16, 12:17 AM
| #91 | ||||||||||
| نجم روايتي 
|  اقتباس:
| ||||||||||
|  |
|
18-01-16, 01:03 AM
| #92 | |||||||
| كاتبة في قصص من وحي الاعضاء 
| الفصل الثالث عشر : الكابوس يعود ..! حين رأى فارس أخويه يتساقطان كجسري مدن عتيقة خارت كُل قواه ، لم يعد يرى شيء ، هذا العالم فجأة يتكسر أمامه ويتلاشى بصورة سريعة ، لم يبقى سوى هذا الفراغ وهذا السواد .. تراجع وسقط على السرير وعينيه مغمضتين ، كان قد فقد بصره لم يعد يرى شيء وبدأ صوت المطر القوي يتلاشى شيئاً فشيء ، فراس وفيصل تلاشوا من أمامه كلوحه مائية مازالت لم تجف فقام أحدهما بسكب الماء فوقها لتختلط الوانها ، تتلاشى وتختفي ملامحها .. ها أنا أشد من استنزفته هذه الحياه ، وبصفعه واحدة تأخذ منه كُل شيء ، هما حركتي الشهيق والزفير التي يحيا بها قلبه ، ها هي الحياة تسلبه اياهما مرة واحدة .. فارس يموت أيتها الحياة ،نعم يموت .. انتَ من قتلتني يا جاسر ، كانا هما رصاصتي القاتلة ، بدأ جسده يرتخي شيئاً فشيء ، يغيب في الموت يسقط لأسفل ومازال يسقط ، لا يصل لقعر ما .. لكن هذه الرغبة الشديدة بالانتقام لموتهما بدأت تبث الحياة من جديد بفارس حرارة الحقد بدأت تبعث الأنفاس من جديد بجسده بعد ان بدأ بالتجمد ، ليس الآن ، ليس بعد أن أنتقم لهما .. لا ليس الأن لااا نهض وهو يصرخ بـ لااا كان المطر مازال شديداً ، والرعد الغاضب يبث بروح فارس المزيد من الرغبة بالإنتقام ، كأن هذا الصوت يُبعث من قلب فارس لا من السماء . نزل بسرعه قصوى يسابق الزمن على الدرج وهو يتخطى الدرجات قفزاً ، والعرق يتصبب من جسده بغزاره ، كآن الهلع يسيطر عليه ويجعل جسده كله يرتجف ، وصل لباب المنزل وفتحه ثم ركض ناحية النافورة كان المطر شديد وغزير . ما ان وصل للنافورة حتى صرخ باسمي اخيه فرااس ، فيصل . بحث عنهما حيث رأهما للتو قد سقطا هُنا لكنه لا يجد أي أثر لهما ، إلتفت يمين ويسار لكن أيضاً لم يجد اي اثر لأخويه .. أين هُما يا تُرى .. ركض وهو يلتف حول النافورة لعله يجدهما ربما بالناحية الاخرى لكنه لم يجد اي منهما .. أحاطه اليأس والحزن الشديد ، أين هُما ، لا أثر للدم بأي مكآن ، تلفت مرة أخرى يمين ويسار ، لا شيء سوى المطر الشديد والرعد الغاضب .. هل ما رأه للتو حقيقة أم ماذا .. ؟ ركض مرة أخرى وهو يتجه لداخل المنزل وقف بمنتصف الصالة وهو يبحث بهلع وخوف ، لا يعرف ما الذي حدث ، أين أخويه وأي جنون هذا الذي يعيشه ، أهو حلم سيستيقظ منه الآن أم واقع سينتزع روحه منه ، تباً لهذا الجحيم يا جاسر من أين جئت به ، تعود صورة أخويه وهما يتهاديان ويسقطان يغرقهما الدم الأحمر .. بدأ بالصراخ باسمي اخويه بصوت بدأ كأنه يستمد قوته وصداه من الرعد الذي يشتد خارجاً .. فراااس ،، فييصل ،، فراااااااس ،، فييييصل ،،، كان يقف بالصاله وهو يصرخ بينما تتساقط منه