آخر 10 مشاركات
على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          القرصان الذي أحببته (31) للكاتبة الأخاذة::وفاء محمد ليفة(أميرة أحمد) (كاملة) (الكاتـب : monny - )           »          28- نغم إلى الأبد - راشيل ليندساى - كنوز روايات أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          مـــا أصعب الإبتعاد عنها *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : عيون الرشا - )           »          ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          عانق اشواك ازهاري (2)*مميزة و مكتملة* .. سلسلة بيت الحكايا (الكاتـب : shymaa abou bakr - )           »          عشق من قلـب الصوارم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : عاشقةديرتها - )           »          23 - امرأة تحت الصفر - راشيل ليندساى ( إعادة تنزيل ) (تم تجديد الرابط ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )           »          93- الشمس والظلال - آن هامبسون - ع.ق ( نسخه أصلية بتصوير جديد ) (الكاتـب : angel08 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

Like Tree32Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-05-16, 07:05 PM   #281

انجوانا

مشرفة منتدى الصور وتسالي مصوره وعضو مميز في القسم الطبي والنفسي ونبض متألق في القسم الأدبي وفراشة الروايات المنقولةوبطلة اتقابلنا فين ؟ومشاركة بمسابقة الرد الأول ومشارك في puzzle star ومحررة بالجر

 
الصورة الرمزية انجوانا

? العضوٌ??? » 359808
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 11,533
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
?  نُقآطِيْ » انجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond repute
افتراضي


مسا الخير بانتظار الفصل



انجوانا غير متواجد حالياً  
التوقيع





مع الله تضيقُ فجوات الوجع، ويخفت صوت الألم ويعلو الأمل، مع الله تُنار لك الدروب، وينجلي الظٌّلم والظلام الحياة مع الله سعاده وأمان .
قديم 15-05-16, 07:05 PM   #282

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فصل ملئ بالالغاز والتساؤلات ياكلني الفضول ممن يكون حكيم الراجي ؟ ماذا يعني لميرنا وماذا قالت ميرا لوائل كسرت قلبه كده نور وناجي ومن اين الاموال فردوس رايحة زواج حسام الجد ماذا لديه ضد الراجي وكوثر وزياد لاين وقصة عواطف وووووو اسئلة كثيرة تنتظر اجابتك علينا انت لديك حبكة درامية للاحداث رهيبة وبرغم طول فصولك تتركينا حيارة شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته اهلا بك عزيزتي من جديد اشكرك على مروركِ العطر وعلى تعليقك الجميل ، فعلا كان فصلا مليئة بالالغاز طبعا سنعرف جوابا على سؤال وائل وماذا يعني حكيم الراجي لميرنا التي لا تدري عنه شيئا حتى الان ، وسيتوضح لنا ما قالته ميرا لكسر العلاقة بين الاثنين بخبثها الذي استغلته لصالحها طبعا كي تفرق بينهما ، نور وسر الثروة سننتظر ناجي ليخبرنا السر الكامن خلفها ، اما فردوس وفريد اللذين سيحضران زفاف أبيهما كيف ستكون الصدمة عليهما لا ندري بعد ، ايضا كوثر وزياد الذي جكم عليه وبناء على التقاليد ان يتزوج من المرأة التي لا يحب فماذا ستفعل كوثر حيال هذا الامر ، واتمنى ان اجيب على بعضها بهذا الفصل ، كما انني ممتنة لك دوما على حضورك الذي يشجعني أكثر فأكثر ربي يخليك حبيبتي


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 15-05-16, 07:06 PM   #283

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انجوانا مشاهدة المشاركة
مسا الخير بانتظار الفصل
مسا الورد انجوانتي جاري الطرح


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 15-05-16, 07:18 PM   #284

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصل 13


"حِين تمتدُّ جُذور الألمِ فِي مُحيطِ الذاكرة ، وحِين يكُون السُّقوط فِي قعرِ البُؤسِ بهذه الهشاشَة لا يتبقَّى سِوى تنهيدَة مسحُوبةٍ منْ عُمقِ الشَّجن .. تُغذي فراغَ الرُّوح وتسرقُ منه اللهفات ويُصبحُ اليقينُ نصلا يُمزق أشلاءَ العقلِ بفكرَةٍ عقيمَة مات في سبيلهَا النَّبض .."
[لا يحضُرني شيءٌ هذهِ اللحظة سوى كلماتكِ أمي ..
رانيا(صوتها):- دع خُيوط الشمس تُخرجُك من حُلكةِ الظلام الدَّامس ، دعها تقُودك نحو دُروب اليقين فأبدًا لن تجدَ خريطة تدُلُّك لذاتكَ التائهةِ سواها ]
وائل(في سره):- آآآآآه كيف سأجد خلاصي بكِ وأنتِ الهلاك يا وهم قلبي …
ميرنا(أجفلت عينيها من سماع ذلك الاسم الذي نطق به وائل):- مم.. من أين لك أن تعرفه ؟
وائل(صغر عينيه وأمسكها من صدغها بعنف غير آبه لا بالوقت ولا بالمكان):- أجيبيني فورا من يكون حكيم الراجي ؟
ميرنا(اصطدمت بنظراته القاسية التي لم تتعرف عليها سوى تلك اللحظة):- إنه ابن عمي
وائل(تنفس الصعداء فهذه معلومة يعلم بها فأي غبي سيسمع بنفس اللقب سيفهم أنه يقربها بشكل أو بآخر ، لكن ما ليس مفهوما هو ؟):- وما علاقتكِ به ؟؟
ميرنا(فتحت انعقاد حاجبيها بملامح متجهمة):- ما قصدُك بعلاقتي به أنا حتى ..
وائل(ضغط على صدغها بقوة لا يستطيع الحد منها):- ميرنااااا ميرناااا لا تستهزئي بغضبي وأخبريني فورا عما يجمعكِ به ؟
ميرنا(ابتلعت ريقها وهي تستشعر طعم الصدأ بفمها وانتقلت بنظرتها نحوه ونحو قبضته التي تؤلم روحها أكثر من يدها):- لم أفهم ما تود الوصول إليه .. ثم أنت تؤلمني يا وائل
وائل(فتح فاهه وأفلت يدها قليلا لكنه لم يفلتها من مداره البتة):- أريد جوابا شافيا يخرس جيش التساؤلاتِ الكامن بعقلي يا ميرنا ، فرجاء إن كنت غاليا عليكِ أجيبيني وأريحي قلبي
ميرنا(بعدم فهم له ولحالته الغريبة عنها أخذت تدلك صدغ يدها):- أنت تتصرف بغرابة وأنا ليس لدي شيء لأجيبك عنه حاليا ، حين تعود لرشدك سنتحدث
وائل(ابتلع ريقه على حين غرة من مرورها الكسير به فلم يتوقع بتاتا أنها ستتملص من الجواب بتلك الطريقة وهذا ما لم يتقبله ، لذا أوقفها بقوة):- لن تبرحي محلكِ يا ميرنا قبل أن تردي على كل أسئلتي
ميرنا(تنفست بعنف ونفضت يدها منه):- لا تكلمني بتلك الطريقة يا وائل ، ثم ما بالك أنتَ تتصرف بغرابة لست أنت ما الذي يحدث لك ؟؟؟
وائل(مسح على جبينه بخفة وتابع وهو يشير لها بيده):- لن تقحميني في سعَة ترددكِ الآن لذا أرغب بردِّ واضح يعفيني من هذا التخبط الذي شلَّ تركيزي
ميرنا(هزت رأسها بغلالة دمع تسبح في مقلتيها):- واضح أشعر بذلك التخبط حتى أنك تكاد تغرس أصابعك بذراعي دون أن تشعر أنك توجعني
وائل(بسرعة نظر لآثار يده المحمرة على ذراعها وتأوه برفض):- ميرناااا ..أ..أنا أحترق
ميرنا(برأفة على حاله اقتربت منه متلهفة):- ما الذي يحرقك يا وااائل أخبرني ؟
وائل(يبحث بعينيها عن ذرة صدق تخرجه من بوتقة السواد التي رمتهُ فيها ميرا دون أن يرمش لها جفن):- صارحيني يا ميرنا وسوف أغفر ونبدأ صفحة جديدة
ميرنا(مسحت دمعتها الخائنة وهي مولية ظهرها له):- عن أي صراحة تتحدث أنا حتى لم أفهم منك شيئا غير أنك تعرف ابن عمي فأجبني أنت الآن من أين لك أن تعرفه وماذا الشيء الذي يربطك به ؟؟
وائل(ضحك بغبن وهو يلتقط أنفاسه"إن كان الشيء الذي يربطني به هو أنتِ فما ستكون ردة فعلكِ حينها"):- عدنا للعبة المراوغة … ليكن بعلمكِ فحسب أنا من يسأل هنا وأنا من ينتظر جوابا ظللت لساعات أتخيل شكله وأصنع له سيناريوهات متكررة لن يحددها أحد سواكِ أنتِ..
ميرنا(بوجع من حالته الغريبة تلك):- أرجح أن سبب حالتك هذه عدم أخذك لقسط من النوم كما يجب ، تمام حين تسترد نفسك سنكمل حديثنا
وائل(لاحظ أنها تتهرب):- كيف كنت مغفلا لتلك الدرجة حتى أجفلت الحقيقة ؟؟؟
ميرنا(تسمرت محلها وتمنت لو دخلت في غيبوبة ولم تسمع جملة مما قاله):- …لارد
وائل(اقترب منها وأنفاسه تزداد لؤما وهو يطالع جمودها ووثب خلفها):- في عُرف العشقِ عند رشواني مثلي الخداعُ يعني البتر ، فأصدقيني القول يا ميرنا هل أنتِ وحكيم على .. ..
شهاب(قاطعهما حين دلف للغرفة وتجمد محله من منظرهما القريب):- ما الأمر ؟
ميرنا(تشربت دموعها بغبن والتفتت لتطالع عيون وائل بانكسار تام لفؤادها):- أريد أن أعود لبيتي رجاء أعيدوني للفندق الآن …أصبح هذا المكان خانقا لا يطاق
شهاب(استغرب حالها وهي تركض نحو الدرج واستدار لوائل ليفهم منه):- هل كانت تبكي؟
وائل(عاد لينظر من خلال نافذته وبهمس خافت):- سنكمل هذا الحديث وستواجهينني يا ميرنا لن أسمح لكِ باستغفالي أبدااا …
وجع وجع وجع أن يعاملها بتلك الطريقة المهينة حتى أنها لم تفقه ما سر تلك العدائية ضدها ، وكأنها جرثومة فتكت بأوصاله وليست حبيبته التي أقرَّ بعشقها الأزلي منذ ليلتين فقط ، صفقت الباب خلفها بعنف وسارعت بوضع أشيائها بحقيبتها بشكل فوضوي يترجم حالتها الداخلية ، هي بحاجة للهرب للابتعاد عن محيطه ، كم تمنت لو تغمض جفنها وتفتحه بغرفتها الحبيبة لكن لا .. هي لا تزال هنا بالبيت الجبلي بروما بقارة أخرى بعيدة كل البعد عن مستقرها .. كانت تشعر سالفا أنه طالما هو بقربها فأي مكان ستطؤه قدماها رفقته سيكون موطنها إنما وائل بتغيره المؤذي ذاك أربكها وجعلها تدخل في حالة صمت لا يتحدد متى ستنتهي بعد ، فها هي ذي بالسيارة تضع نظارات شمسية غير ملائمة للجو الغائم ولكنها مريحة للعواصف التي تضرب بخلدها ، لم تنظر تجاهه إطلاقا بل ظلت مائلة بجذعها تجاه نافذتها حتى تشنجات عنقها لم تعرها بالا فأين البال أصلا ليهتم … فعلا انقلبت الأجواء من متعة ومرح لضجر وضيق كل من كان بتلك السيارة يسبح في أوجاع قلبه ، رحيل ميرا بتلك الطريقة أربكه بل جعله يشعر بالعجز والحيرة لقد وضعته وسط سرب من التساؤلات التي لا ترحم ، كيف سينظر لعينيها الآن بعد أن كشف أمامها بتلك الطريقة لكن الغريب في الأمر أنه وجد انحيازا كبيرا لها وخوفا من ردة فعلها لا يدري أنها قد انتقمت بسبب طيشه من قلبين محبين تذوقا علقم الشكوك في بداية طريقهما الوردي ..
بعد وصولهم للفندق أنهوا إجراءات الحجز وسأل شهاب خفية عن ميرا وعلم بأنها تركتِ الفندق ليلة أمس وأنها قد عادت لأرض الوطن ، حزن للأمر ولكنه عزم على تصحيح مفهومه ما إن يراها لاحقا ، أما رقية فما إن وصلت للفندق اتصلت برقم إياد مرة تلو المرة ولكنه لم يرد فزادت حيرتها خصوصا أنها حين ولجت حسابه الشخصي وجدت أنه لم يدخله منذ عشية أمس وهذا بحد ذاته أمر مريب ، لذلك قررت فور وصولها للوطن أن تتوجه إليه لتطمئن عليه ، أما ميرنا فلو تمكنت لكانت سابقت الريح هربا من روما التي دفنت فيها لحظاتها الجميلة في آخر لحظة ..
في المطار
شهاب(تنهد بتعب):- كانت رحلة شاقة
رقية(بشرود):- لكنها كانت جميلة وممتعة يعني إلا هذا الصباح ربما التعب سبب هذه الإعجاز فينا جميعا
وائل(رمق ميرنا بضيق):- أو ربما هناك جوانب خفية مصرة على الفتكِ باللحظات السعيدة
ميرنا(زفرت بعمق):- أستغفر الله متى ينتهي هذا الطابور كي نغاااادر
رقية:- هه من الواضح أنكِ ترغبين بالعودة أكثر شخص فينا
ميرنا(بتأفف):- لن تصدقي مدى تلك الرغبة حقا يا رقية
رقية(حركت حاجبيها):- هانت يا ميرنا كلها ساعات بسيطة وها نحن ذا في أرض الوطن
ميرنا(نظرت لوائل بعتب):- همم أتمنى
وائل(لولا اللوعة لكنت سرقتكِ بعيدا عن أنظارهم لتعترفي لي عن تلك الأسرار الصغيرة التي تخفينها عني):- آه كيف يصبر الحبيب على قتل الحبيب …… ؟
بعد مدة بسيطة كان الجميع في كراسيهم بالطائرة ميرنا بجانب رقية وبقربها وائل وعلى الطرف الآخر شهاب ، يعني لو لعبت معهم الأقدار هذه المرة وكان هو جانبها كيف كان سيكون شعورها المجروح ؟ .. لم تهتم أكثر نفضت فكرها من تلك الأفكار القاسية فهي في غنى عن مشاعر الحب تلك اللحظة لأن وجعها أكبر بكثير من ذلك ، أخذت تطالع السماء الغائمة من نافذتها وغير مكترثة لحديث رقية الله أعلم ماذا كانت تقول والحمدلله كان وائل بين الفينة والأخرى يتابعها بجملة أو جملتين حرجا على الأقل .. لحين وصلوا لأرض الوطن أخيراااااااااااا وهنا تنفست ميرنا الصعداء وهي تجر حقيبتها خلفها وتسارع خطاها
رقية:- هه أنظروا لميرنا وكأنها تهرب
ميرنا(التفتت إليها فاصطدمت بعيون وائل الصامتة):- ما كذبتِ أنا فعلا هاربة
وائل(ابتسم لها بقهر):- إلى متى ففي نهاية المطاف سنلتقي بالشركة غدا صحيح ؟
ميرنا(عرفت أنه سيتابع جنونه فاستدارت للأمام):- همممم
خارج المطار كانت هناك سيارة وائل وشهاب لكن ميرنا سارعت خطاها نحو سيارة أجرة
شهاب:- هل هذه مجنونة يا ميرنا سنوصلكِ نحن بطريقنا ؟؟
ميرنا(معتذرة):- لالا شكرا طريقي غير طريقكم .. أ.. يا عم وسط المدينة لو سمحت
هم سائق سيارة الأجرة لحمل حقيبتها لكن اليد التي اختطفتِ الحقيبة من بين يديه سبقته، رفعت رأسها إليه وهي مندهشة من سرعته وتصرفه
وائل(بنبرة لا تتحمل الجدال):- تعالي معي ..
ميرنا(نظرت خلفه لشهاب الذي كان يضع حقيبته بجيب سيارته ولرقية التي كانت تجيب على هاتفها):- أتركني يا وائل لا أريد أن أذهب معك أحتاج لأن أبقى وحدي
وائل:- لا لن تذهبي بيننا حديث لم ينتهي بعد .. امشي
ميرنا(لم تتحرك قيد أنمله مكتفة يديها):- وأنا لن أتحرك من محلي .. أجبرني لنرى
وائل(وضع حقيبتها بعنف على الأرض وهدر فيها محاولا قدر الإمكان أن يكون هادئا):- لا تختبري صبري يا ميرنا لأنني في حالة لا تتحمل الجدال مطلقااااا ، تحركي ودعيني أضبط أعصابي شهاب ورقية هناااا
صغرت عينيها فيه بلؤم ، ونظرت خلفه نظرة خاطفة ثم نظرت لعينيه لكن لفت انتباهها أمر وعادت لتركز خلفه بالضبط في ملامح رقية التي كانت غريبة ..كانت تضع يدها على فمها وتتحدث عبر الهاتف ترتجف بدهشة لم تعهدها قبلا فيها وهذا ما أثار رعبها وكأن شيئا ما يحدث يخص ميرنا شخصيا ، فقد انتفض قلبها بوجع داخلي غريب اعتصرته في محاولة فاشلة لتكذيب حدسها الذي سيطر على خلدها تلك اللحظة … وما زاد الطين بلة هي حالة رقية
رقية(ببكاء ركضت إليهم بعد أن فصلتِ الخط):- ميرنااااا …. إنه إياد هو بالمستشفى
كلمة واحدة كانت كفيلة لتعزلها عن الواقع وتسافر بها نحو البعيد حيث اللامكان ، رافضة تصديق حدسها المشؤوم بينما كلمات رقية تتكرر في أذنها مرارا وتكرارا ، تصرخ يقينا أن ما سمعته للتو حقيقي ، تضخمت أصوات أبواق السيارات من حولها وضجيج المارة صم مسمعها بطريقة زادت من وتيرة تشتتها ، حتى باتت أصوات وائل ورقية وشهاب كصدى مختلط لم تعد بقادرة على فرز مفهوم واحد منها ، عيناها الضائعة بصعوبة وجدت مستقرها بعينيه اللتين ساندتاها في الوقت المناسب ، جذبها من ذراعها وأدخلها لسيارته كأنه انتشلها من بؤرة الضياع بطريقة جعلتها تتنفس الصعداء آملة أن إياد بخير … تكلف شهاب بوضع الحقائب بجيب سيارة وائل وانطلق بدوره بعدهم ناحية المستشفى فآخر ما كان يتوقعه أنه سيطمئن على شخص لطالما شكل له عقدة نفسية "إياد نجيب" …

في مكتب الهندسة كان ذلك أول يوم بعد إجازة اليومين التي اتخذتها وهي هاربة من زياد الذي ما إن سمع بعودتها حتى سارع خطاه نحو مكتبها متحججا بأوراق لا أهمية لها بقدر رغبته في بدء الحوار الذي كان بينهما ولم يكتمل بعد .. كانت تجلس على مكتبها في وضعية أنيقة تخط بشرود على ورقها تصميما فوضويا لعله يخرجها من بوتقة التفكير في زوبعة المشاعر تلك التي انتابتها فور ولوجها لشركتهم ، أما هو فلم يدري حتى كيف وصل لمكتبها فقد ظل محله لأزيد من عدة دقائق متخبطا بين فكرة يدخل أو لا يدخل ، وفي النهاية كانت المواجهة أرحم من التساؤل المضني ..
زياد(طرق الباب ودخل بعد سماع جوابها):- كوثر ..
كوثر(تنهدت بعمق ولم ترفع رأسها له مطلقا):- لدي عمل مهم .. عد فيما بعد سيد زياد
زياد(أقفل الباب وتقدم إليها ونزع القلم من بين يديها):- إلى متى ستهربين من اتصالاتي ؟؟
كوثر:- ومن قال أنني أهرب لقد أخذت إجازة ليومين وها أنا ذا بعملي اليوم ..
زياد(جذب كرسيا وجلس أمامها):- هل فكرتِ في عرضي ؟
كوثر(اهتزت عيناها ولكنها حافظت على رباطة جأشها):- عن أي عرض تتحدث سيد زياد ؟
زياد(بعصبية نافذة):- لا تتلفظي بتلك الكلمة فلقد وصلنا لمرحلةٍ الألقاب فيها ممنوعة
كوثر(باستهزاء):- وصلنا ؟؟؟ ههه أنت حالم جدااا
زياد(عقد حاجبيه):- لما تتصرفين بهذا النحو بدلا من أن تعاتبيني أو تواجهيني كما يلزم ؟
كوثر:- ولم سأتعب نفسي هل أنت تهمني كي أتعب عقلي بالتفكير فيك ؟؟
زياد(جرح من كلامها وهز رأسه نفيا):- أنتِ مجروحة مني لولا ذلك لما تفوهتِ بمثل هذه الكلمات
كوثر(وضعت رجلا على رجل بأريحية):- عذرا منك سيد زياد لكن يظهر لي أنك مشغول فوراءك زفاف عليك أن تسارع أمورك لأجله همم
زياد(نهض من محله بعصبية):- لن تخدعيني بلا مبالاتكِ هذه لأنني أعرف تمام المعرفة أن هذه الحالة ما هي إلا قشرة تخفين خلفها حزنكِ الشديد
كوثر(ضربت على سطح مكتبها واستقامت له):- من بعد إذنك خذ الباب خلفك بعد رحيلك مشكوور على الزيارة اللطيفة ..
زياد(نفث شررا من بين أنفه):- عقابكِ هذا سيجعلنا ندفع الثمن سوية آمل أنكِ حينها لن تنهاري بحضني باكية مستنجدة لتغيير الأقداااار
كوثر(أعلم ذلك):- ههه كن على ثقة أن ذلك آخر شيء سأفكر بفعله ، لذا لا تتوهم كثيرا
زياد(فتح باب المكتب ليخرج ولكنه عاد وأغلقه بإحكام):- ألا يعني لكِ شيئا أنني أريدكِ أنتِ دونا عن سواكِ ؟؟
كوثر(تزلزل وجدانها بجملته تلك وبغلالة دمع قاومتها بقوة ورفعت ذقنها بإباء):- لما لم تفكر بذلك قبل أن تخدعني ؟؟
زياد(اقترب منها هادرا بعصبية):- لم أخدعكِ يا كوثر كفي عن النطق بهذه الكلمة لأنها تؤذيني في الصميم
كوثر(تأوهت بعمق وقواها تستسلم بقربه لقد ضعفت من مواجهته كما توقعت):- لكنك دخلت حياتي بنية غير صافية يا زياد كيف لي أن أثق بك هاااه ؟؟
زياد(بجرأة أمسك يدها بين يديه):- كوني معي فقط ودعيني أتصرف وأنهي كل الأمور ، وافقي على زواجنا حبيبتي
كوثر(تاهت في بحر عينيه وكلماته الشجية التي أخذت تحطم كل قلاع المقاومة فور سماعها):- هذا لا يجوز يا زياد ، هناك قلب فتاة سنكسره إن كنا أنانيين وفكرنا بسعادتنا
زياد(جذبها إليه حتى بات تنشق الهواء فكرة مستحيلة):- ولكن ماذا عن انكسار قلبينا أنا وأنتِ كوثر ؟؟؟
كوثر(منهزمة في حضنه الدافئ مغمضة العينين):- زيااااد .. نحن بالمكتب
زياد(تنشق هواء هالتها المسكرة):- يا ضي عيون زياااد آه يا كوثري لا تزيدي من عذابي
كوثر(فتحت عينيها لتستوعب ذاك الجنون واستقرت بيديها على صدره بينما كان يطوقها من خصرها بحركة تملك):- زياااد عيب سيرانا أحد الموظفين ونصبح مسخرتهم
زياد(أغمض عينيه ليسبح رفقة أنفاسها في عالم آخر):- كوني لي يا روحي ولا تقتلي قلبا عشقكِ حدَّ تجاوز كل التقاليد والأعراف من أجلكِ فقط يا نجمتي
كوثر(تأوهت بين ذراعيه بفشل في صد تلك المشاعر التي اجتاحتها والتي عايشتها لأول مرة في حضنه):- متى دخلت قلبي ومتى أحببتك ؟؟ لقد كنت رافضة للفكرة لكنك أثبتت لي أن القلب لا ينصاع لقوانين العقل هما لا يلتقيان
زياد(ضمها لصدره متشربا من عطرها):- لقد أحببتكِ قبل وبعد أن يَعرف قلبي مثواهُ بين نبضك ، يا شراب الكوثر امنحيني فرصة ولا تقفلي باب قلبينا بالجفاء والهجران
كوثر(تململت وهي تنظر لعمق عينيه باستسلام):- زياد أخشى على قلبي من الوجع
زياد(نظر لعينيها وانتقل لشفتيها بلون الكرز بنظرة خاضعة):- ستكونين مليكتي زرقاء العينين فقط امنحيني شرف ولوجِ قلبكِ كما حكمتِ الأقدار
تنهدت بعمق وهي تنساب مع مشاعره شيئا فشيئا لحين لم يقوى على مجابهة ذلك الشعور الذي يضعفهما معا ، فاستقر بشفتيه على شفتيها بخفة وطبع قبلة رقيقة تسربت من خلال المشاعر لتلج مساماتِ القلب وما يليه ، برقتِ الأعين بوميض العشق وحينما بحثا عن صوتهما كانت روعة القبلة قد سرقته منهما ، حتى رنَّ هاتفها فتململت محمرة الخدين وهي خجلة من النظر إليه ..
كوثر(بتلعثم وتوتر):- احم .. سوف أرد بسرعة ..
زياد(ببسمة عشق اتكأ على سطح مكتبها):- خذي وقتكِ..
كوثر(عضعضت شفتيها وهي ترمق رقم عفاف):- امم ألو عفوفة حبيبتي
عفاف(بنبرة حزن شديدة):- كوثر … عليكِ أن تأتي للمشفى الذي أعمل به حالا ..
كوثر(تغير لونها من شدة الخوف):- ماذا حدث ؟؟ من بالمشفى يا عفاااااااف ؟؟؟
عفاف(بأسى):- إياد إنه …بغرفة العمليات
كوثر(بهلع جلست على كرسيها):- مااااااااااااااااذااااا ؟؟ هئئئئئئ إياد إياد ما به ماذا حصل له ماذا يجري ؟؟؟عفااااااااااااف أخبريني هل هو بخير ؟؟؟
عفاف:- يجدر بكِ القدوم بسرعة يا كوثر لا تتأخري
كوثر:- طط ..طيب طيب أنا قااااادمة على الفور …
زياد(اقترب منها بقلق):- خيرا إن شاء الله ما بالكِ يا كوثر ؟
كوثر(نظرت إليه بنظرات غير مركزة وجف ريقها من هول الصدمة):- زياد خذني للمستشفى رجاااء لن أقوى على قيادة السيارة
زياد(هز لها رأسه وساعدها في لملمة أغراضها فقد كانت مثل الجماد المصدوم):- طيب لا تقلقي ستكون كل الأمور بخير ..

في المعسكر
امممم اشتقنا لمجانينه وخصوصا خصوصا الجندي كامل كمال ، هااااه على السيرة دوما ما نجده يركض أو يلهث أو يتذمر لكن هذه المرة يا عيني ولا سلطان زمانه ، إنه مسترخ على كرسي مكتب جاسر شخصيا يضع رجلا على رجل ويتمايل ببطء مستمتعا بنسائم الهواء العليلة غير مكترث بشيء..
كامل:- يا سلام هذا هو الاسترخاء وإلا فلا ، قد اشتقت للنوم بأريحية بعيدا عن الأوامر وعن جنون الرائد والنقيب وحالتي المستعصية بينهما ، ارتحت منهما فهو في مهمة خارج المعسكر ولن يحضر إلا بعد ساعات وهي تظنني أعمل على ترتيب معدات التدريب الليلية ههههيهيه يحق لي أجل يحق لي أن أجلس وأسترخي يا الله على هذه النعمة لا تحرمني منها و اجع…
جاسر(وقف عليه مثل القدر المستعجل صافقا الباب):- الله الله …هل أحضر لك بيتزا بالزنجبيل سيدي الرائد ؟؟
كامل(لم يفتح عينيه خوفا من تصديق الواقع المرير وظل يستسيغ وقع أقدامه الخارقة المقتربة نحوه):- بيتزا بالزنجبيل اممم تبدو شهية لكن هئئئ مؤكد أن مخاوفي ترصد لي تهيؤات خيالية الرائد جاسر لن يعود الآن .. ما أسمعه محض وهم
جاسر(اقترب منه حتى وضع يديه على جوانب الكرسي):-جندي كااااااااااامل كماااااااااااال انتباااااااااااااه
كامل(لا لست أحلم يا ويلي):- هئئئئئ سيدي الرائد والله والله قد جلست للتو ولم أقصد التطاول أبدااا لشخصك ولمكتبك في غيابك والله والله صدقني
جاسر(وضع يده خلف ظهره بل حط جبل على ظهر كامل المسكين):- أصدقك أصدقك يا كامل حتما كنت مرهقا ولكن لا بأس تعال معي إذن لنناقش حجم التطاول يا روحي ..
كامل(مسحوب من ياقة قميصه الخلفية بجانب جاسر):- آسف منك سامحني سيدي الرائد هذه آخر مرة يحدث مثل هذا الأمر رجاء رجاء آخر مرة
جاسر(بملامح لا تدل على التراجع):- ولووو ولوو يجب أن أهنئك على هذا الإنجاز العظيم الذي تقدم عليه في غيابي ، تعال لنرى أين هي النقيب أولا لتشهد هذه المهزلة …
سحبه خلفه دون رحمة ورغم توسلات كامل إلا أن جاسر لم يستمع له إطلاقا ، ولم يتوقف لحين مثل أمامها في ساحة التدريب حيث كانت تراقب تدريبات الجند
وصال(مندهشة من تلك الحالة):- ما الذي يحصل هناا أيها الرائد لم تمسك الجندي كامل كمال بتلك الطريقة ؟
جاسر(لم يفلته):- يفضل أن يشرح لكِ هو السبب .. هيا انطق وإلا فجرت فيك جلُّ حنقي
وصال:- لا تكلمه بتلك الطريقة وكأنه جرذ … مهلك عليه
كامل(ببكاء باطني):- أنا جرذ أنا جرذ فقط أتركوني وشأني إرحمووووني ….
جاسر(استشاط غضبا):- والله !!! هل أحضر له الحليب أيضا وأرضعه ربما هذا قد يرضي سعادتكِ سيادة النقيب ؟؟
وصال(بنظرات نارية):- ليس لتلك الدرجة .. هفف كامل انطق ماذا وجدك تفعل هذه المرة ألم تكن بالمخزن ترتب المعدات التي طلبتها منك ؟
جاسر(بسخرية):- مخزن هههه
كامل(بارتباك لا يدري المسكين كيف يجمع كلمة):- كنت لقد بالمخزن جمعت المعدات كلها والكرسي عليه جلست والرائد متلبسا بي قد أمسك و .. اققمقمقم
جاسر(نفضه بعنف):- انطق على مهلك يا كامل فمعي اليوم بطوله
وصال(بعدم فهم):- إهدأ يا كامل لن يحدث لك شيء أنت بحمايتي فقط أخبرني ماذا حدث ؟
كامل(يشعر بإرهاق ذاتي وقد تعرق جبينه وهو يتمتم):- لقد كنت ..
جاسر(سحب يده):- يكفي هل ستعيد الأسطوانة من جديد .. لقد وجدت الأخ جالسا على مكتبي واضعا رجلا فوق رجل يستمتع بملكوت رب العالمين ، هل لديكِ فكرة على هذا التطاول حضرة النقيب ؟
وصال(رمقته بصدمة وهي تعض شفتها):- له له يا كامل هل حقا فعلت ذلك ؟
كامل(جلس أرضا على ركبتيه):- والله والله أقدمت على ذلك من إرهاقي الشديد ، ألا يحق لكامل المسكين سويعة راحة هاااه ؟
جاسر(صغر عينيه فيه):- بل يحق لكامل أن يعلق في عمود العلم ليكون عبرة لمن يعتبر
وصال(ساعدته على الوقوف):- إنهض يا رجل ولا تركع أمام أحد إلا لله سبحانه وتعالى إياك وأن تعيدها من جديد وقتها ستتعرض لعقابي أنااااا
جاسر(مندهش منها):- يا سلام هذا ما أعانكِ الله على قوله ؟
وصال(نظرت لعيون كامل المغرورقة بالدموع):- لا تكرر ما فعلته يا كامل ولو شعرت بتعب أطلب إذني ما كنت لأمانع ، هيا يمكنك الذهاب مع زملائك ودعني أكلم السيد الرائد على انفراد
كامل(كاد أن يعانقها من الفرح):- شكرا شكرا أنتِ أروع وأجمل نقيب في هذا الكون
جاسر(رمق نظرة كامل التي قارن فيها بينه وبينها):- أتمم وأنا الوحش الرائد الذي سيمحيك من الوجود إن لم تختفي من أمامي بعد ثلاث ثوان فقططططط
وصال(نظرت لكامل الذي طار من أمامهما ولم يترك سوى الغبار خلفه):- يا الله هل تستمتع بتوتيره بذاك الشكل إنه لا يزال يافعا
جاسر(بلؤم):- تابعي وطفلا يحتاج لرعاية ، يا حضرة النقيب نحن في معسكر ولسنا في مدينة ملاهي لا يكفي سوى أن تطلبي مني التوسط للإدارة ليضعوا لنا بائع غزل البنات هناك عند الناصية
وصال:- سخريتك تلك قد تصل للإدارة حتما
جاسر(نظر إليها بنفاذ صبر):- أتعلمين شيئا … بعد 3 دقائق كوني بمكتبي
وصال(رمقته وهو يخط أرضية الساحة بغضب وهزت رأسها بسخرية):- ما به مع الرقم 3 اخخخخ يا حبيبي !!!
لحقت به على الفور ووجدته مكتفا يديه يكاد يسحب أنفاس الغرفة سحبا من شدة عصبيته
جاسر:- تهاونكِ ذاك مع الجنود سيجعلهم يتطاولون علينا وساعتها لن يبقى أدنى احترام بيننا وبينهم ، والدليل قد وقع أمامكِ قبل قليل
وصال(ابتلعت ريقها):- الجندي كامل كمال مستثنى عن البقية لأنه أصغرهم فأرجو ألا تحمله ما لا طاقة له به
جاسر(رفع يديه ضاربا بهما كفا بكف):- وهل نحن نفتتح حضانة هنا يا حضرة النقيب رجاء التزمي بعملكِ ولا تعيقي سيرورة القوانين ، بتجاوزكِ ذاك أنتِ تفتحين باب الفتنة بين الجنود وكذا التساؤل حول تساهلكِ معه هو دونا عن غيره
وصال(برقت عيناها بشر):- ما قصدك ؟
جاسر(اقترب منها على بعد خطوات قليلة):- قصدي قد وصلكِ وأنا أولهم سوف لن أتغاضى عن شيء في المرة المقبلة
وصال(عقدت حاجبيها وهي ترمقه شزرا):- إفعل ما شئت سيدي الرائد فذلك الشاب منذ الآن تحت وصايتي الشخصية
جاسر(لم يستطع تمالك نفسه فضرب الكرسي برجله):- هل تتحدين أوامري هنااااا ؟ ما قلته ينفذ وإياكِ وتجاوزه وقتها لن أرحمكِ لا أنتِ ولا هو وإن كنتِ تعشقينه انتظري لتنهي مهلتكِ وانصرفي معه للجحيم لا يهمني .. لكن طالما أنتِ وكل من يوجد بهذا المعسكر تحت إمرتي لن أسمح لكِ بتعكير صوف قوانيني مفهوووم ؟
وصال(ضحكت من بين غبنها وهي تنظر إليه بسطحية):- أولا كامل صديق وليس عشيق ولا أسمح لك بأن تسمعني كلاما غير صحيح فقط لأنك تشعر بالحنق تجاه صداقتي به ، وثانيا لا تكلمني بتلك النبرة مطلقا لأنني لست جندية بل نقيب ولدي صلاحيات تخولني لأن أضع قوانيني التي تساعدني على شد لجام القواعد هنا بهذا المعسكر وثالثا وهو الأهم …
جاسر(كتف يديه مستمعا إليها بملامح ساخرة):- أهاااه كلي آذان صاغية
وصال(بعصبية):- لا تحاول أن تنتقم مني به هو رجااء إن كان لديك شيء شخصي فأنهه معي أنا
جاسر(عدل وقفته واقترب منها أكثر):- لماذا ؟؟ أعطني سببا واحدا يجعلكِ ترعينه هو دونا عن غيره إلا إذا كانت شكوكي صحيحة ، إنه يصغركِ سنا ألا تخجلين من نفسك حتى تستغلين موقعكِ للإيقاع به في شباكِ هواكِ ؟
وصال(أشارت له بإصبعها وهي توجهه لوجهه مباشرة):- آخر مرة أسمح لك فيها بالتفوه بهذه الجمل في حقي ،،،
جاسر(ضرب يدها بدون اكتراث ورفع ذقنها بحنق):- مرة ثانية لا أريد أن أرى إصبعكِ هذا أمام وجهي لأنكِ ستفقدينه عزيزتي ، هل كلامي واضح ؟؟؟
وصال(تكومت غلالة دمع بعينيها وهي تبتعد بوجهها عنه):- ليس واضحا ليس واضحا وعلى كامل كمال سنصل أنا وأنت لنقطة فاصلة سيد جاسر
جاسر(إنها تتحداني هل أقتلها لكن كيف سأدفن جثتها وأين ؟؟):- يفضل أن تغادري قبل أن ينفذ صبري إذ يكفي أنني أتعامل مع مخادعة مثلكِ قامت ب..
كامل(دخل مهرولا):- حضرة النقيب حضرة النقيب لقد بعثوني من غرفة الاتصالات لديكِ اتصال طارئ من المدينة
جاسر(زفر بعمق وهو يرمق كامل بنظرات قتل):- حممم
كامل(ابتلع ريقه وتراجع خلفيا):- يا إلهي …
وصال(بقلق):- ربما كان اللواء بشير صح ؟
كامل(مشغول بنظرات جاسر):- لا أدري لكن قالوا أن الأمر طارئ
وصال(بقلق):- تت طيب سأرى ما يحدث أ..عد لعملك يا كامل هيا قبل أن تصبح وجبة غذاء
كامل(لحقها وعيناه تتهربان من نظرات جاسر القاتلة):- إنه يرمقني بنظرات كره هل هو يكرهني الآن هل سيقتلني ؟
وصال(حركت رأسها بدون فائدة):- كامل .. أتمم مهمتك التي أوكلتك بها هيا
بقلق وتوتر ذهبت لغرفة الاتصالات الخاصة بالمعسكر وقدموا لها الهاتف الذي عليه يلج الاتصال المريب
وصال(ابتلعت ريقها بخوف):- ألو ..
كوثر(ببكاء):- وصااااال .. وصاال حبيبتي عليكِ أن تعودي للمدينة فورا إنه إياد إنه يفلت من بين أيدينا رجاء تعالي للمشفى العام حالته في خطر سنفقده سنفقده اهئ اهئ
زياد(أخذ الهاتف من كوثر وهو يقود السيارة في اتجاه المشفى):- حرام عليكِ يا كوثر ستفزعي البنت هكذا ، أفف ألو مرحبا آنسة وصال
وصال(ابتلعت ريقها من هول ما سمعت):- من معي وماذا يحدث لإياااااد ؟
زياد(يحاول ألا يخيفها مثلما فعلت كوثر):- رجاء لا تجزعي أنا زياد زميل كوثر في العمل ، ونحن متجهان صوب المشفى الآن ، لا تقلقي يقولون أنه قد تجاوز مرحلة الخطر
وصال(بصعوبة وجدت صوتها):- ح.. أ.. سوف .. آتي فورا
مصت شفتيها والدوار قد فعل فعلته بها حتى استندت على الجدار وأخذت تتسحب مستندة عليه نحو الخارج ووجدته أمامها ينظر إليها بوجه خال من التعابير .. لم تقوى على النطق بحرف فقط هزت رأسها يمينا وشمالا وتهاوت على الحائط أمام ناظريه ، هي غير قادرة على فقدان أحد لا لا ليس إياااااد ليس إيااااد .. هرع إليها بفزع وأمسكها بيديه محاولا السيطرة عليها قدر المستطاع كي لا تغيب عن الوعي
جاسر(ابتلع ريقه قلقا عليها):- مهلكِ يا وصال ..أنتِ بخير الآن رجاء تمالكي نفسكِ وأخبريني ممن كان الاتصال ؟؟
وصال(بصعوبة وقفت على رجليها):- حبيبي إيااااد لالالا لالا إياد لا يا ربي لا تختبر صبري بإياااد أرجوك يا ربي احفظه لي يا ربي يا ربي احمه يا ربي لا تحرمني منه اهئ ..أريد الذهاب للمدينة أرجوك سيدي الرائد أعطني الإذن لن أستطيع البقاء هنا لحظة واحدة علي أن أكووون هنااااك ..
جاسر(حبيبي إياد ؟؟؟):- تت طيب طيب سوف تذهبين فقط لو توقفتِ عن هذا النحيب
وصال(صافحت يده بدون شعور):- أشكرك من صميم قلبي لن أنسى معروفك يوماااا
لم يجد بدا سوى الذهاب معها فهو لن يأتمن عليها لتسافر وحدها وهي على تلك الحال مسؤوليته لا تسمح بذلك ، وأيضا لا يمكنه إرسالها مع أحد آخر هكذا أمرت قوانينه ، بعد أن صعدت لغرفتها بصعوبة ولملمت حاجياتها الخاصة كان هو قد جهز سيارته وانطلق بها صوب المدينة تجاه المشفى …