قطرات المطر التي بللت ملابسها كلها واختلطت بعرقه، ووجهه مليئ بحزن وخوف ويأس لا يطااق .. كان صراخه القوي قد ايقظ الجميع فخرج فراس وفيصل وكل من في المنزل وهو يركضون لأسفل الصالة ويسأل احدهم الآخر عن ما حدث .. ملأت الدهشة وجوه الجميع وخفق الرعب بالقلوب المرهفة ، كآن اول من وصل للصالة فراس وفيصل اللذان ما ان سمعا فارس يهدر باسميهما حتي قفزا رعباً من غرف نومهم ونزلا لفارس الذي يحمل صوته ألماً أسوداً .. بينما خرج أبو فراس وابو مسعود وأم مسعود ومها من الغرف الارضيه ، لم يكن فارس يرى اياً منهم كان مشوش ولا يستطيع تمييز أحداً .. حين وصل فراس تعلقتا عينيه بفراس الذي نزل مهرول ليقترب من فارس فهاله ما رأى من حاله لكن فارس لم يدع له مجال ليسأل أو يستفسر حتى ركض اليه وهو يتفحصه برعب ثم رفع قميصه ويكشف صدره ليرى موضع الرصاصه لكنه لم يجد شيء كانت انفاس فارس تعلو وتهبط بسرعه رهيبه وكان يداه ترتعشان ، رفع بصره لفراس وهو يتفحص وجهه بعينيه ثم يحول بصره لفيصل الذي كآن يقترب منه وهو يسأل بخوف شديد : فااارس ايش فيك يا فارس .. اقترب فارس من فيصل بسرعه وهو يرفع قميص بيجامته بينما فيصل يحاول ان يمسك بيدي فارس ليهدأ وضعه ازادادت حركة فارس عصبية مع تزامن حركه فيصل الذي يحاول ان يهدأ روع اخيه ،لم يكن يحتمل هذا ابداً ، خوفه البشع وجنونه يدفعان به إلى التصرف بجنون فيقوم بدفع فيصل بقسوة ليسقط فيصل أرضاً ويجلس فوقه فارس ويثبته بقدميه ثم يرفع قميص اخيه واخذ يحدق مكان الرصاصه وأيضاً لا أثر ، تحسس صدر اخيه ولا اثر فترك فيصل وهو ينهض من فوقه ، و يتراجع للخلف وهو يرى تلك الدهشة والرعب بعيون الجميع ، كانوا يحدقون به جميعاً بدهشة وقد أخرستهم الصدمة إلا فراس وفيصل اللذان ادركا بسرعه ما يعاني منه أخيهما الصغير .. أبو فراس أدرك أيضاً تلك الحالة التي أصابت إبنه مجدداً ، بعد عشر سنوات من انقطاع ذلك الرعب الذي يعيشه .. كان فارس قد أدرك بعد ان اطمئن على اخويه أن رعبه قد عاد ، وان هدوء تلك العشر سنوآت غاب ليأتيه بشكل أشرس من ذي قبل .. تلك العيون المحدقة المستفهمة والتي بدأت تشكك بتصرفاته تمزق روحه ، رعبه هذا الذي عاشه كأسوء ما يعيشه بشر ، ان يعيش خوفه الآشرس والاعنف وبهذه الطريقة وأمام الجميع .. بدأ ينظر للجميع ، تلاقت عيناه بعيني مها التي خرجت بثوم نومها القطني الطويل والذي يمتلأ برسومات طفولية بينما شعرها كليل اسود يحيط بهما ، اشاح بصره ليلتقي ببصر والده الذي كان صمته وألمه الناطق بعينيه مصدر ألم أشد بروح فارس الذي تأكد له من خلال نظرة والده انه كان يحلم ،، يحلم فقط .. لا شيء مما رأه حقيقه ، هلعه هذا كان مجرد كابوس ، عاشه ليستيقظ ويربطه بالواقع ويمارس العيش بحلمه الا ان صدم بتلك اللحظة الفاصلة ما بين الحلم والواقع .. نطق أبو مسعود بصوت مرتجف خوفاً ليكسر هذا الصمت المميت بعد أن هدأت تلك العاصفة التي حدثت للتو بداخل منزلهم : فارس يبا ايش فيك ؟ فارس الذي بدأ يرتجف برداً ، بدا صوته بعيداً حزيناً وعميقاً وهو يقول : ولا شي .. حلم كل هذا حدث بوقت قصير دقائق معدودة فقط ، هذا الجحيم الاسود الأبدي الذي عاشه فارس لم يكن الا دقائق رُبما تقترب للساعه .. فراس وفيصل كانا يتمزقان حزناً وألماً على اخيهما ، ذلك الرعب الذي عانى منه فارس كان قد انقطع ، كانا يحاولان بتلك الايام ان يخفيا ضعف فارس بتلك اللحظات حتى عن والدهما ، والآن كل هذا يحدث أمام الجميع .. ! هل سيبدأ فارس بالانهيار الآن كما في السابق ، هل يرى الجميع هذا الضعف منه الآن ؟ حدث هذا معه أخر مره قبل عشر سنوات كان رعب فارس فيها قد اوصله حد الانهيار فبكى وقتها ثم اعتزل العالم شهراً كاملاً صنعا وقتها فراس وفيصل المستحيل ليخرجانه من تلك الحالة التي تصيبه ، كان رعبه ينمو معه ويزامن تلك الأحلام الكابوسية أذى لأحدهما أحيان كان يحلم بفراس او بفيصل كأن يجرحا او يحدث اي أمر سوء لهما .. كأنه نبوءة شر فيتحقق بالفعل أذى ما ، بأخر مره كان حلمه أشد قسوة وهو يرى فيصل تلتف حوله افعى بينما يسقط فراس ببئر .. استيقظ مرعوباً وجلس شهراً كاملاً يعاني من الوحدة والرعب يراقب اخويه لحد الاختناق لعل احدهم يصيبه شيء .. باحد المرات استيقظ فراس ليجده ساهراً بالقرب منه يستمع لانفاسهما ، ونهره وزجره وعاب عليه ان يكون هو رجلاً بالواحدة والعشرين من العمر ويفعل تصرفات كهذه التصرفات الطفولية . بعدها بدأت حالته بالتحسن شيئاً فشيء ، وغابت عنه الاحلام من وقتها حيث لم يحدث لأخويه شيء فكانت تلك الفاصلة وكسر لخوفه المترتب على احلامه التي يعقبها اذى لاحدهما .. هذه المره بعد غياب يعود اليه رعبه الأبدي كأشرس من أي وقت مضى ، هما الاثنين يموتان برصاص بالقلب مباشرة رأى موتهما أمام عينيه ضلعاه الايمن والايسر يكسرا ويرحلا عن تلك الحياة .. تدارك فراس هذا الوضع كله وبحكمة تقدم من فارس الذي كان وكأن الحياة قد سُلبت من جسده ، امسك بعضده وهو يجره ويقول : ابيك تعال فوق .. اتبعهم فيصل وهو يتحاشى كل تلك النظرات المستفهمه من الجميع ، ونظرات والده المرعوبة والفاقدة لاي حيلة ممكن ان يتصرف بها مع ابنه ، كان يعلم انهما فقط فراس وفيصل من يستطيعا ان يتعاملا معه وهو بتلك الحالة . ردد ابو مسعود لينهي تلك الليلة : حصل خير ماكو الا الخير يبا يلا ردوا ناموا وارتاحوا .. شكل فارس حاله حلم وتو صحي منه .. انسل الجميع لغرفهم وبقلوب العديد من الأسئله والاستفهامات التي لا تنتهي ، كان فراس وفيصل قد ادخلا فارس لغرفته وهما يغلقان الباب باحكام ، ترك فراس يد فارس وهو يقول له : يلا ابكي الان .. مشى فارس ببطئ نحو فراشه ولم يلق بال لما يقوله فراس ، جلس فوق السرير وشرد ببصره