" ما بها حُروفِي الجَسُورة قد جفت مآقيها ، نزفُ حِبرها لا يُطيع رفَّة القلم ، وكأنما خُتمَ على الكتابِ ألا يكتملَ وتبقى صفحاتُه مُبهمة غير مكتملة .. والسَّبب شقاوة حُلم زارني ذات ليلة أردتُ فيها مُغازلة القمر "…
عندما تنتصفُ الأوجاع لتحرق وصلاتِ التنفس وقتها لن ينفعنا شيء سوى الصَّبر وإعادة المحاولة لعل زحمة مرور سير الرئتين تنتظم ، ما الذي جرى وكيف وصل إلى هنا ولماذااااا حدث ذلك كلها أسئلة لا إجابة لها عند أحد فهو الوحيد الذي بإمكانه الرد عليها ..
كان المشفى يعج بالناس من بينهم أحلام وزوجها تيسير ، إيمان وعفاف وعواطف ومديحة ، جالسين بتفرقة على الكراسي ينتظرون انتهاء هذه العملية التي استغرقت وقتا أطول مما يجب ، عفاف لا تنفك تدخل وتخرج لطمأنتهم ومع الأسف لا شيء آخر لتطمئنهم به ما لم تنتهي العملية ، بعد مرور مدة بسيطة وعلى نفس الحال وصلت ميرنا أخيرا بعيون محمرة من شدة الدموع وقلب ملتاع محترق يهفو لرؤية ذلك الصديق الذي لم يبخل عليها بعطفه ولا بحنانه يوما ، كان نصفها الثاني وإن فقدته ستفقد جزءا منها ، لم تصدق نفسها حين ولجتِ المشفى أخيرا ستراه بأم عينها وستطمئن عليه وستنهي تساؤلاتها العقيمة التي أهلكتها من المطار إلى هناك ، أخذت تهدأ من روعها فهي تعلم أنه قوي ولن يسمح لشيء مهما عظم أن يفرقهمااا ..
كانت رقية هي الأخرى تلحق بها لتطمئن بدورها على ذلك الشخص الذي ولج حياتها في غمضة عين ووجدت فيه مستقر أحلامها ، أحبته دون شروط وقررت أن تستميل قلبه رغم أنها تستحيل المحاولة لكنها ستجازف في سبيل ما تشعر به تجاهه وإن كانت تستغرب سرعة تكوينه لكنها أرجحت أن شخصا مثل إياد كفيل بأن يخلق العشق في قلب أي أنثى قلبها يفتقر له .. كان وائل يسير بجانب ميرنا تأهبا لأي شيء وفي نفس الوقت يراقبها فقد استغرب الدموع المكومة بعيونها بقدر ما رأف على حالها بقدر ما تعجب من حالة الخوف التي كانت تترجمها نظراتها التائهة ، فلقد شعر بذلك الشعور ذات يوم مرير ، أغمض عينيه بوجع من الماضي وعاد ليراقبها بقلق فلا يسعه فعل شيء ما لم يطلعوا على وضعية المريض أولا ..
ميرنا(بصوت مسحوب وصلت إليهم بنظرة كسيرة):- أمي .. ماذا حدث هل هل إياد بخير ؟
عواطف(عانقتها وهي تبكي):- آه يا ابنتي لا نعلم بعد ما يحدث بالداخل
مديحة(بانهيار تندب):- آه يا زينة الشباب سنفقدك يا حبيب الروح
وائل:- ما الذي حدث لإياد يا جماعة ؟
مديحة(بقهر أم):- بني واااائل اهئ الوضع لا يحمد لا يحمد …
رقية(ببكاء):- هل … هل سينجو ؟
إيمان(تهز رأسها بحركة متتالية وتبكي وهي تتفوه بكلمات خافتة متكررة):- سيقتلونه يا ميرنا سيقتلووووووونه اهئ سيقتلونه سيقتلونه أجل سيقتلونه ..
ميرنا(اقتربت منها):- إيمان تكلمي ماذا حدث ؟؟
مديحة(تمسح دموعها):- لا تتعبي نفسكِ معها هي على ذا الحال منذ أن وصلنا
ميرنا(انتقلت بنظرها حولهم جميعا وصرخت):- فليشرح لي أحدكم ماذا حدث لإيااااد ؟
وائل(اقترب منها):- لا تنفعلي يا ميرنا سيخبروننا بكل شيء
تيسير(تقدم بهدوء):- أنا جار السيد إياد بالشقة المقابلة مع الأسف لقد وجدناه هذا الصباح ملقى أمام باب منزله وهو ..مصاب برصاصات عدة في جسمه
ميرنا(شهقت وهي تبكي):- هئئئئئئ إياااااااد لالا لا …
انعزلتِ عن الوجود بعد تلك الجملة التي تفوه بها جار إياد ، لا يمكن كانت تشعر بأن سوءا سيطاله ولكن ليس محاولة القتل ، ما الذي حدث هل وجد شيئا حتى رغبوا بتصفيته بتلك الطريقة البشعة كيف كيف ؟؟ ثم أين هي الشرطة هل تركوه لوحده في خضم هذه المغامرة الانتحارية ؟؟ إياااد يا ربي لا إلا هو يا ربي إنه روحي إن رحل سأمووت لا يا ربي لا لالا إياد إيااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااد
صرخت بعلو صوتها المبحوح قبل أن تسقط أرضا على ركبتيها بفشل وضياع وتشتت ، لم يتمكن أحد منهم أن ينتشلها منه سواه ، أمسكها بين ذراعيه بسهولة فقد كانت هشة تعاكس حجم الوجع المضخم فيها ، ساعدها على الجلوس في كرسي الانتظار هناك بينما ركض شهاب وأحضر قنينة ماء لها وتمكنوا بجهد جهيد من السيطرة على حالة الانهيار التي اعترتها لكن ليس لوقت طويل … ،
كوثر(أتت تصرخ من الرواق):- إياااااااد يا ميرنااااا إياد يا ميرناااا إياااااااد اهئ اهئ
ميرنا(التفتت إليها وبنظرة غبن استقبلتها):- آه يا كوثر …آه سوف يموووت
كوثر(عانقتها):- لا لا لن يمووت سينجو سينجو طمئنوني سينجو صحيح …..؟؟؟
تيسير:- يا جماعة .. أنتم تستبقون الأحداث بالسلبيات دعونا ندعو الله له
كوثر(بضياع):- أخبروني ماذا حصل له هاااه ؟؟
تبادل الجميع نظرات خوف وغبن وقهر وألم على إصابة إياد التي كانت صادمة لهم جميعا حتى نطقت أحلام التي كانت تبكي بقهر عليه ولم تستطع إخفاء دموعها بالمرة
أحلام(وهي تشبك يديها):- خرجت هذا الصباح لكي… ل لكي …
~ أحلام تتذكر ~
خرجت بابنها أسامة أمام الباب وأخذت تعدل له ياقة قميصه ومحفظته
أحلام:- ها يا روحي انتبه لحديث معلمتك ولا تركز إلا بدروسك ماشي
أسامة(بتذمر):- أمي أنا ب 13 عشر ولا زلتِ تعاملينني كما لو كنت ابن الرابعة
أحلام(مسحت على شعره وهي تضحك):- ههه لأنك ستبقى طفلي الصغير مهما كبرت ،
أسامة(يستقبل قبلاتها):- آه سوف لن تتركيني حتى أتأخر للمرة الألف بسبب قبلاتكِ ماما
أحلام:- ههه هيا اذهب حفظك الله ورعاك لي يا قرة عيني
أسامة:- في أمان الله ماماااا …
ركض أسامة في اتجاه مدرسته ودلفت أحلام لبيتها كي تنهي أشغالها اليومية الصباحية ، وأثناء ذلك انقبض قلبها وتذكرت أنها لم ترى إياد منذ صباح البارحة وكأنه لم يعد للبيت مطلقا ، تركت ما بيدها وتوجهت صوب الباب وفتحته لترى ما إذا كان هناك حركة ما في شقته تدل على وجوده ، لكنها ما إن فتحتِ الباب حتى صدمت بذلك المنظر ..إياد جالس على الدرج مدجج بالدماء ويمسك على صدره ، هنا اختلط عليها الحابل بالنابل لم تدري ما تفعل فركضت إليه بهلع وهي تضرب على صدرهاا
أحلام:- يا إلهي يا ويلي إيااااد سيد إياد ماذا حصل لك ؟؟
إياد(بوجه متعرق وحالة صعبة يحاول بجهد جهيد ألا يفقد وعيه):- مير.. ميرناااا ..ست أحلام اتصلي… بميرر بميرناااا ..
صرخت أحلام وجمعت أمة لا إله إلا الله عليه بعد أن فقد وعيه إذ حسبته قد توفي ، أخذت تهزه مرارا وتكرارا والدماء تلطخ فستانها ويديها، ولكنه انسدح على الأرض في حالة مؤلمة توجع القلب ، تجمهر أهل الحي حول حبيبهم الشاب الطيب الذي لم يبخل يوما بمساعداته لهم كيف لا وهم يجدونه قدوة خيرة ويفخرون به معتبرينه ابنا لكل بيت وليس جارا فقط ، بسرعة أسعفوه للمشفى دون أن ينتظروا قدوم سيارة الإسعاف حتى وقاموا أيضا بإبلاغ الشرطة ..
أحلام(في الوقت الحالي تتمم حكايتها):- همم وحين وصلنا إلى هنا حاولنا ولوج هاتفه لكننا لم نستطع ذلك قد كان بكلمة سر ، والحمدلله أن رقم الأخت إيمان تركته معي ذلك اليوم واتصلت بها
مديحة:- ونحن عفاف من أخبرتنا لولا وجودها هنا لما عرفنا بما حصل لحبيبي إياد اهئ اهئ
كوثر(ببكاء تجلس جانبا وتستمع للقصة):- من فعل به ذلك ؟؟
وائل(بتنبه):- هل بلغتم الشرطة ؟
عواطف:- أجل وهم يبحثون في القضية وأيضا ينتظرون استيقاظ إياد ليأخذوا أقواله ..
كوثر:- أهئ أين كان يخبأ لك كل هذا يا إياااااد .. إنه في حال والمشاكل في حال كيف حدث ذلك ومن حاول قتله ؟؟؟
زياد(اقترب منها بهمس):- اطلبي الله أن يحفظه يا كوثر سلامته الآن أهم من كل شيء
كوثر(بعيون مليئة بالدمع نظرت إليه):- لن نفقده صحيح ؟
زياد(يحاول بنظرته أن يطمئنها ولو كذبا):- بعون الله لن نفقده عزيزتي هممم ..
رقية(تمسح دموعها بتأثر شديد):- إياد سينجو منها ..سينجو
عواطف(ببكاء قهري):- نرجو ذلك يا ابنتي …
شهاب(فتح أزرار قميصه):- يا الله المكان خانق هنا
وائل(سمعه وتوجه إليه):- يمكنك أن تذهب يا شهاب بقاؤك لن يجدي نفعا هنا أعلم أنك لا تطيق المشافي ..
شهاب(ربت على كتف وائل):- أنت هنا يعني لن تكونوا بحاجتي ، أ.. طمأنني إن كان هناك جديد ..
وائل:- لا عليك إن وجدت فرصة عد مساء لا ندري ما قد يجد بعد
شهاب:- تمام ... رقية هل آخذكِ بطريقي ؟
رقية:- لالا لن أبرح مكاني قبل أن أطمئن على إياد
شهاب(باستغراب رفع حاجبه):- كما تريدين .. ميرنا علي أن أذهب لأطمئن على العمل بالشركة منذر اتصل بي قبل قليل ، يعني سأعود بعد ساعات و
ميرنا(دون أن ترفع رأسها له أشارت بيدها):- ..إذهب
شهاب(عقد حاجبيه بزفرة):- إن كنتِ تودين مني البقاء سأبقى أعلم مدى معزته لديكِ حتما تعتبرينني آخر شخص يمكنه التحدث عن إياد ، لكن صدقا حزنت لمآله
ميرنا(أغمضت عينيها وهي تشعر بالضيق):- هففف
وائل(نظر إليها بتمعن):- يكفي يا شهاب يمكنك الذهاب أنا هنااا ..
ذهب شهاب تاركا التساؤلات خلفه تتضاعف ووتيرة الانتظار تزيدهم ألما وحرقة …
زياد(اقترب من كوثر التي لم تتوقف عن البكاء):- هل أحضر لكِ ماء ؟
كوثر(هزت كتفيها برفض):- تتت لا أريد ..فقط لو يخرج أحد ليطمئننا ما بالهم قابعون في الداخل …
زياد(تنهد عميقا بألم على حالها):- كوثر رجاء لا تفقدي أعصابكِ الآن .. الكل متوتر وأدري مدى خوفكِ على صديقك لكن أملنا بالله كبير همم ..
تيسير(ربت على كتف أحلام):- كفي عن البكاء يا امرأة وطالما قد وصل أهله دعينا نغادر ابننا في رعاية سوسن منذ ساعات
أحلام(بلهفة وحرقة قلب):- لالا أرجوك دعنا نطمئن على الشاب مؤكد أن أحدهم سيخرج بعد قليل لطمأنتنااا ..
تيسير(تأوه عميقا وهو يهز رأسه لها بقلة حيلة):- طيب أمرنا لله
كان ينظر لعمق ألمها الذي كانت تختزنه في قلبها رغم عتبه عليها إلآ أنه أشفق عليها ، هو يعلم تمام المعرفة مدى صداقتها بإياد يكفي أنه رأى في الفترة البسيطة التي عرفها فيها أنها تكن له محبة خالصة صادقة لا تشوبها شائبة ، لم يعلم كيف يواسيها لذلك دنا منها قليلا وقد لاحظ أن كل من يتواجد بقاعة الانتظار في عالم حزين لوحده ..
وائل(ربت على كتفها بلطف):- تعالي معي قليلا
ميرنا(ربتته انتشلتها من وكر الضياع فرفعت رأسها إليه باندهاش مرير):- …لارد
وائل(أحنى حاجبيه لها وهو يهز رأسه كي ترافقه بلمحة هادئة):- قليلا فقط
سايرته رغم أنها كانت تشعر بخواء في قدميها وكأن الدنيا كلها فراغ من حولها ، إنه إياد ولم تجرب يوما شعور فقده أو الابتعاد عنه وإن وقع له مكروه سوف تجن لا محالة ، مجرد التفكير في ذلك يجعلها تشعر بالضيق والسوء .. تنهيداتها شملت مسامعه طوال مسيرهما في ذلك الرواق حتى استقر بها بجانب نافذة مفتوحة هناك لعلها تلتقط أنفاسها ولو قليلا …
وائل(نسي تماما كل ما عانى منه السويعات الماضية بروما ومسح على كتفها بهدوء لعلها تستشعر ذلك اليقين بأن الأمور ستكون على ما يرام):- سيكون بخير لا تفقدي إيمانكِ ميرنااا
ميرنا(مطت شفتيها حتى اهتز ذقنها بحركة وجع مريرة):- أنا خائفة ..
وائل(أغمض عينيه وقد ذبحته بنصل براءتها المذهلة رغم الألم):- ماذا قلنا ؟؟ لا خوف من شيء طالما أنا معكِ … همم
ميرنا(انفجرت ببكاء مكبوت):- اهئ إن وقع له مكروه سوف أصاب بالجنون ، أنت لا تفهم إياد بالنسبة لي أكثر من صديق .. إنه طيب ما كان يستحق هذا الحااااال ما كان يستحق لقد حاولوا قتله أتصدق ذلك ؟؟
بسط لها يديه وارتمت بحضنه باكية مستسلمة لاحتياجها الباذخ لجرعة أمان منه شخصيا ، حاول جهده ألا يبخل عليها بها ويساندها قدر المستطاع ، محاولا جهده ألا يركز في كلماتها كي لا يخرج عن طوره وهم في حالة لا تسمح بذلك .. يعني كيف تعتبره أكثر من صديق هل تريد أن تحرقه مثلا ألا يكفي ما عرفه عنها وعن حكيم الراجي ها قد أضافت إياد نجيب للقائمة ، أساسا قد تذكر ليلة عزيمة أهلها وقد رآها أمام بيتها بحضن إياد … زفر بعمق وهو يبعد عن فكره تلك الأفكار المرتبطة بعرق الغيرة المنتفض من هذه السيرة ، لذا مسح على شعرها بهدوء كي ترتاح وتجد مبتغاها من الهدوء الذي تحتاجه تلك اللحظة .. مر وقت بسيط والحال هو الحال لحين خرجت عفاف مجددا بخبر مهم …
هرع الجميع إليها برجفة وهم يطالعون بسمتها المرتسمة على ثغرها ودمعتها المكومة في عيونها يعني هل يفرحون أم يبكوووون ؟؟
الحمدلله الحمدلله لا يزال متشبثا بالحياة ذلك الإياد آآآآه لوع قلبي عليه لو وقع له مكروه لحبسنا الرواية ههههه ^^
فور اطمئنانهم عليه بواسطة عفاف التي أخبرتهم أن عملية إزالة الرصاصتين قد تمت بنجاح وأنه في حالة مستقرة ، تبادلوا التهاني والتبريكات فرحا بهذا الخبر ، تعانقت كوثر وميرنا اللتين بكيتا عليه بحرقة ولوعة حتى أنهما عانقا رقية التي لم تتمكن من كبت تلك الدموع بل تركتها بحرية وهما لم تبخلا عليها بذلك الدفء أبدا ، أحلام هدأها زوجها وعلى مضض انسحبت رفقته واعدة نفسها أن تتملص لزيارة إياد يوم غد سيكون أكيد بصحة أفضل ، حتى إيمان ذهبت بعد أن ولجها اتصال مجهول ولم يستشعر غيابها أحد .. أما الأختين عواطف ومديحة فقد كان من واجب زياد ووائل أن يهدآ من روعهما فبكاؤهما لم يختلف لا من قبل الخبر السعيد بسلامة إياد ولا من بعده ، ولتكتمل وصلة البكاء انضمت لهم أخيرا وصال التي ما إن وصلت للممر وانتقلت بعينيها إليهم جميعا حتى انفجرت بقلبها أسارير الشوق والخوف والحزن على حالهم ..
وصال(بصوت مخنوق لم تقوى على النطق بسؤالها):- هل .. هل إياد بخير ؟
ميرنا وكوثر(طارتا عليها بالعناق والقبل والبكااااااااء):- أكيد أكيد بخير إياد بخير
وصال(هنا انهارت بعد أن اطمأنت عليه):- اهئ اهئ ذلك الجحش كاد أن يسكت قلبي خوفا عليه سوف أقتلع مقلتيه بيدي فور رؤيته لقد جعل الهواء يحتبس في رئتاي بسببه ،، هل حقا هو بخير ماذا حصل له ؟
كوثر(بحزن):- هناك من حاول اغتياله
وصال:- هئ يا إلهي هل هذا صحيح ؟ لكن من هم وماذا يريدون منه ؟
ميرنا(بحزن تمسح دموعها):- أيا كانوا سينالون جزائهم
كوثر:- آه يا بنات اجتمعنا أخيرا رغم حجم المصيبة الحمدلله الذي حفظ لنااااا قرة أعيننا
وصال(بارتياح تنفست الصعداء):-حمدا لله ,, أتعلمان طوال الطريق وأنا أدعو له وعلى فكرة لن أقتنع بأنه بخير حتى أراه وأزعجه بمزاحي ويرد علي بطريقته السمجة وقتها فقط سأصدق أنه تمام التمام
ميرنا:- ههمم شعرت بمعاناتكِ حقا لأنني قد تمنيت لو تتقلص المسافة من المطار للمشفى
وصال(بعدم فهم):- مطار … أين كنتِ ؟
ميرنا:- أنتِ منعزلة عن العالم يا بنتي سنحكي لكِ فيما بعد ولنقل أيضا الحمدلله الذي جعلكِ تصلين إلينا بسلام طريقكِ كان طويلا إلى هنا
وصال(تذكرت جاسر لقد تركته يصف السيارة ودخلت):- يا ويلي نسيت سيدي الرائد خارجا يصف السيارة ودخلت ركضا ..
كوثر(حركت رأسها بدون فائدة):- عادتكِ هي هي ولن تتغيري
جاسر(ينفث شررا في الممرات):- حتى لم تنتظرني من باب اللباقة فور وصولنا طارت وكأن ليس لها كبير ، تلك الفتاة لا تستحق الرحمة نهائيا إنها لعوب هففف أين هو الرواق الخامس والعشرين تتت هيه لو سمحتِ يا آنسة أين أجد الرواق 25 بسرعة ؟
الممرضة(بلطف):- استمر إلى الأمام والتفت إلى اليسار وبعدها إلى اليمين ستجده
جاسرٍ(يردد خلفها):- اليسار ثم اليمين تمام تمام أختي مشكورة
توجه ناحية الرواق المقصود وما إن انعطف حتى وجدها أمامه وسط فتاتين، وقد لاحظ أيضا أن المكان يعج بالناس ، وقبل أن يطلق لسانه للريح استوقفه صوت يعرفه تمام المعرفة فتضاعفتِ الدهشة هناك لكليهما …
زياد(برقت عيناه وهو يراه أمامه):- جاسر … ما الذي تفعله هنا ؟
جاسر(بدهشة):- زيااااد وهبي … نفس السؤال أطرحه عليك يا صاح ؟؟
زياد(بابتسامة عانقه بحرارة):- صديقي الحبيب اشتقت لك يا رجل ألم تخبرني أنك ستبقى لأزيد من ثلاثة أشهر بالمعسكر ؟؟
جاسر:- وأنا كذلك لكنني أتيت رفقة زميلتي بالمعسكر النقيب وصال محفوظ لزيارة … صديق
زياد(نظر خلفه):- وأنا أتيت مع زميلتي كوثر الهلالي لزيارة نفس الصديق على ما أظن
ميرنا(رفعت حاجبها وهي تنظر خلف وصال):- وكأن ذلك الشخص لم يجدنا نحن فقط ، ما باله يسلم على زميلكِ بتلك الحرارة يا كوثر ؟
كوثر(رفعت حاجبها وهي تنظر بالضبط ناحية جاسر وزياد):- والله علمي علمك
وصال(أول مرة أرى بسمة الرائد بهذا الإشراق لكن هل يعرف زميل كوثر ؟):- عجييييب
زياد:- والله آخر مكان كنت أتوقع رؤيتك به يا صديقي الحميم كان هنا
جاسر(ببسمة):- ولا أنا صدقا من بعد آخر اتصال بيننا افتقدتك ، جيد أنني رأيتك هنا لا بد وأن الصدفة دوما ما تجمع بين طريقينا
زياد:- هه فقط كي تعرف أن صداقتنا مكتوبة على جبين السماااء
وائل(أومأ لميرنا كي تأتي إليه على جنب):-هممم
ميرنا:- عن إذنكما
وصال(تقدمت إليهما هي وكوثر):- مرحبا عذرا تركتك خارجا لكنني كنت قلقة على صديقي
جاسر(بحمم بركانية أجاد إخفاءها بعناية):- كيف أخباره ؟
وصال(ببسمة):- الحمدلله لقد تجاوز مرحلة الخطر وهو بالعناية المركزة الآن
زياد(ابتسم لكوثر وصافح وصال):- أنا زياد وهبي زميل صديقتكِ كوثر في العمل
كوثر(رائع هذا التعريف وكأنك أغفلت حبيبها الذي قبلها بمكتبها ، آه يا فكري النتن أهذا وقت عشق):- وهذه وصال صديقتي الحميمة قل أختي مثل ميرنا يكون أفضل
وصال:- تشرفت بمعرفتك لكن .. هل تعرفان بعضكما ؟
جاسر(وزياد ربتا على كتفي بعضهما البعض):- نحن زملاء دراسة وأصدقااااء
كوثر(لمعت عيناها):- مثلنا أنا وأنتِ يا وصال يااااي رباعي مذهل حقااا ..
جاسر:- أمم أممم مذهل تشرفنا آنسة كوثر
كوثر(رن هاتفها فتجهزت للانسحاب):- عن إذنكما .. زياد إنه بابا أخيرا فتح هاتفه
زياد(رافقها):-مؤكد أنه قرأ رسائلكِ الصوتية .. سأرافقكِ ..
جاسر(كتف يديه وهو ينظر للجميع):- لقد اعتراني الفضول لرؤية هذا الصديق ما شاء الله كل أصدقائه "نسوة"
وصال(استشعرت كز أسنانه على آخر كلمة):- إياد صديق الجميع إنه إنسان رائع حين تتعرف عليه سوف تحبه
جاسر(آه يا ربي صبرني هذه ستجلطني):- والله بت أشك في أهلية مهنتكِ يا أخت وصال فما شاء الله قلبكِ لن أمنحه إلا صفة ملاك الرحمة التي تجمع حولها عدة فتيات صغيرات وتتقاسم معهن باقات الورد ولعبة فقاقيع الصابون
وصال(بتفكير في تخيله):- خيالك خصب ومثير للإعجاب ، أجدها فكرة جميلة لكنني لم ألعبها يوما
جاسر(اختفت بسمته وتحولت لتأفف):- عمومااا سنطمئن على صديقكِ وبعدها سنعود للمعسكر لن نتركه في عهدتهم طويلا
وصال(اقتربت منه بخفة ولهفة):- لالا أرجوك أرجوك سيدي الرائد دعنا نبقى الليلة فقط فعلى الأرجح لن يستيقظ إياد إلا صباحا ،و وأنا لن أكون مرتاحة ما لم أكلمه ويكلمني
جاسر(فتح عينيه على وسعهما بعد كل حرف نطقت فيه يعني إن قام بتحليل جثتها بالحمض النووي هل سيشكون بأنه القاتل ؟):- آ…أحممممم أ.. والله لن يسعنا ذلك حضرة النقيب لذا علينا العودة هذا المساء للمعسكر
وصال(اقتربت أكثر منه بعيون ملتاعة وقلقة):- لماذا لماذا أنا مستعدة للقيام بأي شيء فقط دعني أطمئن عليك أقصد عليه .. أرجوك والله لن أفتعل مشاكل ولن أزعجك في المعسكر وما تأمر به سيحدث لكن دعني أرى صديقي ، لا تجعلني أتوسلك أكثر لو سمحت إنها مسألة حياة أو موت بالنسبة لي قدر ذلك رجااااء …
جاسر(لما كل هذا الإصرار والتشبث أرى أنه علي التريث لأرى هذا الأفندي المبجل ، تت أستغفر الله الشاب في حالة سيئة وأنا هنا أشعر بالحنق تجاهه والسبب هاته):- طيب طيب لن تتوسلي سنرى ما قد يجد هذا المساء .. هممم
وصال(ببسمة حماس):- أشكرك من صميم قلبي ..
جاسر(نظر لبسمتها وابتسم رغما عن انعقاد حاجبيه):- آآه رحماك ربي بي …

مساء ذلك اليوم وبعد استقرار حالة إياد عادت الأفئدة لنظامها الطبيعي ، وزال القلق الذي كان مكوما على قلوبهم ذاك الصباح ، غادرت مديحة وعفاف للبيت بنية العودة لاحقا بينما جاءت نور ودعاء للاطمئنان على إياد وكانتا على جنب رفقة عواطف التي توجهت لغرفة خاصة كي يقيسوا ضغطها خفية عن الجميع كي لا يقلقوا عليها يكفيهم ما عايشوه ذلك اليوم ، في حين لم تبرح رقية مكانها على الأغلب لن تغادر قبل رؤيته قلبها هكذا يرجو ، حالها حال ميرنا وكوثر ووصال اللواتي كنا جالسات بجانبها في سطر موحد ، والشباب بعيدا عنهم وبرفقتهم وائل الذي كانت عيناه تهفو إلى محبوبته كل لحظة دون أن يمتنع عن تسريب ذبذباته المطمئنة بين الفينة والأخرى لدعمها ،وقد كانت هي الأخرى تتحسسها بانشراح صدر فذاك هو أقصى ما تتمناه منه تلك الآونة ..
دعاء(على جنب رفقة نور):- لا بأس يا نور أنا بخير لا تقلقي علي
نور:- لستِ وحدكِ كي أقلق عليكِ هناك طفل يستلزم رعاية
دعاء:- وأنا أعتني بنفسي ، لكن إياد أيضا صديقنا وعلينا القيام بواجبنا تجاهه
نور:- عموما لن تبقي هنا لأزيد من ساعتين وبعدها أوصلكِ للبيت لا ينقصني أن أقلق عليكِ أيضا مفهوووم ؟
دعاء:- ههه طيب يا ستي مفهوم فقط لو يخرج طبيب المعاينة المسائي من غرفة إياد لكنا اطمأننا أكثر
نور:- همم لا بأس كلها دقائق ويخرج المهم أنا متوجهة للكافيتريا هل آتيك بقنينة عصير ؟
دعاء(بتودد):- قهوة مستحيل ؟؟
نور:- طبعا طلبكِ مرفوض الكافيين ممنوع على الأجنة العصير مفيد أحسن ..
دون أن تنتظر ردها نهضت وتوجهت ناحية البنات وسألتهن ما إن كانت أيهن تريد وطبعا كلهن رددن بالإيجاب ولذا اقترحت ميرنا مساعدتها وتوجهتا معا للكافيتريا ، بعد أن أخذن موافقة الشباب على إحضار قهوة لهم أيضا
نور(بخبث):- ما سر تلك الجمهورية المنعقدة في الطرف ؟
ميرنا(بتنبه):- ماذا تقصدين ؟
نور(تسير رفقتها في الرواق):- أقصد سيادة المحامي والرائد والمهندس
ميرنا(رفعت حاجبيها):- الله الله وكأنكِ تلمحين لشيء هنا ؟
نور:- لا والله فقط أستغرب يعني كلهم دفعة واحدة متحمسون للاطمئنان على صحة شخص لا يعرفونه وللصدفة الجميلة يكون صديق زميلاتهن ؟؟
ميرنا(تأوهت بعمق آه يا نور دوما ما تفهمينها قبل أن تطير):- أرى أنكِ تهذين فقط لا شيء مما استنتجه عقلكِ الجميل
نور:- يا بنتي أنا خبيرة عشاق يمر بصالوني أشكال ألوان من القصص لذلك سهل وجدا أن أقرأ الإعجاب وذلك الوهم بقلوب الحيارى الضعاف
ميرنا:- حيارى ضعاف ووهم يا عيني فيلسوفة هاربة من زمن آخر ..
نور:- اممم أجده اسما جميلا لصيحة جديدة في عالم الشعر سأحاول ابتكارها
ميرنا:- نور لا تضخمي الأمور .. السيد زياد كان رفقة كوثر حين سمع بإصابة إياد وكأي زميل شهم قام بواجبه ، والسيد جاسر من شهامته هو الآخر رافق وصال وللصدفة التقى بصديقه الحميم هاهنا أرأيتِ ؟؟
نور:- طيب وماذا عن السيد وائل ؟
ميرنا(تلعثمت):- أرجح أنه مثلهما
نور(حركت عينيها بثقل وهي تسخر):- يا حلاوة يا ولاد ما شاء الله ، لن يسعني النطق بحرف طالما حضرتكِ قد أقررتِ أنه من باب الشهامة والإنسانية أقدم أصحابنا على التصرف بنبل ، لكن … سيأتي يوم ونعيد نفس الحوار بطريقة مباشرة وقتها سنرى من منا تملك حق اللوم والعتب
ميرنا:- الله لا يجيب عتب يا أختي مهلكِ علينا ، نحن في خضم أمر جلل وأنتِ هنا تحرمين وتحللين صدقا أدهشتني ..
نور:- تعالي لنطلب قهوة قبل أن ينفذ كافيين التعقل فيني
ميرنا(هزت لها رأسها بموافقة):- هيا هيا ذاك أيضا ما أجده أنسب حل لوضعكِ أختاه
في جانب آخر كانت دعاء مندهشة مما تراه أمامها ولو استطاعت لأخفت نفسها تحت سابع أرض ولكنه موجود فعلا وقد رآها ولن يسعها أن تكذب أعينها تلك اللحظة إطلاقا … هو يصافح ويسلم على الشباب بمودة رفقة العم عبد المالك ولكن ..
معاد(باندهاش تقدم إليها فور رؤيتها):- دعااااء .. ماذا تفعلين هنا ؟
دعاء(استقامت بتوتر):- أنا من يجب أن أسألك يا معاد .. هل أنت على معرفة سابقة بإياد؟
معاد:- أبدا بل أعرف الأستاذ عبد المالك وقد كنت رفقته حين ولجنا اتصال ابنته الآنسة كوثر وعلمنا بالخبر لذلك ارتأيت مرافقة أستاذي بدلا من تركه لوحده في هكذا ظروف، يعني ما كنت سأكون ممتنا لتلك الظروف بتاتا لأنها جعلتني ألتقي بكِ هاهنا ..
دعاء(تحاول إزاحة عينيها من نظرته المربكة):- إياد صديق العائلة لذلك نحن جميعا هنا
معاد(نسي كل شيء واقترب منها):- كيف حالكِ ؟
دعاء(بتلعثم):- أنا بخير ..
معاد(أحنى حاجبيه ليهدأ من روع نبضه قربها):- لقد أظلمت الشركة بعد غيابك ، ألن تنتهي هذه الإجازة بعد يا دعاء ؟
دعاء(وضعت خصلة من شعرها خلف أذنها):- يعني .. لا أعلم قد أترك العمل الفترة المقبلة
معاد(مال بشفته بغبن):- كنت أتوقع ذلك .. لكن فكري مليا ربما كانت فكرة سيئة
دعاء(أفكاري كلها كانت سيئة فماذا سأجني منها غير الذي أعيشه الآن يا معاد):- لا بأس هكذا سأرتاح
معاد(هز رأسه بمساندة):- طيب ..أنتِ أدرى أهم شيء أن تكوني مقتنعة بخطواتك
دعاء(ابتلعت ريقها وقد جابهت نظرته حينها):- في هذه الحياة خذلان كثير لا يوجد أحد قد وجدها كما يريدها ، لآبد من صبر ومثابرة
معاد(بحدة تابع عنها):- وذلك لا يتم إلا باتخاذ القرار الصح ..
دعاء(نظرت حولها وهي تشعر بتعرق ودوار إذ يكفي رؤية معاد ليتدفق التوتر في محيطها):- هممم ..
عبد المالك(تقدم ناحيتها):- دعاء ابنتي كيف حالكِ وجهكِ شاحب اجلسي لترتاحي سيكون إياد بخير لا تخافي ..
دعاء(وجدته كالرحمة لها):- شكرا لك يا عم عبد المالك أتعبت نفسك معنا
عبد المالك:- لا تعب ولا شيء إياد مثل ابني .. أ.. أين هي السيدة عواطف أريد أن أطمئن عليها ؟
دعاء:- لقد كانت هنا قبل قليل وذهبت مع إحدى الممرضات .. لآ أدري
عبد المالك(نظر بعمق للرواق):- حسن إذن .. ولدي معاد المكان مكانك
معاد:- ولو أنا هنا يا أستاذي ..
توجه بدون تفكير للبحث عن عواطفه الجياشة التي كان واثقا من أنها في حالة صعبة جدا وقتها ، وإن كانت تحاول تمالك نفسها وادعاء القوة أمامهم كي لا تقلقهم عليها لكن هذه الأمور لا تنطلي عليه هو يعلم أنها في أضعف حالاتها وبحاجة لمواساة ، أخذ يبحث عنها من رواق لرواق هو يدري أنه سيجدها في مكان ما بعيدة عن أنظارهم ولم يخب ظنه ، وجدها جالسة بغرفة خاصة والممرضة تجمع أغراض قياس الضغط
عبد المالك(بلهفة):- عواطف … هل أنتِ بخير ؟
عواطف(اندهشت من وجوده وشعرت بالحرج وهي تلملم نفسها للنهوض احتراما):- أ.. سيد عبد المالك !
الممرضة:- يفضل أن تبقي مستلقية سيدتي لبعض من الوقت .. سلامتك
عواطف(عادت لتستلقي بهدوء):- أشكركِ يا ابنتي
عبد المالك(جلس بقربها على الكرسي):- أردت الاطمئنان عليكِ بما أننا نعيش ظروفا صعبة
عواطف(لم تستطع كتم دمعتها):- لقد خفت عليه كثيرا تخيل لو فقدناه
عبد المالك:- شتت الحمدلله الذي حفظه من الموت ونجا منها ، هو بخير الآن فلا تنهاري يا عواطف رجاء أنا لا أتحمل دموعكِ
عواطف(بخجل عضعضت شفتيها وكأنها مراهقة في أيام مجدها):- فيك الخير أتيت لتساندنا في هذه الأزمة ، وجودك حقا أسعدني
عبد المالك:- ولو فقط قومي بالسلامة وكل شيء سيكون بخير إن شاء الله ، أنتِ ركيزة الحياة يا عواطف كوني على يقين من ذلك ..
ابتسمت بوهن لجملته المعتادة التي ما فتئت تسمعها منه خلال السنوات الماضية ، وقد كانت إكسيرها الذي يشحنها لتحمل المزيد والمزيد من المآسي ، في هذه الأثناء عادت نور وميرنا بالقهوة وقمن بتوزيعها على الجميع ومنحت نور قهوتها لمعاد الذي لم تحسب حسابه ولذلك عادت لتحضر لنفسها واحدة ، فهي بحاجة لها كي توازن عقلها الذي لم يعد يستجيب تلك اللحظة .. وهي في طريق عودتها من الكافيتريا بكوب قهوتها البلاستيكي آخر شخص توقعت رؤيته هناك هو ذلك السمج الصلف الجثة المستفزة بالنسبة لها
نور(بلؤم رمقته وهو يتقدم تجاه الممر 25 الخاص بإياد والجميع):- ماذا تفعل هنا ؟
فؤاد(شكر الممرضة بابتسامة وتقدم تجاهها بكل جنتلمانية):- وهل أنا من الممنوعين من دخول المشفى أم يتهيأ لي ؟
نور(صغرت فيه عينيها):- لا تجب عن سؤالي بسؤال ووضح لي سبب مجيئك إلى هنا ؟
فؤاد:- وهل أنتِ الوحيدة التي تملك صلاحية زيارة المرضى ؟؟
نور(بدون اهتمام حاولت إكمال طريقها):- لا يهمني طالما محياك لن يعترض طريقي مجددا
فؤاد(لحقها وهي تخط الأرض بعصبية):- على فكرة عجرفتكِ تلك تستلزم تدخلا جراحيا هذا يؤثر بالسلب على الأجواء المحيطة
نور:- لا شأن لك بالأحوال الجوية فطقسي بعيد كل البعد عنك يا هذااا
فؤاد:- أنتِ كتلة من العقد عاهة عقلية مستعصية الحل
نور(التفتت إليه بعصبية):- كف عن اللحاق بي ..
فؤاد:- ومن لحق بكِ حتى أنا متوجه لزيارة مريض… يا إلهي ..
تجاوزها بكل صلف متقدم للرواق في حين ظلت هي تطقطق بكعبها وفق حركة لسانها داخل فمها والغل يتحرك بداخلها كحمم نارية لا تعرف الخمود ، أخذت أنفاسا عميقا بصعوبة استطاعت لململتها ومسحته من عقلها ثم انعطفت عائدة إليهم ولكنها صدمت به يسير ناحية البقية لذا سارعت خطاها لتلحقه وتعرف وجهته
نور:- لآلا هذا يستلزم مني تدخلا جذريا سأشكو به في محضر للشرطة وأكتب فيه أنه يتعرض لي بغية الإزعاااج همم أجل هذا ما سأفعله.. هيه يا سيد
فؤاد(توقف في النصف):- نعم ؟
نور(وضعت كوب القهوة على جانب حيطي هناك وتوجهت إليه بعصبية نافذة):- هل لك أن تشرح لي أمرا واحدا ، لِما أجدك في طريقي دوما حتى هنا تلحق بي ماذا تريد مني ؟
فؤاد(وضع يديه على جنبه):- وهل أنتِ سر الكون حتى ألحقكِ مثلا ؟ أرجح أن جنون العنوسة يخيم عليكِ سيدة لا أدري ماذا
نور(فتحت عينيها على وسعهما يا ويلو بما تفوه"عنوسة"سيدة لا أدري ماذا"):- أنا سيدة لا أدري ماذا ، من تكون أصلا وأساسا وحتما حتى أسمح لك بالتقليل من شأني بهذا القدر ؟
فؤاد(كتف يديه مستمتعا بحالتها المجنونة):- نصيحة أخوية في الله كفي عن الغرور يا حلوتي فلستِ ملكة العالم حتى ننحني أمامكِ خضوعا
نور(لم تجد أين تضع صبرها حتى الرقم 10 تجاوزته بالعد وقبل أن تفتح صنبور الشتائم بفمها):- أنت حتما نذ…
ميرنا(قاطعتهم):- سيد فؤاد ما الذي تفعله هنا ؟
فؤاد(ببسمة صافحها):- ميرنااا اشتقنا لكِ يا عزيزتي ، عودة ميمونة من روما كان حريا بي استقبالكم بالمطار ولكن العمل لا يرحم أووف أولئك الأنذال تركوا لي أكواما مكومة من الأعمال لكن لا تقلقي قمت بتخريب الدنيا وتركت شهابا على مشارف الانتحار هناك ههه
ميرنا:- يا إلهي لا أستطيع تخيل شكله الآن ههه
نور(تبادلت نظرة حيرة بينهما):- لحظة لحظة هل تعرفينه يا ميرنا ؟
ميرنا:- أكيد
نور(بدهشة):- هاااا !!!
فؤاد(ببسمة انتصار):- أممم
وائل:- عمي ؟؟
نور(جحظت بهلع):- عمك ؟؟؟؟؟؟؟
فؤاد(حرك لها حاجبيه بمرح وبنظرة مستفزة):- أهااااااه
ميرنا:- أجل يا نور إنه السيد فؤاد رشوان عم وائل وشهاب
نور(فتحت فمها 180 درجة بدهشة):- الآن عرفت السبب الذي جعلني لا أطيقك سبحان الله جينات متوارثة ، أ ..عذرا منك وائل أنت مستثنى من الجملة لا أدري لماذا لكنني أشعرك مختلفا بينما هما نفس الإحساس الاثنين معا …
وائل:- هه كلي فضول لأعرف ما أقدم عليه عمي لينال حنقكِ منه لتلك الدرجة مع أنني لا أستغرب ذلك بالمرة
فؤاد(غمزه بثقل):- ولد .. كن محضر خير هنااااا
ميرنا:- حقا يا نور من أين لكِ أن تعرفي السيد فؤاد ؟
فؤاد(غمزها بخفة):- والله لو سألنا دينا لكانت أجابت بكل صدق أنني أنقذتها ذات يوم
نور(استرسلت بخفة):- لا يسمى ذلك إنقاذا
فؤاد(رد بسرعة):- إهمالكِ السبب
نور:- لم يكن إهمالا
فؤاد:- بل لا مبالاة مطلقة من أم في حق طفلة
نور(بنفس السرعة):- تلك ابنتي
فؤاد:-وتعد مواطنة تستلزم رعاية
نور:- لم يشكو لك أحد
فؤاد:- أنتِ حتما مخطئة
ميرنا(تنتقل بعينيها مثل وائل من نور لفؤاد):- مهلا مهلا لم نفهم شيئا سوى دينا من كل الجمل التي أطلقت كالسهم في مرمى مجهول هاهنا
وائل(قد لاحظ تلك الشرارة بينهما):- حقا أشاطركِ الرأي ميرنااا
نور(لوت فمها بتعفف وتركتهم):- لا شأن لي به وجيد أنني عرفت هويتك في حين قدمت محضرا بحقك لن أتعب نفسي بوصف شكلك المبجل لهم والبحث عنك في سجلات المجرمين والقتلة هممم
ميرنا(شهقت بفزع وهي ترمقها مبتعدة عنهم):- هئئ يا ويلي آسفة آسفة منك سيد فؤاد مؤكد أنها لا تقصد ما تفوهت به ، عذرا منكما سأراها ..
وائل(حرك حاجبيه وهو يتابع سير ميرنا ونور قبلها):- من أين لك بمعرفة نور الراجي ؟
فؤاد(ببسمة شريدة في عينيه اختصر رحلته معها بجملة):-عرفتها في المنعطف فقط هه ..
وائل(رفع حاجبه وهو يرمقه بغرابة وفي آن الوقت التفت ليشاهد نور وفي سره):- كل هذا من لقاء في المنعطف ماذا لو كان عايش ما عايشته أنا مع الأخت ميرنا ..آآآآخ بس يا وهم قلبي أنا

لقاءات غريبة حدثت هناك ما بين أبطالنا كجاسر ووصال التي بانهيارها ذاك ورقتها التي برزت من خلال خوفها وحزنها على صديقها جعلته يشعر بأنها قريبة منه وأنه يفهم وجعها وحيرتها البادية للعيان ، حتى أنه وافقها على البقاء تلك الليلة كي ترى صديقها صبيحة اليوم التالي وتطمئن عليه كما يلزم ، وهذا ما جعلها أيضا ترتاح بعد موافقته فهي متأكدة أنها ستكون بخير ما إن تراه بأم عينها وتقنع قلبها أنه قد تجاوز مرحلة الخطر ..أما نور وفؤاد فلقاؤهما كان مدبرا لأنه علم من مصادره بوجودها بالمشفى تلك اللحظة إضافة لخبرية شهاب الذي توجه للشركة كي يتولى الأمور من محله ، ولذلك من فوره جاء لأنه وجدها فرصة للظهور لها بصفته الحقيقية وترك الأمور تسير بسلاسة حتى تفضلت ميرنا ووائل وقاما بتقديم هوية التعريف ، لن تخفي أنها ارتبكت باطنيا فور رؤيته فهو كائن يجعلها تشتعل غيظا من عند الله في آن الوقت هو يراه مدعاة لراحته كيف لا وهي المرأة المختارة له ، ومع مرور كل تلك السنوات وظهوره المفاجئ لها بصفة أخرى يجب أن يتمهل لتأخذ الأمور جام وقتها ، فالحب والشفاء وجهان لعملة واحدة يتطلبان صبرا وليونة .. نفس اللقاء حدث مع معاد ودعاء التي كانت تتهرب بعينيها عنه طوال تواجدهما في نفس المكان ، كما تجنبت الاحتكاك به في أي حديث كي لا يتطرق لموضوع حسام وتضطر لإخباره أن زواجها منه سيتم بعد أيام فقط ، لا تدري لما تشعر بالضيق كلما تذكرت أن موعد تحقيق حلمها قد اقترب بتلك السرعة ، استغربت أيضا حماستها الخافتة وكأنها عروس مجبورة على زفاف لا تريده ، حائرة فلقد كانت قبل عدة أشهر مستعدة لحرق الأخضر واليابس فقط كي تكون على ذمة حسام النهواني ، فماذا حصل وكيف انطفأت تلك الشمعة ؟ أيعقل أن الصدمات التي تلقتها منه على التوالي قد زادت من عمق الصدع الذي نشأ بينهما ، تماما هكذا فالفجوة بينهما أخذت تكبر وقريبا جدا سيكون هو بجانب وهي بالجانب الآخر وما بينهما أعمق من وسيلة الإصلاح حتى ، كان يحدثها في حديث صامت من محله يعلم أنها مقدمة على اتخاذ قرار مصيري مع حسام متيقن من أنه لن يجلب لها سوى التعاسة لكن لا بد وأن يصبر عليها طالما قد اختارت طريقها الآن فمؤكد أنه سيتدخل رفقة القدر لتصحيح مسار تلك الطريق التي لا تليق بها إطلاقا … أما هنا فاللقاء كان مكتوبا على جبين البسمة الشاردة التي ارتسمت على ثغرهما فبعد قبلة المكتب المفاجئة شعر وكأنه ملكها بعد ذلك الاعتراف حتى هي أحست أن الحواجز بينهما قد اندثرت ، وأنهما مكملان لبعضهما وأنهما بالقرب الذي يجعلها ترمي حمولها عليه وتستقبل همومه بقلبها ، كانا يتبادلان بسمة خافتة تترجم الكثير من المشاعر الجلية بينهما والتي ولدت باسم الحب الذي سيشهد صراعا قوميا مع أهل زياد والذي كان مستعدا لحربه الشعواء المقبلة معهم من أجل كوثره … نفس الحب الذي جعل هذين أشبه بالواقفين عند مفترق الطرق رغم أنهما قريبين من بعضهما إلا أن شعور البعد ذلك اليوم من بدايته قد أثر عليهما ، فبقدر ما كانت مرتاحة حيال سلامة إياد بقدر ما كانت تشعر بالتعب والأسى ، وهنا لم يستطع إلا أن يتدخل فزفراتها وتنهيداتها المؤلمة توجع قلبه ، وعليه قام ببعث رسالة نصية لها حين صعد لسطح المشفى وأخذ ينتظرها هناك وها هي ذي بعد دقائق قادمة إليه ..
كان يقف عند سور السطح وأرجَح أن تلك الأماكن باتت حصرية له ولعسل غروبه فقط ، امم عسل غروبه حزينة على الأغلب ضائعة تائهة بدون احتوائه لها وهذا أمر يزيد من ضيقه ..
ميرنا(تنحنحت وهي تستقبل الهواء من حولها وساعة الغروب قد شارفت على إسدال ستائرها استقبالا لليل):- ها أنا قد جئت ..
وائل(استدار إليها بثقل وقد وجدها استقرت بجانبه على السور):- أهلا
ميرنا:- ناديتني كثيرا طوال هذا اليوم ولكنك لم تقوى على قول ما يثقل كاهلك
وائل(بدأتِ الحرب سريعا يا ميرنا):- حوارنا الصباحي لم يكتمل أساسا كي نتجاوز هذا الكلام المبطن ميرنا
ميرنا(كتفت يديها والتفتت إليه بينما شعرها كان يسبح بتلقائية ملفتة مع حركة الرياح الخفيفة):- أسمعك وائل ، أيوجد هناك ما تضيفه عدا عن تلميحك السابق لي ؟؟
وائل(رفع يده ومسح على جبينه بتعب من السم الذي زرعته فيه ميرا ذلك الصباح):- لقد عرفت بأمر جلل قلب كياني وجعلني أتخبط في أفكاري ، لكن قبل ذلك ..
جذبها من يديها بقوة حتى ارتمت على صدره مندهشة ، لم يترك لها مجالا بل سرعان ما طوقها بين ذراعيه بحركة تملك شديدة جعلتها تتأوه عميقا بصدمة من تصرفه ذاك ، سبح في غيوم عينيها باحثا عن مستقره بهما ، فأبدا ما كان سيخدع بنظرة الأعين ولا بهمسها الصادق ، لذا كان عليه أن يجد الحقيقة قبل أن يضل الطريق ويضيعها معه .. أزال بيده خصلات شعرها من على خدها وكأنه لا يسمح بشريك آخر يتمتع معه بمنظر تلك الملامح الساحرة ، هي ملك له وحده وهذا هو اليقين .. تأوهت وهي بحضنه بقدر ما هي متذمرة من قسوته معها بقدر ما هي بحاجته ، لم تستطع إيقاف الدمعتين اللتين انسكبتا على خدها ورسمتا خطين بائسين قام وائل باعتراض طريقهما عنوة حين مسحهما بأسى شديد
ميرنا(بصوت متحشرج):- ألن تقول شيئا ؟
وائل(سحب نفسا عميقا لأن الاختناق الروحي الذي يشعر به قد فتك بكل الأوكسجين بداخله):- ميرنا .. أنتِ وأنا أحببنا بعضنا صدفة ودون شروط أليس كذلك ؟
ميرنا(بعدم فهم عقدت حاجبيها):- هو كذلك .. تابع
وائل(بخفوت يترجم مدى وجع عمقه):- أحببتكِ طوال سبع سنوات رغم أنني لم أكن واثقا من إيجادكِ يوما ما ، يعني عشقتكِ وأنا أراهن نفسي على الفراغ ، عشت في وهم طوال تلك السنوات على أمل لقائك على أمل إيجاد الحلم المستحيل ، وحين وجدتكِ تألمت كثيرا ليس لأنكِ محرمة علي فقط بسبب شهاب بل لأن الأقدار أبعدتكِ عني في وقت عصيب .. ورغم ذلك تخطينا تلك الحواجز المبدئية وظهر شعورنا المتبادل جليا أمامنا ولم يعد هنالك سوى خطوات بسيطة ويرى عشقنا النور أي أننا لن نضطر لإخفائه عن الجميع ..
ميرنا:- صدقا لا أفهم إلى ما ترمي يا وائل كل هذا أنا على دراية به
وائل(مص شفتيه بخفة وتابع):- فعلا أنتِ على دراية به ، وأنا أيضا كنت أعلمه لكن ما لم أعرفه أنكِ كنتِ تستغفلينني يا ميرنا ، أنتِ لم تتكتمي من أجل شهاب أو غيره من العائلة بل من أجل شخص واحد فقط ..
ميرنا(تسارعت خفقات قلبها وكأنه سينطق بأمر إعجازي سيدمر سعادتها):- ماذا تقول ؟؟
وائل(تأوه بصمت وهو يزفر بألم وأبعد يديه عنها بتعب):- لما لم تصارحيني بما حدث لكِ ميرنا حين كنتِ طفلة ؟ ألهذه الدرجة لا تثقين بي ألهذه الدرجة استرخصتِ حبي ؟ ثم لما استهنتِ بي ولم تخبريني بقصتكِ مع ابن عمك ؟
ميرنا(حركت رأسها يمينا وشمالا متشبثة بقميصه):- ماذا تقصد يا وائل كف عن التحدث بلهجة مفخخة وصارحني مباشرة عما تقصده
وائل(انتزع يديها كمن يسلخ روحه عن جلده وابتعد خطوة إلى الوراء موليا ظهره غير قادر على كتمان تلك الآه التي تحرقه):- ميرنا ميرنااااا
ميرنا(جاءته من الناحية الأخرى وضربته على صدره بضربة خافتة زعزعته):- أنت تتعبني معك بهذه الطريقة ، أنا أجهل وجعك وأنت لا ترحمني ..
وائل(بوجع ترجمته عيناه بكل صدق):- صعب أن تصدقي شخصا حتى النخاع وتكوني على استعداد للحاق به ولو لآخر الدنيا وتكتشفين في غمضة عين أنه كان يخدعك .. ميرنا أنتِ مرتبطة بابن عمكِ ذاك ولا تكذبي علي مجددا لقد عرفت بكل الحقيقة وعلمت أيضا أنكِ كنت معه بيخته يوم ميلادكِ وأنكِ ادعيتِ نومكِ بجانب الميناء فقط كي توهميني بأنكِ بريئة ، وأنه أهداكِ ذلك الفستان الذي ارتديته يوم الحفلة وأنكِ استقبلته بغرفتكِ وتلاعبتِ بمشاعري هازئة بي حين طلبتِ مني إخفاء الحقيقة لبعض من الوقت كان ذلك لأجل ابن عمكِ صحيح وليس لأجل شهاب ومشاكله … ووو غير ذلك الكثير لا أقوى حتى على حصرهم لكِ خلال هذين اليومين في لحظة وهبتني ملكية العالم وفي اللحظة الموالية سحبتها مني بطريقة خادعة مؤذية كرييييييييييييييهة …
آخر جمله كانت تتردد مثل الصدى بأذنها ،أما ملامحها فقد كانت جامدة مصعوقة غير مصدقة لما يقوله ، عن أي شخص يتحدث هذاااا ؟؟؟؟؟
ميرنا(حركت رأسها بعدم فهم وهي تناظر لهاثه وعصبيته):- أنت …أ..أنت تستخف بمشاعري يا وائل .. أنت تعلم أن نصف ما قلته غير حقيقي لن تقوى على تكذيب إحساسك بي يا واااائل لن تقوى على تكذيبه
وائل(أمسكها من كتفيها بقوة):- أنا غير قادر على تصديق سذااااااااجتي معكِ يا ميرناااا
ميرنا(انتفضت منه وهدرت فيه):- كف عن الصراخ يا وائل فقط توقف أنت تتهمني بأشياء أساسا لا أفهمها ..
وائل(بعصبية ضغط عليها أكثر):- أتستطيعين إنكار أنكِ قد فوَّتي موعدنا صبيحة يوم ميلادكِ وذهبتِ معه على يخته ؟؟؟
ميرنا(صدمت بوجع وقد تراكمت عليها مجمل الأفكار):- لقد كنت على يخت فعلا ولكنه لم يكن ابن ع…مهلا ..هئئ لهذاااا لهذااا شعرت بأنني أعرفه ، معقووول ذاك الشبح هو حكيم بعينه ولكن كيف ؟؟؟
وائل(ضحك هازئا وهو يبتعد عنها):- هه صدقا تذكرتِ الآن أنكِ كذبتِ علي هااااه ؟؟ أتعلمين حقا لم أكن أريد تصديق فكرة تلاعبكِ ميرنا لكن ها أنتِ ذي تثبتين العكس لقد كذبتِ وأخفيتِ الحقيقة متجاوزة سؤالي المتكرر حين طلبت منكِ أن تثقي بي وتخبريني بما يزعجك
ميرنا(ابتلعت ريقها لا تدري ما تفعل هل تصدق ادعاء وائل أم حدسها ، أيعقل أن ذلك الشبح نفسه هو ابن عمها لكن لماذا أظهر نفسه لها بذلك الشكل ثم من أين عرف به وائل):- كيف عرفت بذلك الأمر لا تقل لي أن ميرا وراء كل هذاااا ؟
وائل(حرك رأسه بعدم تصديق وهو يتحرك مكانه هازئا بألم):- أهذا ما لاحظته فقط ؟؟ ألم تغفلي مسألة الكذب والخداع والاستغلال الروحي ووو ؟؟
ميرنا(بشراسة ضعيفة):- لا تقحمني في تلك الدوامة يا وائل أنت تعلم علم اليقين أنني لم أخدعك بالمرة
وائل(تقدم إليها في لحظة ضعف):- وهذا ما يقتلني أنني شعرت بكِ بداخلي ، وهذا يعني أنه نابع من قلبكِ لقلبي ، لكن هذا أيضا لا يخفي الحقيقة الجلية أنكِ تلاعبتِ بغرض شخصي يجب أن أعرفه الآن منكِ يا ميرنااااا
ميرنا(بتعب الصدمة وجدت نفسها تتكئ على جدار السور من هول ما سمعت):- أخبرني رجاء كيف عرفت بهذه الأمور ؟؟ هل التقيت به شخصيا أم كنت تلاحقني ؟
وائل(بامتعاض):- ألاحقكِ ؟؟؟ يا ميرنا أنتِ غافلة تماما عن مدى الثقة العمياء التي وهبتها لكِ ولكنكِ غدرتِ بها بطريقة بشعة
ميرنا(صرخت فيه مجابهة هدير الرياح الذي ازدادت وتيرته):- لم أكذب لم أكذب
وائل(بأوجاع مريرة ضرب بيده ناحية قلبه):- ولكنكِ أحرقتني ….أحرقتني في الصميم
ميرنا(هرعت إليه ممسكة إياه من ياقة قميصه):- هل تصدق أنني قد أخسرك بسبب كذبة ؟؟ أي نعم أخفيت عنك ما حدث معي يومها ولكن ذلك لأسباب شخصية لا أستطيع ذكرها لأحد
وائل(فتح انعقاد حاجبيه بدهشة متوقعة):- ولا حتى أنا … هذا هو الحب بالنسبة لكِ أنتِ عيشي حياتكِ وأنا أعيش حياتي أخْفِي أسراركِ وأنا كذلك ونبقى حبيبين .. بسهولة / صدقا صدقا معادلة أثرتِ إعجابي بها يا ميرنا …
ميرنا(هدرت بعمق وهي تمسح دموعها):- أنت تؤلمني بشكوكك تلك
وائل:- وأنتِ ماذا فعلتِ ؟؟ هل تنتظرين مني أن أبقى متفرجا لا تتصورين مدى وجعي مذ علمت بكل هذه الأسرار الخفية والله أعلم ماذا يوجد بعد من الكوارث
ميرنا:- لكل منا أسراره يا وائل ولا تجبرني على الاعتراف بأشياء لا تخصك
وائل(عاد إليها هادرا):- ما يخصكِ يخصني هذا هو الحب بالنسبة لي
ميرنا:- إذن لنتحدث بصراحة وأقسم لي الآن أنك لا تملك أسرارا تخفيها عني
وائل(هناك فقط جدي وماضينا يا ميرنا وهذا بعيد عنكِ):-…لآرد
ميرنا:- تماما وأنا مثلك أملك أسرارا لن أشرك بها أحدا مهما حصل فلا تتوقع مني شيئا..
وائل(من بين أسنانه):- أنا هنا لا أنتظر منكِ أن تتعطفي وتخبريني بما تخفيه ، أنا هنا أريد جوابا شافيا .. لما كذبتِ طالما تنفين أي علاقة شخصية لكِ به ؟
ميرنا(تململت محلها وهي توليه ظهرها هاربة من عينيه وفي سرها):- إن اتضح أن الشبح هو نفسه حكيم ابن عمي كما يزعم وائل معناه أنه لا خوف علي منه فهو حكيم ولن يؤذيني ، ولكنه أخافني وهدد ب تتت أريد قلبكِ ، يا إلهي ما الذي يحصل لي أكاد أجن من كمية الأفكار الصادمة التي ولجت عقلي تت ..هففف
وائل(بتعب وضع يده على جنبه):- ميرنا لغاية الآن أنا أصدقكِ فلا تجعليني أفقد عزمي الضئيل تجاهكِ ، فسري لي ما يحدث لأنني غير قادر على تصديق مسألة خداعكِ ليس أنتِ
ميرنا(مالت بشفتها بحزن):- أيا كانت أسبابي ستظل مكتومة وأنت مجبر على تصديقي دون تفسيرات ، بهذا ستثبت لي قيمة حبنا بالنسبة لك رغم الجرح الذي خلفته فيني إثر تشكيكك لي سوف أتجاوزه إن تجاوزت أنت مرحلة الاستفسار تلك ..
وائل:- ماذا تهذين هنا يا ميرنا ، ضعي نفسكِ محلي أكنتِ سترتاحين وأنتِ تعلمين أنني أخفي عنكِ ملايين الأسرار من بينها علاقتي بامرأة غيرك ؟؟
ميرنا(عيناها لمعت رفضا من الفكرة):- لا لا ليس هكذا لأنني لست على علاقة بأحد سواك فلا تتهمني أكثر
وائل(حرك رأسه بوهن):- طيب طيب .. يكفي إلى هنا أنا لست قادرا على المواجهة أكثر ربما تسرعنا في ..
ميرنا(ببكاء غير قادرة على سماع المزيد منه):- لا تقلها يا وائل لا تجرح شعوري ولا تخرب ذكرانا الجميلة بهذه الظنون ، أنت معك كل الحق في العتب واللوم ولكنني غير قادرة على قول شيء هذه الفترة ولا أطلب منك سوى أن تثق بي هل هذا صعب بالنسبة لك ؟
وائل(رفع يديه للسماء ومسح خلف رأسه بعصبية وهو يلتقط الهواء من حوله بعشوائية وغبن مسيطر على مكمنه):- آه يا ميرنا آه .. وكأنكِ تطلبين مني المشي على الزجاج حافي القدمين ، أنتِ تهزئين بشعوري الذي طعن بسبب إخفائكِ لكل هذه الحقائق ، هل تظنين أنني سعيد بمجادلتنا هذه يا ميرنا ؟ أنتِ أنا وأحزن حين أؤلمكِ بكلامي هذا لكن أشعري بي يا حبيبتي أشعري بقلبي المطعون
ميرنا(هزت رأسها بغبن مغمضة عينيها على دموعها الحارقة):- وائل وائل وائل …
رمت بنفسها في حضنه دون تفكير محيطة عنقه بيديها بتمسك لحظي جعله يضمها لصدره في عناق تمنى لو جعلها تتوحد به ، ليغوص بعمقها ليستحوذ على مكامن تفكيرها ويقرأها دون عناء ، تمنى لو تتلاحم أرواحهما لتصبح الشفافية بينهما أمرا مفروغا منه ، تمنى لو أزال كل ذلك الغموض الذي يلف شمس لياليه صغيرة قلبه المدللة ، تمسك بها هو الآخر فأين له من وطن إلا هي ..إلا هي
وائل(مسح على وجهها بيديه حين ابتعدا عن بعضهما سنتميترات بسيطة):- ستخبرينني بالحقيقة عاجلا هممم لن أتوانى عن الانتظار يا ميرنا ، سأمهلكِ بعضا من الوقت وسأصدقكِ أنتِ وأقفل باب هذه الشكوك
ميرنا(تمددت إليه ووضعت وجنتها على وجنته مستندة على كتفه):- وائل حبيبي …
وائل(أغمض عينيه على همستها وهو ممسك بها بإحكام):- أنتِ شمس لا تضيء إلا على كوكبي وإن ظهر لي كوكب آخر سأدمره تدميرا شاملا حتى وإن آذيت نفسي ..
ميرنا(فتحت عينيها على كلامه المرعب):- ثق بي
وائل(نظر إليها بعمق):- ما زلت أثق بكِ يا ميرنا حتى عندما عرفت بكل هذا ما زال قلبي يصدقكِ لذا أتمنى أن نزيح هذه الغيوم السوداء كي نعود لصفاء روحينا همم
ميرنا(ببسمة):- لا تقلق يا عمري سوف لن يكون هنالك أسرار بيننا ، و .. إنه هاتفي لحظة ألو كوثر نعم ؟ أحقاااا هل استيقظ طيب طيب نحن قادماااان هه .. إياد استيقظ ويسأل عني تعال لننزل يا وائل الحمدلله ياربي ههه
وائل(مسمرا محله):- استيقظ وسأل عنها ؟؟؟؟؟ يا حبيبي ^^