يحدق في اللاشيء ، صرخ فراس به : فااارس يلا ابكي وارتاح اخلص من هالرعب .. ولا حياه لمن تنادي ، كآن فيصل قد تسمر من الدهشه ، من موقف فراس المعادي الان وكانه يلوم فارس على كابوس هما سببه ،هذا ليس ذنب فارس ،، وهل تعلقه الشديد بنا وخوفه من فقداننا ذنب بيده او نحن سببه .! صرخ فراس مره أخرى بفارس وهو يهزه : فااارس .. هنا انتفض فارس وهو يقف ويدفع فراس بخفه ويقول له : ابعد عني ، ثم ينظر لفيصل ويكمل : طلعوا برا واتركوني لوحدي ، هذا الرعب ما رح اتخلص منه لانه اساسا تمهيد لاشياء رح تصير .. كانت عيناه شاردتان ومرعوبتان ، وصوته يختنق بينما انفاسه تعلو وتهبط ، وهو يرتجف اقترب منه فراس وشده لصدره بقوه وهو يقول له بحنان أخوي بالغ ، وبشهامة رجولية تنطبع بطباع فراس : ما راح يصير شي ، ابداً .. اهدأ .. كان فيصل يقف حائراً ، تلك الحالة الوحيدة التي لا يحسن التصرف بها ، لا يعرف ماذا يفعل كُل شيء يتعلق باخويه يربكه ويفقده صوابه وقدرته على اتخاذ اي قرارات حتى تلك البديهيه والاعتياديه ، فراس وحده يعرف كيف يتصرف مع فارس خاصه حين يعيش ذلك الرعب .. امتدت يدا فيصل ليتنزع فارس من فراس وهو يقول له : فارس بدل هالنقيعه الي انت فيها ترا حرارتك حيل عاليه .. ثم يبعد فارس عنه ويبدأ بنزع قميصه بينما فراس اخرج له ملابس فارس : رح اتسبح ، دخل للحمام وبقيا هما في الخارج لا يعرفان ماذا يفعلان ، يخيم فوقهما الصمت وهل هُناك ما يقال ؟ بعد ان انتهي فارس من أخذ حمام دافئ خرج من الحمام وهويلف المنشفة حول خصره ونظر لـ يجد اخويه مازال يقفان امامه ، التقط ملابسه بحنق ودخل مره اخرى ارتدى الملابس وخرج ثم نطق بصوت هادئ : أريد أن أنام .. كان هدوئه مرعب لهما لم يعتادا ابداً على هدوئه هذا خاصه بعد ان يمر بتلك الحالة ، بهذه الاثناء سمعا طرقات خفيفه ثم فتح الباب كان والدهم الذي نطق وهو يدخل : ها يبا فارس كيف حالك ؟ نطق فارس بنفس الهدوء : بخير يبه الله يسلمك يا الغالي ما فيني شي .. ابو فراس : خير يبا ، بايش حلمت .. ؟ قطب جبين فارس وهو يحاول ان لا يتذكر حلمه ،هذا هو أخر ما يريده أن يحكي له سواده الذي عاشه ، قال وهو يحاول ان يبعد نظره عن والده : ما حلمت شيء ، ما اتذكر يبه ابو فراس وقد علم ان فارس يتملص من هذا السؤال ويهرب من الاجابة ومن رعبه : زين يبه الحمدلله اني تطمنت عليك ، يلا تصبح ع خير نام وتعوذ من الشيطان وارتاح .. فارس : تصبح علي خير يبا .. خرج فراس مع والده ليطمئنه على فارس ، ثم عاد لأخويه حيث وجد فارس قد استلقى على سريره بينما يستلقي بجانبه فيصل الذي أبى الا أن ينام مع فارس الليله ، هكذا يفعل فيصل دوماً وها هو الأن كذلك ينام بجوار فارس ، يعرف فارس انه لن يستطيع منع فيصل من ذلك أبداً . ابتسم فراس وهو يرى فيصل يستلقي وعيناه يسرقهما النعاس ، ثم قال لفارس : تصبح على خير .. فارس : وانت من اهله .. هم فراس بالخروج وهو يغلق الباب بعدها نطق فارس بسرعه باسمه وهو يقول : فرااس فراس : عونك .. فارس : أسف يبتسم فراس وهو يقول : أنا اللي اسف .. ثم يغلق الباب | |||||||
|
| |
|
18-01-16, 01:03 AM
| #93 | |||||||
| كاتبة في قصص من وحي الاعضاء
| الفصل الرابع عشر : مزاج سيء ..! لا نعلم هل نحن نتصنع التعود والتأقلم ، أم انه بالفعل تعودنا وتأقلمنا مع أي أوضاع تستجد علينا ، لكن لما ببعض الأوقات حين يسكن الضعف أرواحنا نشعر أننا لم نتأقلم أبداً ورحلة الحياة تلك ماهي الا محاولات عقيمة للنسيان وادعاء التعود ، كآن أحمد الإبراهيم مازال شاباً حين توفيت زوجته وتركت له ٣ أطفال ذكور أحدهم مازال بالمهد ، لم يرضخ أبداً لمحاولات والده ووالدته الحثيثة لتزويجه بإمرأة لتربي له أطفاله ، كان يردد كلما اشتد الاصرار عليه بالزواج انه لن يسمح لإمرأة ليست بأمهم أن تربيهم ، لن تكون لهم أماً مهما فعلت سيبقى بقلبها تلك النطفة التي تدعوها للتفرقه بينهم وبين ابنائها لو انجبت منه ، ولو لم تنجب لزادت تلك النطفة اتساعاً وهي تربي أبناءاً ليسوا من صلبها بينما عجزت هي ان تنجب بطنها من تربيه وتفني العمر من أجله .. ظن أبو فراس ان تلك السنوات التي تزيد عن الثلاثين عام كفيلة بجلب النسيان لذاكرته وأنها قد دفنت معها أشواقه لزوجته واحتياجه لوجودها ، وانه قد اعتاد على حياته هذه منذ سنوآت .. لكنه كان مخطئ واليوم تبين له أكثر من أي وقت مضى انه يحتاجها بشكل أكبر . كان سيعني له الكثير لو ان زوجته الان تربت على كتفيه بحنان بالغ وهي تشاركه هموم الخوف على ابنهما الاصغر . كآن الصباح قد أشرق ، بعض العيون لم يؤثر بها ما حدث ونامت بعمق وإمتد نومها الى ما قبل الظهر ، وبعضها لم ترى النوم ولا غفوة قليلة حتى .. نهض فراس وكان لم ينم ليلة البارحة الا نصف ساعه استيقظ بعدها على صراخ فارس وبعد ذلك لم يعد للنوم ابداً ، كانت الساعة السابعة صباحاً وبدأ يشعر بوجود حركة في الاسفل ، نظر لميساء وجدها ما زالت تغط بالنوم ، توجه للحمام اغتسل ولبس ملابسه ثم نزل للصاله ، كانت مها تضع افطار لوالده وعمها اللذان استيقظا بينما يتضح للجميع من عيني ابو فراس انه لم ينم ليلة البارحة كذلك ، ومها ايضاً كان الارهاق يحيط بعينها الواسعتين . فراس وهو يلقي الصباح : صباح الخير ، ثم يقبل رأس والده وعمه ويردان عليه الصباح . ثم ترد عليه مها و تسأله : شتحب تشرب شاي او حليب . فراس : اي شيء ما يهم ، ثم يردف وهو يسأل والده : الا يبه وين فارس وفيصل مريت عليهم الغرفه ما لقيتهم موجودين .. أبوفراس : ما ادري يا ولدي ، ردت مها وهي تضع كوب الحليب أمام فراس : راحو للاسطبل ابو فراس : من هالصبح راحو هناك .. مها وهي تجلس : اي عمي من الساعة ٦ صحوا ونزلوا قلت لهم يفطروا فارس