كان لا يزال تحت العناية المركزة مضمدا من جهة الصدر والكتف ، وحبل الوريد الغذائي يتدلى من يده بإهمال نائم على السرير الأبيض بوجه شاحب أقرب للون الموتى ، يلفه إزار أبيض يستقر أعلى صدره بقليل وعضلاته العارية تتوعد بالقصاص ، فور استيقاظه من المخدر لعدة دقائق لم يلبث أن يذكر سوى اسم واحد فقط بعضهم احتار حين سماعه من فم الطبيب نفسه وبعضهم الآخر لم يستغرب فلطالما كانت هناك أحقية لكليهما بذلك الرابط الخفي الذي يجمعهما .. أخفضت رأسها بدموع فور سماع كلمات الطبيب والتفتت لتناظر تلك العيون التي كانت كفيلة بحرق المشفى وأخذها عنوة من ذلك المكان فهي ملك له وحده ولا أحد له حق فيها ، إنما الواجب الإنساني يحتم عليه أن يتمهل لذلك ابتسم بامتعاض وهو يومئ لها كي تدخل ، من ناحية كانت بحاجة لتلك النظرة فهي قد تعفيها من الشعور الغريب الذي يلازمها في خضم منح الأحقية لإياد ومن جهة ثانية كانت ستتحدى الكل من أجله ولو عاد بها نفس المسلسل مع وائل وخير ما بينها وبينه وقتها ستختار إياد دون تفكير ، فالصديق قد يكون أرحم بكثير من حبيب يعلم علم اليقين أنها بدونه لا تكون ومع ذلك لا يقدر ، لحظة !! غفلتِ يا ميرنا عن شيء مهم أن وائل ليس بشهاب فحتى لو كان غيورا عليكِ الآن فذلك لأنه لا يعلم بشكل واضح مكمن العلاقة بينكما لأنه وكأي رجل سيغار فمرة قد وجدكِ بحضنه في الشارع واليوم لم تنفكي بإظهار خوفكِ من فقدان إياد بطريقة روحانية جعلته يغلي غيرة وغرابة .. لكن لا بد للأمور وأن تتوضح ذات يوم ولا بد من أن العلاقة بين وائل وإياد ستصل لمرحلة قيمة مستقبلا … سحبت أنفاسا عميقة وتنهدت وهي تزفرها برجفة اعترتها أمام باب غرفته بالعناية المركزة ، فبعد أن قادتها الممرضة لارتداء اللباس المناسب ها هي ذي تقف أمام بابه تقاوم دموعها وخوفها في آن الوقت .. بصعوبة وضعت يدها على مقبض الباب وفتحته لتجده أمامها نائما على السرير في سكينة تليق بعظمته حتما ، شهقت بتأوه على حاله الذي آل إليه واقتربت منه ..
ميرنا(مسحت على وجهه بحنان مرورا بلحيته النامية):- إياااادي ..
إياد(بثقل ابتسم قبل أن يفتح عينيه):- ميرناااا ..
ميرنا(أمسكت بيده بين يديها وقبلت جبينه بلطف):- أجل ميرنااا يا روحي أناا
إياد(فتح عينيه وهو يتنشق عطرها الحبيب وبثقل في صوته):- اشتقت لكِ يا ميرنتي أكان يجب أن أصاب حتى تنهي رحلتكِ وتأتيني ؟؟
ميرنا(ببكاء أخذت تطالعه):- بعيد الشر عنك يا إياد .. سلامتك
إياد:- خشيت أن أموت ولا أراكِ مرة أخيرة
ميرنا(انسابت دمعتين حارقتين على وجنتيها وهي أمام وجهه تطالعه بجنون):- خفت عليك كنت سأفقد صوابي حين علمت بوجودك هنا
إياد(بتثاقل):- طيب لا تبكي لقد غادرت غرفة العملية قبل قليل قال الطبيب أنني أصبت برصاصتين ، أرأيتِ أنني بطل خارق رصاصتين ولم أمت هه اكح ..آآآآي
ميرنا(تأوهت من ألمه):- يوووه لا تمزح هل هذا وقت ضحك عليك أن تتعافى يا بطلي ، الكل قلق عليك وهم جميعا خارجا يرغبون بالاطمئنان عليك
إياد(نظر إليها بتمعن):- كنت بحاجة لرؤيتكِ أنتِ أولا .. آه
ميرنا:- أخبرني يا إياد ماذا حدث ؟؟
إياد(ارتجفت عيناه وتأملها مليا وهو يغالب رغبته في النوم):- منظركِ بهذه الملابس الخاصة مضحك يا ميرنا أنتِ تشبهين العملاق الأخضر هه اههن
ميرنا(عضت طرف شفتها):- والله لو كنت بحال غير الحال لضربتك في جبهتك ، ع فكرة وصال وكوثر هنا ورقية التي ظلت تبكي طوال اليوم خوفا عليك ما كنت أدري أنها تكن لك كل هذه المعزة يا رجل
إياد(ابتلع ريقه بجهد جهيد وهو يزفر بصعوبة):- سأراهم يا ميرنا لكن ليس الآن ، أشعر بالنعاس وكنت أريد أن أراكِ أنتِ فقط ..ميرنااا
ميرنا:- ها يا إياد ؟
إياد(أغمض عينيه):- لا تذهبي … إلى أي مكان دعيني أنام وأنام همم ماشي سأنام أنا
مسحت على شعره بحنان وهي تهدهده بصوتها الذي كان بحاجته كي ينام بأريحية تامة ، بعد لحظات فقط كان قد غفا ولذا جعلتها الممرضة تغادر فحالته الحمدلله مستقرة بعد تلك العملية الصعبة ، وفور خروجها من عنده تهافتت عليها البنات للاطمئنان عليه ولذلك طمأنتهم ببسمة أنه تجاوز مرحلة الخطر وهو بخير ..
رقية(بعد أن صمت الكل توجهت إليها وهي تفرك يديها بوجع):- ميرنا .. ألم يسأل عني ؟
ميرنا(آه الآن تيقنت أن تخميني كان في محله يا ربي):- بلى .. لقد سأل عنكِ وآثر رؤيتكِ غدا صباحا بعد أن يأخذوه لغرفة مستقلة إن شاء الله ..
رقية(ابتسمت بإشراق):- جميل جدااا .. أ.. طيب أنا سوف أغادر للبيت العمة نعمة قلقة علي وربما سآتي رفقتها غدا لنراه
ميرنا:- طيب حبيبتي بلغيها سلامي شكرا لقد أتعبتِ نفسكِ معنا كثيرا
رقية(اهتز وجدانها):- لا أبدا .. إياد يهمني أيضا ..
ميرنا(صمتت وتأملتها بشرود):- امم تمام بانتظاركِ غدا
وائل(انضم إليهما):- هل ستغادرين ؟
رقية:- أجل العمة نعمة لا تنفك تتصل يجب أن أذهب وسأكون هنا يوم غد قبل ذهابي للعمل
وائل(هز لها رأسه بتأييد):- أوك نلتقي إذن
رقية:- ألن تغادر أيضا ؟
وائل(نظر لميرنا مبتلعا ريقه):- لا ..سأبقى
جواب أثار الدهشة في عقل رقية ولكن هاتفها الذي رن برقم العمة نعمة أخرجها من بوتقة التفكير ، لذا رافقها إلى الخارج بعد أن مدها بحقيبتها وأرسلها بسيارة أجرة وغادرت ، أما البقية المتبقية فقد كانوا لا يزالون هناك وهذا ما أثار عصبيتها ولم تستطع تمالك نفسها لذا نهضت إليه ..
نور:- هل هو من بقية أهلك حتى تبقى هنا لأزيد من ساعات ، ماذا تريد من هذا التصرف ؟؟
فؤاد(كمش عينيه فيها وهو يسير بالرواق مبتعدا عن الجميع):- أنتِ قليلة ذوق
نور(حركت رأسها هي ترغب بارتكاب جريمة لكن ليس أمام الناس لذا لحقته بخطى سريعة):- أنا قليلة ذوق وغريبة أطوار وكتلة من العقد فقط ارحمني من طلتك البهية وغادر
فؤاد(حرك فمه مرات عديدة لكي ينطق بما يناسب تلك المجنونة):- سأغادر حين أريد أنا ، فهيا عودي من حيث أتيتِ لا أريد التخاصم معكِ كزوج وزوجة في مكان عام كهذااا همم
نور(بصدمة مما قاله لا لا لقد تجاوز كل حدوده كيف ينعتهما بالأزواج):- سيد أيا كنت سأمنحك 5 دقائق وبعدها أتمنى أن تتبخر من أمامي وإلا شكوتك لابن أخيك ، ورجل مثلك سيرفض أمرا كهذا صح ؟
فؤاد(اقترب منها بتلاعب في عينيه والرواق الآخر لم يشمل سواهما):- لعلمكِ أنا لست بتلك الكهولة اممم 41 سنة فرصة مناسبة جدا ؟؟
نور(كشرت عن أنيابها):- ماذا تقصد بفرصة ؟؟ رجاء صحح فكرتي قبل أن أصاب بهستيريا حادة من الضحك
فؤاد(اقترب أكثر منها ولم يفصل بينهما سوى خطوتين ونظر عميقا لعينيها):- نور ..
نور(توقفت عن الحركة وهي تطالع عينيه المألوفة بشدة وقد تسمرت فعلا محلها):- ..لارد
فؤاد(زفر بعمق وهو يتأملها بعدم صبر):- "لا تحكمي قفل مغاليق الفؤاد فالروح حتما تملك نسخة من مفاتيح النبض"
تركها مسمرة بعد جملته الغريبة تلك وذهب في حال سبيله ، لذا ظلت محلها لأزيد من دقائق تستوعب خفقة قلبها المتسارعة والتي لا تحضرها إلا بقرب ذلك المستفز ، قد أرجحت أن توترها ذاك بسبب عصبيتها النافذة منه ، نفضت نفسها وهي تعود أدراجها ووجدت دعاء متوجهة نحوها
دعاء:- أشعر بأنني لست على ما يرام خذيني للبيت يا نور
نور:- تمام تمام دعيني أبحث عن أمي سآخذكما معا ..
طبعا بصعوبة وافقت عواطف على مضض أن تغادر رفقة دعاء ونور ، وغادر بعدهما معاد والعم عبد المالك ، ولم يبقى سوى السداسي العجيب ..
زياد:- كلي فضول للتعرف على إياد نجيب هذا يعني أرى أن البنات يحبونه بقدر مثير للتساؤل حتما
جاسر:- صح يا صاحبي وصال لم تنفك من النطق باسمه طوال رحلتنا أرجح أنه ذو مقام عال لديهن ..
وائل(يشرب من قهوته):- صراحة هو نعم الصديق إنه طيب جدا وخلوق ورجل بحق صحيح أن معرفتي به ضئيلة لكنني على دراية بمعدنه الحقيقي
زياد(تبادل نظرة قلق خفية هو وجاسر):- اممم جيد لكن هل له رفيقة ؟
جاسر(سعل بقوة من جملة زياد):- أكح .. ههه وما شأننا بذلك يا زياد ؟
زياد:- أتساءل فقط
وائل(نظر أمامه للبنات الجالسات بمقعد مقابلهن غارقات في حديث ثلاثي عجيب يتضح أنها مؤامرة إن لم يخب ظنهم):- والله على حد علمي هو أعزب
زياد(نظر لثلاثتهن):- يا سلام ..الآن زاد فضولي لرؤيته أضعافا مضاعفة
وائل(نهض من محله):- يا أساتذة أقترح أن ننزل من أجل العشاء البنات لم تأكلن شيئا منذ الصباح ما رأيكم ؟
جاسر(استقام وهو ينظر لوصال بطرف عين):- طيب لنذهب ..
زياد:- يا بنات سوف ننزل للمطعم يجب أن تأكلوا شيئا ..
كوثر(وضعت يدها على بطنها):- صدقا فور ذكركم للجوع تذكرته هه وصال ميرنا ؟
ميرنا(استقامت رفقتها):- والله لا شهية لي لكن لا بأس هيا بنا
زياد(مشى قرب كوثر):- حبيبتي
كوثر(عضعضت شفتيها وسحبته ليسبقوهم بخطوات):- أصمت سيسمعونك ههه
زياد(غمزها بخفة وهما يسيران جنب بعضهما بعضا):- وليسمعوا أنتِ ..ح بي ب تي
كوثر(بخجل):- شتتت .. يا زياااد كفى ..
وائل(يسير بقرب ميرنا):- اممم كيف هو إياد ؟
ميرنا(نظرت له شزرا وهي تخفي بسمتها):- لقد سألتني خمس مرات نفس السؤال يا وائل
وائل(تلاعب بلسانه وهو يرمقها بحنان):- وأريد جوابا على المرات الخمس
ميرنا(بتذاكي):- الست
وائل(بهدوء يليق به):- طيب الست … كيف وجدته ؟
ميرنا(بتلاعب في نبرات صوتها):- إنه بخير الحمدلله قد تجاوز المرحلة الصعبة بأشواط وسيتعافى مع الوقت أكيد ..
وائل:- هل أخبركِ عمن حاول اغتياله ؟
ميرنا(عقدت حاجبيها):- تت لم يقل شيئا سرعان ما نام يا عيني من شدة التعب
وائل(شهق فور سماعه بيا عيني):- الله الله …
جاسر(تنحنح وهو يمشي رفقة وصال):- آه آه أقدر ذلك حتما ثم من قال لكِ أنني متعب لن أبرح مكاني ما لم أصطحبكِ لبيتك كي ترتاحي
وصال:- ولكنني لن أرحل سأبيت هنا رفقة البنات
جاسر(بعناد):- وأنا سأبقى رفقة الشباب
وصال(حدجته بدون فائدة):- يا ربي صبرني هل تجد في عنادك لي متعة ، صديقي الحميم بين الحياة والموت وأنت هنا تطلق نكتا ساخرة
جاسر:- عجيب وكأن مزاحكِ مع صديقاتكِ وضحككِ الصاخب لم يكن منتميا لهذا التذمر اللحظي سابقا آنسة وصال
وصال:- هممم حسن معك لا مجال للمجادلة أعلن استسلامي فاليوم أشعر بوهن غريب لا أقوى على التعاطي مع أحد
جاسر(أصبحت أحدا يا جاسر أبشر):- حمممم ..صبرا يا رب ..
جلس الستة على طاولة مشتركة وجد الشباب فيها رابطة رجولية جمعتهم بالبنات اللاتي ما إن جلسن حتى دخلن في حوارات مفصلية بعيدة كل البعد عن قدرة استيعاب الشباب ، الذين سارعوا بطلب الطعام لعلهم يجدون بما يؤنسون تلك اللحظات قبل أن تفقدهن البنات صوابهن ، فور انتهائهم من جلسة الطعام التي دامت ساعتين وما أزيد استقام الجميع عائدون نحو رواق إياد وكان لا بد من أن يغادر 4 منهم ويبقى اثنان فقط وهنا وقع جدال ..
جاسر:- دعيني آخذكِ لبيتك أنتِ متعبة ، وستعودين غدا صباحا أعدكِ بمروري عليكِ في وقت باكر لأجل المجيء إلى هنا
زياد:- وأنتِ يا كوثر لنذهب لقد تعبتِ اليوم أيضا
وائل(غمز ميرنا):- ستذهبون أربعتكم سأبقى رفقة ميرنا حتى الصباح
ميرنا:- أجل إرتاحوا أنتم
كوثر:- لا يجوز أنتم الأربعة قد أتيتم من بعيد بينما أنا وزياد نستطيع البقاء صح ؟
زياد:- إن بقيتِ سأبقى أكيد
وصال:- آه يا ربي لو قضينا هذه الساعة في القسمة بين البعير لوجدنا ضالتنا ، طيب سأذهب أنا وسيدي الرائد الآن أراكما غدا
كوثر(سلمت عليها):-طيب يا روحي أبقي هاتفكِ بجانبك ماشي
وصال(عانقت ميرنا أيضا):- طيب أي شيء يجد بلغوني به على الفور تصبحون على خير
زياد(ربت على كتف جاسر):- أراك غدا جاسر
جاسر:- تمام يا صديقي نلتقي.. وائل
وائل(صافحة بمودة):- سررت بمعرفتكما صدقا نلتقي غدا إن شاء الله
زياد:- إن شاء الله
كوثر:- هل تحتاجين لشيء يا ميرنا لنحضره لكِ غدا معنا ؟
ميرنا:- تت لا أغراضي موجودة بسيارة وائل لا عليكما
وصال(جذبتهما على جنب):- أرى أنكِ تتآلفين مع هذا الوائل بشكل متعمق ستحكي لنا سر هذا الاحتكاك لاحقا هممم ؟
ميرنا(حولت عينيها):- لن تكوني حضرة النقيب ما لم تسألي هذا السؤال
كوثر:- وصال على حق عليكِ إخبارنا بما حدث بروما بالتفصيل الممل
ميرنا:- فقط ليقم إياد على خير وسلامة وسأحكي لكما كل شيء
زياد:- هل ذهبناااا أم ستبدأن حصة أخرى من الحديث النسائي ؟
كوثر(بخفة):- هيا هيا سلام يا حلوين
وصال:- وداعا ميرنا وائل إلى اللقاء
وائل(ودعهم جميعا):- ودااااعا … همممم ماذا سنفعل ؟
ميرنا(اتكأت على كتفه بتعب مستندة بيدها عليه):- سأفقد وعيي بين أحضانك
وائل(شعر بالحميمية وجذبها إليه ليجلسها بجانبه على الكرسي):- لن أترككِ لتتعذبي سأتصرف في غرفة قريبة من رواق إياد لترتاحي تمام ؟؟
ميرنا(ببسمة حنونة):- سأكون ممتنة لذلك حتما ..
وائل(نهض من محله):- تمام سأعود لكِ بعد قليل لا تتزحزحي من محلكِ ولا قيد أنملة
ميرنا(بنظرة عشق):- حاضر ..
تثاءبت بتعب بعد ذهابه ووضعت رأسها على الجدار وهي تحرك رجليها في حركة خفيفة أغمضت عينيها لثوان معدودة ، فتحتهما على ريح شخص استقر بجانبها بلمح البصر، فتحت عينيها مبتسمة إذ اعتقدت بدئا أنه وائل لكن سرعان ما تبددت بسمتها حين وصلها عطر صارخ تعرفت عليه في رومااااا ، فتحت عينيها على وسعهما بصدمة والتفتت بجانبها ..
حكيم(رفع يده بتحية):- لا تصرخي نحن بمشفى وبإشارة واحدة مني يسعني أن أخرسكِ هممم ، هكذا اهدئي حلوتي أرأيتِ كم أنتِ جميلة حين تتعقلين
ميرنا(بلؤم غريب):- ما كنت سأصرخ أصلا تعودت على ظهورك الغريب بهذه الطريقة
حكيم(مص شفتيه متلاعبا بلحيته الخفيفة بأصابع يده):- أريد أن أكلمكِ على انفراد
ميرنا(بامتعاض):- وهل ترى بجانبي هنا قبيلة من العفاريت يعني لا أقصد الإساءة بما أنك شبح طبيعي أن يكون هذا قصدك
حكيم(ضحك أجمل ضحكاته وهو ينظر إليها بلوعة):- ههه مع أنه لا مزاج لي للضحك لكنكِ خفيفة ظل ، طيب يا روحي دقيقتين هناك وسأترككِ في حال سبيلك
ميرنا(بعدم فهم):- هناك أين ؟
حكيم(أشار بعينه للرواق):- لا تقلقي لو كان بودي أذيتكِ لفعلتها سابقا ، أريد فقط أن أكون على سجيتي حين أحدثكِ ..هيا الحقي بي
نهضت أجل إذ كان هناك مغناطيس يجذبها خلف ذلك الشخص الغامض المستقر في معطف طويل مفتوح حد الركب يبعث القشعريرة والفضول للغوص والتعمق في تفاصيل ، تحت المعطف كان يرتدي ملابس شبابية سوداء ورمادية تليق به حتما ، شعره البني الغامق يزيد من حدة غموضه إضافة للحيته التي تترجم رقة و رقيا ، وجدت نفسها تلحق به لحين نهاية الرواق حتى انعطف بها إلى ناحية حديقة مصغرة هناك مظلمة بعض الشيء وخالية وطبعا كان ذلك عز الطلب ، كتفت يديها وهي تراه يقفل الباب الزجاجي عليهما ونظرت إليه عميقا وهي تنتظر أن يبدأ الحديث ..
ميرنا(بعنفوان):- أسمعك
حكيم(نظر إليها مليا متأملا إياها بدون قدرة له على التحكم بمشاعره):- كنت واعيا تماما حين طلبت قلبكِ ميرنا
ميرنا(ضحكت بهزل):- قلبي ؟؟ ههه ألا ترى أنك حالم في وضح النهار ؟
حكيم:- نحن ليلا والأحلام جلَّ ما تتحقق
ميرنا(بصرامة):- في مخيلتك فقط يا أستاذ أنا حتى لا أعرف اسمك فكيف سأؤمن لك ؟
حكيم(اقترب منها بسلطة ناهية وجذب يدها باسطا كفها):- هنا بين هذه الخطوط يوجد اسمي محفورا بين جنباتِ روحك ابحثي عني ستجدينني
ميرنا(رفعت حاجبها وهي ترسم بسمة شقية على شفتها):- لا أريد ..
حكيم(سحب يده باندهاش):- لا تريدين ماذا ؟
ميرنا(بتلاعب تحركت لتبتعد عن مداره بخطوات):- لا أريد تضييع الوقت فاختصر رجاء ما الشيء المهم الذي تود إفادتي به حضرتك
حكيم(تنفس بعمق وحرك رأسه ليتمالك أعصابه ولكنه لم يستطع فسار بضع خطوات خلفها حتى أمسكها خلفيا من خصرها وجذبها إليه في قبضة آسرة لا فكاك منها):- إن كنتِ تظنين أنني سأترككِ تعربدين مع ذلك الرشواني فأنتِ واهمة يا ميرنا أنتِ ملكي وحدي ومنذ سنوات ، لا يحق لأحد أن يجزكِ من جذوري لأنكِ شجرة أينعت لتنير دربي سقيتها بدمع صبري وإيماني بأنكِ ستهبينني روحكِ ما إن تعلمي بهويتي ..
ميرنا(تأوهت عميقا ولم تنطق بحرف):- …لآرد
حكيم(شعر ببلل خفيف على يده التي كانت تمسكها من كتفها فأدارها إليه بخفة):- لا تبكي لا تبكي الآن افففف حسن سأترككِ فقط امسحي تلك الدموع والآن
ميرنا(انفجرت ببكاء مؤلم عميق وهي تدفن وجهها بين يديها):- اهئ…
حكيم(مسح على شعره وتقدم إليها بهلع):- قلت كفى لا بكاء ميرنا ميرناااا أنظري إلي
ميرنا(هزت رأسها):- إرحل أرجوك ودعني لا أريد أن أعرف عنك شيئا
حكيم(بوجع في خاطره ابتعد خطوة عنها):- لا تسحبي مني الأمل أرجوكِ
ميرنا(رفعت ذقنها له وهي لا تزال تبكي):- أنت كاذب
حكيم(قوس حاجبيه بتعب):- الظروف أجبرتني على ذلك
ميرنا:- ومخادع
حكيم(تقدم إليها خطوة):- لكي أعيش
ميرنا:- وغامض
حكيم:- كي أحمي نفسي
ميرنا:- و قمت بإجباري على لبس فستانك عبر لعبة
حكيم:- وقد نال نصيبه منكِ وراح ضحية عصبيتكِ ميرنا
ميرنا(نظرت لعمق عينيه الماثلة أمامها):- ماذا تتوقع مني ؟
حكيم(بلوعة):- أنا واثق حين تعرفين بمن أكون سوف ت …
ميرنا(ابتلعت ريقها):- لا أرغب بمعرفة هويتك فقط ابتعد عن محيطي وكف عن الظهور أمامي بهذا الشكل المريب ، لا شيء لك معي كي تطالب به بهذه الطريقة الجافة أسمعت ؟ والآن سأنسحب من هنا وأرجو أن تكون هذه آخر مرة ألتقي فيها بك تحت أي ظرف كان
حكيم(تحركت حنجرته بحنق):- أعلم من فعل ذلك بصديقك
ميرنا(توقفت في منتصف الطريق قبل خروجها واستدارت إليه بلهفة):- من هم ؟
حكيم(رفع حاجبه هازئا وتقدمها بخطوات أخرى تجاه الباب):- ههه معلومة لقاء وجبة عشاء فاختاري ؟
ميرنا(شهقت بعدم تصديق):- أنت تتلاعب بحياتك ما الذي يضمن لك أنني لن أنصب لك كمينا ليلقوا القبض عليك بتهمة التعرض لصحفية ؟
حكيم(مط شفتيه بيقين):- لأنكِ لن تقدمي على ذلك هممم ، ستعرفين المكان والزمان بطريقة ما كوني جاهزة يا ميرنا .. أراكِ لاحقا
ميرنا(بعصبية نافذة تتحدث خلفه وهي ترمق رحيله شزرا):- لا تتوهم كثيرا لن آتي لمحل وأغرب عن وجهي أنت ومعلومتك الغبية هففف ..
غادرت تلك الحديقة المصغرة وهي تبحث عنه بعينيها لقد تبخر في لمح البصر ، عادت لمحلها ووجدت أن وائل لم يعد بعد وارتاحت لذلك كي لا تدخل معه في سين وجيم لحظتها ، وما لبثت إلا لحظات حتى عاد رفقة ممرضة دلتهم على غرفة مستقلة لأجل الراحة ..
ميرنا(بعد ولوجهما للغرفة):- سأنام كالطفلة حتما
وائل(ساعدها على الاستلقاء على السرير):- لا عليكِ أنتِ متعبة وتستحقين ذلك
ميرنا:- وأنت أيضا متعب لا تكابر واسترح على الكرسي هناك
وائل:- طيب فقط خذي أنتِ قسطا من الراحة وسأكون أنا بخير
ميرنا:- شكرا لأنك أحضرت لي أغراضي معك كنت بحاجتها حقا ..
وائل(تقدم وغطاها بالغطاء):- هيا نامي أغمضي عينيكِ لأنها تغازلني وأنا لا أقوى على مقاومتها في هذا الليل الدامس
ميرنا(بخجل تمطت بأريحية في الفراش مستقبلة غطاءه الحنون):- همم
وائل(اقترب ومسح على وجهها بلطف):- هل عدتِ للبكاء ؟
ميرنا(توترت متذكرة ما حدث مع حكيم الذي تصرفت معه قصدا بتلك الطريقة إذ لم يكن لا المكان ولا الزمان المناسبان للمواجهة العائلية ، وما لم يعترف لها بنفسه بهذا السر سوف تطبق فمها لحين يأتي الوقت المناسب):- لا فقط تثاءبت ، اممم هيا سأغفو لقد تسرب لي شعور التعب الذاتي الآن طوال اليوم لم أرتاح و سأتثاءب مجددا وبعدها سألقاك بأحلامي
وائل(مسح على شعرها بحنان طفلته الجميلة):- نامي حبيبتي أنا هنا
ميرنا(أمسكت يده بعد أن أزال سترته ورمى بها على الكرسي):- لا تتركني لوحدي مجددا
وائل(بهمس):- بحياتي لن يحدث ذلك ..
على تلك الجملة أغلقت عينيها واستسلمت للنوم ، أخذ وقته كاملا في تأملها وهي ساكنة بتعب هادئة هي وفوضوية في نفس الوقت ، لقد أدخلته يومها في حيرة كما لو أنه لم يكن ليكفيه ما بثته ميرا فيه من سموم الليلة الماضية .. زفر بعمق وهو يمسح من باله كل ما قالته ميرا عن ابن عمهم الذي ظلت تمجد في غرامه لميرنا وما لفت انتباهه أنه بعيد عنهم فكيف ذلك ، هناك سر خفي في الأمر ويجب عليه أن يفهمه من ميرا نفسها فطالما فتحت أبواب هذه التساؤلات بعقله يجب عليها أن تكمل مهمة إفشاء الأسرار ، وعلى وعد بالبحث في الأمر لاحقا أي حين تستقر الأمور رمى برأسه على ذلك الكرسي لعله يريح نفسه قليلا ويتأمل محبوبته النائمة جواره ..