ما يريد لكن فيصل شرب بس حليب ولحق بفارس ، يقول يبي يعسف الحصان .. فراس : وين والارض طين ، جنوا هالاثنين ، يلا عن اذنكم بروح اشوف ايش يسون .. خرج فراس من المنزل وتوجه للاسطبل وحين دخل الإسطبل وجد فيصل يجلس على احد الكراسي الخشبيه ويراقب فارس الذي كان يروض الادهم وكأنهما يتقاتلان وسط هذه الارض الطينيه ، بينما يشتبك عناد الحصان وتعنته مع عصبيه فارس وتوتره الواضح جداً .. فراس : صباح الله .. فيصل : هلا صباح النور فراس : شيسوي فارس جن ، وين يعسف هالفحل العنيد بهالتربه .. فيصل : فارس قاعد يبرد قلبه ما يعسف الحصان والا بذمتك هذاعسف لحصان شوي ويرفسه ولما اكلمه ما يرد علي توجه فراس وهو ينوي ان يوقف فارس عن هذا الجنون الذي يفعله ، فتقدم نحوه وما أن وصل بالقرب منه حتى تملك فارس الغضب الشديد من تصرف أخيه هذا ، وفهم انه أتى ليثنيه عن عسف الفحل الآن . فركب الفحل العنيد وامتطى ظهره بعناد مشابه لعناد الادهم ، وانطلق الحصان يصهل ويحاول ايقاع فارس من على ظهره بينما فارس يتشبث به بعناد أكبر .. تراجع فراس وهو يغلي غضباً من تصرفات فارس التي بدت صبيانيه أكثر ، أهذا هو فارس ! صرخ به وهو يقول : فارس خلك من عنادك وتعال انزل ، مو وقت عسف هالوقت .. من بعيد كان فيصل هادئاً يراقبهما لكن حين رأى تصرف فارس الاحمق ، ركض لأخويه ليتقرب منهما ، وما كاد يقترب حتى كان فراس وبخفه شديدة قد استطاع بمهارة ان يمسك فارس من قميصه وينزله ارضاً من ظهر الجواد .. لم يسقط فارس بالأرض بل لسرعة بديهته وقف علي رجليه ليواجه فراس الذي بدأ بالصراخ : انت جنيت .. كانت عينا فارس تحكيان الكثير من الألم العميق السرمدي ، وحزن شجي يفتك بقلبه ، تدخل فيصل وهو يقول بحزم ناهراً أخيه الآكبر عن جنون وحمق يفوق به فارس : اهدا يا فراس ، مو معقوله هالتوتر الي انتوا فيه ،، اهدا كنت راح تكسر فارس بهالنزله . إرتبك فراس وهو يعي لنفسه ولما فعله للتو ، ربما كان فارس متوتراً بالفعل لكنه اكثر منه توتراً ، يتعبه ويخيفه التفكير ان فارس سيعود لتلك الحالة الكئيبة المؤلمة مرة أخرى .. أومأ فارس لسايس الخيول بأن يأتي ، ففهم الآخير وتوجه نحو الأدهم ليدخله الاسطبل ، لم يكن يعرف ما يفعل هُناك غضب يعترم بصدره ، هذه النار المتقده تحرقه ، فاستدار فارس ليعطي أخويه ظهره وهو يركل الطين بقدمه بغضب .. لعله يركل غضبه ايضاً ، ليذهب هذا التوتر وهذا الجنون . فيصل ويأتي صوته واثقاً : فارس لو سمحت ما في شيء يستدعي هالتوتر هذا الي انت فيه ، مجرد كابوس وانتهى ..! استفز فارس ما يقول أخيه فاستدار بسرعة وغضب وهو يحدق بفيصل : انتهى بهالبساطه تقول انتهى .. ايش الي انتهي يا فيصل ، مو معناته انه قبل عشر سنوات لما ما صار شي خلاص كله صدف ، فيصل هالمره .. توقف وقتها فارس عن النطق ، تغيرت نظراته الغاضبه إلى حُزن