بعد مدة وفي قصر ميرا التي كانت منسدحة على سريرها تأكل بذور عباد الشمس وهي تشاهد فيلما عربيا بالأبيض والأسود عبر شاشة تلفازها الكبيرة ، اقتحمت خلوتها هنادي بدخولها المتوتر والذي لم يلفت انتباه ميرا بل ظلت تشاهد بتمعن وتركيز ..
هنادي:- سيدة ميرا
ميرا(مطت شفتيها ونظرت إليها بطرف عين ثم عادت لتشاهد التلفاز):- نعم يا هنادي نعم لقد نهيتكم على عدم الإزعاج خصوصا في هذا الوقت
هنادي(رفعت حاجبيها وهي تفرك يديها):- والله كان على عيني لكن لديكِ ضيف مهم ينتظركِ بالحديقة
ميرا(بملامح ممتعضة نظرت للساعة):- أكنا نستقبل ضيوفا في هذه الساعة المتأخرة من الليل يا هنادي ؟؟
هنادي(اقتربت منها):- ولكنه الضيف الليلي يا سيدتي
هنا ميرا فتحت عينيها على وسعهما ونفضت الغطاء به ببذور عباد الشمس التي تناثرت محدثة صوتا اقترن بصوت ارتباك ميرا التي أضافت رداء على قميص نومها ونزلت ركضا منتعلة خفيها الخفيفين وفي عينيها تكمن لهفة مختلفة النظير، وجدت باتريك قبالتها فتجاوزته وفتحت باب قصرها الخشبي على وسعهما وانطلقت وسط أشجار حديقتها بحثا عنه في كل مكان ، ظلت تنظر بعينيها والفرحة تتراقص في بؤبؤيها اللذين لمعا بشكل حميمي ملفت للنظر ، أخذت تدور بين تلك الشجيرات الوارفة مستعينة بأضواء القصر الجانبية ولم تجده ..
ميرا:- تت يا الله ربما تأخرت عليه لذلك غادر ..أفف منكِ يا ميرا أفف
حكيم(ظهر من خلفها ونفخ في شعرها):- أففف
ميرا(قفزت ببسمة والتفتت إليه ثم ارتمت بحضنه):- حكيييييييم حبيبي
حكيم(احتواها بين أحضانه كما لو يحتوي صغيرته):- جميلتي سمر
ميرا(قبلته في وجنتيه بحرارة):- اشتقت لك اشتقت اشتقت لك يا غالي
حكيم(مسح على شعرها بمودة وقبل جبينها):- وأنا اشتقتكِ مجنونتي ، ما رأيكِ بالمفاجأة ؟
ميرا(عضت شفتيها وأمسكته من يده ليجلسا على كرسي خشبي هناك):- إنها لمذهلة منذ مدة لم تزرني يا حكيم اشتقت رؤيتك صدقا
حكيم:- لقد تحادثنا عبر الهاتف في روما ولكنني لم أجد وقتا لرؤيتكِ يا ابنة عمي عذرا منكِ
ميرا:- لا بأس يا حكيم المهم أنك بخير وبصحة جيدة ، طمأنني عن أحوالك وكيف هي تلك العقربة ؟
حكيم:- اممم تلك العقربة تتحمل جنوني وغضبي يعني …
ميرا:- آه لو تسمع مني وتلقي بها للحاوية التي التقطتها منها إنها نذير شؤم كم أمقتها
حكيم:- سمر .. إن شاهيناز قد تغيرت ولم تعد تلك المؤذية التي عرفتها سابقا ، هي تأمل مني الزواج ولكن لن يحدث ذلك
ميرا(بغيظ):- طبعا لأن هناك أميرة متربعة على عرشك كيف ستتزوج بغيرها إن لم تكن هي المراد
حكيم(اشتعلت عيناه غضبا من كل ما يحدث):- هل قمتِ بما أمرتكِ به ؟
ميرا:- طبعااا لقد أعطيت لوائل كل الأخبار التي تجعله يبتعد عنها من المؤكد أنه قد تخلى عنها وهجرها هذا أساسا ما يليق بها
حكيم(التفت إليها جانبيا):- تلك عصفورتي التي تتحدثين عنها بهذه الطريقة
ميرا(بتأفف):- حسن حسن لن نتجادل أنا وأنت في لقائنا الذي جاء بعد غياب طويل بسبب ميرنا ، يعني ما رأيك لو تتزوج بشاهيناز حتى لو كانت مجنونة إلا أنها مهووسة بك منذ زمن هي تناسبك
حكيم(ابتسم لها بثقل وضرب على قلبه):- لكن هذا لا يريدها شريكة عمر
ميرا(انتفضت من محلها):- امم امم فهمتك يا حكيم لا داعي وأن تستحضر غرامك لها كلما تحادثنا
حكيم(استقام خلفها وجذبها من يدها بنظرة قاسية):- اعذريني يا ابنة عمي لكن أنتِ تعلمين غايتي الأولى والأخيرة منذ ذلك الوقت التعيس ، ميرنا هي حلمي الطاهر الذي كافحت لأجله
وتحملت كل الصعاب يعني ألا يكفي أنني حرمت عائلتي مني إكراما لهم ؟
ميرا(بكره):- لا تذكرني يا حكيم رجاء ..
حكيم(مسح على خدها بحنان):- أريدها .. وأنتِ تعلمين أننا وآل رشوان يستحيل أن نتوحد ضعي هذا في حسبانكِ ولا تنسيه مطلقا ..
ميرا(بتوتر تملصت منه):- ولما تخبرني بذلك حكيم ؟
حكيم(كتف يديه):- أنتِ تعلمين أن نسمة الهواء التي تدخل حجرتكِ تكون بتقرير مفصل على سطح مكتبي ، فلا تغامري أكثر وتقامري بعواقب ما حصل سابقا
ميرا(بخوف):- سأموووت لو وقع له مكروه
حكيم:- إذن طالما أنتِ بعهدتي لا تتلاعبي بالنيران أكثر ودعيكِ في وضعية ثبات واتركي لهم فسحة اللعب سيأتي يوم ونقلب الأمور لحسابنا همم على أي أردت فقط رؤيتكِ وإعلامكِ بالمستجدات
ميرا:- صحيح إياد لا يستحق لكن طالما هو يبحث عن الشر بيديه هذا جزائه
حكيم:- مع الأسف الحياة لا تنصف أحدا ، علي أن أذهب الآن
ميرا(تنهدت بعمق وهي تنظر له):- ابقى معي قليلا رجاء
حكيم(عانقها بحرارة):- لا أستطيع حلوتي لقد خصصت وقتا لميرنا ووقتا لكِ هذه الليلة
ميرا(نظرت إليه عميقا):- هل ستفصح لها بنفسك عن هويتك ؟
حكيم(ابتسم وهو يربت على خديها):- ألم تتعلمي شيئا مني طوال هذه السنين ؟
ميرا(حركت رأسها باعتياد):- أن نترك كل شيء لوقته .. حسن حسن أنا رهن إشارتك يا ابن عمي الحبيب
حكيم(تدثر في الظلام وانطلق):- وداعا يا سمر ..
ودعته بقلب مفجوع ذاك حكيم وليس بشخص آخر ، لطالما أسرها بحضوره وبهيبته وازداد وسامة على مر السنوات بل رجولة وضعته في بوتقة الحلم الميت بالنسبة لها حين عرفت بعشقه لأختها ، كرهت الدنيا أكثر ووقع الكثير في تلك الآونة لكن آثرت ألا تخسره ولذلك قررت أن تبقيه سندا وظهرا تحتمي به .. وبالفعل لطالما كان حماها من كل العقبات التي واجهتها سابقا لحين جمعتهما الأقدار مجددا في طريق واحد وبقي الإثنين معا مكافحين في زمن كثرت فيه الشرور ..

في خان كهرمانة
تقدم إليها عرندس وهو مزمجر ومتذمر من شيء عكر صوفه ليلة أمس ، ولا يزال حانقا لأنه تلقى توبيخا من الفهد البري شخصيا بعد تلك الفعلة ..
كهرمانة(أشارت له من محلها ليتقدم):- تعال يا عرندس
عرندس:- ست كهرمانة أنا الآن لا أدري ما علي فعله ، السيد منزعج مني
كهرمانة(تنهدت عميقا):- لقد أخطأت التصرف يا عرندس وكان يجب أن ينزل عليك العقاب
عرندس(جثى على ركبتيه واستل خنجره الصغير الذي يضعه في جيب خصره):- وأنا خاضع وملبي للأوامر العليا وهذه رقبتي طوع أمركم
كهرمانة(استقامت بخيلاء متدثرة بثوبها الطويل ومرت بجانبه تناظر الفراغ):- أنت تعلم أنه لا غنى لنا عنك يا عرندس ، أنت ذراعنا وساحب الأرواح الخاص بنا كيف نفرط فيك بتلك السهولة يا رجل ..أعد خنجرك محله وإياك وأن تستله أمامي انهض من محلك
عرندس(استقام وأعاد خنجره لخصره):- أمريني ست كهرمانة أنا مستعد للتعويض بما تريدين
كهرمانة(استدارت إليه وهي تلتف حوله ببسمة):- عرندس .. لقد نجوت من الموت المحتم على بعد شعرة واحدة ، لولا بقاء الشاب على قيد الحياة لكانت قد سقطت أرواح لا تعد ولا تحصى كرماله ..
عرندس(زفر بعمق):- كانت غلطة ولن تتكرر
كهرمانة(بشرود):- أخبرني هل هناك مشاكسات ؟
عرندس:- لا كل شيء على ما يرام البنات في الساحل معلقات من أيديهن الواحدة تلو الأخرى ، ومن تعطي الطوع فيهم ستنضم لنا وتلقى الرعاية اللازمة ، أما من ستطلق مواعظ الجامعات فحسابها عسير
كهرمانة:- جميل جميل أريدك أن تهتم بهن سوف نقوم ببيعهن حين يكتمل النصاب هذه المرة غلتنا ثمينة وسيعم الخير علينا جميعا ، لذا يجب أن نعتني بهن فهن مسؤوليتنا يا عرندس
عرندس:- لا تقلقي ست كهرمانة كله مدروس .. لكن
كهرمانة(برقت عيناها):- لكن ماذا ؟
عرندس:- هل عفوتِ عني ؟
كهرمانة(ابتسمت وهي تتقدم إليه خطوة وربتت على ذقنه بعطف):- أنا دوما ما أعفو عنك يا عرندسي الأليف
عرندس(ابتسم):- ستسمعين أخبارا تسركِ ست كهرمانة لعلي أعوض عن زلتي
كهرمانة:- طيب تيسر على الله .. (بعد ذهابه).. أمااااااني .. يا أماني
أماني(أتتها ركضا):- ننعم أمممي
كهرمانة:- جهزي لي الحمام أريد أن أغوص في بركتي الخاصة
أماني(عقدت حاجبيها):- ال..الآن إن الووقققت متأخخر ييا أميي
كهرمانة(تمالكت أعصابها):- أجل الآن يا أماني الآن عطريها بسرعة أريد أن أسترخي فيها قبل النوم هيا تحركي
هزت لها رأسها وركضت تتعثر في خطواتها نحو جناح كهرمانة الذي كان زاوية بأكملها تتوسطه بركة صغيرة أخذت أماني وعدة خادمات بتجهيزها للسيدة الأم .. السيدة التي تتربع على عرش الفهد البري وتمتلك مجمل الصلاحيات المطلقة طالما هي معه على نفس الطريق ، ولجت غرفتها وبعد لحظات جلست على حافة بركتها بعد أن أشارت لهن بالانسحاب ، كانت تلامس ماءه المورد بيديها وبالها شارد في ليلة أمس الغريبة ، بدءا باتصال أختها الكبرى والتي قلبت مزاجها رأسا على عقب
~ ليلة أمس ~
وقفت أمام ذلك البيت القديم في حيهم الشعبي الذي لم يتغير بتاتا بل كما هو ، لا يزال كريها يحمل روائح الموت بين جوانبه ، ما إن نزلت كهرمانة من السيارة متدثرة بسلهام عريض لا يظهر ملامحها حتى أخذت تستعيد كل ذكرياتها السابقة في ذلك المكان رفقة أختها التي ستراها بعض مضي زمن .. سحبت أنفاسا عميقة وولجت البيت الذي كان بابه مفتوحا وعرفت أنها بداخله في انتظارها ، أزالت غطاء السلهام من على رأسها وألقت به للخلف وتقدمت ورائحة السنين السحيقة تزكم أنفاسها وهذا ما جعلها تشعر بالغثيان ..
فخرية(بسطت يديها وهي تقف وسط الدار):- هذه الرائحة ستلتصق بخياشيمكِ مهما حاولت إنكارها أختاه
كهرمانة(ابتلعت ريقها وتقدمت نحوها حتى تجابهت الأختان أمام بعضهما بعضا):- فخرية
فخرية(صغرت عينيها بلؤم وتحدي):- كهرمانة
كهرمانة:- لا وقت لدي فادخلي في صلب الموضوع وأخبريني ما المهم الذي جعلكِ تكسرين القاعدة وتدعينني للقاء هنا ..
فخرية(نظرت إليها مليا وهي تستهزئ بطبعها الذي لا يتغير ، تركتها واقفة وجلست على الكنبة):- اجلسي هناك ، لدينا حديث طويل علينا أن نخوضه ..
كهرمانة(جلست بسكون أمامها على الكرسي المهترئ):- تفضلي الكلمة للكبار
فخرية:- على أساس أنكِ تحترمين ذلك
كهرمانة:- ما سقي بالدم ينبت بالدم أختي الغالية
فخرية(ضربت على جانب الكنبة بقسوة):- لا تكلميني بتلك الطريقة الماكرة يا كهرمانة
كهرمانة(تنظر حولها بسخرية):- لأنكِ لم تتحدثي بعد بما تريدينه مني ، أكيد ستسمعين مثل هذا الكلام مني
فخرية(تمالكت أنفاسها):- أريدكِ أن ترتدِّي عن الطريق التي تسيرين به يا أختي ، فمصيركِ واضح وضوح الشمس إن تابعتِ سبيل الموت
كهرمانة:- طرقاتنا اختلفت يا فخرية ومنذ سنوات فلما تريدين نبش الماضي الذي أقفلناه بإحكام ورمينا به عرض البحر ؟
فخرية:- لم نرمي به يا أختي بل جبلنا على دفنه في أعمق دهليز كي تمضي السفينة
كهرمانة(اهتزت حدقاتها):- أنا اخترت طريقي وسأكمله للنهاية أنتِ حرة لن أجبركِ على شيء، لكن من يقف خلفكِ ليس معفيا عن دفع الضرائب التي ثقلت عليه وإن خالف القوانين والقواعد سنجعلكِ تبكين قبره
فخرية(انتفضت بعصبية):- إن لمستم شعرة من إبني سوف أحرقكم جميعا بغضبي
كهرمانة(وقفت لها أيضا واقتربت منها حتى لم يفصل بينهما سوى الهواء):-شعوذتكِ وخزعبلاتكِ لن تنطلي علي يا فخرية لأنني واثقة منها تمام الثقة هي متغيرة على الدوام
فخرية(حدجتها بشر):- وصادقة معظم الوقت
كهرمانة(نفثت شرا وهي تتذكر ما تنبأت لها به وهما يافعتين):- أكرهكِ يا فخرية منذ تلك الليلة المشؤومة بسبب تعويذاتكِ الغبية تدمرت حياتي وآلت لما ترينه الآن ، ولكنني لست نادمة لست نادمة لقد وجدت سعادتي فيما أفعله وسأبقى هكذا إلى أن يخطف الموت روحي
فخرية:- هل تعاقبينني على القدر المحتوم يا كهرمانة ؟؟
كهرمانة(والشرر يتطاير من عينيها):- ولما سأعاقبكِ طالما أنا بيدي معاقبة كل عذراااااء تلقي بها الدنيا في طريقي
فخرية(تعطفت قليلا):- يا أختي ستحصدين ذنوبا كثيرة لن ينفعكِ بعدها أحد
كهرمانة:- وأنتِ لست طاهرة يداكِ مغمسة بالدم فلا تدعي الكمال أمامي الآن ، أنتِ مشعوذة ساحرة مومياء تستحق الرجم حتى الموت
فخرية(اهتز كيانها من جملة أختها):- ما كنت أعلم بأن هذا الحقد كله موجود فيكِ
كهرمانة(وعيناها في صراع مع عيون فخرية بشرارة الموت أو الحياة):- يدكِ لن تطلني أبدا يا فخرية سوف أنجو بحياتي المرة تلو المرة وسأستمر في معاقبة العذارى تماما مثلما عوقبت أنا في ربيع عمري الأسود
فخرية(كزت على أسنانها):- سوف أكون مثل اللعنة بحياتكِ يا كهرمانة لن تتخطي ماضيكِ الذي يؤرق مضجعكِ كل ليلة ، كوابيسكِ التي تشهدينها فور وضع رأسكِ على الوسادة تصلني أراها في ومضات متكررة ، أبدا لن ترتاحي يا أختي أبداااا طالما صرخات الذنوب تحيط بكِ من كل حدب وصوب
كهرمانة(فلتت منها أعصابها ووضعت يديها على أذنيها):- أصمتي يكفي يكفي لا أريد سماع شيء أنا أكرهكِ ولا أريد رؤيتكِ مجددا لا أريد ، لقد تبرأت منكِ ونبذتكِ من حياتي موتي يا ساحرة عليكِ اللعنة عليكِ اللعنة …
وضعت كهرمانة قبعة سلهامها على رأسها وانتفضت مغادرة المكان كله تحت صراخ فخرية التي كانت تناديها بالعدول عن جنونها ، وجملة واحدة هي التي تكررت على مسمع الأختين الموت سيحرق الجميع الموت سيحرق الجميع ….
تنهدت كهرمانة وهي تشعر بالضيق يملأ كيانها بعد تلك المحادثة مع أختها والتي أعادت لها أحقابا من الآلام التي تفتك بقلبها ورأسها مثل جرثومة مميتة لا تهجع ، زفرت حنقها بالكامل وهي تدخل رأسها في تلك البركة في حالة غرق فكرية يستحيل أن تعود منها بنفس الحال الذي كانت عليه يوم أمس .، فجأة أخرجت رأسها من الماء وهي تستعيد أنفاسها وعيناها تحمل شرا يستعير على نيران هادئة ستزيد احتداما شيئا فشيئا .. تذكرت حالتها البارحة حين عادت من تلك الزيارة كانت مثل المجنونة التي أطلقوا سراحها بعد سجن دام طويلا كسرت كل ما جاء بطريقها حتى أماني تسببت برضوض لها في يدها حين حاولت الاقتراب منها وتهدئتها من حالة الهيجان المرعبة التي كانت عليها ، لم يوقفها إلا دخول عرندس لحظتها وصعقها بالخبر الصادم الذي كان كفيلا لتهدئة العاصفة الهوجاء ..
كهرمانة(بصدمة):- ماذا قلت ؟؟؟
عرندس:- لقد حاول الدخول للسوق السوداء بهوية مزيفة يا ست كهرمانة وحين هدده رجالنا بالرحيل أبى ، وكان علي أن أتصرف وأقوم بتصفيته
كهرمانة(بذهول أمسكته من ياقة قميصه):- هل جننت هل جننت ؟؟؟ كيف تتخذ أوامرا دون الرجوع إلي يا غبي
عرندس:- كان علي التصرف سريعا يا سيدتي فلو تركته على سجيته لكان قد وصلنا ، الشاب ذكي جدا ومن يقفون خلفه يدعمونه
كهرمانة(ضربت على جنبيها بعصبية):- يا لورطتكِ يا كهرمانة يا لورطتك هل مات ؟
عرندس(هز رأسه نفيا):- لم يمت على حد علمي ولكنني أمرت الرجال بدفنه حيا لعله يحرم اللعب مع ساحب الأرواح مجددا
كهرمانة:- اتصل بهم الآن وأخبرهم أن يلفتوه بسرررررررعة يا غبي بسرعة ويا ويلك إن كان قد فات الأوان ، ستفتح جهنم الحمراء على رؤوسنا بفعلتك المشينة تلك ....
لم يفقه عرندس منها شيئا ولكنه أطاعها واتصل برجاله على الفور والذين قاموا بأخذ إياد لشارعه وقاموا برميه هناك ما بين الحياة والموت بكل فظاعة … الحمدلله الذي ألهمه الصبر وصارع حالته تلك لكي يلج شقته ويتصل بالنجدة ولأن الوقت كان مبكرا لم ينتبه له أحد فالجميع كان مشغولا بفتح باب رزقه غافلين عن إصابته المزدوجة ، كان شجاعا ولم يجزع بل قاوم حتى خارت قواه على آخر درجة من السلم المؤدي لبيته ولو خروج أحلام تلك اللحظة لكان قد فارق الحياة ، فعلا قد أسعفته في الوقت المناسب هي وأهل الحي الذين فزعوا لخبر اغتيال ابنهم الطيب إياد نجيب .. خبر تعمم في كل الصحف والجرائد والقنوات الإذاعية فاسم مثله يستحق كل هذه الضجة وتابع الرأي العام الخبر عن كثب ليصلوا للحقيقة الكامنة خلف محاولة اغتياله ، وقد حضرت الشرطة صبيحة اليوم والتالي وقاموا بأخذ أقواله بعد أن سمح لهم الطبيب بالدخول إليه في غرفته المستقلة التي انتقل إليها ، ولكن الصادم هو كالآتي
إياد(يتحدث بصعوبة):- مثلما قلت سيدي الشرطي لم أرى وجوههم لقد كانوا ملثمين
الشرطي:- لكن يا سيد إياد لقد أصبت برصاصتين في جسمك ودون أن تسجل مسروقات منك يعني هذه تسمى محاولة قتل عمد ، رجاء لا تتستر على أحد وأخبرنا بكل ما تخفيه
إياد:- أخفيه؟؟ سيادتك لا أملك شيئا أخفيه كل شيء مثلما أخبرتكم
الشرطي:- إن كنت تخشى منهم أو تعرضت لتهديدات منهم أنت تحت حماية الشرطة فتكلم
إياد:- لا شيء لأضيفه سيادة الشرطي ..
الشرطي(زفر بعمق ونظر للكاتب الذي يجلس بجانبه):- أكتب يا بني وقد استمعنا نحن الضابط محسن أبو تمرة لأقوال الصحفي إياد نجيب وأقفل المحضر في حينه وساعته .. نرجو لك دوام العافية وفور تعافيك سوف تشرفنا بمركز الشرطة لتدعيم أقوالك إن تذكرت شيئا ترغب بقوله هذه بطاقتي بها كل أرقامي .. أتمنى سماع خبر منك في أقرب فرصة
إياد(أمسكها منه):- مع أنه لا يوجد شيء لأضيفه لكن مع ذلك تشرفت بمعرفتك ..
خرج الضابط من غرفته وهو منزعج يعلم أن هنالك ما يخفيه عنه لكن هذه هي أقواله ، فور خروجه تسللت ميرنا ودخلت إليه
ميرنا:- لقد ذهب
إياد(ابتسم لها بإشراق وأشار لها بيده السليمة أن تجلس بجانبه):- تعالي ..
ميرنا(جلست جانبه وهي تنظر إليه):- أنت في حالة تقطع القلب
إياد:- لست أتعس من حالك وجهكِ وكأنه خارج من علبة تزيين ملوثة… هل تفحصته بالمرآة أم أنكِ أتيتني هكذا ؟؟
ميرنا(بهلع استقامت وتركته يضحك بخفوت ونظرت للمرآة الموجودة بحمامه ثم عادت إليه بوجه منفوخ):- ما هذا المزاح القبيح يا إياد لقد أفزعتني
إياد:- عليكِ أن تثقي بنفسكِ أكثر
ميرنا:- أنا أثق بك أنت أكثر لذلك صدقتك
إياد(شرد فيها وتنهد عميقا):- علينا أن نفكر مليا في الانسحاب من قضية الفهد البري نهائيا يا ميرنا
ميرنا(اختفت بسمتها وجلست بوهن):- ماذا تقول ؟؟ هل هددوك يا إياد ألهذا تود الانسحاب ثم أنا حتى لم أحاسبك على تهورك ألم أنهك على عدم الذهاب لوحدك إلى هناك ثم أين كانت فئة المخابرات السرية التي تتابع القضية ؟؟؟ أين كانوا حين أصِبت ؟؟؟؟؟؟
إياد(تنهد عميقا ونظر جانبا للسماء السابحة من نافذته):- أقول هذا لمصلحتكِ ميرنا ، عليكِ فعليا أن تخلي الساحة الآن باتت المواجهة بيني وبينهم شخصيا وسوف أقتص منهم لا محالة
ميرنا(نهضت إليه واقتربت منه برفض ثم ولته ظهرها وهي تتحدث بحنق):- مستحيل يا إياد مستحيل حتى وإن كنت تفعل ذلك مدعاة لحمايتي لكنني أرفض ، لقد بدأنا هذا الموضوع سوية وسنكمله سوية وهذا آخر كلام لدي يا إياد لا تجادلني أكثر لو سمحت .. أنت مريض الآن سنتحدث في هذا فيما بعد
إياد(تنحنح من محله وجذبها من يدها بقوة ضاربا بأوجاعه عرض الحائط):- أنظري إلي
ميرنا(بعيون دامعة التفتت إليه):- لن يسعك منعي الفهد البري عدوي وعلي أن أحاربه ، لا تطلب مني أن أغمض جفني وأرتاح في حين أن عشرات الفتيات تباع في سوقهم السافلة والعديد من الأطفال الصغار يخطفون من أهاليهم ويقومون باستعمالهم كمقايضة مقابل الأموال والسلطة والنفوذ .. لا يا إياد لن أكون ميرنا الراجي إن تركت الفهد يعيث فسادا على أرضي
إياد(أمسك يدها وقربها منه وهم بمسح دمعها):- في حالتي هذه وتجعلينني أمسح دمعكِ أنتِ حقا حمقاء لا تفقه شيئا في معاملة المرضى ..
ميرنا(أفرجت عن ضحكة ممتزجة بالدموع واستلقت على جانب صدره باكية في حين مسح هو على شعرها):- لو فقدتك لم أكن لأسامحه يا إياد ، فلا تطلب مني أن أبتعد عن القضية بل الآن جاء دوري لأثبت له أننا لسنا بعيدين عنه لتلك الدرجة التي يتصورها
إياد(بفضول):- ماذا تنوين ؟
ميرنا(نظرت إليه):- لم أسرد لك بعد ما حدث لي في روما و
وائل(طرق الباب ودخل وتنفس الصعداء حين وجدها هناك):- كان حريا بي أن آتي هنا من البداية ولا أبحث عنكِ من غرفة لأخرى.. صباح الخير
إياد(ابتسم له بمودة):- أهلا وائل
وائل(اقترب منهم):- سلامتك يا إياد الحمدلله الذي نجاك لنا
إياد:- أشكرك يا وائل ، أ.. لو تخدمني يا صديقي وتأخذ هذه المجنونة للبيت كي ترتاح أنظر لهالات عينيها الشاحبة ، إنها مصرة على البقاء
وائل(انتفض قلبه وهو يميل برأسه لميرنا):- والله !! ملاحظتك في محلها يا إياد حقا نظرت إليها مليا حتى اكتشفت وجود تلك الهالات هاااه ؟
ميرنا(فتحت عينيها على وسعهما يا ويلي الطوارئ الطوارئ):- أ.. إيادوو عائدة لك بعد قليل ماشي .. تفضل يا وائل قليلا خارجا لو سمحت احم ..
وائل(ابتسم له بصعوبة وخرج معها للرواق):- إيادوو هااه ؟
ميرنا(عضعضت شفتيها بخفة):- وائل ليس وقت غيرة أبدا أبدا إنه مريض ويستلزم منا كل الصبر والرعاية التامة
وائل:- ستذهبين الآن معي للبيت ولن تجادليني أكثر مفهوووم ؟
ميرنا(تنهدت عميقا):- وااااائل
وائل(زفر عميقا):- على الأقل لترتاحي بضع ساعات هذا لن يضر ثم إن الجميع في طريقه إلى هنا وسيقومون برعايته ، هيا يا ميرنا لا تكوني عنيدة
ميرنا(مطت شفتيها):- هممم …
العمة نعمة:- وائل بني ؟
رقية(بيدها باقة ورد):- صباح الخير .. هل إياد بخير ؟
ميرنا:- أهلا بكما أجل إنه هنا بالغرفة تفضلا بالدخول
رقية(سبقتهم بفرح):- حسن سأراه أولا .. (طرقت الباب ودلفت) صباح النور ..
إياد(تفاجئ بها وأشرقت ملامحه ببسمة):- رقية الفارسي يا سلام أخيرا أفرجت عنكِ روما
رقية(وضعت الباقة جانبا وعيناها تهفو إليه):- الحمدلله على سلامتك خفت عليك كثيرا
إياد:- ها أنذا أمامكِ مثل الحصان لا تقلقي رقية
رقية:- كيف لا أقلق يا إياد لقد مت رعبا حين علمت بإصابتك ولولا ستر الله لكنا …
إياد(لاحظ تجهم ملامحها وعيونها المغرورقة بالدموع):- أرى أنكِ لا تلاحظين بأنني بخير اليوم وأحسن من أمس بكثير
رقية:- الحمدلله على ذلك
العمة نعمة(دلفت أيضا):- إياد … ألف سلامة عليك يا ولدي
إياد(حاول أن يتحرك):- أهلا عمتي نعمة
نعمة:-لالا لاتتحرك يا ولدي ابقى مستقرا على سريرك نسأل الله أن يعافيك
ميرنا(ووائل انضموا لهم أيضا):- آمين ..
نهال(أطلت ببالونة ملونة تصل السقف):- إياد إيااااااد إيااااااااد
إياد:- أوووه "لا بخانسيس" نهال الراجي
نهال(ضحكت وتوجهت إليه وهي تقبله):- آه يا إياد كنت ستتركني في فراغ حتما ..
عفاف:- آه يا ربي يا بنت الشاب مصاب مهلكِ عليه .. إياد كيف حالك الآن يا أخي ؟
إياد:- برؤيتها صرت أحسن هههه
عفاف:- هيا سلمي عليه ودعيه ليرتاح يا ابنتي وإلى ثانويتكِ فورا
نهال(أعطت البالونة لإياد وعانقت ميرنا):- اشتقتكِ عمتي كثيرا كثيرااا همم
ميرنا(عانقتها بمحبة):- مدللتي أنا
نهال:- الثانوية لا تنتظر ولم أرد الذهاب قبل الاطمئنان عليك هيا استعد عافيتك لقد كنت أتكل عليك في زفاف عمتي دعاء كي تراقصني الآن بمن سأستعين …آآآآآآآآه سيد وااائل ستأتي صحيح دعوته يا عمتي ميرنا ؟؟؟؟
وائل(ببسمةّ):-أجل أجل
نهال(قفزت بمرح):- ياااي ههه عفوا أنا نهال ابنة أخ ميرنا
رقية(صافحتها):- أنا رقية صديقتهم جميعا
عفاف(سلمت على نعمة):- اعذريني سيدتي من تطفل ابنتي يعني سن الطيش هذا هو
نعمة:- دعيها على سجيتها إنها رائعة فليباركك الله عزيزتي
نهال:- أشكركِ خالة ..
على تلك البسمة ودعت نهال إياد بعد تقبيله مرات ومرات وعلى مضض غادرت رفقة عفاف والعمة نعمة التي آثرت أن تغادر في سيارة أجرة تاركة رقية قليلا لتتوجه إلى عملها بعد مدة
رقية(بوجع بقلبها):- كان بودي لو بقيت معك لكن لدي عمل كثير سأعود إليك مساء عدني أنك ستكون بخير
إياد:- سأكون كذلك فقط لا تشغلي نفسك بي واهتمي بعملك أنا بخير الآن
رقية(بلهفة):- لا تطلب مني ألا أهتم بك لأنك لا تعلم مدى غلاوتك بقلبي ..
إياد(أعلم وهذا يؤلمني يا رقية):- طيب سأنتظركِ هذا المساء ..
رقية(مدت يدها لتمسح على شعره لكنها ترددت وانسحبت):- أراك لاحقا ..
تنهد عميقا وهو يرمقها بنظرات تعب لا يدري كيف يريحها أو يريح نفسه وقلبه ،، على ذلك السؤال اقتحمت غرفته هذه الفوضوية وقلبت مزاجه ل 180 درجة
وصال:- والله يا صديقي العطوف لو وجدت أولئك لصوبت بندقيتي تجاههم ، كيف يعتدون على صديق النقيب وصال محفوووووظ كيف كيف ، وحيهم مني ….
جاسر(دلف خلفها بامتعاض وألقى التحية على إياد):- سلامتك يا أخ إياد .. هل توصلتم للمجرمين ؟
إياد(رمش بعينيه مستعينا بميرنا التي مسحت على أنفها مبتسمة):- ليس بعد سيد جاسر
وائل(رن هاتفه وخرج):- نعم يا شهاب ما الأمر ؟
شهاب:- هل ولدتكم ونسيتكم ؟؟ هل هذه الشركة مكتوبة باسمي فقط لقد اختفى عمك بعد أن ترك لي كتلا هائلة من العمل ، صدقني يا وائل لو لم يكن عمي لقتلته ..أين أنت ؟
وائل(مسح على رأسه):- لا زلت بالمشفى هل الأمور معقدة لديك ؟
شهاب:- كثيرا أنا ومنذر تعبنا يا رجل ورقية غائبة وأنت هناك وعمك بعد أفعاله الصبيانية لا يجيب على هاتفه يعني سأفقد صوابي هنا
وائل:- طيب طيب لا تصرخ رقية في طريقها إليك وأنا سأمر بشقتي آخذ حماما وأغير ملابسي وبعدها سأكون لديك تفاهمنا ؟
شهاب:- حسن لا تتأخر ، آه كيف هي ميرنا بعثت لها برسالة نصية ولم تجبني
وائل(بوجع داخلي أكمل صباحي أنت يا ابن عمي مرحى لك ولي ولميرنا ولإياد وو):- لا أدري المهم سيفصل شحن الهاتف أراك بعد قليل …
ميرنا(خرجت لتفقده):- هممم من ؟
وائل:- شهاب يستنجد بي .. الأمور معقدة بالشركة
ميرنا(اقتربت منه):- بما أن وصال هنا دعني أحضر حقيبتي وخذني بطريقك لبيتي
وائل(تنفس الصعداء):- أخيراااا وافقتِ ع فكرة ما كنت سأغادر لولاكِ ولتحترق الشركة وشهاب والناس أجمعين
ميرنا(بنظرة عشق):- ولهذا أنا غارقة في حبك …
وائل(عض طرف شفته):- أسرعي ..
أخذها وائل أخيرا تجاه بيتها الذي ما إن ولجته حتى شعرت بارتياح عميق وسارعت لتسلم على جدتها وأمها وخالتها وجدتهن متأهبات للذهاب للمشفى من أجل رؤية إياد ، لذا دلفت إلى غرفتها وارتمت في حضن حمامها لعلها تستعيد بعضا من حيويتها .. وعودة للمشفى خرج جاسر من الغرفة سليما قبل أن يقوم بتخليف عاهة في لسانها تجعلها ترقد بجانب صديقها الذي ما انفكت تمجد وتمدح فيه أمام جاسر .. في تلك اللحظة وصلت كوثر وزياد الذي توقف عنده بينما دلفت كوثر بلهفة لترى إياد
زياد:- ما بالك واقف هنا لما لم تدخل ؟
جاسر(حرك فمه بعصبية):- أدخل لماذا برأيك لكي أرتكب جريمة ، ههه ثم لحظة لحظة لقد أتيت لتوك لما لا تدخل لرؤية الصديق المشهور أولا وبعدها لنا حديث
زياد:- لقد تخيلت شكله بنظارات ضخمة ولحية فوضوية وملامح مخيفة هكذا سيكون
جاسر(غمزه وهو يشير له بيده):- أدخل أدخل يا روح الروح واكتشف بنفسك .. أو أقولك تعال سأرافقك
ما إن دلف زياد رفقة جاسر ورأى إياد الذي كانت تقف كوثر على يمينه ووصال على يساره متهافتتين عليه وهو بينهما ، أصيب بوعكة قلبية إنه فتى أحلام حتمااااا
زياد(همس لجاسر):- إنه كعارضي التلفزيون يا رجل
جاسر(بكره):- أرأيت مقصدي …
زياد(زفر عميقا):- هممم مثير للاهتمام حقا
كوثر(رأتهما وقد دلفا وبابتسامة عريضة):- زيااااد تعال لأعرفك على إياد بهجة قلوبنا
زياد(رفع حاجبه ونظر لجاسر الذي هز له رأسه بمعنى خذ دورك في المغص المعوي):- أهن تشرفت أستاذ إياد وسلامتك
إياد:- الله يسلمك سيد زياد الشرف لي .. أه
وصال وكوثر (معا بلهفة مالتا عنده وقالتا على التوالي):- ما بك …. هل تتألم ؟؟؟
إياد(نظر إليهما):- لا الوسادة فقط تزعجني
عدلتا معا الوسادة وهما تلامسان إياد بخفة ولطف كي لا يتأذى ، والخوف بعد قليل سيرقص أنسا ومرحا من ذلك الاهتمام الأنثوي ، وهنا كان إعصار مزمجر وبركان متأجج على وشك الفتك بمن في تلك الغرفة … مسح زياد على ذقنه وهو يرى تلك المشاهد المؤلمة لقلبه والاهتمام الباذخ الذي تعطفت به كوثر على صديقها الوسيم وجاسر كتف يديه وهو يتململ في محله ويهز رأسه وينظر لوصال بشيء من الغيظ والحنق أكل هذا اهتمام طبيعي كامل هناك إياد هنا وأنت لا تلقى منها سوى الغضب والأعصاب .. زفر بعمق حتى سُمعت تنهيدته لهم جميعا ونظروا إليه
جاسر(حرك قميصه):- الجو حار هنا
زياد(بامتعاض):- جداااااا
إياد(نظر لوصال وكوثر):- يا بنات شغلا التهوية واقرآ لي الأخبار المتداولة في الصحيفة ،أيجب أن أطلب منكما ذلك أين أنتِ يا ميرنا هي تعتني بي أفضل منكما هممم
جاسر(لم يعد يتحمل):- أ.. أرى أننا هنا مثل رجل كرسي وكنبة
زياد:- آآآآخ أشعر بالغليان يعني هو ليس بتلك الوسامة التي تخوله للفت الانتباه
جاسر:- يا رجل الشاب وكأنه قطعة فنية لا تحاول تضليل الحقيقة
زياد:- ونحن أيضا من أولئك القطع أليس كذلك ؟
جاسر(حرك رأسه غرورا):- ولوو نحن الكل في الكل احم رجولة وخشونة وكل ما يعجب الفتيات
زياد(رفع حاجبه في كوثر التي نسيته تماما):- أمم على أساس أننا في القائمة الأولى من الاهتمام حتى أنها نسيتني في الباب
جاسر(ضحك بهزل):- لو رأيت النقيب تركتني مرتين في باب المشفى أعاني وحدي وأنا أبحث عن مكان أصف به السيارة ..
طرق الباب
أحلام(أطلت من الباب):- صباح الخير …
سوسن(دفعت نفسها ودخلت):- الله يقطع أيدي من تسبب لك في هذا يا زينة الحي والدنيا
إياد:- خالة سوسن أهلا بكِ أتعبتِ نفسكِ بالمجيء
سوسن:- أوووه لا تقل هذا يا ولدي أنت غال علي والله والله فور سماعي بالخبر وددت المجيء ليلا ولكن أحلام منعتني وأخبرتني أن الزيارة ممنوعة عليك
أحلام(ابتلعت ريقها وهي تقترب منهم):- كيف صحتك اليوم سيد إياد ؟
إياد(تنهد عميقا):- بخير وشكرا لأنكِ أنقذتني
أحلام(بلهفة):- لم أفعل شيئا حتى ، أنت تستحق أن نحميك بأرواحنا لأنك جار طيب جدااا
كوثر(أمسكت كيس الفواكه من سوسن):- تسلمي يا خالة ها يا إياد بهذه الفواكه سأجعل وصال تصنع لك عصيرا طازجا ولذيذا
وصال:- اصنعيه أنتِ وصال لن تبرح محلها حتى يتعافى إياد
جاسر(زمجر عميقا):- أحمم .. وصال هل لنا بدقيقة بعد إذنك ؟؟
وصال(بدهشة):- طيب ..
سوسن:- إيتيني بتفاحة يا بنتي كي أطعمها له
كوثر:- لا يجوز يا خالة لم يسمح له الطبيب بعد بالأكل
سوسن:- يا ابنتي أنا أفهم أكثر من الطبيب ابني إياد فور أكله تفاحة طازجة سيشفى
كوثر(عقدت حاجبيها):- رجاء يا خالة لنستمع لنصائح الطبيب يكون أفضل
أحلام:- أحم .. أجل خالة سوسن لا بأس
سوسن(مالت بشفتيها مرة ومرتين):- أمم عجايب في زمننا كانتِ الفواكه الطازجة تؤدي واجبها وأكثر واليوم الله يستر كله بمشورة الطبيب
كوثر(اقتربت من زياد الذي كان متكأ على جدار النافذة):- تأخرنا صحيح ؟
زياد:- أمازلتِ تتساءلين يا آنسة لقد تأخرنا كثيراا
كوثر(عضت له شفتيها كي يخفض صوته):- زياااد عيب سيسمعوننا ثم فور عودة وصال وجاسر سوف نذهب ونعود مساء تمام
زياد:- أنا حتى لم أتهنى بكِ يا كوثر لكن لا بأس سأنتظر أمري لله ..
كوثر(بحماس ابتسمت):- تسلم لي يا نسمة الروح
زياد(رفع حاجبه وقد تبددت كل الأفكار السالفة):- يا ليل ليلي أنا هه …
في رواق المشفى
جاسر(زفر بانفعال):- قلنا يوم يوم واحد وليس عشرة لذلك جهزي نفسكِ هذا المساء سنعود للمعسكر
وصال(بتودد):- أرجوك سيدي الرائد يوم آخر فقط أنا أستحق هذه الأجازة ع فكرة
جاسر:- أجاااااازة ؟؟؟ يا حضرة النقيب أنتِ حتى لم تكملي الشهر في المعسكر وتتدللين
وصال:- ألا يحق لي ؟
جاسر:- لا يحق لا يحق .. يعني بعد مضي المهلة المتبقية يمكنكِ الذهاب أينما شئتِ لكن الآن لا نحن ملتزمون وتحت إمرتنا مئات الجنود وغيابنا قد يؤدي للعصيان ..
وصال:- عصيان ؟؟ أستغفر الله لقد طلبت ليلة فقط وغدا صباحا سنعود ثم أنا لم ألتقي بعد باللواء بشير وهذه المرة أرغب برؤيته كما أنه يجب علي أن أزور الخالة نسيمة والعم صلاح
جاسر(فتح فاهه بصدمة):-من تبقى لتزوريه حضرتكِ وكأنكِ مسافرة للمريخ … نقيب وصال كلامي واضح أمامكِ هذه السويعات والليلة سننطلق صوب المعسكر وانتهى النقاش …
وصال(رمقته شزرا وهو يغادر المكان):- يوووه رأسه أيبس من الحجر تت ماذا علي أن أفعل سأمتثل لأوامره وأمري لله …