موجع ، شجي ورعب مدمر ، كان يتكلم وهو يحول بصره ما بين فراس وفيصل ويكمل : فيصل هالمره شفت بعيني موتك وموت فراس قالها وهو يصرخ بألم وقهر . ثم يتقدم من أخيه وهو يقول : كنت أموت لكن أحياني رغبه الانتقام ، سدد رصاصة بقلبك هنا .. قالها وهو يضرب علي صدر فيصل ثم اكمل وهو يضرب على صدر فراس ورصاصه هنا بقلب فراس .. لم يكن حال فراس وفيصل أحسن من فارس اعتصرهما الألم والقهر وهو يريان فارس بتلك الحالة ، يبدو ألمه وحزنه أكبر من أي وقت مضى .. اقترب فراس وهو يشد فارس له ويقول له : اهدا كان هذا حلم ،، حلم وبس لا تفكر فيه .. فيصل يقترب ويمسح رأس فارس ويحتضنه وهو يقول له : فدا عمرك انا يا فارس ، لا تفكر مجرد حلم .. بعض الآوجاع تكون أقوى وأعمق وأكثر إتساع من أن نحكيها أو نصفها بقوالب اللغة ، لم يكن فارس قادراً على النطق بأي شيء يروي معناته تلك ، لكن نظراته وارتجاف صوته كان كفيلاً بان يخبر أخويه ان هذا العنيد الصلب الذي لا يخاف شيئاً سوى فقدانهم يتألم بصمت وألم عجزوا هما كذلك على مواساته بكلمات ، انها المشاعر هي التي تأخذ قالب الكلمات لتترجم ما يجول بالنفس وما يعتريها .. لم تكن شقاوة فيصل المناقضة لشخصيته الحكيمة العاقلة أن تثنيه عن إستغلال هكذا وضع ، فاراد ابعاد هذا الجو الكئيب عن أخويه فاعاد حس الطفولة وشقاوتها .. حين تعلق برقبه فارس من الخلف وهو يقول له بضحك : شيلني يا فارس ههه ضحك فراس بصخب عال مناقض لما كان به للتو ، وابتسم فارس أيضاً وهو يقول : ما تتوب قبل اشيلك وانت صغير هالحين كبرت وثقلت ههه بتكسر ظهري .. فيصل : إيه لو كنت فراس اكيد بكسر ظهرك لكن انا ما بكسرلك ظهرك كلها ٨٠ كيلو .. فراس : ههههه و ٨٠ شويه ترا على طولك سمين .. فيصل : أهو علينا ترا انا طويل بس انت ما تلاحظ لانك اساساً عمود انارة ، فارس وهو يحمل فيصل على ظهره ويبدأ بالسير به نحو المنزل ويمشي بجانبه فراس وهو يضحك من تصرفات فيصل الطفولية ، مهما كبر هذا الفيصل ما زال حس الطفولة يقفز بغرابة شديدة تناقض شخصيته العملية .. في طفولتهم و بالرغم من ان فارس كان اصغر منه سناً الا أن فيصل كان دوماً ما يطلب من فارس ان يحمله على ظهره ويسير به ، وكان فارس يحب ان يفعل ذلك ايضاً ، ويتبادلان المسير مره فارس يحمل فيصل ومره فيصل يحمل فارس .. فارس وقد وصل لمنتصف الطريق : ها يا فيصل يلا انزل دوري اللحين ، يلااا فيصل : لا والله يا فارس اخر مره ما نزلت من ظهري وخليتني اكمل فيك الطريق للبيت وكان طويل ، والله لاعوض هالطريق منك هالحين .. فارس : هههه وانت ما نسيت من عشرين سنه .. فيصل : هههه لا ما انسى حقي .. فراس : ههههههه الحمدلله يا فيصل ان بنتك للحين صغيره وما تشوف خبالك .. وصلوا للمنزل وكان والدهم في الخارج هو واخيه ابو مسعود ومها التي كانت تلعب بمراجح الاطفال ، مع أحمد