في ذلك المساء كانت غرفة إياد لا تزال تعج بالحضور ولكنه حضور مختلف نوعا ما فقد كانت هناك عواطف ومديحة من جهة وميرنا من جهة أخرى وعلى جنب رقية وكوثر ووصال ، مرام أيضا كانت هناك والتي انسحبت بكرسيها خارج الغرفة وتوجهت صوب رواق آخر
مرام(اتصلت):- أينك لقد تأخرت علي
فريد(بالمشفى):- والله أنا قريب منكِ ولكنكِ لا تشعرين
مرام(انتفضت من جملته تلك وصمتت):- أ..كيف يعني ؟
فريد(ابتسم وهو يراها من بعيد):- اسألي نفسكِ
مرام(بخجل عضت طرف شفتها وهي تعدل شعرها بإهمال):- ..لم تجبني بعد أين أنت الآن ؟
فريد(وقف خلفها وانحنى لأذنها):- هنا
مرام(انتفضت والتفتت إليها برأسه وهي تضع هاتفها على حجرها):- أووه أفزعتني يا فريد مرحبا أخيرا أتيت
فريد(وضع هاتفه بجيبه):- هل تأخرت عليكِ كثيرا لتلك الدرجة؟
مرام(بتوتر):- يعني ..أ تعال لأريك غرفة إياد إنه بخير الآن حمدا لله هو يمتثل للشفاء
فريد:- جميل جدا أرغب برؤيته والاطمئنان عليه خصوصا وأنني مررت عليكِ اليوم للمؤسسة ولم أجدكِ
مرام:- كان علي البقاء في البيت بعد هذا الحدث ، الكل كانوا هنا من وقتها
فريد(وقف خلفها وقادها بأريحية):- إنه لا يستحق ذلك المآل يجب متابعة أولئك المجرمين لينالوا جزائهم
مرام:- مؤكد.. الشرطة تلاحق القضية
فريد:- تمام يا محققة ، دعينا نطمئن على مريضنا أولا وبعدها نناقش القضية سوية هه ..
ألقى على الجميع التحية واستقبلوه بمودة حتى إياد رحب به وشكره على مجيئه ، أما مرام فتجاهلت نظرات البنات لها وخجلها الواضح على ملامح وجهها يفضحها رغم كل مقاوماتها الجلية أمامهن ، فهن بلوة إن اجتمعن … ورغم مرض إياد وتعبه إلا أنه فرح بهذا الجمع الهائل لقد شعر فعلا أنه وسط عائلة كبيرة تخاف عليه وترعاه .. وبمناسبة الرعاية
عواطف:- لا يا روحي أنت ستأتي لبيتنا وسنرعاك أنا والبنات سوف لن نتركك تتعذب بشقتك وأنت على ذا الحال
إياد:- والله سأتعبكم بدلالي أعرف نفسي
مديحة:- إدلل يا فلذة كبدي أنت تستحق منا كل الرعاية ومن مثلك سترافقنا في آخر تجهيزات للزفاف ههمممم
فريد:- أنا لو منك يا إياد كنت لأوافق على عرض مذهل كهذا ، فمن يجد مثل هذه السيدات كي يقمن برعايته مؤكد قد وجد كنزا ثمينااااا
مرام(رمقته بصدمة):- أحم ..
فريد(غمزها بخفة):- أقصد من أجل سلامة إياد فقط ههه
ميرنا:-هههه آه يا مرام صديقكِ رائع جدا … هيا يا إياد وافق لأنه سيصعب علينا خدمتك بشقتك والسهر على راحتك ، لذا بيتنا سيكون أفضل مكان لك هيا ستكون قربنا ألا يكفيك ذلك ؟
إياد(ابتسمت عيناه):- هذا أقصى ما أتمنى … موافق
رقية(راقبت نظرة إياد لميرنا تلك اللحظة):…تت
كوثر:- يا عيني يا عين وأنا أيضا سأعسكر ببيتكم لا بد لي من المساهمة في هذا الجمع الخيري
وصال:- يا حسرتي عليك يا إياد قد تحولت من حالة مرضية لعمل خيري ههه
ضحك الجميع تلك اللحظة إلا رقية التي رسمت بسمة شريدة مرفقة بدموع لا تدري متى تكونت حتى ، تنهدت عميقا وأخذت تتابع مجريات الحديث .. في تلك اللحظة نور كانت بالخارج هي ووائل يتحادثان
وائل:- لا صدقا لم أكن أدري أنكِ على معرفة سابقة بعمي
نور:- سبحان الله لم أطقه سابقا وبعد معرفتي بهويته لم أستغرب لما لم تتحمله ذاتي ههه
وائل:- الحق يقال هو ليس بذلك السوء ، أحيانا الظروف هي التي تجعلنا نحكم على الآخرين بشكل خارجي لكن يصدف أنهم أقرب لنا من الوريد
نور:- لا وحياتك لا وريد ولا أوصال هو في حاله وأنا في حالي
ميرنا(همت لتخرج إليهما ولكن رسالة نصية ولجت هاتفها جعلتها تتسمر محلها):-"جهزي نفسكِ يا بدري غدا سأسرقكِ لتناول العشاء كوني جاهزة"…
تأوهت من تلك الرسالة وقلبها يخفق مئة خفقة وخفقة ستلتقي بابن عمها الذي يعلم علم اليقين أنها باتت على علم بهويته ، لكنه سيتغابى حسب أهوائها طالما ادعت ليلة أمس أنها لم تعرفه بعد ، لذلك استرسل مسألة العشاء ليحظى بها على انفراد كما يريد .. مسحت على عنقها وتابعت مسيرها إليهما
ميرنا:- نور أمي تسأل عنكِ بالداخل
نور(نظرت إليهما معا ودخلت):- أستأذنكما
وائل(فور دخول ميرنا نظر إليها):- هل لي أن أخطف شمسي لبضع دقائق
ميرنا(هزت له رأسها بحماس وقد تناست أمر الرسالة):- أكيد
وائل(أمسك يدها بحب وسحبها خلفه):- تعالي إذن يا عمري …
شهاب(انعطف ورآهما ممسكين بأيدي بعضهما وهنا توقف الزمن به):- غير معقوووول ..
كانا جميلين جدا هو ممسك بيدها بكل حب وعشق ، ينظر إليها مبتسما وهالة السرور تدور حولهما وتبرق في عينيهما ، حتى أنهما ظلا ممسكين بأيدي بعضهما بعضا حتى وصلا للسطح المظلم قليلا بفعل ضوء القمر المطل عليهما ..
ميرنا(وهي تضحك بعمق):- لالا لن أسمح لك بالابتعاد عن مداري بعد الآن أخشى عليك من الهواء حتى
وائل(جذبها إليه بخفة وأخذت تلاعب أزرار قميصه بيديها بينما كان يحاوطها من خصرها ويتأملها):- لقد دلفت لمكتبي دون سابق إنذار هل أطردها ؟
ميرنا(بامتعاض دعابي):- أجل أطردها أنا أمقت تلك المرأة إنها لعوب ويظهر ذلك من عينيها ، جيد أنهم في اللحظة الأخيرة انسحبوا من مرافقتنا لروما ،، أوه لا أتخيل كيف كنت سأتعامل معها لو سافرت معنا هي ومديرها
وائل(اقترب من أذنها بهمسة):- غيورة أنتِ ..
ميرنا(ارتعشت من جملته وهي تقاوم بسمتها):- طبعا أغار على حبيبي وتلك المروة أكررها مرة واثنان وثلاث هي لعوب وجالبة مشاكل هه
وائل(قبل وجنتها بحرارة):- عسل غروبي …
ميرنا(احمرت وجنتاها وهي تعض طرف إصبعها بحضنه):- نعم ..
وائل:- أحبكِ …
ميرنا(ارتجفت بحضنه وهي تتطالع عينيه لتقرأ اعترافه المباشر لها أول مرة):- ههه
ضمها إليه عميقا وهو يضغط عليها بكفيه كما لو كان يحاول اعتصارها لعلها تنصهر بجسدها الغض فوق صدره الملتهب ، ارتجافها كان يزيده لهفة إليها خصوصا وأنفاسها المتتالية من شدة الحالة تشعل فتيل الجنون بعقله ، فيزيد من الضغط عليها كما لو رغب بنقل ذبذباته العشقية كلها لجسمها كي تشعر بمشاعرهما العاصفة وتحرر كل خفاياها الدفينة من أجله هو فقط الذي دمغ اسمها على قلبه وعلى عينيه وعلى همسه وكل ما يعني بوائل رشوان ، أخذ ينطق بملكيته لها بصوت مرتعش يطوف بأعماقها كأصعدة دخانية تتعالي مع صيحات الحب واللوعة ،آه يا وهم قلبي وشمس الليالي .. أضيئي عتمي أشعلي شموعي وحرري أسرى الظنون المسيطرة على معالم الكمال والاكتمال ..
وائل(بصعوبة حرر شفتيها من تلك القبلة الآسرة):- ميرناااا
ميرنا(ابتلعت ريقها وهي تسترد أنفاسها بعد قبلته الهادرة):- هاااه ؟؟
وائل(بابتسامة يقين):- لم أعقد قادرا على التحمل أكثر … تزوجيني حبيبتي …….
لم يصدق ما رآه ولا ما سمعه ولا حتى ما دار أمام ناظريه حينها ، كيف "ميرنا ووائل" ، هل كانا يستغفلانه هل هو غبي لتلك الدرجة ؟ أي نعم تورط مع ميرا لكنه لم يتخيل بالمرة أن يخدعه ابن عمه اللزم .. عاد أدراجه في حلكة الظلام وبين عينيه منظرهما وهما يقبلان بعضهما ويعبران عن ملكة العشق التي يتبادلانها ، شعر حينها بالضياع بالتشتت بزغللة غبن زارت عينيه فتلك الحقيقة التي اكتشفها بطريقة مؤذية قد جرحته في الصميم ، أيعقل أنه خدع لتلك الدرجة في حين هما يعيشان معا قصة حب … بكره نظر تجاه وائل وسحب أنفاسا عميقا ليتمالك نفسه ليس شهاب رشوان من يسخر منه ، أخرج مسدسه الصغير الذي يحمله معه خفية عن الجميع من جيب سترته الخلفي وأخذ يحرك رأسه يمنة ويسره وقد برزت عروق وجهه المحمر من شدة الغيظ
شهاب(بصوت أقرب من فحيح الأفاعي):- سأقتل كل من يحاول استغفالي حتى لو كنت أنت يا ابن عمي حتى لو كنت أنت يا أخي …..
صوب زناده وهو يمسح على فمه وعيناه تتحركان بدموع مكومة تترجم غبنه وكرهه لتلك الحقيقة الجلية أمام ناظريه ، لم يتردد بل صوبه مجددا ناحية وائل الذي كان يضم إليه ميرنا وينتظر منها جوابا لعرضه سيغير مجريات الأحداث كليا ، غافلا للمرة الثانية عن فوهة ذلك المسدس التي تنوي الغدر به ..


يتبع..

بانتظار تعليقاتكم التحفيزية يا حلوين


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 16-05-16, 09:01 AM   #285

انجوانا

مشرفة منتدى الصور وتسالي مصوره وعضو مميز في القسم الطبي والنفسي ونبض متألق في القسم الأدبي وفراشة الروايات المنقولةوبطلة اتقابلنا فين ؟ومشاركة بمسابقة الرد الأول ومشارك في puzzle star ومحررة بالجر

 
الصورة الرمزية انجوانا

? العضوٌ??? » 359808
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 11,533
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
?  نُقآطِيْ » انجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond repute
افتراضي

لا حرام شو هالقفله ..شهاب بدو يقتل وائل لانه استغفله ..طيب ما فكر انه ميرنا اصلا ما وعدته بشيى وانها اخبرته انها تريد فرصه لتقرر وان كما تدين .تدان لانه بالماضي خانها مع ميرا حدث معه نفس الشيئ اليوم ...
حكيم وظهوره لمفاجاه ميرنا وانه يعرف من حاول قتل اياد
لاستدراجها ...و كهرمانه وفخريه مالذي اوصلهما لهذا الحال ...لان كهرمانه
تحاول عمل ما حصل معها بالماضي بالبنات الجديدات ...
جاسر وزياد ههههه والغيره مشتعله من اياد ...ويقارنون بين بعضهم
بعد رؤيه الاهتمام من الكل به ..
اياد محبوب جدا واظن بانه يحب ميرنا كحبيبه وليس صديقه
وهو مناسب لها اكتر ...كامل كمال ليله سودا من جاسر ياحرام
اتلعثم وبطل يعرف شو يحكي بس جاسر زادها باتهام وصال بحبه ...
كوثر وزياد هل رح تندم لاعطائه الفرصه مجددا ...ابو وصال وحبه لعواطف هل رح يجتمعان ...فريد الان يعسق مرام لكن ما موقفه ان
علم ان ابنه عمها ستتزوج ابوه ...رقيه شكت بحب اياد لميرنا ...
نور وفؤاد ههههههههه بيضحك جدا استفزها جدا وهي مش قادره
تمسك لسانها عنه ....ميرا اذن هي تلتقي بحكيم
شكرا نسرينا على الفصل الجميييييل ..بانتظار الفصل القادم على نار لنرى تاثير صدمه شهاب لمنظر وائل وميرنا وعشقهما الواضح ....


انجوانا غير متواجد حالياً  
التوقيع





مع الله تضيقُ فجوات الوجع، ويخفت صوت الألم ويعلو الأمل، مع الله تُنار لك الدروب، وينجلي الظٌّلم والظلام الحياة مع الله سعاده وأمان .
قديم 16-05-16, 09:16 AM   #286

انجوانا

مشرفة منتدى الصور وتسالي مصوره وعضو مميز في القسم الطبي والنفسي ونبض متألق في القسم الأدبي وفراشة الروايات المنقولةوبطلة اتقابلنا فين ؟ومشاركة بمسابقة الرد الأول ومشارك في puzzle star ومحررة بالجر

 
الصورة الرمزية انجوانا

? العضوٌ??? » 359808
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 11,533
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
?  نُقآطِيْ » انجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الكونتيسة نسرينا مشاهدة المشاركة


الفصل 13


"حِين تمتدُّ جُذور الألمِ فِي مُحيطِ الذاكرة ، وحِين يكُون السُّقوط فِي قعرِ البُؤسِ بهذه الهشاشَة لا يتبقَّى سِوى تنهيدَة مسحُوبةٍ منْ عُمقِ الشَّجن .. تُغذي فراغَ الرُّوح وتسرقُ منه اللهفات ويُصبحُ اليقينُ نصلا يُمزق أشلاءَ العقلِ بفكرَةٍ عقيمَة مات في سبيلهَا النَّبض .."
[لا يحضُرني شيءٌ هذهِ اللحظة سوى كلماتكِ أمي ..
رانيا(صوتها):- دع خُيوط الشمس تُخرجُك من حُلكةِ الظلام الدَّامس ، دعها

بانتظار تعليقاتكم التحفيزية يا حلوين
حبيبتي انتي مبدعه وملتزمه


انجوانا غير متواجد حالياً  
التوقيع





مع الله تضيقُ فجوات الوجع، ويخفت صوت الألم ويعلو الأمل، مع الله تُنار لك الدروب، وينجلي الظٌّلم والظلام الحياة مع الله سعاده وأمان .
قديم 16-05-16, 08:57 PM   #287

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

روعة مازال الغموض يغلف الاحداث شهاب الواطي المريض لن يفعلها و يصيب وائل معقولة هو ال خانها مع اختها كذا مرة يصدم الان انه مريض
وصال وجاسر والجندي كامل ههههه روعة
اياد حبيب الملاييين بس هو بيحب مين كهرمانه نهايتك سودا اه من دعاء فاقت بعح ايه ومرام وحب فربيد
عواطف والمحب الولهان
كوثر و زياد ومحاربة القوانين جد اياد هل هو الفهد البرى وما علقته ببنات الراجي وحكيم اه منه واله لايق عل ميرنا بجد باستمتع بروايتك والتزامك معنا وكم الاحداث ف الفصول روعة ف انتظارك واشكرك عل كلامتك الرقيقة متبابعة معك


modyblue غير متواجد حالياً  
قديم 17-05-16, 04:32 PM   #288

ailee

? العضوٌ??? » 364174
?  التسِجيلٌ » Feb 2016
? مشَارَ?اتْي » 127
?  نُقآطِيْ » ailee is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته موفق بإذن الله

ailee غير متواجد حالياً  
قديم 20-05-16, 06:10 PM   #289

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي

تعليق متاخر عن الفصلين
الغموض عمال يزيد طبعا في اجزاء بتتوضح بس حاجات تانية بتزيد غموض
اياد و اصابة خطيرة من عﻻندس
حكيم و قصته الغير مفهومه
فخرية و كهرمانه و لغز ااماضي بينهم
جاسر و زباد مسخرة لما شافو اياد
كامل كمال الغلبااااان
و اخيرا شهاب المجنون عايزي يقتل وائل
و دي غلطة وائل و ميرنا انهم خبو الحقيقة و حطو نغسهم غي خانة الخيانة لان ميرنا منهتش علاقتها بطريقة صحيحه و صريحة مع شهاب
بانتزارك الحد ان شاء الله


rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














قديم 20-05-16, 06:10 PM   #290

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي

تعليق متاخر عن الفصلين
الغموض عمال يزيد طبعا في اجزاء بتتوضح بس حاجات تانية بتزيد غموض
اياد و اصابة خطيرة من عﻻندس
حكيم و قصته الغير مفهومه
فخرية و كهرمانه و لغز ااماضي بينهم
جاسر و زباد مسخرة لما شافو اياد
كامل كمال الغلبااااان
و اخيرا شهاب المجنون عايزي يقتل وائل
و دي غلطة وائل و ميرنا انهم خبو الحقيقة و حطو نغسهم غي خانة الخيانة لان ميرنا منهتش علاقتها بطريقة صحيحه و صريحة مع شهاب
بانتزارك الحد ان شاء الله


rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:20 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.