الصغير. ما ان اقبلوا حتى ضحك والدهم وعمهم ، ثم ركض الصغير أحمد وهو يتعلق بقدم والده ويقول : بابا ابي نفس عمي فيصل .. فراس : ههههه يلا هوووبا وحمل احمد ليضعه فوق كتفيه ويسير به .. ضحك أبنائه يبعث بقلبه السعادة ، كان قلقاً على فارس ولكن حين أقبل فارس وهو يحمل فيصل ويضحكان اطمئن قلبه لضحك فارس ، وبدا أكثر إرتياحاً .. حتى مها نفسها كان قلقها مستمد من قلق عمها الذي شعرت به من عينيه والان ترى السعادة تلك بعينيه تعود مجدداً فبدا الارتياح بنفسها أكثر .. | |||||||
|
| |
|
18-01-16, 11:49 AM
| #94 | ||||||||
| مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء  
| ههههههههه و طلع مش اكتر من حلم او كابوس يالهوي بس كابوس جبار اع ف ناس لو حلمت ان حد ضربها تقوم جسمها واجعها من الضرب بالحلم فارس الكابوس عمل معاه عمايل صعبة لكن اخواته مسبهوش وحده علاقتهم جميلة جدا اهتامهم و احتؤاهم لبعض ام مسعود غابت انهاردة بحضورها الطاغي و افعلها الطين فصلين حلوين ووضحو مشكله فارس من 10 سنين فاتو بانتظارك الخميس ان شاء الله | ||||||||
|
| |
|
18-01-16, 01:04 PM
| #95 | ||||||||
| كاتبة في قصص من وحي الاعضاء
| اقتباس:
هههههههه .. مش حقول غير اني فلتت منك ومن أم سوسو ههههه ام مسعود تجهز مصايب هههه عشان كدا غابت هالفصلين ههه رونتي شكرا من القلب | ||||||||
|
| |
|
18-01-16, 02:16 PM
| #96 | ||||
| نجم روايتي  
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته طلع كابوس بس رجاءا كفاية احلام فجعنا معه مفتقدين عجوز االنار اين هي ربنا يستر شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . | ||||
|
| |
|
18-01-16, 02:21 PM
| #97 | |||||||
| مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي 
|  حلم .. كابوس .. ياظالمه كم يوم وانا احاول ان امخمخ بشيء يطلعنا من مصيبة الطلقات في القلب وانتي جايه تكولين حلم لماذا كل هذا الخوف من حلم ........... هل كانت احلام فارس السابقة تتحقق بشكل او اخر لذلك فارس يدخل بمرحلة اكتئاب او خوف بعد الحلم خوفا من النتيجه اعتقد ان سبب انقطاع الاحلام لمدة 10 سنوات ان اخر حلم لم يتحقق لذا اطمئن فارس الان عادت له الكوابيس وعاد الخوف له ولاخوته | |||||||
|
| |
|
19-01-16, 02:36 AM
| #100 | |||||||||
| نجم روايتي
| اقول ايه بس مفترية انتي وخلتينا اقعد افكروافكرايه اللي هيحصل وبعدىن حلم كابوس بس بجد اتاثرت جدا بحب فارس لاخولته وخوفه عليهم وكمان هو الاصغر علاقتهم ببعض حلوة قوي مكنتش فاكرة ان فيصل عندع بنت من فاطمة بتمني تعدل سلوكها وتبعد عن امهل فيصل لذيذ وحبوب يستاهل واحدة احسن منها في انتظار الفصل القادم علي شوق | |||||||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
7Likes
.png)
العرض العادي
